التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

المُــعَــرَّب/ فقه اللغة

المُــعَــرَّب
[من كتاب فقه اللغة ، مفهومه ، وموضوعاته ، قضاياه – محمد إبراهيم الحمد]

أحد الموضوعات التي تبحث في فقه اللغة وغيرها من العلوم، والكلام عليه سيكون في المسائل التالية:
أولاً: تعريفه:
أ _ المعرب لغة: اسم مفعول من الفعل عَرَّب، يعرِّب، والمصدر تعريباً.
والمُعَرَّب: هو الذي جُعِل عربياً.
ب _ المعرب في الاصطلاح: عرفه السيوطي بقوله: هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعانٍ في غير لغتها.([1])
وقال الجوهري في الصحاح:تعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب على منهاجها([2]).
ثانياً: أسماؤه: يُعرف بعدة أسماء تدل عليه، منها:

1-المُعَرَّب
2-التعريب
3-الدخيل
4_ المولَّد

يقول د. علي عبدالوحد وافي في معرض حديث له عن الدخيل في اللغة العربية:الدخيل الأجنبي، المعرب، والمولد:
يراد بالدخيل الأجنبي ما دخل العربية من مفردات أجنبية سواء في ذلك ما استعمله العرب الفصحاء في جاهليتهم وإسلامهم، وما استعمله من جاء بعدهم من المولدين.
وقد اصطلح المحدثون من الباحثين على أن العرب الفصحاء هم عرب البدو من جزيرة العرب إلى أواسط القرن الرابع الهجري، وعرب الأمصار إلى نهاية القرن الثاني الهجري ويسمون هذه العصور بعصور الاحتجاج…
وأن المولدين هم من عدا هؤلاء ولو كانوا من أصول عربية.
ويطلق على القسم الأول من الدخيل الأجنبي وهو ما استعمله فصحاء العرب اسم (المعرب) وعلى القسم الثاني منه وهو ما استعمله المولدون من ألفاظ أعجمية لم يعربْها([3]) فصحاء العرب اسم (الأعجمي المولد)([4]).
ثالثاً: الخلاف في المعرب([5]): اختلف العلماء في وقوع المعرب في القرآن، على ثلاثة أقوال:
القول الأول: قول القائلين بالمنع:
وهذا قول الإمام الشافعي، وأبي عبيدة، وابن فارس وغيرهم _ رحمهم الله _ وقد استدلوا على المنع بقوله _ تعالى _: [قُرْآناً عَرَبِيّاً] وقوله: [وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ].
وقد شدد الشافعي النكير على القائل بذلك([6]).
وقال أبو عبيدة : إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين؛ فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن كذا بالنبطية فقد أكبر القول([7]).
وقال ابن فارس معلقاً على قول أبي عبيدة: فإن قال قائل فما تأويل قول أبي عبيدة فقد أعظم وأكبر؟ .
قيل له: تأويله أنه أتى بأمر عظيم وكبير؛ وذلك أن القرآن لو كان فيه من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله؛ لأنه أتى بلغات لا يعرفونها، وفي ذلك ما فيه([8]).
وقال آخرون:كل هذه الألفاظ عربية صرفة، ولكن لغة العرب متسعة جداً، ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الجلة، وقد خفي على ابن عباس معنى (فاطر) و(فاتح)([9]).
القول الثاني: قول القائلين بوقوعه: وقد استدلوا على ذلك _ كما قال أبو عبيد القاسم بن سلام _ بما روي عن ابن عباس، ومجاهد، وابن جبير، وعكرمة، وعطاء وغيرهم من أهل العلم أنهم قالوا في أحرف كثيرة: إنها بلغات العجم، ومنها قولهم: طه، واليم، والطور، والربانيون فيقال: إنها بالسريانية.
والصراط، والقسطاس، والفردوس يقال: إنها بالرومية.
ومشكاة، وكِفْلَينِ يقال: إنها بالحبشية.
وهيت لك إنها بالحورانية؛ فهذا قول أهل العلم من الفقهاء([10]).
وأجاب المجيزون لوقوع المُعَرَّب عن قوله _ تعالى _: [قُرْآناً عَرَبِيّاً] بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لا تخرجه عن كونه عربياً، وأن القصيدة بالفارسية لا تخرج عنها بلفظة عربية تكون فيها.
وأجابوا عن قوله _ تعالى _: [أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ] بأن المعنى من السياق أكلام أعجمي ومخاطب عربي.
القول الثالث: التوفيق بين الرأيين والجمع بين القولين: قال أبو عبيد القاسم بن سلام بعد أن حكى القولين السابقين:
والصواب عندي مذهبٌ فيه تصديق القولين جميعاً؛ وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، لكنها وقعت للعرب؛ فعرَّبتها بألسنتها، وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها؛ فصارت عربية، ثم نزل القرآن، وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب؛ فمن قال: إنها عربية فهو صادق، ومن قال: أعجمية فصادق([11]).
ومال إلى هذا القول الجواليقي، وابن الجوزي وغيرها.
قال الجواليقيي: وذلك أن هذه الحروف بغير لسان العرب في الأصل، فقال أولئك على الأصل، ثم لفظت به العرب بألسنتها، فعرَّبته؛ فصار عربياً بتعريبها؛ فهي عربية في هذه الحال، أعجمية الأصل؛ فهذا القول يصدِّق الفريقين جميعاً([12]).
ولعل هذا الرأي هو الأقرب للصواب؛ فمن قال في كلمة سرادق _على سبيل المثال_: إنها فارسية؛ بمعنى أنها انحدرت إلى العرب من الفرس فهو مصيب، ومن قال: إنها عربية؛ بمعنى أن العرب كانت تعرفها، وتستعملها قبل نزول القرآنِ الكريمِ، والقرآنُ نزل بلغة تفهمها العرب _ فهو مصيب كذلك.
رابعاً: المؤلفات في المعرب: من العلماء من أفرد هذا الموضوع بمؤلف خاص، ومن الكتب المؤلفة في هذا ما يلي:
1_ المُعَرَّب: لأبي منصور الجواليقي ت450 هـ فهذا الكتاب أقدم وأشهر مؤلف في هذا الباب.
وكان الغرض من تأليفه جمع الألفاظ المعربة؛ حيث ساق فيه مؤلفه جملة من الألفاظ التي يرى أنها معربة، وتحدث في المقدمة عن الخلاف في المعرب، وعن مذاهب العرب فيه، وعن العلامات التي يعرف بها الأعجمي من الألفاظ.
وقد قال عنه السيوطي : وقد ألف في هذا النوع الإمام أبو منصور الجواليقي كتابه (المعرب) في مجلد واحد، وهو حسن مفيد، وقد رأيت عليه تعقباً في عدة كراريس([13]).
والكتاب مطبوع، ولعل من أفضل طبعاته طبعة دار الكتب العلمية بيروت تعليق: خليل عمران المنصور، ويقع في 176 صفحة، وهو مرتب على حروف المعجم.
2_ في التعريب والمعرب: وهو المعروف بـ(حاشية ابن برِّي على كتاب (المعرب) لابن الجواليقي.
