التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

بحث عن الحملات الاعلانية


المبحث الأول : مفاهيم عامة

تعاريف و مفهوم الحملة الإعلانية :

الحملات الإعلانية : Advertising campaigns هي سلسلة من الإعلانات المختلفة أو إعلان واحد في واحدة أو أكثر من وسائل الإعلام, يجمعها هدف واحد وتستهدف جمهوراً محدداً وتقوم على امتداد فترة زمنية قد تطول أو تقصر على حسب هدف الشركة من هذه الحملة ، وغالباً تستخدم التكرار والخطاب الإعلاني المكثف لتحقيق هدف الشركة من هذه الحملة والذي قد يكون طرح منتج جديد أو تعزيز صورة أو مبيعات منتج قديم أو للعمل على تغيير أو تدعيم صورة الشركة والمنتج في أذهان الجمهور المستهدف من إعلانها.
الحملة الإعلانية : يمثل الحملة الإعلانية برنامجا إعلانية له أهداف محددة ،خلال فترة زمنية معينة ،بمخصصات مالية .

ويمكن تعريف الحملة الإعلانية هي مجموعة الجهود الإعلانية المتكاملة الخاصة بسلعة أو خدمة معينة، خلال فترة زمنية معينة ،والتي تحتوي على عدة رسائل إعلانية ،ترتبط بموضوع أو فكرة مشتركة ،توجه عبر وسائل إعلانية متعددة.

والحملة الإعلانية عبارة عن برنامج إعلاني موجه إلى فئات معينة من المستهلكين الحاليين والمرتقبين ،ويسعى إلى تحقيق أهداف اتصالية معينة من خلال مجموعة من الجهود المخططة والمدروسة ،وعادة ما تغطي الحملة الإعلانية فترة زمنية معينة يتم خلالها التركيز على عدد من الرسائل الإعلانية (و في بعض الأحيان رسالة إعلانية واحدة ) .

و هناك عدة أنواع من الحملات الإعلانية، ولعل من أكثر التصنيفات وضوحا هو تصنيف الذي قدمه الدكتور عصام الدين أمين والذي كان التالي:

أ‌-من حيث الجمهور الموجه إليه الإعلان، وإما إذا كان مستهلكا نهائيا أو موزعا وتنقسم إلى :
 حملات إعلانية للمستهلكيــــــن؛
 حملات إعلانية للوســـــــطاء؛
 حملات إعلانية للمستثمرين الصناعيين؛
الوسائل الإعلانية المستخدمة وما إذا كانت صحف أو تلفيزيون
 حملات إعلانية صحفية؛
 حملات إعلانية إذاعية؛
 حملات إعلانية تلفزيونية…..

ب‌-من حيث التقسيم الجغرافي.:
 الحملات الإعلانية الدولية؛
 حملات إعلانية القوميـة؛
 حملات إعلانية الإقليمية؛
 حملات إعلانية المـحلية؛

خصائص الحملة الإعلانية :
وتتميز الحملة الإعلانية بالعديد من الخصائص من بينها :
• التركيز على عدد معين من الدعاوى الإعلانية:فقد تقوم الحملة بإعداد من الدعاوى الإعلانية ويقوم الإعلان بطرح كل دعوى في فترة زمنية معينة خلال دورة.

• انتشار الحملة في أكثير من وسيلة أعلانية حتى تتضمن تحقيق الأهداف الاتصالية والتغطية الجغرافية المطلوب.

• الوصول إلى فئات مستهدف من الجماهير، فقد تركز الحملة الإعلانية على قطاع واحد أو عدة قطاعات من المستهلكين.

• تغطي الحملة الإعلانية عادة فترة زمن قد تمتد إلى سنة كاملة أو أكثر.

أهداف الحملة الإعلانية :

و للحملة الإعلانية جملة من الأهداف وهي كثيرة ومتنوع ،ولعل أهمها :

• خلق طلب على سلعة معينة في مرحلة أولية ثم إشباعه.

• محاولة تأجيل الانخفاض المستمر الذي يمكن أن يحدث في هيكل الطلب من خلال مجموعة من المغريات.

• فتح آفاق جديدة من خلال أسواق لم تكن موجودة من قبل توجه الحملة الإعلانية .

• تهدف الحملات الإعلانية إلى التعريف بالمنتجات والخدمات الجديدة أو القائمة بالفعل.

• تعزيز صورة الشركات والمؤسسات في أذهان المجتمع.

• زيادة المبيعات هو الهدف النهائي.

المبحث الثاني : التخطيط الإعلاني
أساليب تخطيط الحملات الإعلانية :
ينبغي على القائمين بتخطيط الحملات الإعلانية توجيه و تعبئة الجهود لتحقيق الأهداف الإعلانية المحددة سلفا , و يتم ذالك من خلال العديد من الأساليب و منها :
أ – أسلوب الخطة المستمرة continent plan
و بمقتضى هذا الأسلوب يتم توجيه الحملة الإعلانية إلى الجمهور بصفة عامة طوال مدة الحملة , و قد تكون الرسالة الإعلانية واحدة لا تتغير أثناء تلك المدة و تتضمن من المعلومات ما يتم نشره في الوسائل الإعلانية المختارة , أو قد تتناول الحملة مجموعة من الرسائل تركز كل منها على فكرة إعلانية معينة و لا علاقة بين الواحدة منها و الأخرى . إلا أنها تصدر من معلن واحد .
و يناسب هذا الأسلوب السلع ذات الجمهور العام الذي يشمل كافة فئات المجتمع و التي يكون التركيز فيها على نقاط بيعية محددة كما يستخدم في حالات الإعلان عن اسم المؤسسة لخلق رأي عام مؤيد لها و صورة ذهنية محببة لدى الجمهور بصفة عامة .

ب – أسلوب الخطة المجزاة plan wear-cut

و يصلح هذا الأسلوب للشركات التي تتبنى مفهوم قطاعية السوق و تقوم بخدمة أكثر من هدف سوقي في نفس الوقت , و من ثمة فان مستهلكيها يمكن تقسيمهم إلى فئات متباينة , تشترك كل فئة في مجموعة من الخصائص تعتمد لإعداد الرسائل الإعلانية . تحتوي علة معلومات و نقاط تأثير تراعي طبيعة الجمهور المقدمة إليه و خصائصه , ثم تجزا الحملة إلى عدة مجموعات بحيث كل مجموعة بمحاولة التأثير على قطاع معين من المستهلكين .

ج – أسلوب الخطة المتكاملة campaign plan

يقوم هذا الأسلوب على أساس مجموعة من الأفكار تعمل على تحقيق هدف مرحلي او جزئي و لكن في إطار هدف واحد في النهاية تعمل الحملة على تحقيقه . و من ثمة يقسم العمل العام إلى مجموعة من الأهداف الفرعية بحيث تعد كمجموعة من الرسائل الإعلانية تحتوي كل رسالة على فكرة معينة و تقوم بمعالجتها , فيكون هناك نوع من التتابع في الأفكار حتى إذا ما اكتمل تنفيذ الحملة الإعلانية تكون الأفكار قد حققت الهدف النهائي من الحملة .

خطوات و مراحل تخطيط الحملة الإعلانية :

التخطيط الإعلاني عملية مستقلة تستلزم اتخاذ مجموعة من القرارات الضرورية و اللازمة لنجاح الحاملة الإعلانية , بحيث تتصف هذه القرارات بالتعاونية و التكامل بين خطواتها فعند التخطيط لكل خطوة وجب الأخذ بعين الاعتبار الخطوات الأخرى , و لهذا كانت مراحل التخطيط للحملات الإعلانية تتم وفق إتباع خطوات معينة و هي :
1- تحليل السوق وجمع المعلومات
2- تحديد الأهداف الإعلان.
3 – تحديد مخصصات الإعلان 4- تنمية الإستراتيجية الإعلانية المتعلقة بالجوانب الآتية:
أ. اختيار الوسيلة الإعلانية.
ب. تصميم الرسالة الإعلانية.
ج. تحديد شكل الحملة الإعلانية.
د. جدولة الحملة الإعلانية من حيث الحجم والتكرار.
5- تنفيذ الحملة الإعلانية.
6- متابعة الحملة الإعلانية وتقويم نتائجها .
أولا : تحليل السوق و جمع المعلومات :
Market analysis and information gathering

تعتبر هذه المرحلة بمثابة الأساس الذي تبن عليه الخطة بمختلف جوانبها , و بمساعدة الوكالات المتخصصة في بحوث الإعلان و غيرها يتم جمع المعلومات و التي تنقسم الى أربعة أقسام رئيسية يحتاجها تخطيط الحملة الإعلانية و :

أ – بيانات متعلقة بالظروف التسويقية :
و هي مجموعة البيانات التي تتعلق بالبيئة التي يعمل في ضلها النشاط التسويقي عامة و النشاط الإعلاني بصفة خاصة , أي أنها تتعلق بمتغيرات بيئية لا يمكن لرجل الإعلان إن يتحكم بها و لكن عليه أن ياخدها في الحسبان .و من بين هذه البيانات :
 حجم الطلب في السوق و اتجاهاته
 حصة الشركة من السوق مقارنة بحصص المنافسين
 بيانات عن المنافسين و استراتيجياتهم الإعلانية
ب – بيانات متعلقة بالسلعة المعلن عنها :
من باب أن المخطط للحملة الإعلانية يجب أن يعرف السلعة التي يعلن عنها , فانه يقوم بجمع كافة المعلومات عن السلعة التي ينتجها و تتعلق هذه المعلومات ب:
 خصائص السلعة المعلن عنها (حجم,شكل,جودة…)
 عوامل الجذب التي تتضمنها السلعة (المتانة,السعر,الاسم التجاري)
 السلع المنافسة و خصائصها (للتمتع بمزايا إعلانية معينة)
 الأثر العاطفي و الحسي للسلعة (نوحي الجمال ,النظر….)

ج –بيانات متعلقة بالمستهلك المستهدف :
معرفة الشركة بمستهلكيها تعتبر الضمان الأساسي لنجاح نشاطها,و ينطبق هذا على التسويق و الإعلان بصفة خاصة . و تدرس هذه البيانات من الجوانب التالية :
 من حيث عدد المستهلكين و مدى انتشارهم (لتحديد النطاق الجغرافي للإعلان )
 من حيث خصائصهم (النوع,الحالة الاجتماعية,السن,التعليم ,المهنة)
 من حيث عادات الشراء (دوافع الشراء,أوقات الشراء….)

د –بيانات متعلقة بالوسائل الإعلانية :
ينبغي على مخطط الحملة الإعلانية أن يتناول الوسائل الإعلانية بالدراسة و التحليل ,حيث يساعد جمع المعلومات الضرورية على اختيار الوسائل الإعلانية التي ستستخدم في الحملة الإعلانية.و تحقيق الأهداف الإعلانية المختلفة و تتناول الدراسة ما يلي :
 حصر كافة الوسائل الإعلانية المتاحة (مقروءة,سمعية بصرية…)
 خصائص كل وسيلة و مميزات استعمالها
 مدى ملائمة الوسائل للإعلان
 معدلات التوزيع الخاصة بكل وسيلة
 تكلفة استخدام كل وسيلة

ثانيا : تحديد الأهداف الإعلانية :
Determining ad – objectives
بناءا على المعلومات المجموعة من خلال تحليل السوق تكون الشركة في وضع أفضل, فيمكنها من تحديد الأهداف الإعلانية التي تسعى إلى تحقيقها من خلال الحملة الإعلانية. و تحديد هذه الأهداف يساعد في تحديد مهمة الحملة الإعلانية و اتخاذ القرارات المختلفة المتعلقة بالخطوات التالية . و هناك عدة اعتبارات تأخذ بعين الاعتبار عند تحديد هذه الأهداف الإعلانية منها :
1- الأهداف العامة للمؤسسة و الأهداف التسويقية .
2- مستوى هذه الأهداف (طويلة,متوسطة,قصيرة الأجل) .
3- دورة حياة السلعة او المنتج المعلن عنها .
4- المرحلة الإعلانية التي تمر بها السلعة (مرحلة الارتياد,مرحلة المنافسة ,مرحلة الاحتفاظ بالشهرة).
5- نطاق السوق الجغرافي الذي تخدمه السلعة (محلي,دولي).
6- الظروف العامة التي تعمل بها الشركة و مدى تتأثر بها (التنافسية,الاقتصادية…..).

و لهذه الاعتبارات توجد عدة تقسيمات معتمدة لتحديد الأهداف الإعلانية منها :
 من حيث الفترة الزمنية :
– أهداف طويلة الأجل (خلق مركز متميز للشركة و منتجاتها)
– متوسطة الأجل(حلق صورة متميزة عن الشركة و أسمائها التجارية)
– قصيرة الأجل(زيادة المبيعات و حصة الشركة في السوق)
 من حيث أوجه التركيز :
– أهداف خاصة بالمبيعات(خلق الطلب على السلعة,زيادة الطلب)
– أهداف خاصة بتغيير معتقدات المستهلكين (تصحيح المفاهيم نحو سلعة,تغيير و غرس عادات جديدة لدى المستهلكين)
– أهداف خاصة بتدعيم مركز الشركة(مواجهة المنافسة,دعم صورة الشركة لدى جماهير الرأي العام)

ثالثا : تحديد مخصصات الإعلان :
Estabilishing ad- budget

يرتبط تحديد المخصصات الإعلانية بالأهداف الإعلانية التي تسعى الحملة إلى تحقيقها ,و طبيعة السلعة المعلن عنها و السوق المستهدفة. و عليه فلا يوجد مدى معين من الأموال يمن ان نقيس من خلاله كفاية المخصصات الإعلانية أو قلتها أو كثرتها , فالمخصصات الإعلانية تختلف من صناعة إلى أخرى و من شركة إلى أخرى و من حملة إعلانية إلى أخرى داخل الشركة نفسها .و بناءا عليه فقد اختلفت الطرق المعتمدة في تحديد المخصصات الإعلانية و من أهمها :
 ما يمكن للمعلن تحمله (استخدام الأموال المتاحة لها).
 نسبة من المبيعات (نسبة من مبيعات العام الماضي أو القادم).
 نسبة محددة لكل وحدة بيع (نسبة من كل وحدة مباعة).
 ما يفعله المنافسون (اعتماد المؤشرات التي يستخدمها المنافسون).
 مدخل الهدف و الوظيفة(تحديد الأهداف يليه تحديدا لمهام ثم تحديد قيمة الأموال).
إضافة إلى ضرورة اخذ الأهداف بعين الاعتبار عند تحديد المخصصات الإعلانية , هناك عدة عوامل أخرى تعتبر كمؤشرات لتحديد هذه المخصصات و منها :
 درجة جدة أو حداثة السلعة (إنفاق اكبر للسلعة الجديدة عن القديمة).
 طبيعة و نوع السلعة (مثل السلع الاستهلاكية تأخذ أكثر من الصناعية).
 درجة اتساع السوق (زيادة الرقعة الجغرافية=زيادة المخصصات).
 درجة تشبع السوق (نمو السوق يزيد الإنفاق الإعلاني).

رابعا : تنمية الاستراتيجيات الإعلانية :
Devloping ad- strategies

تحتوي هذه المرحلة على إعداد الدعاوى الإعلانية , تصميم النواحي الفنية و الابتكارين الخاصة بالإعلان و إخراجه , و كذالك اختيار الوسائل الإعلانية .

أ – اختيار الوسائل الإعلانية :
هناك العديد من المعايير الكمية و الكيفية التي تحكم عملية اختيار الوسائل الإعلانية منها :
 التغطية الجغرافية
 عدد القراء أو المشاهدين أو المستمعين
 خصائص القراء أو المستمعين أو المشاهدين
 معدلات التداخل و التراكم بين الوسائل الإعلانية
 التكلفة النسبية للإعلان

و تمر عملية اختيار الوسيلة الإعلانية بعدة مراحل هي :
1- اختيار نوع الوسيلة المزمع استخدامها
2- اختيار البديل المناسب داخل الوسيلة
3- تحديد حجم و موقع و طول الإعلان
4- تحديد التغطية المطلوبة و تكرار توزيع الرسالة
د- جدولة الحملة الإعلانية
بعد دراسة الوسائل الإعلانية و مدى ملائمتها للجمهور المستهدف و تحديد البدائل المختلفة لحجم و طول و موقع الإعلان و معدل التكرار و التغطية بين الوسائل المختلفة و مقارنتها بالتكلفة لكل وسيلة , يتم مطابقة ذالك مع ميزانية الإعلان السابق , ثم وضع و إجراء التعدي اللازم .

خامسا : تنفيذ الحملة الإعلانية

بعد هذا تبقى الخطوة الأخيرة و هي اختيار التوقيت المناسب لتنفيذ الحملة الإعلانية , و جدولته بما يتناسب مع طبيعة السلعة الجمهور المستهدف .فمثلا الإعلان عن سلع الهدايا يتم في أوقات معينة كالمناسبات و الأعياد, و كذالك السلع الفصلية ,و لهذا كان التوقيت ذا أهمية كبيرة في زيادة اثر الحملة الإعلانية .

سادسا : قياس فعالية الحملة الإعلانية

تهدف هذه العملية الى معرفة مدى إسهام الحملة الإعلانية في في تحقيق الأهداف العامة للمنظمة و الأهداف الإعلانية خاصة , و للقيم بهذه العملية هنالك عدة أساليب منها :
 التقي السابق للحملة الإعلانية (قبل الانطلاق في الحملة الإعلانية تعرض الرسائل على عينة من الجمهور المستهدف)
 التقييم المرحلي (تقييم الحملة مرحلة بعد أخرى )
 التقييم اللاحق (بعد نهاية الحملة الإعلانية تقيم النتائج)

معايير و أدوات قياس فعالية الإعلان
هناك ثلاثة معايير رئيسية هي :
 مقاييس درجة المعرفة بالمنتج (درجة تذكر الاسم, عدد مستعملي الوسيلة الإعلانية و تقييمها على أساسه, عن طريق إجراء عدة اختبارات)
 مقاييس درجة تغيير اتجاهات المستهلك (جعل المستهلك يختار بين الإعلانات المقدمة )
 مقاييس الأثر ألبيعي للإعلان (اثر الإعلان في خلق الرغبة في الشراء , المحصلة النهائية للمبيعات)

شروط القيام بالحملة الإعلانية :

هناك عدة شروط وجب وجودها عند القيام بالحملة الإعلانية و من أهمها :

 و جود جهاز إداري و فني خبير في العمليات الإعلانية
 وجود تنظيم واضح و دقيق داخل الاختصاصات
 توفر الإمكانيات المادية و البشرية اللازمة
 و جود و توفر نظام المتابعة (للحملة الإعلانية)
 توفر مقياس و نظام تقييم لمعرفة مدى فاعلية و كفاءة هذه الحملة الإعلانية

المقدمة :

تعتبر البرامج الإعلانية جزء أساسي من الجهود التسويقية المبذولة من مختلف الشركات , فكان الإعلان هو العامل الاتصالي الذي يعبر عن مختلف الجهود المبذولة في الاستراتيجيات التسويقية , حتى تظهر الشركة و منتجاتها في أحسن صورة لدى جماهيرها , فيمكنها من تحقيق أهدافها الإعلانية و التسويقية سواء.
فالجهود المبذولة في تخطيط و تنفيذ الاستراتيجيات التسويقية لا يمكن أن تترجم أو تصل إلى المستهلكين و لا يتم إدراكها إلا بواسطة النشاط الإعلاني المخطط على أساس علمي سليم .
و من ثم فان تخطيط البرامج و الحملات الإعلانية من المتطلبات الأساسية ليس فقط لنجاح النشاط الإعلاني , و لكن للمساهمة في نجاح النشاط التسويقي ككل .

الخاتمة :

يعتبر التخطيط الإعلاني و تخطيط الاستراتجيات التسويقية كلا متكاملا , يسعى إلى تحقيق الأهداف العامة للمؤسسة عن طريق تحقيق الأهداف الإعلانية المختلفة , في إطار يراعي الاستراتيجيات التسويقية و يعبر عنها و يمثلها .
و هذا ما استدعى ضرورة اعتماد تخطيط علمي سليم إثناء الإعداد للحملات الإعلانية , و التعامل معها بصفة جدية تضمن مراعاة كل الخطوات و المراحل . للوصول إلى إستراتيجية إعلانية متكاملة تحقق الأهداف الإعلانية المسطرة أولا و تخدم الأهداف العامة للشركة ثانيا.
و لهذه الاعتبارات و كذالك التداخل الحاصل بين هذه العناصر اعتبرت الحملة الإعلانية بمثابة الحلقة الذهبية في هذه السلسلة .

رسوم تخطيطية تبين أساليب تخطيط الحملة الإعلانية

1- الخطة المستمرة

الرسالة الإعلانية

المعلن الجمهور

2- الخطة المجزأة

الرسالة الإعلانية

فئة (أ) من الجمهور
الرسالة الإعلانية

فئة (ب) من الجمهور
الرسالة الإعلانية

فئة (ج) من الجمهور

3- الخطة المستمرة
رسالة إعلانية (ب)

رسالة إعلانية (أ)
رسالة إعلانية (ج)
المعلن الجمهور

المبحث الثالث : الإطار التطبيقي

دراسة حملة إعلانية

سنقوم بدراسة الحملة الإعلانية التي قامت بها شركة (NISSAN)
لبيع السيارات سنة 2022 , محاولين استخراج المراحل و الخطوات التي اتبعتها في حملتها الإعلانية .
تحليل السوق و جمع المعلومات :
عكفت الجهات المختصة في الشركة على جمع المعلومات الخاصة بالسوق الجزائرية من عدة نقاط مثل الظروف التسويقية المحيطة بها ,و المنتجات المعروضة بهذه السوق ,إضافة إلى استقاء معلومات حول جوانب متعددة للمستهلكين الفعليين و المرتقبين , و من ثم تناولت الوسائل الإعلانية المتاحة بالدراسة و التحليل .
تحديد الأهداف الإعلانية :
بناءا على المعلومات السابقة و التي أظهرت إمكانية توسع السوق الفعلي للشركة من خلال الفراغ الموجود في السوق الإجمالي , و كذالك الاستفادة من نسبة نمو السوق . فكانت أهداف الحملة الإعلانية إشباع النقص في السوق عن طريق الوصول إلى هذه الفئات بالبرامج الإعلانية
تحديد المخصصات الإعلانية:
اعتمد مخططو الحملة على أسلوب الهدف و الوظيفة لتحديد مخصصات هذه الحملة الإعلانية , فقاموا بتقدير الإنفاق الإعلاني الذي يلبي تأدية المهام المترتبة عن الأهداف المسطرة .
تنمية الاستراتيجيات الإعلانية :
بدية باختيار الوسائل الإعلانية (تلفزيون,الإذاعة,الصحف), و بعدها قامت بتصميم الرسائل الإعلانية و تحديد شكلها , و في النهاية جدولتها بوضع أوقات و طرق تنفيذها.

