التصنيفات
العلوم السياسية و العلاقات الدولية

الإدارة اليابانية

قام وليم أوشي ( W.Ouchi ) بإجراء عدة دراسات وأبحاث ميدانية في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل إلى سر نجاح الإدارة اليابانية ، وتوصل في نهاية الأمر إلى ما أسماه بنظرية ( Z) والتي تقوم فرضيتها على الاهتمام بالجانب الإنساني للعاملين من أجل رفع مستوى أدائهم الوظيفي (الشهري، 1998: 31).
ويؤكد أوشي على أن أفضل عملية استثمار هي تلك الموجهة نحو الإنسان،
لأنه بالإنسان تستطيع المنظمات أن تتغلب على معظم مشكلاتها، وأن العمل الجماعي وتوحيد الجهود وخلق روح الجماعة بين صفوفهم ستساعد على تحقيق قدر أكبر من الفعالية في الأداء (النمر ، 1990: 197)
وتقوم نظرية ( Z) على ثلاثة مبادئ أساسية تتلخص في الآتي:
أ- الثقة بين العاملين بعضهم ببعض وبين العاملين والإدارة.
ب- الحذق والمهارة في التعامل والعمل، وينتج ذلك من الخبرة والتجربة وطول ممارسة العمل.
ج- الألفة والمودة بما تعنيه من علاقات اجتماعية متينة وصداقات حميمة وتعاون واهتمام ودعم للآخرين.
وفي حال توفر الثقة والمهارة والمودة في العمل فإن ذلك يؤدي إلى ا لالتزام الوظيفي والانتماء للمنظمة وهو ما يؤدي بالتالي إلى رفع مستوى أداء الفرد وإنتاجية المنظمة (الدلبجي، 1417: 79 – 80 ).
تقييم الأداء:
تعتبر عملية تقييم الأداء من العمليات الهامة التي تمارسها إدارة الموارد البشرية في المنظمات وعلى جميع مستويات المنظمة بدءً من الإدارة العليا وانتهاءً بالعاملين في أقل المراكز الوظيفية وفي خطوط الإنتاج الدنيا, فهي وسيلة تدفع الإدارات للعمل بحيوية ونشاط نتيجة مراقبة أداء العاملين بشكل مستمر من قبل رؤسائهم, وتدفع المرؤوسين للعمل بنشاط وكفاءة ليظهروا بمظهر العاملين المنتجين أمام رؤسائهم, وليحققوا مستويات أعلى في التقييم لينالوا الحوافز والعلاوات المقررة لذلك, ولكي تحقق العملية الأهداف المرجوة منها يجب التعامل معها بشكل نظامي ودقيق وبمشاركة جميع الأطراف التي من الممكن أن تستفيد من النتائج النهائية لعملية التقييم.
ويمثل تقييم الأداء تعريف الفرد بكيفية أدائه لعملة, وعمل خطه لتحسين وتطوير أدائه في كثير من الحيان, وعندما يطبق تقييم الأداء بصورة صحيحة فأنه يوضح للفرد مستوى أدائه الحالي, وقد يؤثر في مستوى جهد الفرد واتجاهات المهام المستقبلية وتدعيم الجهود المبذولة لتحسين الأداء بطريقة صحيحة (محمد, 2000: 207).
ولقد تعدد التسميات التي أطلقها الباحثين على تقييم الأداء, فسيمت حيناً قياس الكفاءة, وسميت كذلك تقييم الكفاءة, وسميت التقييم الوظيفي أو المهني, ألا أن التسمية الأكثر شيوعاً هي تقييم الأداء.
وعرف تقييم الأداء ( معجم المصطلحات الإدارية, 2022: 544) بأنه عملية إدارية يتم من خلالها تحديد كفاءة العاملين ومدى أسهامهم في إنجاز الأعمال المناطة بهم, وكذلك الحكم على سلوك العاملين وتصرفاتهم أثناء العمل ومدى التقدم الذي يحرزونه أثناء عملهم.
وعرف عبيد (1965: 458) تقييم الأداء بأنه تقييم كل شخص من العاملين في المنشأة على أساس الأعمال التي أتمها خلال فترة زمنية معينة وتصرفاته مع من يعملون معه.
ويعرف عقيلي (1976: 9) تقييم الأداء بأنه عملية بموجبها تقدير جهود العاملين بشكل منصف وعادل, لتجرى مكافأتهم بقدر ما يعملون وينتجون, وذلك بالاستناد إلى عناصر ومعدلات تتم على أساس مقارنة أدائهم بها لتحديد مستوى كفاءتهم في العمل الذي يعملونه.
بينما يعرف السلمي (1988: 289) تقييم الأداء بأنه استخدام المنطق وأساليب التقييم الموضوعية للحكم على الانجازات المحققة بعد تنفيذ المشروعات والأنشطة المختلفة.
في حين يعرف تقييم الأداء (بربر, 1997: 125) بأنه عملية التقييم والتقدير المنتظمة والمستمرة للفرد بالنسبة لإنجاز الفرد في العمل وتوقعات تنميته وتطويره في المستقبل.
بينما نجد أنه في لائحة تقويم الأداء الوظيفي في وزارة الخدمة المدنية في المملكة العربية السعودية المقصود بتقويم الأداء الوظيفي هو ما تقوم به الجهة الحكومية من إجراءات لقياس مستوى أداء الموظف لواجبات وظيفته وفقاً لعناصر ومعايير معينة خلال فترة زمنية محددة بما يمكنها من إتخاذ القرارات المناسبة عن الموظف (وزارة الخدمة المدنية, المادة 36/1)
ولقد حدد بعض الباحثين بأن المقصود من تقييم الأداء هو مايلي:
***61607; تحديد إلى أي مدى استطاعت الإدارة تحقيق المهام المحددة لها.
***61607; معرفة أسباب الأنحرافات عن مقياس الأداء المحدد.
***61607; أقتراح أساليب معالجة النواحي الخارجة عن نطاق تحكم الإدارة.
***61607; وضع الحوافز لتحسين الأداء.
***61607; وضع أسس للمقارنة بين مختلف الأنشطة في الوحدة الاقتصادية (Racker et al., 1964: 396 ).
ويرى السلمي (1976: 41) أن عملية تقييم الأداء جزء من عملية الرقابة في المنظمة ككل, وأن تقييم الأداء هو استقراء دلالات ومؤشرات المعلومات الرقابية لكي يتم اتخاذ قرارات جديدة لتصحيح مسار الأنشطة عند انحرافها, وأن عملية الرقابة بما فيها تقييم الأداء تقوم بمهمتين أساسيتين, هما :
***61607; محاولة دفع الأنشطة في الاتجاهات المحققة لأهداف المنظمة ومنعها من الانحراف عنها.
***61607; تصحيح مسارات الأنشطة وهو ما يعبر عنه بتقييم الأداء.


التصنيفات
العلوم السياسية و العلاقات الدولية

صنع القرار

[صنع القرار
دراسة في سيسيولوجيا الادارة


يعتبر موضوع صنع القرار واتخاذه من الموضوعات ذات الأهمية الكبرى التي شغلت بال العلماء في حقل العلوم الاجتماعية وبخاصة المضطلعين منهم بعلم الاجتماع أو الادارة أو النفس أو السياسة . و تبرز أهمية هذا النوع من الدراسات على مستوى الدراسات السياسية ،وتنطلق الأهمية من أمرين أساسيين: أمر أكاديمي يتمثل في محاولة صياغة و الوصول إلى نظرية عامة قادرة عل وضع أسس تفسيرية و متكاملة لفهم و دراسة عملية اتخاذ القرارات وأمر واقعي ممارساتي يتمثل في أهمية هذا النوع من الدراسات و مدى تأثيره على صناع القرار في مستوى حيوي حساس كالسياسة الخارجية و ما لهذا النوع من القرارات من خطورة باعتبارها تعبر عن مواقف و علاقات بين الدول بوزنها السياسي.
لكن في ظل الميزة الرئيسية للعلوم الاجتماعية عموما و المتعلقة بقضية النسبية على مستوى المناهج المتبعة في هذا الحقل من العلوم مما أثر على مستوى النتائج المتوصل إليها، وباعتبار العلاقات الدولية جزء من هذا النوع من العلوم فقد كانت هي الأخرى معرضة للنسبية على مستوى مناهج الدراسة أو النتائج المتوصل إليها، و يعبر عن هذا بغياب نظرية عامة ذات قدرة تفسيرية و تنبؤية متكاملة شاملة لكل أبعاد و جوانب الظاهرة المدروسة في العلاقات الدولية، و ينطبق الوصف على مستوى دراسة موضوع ملتقانا ” استراتيجيات اتخاذ القرار” باعتباره جزء من الكل، فغياب تنظيم متفق عليه للمعلومات باعتبار الظاهرة الاجتماعية نسبية و في حركية مستمرة، فمحاولة الجمع بين ميزة النسبية و الحركية قد تجعل من دراسة اتخاذ القرار تغيب عنه نظرية عامة في مستوى دراسة استراتيجيات اتخاذ القرار، فكان هناك تنوع و اختلاف بين الدراسة المتخصصة في هذا المجال بل و حتى التناقض أحيانا كثيرة، مما أثر على الوصول إلى وضع و تحديد و ضبط مناهج دراسة متفق عليها.
و تدور إشكالية موضوعنا في هذا الملتقى حول هذا الإطار و النسبية في مستوى الدراسة.
إشكالية الملتقى:
إذا و في ظل غياب نظرية عامة عن دراسة العلاقات الدولية ككل، و عن اتخاذ القرار كجزء، و الاختلاف من مستوى تحليل لآخر، كيف يمكن دراسة استراتيجيات اتخاذ القرار، وما هي المداخل النظرية التي تمتلك أدوات الدراسة القادرة على تفسير و فهم ظاهرة اتخاذ القرار على مستوى السياسة الخارجية من كافة جوانبها؟

والسؤال المطروح هو: ماذا نعني في البداية بكلمة قرار؟!
تعني كلمة قرار البت النهائي والارادة المحددة لصانع القرار بشأن ما يجب وما لا يجب فعله للوصول لوضع معين والى نتيجة محددة ونهائية. على أن هناك بعداً آخر يمكن أن يضاف الى مفهوم القرار فأفعال كل منا يمكن أن تنقسم قسمين رئيسيين: قسم ينتج من تزاوج التمعن والحساب والتفكير، وقسم آخر لا شعوري تلقائي ايحائي.

وينتج عن القسم الأول ما يسمى قرارات، أما القسم الثاني فينتهي الى أفعال آنية. وحينما يكون هناك محل لقرار فانة بالتداعي لابد وأن تكون هناك نتيجة ينبغي انجازها ووسائل ومسارات للوصول الى هذه النتيجة.

ومن ثم يمكن تعريف القرار بأنه (مسار فعل يختاره المقرر باعتباره أنسب وسيلة متاحة أمامه لانجاز الهدف أو الأهداف التي يبتغيها أي لحل المشكلة التي تشغله).

ويرى البعض أن القرار في أبسط حالاته وسيلة تنشط استجابة سبق تشكيلها وهي في وضع استعداد لدى ظهور موقف يتطلب تلك الاستجابة كذلك فإنه في أقصى حالات التعقيد يصبح القرار وسيلة لتحديد معالم استجابة تلقى قبولاً عاماً حيث لا استجابة قائمة من قبل -ومن وجهة نظر “لاندبرج” يعتبر القرار الاداري العملية المتضمنة التي بها وصل شخص واحد الى ان يقوم بالاختيار الذي يؤثر في سلوك الآخرين بالمنظمة في مساهمتهم لتحقيق أهدافها.

ومن وجهة نظرنا فان صنع القرار هو (سلسلة الاستجابات الفردية أو الجماعية التي تنتهي باختيار البديل الأنسب في مواجهة موقف معين).

إن مفهوم صنع القرار لا يعني اتخاذ القرار فحسب وانما هو عملية معقدة للغاية تتداخل فيها عوامل متعددة: نفسية، سياسية، اقتصادية واجتماعية وتتضمن عناصر عديدة.

ويرى “طومسون” و “تودين” أن (وان كان الاختيار بين البدائل يبدو نهاية المطاف في (صنع القرارات) الا أن مفهوم القرار ليس قاصراً على الاختيار النهائي بل أنه يشير كذلك الى تلك الأنشطة التي تؤدي الى ذلك الاختيار).

وعلى ذلك يجب التفرقة بين مفهومي صنع القرار واتخاذ القرار فالأخير يمثل مرحلة من الأول بمعنى أن اتخاذ القرار يمثل آخر مرحلة في عملية صنع القرارات.

ويمكننا تعريف مهمة اتخاذ القرار بأنها عملية أو أسلوب الاختيار الرشيد بين البدائل المتاحة لتحقيق هدف معين. ومن ذلك التعريف يمكن استنتاج النقاط التالية:

1. أن اتخاذ القرار يتم من خلال اتباع عدة خطوات متتابعة تشكل أسلوباً منطقياً في الوصول الى حل أمثل.
2. أن لأي موقف أو مشكلة عامة حلولاً بديلة يجب تحديدها و تحليلها و مقارنتها على هدى قواعد أو مقاييس محددة.
3. أن طريقة اكتشاف البدائل و تحديد قواعد الاختيار و اختيار الحل الأمثل تعتمد كلية على هدف أو مجموعة أهداف يمكن تحقيقها، و المعيار الرئيسي لقياس مدى فعالية القرار.

و تدور عملية اتخاذ القرار في إطار معين يشمل ستة عناصر هي:
1. الموقف (أو المشكلة).
2. متخذ القرار.
3. الهدف.
4. البدائل.
5. قواعد الاختيار.
6. عملية اختيار الحل الأمثل بين البدائل.

عناصر اتخاذ القرار

مراحل صنع القرار:
تعددت النماذج التحليلية لعملية صنع القرار، ورغم ما يبدو من اختلاف بين الباحثين في هذا الموضوع الا أن هناك عناصر اتفاق بينهم كذلك فيتفق كل الباحثين في أن صنع القرار يمر بمجموعة مراحل الا أنهم يختلفون في عدد هذه المراحل وترتيبها.

وعلى أية حال نجد أن هناك نماذج تحليلية لصنع القرار يتراوح ما تحتويه من خطوات ما بين أرتع وتسع خطوات أساسية يجب أن تنم في ترتيب محدد. فمثلاً نجد أن “جريفث” يحدد هذه المراحل في:
1 تحديد وحصر المشكلة.
2 تحليل وتقويم المشكلة.
3 وضع المعايير أو المقاييس التي بها سوف يتم تقويم الحل أو وزنه كحل مقبول وكاف للحاجة.
4 جمع المعلومات.
5 صياعة واختيار الحل (أو الحلول) المفضل واختباره مقدماً.
6 وضع الحل المفضل موضع التنفيذ.

أما “لتشفيلد” فيضع صورة أخرى على النحو التالي:
1 تعريف القضية.
2 تحليل الموقف القائم.
3 حساب وتحديد البدائل.
4 المداولة.
5 الاختيار.

و يرى “سيمون” أن صنع القرار يشمل على ثلاث مراحل رئيسية هي:
1 اكتشاف المناسبات لصنع القرار.
2 اكتشاف سبل العمل الممكنة.
3 الاختيار بين سبل العمل.

وقد تكون عملية اتخاذ القرارات رشيدة منطقية هادفة بصيرة العواقب اذا استخدم فيها التمييز وحسن التقدير. وقد تكون على خلاف ذلك، على أنها تتخذ الشكل التالي في صورتها الأولى (القرارات الرشيدة):
1 تحديد المشكلة أو الموضوع مثار البحث.
2 تحليل الموقف.
3 تحديد البدائل والتدبر فيها.
4 التفكير في النتائج التي ستترتب على الأخذ بكل من هذه البدائل ودراسة هذه النتائج.
5 الاختيار بين هذه البدائل.
ان هذا التسلسل يفترض توفر عنصري الرشد و حسن التقدير و التمييز كما يفترض الفرصة للتأمل و التفكّر وامكان الاختيار بين البدائل علماً بأن العوامل التي تحد من الرشد في مجال الادارة تشتمل القيم المتعلقة بالعواطف والاحساسات وميزان القوى وديناميكية الجماعة علاوة على عوامل الشخصية.

بعض العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار
هناك عدة عوامل تؤثر في اتخاذ القرار نذكر منها ما يلي:
1. أهداف المنظمة:
مما لا شك فيه أن أي قرار يتخذ و ينفذ لابد و أن يؤدي في النهاية الى تحقيق أهداف المنظمة أو الهيئة أو المجتمع المتخذ فيه القرار، فأهداف المنظمة أو الهيئة مثلاً هو محور التوجيه الأساسي لكل العمليات بها، لذلك فان بؤرة الاهتمام في اتخاذ القرار هي اختيار أنسب الوسائل التي يبدو أنها سوف تحقق أهداف المنظمة التكتيكية أو الاستراتيجية.
2. الثقافة السائدة في المجتمع:
تعتبر ثقافة المجتمع و على الأخص نسق القيم من الأمور الهامة التي تتصل بعملية اتخاذ القرار، فالمنظمة لا تقوم في فراغ وانما تباشر نشاطها في المجتمع وللمجتمع. ومن ثم فلا بد من مراعاة الأطر الاجتماعية والثقافية للمجتمع عند اتخاذ القرار.
3. الواقع ومكنوناته من الحقائق والمعلومات المتاحة:
لا يكفي المحتوى القيمي أو المحتوى الأخلاقي كما يسميه البعض بل يجب أن يؤخذ في الاعتبار الحقيقة والواقع وما ترجحه من وسيلة أو بديل على بديل.
وفي رأي “سيمون” أن القرارات هي شيء أكبر من مجرد افتراضات تصف الواقع لأنها بكل تأكيد تصف حالة مستقبله هناك تفضيل لها على حالة أخرى وتوجه السلوك نحو البديل المختار، ومعنى هذا باختصار أن لها محتوى أخلاقي بالاضافة الى محتواها الواقعي.
4. العوامل السلوكية:
يمكن تحديد الاطار السلوكي لمتخذ القرار في ثلاثة جوانب هي:
الجانب الأول: ويتعلق بالبواعث النفسية لدى الفرد ومدى معقوليتها والتي يمكن من خلالها تفسير السلوك النفسي للفرد في اتخاذ قراره.
الجانب الثاني: ويتصل بالبيئة النفسية للفرد حيث تعتبر المصدر الأساسي الذي يوجه الشخص الى اختيار القرار من بين البدائل التي أمامه، ومن ثم كان اتخاذه له.
الجانب الثالث: دور التنظيم ذانه في خلق البيئة التفسية للفرد من خلال:
1 تحديد الأهداف له.
2 اتاحة الفرص للممارسة الادارية واكتساب الخبرة داخل التنظيم.
3 مده بالمعلومات والبيانات والتدائل.
4 اسناد المسؤوليات له مع منحه القدر اللازم من السلطة.

المشاركة في صنع القرار وأهميتها
وجدت الادارة في المنظمات الحديثة أن هناك ضرورة الى الأخذ بمبدأ المشاركة في صنع القرار مع توسيع دائرة المشاركين كلما أمكن وعدم تركيز القرار في يد فرد واحد. وقد ظهر هذا الاتجاه وتأكدت نتيجة لعوامل من أهمها:
1 نمو المنظمات و تضخم حجمها.
2 الحقيقة المنطقية التي تؤكد بأن الفرد مهما توافرت له من قدرات ذاتية فإنه يعجز عن الإحاطة بكل الظروف في كل الأوقات.
3 ما لمسه الخبراء ووضح من أهمية الشورى (الأسلوب الديمقراطي) في القيادة الادارية الذي يتجسّد أساساً في توسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار خاصة فيما يتعلق بتلك القرارات التي تؤثر في المشاركين أو في أعمالهم وما يحققه ذلك من مزايا عديدة مثل ضمان تعاونهم والتزامهم.
4 ان توسيع نطاق المشاركة قد يؤدي الى إثراء القرارات لأنها تصبح متأثرة بمعلومات وخبرات متنوعة، كما أن الاجراءات المتخذة تكون أكثر ملاءمة لمتطلبات الموقف الذي يتفاعل معه المشاركون فضلا عن أ، كل مشارك يصبح أكثر اهتماماً بالموقف طالما أن القرارات والاجراءات المتخذة تتأثر به وهذا يكسبه خبرات أكثر تزيد من كفاءته ونضجه.
هذا و قد يكون اشتراك المرؤوسين على عدة درجات تبدأ من السماح بتقديم اقتراحات في امور بسيطة الى الاشتراك التام في القرارات الكبيرة و ذلك حسب المتدرج التالي:
صفر – عدم اشتراك المرؤوسين اطلاقاً.
– السماح بقبول اقتراحات صغيرة في أمور بسيطة.
– استشارة المرؤوسين أحيانا في موضوعات مهمة نسبياً.
– استشارة المرؤوسين في قرارات هامة.
100% – اشتراك المرؤوسين اشتراكاً تاماً في عملية اتخاذ القرار.

