التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

كيفية تهميش الكتب والمراجع


السلام عليكم
أضع بين أيديكم هذا الموضوع حول طريق التهميش وتدوين قوائم المصادر والمراجع في البحوث

أ)- اللغة العربية:

إذا كان للمرجع مؤلف واحد:
اسم العائلة للمؤلف، الاسم الشخصي للمؤلف. اسم الكتاب. مكان النشر: دار النشر، السنة.
مثال:حسان هشام، منهجية البحث العلمي، (ط1؛ الجزائر: مطبعة الفنون 2022م)، ص15.

وإن كان قد وجد للكتاب مترجم فتوضع عبارة تر وهي اختصار لكلمة ترجمة
مثال1) – باروخ سبينوزا، رسالة في اللاهوت والسياسة، تر وتقديم حسن حنفي (مصر: الهيئة المصرية العامة للنشر، 1971م)، ص122.

اما ان وجد للكتاب مُرَاجِعْ فيكتب كتالي:
مثال: (1) – باروخ سبينوزا، رسالة في اللاهوت والسياسة، تر وتقديم حسن حنفي ومراجعة فؤاد زكريا (مصر: الهيئة المصرية العامة للنشر، 1971م)، ص122.

إذا كان للمرجع مؤلفان:
اسم عائلة المؤلف الأول، الاسم الشخصي للمؤلف الأول، اسم المؤلف الثاني كما هو مسجل في الكتاب. اسم الكتاب. مكان النشر: دار النشر، السنة.
مثال:التونسي، محمود، علي القطامي، نظريات الترجمة، (القاهرة: دار الهلال، 1975م)، ص15

إذا كان للمرجع ثلاثة مؤلفين أو أكثر:
اسم عائلة المؤلف الأول، الاسم الشخصي للمؤلف الأول، وآخرون. اسم الكتاب. مكان النشر: دار النشر، السنة.
مثال:القطامي، نايفة، وآخرون، علم النفس التربوي، (بيروت: دار الجيل، 1990م)، ص15

إذا لم يذكر اسم مؤلف المرجع:
اسم الكتاب، مكان النشر: دار النشر، السنة.
مثال:الاقتصاد الحر،(بيروت: الدار الجامعية، 1995م)، ص15
إذا كان الكتاب يحتوي على أكثر من جزء واستعملنا جزء واحد:
اسم عائلة المؤلف، الاسم الشخصي للمؤلف. اسم الكتاب. الجزء الذي استعملته. الطبعة. مكان النشر: دار النشر، السنة. عدد أجزاء الكتاب.
مثال:الأمين، محسن. مفتاح السعادة. (ط.1 بيروت: دار القاموس الحديث، 1969م). ج1، ص15.

إذا كان الاقتباس من الصفحة الأولى والصفحة التي تليها مباشرة.
يتعين على الباحث ذكر رقم الصفحة الأولى ثم فاصلة ويتبعها برقم الصفحة الموالية
مثال: ص15،16 وباللغة الأجنبية، 16،15p.
أما اذا كان الاقتباس من أكثر من صفحتين متتاليتين، فإنه يتعين على الباحث حصر هذا الاقتباس في الهامش بين رقم الصفحة الأولى ورقم الصفحة الأخيرة ويفصل بينهما بشرطة.
مثال: ص 15 – 22 وباللغة الأجنبية 22 – 15 pp.

ب)- اللغة الأجنبية:

الفرنسية:
مثلا1)-Barouch Spinoza, L’éthique,trad. Rolland Caillois (France:Gallimard,1970),p.33.
الانجليزية:
مثلا: (1)-Zoltan Haraszki,John Adams andthe Prophets of Progress (Cambridge: Harvard University Press, 1952),p.53.

ج)- بيانات المقالات:

إذا كان مأخوذ من مجلة:
– بعد وضع رقم الاحالة يكتب اسم صاحب المقال ويتبع بفاصلة.
– يكتب عنوان المقال بين مزدوجتين ويتبعه بفاصلة (( )).
– يدون اسم المجلة التي نشرت المقال ويضع تحته خطا ويتبعه مباشرة لرقم العدد.
– يضع تاريخ صدور العدد بين قوسين ويتبعه بفاصلة.
– وفي الأخير، يكتب رقم الصفحة.
مثلا1)- أمين هويدي، ((الشرق الأوسط الجديد كما يراه بيريز))، العربي 432 (نوفمبر 1994م)، ص84.
(1)- Klein Etienne, ”Paul Ehtenfest, le Sorate des quanta”, La Recherche 338 (jenvier 2001),p.62.
إذا كان مأخوذ من كتاب:
نفس الطريقة السابقة فقط عوض كتابة اسم المجلة نكتب اسم الكتاب