وهذا الكتاب مصنف صغير عَرَض فيه ابن بري لكتاب (المعرب) للجواليقي، فتعقب أقواله، فأورد حواشيه عليه منسوقة على حروف المعجم؛ حيث درج فيها على إيراد قول الجواليقي، ثم يعقبها مصححاً تارة، ومضيفاً تارة أخرى.
وقد قدم لهذه الحواشي بنبذة يسيرة في طرائق التعريب عند العرب، وكيف تصرفوا في الأعجمي.
والمؤلف من أهل القرن الخامس حيث توفي سنة 499هـ.
والكتاب خرج بعناية وتعليق د. إبراهيم السامرائي.
3_ المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للسيوطي .
وقد لخص فوائده في كتابه (الإتقان في علوم القرآن).
هذه أشهر الكتب في المعرب، وأما الكتب التي تكلمت عليه ضمن موضوعات أخرى فكثيرة، ككتاب الصاحبي لابن فارس؛ حيث تكلم على المعرب في عدة أبواب خصوصاً في (باب القول في اللغة التي نزل بها القرآن).
وكذلك السيوطي في كتابيه المزهر، والإتقان؛ فقد أفرد النوع التاسع عشر من المزهر في (معرفة المعرب).
وعقد باباً من كتابه (الإتقان في علوم القرآن): وهو (الباب الثامن والثلاثون: فيما وقع بغير لغة العرب).
خامساً: علامات العجمة أو المعرب([14]): قال أئمة العربية تعرف عجمة الاسم بوجود علامات منها:
1_ النقل: وذلك بأن ينقل عن أحد أئمة العربية كالأصمعي أو غيره بأن هذه الكلمة ليست عربية.
2_ مخالفة الكلمة للأوزان العربية: وذلك بأن يخرج الاسم عن أوزان الأسماء العربية، نحو إبْرِيسم؛ فإن مثل هذا الوزن مفقود في أبنية الأسماء في اللسان العربي.
3_ أن يكون أوله نون ثم راء: نحو: نرجس؛ فإن ذلك لا يكون في كلمة عربية، وكذلك (نرس) و (نورج) و (نرسيان) و (نَرْجه).
4_ أن يكون آخره زاياً بعد دال: نحو: مهندز؛ فإن ذلك لا يكون في كلمة عربية.
5_ أن يجتمع في الكلمة الصاد والجيم: نحو: الصولجان، والجص، والصنجق.
6_ أن يجتمع في الكلمة الجيم والقاف: نحو: المنجنيق.
7_ خلو الكلمة الرباعية أو الخماسية من أحرف الذلاقة: وسميت بذلك _ كما مر في الحديث عن صفات الحروف ومخارجها _ لخروج بعضها من ذلق اللسان _ أي طرفه _ وخروج بعضها من ذلق الشفة.
وهي مجموعة في قولك: (مُرَّ بنفل) ؛ فإنه متى كان اللفظ عربياً فلا بد أن يكون فيه شيء منها نحو: سفرجل، وقُذعمل، وقِرْطَعْب، وجَحْمَرش؛ فإذا جاءك مثال خماسي، أو رباعي بغير حرف أو حرفين من أحرف الذلاقة فاعلم أنه ليس من كلامهم _ أي العرب _ مثل: (عفجش) و (خظائج).
8_ اجتماع الباء، والتاء، والسين: مثل: بستان.
9_ اجتماع الجيم والطاء: نحو: الطاجن، والطيجن.
10_ يندر اجتماع الراء مع اللام إلا في ألفاظ محصورة: مثل: ورل.
11_ لا يوجد في كلام العرب دال بعدها ذال إلا قليل: ولذلك أبى البصريون أن يقال بغداذ.
12_ مجيء الشين بعد اللام: قال ابن سيدة في المحكم: ليس في كلام العرب شين بعد لام في كلمة عربية محضة؛ الشينات كلها في كلام العرب قبل اللامات.
13_ الدراسات التاريخية والبحوث العلمية: فبذلك يمكن القول: إن هذا الحيوان، أو النبات، أو الدواء ليس موجوداً في جزيرة العرب، وبذلك نعرف أن الكلمة ليست بعربية.
هذا وقد وجد الباحثون بعد الاستقصاء أن أكثر ما دخل العربية من أسماء المعبودات والمصطلحات فهو من الهيروغليفية، والحبشية، والعبرانية، وذلك كألفاظ الحج، والكاهن، وعاشوراء من العبرانية.
وأما أسماء العقاقير والأطياب فأكثرها هندي كالمسك؛ فإنه في اللغة السنسكيرتية (مشكا) والزنجبيل فهو فيها (زنجابير).
وأكثر ما يكون من أسماء الأطعمة والثياب والفرش، والأسلحة، والأدوات، والملابس، والأواني فهو من الفارسية.
سادساً: دوافع التعريب: أشار بعض العلماء إلى ذلك دون ذكر مباشر له، وذلك كصنيع السيوطي في المزهر([15]).
ومن خلال ذلك يمكن أن تُتلمس الأسباب التي دفعت العرب إلى التعريب، والتي منها:
1_ الحاجة أو الضرورة: وذلك كالأسماء التي تفرَّد بها غير العرب كالفرس من دون العرب؛ فاضطرت العرب إلى تعريبها أو تركها كما هي.
وذلك كثير، ومن أمثلته ما يلي:
أ _ من الأواني: الكوز، الجرة، الإبريق، الطشت، الخوان، الطبق، القصعة، السُّكْرجَّة.
ب _ من الملابس: السَّمُّور، السنجاب، القاتم، الفنك، الدَّلق، الخز، الديباج، السندس.
ج _ من الجواهر: الياقوت، الفيروزج، البلَّور.
د _ من ألوان الخبز: الكعك، الجردق، السميذ، أوالسميد.
هـ _ من الرياحين وما يناسبها: النرجس، البنفسج، النِّسرين، الياسمين.
و _ من الطيب: المسك، العنبر، الكافور، الصندل، القرنقل.
2_ الإلغاز والإغراب: قال السيوطي: قال ابن دريد في الجمهرة: باب ما تكلمت به العرب من كلام العجم حتى صار كاللغز، وفي نسخة حتى صار كاللغة([16]).
ثم ساق لذلك أمثلة، منها: الدَّشت: وهي الصحراء، والبُوصي: السفينة، والأرندَح: الجلود التي تدبغ بالعفْص، والقيروانُ: الجماعة، وأصلها كاروان([17]).
3_ الإعجاب وخفة اللفظ الأعجمي: وذلك بأن يعجب العرب بلفظة أعجمية، ثم يعمدون إلى تعريبها.
وربما كان اللفظ الأعجمي خفيفاً؛ فلهذا يستعمله العرب، وربما تناسوا اللفظة العربية أو أهملوها.
مثل: الباذنجان كان يسمى الحدج، ومع ذلك غلب؛ للإعجاب بما هو غريب.
وكذلك اللوبيا شاعت وأهمل: الدّجَر.
وكذلك الإبريق في لغة العرب يسمى التأمورة.
والتوت يسمى: الفُرصاد، والأترج يسمى: المُتْك، والياسمين كان يسمى بالعربية: السَّمسق.
سابعاً: الألفاظ المعربة في القرآن: ذكر السيوطي في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) ألفاظاً عديدة، وذكر من قال بأنها معربة من العلماء، وقال في نهاية الحديث عنها بعد أن رتبها ترتيباً ألفبائياً: =فهذا ما وقفت عليه من الألفاظ المعربة في القرآن بعد الفحص الشديد سنين، ولم تجتمع قبل في كتاب قبل هذا([18]).
ثم قال: وقد نظم القاضي تاج الدين بن السبكي منها سبعة وعشرين لفظاً في أبيات، وذيل عليها الحافظ أبو الفضل بن حجر بأبيات فيها أربعة وعشرين لفظاً وذيلت عليها بالباقي، وهو بضع وستون، فتمت أكثر من مائة لفظة، فقال ابن السبكي:

السلسبيل وطه كُوِّرت بِيَعٌ **رومٌ وطوبى وسجِّيل وكافورُ
والزنجبيل ومشكاةُ سرادقُ مَعْ ** إستبرقٍ صلوات سندس طور
كذا قراطيسُ ربَّانِيْهُمُّ وغسا **قٌ ودينارُ والقسطاسُ مشهور
كذاك قَسْورةٌ واليمُّ ناشئة ***ويؤت كفلينِ مذكور ومسطور
له مقاليدُ فردوسٌ يُعَدُّ كذا ***فيما حكى ابن دريد منه تَنَّور

وقال ابن حجر:

وزدت حِرْمٌ ومُهل والسِّجلُّ كذا ***السريُّ والأبُّ ثم الجبت مذكور
وقِطَّنا وإناهُ ثم متَّكِئاً ***دارست يصهر منه فهو مصهور
وهيت والسَّكَرُ الأواهُ مع حَصَبٍ ***وأوبي معْه والطاغوت مسطور
صُرْهُنَّ إصْري وغِيْضَ الماءُ مع وزرٍ ***ثم الرقيمُ مناصٌ والسنا النورُ

وقلت _ أيضاً _:

وزدت يس والرحمن مع ملكو ***تٍ ثم سينينَ شطرُ البيت مشهور
ثم الصراطُ ودرّيٌّ يحورُ ومَرْ ***جانٌ ويمٌّ مع القنطار مذكور
وراعنا طفقَا هدنا ابلعي وورا ***ءٌ والأرائك والأكواب مأثور
هود وقسطٌ وكَفِّرْ رَمْزَهُ سَقَرٌ ***هَوْنٌ يَصِدِّون والمِنْسَاةُ مسطور
شهر مجوس وإقفال يهود حَوا ***ريُّون كَنْزٌ وسِجينٌ وتتبير
بعيرٌ آزرُ حُوْبٌ وَرْدَةٌ عَرِمٌ ***إلٌّ ومن تحتها عَبَّدت والصُّور
ولِينَةٌ فُومُها رَهْوٌ وأَخْلَدَ منـ ***ـجاةٌ وسيِّدَها القيومُ موقورُ
وقُمَّلٌ ثم أسفار عنى كتباً ***وسجَّداً ثم رِبيُّون تكثير
وحِطَّةٌ وطُوَىً والرَّسُّ نونُ كذا ***عدنٌ ومنفطرُ الأسباطِ مذكور
مسكٌ أباريقُ ياقوتٌ رووا فهنا ***ما فات من عدد الألفاظ محصور
وبعضهم عد الآوْلى مع بطائنها ***والآخرهْ لمعاني الضد مقصور([19])

ثامناً: طريقة العرب في التعامل مع الألفاظ الأعجمية: للعرب طريقة في التعامل مع الألفاظ الأعجمية، وقد بين ذلك العلماء الذين تكلموا على المعرب، ويأتي على رأس أولئك أبو منصور الجواليقي حيث عقد في كتابه باباً تحت عنوان: (باب معرفة مذاهب العرب في استعمال الأعجمي).
وتحت هذا العنوان بين هذه المذاهب بقوله:اعلم أنهم كثيراً ما يجترئون على تغيير الأسماء الأعجمية إذا استعملوها.
فيبدلون الحروف التي ليست من حروفهم إلى أقربها مخرجاً.
وربما أبدلوا ما بعد مخرجه _ أيضاً _.
والإبدال لازم؛ لئلا يدخل في كلامهم ما ليس من حروفهم.
وربما غيروا البناء من الكلام الفارسي إلى أبنية العرب.
وهذا التغيير يكون بإبدال حرف من حرف، أو زيادة حرف، أو نقصان حرف، أو لإبدال حركة بحركة، أو إسكان متحرك،أو تحريك ساكن.
وربما تركوا الحرف على حاله لم يغيروه.
فمما غيروه من الحرف ما كان بين الجيم والكاف، وربما جعلوه جيماً وربما جعلوه كافاً، وربما جعلوه قافاً؛ لقرب القاف من الكاف، قالوا: (كُرْبَجٌ) وبعضهم يقول: (قربق).
قال أبو عمرو: سمعت الأصمعي يقول: هو موضع يقال له: (كُرْبَكٌ) قال: يريدون (كربج).
قال سالم بن قحفان في (قربق):

ما شربت بعد طوى القربق***من شربة غير النجاء الأدفق

وكذلك يقولون: (كيلَجَة) و (كِيلَقَة) و (وقِيلقة) و (جُرْبُز) للكُرْبُز و(جورب) وأصله: (كورب) و (مُوزج) وأصله (مُوزة).
وأبدلوا الحرف الذي بين الباء والفاء فاءً.
وربما أبدلوه باءً، قالوا: (فالوذٌ) و (فِرِنْد) وقد قال بعضهم (بِرند).
وأبدلوا السين من الشين، فقالوا للصحراء: (دَسْت) وهي بالفارسية: (دشت).
وقالوا: (سراويل) و (إسماعيل) وأصلها (شروال) و (إشماعيل) وذلك لقرب السين من الشين في الهمس.
وأبدلوا اللام من الزاي في (قَفْشَليل) وهي المَغْرَفَة، وأصلها (كَفْجَلاز) وجعلوا الكاف منها قافاً، والجيم شيناً، والفتحة كسرة، والألف ياء.
ومما أبدلوا حركته (زور) و (آشوب).
ومما ألحقوه بأبنيتهم: (درهم) ألحقوه بـ (هجْرَعِ) و (بَهْرَج) ألحقوه بـ(سَلْهَب) و (دينار) ألحقوه بـ (ديماس) و (إسحاق) بـ (إبهام)، و (يعقوب) بـ(يربوع)، و (جورب) بـ (كوكب)، و (شُبارِق) بـ (عُذَافر)، و (رُزْداق) بـ(قُرْطاس).
ومما زادوا فيه من الأعجمية ونقصوا (إبْرَيْسَم) و (إسرافيل) و (فيروزو) و(قهرمان) وأصله (قِرْمان).
ومما تركوه على حاله فلم يغيروه (خُراسان) و (خُرَّم) و (كُرْكم).
قال أبو عمر الجَرْمي: وربما خلطت العرب في الأعجمي إذا نقلته إلى لغتها.
وأنشد عن أبي المهدي:

يقولون لي شَنْبِذْ ولستُ مشنبذاً***طُوال الليالي أو يزولَ ثَبِيرُ
ولا قائلاً زُوذاً ليعجَلَ صاحبي ***وبِسْتَانُ في صدري عليَّ كبيرُ
ولا تاركاً لحْني لأَحْسَنِ لَحْنِهمْ ***ولو دار صرف الدهر حين يدورُ

(شَنْبَذْ) يريدون (شون بوذي)
(زوذ) (اعجل) و (بستان) (خذ).
قال: وإذا كان حُكي لك في الأعجمية خلاف ما العلامة عليه فلا ترينه تخليطاً؛ فإن العرب تُخَلِّطُ فيه، وتتكلم به مُخلطاً؛ لأنه ليس من كلامهم، فلما اعْتنقوه وتكلموا به خلَّطوا.
وكان الفراء يقول: يُبنى الاسم الفارسي أيَّ بناءٍ كان، إذا لم يخرج عن أبنية العرب.
وذكر أبو حاتم: أن رؤبة بن العجَّاج والفصحاء، كالأعشى وغيره ربما استعاروا الكلمة من كلام العجم للقافية؛ لتُستطرف، ولكن لا يستعملون المستطرف، وربما يُصرِّفونه، ولا يشتقون منه الأفعال، ولا يرمون بالأصلي، ويستعملون المستطرف، وربما أضحكوا منه، كقول العَدَوي:
أنا العربيُّ الباكْ
أي: النقي من العيوب.
وقال العجاج:
كما رأيتَ في المُلاءِ البَرْدَجاَ
وهم السبي، ويقال لهم بالفرسية (بَرْدَه) فأراد القافية([20]).
تاسعاً: التعريب عند المُحْدَثين([21]): بحث المُحْدَثون موضوع التعريب، وكانوا في ذلك على فريقين:
الأول: منعوا فتح باب التعريب؛ بحجة المحافظة على العربية.
والفريق الآخر: أجازوا ذلك، وقالوا: إنه لا بد من مواجهة الحديث، وبهذا تكون المحافظة الحقة على العربية؛ إذ ترك التعريب فيه حجر على اللغة، ومن ثم يصدق عليها قول من يَصِمُها بأنها ميتة.
وقالوا _أيضاً_: إن التعريب من أساليب تنمية اللغة، ودلالة سعتها، واستيعابها.
وبعد دراسات طويلة توصل مجمع اللغة العربية في مصر إلى جواز التعريب، وأجمعوا على أن العربيَّ أولى وأفضل من المعرب، ووضعوا للتعريب شروطاً منها:
1_ أن يكون اللفظ المعرب مما نحتاج إليه تمام الاحتياج.
2_ أن يكون على مقاييس العرب، فلا بد من إخضاعه على العربية من الناحية الصوتية والصرفية.
وإليك نص قرار المجمع بهذا الصدد: يجيز المجمع أن يُستعمل بعض الألفاظ الأعجمية عند الضرورة على طريقة العرب في تعريبهم([22]).
عاشراً: معوقات التعريب: لا ريب أن للتعريب حسنات، ولكن يقف دونها عقبات، منها:
1_ تشتت الجهود: وذلك كتعدد المجامع؛ فقد تختلف بعض المصطلحات من مجمع إلى مجمع ومن باحث إلى آخر.
2_ فقدان التطبيق: فقد تتفق المجامع على شيء، ثم لا يُلتزم به، ولا يستعمل في الكتابة، والتأليف.
3_ التأخر في تعريب المصطلحات: وذلك عندما يفكرون في تعريب مصطلح شاع منذ عشرات السنين، مثل: كمبيوتر، وليموزين، ونحوها؛ فالمتعين أن يفكر في المصطلح قبل شيوعه، أو في بداية استعماله، فيوجد له اسم مناسب، قبل أن يسبق عليه الاسم الجديد.
4_ نقل المصطلحات الجديدة دون تحري الدقة: فقد تُعرَّب بعض الألفاظ من قبل بعض الكتاب دون أن ينظر إلى معناها الحقيقي؛ فتشيع في الناس، ويكون له أثر فكري.
وذلك مثل (العلمانية) فمعناها الحقيقي (اللادينية) لأن أوربا إبان إطلاق هذا المصطلح كانت تفرق بين العلم والدين؛ فالدين _ في نظرهم _ يقف أمام العلم.
وهذا يصدق على دين الكنيسة المنحرف.
أما بالنسبة للإسلام فإنه دين العلم حقاً؛ فلما نقل هذا المصطلح اكتسب مدحاً بصفته يدعو إلى العلم.
وكذلك كلمة (إرهاب) حيث شاعت في الناس، ولم يحدد معناها المراد؛ فصار يُلبس على من يشاؤه القوي، وينزع عمن يشاؤه؛ بغض النظر عن مصداقية ذلك.

______________
[1]_ المزهر 1/68.
[2]_ الصحاح 1/271.
[3]_ هكذا جاءت ولعلها: يعرفها.
[4]_ فقه اللغة د. وافي ص153.
[5]_ انظر الصاحبي ص32_33، والمعرب للجواليقي ص5_6، والإتقان للسيوطي 2/105_108، والمزهر 1/268_269.
[6]_ الإتقان 2/105
[7]_ الإتقان 2/105.
[8]_ الصاحبي ص33.
[9]_ الإتقان 2/105_106.
[10]_ المزهر 2/268
[11]_ الإتقان 2/108 وانظر المعرب للجواليقي ص6.
[12]_ المعرب ص6.
[13]_ المزهر 1/269.
[14]_ انظر المعرب ص10_11، والمزهر 1/270_271، وتاريخ آداب العرب 1/200_207.
[15]_ انظر المزهر 1/275_285، وانظر فقه اللغة د. وافي ص154_160.
[16]_ المزهر 279.
[17]_ انظر المزهر 1/279.
[18]_ الإتقان 2/119.
[19] _ الإتقان 2/119 _ 120.
[20]_ المعرب ص7_9
[21]_ انظر من أسرار اللغة ص131، وفقه اللغة د. وافي ص159_160 و 180_184، وفقه اللغة د. إميل يعقوب ص220_230.