ويقول “لاندبرج” بينما يمكن أن يشار الى شخص واحد بصانع القرار نيابة عن المنظمة الا أنه يمكن بسهولة ادراك أن آخرين قد ساهموا في تمييز المشكلات وفي تحديد وتقويم البدائل، وبالتوصل للخيار النهائي حيث يمكن ارجاع (عناصر القرار) بواسطة قنوات الاتصال الرسمية وغير الرسمية الى أشخاص عديدين، وعلى ذلك يجب التظر الى أن عملية صنع القرارات (في المنظمات) تعني في ذاتها جهداً مشتركاً لأكثر من فرد وليست بأية صورة جهداً فردياً لشخص معين مهما كان موقعه في الهيكل الاداري للتنظيم حتى ولو كان القرار في صورته النهائية قد صدر من قبل هذا الفرد.

ولكي تؤتي المشاركة في اتخاذ القرارات ثمارها المرجوة فانه ينبغي على الادارة مراعاة عدة اعتبارات منها:

الوقت المتاح:
قد يكون الوقت المتاح للمديرين والرؤساء لاتخاذ قرارات معينة قصيراً أو محدوداً كما في حالة القرارات ذات الصفة العاجلة الملحة في هذه الحالات فإن الفوائد التي تترتب على المشاركة قد تؤدي في نفس الوقت الى تعطيل بعض الأهداف الاخرى التي قد تكون أكثر أهمية. وعلى المديرين والرؤساء أن يوازنوا بين هذا وذاك على وجه السرعة.

العامل الاقتصادي:
المشاركة في اتخاذ القرارات داخل المنظمات عملية مكلفة اقتصادياً من حيث الوقت والجهد والاعداد اللازم لها، وعلى المديرين والرؤساء أن يراعوا ألا تكون التكلفة عالية حتى لا تغطي على قيمة المزايا التي تترتب على المشاركة في اتخاذ القرارات.

المسافة بين الرؤساء والمرؤوسين:
ينبغي ألا يكون اعطاء الفرصة للمرؤوسين للمشاركة في عملية اتخاذ القرارات مع الرؤساء مصيدة لايقاع المرؤوسين في أخطاء تؤثر عليهم أو على مستقبلهم الوظيفي بالمنظمة، ومن ناحية أخرى ينبغي ألا تكون تلك المشاركة على حساب سلطة الرؤساء ومكانتهم داخل المنظمة.

سريّة القرارات:
كثيراً ما يتطلب العمل في بعض المنظمات عدم تسرب المعلومات منها الى الخارج وفي مثل هذه الحالات ينبغي ألا يؤدي اعطاء فرصة المشاركة في صنع واتخاذ القرارات الى تسرب المعلومات عن طريق المرؤوسين الذي ساهموا في صنع القرارات.

انواع القرارات
هناك تصنيفات للقرارات وانواعها و فيما يلي عرض لأهم هذه التصنيفات:
1. تقسيم بحسب درجة أهميتها وعموم شمولها:
فعلى طرف هذا التقسيم توجد القرارات الاستراتيجية التي تمس مبرر وجودها وكيانها وأهدافها السيايسة وسيايتها الرئيسية وعلى الطرف الآخر توجد القرارات الادارية محددة الأجل والتي تتعلق بالاجراءات وغيرها من المسائل التكتيكية.
2. تقسيم وفق معيار طبيعتها:
فهناك قرارات نظامية وقرارات شخصية فعندما يتصرف المدير في اطار دوره كمسؤول رسمي فانه يتصرف في اطار قواعد النظام الرسمي المعلن والمعروف للمجتمع. وهذا النوع من القرارات يمكن التفويض فيه للمستويات الادارية التالية والتي تأخذ قراراتها في حدود أحكام النظام المقرر. أما القرارات الشخصية فانها القرارات التي يتخذها المدير في اطار تقديره كفرد ومن ثم فهي لصيقة بشخصه وتقديره وقيمه الذاتية. وهذا النوع من القرارات عادة لا يفوض فيه.

3. تقسيم بحسب درجة امكان جدولتها:
هناك قرارات روتينية متكررة ومن ثم فانها ليست حالات معينة أو مميزة أو فريدة في نوعها. وهناك القرارات التي لا يمكن جدولتها وفقاً لروتين معين لكونها تتميز بأن موضوعاتها ليست متشابهة أو متماسكة، وتلك تستلزم النظر في كل حالة على حدة وفق ظروفها وموضوعها. وتتطلب عملية صنع جديدة يتم بعدها اتخاذ القرار وفق الموقف المعين.

4. تقسيم بحسب محتواها من درجات التأكد:
فبالنسبة لبعض القرارات تكون البيانات المؤسسة عليها متاحة ودقيقة وكاملة، والنتائج المتوقعة منها مضمونة ومؤكدة، وبعض القرارات الأخرى يتوافر عنها بيانات اجتماعية ومن ثم فان نتائجها ليست مؤكدة، وتؤخذ قراراتها في اطار من المخاطرة بإمكان الحصول على النتائج المرجوة او عدم الحصول عليها.
على ان مثل هذه القرارات يمكن جدولتها في اطار أنسب من الاحتمالات أن هذا التقسيم في الحقيقة يقسم بمدلول نوعية البيانات المتاحة عن الموقف موضوع القرار والذي أصبح يدرس الآن تحت ما يعرف ب “نظرية القرار” والتي تدور أساسا حول المنطق الرياضي للاختيار تحت ظروف عدم التأكد.

5. تقسيم بحسب الموضوع محل القرار:
فهي قد تكون قرارات أجندة أي القرارات التي تحدد المشاكل ووضع أولويات لبحثها. وقد تكون قرارات تفضي للاجراءات والأساليب المناسبة للوصول الى حلول المشاكل مقررة، وقد تكون قرارات تخصيصية كما قد تكون تنفيذية متعلقة بتحديد من يقوم بماذا ومتى وأين وكيف. وقد تكون قرارات تقويمية متعلقة بقياس الانجازات المحققة ومقارنتها بالاستهدافات المتوقعة.

6. تقسيم بحسب درجة التغيير المطلوبة:
و تفهمنا لطبيعة الموقف محل القرار و الآثار المترتبة عليه. و يمكن تفهم هذا النوع من التقسيم في اطار امتداد لتعدين متقاطعين هما:
البعد الأفقي: ويبين درجة التأثير التي يحدثها القرار ومن ثم فانه يقع على امتداده قرارات يتدانى ماتحدثه من تغيير الى درجة جدية.
البعد الرأسي: ويبين درجة تفهم طبيعة الموقف موضوع القرار والنتائج المترتبة على اتخاذه، ومن ثم فانه يقع على امتداده قرارات يتعاظم فهمنا لمتابعتها.


شكررررررا (:

التصنيفات
العلوم السياسية و العلاقات الدولية

ملخص مقياس التنظيم والتسيير


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله خير الأنام سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

اهلا بكم اعضاء وزوار منتدى العلوم السياسية والعلاقات الدولية

اريد ان اقدم لكم ملخص لاهم مواضيع مقياس التنظيم والتسيير ،والادارة العامة بشكل عام

على شكل ملف word لما يتضمنه من سهولة وترتيب يسهل عملية استيعاب المعلومات

هذه الاخيرة تعد قاعدة اساسية لطلبة التنظيمات الادارية فيجب استيعابها لانها هي حجر الاساس للدراسات القادمة

بدون اطالة اترككم مع رابط التحميل :

اضغط هنا للتحميل
الباسوورد: hicham500


شكرا على المساعدة

أحتاج إلى كلمة السر لفتح الملف

شكرا قد وجدته

التصنيفات
العلوم السياسية و العلاقات الدولية

منهجية العلوم السياسية

السلام عليكم
أيها الطلبة و الطالبات
يشرفني أن أن أقدم لكم دروس
في المنهجية السياسية

الجزء الأول:
” مهارات البحث العلمي “

• مراحل التفكير الإنساني
• تعريف المنهج العلمي في البحث وأهدافه
• خصائص التفكير العلمي
• صفات الباحث العلمي
• أنواع البحوث العلمية

أولا: مراحل التفكير الإنساني :.
التفكير الإنساني: هو ذلك النشاط العقلي الذي يواجه به الإنسان مشكلة ما تصادفه في حياته

• وقد تطورت أساليب التفكير عبر العصور التاريخية المختلفة للإنسان لتتناسب مع قدراته ومستويات تفكيره والوسائل المتاحة له
ونستطيع أن نقسم مراحل التفكير من التطور الفكري والحضاري للإنسانية إلى 3 مراحل أساسية:
1. مرحلة حسية: في هذه المرحلة استخدم الإنسان حواسه المجردة والمعروفة في فهمه ومعرفته للأشياء وتفسيره للمواقف التي واجهته
2. المرحلة الفلسفية التأملية: يحاول الإنسان التفكير والتأمل في الظواهر والأساليب الأخرى التي لا يستطيع فهمها أو معرفتها عن طريق حواسه المجردة المعروفة (الموت-الحياة-الخلق-الخالق)
3. المرحلة العلمية التجريبية: حيث استطاع الإنسان وفي مرحلة متقدمة لاحقة من ربط الظواهر والمسببات بعضها بالبعض الآخر ربطا موضوعيا وتحليل المعلومات المتوفرة عليها بغرض الوصول إلى قوانين ونظريات وتعميمات تفيده في مسيرة حياته

ثانيا:تعريف المنهج العلمي في البحث وأهدافه :.
العلم: هو المعرفة المنظمة التي تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب
بغرض وضع أسس وقواعد لها يتم دراسته0

العلم له جانبان :
أ‌- معرفة وإدراك منظم ومعمق القائم على الدراسة والتجربة وليس معرفة وإدراك سطحي بديهي
ب‌- ينشأ العلم عن طريق الدراسة أو التجارب أو الملاحظة ويحقق العلم أهدافا ضرورية تتمثل في الوصف والتفسير والتنبؤ.

المنهج: هو الطريق المؤدي للكشف عن الحقيقة في العلوم المختلفة وذلك عن طريق جملة من القواعد العامة التي تسيطر على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة مقبولة.

البحث العلمي :
• إنه محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها وتنميتها وفحصها وتحقيقها بدقة ونقد عميق ثم عرضها بشكل متكامل ولكي تسير في ركب الحضارة العلمية والمعارف البشرية وتسهم إسهاما حيا وشاملا
• هو استعلام دراسي جدوى أو اختيار عن طريق التحري والتنقيب والتجريب بغرض اكتشاف حقائق جديدة أو تفسيرها أو مراجعة للنظريات والقوانين المتداولة والمقبولة في المجتمع في ضوء حقائق جديدة أو تطبيقات عملية لنظريات وقوانين مستحدثة أو معدلة.

ثالثا: خصائص التفكير( البحث العلمي ):.
• الاعتماد على الحقائق والشواهد والابتعاد عن التأملات والمعلومات التي لا تستند على أسس وبراهين.
• الموضوعية في الوصول إلى المعرفة والابتعاد عن العواطف .
• الاعتماد على استخدام الفرضيات ( الحقائق المفترضة) والتي تحتاج إلى تأكيدها واستعاضتها بفرضيات أخرى تنسجم مع المعلومات المستجدة التي توفرت للباحث.

رابعا: البحث الجيد والباحث الناجح :.
أ‌) مستلزمات البحث الجيد:
1. العنوان الواضح والشامل للبحث :
ينبغي أن يتوفر 3 سمات أساسية في العنوان هي:
• الشمولية: أي أن يشمل عنوان البحث المجال المحدد والموضوع الدقيق الذي يخوض فيه الباحث والفترة الزمنية التي يغطيها البحث.
• الوضوح: أي أن يكون عنوان الباحث واضحا في مصطلحا ته وعباراته واستخدامه لبعض الإشارات والرموز.
• الدلالة: أن يعطي عنوان البحث دلالات موضوعية محددة وواضحة للموضوع الذي يبحث ومعالجته والابتعاد عن العموميات.
2. تحديد خطوات البحث وأهدافه وحدوده المطلوبة البدء بتحديد واضح كمشكلة البحث ثم وضع الفرضيات المرتبطة بها ثم تحديد أسلوب جمع البيانات والمعلومات المطلوبة لبحثه وتحليلها وتحديد هدف أو أهدافا للبحث الذي يسعى إلى تحقيقها بصورة واضحة ووضع إطار البحث في حدود موضوعية وزمنية ومكانية واضحة المعالم .
3. الإلمام الكافي بموضوع البحث:
يجب أن يتناسب البحث وموضوعه مع إمكانات الباحث ويكون لديه الإلمام الكافي بمجال وموضوع البحث .
4. توفر الوقت الكافي لدى الباحث:
أي أن هناك وقت محدد لإنجاز البحث وتنفيذ خطواته وإجراءاته المطلوبة وأن يتناسب الوقت المتاح مع حجم البحث وطبيعته .

5. الإسناد:
ينبغي أن يعتمد الباحث في كتابة بحثه على الدراسات والآراء الأصيلة والمسندة وعليه أن يكون دقيقا في جمع معلوماته وتعد الأمانة العلمية في الاقتباس والاستفادة من المعلومات ونقلها أمر في غاية الأهمية في كتابة البحوث وتتركز الأمانة العلمية في البحث على جانبين أساسيين :
• الإشارة إلى المصادر التي استقى منها الباحث معلوماته وأفكاره منها.
• التأكد من عدم تشويه الأفكار والآراء التي نقل الباحث عنها معلوماته.

6. وضع أسلوب تقرير البحث :
إن البحث الجيد يكون مكتوب بأسلوب واضح ومقروء ومشوق بطريقة تجذب القارئ لقراءته ومتابعة صفحاته ومعلوماته.
7. الترابط بين أجزاء البحث :
أن تكون أمام البحث وأجزاءه المختلفة مترابطة ومنسجمة سواء كان ذلك على مستوى الفصول أو المباحث والأجزاء الأخرى.
8. مدى الإسهام والإضافة إلى المعرفة في مجال تخصص الباحث :
أن تضيف البحوث العلمية أشياء جديدة ومفيدة والتأكيد على الابتكار عند كتابة البحوث والرسائل .
9. الموضوعية والابتعاد عن التحيز في ذكر النتائج التي توصل الباحث إليها .
10.توفر المعلومات والمصادر من موضوع البحث :
توفر مصادر المعلومات المكتوبة أو المطبوعة أو الالكترونية المتوفرة في المكتبات ومراكز المعلومات التي يستطيع الباحث الوصول إليها.
ب‌) صفات الباحث الناجح :
تتمثل أهم صفات الباحث الناجح فيما يلي :
1. توفر الرغبة الشخصية في موضوع البحث لأن الرغبة الشخصية في الخوض في موضوع ما هي دائما عامل مساعد ومحرك للنجاح.
2. قدرة الباحث على الصبر والتحمل عند البحث عن مصادر المعلومات المطلوبة والمناسبة .
3. تواضع الباحث العلمي وعدم ترفعه على الباحثين الآخرين الذين سبقوه في مجال بحثه وموضوعه الذي يتناوله.
4. التركيز وقوة الملاحظة عند جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها وتجنب الاجتهادات الخاطئة في شرح مدلولات المعلومات التي يستخدمها ومعانيها .
5. قدرة الباحث على انجاز البحث أي أن يكون قادرا على البحث والتحليل والعرض بشكل ناجح ومطلوب .
6. أن يكون البحث منظما في مختلف مراحل البحث .
7. تجرد الباحث علميا ( أن يكون موضوعيا في كتابته وبحثه )

خامسا : أنواع البحوث العلمية :
يختلف الكتاب في مجال طرق البحث العلمي ومناهجه في تصنيف البحوث وتقسيمها فمنهم من يقسمها
حسب مناهجها ( البحوث الوثائقية) وهناك قسم ثالث حسب جهات تنفيذها كالبحوث الجامعية الأكاديمية
والبحوث غير الأكاديمية .

مما سبق نستطيع أن نصنف البحوث إلى:
أ‌- أنواع البحوث من حيث طبيعتها:
• البحوث الأساسية:
هي بحوث تجرى من أجل الحصول على المعرفة بحد ذاتها وتسمى أحيانا البحوث النظرية وهي تشتق من
المشاكل الفكرية والمبدئية إلا أن ذلك لا يمنع من تطبيق نتائجها فيما بعد على مشاكل قائمة بالفعل.
• البحوث التطبيقية:
هي بحوث علمية تكون أهدافها محددة بشكل أدق من البحوث الأساسية النظرية وتكون عادة موجهة
لحل مشكلة من المشاكل العلمية أو لاكتشاف معارف جديدة يمكن تسخيرها والاستفادة منها وفي واقع
فعلي موجود في مؤسسة أو منطقة لدى الأفراد.

ب‌- أنواع البحوث من حيث مناهجها:
• البحوث الوثائقية:
هي البحوث التي تكون أدوات جمع المعلومات فيها معتمدة على المصادر والوثائق المطبوعة وغير
المطبوعة كالكتب والدوريات والنشرات.
ومن أهم المناهج المتبعة في هذا النوع :
البحوث التي تتبع المنهج الإحصائي .
 البحوث التي يتبع فيها الباحث المنهج التاريخي.
البحوث التي تتبع منهج تحليل المضمون والمحتوى .
• البحوث الميدانية:
هي البحوث التي تنفذ عن طريق جمع المعلومات من مواقع المؤسسات والوحدات الإدارية
والتجمعات البشرية المعنية بالدراسة ويكون جمع المعلومات بشكل مباشر من هذه الجهات وعن طريق
الاستبيان أو المقابلة وهناك عدد من المناهج المتبعة لهذا النوع:
البحوث التي تتبع المنهج المسحي .
البحوث التي تتبع منهج دراسة الحالة .
البحوث الوصفية الأخرى .
• البحوث التجريبية:
هي البحوث التي تجرى في المختبرات العملية المختلفة المهارات والأنواع سواء كان على مستوى العلوم
التطبيقية وبعض العلوم الإنسانية .

ج) من حيث جهات تنفيذها :
• البحوث الأكاديمية :
هي البحوث التي تجرى في الجامعات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية المختلفة وتصنف إلى مستويات عدة هي:
البحوث الجامعية الأولية : أقرب ما تكون للتقارير منها للبحوث .
بحوث الدراسات العليا : رسائل الماجستير و الدكتوراه .
بحوث التدريسيين : تطلب من أساتذة الجامعات .
والبحوث الأكاديمية هي أقرب ما تكون للبحوث الأساسية النظرية منها للتطبيقية ولكن ذلك لا يمنع من
الاستفادة من نتائجها وتطبيقها فيما بعد .
• البحوث الغير أكاديمية :
هي بحوث متخصصة تنفذ في المؤسسات المختلفة بغرض تطوير أعمالها ومعالجة المشاكل فهي أقرب ما يكون للبحوث التطبيقية .
الجزء الثاني:
خطوات إعداد البحث:.