تنفيذ الحملة الإعلانية :
قبل البداية في تنفيذ الحملة الإعلانية بجدولتها المخططة , كانت هناك إعلانات قصيرة لجس النبض, ثم تتطور جذريا لتحقق الهدف المنشود
مع مراعاة التوقيت السابق تحديده.
المتابعة و التقييم :
غالبا ما تعتمد التقييم القبلي و المرحلي ثم البعدي, لتقييم حملاتها الإعلانية .

النتائج

إضافة إلى الجهود التسويقية فقد أدت الحملة الإعلانية إلى العديد من النتائج منها :
 باعت نيسان أكثر من 10134 وحدة خلال سنة 2022.
 اعلى نسبة مبيعات كانت عند انطلاق الحملة الإعلانية من جانفي إلى افريل حيث سوقت 3054 وحدة ما يقارب 40بالمائة من المبيعات الإجمالية .
 كانت الحصة الأكبر للسيارات النفعية التي ركزت عليها في الحملة الإعلانية بما يقارب 3491 وحدة (البيكاب44)
 تناقص المبيعات في النصف الثاني من السنة مع تناقص كثافة الحملة الإعلانية .

جدول يبين مزايا و عيوب الوسائل الإعلانية المختلفة

الوسيلة
نقاط القوة
نقاط الضعف

التلفزيون

الراديو

الصحف

-لديها قدرة على التغطية
-الابتكارية في عرض الفكرة
-الألوان و الرسوم المتحركة
-عنصر التسلية
-تكرار الرسالة

-تكلفة مخفضة نسبيا
-التكرار المرتفع للرسالة
-تعاقد و التزام قصير الأمد
-نوع من التسلية

-الاختيار الجغرافي للمنطقة
-قلة التكاليف
-الانتشار الجغرافي
-عدم موسمية القراءة

-عالية التكلفة
-قدرة محدودة للوصول لقطاع معين
-التكرار المستمر
-تعاقد و التزام طويل الأمد

-عدم وجود رؤية مرئية للإعلان
-قصر حياة الرسالة
-عدم القدرة على اختيار قطاع معين حسب الخصائص الجغرافية

-عدم القدرة على تحديد قطاع معين
-عدم و جود تسهيلات لإخراج الإعلان من حيث الألوان و العرض
-عدو قراءة الصحف في الأيام التالية

خطة البحث

المقدمة

المبحث الأول : مفاهيم عامة
– تعار يف و مفهوم الحملة الإعلانية
– خصائص الحملة الإعلانية
– أهداف الحملة الإعلانية

المبحث الثاني : التخطيط الإعلاني
– أساليب تخطيط الحملات الإعلانية
– مراحل و خطوات تخطيط الحملات الإعلانية
– شرو ط القيام بالحملة الإعلانية

المبحث الثالث : الإطار التطبيقي
– دراسة حملة إعلانية
– النتائج

الخاتمة

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
جامعة فرحات عباس -سطيف-

كلية الآداب و العلوم الاجتماعية
قسم الإعلام و الاتصال
السنة الثالثة
بحث مقدم في مقياس الإعلان بعنوان :

من إعداد : تحت إشراف الأستاذة:
 شني محمد أمين * عواج
 سلطان جمال
 دايخ خالد

السنة الجامعية : 2022/2009


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

حصريا بحث عن المنهج التاريخي و التجريبي و الاحصائي و الانثربولوجي

خطة البحث
الفصل الأول: المنهج التاريخي
المبحث الأول: تعريفه و علاقته بالتاريخ
المبحث الثاني : أهمية استخدام المنهج التاريخي في البحث
المبحث الثالث : خطوات و مراحل المنهج التاريخي
المبحث الرابع : الصعوبات التي تواجه الباحثين بالمنهج التاريخي و النقد

الفصل الثاني : المنهج التجريبي
المبحث الاول : تعريفه و خصائصه
المبحث الثاني : أنواع التجارب
المبحث الثالث : – سلبيات المنهج التجريبي
المبحث الرابع : الصعوبات التي تواجه الباحث في البحوث التجريبية و عيوبه

الفصل الثالث : المنهج الإحصائي
المبحث الاول : التعريف
المبحث الثاني : أنواعه
المبحث الثالث : ملاحظات أساسية عن المنهج الاحصائى

الفصل الرابع : المنهج الانثربولوجي:
المبحث الاول : لمحة عن الانثروبولوجيا
المبحث الثاني : المنهج الانثروبولوجي

المراجع
1/ منهجية البحث العلمي – القواعد و المراحل و التطبيقات – : الدكتور محمد عبيدات و الدكتور محمد أبو نصار ، كلية الاقتصاد و العلوم الأردنية 1999 من ص 34 الى ص 40 .دار وائل للطباعة و النشر .

2/- كيفية كتابة الابحاث و الاعداد للمحاضرات : الدكتور محيي محمد سعد * جامعة الإسكندرية * الطبعة الثانية 2000 . المكتب العربي الحديث من ص 33 -34 .

3/اسس و مبادئ البحث العلمي : الدكتورة فاطمة عوض صابر و الدكتورة ميرفت علي خفاجة * جامعة الإسكندرية * 2022 مكتبة و مطبعة الاشعاع الفنية .

المنهج التاريخي:

يدور هذا المنهج حول الجهود الضخمة التي يبذلها الباحثون لتحليل مختلف الأحداث التي حدثت في الماضي و تفسيرها بهدف الوقوف على مضامينها و تفسيرها بصورة علمية تحدد تأثيرها عل الواقع الحالي للمجتمعات و استخلاص العبر منها. و بناءا عليه يستخدم هذا المنهج للحصول على أنواع مختلفة من البيانات و المعلومات ذات الطابع المعرفي و ذلك لتحديد تأثير هذه الأحداث الماضية على المشكلات أو القضايا التي يعاني منها أفراد المتجمعات في الأوقات الحلية ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأحداث التاريخية تعبر مادة غنية حيث يقوم الباحثون بتحليلها و استخلاص مضامينها المختلفة و بالتالي فإنها تثري أفكارهم و خبراتهم من جهة بالإضافة إلى أنها –أي الأحداث التاريخية- تساعد في تطوير المناهج العلمية المستخدمة من قبل الباحثين الآخرين و تعميمها بشكل ايجابي .

علاقة التاريخ بالمنهج التاريخي:

تم تعريف التاريخ بحسب بعض الباحثين بأنه: ” التدوين الموثق للأحداث الماضية ” كما عرف البعض الأخر بأنه ” وصف الحقائق التي حدثت في الماضي بطريقة تحليلية ناقدة ” و يستخلص من هذين التعريفين بان علم التاريخ لا يمكن فصله بل ربطه مع المنهج التاريخي وذلك باعتبار البحث أو التقصي العلمي وسيلة موضوعية هدفها الوصول إلى النتائج أو القوانين أو عقد يمكن تعميمها أو استخدامها للتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل ضمن السياق التاريخي .

أهمية استخدام المنهج التاريخي في البحث :

و تكمن أهمية استخدام المنهج التاريخي في البحث في انه يمكن من خلال دراسة الأحداث الراهنة و الاتجاهات المستقبلية في ضوء ما حدث في الماضي حتى يمكن بذلك تقويم ديناميكية التغيير أو التقدم أو تحقيق المزيد من الفهم للمشكلات المعاصرة و إمكانية التنبؤ بالمشكلات التي قد تنجم مستقبلا و بذلك يحقق المنهج التاريخي ميزة مزدوجة من حيث الاستفادة من الماضي للتنبؤ بالمستقبل و الاستفادة من الحاضر لتفسير الماضي .
وعلى الرغم من أن طبيعة البحث التاريخي قد لا تؤدي إلى التوصل إلى قوانين علمية ثابتة و لا تؤدي إلى التوصل إلى نظريات محددة أو تعميمات معينة إلا إن ذلك لا يقلل من قيمة و أهمية البحث التاريخي ، ففي نظر و رأي العديد من العلماء انه يكفي إسناد صفة العلم إلى موضوع ما إن يقوم الباحث بدراسته مسترشدا بالأسلوب العلمي لمحاولة الوصول إلى الحقيقة و الخطوات التي يمر بها البحث التاريخي لا تختلف عن الخطوات التي تستخدم في مناهج البحث بصفة عامة إلا أن البحوث التاريخية لا تعتمد على جمع البيانات عن طريق إجراء الاختبارات أو القياسات على الأفراد بل تبحث عن بيانات موجودة من قبل

خطوات و مراحل المنهج التاريخي :

إما الخطوات أو المراحل التي يجب أم يتبعها الباحث أو المؤرخ العلمي فتتخلص في :

1- اختيار موضوع البحث : على سبيل المثال تاريخ السينما الأردنية من زمن الإمارة إلى غاية الوقت الحالي .

2-جمع المعلومات من المصادر الأولية و الثانوية الداخلية و الخارجية: و تجدر الإشارة هنا إلى أن المصادر الأولية تشمل مجموعة الوثائق أو الأثر المختلفة المتعلقة بحضارات سابقة. إما الوثائق فتشمل تسجيلا دقيقا لأحداث تاريخية قد تكون مكتوية أو مصورة أو حتى شفهية من خلال إجراء المقابلات مع الأفراد الذين عايشوا أحداثا تاريخية محددة بالإضافة إلى تحليل مضمون المخطوطات و المذكرات التي قد تكون محفوظة في المتاحف أو المكتبات.
وتوجد مصادر أخرى للبحث التاريخي منها القصص و الأساطير و الفلكلور و الحكايات الشعبية و الكتب العلمية و الفنية و السير الذاتية لأشخاص عاشوا تلك الفترات الزمنية و باستخدام مختلف النشرات و الرسومات و المجلات العامة و المتخصصة.

3- نقل موضوعي لمصادر البحث و المعلومات التي تم الاستعانة بها بالإضافة للمعلومات التي تم تدوينها حول ظاهرة ما أو مكان أو شخص ما.

و عموما يهتم النقل الموضوعي حول صحة ما تم توثيقه أو تدوينه أو جمعه من معلومات إلى فترة زمنية محددة أو مجتمعات حضارية و ذلك من خلال مراجعة المعلومات المتوافرة على ضوء معطيات زمنية و خصائص الثقافة الحضارية التي كانت سائدة أو أسلوب المؤرخين التي نسبت إليهم المعلومات أو الأحداث التي تم رصدها من ناحية مصداقيتهم أو مراتبهم العلمية أو مساهمتهم في تلك الفترات الزمنية يضاف إلى ذلك مدى خضوع المعلومات التي تم جمعها إلى النقد الداخلي مع التأكد من حقيقة المعلومات التي تم الحصول عليها من مختلف المصادر ، و ذلك للوقوف على معناها و درجة مصداقيتها.

صياغة الفرضيات و كتابتها :

الأبعاد و الأسباب التي كانت كامنة وراء الحدث أو الظاهرة التاريخية و تفسيرها على ضوء ماهو متوافر من أدلة و براهين موجودة فعلا و استخلاص النتائج و المضامين التي تساعد على التنبؤ المستقبلي لاستخلاص العبر مما حدث في الماضي و ما يحدث حاليا من قضايا أو ظواهر و إمكانية تعميمها على المستقبل مع التحليل كامل لمختلف العوامل في كلتا الحالتين :

كتابة التقرير النهائي بأسلوب علمي :

كما هو معروف في البحوث فان على المؤرخ أو الباحث أن يجمع كافة البراهين و بعناية كبيرة و تحليلها لاستخلاص النتائج بروح موضوعية محضة و ذلك خطوة ضرورية للانتقال إلى كتابة التقرير النهائي بأسلوب علمي معتمد على الأدلة و البراهين الواقعية بعيدا عن الخبال أو التوهم في النظر و الاستخلاص العلمي للنتائج

الصعوبات التي تواجه الباحثين بالمنهج التاريخي :

يرى بعض العلماء أن المنهج التاريخي يفتقر إلى درجة كبيرة من الموضوعية وذلك لعدم القدرة أو الإمكانية لإخضاع كافة الأحداث الماضية للتجريب أو التكرار من جهة بالإضافة إلى ضعف قدرة الباحثين بحسب هذا المنهج على ضبط العوامل المؤثرة من خلال تجميد أو تثبيت بعضها .

على الجانب الآخر يرى بعض الكتاب المنهج التاريخي كأسلوب علمي يعاني من بعض الأمور التي يمكن تلخيصها بالشكل التالي :

– تتعرض بعض الأحداث التاريخية للتلف أو التزوير و بالتالي فانه من الصعب القول بان التاريخ سيعطينا معرفة كاملة حول مختلف جوانب الحياة و ظواهرها في الماضي.
– صعوبة تطبيق المنهجية العلمية – بمراحلها المختلفة- لتغيير الأحداث التاريخية و ذلك لأسباب أهمها طبيعة الحدث التاريخي و خصائصه و مصادر الحصول على معلومات موثقة عنه من جهة بالإضافة إلى صعوبة إخضاعه للتجربة من جهة أخرى .

– صعوبة وضع فرضيات واضحة مبنية على أسس نظرية قوية للأحداث التاريخية و ذلك لأسباب أهمها أن علاقة السبب بالنتيجة في تحديد مسار الأحداث التاريخية نفسها ليست علاقة يمكن تصوريها بشكل دقيق أو واضح و ذلك لتشابك أو تعارض أو تعدد الأسباب و من ثم التفسيرات لهذا الحدث أو ذاك

-عجز الباحثين بحسب المنهج التاريخي عن الإلمام الكافي بالمادة التاريخية و من مصادرها الأولية أو الثانوية ،الأمر الذي يؤدى إلى صعوبات لا يمكن تجاهلها عند التحقق من الفرضيات أو الأسباب باستخدام التجريب .

و بناءا عليه تبدو عملية الوصول إلى نتائج أو استخلاصات يمكن تعميمها بحسب هذا المنهج مستحيلة و ذلك لارتباط الظواهر التاريخية بمعطيات زمنية و بيئية يصعب تكرارها بدرجة كبيرة .

نقد :

إلا أن من أهم ما يلاحظ على المنهج التاريخي في رأي الباحثين انه لا يعتبر علما باعتبار أن من أهم من يقوم باسترجاع الأحداث التاريخية لتحليلها لا يقومون بملاحظة الظواهر التي حدثت فعلا حيت يمكن لهم دراستها بطريقة موضوعية ، ذلك أنهم – أي المؤرخون- يعتمدون على الاستماع أو النقل عن الآخرين أو بتجميع بعض الأوراق أو المقالات التي نشرت هنا و هناك . الأمر الذي يوجب الحيطة و الحذر لتفادي الوقوع في الخطأ أو التأويل غير الدقيق للظواهر التي حدثت في الماضي .
يضاف إلى ذلك انه لا يجوز للباحثين إلصاق كلمة العلم على أي من الأحداث التاريخية إلا إذا استطاع الباحثون استنتاج بعض الأمور أو الحقائق و استخدامها للتنبؤ المستقبلي في الكشف عن بعض العلاقات او القوانين أو القواعد التي يمكن تعميمها أو القبول طروحاتها تحت ظروف مختلفة.

إن هذه الملاحظات بشكل عام لا نقص من أهمية المنتج التاريخي باعتباره علما إنسانيا و خاصة للعلماء من الأفراد ، ذلك أن التاريخ من الناحية الموضوعية عبارة عن قواعد ذات دلالات هدفها التحليل و التحقيق من خلال سرد أو إيراد علمي منطقي للوقائع و أسبابها من لحظة تحققها في الماضي إلى وجودها الحالي.

المنهج التجريبي :

تعريف المنهج التجريبي :

يمكن تعريف المنهج التجريبي بأنه ” يتضمن كافة الإجراءات و التدابير المحكمة التي يتدخل فيها الباحث الاجتماعي عن قصد مسبق في كافة الظروف المحيطة بظاهرة محددة ” و يهدف هذا المنهج إلى قياس اثر احد المتغيرات المستقلة أو أكثر على متغير تابع محدد وذلك من خلال التحكم أو السيطرة على كافة العوامل المحيطة بالظاهرة موضوع التجربة و بناءا عليه يعد هذا المنهج أكثر المناهج العلمية دقة لتحليل الظواهر و المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية.
يضاف إلى ذلك أن أسلوب التجربة يقوم أساسا على أسلوب التجارب العلمية الميدانية و المخبرية التي تؤدي إلى تعرف العلاقات السببية بين العوامل المختلفة التي تحدث الظاهرة أو المشكلة.
– عموما يمكن القول أن المنهج التجريبي يتضمن عددا من الخطوات أو المراحل البرمجية أهمها ملاحظة المشكلة أو الظاهرة موضوع الاهتمام ، وتعرف أبعادها وأسبابها على شكل فرضيات قابلة للاختبار و مبنية على أسس نظرية قوية . ومن ثم وضع تصميم للتجربة و نوعها و مكان إجرائها.

خصائصه:

من الخصائص العامة للمنهج التجريبي انه يقوم على الدقة في اختبار شرعية الفرضية التي تم وضعها كما يتعين على الباحث ابداء او إبراز ملاحظاته العلمية الدقيقة عند مقارنة موضوع الفرضيات التي وضعها و الوقائع او النتائج التي وصل اليها بأسلوب تحليلي منطقي او واقعي و تجدر الاشارة هنا الى ان هذا المنهج يمتاز عن غيره من مناهج البحث العلمي بانه يسعى اصلا للكشف عن العلاقات السببية بين العوامل المؤثرة و الظاهرة محل الاهتمام

انواع التجارب :

1/- تجربة المجموعة الواحدة :

يرتكز هذا الأسلوب على تجريب تاثير عامل واحد على أداء المجموعة ،على سبيل المثال :
قيام رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك بقياس أداء موظفي الجمعية بالنسبة لعملية تلقي الشكاوي و متابعتها مع الجهات ذات العلاقة بقضايا المستهلك و بعد وضع الدرجات الخاصة بمستوى أداء كل موظف ، يتم إعطاء الموظفين في الجمعية دروسا أو تدريبات خاصة في كيفية الرد على شكاوي المستهلكين و متابعتها كخطوة أولى يتم بعدها مقارنة درجة الأداء لكل واحد منهم في المرة الأولى و مقارنتها مع الدرجات التي حصلوا عليها بعد فترة التدريب أو التأهيل المشار إليها سابقا .
و إن كانت نتيجة المقارنة أن هناك تطورا ملموسا في أدائهم يمكن أن نقول أن التدريبات التي أعطيت لهم كانت ذات أهمية و أنها شكلت العامل المسؤول عن التغير في أدائهم فيما يتعلق في التعامل مع قضايا المستهلكين و مشكلاتهم و تجدر الإشارة هنا إلى أن هناك ضرورة كبيرة لضبط كافة العوامل الأخرى المحيطة بعمل أولئك الموظفين التابعين لجمعية حماية المستهلكين إذا ما أريد الحصول على نتائج ايجابية للتجربة .

2/- التجربة على مجموعتين :

بحسب هذا النوع من التجارب يتم التعامل مع مجموعتين متشابهتين و في الوقت نفسه يقوم الباحث بعرض العامل التجريبي على مجموعة واحدة (المجموعة المفحوصة ) من المجموعتين مع تجاهل عرضه على المجموعة الضابطة بعدها تتم مقارنة المجموعتين بهدف تعرف وجود أي تغير ملموس على المجموعة المفحوصة أم لا .
أهم ما يعيب هذا الأسلوب في التجريب انه نادرا ما توجد مجموعتان متشابهتان بشكل كامل، الأمر الذي يقلل من تعميم نتائج التجربة في حالات أو تجارب معينة و بخاصة في بيئة يصعب التحكم في العوامل المؤثرة فيها.

3/- التجربة على عدة مجموعات :

يرتكز هذا الأسلوب على استخدام أكثر من مجموعة و بالتناوب ، الشرط الأساسي لهذا النوع من التجارب هو وجود مجموعات متشابهة أو متكافئة إن أمكن ، و ذلك من اجل تطبيق العامل التجريبي على كل مجموعة بالتناوب بحيث تصبح كل واحدة من المجموعات في المرة الأولى مجموعة تجريبية و في المرة الثانية مجموعة ضابطة . و تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة توافر بعض الشروط لإنجاح البحث التجريبي منها أن تكون الفرضيات المراد اختبارها ذات أساس نظري دقيق كخطوة أولى مع توافر إجراءات واضحة لعملية التجريب الميدانية أو المخبرية كخطوة ثانية بالإضافة إلى ضرورة وجود باحثين مجربين من ذوي الملاحظة الدقيقة حتى يمكن الوصول إلى نتائج واقعية يمكن تعميمها على مجموعات أو عينات ممثلة لمجتمع الدراسة .
بشكل عام يعتبر أسلوب التجريب أكثر الأساليب فعالية في الوصول إلى علاقات سببية بين عامل أو أكثر و عوامل أخرى تابعة . إلا أن هذا الأسلوب في الوقت نفسه يعاني من بعض العيوب أهمها احتمالية وقوع الباحث في بعض الأخطاء أثناء عملية المراقبة أو الضبط للعامل أو العوامل المراد عزلها بالإضافة إلى بعض الأخطاء التي قد تحدث في اختيار أسلوب المعاينة و حجم العينة في المجموعات التجريبية و الضابطة و مدى تشابهها أم لا و تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الأسلوب العلمي يعاني من ظاهرة النزاعات الشخصية لدى بعض الباحثين لإنجاح التجارب التي يشرفون عليها الأمر الذي يؤدي إلى نتائج غير دقيقة لا يمكن تعميمها لبعدها عن الواقع الطبيعي للأشياء أو الظواهر المفحوصة .