[22]_ انظر مجلة المجمع 1/33 و 199_202، وانظر فقه اللغة د. وافي ص159.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

من جمال اللغة العربية

من جمال اللغة العربية و سعت ألفاظها و معانيها و مدلولاتها – بخلاف اللغات الأخرى – أنها أعطت لكل شيئ إسما مختصا به دون غيره و لو على صغر حجمه ،و مما لفت إنتباهي هذا أعضاء جسم الإنسان و خذ مثالا فقط على يد الإنسان فالكثير منا لا يعرف أجساء يده مع أنه عربي و يحسن اللغة العربية ، و هذه صورة توضيحية حاولت أوضح فيها ما أرمي إليه .

تعليم_الجزائر

الصور المصغرة للصور المرفقة تعليم_الجزائر


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

خطبة بيانية بليغة للعلامة الابراهيمي

الحمد لله الذي خلق الانسان وعلمه البيان وصلى الله وسلم على من ابان عن شرعة ربه بافصح عبارة وانصع برهان
اما بعد فهذه خطبة للعلامة اللوذعي الاديب والكاتب الالمعي الاريب البشير الابراهيمي قد حوت من الاغراض البلاغية, من روعة البيان ورشاقة الاسلوب, وجمال المنطق وجزالة اللفظ الذي يلوح في كل كلمة من كلماته, وعند كل سجعة من سجعاته مايسحر القلوب ويأسر الالباب
واليكم نصها : يا شباب الجزائر …هكذا كونوا او لا تكونوا

أتمثله متساميًا إلى معالي الحياة، عربيدَ الشباب في طلبها، طاغيًا عن القيود العائقةدونها، جامحًا عن الأعنَّة الكابحة في ميدانها، متَّقد العزمات، تكاد تحتدم جوانبهمن ذكاء القلب، وشهامة الفؤاد، ونشاط الجوارح.

أتمثله مقداما على العظائم فيغير تهوّر، محجامًا عن الصغائر في غير جبن، مقدرًا موقع الرجل قبل الخطو، جاعلا أولالفكر آخر العمل.

أتمثله واسع الوجود، لا تقف أمامه الحدود، يرى كل عربي أخًا له، أخوةالدم، وكلَّ مسلم أخًا له، أخوة الدين، وكل بشر أخًا له، أخوة الإنسانية، ثم يُعطي لكل أخوة حقها فضلا أو عدلا.

أتمثله حلِفَ عمل، لا حليف بطالة، وحلس معمل، لا حلس مقهى، وبطل أعمال، لا ماضغَ أقوال،ومرتاد حقيقة، لا رائد خيال.

أتمثله برًّا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالا، مزورًّا عن الحضارة التي رمتْه بقشورها، فأرخت أعصابه، وأنَّثت شمائله، وخنَّثت طباعه، وقيَّدته بخيوط الوهم،ومجَّت في نبعه الطاهرِ السموم، وأذهبت منه ما يُذهِب القفص من الأسد من بأس وصَولة.

أتمثَّله مقبلا على العلم والمعرفة ليعمل الخير والنفع، إقبال النحل على الأزهار والثمار لتصنع الشهد والشمع، مقبلا على الارتزاق، إقبال النمل تجدُّ لتجِدَ، وتدَّخر لتَفتَخر، ولا تبالي مادامت دائبة، أن ترجع مرةً منجِحةً ومرة خائبة أحب منه ما يحب القائل:

أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَواحِشَ سَمعُهُ

كَأنَّ بِهِ مِن كلّ فَاحِشَةٍ وَقْرَا

وأهوى منه ما يهوى المتنبى:

وَأَهْـوَى مِنْ الْفِتْيَانِ كُـلَّ سَميذَع
أَريبٍ كَصَدْرِ السّمَهْـرِىالْمُقَوّم

خَطّتْ تَحْتَهُ العِيسُ الفلاةَ وَخَالطَتْ
بِهِ الخيلُ كباتَ الخَميسِ العَرْمَرِم

يا شباب الجزائر هكذا كونوا !…. أو لا تكونوا !

أتمثله محمدي الشمائل، غير صخاب و لا عياب، و لا مغتاب ولاسباب، عفا عن محارم الخلق ومحارم الخالق، مقصور اللسان إلا عن دعوة إلى الحق، أوصرخة في وجه الباطل، متجاوزا عما يكره من إخوانه، لا تنطوي أحناؤه على بغض ولاضغينة.

أتمثله متقلبا في الطاهرين والطاهرات، ارتضع أفاويق الإصلاح صبيا، وزرت غلائله عليه يافعا، فنبتت في حجره،ونبتت قوادمه في وكره، ورفرفت أجنحته في جوه، لم يمسسه زيغ العقيدة، ولا غشيت عقلهسحب الخرافات، بل وجد المنهج واضحا فمشى على سوائه، والأعلام منصوبة، فسار على هداها، واللواء معقودا، فأوى إلى ظله، والطريق معبدا، فخطا آمنا من العثار، فما بلغ مبلغ الرجال إلا وهو صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، مملوء القلب بالخوفمنه، خاوى الجوانح من الخوف من المخلوق، قوي الإيمان بالحياة، صحيح النظر فيحقائقها، ثابت العزيمة في المزاحمة عليها، ذلق اللسان في المطالبة بها، ناهض الحجةفي الخصومة لأجلها، يأبى أن يكون حظه منها الأخس الأوكس، أمن بعقله وفكره أن يضللفي الحياة كما أمن بهما أن يضلل في الدين.

و في الحياة كما في الدينتضليل

يا شباب الجزائر!

ما قيمة الشباب ؟ وإن رقتأنداؤه، و تجاوبت أصداؤه، وقضيت أوطاره وغلا من بين أطوار العمر مقداره، و تناغتعلى أفنان الأيام و الليالي أطياره، و تنفست عن مثل روح الربيع أزهاره، وطابت بينانتهاب اللذات واقتطـاف المسرات أصائله وأسحاره.

بل ما قيمة الكهولة ؟ وإناستمسك بنيانها، واعتدل ميزانها، وفرت عن التجربة والمراس أسنانها، و وضعت علىقواعد الحكمة و الأناة أركانها.

بل ما قيمةالمشيب؟ وإن جلله الوقار بملاءته، وطوار الاختبار في عباءته، وامتلأت من حكمةالدهور، وغرائب العصور، حقائبه، ووصلت بخيوط الشمس، لا بفتائل البرس، جماتهوذوائبه.

ما قيمة ذلك كله؟ إذا لم تنفقدقائقه في تحصيل علم، و نصر حقيقة، ونشر لغة، ونفع أمة، وخدمة وطن.