1- اختيار المشكلة البحثية.
2- القراءات الإستطلاعية.
3- صياغة الفرضية.
4- تصميم خطة البحث.
5- جمع المعلومات وتصميمها.
6- كتابة تقرير البحث بشكل مسودة.

أولآ: إختيار المشكلة البحثية:.
1) ماهي المشكلة في البحث العلمي؟
مشكلة البحث: هي عبارة عن تساؤل أي بعض التساؤلات الغامضة التي قد تدور في ذهن الباحث حول موضوع الدراسة التي اختارها وهي تساؤلات تحتاج إلى تفسير يسعى الباحث إلى إيجاد إجابات شافية ووافية لها. مثال: ماهي العلاقة بين استخدام الحاسب الألي وتقدم أفضل الخدمات للمستفيدين في المكتبات ومراكز المعلومات؟
وقد تكون المشكلة البحثية عبارة عن موقف غامض يحتاج إلى تفسير وإيضاح.
مثال: على ذلك اختفاء سلعة معينة من السوق رغم وفرة إنتاجها واستيرادها.
2) مصادر الحصول على المشكلة.
أ. محيط العمل والعبرة العلمية:
بعض المشكلات البحثية تبرز الباحث من خلال خبرته العلمية اليومية فالخبرات والتجارب تثير لدى
الباحث
تساؤلات عن بعض الأمور التي لا يجدلها تفسير أو التي تعكس مشكلات للبحث والدراسة.
مثال: موظف في الإذاعة والتلفزيون يستطيع أن يبحث في مشكلة الأخطاء اللغوية أو الفنية وأثرها على
جمهور المستمعين والمشاهدين.
ب. القراءات الواسعة الناقدة لما تحويه الكتب والدوريات والصحف من أراء وأفكار قد تثير لدى الفرد مجموعة من التساؤلات التي يستطيع أن يدرسها ويبحث فيها عندما تسنح له الفرصة.
ج. البحوث السابقة:
عادة مايقدم الباحثون في نهاية أبحاثهم توصيات محددة لمعالجة مشكلة ما أو مجموعة من المشكلات ظهرت لهم أثناء إجراء الأبحاث الأمر الذي يدفع زملائهم من الباحثين إلى التفكير فيها ومحاولة دراستها.
د. تكلفة من جهة ما:
أحيانا يكون مصدر المشاكل البحثية تكليف من جهة رسمية أو غير رسمية لمعالجتها وإيجاد حلول لها بعد
التشخيص الدقيق والعلمي لأسبابها وكذلك قد تكلف الجامعة والمؤسسات العلمية في الدراسات العليا والأولية بإجراء بحوث ورسائل جامعية من موضوع تحدد لها المشكلة السابقة.
3) معيار اختيار المشكلة:
أ. استحواذ المشكلة على اهتمام الباحث لأن رغبة الباحث واهتمامه بموضوع بحث ما ومشكلة بحثه محددة
يعتبر عاملا هاما في نجاح عمله وانجاز بحثه بشكل أفضل.
ب. تناسب إمكانيات الباحث ومؤهلاته مع معالجة المشكلة خاصة إذا كانت المشكلة معقدة الجوانب
وصعبة المعالجة والدراسة.
ج. توافر المعلومات والبيانات اللازمة لدراسة المشكلة.
د. توافر المساعدات الإدارية المتمثلة في التحملات التي يحتاجها الباحث في حصوله على المعلومات خاصة
في الجوانب الميدانية.
مثال: إتاحة المجال أمام الباحث لمقابلة الموظفين والعاملين في مجال البحث وحصوله على الإجابات المناسبة للاستبيانات وما شابه ذلك من التسهيلات.
هـ. القيمة العلمية للمشكلة بمعنى أن تكون المشكلة ذات الدلالة تدور حول موضوع مهم وأن تكون لها
فائدة علمية واجتماعية إذا تمت دراستها.
و. أن تكون مشكلة البحث جديدة تضيف إلى المعرفة في مجال تخصص البحث دراسته مشكلة جديدة لم
تبحث من قبل غير(مكررة) بقدر الإمكان أو مشكلة تمثل موضوعا يكمل موضوعات أخرى سبق بحثها
وتوجد إمكانيات صياغتها فروض حولها قابلة للاختبار العلمي وأن تكون هناك إمكانيات لتعميم النتائج التي
سيحصل عليها الباحث من معالجته لمشكلة على مشكلة أخرى.

ثانيآ: القراءات الإستطلاعية ومراجعة الدروس السابقة:.
أن القراءات الأولية الإستطلاعية يمكن أن تساعد الباحث في النواحي التالية:
1) توسيع قاعدة معرفته عن الموضوع الذي يبحث فيه وتقدم خلفية عامة دقيقة عنه وعن كيفية تناوله
(وضع إطار عام لموضوع البحث).
2) التأكد من أهمية موضوعه بين الموضوعات الأخرى وتميزه عنها.
3) بلورة مشكلة البحث ووضعها في إيطار الصحيح وتحديد أبعادها لمشكلة أكثر وضوحا ، فالقراة
الإستطلاعية تقود الباحث إلى اختيار سليم للمشكلة والتأكد من عدم تناولها من الباحثين آخرين.
4) إتمام مشكلة البحث حيث يوفر الإطلاع على الدراسات السابقة الفرصة للرجوع إلى الأطر (الإطار)
النظرية والفروض التي اعتمدتها والمسلمات التي تبنتها مما يجعل الباحث أكثر جراءة في التقدم في بحثه.
5) تجنب الثغرات الأخطاء والصعوبات التي وقع فيها الباحثون الآخرون وتعريفه بالوسائل التي اتبعتها في
معالجتها.
6) تزويد الباحث بكثير من المراجع والمصادر الهامة التي لم يستطيع الوصول إليها بنفسه.
7) استكمال الجوانب التي وقفت عندها الدراسات السابقة الأمر الذي يؤدي إلى تكامل الدراسات
والأبحاث العلمية.
8) تحديد وبلورة عنوان البحث بعد التأكد من شمولية العنوان لكافة الجوانب الموضوعية والجغرافية
والزمنية للبحث.

ثالثأ: صياغة الفروض البحثية:.
1) تعريف الفرضية أو الفرض:
الفرض هو تخمين أو استنتاج ذي يصوغه ويتبناه الباحث في بداية الدراسة مؤقت.
أو يمكن تعرفيه بأنه تفسير مؤقت يوضح مشكلة ما أ ظاهرة ما
أو هو عبارة عن مبدأ لحل مشكلة يحاول أن يتحقق منه الباحث بإستخدام المادة المتوفرة لديه.

2) مكونات الفرضية:
الفرضية عادة ما تكون من المتغير الأول المتغير المستقل والتالي المتغير التابع ، والمتغير المستقل لفرضية
في بحث معين قد تكون متغير تابع في بحث أخر حسب طبيعة البحث والغرض منه.
مثال: على الفرضيات التحصيل الدراسي في المدارس الثانوية يتأثر بشكل كبير بالتدريس الخصوصي خارج
المدرسة ، والتغير المستغل هو التدريس الخصوصي والتابع هو التحصيل الدراسي المتأثر بالتدريس
الخصوصي.
3) أنواع الفرضيات:
الفرض المباشر الذي يحدد علاقة إيجابية بين متغيرين
مثال: توجد علاقة قوية بين التحصيل الدراسي في المدارس الثانوية والتدريس الخصوصي خارج المدارس
الفرض الصفري الذي يعني العلاقة السلبية بين المتغير المستقل والمتغير التابع
مثال: لا توجد علاقة بين التدريس الخصوصي والتحصيل الدراسي.
4) شروط صياغة الفرضية:
معقولية الفرضية وانسجامها مع الحقائق العلمية المعروفة أي لا تكون خيالية أو متناقضة معها.
ـ صياغة الفرضية بشكل دقيق ومحدد قابل للاختبار وللتحقق من صحتها.
ـ قدرة الفرضية على تفسير الظاهرة وتقديم حل للمشكلة.
ـ أن تتسم الفرضية بالإيجاز والوضوح في الصياغة والبساطة والإبتعاد عن العمومية أو التعقيدات
وإيستخدام ألفاظ سهلة حتى يسهل فهمها.
ـ أن تكون بعيدة عن احتمالات التحيز الشخصي للباحث.
ـ قد تكون هناك فرضية رئيسية للبحث أو قد يعتمد الباحث على مبدأ الفروض المتعددة (عدد محدود)
على أن تكون غير متناقضة أو مكملة لبعضها.
رابعا: تصميم خطة البحث:.
في بداية الإعداد للبحث العلمي لابد للباحث من تقديم خطة واضحة مركزة ومكتوبة لبحثه تشتمل
على ما يلي….
1) عنوان البحث:
يجب على الباحث التأكد من إختيار العبارات المناسبة لعنوان بحثه فضلا عن شموليته وارتباطه بالموضوع بشكل جيد، بحيث يتناول العنوان الموضوع الخاص بالبحث والمكان والمؤسسة المعنية بالبحث والفترة الزمنية للبحث.
مثال:علاقة التلفزيون بقراءة الكتب والمطبوعات المطلوبة عن طلبة الجامعة في مدينة الرياض لعام الدراسي /1999 2000م

2) مشكلة البحث:
خطة البحث يجب أن تحتوي على تحديد واضح لمشكلة البحث وكيفية صياغتها كما سبق ذكره.
مثال: ماهو تأثير برامج التلفزيون على قراءة الكتب والمطلوبة عند طلبة الجامعة في مدينة الرياض لعام الدراسي /1999 2000م
3) الفرضيات:
يجب أن يحدد الباحث- في الخطة – فرضيات بحثه، هل هي فرضية واحدة شاملة لكل الموضوع أم أكثر
من فرضية (كما سبق التوضيح)
مثال: لتلفزيون أثر سلبي وكبير على إقدام طالبة الجامعة على قراءة الكتب المطلوبة منهم.
4) يجب على الباحث أن يوضح في خطته أهمية موضوع البحث مقارنة بالموضوعات الأخرى والهدف من
دراسته.
5) يجب أن تشتمل خطة البحث أيضا على المنهج البحثي الذي وقع إختيار الباحث عليه والأدوات التي قرر الباحث إستخدامها في جمع المعلومات والبيانات (سوف يتم تفصيل مناهج البحث وأدوات جمع المعلومات لاحقا)
6) إختيار العينة:
على الباحث أن يحدد في خطته نوع العينة التي اختارها وهي لبحثه وما هو حجم العينة ومميزاتها وعيوبه والإمكانيات المتوفرة له عنها.
7) حدود البحث:
المقصود بها: تحديد الباحث للحدود الموضوعية والجغرافية والزمنية لمشكلة البحث.
8) خطة البحث يجب أن تحتوي على البحوث والدراسات العلمية السابقة التي اطلع عليها الباحث في مجال موضوعة أو الموضوعات المشابهة فعلى الباحث أن يقدم حصر لأكبر كم منها في خطة البحث.
9) في نهاية خطة البحث يقدم الباحث قائمة بالمصادر التي ينوي الاعتماد عليها في كتابة البحث.

خامسا: جمع المعلومات وتحليلها:.
عملية جمع المعلومات تعتمد على جانبين أساسين هما:
1) جمع المعلومات وتنظيمها وتسجيلها:
تسير عملية جمع المعلومات في اتجاهين :
أ‌. جمع المعلومات المتعلقة بالجانب النظري في البحث إذا كانت الدراسة ميدانية تحتاج إلى فصل نظري يكون دليل عمل الباحث.
ب‌. جمع المعلومات المتعلقة بالجانب الميداني أو التدريبي في حالة اعتماد الباحث على مناهج البحوث الميدانية والتجريبية فيكون جمع المعلومات فن معتمدا على الاستبيان أو المقابلة أو الملاحظة.
وفيما يتعلق بعملية جمع المعلومات تجدر الإشارة إلى نقطتين رئيسيتين:
جمع المعلومات من المصادر الوثائقية المختلفة يرتبط بضرورة معرفة كيفية استخدام المكتبات ومراكز المعلومات وكذلك أنواع مصادر المعلومات التي يحتاجها الباحث وطريقة إستخدامها.
وغالبا مايتوقف خطوات جمع المعلومات على منهج البحث الذي يستخدمه الباحث في الدراسة فاستخدام المنهج التاريخي في دراسة موضوع ما على سبيل المثال يتطلب التركيز على مصادر الأولية لجمع المعلومات مثل الكتب الدورية النشرات…. وغير ذلك.
أما استخدام المنهج المسحي في الدراسة يتطلب التركيز على المصادر الأولية المذكورة أعلاه بالإضافة إلى أدوات أخرى الاستبيان أو المقابلة مثلا.
2) تحليل المعلومات واستنباط النتائج:
خطوات تحليل المعلومات خطوة مهمة لان البحث العلمي يختلف عن الكتابة العادية لأنه يقوم على تفسير وتحليل دقيق للمعلومات المجمعة لدى الباحث ويكون التحليل عادة بإحدى الطرق التالية:
أ‌. تحليل نقدي يتمثل في إن برود الباحث رأيا مستبطا من المصادر المجمعة لديه مدعوما بالأدلة والشواهد.
ب‌. تحليل إحصائي رقمي عن طريق النسب المؤوية وتستخدم هذه الطريقة مع المعلومات المجمعة من الأشخاص المعنيين بالإستبيان ونسبة ردودهم وما شابه ذلك.
ـ كتابة تقرير البحث كمرحلة أخيرة من خطوات البحث العلمي:
يحتاج الباحث في النهاية إلى كتابة وتنظيم بحثه في شكل يعكس كل جوانبه ولأقسامه هذه الكتابة تشمل على جانبين رئيسيين:

A ) مسودة البحث:
لها أهميتها على النحو التالي:
إعطاء صورة تقريبية للبحث في شكله النهائي.
أن يدرك الباحث ماهو ناقص و ماهو فائض ويعمل على إعادة التوازن إلى البحث.
أن يرى الباحث ما يجب أن يستفيض فيه وما يجب عليه إيجازه.
أن يدرك الباحث ما يمكن اقتباسه من نصوص ومواد مأخوذة من مصادر أخرى وما يجب أن يصغه بأسلوبه.
تحديد الترتيب أو التقسيم الأولى للبحث.
B ) الكتابة النهائية للبحث:
سوف يتم تفصيلها ف

الجزء الثالث:
مناهج البحث العلمي

يختلف الكتاب بشأن تصنيف مناهج البحث العلمي فيضيف البعض مناهج ويحذف أخرين مناهج أو يختلفون
حول أسماءها فيما يلي سنعرض أهم المناهج التي يتفق عليها الكثير من الباحثين.
أولآ: المنهج التاريخي:.
1- نظرية عامة:
يستخدم المنهج البحثي في دراسة كثير من المضوعات والمعارف البشرية , حيث يعد التاريخ عنصر لاغنى عنه في إنجاز الكثير من العلوم الإنسانية وغير الإنسانية فكثر من الدراسات للظواهر الإجتماعية للملاحظة والدراسة الميدانية الأتية لفهمها ويحتاج الأمر لدراسة تطور تلك الظواهر وتاريخها ليكتمل فهمها.
ويعتمد المنهج التاريخي على وصف وتسجيل الوقائع وانشطة الماضي ولكن لا يقف عند حد الوصف والتسجيل ولكن يتعداه إلى دراسة وتحليل للوثائق والأحداث المختلفة وإيجاد التفسيرات الملائمة والمنطقية لها على أسس علمية دقيقة بغض الوصول إلى نتائج تمثل حقائق منطقية وتعميمات تساعد في فهم ذلك الماضي والإستناد على ذلك الفهم في بناء حقائق للحاضر وكذلك الوصول إلى القواعد للتنبؤ بالمستقبل.
 فالمنهج التاريخي له وظائف رئيسية تتمثل في التفسير والتنبؤ وهو أمر مهم للمنه العلمي.
2- أنواع مصادر المعلومات:
هناك نوعين من مصادر المعلومات المنشورة والمكتوبة , مصادر أولية ومصادر ثانوية:
المصادر الأولية: وهي التي تحتوي على بيانات ومعلومات أصيلة وأقرب من تكون للواقع وهي غالبآ ما تعكس الحقيق ويندر أن يشوهها التحريف فالشحص الذي يكتسب كشاهد عيان لحادثة أو واقعة معينة غالبا ما يكون مصيبا وأقرب للحقيقة من الشخص الذي يرويها عنه أو الذي يقرأها منقولة عن شخص أو أشخاص اخرين.
كذلك يمكن القول إن المصادر الأولية هي التي تصل إلينا دون المرور بمراحل تفسير والتغير والحذف والإضافة . ومن أمثلتها نتائج البحوث العلمية والتجارب وبراءة الإختراع والمخطوطات والتقارير الثانوية والإحصاءات الصادرة عن المؤسسات الرسمية والوثائق التاريخية والمذكرات ……..إلخ.
المصادر الثانوية: فهي ثل الكتب المؤلفة ومقالات الدورية وغيرها من مصادر المنقولة عن المصادر الأخرى الأولية منها وغير الأولية.
ويعتمد البحث التاريخي أساسا على المصادر الأولية بعتبارها اقرب للحدث المطلوب دراسته وان لا يمنع ذلك من الإستعانة بالمصادر الثانوية إذا ما تعذر الحصول على مصادر أولية أو اذا.
رغب الباحث الأفادة مثلآ من الأخطاء التي وقع فيها الأخرون ممن سبقوا الباحث الذي يقوم به يسبق إليه الأخرون
3- ملاحظات أساسية على المنهج التاريخي:
أ) يهدف هذا المنهج إلى فهم الحاضر على ضوء الأحداث التاريخية الموثقة , لأن جميع الإتجاهات المعاصرة سياسية أو اقتصادية أو إجتماعية أو عملة لا يمكن أن تفهم بشكل واضح دون التعرف على اصولها وجذورها وطلق على هذا المنهج التاريخي المهج الوثائقي لأن الباحث يعتمد على يعتمد على استخدامه على الوثائق.
ب) استخدامآ رغم ظهور مناهج اخرى عديدة.
ج) لايقل هذا المنهج عن المناهج الأخرى بل قد يفوقها إذا ماتوفر له شرطان:
توفر المصادر لأولية وتوفر المهارات الكافية عن البحث.
د) يحتاج المنهج التاريخي مثله مثل باقي الناهج الى فرضيات لوضع اطار للبحث تحديد مسار جمع وتحليل المعلومات فيه.