د)- بيانات الرسائل الجامعية:
– ذكر اسم الباحث ويتبعه بفاصلة.
– أن يذكر عنوان الرسالة ويضع تحته خطا.
– أن يضع بين قوسين نوع الرسالة (رسالة ماجستير أو دكتوراه)، وأن يشير الى أنها غير منشورة اذا كانت كذلك.
– أن يشير إلى الجامعة التي نوقشت فيها الرسالة وسنتها، ويتبعها بفاصلة.
– أن يذكر رقم الصفحة.
مثلا1)- فؤاد مليت، إشكالية المعرفة وأجوبة نظريتها عن تساؤلاتها، (رسالة ماجستير منشورة)، جامعة الجزائر، سنة 2001م، ص95.

ه)- بيانات المخطوطات:
– أن يذكر اسم مؤلف المخطوط إذا كان وارد، وإلا يكتب كلمة مجهول ويتبعه بفاصلة.
– أن يكتب عنوان المخطوط ويضع تحته خطا، ويتبعه بفاصلة.
– أن يذكر اسم المكتبة التي تملك المخطوط، ثم فاصلة.
– أن يذكر الرقم الذي سجل تحته المخطوط، ثم فاصلة.
– أن يذكر في الأخير رقم الصفحة.
مثلا1)- ابن بابا حيدة محمد الطيب، القول البسيط في أخبار تمطيط، مخطوط مكتبة باريس، رقم 99.

و)- القواميس والمعاجم:

عندما لا يكون القاموس أو المعجم من تأليف شخص أو أشخاص معينين.
مثلا: (1)- الموسوعة الفلسفية، إشراف م.روزنتال وب.بودين، تر. سمير كرم (بيروت: لتوزيع والنشر، 1992م)، ط7، العقلانية، ص66.

عندما يكون القاموس أو المعجم من تأليف شخص أو أشخاص معينين.
مثلا: (1)- بطرس البستاني، محيط المحيط (بيروت: مكتبة لبنان، 1987م)، العقل، ص 66.

ز)- بيانات الجرائد:
– تدوين اسم الجريدة، وذلك بعد كتابة كلمة جريدة، ثم يتبعها بفاصلة.

– أن يذكر نوع الجريدة: يومية، أسبوعية أو شهرية … الخ ثم البلد الذي تصدر فيه، ويتبعها بفاصلة ثم يذكر رقم العدد.

– أن يدون تاريخ صدور العدد ويتبعه بفاصلة، ثم يذكر رقم الصفحة.
مثلا1)- جريدة الشروق، يومية جزائرية، 2025، 2 فيفري 2022، ص4.

ح)- بيانات القرآن الكريم:
يتعين ذكر اسم السورة ثم رقم الآية أو الآيات.
مثلا: سورة النور الآية 1- 12

ط)- ملاحظة:
يعرف أن بيانات المراجع تكتب في هامش الصفحة كاملة، عندما تذكر لأول مرة، وإذا اقتضى الأمر اعادة كتابتها فيكون الأمر كتالي:

– اذا ذكر المرجع أو المصدر مرتين متتاليتين دون أن يفصل بينهما مرجع أو مصدر آخر، فإنه يتعين على الباحث الاشارة بعبارة المرجع نفسه أو المصدر نفسه، أما اذا كان المرجع أو المصدر باللغة الفرنسية يستعمل كلمة bidوهي اختصار الى الكلمة ibidem التي تعني في الموضوع نفسه، ثم يذكر الصفحة بعد الفاصلة.

– اذا ذكر مرتين وفصل بينهما مرجع أو عدة مراجع، ويكون للمؤلف مرجع واحد فقط، فيتعين على الباحث ذكر اسم المؤلف فقط مع كتابة عبارة مرجع سبق ذكره أما اذا كان المرجع باللغة الفرنسية فيستعمل عبارة op citوالتي هي اختصار لعبارة opera citato التي تعني مرجع سبق ذكره، ثم ذكر الصفحة.

– إذا كان هناك مرجعين أو أكثر لمؤلف واحد، وسبق الاشارة اليها، فينبغي إعادة كتابة اسم المؤلف واسم المرجع المعني ثم رقم الصفحة.

– اذا استخدم الباحث أفكار استخدمها مؤلف نقلا عن مؤلف آخر ومدونة في الهامش فعليه تدوين المرجع أو المصدر الذي نقلا عنه هذا الكاتب ثم يضيف عبارة نقلا عن ثم يكتب معلومات صاحب الكتاب.
مثلا1) – باروخ سبينوزا، رسالة في اللاهوت والسياسة، تروتقديم حسن حنفي ومراجعة فؤاد زكريا (مصر: الهيئة المصرية العامة للنشر، 1971م)، ص 122، نقلا عن فؤاد زكريا، اسبينوزا، (ط2؛ بيروت: دار التنوير للطباعه والنشر، 1983م)، ص83.

