التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

تعليق الشيخ العثيمين على مقولة عمر ( تعلّموا العربية فإنها تزيد في ا

بسم الله الرحمن الرحيم
تعليق – نافع ، رائع وماتع – للشيخ / محمد بن عثيمين – رحمه الله تعالى – ، على مقولة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – : ( تعلّموا العربية فإنها تزيد في المروءة ) .
للاستماع والتحميل :
من هنـــــا
من هنـــــا
من هنـــــا
من هنـــــا
،‘، سماعا موفقا أرجوه لكم ،‘،


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

كتاب: إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب- للعلامة السعد

وضعت الموضوع هنا بالخطأ كنت أقصد منبر الفقه
وقد أعدت وضعه هناك
وعذرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أقرب بين أيدي إخوتي وأحبائي في الله
كتاب:
إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب
للشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله تعالى
للتحميل
توكل على الله


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

أيهما أكثر دقة "استخرج من كذا كذا" أو "أخرج من كذا كذا"؟ ولماذا ؟

استخرج من العبارة السابقة . أم أخرج من العبارة السابقة .

شكرا لكم على هذه الموضوعات القيمة

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

عفوا، مصطلح السامية ليس وهما، ولا نظرية خرافية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد كثر الكلام في موضوع السامية واللغات السامية، فأود أن أدلي بدلو صغير في هذا الموضوع، كونه اختصاصي أو قريبا منه
لكن لابد من مقدمة موجزة عن اليهود
إن اليهود يتمسكون بأي شيء يثبت لهم أصلا؛ لأن الملك البابلي (نبوخذ نصّر: بختنصر) جمعهم من أنحاء الدنيا، ونفاهم إلى بابل، وفعل بهم أفاعيل جعلتهم يترحمون على فرعون، وكان من نتائج هذا ويعرف بـ (السبي أو الأسر البابلي) أن قضي عليهم، واستأصلت شأفتهم، وبادت لغتهم وكان هذا عام 586 قبل الميلاد، وأما زعمهم أن (بابل) سميت هكذا لتبلبل الألسنة، فهراء. وكل من درس اللغات السامية يعرف أنها كلمة أكدية مركبة من (باب + إيل) ومعناها باب الله، وكانت بهذا الاسم قبل أن يخلق الله اليهود. على أنه منذ ذلك الحين انقرضت اللغة العبرية، وسيطرت اللغة الآرامية؛ حتى إن تفسير التوراة – الذي يسمى (الترجوم) مكتوب – في معظمه بالآرامية لا العبرية. حتى إذا جاء عام 70م قضى الامبراطور الروماني جستنيان على البقية الباقية منهم، وأحرق هيكلهم، ودمر بيت المقدس. ومنذ ذلك التاريخ اختفت السلالة العبرية، ومعها اللغة ولم يبق إلا شماطيط لقطاء في كل بلد ثلة، ولم تقم لهم قائمة، حتى جاء هتلر – ولا أدري يجوز الترحم عليه – وكان يريد استكمال مسيرة أجداده، لكن القدر لم يمهله وإنما أحرق منهم مئتين أو ثلاثمئة للأسف، فاخترعوا أكذوبة الهولوكوست، التي يذلون بها العالم، حتى إذا جاء وعد بلفور 1917 كان ما تعلمون.
ورغم الآلة الإعلامية الضخمة، فلم يستطيعوا أن يجدوا نقشا يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، سوى قصيدة (دبورا) وحتى هذه مشكوك في وثاقتها، وتاريخها.
ولذلك فمكانة اللغة العبرية اليوم في الحضيض، وأما الذين يدرسونها فيركزون على العبرية الحديثة، لغة الطباعة والصحافة، أما العبرية القديمة، فقد انقرضت مع الديناصورات.
وفي سبيل البحث عن الأصل المزعوم – طبعا لترسيخ اقدامهم في فلسطين والأراضي العربية – فإنهم بعد انتصار أمريكا وبريطانيا – صاحبة الوعد في الحرب العالمية الثانية، ركزوا جهودهم لتجميع ما يمكن من الآثار القديمة، وإن لم يمكن فتدميرها، وقد سجل التاريخ الحديث – سوى الآثار المصرية، التي سرقوها في فترة الاحتلال – جريمتين:
1- في اليمن وفي عهد الإمام يحيى حميد الدين المتوفى 1949، جرت أكبر عملية ليس لتهريب الآثار بل لتصديرها؛ فقد استطاع السفير البريطاني أن – يقنعه بما أن أولئك الأقوام كفار – أن ما تركوه من آثار يعتبر أصناما في دين الإسلام، وأنتم قوم مسلمون فهاتوها لنا نحن الكفار، ووافق الإمام يحي؛ ولذا نجد في متحف لندن وحده ألفين وخمسمئة قطعة أثرية يمنية.
2- حينما وقع الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2022، طلب الموساد أن يسمح له بالمشاركة بعدد رمزي من ضباط وجنود، تركزت مهمتهم الأساسية في سرقة ما يتيسر من آثار العراق، وما لم يستطيعوا – كالرقم الطينية – فقد صدرت الأوامر بتتبيره وتدميره، وهذا ما حدث.
ولنأخذ صورة مصغرة عن خطورة هذه الجريمة، فيكفي أن نعرف أن الكتابة اختراع عراقي، وأن أقدم الكتابات ظهرت هناك، وهذا العلم يسمى (المسماريات) ومادته عبارة عن (رقم طينية) ورقم جمع رقيم وهو لوح من الطين المطبوخ كان العراقيون يكتبون عليه وقد ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }الكهف9، {كِتَابٌ مَّرْقُومٌ }المطففين20 وكان العدد المعلن من هذه الرقم – قبل الاحتلال – يتجاوز ثلاثة ملايين رقيم مرقوم، وقد بلغ طولها خمسة أميال، وقد بقيت آلاف السنين محفوظة، حتى جاء اليهود فقصفوها بالمدافع والدبابات.وقد كتب بعض الكتاب الغربيين في ذلك.
ومن المؤكد أن تدميرهذه الرقم كان أحد أهداف ومكاسب احتلال العراق.
كانت هذه المقدمة لنعرف أهمية هذا الموضوع عند اليهود خاصة، والغرب عامة.
ولنأت الآن إلى اصل الموضوع