ثانيآ: المنهج الوصفي (المسحي):.
الإجتماعي وتسهم في تحليل ظواهر هو يرتبط بالمنهج الوصفي عدد من المناهج الأخرى المتعرفة عن أهمها المنهج المسحي ومنهج دراسة الحالة.
1- تعريف المنهج المسحي أو المسح:
o يعرف بأنه عبارة عن تجيع منظم للبيانات المتعلقة بمؤسساتإدارية او علمية أو ثقافية أو إجتماعية كالمكتبات والمدرس والمستشفيات مثلآ وانشطتها المختلفة وموظفيها خلال فترة زمنية معينة.
o والوظيفة الأساسية للدراسات المسحية هي جميع المعلومات التي يمكن فيها بعد تحليها وتفسيرها ومن ثم الخروج باستنتاجات

2- أهداف المنهج البحثي:
وصف مايجري والحصول على حقائق ذات علاقة بشيء ما (كمؤسسات أو مجتمع معين أو منظمة جغرفية ما)
تحديد وتشخيص المجلات التي تعاني من مشكلات معينة والتي تحتاج إلى تحسن.
توضيح التحويلات والتغيرات الممكنة والتنبؤ بالمتغيرات المستقبلية.
 وعن طريق المنهج المسحي أو الدراسة المسحية يستطع الباحث تجميع المعلومات عن هيكل معين لتوضيح ولدراسة الأوضاع والممارسات الموجودة بهدف الوصول الى خطط أفضل لتحسين تلك الأوضاع القائمة بالهيكل الممسوح من خلال مقارنتها بمستويات ومعيار تم اختيارها مسبقاز
ومجال هذه الدراسات امسحية قد يكون واسعا يمتد الى اقليم جغرافية يشمل عدد من الدول وقد يكون المؤسسة اوشريحة اجتماعية في مدينة او منطقة وقد تجمع البيانات من كل فرد من افراد المجتمع المممسوح خاصة إذا كان صغيرآ او قد يختار الباحث نموذج أو عينة لكي تمثل هذا المجتمع بشكل علمي دقيق .
ومن الأساليب المستخدمة في جمع البيانات في الدراسات المسحية الستبيان او المقابلة.
وقد اثبتت الدراسات المسحية عدد من الموضوعات التي يمكن ان يناقشها الباحث ويطرح أسئلته بشأنها ومن أهمها:
أ) الحكومة والقوانين: والتي في إطارها يمكن دراسة طبيعة الخدمات التي تقدمها الهيئات الحكومية ونوعها
والتنظيمات السياسية الموجودة والجماعات أو الشخصيات المسيطرة عليها, والقوانين المتعلقة بغرض
الضرائب…..الخ.
ب) الأوضاع الاقتصادية والجغرافية: وفي إطارها يمكن بحث الأحوال الاقتصادية السائدة في مجتمع ما,
ويتأثر جغرافية منطقة ما على النقل والمواصلات بها ……الخ.
ج) الخصائص الاجتماعية والثقافية: وهنا يمكن بحث عدد من القضايا مثل الأمراض الاجتماعية المنتشرة
في مجتمع ما, الأنشطة والخدمات الثقافية الموجودة……الخ.
د) السكان: وهنا يمكن التساؤل حول تكوين السكان من حيث السن والجنس والدين, وحركة السكان
ومعدلات نموهم وكذلك معدلات الوفيات والمواليد……الخ.

ثالثا: المنهج الوصفي (دراسة الحالة):
 مقدمة :
يقوم على أساس إختيار حالة معينة يقوم الباحث بدراستها قد تكون وحدة إدارية وإجتماعية واحدة (مدرسة مكتبة…..إلخ) أو فرد واحد ( فرد مدمن مثلآ ) أو جماعة واحدة من الأشخاص (عائلة أو طلابي …..إلخ)وتكون دراسة هذه الحالة بشكل مستفيض يتناول كافة المغيرات المرتبطة بها وتتناولها بالوصف الكامل والتحليل ويمكن أن تستخدم ودراسة الحالة كوسيلة لجمع البيانات والمعلومات في دراسة وصفية , وكذلك يمكن تعميم نتائجها على الحالات المشابهة بشرط أن تكون الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد الحكم عليه.
 ومن ثم يمكن التأكد على الأتي:
أن دراسة الحالة هي إحدى المناهج الوصفية.
 يمكن أن تستخدم دراسة الحالة لإختبار فرضية أو مجموعة فروض.
عند استخدام للتعميم ينبغي التأكد من أن الحالة ممثلة للمجتمع الذي يراد التعميم عليه.
من الضروري مراعاة الموضوع و الإبتعاد عن الذاتيه في إختيار الحالة وجمع المعلومات عنها ثم في عملية التحليل ولتفسير.

مزايا دراسة الحالة:.
يتميز منهج دراسة الحالة بعدد من المزايا:
1- يمكن الباحث من التقديم دراسة شاملة متكاملة ومتعلقة لحالة المطلوب بحثها. حيث يركزها الباحث على الحالة التي يبحثها ولا يشتت جهودة على حالات متعددة.
2- يساعد هذا المنهج الباحث على توفير معلومات تفصيلية وشاملة بصورة تفوق منهج المسحي.
3- يعمل على توفير كثير من الجهد والوقت.

 مساوئ دراسة الحالة.
1. قد لاتؤدي دراسة الحالة إلى تعميمات صحيحة إذا ما كانت غير ممثلة للمجتمع كله أو للحالات الأخرى بأكملها.
2. إن إدخال عنصر الذاتية او الحكم الشخصي في اختيار الحالة أو جمع البيانات عنها وتحليلها قد لا يقود إلى نتائج صحيحة.
ولكن مع وجود هذه السلبيات إلا أن الباحث لو امكنه تجاوزها فإنه يحقق لبحثه الكثير من الإيجابيات كذلك فإن هذه الإيجابيات تزداد لو أنه أخذ في الإعتبار المتغيرات المحيط بالحالة التي يدرسها والإيطار الذي تحيا فيه.
وجديد بالذكر أن دراسة الحالة ثم اللجوء إليها في العديد من الدراسات القانونية ( معالجة الأحداث) وفي المواضيع التربوية والتعليمية والثقافية والسياسية والصحفية……إلخ.

 خطوات دراسة الحالة:
1) تحديد الحالة أو المشكلة المراد دراستها.
2) جمع البيانات الأولية الضرورة لفهم الحالة أو المشكلة وتكوين فكرة واضحة عنها.
3) صياغة الفضية أو الفرضيات التى تعطي التفسيرات المنطقية والمحتملة لمشكلة البحث.
4) جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها والوصول إلى نتائج.

 أدوات جمع المعلومات:
1- الملاحظة المتعلقة حيث الباحث إلى تواجد وبقاء مع الحالة المدروسة لفترة كافية, ومن ثم يقوم الباحث بتسجيل ملاحظات بشكل منظم أول بأول.
2- المقابلة حيث يحتاج الباحث إلى الحصول على معلومات بشكل مباشر من الحالات المبحوثة وذلك بمقابلة الشخص أو الأشخاص الذين يمثلون الحالة وجها لوجه ووجيه الإستفسارات لهم والحصول على الإجابات المطلوبة وتسجيل الإنطباعات الضرورية التي يتطلبها الباحث.
3- الوثائق والسجلات المكتوبة التي قد تعين الباحث من تسليط الضوء على الحالة المبحوثة.
4- قد يلجأ الباحث قد يلجأ الباحث¬ إلى استخدام الإستبيان وطلب الإجابة على بعض الإستفسارات الواردة به من جانب الأشخاص والفئات المحيطةبالحالة محل البحث.
رابعا: 1/ المنهج التجريبي:.
 التعريف:
 المنهج التجريبي: هو طريق يتبعه الباحث لتحديد مختلف الظروف والمتغيرات التي تخص ظاهرة ما والسيطرة عليها والتحكم فيها.
ويعتمد الباحث الذي يستخدم المنهج التجريبي على دراسة المتغيرات الخاصة بالظاهر محل البحث بغرض التوصل إلى العلاقات السببية التي تربط التي تربط بين المتغيرات التابعة وقد يلجأ الباحث إلى إدخال متغيرات جديدة من أجل التواصل إلى إثبات أو نفس علاقة مفترضة ما. كذلك فقد يقوم بالتحكم في متغير ما. واحداث تغيير في متغير أخر للتواصل لشكل العلاقة السببية بين هذين المتغيرين.
واستخدام المنهج التجريبي لم يعد مقتصرا على العلوم الطبيعية ولكن أصبح يستخدم على نطاق كبير أيضا في العلوم الإجتماعية وأن ارتبط استخدامه بشروط معينة من أهمها توافر امكانية ضبط المتغيرات
*وينبغي التأكد في المنهج التجريبي على نتائج:.
استخدام التجربة أي إحداث تغيير محدد في الواقع وهذا التغيير تسمية استخدام المتغير المستقل.
ملاحظة النتائج و أثار ذلك التغيير بالنسبة للمتغير التابع.
ضبط إجراءات التجربة للتأكد من عدم وجود عوامل أخرى غير المتغير المستقل قد أثرت على ذلك الواقع لان عدم ضبط تلك الإجراءات سيقلل من قدرت الباحث على حصر ومعرفة تأثير المتغير المستقل.
مثال: وجود طالبين بنفس المستوى العلمي والتعليمي والمهارات القرائية استخدام احدهما فهرس بطاقي تقليدي في مكتبة الجامعة واستخدام الثاني فهرس إلى مخزونه معلومات الحاسوب واشتمل الفهرسان على نفس المعلومات.
وصول الطلب الثاني مثلا الى المصادر التي يحتاجها بشكل أسرع يوضح لنا ان استخدام الحاسوب ( المتغير المستقل ) يسرع في عملية الوصول إلى الملومات التي يحتاجها الطالب في المكتبة (المتغير التابع)
وهنا لابد من التأكد من عدم وجود عوامل اخرى غير المستقل تؤثر على سرعة الوصول إلى المعلومات مثل وجود مهارات أخرى أعلى عند الطالب الأول عند مقارنته من عوامل قد تؤثر على مسار التجربة ونتائجها.

2/ مزيا المنهج التجريبي:
يعد المنهج التجريبي على وسيلة الملاحظة المقصودة كوسيلة لجمع المعلومات وفيها يكون الباحث وه الموجه والمسير للمشكلة والحالة بل هو الذي يأتي بها وجودها في بداية مسيرتها وعند انتهائه من جمع المعلومات فإن تلك الحالة أو المشكلة تذهب وتنتهي وهي بذلك تذهب وتنتهي. وهي بذلك تختلف عن الملاحظة المجردة التي عن طريقها لا يتدخل الباحث ولايؤثر في المشكلة أو الحالة المراد دراستها وإنما يكون را مراقبا وملاحظا ومسجلا لما يراه.
وهدة الطريقة تعتبر من الطرق الناجحة لإدخالها كمنهج ووسيلة للبحث عن العلوم الإجتماعية والإنسانية مثل علم الإدارة وعلم النفس والإعلام والمكتبات…..إلخ.
3/ سلبيات المنهج التجريبي:
أ) صعوبة تحقيق الضبط التجريبي في المواضيع والمواقف الإجتماعية وذلك بسبب الطبيعة المميزة للإنسان الذي هو محور الدراسات الإجتماعية والإنسانية وهناك عوامل إنسانية عديدة يمثل: (إدارة الإنسان – الميل للتصنع…..إلخ) يمكن أن تأثر على التجربة ويصعب التحكم فيها وضبطها.
ب) هناك عوامل سببية ومغيرات كثيرة يمكن أن تؤثر في الموقف التجريبي ويصعب السيطرة عليها ومن ثم يصعب الوصول إلى القوانين تحدد العلاقات السببية بين المتغرات.
ج) ويربط بذلك أيضآ أن الباحث ذاته يمكن أن نعتبرة متغيرا ثالثآ يضاف الى متغيرين (مستقل وتابع) يحاول الباحث ايضآ ايجاد علاقة بينهما.
د) فقدان عنصر التشابه التام في العديد من المجاميع الإنسانية المراد تطبيق التجربة عليها مقارنة بالتشابه الموجود في المجالات الطبيعية.
هـ) هناك الكثير من القوانين والتقاليد والقيم التي تقف عقبة في وجه إخضاع الكائنات الإنسانية للبحث لما قد يترتب عليها من أثار مادية أو النفسية.وامل غير التجريبية وضبطها.
4/ خطوات المنهج التجريبي:
1- تحديد مشكلة البحث.
2- صياغة الفروض.
3- وضع التصميم التجريبي هذا يتطلب من الباحث القيام بالأتي :
ـ إختيار عينة تمثل مجتمع معين أو جزآ من مادة معينة تمثل الكل.
ـ تصنيف المقحوثين في مجموعة متماثلة.
ـ تحديد العوامل غير التجريبية وضبطها .
ـ تحديد وسائل قياس نتائج التجربة والتأكد من صحتها.
ـ القيام بإختبارات اولية استطلاعية بهدف إستكمال أي أوجه القصور.
ـ تعيين كان التجربة وقت إجرائها والفترة التي تستغرقها.

5/ تقرير المنهج التجريبي:
• ينبغي التركيز في مثل هذا التقرير على الآتي:
1) المقدمة:
ويوضح فيها الباحث الآتي.
أ- عرض النقاط الدراسة الأساسية بما في ذلك المشكلة.
ب- عرض الفرضيات وعلاقتها بالمشكلة.
ج- عرض الجوانب النظرية والتطبيقية للدراسات السابقة.
د- شرح علاقة تلك الدراسات السابقة بالدراسة الذي ينوي الباحث القيام بها.
2) الطريقة:
وتشمل الأتي:
أ‌- وصف ما قام به الباحث وكيفية قيامه بالدراسة.
ب‌- تقديم وصف للعناصر البشرية أو الحيوانية والجهات التي شاركة الباحث في التجربة.
ج- وصف الأجهزة والمعدات المستخدمة وشرح كيفية إستخدامها.
د- تلخيص لوسيلة التنفيذ لكل مرحلة من مراحل العمل.
3) النتائج:
وتشمل الأتي:
أ‌- تقديم التلخيص عن البيانات التي تم جمعها.
ب- تزويد القارئ بالمعالجات الإحصائية الضرورية للنتائج مع عرض جداول ورسومات ومخططات.
ج- عرض النتائج التي تتفق أو تتقاطع مع فرضياتك

4) المناقشة المطلوبة مع الجهات المعنية:
المنهج الإحصائي:
التعريف:. هو عبارة عن إستخدام الطرق الرقمية والرياضية في معالجة و تحليل البيانات لها ويتم ذلك عبر عدة مراحل:
أ‌- جمع البيانات الإحصائية عن الموضوع.
ب- عرض هذه البيانات بشكل منظم وتمثيلها بالطرق الممكنة.
ج- تحليل البيانات.
د- تفسير البيانات من خلال تفسير ماتعنية الأرقام المجمعة من نتائج.
ب- أنواع المنهج الاحصائي :
 أ) المنهج الإحصائي الوصفي:.
يركز على وصف وتلخيص الأرقام المجمعة حول موضوع معين ( مؤسسة أو مجتمع معين) وتفسيرها في صوره نتائج لا تنطبق بالضرورة على مؤسسه أو مجتمع أخر.
 ب) المنهج الإحصائي الإستدلالي أو الإستقراري :.
يعتمد على أختيار عينه من مجتمع اكبر وتحليل وتفسير البيانات الرقميه المجمعة عنها والوصول إلى تعميمات واستدلالات على ما هو أوسع وأكبر من المجتمع محل البحث .
كما يقوم المنهج الإحصائي الاستدلالي على أساس التعرف على ما تعنيه الأرقام الجامعية وإسقرارها ومعرفتها دلالتها أكثر من مجرد وصفها كم هو الحال في المنهج الوصفي .
 المقياس الإحصائي :.
هناك عدة مقاييس إحصائية التي يتم استخدامها في إطار هذا المنهج منها المتوسط , الوسيط , المنوال كما يستخدم الباحث عدد من الطرق لعرض وتلخيص البيانات وإجراء المقرنات من بينها النسب والتناسب والنسب المئوية والمعدلات والجداول التكرارية ويمكن للباحث استخدام أكثر من طريقة في تحليل وتفسير البيانات.
ـ وهناك طريقان لإستخدام المنهج الإحصائي كما سبق ذكره.
إذا المنهج الإحصائي الوصفي والمنهج الإحصائي الاستدلالي .
ـ يمكن استخدام الحاسوب في تحليل الأرقام الإحصائية المجمعة من اجل تأمين السرعة والدقة المطلوبة .
ـ يتم جمع البيانات في المنهج الإحصائي عن طريق الأتي :
• المصادر التي تتمثل في التقرير الاحصائي والسجلات الرسمية وغير رسمية .
• الإستبيانات والمقابلات.
• ويمكن الجمع بين أكثر من طريق.



التصنيفات
العلوم السياسية و العلاقات الدولية

امتحان في تاريخ الفكر السياسي المعاصر السنة الثانية

امتحان في تاريخ الفكر السياسي المعاصر السنة الثانية
نظام كلاسيك.
أجب علي الأسئلة مع التركيز.
س1 هل هناك تعاون وتوازن بين السلطة التشريعية والتنفيدية ؟
س2 ماهي العناصر التي تحكم مبدأ الفصل بين السلطات ؟
س3 كيف نحكم أن الإنتخابات آلية لإسناد السلطة والتداول عليها ؟
س4 كيف تقوم دولة القانون ؟
س5 ماهو الناخب ؟



التصنيفات
العلوم السياسية و العلاقات الدولية

الأحزاب السياسية و الجماعات الضاغطة

الأحزاب السياسية و الجماعات الضاغطة

تعتبر الأحزاب السياسية بمفهومها الحديث ظاهرة حديثة النشأة لا يتجاوز عمرها القرن إلا قليلا باستثناء أحزاب الولايات المتحدة الأمريكية ، غير ان للأحزاب أصولها التاريخية التي تتمثل في اتجاهات الرأي و النوادي الشعبية و جمعيات الفكر و المجموعات البرلمانية . وكانت الأحزاب او ما يشابهها في الماضي تعتبر بدعة سيئة ترمز إلى التفرقة و يخشى منها على وحدة الدولة و ينظر إليها بشيء من عدم الارتياح . وقد نشأت الأحزاب في العصر الحديث مع التزايد الهائل في أعداد الناخبين الذي صاحب انتشار مبدأ الاقتراع العام في القرن التاسع عشر اذ وجد الناخبون أنفسهم مجرد جمهور عريض من أصحاب الحقوق السياسية غير قادر على تحديد أهدافه العامة او مناقشة مشاكله الهامة ، فظهرت الحاجة إلى تنظيمات شعبية يتجمع حولها الناخبون ، وهكذا قامت الأحزاب السياسية استجابة الى لحاجة الناخبين إليها ، ووضعت البرامج التي من شانها استقطاب اكبر عدد من الأصوات الناخبين لصالح مرشحيها بهدف الحصول على أغلبية المقاعد البرلمانية مما يمكنها من تشكيل الحكومة .
تعريف الحزب السياسي :
هي تنظيمات شعبية تستقطب الرأي العام و تستهدف تولي السلطة في الدولة ، وذلك باستعمال طرق ووسائل مشروعة . و لذلك نقول ان الديمقراطية ترتكز على التعددية الحزبية و على وجود ضمانات فعلية لممارسة الحريات العامة و خاصة لضمان حقوق المعارضة كما ترتكز على سيطرة روح من التسامح تترجم عمليا باحترام متبادل لكل الآراء .
مزايا تعدد الأحزاب السياسية :
– أداة الرأي العام في التعبير عن مختلف اتجاهاته.
– الأحزاب السياسية تنشط الحياة السياسية في الدولة.
– التصدي للاستبداد الحكومي .
– خلق النواب و السياسيين القادرين .
خصائص الحزب :
الحزب هو تنظيم دائم . – هو تنظيم وطني .- السعي للوصول الى السلطة .- الحصول على الدعم الشعبي .- المذهب السياسي .
نقول أن المادة 40 من دستور 1989 تقول أن حق إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي معترف به ، لكن لا يمكن التذرع بهذا الحق لضرب الحريات الأساسية والوحدة الوطنية والسلامة الترابية و استقلال البلاد و سيادة الشعب “.وأكد على هذه المادة قانون 89-11 و المتعلق بالجمعيات ذات الطابع السياسي
تصنيف الأحزاب السياسية :
– الأحزاب الليبرالية و الأحزاب الاستبدادية :
* الأحزاب الليبرالية هي أحزاب تؤمن بالتعددية العقائدية متسامحة و غالبا ما تكون ديمقراطية ،إلا انه من الممكن وجود أحزاب ليبرالية في أنظمة استبدادية ، وهي أحزاب رأي أي تجمع بين أشخاص يؤمنون بنفس الآراء السياسية و من ابرز أمثلتها أحزاب بريطانيا الثلاث المحافظ و الليبرالي و العمالي .و لا تدعو الأحزاب الليبرالية إلى تغيير السلطة بالعنف و إنما تؤمن بإمكانية التغيير الديمقراطي .
* الأحزاب الاستبدادية تهدف إلى منع التعددية الحزبية و هي تهدف الى إصلاح المجتمع من خلال الثورة ، إضافة الى أنها أحزاب شمولية تهدف إلى تحقيق الدولة الشمولية التي تشمل سلطاتها كل المجالات دون قيود ، وترفض في هذا النوع من الأحزاب المعارضة ومثالها ( الأحزاب البرولتارية و العمالية و النازية ).
– الأحزاب المنظمة و الأحزاب الغير منظمة .
* تعود بداية الأحزاب الغير منظمة إلى أواخر القرن السابع عشر في انكلترا و إلى الثورة الفرنسية 1789 ، فالأحزاب غير المنظمة هي أحزاب تقتصر على بعض البرلمانيين و على بعض التنظيمات الإقليمية حيث لا انتشار إقليمي للحزب .
* اما الأحزاب المنظمة قد تكون ليبرالية و ديمقراطية او استبدادية ، وهي تتميز بوجود قاعدة حزبية شعبية واسعة. وتتميز الأحزاب المنظمة بتوفير مصادر تمويل اكبر من تلك التي توفرها الأحزاب غير المنظمة .

