التصنيفات
تاريـخ,

نبدة عن حياة مولود فرعون

مولود فرعون
ولد مولود فرعون يوم8 مارس 1913 بقرية تيزي هيبل .و هي قرية من القرى المجاورة لبني دوالة وتقع على بعد عشرين كيلومتر من مدينة تيزي وزو.
تحصل سنة 1935 على منصب معلم للغة الفرنسية بمدرسة تاوريرت موسى التي لا تبعد كثيراعن مسقط راسه .وفي سنة 1946 عين مديرا لنفس المدرسة .وتراس سنة 1952 ادارة الدروس الابتدائية بعين الحمام .وفي سنة 1957 عين على راس ادارة مدرسة الناظوربسلامبي .وعين1960 مفتشا للمراكز الاجتماعية التي انشئت سنة1955 بمبادرة من جيرمان تيليون .
وفي 15 مارس من عام 1962 فاجاته فرقة من المنظمة العسكرية السرية(oas)مع خمسة من اصدقائه بشاتو رويال (الابيار) في اجتماع واردته قتيلا.
ابن الفقير هي اشهر اعمال مولود فرعون بدون منازع .لقد ترجمت الرواية الى عدة لغات وحازت سنة صدورها على الجائزة الاولى لمدينة الجزائر .

ولد مولود فرعون في قرية تيزي هيبل بولاية تيزي وزو بالجزائر يوم 18 مارس 1913 ميلادي من عائلة فقيرة اضطر فقرها أباه إلى الهجرة مرات عديدة بحثاً عن العمل, لكن هذا الفقر لم يصرف الطفل و لا أسرته عن تعليمه, فالتحق بالمدرسة الابتدائية في قرية تاوريرت موسى المجاورة, فكان يقطع مسافة طويلة يومياً بين منزله مدرسته سعياً على قدميه في ظروف صعبة, فتحدى ‘"مولود فرعون’" ظروفه القاسية و المصاعب المختلفة بمثابرته واجتهاده و صراعه مع واقعه القاتم الرازح تحت نير الاستعمار الفرنسي, و بهذا الصراع استطاع التغلب على كل المثبطات و الحواجز مما أهله للظفر بمنحة دراسية للثانوي بتيزي وزو أولا ً وفي مدرسة المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة بعد ذلك, ورغم وضعه البائس تمكن من التخرج من مدرسة المعلمين’ و اندفع للعمل بعد تخرجه, فاشتغل بالتعليم حيث عاد إلى قريته تيزي هيبل التي عين فيها مدرساً سنة 1935 ميلادي في الوقت الذي بدأ يتسع فيه عالمه الفكري و أخذت القضايا الوطنية تشغل اهتمامه.

وكما أعطى من علمه لأطفال قريته أعطى مثيلا له في القرية التي احتضنته تلميذا ًقرب قرب مسقط رأسه بأقل من ثلاثة كيلومترات, وهي قرية تاوريرت موسى التي التحق بها معلما سنة 1946 في المدرسة نفسها التي استقبلته تلميذاً, و عين بعد ذلك سنة 1952 ميلادي في إطار العمل الإداري التربوي بالأربعاء ناث ايراثن أما في سنة 1957 ميلادي فقد التحق بالجزائر العاصمة مديراً لمدرسة (نادور) ( في المدنية حالياً) كما عين في 1960 ميلادية مفتشاً لمراكز اجتماعية كان قد أسسها أحد الفرنسيين في 1955 ميلادية وهي الوظيفة الأخيرة التي اشتغل فيها قبل أن يسقط برصاص الغدر والحقد الاستعماري في 15 مارس 1962 ميلادي, حيث كان في مقر عمله, مهموماً بقضاياً العمل و بواقع وطنه خاصة في المدن الكبرى في تلك الفترة الانتقالية حين أصبحت عصابة (منظمة المسلحة السرية) الفرنسية المعروفة ب(أويس) تمارس جرائم الاختطاف و القتل ليلا و نهاراً, حيث اقتحمت مجموعة منها على "’مولود فرعون"’ و بعض زملائه في مقر عملهم, فيسقط برصاص العصابة و يكون واحداً من ضحاياها الذين يعدون بالألوف, فتفقد الجزائر بذلك مناضلاً بفكره و قلمه.

مؤلفاته
لقد اختلفت أعمال "’مولود فرعون"’ بين الرواية و التأليف من ذلك كتابين أحدهما بعنوان ( أيام قبائلية) ويتكلم فيه عن عادات وتقاليد المنطقة, والآخر بعنوان (أشعار سي محند)
أربع روايات:
– (ابن الفقير) كتبها في شهر أفريل سنة1939م – (الذكرى) – (الدروب الوعرة) -(الأرض و الدم) و كلها تتكلم عن المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاستعمار, و المحاولات العديدة لطمس هويته من تجهيل و نشر للمسيحية……………..

إضافة إلى مجموعة رسائل و مقالات ذات الطابع الشخصي
من أقواله: ( أكتب بالفرنسية, وأتكلم بالفرنسية, لأقول للفرنسيين, أني لست فرنسياً )


شكرا جزييييييييييييييييييييييييييييلا

الاقتباس غير متاح حاليا

التصنيفات
تاريـخ,

تاريخ و قواعد الحضارات / بروديل, فرناند.-شريف، حسين،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تاريخ و قواعد الحضارات بروديل, فرناند.-شريف، حسين،

الحجم : 17.9 MB

http://www.mediafire.com/?5ia24wk9a5zgq70


التصنيفات
تاريـخ,

تزييف الوعى التاريخى للطلاب

تزييف الوعى التاريخى للطلاب

كتب: د.سعيد إسماعيل على

29/10/1431 الموافق

07/10/2010

" ذاكرة الإنسان " عليها المعول الأساسى فى التوجه السلوكى ، إلى الدرجة التى جعلت كثيرا من العلماء يرون شبه ترادف بين ذاكرة الانسان وشخصيته .

وإذا كانت الذاكرة " مخزنا " للمعلومات الخاصة بجملة ما مر به الإنسان ، فردا وجماعة، من خبرات ، إلا أن هذه الذاكرة تحتاج إلى حسن التخزين ،وتصنيف محتويات المخزن ،والربط بين بعضها وبعض ،والوعى بما تحمله الأحداث من معان ودلالات .

ولعل من أبرز المظاهر التى تبين قِدَم العناية بالتاريخ ، هذا الوعى غير العادى الذى يلمسه كل من يشاهد الآثار الفرعونية المتعددة ،وخاصة ما كان منها مسجلا على الجدران من عن حركة الأحداث وتطور الأمور .