وقد لاحظت أن كلام الرافضين لهذه النظرية، وهذا المصطلح تركز في الاعتراضات التالية:
الاعتراض الأول:
أنها نظرية غربية استشراقية يهودية، ، صاحبها المستشرق اللألماني اليهودي شلوتزر، وأنه أطلقها عام 1781.
والجواب: بل هي نظرية عربية إسلامية
وقد كان هذا الفهم السابق هو السائد والشائع لدى الدارسين، حتى قيض الله العلامة الدكتور/ رمضان عبدالتواب – رحمه الله – فأثبت في كتابه البديع (فصول في فقه العربية: 43-) – وهو متوفر على الشبكة – أنها نظرية عربية إسلامية، أول من قال بها الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى 175 هـ، فتضاف إلى اختراعاته واكتشافاته العبقرية، ونقل نقولات كثيرة من كتب التراث الإسلامي، وهاكم بعضها: ” وكنعان بن سام بن نوح.. إليه ينسب الكنعانيون وكانوا يتكلمون بلغة تقارب العربية” معجم العين للخليل 1/ 205، ” إلا أن الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية هي لغة مضر وربيعة لا لغة حمير لغة واحدة تبدلت بتبدل مساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي وإذا رام نغمة أهل القيروان ومن القيرواني إذا رام نغمة الأندلسي ومن الخراساني إذا رام نغمتها .. فممن تدبر العربية والعبرانية السريانية أيقن أن اختلافهما إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم، وأنها لغة واحدة في الأصل. وإذ تيقنا ذلك فالسريانية أصل للعربية وللعبرانية معا والمستفيض أن أول من تكلم بهذه العربية إسماعيل عليه السلام فهي لغة ولده والعبرانية لغة إسحاق ولغة ولده، والسريانية بلا شك هي لغة إبراهيم صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم بنقل الاستفاضة الموجبة لصحة العلم ، فالسريانية أصل لهما” الإحكام في اصول الأحكام لابن حزم 1/ 30، “وكثيراً ما تتوافق اللغتان لغة العرب ولغة الحبش في ألفاظ وفي قواعد من التراكيب نحوية كحروف المضارعة وتاء التأنيث وهمزة التعدية ” البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 4/ 167.
على أن الواقع: أنهم لم يكن لهم معرفة بشيء منها، وكان أضعف اتصال لهم هو باليمنية القديمة التي سموها الحميرية، وخير دليل على ذلك، هن: قول شيخ العربية وأحد القراء السبعة – أبوعمرو بن العلاء – “ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا، ولا عربيتهم بعربيتنا”
فرجاء منذ الآن..
من أراد أن يوجه نقدا فليوجهه إلى الأئمة الثلاثة: الخليل، وابن حزم، وأبي حيان.
فقد تبين أن هذه النظرية إنما هي من ضمن السرقات العلمية، التي سرقها الغرب في فترة النوم العربي. تماما كما سرق دوسوسير الفكر اللغوي من سيبويه، وابن جني، وعبدالقاهر الجرجاني.
فلنكف عن نسبة الفضل إلى ذلك اليهودي الأصلع المسكين، ولا تزعجوه بنظرية عظيمة كهذه؛ فهي كبيرة عليه وعلى أثلته، وهي شرف لا يدعيه.

الاعتراض الثاني:- أن هذه النظرية وردت في التوراة، وأن التوراة هي المصدر الأول للدراسات السامية.
والجواب: كان ماذا؟
وهل كل ما ورد في التوراة خطأ وغلط؟ إن التوراة – في الأصل – كلام الله، وفيها هدى ونور كما قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ }المائدة44. هي نعم محرفة، ولكن ليس بنسبة 100%. ومع ذلك، فنحن لا نتخذها دليلا البتة، لكن إن وجدنا فيها ما يسعف الفكرة، أوردناه لا على سبيل الاستدلال، لكن الاستئناس، تماما كما يفعل المشايخ مع الحديث الضعيف. وأهميتها بالنسبة لنا تكمن في أنها نص قديم لا أكثر. وقيمتها لغوية لا تاريخية، حتى اليهود أنفسهم لا يقدسونها؛ لأنهم يعرفون أكثر منا أنها محرفة، وأن أكثرها ليس من كلام الله، ولكنه من كلام حاخامتهم وأحبارهم. على أن المعلومة إذا ثبت خطؤها – ولو وردت في التوراة – فهي خطأ، ومثال ذلك أن التوراة جعلت الفينيقيين من أبناء حام لا سام، وذلك لأهداف سياسية معروفة. ومع ذلك فلا أحد يقول بهذا الرأي، والفينيقيون ساميون ما في ذلك شك.
أما المصدر الأول للدراسات التاريخية والآثارية واللغوية، فهو النصوص المكتوبة. بالنسبة للعربية القرآن، وبالنسبة لغيرها من الساميات النقوش، التي سبقت الإسلام بآلاف السنين، والتي لا سبيل إلى التشكيك والطعن في ثبوتها – كما هو الشعر الجاهلي مثلا – وإنما تختلف وجهات النظر في قراءتها ودلالتها، أما وجودها فثابت وقطعي. على أن النتائج يمكن أن تتغير، تبعا للاكتشافات الجديدة، بل إننا لم نفرغ بعد من دراسة وتحليل ما نشر من نقوش، ولدينا منشورا في اليمنية القديمة – وحدها– أكثر من عشرين ألف نقش، سوى ما لم ينشر. بعضها يعود إلى ما قبل الميلاد بألف سنة، وهذه تفيد جدا في معرفة الأطوار التي مرت بها العربية.

