التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

قصيدة أسْرية مؤثرة بعنوان : حتى لا أفقد الحنان للشاعر أبي رواحة الموري

براعة استهلال

.. إنها تأوهات طفلة … ، وهتافات بُنَيَّه … ، وتوسلات محزونة … ، وتطلُّعات محرومة .. ، تتجسَّد في نداءاتٍ جيَّاشة .. تُطلقها فتاةٌ صغيرة لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات .. ، تُدْعى عائشة مخاطبةً أبويها قبل أن يتفرَّقـا .. ، عبْر قصيدة كتبها الشاعر أبو رواحة عبد الله بن عيسى الموري على لسانها بعنوان :

حتى لا أفـقـد الحــنـان !!

ذِكـرِيـاتٌ جَميلـةٌ رَيَّانـهْ * * * فـي فُؤادِي قَدْ هيَّجتْ أَشجانهْ
كَـم تَذَّكرتُ دَوحَةً كُنتُ فيها * * * عُـودَ بَـانٍ مُحَـرِّكاً أَغْصـانَهْ
كَـم تَذكَّرتُ مَنزلاً عِشتُ فيه * * * وبـِهِ السَّعـدُ مالِئـاً أَرْكـانَهْ
كَـم تَذكَّرتُ بَسْمَةَ الأُمِّ يوماً * * * وهـي تَبْـدُو كأنَّهـا رَيحَانَهْ
وإِذا وَالِـدِي أَتاهـا بِحُـزْنٍ * * * أَفْـرَحَتْهُ وبَـدَّدتْ أحْـزَانَهْ
وأَنـا فِيهِمـا كأنَّ حَـديثِي * * * نَظْـمُ دُرٍّ قَـدْ قَـدَّما أَثْمانَهْ
وأَنـا فيهِمـا كأنَّ حَيـاتِي * * * حَقْـلُ رَوْضٍ تَفَيَّئَـا بُـسْتـانَهْ
وأَنـا فيهِمـا بِقَلْبٍ سَعيـدٍ * * * مِـنْ حَنـانٍ جَـوانِحِي مَـلآنَهْ

فَإِذا اليـَومَ قَـدْ دَهَتْـهُ هُمومٌ * * * غَيَّـرَتْهُ وَقَـوَّضـتْ أرْكـانَهْ

دَمَّـرتْ فيـه كُلَّ ذِكْرٍ جَميلٍ * * * مِـنْ قَـديمٍ وأضـرَمَتْ نِـيرانَهْ
حِين دبَّ الخلافُ فـي عُقرِ دارٍ * * * بَعـدَ تَخبيـبِ أنفُـسٍ خَـوَّانَهْ
كانَ بالأمسِ دارُنا فـي وِفاقٍ * * * والشِّقاقاتُ ما لَها مِـنْ مَكـانَهْ
وبِهـا وَالِـدِيْ عَظيـمُ المحيَّا * * * فِـي رُبَى العِلـمِ فائِقـاً أَقْـرانَهْ
وَكـذا الأمُّ مِثلُ شَمسٍ أضاءَتْ * * * فـي رُبَى الخَـيرِ بالهُـدَى مُزدَانَهْ
يَغمُـرُ الأنْسُ كلَّ مَن عاش فيها * * * هـادِئَ البَـالِ تالِيـاً قُـرآنـَهْ
وغَدَا اليـومَ كلُّ مَن كان فيها * * * بِالخـلافاتِ ناشِـراً ديـوانَـهْ
فَإِذا الأمُّ تَتـرُكُ الـدَّارَ عَمْـداً * * * وتَناسَـتْ حياتَهـا الـرَّيَّانَـهْ
وكـذا الـوالدُ الحبيبُ تَناسَى * * * ذِكْـرَ أُمِّي مُحَطِّمـاً وجْـدانَهْ
وأنا بعـدهُـم بغـيرِ كَيـان ٍ* * * هـل تُراني مِـن غيرِهِم إِنسانَهْ
صِرتُ في وحشةٍ وحُزنٍ عَميقٍ * * * خِلْـتُ أنِّي مِـن دونِهِم شَيطانَهْ
كيفَ أنْسَى مَجيءَ جَدِّيَ يوماً * * * عِنـدَ أَخذِي فـي ليلةٍ وَسْنانَهْ
ودُموعي تُهراقُ مِن فَوقِ خَدِّي * * * وفُـؤادِي لا لم يَجِـدْ سُلـوانَهْ
أَصحيحٌ ما قَد جَرَى يا فُؤادي؟ * * * لم تَعُـدْ لي بين الوَرَى مِن مَكانَهْ
أنَسيـتِ أمَّاهُ ماكان منِّي * * * مِن حـديثٍ ونَـبْرةٍ رنَّانـهْ؟!
كيـف تَنْسَيْنَنِي وتمضِين عنِّي * * * وأنا لم أزَلْ هُنـا ظَمـآنَـهْ؟!
لسْـتُ أنْسَى حنانَ أُمِّيَ يوماً * * * وهي تُلقِي عنِّي الأَذَى جَذلانَهْ
فاسألوها أنْ كيفَ أصبحَ حالي * * * بعْـدَ تَـرْكي هُنا بغيرِحَضانَهْ

هل تُراها تُجيبُ أم أنَّ سُؤْلِي * * * قاتـلٌ قَلـبَ أُمِّـيَ الحَنَّانَـهْ
هل تُراها.تجيبُ ؟ لازلتُ أرجو * * * أنَّ أمـيْ فـي بنتها طمعانة

كُلُّ خَوفي مِن أنْ أُشاهِدَ أُخْرَى * * * فَأُقاسِي مِـن كيـدِها أَلـوانَهْ
فَلْتَعـودي أُمَّاهُ مِن أجْل بنْتٍ * * * شرِبَتْ بعدَكم كُؤوسَ المهانَهْ

ولْتُعِدْها أبـي إلَـى بيْتِ عِزٍ * * * تَجمعُ الكلَّ تحْتَ سَقْفِ الحَصَانهْ
إنَّما نحـنُ فـي البُيوت عَوانٌ * * * عندكُم فاحفَظُوا هناك الأمانهْ
علَّـني أنْ أنالَ فيـه حَنـاناً * * * كلُّ خَوفـي أنْ أفْقِدَنَّ حنانَهْ
وجَزَى اللهُ شاعراًخطَّ شِعراً * * * مِـن فُـؤادي مُوَشِّياً ديوانَهْ
بِجِنان الخُلـود في دارِ عَدْنٍ * * * عنـد ربِّـي ونائلاً إحسانَهْ

ثُمَّ صلَّى الإلهُ ماحلَّ خَطبٌ * * * أو تَـولَّى مُخَلِّفـاً أحـزانَهْ
عَ النَّبـيِّ الكريمِ خيرِ مِثالٍ * * * فـي إداراةِ أُسْـرةٍ مِعْوانَه

كان الفراغ منها

في صبيحة يوم الخميس الموافق للسادس عشر
من شهر ذي القعدة لعام 1443ﻫ
بحي الصواعد جــدة .