يا شباب الجزائر هكذاكونوا… أو لا تكونوا

أتمثلهكالغصن المروح، مطلولا بأنداء العروبة، مخضوضر اللِّحا والورق مما امتص منها، أخضرالجلدة و الآثار مما رشح له من أنسابها و أحسابها، كأنما أنبتته رمال الجزيرة،ولوحته شمسها، وسقاه سلسالها العذب، وغذاه نبتها الزكي، فيه مشابه من عدنان تقولإنه من سر هاشم أو سرة مخزوم، ومخايل من قحطان تقول كأنه ذو سكن، في السكن ، أو ذورضاعة، في قضاعة متقلبا في المنجبين والمنجبات، كأنما ولدته خندق ، أو نهضت عنه أمالكملة ، أو حضنته أخت بني سهم ، أو حنكته تُماضر الخنساء لعوبا بأطراف الكلامالمشقق، كأنما ولد في مكة، واسترضع في إياد، وربا في مسلنطح البطاح.

أتمثله مجتمع الأشد على طراوةالعود، بعيد المستمر على ميعة الشباب، يحمل ما من خير لأنّ يد الإسلام طبعته علىالخير، ولا يحمل ما حمل من شر لأن طبيعة الإسلام تأبى عليه الشر- فتح عينيه على نورالدين، فإذا الدنيا كلها في عينيه نيرة مشرقة، وفتح عقله على حقائق الدين، فإذاالدين والكون دال ومدلول عليه، وإذا هو يفتح بدلالة ذاك مغالق هذا، و فتح فكره علىعظمة الكون فاهتدى بها إلى عظمة المكون، فإذا كل شيء في الكون جليل، لأنه من أثر يدالله، وإذا كل شيء فيه قليل، لأنه خاضع لجلال الله، ومن هذه النقطة يبدأ سمو النفوسالسامية وتعاليها، وتهيؤها للسعادة في الكون، والسيادة على الكون.

أتمثله مجتلى للخلال العربيةالتي هي بواكير ثمار الفطرة في سلاستها وسلامتها، كأنما هو منحدر لانصبابها وقرارةلانسكابها، وكأنما خيط على وفاء السموأل وحاجب، وأشرج على إيثار كعب وحاتم، وختمعلى حفاظ جساس والحارث، وأغلق على عزة عوفوعروة.

أتمثله مترقرق البشر إذا حدث،متهلل الأسرة إذا حدث، مقصور اللسان عن اللغو، قصير الخطا عن المحارم، حتى إذاامتدت الأيدي إلى وطنه بالتخون، واستطاعت الألسنة على دينه بالزراية والتنقص،وتهافتت الأفهام على تاريخه بالقلب والتزوير، وتسابق الغرباء إلى كرائمه باللصوالتدمير، ثار وفار، وجاء بالبرق والرعد، والعاصفة والصاعقة، وملأ الدنيا فعالا،وكان منه ما يكون من الليث إذا ديس عرينه، أو وسم بالهون عرنينه.

أتمثله شديدالغيرة، حديد الطيرة، يغار لبنت جنسه أن تبور، وهو يملك القدرة على إحصانها، ويغارلماء شبابها أن يغور، وهو يستطيع جعله فياضا بالقوة دافقا بالحياة : ويغار على هواهوعواطفه أن تستأثر بها السلع الجليبة، والسحن السليبة، و يغار لعينيه أن تسترقهاالوجوه المطرأة، و الأجسام المعراة.

يا شباب الجزائر هكذا كونوا! … أو لاتكونوا!

أتمثله حنيفا فيه بقاياجاهلية… يدخرها لميقاتها، ويوزعها على أوقاتها، يرد بها جعل الجاهلين، في زمنتفتقت علومه عن جاهلية ثانية شر من الجاهلية الأولى – وتمخضت عقول أبنائه بوحشيةمقتبسة من الغرائز الدنيا للوحش اقتباسا علميا ألبس الإنسان غير لبوسه، ونقله منقيادة الحيوان إلى الانقياد للحيوانية – وأسفرت مدنيته عن جفاف في العقول، وانتكاسفي الأذواق، وقوانينه عن نصر للرذيلة وانتهاك للحرمات، وانتهت الحال ببنيه إلىوثنية جديدة في المال وعبادة غالبية للمال، واستعباد لئيم بالمال.

أتمثله معتدل المزاج الخلقيبين الميوعة والجمود، وبين النسك والفتك تتسع نفسه للعقيق، وعمر وابن أبي عتيق،فيصبو، ولا يكبو، كما تتسع للحرم وناسكيه فيصفـو، ولا يهفو، وتهزه مفاخرات الفرزدقفي المربد، كما تهزه مواعظ الحسن في المعبد.

أتمثله كالدينار يروق منظرا،وكالسيف يروع مخبرا، وكالرمح أمدح ما يوصف به أن يقال ذابل، ولكن ذاك ذبولالاهتزاز، وهذا ذبول الاعتزاز- وكالماء يمرؤ فيكون هناء يروى، ويزعق فيكون عنـاءيردى- وكالراية بين الجيشين تتساقط حولها المهج وهي قائمة.

أتمثله عف السرائر، عفالظواهر، لو عرضت له الرذيلة في الماء ما شربه، وآثر الموت ظمأ على أن يرد أكدارها،ولو عرضت له في الهواء ما استنشقه، وآثر الموت اختناقا على أن يتنسم أقذارها.

أتمثله جديدا على الدنيا، يرىمن شرطها عليه أن يزيد فيها شيئا جديدا، مستفادا فيها يرى من الوفاء لها أن يكونذلك الجديد مفيدا.

أتمثلهمقدما لدينه قبل وطنه، ولوطنه قبل شخصه، يرى الدين جوهرا، والوطن صدفا، وهو غواصعليهما، يصطادهما معا، ولكنه يعرف الفرق بين القيمتين. فإن أخطأ في التقدير خسرمرتين.

أتمثله واسع الآمال، إلى حدالخيال، ولكنه يزجيها بالأعمال، إلى حد الكمال، فإن شغف بحب وطنه، شغف المشرك بحبوثنه، عذره الناس في التخيل لإذكاء الحب، ولم يعذر فيه لتغطية الحقيقة.

أتمثله مصاولا لخصومه بالحجاجوالإقناع، لا باللجاج والإقذاع، مرهبا لأعدائه بالأعمال، لا بالأقوال.

أتمثله بانيا للوطنية على خمس،كما بني الدين قبلها على خمس : السباب آفة الشباب، واليأس مفسد للبأس، والآمال، لاتدرك بغير الأعمال والخيال أوله لذة وآخره خبال،
والأوطان، لا تخدم باتباعخطوات الشيطان.