الاعتراض الثالث: ليس للسامية الأم ملامح معروفة.
الجواب:
بعد مرور قرون على تأسيس علم اللغة الحديث، استقر رأي الباحثين اليوم على أن البحث في نشأة اللغة الإنسانية، بحث غير ذي جدوى، ويفتقر إلى الأدلة العلمية؛ ولذا فإن البحث فيه، هو خارج الإطار اللغوي، يقترب من علوم أخرى سوى اللغة: كعلوم النفس، والاجتماع، والفلسفة.. بل إنه يعد تجديفا في الغيبيات، وما وراء الطبيعة ****physics، خاصة (نظرية الإلهام والتوقيف) [1] ولذا؛ فقد قررت الجمعية اللغوية في باريس: عدم مناقشة هذا الموضوع نهائيا، أو قبول أي بحث فيه [2] وكل ما نستطيع تقريره هنا: هو أن آدم عليه السلام تكلم، وعلى هذا فلا صحة للنظريات التي تزعم أن الإنسان الأول كان أبكم، وإنما كان يتحدث بلغة الإشارة، هذا أمر يتفق عليه أصحاب الديانات السماوية الثلاث، فقد جاءت إشارات إلى ذلك في التوراة والإنجيل، أما في التنزيل العزيز فيكفينا قوله {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31. غير أن الدرس السامي اليوم قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك -وبالأدلة النقشية التي لا سبيل إلى ردها، بعكس شواهد اللغويين والنحاة القدامى – أن ثمة ألفاظا مشتركة بين اللغات السامية (ومنها العربية الفصحى واليمنية القديمة) تبلغ المئات، بل إن الدكتور حازم كمال الدين قد تجاوز بعددها الألف كلمة مشتركة [3]. تلك الألفاظ – فيما يقرر الباحثون – هي أول ما لفت نظر اللغويين، ما حداهم إلى افتراض وجود لغة أم مشتركة، اصطلحوا عليها باسم (السامية الأم: Prorosemitic) وهم – كما يقول الدكتور رمضان عبدالتواب – مدركون أنها لا تخرج عن كونها افتراضا قابلا للتعديل في أي وقت [4] وإذا كانت السامية الأم مجهولة، فإن الصورة ليست بالقتامة التي يصورها نولدكه إذ يقول “وإننا نريد أن نوجه سؤالا لمن يظن أن إعادة البناء الكامل للغة السامية الأم – ولو بالتقريب – أمر ممكن، والسؤال هو: هل يستطيع أحسن العارفين باللهجات الرومانية كلها، أن يعيد بناء الأصل القديم لهذه اللهجات – وهو اللغة اللاتينية – لو فرض أنها غير معروفة الآن؟”[5] فإن مقارنة السامية الأم باللاتينية فيه قدر غير قليل من مجانبة الصواب؛ فإن السامية الأم قديمة قدم التاريخ، تعود أقدم نقوشها – كما يزعم المستشرقون أنفسهم – إلى الألف الثالث قبل الميلاد، أما اللاتينية فلا يتجاوز عمرها ربع تلك الفترة، ولذا فإن تصور السامية الأم أسهل بكثير من اللاتينية، لاسيما مع الكتاب المحفوظ الذي سفينة نوح عليه السلام بعد الطوفان، أم غيرها، فإنها ولاشك أقدم لغة عرفتها البشرية.
وكانت برزت في القرن الماضي نظرية اصطلح عليها بـ (الأصول الثنائية للغات السامية) وكان من القائلين بها الأب مرمرجي الدومنكي، حتى إنه ألف – في سبيل إثباتها، واستعراض بعض شواهدها – كتابه (المعجمية العربية على ضوء الثنائية والألسنية السامية) ويبدو أنه استقاها من ابن فارس في معجمه (مقاييس اللغة) ومهما وصفت بالمبالغات، فإن المقارنات السامية قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن ثمة ألفاظا مشتركة بين اللغات السامية، يغلب عليها أن تكون ثنائية تتكون من حرفين، بل إنه يوجد ألفاظ أحادية لا تزيد على حرف واحد، ولكن الغالب عليها – وليست العربية استثناء من ذلك – أن تكون ثلاثية، وإن كان العلماء القدامى يرون أن الثلاثي أقل أصول الاسم [6]، وأما تلك الألفاظ فتتمثل في:
1- أعضاء جسم الإنسان: يد – عين – راس – كف – (أف: أنف) – دم – رجل – سن.
2- أفراد الأسرة: أب – أم – أخ – خال – عم.
3- ظواهر كونية: ماء – سماء – شمس- يم – ليل – بر.
4- وظائف: رب – بعل – ملك – (إيل: إله).
5- أسماء أيام الأسبوع.
6- أسماء العدد.
7- أسماء حيوانات: شاء – كلب – جمل – ثور – ذئب.
8- أسماء أطعمة وأشربة: لبن – لحم.
9- الضمائر بنوعيها المتصلة والمنفصلة.
وغيرها مما يصطلح عليها اللغويون بـ (الحقول الدلالية) ، مما لا يمكن معه احتمال الصدفة، أو الاتفاق، وإنما يؤكد كل ما سبق ويقطع بالأصل الواحد، وإنما أصابها – في حال الاختلاف – تطور لغوي معين: صوتي كالإبدال، وتخفيف الهمز، أو صرفي كإدغام النون، أو نحوي، دلالي. فإن (حكيم – أنثى – حصان – أنف) في العربية يقابلها في العبرية مثلا (حاخام – إشا – سوس – أف) والسياسة التي نعرفها اليوم، هي متطورة من سياسة الخيل، والحصان في العبرية (سوس) وهكذا سائر اللغات السامية.