– الأحزاب الصغير و الأحزاب الكبيرة
غالبا ما يكون للأحزاب الصغيرة عددا قليلا من الحزبيين بالمقارنة مع الأحزاب الكبيرة ، ويساعد نظام الانتخاب النسبي على زيادة الأحزاب الصغيرة التي لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من الرأي العام ، والأحزاب الصغيرة تكون إما مرنة او جامدة ، جامدة أي أنها تتمثل في البرلمان دون التحالف مع غيرها من الأحزاب ، اما المرنة فهي المضطرة الى التحالف مع أحزاب لمواجهة الخصم .
اما الأحزاب الكبيرة فهي تضطر أن تنظم نفسها بطريقة ديمقراطية من الأعلى الى الأسفل، وهي تعتبر أحزاب رأي متسامحة بعيدة عن الإيديولوجيات المتطرفة ، وبالتالي نقول ان الأحزاب الكبيرة تضطر الى تقبل عدة تيارات سياسية و هذه التيارات تتصارع ديمقراطيا داخل الحزب ، وتطمح الأحزاب الكبرى في الوصول إلى السلطة و الاستئثار بها و لذلك فهي تعمل على كسب اكبر عدد ممكن من المواطنين و خاصة في الانتخابات النيابية .
– تصنيفات أخرى هناك من يميز بين الأحزاب على أساس التركيبة الاجتماعية (أحزاب الرأي ، أحزاب الطبقات ـ الأحزاب المهنية ، أحزاب الفلاحين، أحزاب البورجوازيين، الأحزاب العمالية …) او أن تصنف على أساس جغرافي .
أنظمة الأحزاب و نتائجها :
* أنظمة الحزب الواحد : يهدف الحزب الواحد إلى إقامة دكتاتورية مطلقة و يبرر ذلك إما باعتباره يمثل الأمة (الأحزاب الفاشية) أو الأكثرية الساحقة من الشعب ( الأحزاب الشيوعية) .
* أنظمة الأحزاب التعددية : يمكننا أن نميز بين أنظمة الثنائية الحزبية و أنظمة الثلاثية و الرباعية و التعددية الحزبية مع إمكان وجود حزب مسيطر .
خلاصة القول أن للأحزاب دور أساسي في عمل الأنظمة السياسية الديمقراطية ، فالأحزاب السياسية الحرة المنظمة و التعددية هي عماد الأنظمة السياسية ، الخلاصة الثانية أن أنظمة الأحزاب هي إلى حد بعيد نتيجة لنظام الانتخاب المطبق .
الجماعات الضاغطة :
الجماعات الضاغطة هي عبارة عن تنظيمات تمثل مصالح خاصة لبعض الفئات تمارس ضغط على الحكام من اجل إصدار تشريعات تراعي المصالح المشتركة لتلك الفئات .
خصائصها :
– مجموعة من الناس أو من المؤسسات يوجدون في شكل اتحاد او جمعية .
– لها مصالح مشتركة تجمع بينهم و هي عادة مادية .
– تستعمل عددا من وسائل الضغط و التأثير .
– تمارس ضغطها على السلطة السياسية الحاكمة حتى تستجيب لطلباتها .
تصنيفها :
– جماعات المصالح و جماعات الأفكار :
* الأولى هي التي تدافع عن مصالح مادية أساسا مثل جماعات التجار و أصحاب الأعمال و النقابات و الاتحادات المهنية .
* جماعة الأفكار تسعى إلى فرض أفكار و قيم معينة سواء أخلاقية او سياسية مثل جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان .
– جماعات الضغط الكلي و جماعات الضغط الجزئي :
* جماعات الضغط الكلي همها الأساسي ممارسة نشاط الضغط على السلطات العامة و توجد بصفة أساسية في الولايات المتحدة الأمريكية (اللوبيات) .
* أما جماعات الضغط الجزئي يكون الضغط فيها جزءا من نشاطها العام مثل الاتحادات المهنية .
– التصنيف حسب المجالات :
* جماعات الضغط السياسي (lobbies ) : هي جماعات ذات مصالح سياسية بحتة تعمل على أن تكون لها علاقات دائمة مع رجال السلطة و تمارس الضغط بشكل مستمر للحصول على المزيد من الامتيازات مثل اللوبي اليهودي في أمريكا .
* جماعات الضغط شبه السياسية : مثل نقابات العمال و الاتحادات المهنية تستعمل النشاط السياسي كوسيلة لتحقيق أهداف اقتصادية و اجتماعية .
* جماعات الضغط الإنسانية مثل الجمعيات الخيرية لا تنشط إلا بقصد الحصول على اعانات مالية و قوانين لصالحها .
* جماعات الضغط ذات الهدف : تدافع عن مبادئ على مستوى محلي او دولي مثل greenpeace.
* جماعات الضغط للدفاع عن مصالح الدول الأجنبية مثل اللوبي الصهيوني و الياباني .
دور الجماعات الضاغطة :
تعتبر قوة اعتراض و قوة اقتراح في نفس الوقت و بالتالي فهي تمكن العديد من الأفراد من الدفاع عن مصالحهم و كذلك الكثير من الفئات الاجتماعية . لذا فهي تقدم معلومات مهمة للحكام لاتخاذ قرارات دقيقة و صائبة و ملائمة و أكثر واقعية في القطاع المعني ، فهي لها دور وساطة بين الحكام و المحكومين ، وبالتالي تمثل قناة يمارس من خلالها المواطنون سيادتهم و حياتهم الديمقراطية . و هناك عدة عوامل تحكم الدور الفعال للجماعات الضاغطة و هي العامل المالي و عامل كثرة الأعضاء و عامل حسن التنظيم و القدرة على الانتشار عبر الوطن .
وسائل الجماعات الضاغطة :
– الاتصال بالحكومة (الصداقات ، الإغراءات المالية ، الحفلات ، إرسال الرسائل).
– التأثير في النواب (الضغط عليهم ، تمويلهم في حملاتهم الانتخابية).
– تعبئة الرأي العام (إصدار النشرات ، عقد الندوات ، استخدام وسائل الإعلام) .
– العنف كالإضرابات و عرقلة العمل .
تتميز الجماعات عن الأحزاب فيما يلي :
– تختلف عن الأحزاب في كونها لا تسعى للوصول إلى السلطة السياسية بل لتحقيق مصالح معينة مادية او معنوية .
– أهدافها محدودة مقارنة مع الأحزاب .
– لا تعتمد بصفة محددة أساسية على العدد الضخم من المنخرطين .
– الأحزاب تقدم مرشحين لها في الانتخابات بعكس الجماعات الضاغطة التي قد تمول و تقدم مرشحين يخدمونها عن طريق الأحزاب .
– تأثيرها على السلطة يمون غير مباشر بل كثيرا ما تعمل في الخفاء ..
لكن هناك علاقة وطيدة بين الأحزاب و الجماعات الضاغطة فكثيرا ما تسيطر الأحزاب عليها ، او أن الجماعات الضاغطة تمول الأحزاب .



التصنيفات
العلوم السياسية و العلاقات الدولية

دولة المدينة

دولة المدينة

الخطة:

المقـــدمة
الفصل الأول :مفهوم و نشأة دولة المدينــــة
المبحث الأول: مفهوم دولة المدينة………….,………(ص.3)
المبحث الثاني: ظروف وأسبــاب نشأتــها…(ص.4-6)
2-1:الظروف الاجتماعية…………(ص.4-5)
2-2:الظروف الإقتصادية……………(ص.5)
2-3:الظروف الثقافية………………..(ص.5)
2-4:الأسس الطبيعية………………….(ص.6)
2-5:الأسس الإجتماعية و السياسية…(ص.6)
الفصل الثاني:نظام دولة المدينـة في أثينــا
المبحث الأول:النظــام السياســي…(ص.7-11)
1-1:الجمعية العمومية …(ص.7-8)
1-2: المجلس النيابي…(ص.9-10)
1-3:المحاكــــم…(ص.10-11)
المبحث الثاني: النظام الاجتماعي……(ص12-13)
2-1: الأرقاء…………………(ص.12)
2-2:الأجانب………………..(ص.13)
2-3:المواطنين…………….(ص.13)
المبحث الثالث:النظام السياسي و الاجتماعي لإسبرطة (ص.14)
3-1:النظام السياسي
3-2:النزعة العسكرية
3-3:حرب البيلوبونيز
3-4:النظام الاجتماعي
الخاتمــــة

مقدمــــــــــــــة:

يجب التمييز بين المفهوم الحالي للمدينة الذي يعبر عن توفير مجموعة من العناصر التي تشكل هذا التجمع السكاني من عمارات و بنايات و إدارات و مرافق و وسائل الاتصالات و غيرها من العناصر المعروفة )،فما هي إذن مقومات و عناصر مدينة الإغريقpolis حاليا ، و بين المفهوم القديم (الإغريقي ) للمدينة (
هذه؟

المدينة الإغريقية كناية عن دويلة نواتها المدينة بمفهومها الحالي و تتبعها المدن الصغيرة و القرى المجاورة لها و عندما نقول مدينة أثينا أو مدينة إسبرطة نعني بذلك دولة أثينا أو دولة إسبرطة ، و قد جاء اختيارنا لدراسة دولة المدينة (أثينا) لما امتازت به هذه الدولة من ممارسة سياسية و نموذج ديمقراطي فريد جعلها تكون النواة الأولى في مناقشة القضايا السياسية و اتخاذ القرارات بطريقة حرة و ديمقراطية ، أي أنها خلقت الأجواء المناسبة للمشاركة السياسية ، و هذا بطبيعة الحال مع بعض التحفظات حول هذه المشاركة و الممارسة الديمقراطية ، أي هل شملت جميع طبقات المجتمع أم أنها اقتصرت على فئة دون الفئات الأخرى؟

و مهما يكن فإن تجربة أثينا السياسية ناجحة لأن المفكرين اليونانيين اعتمدوا على منهج الملاحظة و التخطيط لكي يضمنوا للقبائل اليونانية الاستقرار السياسي و التغلب على الصراعات الاجتماعية التي كانت موجودة و التي كانت تقف أمام تقدم المجتمع ، زيادة على هذا فإن العلماء و المفكرين اليونانيين كرسوا مجهداتهم العلمية لخدمة المصلحة العامة و دعوا إلى إقامة نظام سياسي يحقق العدالة و يثقف و يعلم و يربي النشء الصاعد، و هم بهذه الميزة يختلفون عن العلماء المصريين و الصينيين و غيرهم ممن تفننوا في مدح الحكام و تقديم الخدمات الطبية و العلمية إلى الملوك و الرؤساء.
و بما أن بحثنا هذا يهدف إلى الكشف عن الحقيقة و هذا يقتضي جمع المعلومات و البيانات و الحقائق التي تساعدنا على معرفة جوهر المعروف ، ففي هذه الحالة لا قيمة للفرضيات العلمية، و من جهة أخرى فإننا نستعمل المنهج التاريخي للحصول على هذه المعارف المتنوعة و ذلك قصد دراستها و تحليلها و معرفة بعض المشكلات الإنسانية و العمليات الاجتماعية الحاضرة بدراسة هذا الماضي أو هذا التاريخ بحيث لا يمكننا فه حاضرنا و التنبؤ بالمستقبل دون الرجوع إلى الماضي لأن التاريخ هو دراسة الأحداث في تواصلها و قطيعتها.

الفصل الأول: مفهـــوم و نشأة دولــة المدينة

مبحـث01: تعريف دولة المدينة

المدينة الإغريقية هي دويلة نواتها المدينة بمفهومها الحالي ، و المدن الصغيرة و القرى المجاورة لها تتبعها، فمدينة أثينا و مدينة إسبرطة عبارة عن دول.
عرف (جان توشار) دولة المدينة بأنها وحدة سياسية و ليست فقط تجمعا عمرانيا:”إنها التنظيم السياسي و الاجتماعي الموحد لإقليم محدد يمكن أن يشمل مدينة أو أكثر”(1)

إن شبه جزيرة اليونان كانت مشكلة من عدة مدن دول ، أبرزها : أثينا ، إسبرطة، مقدونيا،و كانت متكونة من مجموعة من البنايات الفردية و الجماعية ، تحيط بها أراضي الفلاحة و الرعي و تحصنها أسوار، أما مساحة هذه المدن فضيقة ،حيث كانت مساحة أثينا (2650كلم2)، و إسبرطة(8400كلم2)و هي من أكبر )(850كلم2). cranth ) (1400كلم2) و (كرانت argas المدن،و (أرغاس

أما عدد السكان فكان قليل بتقدير بعض الإحصائيات ، و ذلك لاعتقاد اليونان أن التزايد السكاني الكبير يهدد توازن المدينة ، فكان عدد سكان أكبر المدن بنحو(300ألف سكن).
و قد حدد أرسطو بعض الشروط الواجب توفرها لقيام دولة المدينة، و المتمثلة في:
– قيم خاصة بالمدينة .
– مؤسسات.
– وسائل عيش.
– قوة عسكرية للدفاع عن النفس.
فكانت لكل مدينة دولة دساتيرها و قوانينها و آلهتها حتى،و إن كانوا جميعا يشتركون في اليونان. (2)

إن العلماء و المفكرين اليونانيين كرسوا مجهداتهم العلمية لخدمة المصلحة العامة ، و دعوا إلى إقامة نظام سياسي يحقق العدالة و يثقف و يعلم و يربي النشء الصاعد .
و هم بهذه الميزة يختلفون عن العلماء المصريين و الصينيين و غيرهم ممن تفننوا في مدح الحكام و تقديم الخدمات الطبية و العلمية إلى الملوك و الرؤساء..

—————————————-

1.محمد سليم قلالة ،الفكر السياسي من الشرق للغرب (الجزائر:دار هومة للنشر و التوزيع،2005).ص.81/من كتاب:جورج سباين ،تطور الفكر السياسي (نيويورك:مؤسسة فرانكلين للطباعة و النشر،مارس 1954).ص.4
2.المكان نفسه.

مبحـث02: ظروف و أسباب نشأة دولة المدينة:

إن تقسيم اليونان إلى عدد كبير جدا من المدن الدول شجع عل نمو الفكر السياسي، الذي هو نتيجة تأمل ، فأخذ يتطور من خلال وجود المدينة و صيرورتها .
كانت دولة المدينة صغيرة المساحة ، و بعضها صغير جدا ، فهي بحجم مدينة واحدة مع ريفها ، بالمعنى الجغرافي ، أما بالمعنى السياسي فهي المدينة الدولة أو المدينة ، و بهذا الإطار الضيق تحققت حياة مشتركة ميزتها القوة و الألفة ، و انسجام الغايات الأخلاقية ، من جهة و وضعا قانونيا شخصيا لأعضاء المدينة(المواطنين)، و هذا الوضع القانوني مختلف جذريا لوضع رعايا الإمبراطوريات الشرقية الشاسعة المساحة، ففي هذه الإمبراطوريات كان الشعب يعيش تحت حكم شخص مستبد ، أما في المدينة فيعيش الأفراد اليونانيين أحرارا، مندمجين بشكل وثيق بمدينتهم التي كانوا يجدون فيها كل ما هو ضروري لتفتحهم الشخصي.إن طريقة الوجود و الحياة الخاصة و الطابع النوعي الذي تميزت به المدينة ، كان يطبعهم بطابع لا يمحى، و كانوا يخضعون للقانون الذي يعبر عن الخير المدني المشترك.
-“إن المدينة بتفكيكها للمجتمع القبلي، كانت هي التي حررتهم من الوصاية الثقيلة للعشيرة العائلية، و جعلت منهم كائنات فردية و مستقلة نسبيا، لقد كانوا مواطنين متحمسين لمدينتهم ، و مستعدين للموت في سبيل حريتها. و مع ذلك فإنهم كانوا قادرين على التفكير بأنفسهم بطريقة متميزة ، ضمن الإطار المدني ، و كان يحق لهم أن ينتظروا من المدينة أن تقدر كل واحد منهم بالقدر الذي كان يعتبر أنه مساوله . لقد أدى الوضع لإخفاء بدور عدد من القضايا الفكرية التي يمكن تلخيصها ، مع السير (أ.باركر) كما يلي:
” لقد كان هناك أفراد متميزون عن الدولة، و مع ذلك فقد كانوا في تواصلهم يشكلون دولة، ماذا كانت طبيعة التمايز ، و ماذا كان طابع التواصل؟ هل كان هناك أي تعارض بين الغرائز الطبيعية للفرد و المتطلبات الدائمة للدولة؟ أكان ما يعتبره الفرد عادلا بشكل طبيعي ، شيئا آخر غير الذي كانت الدولة تفرضه بصفة دائمة ، باعتباره كذلك؟ و إذا كان مثل هذا الاختلاف موجودا ، فكيف ظهر؟… تلك هي الأسئلة التي كان يجب ، على ما يبدو ، أن تطرح بشكل طبيعي ، نتيجة الطابع الخاص للحياة السياسية في اليونان”(1).

-الظروف الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية التي ساهمت في ظهور دولة المدينة :

2-1: الظروف الاجتماعية: لم يتساو سكان المدينة في الحقوق والحريات و الممارسات السياسية ، و الأشخاص الأحرار ذو الأصل الأثيني يتمتعون وحدهم بكامل الحريات و الحقوق ،و هم قلائل مقارنة بنسبة السكان ، و هم بضعة قبائل ، حوالي 10 قبائل ، و هذه العائلات هي المسيطرة في المدينة، بالإضافة إلى الأجانب و هم الأغلبية ، و كذلك العبيد الذين مهمتهم العمل و حسب.
إن هذا المجتمع متكون من عدة طبقات متمايزة ، مما يؤدي إلى وجود تمايز و صراع طبقي، و المجتمع مقسم كالآتي:

1/طبقة المواطنون الأحرار:و هي الفئة الحاكمة المسيرة للبلاد ، من أصل أثيني ، حيث يقتسمون إدارة شؤون المدينة حسب قدراتهم البدنية و مؤهلاتهم العقلية و العلمية، لأن المفكرين اليونانيين كانوا يبحثون عن الوظيفة التي تلائم كل فرد و يستطيع القيام بها على أحسن وجه، فمنهم ما هو مؤهل للحكم ، و آخرون لحماية الدولة من الأعداء و التصدي لهم،و الباقي لتوفير الغذاء لجميع السكان بحرث الأرض ، إلا أنه كانت هناك بعض الصراعات الداخلية خاصة في أوساط الفئة الحاكمة ، حيث كانت تختلف حول صيغة السياسة الواجب إتباعها في الداخل و الخارج،و جوهر الاختلاف هو بين فئة ملاك الأرض و فئة التجار التي كانت تعمل لتنشيط التجارة الداخلية ، و تدافع عن فكرة حماية الأسطول التجاري بإنشاء أسطول بحري..