يا شباب الجزائر… هكذاكونوا… أو لا تكونوا.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

قصيدة كشف الأوراق المطويات عن مفاسد الانتخابات .للشاعر السلفي أبي رواحة الموري


كشف الأوراق المطويات عن مفاسد الانتخابات

يايراعا(23) خاض في بحر الرمل(24) ****وقريضا ينشد اليوم الأمل
وقصيدا قد مضى يحدوا بنا ****يطلب الحق لدى أحلى جمل
قد بدت أبياته في ألق ****مثل شمس أخفت اليوم زحل
كلها تطلب شيئا واحدا ****أن نروم الحق في الأمر الجلل
كشفت أوراقه في وضح ****فإذا في الأمر أصناف الخلل
ذلك الأمر الذي ننكره ****انتخابات تراءت بالمقل
فلنكن ياقوم صفا واحدا ****نأخذ التشريع من خير الرسل
ولنسر ياقوم في درب الهدى ****إن من سار على الدرب وصل
إنما الشورى هي النهج الذي ****عاش فيه الناس والقوم الأول
قام أهل الدين بالشورى وكم ****قام أهل العلم من عقد وحل
فانتخابات تمادى زيفها ****وإذا الإفساد فيها قد حصل
لم يقم فيها سوى قوم لهم ****طعن هذا الدين في ثوم الدجل
كاشتراكي وبعثي ومن ****قام بالتنسيق معهم لا خجل
إن مضينا سوف نلقى دفترا ****مثخنا بالشر شبها بالرسل(25)
إذ بها التقليد للأعدا فكم ****شابهوا في الفعل أشرار الدول
مثل أمريكا تجاروا خلفها ****يدخلون الجحر طبقا للمثل(26)
ورسول الله ألقى بيننا *****من تشبه صار منهم في العمل(27)
وابن عمرو جاء في ثوب له ****ورسول الله يلقي بالجمل
أبهذا أمرت أمك أن ****تشبه الكفار في اللبس المخل
قال عبدالله: هل أغسلهما؟ ****قال: بل احرقهما(28) تمس البطل
وبها تنفيذ تخطيط مضى ****من بني صهيون أمسى معتقل
وبها خوض بغير الحق في ****مال ربي أنه شيء جلل
إذ روى الجعفي(29) عن خولة في ****مسند صدق لمعنى ما نقل
أن من خاض له النار غدا(30) ****وجزاء الفعل أن يبقى مغل
كم عداوات بدت في أرضنا ****قطعت شملا غدا فينا وصل
كم جهود لدعاة ضيعت ****بانتخاب إنه الفعل الأشل
شغلوا الأمة عن تاريخها ****من علوم وحديث كالحلل
جعلوها تطلب الدنيا وقد ****تطلب الناقة أيضا والجمل
تطلب الدولار من أعدائها ****وتريد النصر والنصر فشل
إذ تساوي بين صدق واضح ****وعظيم الأفك فيمن قد رحل
بل تساوي بين حق صادق ****ومع الباطل قامت بالعمل
أتساوي بصلا في أكله ****بالذي يشرب من ذاك العسل؟
وانتخاب قد ترامى شره ****يخرج المرأة من جحر الخجل
بعد أن خاطب ربي نسوة ****أن وقرن(31) ذلك الفعل الأجل
أمر رب خالق سبحانه ****في كتاب فهو بالحق نزل
جعل الزوج ليرعى أهله ****وهو مسئول إذا شر حصل(32)
وإذا الزوج تخلى مرة ****عن قوامته وأرخى للكسل
عاقب الرحمن من ذا صنعه *****بعقاب قدره قدر الزلل
لم يجد في دربه رائحة *****من جنان(33) بل تردى بالشلل
كم فتاة خرجت من خدرها *****تطلب النصرة في ليت لعل
إذ بها راجعة خائبة ****بعظيم الأفك باءت والفشل
جعلوها سلعة معروضة ****لكلاب همها ذاك الأكل
عبر تصوير حرام قد مضى ****علما يظهر عن خير الرسل
كل من صور يوما صورة ****نفخ الروح بها(34) يا للخجل
إن شر الناس ذا منزلة ****من يضاهي(35) خلقه عز وجل
كم فتاة خرجت في عطرها ****في جميل اللبس في أحلى الحلل
فغدت في شرعنا زانية(36) ****حسبها في ذلكم أن تغتسل
ربما في بلدة قد رشحت ****وإذا الشر عليهم قد هطل
أنه لا يفلح القوم إذا ****سودوا المرأة عن ذاك الرجل(37)
جاء مصداقا لما قد قاله ****خير رسل الله عن هذا الخلل
كم فتاة خرجت كاشفة ****وإذا الزينة تبدو والكحل
فتراها ثلة مسعورة ****لا تغض الطرف إلا من غفل
يترك الصندوق ذو صندوقه ****صار ولهانا وأمسى في الغزل
عجبي من ثلة خائبة ****تطلب النصرة ممن قد سفل
كم قبيلي تولى ساخرا ****ولسان الحال يزري بالأسل
أن يرى قوما أضلوا نهجهم ****ماتت الغيرة فيهم والخجل
فانتخابات حرام حسبها ****عند شيخي مثل طاغوت أطل
وادعي الخير قولا راشدا ****قلته أمسى نصيرا للأول
وابن باز لو رأى آثارها ****في بلادي لارتضى الحكم الأجل
لن يقر الشر في أمته ****إذ به قد صار للخير محل
وصلاة الله تغشى المصطفى *****دائما تتلى على مر الأزل

(23) اليراع: هو القلم.
(24) الرمل، بتشديد الراء وفتح الميم: بحر من بحور الشعر.
(25) الرسل، بتشديد الراء وفتح السين: هي الإبل المرسلة جماعات، كناية عن تتابع الشر.
(26) إشارة لما في «صحيح البخاري ومسلم» عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟، قال: «فمن»؟.
(27) إشارة لما في «سنن أبي داود» بإسناد صحيح عن ابن عمر مرفوعا: «من تشبه بقوم فهو منهم»، وهو في «الصحيح المسند» لشيخنا حفظه الله، و«الارواء» برقم (1269).
(28) إشارة لما في «صحيح مسلم» عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: رأى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- علي ثوبين معصفرين، فقال: «أأمك أمرتك بهذا؟»، قلت: أغسلهما!، قال: «بل أحرقهما».
(29) المراد به الإمام البخاري.
(30) إشارة لما في «صحيح البخاري» عن خولة الأنصارية -رضي الله عنها- مرفوعا: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة». (6/153)
(31) إشارة لقوله تعالى: ﴿وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى﴾ سورة الأحزاب، الآية: 33.
(32) إشارة لما رواه الشيخان عن معقل بن يسار -مرفوعا- ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة».
(33) إشارة لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر مرفوعا: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
(34) إشارة لما رواه «الشيخان» عن ابن عباس مرفوعا: «من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ».
(35) إشارة لما رواه «الشيخان والنسائي» عن عائشة مرفوعا: «أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله».
(36) إشارة لما رواه «أحمد وأبوا داود» عن أبي موسى مرفوعا: «أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية».
(37) إشارة لما رواه البخاري في «صحيحه» عن أبي بكرة مرفوعا: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