من هنا فقد عنيت البشرية منذ قرون عدة " بتعليم التاريخ " حتى يمكن أن يقوم بدوره الصحيح فى تشكيل هوية الجماعة البشرية فى هذا الوطن أو ذاك .

وإذا كان التاريخ يحمل بعض الانطباعات غير الطيبة لدى أجيال عدة من أبنائنا ، فعِلّته الأساسية هى فيما يتم من تعليم فيه ،من حيث المادة المختارة ،وطريقة عرضها ، وطريقة تعليمها ،مما قد لا يتسع المجال لبيانه تفصيلا .

وإذا كان التاريخ سجلا للأحداث ، فقد سعى كثير من الحكام إلى توجيهه بحيث يخدم مصالحهم الآنية والمستقبلة ، ونقصد بالآنية ، ما يؤدى إليه تكييف التاريخ أثناء حياتهم من إيهام الناس بأن الحاكم القائم، هو أفضل من أتى ،ونقصد بالمستقبلة أن يذكره المؤرخون بالخير والتقدير، على طول الزمان .

ولابد أننا نذكر كيف وجه بعض الحكام المسلمين من السنة والشيعة بعض الكتابات التأريخية إلى ما يجمل صورة هؤلاء أو هؤلاء ،والعكس مع الآخر، مما جعل المدققين يحرصون على قراءة مصادر مختلفة ، ومن زوايا رؤية متعددة ، حتى يمكن الوصول إلى أقرب نقطة من الحقيقة .

ولعل هذا ما جعل أحد المتشائمين يقول : أن ليس كل حدث ، شاهده أحد الناس ،وليس كل ما شوهد تم تسجيله ،وليس كل ما تم تسجيله انتقل إلينا كما هو …وهكذا مما يجعلنا نتروى كثيرا فى أحكامنا التاريخية ، فلا نسرع فى هذا بناء على كتاب قرأناه من هنا أو كتاب آخر قرأناه من هناك .

وإذا كان التاريخ عبارة عن " وقائع " و" تفسيرها " ، فإن التزييف يأتى من خلال عملية " انتقاء " للوقائع ، فيختار ما يسيء أو يُشَرّف ،وفقا للنظام الحاكم ، أو المذهب السائد . كما يمكن أن يأتى الزييف من خلال " التفسير " الذى يصعب أن يكون موضوعيا ، فهو بالضرورة يتأثر بالتوجه السائد ، ومتغيرات كثيرة تتصل بمن يكتب التاريخ ،وهذا يفسر كيف نجد كتابات تُظهر جمال عبد الناصر ، مثلا ، وكأنه شيطان رجيم ،وكتابات أخرى تؤكد عظمته ووطنيته .

والذى تتاح له الفرصة – مثلا – ليقرأ بعض كتب التاريخ التى كانت مقررة على طلاب المدارس المصرية فى أوائل القرن العشرين ، حيث كنا قريبين من فشل الثورة العرابية وبداية الاحتلال البريطانى يجد كيف سميت هذه الثورة " بهوجة عرابى " ،وكيف وُصف " الزعيم الثائر " بأنه " عاصى " …

وعندما جاءت ثورة يوليو ، كان من سلبياتها التعليمية الحرص على إغفال كل حسنة شهدتها مصر فى أسرة محمد على ، بل ووصل الأمر كذلك إلى تخفيف الحديث عن ثورة 1919 ، حيث ارتبطت فى الأذهان بمؤسس وزعيم الوفد ، سعد زغلول ،وكذلك بالنسبة للزعيم الثانى مصطفى النحاس .

وطوال عهد الثورة لم يذكر فى كتب التاريخ بالمدارس أن أول رئيس للجمهورية هو محمد نجيب ،والاكتفاء بذكر جمال عبد الناصر .

بل إن المتابعين للتطور الفنى ، يذكرون أن فيلم غرام وانتقام ليوسف وهبى وأسمهان ، كان يتضمن نشيدا طويلا عن حكام مصر من أسرة محمد على ، فتم حذفه من الفيلم ،ولم يعد أحد من ملايين الأجيال التى تشاهده يعرف هذا الموضوع .

وأنت إذا فتشت كتب التاريخ التى عرفها التعليم فى مدارسنا عبر عشرات السنين ، إذ تجد إشارات ،ولو سريعة وقصيرة ،عن عدد من الزعماء السياسيين المصرين ،وأعلام الفكر والثقافة والدين ، يستحيل أن تجد ذكرا لحسن البنا ، على الرغم من أن أحدا لا يقارنه من حيث قوة التأثير عبر ثمانين سنة ، لا فى مصر وحدها ،وإنما خارجها كذلك فى عديد من البلدان ، بغض النظر عن الموقف منه بالتحسين أو التقبيح ، لكن وجوده وآثاره حقيقة تاريخية ، لا يلغيها إخفاؤها .

ومن مبكيات عصرنا الراهن ، أن يتم إخفاء الكثير من الحقائق التاريخية المتعلقة بالصراع العربى الإسرائيلى ، فتخلو منها الكتب الدراسية ،بل ووصل الأمر إلى عدم ذكر أية آية قرآنية تذكر اليهود وبنى إسرائيل بسوء ، مع إن القرآن مليء بمثل هذا تأكيدا على سوء القوم وخطرهم على البشرية .

ومع ذلك ، فلم يسع أحد من أولى الأمر عندنا أن يطلبوا من الطرف الآخر المعاملة بالمثل ، فما زالت كتب مدارسهم تنضح بكل ما يؤجج الصراع ويثبت العداء بين العرب والمسلمين وبين هؤلاء النازيون الجدد .

وآخر المبكيات حقا هو مسارعة شرطى التعليم فى مصر إلى المشاركة فى حملة الغمز واللمز والتعمية على هذا اللمعان والتوهج فى السياسة التركية المعاصرة ،والتى كشف تقاعس السياسة المصرية عن العمل تحت مظلة المصالح العربية الإسلامية ، بل العكس ، مشايعة – أو السكوت عن -دولة العدو إلى درجة أن تكون العلاقات معها أفضل بكثير مما هى مع دولة عربية مسلمة مثل سوريا !!

وقد تبدت هذه المسايرة فى اختيار عنوان ( الغزو العثمانى ) بدلا من ( الفتح العثمانى ) !

والحديث عما لاقته الدولة العثمانية من تشويه يمكن أن يطول ، إلى الدرجة التى كتب عندها المؤرخ الراحل الدكتور عبد العزيز الشناوى كتابا ضخما من ثلاث مجلدات بعنوان ( الدولة العثمانية المفترى عليها ).