——————————–
1.محمد عرب صاصيلا،تاريخ الفكر السياسي(بيروت:المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع)،ص.15

2/ طبقة الأجانب : هم الأجانب الذين يعيشون في أثينا بقصد تنشيط التجارة الخارجية، و ميزتهم أنهم أحرار أي لا يخضعون لأية سلطة حاكمة في أية مدينة، إلا أن بقاءهم بدولة المدينة يتوقف على حسن تصرفهم و عدم قيامهم بأعمال تتنافى و المصلحة العامة، و إلا فسيطردون في أية لحظة ، و لا تتمتع هذه الفئة بأية حقوق سياسية.
3/طبقة العبيد: تعمل على إرضاء و إشباع حاجيات طبقتي الأحرار و الأجانب ، و هي محرومة من جميع الحقوق السياسية ، فهي بمثابة أداة عمل. (1)

2-2:الظروف الاقتصادية: عمل قادة دولة المدينة عل ضمان الاكتفاء الذاتي لدولتهم من الناحية الاقتصادية، و الابتعاد عن كل ما يحد من استقلالهم بإتباعهم العزلة التي سببت لهم بعض المشاكل بحيث تؤدي هذه العزلة إلى الانكماش و الضعف ، فيسهل القضاء عليها ، إضافة إلى ما أدت به من تعطيل علمي لعدم تبادل الأفكار و التعاون المتناسق العلمي و الثقافي . إن أثينا كانت تبحث عن تقوية اقتصادها من خلال غنائم الحروب، و كانت إسبرطة تنافسها في هذا المجال بطبيعة الحال، و البحث عن أراضي زراعية جديدة بالإضافة على تقوية التجارة الخارجية و تفعيلها، وما هو بارز في المجال الاقتصادي هي إصلاحات سولون(594-572 ق.م)حيث وفق بين الفقراء و الأشراف دون ثورة و عرف قانونه باسم (سيسكثيا) أي رفع الأعباء و ألغى شرائع داركون(621 ق,م) الذي كان قانونه شديد القسوة منحازا للأشراف حيث أغرق الفلاحين بالديون و مصادرة أراضيهم، و هكذا فقد عالج سولون المشكل من أساسه و أرضى جميع الطبقات، فأعفى الفلاحين من الديون و حل من المستعبدين و أجبر على كل شريف على توزيع أملاكه على أولاده بالتساوي و بموجب وصية ، فألغى الملكيات الكبرى التي كانت من نصيب الإبن البكر عادة و عزز الملكيات الصغرى و الوسطى ، فارضي بهذا العمل فئتي الفلاحين و المحرومين و قام بسك النقود و رفع قيمتها ، فسهلت المعاملات التجارية فأثرى التجار و رضوا على الحكم و جنب هكذا المدينة ثورة الفلاحين ، و لما سئل هل أعطي الأثينيين أفضل الشرائع ، أجاب لا، بل سننت لهم خير ما يستطيعون أن يعطوه.

2-3:الظروف الثقافية:
قفز الفكر اليوناني قفزة ضخمة خلال القرن الخامس قبل الميلاد نتيجة التحولات الاقتصادية و الاجتماعية ، و قد عملت الظروف الثقافية في بروز أفكار و علوم شملت جل مجالات الحياة حتى المجال الميتافيزيقي.(02). و هكذا فقد كانت للإغريق مثلا ديانات متعددة مصدرها عدة آلهة ، حتى يقال أنه عند الإغريق لا تخلو عائلة من إلهها الخاص، و أشهر الآلهة رفس إله السماء، و اله الرلعد و الصواعق و العواصف و هيرا و أثينا آلهة الحكمة و الحرب و الذكاء و أرتميس آلهة الصيد و الغابات و أبولون اله الشمس و هرمس اله المسافرين و التجار و آريس اله الحرب و امروديب اله الحب و الجمال…بالإضافة إلى اله البحر و اله الثمار و اله الخمر و غيرها…هذه الآلهة هي عبارة عن صورة مكبرة عن الإنسان.

كما اهتم الإغريق بمعرفة الغيب و الرضوخ لمشيئة الآلهة، كما كان لليونان أعياد تقام بمناسبتها المباريات الرياضية و التمثيليات و المسرحيات ، و هذه الأمور كلها شجعت الفرد الإغريقي على نمو أفكاره بصفة عامة . كما أن الحضارة الإغريقية عرفت نهضة أدبية و فلسفية مثل الشعر و الشعر الغنائي و المسرح و اشتهر العديد من نبغوا في الأدب المسرحي ، بالإضافة إلى الفلسفة ، و فاخر الإغريق بأنهم أنجبوا في عصر واحد ما عجزت عنه بقية العصور و الأمم، كما اهتم الإغريق كذلك بمجال الفنون بأنواعها(النحت ، الموسيقى، الخزف ، فن العمارة ،الفلك، الطب..الخ)

————————————-
1. لبيب عبد الساتر،الحضارات (بيروت:دار المشرق ،ط .11، 1985)،ص.143.
2.جان توشار ، تاريخ الفكر السياسي ،تر.علي مقلد (بيروت:الدار العالمية للطباعة و النشر و التوزيع ،1983)، ص.17.

هناك من يرجع نشأة دولة المدينة اليونانية إلى الأسس الجغرافية و هناك من يرجعها إلى الأسس الاجتماعية و السياسية .

)الذي كان يرى أن الدول اليونانية كانت على شكل مدن لكون الطبيعةG.Glotz 2-4: الأسس الطبيعية: (
الجغرافية لشبه جزيرة اليونان كانت تفرض ذلك ، فكانت السلاسل الجبلية عبارة عن حواجز طبيعية تصعب عملية الاتصال ، على عكس الشواطئ البحرية ، إلا أن هذا الرأي لم يستقم تماما خاصة بعدما عرفنا أن بعض المدن الدول تم تأسيسها في سواحل آسيا الصغرى الغربية على أنقاض الإمبراطورية الفارسية آنذاك مثل(ميلات) .كما أخذت مدن هي في جزيرة مثل صقلية نفس هذا الشكل .(1)

2-5: الأسس الاجتماعية و السياسية : إن التشكيلة الاجتماعية للأسرة كانت أساس ظهور دولة المدينة ، في البداية كان لكل أسرة زعيم ، و هذا الزعيم هو الذي يقود بقية أفراد الأسرة ، و بعد مدة بدأ الزعماء يتحالفون في عدة أسر، فأصبحت مجموعة أسر تخضع لقيادة زعيم واحد،إلى أن تحول هذا الزعيم إلى نوع من الحاكم المستبد ، فبدأ التأثير التدريجي على طبيعة الروابط العائلية فتحولت إلى روابط سياسية ، )حيث وضع إجراءات صارمة ضد أفراد الأسر لمنعهم Dracon و من أبرزالحكام الذين قاموا بذلك نجد(
)الواضع إجراءات أخرى هامة في (ق6 ق.م) Solon من محاربة بعضهم البعض ، و كذلك الحاكم (
كرفع و تخفيف العبء على صغار ملاك الأراضي، و كذلك قسم المواطنين إلى 4 طبقات حسب مدخولهم، لتسهيل الضرائب و القيام بالخدمة العسكرية ، أما (بيزيستراس)فقد أظهر إصلاحات تنفع الفلاحين المتوسطين و الفقراء ، و شجعهم على حضور جلسات المجلس ، و خلفه ابنه(هيبياس) ، حيث واصل مشروعه . أما من حيث تطور المدن اليونانية فقد كان (كلستيان)رائد هذا التأثير ، حيث غير بعمق التنظيم الاجتماعي و السياسي لأثينا ، و قد قسم السكان إلى عشر مجموعات على أسس إقليمية ، و إلى نحو مئة مقاطعة، دون التأثير و التغيير بالدور الديني للمؤسسات التقليدية ، و أقام قواعد اقتصادية جديدة، و من هنا ظهرت قاعدة المجتمع حيث كونها الأفراد أعضاء المقاطعات. (2)

و ممن يفسر لنا أهمية هذا التحول يقول (أرسطو):”إذا أردنا أن نؤسس الديمقراطية فينبغي أن نفعل مثلما فعل(كليستيان)مع الأثينيين:فينبغي أن نشكل قبائل جديدة ،على حساب العائلات و نستبدل التضحية من أجلها بتضحيات يقبلها المجتمع ، ينبغي أن نجعل علاقات الناس تلتقي مع بعضها البعض قدر الإمكان، مع التكفل الجيد بتحطيم كافة الهيئات السابقة…”(3)

———————————-

1.محمد سليم قلالة،مرجع سابق،ص.80
2. المرجع نفسه ، ص ص.80،81.
3. المرجع نفسه، ص.81.

الفصل الثاني: نظــام دولة المدينة في أثينــا و إسبرطة

المبحث01: النظام السياسي:

) صاحب مقترحات gleisthenes قد كانت أثينا نموذجا للدستور الديمقراطي ، و هو دستور كليشينس (
الإصلاح التي عمل بها سنة (507 ق.م)(*).
ما ميز النظام السياسي لدولة المدينة هي تلك الممارسات الديمقراطية المباشرة، حيث يحضر الأفراد الاجتماعات العامة و يختارون بأنفسهم من يثقون فيهم ليقوموا بالأدوار السياسية، و قد تطورت هذه الديمقراطية المباشرة في وقتنا الحالي إلى نظام التمثيل النيابي و هذا بعدما أصبح من الصعب على الدول الحديثة استدعاء مواطنيها ليجتمعوا في مكان واحد و التباحث في قضايا تهم مدينتهم ، و قد عوض هذا بممثلين عن سكان كل مقاطعة لإبداء الآراء في جميع المواضيع المهمة،و عموما فقد عرفت دولة المدينة ممارسة السلطة السياسية عن طريق الهيئات، هذه الهيئات كانت دعامة الرقابة الشعبية على الحكومة:

): و هي عامة الحضور بالنسبة للمواطنين الأثينيين ، assembly or ecclesia 1-1: (الجمعية:
بمثابة ندوة شعبية ، تضم المواطنين الذكور من غير الإناث ، الذين تجاوزوا سن العشرين ، تعقد اجتماعا )، و قراراتها تماثلconcil10مرات في السنة على الأقل زائد اجتماعات غير عادية بطلب من المجلس (
تشريعات السلطة العامة بالعصر الحديث، حيث تستمد وجودها السياسي من الشعب، و لكن هذا لا يعني أنها كانت تمارس شؤون السياسة العامة أو أنها كانت تناقش وسائلها، فلا يمكن حقا تطبيق الديمقراطية المباشرة(الحكم بالشعب كله ) فهي خرافة سياسية، و كل أنواع الحكومة الإغريقية قد تضمنت جمعية شعبية تمتعت و لو بقليل من السلطة الفعلية سواء كانت (حكومة أرستقراطية أو ديمقراطية).
و قد اعتمدت الحكومة الأثينية على وسائل سياسية أخضعت القضاء و الموظفين لرقابتهم ، و كفلتهم المسؤولية أمام مجموع المواطنين، بهدف إيجاد نوع من التمثيل النيابي ، كهيئة كبيرة لإعطاء صورة مصغرة لجميع المواطنين ، و تعمل هذه الهيئة التمثيلية باسم الشعب لأجل محدود ، فيتم تغيير أعضائها مع عدم جواز إعادة انتخاب الأعضاء ، لفتح الباب أمام المواطنين الآخرين لأخذ دورهم في إدارة الشؤون العامة ، فكانت الوظائف تسند إلى هيئة من عشرة أفراد ، تختار كل واحد منهم إحدى القبائل المكونة لمجموع المواطنين ، و كانت سلطة هؤلاء الموظفين ضئيلة في الغالب(1).
) من حيث الحكم الذاتي المحلي بحيث لا يجوز توارث العضوية ،demes و قد قسمت أثينا إلى مائة قسم(
مع جواز بقاءها بانتقال صاحبها لقسم آخر . و برغم كون أثينا وحدات إقليمية ، إلا أن نظامها لن يكن قائما على أساس التمثيل الإقليمي البحت . و قد تمتعت هذه الوحدات بوسائل الحكم الذاتي و بقليل من سلطات الضبط المحلية التافهة ، و بذلك كسب الأثيني صفة المواطن ، و كان كل الأعضاء البالغين فما فوق 18 سنة ، مسجلة أسماءهم في سجل تحتفظ به كل مقاطعة . و كانت لهذه الوحدات وظيفة هامة تتمثل في ترشيح الأفراد الذين تتكون من مجموعهم هيئات الحكومة المركزية . و كان كل قسم ينتخب بنسبة مدى اتساعه عددا من المرشحين، ثم يقترع من يتولون المناصب فعلا من بين جميع مرشحي الوحدات . – و من هذا التكافؤ للفرص في تولي الوظائف العامة يرى الفكر السياسي الإغريقي في هذه الطريقة الصورة المميزة للحكم الديمقراطي.
باستثناء نوع من الوظائف الأثينية التي لم تخضع لطريقة الاقتراع ، و كانت مستقلة ، و هم القواد العشرة ، فاختيارهم يعتمد على الانتخاب المباشر،و ممكن إعادة انتخابهم ، و كان هؤلاء القواد نظريا مجرد قواد عسكريين، أما واقعيا كانت لهم سلطات هامة و تأثير عظيم جدا في المجلس التنفيذي و الجمعية الشعبية في أثينا ، فقد تجاوزت صلاحيات القواد في الحقيقة الوظائف العسكرية ، بل في بعض الأحيان وظائف سياسية هامة جدا ، و خاصة في عهد الإمبراطورية .(2)

—————————————
1. جورج سباين،تطور الفكر السياسي، تر.حسن جلال العروسي(القاهرة-نيويورك:مؤسسة فرانكلين للطباعة و النشر)، ص.6.
2. المرجع نفسه، ص.7 .
(*)الدستور: قد أدخلت عليه تعديلات طفيفة من حين لآخر بقصد زيادة عدد الموظفين الذين يعينون بطريق الإنتخاب و القرعة و زيادة عدد الخدمات المأجورة، و هما الصفتان الخاصتان بالحكومة الشعبية،على أن اصلاحات كليشينس هي التي جعلت الدستور الأثيني بالصورة التي كان عليها وقت بلوغ أثينا أوج سلطانها ، و التي ظل عليها بعد ذلك ، و يلاحظ ما حدث لفترة قصيرة من رد فعل أرستقراطي في خواتيم حرب البيلوبونيز ، و أن الأوضاع قد عادت إلى مجاريها بعد ذلك.

)أن يكون الموجه لسياسة أثينا عاما بعد عام ،وكان مركزه بالنسبةpericles – و قد أتيح للقائد بركليس (
إلى المجلس التنفيذي و الجمعية الشعبية أقرب إلى مركز رئيس الوزراء في العصر الحاضر منه إلى منصب قائد عسكري ، و لكن هذا النفوذ كان يرجع آخر الأمر إلى قدرته على الظفر بتأييد الجمعية الشعبية ، فلو أنه فشل في كسب ثقتها لكان ذلك كفقد الوزير المسئول ثقة البرلمان حاليا.

– تفتتح جلسات الجمعية عند الفجر و تؤجل إذا حصل خسوف القمر أو كسوف الشمس أو زلزال أو عاصفة لأنها إشارة إلى غضب الآلهة.و قليلا ما كان يكتمل النصاب فلا يتعدى الحضور ثلاثة ألاف من أصل أربعين ألفا ، فالمتخلفون هم من الفقراء لذا عمدت الدولة إلى دفع تعويضات مقابل ترك العمل و الحضور إلى الجمعية (1)،و هذا فعلا يعد تحفيزا و تشجيعا في نفس الوقت للممارسة و المشاركة السياسية.

– مهمة هذه الجمعية التصويت على القوانين و مراسيم تنفيذها و انتخاب القادة العسكريين و القضاة و مراقبة أعمالهم فتقترح القوانين و تحتدم المناقشات لأن من حق الجميع أن يدلوا بآرائهم و يجري التصويت برفع الأيدي و إذا دعت الضرورة عمدوا إلى الاقتراع السري،و إذا تبين فيما بعد أن أحد التشريعات كان مضرا أو خطرا أقترح الحضور معاقبة صاحب الفكرة، و لهذا نفع جليل حيث يمنع التسرع في التشريع ،كما أنه توجد الانتقادات للجمعية علنا و ذلك بحضور القادة، و قد يتعرض القادة للنفي مدة10سنوات إذا طرح للتصويت السؤال التالي: هل من بينكم رجل تضنونه شديد الخطر على الدولة؟.

و إذا توفرت 6 آلاف صوت (*)أو أكثر نفي القائد ، و قد عمل بهذا القانون مدة 90سنة لم ينف إلا 10 أشخاص من بينهم منشئ الإكليزيا (كليستينز)(2).
و كانت الفرصة مواتية للأثينيين لتسلم مناصب سامية ما عدا القادة العشرة ، فإن بقية المناصب الأخرى تتولى عن طريق الانتخاب و القرعة، و كانت الشخصيات البارزة هي التي تنتخب و عددها يفوق المناصب الشاغرة ليقوموا فيما بعد بعملية الاختيار، و لا يمكن تجديد التعيين في المنصب السابق ماعدا القادة العشرة التي يحق لهم الترشح مرة ثانية أو أكثر للمناصب نفسها، و تنتخبها الجمعية بطريقة مباشرة نظرا للمهمة الحساسة التي يقوم بها أعضاؤها و هي الإشراف على شؤون الدفاع و حماية الدولة من الأخطار الخارجية و لا شك أن هؤلاء القادة العسكريين كانوا يتمتعون بهيبة و مكانة في المجتمع الأثيني(3).

—————————————-
1.لبيب ،مرجع سابق ، ص .56.
2.عمار بوحوش ،تطور نظريات و الأنظمة السياسية (الجزائر:المؤسسة الوطنية للكتاب ، ط.2)، ص.57.
3. لبيب ، مرجع سابق ،ص. 147.
(*)…لقد ذكرنا سابقا أن الحضور كان عموما 3 ألاف ، لذا فمن الصعب توفر هذا العدد من الأصوات(6آلاف )الشيء الذي
أدى إلى تقليص عدد المنفيين (10 في مدة 90 سنة)أي منفي واحد كل 10 سنوات…و هذا بالرغم من تشجيع الدولة لحضور أعمال الجمعية عن طريق تعويض أيام العمل..

1-2: مجلس الخمسمائة: يسمى المجلس النيابي أو مجلس الأعيان أو مجلس الخمسمائة، و هو هيئة رئيسية حاكمة في أثينا ، و هو بمثابة مجلس تنفيذي و لجنة مركزية للجمعية الشعبية ، و قد كانت جميع المدن الإغريقية تحتوي على مجلس نيابي ، لكنه في المدن الأرستقراطية هذا المجلس يظهر على صورة مجلس شيوخ مثل إسبرطة، أعضائه شيوخ يختارون لمدى الحياة ، غير مسئولين أمام جمعية المواطنين ،

و هم عادة فئة حاكمة طيبة الأعراق ، و هنا يكمن الاختلاف بينه و بين مجلس أثينا الشعبي، ففي أثينا و هو أعلى مجلس في أثينا ،به 31عضو من قدماء الموظفين areopagus يسمى”مجلس أريوباجوس:
الأراكنة (جمعه أركون أو أرخون)، و يقضي هذا المجلس في الجنايات الخطيرة ، و لم بكن يمسح فيه بالخطابة حتى لا يتأثر القضاة”(1).

و مجلس بهذا العدد الكبير لا يستطيع الاضطلاع بوظيفة الحكم ، فاعتمدوا تناوب الحكم ، حيث كانت أثينا تتكون من 10 قبائل ، و كانت كل قبيلة تبعث بـ50 عضوا، و كل ممثلو قبيلة يتولون الحكم بالتناوب عُشر أيام السنة ،فتصبح هيئة الخمسين زائد ممثل عن كل قبيلة من القبائل التسع الأخرى،فكانت بهذا التناوب تراقب الأعمال و تديرها باسم المجلس كله.

– و يُقترع رئيس لجنة الخمسين لمدة يوم واحد من طرف الأعضاء، بحيث لا يجب أن تفوق رئاسته ليوم واحد في حياته.