بقلم الشاعر
أبي رواحة عبد الله بن عيسى بن أبكر الموري

المصدر



قصيدة في غاية الروعة

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

إسطوانات شرح علمى العروض و القافية الدكتور محمد حسن عثمان

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

براءة المتبعين من جراء المبدعين و افتراءات المبتدعين للحافظ الحكمي رحمه الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قصيدة للشيخ / حافظ الحكمي رحمه الله من قصيدة الجوهرة في بيان عقيدته التي يدين الله بها: براءة المتبعين من افتراءات المبتدعين
إلقاء الشيخ / محمد بن هادي المدخلي حفظه الله


إني براء من الاهوا وما ولدت ….. ووالديها الحيارى ساء ما ولدو
والله لست بجهمي أخا جدل …… يقول في الله قولاً غير ما يرد
يكذبون بأسماء الإله وأو …… صاف له بل لذات الله قد جحدوا
كلا ولست لربي من مشبهة …… إذ من يشبهه معبوده جسد
ولا بمعتزلي أو أخا جبر …… في السيئات على الأقدار ينتقد
كلا ولست بشيعي أخا دغل …… في قلبه لصحاب المصطفى حقد
كلا ولا ناصبي ضد ذلك بل …… حب الصحابة ثم الآل نعتقد
وما أرسطو ولا الطوسي أئمتنا …… ولا ابن سبعين ذاك الكاذب الفند
ولا ابن سينا وفارابيه قدوتنا …… ولا الذي لنصوص الشر يستند
مؤسس الزيغ والإلحاد حيث يرى …… كل الخلائق بالباري قد اتحدوا
معبوده كل شيء في الوجود بدا …… الكلب والقرد والخنزير والأسد
ولا الطرائق والأهواء والبدع ال …… ضلال ممن على الوحيين ينتقد
ولا نحكم في النص العقول ولا …… نتائج المنطق الممحوق نعتمد
لكن لنا نص آيات الكتاب و ما …… عن الرسول روى الأثبات معتمد
لنا نصوص الصحيحين اللذين لها …… أهل الوفاق وأهل الخلف قد شهدوا
والأربع السنن الغر التي اشتهرت …… كل إلى المصطفى يعلو له سند
كذا الموطا مع المستخرجات لنا …… كذا المسانيد للمحتج مستند
مستمسكين بها مستسلمين لها …… عنها نذب الهوى إنا لها عضد
ولا نصيخ لعصري يفوه بما …… يناقض الشرع أو إياه يعتقد
يرى الطبيعة في الأشيا مؤثرة …… أين الطبيعة يا مخذول إذ وجدوا
وما مجلاتهم وردي ولا صدري …… وما لمعتنقيها في الفلاح يد
إذ يدخلون بها عاداتهم وسجا …… ياهم وحكم طواغيت لهم طردوا
محسنين لها كيما تروج على …… عمي البصائر ممن فاته الرشد
من أجل ذلك قد أضحى زنادقة …… كثيرهم لسبيل الغي قد قصدوا
يرون أن تبرز الأنثي بزينتها …… وبيعها البضع تأجيلاً وتنتقد
من أجل ذلك بالإفرنج قد شغفوا …… بهم تزيوا وفي زي التقى زهدوا
وبالعوائد منهم كلها اتصفوا …… وفطرة الله تغييراً لها اعتمدوا
على صحائفهم يا صاح قد عكفوا …… ولو تلوت كتاب الله ما سجدوا
وعن تدبر حكم الشرع قد صرفوا …… وفي المجلات كل الذوق قد وجدوا
وللشوارب أعفوا واللحى نتفوا …… تشبهاً ومجاراة وما اتأدوا
قالوا رقياً فقلنا للحضيض نعم …… تفضون منه إلى سجين مؤتصد
ثقافة من سماج ساء ما ألفوا …… حضارة من مروج هم لها عمدوا
عصرية عصرت خبثاً فحاصلها …… سم نقيع ويا أغمار فازدردوا
موت وسموه تجديد الحياة فيا …… ليت الدعاة لها في الرمس قد لحدوا
دعاة سوء إلى السوآى تشابهت ال … قلوب منهم وفي الإضلال قد جهدوا
ما بين مستعلن منهم ومستتر …… ومستبد ومن بالغير محتشد
لهم إلى دركات الشر أهوية …… لكن إلى درجات الخير ما صعدوا
وفي الضلالات والأهوا لهم شبه …… وعن سبيل الهدى والحق قد بلدوا
صم ولو سمعوا بكم ولو نطقوا …… عمي ولو نظروا بهت بما شهدوا
عَموا عن الحق صَمّوا عن تدبره …… عن قوله خرسوا في غيهم سمدوا
كأنهم إذ ترى خشب مسندة …… وتحسب القوم أيقاظاً وقد رقدوا
باعوا بها الدين طوعاً عن تراض وما …… بالوا بذا حيث عند الله قد كسدوا
يا غربة الدين والمستمسكين به …… كقابض الجمر صبراً وهو يتقد
المقبلين عليه عند غربته …… والمصلحين إذا ما غيرهم فسدوا
إن أعرض الناس عن تبيانه نطقوا …… به وإن أحجموا عن نصره نهدوا
هذا وقد آن نظم العقد معتصماً …… بالله حسبي عليه جل اعتمد

رابط الاستماع


تعليم_الجزائر


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

المـــنادى

ســـلامـ من الله عليكمـ ورحمته وبركاته
لـدي هذا السؤال واتمنى مـساعدتي في ايجاد حله وجزاكم الله خير الجزاء
على حين الهى الناس جل امورهمـ
فندلا زريق المال ندل الثعالب
اريد راي القائلين من البصرين انها منادى كلمة (زريق)
ولكمـ جزيل الشكر

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

ما فقد الماضون مثل محمد "صلى الله عليه وسلم" رثاء لحسان بن ثابت

قال حسان بن ثابت يبكي النبي صلى الله عليه وسم

بطيبـة رسْـم للـرسـول ومعهـدُ * * * منير وقد تعفـو الـرسـوم وتهمـدُ
ولا تمتحى الآيات مـن دار حُـرمـة * * * بها منبـر الهادي الذي كـان يصعـدُ
وواضـح آثـار وبـاقـي معـالم * * * وربـع لـه فيـه مصلـىً ومسجـد
بها حجُـرات كـان ينـزل وسْطها * * * مـن الله نـور يستضـاء ويـوقَـد
معارف لم تُطمـسْ على العهـد أيها * * * أتاهـا البلـى فـالآي منهـا تجـدَّدُ