إن الدولة العثمانية لها أخطاؤها التى لا يمكن لنا أن ننكرها ،من حيث الفساد والاستبداد بالشعوب التى انتضوت تحت لوائها ، لكن ، كان لكل من الدولة الأيوبية والفاطمية والمماليكية كذلك ، فلم التركيز على الدولة العثمانية وحدها ؟

إننا نعلم كيف أن أوربا منذ القرن التاسع عشر أخذت تتطلع إلى التهام الدولة العثمانية ، حيث لم ينسوا أنها أقوى وأوسع الدول الإسلامية انتشارا فى أوربا ،ويكفى أنها هى التى قهرت عاصمة الامبراطورية الرومانية ، القسطنطينية ،وسموها الرجل المريض ،وظلت عمليات " قضم " الدول التى كانت تحت المظلة العثمانية ، حتى توج ذلك بنهاية الحرب العالمية الأولى حيث أصبح العالم العربى كله تحت الاحتلالين الإنجليزى والفرنسى .

ومن ناحية أخرى ، فمنذ حكم الخلفاء الراشدون ، لم يكن هناك معيار " الوطنية " التى تحمل جنسية بعينها ، فمعروف كيف أن صهيب الرومى ،وسليمان الفارسى ،وبلال الحبشى ، كانوا من رموز الدولة الإسلامية فى بدء نشأتها لأن العقيدة كانت هى " الرابطة " بين مواطنى الدولة الإسلامية الكبرى .

ومن هنا كان حكم دولة الأيوبيين وكذلك دولتا المماليك ،والفاطميين لا يعتبر غزوا لمصر ، وإنما هى صراعات بين حكام ،وإلا فلم ننظر إلى وقوعنا تحت مظلة الدولة العثمانية غزوا ،ولا نعتبر الشيء نفسه بالنسبة لحكم الفاطميين ، الذين جاءوا من أقصى بلاد المغرب ،وكانوا على المذهب الشيعى فى صورته المتطرفة ؟

بل إن دولة المماليك التى حكمت مصر قرنين ونصف القرن ، كان حكامها " عبيدا " من ممالك وأقطار شتى ، خصوصا من أقصى الشمال الروسى وأوسطه ، ومع ذلك لا نصفها بالاحتلال ، وفقا لمنطق أن الرابطة بين أفراد الشعوب الدولة الإسلامية هى العقيدة.

كانت الصورة العدائية للدولة العثمانية فى كتبنا الدراسية من قبل ،حيث كان يستخدم مصطلح ( الاحتلال العثمانى ) متأثرا بما بثته آلة التزييف الأوربية بتشويه الدولة العثماينة ، حتى ييسروا قبول العرب لحكم فرنسا وبريطانيا ، بدلا من حكم العثمانيين .

وفى وقتنا الراهن ، أصبح النظام القائم فى تركيا يتبنى المصالح الحقيقية للمسلمين، وينحاز للعروبة ،وقريبة هى مشاهد "اردوغان " هو يقذف بالأوراق ويغادر القاعة التى بها الرئيس الصهيونى ، بينما كان شيخ الأزهر الراحل سعيدا بمصافحة " بريز " الصهيونى اللعين ،وزاد الموقلف توترا ، وزاد الهجوم التركى والنقد لإسرائيل بعد حادث الباخرة التى جهزتها تركيا لإغاثة مليون ونصف مسلم عربى محاصرين فى غزة ..فمثل هذه التصرفات تحرج السياسة المصرية الرسمية ، خاصة وأن مشاعر الناس اتجهت بسرعة إلى التهليل والتعبير عن التأييد للحكومة التركية ،ومن هنا بدأنا نقرأ فى الصحف الرسمية ما يدخل فى باب الغمز واللمز ، بداع وبدون داع .

وهكذا يتم تتويج هذا الموقف المؤسف غير العقلانى ، فنحرص على تصوير الحكم العثمانى بأنه كان احتلالا ولم يكن مثله مثل كل الدول الإسلامية الكبرى من أموية وعباسية وأيوبية ومماليكية وفاطمية ،ولعل هذا خطوة مؤسفة على طريق تزييف وعى أبنائنا ، على يد الوزارة المسئولة عن " تربيتهم " !


التصنيفات
تاريـخ,

معجم الخريطة التاريخية للممالك الإسلامية / أمين واصف بيك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


معجم الخريطة التاريخية للممالك الإسلامية / أمين واصف بيك

الحجم : 1.8 MB

http://www.4shared.com/get/N19GEwBM/____.html


التصنيفات
تاريـخ,

الأقليات والسياسة في الخبرة الإسلامية – من بداية الدولة النبوية حتى نهاية الدولة العث

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأقليات والسياسة في الخبرة الإسلامية – من بداية الدولة النبوية حتى نهاية الدولة العثمانية / كمال السعيد حبيب