ط)- تقنيات ضبط قائمة المصادر والمراجع:

الفرق بين المصدر والمرجع:
اول شيء لبد أن يعرف الباحث أن كل الوثائق التي يستعملها في بحثه هي مصادر ولكن المراجع هي مصادر من الدرجة الثانية والمصادر هي من الدرجة الأولى.
لنفترض مثلا أن موضوع بحثك يتعلق بتحديد مفهوم الدولة عند توماس هويز، في هذه الحالة كل الكتب والمقالات والرسائل التي كتبها هويز في حياته أو بعد وفاته تعد مصادر، في حين يعد كل ما كتبه الدارسون والمهتمون بهويز عنه مراجع.

قائمة المصادر والمراجع:

لبد من الأخذ بعين الاعتبار الآتي:

– التمييز بينهما في القائمة في نهاية البحث، والبدء بذكر المصادر ثم المراجع.

– تدوين كل المصادر والمراجع التي استعان بها في بحثه، ويستحسن على العموم أن لا تحمل القائمة إلا المصادر والمراجع المشار اليها في صفحات البحث.

– ترتيبها ترتيبا ابجديا حسب لقب المؤلف، وإذا كان لمؤلف ما مصدر أو مراجع عديدة، فإنه يتعين على الباحث أن يرتبها حسب تاريخ النشر.

– أذا كان المؤلف مجهولا فيتعين كتابة عبارة مجهول على اسم المؤلف ثم يتبعها بالبيانات السابقة.

– يحذف القوسين اللذان يحتويان البيانات التي تأتي بعد العنوان، ثم يحذف رقم الصفحة، ويعوض القوسان بفاصلة تفصل بينها وبين العنوان.

– عندما تكون المصادر او المراجع مكتوبة باللغة العربية، فإن اسم ولقب المؤلفين يرتب حسب الترتيب الأبجدي للحروف الأولى والترتيب الأبجدي كما يلي:
أ، ب ، ج ، د ، هـ ، و ، ز ، ح ، ط ، ي ، ك ، ل ، م ، ن ، س ، ع ، ف ، ص ، ق ، ر ، ش ، ت ، ث ، خ ، ذ ، ض ، ظ ، غ.
أما باللغة الأجنبية:
a . B . C . D . ………. Z.


شكرا على المجهود علومات قيمة

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

محاضرات السنة الثانية . مقياس علم الاجتماع الاعلام

بعد السلام عليكم ورحمة الله
هذه المحاضرات الثلاثة الأولى من مقياس علم الاجتماع الاعلام السنة الثانية اعلام واتصال للسداسي الثاني .