3- سلبيات المنهج التجريبى:

أ- صعوبة تحقيق الضبط التجريبي في المواضيع والمواقف الاجتماعية وذلك بسبب الطبيعة المميزة للإنسان الزى هو محور الدراسات الاجتماعية والإنسانية، فهناك عوامل إنسانية عديدة( مثل إرادة الإنسان،الميل للتصنع…الخ )يمكن أن تؤثر على التجربة ويصعب التحكم فيها و ضبطها.
ب-هناك عوامل سببية ومتغيرات كثيرة يمكن أن تؤثر في الموقف التجريبي ويصعب السيطرة عليها ومن ثم يصعب الوصول إلى قوانين تحدد العلاقات السببية بين المتغيرات.
ج- أن الباحث ذاته يمكن أن نعتبره متغيرا ثالثا يضاف إلى اى متغيرين(مستقل وتابع) يحاول الباحث إيجاد علاقة بينهما.
د- فقدان عنصر التشابه التام في العديد من المجاميع الإنسانية مقارنة بالتشابه الموجود في المجالات الطبيعية.
ه- هناك الكثير من القوانين والتقاليد والقيم التي تقف عقبة في وجه إخضاع الكائنات الإنسانية للبحث لما قد يترتب عليها من أثار مادية أو نفسية.

4- الصعوبات التي تواجه الباحث في البحوث التجريبية:
يكتنف المنهج التجريبي في البحث صعوبات عديدة شانها في ذلك شان طرق البحث الاخرى و من هذه الصعوبات مايلي :
1- إن النتائج التي نتوصل إليها من التجريب لا تقتصر فقط على أفراد التجربة و إنما يتم تعميم نتائجها على جماعات اكبر من العينة موضوع الدراسة لذلك إذا لم تكن العينة في التجربة ممثلة للمجتمع الأصلي المراد تطبيق النتائج عليه فانه لا يمكن تعميمها عليه .

2- قد يشكل عدم توافر الأدوات و الأجهزة الدقيقة نوعا من الصعوبة في إجراءات البحث مما يؤدي إلى وجود أخطاء في القياسات ذلك لان استخدام الأجهزة غير الدقيقة في التجربة كثيرا ما يؤدي إلى بيانات و نتائج غير دقيقة و بالتالي فشل التجربة و الدراسة نهائيا .

3- قد يقابل الباحث مشكلة عدم توافرا فراد العينة في بعض البحوث مثل البحوث التي تجري على الفئات الخاصة (ذوي الإعاقة) لذلك على الباحث أن يراعي المبادئ العلمية الخاصة باختيار العينة الاختيار الصحيح

4- في التجارب التي تجري في الحقل التربوي يقابل الباحث بعض الصعوبات من غير شك في تحديد جميع المتغيرات و العوامل التي تؤثر على نتائج التجربة كما أن عزل جميع العوامل التي يمكن أن يكون لها صلة بالتغييرات التي تحدث خلال التجربة و التحكم فيها يعتبر مستحيلا لذلك فعلى الباحث أن يضع نصب عينيه ضرورة التحكم في المتغيرات التي لها وثيقة بالتجربة التي يقوم بها على أن يترك دون ضبط أو تحكم المتغيرات الأخرى ، التي قد تكون ذات تاثير طفيف و غير ملموس على النتائج.

5- ينبغي على الباحث في الحقل التربوي أن يراعى في التصميم التجريبي و في تنفيذ هذا التصميم استخدام ظروف للتجريب تقترب إلى حد كبير من الواقع التعليمي العادي حتى يكون لنتائجها قابلية للتعميم أو التطبيق.

6-في البحوث التجريبية قد يحدث خطا التحيز سواء في القائم بالبحث أو في الأشخاص الذين هم موضع التجربة ذاتها و ذلك لان هؤلاء الأشخاص إذا انتبهوا لدورهم في التجربة سيحاولون بذل الجهد لإنجاح التجربة وبذلك لا تكون التجربة قريبة من الظروف الطبيعية .

عيوب المنهج التجريبي :

أهم ما يعيب المنهج التجريبي صعوبة الحصول على تعاون أفراد العينة المدروسة فيما يتعلق بضبط الأنماط السلوكية للأفراد تحت التجربة ، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى صعوبة تعميم نتائج التجربة و مقابلتها مع الفرضيات التي قامت عليها التجربة نفسها .
كما أن هذا النوع من البحوث يحتاج إلى مهارات و خبرات عالية المستوى من الناحية العلمية المرتبطة بمدى اتصاف من يقومون بها بالموضوعية و الخبرة اللازمتين لإنجاح التجارب .

المنهج الإحصائي:

1-التعريف:

هو عبارة عن استخدام الطرق الرقمية والرياضية في معالجة وتحليل البيانات وإعطاء التفسيرات المنطقية المناسبة لها ويتم ذلك عبر عدة مراحل:
أ- جمع البيانات الإحصائية عن الموضوع.
ب- عرض هذه البيانات بشكل منظم وتمثيلها بالطرق الممكنة.
ج- تحليل البيانات.
د- تفسير البيانات من خلال تفسير ما تعنيه الأرقام المجمعة من نتائج.

2-أنواع المنهج الاحصائى:

أ- المنهج الاحصائى الوصفي:
ويركز على وصف وتلخيص الأرقام المجمعة حول موضوع معين وتفسيرها فى صورة نتائج .

ب-المنهج الإحصائي الاستدلالي أو الاستقرائي:
يعتمد على اختيار عينة من مجتمع اكبر وتحليل وتفسير البيانات الرقمية المجمعة عنها والوصول إلى تعميمات واستدلالات على ما هو أوسع واكبر من المجتمع محل البحث.

3- المقاييس الاحصائية:

هناك عدة مقاييس الإحصائية التي يتم استخدامها في إطار هذا المنهج منها المتوسط- الوسيط –المنوال والنسب المئوية والمعدلات والجداول التكرارية.ويمكن للباحث استخدام أكثر من طريقة في تحليل وتفسير البيانات.

4- ملاحظات أساسية عن المنهج الاحصائى:

أ- في حين يدخله بعض الكتاب ضمن مناهج البحث العلمي فان آخرين لا يدخلونه وان كان الجميع يقرون بوجود طرق إحصائية يمكن إتباعها في التعامل مع البيانات البحثية.
ب- يستخدم المنهج الاحصائى الوسائل الرياضية والحسابية لمعالجة البيانات وتقديم التفسيرات المنطقية لها.
ج- ومن خلال ذلك يستطيع الباحث التعرف على تحديد نقاط التوازن أو الوسط في الموضوع محل البحث.وتحديد الحدود الدنيا والعليا للأمور المطلوب بحثها.
د- هناك طريقتان لاستخدام المنهج الاحصائى _كما سبق ذكره:المنهج الاحصائى الوصفي والمنهج الاحصائى الاستدلالي.
ه- يمكن استخدام الحاسوب في تحليل الأرقام الإحصائية المجمعة من اجل تأمين السرعة والدقة المطلوبة.
و- يتم جمع البيانات عن طريق المصادر الاستبيانات و المقابلات.
– ويمكن الجمع بين أكثر من طريقة.
ز- يمكن استخدام عدداً من المقاييس الإحصائية كما سبقت الإشارة ويمكن الجمع بين أكثر من مقياس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المنهج الانثربولوجي:

لمحة عن الانثروبولوجيا :

يتضح من المعنى اللفظي لإصطلاح انثروبولوجيا أن موضوع هذا العلم هو الإنسان ،و الإنسان الإطار الوحيد الذي يحدد الموضوعات التي يدرسها هذا العلم أما الزمان أو المكان فلا يقيدان الموضوعات التي تدخل في نطاقه بمعنى انه العلم الذي يدرس الإنسان و أجداده و أصوله منذ أقدم العصور و الأزمنة حتى يومنا هذا ، فهو يدرس الإنسان في كل زمان ، وكذلك يدرس الإنسان في كل أنحاء العالم و بصورة أدق في كل أجزاء الكرة الأرضية أي يدرس الإنسان في كل مكان ، وهكذا لا يتقيد هذا العلم بفترات الزمان أو بحواجز المكان ، ولكنه يتقيد ببحث موضوع واحد لا يخرج عنه و هو “الإنسان” ولكن ” الإنسان” موضوع واسع جدا ويجب تحديد هذا الموضوع بصورة أضيق حتى نستطيع تمييز هذا العلم عن العلوم الطبيعية و الاجتماعية الأخرى التي تدرس أيضا الإنسان . يهتم هذا العلم بالجنس البشري فيدرس أجسام أفراده و مجتمعاتهم ووسائل الاتصال فيما بينهم و كل ما ينتجونه سواء أكان مادة أو علاقة اجتماعية أو فكرة. وقد اهتم الانثروبولوجيون الأوائل بدراسة مظاهر الحياة الاجتماعية للمجتمعات البدائية ، إذ اجتذبتهم غرابة تلك المجتمعات و اختلافها عن المجتمعات الأخرى بخاصة المجتمعات الأوروبية ، ويمكن تلخيص الأسباب التي دفعت الرعيل الأول من الانثروبولوجيين إلى ذلك الاتجاه فيما يلي :
1- كان أهم ما يبحثون عنه هو اللغات و العادات الغريبة التي تختلف و تتناقض مع لغات و عادات مجتمعاتهم الأوروبية المتمدينة و أصبح هذا تقليدا على ممر السنين ، فبينما يهتم الانثرولوجيون بالمجتمعات شبه البدائية ، يهتم علماء الاجتماع و الاقتصاد و علماء السياسة بالمجتمعات المتمدينة التي تعرف على الأقل الكتابة و القراءة ، ويرى بعض الانثروبولوجيين (1) على الاهتمام بالمجتمعات البدائية يعد أهم ما يميز الانثروبولوجيا عن العلوم الاجتماعية الأخرى . وقد أصبح هذا القول غير صحيح في القرن العشرين حيث انتشرت الدراسات الانثروبولوجية الخاصة بالمجتمعات المتمدينة و خاصة القرى ، وكذلك بعض الدراسات المختصة بتحديد معالم حضارات المجتمعات المتقدمة مثل المجتمع الأمريكي و الروسي و الصيني ، وقد بحث بعضهم في عمليات الصراع أو الامتزاج بين الحضارات المتقدمة التي تتلاقى في حالات الهجرة أو الحروب ، ومن أمثلة ذلك الدراسات المتعددة التي تخصصت في دراسة المهاجرين الأوروبيين و الصينيين و اليابانيين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية و يعيشون في مجتمعات شبه مغلقة يحتفظون فيها بلغاتهم الأصلية و عادات أوطانهم الأولى ، يتضح مما سبق انه بينما اقتصرت أبحاث علماء الإنسان في القرن التاسع عشر على المجتمعات شبه البدائية ، فقد اهتم بعض علماء الإنسان في القرن العشرين بالمجتمعات المتمدينة ولكن الاتجاه الغالب هو دراسة المجتمعات شبه البدائية و المختلفة .

2- يتميز علم الإنسان بالنظرة الكلية الشاملة أي المنهج الكلي التكاملي الذي يهدف إلى تحديد جميع عناصر الثقافة في مجتمع ما ، فمثلا إذا درس الاثروبولوجي قبيلة الشلوك في السودان عليه أن يبحث كل عنصر مادي أو اجتماعي أو فكري في حياة تلك القبيلة ، بحيث يصل في النهاية إلى تحديد طريقة الحياة التي تعيشها أفراد تلك القبيلة ، ولذلك يهتم بملاحظة مساكنهم و ملابسهم و أدواتهم و نظام العائلة و القرابة و النظام الاقتصادي و المعتقدات و الطقوس الدينية و اللغة المستخدمة ة السحر ووسائل الضبط الاجتماعي من سنن اجتماعية و تقاليد و كذلك يحدد صور الفن المنتشرة ، كما انه يعني أيضا بدراسة النظام السياسي و الجماعات التي تتكون منها القبيلة و المراكز الرئيسية في تلك الجماعات و الأدوار الاجتماعية للأفراد في داخلها ، وخلاصة القول أن الانثروبولوجي يدرس كل ثقافتها ،أن التزام علم الإنسان بالمنهج الكلي التكاملي يدفع الانثرولوجي إلى الاهتمام بالمجتمعات شبه البدائية صغيرة الحجم حيث يصبح في الإمكان تطبيق المنهج التكاملي و حيث يستطيع عالم واحد الإلمام بكل الجوانب الثقافية للمجتمع . ولا شك أن الانثرولوجي أن يصل إلى معرفة العلاقات الاجتماعية في المجتمع الصيني الضخم أو المجتمع الأمريكي أو المجتمع العربي كما يعرفا عالم الاجتماع ، وكذلك أن يصل إلى معرفة نظام الأسعار و نظام البنوك كما يعرف عالم الاقتصاد ، كما انه لن يفهم قوانين تلك الأمم المتمدينة بنفس الدقة التي تصل إليها رجال القانون ، ولكنه يستطيع- وحده- أن يدرك الصورة ككل ويعرف الحقائق الأساسية لتلك العلوم بحيث يستطيع أن يرسم صورة كلية شاملة لجميع مظاهر الحياة الاجتماعية في مجتمعات صغيرة الحجم مثل قبائل الشلوك أو الماساي أو الدنكا بالسودان ، ولذلك كانت معظم دراسات الانثروبولوجيا خاصة بالمجتمعات شبه البدائية و المختلفة . وعندما تقدمت و كثرت أبحاث علماء الاقتصاد و الاجتماع و السياسة و الدين و القانون أصبح قي مقدور الانثروبولجي الاستفادة بتلك الدراسات للوصول إلى تحديد عناصر حضارة المجتمع المتقدم كبير الحجم و الغنى بالعلاقات الاجتماعية المعقدة المتشابكة.

المنهج الانثروبولوجي :

يقوم هذا المنهج على أساس الملاحظة الميدانية، فيختار الباحث قبيلة أو مجتمعا في محاولة لتفهم ثقافته و تقاليده عن طريق دراسة قوامها الإنسان نفسه، وكثيرا ما تقوم الدول المستعمرة بإتباع هذا المنهج لدراسة ثقافات الشعوب التو تقوم باستعمارها.



kghkhjlhjljkl

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

مدى تأثير وسائل الإعلام الجديدة أو البديلة في الرأي العام

تم تناول مدى تأثير وسائل الإعلام الجديدة أو البديلة في الرأي العام وهل يمكن لهذه الوسائل الجديدة أن تتحول إلى صحافة شعبية تنافس الإعلام المقروء والمرئي .والمقصود بوسائط الإعلام الجديدة والتي يتم تداولها عالمياً وفي متناول العامة هي..

الانترنت.. يستخدم اليوم على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم كوسيلة للتواصل والبحث والدراسة والنشر ونتيجة للتقنية العالية وغزارة وتنوع المعلومات بهذه الشبكة أصبحت مصدر من مصادر وسائل الإعلام في استقاء المعلومات . ولكن هل يمكن الاعتماد على البلوجرز؟ وهل يمكن أن يكون للبلوجرز تأثير إيجابي على الصحافة المقروءة والمرئية ويغير في نمط الأعلام الرسمي المملوك للدولة أو الخاص؟
الجهاز المحمول.. وهو شكل آخر من أشكال التواصل الجديدة لوجود التسجيل المرئي والمسموع وجود قدرات التحميل العالية أيضاً إلى جانب الراديو. ويعد المحمول بهذه المميزات مصدر من مصادر المعلومات لوسائل الإعلام.
وانطلاقاً من قوة وقدرة وسعة هذه الوسائل والكم الهائل من المعلومات والصور الثابتة والمتحركة القادرة على تسجيلها وإعادة بثها. فأصبح من يعمل بها أو يتعامل معها ضمن فئة الإعلاميين، ونظراً لانتشارها بصورة كبيرة وسريعة فقد تجاوز عدد من يتعامل معها الملايين في العالم أجمع .

ويأتي اعتبار من يتعامل مع هذه الوسائط من الإعلاميين لأن أي فرد يستطيع الدخول عبر النت ويدون رأيه في أي قضية أو نشر خبر أو كتابة أي نوع من الإنتاج ويدون رأيه في أي قضية بكل يسر وسرعة .. ومع مرور الزمن وكثرة التعامل اكتسب هؤلاء المهارة والكفاءة والخبرة.

وعن السؤال المطروح حالياً عبر كل الوسائل و المتداول .. عن مدى تأثير هذه الوسائل الحديثة في الرأي العام. نقول نعم هناك تأثير كبير وواضح.. لأنه في السابق كان لابد من حصول ترخيص أو إذن مزاولة لإصدار صحيفة وافتتاح محطة بث مرئي أو مسموع نظراً لقوة تأثير وسائل الإعلام في الرأي العام والتوجهات السياسية المختلفة في كل المجالات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

أما ألان فقد تمكن الجميع من كسر الحواجز والاتصال بكل يسر ، ولهذا أصبحت هذه الوسائل ذات فاعلية وتأثير قوي ونشط في الشارع وأصبح العالم يتواصل عبر هذه الوسائل عبر شبكات عنكبوتية وذبذبات.

ولكن هنا تبرز معضلة أخرى حول تأثير هذه الوسائل من الناحية الايجابية والسلبية . وما مدى استفادة الرأي العام منها .

هناك خبراء في المجال الإعلامي وفي شؤون الأدب والثقافة ونقل المعلومات والبحوث العلمية والسياسية والتحولات الاجتماعية وخطط التنمية بشقيها والتطورات العلمية وتقنية الاتصالات أكدوا جميعاً على تأثير هذه الوسائل الهائل في المجتمعات وبالتالي في الرأي العام بصفة عامة .. لأنه يغطي مساحة كبيرة ويعبر الحدود من خلال سرعة الاتصال والمدى. فالصحافة التقليدية والوسائل الإعلامية التقليدية الأخرى تأثرت بهذه الوسائل الجديدة.

فقدرة تحميل المواد عن طريق النت أو المحمول تمكن أي متعامل أو صحفي الحصول على صور ومقاطع فيديو.. يمكن استغلالها كمواد إعلامية من قبل الإعلاميين أو عرضها للبيع من قبل المتعاملين.. ويسرت الاتصالات طول الوقت متجاوزة كل الحدود وعلى مستوى عالمي خلال ثواني.وهذه الميزة أعطت رجال الإعلام والسياسية والأعمال سرعة الحركة واتخاذ قرارات لها تأثيرها.

وتتميز هذه الوسائل بالإضافة إلى السرعة والسهولة بحرية التعبير من خلالها.. ولكن لابد للمتعامل مع هذه الوسائل إدراك المسؤولية خاصة وأن المتعامل يعرف جيداً بأنه يصعب السيطرة عليه وأن الرأي العام سوف يتلقى ما ينشره ويبثه.. وقد يتفاعل معه .وهذا ما يدفع البعض بالتعليق على ما ينشر وأحياناً بالرد عليه حسب الميول والاتجاهات.

وهنا تبرز مسؤولية جديدة تحتم القيام بواجبات هامة تتمثل في ..

1. تعليم الناس كيفية استخدام وسائل الإعلام الجديدة

2. أبراز المواقع محل الثقة، نظراً لكثرة عدد المواقع والقنوات التي يمكن الوصول إليها.

وذلك حتى نتمكن من مواجهة التحديات التي ستواجه المجتمع برمته نتيجة لانتشار هذه الوسائل الهائل بما تحمله من تعددية فكرية .

بالرغم من ضرورة التعامل مع قضايا الجانب الأخر للعلم بها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية في حدود لا تدعو للقلق

خطورة المدونات..

إن خطورة انتشار المدونات على الانترنت تتمثل في الخطر على اللغة والخبر الصحفي ..فالمدون لا يهتم كثيراً باللغة فهمه الوحيد هو إيصال المعلومة أو الإنتاج بأنواعه .كذلك بالنسبة للخبر الصحفي يستثني أساسيات الخبر ويركز على السرعة في نشره وأحيانا التطرق إلى موضوعات دون إدراك أو وعي ..وهذا يعد نشر غير مسؤول وهو نتيجة لحرية النشر بهذه الوسائط الحديثة .ومن المفترض أن يستفيد المتعامل أو الصحفي من هذه الحرية ونتيجة هذا التطور الهائل والمتسارع والسعة المعلوماتية والقدرة على الانتشار وسرعة النشر أو البث أفقد الحكومات السيطرة على هذه الأجهزة أو الوسائل . وقد تراجعت أفكار كثيرة لتقييد ووضع رقابة أو إخضاعها لقانون رقابة المطبوعات أو محاولة بعض المقاهي تسجيل بيانات ومعلومات عن مرتاديها لصعوبة السيطرة على النشر القادم من كافة مناطق العالم من خلال الشبكات العنكبوتية المتداخلة أو من الفضاءات التي أصبحت مفتوحة أمام الفضائيات.

ولكن هنا لابد من الإشارة إلى أن قلة فقط من المدونين لهم تأثير رغم انتشارهم الواسع في كافة أنحاء العالم وهذا ما أكده الخبراء في مجال الإعلام والمهتمين والمتبعين لهذه الوسائل الجديدة ومدى تأثيرها في المجتمعات المتقدمة والنامية.

ومن خلال ما تم التطرق إليه عبر هذه الأسطر تبرز عدة تساؤلات لازالت محل جدل وتحتاج إلى إجابات شافية ومقنعة.حسب ما يتم تداوله عبر أروقة الرأي العام بمختلف شرائحه.

*هل السلبيات التي تواجه الصحافة الالكترونية ترجع إلى عدم كفاءة المتعاملين بهذا المجال ؟

*وهل أثر الإعلام البديل على القيم واللغة والأخلاق؟

* وهل تأثيره على الشباب والأطفال عكسي؟

* وهل من الضرورة اللقاء بالمدونين لمناقشة ما يطرحونه ؟

*وهل اللجوء للمدونات سببه الرئيسي قلة التكلفة والحرية بلا مسؤولية؟

وهناك الكثير من الآراء والأفكار والتساؤلات تبرز كل يوم حول موضوع تأثير الإعلام البديل في الرأي العام تحتاج إلى بحث ودراسة لا يمكن طرحها بسهولة وعجالة .. ولكن يظل تأثير هذه الوسائل واضحاً في مناحي الحياة وإن اختلف هذا التأثير من الايجابي إلى السلبي .

وفي نهاية المطاف نستطيع التأكيد على أننا أصبحنا في عالم نمارس أنشطة بعيدة عن أعين الرقابة وبلا مسؤولية واضحة المعالم ولا رقيب علينا إلا ما يمليه الضمير والتمسك بالقيم والثوابت الاجتماعية والدينية وما نملكه من موروث ثقافي ومسؤولية تاريخية وثقافية . تحت سماوات مفتوحة ومدى واسع نتنقل خلال دقائق بحرية كاملة.




شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

مقال راائع

………………..


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

تحليل المضمون

لقسم الاول
ارتبطت استخدامات تحليل المضمون (المحتوى ) بالدراسات الإعلامية والاتصالية بوصفها أداة واسلوباً لتعرف المعلومات والتفسيرات من خلال الأنشطة الاتصالية المختلفة ،وكان هذا الارتباط والنشأة قد تولد تبعاً للحاجة الماسة التي فرضتها منهجية علم الإعلام وتعقيداته منذ بواكير القرن العشرين وتحديداً بعد طغيان الصفة الجماهيرية عبر الوسائل ،لتشكيل الخطاب الجمعي الجماهيري .
وكانت المحاولات الأولى لاستخدامات تحليل المضمون ما قام به الباحثان ( ليبمان و تشارلز ميرز) من خلال قيامهما بتحليل مضمون ( عينة من المادة الإخبارية ) المنشورة في جريدة (نيويورك تايمز )، وقد تصاعد هذا النمط من الدراسات بعدما ظهرت إمكانية الضبط والسيطرة على عوامل التحليل واستحكاماته وجدواه في الوصول إلى نتائج يمكن التعويل ( الاعتماد) عليها ، وكانت مدرسة الصحافة في جامعة كولومبيا ،قد اهتمت بتحليل المضمون اهتماماً واسعاً وكبيراً في ثلاثينيات القرن الماضي للعديد من الصحف الأمريكية ،بالإضافة إلى بعض الدراسات التحليلية المتخصصة كدراسة ( جوليانت و ادواردز ) حول الأخبار الخارجية في الصحف الصباحية الأمريكية .(1)
و يشير اصطلاح ( التحليل )(Analysis) بأنه عملية تستهدف إدراك الأشياء والظاهرات عن طريق فصل عناصر تلك الأشياء والظاهرات بعضها عن بعض ، ومعرفة الخصائص التي تمتاز بها هذه العناصر ، فضلاً عن معرفة طبيعة العلاقات التي ترتبط بينها
ويشير اصطلاح ( المضمون او المحتوى ) ( *******) في علوم الاتصال الى كل ما يقوله الفرد من عبارات او ما يكتبه او ما يرمزه ، والمعلومات التي تقدم والاستنتاجات التي يخرج بها والأحكام التي يقترحها أهدافا اتصالية مع الآخرين .
وهذه الطريقة تستخدم في حالة تعذر اتصال الباحثين بالمبحوثين بصورة مباشرة للتعرف على اتجاهاتهم وأفكارهم واستجابتهم من خلال الملاحظة والمقابلة والاستبانة وغيرها ،لذا يلجأ الباحثون لأية طرق بديلة غير تقليدية ، من خلال دراسة نصوص غير التعبير الشفهي او التحـريري ( المكتوب) لهذه الجمـاعـات دراســة منهجيـة باتبـاع طريقـة منظمة وصارمة من خلال أسلوب(تحليل المضمون ) .
ويستخدم هذا الأسلوب في مجالات أخرى متعددة ، لتؤدي دوراً مهماً في عملية البحث العلمي ولتقود للتعرف على الاتجاهات والآراء سواء كانت رسائل موجهه عبر أجهزة الإعلام او مجرد رسائل ونصوص اعتيادية ، إضافة إلى استخدامها كطريقة للتعرف على ما تؤديه أجهزة الإعلام من وظائف تحقيقاً لأهدافها ، وافتراض ما يمكن ان تفعله في الجمهور من تأثيرات ويمكن ن تحديد بعض المجالات ا التي يستخدم فيها : –

1- الكشف عن اتجاهات الأفراد والجماعات إزاء موضوعات مختلفة .
2- المقارنة بين وسائل الإعلام الجماهيري من حيث موضوعاتها واتجاهاتها وأهدافها
3- قياس مدى تطبيق وسائل الاتصال للمعايير والأسس الإعلامية والثقافية والفنية .
4- تشخيص خصائص الأسلوب الأدبي او الصحفي من خلال تحليل الرسائل المختلفة .
5- التعرف على الوضع النفسي والاجتماعي للأفراد والجماعات في الأوضاع الطارئة والاعتيادية من خلال تحليل الرسائل التي يعبرون بها عن أنفسهم بأي شكل من الأشكال
6- الحصول على افتراضات حول تأثير وسائل الاتصال على الجمهور .
7- تعرف الدولة على معلومات ونوايا الدول الأخرى وأهدافها وخاصة في حالات الصراع والحروب ، اذ يسعى كل طرف الى تحليل الوثائق والتصريحات والخطب وما تنشره وسائل الإعلام حول الطرف الآخر .
إضافة الى ذلك، يمكن استخدامه للتعرف على المعارف والقيم ومديات تحقيق الأهداف والآثار التي تحملها الكتب ، والمناهج ، والأدبيات التربوية والثقافية وغيرها …
ويتسق أسلوب تحليل المضمون (المحتوى ) اتساقاً وثيقاً ومحورياً بالرسالة Message ونقصد بالرسالة النتاج أو الأفكار أو المفاهيم التي يراد توصيلها إلى الجمهور من خلال التتابع الرمزي والدلالي، وهذه الرموز يمكن ان تكون لفظية(منطوقة أو مكتوبة)أو غير لفظية( إشارات ،إيماءات ،ألوان ،أشكال،موسيقى رسوم.. ، ويعّد فهم هذا المنجز ( غالباً ما يكون ماضياً) وتكوينه وتحليله وإيجاد العلاقات الرمزية (الظاهرة ) كالشدة ،والتكرار، والكيفية ،ودرجات التأكيد ،وتسيد القيم والاتجاهات والتأييد والرفض.. ،هذه الميادين هي ما يدخل ضمن وظائف تحليل المضمون ، للوصول إلى اكتشافات وعلاقات بالإمكان تجزئتها أو تصنيفها (Classification ) ،ومن ثم إيجاد ارتباطها والكشف عنها على أساس (كمي ونوعي Quantityive and Specific ) ،ذلك ان تحليل الرسالة.. لكلماتها.. أشكالها.. ألوانها ..أو اية سياقات أو رموز تعبر عن المضمون الصريح لها قد تدلنا على مؤشرات متنوعة تساعدنا في سبر أغوار النص أو ( الإنتاج الاتصالي بشكل عام ) وهذا التصنيف أو التجزئة المنظمة يعمل على تفسير العمل ،وبالتالي التنبؤ بمقاصد منشئ الرسالة واتجاهاته وتأثيراته على المتلقي من خلالها ، ذلك ان التحليل الكمي المنظم يتيح لنا قياس مقاصد ومرجعيات المرسل (المرمز) وقدراته ،وبؤر التركيز القيمي أو التفضيل الذي انساق معه النص أو المادة الاتصالية قيد التحليل والدراسة،كما وتكشف عن دوافع( المرمز) وقيمه التي يؤمن بها ،والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها ،وهذه تتصل وتتفاعل باتجاهاته السياسية والدينية والاجتماعية وتكويناته المرجعية ( بيئة ،عقائد ، أفكار ، تأثيرات أخرى مختلفة ..).
هذه المرجعيات في ثنايا الرسالة ،يمكن الكشف عنها ضمن نظام التصنيف (Classification )اتساقاً مع أهداف البحث الرئيسة ،وبذلك فان الرسالة تعد الركن الأساس الذي يمكن عن طريقه فهم ماكان..وما يريد..( مقصدية المرسل ) والتنبؤ بإمكانية التغيير Change أو التأثير ( Effect ) الذي يمكن ان تحدثه الرسالة في الجمهور المتوقع ..
وتحليل المضمون كغيره من المفاهيم الاجتماعية ،لم يحسم بتعريف جامع مانع ( محدد بدقة ) إلى حد الاتفاق التام في ظل مشكلات حدود تطبيقاته وإجراءاته على المنجز الأدبي ،واللغوي ،والشكلاني ..بالرغم من التطور والتوسع الذي شهده في استخدام الأساليب والتقنيات على المستوى الدولي ، وفيما يأتي بعض التعريفات التي أوردها د.احمد بدر في أحد مراجع الاتصال ،واتخذه على أساس أغراضه الإجرائية كأداة للبحث العلمي (1):
• كما جاء به كابلان ، 1943(( تحليل المحتوى هو المعنى الإحصائي Statistical Semantics للأحاديث والخطب السياسية)).
• أما بيزلي (Paisley ) :1969 فيرى أن ((تحليل المحتوى هو أحد أطوار تجهيز المعلومات حيث يتحول فيه المحتوى الاتصالي إلى بيانات يمكن تلخيصها ومقارنتها وذلك بالتطبيق الموضوعي والنسقي لقواعد التصنيف الفئوي (Categorization Rule ) .
• ويرى بيرلسون ( Berelson ) : 1971-1952 على ان تحليل المضمون (( هو أحد الأساليب البحثية التي تستخدم في وصف المحتوى الظاهر أو المضمون الصريح للمادة الإعلامية وصفاً موضوعياً،منتظماً ، كمياً)). كما عرفه على انه (( أسلوب البحث الذي يهدف إلى تحليل المحتوى الظاهري او المضمون الصريح لمادة الاتصال ووصفها وصفاً موضوعياً ومنهجياً وكمياً بالأرقام ))(1).
• بينما أورد الدكتور محمد عبد الحميد( 2000 )لتحليل المضمون التعريف آلاتي (( مجموعة الخطوات المنهجية التي تسعى إلى اكتشاف المعاني الكامنة في المحتوى ،والعلاقات الارتباطية لهذه المعاني من خلال البحث الكمي ،الموضوعي ،والمنظم للسمات الظاهرة في هذا المحتوى))(2).
من جهة أخرى ينبغي توضيح نقطة هامة قد يغفل عنها بعض الباحثين ،وهي ان تحليل المضمون ليس منهجاً قائماً بذاته ،إنما هو مجرد أسلوب او أداة (استكمالية Complementary) يستخدمها الباحث ضمن أساليب وأدوات أخرى في إطار منهج متكامل هو : المنهج المسحي Survey Method ) إذ يسعى الباحث عن استخدامه إلى مسح جمهور القرّاء ،والمستمعين أو المشاهدين ،أو مسح الرأي العام أو المادة الاتصالية ( عن طريق تحليل المضمون ) كمجموعة المقالات والنصوص المسرحية أو الأشكال والتكوينات الفنية( اللوحات ، الرسوم ، المنحوتات ،أعمال السيراميك ) بغرض الوصول إلى (ارتباطات Correlations )معينة ،أو البحث عن قيم سائدة أو رموز دلالية أو يمكن التوصل أليها عن طريق تطبيق الإجراءات المنهجية الصارمة وعليه يمكن القول ومع ما ذهبت أليه التعريفات السابقة من وصف طبيعة أو غرضيه تحليل المضمون انه يتميز بالخصائص آلاتية :*
1- يسعى تحليل المضمون عن طريق تصنيف البيانات وتبويبها إلى وصف المضمون (المحتوى) الظاهر والصريح للمادة قيد التحليل .و لا يقتصر على الجوانب الموضوعية ، وانما الشكلية أيضاً.
2- يعتمد على تكرارات وردت أو ظهور جمل أو كلمات أو مصطلحات أو رموز أو أشكال ( المعاني المتضمنة في مادة التحليل) بناءً على ما يقوم به الباحث من تحديد موضوعي لفئات التحليل ووحداته .
3- يجب ان يتميز بالموضوعية ويخضع للمتطلبات المنهجية ( كالصدق والثبات ) ،حتى يمكن الآخذ بأحكام نتائجه ،على أنها قابلة للتعميم (Generalization) .
4- ينبغي ان يكون التحليل (منتظماً) ،وان يعتمد أساسا الأسلوب الكمي في عمليات التحليل ،بهدف القيام بالتحليل الكيفي على أسس موضوعية.
5- يجب ان تكون نتائج (تحليل المضمون ) مطابقة في حالة إعادة الدراسة التحليلية لذات الأداة وللمادة (قيد التحليل)،لضمان ثبات ( Reliability )النتائج – الاتساق عبر الزمن -أو عبر تطبيقها واقتراب نتائجها من قبل محللين آخرين ( التحكيم الخارجي ) أو لمدى اتساقها مع محكات خارجية معينة
6- ترتبط نتائج تحليل المضمون مع ما ورد من نتائج وصفية وتحليلية ونظرية ،بإطار عام وشامل ،ليتم وفقها تفسير الظاهرة أو المشكلة،أي انه في هذه الحالة يعد مكملاً لإجراءات منهجية أخرى تسبقه،أو تلحقه في إطار الدراسة الشاملة.
خطوات تحليل المضمون:
تعتمد خطوات تحليل المضمون بعضها على بعض ،بحيث تشكل وحدة ارتباطيه متناغمة متكاملة ،وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على الفروض والتساؤلات أو الموصوفات التي يسعى الباحثا الحصول عليها ويتساوق معها بالإضافة إلى طريقة وعدد العينة ونظامها بحيث تمثل مجتمع البحث تمثيلا شاملاً ودقيقاً، وكل خطوة من هذه الخطوات تتطلب قراءة وتفحصاً دقيقاً متتالياً للنص أو المنجز –المراد تحليله ومعايشته وترميزه ،بحيث يشكل حواراً صامتاً بين الباحث والرسالة فبالقراءة الكشفية ( Exposeition ) المتأنية يتضح للباحث الكثير من الارتباطات والرموز التي كانت غافلة أو غير محسوبة ، إذ تعد القراءة الكشفية (الاستطلاعية ( معيناً وتزيده تالفاً مع وحدات البحث وفئاته ،بحيث أشار إلى ذلك قديماً فلاسفة اليونان بالقول (( ان فهم أي نص يفترض قراءات ثلاث : الأولى لفهم ذلك الذي قاله الكاتب ،والثانية تخيّل ذلك الذي لم يقله ،والثالثة لاكتشاف ذلك الذي أراد ان يقوله ولم يعلن عنه ))(1) .
وبشكل عام يتم إجراء تحليل المضمون بخطوات منتظمة متعاقبة ،ألا انه ليست بالضرورة ان يجهد الباحث على اتباعها بهذا الترتيب ،ولكن مما تجدر الإشارة أليه هو ان تحديد مشكلة البحث وفروضه وأهدافه يعد نقطة انطلاق محورية لسلامة التحليل وصدقه وثباته ،وعليه يمكن استعمال الخطوات آلاتية كخطوط أو محاور عامة لإجراءات تحليل المضمون منهاتعليم_الجزائر2)
1- صياغة مشكلة البحث وفروضه أو تساؤلاته.
2- تحديد مجتمع البحث والعينة موضع الاختبار.
3- اختيار وحدة التحليل وتعريفها و إعداد (التصنيفات Categories ) لفئات المضمون الذي سيتم تحليله وتعريفها إجرائيا.
4- تأسيس نظام حساب كمي .
5- إجراء دراسة استكشافية لتحقيق الثبات Reliability .
6- ترميز المضمون بناءً على التعريفات الإجرائية التي تمت صياغتها (فقره4).
7- تحليل البيانات التي تم استخلاصها ومناقشتها في ضوء جداول أو تصنيفات.
8- استخلاص الاستنتاجات وتفسير المؤشرات الكمية والإحصائية.
واخيراً لابد من الإشارة هنا إلى خصائص وصفات تحليل المضمون بما أورده بيرلسون من تعريف والذي جاء فيه ( أسلوب بحث وصفي ،كمي ،منتظم ،موضوعي ،للمضمون الظاهر للاتصال)،فالمصطلحات موضوعي ومنتظم وكمي وظاهر ،هي التي تميز بين التحليل العلمي والوصف العادي المبني على ذاتية الباحث ،كما في الآراء التي تورد في الصحف والمجلات والأحاديث والأحكام الجاهزة والعابرة ،التي لا تستند إلى أساس منهجي صارم.
وكلمة (موضوعي Objective) تعني الفئات المستخدمة لتحليل المضمون يجب ان تكون بالغة التحديد ،بحيث يمكن لأي باحث آخر ان يتوصل إلى ذات النتيجة وبتكرارات قريبة مع نسبتها الرياضية ،والأداة نفسها والترميز ذاته.
أما كلمة (منتظم Systematic ) فتعني اختصار المضمون (المحتوى) موضوع التحليل ويتم وفق خطة رسمية منسقة سابقة الإعداد لاستبعاد إثبات نقطة معينة في ذهن الباحث ،دون غيرها ولتجنب التحيّز.
( والكمي Quantitative ) تعني التعبير عن نتائج التحليل في شكل رقمي بطريقة ما ،كتوزيع التكرارات وجداول التخيل ،ومعامل الارتباط،والنسب المئوية …وغيرها ،وهناك اتفاق عام على سهولة تحديد ما هو خطا وما هو صواب في اللغة الرياضية الدقيقة ،وهذا الأمر يفيدنا إلى حدٍ كبير في تعيين صدق التحليل وثباته.
وتعني كلمة( ظاهر Manifest ) ان تحليل الدلالة يتميز بالسهولة والوضوح وامكانية التصنيف ،أي ان يتم ذلك على قراءة السطور وليس على قراءة (مابين السطور ) كما يرى ذلك هارولد لاسويل( Lasswell ) (ودانيال ليرنر D.Lerner ) واثيل بول( A.Pool ).*
ويرى العديد من المتخصصين في مجال المنهج العلمي ان تحليل المضمون اسلوب ملائم للكشف الاستطلاعي ( Poll ) لكنه يجب ان يستكمل بضوابط واستحكامات اخرى نظراً لان النتائج التي يتوصل اليها البحث مشكوك في صحتها ،ومقدار الثقة فيها (Its Validity and Reliability ) ومن هذه الضوابط،بحسب ما يرى احد باحثي الاتصال والراي العام تعليم_الجزائر1) د.احمد بدر في كتابه الموسوم الرأي العام : طبيعته ،تكوينه ،وقياسه):
1- المقارنة المنهجية : أي مقارنة ذات الرسالة ( المادة قيد التحليل) في حقبتين زمنيتين مختلفتين( لضمان ثبات التحليل) ،وتسمى هذه الخطوة ( الاتساق عبر الزمن)، اواسناد بعض عينة التحليل إلى محكمين خارجيين- 2 أو اكثر-بشرط استعمال ذات الأداة التي استعملها الباحث ويتم استخراج معامل الاتفاق ،عن طريق معادلات إحصائية ،كمعادلة سكوت (*)..او (هولستى Holsti) وان الاخيرة هي الابسط والاكثر شيوعاً في الاستخدام ، فمثلاً لو افترضنا ان كلا المرمزان قد حللا( 24) حالة ، واتفقا في 18 حالة فان معامل الثبات طبقاً لطريقة هولستى تصبح كالاتي :
معامل الثبات = 2ت / ن1 + ن2 ………..( القانون)
حيث ت = عدد الحالات التي اتفق عليها المرمزان
ن1 = عدد الحالات التي رمزها الباحث الاول
ن2 = عدد الحالات التي رمزها الباحث الثاني
وطبقاً للمثل ، او الافتراض اعلاه فان معدل الثبات يستخرج كالاتي :
2 × 18 / 24+ 24 =
36 / 48 = 3 /4 = 75%
أي ان الباحثان اتفقا بنسبة 75%



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الدرس الأخير لمقياس علم الإعلام الثقافي

5/نظـريـة سـامنـر وليـام:
تقوم هذه النظرية على أنها مبنية على الطرق الشعبية أو العادات الإجتماعية بل هي المحتوى الأساسي للثقافة وهذه الطرق والعادات والتقاليد والآداب تشتق وجودها من التجربة الإجتماعية ومن خلال تفاعل الأفراد وتعاملهم مع بعضهم البعض.
يشير سامنر أن التصارع من أجل البقاء هو ضروري أي بقاء تلك الثقافة عنده أيضا تكون تلقائية وتتكون لدى الجماعة بصورة واعية ودون تأمل لأنها تبدأ بصورة عشوائية في تلبية حاجات الإنسان الطبيعية فينشأ الفرد وهو يجد نفسه أمام رصيد مدخر من العادات التي اتفقت عليها الجماعة فالعادات إذا سابقة على الفرد وتتموضع وتنمو مع التجربة دون تفكير منطقي في إيجادها ثم يكمل الفرد بناءها لأنه سوف يكون ملزما بمراعاتها حتى يحدث الإنسجام بينه وبين جماعته.
يقول سامنر:”إن الطرق الشعبية ليست من تكوين الذكاء البشري وليست من اتكار التأمل العقلي الهادف إن مثلها كنتائج القوى الطبيعية التي يستخدمها الناس ويسخرونها لتحقيق أغراضهم دون وعي منهم والتي تنمو مع التجربة…”

خصــوصيــات الثقــافــة:

خصـائـص الثقـافـة:
1/الثقافة نتاج إجتماعي إنساني:
إذ لا وجود لثقافة دون مجتمع ودون إنسان ولا يمكن أن نجد مجتمعا بدون ثقافة بل هناك من يصف الثقافة بأنها بشرية المجتمعات الإنسانية وهي تشمل جميع نواحي التراث الإجتماعي فكل ما يميز الحياة الإجتماعية عند الإنسان ومعنى إجتماعية الثقافة أن الأفراد يعيشون في جماعات منظمة ويشتركون في آدات أفعاله وسلوكاتهم كما إشتراكهم في قيمهم الثقافية.الثقافة نتاج يشترك فيه الأفراد من خلال الناحية المادية.
2/الثقافة ظاهرة تكيفية:
الثقافة تتغير وعملية تغير الثقافة هي تكيفية إذ تميل الثقافات إلى فترات زمنية معينة إلى التكيف مع البيئة الجغرافية وتكيف كذلك عن طريق الإستعارة والتنظيم (جسر فرانسيسكو) وذلك بنسبة البيئة الإجتماعية للشعوب المجاورة.
ملاحظة:يشير الباحثون الأنتروبولوجيون إلى وجود فرق بين مفهوم التغير الثقافي بصفة تكيفية وبين التغير الثقافي كعملية تاريخية.مثال: الفياضانات كعملية تاريخية تغير من ظروف المجتمع ومن ثقافته وكذلك الصلات التاريخية ما بين الشعوب.
3/الثقافة مكتسبة:
إن الثقافة لا تورث بيولوجيا عبر الجينات الوراثية بل تتكون من العادات التي يكتسبها كل فرد خلال خبرات حياته تتضمن الثقافة السلوك الذي يرتبط بتوقعات الجماعة التي يتعلمها الفرد خلال عملية التنشئة الإج ويكتسب الأفراد الثقافة من خلال صلاتهم وعلاقاتهم ببعض وتلعب اللغة دورا كبيرا في ذلك.
4/الثقافة إنتقالية تراكمية:
الثقافة تنتقل من جيل لآخر وذلك على شكل عادات وتقاليد ونظم وأفكار ومعارف وذلك عن طريق المخلفات المادية(الأهرام،سور الصين موسم جني الزيتون والرموز اللغوية كذلك) فهي تنتقل من وسط إجتماعي إلى وسط إجتماعي آخر (مطاعم ماكدونالد) وهذا معنى أنها تراكمية أي أن الفرد يستطيع أن يبني على أساس منجزات الأجيال السابقة فيضيف ويعدل بحسب السياق أيضا تلعب اللغة الأداة التي تتراكم بها الثقافة .
بأخذ نموذج عالم الأخبار والصور تفهم على سبيل المثال عملية تراكم وانتقال المفاهيم بالنسبة للممارسات الإعلامية.
5/الثقافة مثالية:
ينظر إلى العادات الإجتماعية التي تكون الثقافة على أنها نماذج مثالية ينبغي على أفراد الجماعة أو المجتمع أن يمتثلوا لها ويتكيفوا معها فالأفراد دائما يظهرون وعيا بمعاييرهم الثقافية الخاصة بهم ويبنون سلوكاتهم وفقها.
مثلا:ظاهرة الإستعراضات في بعض دول أمريكا الجنوبية الكارنفالات تمثل هذه الظاهرة سياق مثالي لدى المحتمع الصيني فالتنكر ثقافيا يمثل حلقة اتصالية ثقافية واستمرت من جيل لآخر فأصبحت متراكمة.