– و مهمة المجلس الأساسية تزويد جمعية المواطنين بالمقترحات فلا تدرس الجمعية المسائل إلا المقدمة إليها من المجلس ، و بازدهار الدستور الأثيني أصبحت التشريعات أكثر ممارسة لدى المجلس من الجمعية الشعبية ،إلا أنه خصص مهمته بعد ذلك في إعداد المشروعات للجمعية.
و إضافة إلى أن هذا المجلس كان سلطة تشريعية ، فقد كان هيئة تنفيذية مركزية في الحكومة، فقد كان يُستعمل كوسيلة للاتصال بالسفارات الأجنبية ، و هو يتحكم في موظفو الحكومة تحكما كبيرا، و بإمكانه حبس و إعدام المواطنين بإصداره هو حكما كمحكمة ، أو باستعماله أحد المحاكم العادية ،و كان يشرف على الشؤون المالية و يدير الأملاك العامة و الضرائب، و له الرقابة المباشرة على الأسطول و ترسانته،و تتبع هذا المجلس عدد كبير من اللجان و الموظفين و الهيئات الإدارية.
إلا أن الجمعية التي كانت ترى إن توافق و تصادق، أو تعدل أو ترفض ما يقدمه المجلس، رغم سلطاته الواسعة، فأعماله كانت مرهونة بإدارة الجمعية الشعبية.” و كان من الجائز أن تحيل إلى المجلس اقتراحا قدم إليها ، أو أن يحيل المجلس إليها مقترحات دون أن يزكيها ، و لئن كان المفروض أن يكون إقرار المسائل الهامة بموافقة الجمعية الشعبية ، كإعلان الحرب و عقد الصلح و إبرام المعاهدات و فرض الضرائب المباشرة و وضع التشريعات إلا أنه لم يكن منتظرا على الأقل في عهد ازدهار السياسة الأثينية أن يكون المجلس التنفيذي في مجرد هيئة تحضير و إعداد ، و على كل حال فقد كانت المراسيم تصدر باسم المجلس و الشعب (2).

———————————–
1.جورج ، مرجع سابق، ص.8 .
2. المرجع نفسه ،ص.9 .

و يمكن أن نلخص مهام و وظائف هذا المجلس في الآتي:
– تحضير أعمال الجمعية العمومية و صياغة المشاريع و إعداد نصوص القوانين التي تصوت عليها الجمعية .
– مراقبة أعمال القضاة و الإشراف على الموظفين و الحسابات و الإنفاق على المباني العامة و السياسة الداخلية و الخارجية.
– توجيه الأسطول البحري.

إلا أن هذه المهام أو الصلاحيات ليست مطلقة ،فللجمعية العمومية الحق الكامل في محاسبته في أعماله و هي حرة في تعديل الاقتراحات المقدمة إليها أو رفضها ، و في العادة لا يبث في المسائل الهامة بمفرده،بل بموافقة الجمعية ، و أهم القضايا التي يتعين عليه عرضها على الجمعية هي:
1/إعلان الحرب.
2/توقيع معاهدات السلام.
3/فرض الضرائب .
4/تشريعات عامة.(1)
بالمقابل كانت إسبرطة المدينة المنافسة لأثينا تختلف فيها الممارسة السياسية فحيث السلطة فيها محصورة بين يدي مجلسين أحدهما مجلس ملاك يتكون من سكان المدينة الذين يملكون الأراضي و يدفعون الضرائب و الآخر مجلس شيوخ يتكون من 28 عضوا ينتخبون مدى الحياة، و 5 قضاة ينتخبون كل سنة.

1-3: المحاكـــــــــم: كانت مهامها كأي محكمة أخرى ، تفصل في قضايا الأفراد ، مدنية كانت أو جنائية ، إلا أن سلطتها تجاوزت هذا النطاق بصفة كبيرة ، و تناولت أمورا تعتبر في عصرنا الحديث من أمور العمل التنفيذي أو التشريعي و ليس القضاء.
– الوحدات الإدارية هي التي تختار أعضاء هذه المحاكم (أو المحلفون)، فيتم انتخاب (6 آلاف شخص كل عام)، و تحدد جهة عملهم و نوع الأقضية التي يفصلون فيها بالاقتراع ، و من شروط المنتخبين المحلفين الأثينيين بلوغ الثلاثين، و عدد المحلفين في المحكمة الواحدة ما بين (201 محلف) و (501)و قد يزيد أحيانا ، و لم تكن محاكم أثينا بالمستوى الحديث من النظام القانوني و الدقة الفنية. و المتقاضون حضورهم مفروض، و رأي المحلفين على الإدانة أو البراءة مأخوذ، و كذلك العقوبة، ثم تحكم المحكمة قرارها النهائي.
– و بما أن المحاكم الأثينية تعمل و تقضي بحكم الشعب كله،فكان من المنطقي اختفاء نظام الاستئناف .فلم تكن مجرد هيئة قضائية ، باعتبار نفسها ممثلة للشعب .
– ” و بذلك لم يكن حكم محكمة ليلزم محكمة أخرى.لأن كلتيهما ممثلة للشعب في عملها،و تعتبر بصدده كالجمعية الشعبية ، فكل منها تعتبر أنها هي الشعب في نطاقها ، و من هنا كانت المحاكم أداة لتوثيق رقابة الشعب ، و إشرافه على الموظفين ، و على القانون ذاته”.

———————————–
1. عمار،مرجع سابق ، ص .59 .

– إشراف المحاكم على الموظفين: تظهر في 3 صور رئيسية :
1/ حق المحاكم في انتقاء المرشحين الصالحين قبل توليهم الوظائف.
2/مراقبة المحاكم و مراجعتها لأعمال الموظف بعد انتهاء مدة خدمته.
3/مراجعة الحسابات و صرف الأموال العامة بالنسبة لكل موظف عند انتهاء مدة خدمته.(1)

فلم يكن للموظف الأثيني قدر كبير من الاستقلال في عمله ، فهو لا ينتخب مرة أخرى ، و معرض للمساءلة من خمسمائة من مواطنيه بالمحكمة لمرتين (قبل العمل و عند نهايته)، و على عكس ذلك فقد كان القواد العسكريين أكثر الموظفين استقلالا، فيمكن إعادة انتخابهم ، فلا تراجع أعمالهم.
– و لتلك المحاكم سلطة تشريعية حقيقية ، تماثل أحيانا سلطة الجمعية الشعبية ذاتها ،فقد كانت المحاكم إضافة إلى محاكمة الأفراد ، تحكم على القانون ، و ذلك بأمرها بأن قرار الجمعية أو المجلس التنفيذي مخالف للدستور ، و كل مواطن يمكنه القيام بذلك على شكل شكوى ، فيتوقف العمل بالقانون حتى تصدر المحكمة حكما بشأنه، و بهذا يعتبر المحلفين في عملهم بمثابة كل الشعب.(2)

– و بطبيعة الحال فإن دور المحاكم المعهود أو التقليدي هو النظر في القضايا العامة و الأمور المالية و محاكمة الأفراد الذين خرقوا قوانين الدولة و الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم أو أثاروا مشكلة اجتماعية و اتبعت المحاكم في إصدار أحكامها المبدأ التالي يعاقب العبد في جسده و الحر في ماله)(*)،و تفاوتت العقوبات من الضرب و الغرامة و الحرمان من الحقوق السياسية و النفي و الكي بالنار و مصادرة الأموال ، و في أقصى الحالات الإعدام و نادرا السجن ، و تنفذ الإعدام غالبا بتقديم عصير (الشوكران)فيخدر الجسم و يسممه تدريجيا حتى يصل إلى القلب …و بهذه الطريقة أعدم سقراط عام399 ق.م بعد التهمة التي وجهت له.(3)

—————————————–

1. جورج ، مرجع سابق ، ص.10 .
2. المرجع نفسه ،ص.11.
3. لبيب .مرجع سابق ، ص.150.

(*)…يعاقب العبد في جسده لأنه لا يحق له أن يملك ،فهو أداة حية لا فضيلة له، و هو في خدمة سيده…

المبحث02: النظام الاجتماعي:

دولة المدينة الإغريقية صغيرة الحجم و السكان مقارنة بالدول الحديثة ، فجزيرة (رود)الأمريكية حاليا تفوق المدينة الإغريقية (أتيكا)بثلث، أما عدد السكان فيمكن القول أو التنبؤ إن صح ذلك بـ300ألف نسمة.
و كان المجتمع داخل دولة المدينة مقسم إلى 3 طبقات على شكل هرم، و هي على الشكل التالي:

2-1:الأرقـــــــاء:
) من سكان أثينا ، و قد سلمت السياسة % الأرقاء هم العبيد ، و قد يكونون حوالي(33
الإغريقية بقيام الرق ، و لم تدخله في حسابها مطلقا (1)، و رغم كثرة الأرقاء في المدينة الإغريقية ، إلا أن المواطنين لم يكونوا طبقة مترفة لا عمل لها ،فعدد العاطلين عن العمل في مدينة أثينا لا يتجاوز عدد العاطلين بمدينة أمريكية تعادلها الاتساع ،و ذلك لأن كل إغريقي يحقق رزقه بنفسه ، و لدى الإغريق قدر محدود من العمل أتاحه لهم ظروفهم الاقتصادية المتواضعة ، و قد ارتضوا به ، و لم يحاولوا التصعيد ، فأصبحت أوقات فراغهم كبيرة ، و أكثر من أوقات فراغ نظرائهم بالحاضر، فقد اعتمدوا على تحديد قدر الاستهلاك و الإنتاج حسب الحاجة فقط ، دون مبادرات فكانت الحياة بسيطة و فارغة لديهم ، يصعب تحملها الأمريكي حاضرا.و قد اعتمد المواطنين الأثينيين على التجارة و الصناعة و الزراعة ، يكسبون منها العيش دون البحث عن مكسب آخر لتحقيق العيش، و لم يخصصوا أنفسهم للشؤون السياسية بترك العمل للأرقاء ، و لم يكرسوا أوقات فراغهم للنشاط السياسي .

” و لئن مجدت نظرية الإغريق السياسية أحيانا فكرة تفرغ طبقة دون عمل و جاز في الدول الأرستقراطية أن تكون الطبقة الحاكمة نخبة من ملاك الأراضي ، إلا أنه من الخطأ البين أن يظن أن طبقة المواطنين في مدينة مثل أثينا كانت طبقة مترفة لم يعفر العمل أيدي أصحابها “.

– و كان ينظر للأرقاء كطبقة عادية و ليست نتيجة لوضع غير طبيعي ، و كان (أفلاطون) في “القوانين” يقول بضرورة أن يكونوا من أجناس و لغات مختلفة حتى لا يسهل تمردهم ، في حين كان تفسير (أرسطوا) مبررا لوجود هذه الطبقة باعتبارها الأداة المادية التي يمكن للروح المتعالية التحرك بها ، و من رأيه أن الناس خلقوا ليحكم بعضهم البعض ، و هناك حاكمين و محكومين، و العبد بالنسبة للسيد هو الجسد بالنسبة للروح و أن “كل الذين ليس لديهم ما يعطوننا إلا استعمال أجسادهم و أعضائهم محكوم عليهم بالطبيعة أن يكونوا عبيدا ، بكلمة واحدة إن الإنسان يصبح عبدا إذا كان لديه فكر قليل لا يمكنه من التخلص من الاعتماد على الآخرين”(2)، و يميز أرسطوا هنا بين الاستعباد عن طريق القوة العسكرية و الاستعباد الطبيعي ، ذلك أن الحرب أحيانا لا تكون عادلة و يظلم فيها الناس .

—————————————–
1. جورج ، مرجع سابق ، ص.2 .
2. المرجع نفسه ، ص.3 .

2-2: الأجـــــــانب:
و كان عددهم كبيرا ، لأن أثينا مدينة تجارية، و كانوا أحرارا في الإقامة و البقاء رغم أنه لا يوجد نظام للتجنس القانوني ، إلا أنه تبقى صفتهم كأجانب رغم مكوثهم أجيالا و عقودا ، إلا إذا انخرطوا بصفة سرية ، و لم تعلم بهم السلطات ، و كانوا محرومين من المشاركة السياسية ، مثل الأرقاء (1) ، و تتشكل أساسا من التجار القادمين إلى أثينا من الدول الأخرى اليونانية أو غيرها ، أو من المقيمين غير الدائمين ، و قد تم تصنيفهم في شكل طبقة – نسبيا- نظرا للعدد القليل الذي يمثلونه بالنسبة لمجمل سكان دولة المدينة (2).

2-3:المواطنيــــــن:
و هم أفراد المدينة و أعضاءها ، فهي صفة وراثية يرثها الابن على الأب ، باعتبار الأب مواطنا بالمدينة و عضوا فيها فتنتقل تلك الصفة إلى الابن ، و أعضاء المدينة و أفرادها لهم الحق في المشاركة في الحياة السياسية ، و الشؤون العامة ، و تتمثل هذه المشاركة في حضور اجتماع المدينة فقط ، أو تولي الوظائف العامة ،”و لهذا ذهب أرسطوا( و في ذهنه صورة نظام أثينا) إلى أن الصلاحية لتولي وظائف المحلفين هي أحسن معيار لصفة المواطن “.(3)
) ius و بعكس نظرتنا اليوم للوطنية، بحيث يضمن القانون حقوقا معينة للشخص ، و الإصلاح اللاتيني (
يوحي إلى الذهن أن للمواطن حقا خاصا ، فقد رأى المواطن الإغريقي في صفة المواطنة معنى المشاركة كمشاركة أو عضوية الفرد في عائلته ، ففي فلسفة الإغريق السياسية كانت تدرس كيفية ضمان مكان صالح للمواطن ، و ليس كيفية الحصول على حق له ، فكان الهدف في نظر المفكرين الإغريق هو وضع كل مواطن في مكانه اللائق ضمن الكل ، و كان عدد الوظائف التي يصلح لها المواطن و أهل لها متغيرا، و هذا رمز من رموز الديمقراطية المطبقة آنذاك .
– المواطنة كانت صفة تورث ، إذ أن لكل مقاطعة قائمة بأسماء المواطنين ، يضاف إليها المواليد الجدد الذين يحملون هذه الصفة عن آبائهم، و طبقة المواطنين هي الوحيدة التي لها الحق في المشاركة في الحياة السياسية حيث تحضر اجتماعات المدينة ، و بإمكان أفرادها تولي الوظائف العسكرية السامية ، التي يقدر عددها بـ10(قادة سامين)يعاد انتخابهم، لذلك قيل من جانب الحياة السياسية لهذه الطبقة أن المشكلة لديها ليست ماهي حقوق المواطن ، إنما كيف يستفيد منها (4)، و يمكن أن نختصر النشاط السياسي لهذه الطبقة في دولة المدينة “أثينا” في:

1/ كل المواطنين لديهم الحق في ممارسة النشاط السياسي.
2/ التدريب و الخبرة ليستا ضروريتان.
3/ليس هناك تعارض بين السلطة السياسية و الحرية الفردية .
4/القانون يحدد مكانة كل الفرد و ليس حق كل فرد (5).

——————————————-
1.جورج ، مرجع سابق ، ص.3 .
2. محمد سليم ، مرجع سابق ، ص.83 .
3. جورج ، مرجع سابق ، ص.4 .
4. المرجع نفسه ،ص.85 .
5. المرجع نفسه ، ص.84 .

مبحث03: النظام السياسي و الاجتماعي لإسبرطة:

أغلبية المدن قامت بتجربة كل أشكال الحكم :من الملكية إلى الأرستقراطية ثم إلى الأوليغارشية و الطغيان، و أخيرا الديمقراطية ،باستثناء إسبرطة التي بقيت جامدة.

3-1:نظام الحكم:
قام نظام الحكم في اسبرطة على أساس ديمقراطي حيث وزعت السلطة على أربع عناصر:
1/ملكية مزدوجة: حتى لا ينفرد مالك واحد بالحكم.
2/مجلس شيوخ: يتكون من 28 عضوا.
3/جمعية عامة: تضم كل المواطنين الذكور الذين بلغوا سن الثلاثين.
4/ضباط التنفيذ: (الوزراء): عددهم خمسة، ينتخبهم الشعب يتولون وظيفتهم لمدة عام . (1)

3-2: النظام الاجتماعي : كان المجتمع فيها عسكري و التعليم نظامي .
قسم التلاميذ لأعمار مختلفة لكل سن معين تعليم معين، مثال:
من 7 إلى 12: يتلقون المعارف الأولية (تعليم رياضي ).
من 13 إلى 16: يتلقون التعليم في المدارس العسكرية الداخلية.
من 17 إلى 20:يتعلمون مهارات القتال و اللياقة البدنية.
* كان هناك تعليم عسكري للبنات لكن بشكل يلائم قدراتهم البدنية .(2)

3-3:النزعة العسكرية: كان نظام الحكم في اسبرطة نظاما عسكريا إهتم بالجيش ، و لهذا لم تساهم اسبرطة بقسط كبير في الحضارة الإغريقية (عكس أثينا)، و كان هدف التربية اخراج مواطنين قادرين على القتال ، لأن الموت في ميدان القتال الشرف الأعظم ، أما الحياة بعد الهزيمة عار لا يمحى فالأم تقول لابنها “عد بدرعك أو عد محمولا عليه”.
أسباب هذه النزعة العسكرية: إن موقع اسبرطة بعيد عن البحر، و لم يكن هناك وسيلة للتوسع فيما حولها من بلاد على حساب جيرانها، لهذا كانت اسبرطة سوط عذاب لجيرانها.
– استمرت اسبرطة قوية لمدة 200 عاما، و عندما سقطت استغرب الناس من سقوطها، و لكنهم لم يحزنوا عليها.(3)

3-4: حرب البيلوبونيز: رغم نمو أثينا و امتدادها عبر البحار إلى مستعمرات في صقلية و إيطاليا و نمت فيها الثقافة و الفن بجانب التجارة . كانت اسبرطة لم تتغير ، و نما شعبها على الحروب و القتال فكان الطفل يؤخذ من أمه و عمره سبع سنوات ، فينام على القصب ولا يغير ثوبه في السنة سوى مرة ، و الأطفال الضعاف يرمون في الكهوف داخل الجبال ليموتوا في أفواه الضباع ، و لم يشتغلوا بالأرض ، و احتقروا المال ، و كانت نساؤهم تقاتل مثل الرجال و كان عشرون صابرون منهم يغلبوا مائتين .
– و في عام (431 ق.م) وقعت الواقعة بين أثينا و اسبرطة ، فاندلعت حرب البيلوبونيز ، و استمرت (سبعة و عشرين عاما ) فانتصرت فيها اسبرطة و مدت يدها على رقعة واسعة من الأرض ، و لكنها مع تمددها دمرت في ثلاثين سنة، فلم تقم لها قائمة ، فأصبحت سلفا و مثلا للآخرين.(4)

—————————————————
،2004 ). googel، A. الإغريق/: htm1. مروان حسن ،الإغريق،(
)، ت. A .منتديات طلاب الجامعة العربية المفتوحة-311، ملخص الوحدة الأولى/: htm2. عيد الشمري، الجامعة العربية ،(بيروت:
googel15/11/2004(07:39)، محرك البحث :
3.مروان حسن،مرجع سابق.
4. خالص جبلي،جريدة الشرق الأوسط (الأربعاء 10 شعبان 1443 هـ الموافق ل16 أكتوبر2002/العدد8723)، مقال: هل ستنهار أم
أمريكا كما إنهار إت. س؟

الخاتمــــــــــــــة:

انتقد أفلاطون دولة المدينة و نظامها السياسي ، و اعتبر أن جهل و عدم كفاءة رجال السياسة الذين قادوها كانا من الأسباب الرئيسية لسقوط المدينة ، كما ذكر أن هذا الجهل الناتج عن عدم التمييز في اختيار القادة أدى إلى أن أصبحت المصلحة الخاصة مقدمة على المصلحة العامة أي مصلحة الدولة ، الأمر الذي أدى بدوره إلى أن الانسجام بدل أن يحدث بالدولة و مع الدولة حدث للطبقة و مع الطبقة الأمر الذي أدى إلى التفكك و الانهيار.
و يرجع البعض الآخر تدهور و انحطاط المدن اليونانية إلى أسباب أخرى أهمها :
الحجم الصغير للدولة من حيث المساحة ، و عدد السكان لم يساعدها على الدفاع عن نفسها الأمر الذي أدى إلى تشكيل روابط بين مجموعة من دول المدينة ، قادتها إسبرطة في (القرن6 ق.م) و أثينا(عند إنشاء الكونفدرالية اليونانية في القرن (464ق.م) ) و ذلك التنسيق في مواجهة الفرس، و لكنهما فشلتا ، حيث أن إسبرطة التي أعطيت القيادة العسكرية تصرفت كوصي على الدول الأخرى ، و ليس كممثل عن المجموعة ، في حين سلكت أثينا سلوكا توسعيا وصل إلى درجة إرسال معمرين أثينيين إلى مدن أخرى و اقتطاع الأراضي لهم ، الأمر الذي أفشل عملية التنسيق .
أدت بعض الأفكار الجديدة ة خاصة تلك المتعلقة بالتخلي عن الروابط الأسرية و عن الزواج إلى تفكيك المجتمع و خاصة أثينا ، وكنتيجة لذلك تقلص عدد السكان و منه إلى ضعف القدرات و اتساع الهوة بين الطبقات الغنية و الفقيرة، و سعى الأغنياء على الاستمرار في الحكم بجميع الوسائل ، و الفقراء إلى انتزاع الثروة من الأغنياء ، هذا الوضع أدى إلى أن أصبح الشعور بالانتماء للطبقة أقوى من الشعور بالانتماء إلى الوطن ، و حرك صراعا قويا حول السلطة التي أصبحت مرادفة لتحقيق المآرب الشخصية ، و في هذا المجال ذكر أرسطوا “أن الثروة القصوى تمنع الرجال من الخضوع و الفقر المدقع يحط منهم ، الأوائل لا يعرفون القيادة لكنهم يخضعون كعبيد ، يستطيعون الخضوع إلى أية سلطة و لكنهم يقودون باستبداد الأسياد”.
تدهور المؤسسات السياسية وتخلي الشعب عن الاحتكام للقانون و التصرف بطريقة استبدادية و فورية ، و اضطرار الدولة إلى مسايرة الجمهور في مجالات منع الأجور و تحقيق المصالح إلى درجة أن أصبح الأجر المقدم في مجلس الشعب امتيازا يتطلع إليه الفقراء و ليس أجرا رمزيا لنشاط مدني راق، الأمر الذي أنقص من هيبة المؤسسات الديمقراطية و دفع بها إلى الانحطاط.