المحاضرة 01 :
Ff3366

لقد أصبحت وسائل الإعلام جزءا مهما في حياة المجتمعات المتقدمة ذلك أن وسائل الإعلام في تلك المجتمعات من الأدوات المهمة في معرفة البيئة الإجتماعية الذي يوجد فيه هذه الوسائل وهذا الجمهور .
أما أكثر المجتمعات المتخلفة أو النامية فلا يكاد يجد الفرد العادي قوت يومه فهو مشغول بالبحث عن طعامه أو طعام أولاده فوسائل الإعلام تعمل في مجتمع جماهيري يهتم بها ويتعامل معها ولا يمكن أن يعمل في مجتمع لا يستخدم وسائل الإعلام .
الجمهور له حاجات وأهداف أولية يريد تحقيقها مثل الطعام والشراب والكساء ثم يهتم بالحاجات الثانوية كأخبار العالم والمجتمع المحيط به ، لقد أصبحت وسائل الإعلام مصدرا مهما من مصادر المعلومات وموجه قوي لسلوك كثير من أفراد الجمهور وأصبح وجودها في كل مكان أمرا شائعا إلا القليل من الأفراد ومع تقدم المجتمعات وتحضرها يزداد تعقدها ويزداد إندماج وسائل الإعلام فيها حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من المجتمع خاصة في أوقات الأزمات والأحداث وأصبحت معلومات وسائل الإعلام وتحليلاتها ذات أهمية كبيرة وقيمة متزايدة في المجتمعات وتتناقلها الأفواه بل وصل الأمر إلى أن وسائل الإعلام تنقل الحدث وقت وقوعه على الهواء مباشرة لذا فإن قوة وسائل الإعلام تكمن في السيطرة على مصادر المعلومات وتلزم الأفراد ببلوغ أهدافهم الشخصية ، وكلما زاد المجتمع تعقدا زاد إتساع مجال الأهداف الشخصية التي تتطلب الوصول إلى مصادر معلومات وسائل الإعلام .
لقد أثبتت بعض الدراسات إزدياد عدد الساعات التي يقضيها الجمهور أمام وسائل الإتصال الجماهيري وهذا مؤثر قوي ومهم على زيادة تعرف الجمهور لوسائل الإعلام ، وهذا يمثل نسبة من النشاط الإتصالي للإنسان يعني زيادة تأثير ما تقدمه هذه الوسائل للجمهور .
لقد أصبح الإنسان أكثر إهتماما بما يجري حوله من الأحداث ذلك أن ترابط العالم وتراحله يؤثر بعضه في بعض فالخبر مثلا عن نية دولة ما تقليل صادرات البترول يوقع سعر البرميل في العالم كما يؤثر ذلك في الدول المنتجة .
– وتعد وسائل الإعلام المكونات الأساس التي لا غنى عنها ولا يستطيع المجتمع المعاصر الإستمرار بدونها ، فقد غدت هذه الوسائل في الوقت الحاضر جزءا مركزيا من مؤسسات المجتمع فببساطتها يعرف الجمهور السلع الجديدة وأماكن وجودها وكذلك المجال التربوي وبناء الأسرة إذا استخدمت الإستخدام الأمثل وفي عالم اليوم تتزايد إحتياجات المجتمعات إلى المعلومات والأخبار ويزداد إستهلاك الأخبار على مستوى العالم وهذا يكون على رغبة المجتمع في التنمية حيث أن الماركة العالمية والتفاعل يعيق المجتمع على تطوير نفسه ولم يقتصر الأمر على الحاجة إلى معلومات وسائل الإعلام الأخرى فقد أصبحت وسائل الإعلام لدى بعض الأفراد بديلا عن التفاعل الإجتماعي فيرى في الوسيلة الإعلامية صديقا أنيسا خاصة الأفراد الذين يفتقدون التفاعل الإجتماعي وهو ما يسمى بـ ( التوحد مع الوسيلة ) ويجعلها بديلا للتفاعل الإجتماعي وبعضهم الآخر يجعل منها متنفسا ومهربا من الضغوط النفسية والتنقلات والتخلص من المشكلات الإجتماعية .
إن إسهام وسائل الإعلام في تلبية احتياجات أفراد المجتمع يجعلها تقدم خدمة عامة للمجتمع ، هذا إذا قامت وسائل الإعلام بالوظائف الإجتماعية المناطة بها على الوجه المطلوب .
لقد حقق ظهور وسائل الإعلام على الساحة أمرين مهمين هما :
أ/ شغل وقت الجمهور والإستئثار بإهتماماته وصرف أنظارهم عن الأنشطة الأخرى .
ب/ قيام وسائل الإعلام بإيصال كم كبير من المعلومات إلى عدد كبير غير محدود من الجمهور في وقت قصير ومع أن وسائل الإعلام تقوم بتحقيق الفهم والتوجيه وتجعل الإتصال أكثر سهولة لكنها ليست الوسيلة الوحيدة لبلوغ الهدف فلا ينبغي المبالغة في أهمية وسائل الإعلام وقدرة تأثيرها على الجمهور فهناك غيرها من الوسائل المؤثرة مثل : المسجد ، المدرسة ، الأسرة ، الأصدقاء ………..