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

: المنهج التاريخي بالتفصيل


خطة البحث

مقدمــــة
1_تعريف المنهج التاريخي
2_ خصائص المنهج التاريخي
3_ أهمية المنهج التاريخي
4_ أهداف المنهج التاريخي
5_خطوات المنهج التاريخي
6_ نقد و تقييم المنهج التاريخي
خاتمـــة
المراجع

مقدمـــــة

يستخدم علماء الاجتماع و الباحثين في العلوم الأخرى المنهج التاريخي، عند دراستهم للتغير

الذي يطرأ على شبكة العلاقات الاجتماعية و تطور النظم الاجتماعية، و التحول في المفاهيم و القيم الاجتماعية، كذلك عند دراستهم لأصول الثقافات و تطورها و انتشارها و عند عقد المقارنات المختلفة بين النظم و الثقافات، بل أن معرفة تاريخ المجتمع ضرورية لفهم واقعه، و عليه و لأهمية المنهج التاريخي في مثل هذه الدراسات سوف نتعرف على خصائص و أهمية و خطوات هذا المنهج من خلال بحثنا هذا.

1)- تعريف المنهج التاريخي ” الإستردادي”:
أولا/ تعريف المنهج: و هو الأسلوب و الطريق المؤدي لمعرفة الحقائق أو الغرض المطلوب، كذلك نطلق عليه الوسيلة المؤدية إلى اكتشاف الحقائق و المعرفة العلمية.
ثانيا/ تعريف التاريخ لغة: أرخ، تأريخ، تسجيل حادثة ما في مكان ما و زمان ما.
ثالثا/ تعريف التاريخ اصطلاحا: عرفه ابن خلدون على أنه: ” إن فن التاريخ …لا يزيد على أخبار عن الأيام و الدول، و السوابق من القرون الأول، تنمى فيها الأقوال، و تضرب فيها الأمثال…و في باطنه نظر
و تحقيق و تعليل للكائنات و مباديها دقيق، و علم بكيفيات الوقائع و أسبابها عميق”. (1)
و هو تأريخ لماضي الإنسانية و الحضارات و ما تركه الإنسان من أثار مادية و ثقافية من خلال الكتابة و التدوين، و هو ذاكرة الشعوب و مرآة للأمة تعكس لنا حوادث الماضي
و حقبات من الزمن و التي كانت نتيجة تفاعل بين الأفراد في مكان ما و زمان ما.
رابعا/ المنهج التاريخي ” الإستردادي”: و سمي كذلك بالمنهج الاستردادي لأنه عملية استرداد و عملية إسترجاع للماضي، و هو منهج علمي مرتبط بمختلف العلوم الأخرى ، حيث يساعد الباحث الاجتماعي خصوصا عند دراسته للتغيرات التي تطرأ على البنى الاجتماعية و تطور النظم الاجتماعية في التعرف على ماضي الظاهرة و تحليلها و تفسيرها علميا، في ضوء الزمان و المكان الذي حدثت فيه، و مدى ارتباطها بظواهر أخرى و مدى تأثيرها في الظاهرة الحالية محل الدراسة و من ثم الوصول إلى تعميمات
و التنبؤ بالمستقبل.
بعض أعلام المنهج التاريخي:
– العلامة ابن خلدون: و استخدم المنهج التاريخي في دراسته للعمران البشري في تحليله لمراحل تطور الدولة و هرمها.
– ماكس فيبر: كذلك استخدم المنهج التاريخي في دراسته لبعض الفرق الدينية البروتستنتية و تأثيرها في المجتمع أنذاك.
– كارل ماركس: أيضا هو استخدم المنهج التاريخي في دراسته لصراع الإنسان مع الطبيعة و تطور النظم في المجتمع عبر مراحلها التاريخية.

بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث التاريخي:
1_ أن تكون للباحث ثقافة واسعة في اللغات و لا سيما لغة البحث
2_ أن يكون قادرا على فهم و تحليل القضايا
3_ أن تكون له خلفية تاريخية على موضوع البحث و خاصة المصطلحات الخاصة بوثائق البحث
4_ كذلك يجب أن تكون له معرفة بالعلوم الأخرى كالأختام و النقود و الجغرافيا و ذلك لأنه لا يمكننا دراسة الحادثة التاريخية بمعزل عن العلوم الأخرى
2)- خصائص المنهج التاريخي:
1- يعتمد على ملاحظات الباحث و ملاحظات الأخرون
2- لا يقف عند مجرد الوصف بل يحلل و يفسر
3- عامل الزمن، حيث تتم دراسة المجتمع في فترة زمنية معينة
4- أكثر شمولا و عمقا لأنه دراسة للماضي و الحاضر
3)- أهمية المنهج التاريخي:
1- يساعدنا في التعرف على البحوث السابقة
2- يساعدنا على معرفة تطور المشاكل و حلولها السابقة، و دراسة سلبيات و إيجابيات هذه الحلول
3- يساعد في التعرف تاريخ و تطور النظم و علاقتها بالنظم الأخرى و البيئة التي نشأت فيها
4- يمكننا هذا المنهج من حل مشاكل معاصرة على ضوء خبرات الماضي
5- لا يقتصر المنهج التاريخي على التاريخ و العلوم الاجتماعية فقط بل يتعدى استخدامه إلى العلوم الطبيعية، الاقتصادية، العسكرية،…الخ
6- يمثل تكامل بينه و بين المنهج المقارن.
4)- أهداف المنهج التاريخي:
1- التأكد من صحة حوادث الماضي بوسائل علمية
2- الكشف عن أسباب الظاهرة بموضوعية على ضوء ارتباطها بما قبلها أو بما عاصرها من حوادث
3- ربط الظاهرة التاريخية بالظواهر الأخرى الموالية لها و المتفاعلة معها
4- إمكانية التنبؤ بالمستقبل من خلال دراستنا للماضي
5- التعرف على نشأة الظاهرة

5)- خطوات المنهج التاريخي:
عند دراسة ظاهرة أو حدث تاريخي يتوجب على الباحث إتباع خطوات أثناء دراسته و هي كما يلي:
1- اختيار موضوع البحث: و نقصد هنا تحديد مكان و زمان الواقعة التاريخية، الأشخاص الذين دارت حولهم الحادثة، كذلك نوع النشاط الإنساني الذي يدور حوله البحث.
2- جمع البيانات و المعلومات أو المادة التاريخية: بعد الانتهاء من تحديد مكان و زمان الواقعة التاريخية يأتي دور جمع البيانات اللازمة و المتعلقة بالظاهرة من قريب أو من بعيد و تنقسم إلى مصادر أولية
و ثانوية.
2-1 المصادر الأولية: و تتمثل في السجلات، الوثائق، و الأثار، المذكرات الشخصية، محاضر اجتماعات…الخ.
2-2 المصادر الثانوية: و هي المعلومات الغير مباشرة و المنقولة التي تؤخذ من المصادر الأولية و يعاد نقلها و عادة ما تكون في غير حالتها الأولى و نجدها في الجرائد و الصحف و الدراسات السابقة أو الرقصات الشعبية المتوارثة الرسوم و النقوش و النحوت، الخرائط، التسجيلات الإذاعية و التلفزيونية .
3- نقد مصادر البيانات: و هذه مرحلة جد مهمة في البحث حيث يجب التأكد من صحة المعلومات التي جمعت و ذلك ليكون البحث أكثر مصداقية و أمانة و في ذلك قال ابن خلدون: ” و كثيرا ما وقع للمؤرخين و المفسرين و أئمة النقل من المغالط في الحكايات و الوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا أو سمينا و لم يعرضوها على أصولها و لا قاسوها بأشباهها و لا سبروها بمعيار الحكمة و الوقوف على طبائع الكائنات و تحكيم النظر و البصيرة في الأخبار فظلوا عن الحق و تاهوا في بيداء الوهم
و الغلط و لا سيما في إحصاء الأعداد من الأموال و العساكر إذا عرضت في الحكايات إذ هي مظنة الكذب و مظنة الهذر و لا بد من ردها إلى الأصول و عرضها على القواعد.”(1)
و يكون النقد داخلي و خارجي
3-1 النقد الخارجي: و يتضمن التأكد من صحة الوثيقة محل البحث و هو بدوره ينقسم إلى نوعين:
3-1-1 نقد التصحيح: و هنا يتم التأكد من صحة الوثيقة ونسبتها إلى صاحبها و ذلك ب:
“التأكد من صحة الوثيقة الخاصة بحادثة معينة أو أكثر، لتحديد مدى صحتها و مدى صحة نسبتها إلى أصحابها، و ذلك لما تتعرض له كثير من الوثائق من حشو و تزييف، و إضافات دخيلة، أو تحريف لأسباب كثيرة و أشكال متعددة، فالوثيقة قد تكون مكتوبة بيد المؤلف و إنما بيد شخص أخر، و لا توجد سوى نسخته الوحيدة هذه، فيكون من واجب الباحث تصحيح الخطأ في النقل، قد تكون الوثيقة متعددة النسخ
و أماكن التواجد، بحيث يحتاج الأمر إلى تحديد أصليها من ثانويها”.(1)
3-1-2 نقد المصدر: و في هذه المرحلة يتم التأكد من مصدر الوثيقة و زمانها و مؤلفها، للتأكد من نسبها لصاحبها و للتحقق من هذه النقاط وجب إتباع الخطوات التالية:
3-1-2-1 ” التحليل المخبري، حسب طبيعة مادة الوثيقة، كاستخدام التحليل بالفحم المشع، بالنسبة للوثائق الكاربوهيدراتية، و لكل مادة أساليب تحليل خاصة بها.
3-1-2-2 دراسة الخط و اللغة المستعملة
3-1-2-3 فحص الوقائع الوارد ذكرها في الوثيقة، و مقارنتها بأحداث العصر المنسوبة إليه
3-1-2-4 تفحص مصادر الوثيقة و الاقتباسات”.(2)

3-2 النقد الداخلي: و نقصد بذلك التحقق من معنى الكلام الموجود بالوثيقة سواء المكتوب حرفيا أو المقصود بطريقة غير مباشرة و كذلك فيه نوعين:
3-2-1 النقد الايجابي: و الهدف منه تحديد المعنى الحقيقي و الحرفي للنص، و ما يرمي إليه الكاتب و هل حافظ على نفس المعنى في الوقت الحالي أم لا.
3-2-2 النقد السلبي: هنا يتم التحقق من رؤية الكاتب لمشاهدة الوقائع بدراسة مدى خطأ أو تحريف الوثيقة، كذلك مدى أمانته في نقل الواقعة، و التأكد من سلامة جسمه و عقله و سنه يلعب دور كبير في التأكد من هذه المعلومات، كذلك معرفة ما السبب الذي أدى به إلى كتابة هذه الوثيقة و الإحاطة بجميع ظروفه أنذاك.

4- صياغة الفروض: و هي عبارة عن حل مؤقت لإشكالية البحث و الذي على إثره تتم دراسة الموضوع
5- تحليل الحقائق و تفسيرها و إعادة تركيبها:
هنا يتم تحليل الظاهرة الراهنة و التي هي موضوع الدراسة في ظل الحقائق التي قام بجمعها و التنسيق بين الحوادث، و من ثم تفسيرها علميا مبتعدا عن الذاتية معتمدا في ذلك على نظرية معينة.
6- استخلاص النتائج و كتابة التقرير:
و تعتبر هذه أخر مرحلة في البحث حيث تكون عصارة البحث بالخلوص إلى النتائج التي كان الباحث قد وضع لها فروض سابقة في البداية و كتابة تقريره النهائي حول الظاهرة المدروسة.

6)- نقد و تقييم المنهج التاريخي:
من إيجابيات المنهج التاريخي أنه:
1_ يعتمد المنهج التاريخي على المنهج العلمي في تقديم البحوث
2_ النقد الداخلي و الخارجي لمصادر جمع البيانات الأولية و الثانوية
3_ قليل التكلفة في جمع البيانات

كما تؤخذ عليه بعض المأخذ نذكر منها:
1_ المادة التاريخية لا تخضع للتجريب و ذلك لانقضائها، مما يصعب إثبات الفرضيات
2_ يصعب تعميم النتائج المتوصل إليها و التنبؤ بالمستقبل و ذلك لارتباط الظاهرة التاريخية بظروف مكانية و زمنية معينة
3_ صعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب مما يجعل الباحث الاكتفاء بالنقد الداخلي و الخارجي
4_ المعرفة التاريخية تعد ناقصة لما تعرض له من تزوير و تلف و تحيز في نقل الأحداث

خاتمــــــة

رغم الانتقادات أو المأخذ التي سجلت على المنهج التاريخي، إلا أنه يحتفظ بمكانته الخاصة ضمن

المناهج الأخرى، و يحظى بحصة الأسد من خلال اختياره في أغلب البحوث العلمية و ذلك لما له من أهمية في التعرف على ماضي و كيفية نشأة الظاهرة و تطورها عبر التاريخ مما يجعل الحلول ممكنة أمام الباحث و يسهل عليه تطبيق الحلول بطريقة علمية و موضوعية.

قائمة المراجـــــــع

1- عبد الرحمان ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، دار الهيثم، القاهرة، ط1، 2022.
2- عمار بوحوش، محمد محمود الديبات، مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ط3،2001.
3- صلاح الدين مصطفى الفوال، منهجية العلوم الاجتماعية عالم الكتب، القاهرة، ط5، دس.
4- خالد حامد، منهجية البحث في العلوم الاجتماعية و الإنسانية، جسور، الجزائر، ط1،2008.
5- سامية محمد جابر و آخرون، البحث العلمي الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، دط،2003.
6- محي الدين مختار، الاتجاهات النظرية و التطبيقية في منهجية العلوم الاجتماعية، منشورات جامعة باتنة، ج 1،دس.
7- صلا الدين شروخ، منهجية البحث العلمي للجامعيين، دار العلوم، عنابة، دط، 2022
8- محمود عبد الحليم منسي، مناهج البحث العلمي في المجالات التربوية و النفسية، مصر، دط،2003
9- المنهج التاريخيطــلب مساعدة حول بحث المـنــهج التاريخي – •[ منتديات طلبة الجزائر ]•.htm
10- المنهج التاريخيالمنهج التاريخي في مجال المكتبات والمعلومات بحث علمي في مفهوم المنهج التاريخي وعل


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

المقابله وانواعها

1- مقابله صحفية تجرى بهدف كتابه قصه خبرية، وهذه قد تكون عباره عن مجموعه من المقابلات يجريها المندوب مع ابطال القصة او شهود العيان هدف جمع الحقائق والمعلومات لكتابة القصة الخبرية، والصحفي فى هذا النوع من المقابلات يركز علي الاسئله التقليدية السته وهي: من، ماذا،متى،كيف،اين،لماذا..

2-مقابلة صحفيه لكتابة موضوع اخباري يقدم تفصيلات عن الخلفية المتعلقه بمن او ماذا جرى ؟

3-مقابلة صحفية لرسم صورة جانبيه ( Profile) لشخص معين ، فاذا كان هذا الشخص مألوفا للقراء ينبغي ان يقدم لهم الصحفي شيئا جديدا عنه اما اذا كان الشخصغير معروف فأنه يرسم لهم صورته بالكامل.وفي بعض الاحيان يكون ما يفعله الشخص او الجو الذي يعيش فيه أهم كثير مما يقوله فى رسم هذه الصوره الجانبيه.فعلي سبيا المثال اجرت صحيفه امريكيه مقابله مع احد زعماء الهند وكان مطلوبا للعداله بتهمه القتل، وكان يتخذ من المعبد المقدس ملجأ له وسط حماية تابعية، وتقول الصحيفة أنه على الرغم من ان الرجل لم يقل شيئا يستحق النشر ،الا ان المقابله لم تكن فاشله،فهناك مقابلات تجريها لانك تريد اجابات ، وهناك مقابلات اخرى تعرف الاجابات فيها مقدما، ولكنك تريد أن تضيف الى المقابله شيئا من الاثارة او التلةين، او تصف الجو المحيط بالمقابله او مزاج الشخص فلى المقابله او تحصل علي تصريح جيد منه.

4-القصة التجميعية:وهي التي تتم تجميع مادتها علي غرار الندوات،وتعطى للقاريء بعدا اعمق عن حدث جار، وذلك عن طريق جمع ارارء عدة أشخاص حول هذا الحدث ، ويستطيع الكاتب الصحفي ان يكتب قصة تجميعية للآراء أو التعليقات التي يجمعها حول موضوع معين.

5-مقابله صحفيه لعمل تحقيق صحفي متعمق وتستهدف المقابلات التي يجريها الصحفي لعمل التحقيقات الصحفيه الاجابة عن سؤالين اساسيين هما : كيف و لماذا..

6- حديث صحفي مستقل يستهدف الحصول علي أخبار او معلومات أو آراء وتختلف المقابلات الصحفية فمنها المقابلات الودية او المقابلات التصادمية او العدائية، وتتراوح هذه المقابلات بين المشاعر الفياضه ومحاولات الدفاع عن النفس.ويتوقف ذلك علي نوع المعلومات التي يسعي الصحفي الى الحصول عليها وعلي الظروف التي تتم فيه المقابلة.

مراحل اجراء الحديث الصحفي:

أولا: الاعداد للحديث الصحفي:
1- اختيار الشخصية واختيار موضوع الحديث:
تعتبر الاحداث الجاريه سواء المحلية أو الخارجية هي التي تحدد الشخصيات و الموضوعات التي يقوم الصحفي باجراء مقابلات صحفية حولها بشرط أن ترتبط هذه الأحداث بقضايا تهم الرأي العام أو تمس مصالح عدد كبير من القرء ، فأجراء تغيير وزاري قد يستدعي إجراء العديد من المقابلات مع رئيس الوزراء ، والوزراء الجدد حول سياستهم الجديدة ، وصدور قانون جديد للإسكان قد يستدعي إجراء حوار مع مزير الاسكان حول هذا القانون ومدي مراعاته لمصالح كل من الملاك والمستاجرين أو محدودي الدخل…..ألخ..

ثانيا:جمع المعلومات:
حتي يتمكن الصحفي من اجراء حديث جيد وناجح لابد أن يقوم بجمع المعلومات عن الشخصية التي سيجرى معها الحوار وعن الموضوع أو الموضوعات التي سيدور حولها النقاش ،فالبحث الموثق جيدا يعطى الصحفى المعلومات الخلفية التي يحتاجها لتوجية أسئلة جيدة..ولمقارنة اجابات الشخص مع ما توصل اليه الصحفي من خلال بحثه عن المعلومات ،أما الصحفى الذي لا يسعى الي الالمام بموضوع حديثه ويكتفي بما هو متاح او بالقدر اليسير من المعلومات فان معلوماته او حديثه يمكن أن يكون ناقصا وضحلا وغير دقيق وغير مثير…

وحتي يتمكن المحرر من جمع المعلومات المطلوبة لاعداد حديثه عليه أن يجيب اولا علي هذه الاسئلة:

1-ما هي المعلومات التي يريد ان يعرفها؟ هل تتعلق بواقعه حقيقيه ام تاريخا معينا؟ هل هي رقم تليفون ام اسم خبير ام معلومات خلفية ام احصاءات…..علي الصحفي ان يعد قائمه بالمعلومات التي يريدها لموضوعه..

2- لماذا يريد ان يعرف هذه المعلومات؟ هلي هي مهمه جدا لموضوعه ام ثانويه الاهميه، هل هي مثيرة للاهتمام ام يمكن الاستغناء عنها؟

3-كيف سيستخدم هذه المعلومات؟ هل ستنشر بالنص كما ذكرها المصدر ؟ هل ستستخدم لتحديد اسئله المقابله؟ عليك ان تحدد كل معلومه والدور المحتمل لها فى الموضوع..

4-كم الوقت لديك لتسليم الحديث؟ هل امامك اربع دقائق ام اربع ساعات ام اربع ايام ام اربع اسابيع؟ فى حاله قصة وقعت حديثا وامامك موعد نهائي للطبع يقترب بسرعه،عليك ان تستعين بأخبار الوكالات وان تستعين بالتليفون للحصول علي المعلومات..

من أين يحصل الصحفي علي المعلومات::؟؟
هناك مصارد عديدة يمكن للصحفي الحصول علي المعلومات من خلالها عن موضوع الحديث والشخصية التي سيجرى معها الحوار وهي:

أ-أرشيف الصحيفةاو ما يسمي بقسم المعلومات ويوجد به ملفات للشخصيات العامة من سياسين وادباء وعلماء وفنانين..وغيرهم…كما يوجد به ملفات للموضوعات والقضايا المهمه التي تدخل ضمن اهتمامات الصحيفة.