الحجم : 15.7 MB

http://www.4shared.com/get/ntOAVeZk/_____-________.html


التصنيفات
تاريـخ,

هجمات 20 أوت 1955

هجمات 20 أوت 1955 تعليم_الجزائرتعليم_الجزائر
التحضير للهجومات تعليم_الجزائرتعليم_الجزائرتعليم_الجزائر
عندما حل صيف عام 1955، كانت الثورة الجزائرية قد خطت بثبات المرحلة الأولى في مسيرتها ضد الاحتلال الفرنسي. فعلى الصعيد الداخلي عملت جبهة التحرير الوطني على توعية الجماهير وتنظيمها ضمن هيئات مختلفة مثل تأسيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في ديسمبر 1954، وإنشاء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في جويلية 1955.
وبعد مضي عشرة أشهر على اندلاعها، فقد بدا واضحا تزايد اتساع رقعة المشاركة الجماهيرية على الرغم من استشهاد العديد من مفجري الثورة كالشهيد ديدوش مراد، قائد المنطقة الثانية، أو اعتقال بعضهم من أمثال مصطفى بن بولعيد ورابح بيطاط وغيرهم.
أما على الصعيد الخارجي، فإن القضية الجزائرية سجلت حضورها رسميا ولأول مرة في المحافل الدولية في مؤتمر باندونغ في أبريل 1955. وكان ذلك أول انتصار لديبلوماسية الثورة الجزائرية الفتية ضد فرنسا العظمى.
وفي ظل هذه الأوضاع، خططت قيادة الثورة لشن هجومات واسعة في الشمال القسنطيني، دام التحضير لها حوالي ثلاثة أشهر في سرية تامة . وقد وجّه زيغود يوسف، القائد الذي خلف ديدوش مراد على رأس المنطقة الثانية، نداء إلى كلّ الجزائريين، أعضاء المجالس الفرنسية، يدعوهم فيه للانسحاب منها والالتحاق بمسيرة الثورة.
و كانت هجومات 20 أوت في الشمال القسنطيني تهدف إلى :
إعطاء الثورة دفعا قويا من خلال نقلها إلى قلب المناطق المستعمرة في الشمال القسنطيني.
اختراق الحصار الحربي المضروب على المنطقة الأولى – الأوراس – باستهداف أهم القواعد العسكرية بالمنطقة.تعليم_الجزائرتعليم_الجزائرتعليم_الجزائر
رفع معنويات جنود جيش التحرير بتحطيم أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر.
تحطيم ادعاءات السلطات الاستعمارية بأن ما كان يحدث هو مجرد أعمال تخريبية يرتكبها متمردون خارجون عن القانون وقطاع طرق.
تجسيد التضامن مع الشعب المغربي الشقيق حيث تزامنت الهجومات مع ذكرى نفي السلطان محمد الخامس (20 أوت ).
بداية الهجوماتتعليم_الجزائرتعليم_الجزائرتعليم_الجزائر
بدأت الهجومات في منتصف نهار 20 أوت 1955( الموافق لأول محرم 1375 هجرية) بقيادة البطل زيغود يوسف، وشملت أكثر من 26 مدينة وقرية بالشمال القسنطيني. استهدفت العمليات المسلحة كافة المنشآت و المراكز الحيوية الاستعمارية، و مراكز الشرطة والدرك في المدن؛ ومزارع المعمرين في القرى و الأرياف. وقد تمكن المجاهدون من احتلال عدة مدن وقرى في هذا اليوم المشهود مما سمح للجماهير الشعبية بالتعبير عن رفضها للاستعمار ومساندتها لجبهة وجيش التحرير الوطني .
نتائج هجومات 20 أوت 1955
1- انقسام الأحزاب و الأفراد للثورة فرحات عباس. 2- ظهور الثورة في المدن. 3- توسيع رقعة الثورة و انظمام الشعب لها. 4- إدراج الملف الجزائري في الأمم المتحدة 30/08/1955.
القمع الفرنسي علي اثر هجومات 20 أوت 1955تعليم_الجزائرتعليم_الجزائرتعليم_الجزائر
وقد ردّت السلطات الفرنسية بوحشية لا نظير لها على الهجومات الجريئة لجيش التحرير الوطني ، إذ شنت حملة توقيف وقمع واسعة استهدفت الآلاف من المدنيين الجزائريين وأحرقت المشاتي وقصفت القرى جوا وبرا. وقامت الإدارة الفرنسية بتسليح الأوربيين، فشكلوا ميليشيات فاشية وعمدوا على الانتقام من المدنيين الجزائريين العزل . وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة في ملعب فيليب فيل PHILLIPEVILLE سكيكدة ) أين حشرت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ ، وأعدمت العديد منهم . وقد ذهب ضحية الحملة الانتقامية للسلطات الاستعمارية، العسكرية والمدنية والمليشيات الفاشية ، ما يقارب الـ12000 جزائري

التصنيفات
تاريـخ,

تاريخ العرب و حضارتهم فى الاندلس / السامرائى، خليل ابراهيم.-طه، عبدالواحد ذنون،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تاريخ العرب و حضارتهم فى الاندلس السامرائى، خليل ابراهيم.-طه، عبدالواحد ذنون،

الحجم : 15.36 MB

http://www.mediafire.com/?5kr1hw33vywl7yp


التصنيفات
تاريـخ,

بين التاريخ والتأريخ

بين التاريخ والتأريخ

كتب: د.احمد محمد كنعان

02/11/1431 الموافق

09/10/2010

· إن الحقائق الخفية تفوق الحقائق المتعارف عليها .
· الفنان التشكيلي بول كلي
· لا توجد حقائق تاريخية دون تأويلات .
· كلنا نحب أن نرى الجانب المضيء من تاريخنا ولو كان ذلك على حساب الحقيقة !
· ليس هناك تاريخ بالمعنى الدقيقللكلمة ، هناك فقط سير شخصية .
الأديب الفيلسوف رالف إمرسن
التاريخ .. هو الماضي ، هو كل ما حصل قبل اللحظة التي كتبت فيها هذه الكلمات ، بل قبل اللحظة التي تقرأ فيها عزيزي القارئ هذه الكلمات ، فحتى كتابي هذا أصبح الآن جزءاً من الماضي ، جزءاً من التاريخ .. فما الذي يعنيه هذا ؟ إنه يعني أن الفاصل ما بين الحاضر وتاريخه ما هو إلا فاصل وهمي ، فما يكاد الحدث يظهر إلى الوجود حتى تطويه سجلات التاريخ بين سطورها إلى غير رجعة .
ومادام الحاضر هو حياتنا الفعلية ، ومادام يتسرب من بين أيدينا بهذه السهولة ليغدو جزءاً من الماضي .. من التاريخ .. فلا غرابة أن يهتم الإنسان بتاريخه ، ويحرص على تدوينه ليرجع إليه بين الحين والآخر ، ربما ليستعيد لحظات حياته الهاربة ويوهم نفسه بتوقف الزمن والاستمرارية والخلود !
ومما لاشك فيه أن للتاريخ وقعاً خاصاً في مشاعرنا ، فإن كلاً منا يحس بالحنين إلى الماضي ، ونتمنى من أعماقنا لو عادت بنا الحياة إلى أفياء الأيام الخوالي ، ومع تسليمنا بأن هذا الإحساس إحساس إنساني مبرر ومفهوم ، لأنه يُشبع فينا رغبة دفينة إلى الخلود ، فإننا لا يصح أن نكون ماضويين بتفكيرنا وتصرفاتنا لأن الحاضر هو الحقل الذي نستطيع التأثير فيه ، أما الماضي فإن بيننا وبينه برزخاً وحجراً محجوراً يحول بيننا وبين التأثير فيه .
وهذه الحقيقة لا تعني انفصالنا التام عن الماضي وعدم الاستفادة منه ، فليس ثمة ماضٍ خالٍ من الإضافة إلى الحاضر ، لكن المهم أن نلتقط من الماضي ما يخدم الحاضر ويعيننا على بناء مستقبل أفضل ، أما ما يمثله الماضي من إشكاليات وملابسات فنحن في غنى عنها .