الاعتراض الرابع: الموطن الأول للساميين
أظنك تسلم معي أن قوم نوح كانوا سكان الجزيرة، وعلى هذا فطوفان نوح عليه السلام – كما يحكي القرآن
{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ }الصافات77 – أغرق أحد شيئين:
1- الأرض كلها، وهذا احتمال.
2- الجزيرة فقط، وهو الاحتمال الأقوى، والجزيرة قديما يعني اليمن والخليج.
وإذا كنتم تظنون أن عهد نوح عليه السلام قريب، فإليكم هذه المعلومة:
وجدت – في اليمن – مومياوات يعود تاريخها – كما يقول المتخصصون – إلى ثلاثمئة ألف سنة، وهذا معناه أن أقدم سلالة بشرية على الإطلاق – إنما ظهرت في اليمن
فاليمن ليست فقط أصل العرب، بل هي أصل البشرية جمعاء
وإليكم هذه النكتة: فبعد أن نشر التقرير الخاص بالمومياوات اليمنية، جن جنون اليهود، وكان من حسن حظهم أنه نشر بالألمانية التي لا يعرفها من غير الألمان إلا قليل. ولو أنه نشر بالإنجليزية لكانت القاضية. ومع ذلك فقد تمكنوا من الضغط على البعثة الأثرية، حتى بادرت للاعتذار في عدد تال خاص من تلك المجلة، بعوى أنه خطأ مطبعي، وتم مصادرة العدد الذي نشرت فيه المعلومة؛ ولم يعد له وجود فانقرض حتى من المكتبات العامة والخاصة. والحقيقة أنه لم يكن خطأ مطبعيا فقد كتب بالحروف لا الأرقام.. وهذه المعلومة من السرية بحيث لا يستطيع أحد إثباتها، ومعهم كل الحق الجماعة لم يجدوا لهم تاريخا قبل ألفين إلى ثلاثة آلاف سنة، وأنت تقول لي ثلاثمئة ألف. خلونا على الثلاثين نعمة ورضا
ومن المؤكد أن قوم نوح من اليمن؛ بأدلة، منها: أسماء آلهتهم؛ فإن (نسر – ود) وردا اسما لصنم في مئات النقوش السامية اليمنية وغيرها. و (يعوق – يغوث) جاءا على وزن الفعل المضارع، وكل لغوي يعرف أن هذا الوزن خاص باليمنية القديمة، لا يوجد في غيرها. وإن وجد فبتأثير يمني، كما هي مدينة (تنوخ) في سوريا التي يرجع إليها أبوالعلاء المعري. وأما . واليمن كانت – على مدى التاريخ – منطقة طرد لا منطقة جذب. وذلك لأن الأمطار فيها شحيحة، وإن هطلت فموسمية، وليس فيها أنهار كمصر والشام والعراق. خاصة أنها كزمزم لا تنضب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “النيل والفرات ينبعان من الجنة” أما اليمن فقد كانت منطقة جفاف وقحط وجدب؛ ولذلك فقد اخترع اليمنيون السدود؛ فالسد اختراع يمني مسجل، أما في سائر بلاد العرب، فلم يكن لها حاجة ، وبسبب هذا القحط والجدب، كانت الهجرات من اليمن إلى العراق ومصر وسوريا وفلسطين – وحتى إفريقيا السوداء – طلبا للكلأ والمرعى، فمن هنا الأصل اللغوي الواحد.
فاستقرت هناك حضارات يعود أصلها جميعا إلى اليمن، ولغاتها جميعا إنما هي لهجات من اللغة الأم التي كان يتكلمها قوم نوح، ولك أن تسميها ما شئت
فإن كان لك اعتراض على (السامية) فقد سبقك كثيرون: فالباحثون الذين يرفضون التسمية فقط لهم مصطلحات بديلة، منها: (الجزرية) نسبة إلى الجزيرة، و (العروبية) و (العاربة) لكن الأصل الواحد متفق عليه
ولم ينكره أحد، أما الخلاف في التسمية فوارد، ولذا قال علماؤنا قديما “لا مشاحة في الاصطلاح”

[1] الأساس في فقه اللغة العربية وأرومتها: 33
[2] المدخل إلى علم اللغة، د. رمضان عبدالتواب: 109
[3] في كتابه (معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية)
[4] أصوات اللغة العربية، دراسة مقارنة باللغات السامية د. رمضان عبدالتواب
[5] اللغات السامية لنولدكه: 11
[6] ينظر مثلا المقتضب للمبرد 3/320


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

العلم المظلوم علم البلاغة



كتبه الشيخ/ أبو مالك العوضي -حفظه الله-
هنا

هذا العلم (علم البلاغة) مظلوم بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.