المحاضرة 02 :
Ff0033
عند دراسة المدخل الوظيفي لا بد من التمييز بين محتوى وسائل الإعلام وخصائص الوسيلة نفسها فهناك وظائف مرتبطة تماما بالمحتوى الذي تعرضه وسائل الإعلام وهناك وظائف أخرى مرتبطة إرتباطا وثيقا بنوع الوسيلة المستخدمة أو بظروف الإستخدام دون ارتباط قوي بالمحتوى على سبيل المثال عندما يريد الفرد من أفراد الجمهور متابعة حدث عالمي وقت حدوثه فلا يوجد أفضل من القنوات الفضائية أو الأنترنت لإمكانية التغطية وقت الحدث وأما إن أراد التفصيل فيجد بغيته في الصحافة شريطة الإنتظار إلى صباح الغد وفي هذا المثال المحتوى أهم من الوسيلة وفي المقابل عند الرغبة في الترفيه والهروب والبحث عن بديل التفاعل الإجتماعي فهو يبحث عن الوسيلة التي تشبع حاجاته بغض النظر عن المحتوى الذي تقدمه هذه الوسيلة أو تلك لكن الإشباعات التي تتحقق للجمهور لا يمكن فصلها عن المضامين فإن لكل من الوسيلة والمحتوى تأثير في الآخر فتشير الدراسة لعالم يسمى (سامسونغ 1978) إلى أن اشباعات وسائل الإعلام ترتبط ارتباطا وثيقا بما تقدمه من مضامين فلا يمكن القول إن استخدام وسيلة معينة بذاتها يحقق الإشباع المطلوب دون النظر إلى المضمون الذي تحتويه هذه الوسيلة ، فالدوافع الخاصة التي تجعل الفرد يتعرض لرسالة معينة أو وسيلة معينة تتوافق مع مكونات الفرد النفسية والإجتماعية فيقوم الفرد بتوجيه إهتماماته إلى الوسيلة والرسالة تلقائية دون تكلف في البحث أو الجهد فعندما تختار فئة من الجمهور وقد لا يدركها .
– وقد أظهرت دراسات ميدانية مثل دراسة إليزابيت عام 1990 أن التعرض للبرامج الجادة يرتبط بتقدم التعليم بغض النظر عن الوسيلة التي تقدم هذا المضمون بينما إختارت الفئة الأقل تعليما البرامج التي يغلب عليها طابع الفكاهة والترفيه ومن هنا يمكن للباحث أن يربط بين المدخل الوظيفي واستخدام الطلبة للأنترنت من خدمات اخبارية لا توفرها وسائل الإعلام الأخرى مثل الصحافة أو التلفاز وذلك لأنهما محكومتان بسياسة إعلامية يصعب تجاوزها على عكس شبكة الأنترنت التي تعد من أحدث وسائل الإعلام ، فإنه يحز في نفس كل طالب جامعي يرى أقرانه يستخدمون هذه الوسيلة للبحث العلمي أو للحصول على الأخبار أو للترفيه وهو بمعزل عن ذلك ، ولقد أثبتت دراسة سعودية أجريت على عينة من الشباب أنهم كانوا يستخدمون الأنترنت للحصول على مواد إخبارية سياسية غير متوفرة محليا .

المحاضرة 03 :

Ff0033
تعتمد فكرة هذه النظرية على أن إستخدام الأفراد لوسائل الإعلام لا يتم بمعزل عن تأطير المجتمع الذي يعيش داخله ، وأنّ قدرة وسائل الإعلام على التأثير تزداد عندما تقوم هذه الوسائل بوظيفة نقل المعلومات بشكل مستمر .
ظهر مفهوم الإعتماد على وسائل الإعلام في السبعينيات (1976) وذلك عندما ملء كل من ” دي فلور ” و ” ساندرا أول روكيش ” ( وهما صاحبا كتاب <> ومؤسسا نظرية الإعتماد على وسائل الإعلام ) الفراغ الذي خلفه نموذج الإستخدامات والإشباعات الذي أهمل تأثير وسائل الإعلام وركز على المتلقي وأسباب إستعماله لوسائل الإعلام ، فأخذ المؤلفان بمنهج النظام الإجتماعي العريض لتحليل تأثير وسائل الإعلام حيث إقترحا إندماجا بين الجمهور ووسائل الإعلام والنظام الإجتماعي وهذه هي البداية الأولى لهذه النظرية .
وخرجت هذه النظرية من الدوافع الإنسانية للمدرسة الإجتماعية حيث يرى باحثو هذه النظرية أن هناك اعتمادا متبادلا بين الإعلام الجماهيري والنظام الإجتماعي الذي ينشأ فيه فقد لاحظت ” ساندرا ” أن شمولية نظرية الإعتماد على الإعلام ودقتها تجعلها إحدى النظريات الإعلامية القلائل التي يمكن أن تساعد في فهم تأثيرات الإعلام وإستخدامها .

* فـروض نـظـريـة الإعـتـمـاد :
1/ كلما زادت التغيرات والأزمات في المجتمع زادت حاجة المجتمع للمعلومات ، أي تغيير إجتماعي أو سياسي أو إقتصادي .
2/ يزداد إعتماد الجمهور على وسائل الإعلام كلما كان النظام الإعلامي قادرا على الإستجابة لإحتياجات النظام الإجتماعي أو الجمهور ، وفي هذه الحالة ينبغي على النظام الإعلامي أن يتطور .
3/ يختلف الجمهور من حيث إعتماده على وسائل الإعلام الصفوة ( قمة الهرم ) قد يكون له وسائل إعلامه الخاصة به غير الوسائل التقليدية (الصحافة ….) ، بمعنى أن هاته الصفوة مصادرها في الحصول على المعلومات برقيات أو وكالات أنباء والتي ليست متاحة لكل الناس .