عـرفت بها رسْم الرسـول وعهـده * * * وقبـراً بهـا واراه فـي التُّرب ملحد
ظللت بها أبكي الرسـول فأسعدت * * * عيـون ومثـلاها مـن الجفن تسعـد
يـذكِّـرن آلاء الرسـول وما أرى * * * محيـصا لهـا نفسـي فنفسـي تبلَّـد
مفجَّعـة قـد شفَّهـا فقْـد أحمـدٍ * * * فظلَّـت لآلاء الـرسـول تعـدِّد
وما بلغت من كـل أمـر عُشيـره * * * ولكـن لنفسـي بعـد ما قد تـوجد

أطالت وقوفا تذرف العيـن جهـدها * * * علـى طلل القبـر الـذي فيه أحمـد
فبوركت يا قبر الرسـول وبوركتْ * * * بـلاد ثـوى فيها الرشيـد المسـدَّد
وبـورك لحـد منـك ضمّـن طيباً * * * عليـه بنـاء مـن صفيـح منضّـد
تهيـل عليه التُّـرب أيـدٍ وأعيـنٌ * * * عليـه وقـد غـارت بذلك أسعـد
لقـد غيَّبـوا حلْماً وعلمـًا ورحمـةً * * * عشيـةً يعلـوه الثـرى لا يـوسَّـد

وراحوا بحـزن ليس فيهـم نبيُّهـم * * * وقـد وهنـت منهـم ظهـورٌ وأعضُد
فيبكـون من تبكي السماوات يـومه * * * ومـن قد بكته الأرض فـالناس أكمـد
وهـل عـدلت يـوما رزيةُ هالكٍ * * * رزيـةَ يـوم مـات فيـه محمـد
تقطّـع فيه منـزل الـوحي عنهـم * * * وقـد كـان ذا نـور يغـور وينجـد
يـدل على الـرحمن مـن يقتدي به * * * وينقـذ من هـول الخـزايا ويرشـد

إمام لهـم يهـديهم الحـقَّ جاهـداً * * * معلِّـمُ صـدْق إن يطيعوه يسعـدوا
ويعفو عن الزلات يقبـل عـذرهـم * * * وإن يحسنـوا فـالله بالخيـر أجـود
وإن نـاب أمـر لم يقـومـوا بحمله * * * فمـن عنـده تيسيـر مـا يتشـدَّد
فبينا هـم فـي نعمـة الله بينهـم * * * دليـلٌ بـه نهـج الطـريقـة يقصـد
عزيزعليه أن يجـوروا عـن الهـدى * * * حـريـصٌ على أن يستقيموا ويهتـدوا

عطـوفٌ عليهـم لا يثنِّـي جناحه * * * إلـى كنَـف يحنـو عليهـم ويمهـد
فبينا هم فـي ذلك النـور إذ غـدا * * * إلى نـورهمس هم من المـوت مقصـد
فأصبـح محمـودا إلـى الله راجعـاً * * * ويبكـيه حـتى المـرسـلاتُ ويُحمَـدُ
وأمست بـلاد الحـرْم وحشاً بقاعُها * * * لغيبة ما كانت مـن الـوحـي تعهـد
قفاراً سوى معمـورة اللحـد ضافها * * * فقيـدٌ ويبكيـه بـلاط وغـرقــد

ومسجـده فالمـوحشـات لفقـده * * * خـلاءٌ لـه فيـه مقـام ومقْعـد
وبالجمـرة الكبـرى له ثم أوحشتْ * * * ديـارٌ وعـرْصـاتٌ وربـعٌ ومـولدُ
فبكِّى رسـولَ الله يـا عيـن عبرةً * * * ولا أعرفنْك الـدهـرَ دمعُـك يجمـد
ومـا لك لاتبكيـن ذا النعمة التـي * * * على النـاس منهـا سـابـغ يتغمـد
فجـودي عليه بالدمـوع وأعْـوِلي * * * لفقد الذي لا مثله الـدهـرَ يـوجـدُ

ومـا فقَـد الماضـون مثـلَ محمـدٍ * * * و لا مثلَـه حتـى القيـامـةِ يُفقَـدُ
أعـفَّ وأوفـى ذمـةً بعـد ذمـةٍ * * * و أقـربَ منـه نـائـلاً لا ينكّـد
وأبـذلَ منـه للطـريـف وتالـدٍ * * * إذ ضـنَّ معطـاءٌ بـما كـان يتـلد
وأكرمَ صيتاً فـي البيـوت إذا انتمى * * * وأكـرمَ جَـداً أبطحيـاً يسـوَّد
وأمنـعَ ذرْواتٍ وأثبتَ فـي العـلا * * * دعـائـمَ عـزٍ شـاهقـات تشيَّـد

وأثبتَ فـرْعاً فـي الفـروع ومنبتاً * * * وعُـوداً غـذاه المـزن فالعُـود أغْيـد
ربَـاه وليـدا فـاستتـمَّ تمـامـه * * * علـى أكـرم الخيـرات ربٌ ممجَّـد
تنـاهـت وصـاة المسلميـن بكفه * * * فلا العلـم محبـوس ولا الـرأي يفنـد
أقـول ولا يلقـى لقـولـي عائب * * * مـن النـاس إلا عازبَ العقـل مبْعَـد
وليـس هـواي نـازعاً عـن ثنائه * * * لعلِّـي بـه فـي جنـة الخـلد أخْـلد
مع المصطفى أرجـو بذاك جـواره * * * وفـي نيـل ذاك اليوم أسعى وأجهَـدُ


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

نظرة في علم الأصوات العربي،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

نظرة في علم الأصوات العربي من خلال كتاب أصالة علم الأصوات عند الخليل بن أحمد الفراهيدي
للدكتور أحمد محمد قدور

مسائل الكتاب :
1. مسألة تأثر الخليل بالحضارات السابقة
2. مسائل صوتية ونطقية
3. مسائل صوتية تشكيلية
أولاً: مسألة تأثر الخليل بالحضارات السابقة :