أصل كلمة :

عرَّفَ ابنُ جنّي اللغةَ بأنّها أصواتٌ يعبِّرُ بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم، ثم ذكر أنَّها «فُعْلةٌ مِن لغوتُ، أي: تكلمتُ؛ وأصلُها: لُغْوة كَكُرَةٍ، وقُلَةٍ، وثُبَةٍ، كلُّها لاماتها واوات؛ لقولهم: كروتُ بالكرةِ، وقلوتُ بالقلةِ؛ ولأنَّ ثُبَة كأنّها مِن مقلوب: ثابَ يثوب»، وكذلك ذكرَ ابنُ جني أنهم قالوا فيها: «لُغات ولُغُون، ككُرات وكُرون، وقيل: منها: لغِي يلغَى إذا هَذَي، ومصدره: اللَّغا….
وكذلك: اللَّغْوُ؛ قالَ الله سبحانه وتعالى: فففوَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًاققق[الفرقان: من الآية 72]، أي: بالباطل، وفي الحديث:«مَن قالَ في الجمعة: صه، فقد لغا»، أي: تكلَّمَ.[الخصائص، 1/33]
غير أنّ هناكَ مِن المعاصرين ـ وهو الدكتور حسن ظاظا في كتابه (اللسان والإنسان مدخل إلى معرفة اللغة) ـ ذهب إلى القول باضطراب القدماء حول اشتقاق كلمة (اللغة)، وأنّه لا يوجد شاهدٌ واحدٌ على استعمال العرب لكلمة (اللغة) بهذا المعنى العلمي الذي نعنيه، ثم قررَ أنَّ أصل كلمة (لغة) يوناني غير عربي ، وهو كلمة (لوغوس)، التي تعني باليونانية الكلمة أو الكلام.
فهل عند فرسان اللغة ما يخرجوه لنا من جعبتهم الثرّة؛ لإثراء هذا الموضوع وتوضيحه؟


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

حمل كتاب لغة الجرائد لليازجى

هذا كتاب لغة الجرائد للعلامة إبراهيم اليازجى

حمل من هنا


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

من شعر حسن الحضري

تطاول ليلي فلم أصطــبر… وبت شجيًّا فلم أدَّثــر
وكيف وقد عاورتني شجون… تفتُّ الأسى بفؤادي الوجر
ذكرت وصالك قبل النوى… وقبل أقاويل واشٍ دُحِــر
ففاضت دموعي وبان الكرى… وأمكن مني الجوى فاستمر
صدقت الهوى وطرقت المنى… فدانت إلي بما أنتظـــر
وما العيش إلا وصال وهجر… وقبض وبسط وكرٌّ وفـر
فمن كل ذلك ما نال قلبي… فعين تفيض وأخرى تقـر
فأما التي هي فاضت فإني… أذكِّرها الصبر فيمن صـبر
وأما التي هي قرت فإني…أذكِّرها الدهر فيمن ذكــر
فليس يضعضعني عارض… وليس يغطرسني ما يسـر
حسن عبد الفتاح خلف الحضري
2022

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

وزن فاعول

قال النحاس في كتابه إعراب القرآن:
إن قارون لم ينصرف لأنه اسم أعجمي وما كان على فاعول أعجميا لا يحسن فيه الألف واللام لم ينصرف في المعرفة وانصرف في النكرة فإن حسنت فيه الألف واللام انصرف إن كان اسما لمذكر نحو طاووس وراقود قال أبو إسحاق ولو كان قارون من العربية من قرنت الشيء لانصرف”


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

النحويون والتقدير في القرآن الكريم

أرجو إفادتي هل عارض أحد العلماء على تقدير النحويون في القرآن الكريم ،حيث إنهم يقدرون فعلا أو فاعل لم يذكر ويقولون فعل لفاعل محذوف تقديره كذا ؟؟؟!!! ما أردت معرفته ما بال هؤلاء النحويين يقدرون كلام الله ويزيدون في القرآن ويحذفون باسم النحو والقواعد .

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

العاص من العيص؟ أو من العصيان؟

(1)
مسند أحمد – موسوعة حرف للكتب التسعة- إحدى الروايتين:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ أَخِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ مُطِيعٍ وَكَانَ اسْمُهُ الْعَاصُ فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُطِيعًا. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَمَرَ بِقَتْلِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ بِمَكَّةَ يَقُولُ: لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَدًا، وَلَا يُقْتَلُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ بَعْدَ الْعَامِ صَبْرًا أَبَدًا.
(2) المعاجم اللغوية:
أ- أساس البلاغة للزمخشري:
وأمّا الأعياص من بني أمية فهم العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص والعويص .
ب- الصحاح للجوهري:
[ عيص ] العيص: الشجر الكثير الملتف. والمنبت معيص. والعيص: الأصل. والأعياص من قريش: أولاد أمية بن عبد شمس الأكبر. وهم أربعة: العاص، وأبو العاص، والعيص، وأبو العيص.
ج- القاموس المحيط للفيروز أبادي:
العِيصُ بالكسرِ : الشجرُ الكثيرُ المُلْتَفُّ ج : عِيصانٌ وأعياصٌ والأَصْلُ وما اجْتَمَعَ وتَدَانَى من العِضاهِ أو من عاسِي الشجرِ ومَنْبِتُ خِيارِ الشجرِ وماءٌ بِدِيَارِ بَنِي سُلَيْمٍ وعُرْضٌ من أعْراضِ المدينَةِ . والأَعْيَاصُ من قُرَيْشٍ : أولادُ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شَمْسٍ الأكبرِ وهُم العاصُ وأبو العاصِ والعِيصُ وأبو العِيصِ . والعِيصانُ : من مَعادِنِ بِلادِ العَرَبِ . وعِيصُو : ابنُ إسحَاقَ بنِ إبراهيمَ عليهما السلامُ . والمَعِيصُ : المَنْبِتُ . والمِعْيَاصُ : كلُّ مُتَشَدّدٍ عليكَ فيما تُريدُهُ منه.
(3)
لفت الانتباه في رواية أحمد رفع “العاص”، وقد اعتدناها مكسورة الآخر؛ فأدى بي ذلك إلى البحث عنها، فوجدت المعاجم تشير إلى العيص، وتنص على أن العاص منها كما سبق.
لكن الرواية تنص على أنها من العصيان؛ لأن الرسول سماه مطيعا مما يدل على أن الأصل العصيان.
(4)
وجمعا بينهما يمكننا أن نقول أن الكلمة لها جذران هما “ع ي ص”، و”ع ص ي”.