فقد ظُلِم هذا العلم في معرفة قدره.. وظلم في دراسته.. وظلم في تطبيقه..
ظلم من حملته، وظلم من أعدائه..
ظلم من القدماء، وظلم من المعاصرين..
ظلم من العلماء، وظلم من طلبة العلم..

مع أن هذا العلم يكاد يكون أهمَّ العلوم؛ لأنه هو الآلة التي تمكننا من فهم النصوص الشرعية فهما صحيحًا، وكذلك هو الآلة التي تمكننا من تقرير إعجاز القرآن الذي هو أساس الشرع.

أما الظلم في معرفة قدره:
فسببه أن أكثر الناس يظنونه شيئًا كماليًّا، لا يلزم طالبَ العلم أن يدرسه، وإنما غايته تحسين الكلام، ومعرفة البيان، وأن تقول إذا سمعت شعرًا (يا سلام)!

وأما الظلم في دراسته:
فبأن سُلك به غير سبيله الصحيحة، فصار أصحاب يونان هم أئمته وأعلامه، وصارت مادتُه مستقاة من كلام أرسطو وأتباعه، بدلا من أن يُبتنى على كلام العرب وأصوله، وعوضًا من أن يستقى من كلام الأدباء والبلغاء العرب الخلص الذين أفنوا أعمارهم في الفحص عن كلام العرب وتأمله حتى صار لهم كالسليقة لا يستطيعون عنه تحولا.

وأما الظلم في تطبيقه:
فلو طبق هذا العلم على مسائل الفقه لتغير حالُه، ولقل الخلافُ فيه، ولظهر وجهُ الحق جليًّا واضحًا، ولبطلت أقوالٌ كان لها من الشهرة ما كان، ولظهر فسادُ بعض الاستنباطات التي سارت بها الركبان.

وأما ظلمه من حملته:
فلأن أكثرهم ليسوا من الفقه في شيء، فلم يطبقوا كلامهم على نصوص الشرع ومسائله، وإنما جعلوا جل همهم الموازنة بين فلان وفلان من الشعراء، والحكم بتقديم فلان على فلان من الأدباء، وهذا لا بأس به في نفسه، ولكن لا شك أن الأهم تطبيق ذلك على مسائل الشرع.

وأما ظلمه من أعدائه:
فما أكثرَهم! وما أكثرَ دعاواهم وأباطيلهم!

فتارة يتعاطون منه ما لا يحسنون، فيفسدون أكثرَ مما يصلحون، وتارة يعترضون عليه بما يجهلون؛ إذ كل امرئ عدو ما يجهل، فصاروا حربًا عليه وعلى حملته، تارة بالتصريح وتارة بالتلويح.

وأقلهم ضررًا من يعلن العداوة ويقول: هذا علم غث لا فائدة فيه ترتجى، ولا نائل من ورائه يبتغى!

وأكثرهم ضررًا من يقول: هذا العلم أضر على الشرع من أعدائه، إذ جاء بالأقوال الباطلة والمذاهب الفاسدة، فيظن أن دخول الفساد في هذا العلم بسبب ذاته، وراجع إلى أصله!!

وما درى أن الفساد إنما دخله –كأي علم- من دخول غير أهله فيه، ومن استمداده من غير مصادره الصحيحة، ومن تشقيق القول بالتجويز العقلي دون الاستقراء النقلي لكلام العرب.

وأما ظلمه من القدماء:
وهو أقل ما ظلم، فبأن أكثرهم اكتفى في قواعده بالتلويح دون التصريح، فلم يضعوا فيه كتابًا واضح المعاني سالم المباني، يقتفي فيه المتأخرُ أثر المتقدم فيشكر سعيه ويسير على خطاه، بل جعلوا كلامهم رمزًا، فلا يستطيع الوصول إلى مغزاه إلا من أفنى عمره في تحصيله.

ولعل عذر القدماء في هذا أنهم بذلك قد سدوا على غير أهل هذا الفن أن يدخلوا فيه، ولذلك لم يظهر أهلُ الادعاء في هذا العلم إلا بعد أن صار قوانين محفوظة!

وأما ظلمه من المعاصرين:
فلأنك نادرًا ما تجد فيه متخصصًا إلا وهو عن علوم الشرع بمعزل، فلا يخطر بباله أن يطبقه على علوم الشرع، ولا يرد على خاطره أنه يؤسس كثيرًا من كلامه مخالفًا لأصول الشرع وفروعه.

وأما ظلمه من العلماء:
فلأنهم لا ينصحون الطلبة بدراسته، ولا يحثونهم على التعمق فيه، وربما كان هذا بسبب أن بضاعتهم فيه مزجاة، أو أنهم ينتمون إلى فئة المشنعين على أهله وطالبيه.