رأى بعضُ الدارسين المحدثين أنَّ الخليلَ متأثرٌ بنظامِ ترتيبِ الأصواتِ عندَ نحاةِ السنسكريتيةِ من الهنودِ ،وقد دفعهم إلى هذا الرأي استغرابُهم للنضجِ المبكرِ لعلومِ العربيةِ ،ممّا يؤكدُ افتراضَ وجودِ اقتباسٍ واسعٍ من حضاراتٍ سابقةٍ تتمتعُ بمفاهيمَ لغويةٍ متطورةٍ
فقد ذكرَ مونان أنَّ فولرز أشارَ إلى بعضِ نقاطِ التماسِ بين بانيني وبين العلومِ الصوتيةِ اللغويةِ التي أنشأها الجيلُ الأولُ من النحويين العربِ كالخليلِ ،وقد أخذَتْ بهذا الزعمِ دائرةُ المعارفِ الإسلاميةِ التي رأى كاتبُ مادةِ الخليلِ فيها: (أنَّ الظاهرَ أنَّه رتبه على حروفِ الهجاءِ عند نحاةِ السنسكريتيةِ وهي التي تبدأ بحروف الحلق )
ذكر فؤاد سزكين أنَّ مسالةَ تأثرِ الخليلِ بترتيبِ الهنودِ لحروفِ الأبجديةِ تبعاً لمخارجها أمرٌ مفروغٌ منه وقد أحال سزكين في معلوماته هذه إلى مرجع للمستشرق المعاصر فيلد (wild).
أكدَ مالفرد أولمان هذا التأثرَ بقوله:صنَّف الخليلُ بن أحمدَ الفراهيدي معجمَه الشامل العين طبقاً للقواعد الهنديةِ وفقَ نظامٍ صوتيٍّ منطلقُه حرفُ العين .)
تبنَّى شوقي ضيف في كتابه المدارس النحوية هذا الرأي دون الإشارة إلى مصدرٍ معينٍ ،فقال تعليم_الجزائرربَّما عرف ذلك من بعض نازلتهم –الهنود- في موطنه )
ذهب دارسون آخرون في معرض دراستهم لتأثر الدرس اللغوي العربي بالتراث اليوناني إلى أنَّ الخليلَ أخذ ترتيبه من المعاجم اليونانية، وليس له فضل إلا في أسبقيته في النقل ،واحتجوا على ذلك برواية للزبيدي في كتاب طبقات النحويين واللغويين أنَّ الخليلَ عرفَ اليونانيةَ وأنَّه تلقَّى عن حنين بن إسحاق ما ترجمه من تراث اليونان
وقد رفض دارسون آخرون هذا التأثر أيَّاً كان مصدره، فترتيب الخليل للأصوات حسب مخرجها عربيٌّ أصيلٌ، أمَّا معرفة الخليل باللغات الأجنبية فلا دليل عليه، و إلى هذا ذهب يوسف العش وحسين نصار ومهدي مخزومي
إنَّ ترتيب الخليل للأصوات في معجمه العين جاء تماشياً مع الجوِّ الحضاريِّ الناهضِ للحضارةِ العربيةِ المستنيرةِ بالإسلامِ ،ولم يكن علمُ الأصواتِ الوحيدَ في النشأة ،فهناك النحو والصرف والفقه والحديث وو…إلخ
أمَّا مسألة لقاء الخليل بحنين بن إسحق فيردها أنَّ الخليل توفي(179هـ) قبل أنْ يولدَ حنينُ بن إسحق ت(264هـ)، فعلى هذا لم يدرك الخليلُ عصرَ الترجمةِ الحقيقيِّ ،ولو سلمنا بمسألة التأثر، فالكتاب –العين –يخلو من أية مصطلحات أجنبية دخيلة كالتي نجدها في كتاب مفتاح العلوم للخوارزمي، عند حديثه عن العلوم المستجلبة من اليونان والهند كالمنطق والفلسفة والطب، أما مسألة تأثر الخليل بنازلة الهنود في البصرة فيردها عدة أمور :
o أن هذا الافتراض يجعل الهنود عالمين بإنجازات علمائهم اللغوية الدقيقة حتى ولو كانوا تجاراً أو بحارة
o إمكانية نقل هؤلاء-التجار والبحارة- لهذه المعلومات سليمة خالية من التحريف
o مسألة معرفة الخليل بلغة هؤلاء القوم ولا دليل على ذلك
o عدم وجو نشاط علمي لهؤلاء البحارة والعمال وتأثر العرب الآخرين غير الخليل بهم
إن القائلين بهذا التأثر فاتهم فهم معطيات التكوين الثقافي للخليل كمبدع لعلوم عربية شتى بدءاً من العروض وعلم النحو والصرف وتلقيه للعربية سماعا من فصحاء العرب فضلا عن القراءات القرآنية التي عرفها
ثانياً مسائل صوتية ونطقية :
غاية الخليل في معجمه جمع مفردات اللغة على سبيل الحصر والاستيعاب لا الترتيب والتصنيف بحسب الموضوعات وسبيله إلى ذلك ليس الترتيب الأبجدي المتوارث عن الساميات ولا الترتيب الألفبائي التعليمي لأنهما يهدران القيمة الصوتية التي جعلها الخليل مبدأ من مبادئ علمه وقد تمكن بطريقة التقاليب حصر استيعاب تلك المفردات سواءٌ ما كان منها أو ما هو كائن أو ما سيكون
نسبة الكتاب للخليل :
تعرض كتاب العين لنقد علماء العربية في نسبته للخليل من حيث زمن ظهوره ومكان ظهوره والمعلومات التي حواها أما المقدمة فمن أبرز الآراء فيها :
إن التأسيس في أول الكتاب (المقدمة)أو مخططه أو جزء متقدم منه للخليل وقد عبر عن ذلك الأزهري بقوله تعليم_الجزائرولم أر خلافاً بين اللغويين أن التأسيس المجمل في أول كتاب العين لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد وأن ابن المظفر أكمل الكتاب عليه .)
وقريب من ذلك ما رواه ثعلب وذكره ابن جني من أن الخليل أومأ إلى الكتاب أو رسمه لكنه لم يله بنفسه ولا قرره ولا حرره) وقد اعتمد بروكلمان هذا الرأي على الرغم من الشكوك المثارة حول الكتاب
إن دراسة مقدمة الكتاب تظهر أن الخليل صاحب الفكرة من خلال المناقشة والإملاء لتلميذه الليث وما نقله اللغويون من روايات عن الليث عن الخليل
المعطيات الصوتية في كتاب العين
1. أدرك الخليل أنَّ السبيلَ الأمثلَ لتلقي اللغة قبيل تطور التدوين والكتابة هو المشافهة من أهلها، وهذا الفهم للخليل يتفق مع كون اللغات كلاماً منطوقاً يُتداولُ مشافهةً ،لذا وجب الاهتمام بالأصوات المنطوقة قبل الحروف المكتوبة ،وقد توصل الخليل إلى ذلك بعد تدبرٍ وإعمالِ نظرٍ، فقد اتجه أولاً إلى حروف( ا ب ت ث )فلم يستطع الاعتماد على الألف لأنَّه حرفٌ معتلٌ ،ولم يتمكن البدء بالحرف الثاني –الباء- إلا بحجةٍ ودليلٍ لذا نحَّى الترتيب الألفبائي التعليمي المبتكر من قبل نصر بن عاصم، كما تجاوز الترتيب الأبجدي الموروث عن اللغات السامية الذي لا يشير إلى أية قيمةٍ صوتيةٍ تركيبيةٍ تعينُ على كشفِ خصائصِ الكلام العربي،فاتجه إلى الترتيب الصوتي للحروف بعد أن” دبر ونظر إلى الحروف كلها وذاقها فوجد أنَّ مخرج الكلام كلِّه من الحلق ،فصير أولاها بالابتداء ادخل حرف منها في الحلق ” وهذه الفكرة (الترتيب الصوتي )فكرة أصيلة رائدة من صنع الخليل مردها إلى فكره النير المبدع واستقصائه وتجربته
2. استند الخليل في ترتيبه الصوتي الرائد إلى تجربته الخاصة التي دعاها بذوق الحروف التي مكنته من ترتيب الحروف حسب المخرج الصوتي من الحلق إلى الشفتين ،وذوق الحرف عنده لا يتأتى إلا بسكون الحرف ” وإنَّما كان ذواقه إياها أنه كان يفتح فاه بالألف ثم يظهر الحرف نحو( اب- ات )،وقد وصف سيبويه ما تم بين الخليل وتلاميذه حول التلفظ بالحرف وتصويب الخليل لطرقهم الخاطئة في نطقها، أما ابن جني فقد اعتمد الطريقة نفسها في كتابه سر صناعة الإعراب ، لكن دون عزوها إلى الخليل ،وقد مكنت الطريقة الخليل من معرفة ترتيب الحروف بدءاً من الأعمق في الحلق ثم الأرفع فالأرفع إلى آخرها الميم، ولم يسمِّ الخليل ترتيبه الجديد،كما أن كلمة الحلق عنده لا تشير إلى مخرج حروف الحلق الستة ،بل إلى مصدر الحروف الذي تخرج منه بداية، وما تتعرض له بعد ذلك من توقف أو تجاوز
3. حدد الخليل عدد الحروف التي ألفت منها أبنية كلام العرب بتسعة عشرين حرفا أوردها ثلاث مرات
1. في المرة الأولى أورد الحروف التسعة والعشرين دون ذكر العدد
2. في المرة الثانية ذكر العدد وسمى حروف العلة فقط (في العربية تسعة وعشرون حرفا منها خمسة وعشرون حرفاً صحاحاً لها أحياز و مدارج وأربعة أحرف جوف وهي الواو والياء والألف اللينة والهمزة ) 3. في المرة الثالثة أوردها مع ذكر العدد مرتين وأشار إلى أنها مرتبة على الولاء صحيحها ومعتلها وهذه الحروف التسعة والعشرين هي نفسها عند سيبويه لكنه خالف ترتيب الخليل ثم أضاف حروفا أخرى دعاها بالفروع فوصل بها إلى الأربعة و الأربعين
4. رتب الخليل الحروف التسعة والعشرين على النحو التالي أوائل كلمات الأبيات التالية : عن حسن هجر خريدة غناجة
قلبي كواه جوى شديد ضرار
صحبي سيبتدئون زجـــري
طلباً دهش تطلب ظالم ذي ثار
رغما لذي نصحي فؤادي بالهوى
متـلهب وذوي الملام يداري وهذه هي الحروف الصحاح ثم (ا و ي)وهي حروف العلة وهذا الترتيب مخالف لترتيب سيبويه وعلماء التجويد أما ابن جني فاعتمد ترتيب سيبويه ووسم ترتيب الخليل بالاضطراب
وقد دفع الاضطراب في ترتيب الخليل المخالف لترتيب نحاة البصرة إلى الطعن في نسبة العين للخليل وخاصة بدؤه بالعين وعدها أول الحروف مخرجا في الوقت الذي اعتبر سيبويه الهمزة أقصاها مخرجا ونقل ابن كيسان النحوي الكوفي سبب عدم بدء الخليل بالهمزة لكثرة ما يلحقها من نقص وتغيير فنزل إلى الحيز الثاني فوجد العين والحاء والعين أنصع الحرفيين فابتدأ بها كما نقل الأزهري رأيا شبيها برأي ابن كيسان عن تغير الهمزة وتبدلها بين الواو والياء والألف والروايتان تعتذران لصنيع الخليل في معجمه
5. قسم الخليل الأصوات التسعة والعشرين إلى قسمين صحاح (صوامت) وجوف (صوائت ) فقد روى الليث عن الخليل قوله تعليم_الجزائر في العربية تسعة وعشرون حرفا منها خمسة وعشرون حرفا صحاحا لها أحياز و مدارج وأربعة أحرف جوف وهي الواو والياء والألف اللينة والهمزة ) فالصحاح فهي التي تقع في مدارج محددة من مدارج الحلق واللسان واللهاة ولها حيز تنسب إليه وموضع تتسمى به فتكون حلقية أو لهوية أو شجرية أو أسلية أما العلل فليس لها مدارج محددة تخرج منها وإنما تنسب إلى الجوف والهواء وقد اختلفت الروايات في حصر عددها فالليث يروى أنها أربعة هي الألف والواو والياء والهمزة وينقل الأزهري عن الليث في رواية عن الخليل أن عدد الأحرف ثمانية وعشرين تقسم إلى نوعين صحيح ومعتل والمعتل منها ثلاثة هي الهمزة والواو والياء ثم يذكر أنها أربعة مضيفا إليها الهمزة أما الأخفش الأوسط فيجعل حروف العلة التي يسميها بالجوف ثلاثة لا أربعة و يعد عن الخليل أنها ثمانية وعشرين حرفا.