الفارق بين التاريخ والتأريخ :

والحديث عن التاريخ يعيدنا إلى البدايات ، ولكن قبل هذه العودة ، وقبل أن نخوض في مسارب التاريخ ودهاليزه ومتاهاته الملتبسة ، يجدر بنا أن نميز بين مصطلحين كثيراً ما يختلط أحدهما بالآخر ، أولهما مصطلح التاريخ ( History) الذي يعني مجموعة الأحداث التي وقعت فعلاً منذ بدء الخليقة وحتى اللحظة الراهنة ، وثانيهما التأريخ ( Historiography) ويعني العملية التي يمارسها المؤرخ لتدوين تلك الأحداث ويستعين فيها بالأخبار والآثار والروايات والسجلات والمذكرات والوثائق ليستخرج منها المادة التاريخية التي يعمل على تدوينها .
التاريخ إذاً هو وقائع موضوعية وقعت فعلاً في الماضي ، أما التأريخ فهو عمل بشري يمارسه المؤرخ في الحاضر ، فيسجل تلك الوقائع تسجيلاً قد يطابق تلك الوقائع ، وقد لا يطابقها ، كما نبين بعد قليل .
ولم يردمصطلح ( التاريخ ) في القرآن الكريم ، وإنما وردت مصطلحات مقابلة له للتعبير عن أحداث الماضي ، منها ( أساطير الأولين ، قصص الأولين ، أنباء الرسل ، أنباء القرى ، القرون الأولى ، الصحف الأولى … إلخ ) ، وهي كما نرى معان تشابه معنى ( التاريخ ) في اللغات الأخرى التي تعبر عن التاريخ بألفاظ تعني القصة أو الحكاية .
ويطلق المؤرخون مصطلح ما قبل التاريخ ( Prehistoric ) على الأزمنة الغابرة التي سبقت وجود أية مدونات أو رسوم أو كتابات تؤرخ لحياة الإنسان ، ويطلقون مصطلح ما قبل الميلاد الذي يختصرونه بالحرفين ( ق.م ) وبالإنكليزية ( BC ) اختصاراً من جملة ( Before christ) للدلالة على الفترات من حياة الإنسان منذ بدأ يترك آثاراً تدل على تاريخه القديم وإلى قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، وارتباط هذا المصطلح بالسيد المسيح يدل على أن المؤرخين المسيحيين هم الذين وضعوا هذا المصطلح الذي شاع فيما بعد عند مختلف المؤرخين في العالم ، وهو مصطلح ينفع في التأريخ للوقائع القريبة نسبياً التي وقعت في القرون القليلة التي سبقت ميلاد السيد المسيح ، لا للعصور الغابرة التي يستخدم للدلالة عليها مصطلح ما قبل التاريخ كما أشرنا آنفاً .
وقد بدأ البشر قبل الميلاد بزمن طويل يمارسون عملية التأريخ ، وكانوا يمارسونها بصورة شفوية في البداية ، فكانوا يتناقلون أخبار آبائهم وأجدادهم وأقوامهم جيلاً بعد جيل ، إلى أن عرفوا الكتابة والقراءة ،فبدؤوا يدونون تاريخهم بصورة بدائية غير منظمة ، وقد وجدت بالفعل سجلات تاريخية مكتوبة تعود إلى ما قبل الميلاد في كل من مصر القديمة وبابل والصين ، إلا أن تلك السجلات كانت تفتقر إلى التنظيم والدقة والترابط والترتيب ، وقد بقي حال التأريخ هكذا حتى جاء المؤرخ الإغريقي الشهير هيرودوت ( 484 ـ 425ق.م )(1) الذي يعده المؤرخون ( أبا التأريخ ) لأنه أول من دوَّن الحوادث التاريخية تدويناً منظماً ، ورجع في تأريخه إلى أقدم العصور التي وصلته أخبارها ، ودوَّنها في كتابه ( تاريخ هيرودوت ) الذي لم يتوقف فيه عند سرد الأحداث السياسية فحسب ، بل دوَّن فيه أيضاً تاريخ الأساطير والعادات والتقاليد ، ما أضفى على كتابه مسحة موسوعية تدعو للإعجاب حقاً .
أما العرب فقد اهتموا بالتأريخ اهتماماً بالغاً منذ العصر الجاهلي قبل الإسلام ، فقد اشتهروا بحفظ الأنساب ، وأخبار الأمم المعاصرة والغابرة ، وكانت لهم روايات كثيرة سارت بها الركبان ، إلا أنها لم تكن روايات موثقة ، ولم تخل من مسحة أسطورية اختلط فيها الخيال بالواقع ، حتى إذا جاء الإسلام وجدوا لزاماً عليهم تحري الدقة الشديدة في الروايات لما لها من مكانة في التشريع الإسلامي ، وبخاصة عند تدوينهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يعد المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم ، وقد بلغت عنايتهم بالروايات حداً جعلهم يؤسسون علماً جديداً لم يعرفه المؤرخون من قبل ، أطلقوا عليه وصف ( الجَرْح والتَّعْديل ) ، وهو العلم الذي ميزوا به بين الرواة الثقاة ، والرواة الضعفاء ، والرواة الوضَّاعين الذين وضعوا الكثير من الروايات الكاذبة التي لا أساس لها في الواقع ، وقيَّموا به أيضاً متن الروايات من حيث القوة والضعف .. وبهذا سبق المؤرخون المسلمون غيرهم من الأمم بتمحيص الروايات وتدقيقها ونقدها والحرص الشديد على صحتها ، وكان حياد المؤرخين المسلمين وموضوعيتهم العلمية سمتان تستحقان التقدير والإعجاب ، وقد بلغ من عناية المؤرخين المسلمين أنهم كانوا يؤرخون الوقائع بالسنة والشهر واليوم ، وهو عمل لم يسبقهم إليه أحد من المؤرخين ، حتى إن المؤرخ الشهير ( باكل ) صرَّح بأن هذا العمل الدقيق الذي أسسه المسلمون لم يحدث مثله في أوروبا إلا في عام 1597 ، أي بعد أن درج عليه المؤرخون المسلمون بقرون طويلة (2) .