وأما ظلمه من طلبة العلم:
فلأنهم لا يسمعون نصيحًا في دراسته إن وجدوه، ولا يلقون له بالا إن سمعوه، ولا يعرفون أهميته وخطره حتى إن فرض عليهم فرضا!

وليت شعري ماذا يفهم اللبيب الذكي والنجيب الألمعي إذا قرأ في كلام أهل العلم أن القرآن يحتوي على أبلغ البلاغة وأفصح الفصاحة، وماذا يفهم إذا سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب، وقد أوتي جوامع الكلم؟

أيفهم من هذا أن نصوص الشرع قد تأتي مخالفة لقوانين البلاغة، أو قد تأتي على وجوه ضعيفة من البيان والفصاحة؟!!
أيفهم من هذا أن النصوص الشرعية يمكن أن تفسر تفسيرًا يجعلها أشبهَ بكلام السفهاء من كلام العقلاء؟
أيفهم من هذا أن النصوص الشرعية يمكن أن تفهم فهمًا يجعلها أقرب إلى سفساف القول ومستهجن الكلام منها إلى كلام عقلاء العرب فضلا عن أفصح العرب، فضلا عن الخالق العظيم؟!

إن من يفهم هذا الفهم لا يحتاج إلى أن يُكلّم ولا أن يُناظَر؛ لأنه قد خرج عن الإنسانية، فصار أقرب إلى الحيوانية.

ولولا أن لازم المذهب ليس بمذهب، لصار هذا الوصفُ واقعًا على كثير من المنسوبين للعلم، إلا أن كلام غير أهل الفن لا يحسب على أهله، ولا يطعن به على غير أهله.

والأمر مسلّم لكل أهل فن في فنهم لا يَشْرَكهم فيه غيرهم؛ لأن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وكم رأينا ونرى وسنرى من هذا ما لا يحصى ولا يعد!!

بل رأينا ما هو أعجب!! رأينا من يزعم أن كلام أهل الفن في فنهم ليس بلازم!! ويمكن أن يخالفهم من ليس من أهل هذا الفن!

فلا يمتنع -عند هؤلاء- أن يخالف الطبيبُ أهلَ النحو فيأتي بقول في النحو لم يقل به أحد من أهل النحو، ويكون هو الحق الذي لا محيد عنه!
ولا يمتنع أن يخالف النحوي أهل الطب فيأتي بقول في الطب لم يقل به أحد من أهل الطب، ويكون هو القول الصحيح الذي لا يصح غيره!

ولا أعلم خطلا أبعدَ من هذا القول، ولا ضلالا أعظمَ منه؛ لأنه يؤدي إلى ترك الثقة بكل شيء في الوجود، فلا يوجد عند هؤلاء شيءٌ معلوم موثوق في العلم به، ولا يوجد شيء عند هؤلاء يرجع إليه عند الاختلاف، وحاصلُ قولهم يئول إلى تساقط الأدلة والتساوي بين المذاهب.

ولا أريد أن يفهم من كلامي السابق أنني أزعم أن جميع من على ظهر الأرض قديمًا وحديثا قد ظلموا هذا العلم، فإن هذا الفهم بعيد تمامًا عن الصواب، ولا يحتمله كلامي أصلا.

وإنما المراد قلة السالكين لهذه المسالك، وندرة الباحثين عن هذه الدقائق، وقديمًا قيل: إن (علم البيان لا نضج ولا احترق)، والمراد بذلك أن الكلام فيه قليل جدًّا إذا قسناه إلى الكلام في غيره من العلوم، فإنك إذا بحثتَ عن كتب البلاغة لا تكاد تصل بها إلى مائة كتاب إلا بعد شق الأنفس، وأكثرها للمتأخرين، في حين إن كتب كل من الحديث والتفسير والفقه بالألوف، بل قد تجد في المسألة الواحدة عشرات الكتب المفردة فيها.

أخي الكريم!
إذا علمت أن هذا العلم مظلوم، فهلاّ كنت ناصرًا للمظلوم؟!

كتبه الشيخ/ أبو مالك العوضي -حفظه الله-
هنا


موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

إسطوانة البلاغة محاضرات مرئية و صوتية لدكتور محمد حسن عثمان

السلام عليكم

إسطوانة البلاغة محاضرات مرئية و صوتية لدكتور محمد حسن عثمان

الإسطوانة كامل على mediafire

http://www.mediafire.com/?sharekey=0…217c73094ddc3b

كل اسطونات التي وضعتها فديو صوت وصورة


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

فائدة في جواز الوقف على تاء التأنيث بالتاء

ذكر الاستاذ أبو أوس إبراهيم الشمسان في كتابه دروس في علم التصريف 2/153 : جواز الوقف

غلى تاء التأنيث بالتاء لا بالهاء نحو : هذه نبقة تقول هذه نبقت

ثم علق في الحاشية قائلا : وهذه لهجة نجدية مسموعة إلى اليوم وهي لهجة شمر في منطقة

حائل يقولون بريدت أي بريدة وتسمع في نجد كلها الوقف بالتاء فيقال : الصلات,

والزكات ,والمسحات أي : الصلاة, والزكاة ,والمسحاة , ولعل هذا خاص بالكلمات التي تنتهي بالألف

والتاء إذ يقولون :قربه , قريه أي : قربة , قرية


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

الله اكبر انهم يحرقون كتب التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الكرام حدثني احد الثقات ان الرافضة في العراق يشترون تفسير الامام الطبري وتفسير روح المعاني للالوسي ويقومون باحراقها وكان هذا الامر قبل الاحتلال معروف عند المشايخ وطلبة العلم اما الان فاريد ان اتاكد من الامر ..وفي وقتها حرم العلماء بيع هذه الكتب الا للثقات اما الان ساتبع الامر وهذه دعوة لكل مسلم ان يحافظ على كتب العلم وارجو ان تقوموا بمتابعة هؤلاء المفسدونوهل يوجد مثل هذا الامر في البلاد التي يتواجدون فيها

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

الادب الفكاهى فى العصر المملوكى

كنت أود أن أقرأ فى هذا النوع من الادب ولكنى لم أجد مراجع أو دواوين فى هذا الفن الادبى فهل يمكنكم مساعدتى….