سبب تسميتها
روى الليث عن الخليل عن ذلك أن فيها لين وتغير يجعلها مختلفة عن الحروف الصحاح أما الأزهري فرأى أن اعتلالها تغير من حال إلى حال ودخول بعضها على بعض واستخلاف بعضها من بعض
السمات الصوتية لحروف العلة
الهمزة :من أقصى الحلق من عند العين وهي في الهواء وتخرج من الجوف وهي وسط بين الصحاح والعلل من حيث قربها من مخرج الحلق ولا سيما العين مما سوغ إبدالها من العين وروي من الغين أيضا وهي في حال كونها مهتوتة مضغوطة تقتر من الصحاح على حين أنها تلين وتصير إلى الياء والواو والألف على غير طريقة الحروف الصحاح إذا رفه عنها المقصود بالهت والضغط ما يستشعره الناطق بالهمزة من عصر وشدة وانحباس نتيجة انطباق لسان المزمار انطباقا شديداً تاماً ثم انفراجه سريعا أما اللين فهو عدول الناطق عن الهمزة فتتحول إلى واو وياء وألف
الألف اللينة والواو الياء :جوف وهوائية ولها حيز يجمعه مع الهمزة تارة ويستقل عنها تارة أخرى إن ما يجمع هذه الحروف مع الهمزة هو قرب مباديها منها إذ كثيرا ما تتحول الهمزة إلى إلى ألف أو واو وياء
أما ما يجعلها مختلفة عن الهمزة اتصافها باللين والامتداد لذلك سميت حروف مد ولين وذلك إذا سبقت بحركة تلاؤمها
و تكون هذه الحروف في مجرى واحد مبدؤه من عند الهمزة إلا أن مدارج أصواتها مختلفة والمقصود بالمدارج أمكنة التشكل وهيئاتها
فمدرجة الألف شاخصة نحو الغار الأعلى
ومدرجة الياء منخفضة نحو الأضراس
ومدرجة الواو مستمرة بين الشفتين وأصلهن من عند الهمزة
وقد فرق الخليل في غير العين بين الألف والواو والياء فالألف أضعف حروف العلة وتجري في مجار شتى والواو الياء لها صورتان صورة الاعتلال وصورة القوة والصحة .فقد تنسبان إلى مخرجين من مخارج الحروف الصحاح فالياء تشارك الجيم والواو تشارك الباء والميم
وقد روى الأزهري كلاما منسوبا إلى الخليل يشرح حالتيهما عندما يكونان من أنصاف الصوائت وأنصاف صوامت ( الواو والياء إذا جاءتا بعد فتحة قويتا وكذلك إذا تحركتا كانتا أقوى.)
6. الحروف الصحاح : قرر الخليل لها مخارج محددة وجمع ما تقارب منها في ألقاب استمدها من أعضاء النطق لم يحدد عدداً للمخارج كمما فعل سيبويه وابن جني وقد نسب إليه جعلها سبعة عشر مخرجا والى هذا ذهب علماء التجويد والقراءات كابن الجزري أما سيبويه وابن جني فجعلاها ست عشرة مخرجا مسقطَيْنِ مخرج الجوف وذهب الجرمي وقطرب والفراء إنها أربعة عشر مخرجا وأسقطوا مخرج الجوف وجاعلين اللام والراء والنون مخرجا واحدا
ترتيب الخليل للمخارج
بدا الخليل ترتيبه للحروف منطلقا من الحلق لأنه بعد أن دبر ونظر وذاق الحروف وجد أن مخرج الكلام كله من الحلق فصير أولاها بالابتداء ادخل حروف منها في الحلق ثم وضعها على قدر مخرجها من الحلق مرتبا الحروف بدءا من أقصى الحلق باتجاه الفم والشفتين
7. قسم الخليل الحروف إلى مجموعات متقاربة اشتق أسماءها من أسماء المواضع التي تخرج منها الحروف.
1. الحلقية مبدؤها من الحلق وهي تعليم_الجزائرع، ح،هـ،خ،غ،ء)
2. اللهوية مبدؤها من اللهاة وهيتعليم_الجزائرق،ك)
3. الشجْرية :بدؤها من شجر الفم وهي تعليم_الجزائرش ،ج،ض،ي غير المدية)
4. الأسلية :مبدؤها من أسلة اللسان وهيتعليم_الجزائرص،س،ز)
5. النطعية :مبدؤها من نطع الغار الأعلى وهيتعليم_الجزائرط،د،ت)
6. اللثوية :مبدؤها من اللثة وهي (ظ،ذ،ث)
7. الذلقية :مبدؤها من ذلق اللسان وهي تعليم_الجزائرر،ل،ن)
8. الشفهية أو الشفوية مبدؤها من الشفة وهي تعليم_الجزائرف،ب،م،و)
9. الجوفية أو الهوائية ليس هلا حيز على طريقة الحروف الصحاح فتنسب إلى الجوف والهواء وهي (الألف اللينة و،ي المديتان)
يؤكد مكي بن أبي طالب القيسي صاحب كتاب (الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة)نسبة هذه الألقاب إلى الخليل في مقدمة كتاب العين بقولهتعليم_الجزائروبقيت عشرة ألقاب تمام أربعة وأربعين لقبا لقبها بذلك الخليل بن احمد في أول كتاب العين جعل ألقابها عشرة مشتقة من أسماء المواضع التي تخرج منها الحروف
يقطع الدكتور إبراهيم أنيس أن نسبة هذه المصطلحات إلى الخليل نسبة غير صحيحة وإلا وجدنا لها صدى في كلام سيبويه تلميذ الخليل ووارث علمه ويقرر أنها ظهرت في لقرن الرابع لما احتدم النقاش بين العلماء حول كتاب العين ونسبته إلى الخليل رافضا ما ورد في شرح السيرافي لكتاب سيبويه وابن دريد صاحب الجمهرة والنسخ الحديثة لكتاب العين ولكن الدكتور إذ يرفض نسبة هذه المصطلحات للخليل يسارع في نسبتها لابن جني دون دليل
8. ذكر الخليل عدد من صفات الحروف في تضاعيف كتابه كالذلاقة والإصمات والهمس والتفخيم والغنة ووصفه للهمزة بأنها مهتوتة مضغوطة ووصفه للهاء باللين والهشاشة والهتة وبأنها نفس لا اعتياص فيها
o وصف الخليل التاء والدال والطاء بصفات متضادة فالطاء فيها صلابة وكزازة على حين أن الدال لانت عن صلابة الطاء وكزازتها وأنها ارتفعت عن خفوت التاء فحسنت
o وصف السين بالتوسط والهمس ومثلها الصاد لكنها مطبقة والزاي بالجهر فيما السين والصاد مهموستان
o وصف اللام والراء والنون بالانحراف
o وصف العين والقاف بالطلاقة وضخامة الجرس والنصاعة