* مـفـهـوم الـنـظـريـة :
من خلال إسم النظرية يتضح مفهومها وهو الإعتماد المتبادل بين الأفراد ووسائل الإعلام وأن العلاقة التي تحكمه هي علاقة إعتماد بين وسائل الإعلام والنظم الإجتماعية والجمهور ، إذ يعتمد الأفراد في تحقيق أهدافهم على مصادر معلومات الإعلام من جمع المعلومات ومعالجتها ونشرها ، ويبّين ” دي فلور ” و ” سانتا كلور ” أن المعلومة هنا هي كل الرسائل الإعلامية حتى الترفيهية منها .
إنّ تأثرنا بهذا النظام الإجتماعي الذي نعيش بداخله ينعكس على طريقة إستخدامنا لوسائل الإعلام ولا يقتصر التأثير على النظام الإجتماعي بل يشمل تأثير وسائل الإعلام في الجمهور ، وكلما تعقدت البنية الإجتماعية قلّ التفاعل بين أفراد المجتمع مما يتيح للإعلام مجالا واسعا لملء الفراغ فيصبح الفرد أكثر إهتماما على وسائل الإعلام لإستقاء المعلومات وعلى هذا فالجمهور عنصر فاعل وحيوي في الإتصال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

بحث حول تحليل المضمون

المبحـــث الأول: مفهوم منهج تحليل المضمون
المطـلـب الأول : تحديد مصطلحات المنهج التحليلي *
أولا : معني التحليل –
ثانيا : معني المحتوي (المضمون) –
المطلب الثاني : تعريفات منهج تحليل المضمون *
المطلب الثالث : خصائص منهج تحليل المضمون *
*المبحث الثاني : المميزات العامة للمنهج التحليلي
المطلب الأول : خطوات تحليل المضمون *
المطلب الثاني : وحدات تحليل المضمون *
* المطلب الثالث: التحليل الكمي و التحليل الكيفي
المبحث الثالث : تطبيقات منهج تحليل المضمون *
* المطلب الأول : مجالات استخدام المنهج التحليلي
*المطلب الثاني: تطبيقات المنهج التحليلي في العلوم القانونية و الإدارية
*خاتمــــــــــة
*المراجــــــــع

المبحث الأول : مفهوم منهج تحليل المضمون
المطلب الأول : تحديد المصطلحات
: (Analyse أولا : معنى التحليل

يقصد بالتحليل تلك العمليات العقلية التي يستخدمها الباحث في دراسته للظواهر و الأحداث و الوثائق لكشف العوامل المؤثرة في الظاهرة المدروسة و عزل عناصرها عن بعضها بعضا و معرفة خصائص و سمات هذه العناصر و طبيعة العلاقات القائمة بينها ،و أسباب الاختلافات و دلالاتها،لجعل الظواهر واضحة و مدركة من جانب العقل .

ثانيا : معنى المحتوى المضمون

هو كل ما يقوله أو يكتبه الفرد ليحقق من خلاله أهداف اتصاله مع الآخرين ،فقد يكون عبارة خطاب أو قرار سياسي ,أو قانون,أو أعمال عادية تتم على مستوى المؤسسات الاجتماعية أو الإدارية.

المطلب الثاني : تعريفات منهج تحليل المضمون :