ب-المكتبة:ويوجد بالمكتبات كتب وابحاث ودراسات اجريت ربما حول الشخصيه التي سيجري معها الحديث او حول الموضوعات والقضايا التي سيناقشها الصحفي معها.كما انه بامكانه أن يطلع ايضا علي الكتب التي قد تكون من تأليف هذه الشخصية، فلو اننا سنجري حوار مع نجيب محفوظ بمناسبه حصوله علي جائزه نوبل مثلا فيمكن ان نقرا مؤلفاته وخصوصا الفائزه بالجائزة، والمؤلفات التي كتبت عنه، وبالمكتبات يمكن ان نعثر فى الموسوعات والمعاجم والكتب السنوية وغيرها علي ما نحتاج اليه من معلومات او احصاءات.وهناك ايضا قواعد البيانات وبنوك المعلومات الالكترونية..

ج-الاتصال بالصحفيين الذين سبق لهم اجراء مقابلات مع هذه الشخصيه فقد يكون لديهم معلومات مفيدة عن شخصيه المتحدث.

د- الاتصال بأصدقاء الشخصيه القدامى وزملاء دراسته وذلك فى حاله الاعداد لحديث يستهدف تصوير جوانب فى شخصية المتحدث..

إعداد الاسئله::

ان المحرر الذي يذهب الي المقابلة بدون اسئله معدة سلفا، قد يضيع منه الموضوع الاصلي الذي جاء من اجله، وقد ينحرف به المتحدث الي مجلات بعيده عن نطاق الموضوع الاصلي..

والكقابله هي رحله استكشاف وانت احيانا تعرف اين ستذهب واحيانا اخري لاتعرف ويجب ان يكون لديك دائما فكره عن السبب الذي من اجله ستجري المقابلة مع شخص ما..

وقد تسعي اسئله الحديث الصحفي الي ايجاد اجابات علي الاسئله الخمسه او السته(من، متى،ماذا،أين،كيف،لماذا).ويمكن ان تكتفي بالتركيز علي عدد قليل من هذه الاسئله..وتجدر الاشاره ال ان مرحله اعداد وجمع المعلومات تفيد الصحفي فى تجنب الاسئله الى سبق توجيهها للمتحدث..

**** أفضل الاسئله فى الحديث الصحفي:

&_يري الخبراء ان افضل سؤالهو الذي يصاغ بطريقة تشعل فى المتحث الرغبة فى الاجابه عليه بطريقة مثيرة للاهتمام وحافله بالمعومات..

&_التركيز دائما علي الاسئله التي تبدا بكيف ولماذا لانها تبحث عن رأي يظهر شخصيه المتحدث ويساعد الصحفي علي تقييم وجهه نظره..

&_أسئله الحديث الصحفي يجب ان تكون ايجابية وليست سلبيه بمعني ان اجاباتها تقدم معلومات او وجهات نظر..

******أسوا الاسئله فى الحديث الصحفي::
&_السؤال المكون من جزئيين يقطع افكار المتحدث..

&_ السؤال بالايجاب بالنفي كان تسأله هل سترشح نفسك ام لا…فقد يقول لا لانه لا يرد ابلاغك بخطته..

&_ الاسئله التي يزيد طولها عن ثلاث جمل فهي لاتعتبر سؤال بل خطبه تفقد المتحدث الاهتمام بالسؤال..

&_الاسئله التي اجابتها نعم أو لا..

(إجراء المقابلة الصحفية)

*تحديد موعد اللقاء:
بعد الاعداد الكافي للحديث الصحفي يبدا المحرر فى الاتصال بالشخصيه:

1-الاتصال التليفوني
2-المقابلة الشخصيه
3-السكرتارية، او بعض الاصدقاء، او العلاقات العامة

ويمكن تصنيف الاشخاص الذين يمكن ان ياتقي بهم الحفي الي ثلاث انواع:

1-الفئه المتعاونة:وهي فئه مستعدة للحديث الي الصحافه ولا تحاول وضع عراقيل امام الصحفي..

2-الفئه المترددة:وهي فئه قلقله متوترة تحب الحديث مع الصحافة ، ولكنها تخشي فى الوقت نفسه من تبعات التحدث الي الصحفيين.

3-الفئه المتهربة:وهي الفئه التي تكره الحديث الي الصحافه ولا تثق فى الصحفيين ولا تتحدث الا بحساب.فهي فئه قليلة الكلام.

وحتي تتمكن من اجراء الحديث الصحفي ينصحون بالاتي:
_ التركيز علي ما يريد الناس التحدث عنه بدلا مما لايريدون مناقشته

_التغلب علي الذين يعوقون اجراء المقابله مثل السكرتارية او العلاقات العامة.

_إقناع الشخص باجراء المقابله من خلال احساسه بالفخر او العداله ، اشبارع حاجته الي الاهتمام [ان الجمهور يريد معرفه الكثير ، التاكيد علي أهميه نشر نص أقواله بوصف خبيرا فى الموضوع.

&&_تسجيل الحوار:
هناك طريقتين لتسجيل الحوار الصحفي:

1-التسجيل فى النوته او دفتر الملاحظات:
يعتمد بعض الصحفيين علي تدوين قليل من الملاحظات معتمدين علي ذاكرتهم لكتابة كل ما سمعوه بعد انتهاء المقابلة..وهذا يتطلب السرعه فى الكتابة واجادة فن الاختزال.

2-استخدام اجهزه التسجيل:
وهذه الطريقة اصبحت شائعه بعد انتشار اجهزة التسجيل صغيرة الحجم.ويجب علي الصحفي التأكد من التي:

_التأكد من الآله تعمل بكفأه.
_ان ياخد معه شرائط وبطاريات كافية.
_أن يستأذن الشخصيه فى استخدام جهاز التسجيل.
_اذا طلب المتحدث عدم تسجيل جزء من الحوار فأغلق الجهاز.

ويعيب هذه الطريقه هو ان تفريغ الشرائط يأخد وقتا طويلا..

((كتابة الحديث الصحفي))

أولا: أسلوب الهرم المقلوب:
ويتكون من جزئين المقدمه وجسم.ويستخدم فى الاحاديث التي تجري مع الشخصيات المهمه مثل الملوك والرؤساء وكبار رجال الدوله.ويتم فى المقدمه ابراز الاخبار والتصريحات الاكثر اهميه ثم فى الجسم باقي المعلومات الاقل اهمية.

ثانيا:أسوب الهرم المتدرج:
ويتكون من جزئين: مقدمه وجسم ويستخدم مع الشخصيات الاقل اهميه..ويقوم باختصار الاقوال الغير هامه..

ثالثا: أسلوب الهرم المعتدل:
ويتكون من ثلاثه اجزاء مقدمه وجسم وخاتمه ويستخدم فى احاديث التي يكون القاريء ليس متعجلا فى قراءتها او يقراها بهدف التسلية والامتاع، او التي تستهدف اثاره اهتمام القاريء تدريجيا.

رابعا:اسلوب الهرم المعتدل المتدرج:
وهو يشبه القالب السابق ويختلف عنه فى انه يسمح بالتزاوج بين الاقوال المقتبسه وتلخيص الاقوال الاخ




التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

كيفية دراسة الحاله مع مثال تطبيقي


دراسة الحالة الفردية من أهم الأعمال الإرشادية التي يقوم بها المرشد الطلابي في المدرسة ؛ بل إنها الميزة التي تميزه عن غيره ، وتعد من أدق الأعمال الإرشادية لما تتطلبه من خبرة ودراية ومهارة فنيه وتدريب عالى للقيام بها

ما المقصود بدراسة الحالة ؟

تعتبر دراسة الحالة من الأدوات الرئيسية التي تعين المرشد النفسي على تشخيص وفهم حالة الفرد وعلاقته بالبيئة .
والمقصود بدراسة الحالة أنها جميع المعلومات المفصلة والشاملة التي تجمع عن الفرد المراد دراسته في الحاضر والماضي ، وتعد دراسة الحالة تاريخ شامل لحياة الفرد المعني بالدراسة وتاريخ الحالة ما هي إلا جزء من دراسة الحالة ، وتعتبر دراسة الحالة الطريق المباشر إلى جذور المشكلات الإنسانية .

مصادر اكتشاف الحالة :

1 ـ الطالب نفسه : عندما يلجأ إلى المرشد الطلابي لطلب المساعدة في حل مشكلته التي يعاني منها
2 ـ المرشد الطلابي : وذلك من خلال ما يلاحظه أو يسمعه عن سلوكيات بعض الطلاب خلال أدائه لعمله الميداني .
3 ـ المواقف اليومية الطارئة : عندما تتكرر هذه المواقف على طالب أو أكثر مما يستدعي الأمر تحويله إلى المرشد الطلابي لدراسة حالته .
4 ـ إدارة المدرسة : وهو عندما يحول الطالب من قبل المدير أو الوكيل لغرض علاج حالته وبحثها .
5 ـ المعلمون : وهي ما يتم ملاحظة تلك السلوكيات من قبل المعلمين داخل الفصل أو خارجه لكي يتم تعديله ومسايرة زملائه الطلاب الآخرين

6 ـ الأسرة : وتتم عندما يتم مقابلة المرشد الطلابي لولي الأمر وإشعاره ببعض السلوكيات والتصرفات التي تصدر من ابنه ويطلب من المرشد الطلابي دراسة حالته ومساعدته .
7 ـ أعضاء جماعة الإرشاد الطلابي : من خلال تلك البرامج التي تعمل على تكاتف العمل بين المرشدالطلابي وأعضاء الجماعة والتعاون بينهم في القضاء على بعض السلوكيات التي قد يلحظونها على زملائهم وذلك في منتهى السرية .

أهداف دراسة الحالة :

تهدف دراسة الحالة إلى :
1 ـ تحقيق الصحة النفسية للمسترشد وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي له .
2 ـ إزالة ما يعترض سبيل المسترشد من عقبات وصعوبات ومساعدته في التغلب عليها ، أو التخفيف منها واستبعاد الأسباب التي لا يمكن إزالتها .
3 ـ تعديل سلوك الطالب إلى الأفضل .
4 ـ تعليم الطالب كيف يحل مشكلاته ويصنع قراراته بنفسه .

حصر الحالات التي ينبغي الاهتمام بها من قبل المرشد الطلابي:

يمكن حصر الحالات التي ينبغي توجيه اهتمام المرشد الطلابي في ميادين كثيرة أهمها :
1 ـ حالات التأخر الدراسي مثل : متكرر الرسوب ، الرسوب في أكثر من نصف المواد ، الرجوع إلى الدراسة بعد الانقطاع .
2 ـ حالات سوء التكيف الاجتماعي مثل : عدم التوافق مع أنظمة المدرسة أو الزملاء أو المعلمين العدوانية والمشاكسة المستمرة .
3 ـ حالات الإعاقة : مثل ك عدم سلامة الحواس (( السمع أو البصر )) أو جهاز النطق ـ العرج والشلل ـ الربو وضيق التنفس .
4 ـ الحالات النفسية مثل : الخجل ـ القلق ـ الاكتئاب ـ الانطواء ـ الخوف المرضي ـ الوسواس ـ توهم المرض ـ
وليس كل حالة من تلك الحالات يتم بحثها على الفور ولكن إذا لاحظ المرشد الطلابي أن تلك الحالة التي يعاني منها الطالب قد أثرت على سيره الدراسي أو الأخلاقي بصورة عكسية .

أدوات الدراسة :

1 ـ المقابلة في الإرشاد النفسي ، ويمكن الرجوع إلى كتاب المقابلة في الإرشاد النفسي للدكتور / محمد ماهر عمر فهذا أفضل كُتَّاب المكتبة كتب في المقابلة .
2 ـ الملاحظة ( ملاحظة السلوك الخاضع للدراسة ) .
3 ـ السيرة الذاتية : وهي ما يكتبه الطالب { المعني بالدراسة } عن حالة وما يعانيه لا سيما إذا كان الطالب لا يستطيع التعبير عن مشاعره أو أفكاره .

ماذا نقصد بوصف المشكلة ؟
المقصود بوصف المشكلة توضيح الظروف والأعراض التي رافقت حدوث المشكلة والمظاهر الخارجية التي لوحظت على الحالة كالعدوانية ، الخجل ، الغياب عن المدرسة ، النوم في الفصل دون ذكر أسباب المشكلة أو التعرض للجهود العلاجية .

ما هي الأفكار التشخيصية الأولية ؟
هذا أول ما يتبادر إلى الباحث من الأسباب التي أدت إلى المشكلة ولكن ما يذكره الباحث في هذا النوع من التشخيص ليس بالضرورة هي أسباب حقيقية بل يمكن تغييرها مستقبلاً عندما تكتمل الصورة عن المشكلة ، وعندما يفهم الباحث المشكلة بصورة أكثر بحسب ما يتوافر لديه من معلومات .

متى تتم إحالة المشكلة للجهات المختصة ؟
عندما يدرك الباحث أن المشكلة التي بحوزته ليس بمقدوره أن يقدم لها المساعدة المطلوبة إما لنقص في قدرات المرشد أو أنها ليست ضمن نطاق عمله التخصصي يعمل على تحويلها إلى شخص آخر أكثر منه خبرة ودراية وتدريب أو يحيلها إلى مراكز العلاج النفسي .

ما هي العبارة التشخيصية ومما تتكون ؟
هي عبارة عن خلاصة ما توصل إليه المرشد من معلومات بعد تحليلها وتفسيرها واستبعاد ما ليس له علاقة بالمشكلة ، وتتكون العبارة التشخيصية من :
أولاً : المقدمة :والمقصود بالمقدمة بعض البيانات الأولية التي تدل على الحالة كرمز الطالب مثلاً طالب مسترشد اسمه / محمد عبدالله القحطاني ـ الرمز ( م ، ع ، ق ) ـ الصف الدراسي : الرابع ابتدائي ـ المرحلة : الابتدائية ـ العمر 10 سنوات .
الشكوى : (( يعاني الطالب من صعوبة في النطق )) .
التصنيف العام : مشكلة صحية نفسية .
التصنيف الخاص (( الطائفي )) : صعوبة في النطق .

ثانياً : الجوهر : والمقصود بالجوهر الأسباب الذاتية والبيئية التي كونت المشكلة وهي مترابطة متشابكة متداخلة يرتبط فيها الحاضر بالماضي ، وتؤثر العوامل البيئة في الذاتية .. فمثلاً سوء معاملة الوالدين للطفل والقسوة عليه تؤديان إلى : إما للعدوانية أو الخجل والانطواء … إلخ .

أ ـ العوامل الذاتية وتشمل :

* الحالة الجسمية : كالأمراض العضوية { صعوبات الكلام ، ضعف السمع أو البصر .. وغيرها } .
* الحالة النفسية : كالخجل العدوانية والوسواس القهري .
* الحالة الاجتماعية : كالانعزال وعدم وجود صداقات للطالب وسوء التكيف الاجتماعي .
* الحالة العقلية : كنقص الذكاء وصعوبة التعلم وبطء التعلم .. إلخ .
العوامل البيئة :
وتعني جميع المؤثرات الخارجية التي تؤثر في شخصية الفرد ، أي العوامل التي تشكل ضغطاً على الطالب كالأسرة والمدرسة والمجتمع .

ثالثاً : الخاتمة :تعني الخاتمة أهم التوصيات العلاجية مع الإشارة إلى نوعية الطريقة التي سيسلكها المرشد في علاج المشكلة بدون تفصيل ، كما ينبغي الإشارة إلى نقاط القوة لدى المسترشد لاستثمارها في العلاج ونقاط الضعف لعلاجها .

الهدف العلاجي :لكل مشكلة من المشكلات النفسية والاجتماعية أهداف ، هذه الأهداف توجدها وتحددها الحالة المعنية بالدراسة ، ويمكن تلخيص أهم الأهداف العلاجية بما يلي :
1 ـ تعليم المسترشد كيف يحل مشكلته بنفسه ويصنع قراره بنفسه أيضاً دون الحاجة إلى اللجوء إلى
المرشد مستقبلاً .
2 ـ مساعدة المسترشد في التغلب على المشكلات التي يعاني منها .
3 ـ الرفع من مستوى الطالب التحصيلي والعلمي .
4 ـ تحقيق الصحة النفسية للمسترشد .

رسم خطة العلاج :يعتمد علاج المشكلات النفسية والاجتماعية على مدى ما توفر للمرشد من معلومات عن الحالة ، وعلى مدى فهم المرشد للمشكلة فهماً صحيحاً دقيقاً ليتمكن من خلال ذلك من وضع خطة علاجية مناسبة للحالة التي بين يديه .
كما أن العلاج يعتمد اعتماداً كلياً على إزالة الأسباب الذاتية والبيئة التي كونت المشكلة ، وتخليص المسترشد من تأثيراتها الضاغطة عليه ، ولكن ليس بمقدور المرشد إزالة كل الأسباب لأن هناك أسباباً لا يمكن إزالتها أو القضاء عليها ولكن يمكن أن يعمل المرشد على التخفيف من وقعها على المسترشد ، ومساعدتها في التكيف مع وضعه المزري ، وهذا في حد ذاته أفضل من ترك الطالب عرضه للصراع والتوتر والقلق .
وعلاج المشكلات النفسية والاجتماعية يعتمد اعتماداً كلياً ـ أيضاً ـ على التشخيص الدقيق بنوعيه التشخيص الذاتي والتشخيص البيئي ولا ينبغي التفكير بأن تقسيم التشخيص إلى ذاتي وبيئي أنهما منفصلان ولكنهما متداخلان يؤثر بعضهما على الآخر .

متابعة الحالة :يعني تتبع الحالة متابعة الحالة لمعرفة مدى التحسن من عدمه ، فأحياناً يتحسن وضع الطالب الخاضع للدراسة لمجرد العناية والرعاية ، وهذا ما يطمح له المرشد ، ولكن أحياناً لا يتحسن وضع الطالب لأسباب غير مقدور عليها ، وعلى سبيل المثال فإن متابعة الحالة تتم على النحو التالي :ـ
1 ـ اللقاء بالمسترشد بين فترة وأخرى للسؤال عن حالته .
2 ـ اللقاء ببعض المعلمين لمعرفة مدى تحسن الطالب علمياً وملاحظتهم على سلوكه .
3 ـ الاطلاع على سجلات الطالب ودفاتره ومذكرة واجباته .
4 ـ الاتصال بولي أمره إما تلفونياً أو بطلب حضوره للمدرسة لمعرفة وضعه داخل الأسرة ،
ولابد أن يذكر المرشد تاريخ المتابعة ومتى تمت .
إنهاء الحالة :
يمكن للمرشد الطلابي إغلاق ملف الحالة إذا رأى وأحس ألا فائدة من الاستمرار فيها
للأسباب الآتية:
1 ـ انتقال الطالب من المدرسة أو تركه لها .
2 ـ إحساس المرشد أنه لا يستطيع تقديم المساعدة للتلميذ ، عندئذٍ يقوم بتحويل الحالة لوحدة الخدمات الارشادية او لجهة اختصاص اخرى
أكثر منه خبرة .
3 ـ أن تكون الحالة ليست في نطاق عمل المرشد كالأمراض النفسية والعقلية وغيرها ، فيقوم
المرشد بتحويلها للعيادة النفسية ، ويتولى هو دور المتابعة .
4 ـ عندما يتحسن المسترشد ، ويدرك المرشد أن المسترشد قد تعلم كيف يحل مشكلاته بنفسه .