وبالمقابل ، في أوروبا إبان العصور الوسطى ، نجد أن الروح الناقدة لدى المؤرخين قد كبتت كبتاً شديداً تحت سطوة أرباب الكنيسة ، لأن التعليم وقتئذ اقتصر على رجال الدين ، وحصرت عملية التأريخ بهؤلاء الرجال الذين بطبيعة تعليمهم الكنسي انحازوا إلى تعاليم الكنيسة وإلى الملوك والأشخاص الذين ناصرتهم الكنيسة ، وهذا ما نلاحظه مثلاً عند ( القديس أوغسطين )(3) ولاسيما في كتابه ( مدينة الله ) الذي نشره في عام 420م .
وبسبب هذه النزعة غير المحايدة التي وسمت كتابات مؤرخي العصور الوسطى عامة فقد ثار مؤرخو ( عصر النهضة الأوروبية )(4) على المؤلفات التاريخية التي دوِّنت في تلك الحقبة ، ووجدوا أن لا مندوحة من إعادة كتابتها لتصحيح ما انطوت عليه من مغالطات تاريخية فادحة ، وقد شرعوا بهذه المراجعة في مطلع القرن السابع عشر ، فجمعوا المصادر التاريخية القديمة ، وراحوا يفحصونها ويمحِّصون ما جاء فيها من أخبار ، مفتتحين بهذا العمل عصر التأريخ الحديث (5) .
وهكذا ، مع دخول العصور الحديثة ، أخذ علم التأريخ يقترب أكثر فأكثر من الصبغة الموضوعية ، وفي أواخر القرن الثامن عشر ظهر علمان جديدان ساندا علم التأريخ مساندة قوية ، هما علم الأحافير ( PALEONTOLOGY ) (6) ، وعلم أصول اللغات ( LINGUISTICS ) اللذان ساهما مساهمة كبيرة في نقد الروايات التاريخية ، ودراسة التاريخ دراسة أكثر موضوعية .
ومع مطلع القرن العشرين ظهرت مدارس تاريخية جديدة ، وتخصصات تاريخية عديدة ، تساندها علوم أخرى عديدة ، وبخاصة منها العلوم الإنسانية ، مثل علم البشريات (ANTHTOPOLOGY) (7) وعلم النفس (PSYCHOLOGY) وعلم الاجتماع (SOCIOLOGY) وبهذا غدت عملية التأريخ عملية معقدة تحتاج إلى فريق عمل يضم إلى جانب المؤرخين علماء آخرين متخصصين في بقية العلوم ذات الصلة .
إعادة كتابة التاريخ :
ومما يسترعي الانتباه في تاريخ المؤرخين أن أكثرهم لم يتوقف عند التأريخ لعصورهم فحسب بل اهتموا اهتماماً ملفتاً للنظر بالتأريخ لهذا الوجود من مبتداه وحتى منتهاه ، وتزخر رفوف المكتبات القديمة منها والحديثة بأعداد لا تحصى من الكتب التي انتهجت هذا المبدأ ، ولعل من أشهر هذه الكتب في التراث العالمي القديم ما تركه لنا المؤرخ الإغريقي هيرودوت الذي أشرنا إليه آنفاً .
أما في تراثنا العربي فإن المدونات التاريخية لم تظهر إلا مع النهضة التي أحدثها الإسلام في حياة العرب ، لأن العرب قبل الإسلام كانوا يتداولون الأخبار شفاهة ، وتعود بواكير المدونات التاريخية الإسلامية إلى أواسط القرن الأول الهجري ، ولعل أولها كتاب ( الملوك وأخبار الماضي ) لعبيد بن شريه ( ت 70هـ) ، ثم جاء من بعده لفيف من المؤرخين الذين تركوا العديد من المدونات التاريخية القيمة ، ويعد كتاب ( البداية والنهاية ) للعلامة المؤرِّخ ( ابن كثير ) (8) أول وأشمل ما كتبه العرب حول تاريخ الوجود من مبتداه وحتى عصر الكاتب نفسه ، وقد قسم ابن كثير كتابه إلى ثلاثة أقسام ، فتناول في القسم الأول بدء الخليقة من لدن أبي البشرية آدم عليه السلام ولمعاً من تاريخ الأمم الغابرة إلى عصر الجاهلية عند العرب ، ثم نشأة النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والبعثة النبوية حتى الهجرة إلى المدينة المنورة ، وفي هذا القسم اعتمد ابن كثير في الحصول على معلوماته على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية ، وما دَوَّنه كبار المؤرخين الذين سبقوه ، منهم ( محمد بن عمر الواقدي )(9) الذي يعد أول المؤرخين في العصر الإسلامي ، والإمام المؤرخ المفسر ( محمد بن جرير الطبري )(10) ، والصحابي الجليل ( عبد الله بن عمر )(11) ، وغيرهم من أصحاب التأريخ والسِّيَر ، وفي القسم الثاني أرَّخ ابن كثير لعصر الخلفاء الراشدين ، فالدولة الأموية ، فالدولة العباسية وما تفرع عنها من ممالك ودويلات أيام انحطاطها وتدهورها ثم قضاء المغول عليها ، وهكذا حتى وفاة ابن كثير نفسه رحمه الله تعالى ( 774هـ / 1372م ) ، أما القسم الثالث فقد أفرده للحديث عن الآخرة ومظاهر قرب الساعة وعلاماتها ، فكأنه بهذه الإضافة إلى تاريخه أراد استكمال قراءة تاريخ الوجود حتى النهاية (!؟)
ويبدو لي أن اشتغال بعض المؤرخين في كل عصر بتدوين تاريخ الوجود ، من أوله وحتى نهايته المنتظرة ، يدلُّ دلالة واضحة على الحاجة المتجددة في كل عصر لإعادة قراءة تاريخ العالم مرة بعد مرة ، إما لتصحيح المعلومات التي لم يدوِّنها السابقون بالدقة العلمية الكافية ، وإما لإضافة ما استجد من حوادث ، وإما لأغراض أخرى علمية أو سياسية ، مبررة أو غير مبررة (!؟)
ولا غرو بأن هذه الحاجة المتجددة لإعادة كتابة التاريخ ، وهذا التعديل المتواصل في سجلات المؤرخين ، يدل دلالة واضحة على ما يعتري العمل البشري عادةً من قصور وعلل ، ويدل كذلك على أن العلم البشري مهما حقق من قفزات علمية واسعة فإنه يبقى علماً قاصراً عن تحقيق الكمال ، مصداقاً لقوله تعالى : (( وَمَا أُوتيتُم منَ العِلْمِ إلا قَليلاً )) سورة الإسراء 85 ، وربما كانت عملية التأريخ من أكثر الأنشطة البشرية عرضة لمثل هذا القصور وتلك العلل .