المراجـــع:

1.بوحوش عمار ،تطور النظريات و الأنظمة السياسية( الجزائر: المؤسسة الوطنية للكتاب،ط.2، 1984).
2.توشار جان،تاريخ الفكر السياسي،تر.علي مقلد (بيروت: الدار العالمية للطباعة و النشر و التوزيع،1983).
3.سباين.هـ جورج،تطور الفكر السياسي، تر.حسن جلال العروسي(القاهرة-نيويورك: مؤسسة فرانكلين للطباعة و النشر،مارس1954).
4. صاصيلا محمد عرب، تاريخ الفكر السياسي (بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع).
(A/: .منتديات طلاب الجامعة العربيةhtm5. عيد الشمري،منتديات الجامعة العربية(
). googel(ت.التسجيل:15/11/2004 ،07:39 /
6. قلالة محمد سليم،الفكر السياسي من الشرق إلى الغرب(الجزائر: دار التوزيع و النشر ، 2022).
7. لبيب عبد الساتر ، الحضارات(بيروت:دار المشرق،ط.11 ، 1985).
.) googel : A . الإغريق /: htm8.مروان حسن، الإغريق (ملف:



التصنيفات
العلوم السياسية و العلاقات الدولية

التنمية المستدامة

التنمية المستدامة

تميز العقد الماضي من العمل البيئي على مستوى العالم بسيادة مفهوم التنمية المستدامة والذي تمت صياغته للمرة الأولى من خلال تقرير ” مستقبلنا المشترك” الذي صدر عام 1987 عن اللجنة العالمية للتنمية والبيئة برئاسة رئيسة وزراء النرويج السابقة جرو هارلم برونتلاند والتي تحمل حاليا منصب رئيسة منظمة الصحة العالمية. وقد كان مفهوم التنمية المستدامة مفهوما جديدا وثوريا في الفكر التنموي إذ أنه وللمرة الأولى دمج ما بين الاحتياحات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في تعريف واحد.

وحسب تعريف لجنة برونتلاند الذي أصبح علامة فارقة في السياسات البيئية والتنموية منذ التسعينات من القرن الماضي فإن التنمية المستدامة هي ” التنمية التي تأخذ بعين الاعتبار حاجات المجتمع الراهنة بدون المساس بحقوق الأجيال القادمة في الوفاء باحتياجاتهم”. وفي قمة الأرض 1992 والتي عقدت في ريو دي جانيرو كانت ” التنمية المستدامة” هي المفهوم الرئيسي للمؤتمر، الذي صدرت عنه وثيقة ” الأجندة 21″ والتي تحدد المعايير الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لكيفية تحقيق التنمية المستدامة كبديل تنموي للبشرية لمواجهة احتياجات وتحديات القرن الحادي والعشرين. كما أن قمة الأرض الثانية التي عقدت في أيلول 2022 في جوهانسبرج عقدت تحت شعار “القمة العالمية للتنمية المستدامة.
وبالتالي فإن الاستدامة حسب تعريف ومنهجية لجنة برونتلاند تدعو إلى عدم استمرارية الأنماط الاستهلاكية الحالية سواء في الشمال أو في الجنوب والاستعاضة عنها بأنماط استهلاكية وإنتاجية مستدامة، وبدون تحقيق مثل هذه التطورات فلا مجال لتطبيق حقيقي لمفاهيم التنمية المستدامة الشاملة. ويؤكد تقرير برونتلاند أيضا على الارتباط المتبادل الوثيق ما بين التنمية البيئية والاقتصادية والاجتماعية وأنه لا يمكن إعداد أو تطبيق أية استراتيجية أو سياسة مستدامة بدون دمج هذه المكونات معا. ويحتاج تحقيق التنمية المستدامة إلى تغيرات جوهرية في الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية على الأخص، ولكن مثل هذا التغيير لا يمكن أن يتم من خلال “أمر من الأعلى” أي من السلطة الحاكمة بل من خلال التنظيم الشعبي والاجتماعي الذاتي، والتعاون ما بين القطاعات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، وممارسة الديمقراطية الاقتصادية من خلال عملية تشاورية تشاركية تتضمن كل قطاعات المجتمع.
أبعاد التنمية المستدامة : أهم الخصائص التي جاء بها مفهوم التنمية المستدامة، هو الربط العضوي التام ما بين الاقتصاد والبيئة والمجتمع، بحيث لا يمكن النظر إلى أي من هذه المكونات الثلاثة بشكل منفصل، فلا بد من أن تكون النظرة التحليلية إليهم متكاملة معا.

اقتصاديا :

النظام المستدام اقتصاديا هو النظام الذي يتمكن من إنتاج السلع والخدمات بشكل مستمر وأن يحافظ على مستوى معين قابل للإدارة من التوازن الاقتصادي ما بين الناتج العام والدين، وأن يمنع حدوث اختلالات اجتماعية ناتجة عن السياسات الاقتصادية. بيئيا : النظام المستدام بيئيا يجب أن يحافظ على قاعدة ثابتة من الموارد الطبيعية، ويتجنب الاستنزاف الزائد للموارد المتجددة وغير المتجددة، ويتضمن ذلك حماية التنوع الحيوي والاتزان الجوي وإنتاجية التربة والأنظمة البيئية الطبيعية الأخرى التي لا تصنف عادة كموارد اقتصادية.

اجتماعيا :

يكون النظام مستداما اجتماعيا في حال حقق العدالة في التوزيع، وأيصال الخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم إلى محتاجيها والمساواة في النوع الاجتماعي والمحاسبة السياسية والمشاركة الشعبية.
أن هذه الأبعاد المتشابكة ، تعني أن النظر إلى التنمية المستدامة يختلف حسب زاوية المقاربة أو منهجية وخلفية التحليل، فالاقتصاديون سوف يركزون على الأهداف الاقتصادية أكثر من غيرها كما يؤكد البيئيون على أهمية حماية الطبيعة ويشدد الاجتماعيون على مبادئ العدالة الاجتماعية وتحسين نوعية الحياة. ولهذا تختلف تعريفات الاستدامة من اختلاف المنظور

1-المنظور الاقتصادي للتنمية المستدامة :

من المنظور الاقتصادي الكلاسيكي البحت، تعني الاستدامة استمرارية وتعظيم الرفاه الاقتصادي لأطول فترة ممكنة، أما قياس هذا الرفاه فيكون عادة بمعدلات الدخل والاستهلاك ويتضمن ذلك الكثير من مقومات الرفاه الإنساني مثل الطعام والمسكن والنقل والملبس والصحة والتعليم وهي تعني الأكثر والأفضل نوعية من كل هذه المكونات. أما بعض الاقتصاديين المثقفين من الناحية البيئية فهم يهتمون بما يسمى “الرأسمال الطبيعي” والذي يعني بعض الموارد الطبيعية ذات القيمة الاقتصادية والتي هي أساس النظام الاقتصادي فعليا مثل النباتات والتربة والحيوانات والأسماك وخدمات النظام البيئي الطبيعية مثل تنظيف الهواء وتنقية المياه.

2- المنظور البيئي للتنمية الاقتصادية :

يركز البيئيون في مقاربتهم للتنمية المستدامة على مفهوم ” الحدود البيئية” والتي تعني أن لكل نظام بيئي طبيعي حدودا معينة لا يمكن تجاوزها من الاستهلاك والاستنزاف وإن أي تجاوز لهذه القدرة الطبيعية يعني تدهور النظام البيئي بلا رجعة. وبالتالي فإن الاستدامة من المنظور البيئي تعني دائما وضع الحدود أمام الاستهلاك والنمو السكاني والتلوث وأنماط الإنتاج السيئة واستنزاف المياه وقطع الغابات وانجراف التربة.

3- المنظور الاجتماعي للتنمية المستدامة :

يركز البعد الاجتماعي للتنمية المستدامة على أن الإنسان هو جوهر التنمية وهدفها النهائي، ويهتم بالعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر وتوزيع الموارد وتقديم الخدمات الاجتماعية الرئيسية إلى كل المحتاجين لها بالإضافة إلى أهمية مشاركة الشعوب في اتخاذ القرار والحصول على المعلومات التي تؤثر على حياتهم بشفافية ودقة.
كيف يمكن قياس التنمية المستدامة؟ : بالرغم من إنتشار مفهوم التنمية المستدامة إلا أن المعضلة الرئيسية فيه بقيت الحاجة الماسة إلى تحديد مؤشرات Indicators يمكن قياس مدى التقدم نحو التنمية المستدامة من خلالها. وتساهم مؤشرات التنمية المستدامة في تقييم مدى تقدم الدول والمؤسات في مجالات تحقيق التنمية المستدامة بشكل فعلي وهذا ما يترتب عليه اتخاذ العديد من القرارات الوطنية والدولية حول السياسات الاقتصادية والاجتماعية. المؤشرات الأكثر دقة وشمولية وقدرة على عكس حقيقة التطور في مجال التنمية المستدامة طورتها لجنة التنمية المستدامة في الأمم المتحدة وتسمى عادة بمؤشرات ” الضغط والحالة والاستجابة” Pressure- state-response Indicators لأنها تميز ما بين مؤشرات الضغط البيئية مثل النشاطات الإنسانية، التلوث، انبعاثات الكربون ومؤشرات تقييم الحالة الراهنة مثل نوعية الهواء والمياه والتربة ومؤشرات الاستجابة مثل المساعدات التنموية. وتنقسم مؤشرات التنمية المستدامة عادة إلى أربع فئات رئيسية بناء على تعريف التنمية المستدامة نفسه، حيث تنقسم إلى مؤشرات اقتصادية واجتماعية وبيئية وكذلك مؤشرات مؤسسية Institutional والتي توفر تقييما لمدى تطور الإدارة البيئية. ويتم استنباط هذه المؤشرات لتدل على وضع معظم القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تعالجها التنمية المستدامة والتي تضمنتها الفصول الأربعون من وثيقة الأجندة 21 التي أقرت في العام 1992 وتمثل خطة عمل الحكومات والمنظمات الأهلية تجاه التنمية المستدامة في كل العالم.
أن هذه المؤشرات تعكس مدى نجاح الدول في تحقيق التنمية المستدامة وهي تقيم بشكل رئيسي حالة الدول من خلال معايير رقمية يمكن حسابها ومقارنتها مع دول أخرى كما يمكن متابعة التغيرات والتوجهات Trends في مدى التقدم أو التراجع في قيمة هذه المؤشرات مما يدل على سياسات الدول في مجالات التنمية المستدامة فيما إذا كانت تسير في الطريق الصحيح نحو تحقيق التنمية المستدامة أم أنها لا زالت متباطئة ومترددة، كما هي معظم دول العالم. ووجود مثل هذه المؤشرات الرقمية بشكل دائم ومتجدد يساهم في إعطاء صورة واضحة عن حالة التنمية المستدامة في الدولة، وبالتالي يقدم المعلومات الدقيقة اللازمة لمتخذي القرارات في الوصول إلى القرار الأكثر صوابا ودقة لما فيه المصلحة العامة والابتعاد عن القرارات العشوائية والتي غالبا ما تكون مبنية على معلومات خاطئة أو ميالة إلى المجاملة والانتقائية. وتتمحور مؤشرات التنمية المستدامة حول القضايا الرئيسية التي تضمنتها توصيات الأجندة 21 وهي التي تشكل إطار العمل البيئي في العالم والتي حددتها لجنة التنمية المستدامة في الأمم المتحدة بالقضايا التالية : المساواة الاجتماعية، الصحة العامة، التعليم، النوع الاجتماعي، أنماط الإنتاج والاستهلاك، السكن، الأمن، السكان، الغلاف الجوي، الأراضي، البحار والمحيطات والمناطق الساحلية، المياه العذبة، التنوع الحيوي، النقل، الطاقة، النفايات الصلبة والخطرة، الزراعة، التكنولوجيا الحيوية، التصحر والجفاف، الغابات، السياحة البيئية، التجارة، القوانين والتشريعات والأطر المؤسسية. وتاليا شرح مفصل لكل هذه القضايا والمؤشرات المرتبطة بها.
القضايا والمؤشرات الاجتماعية :

1- المساواة الاجتماعية :

تعتبر المساواة أحد أهم القضايا الاجتماعية في التنمية المستدامة، إذ تعكس إلى درجة كبيرة نوعية الحياة والمشاركة العامة والحصول على فرص الحياة. وترتبط المساواة مع درجة العدالة والشمولية في توزيع الموارد واتاحة الفرص واتخاذ القرارات. وتتضمن فرص الحصول على العمل والخدمات العامة ومنها الصحة والتعليم والعدالة. والمساواة يمكن أن تكون مجالا للمقارنة والتقييم داخل الدولة نفسها وكذلك بين الدول المختلفة. ومن القضايا الهامة المرتبطة بتحقيق المساواة الاجتماعية تبرز قضايا مكافحة الفقر، العمل وتوزيع الدخل، النوع الاجتماعي، تمكين الأقليات العرقية والدينية، الوصول إلى الموارد المالية والطبيعية، وعدالة الفرص ما بين الأجيال. وقد عالجت الأجندة 21 موضوع المساواة الاجتماعية في الفصول الخاصة بالفقر وأنماط الإنتاج والاستهلاك والمرأة والأطفال والشباب وكذلك المجتمعات المحلية. وبالرغم من التزام معظم الدول في العالم باتفاقيات ومعاهدات تتضمن مبادئ العدالة والمساواة الاجتماعية فإن غالبية هذه الدول لم تحقق نجاحا حقيقيا في مواجهة سوء توزيع الموارد ومكافحة الفقر في مجتمعاتها، وتبقى المساواة الاجتماعية من أكثر قضايا التنمية المستدامة صعوبة في التحقق. وقد تم اختيار مؤشرين رئيسيين لقياس المساواة الاجتماعية وهما :

الفقر : ويقاس عن طريق نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر، ونسبة السكان العاطلين عن العمل من السكان في سن العمل.
المساواة في النوع الاجتماعي : ويمكن قياسها من خلال حساب مقارنة معدل أجر المرأة مقارنة بمعدل أجر الرجل.

2- الصحة العامة :

هناك ارتباط وثيق ما بين الصحة والتنمية المستدامة، فالحصول على مياه شرب نظيفة وغذاء صحي ورعاية صحية دقيقة هو من أهم مبادئ التنمية المستدامة. وبالعكس، فأن الفقر وتزايد التهميش السكاني وتلوث البيئة المحيطة وغلاء المعيشة كل ذلك يؤدي إلى تدهور الأوضاع الصحية وبالتالي فشل تحقيق التنمية المستدامة. وفي معظم دول العالم النامي، فإن الخدمات الصحية والبيئية العامة لم تتطور بشكل يوازي تطور السوق والاقتصاد وغلاء المعيشة. وقد وضعت الأجندة 21 بعض الأهداف الخاصة بالصحة وأهمها تحقيق احتياجات الرعاية الصحية الأولية وخاصة في المناطق الريفية، والسيطرة على الأمراض المعدية، وحماية المجموعات الهشة (مثل الأطفال وكبار السن) وتقليص الأخطار الصحية الناجمة عن التلوث البيئي. أما المؤشرات الرئيسية للصحة فهي :

حالة التغذية : وتقاس بالحالات الصحية للأطفال.
الوفاة : وتقاس بمعدل وفيات الأطفال تحت خمس سنوات، والعمر المتوقع عند الولادة.
الإصحاح : ويقاس بنسبة السكان الذين يحصلون على مياه شرب صحية ومربوطين بمرافق تنقية المياه.
الرعاية الصحية : وتقاس بنسبة السكان القادرين على الوصول إلى المرافق الصحية، ونسبة التطعيم ضد الأمراض المعدية لدى الأطفال ونسبة استخدام موانع الحمل.

3- التعليم :

يعتبر التعليم، وهو عملية مستمرة طوال العمر متطلبا رئيسيا لتحقيق التنمية المستدامة. وقد تم التركيز على التعليم في كل فصول وثيقة الأجندة 21 حيث أن التعليم أهم الموارد التي يمكن أن يحصل عليها الناس لتحقيق النجاح في الحياة. وهناك ارتباط حسابي مباشر ما بين مستوى التعليم في دولة ما ومدى تقدمها الاجتماعي والاقتصادي. وفي وثيقة الأجندة 21 فإن التعليم يتمحور حول ثلاثة أهداف هي إعادة توجيه التعليم نحو التنمية المستدامة، وزيادة فرص التدريب وزيادة التوعية العامة. وقد حققت الكثير من دول العالم نجاحا ملموسا في التعليم وفي تدريب سكانها على المعلومات الحديثة ولكن لا يزال هناك الكثير من الجهد الذي ينبغي بذله. أما مؤشرات التعليم فهي :

مستوى التعليم : ويقاس بنسبة الأطفال الذين يصلون إلى الصف الخامس من التعليم الإبتدائي.

محو الأمية : ويقاس بنسبة الكبار المتعلمين في المجتمع.


التصنيفات
العلوم السياسية و العلاقات الدولية

النخبة السياسية واشكالية الانتقال الديمقراطي

النخبة السياسية واشكالية الانتقال الديمقراطي

تعليم_الجزائرتعليم_الجزائر

الرابط
http://www.politics-dz.com/threads/a…403/#post-2578


التصنيفات
العلوم السياسية و العلاقات الدولية

بحث

السلام عليكم ورحمة الله
ابي بحث عن سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في إدارة الازمات
يا ليت تساعدوني انضغطت بالاختبارات وما امتداني اسويه
اخر تسليم له بعد يومين : (