إن تحليل المضمون كغيره من المفاهيم الاجتماعية ،لم يحسم بتعريف جامع مانع ( محدد بدقة ) إلى حد الاتفاق التام في ظل مشكلات حدود تطبيقاته وإجراءاته على المنجز الأدبي ،واللغوي ،والشكلاني ..بالرغم من التطور والتوسع الذي شهده في استخدام الأساليب والتقنيات على المستوى الدولي ، وفيما يأتي بعض التعريفات التي أوردها د.احمد بدر في أحد مراجع الاتصال ،واتخذه على أساس أغراضه الإجرائية كأداة للبحث العلمي كما جاء به:
1- كابلان ، 1943: تحليل المحتوى هو المعنى الإحصائي Statistical Semantics للأحاديث والخطب السياسية . 2- أما بيزلي تعليم_الجزائرPaisley ) 1969 فيرى أن تحليل المحتوى هو أحد أطوار تجهيز المعلومات حيث يتحول فيه المحتوى الاتصالي إلى بيانات يمكن تلخيصها ومقارنتها وذلك بالتطبيق الموضوعي والنسقي لقواعد التصنيف الفئوي (Categorization Rule ) .
3- ويرى بيرلسون : ( Berelson ) 1971-1952 على إن تحليل المضمون هو أحد الأساليب البحثية التي تستخدم في وصف المحتوى الظاهر أو المضمون الصريح للمادة الإعلامية وصفاً موضوعياً،منتظماً ، كمياً. كما عرفه على انه أسلوب البحث الذي يهدف إلى تحليل المحتوى الظاهري أو المضمون الصريح لمادة الاتصال ووصفها وصفاً موضوعياً ومنهجياً وكمياً بالأرقام
4- بينما أورد الدكتور محمد عبد الحميد( 2000 ): لتحليل المضمون التعريف آلاتي مجموعة الخطوات المنهجية التي تسعى إلى اكتشاف المعاني الكامنة في المحتوى ،والعلاقات الارتباطية لهذه المعاني من خلال البحث الكمي ،الموضوعي ،والمنظم للسمات الظاهرة في هذا المحتوى) 5- أما لازويل: فيرى أن تحليل المضمون يستهدف الوصف الدقيق و الموضوعي كما يقال عن موضوع معين في وقت معين .
ـ إن الاختلاف هذه التعاريف في تحديد مفهوم تحليل المضمون يعكس في حقيقة الأمر اختلاف الأساليب و الإجراءات و الأهداف التي يتوخها الباحث:فبعض البحوث تكتفي بتحليل مضمون وسائل الإعلام لدراسة و تحليل المادة الإعلامية أو لتحليل مضمون بعض المجالات التي تتناولها,في حين أن البعض الأخر يهتم بالعلاقات الدولية و مظاهر الصراعات ,بينما تهدف دراسات أخرى إلى دراسة بعض القضايا و الظواهر في الدول الحديثة مثل الديمقراطية ,حقوق الإنسان ,المشكلات الاجتماعية .

المطلب الثالث: خصائص منهج تحليل المضمون

1- يسعى تحليل المضمون عن طريق تصنيف البيانات وتبويبها إلى وصف المضمون المحتوى الظاهر والصريح للمادة قيد التحليل . و لا يقتصر على الجوانب الموضوعية ، وإنما الشكلية أيضاً .
2- يعتمد على تكرارات وردت أو ظهور جمل أو كلمات أو مصطلحات أو رموز أو أشكال المعاني المتضمنة في مادة التحليل بناءً على ما يقوم به الباحث من تحديد موضوعي لفئات التحليل ووحداته .
3- يجب إن يتميز بالموضوعية ويخضع للمتطلبات المنهجية ( كالصدق والثبات ) ،حتى يمكن الآخذ بأحكام نتائجه ،على أنها قابلة للتعميم .
4- ينبغي أن يكون التحليل منتظماً ،وان يعتمد أساسا الأسلوب الكمي في عمليات التحليل ،بهدف القيام بالتحليل الكيفي على أسس موضوعية .
5- يجب أن تكون نتائج تحليل المضمون مطابقة في حالة إعادة الدراسة التحليلية لذات الأداة وللمادة ( قيد التحليل ) ،لضمان ثبات النتائج – الاتساق عبر الزمن – أو عبر تطبيقها واقتراب نتائجها من قبل محللين آخرين ( التحكيم الخارجي ) .
6- ترتبط نتائج تحليل المضمون مع ما ورد من نتائج وصفية وتحليلية ونظرية ،بإطار عام وشامل ،ليتم وفقها تفسير الظاهرة أو المشكلة،أي انه في هذه الحالة يعد مكملاً لإجراءات منهجية أخرى تسبقه،أو تلحقه في إطار الدراسة الشاملة .

المبحث الثاني : الميزات العامة للمنهج التحليلي
المطلب الأول: خطوات تحليل المضمون

1- تحديد مشكلة البحث أو موضوعه.
2-صياغ الفروض تعليم_الجزائرافتراض وجود علاقة بين المتغيرات ).
3-تحديد مجتمع البحث : المادة أو المواد التي سوف تخضع للبحث و الدراسة فقد يتضمن مجتمع البحث مقالات الأعمدة الصحفية المنشورة .
4-اختيار العينة :موقف الصحافة من الانتخابات .
5-تحديد رمز التحليل للعينة (جريدة الخبر،الشعب ،المجاهد).