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

من أخطاء ابن هشام في المغني

من أخطاء ابن هشام في المغني

من أمثلة تثنية اسم الجمع : قومان .قال الفرزدق :
وكلُّ رفيقَيْ كلِّ رحْـلٍ و إِن هما تَعاطىَ القنا قوماَهُما أخوَانِ .
و استشهد به ابن عصفور( في شرح الجمل الكبير) على تثنية قوم .
و كذا ابن مالك ( في شرح التسهيل ) . فقوماهما فاعل تعاطى ، و حذف نون التثنية للإضافة إلى هما .
و فيه شاهد أيضا على تثنية المضاف إلى اثنين المرجوحة ، فيكون من قبيل :
* ظهراهُما مثلُ ظهورِ التُّرسين *
و معنى البيت أن كل رفيقين في السفر أخوان و إن تعادى قوماهما و تعاطََوُا المطاعنة بالقنا . و رحلُ الشخص : مأواه في الحضَـر ، ثم أُطلق على أمتعة المسافر ، لأنها هناك مأواه .
و هذا البيت مع وضوح معناه قد حرَّفه أبو علىّ الفارسي ( في المسائل البغداديات ) بتنوين قوم ، و زعم أنه مفرد منصوب ، فاختل َّعليه معنى البيت و إعرابه ، فاحتاج إلى أن صَحَّحَه بتعسُّـفات و تمحُّلات كان غنياً عنها ، و مقامه أعلى و أجل من أن ينسب إليه مثل هذا التحريف ، و لكن هو كما قيل :
* كفى المرءَ نبلاً أًن تعـد معايبُه .*
و قد تبعه على هذا التحريف و التخريج ابن هشام (في مغني اللبيب ) و لخَّص كلامه من غير أن يعزوه إليه . و أنقل لك كلامهما حتى لا تقضيَ العجبَ منهما .
قال أبو على ّ(في البغداديات) : ينشد بيت الفرزدق و هو :
و كل رفيقي كل رحل …………………. البيت .
و فيه غير شيء من العربية .فمنه : قال تعاطى و قد تقدمه اثنان و لم يقل تعاطيا . فإن قلت : إنه حذف لام الفعل من تعاطى لالتقاء الساكنين و لم يرده إلى أصله للضرورة فيقول تعاطيا ، فهو قول . و هذه الضرورة عكسُ ما في قول امرئ القيس :
• لها متنتان خظاتا *
لأن هذا البيت اللام في موضع و جب حذفها ، مثل رمَتَا ، لأن الحركة للتاء في رمتا غير لازمة ، و الفرزدق حذفه في موضع و جب إثباته ، لأنك تقول تعاطيا و تراميا . و إن قلت تعاطى تفاعلَ ، و الألف لام الفعل ليست بضميره ،و في الفعل ضميرُ واحدٍ و إن كان في اللفظ مُثنى ، فهو في المعنى كناية عن كثرة ، و ليس المراد بالتثنية هنا اثنين فيحمل الكلام عليها ، و لكنه في المعنى يرجع إلى كل ، فحملت الضمير على كل ، فهو قول . و يقوي هذا : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } .ألا ترى أن الطائفتين لما كانتا في المعنى جمعا لم يرجع الضمير إليهما مثنى لكنه جمع على المعنى . وكذلك تعاطى ، أفرد على المعنى إذ كان لكل ، ثم حمل بعد الكلام على المعنى فقال : هما أخوان . فالقول في هما أنه مبتدأ في موضع خبر الابتداء الأول وهو كل ، وثناه وإن كان في المعنى جمعا للدلالة المتقدمة أن المراد بهذه التثنية الجمع . ألا ترى أن قوله كل رفيقي كل رحل ، جمع ؟! و نظيره قوله { بينهما} بعد : { و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } .
فإن قال قائل : إنَّ هما يرجع إلى رفيقين على قياس قولهم في قوله تعالى : {و الذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن } فهو عندنا مخطئ ، لأن الاسم الأول يبقى متعلقا بغير شيء . و هذا القول ينتقض في قول من يقول به ، لأنه عندهم يرتفع بالثاني ، أو بالراجع إليه ، فإن لم يكن له ثان كان إياه في المعنى و لم يعد إليه شيء ، وجب أن لا يجوز ارتفاعه به عندهم . و الجملة التي هي هما أخوان رفعٌ خبر لكل . و لا أستحسن أن يكون هما فصلا لو كان المبتدأ والخبر معرفتين ، لأني وجدت علامة ضمير الاثنين يُعنى به الجمع في البيت و الآية ، و في قول الآخر :
إن المنية و الحتوف كلاهما يُوفي المخارمَ يرقُبان سَوادي .