التأريخ في العصر الحديث :

تعود بداية التأريخ في العصر الحديث إلى منتصف القرن السابع عشر ، حين بدأ تدوين وجمع مجموعات ضخمة من مصادر التاريخ ، وبدأ المؤرخون يكشفون عن المصادر القديمة ، ويفحصونها ويدققون فيها ، ومن هؤلاء الفيلسوف الإيطالي جيوفاني باتيستا فيكو ( 1668 ـ 1744 ) صاحب النظرة الكلية للتاريخ ، الذي حاول تطبيق المنهج العلمي على دراسة التاريخ ، وذهب إلى أن تطور الحضارة البشرية مرَّ بثلاث مراحل ، هي : المرحلة الدينية أو الثيوقراطية ، والمرحلة الأرستقراطية ، والمرحلة الديمقراطية ، وأن كل مرحلة كانت تحمل في طياتها عناصر انحلالها ، وقد كان لهذا الفيلسوف تأثير عميق في معظم المؤرخين الذين أتوا من بعده .
ثم جاء الفيلسوف ( مونتسكيو )(12) الذي نشر كتاب " الملكية العالمية " في عام 1734 وقسم فيه الشعوب إلى شماليةوجنوبية ، وادعى أن الفرق في المناخ هو السبب الأساسي للاختلاف بين شعوب الشمال وشعوب الجنوب ، وقد حازت نظرياته على كثير من المؤيدين في أوروبا ثم في بقية أنحاء العالم ، وجاء في نفس الفترة تقريباً الفيلسوف الفرنسي ( فولتير )(13) الذي عني عناية خاصة بالدقة في كتبه التاريخية .
أما المؤرخ الألماني ليوبولد فون رانكا ( 1795 ـ 1886 ) فقد أسس المدرسة التاريخية الحديثة ، وحاول إعادة عرض وتركيب الأحداث التاريخية كما حدثت فعلاً متجنباً وضع النتائج قبل دراسة الأحداث دراسة علمية نزيهة ، وقد تناولت كتاباته تاريخ جميع الأمم الأوروبية ، وبلغت 54 كتاباً ضخماً كل منها يقع في عدة مجلدات ، وآخرها ( تاريخ العالم ) الذي يقع في 9 مجلدات ، وقد أسس رانكا وخلفاؤه مبادئ جديدة في نقد المناهج التاريخية ، منهم الفيلسوف الألماني ( هيجل )(15) صاحب التفسير المثالي للتاريخ ، والمؤرخ الألماني تيودور ممسن (1817 ـ 1903) ، والفيلسوف الألماني ( اشبنجلر )(16) ، الذين أسسوا ما أطلق عليه ( المدرسة الألمانية ) التي جعلت كتابة التاريخ مهنة يتفرغ لها الأساتذة المؤرخون .
وفي أواخر القرن الثامن عشر بدأ علماء الحفريات وأصول اللغات يساهمون إسهامات كبيرة بتطوير الكتابات التاريخية التي بلغت أوج ازدهارها في القرن التاسع عشر ، ولاسيما مع مدونات المؤرخ الألماني كارل لامبرخت ( 1856 ـ 1915 ) الذي ذهب إلى ضرورة كتابة التاريخ وفق منهج جديد يقوم على الاتجاهات الاجتماعية والثقافية والنفسية ، من أهم مؤلفاته مجموعة من المقالات نشرت عام 1905 بعنوان ( ما هو التاريخ ؟ )
وفي أوائل القرن العشرين برز اسم المؤرخ البريطاني ( أرنولد جوزيف توينبي )(17) الذي عرض في كتابه ( دراسة في التاريخ ) وجهة نظره في نمو الحضارات وتطورها وانحلالها ، وتناول مشكلات التاريخ على أسس من تاريخ الطوائف الثقافية والخلقية أكثر من بحثه في التاريخ المجرد ، وقد حاول تفسير التاريخ على أساس ما سماه ( التحدي والاستجابة ) وأنكر جريان التاريخ على فلسفة قدرية ، وذهب إلى أن التاريخ تضبطه وتسيره قوى نفسية أكثر منها قوى مادية .. وأن ظاهرة الحضارة العليا وجدت منذ بداية التاريخ وحتى الآن ، وأنه في جميع الأحوال ساد نفس قانون توالي الحضارات ، وأصبح ينظر إلى التاريخ العالمي على أنه مؤلف من وحدات أو حضارات أو دوائر حضارية .
ومازال المؤرخون في كل جيل وفي كل عصر يضيفون ويحذفون ويعدِّلون ، مؤكدين بهذه الممارسات أن عملية التأريخ لن تصل في يوم من الأيام إلى الكمال ، وأنها عملية محفوفة بالكثير من العلل التي ستكون مدار حديثنا التالي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش :

*باحث سوري .
1- هيرودوت ( 484 ـ 425ق.م ) : مؤرخ إغريقي ، ولد في بلدة هليكرناسوس ، وحين بلغ العشرين من عمره نفي إلى جزيرة ساموس لتورطه بانقلاب فاشل ضد الأسرة الحاكمة ، ويبدو أنه لم يعد إلى بلدته بعد ذلك رغم اعتداده الشديد بانتسابه لها ، وبعد نفيه بدأ رحلاته التي وصفها في تاريخه ، وفي عام 444 ق.م انتقل إلى مستعمرة يونانية جنوب إيطاليا وبدأ بكتابة تاريخه في تسع مجلدات ، وهو مؤلفه الوحيد الذي وصلنا كاملاً .
2 – انظر : الموسوعة العربية الميسرة ، ص 480 وما بعدها .
3- القديس أوغسطين ( 354 – 430م ) : ولد في شمال أفريقيا ، وتلقى تعليمه في روما ، وتعمّد في ميلانو ، وهو من الشخصيات المؤثرة في تاريخ المسيحية الغربية ، تعتبره الكنيستان الكاثوليكيةوالأنجليكانية قديساً وواحداً من أبرز باباوات الكنيسة ، ويعتبره بعض البروتستانت وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي ، وتعتبره بعض الكنائس الأرثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديساً ، بينما يعتبره بعضهم هرطقياً بسبب آرائه حول مسألة الفيض ( Emanation ) في خلق العالم ، مؤلفاته بما فيها ( الاعترافات ) التي تعد أول سيرة ذاتية في الغرب مازالت مقروءة في كثير من بلدان العالم .
4- عصر النهضة الأوروبية : هو الفترة ما بين القرن 14 إلى القرن 16 ميلادي ، وهي فترة انتقال أوروبا من العصور الوسطى ( Middle Ages ) إلى العصور الحديثة (Modern Ages ) ويؤرخ له بسقوط القسطنطينية في يد المسلمين وإعلانها عاصمة للخلافة الإسلامية ، ما أدى لهجرة العلماء إلى إيطاليا وهم يحملون تراث الحضارتين الرومانية واليونانية ، ولهذا بدأت بوادر النهضة في إيطاليا ومنها انتشرت إلى بقية أنحاء أوروبا ، وكان من عوامل النهضة تدعيمها بالمال الوفير من الأسر الأوروبية الثرية مثل أسرة ميديتشي في فلورنسا ، والبابوات في روما ، وكان لعصر النهضة تأثير واسع بانتعاش الفنون المختلفة ، وانتشار الأفكار الفلسفية الرائدة ، وظهور المستكشفين الرواد الذين اكتشفوا بلداناً جديدة مثل أمريكا وغيرها .
5 – الموسوعة العربية الميسرة ، مصدر سابق .
6- علم الأحافير ( Paleontology ) : هو العلم الذي يهتم بدراسة بقايا الأحياء القديمة من نبات وحيوان وبشر ، والأحافير يمكن أن تكون عظاماً أو انطباعات على الصخور للنباتات أو الحشرات أو الأصداف أو آثار الأقدام ، ويفيدنا علم الأحافير في تقصي سيرة الحياة منذ سالف الأزمان ، وينقسم إلى علم الأحافير النباتية (Palaeobotany ) وعلم الأحافير الحيوانية ( Palaeozoology )
7 – علم البشريات : علم يبحث في صفات الإنسان التي تميزه عن مختلف أفراد المملكة الحيوانية ، كما يبحث في أعراق الإنسان المختلفة وحضاراته وإنجازاته وتاريخه .
8 – عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ( ت 774هـ ) : دمشقي ، مفسر ومؤرخ وراوية للحديث ، مؤلف موسوعي ولاسيما في كتابه ( البداية والنهاية ) ، ومن مصنفاته الشهيرة أيضاً ( تفسير القرآن الكريم )
9 – محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي ( ت 207 هـ ) ولد في المدينة المنورة وتوفي ببغداد ، من أوائل المؤرخين في الإسلام ومن أشهرهم ، كان من حفاظ الحديث ، من تصانيفه ( المغازي النبوية ) و ( فتح أفريقيا ) و ( فتح العجم ) و ( فتح مصر ) و ( تفسير القرآن الكريم )
10 – محمد بن جرير الطبري ( ت 310هـ ) ولد في طبرستان وعاش في بغداد وتوفي فيها ، من مصنفاته ( أخبار الرسل والملوك ) الذي يعرف باسم تاريخ الطبري ، و ( جامع البيان في تفسير القرآن ) .
11 – عبد الله بن عمر بن الخطاب ( 10 ـ 73 هـ ) نشأ في الإسلام ، وصاحَب رسول الله ، وشهد معه معظم الغزوات ، وظل يفتي الناس سنين طويلة حتى وفاته ، وكان من المكثرين لرواية الحديث النبوي .
12- شارل مونتسكيو ( 1689 – 1755 ) فيلسوففرنسي ، تعلّم الحقوق ، وأصبح عضو برلمان عام 1714 ونشر العديد من الكتب التي تميزت بالعمق ، ونالت أفكاره الكثير من التقدير والانتشار في مختلف أنحاء العالم .
13- فرانسوا فولتير ( 1694 ـ 1778 ) : فيلسوف وأديب فرنسي ، نال شهرة واسعة بعد أن نشر مسرحيته ( أوديب ) ، لكنه أدين وسجن في الباستيل لأنه أهان أحد النبلاء ، وعندما أطلق سراحه ارتحل إلى إنكلترا حيث قضى عامين أعجب خلالهما بحرية الفكر هناك ، وكرَّس حياته للدفاع عن ضحايا الاستبداد الديني والسياسي ، وأصبح ذا نزعة دينية ، لكنها غير مرتبطة بأية ديانة ، لاعتقاده بأن المبادئ الأخلاقية التي جاءت بها المسيحية هي في جوهرها نفس المبادئ الموجودة في سائر الأديان ، ولهذا دعا للتسامح في العقائد ونبذ التعصب .
14- جورج فلهلم فريدريك هيجل ( 1770 ـ 1831 ) : فيلسوف ألماني ، مال إلى الفلسفة المثالية المطلقة ، وكان لأفكاره تأثير واسع في مختلف الفلسفات والاتجاهات الفكرية التي ظهرت بعده ، فعلى أساس هذه الفلسفة قامت الفلسفة السياسية الألمانية بعدئذ ، وعلى أساس منطقه الجدلي قام مذهب المادية الجدلية عند كارل ماركس .
15- إزفولد اشبنجلر ( 1880 ـ 1936 ) : فيلسوف ألماني ، تناول بالدراسة موضوعات كثيرة في الفلسفة والرياضة والعلوم والتاريخ والفن ، ذهب في مؤلفه الرئيسي ( تدهور الغرب ) الذي نشره عام 1918 إلى أن كل ثقافة تمر بثلاث مراحل : الشباب ، فالنضج ، فالشيخوخة المفضية إلى الموت ، ورأى أن الثقافة الغربية هي الآن في مرحلة التدهور ، وقرر أنها سوف تهزم أمام حضارة الجنس الأصفر القادمة .
16- أرنولد جوزيف توينبي ( 1889 ـ 1975 ) : مؤرخ بريطاني ، أحرز شهرة عالمية بعد نشر كتابه ( دراسة في التاريخ ) الذي أنفق في تأليفه 41 عاماً ، وذهب إلى أن التاريخ البشري شهد 21 مجتمعاً حضارياً اندثر معظمها ولم يبق منها اليوم سوى ( الحضارة الأُرثوذكسية المسيحية البيزنطية ، والأُرثوذكسية الروسية ، والإسلامية ، والهندوكية ، والصينية ، والكورية اليابانية ؛ والغربية ).


التصنيفات
تاريـخ,

تاريخ الجزائر في العصر الوسيط من خلال المصادر

[CENTER]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تاريخ الجزائر في العصر الوسيط من خلال المصادر / منشورات وزارة المجاهدين

الحجم : 5.68 MB

http://www.m-moudjahidine.dz/bibliot…06/livre06.pdf


التصنيفات
تاريـخ,

الاصول التاريخية للعلاقات العربية الافريقية / قاسم جمال زكريا

السلام عليكم ورحمة الهه وبركاته

الاصول التاريخية للعلاقات العربية الافريقية / قاسم جمال زكريا

الحجم : 17.8 MB

http://www.4shared.com/get/H5PD49OC/____.html