9.ذكر الخليل عدد من المعلومات الصوتية الخاصة بما يسمى اليوم علم الأصوات النطقي كأعضاء النطق ( شجر .غار.حنك.أسنان .لسان ..)وغيرها من المعلومات التي جاءت عرضاً
ثالثاً:مسائل صوتية تشكيلية :
غاية المعلومات الصوتية التي وضعها الخليل ين يدي تلميذه الليث هي الوصول إلى طرق التشكيل الصوتي، فالأصوات اللغوية المنعزلة لا تحلل على انفراد إلا بنوع من التجريد فلا يتكلم إلا بمركبات من الأصوات اللغوية وقد أوضح الخليل قصده الرئيس من عمله في كتاب العين وهو معرفة كلام العرب وألفاظهم فلا يخرج عنها شيء من ذلك .
o حدد الخليل الحروف لأنها أساس ما يتركب من الكلام .
o ذكر أصناف كلام العرب من ثنائي وثلاثي ورباعي وخماسي
o بين أقسام الكلام كالحرف مثل قد ،والفعل الثلاثي مثل ضرب والاسم كعمر وجمل
o ذكر مسائل تركيبية كزيادة همزة وصل في اقشعرَّ.
o أوضح الخليل أن الاسم لا يكون أقل من ثلاثة أحرف أما ما يبدو ثنائياً كاليد والفم فالحرف الثالث محذوف لالتقاء الساكنين وقد أشار الخليل إلى استقرار أصول الكلم العربي على الأصول الثلاثية لذلك لم يتصور اسما أو فعلا ثنائيا بل إن الحرف الثنائي إن أردت تحويله إلى اسم أدخلت عليه التشديد حتى يصير ثلاثياً نحو هلٌّ وقدٌّ
o أما الأبنية الفوق ثلاثية فما يحسِّن تأليفها ويسهل النطق بها دخول حروف الذلاقة والطلاقة عليها فحروف الذلاقة (ر.ل.ن)والشفوية (ف.ب.م) فهذه الحروف تتصف بالذلاقة و الخفة وانطلاق اللسان بهن فسهل تأليف الأبنية الرباعية والخماسية منهن(فلمَّا ذَلَقَتِ الحُروفُ السِّتَّةُ ومَذَلَ بِهِنَّ اللِّسان وسَهُلَتْ عليه في المَنْطِقِ كَثُرِتُ في أبِنَيَةِ الكلام فليس شَيءٌ من بِناء الخماسيِّ التَّامِّ يَعْرَى منها أو من بعضها ) هذه الفكرة اقتبسها ابن جني من كلام الخليل دون الإشارة إلى مصدرها وقد وصف الدكتور إبراهيم أنيس عمل ابن جني بالتعسف حين وجد بعض الكلمات تخالف قاعدته التي وضعها عن الأبنية الفوق ثلاثية وحروف الذلاقة مثل عسجد ،أما رأيه في الذلاقة فرأى أنها لا تتجاوز معناها في القدرة على الانطلاق في الكلام بالعربية دون تعثر أو تلعثم ) ورأي الدكتور أنيس فيه تهوين بقيمة هذه الصفة في تكوين الكلام العربي واستخفاف بنتيجة من كبرى نتائج الدرس الغوي العربي.
o نبه الخليل على أن خلو الأبنية الرباعية والخماسية من حروف الذلاقة والشفوية خير دليل على عربية الكلمة أو عجمتها من جهة وعلى حقيقة هذه الكلمة وتواجدها في الواقع النطقي وعدم اصطناعها مثل كلمة الكشعطج أما ما جاء خارجا على قاعدة الخليل فهي كلمات قلية شاذة نحو (العَسْجَدُ والقَسْطوس والقُداحِس والدُعشُوقةُ والُهْدُعةُ والزُهْزُقَةُ) أما ما سوغ بناء هذه الكلمات على الرغم من خلوها من حروف الذلاقة فهو دخول حرفي (ق.ع)المتصفين بالطلاقة وضخامة الجرس والنصاعة .أما إن كان البناء اسما فيلزمه إلى جانب القاف والعين حرفي السين والدال المتصفين بالتوسط والاعتدال وربما كانت السين وحدها دو ن الدال كافية لتحسين البناء نحو عسطوس وذلك لخفة السين وهشاشتها حتى سميت الكلمات الداخلة عليها بالمسينة
o كما استثنى الخليل من الشروط السابقة الحكاية بنوعيها المؤلفة والمضاعفة :
o الحكاية المؤلفة :نحو دهداق وزهزاق والهاء هنا لازمة لفصل بين الحرفين المتشابهين مع لزوم العين والقاف أو أحدهما وسبب ذلك هو لين الهاء وهشاشتها أما إذا كانت الحكاية متضمنة احد حروف الذلاقة فلن تضر الهاء إذا أكانت فيها أم لا ،نحو غطمطة.بل إن الكلمات المصطنعة نحو (هعخع) قد تسحسن لو بنيت على الحكاية وان خلت من حروف الذلاقة
o الحكاية المضاعفة:تتصف بان حرفي عجز الكلمة مثل حرفي صدرها ويرى الخليل أن هذا البناء بناء يستحسنه العرب فيجوز فيه من تأليف حروف جميع ما جاء من الصحيح والمعتل ومن الذلق والطلق والصتم وأساس بناء هذا النوع هو الثنائي نحو قولهم صلصل اللجام لأنه يحكي صلصلة اللجام واصله( صلَّ )واستكمالا لموضوع الحكاية ذكر الخليل أن العرب تشتق الحكاية من الثلاثي المضعف نحو صلصل من صلَّ ومن الثلاثي المعتل تنخنخ من أناخ
o فسر الخليل الحروف الصتم (المصمتة ) مفرقا بينها وبين طبيعة الحروف الذليقة (لأنها اصمتت فلم تدخل في الأبنية كلها)وكذلك تفسير ابن جني لها بأنها صمت عنها فلم تبنى منها كلمة رباعية او خماسية معراة من حروف الذلاقة ومثله تفسير مكي بن أبي طالب القيسي
إن هذه الحروف الذليقة تسمى في الدرس الحديث بالمائعة وتتصف بالتوسط بين الشديدة والرخوة وبالجهر كالأصوات الصائتة وبالوضوح السمعي و قد توصل علماء التعمية الى كثرة دورانها في الكلام العربي كما أثبتت الدراسات الحاسوبية المطبقة على بعض المعاجم العربية أن أكثر الحروف دوراناً في العربية هي (ر.ل.ن.ب.م.ع.ق.د.ف.س)فحروف الذلاقة التي وصفها الخليل جاءت أولا عدا الفاء ثم حرفي الطلاقة (ع.ق) ثم حرفي التوسط والاعتدال(د.س) وبهذا سبق الخليل الأجهزة الحديثة.
تحدث الخليل عن بعض قواعد تآلف الحروف في العربية مثل عدم وجود كلمة عربية صدرها (نر)أو أصل فيه المقطع (ضك)دون فصل بين الحرفين وعدم ائتلاف حروف الحلق في كلمة لقرب مخارجها وقد طور النحاة واللغويين هذه الفكرة عند الخليل ودرسوها بعمق واستفادوا منها في البلاغة والصرف .صدام الفايز