و قوله : { أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما } ، و نحو هذا . و لم أجد الاثنين المظهرين يُعنى بهما الجمع و الكثرة .فإن كان كذلك جعلت هما مبتدأ و جعلت أخوان خبره ،و حملته على لفظ هما دون معناه . و لو جعلت هما فصلا و كان الاسمان معرفتين و ما قرب منهما ، و جعلت أخوان خبر كل لم يمتنع ، لأن الاثنين المظهرين قد عني بهما الكثرة أيضا .ألا ترى أن في نفس هذا البيـت : و كل رفيقي كل رحل ، و ليس الرفيقان باثنين فقط ، و إنما يراد بهما الكثرة . فكذلك يراد بأَخَوَان الكثرة . إلا أن قوله ’’ و كل رفيقي ‘‘ في الحمل على الجمع أحسن من حمل أخوان على الجمع ، لأن المعنى في قوله : و كل رفيقي كل رحل : كل الرفقاء ، إذ كانوا رفيقين رفيقين فهما أخوان و إن تعاطى كل واحد مغالبة الآخر ، لاجتماعهما في السَّفرة و الصحبة . فالقول الأول في هذا هو الوجه . ومثل هذا قولهم : هذان خير اثنين في الناس ، و هذان أفضل اثنين في العلماء .فيدلك على أن الاثنين في قولنا : هذان خير اثنين في الناس ، و الرفيقين في هذا البيت ، ما يذهب إليه سيبويه ، من أن المعنى : إذا كان الناس اثنين اثنين فهذا أفضلهم ، و إضافة رفيقين في هذا البيت إلى كل رحل ، لو كان المراد بهما اثنين فقط لكانت هذه الإضافة مستحيلة ، لأن رفيقين اثنين لا يكونان لكل رحل . ففي هذا البيت دليل على أن رفيقين يراد بهما الكثرة . و فيه أنه حمل هما على معنى كل ، و فيه الوجهان اللذان حمَّلناهما تعاطى .
فأما قوله قوماً فيحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون بدلا من القنا ، لأن قومهما من سببهما و ما يتعلق بهما . و يحتمل أن يكون مفعولا له ، و كأنه قال : و إن هما تعاطيا القنا للمقاومة ، أي لمقاومة كل واحد منهما صاحبه و مغالبتِه . و يحتمل أن يكون مصدرا من باب { صنع الله } و{ وعد الله} لأن تعاطى القنا يدل على مقاومة. فتحمل قوما على هذا كما حملت {وعد الله } على ما تقدم في الكلام ، مما فيه وعد . هذا آخر كلامه .
و قال ابن هشام (في المغنى ) :: هذا البيت من المشكلات لفظا ، و إعرابا ، و معنى ، فلنشرحه .
قوله : كل رحل ، كل هذه زائدة ، و عكسه حذفها في : { على كل قلب متكبر } فيمن أضاف . وتعاطى : أصله تعاطيا ، فحذفت لامه للضرورة . و عكسه إثبات اللام للضرورة فيمن قال :
• لها مَتْنتَانِ خظاتا *
إذا قيل إن خظاتا فعل و فاعل ، أو ألف تعاطى لام الفعل ، ووحَّد الضمير لأن الرفيقين ليسا باثنين معينين ، بل هما كثير ، كقوله تعالى : { و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } ، ثم حمل على اللفظ ؛ إذ قال : هما أخوان ، كما قيل : {فأصلحوا بينهما } . و جملة هما أخوان خبر كل . و قوله : قوماً إما بدل من القنا لأن قومهما من سببهما إذ معناه تقاوُمُهما ، فحذفت الزوائد ، فهو بدل اشتمال . و إما مفعول لأجله ، أي تعاطيا القنا لمقاومة كل منهما للآخر ، أو مفعول مطلق من باب { صنع الله} لأن تعاطي القنا يدل على تقاومهما .
و معنى البيت : أن كل الرفقاء في السفر ، إذا اسْتُقْرُوا رفيقين رفيقين فهما كالأخوين ، لاجتماعهما في السفر و الصحبة ، و إن تعاطى كل منهما مغالبة الآخر .انتهى كلامه .
و هذا كله كما ترى فاسد لفساد أساسه . و قد تنبه له الدماميني ( في الحاشية الهندية ) إلا أنه لم يقف على كلام أبي علي ، و قال : أطال المصنف ، يعني ابن هشام ، في تقرير ما يزيل الإشكال الذي ادعاه ، و كله مبني على حرف واحد ، و هو ثبوت تنوين قوما من جهة الرواية ، و لعلها ليست كذلك . و إنما هي ’’ قوماهما ‘‘ تثنية قوم ، و المثنى مضاف إلى ضمير الرفيقين . ولا إشكال حينئذ لا لفظا ، و لا إعرابا ، و لا معنى . و قد رأيت في نسخة (من ديوان الفرزدق ) هذا البيت مضبوط الميم من ’’ قوماهما ‘‘ بفتحة واحدة ، و ملكت هذه النسخة في جِلدين . و ضبط هذا البيت هو الذي كان باعثا على شرائها . و لله الحمد و المنة . انتهى .
خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب . عبد القادر البغدادي ( 1030 ـ 1093 هـ ) . 7 / 572 ـ 577 .
ون . مغني اللبيب عن كتب الأعاريب . لابن هشام الأنصاري ( 761 هـ ) . ص : 259 ـ