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

دور وسائل الإعلام في تشكيل المجتمع

دور وسائل الإعلام في تشكيل المجتمع

تعدّ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية.
وهذا ما يكسبها أهميتها في عملية بناء المجتمعات، ويمكن الزعم بأنها احد العناصر الأساسية في المساهِمة في تشكيل ملامح المجتمعات. وإذا كان دور وسائل الإعلام في أي بيئة مجتمعية يتحدد بالأثر الذي تستطيع أن تحدثه فيها، فمن الممكن أن نقسّم وسائل الإعلام باعتبار تأثيرها في المجتمعات قسمين: قسم مؤثر وفاعل، وقسم غير مؤثر وغير فاعل.
كما يمكن تفريع القسم الأول منهما إلى اتجاهين: سلبي وإيجابي، وذلك باعتبار الهدف الذي يسعى إليه القائمون على كل اتجاه، ولأن الإيجابية والسلبية من الأحكام النسبية، ليست ثابتة أو محددة.
فإن الضابط الذي يُستخدم هذين الحكمين على أساسه هنا هو ضابط الانسجام مع متطلبات الهوية العربية الإسلامية في ما يُقدَّم إعلاميًا عبر القنوات المختلفة، من حيث طبيعة المادة المقدمة، وما ترسخه من قيم فكرية وثقافية واجتماعية.
ويختلف القسم الثاني، وهو قسم وسائل الإعلام غير المؤثرة عن الاتجاه السلبي من القسم الأول في الجوهر الأساسي للموضوع، وهو حقيقة الدور الذي يؤديه كل منهما في تشكيل المجتمع وبنائه؛ فوسائل الإعلام غير المؤثرة أو الفاعلة لا تؤدي أي دور في المجتمع، وبالتالي لا تقوده إلى أي اتجاه.
وهي غير معنية بما تقدمه للمجتمع وأفراده، ولا تقوم بأكثر من التوصيل لكن دون أسس واضحة، ودون معرفة حقيقية بما يجب أن يقدم، وما يجب أن تكون له الأولوية من بين ما يقدم.
والقائمون على مثل هذا النوع من وسائل الإعلام هم الذين دخلوا السلك الإعلامي إما مصادفة، أو دون رغبة أصيلة في الممارسة الإعلامية، أو دون هدف أو وعي حقيقي بالدور الذي تتحمل المؤسسة الإعلامية عبئه، لتكون ذات فائدة ونفع للمجتمع.
أما الاتجاه السلبي من القسم ذي التأثير في المجتمع فيختلف من حيث وجود الهدف، ووضوح الرؤية والوسيلة أو الأداة التي تساعد على تحقيق الهدف، والقائمون عليه لا يتحركون خبط عشواء.
إنما وفق خطط ومنهجيات مدروسة بعناية، وهم يملكون تصورًا واضحًا لما يريدون الوصول إليه، ويسعون جاهدين إلى تحقيقه -أو هكذا يبدو- وكأنهم يريدون أن ينشروا ثقافة أو فكرًا أو نمطًا حياتيًا وسلوكيًا بين أفراد المجتمع.
وإذا كان ضابط الإيجابية والسلبية -كما تحدد في هذا المقال- هو الانسجام مع متطلبات الهوية العربية والإسلامية فإن الكثيرين يمكن أن يتفقوا على أن ما يُقدم إعلاميًا عبر الوسائل المختلفة المتوافرة في الدولة، والمتكاثرة -أو المتوالدة- يومًا بعد يوم يتوزع ما بين قطبي السلب والإيجاب.
ولأن سطور مقالة واحدة لا تكفي للكلام بشمولية عن الواقع الإعلامي في الدولة، فإنني سأكتفي بمثال واحد وهو الإعلام المسموع، أو الراديو، الذي لم يخبُ أثره، ولم يقل عدد المستمعين إليه، والمتأثرين به، والمتفاعلين معه.
ومع ما يقدم عبر أثيره من برامج رغم ظهور بدائل أخرى كثيرة، ربما تفوقه في كثير من المميزات، إلا أنه ظل محتفظًا بسحره مثبتًا قدرته على الاحتفاظ بجمهور عريض حريص على التواصل، بل والتنافس في ذلك، مع ما يكلفه هذا التواصل الحثيث من بذل وقت ومال لتحقيقه.
إن مثل هذه الصفات التي توافرت للإعلام المسموع جديرة بأن تجعله قبلة لأصحاب الفكر الهادف، الواعي بما يحدق بالأمة العربية والإسلامية من مخاطر، وما تعانيه من ضغوطات على جميع المستويات، وما تمرّ به الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج من حروب ومآس وحصار واحتلال.
لقد كان من الأولى أن يُستغَل الإعلام المسموع لتوعية الأجيال الشابة بقضايا أمتها وبواقعها المعاصر، لتنشأ نشأة مختلفة عما نراه اليوم بين شبابنا، الذين يتعرضون لتسطيح إعلامي يأخذهم نحو الانشغال بالأمور التافهة والشكلية، ويلهيهم عن القضايا المهمة والمصيرية، فنتج لدينا جيل جميل الشكل لكنه مجوّف.
ومفرّغ من الداخل، يتداعى مع أول هبة ريح، ولا تجدي محاولاتنا بعد ذلك في جبر الكسور الكثيرة المترتبة على سقوطه السهل لأنه هش وأضعف من أن يخضع لأي عملية إصلاح.
إن حالة الخواء الثقافي والفكري التي نلاحظها في كثير من شبابنا هذه الأيام لم تأتِ من فراغ، ولكنها نتيجة ما يتعرض له هؤلاء الشباب من قِبَل وسائل إعلام إما لا تعرف حقيقة دورها وأثرها في المجتمع، أو انها تعرف ذلك وتدركه جيدًا وتوظف تلك المعرفة وذلك الإدراك لإنشاء جيل من الشباب الأجوف، اللاهي بملذات الحياة وشكلياتها.
وكأن الدنيا أصبحت محصورة فيها، فأصبحنا نكرسها ونرسخ الاهتمام بها عبر وسائل إعلامنا الموقرة في كل لحظة، وبكل وسيلة، لا نوفر جهدًا ولا وقتًا، مغفلين القضايا الحقيقية والأمور المصيرية التي يجب أن نوجه إليها شبابنا كي يكونوا عدّة لنا في المستقبل وسط عالم يمور بالمتغيرات.
إن الإعلام أمانة ومسؤولية، والمؤسسة الإعلامية كالمؤسسة التربوية من حيث أثرها في تشكيل بنية المجتمعات ورسم ملامحها، وقد يتفوق أثر المؤسسة الإعلامية على التربوية نتيجة عوامل مختلفة، منها طبيعة المادة التي تقدمها كل منهما ومدى مناسبتها لأهواء المتلقين.
وتنوع أشكال المؤسسات الإعلامية، ومرافقتها لأفراد المجتمع في مختلف الأوقات والأماكن بعكس المؤسسة التربوية، وغير ذلك من عوامل، مما يستوجب استثمار الإعلام في توجيه شبابنا نحو ما يعود بالخير والنفع على مجتمعنا على الأمد البعيد؛ فالأجيال التي تنشأ على متابعة سباقات الأغاني، وتوزيع التحيات الصباحية شرقًا وغربًا.
وإرسال إهداءات الأغاني صباحًا ومساء، لن تستطيع أن تقدم شيئًا مفيدًا لمجتمعها ولوطنها، ولن تستطيع أن تنقل معرفة حقيقية للأجيال اللاحقة، وقد تكون حلقة في سلسلة لا يستطيع أحد أن يتوقع طولها.

د. فاطمة البريكي, جامعة الإمارات, المصدر: البيان الإماراتية-7-4-2006



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

بحث حول حقوق التأليف

مقدمة .
الفصل الأول:حقوق المؤلف و حمايته .
المبحث الأول: ظهور فكرة حماية حقوق المؤلف .
المبحث الثاني : تعريف المؤلف و أنواع حقوقه .
المبحث الثالث : ارتباط الصحفي بحقوق المؤلف.
الفصل الثاني :حقوق المؤلف من خلال التشريع الجزائري.
المبحث الأول : مرسوم 1973.
المبحث الثاني : مرسوم 1997.
المبحث الثالث : مرسوم 2022.
المبحث الرابع : مرسوم 2022.
الخاتمة .
المقدمة :
إن حق المؤلف مؤسس على فكرة أنه لا توجد ملكية أكثر تعلقا بشخصية صاحبها من إنتاجه الفكري، فلا يمكن أن ننكر ما وصلت إليه البشرية من حضارة مدنية و تقدم علمي، أدبي، فني إلى فكر العلماء و المؤلفين مند فجر التاريخ إلى وقتنا الحالي و من الطبيعي أن يلقى هدا الفكر كل حماية و مكافأة و تقدير و دلك بإيجاد تعويض مادي و كذلك من الناحية المعنوية حيث أن المصنف انعكاس لشخصية المؤلف في أن يلقى الاحترام و التقدير و ضمان بقاءه على الصورة التي يراها مرضية و هده الحماية مكرسة بموجب اتفاقية برن 9 سبتمبر 1886 صادقت عليها 88 دولة و تعطي هده الاتفاقية للمؤلفين أعلى درجات الحماية و توفر لهم أكثر الضمانات الفعلية فالمعاهدة تسعى إلى حماية المؤلفين ليس فقط على رعاياها بل حتى البلدان الأعضاء و بهده النصوص بسط المشرع الجزائري حمايته على المصنفات التي يبدعها المؤلفون مهما كان نوعها و نمط تفسيرها و درجة استحقاقها فتكونت حقوق المؤلف من خلال نصوص قانونية تضمن للمؤلف التمتع بحماية قانونية على مؤلفاته من الناحية المالية و من الناحية المعنوية و تعيش الجزائر مند صدور أمر 97-10 مرحلة تتمثل في تشجيع حقوق المؤلف التي بدأ الاهتمام بها نظرا للتطورات التكنولوجية. ففيما تتمثل النصوص القانونية التي تعطي للمؤلف حقوقه .
الفصل الأول : حقوق المؤلف و حمايتها :
المبحث الأول : ظهور فكرة حماية حقوق المؤلف
لم يكن القانون في الماضي يحمي حق المؤلف أو ما يسمى بالملكية الأدبية و الفنية فكان حقه مهمشا و قد كانت فرنسا في العهد الملكي أسبق الدول في مجال حماية حق المؤلف حيث يحصل على إذن ملكي بطبع كتابه على سبيل الرقابة و جاءت حمايته عن طريق هدا الادن
ثم قامت الثورة الفرنسية و أصدرت أول تشريع لحماية حق المؤلف في سنة 1791 بالنسبة لمؤلفي المسرحيات فجعل للمؤلف وحده الحق في نشر مسرحيته طوال حياته ثم لورتثه مدة خمس سنوات بعد موته ثم صدر قانون في العالم التالي بسط الحماية على جميع المصنفات الأدبية مع جعلها طوال حياة المؤلف بالقانون الذي أصدرته سنة 1810 ثم تلتها الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1831.
و قد أشئت في باريس جمعية دولية لرعاية حق المؤلف دوليا في ديسمبر 1878 و للدفاع عنه بجميع عنه بجميع الطرق ووضعت نمودجا لمشروع قانون لحماية حق المؤلف و بفضل هده الجمعية عقدت معاهدة برن في 19 سبتمبر 1886 بين كثير من الدول لحماية حق
من هده المعاهدة أن الحماية التي تكلفها (07)المؤلف و قد جاء في الفقرة الأولى من المادة
أنه (08) هده المعاهدة تشمل مدة حماية المؤلف و خمسين سنة بعد وفاته و جاء في المادة
يتمتع مؤلفو المصنفات الأدبية و الفنية الدين تحميهم هده المعاهدة طوال حياتهم بحقوقهم على المصنف الأصلي و أكملت معاهدة برن في مؤتمر باريس 1896 ثم عدلت في مؤتمر برلين
1908 ثم في روما 1928 و القاهرة 1929 ثم في مؤتمر بروكسل 1948 و كان كل مؤتمر يزيد في تدعيمه لحماية حق المؤلف .
و قد وضعت اللجنة القانونية لجامعة الدول العربية سنة 1948 مشروعا لحماية حق المؤلف.
و قد وضعت اللجنة القانونية لجامعة الدول العربية سنة 1948 مشروعا لحماية حق المؤلف و من المؤتمرات التي عقدها اليونسكو من اجل حماية المؤلف مؤتمر روما الدي عقد في أكتوبر 1961 و قد قرر حماية حق المؤدي في الأداء بعد معارضة شديدة قامت على أساس أن المؤدي لم يبدع شيئأ.
كدلك اعتبرت اتفاقية انشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية الموقعة استكهولم سنة 1967 أن أداء الفنان و الاكتشافات العلمية أيضا من عناصر الملكية الفكرية و قد انضمت الجزائر لهده الاتفاقية في سنة 1975 بمقتضى الأمر 75-2 و جاء في صدر الاتفاقية أن الأطراف المتعاقدة رغبت في دعم حماية الملكية الفكرية في جميع أنحاء العالم بهدف تشجيع النشاط الابتكاري و رغبت في تطوير و دفع كفاءة إدارة الاتحادات.
المنشأة في مجالات حماية الملكية الفكرية و حماية المصنفات الأدبية و الفنية و قد اتفقت
(1) على إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية
المبحث الثاني : تعريف المؤلف و أنواع حقوقه
تعريف المؤلف :
من (07) المؤلف هو صاحب الإنتاج الفكري و يعتبر صاحب الإنتاج ذاته و تنص المادة
الأمر 73-14 على أن يعتبر مؤلف الإنتاج الشخص الدي يرد اسمه المستعار على حسب الطريقة المعهودة طالما لم يدع مجالا للشك في هويته و لم يبثث العكس و يعتبر المؤلف الشخص الذي نشر المصنف منسوبا إليه سواء كان دلك بذكر اسمه على المصنف أو بأي طريقة إلا إدا قام الدليل على عكس دلك. و المؤلف هو الدي ينتج عملا فكريا أو فنيا أو يبتكر تأليفا أدبيا أو فنيا أو علميا كالدراسات العلمية أو المصنفات ذات الطابع الخيالي و في هده الحالة يعتبرون مؤلفون يستفيدون من حقوق التأليف.
أنواع حقوق المؤلف :
يمكن تقسيم حقوق المؤلف إلى نوعين :
1- الحقوق المادية أو المادية :
هي حقوق معترف بها عالميا و هدا الحق مصدره القانون و قابل للتصرف فيه حيال حياة المؤلف و الحق المادي و هو حق قابل للتنازل بمعنى أن المؤلف يمكنه التنازل عن حقوقه لصالح ورثته و هو حق استئثاري حيث ان المؤلف هو الوحيد الدي يستغل مصنفه و أن كل استغلال للمصنف يخضع لترخيصه و الحقوق المالية و هي حقوق مؤقتة لتجنب احتكار المؤلف على مصنفه أو الاستئثار الأبدي عليه و الحقوق المالية حقوق مستقلة أي يمكن نقل حق مالي دون آخر .
2- الحقوق المعنوية أو الأدبية :
تتمثل هده الحقوق في حق دكر اسم المؤلف و عدم التغافل عنه و كدلك الحق الدي ينص على عدم المساس بموجبه بالمصنفات الأدبية أو الفنية و عدم القيام بتحريفها و تتميز الحقوق المعنوية بمجموعة من الخصائص :
– الحق المعنوي لصيق بشخصيته و قد اعترف التشريع الفرنسي و حق المؤلف أنه حق لصيق بشخصيته
محمد حسين : الوجيز في الملكية الفكرية حقوق الملكية ص 15(1)
– الحق المعنوي غير قابل للتقادم
– الحق المعنوي غير قابل للحجز
– الحق الأدبي قابل للمراقبة لأن الحق الأدبي يمكن أن يكون محل تعسف و إن ممارسة هدا (1) الحق المعنوي و هو حق دائم و ليس مؤقتا كالحق المالي .
المبحث الثالث: ارتباط الصحفي بحقوق المؤلف:
إن التشريعات لم تذكر الصحفي و لكن الذي يدل على أنه لم ينسى و كان له دور في الإنتاج الأدبي أو الفني هو أنه أحد صانعي الأدب و الفن فالصحفي الذي يكتب مقالة أدبية هو مبدع و مؤلف و من يعمل في الاداعة هو مؤلف و من يعمل في التلفزيون فهو مؤلف أو مساعد مؤلف و بالتالي فالصحفي له مالي الكاتب أو الراوي أو الفنان أو المغني لكن ما يحدد مهنة الصحفي أنها تقتضي إيصال حقيقة ما إلى الناس و فتح عيونهم و مدهم بالمعلومات و الأحداث فالكاتب أو الراوي أو الفنان يساعده خياله على الإبداع فيأتي بشيء شخصي و فيه الكثير من المشاعر و العواطف لكن الصحفي ملزم بما يكتبه أكثر من غيره من المؤلفين عرضة للمخاطر و أكثرهم تقليدا .
نفس المرجع السابق ص 6 (1)
يعتبر صاحب حق على انتج فكري معين صاحب الانتاج داته و دلك مع (06) المادة
مراعاة أحكام هدا الأمر .
، يعتبر مؤلف الإنتاج الشخص الذي يرد اسمه أو اسمه المستعار على الإنتاج (07) المادة
حسب الطريقة المعهودة طالما لم يدع مجالا للشك في هويته و لم يثبت العكس .
و لكن عندما يكون الإنتاج من تأليف أعوان ينتمون إلى شخص معنوي في إطار وظيفتهم أو بمقتضى عقد إجارة الخدمات فإن حق المؤلف يكون لهدا الشخص المعنوي أو لصاحب العمل ما لم يشترط خلاف دلك.
الفصل الثالث: محتوى حق المؤلف جاء في مادتين
، يتمتع المؤلف بحق احترام اسمه و صفته و إنتاجه . إن الحق المسمى بالحق (22) المادة
المعنوي يكون حقا مرتبطا بشخصيته دائما و غير قابل للتحويل و للتقادم و هو حق متنقل إلى ورتثه أو مخول للغير في إطار القوانين الجاري بها العمل .
يتمتع المؤلف بحق استغلال انتاجه دون غيره بمختلف الأشكالو أن (23) المادة
يستفيد منه استفادة مالية، و يمارس هدا الحق المسمى بالحق المالي في حدود الاحتكارات التي تؤسسها الدولة و هو يشمل على :
1- نقل الإنتاج بأي شكل مادي بما فيه الفيلم السينمائي أو التسجيل
2- عرض الإنتاج على الجمهور عن طريق التمثيل و التفنيد و الإنشاد و الإداعة
3- عرض الإنتاج المذاع على الجمهور عن طريق السلك و مضخم الأصوات أو أي جهاز آخر مرسل للإرشادات أو الأصوات أو الصور.
4- الترجمة و التكييف و كل تأخير آخر أو تهيئ يدخل على الانتاج إما في صيغته الأصلية و إما بشكل معلوم و في صيغة مشتقة عن الأصل .
الفصل الرابع : حدود المؤلف به 6 مواد
يعتبر مشروعا دو حاجة لإذن المؤلف و بغير حق في أجرة التأليف ما يلي : (24) المادة
1- العروض الخاصة التي تكتسي صبغة عائلية و مجانية
2- العروض و نقل الإنتاج الإذاعي التي تتم لأغراض مدرسية و جماعية أو لأغراض التكوين المهني .
3- النشر و الترجمة و التكييف لأغراض فردية خاصة
4- الاستعارات و المراجع شريطة أن يبرر ها طابعها العلمي أو النقدي أو التربوي أو الإعلامي
الفصل الخامس : الاستثناءات المتعلقة بحق المؤلف يحتوي على 5 مواد
إد انتهى أجل ثلاث سنوات ابتداء من تاريخ الطيعة الأولى من التأليف ما لم تصدر ترجمة هدا التأليف في الجزائر من قبل صاحب الترجمة أو بإدن منه (30) المادة
المبحث الأول : مرسوم 1973
لقد كانت الجزائر من الدول العربية التي اهتمت بعد استقلالها بالإبداع الأدبي الفني و العلمي و أعطته ما تستطعه و اهتمت بالمؤلفين و دلك في نصوص تشريعه تعطى للمؤلف حقوقه و اول هده القوانين قانون 1973 الدي أصدر في عهد الرئيس الراحل بومدين و عهد النظام الاشتراكي و هدا التشريع نص على حق المؤلف و هدا في 29 صفر 1393 الموافق ل 03 أفريل 1973 بموجب الأمر 73-14 و قد جاء في 11 فصل تضم 82 مادة .
الفصل الأول : المؤلفات المحمية جاءت في 05 مواد :
كل انتاج فكري مهما كان نوعه و نمطه و صورة تعبيره و مهما كانت قيمته و (01) المادة
مقصده يخول لصاحبه حقا يسمى : حق المؤلف يجري تحديده و حمايته طبقا لأحكام هدا الأمر .
إن المؤلفات التي تشملها حماية حق المؤلف هي ما يلي : (02) المادة
1- الكتب و المنشورات و غيرها من المؤلفات الأدبية و العلمية و الفنية
2- المحاضرات و الخطب و المواعظ و المؤلفات الأدبية و العلمية و الفنية
3- مؤلفات الدراما و الدرامات الموسيقية
4- مؤلفات الألحان و الإيقاعية و المسرحيات الإيمائية المعبر عنها كتابة أو بطريقة أخرى
5- القطع الموسيقية الصامتة أو الناطقة
6- الأفلام السينمائية أو الأفلام المحصل عليها بطريقة تشابه الطريقة السينمائية
7- أعمال التصوير و الرسم و الهندسة و النحت و النقش و الطباعة الحجرية
8- مؤلفات الفنون التطبيقية
9- مؤلفات التصوير الشمسي و المؤلفات المحصل عليها بطريقة مشابهة للتصوير الشمسي
10- الصور و الخرائط و التصميمات و الرسوم و الأعمال التشكيلية الخاصة بالجغرافية و الهندسة المعمارية أو العلوم
11-المؤلفات الفلكلورية و بصفة عامة المؤلفات التي هي جزء من الترات الثقافي التقليدي الجزائري
الفصل الثاني : المؤلفون و جاءت فيه 16 مادة منها :
يستطيع كل مواطن من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية أن يحصل من وزارة الأخبار و الثقافة عن رخصة غير امتيازية لترجمة هدا التأليف و نشره و لا تسلم هده الرخصة إلا إدا أثبتت طالبها أنه طالب من صاحب حق الترجمة الإدن بترجمة تأليفه و نشر ترجمته و انه لم يتوصل إليه و لا إلى الحصول على إدنه و تمنح الرخصة بنفس الشروط للترجمة التي سبق نشرها و نفدت طباعتها.
الفصل السادس : تحويل الحقجاءت في 25 مادة أهمها :
من هدا الأمر هو حق يكتسب(23) المادة إن حق المؤلف كما هو محدد في (35) المادة
و يحول جزئيا أو كليا سواء يصفه مجانية أو بمقابل و دلك وفقا للتشريع المعمول به .
يتم تحويل الحق عن طريق عقد محرر (36) المادة
الفصل السابع : مدة الحماية به 8 مواد
يجري حماية الحقوق المالية لفائدة المؤلف طوال حياته و لفائدة ورثته مدة 25 (60) المادة
سنة من بداية السنة المدنية التي تعقب تاريخ و فاته و بعد انقضاء هدا الأجل يصبح التأليف ملكا للجمهور
بالنسبة للمؤلفات التي تنشر باسم مستعار فإن مدة الحماية تنقضي بعد 25 سنة (62) المادة
من نشر التأليف و تحسب المدة من بداية السنة المدنية التي تعقب تاريخ النشر .
بالنسبة للمؤلفات الجماعية فإن مدة الحماية مقصورة على 25 سنة من بداية (63) المادة
السنة المدنية التي تعقب نشر التأليف .
جاء الفصل الثامن بالأحكام الخاصة كما جاء الفصل التاسع بعنوان ممارسة حق المؤلف و قد احتوى كلا الفصلين على 3 مواد.
الفصل العاشر : العقوبات و الإجراءات جاءت فيه 5 مواد
إن كل تعهد عن طريق الاحتيال و الغش بحقوق المؤلف يعاقب مرتكبه وفقا (75) المادة
للمادة 390 و ما يليها من قانون العقوبات .
، تختص المحكمة استجابة لطلب المؤلف أو دوي حقوقه بالحكم فيما يلي : (76) المادة
– نسخ المؤلفات العائدة له و التي يعد إعادة إنتاجها غير مشروع
– وقف كل صنع يهدف إلى اصدار مؤلفاته بصورة غير مشروعة
– حجز الإيرادات الناتجة عن اصدار أو تمثيل أو نشر مؤلفاته بصفة غير مشروعة و لو كان دلك خارج الساعات القانونية.
جاء الفصل الأخير في 4 مواد تحت عنوان أحكام مختلفة.
المبحث الثاني :مرســوم 1997
الأمر رقم 97-10 المؤرخ في 27 شوال 1417 الموافق ل 6 مارس 1997 و يتعلق بحق المؤلف و الحقوق
المجاورة ،جاء في عهدة الرئيس اليمين زروال . و قد جاع بموجب الدستور المواد -179.126.122.38- بمقتضى
نصوص -1996.1995.1990.1984.1975.1973.1966- و بعد المصادقة عليه من المجلس الوطني الانتقالي صدر
هدا الأمر حيث تضمن 07 أبواب و 167 مادة تتضمن :
الباب الأول: حماية المصنفات و حقوق المؤلف يتضمن 9 مواد في الفصل الأول و 9 في الفصل الثاني.
المادة 4: تعتبر على الخصوص كمصنفات أدبية محمية ما يأتي:
ا- المصنفات الأدبية المكتوبة مثل : المحاولات الأدبية و البحث العلمية و التقنية و الروايات والقصص و القصائد الشعرية و مصنفات و قواعد البيانات و المصنفات الشفوية مثل المحاضرات و الخطب و باقي المصنفات التي تمثلها.
ب-كل مصنفات المسرح و المصنفات الدرامية و الدرامية الموسيقية و الإيقاعية و التمثيلية الإيمائية
ج-المصنفات الموسيقية بالغناء أو الصامتة.
د-المصنفات السينمائية و المصنفات السمعية البصرية الأخرى سواء كانت مصحوبة بأصوات أو بدونها.
ه- مصنفات الفنون التشكيلية و الفنون التطبيقية مثل الرسم و الرسم الزيتي و الحنث و النقش و الطباعة الحجرية وفن الزرابي.
و-الرسوم والرسوم التخطيطية والمخططات و النماذج الهندسية المصغرة للفن و الهندسة المعمارية و المنشآت التقنية.
ز-الرسوم البيانية و الخرائط و الرسوم المتعلقة بالطوبوغرافيا او الجغرافيا أو العلوم.
م-المصنفات التصويرية والمصنفات المعبر عنها بأسلوب يماثل التصوير.
ن-مبتكرات الألبسة لللازياء و الوشاح.
المادة 08 : تستفيد مصنفات التراث الثقافي التقليدي و المصنفات الوطنية التي تقع في عداد الملك العام حماية خاصة كما هو منصوص عليها في إحكام هدا الأمر
تتكون مصنفات التراث الثقافي من:
– مصنفات الموسيقى الكلاسيكية التقليدية .
-المصنفات الموسيقية و للاغاني الشعبية.
-الإشكال التعبيرية الشعبية المنتجة و المترعرعة و المرسخة في أوساط المجموعة الوطنية و التي لها ميزات الثقافة التقليدية للوطن
-النوادر و الأشعار و الرقصات و العروض الشعبية.
-مصنفات الفنون الشعبية مثل الرسم و الرسم الزيتي و النقش و النحت و الخزف و الفسيفساء.
– المصنوعات على مادة معدنية و خشبية و الحلي و السلالة و أشغال الابرة و منسوج الزرابي و المنسوجات .
تتكون المصنفات الوطنية التي تقع في تعداد الملك العام من المصنفات الأدبية و/أو الفنية التي انقضت مدة حماية حقوقها المادية لفائدة مؤلفها و دوي الحقوق وفقا لأحكام هدا الأمر .
الباب الثاني : الحقوق المحمية يتضمن الفصل الأول الحقوق المعنوية و ممارستها 6 مواد، الفصل الثاني الحقوق المادية 6 مواد، الفصل الثالث الاستثناءات و الحدود 22 مادة،الفصل الرابع مدة الحماية 7 مواد، الفصل الخامس استغلال الحقوق 46 مادة .
الحقوق الأدبية :
، يتمتع المؤلف بحقوق معنوية و مادية على المصنف الذي أبدعه. تكون الحقوق المعنوية غير قابلة للتصرف (21) المادة
فيها و لا للتقادم و لا يمكن التخلي عنها . تمارس الحقوق المادية من قبل المؤلف شخصيا أو من يمثله أو أي مالك آخر للحقوق بمفهوم هدا الأمر .
يتمتع المؤلف بحق الكشف عن المصنف الصادر باسمه الخاص أو تحت اسم (22) المادة
مستعارو يمكنه تخويل هدا الحق للغير
يعود الكشف عن المصنف بعد وفاة مؤلفه إلى ورثته ما لم تكن هناك وصية خاصة .
تفضل الجهة القضائية التي يختارها المبادر يكشف المصنف في حالة وقوع نزاع بين الورثة .
يمكن الوزير المكلف بالثقافة أو من يمثله أو بطلب من الغير إخبار الجهة القضائية للفصل في مسألة الكشف عن المصنف إذ رفض الورثة الكشف عنه و كان هدا المصنف إد رفض الورثة الكشف عنه و كان هدا المصنف يشكل أهمية بالنسبة للمجموعة الوطنية.
يمكن الوزير المكلف بالثقافة او من يمثله ان يخطر الجهة القضائية المختصة للحصول على الادن بالكشف عن المصن
ادا لم يكن للمورث ورثة .
المادة 25 : يحق للمؤلف اشتراط احترام سلامة مصنفة و الاعتراض على أي تعديل يدخل عليه أو تشويه أو إفساد ادا كان
دلك من شانه المساس بسمعته كمؤلف أو بشرفة أو بمصالحة المشروعة.
الحقوق المادية :
المادة 27: يحق للمؤلف استغلال مصنفة بأي شكل من أشكال الاستغلال و الحصول على عائد مالي منه .
كما يحق له دون سواه مع مراعاة أحكام هدا الأمر أن يقوم أو يسمح لمن يقوم على الخصوص بالأعمال الآتية:
-استنساخ المصنف بأية وسيلة.
-وضع أصل المصنف أو نسخ منه رهن التداول بين الجمهور بواسطة التأجير و كذلك تأجير المصنفات السمعية البصرية
و التأجير الاحترافي لبرامج الحاسوب و قواعد البيانات .
-إبلاغ المصنف إلى الجمهور عن طريق التمثيل أو الأداء العلنيين .
-إبلاغ المصنف إلى الجمهور عن طريق البث السمعي أو السمعي البصري .
-إبلاغ المصنف ادعيا إلى الجمهور بالوسائل السلكية أو الألياف البصرية أو التوزيع السلكي أو أية وسيلة أخرى لنقل الإشارات الحاملة للصور أو للصور و الأصوات معا.
-إبلاغ المصنف المذاع بواسطة البث السلكي من قبل هيئة أخرى غير هيئة البث الأصلية .
-إبلاغ المصنف بواسطة مكبرات الصوت أو المذياع أو التلفاز موضوع في مكان مفتوح.
– إبلاغ المصنف إلى الجمهور بأية منظومة معلوماتية.
-الترجمة و الاقتباس و إعادة التوزيع و غير دلك من التحويلات المدخلة على مصنف المؤلف التي تتولد عنها مصنفات مشتقة .
مدة الحماية :
، تحضى الحقوق المادية بالحماية لفائدة المؤلف طوال حياته و لفائدة دوي حقوقه(55) المادة
عاما ابتداء من مطلع السنة المدنية التي تلي وفاته (50)مدة
، تكون مدة حماية الحقوق المادية للمصنفات المنشورة بعد وفاة مؤلفها 50 عاما (61) المادة
ابتداء من مطلع السنة المدنية التي تلي تاريخ استنساخ المصنفات أو إبلاغها إلى الجمهور على أن مدة الحماية هي 25 عاما ابتداء من تاريخ وضع المصنفات المذكورة في المادتين 57 و 58 موضع الاستغلال أو النشر تخص المصنف الجماعي و المصنف تحت اسم مستعار أو مجهول الهوية .
استغلال الحقوق :
، تكون الحقوق المادية للمؤلف قابلة للتنازل عنها بين الأحياء بمقابل مالي (62) المادة
أو بدونه مع مراعاة أحكام هدا الأمر
و تنتقل هده الحقوق بسبب الوفاة مع مراعاة أحكام هدا المر و التشريع المعمول به
الباب الثالث : حماية الحقوق المجاورة وبه 16 مادة في ثلاث فصول
يتمتع بحقوق تماثل حقوق المؤلف مقابل خدمة تسمى الحقوق المجاورة كل فنان يؤدي مصنفا فكريا و /أو مصنفا من الثراث الثقافي التقليدي و كل منتج ينتج تسجيلا (108) المادة
سمعيا بصريا يتعلق بهده المصنفات و كل هيئة بث سمعي و / أو سمعي بصري تنتج برامج ابلاغ هده المصنفات إلى الجمهور .
الباب الرابع : النسخة الخاصة به 6 مواد
الباب الخامس : التسيير الجماعي للحقوق و حماية مصنفات التراث الثقافي التقليدي و مصنفات الملك العام جاء في 12 مادة
الباب السادس : الاجراءات و العقوبات يتكون من 15 مادة
يعد مرتكبا جنحة التقليد و التزوير كل من يقوم بالأعمال الآتية : (149) المادة
– الكشف غير المشروع عن مصنف أو أداء فني
– المساس بسلامة مصنف أو أداء فني
استنساخ مصنف أو أداء فني بأي أسلوب من الأساليب في شكل نسخ مقلدة و مزورة
– استيراد نسخ مقلدة و مزورة أو تصديرها
– بيع نسخ مزورة من مصنف أو أداء فني
– تأجير مصنف أو أداء فني مقلد أو مزور أو عرضة للتداول
الباب السابع : يتضمن أحكام انتقالية و ختامية .
* مقارنة مع القانون السابق الدي كان ينظم حماية حقوق المؤلف في الجزائر فقد تم استبدال كلمة فلكلور بعبارة انسب و هي الثرات الثقافي التقليدي نظرا لتنوع هده المؤلفات و أصالتها و نظرا إلى أن هده العبارة تبرز عمق هده المؤلفات في المجتمع و الثقافة الوطنية و تنوعها.
و قد ادخل هدا القانون ستة عناصر جديدة أساسية و هي :
* تدعيم حماية حقوق المؤلف و دلك بتوسيع عدد المؤلفات المحمية و من بينها تطبيقات الحاسوب و قواعد البيانات و مبتكرات الألبسة و الأزياء و الوشاح
* تمديد مدة حماية حقوق المؤلف من 25 سنة إلى 50 سنة بعد وفاة صاحب الإبداع
* تخصيص حق المكافأة على النسخة الخاصة
* إقرار التراخيص الإجبارية الغير استئثارية للترجمة و الاستنساخ
* إقرار حماية الحقوق المجاورة
* تشديد العقوبات الناجمة عن المساس بحقوق المؤلف و تطبيقها للمساس بالحقوق المجاورة أو المشابهة
المبحث الثالث : مرسوم 2022
صدر القانون في تاريخ 19 جويلية 2022 23 جمادة الأول 1443 و المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة و قد جاء في 07 ابواب و 164 مادة تضمن نفس مضمون و مواد مرسوم 1997 سوى في :
من قانون 2022 و هي (46) من تشريع 1997 و دمجها في المادة (05) تم حدف المادة
، يمكن كل مكتبة و مركز لحفظ الوثائق لا يهدف نشاط أي (45) في تشريع 1997 المادة
منها بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى تحقيق أرباح استنساخ مصنف في نسخة واحد طبق الأصل دون الترخيص من المؤلف أو أي مالك آخر لحقوق المؤلف .
من تشريع 1997 دكر انه ابتداء من مطلع السنة (61) و قد حدف من مضمون المادة
المدنية التي تلي تاريخ استنساخ المصنفات أو إبلاغها إلى الجمهور على أن مدة الحماية هي 25 عاما بدءا من تاريخ وضع المصنفات أو ابلاغها على الجمهور على أن مدة الحماية هي 25 عاما بدءا من تاريخ وضع المصنفات المذكورة في المادتين 57 و 58 و لم يدكر في دكرت مدة الحماية ب 50 عاما ابتداء من نهاية السنة المدنية (60) مرسوم 2022 في المادة
* و في توزيع الاتاوات فقد تغيرت النسب بعد أن كانت 40% للفنان المؤدي في المادة لمرسوم 2022 و للمنتج(119) من الأمر 1997 إلى 50% للفنان المؤدي في المادة (119)
80% بدلا من 60% في مرسوم 1997
* و قد تم التغيير في توزيع الإتاوة على النسخة الخاصة ففي مرسوم 1997 في المادة كانت الأقساط على الشكل الآتي 30% للمؤلف و الملحن، 15% للفنان المؤدي، (129)
25% لمنتج التسجيلات السمعية البصرية، 30% للنشاط الخص بالترقية ابداع المصنفات الفكرية و الحفاظ على الثرات الثقافي التقليدي ، و أصبحت في سنة 2022 : 30%، 20%، 20%، 30% على التوالي .
(150) من الدعوة المدنية و وضعها في المادة (148) * تم حدف المادة
(161)و لم تبقى إلا المادة (159-160-162-163-164-165-166) * تم حدف المواد
من مرسوم 1997 أضيف لها في مرسوم 2022 ما يلي
غير أن الأعمال و العقود المتعلقة بالمصنفات و الأداءات أو الغرف و التسجيلات السمعية و التسجيلات السمعية البصرية و حصص البث الاداعي السمعي و السمعي البصري التي تم عقدها أو ابرامها قبل تاريخ سريان مفعول أحكام هدا الأمر تبقى خاضعة لنظام الحماية المطبق عليها بموجب التشريعات السابقة إلى غاية انقضاء الآثار.
(162) القانونية المتصلة بها هدا في الأحكام الانتقالية أما الأحكام الختامية أضيفت المادة
، في قانون 2022(163)
، تطبق أحكام هدا الأمر على المصنفات و الأداءات المحمية بموجب(162)في المادة
الاتفاقية الدولية التي تكون الجزائر طرفا فيها.
تلغي جميع الأحكام المخالفة لهدا الأمر لاسيما الأمر 97-10 المؤرخ في 27(163) المادة
شوال عام 1417 الموافق ل 6 مارس 1997 و المتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة
نلاحظ أن مرسوم 1973 كان تجديد للحياة الأدبية و وضع ما يحمي المؤلف بعد ما كان يحتاج إلى حماية الدول له و الاعتراف بحقوقه كما كان يتضمن وضع مشاريع لهدا الحق كإنشاء ديوان وطني لحقوق المؤلف و كدا الانضمام إلجى الاتفاقية العالمية لحقوق المؤلف أما مرسوم 1997 و 2022 كانا لتأكيد هده الحقوق بتفضيل أكثر إضافة إلى دلك ظهور الحقوق المجاورة.
المبحث الرابع : مرســـوم 2022.
مرسوم تنفيذي رقم 05-356 مؤرخ في 17 شعبان عام 1443 الموافق 21 سبتمبر سنة 2022، يتضمن القانون الأساسي للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وتنظيمه، وتسييره.
وقد جاء هذا المرسوم في 3 أبواب مكونة من 26مادة. وذلك كما يلي:
*الباب الأول:التسمية، والموضوع، والمقر.
ويتضمن 7 مواد، جاء في المادة 2 منه تعريف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة كما يلي:

المادة 2:”الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال الماليويدعى في صلب النص (ديوان) “.

كما تضمت المادة 5 منه المهام الموكلة إليه، وجاءت كالآتي:
المادة 5: “يتولى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة مهمة السهر على حماية المصالح المعنوية والمادية للمؤلفين أو ذوي حقوقهم وأصحاب الحقوق المجاورة والدفاع عنها، وكذا حماية مصنفات التراث الثقافي التقليدي والمصنفات الوطنية الواقعة ضمن الملك العام في حدود الهدف الاجتماعي وعلى نحو ما يحدده هذا القانون الأساسي.
ويكلف في هذا الإطار بما يأتي :
1 – تلقي التصريحات بالمصنفات والأداءات الأدبية أو الفنية التي تسمح باستحقاق حقوق المؤلفين المعنوية والمادية وحقوق أصحاب الحقوق المجاورة من المواطنين وذوي حقوقهم في نطاق الاستغلال العمومي لمصنفاتهم و/أو لأداءاتهم، سواء في الجزائر أو خارجها، وبحمايتها طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما.
2 – حماية حقوق المؤلفين وأصحاب الحقوق المجاورة الأجانب المرتبطة بالمصنفات والأداءات المستغلة عبر التراب الوطني في إطار التزامات الجزائر الدولية ولاسيما من خلال إبرام اتفاقات التمثيل المتبادل مع الشركاء الأجانب المماثلين،
3 – ضبط سلم تسعيرات أتاوي الحقوق وتكييفه باستمرار بالنسبة لمختلف أشكال استغلال المصنفات والاداءات،
4 – تسليم الرخص القانونية ووضع الرخص الإجبارية المرتبطة بمختلف أشكال استغلال المصنفات حيز التنفيذ عبر التراب الوطني وقبض الأتاوي المستحقة،
5 – تكوين البطاقيات التي تحدد نظام المصنفات والأداءات لمختلف المؤلفين وأصحاب الحقوق المجاورة وذوي حقوقهم، وضبط هذه البطاقيات التي يتولى إداراتها،
6 – توزيع دوري، وعلى الأقل مرة في السنة، على ذوي الحقوق ما يقبضه من أتاوي بعد خصم مصاريف التسيير،
7 – إحصاء وتحديد أصحاب المصنفات وغيرها من الأداءات التابعة للتراث الثقافي بمختلف أنواعه، وكذلك المصنفات الوطنية الواقعة ضمن الملك العام والسهر على حمايتها من الاستيلاء غير المشروع عليها والتشويه المؤذي والاستغلال الاقتصادي غير القانوني لها،
8 – قبض الأتاوى المستحقة مقابل الاستغلال الاقتصادي للمصنفات والأداءات المذكورة أعلاه،
9 – القيام بأعمال تهدف إلى التعريف بالمصنفات والأداءات المرتبطة بالتراث الثقافي على اختلاف أنواعه وترقيتها، وكذلك المصنفات الواقعة ضمن الملك العام حسب دفتر الأعباء الملحق بهذا المرسوم.
10 – تشجيع الإبداع في مجال المصنفات الأدبية والفنية بكل عمل ملائم.
11 – ترقية عمل اجتماعي لصالح مبدعي المصنفات الأدبية أو الفنية وأصحاب الحقوق المجاورة ولاسيما من خلال إنشاء صندوق اجتماعي وتسييره لصالح المؤلفين، ووضع صندوق خاص بأصحاب الحقوق المجاورة،
12 – المشاركة، بالاتصال مع السلطات المختصة، في البحث عن الحلول الملائمة للمشاكل الخاصة بنشاط إبداع المؤلفين للمصنفات وأصحاب الحقوق المحاورة للأداءات.
13 – القيام بأي أعمال أخرى شرعية من أجل تحقيق مهمته المتمثلة في حماية الحقوق الشرعية للمؤلفين وأصحاب الحقوق المجاورة، والحفاظ على مصنفات التراث الثقافي التقليدي، والمؤلفات الواقعة ضمن الملك العام،
14 – الانضمام إلى المنظمات الدولية التي تضم مؤسسات لذوي الحقوق مماثلة في إطار التشريع المعمول به،
15 – المشاركة في أشغال المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية المتخصصة في حقوق المؤلف والحقوق المجاورة “.

*الباب الثاني: التنظيم والعمل.
جاء في فصلين الأول به 9 مواد واهتم بمجلس الإدارة، وقد جاء في المادة 9 التشكيل المعتمد لمجلس الإدارة حيث:
المادة 9 : ” يرأس مجلس الإدارة ممثل الوزير المكلف بالثقافة ويتكون من :
ممثل وزير الداخلية،
ممثل الوزير المكلف بالمالية،
ممثل الوزير المكلف بالتجارة،
مؤلفين (2) و/أو ملحنين (2) ،
مؤلفين (2) للمصنفات الأدبية،
مؤلفين (2) للمصنفات السمعية البصرية،
مؤلف لمصنفات الفنون التشكيلية،
مؤلف للمصنفات الدرامية،
فنانين (2) أداء.
يحضر المدير العام للديوان اجتماعات مجلس الإدارة حضورا استشاريا.

أما الفصل الثاني فبه 3 مواد واهتم بالمدير العام، وجاء في المادة 19 منه المهام الموكلة للمدير العام وهي:
المادة 19 : “المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة مسؤول عن السير العام للديوان، وهو الآمر بصرف الميزانية، وبهذه الصفة يتولى ما يأتي:
يعد الهيكل التنظيمي للديوان،
يقترح برنامج النشاط المرتبط بتنفيذ مهمة الديوان، وكذلك ميزانيته التقديرية مع بيان الإيرادات والنفقات التي تسمح بإنجاز هذا البرنامج،
يبرم كل الصفقات والاتفاقيات والعقود والاتفاقات المرتبطة بتأدية مهمة الديوان في إطار التنظيم المعمول به،
يمثل الديوان أمام القضاء وفي جميع أعمال الحياة المدنية،
يعين الإطارات المسيرة للديوان وجميع المستخدمين، وينهي مهامهم بالأشكال نفسها،
يمارس السلطة السلمية على جميع المستخدمين،
يحضر اجتماعات مجلس الإدارة ويسهر على تنفيذ مداولاته القانونية الأساسية،
يعد التقرير السنوي عن نشاط الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتنفيذ ميزانيته ويرسله إلى الوزير المكلف بالثقافة بعد موافقة مجلس الإدارة عليه.

*الباب الثالث: أحكام مالية وختامية.
جاء هذا الباب في 6 مواد وتناول بعض الأمور المتعلقة بتنظيم الديوان كالميزانية مثلا.

الخــاتمة :
نستخلص أن التشريعات التي تنص على حقوق المؤلف المعنوية كانت أو مادية أو حتى الحقوق المجاورة تعني الصحفي أيضا فهو يملك حقوق و عليه واجبات كالكاتب و الشاعر و المغني و غيرهم من المؤلفين أصحاب الإنتاج الفكري و ممن يساهمون في صناعة الرأي العام و كدا التراث الثقافي و بالتالي لن تزيده هده الحماية الا إصرار و تصميما على إبلاغ رس

المصادر و المراجع

1- د/إبراهيم الوالي: الملكية الصناعية في التشريع الجزائري، طبعة ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، سنة 1983.

2- د/ محمد حسنين: الوجيز في الملكية الفكرية، ديوان المطبوعات الجامعية، مصر، سنة 1983.
3-صلاح الدين جمال الدين: حماية حق المؤلف، الإسكندرية، دار الفكر الجامعي، مصر، سنة 2022.