م” “ن” “ق” “و” “ل”
للفائدة
محبكم في الله/ ابن عدي


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

استفسار عن صحة نسبة هذا البيت للمعرِّي؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى رواد منتدى اللغة العربية الأفاضل
أريد الاستفسار عن بيت نسبه العلآئي لأبو العلآءِ المعرِّي
وهو
أُشرِبَ العَالَـمُونَ حُبَّكَ طَبْعا ً ******* فَهْو فَرْضٌ في سَائِر الأَديَانِ
فهل للمعري ديوان يوثق هذا البيت ؟
أو أحدى كتب الشعر المعروفة ؟؟
وجزى الله المعين خير الجزاء
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

لا تـــــقل و قـــل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لا تقل:

فتاة غيورة *****وقل: فتاة غيور

ولا تقل:

امرأة صبورة ***وقل: امرأة صبور

ولا تقل:

هي طموحة** وقل: هي طموح

وذلك لأن (فعولا) بمعنى (فاعل) لا يقبل التاء ولو كان وصفا لمؤنث.

قال ابن مالك: "ولا تلي فارقة فعولا أصلا".

أي أن التاء لا تلي فعولا فارقة بين المؤنث والمذكر إن كان أصلا أي بمعنى فاعل, فإن كان فعول بمعنى مفعول وجاء وصفا لمؤنث جاز دخول التاء وعدم دخولها نحو ناقة ركوب وركوبة, وشاة حلوب وحلوبة.

وقس على ما ذكرنا فلا تقل: معدة هضومة وقل: معدة هضوم, وهكذا.

لا تقل:

نحن فخورون**** وقل: نحن فُخرُ.

ولا تقل:

نحن صبورون*** وقل: نحن صُبرُ.

ولا تقل:

نحن غيورون*** وقل: نحن غُيُر.

ذلك لأنه يشترط في الصفة التي تجمع جمع مذكر سالما قبول التاء, وفعول بمعنى فاعل لا يقبل التاء -كـما عرفت- فلا يجمع جمع مذكر سالما, وإنما يجمع جمع تكسير على فُعُل, كقول الصحابي: "نحن صبُرُ عند اللقاء, صدق في المقال", وقول الشاعر:

ثم زادوا أنهم في قومهم **** غُفُر ذنبهم غير فُخُر

لا تقل:

امرأة غضبانة******وقل: امرأة غضبى.

ولاتقل:

امرأة سكرانة*****وقل: امرأة سكرى.

ولا تقل:

امرأة عطشانة****وقل: امرأة عطشى.

وذلك لأن جمهور العرب لم يؤنث فعلان صفة بالتاء وإنـما أنثه بالألف كـما مثلنا:

لا تقل:
هم سكرانون***** وقل: هم سُكارى أو سكرى.

ولا تقل:

هم غضبانون****وقل: هم غضابى أو غضبى أو غِضاب.

ولا تقل:

نحن عطشانون * *** وقل: نحن عِطاش.

وذلك لأن هذه الصفة لا تقبل التاء فلا تجمع جمع مذكر سالما. وقد عرفت ذلك آنفاً.

وهذا وبالله التوفيق،،،

نقلته لكم من :
مجلّة الجامعة الإسلامية عدد 62/صفحة270-272

للأستاذ الدكتور: عبد العظيم علي الشناوي

رئيس قسم اللغويات بالجامعة


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

هدايا و؟؟؟؟

السلام عليكم
أخواني انا باحثة واحتاج لمعنى البرسم والكاودوشه فلقد بحثت عنها ولم اجد معناها واحتاجها جدا في البحث؟فالله يجزاه الجنة بغير حساب من يبحث عن معناها وياليت المعلومة تكون موثقة من بعد اذنكم
1_(البرسم الذهبي) وهي هدية باذان الفارسي للرسول صلى الله عليه وسلم بعد اسلامه.
2_(الكاودوشه)أهداها عمر بن الخطاب بعد فتح المدائن سنة 16هـ للكعبة.
والكلمات موجوده في كتاب الجماهر للبيروني


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

الروابط ومعاني الحروف

الروابط ومعاني الحروف

أدوات الربط: هي ألفاظ تقوم بالربط بين أجزاء الجملة،أو بين الجملتين،أو بين الفقرات التي يتشكل من خلالها النص، وهي كثيرة، نذكر منها:
بعض روابط العطف:
الواو : يفيد الاشتراك، نحو : جاء أبوك وأخوك وعمك؛ فهؤلاء الثلاثة اشتركوا في حكم المجيء. كما تدل على المصاحبة، وتسمى حينئذ واو المعية. كذلك تكون للتقسيم، نحو: الكلمة ثلاثة أقسام: اسم وفعل وحرف.
الفاء : تفيد الترتيب والمشاركة والتعقيب، نحو:دخل الأستاذ فالطلبة.
ثم : تفيد الترتيب مع التراخي (أي طول المهلة)، نحو: فكر مليا ثم أجاب.
أو : يفيد التخيير، نحو: يتمنى أن يكون طبيبا أو مهندسا.
أم : أيضا تفيد التخيير، وعادة ما تكون مع الاستفهام أو مع التسوية، نحو قوله تعالى: «إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون».
بل : للإضراب؛ وهي تنفي ما قبلها، وتثبت ما بعدها، نحو: ما نجح بلال بل أحمد.
حتى :للدلالة على أن المعطوف جزء من المعطوف عليه، نحو: سافر الملك حتى حاشيته.
لا : للنفي؛ إذ تثبت ما قبلها، وتنفي ما بعدها، نحو : عاشر العلماء لا السفهاء.
لكن : للاستدراك والنفي، نحو قول المتنبي:

وما أنا منهم بالعيش فيهم ولكن معدن الذهب الرغام

بعض روابط الجر:
من : توظف في العديد من المواقف كابتداء الغاية، نحو: انطلقت من المنزل، أو التبعيض نحو: أنفقت من مالي نصفه، كما تكون لبيان الجنس، نحو: الباب من الخشب، وتستخدم أيضا للتعليل كقولك: ارتعد من الخوف، وتستخدم للظرفية نحو: انتشلت الضحية من المنزل،…
عن : للمجاوزة نحو: سافرت عن البلد، كما تكون للتعليل، نحو قوله تعالى: « وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ».
على :تفيد الاستعلاء، نحو قوله تعالى: «وعليا وعلى الفلك تحملون»، كما تكون للتعليل نحو قوله تعالى: «ولتكبروا الله على ما هداكم»…
في : للظرفية نحو: السمك في اليم، وتدل على التعليل، مثل:قُتل كليب في ناقة، كما تكون للمصاحبة نحو: خرج الرئيس في موكبه.
الباء: للظرفية والآلة نحو: كتبت بالقلم، وكون للتعليل نحو: قتل بذنبه، وغيرها من المعاني كالمقابلة والبدل…
اللام : يفيد التوكيد والملكية نحو : لله الأمر، كما تكون للتعليل، نحو : جئت لاستطلاع الأمر،…
الكاف : للتشبيه في الأصل، غير أن لها معانيَ أخرى مثل التصنيف نحو : المعادن كثيرة كالحديد والنحاس…، وتستخدم أيضا للتوكيد(وهي زائدة في الإعراب)، كقوله تعالى: «ليس كمثله شيء».
حتى : لانتهاء الغاية، وذلك نحو : أكلت السمكة حتى رأسِها.
بعض الأدوات الأخرى:
قد :للتحقيق والتأكيد إن كانت مع الفعل الماضي، كقوله تعالى: «قد أفلح من تزكى»، أمّا إذا كانت مع الفعل المضارع، صارت للشك كقولك: قد أنجح في الامتحان.
أما : أداة عرض وتنبيه بمنزلة ألا، نحو : أما ترى أن الامتحان قد اقترب.
أمّا : للشرط والتفصيل والتوكيد، وذلك متجسد في قوله تعالى: «فأمّا اليتيم فلا تقهر وأمّا السائل فلا تنهر ».
إما : حرف يفيد الشك والتخيير، كقوله تعالى: «إنا هديناه السبيل إمّا شاكرا وإمّا كفورا».
لو : أداة امتناع لامتناع يتضمن الشرط يكون غالبا مع الفعل الماضي، نحو : لو هطل المطر لانتعشت الأرض.