المطلب الثاني: وحدات تحليل المضمون :

هي وحدات المحتوى التي يمكن إخضاعها للعد و القياس و يعطي وجودها أو غيابها و تكرارها دلالات تفيد الباحث في تفسير النتائج الكمية هناك خمسة وحدات رئيسية هي :

1 – وحدة الكلمة :تعبر عن رمز أو مفهوم أو مدلول .
2 – وحدة الموضوع الفكرة : عبارة عن جملة أو عبارة عن فكرة يدور حولها موضوع التحليل
3 – وحدة الشخصية : تشير إلى الأشخاص أو الشخص محور الاهتمام .
4- الوحدة الطبيعة للمادة الإعلامية : قد تكون خطاب أو كتاب أو برنامج تلفزيوني و يستطيع الباحث أن يصنف البرنامج التلفزيوني إلى برامج سياسية ،اقتصادية ، ثقافية .
5 – مقاييس المساحة و الزمن : المقاييس المادية التي يتبعها الباحث للتعرف علي المساحة التي تشغلها المادة المنشورة في الكتب أو الصحف المطبوعة أو المدة الزمنية التي استغرقتها المادة في الإعلام كما تقدم لنا النتائج المتحصل عليها من استخدام هذا الأسلوب كما هائلا في كثير من الأحيان .

المطلب الثالث : التحليل الكمي و التحليل الكيفي .

*التحليل الكمي : هو ترجمة المحتوي إلى أرقام و نسب و إعداد و إحصائيات و معدلات ثم حساب التكرار لتحديد مواقع التركيز و الاهتمام أو تهميش فحضور المصطلح أو غيابه في المضمون يعطي تفسيرات و دلالات تفيد الباحث .
*التحليل الكيفي : هو تفسير و تحليل نتائج و كشف أسبابها و خلفياتها لماذا كان الاهتمام وما القصد من ذلك.

المبحث الثالث : تطبيقات منهج تحليل المضمون.
المطلب الأول : مجالات استخدام المنهج التحليلي

1- الكشف عن اتجاهات الأفراد والجماعات إزاء موضوعات مختلفة .
2- المقارنة بين وسائل الإعلام الجماهيري من حيث موضوعاتها واتجاهاتها وأهدافها
3- قياس مدى تطبيق وسائل الاتصال للمعايير والأسس الإعلامية والثقافية والفنية .
4- تشخيص خصائص الأسلوب الأدبي أو الصحفي من خلال تحليل الرسائل المختلفة .
5- التعرف على الوضع النفسي والاجتماعي للأفراد والجماعات في الأوضاع الطارئة والاعتيادية من خلال تحليل الرسائل التي يعبرون بها عن أنفسهم بأي شكل من الأشكال
6- الحصول على افتراضات حول تأثير وسائل الاتصال على الجمهور .
7- تعرف الدولة على معلومات ونوايا الدول الأخرى وأهدافها وخاصة في حالات الصراع والحروب ، اذ يسعى كل طرف إلى تحليل الوثائق والتصريحات والخطب وما تنشره وسائل الإعلام حول الطرف الآخر .
إضافة إلى ذلك، يمكن استخدامه للتعرف على المعارف والقيم ومديات تحقيق الأهداف والآثار التي تحملها الكتب ، والمناهج ، والأدبيات التربوية والثقافية وغيرها …

المطلب الثاني : تطبيقات المنهج التحليلي في العلوم القانونية و الإدارية .

لقد بدا تطبيق منهج تحليل المضمون في ميدان القانونية على يد “هارولد لازويل ” الذي قام بدراسة الحملة الدعائية التي قامت بها الإعلام البريطانية لمبدأ ولسن 14 ومنها مبدأ حق تقرير مسير الشعوب و في سنة 1969 استخدم منهج تحليل المضمون لدراسة محتوى المؤتمرات الصحفية للجنرال ديغول و من هنا تأكد أن تحليل المضمون هو أفضل وسيلة للقراءة التحليلية و النقدية للنصوص السياسية و القانونية و كذلك دراسة الباحثة عواطف عبد الرحمان عن أنماط الجريمة في الصحافة المصرية ودلالاتها الاجتماعية و تذكر الباحثة هدف دراستها كتالي:

-تحديد الملامح العامة لأنماط الجريمة في المجتمع المصري من خلال تحليل مضمون ما ينشر في الصحف اليومية مع إبراز علاقة ذلك بالواقع الاقتصادي و الثقافي .
– يستخدم منهج تحليل المضمون لخدمة أغراض كثيرة في ميدان العلوم القانونية و الإدارية أهمها :

*تحليل مضمون الشكاوي المنشورة في الصحافة الوطنية لتعرف عن المشاكل .
* تحليل أنماط الجرائم و عددها و بيئتها و ذلك من خلال ما ينشر في الجرائد الوطنية .

* دراسة و تحليل المواد التي تقدمها الصحف و الإذاعة المسموعة أو المرئية و الكتب و النشرات التي تتصل بموضوع قانوني أو إداري .
* التعرف على موقف الرأي العام الوطني من قرار سياسي أو قانون أو مسالة معينة و كذلك التعرف على موقف الرأي العام في دولة معينة تجاه مسالة تتعلق بدولة أخرى وذلك من خلال تحليل مضمون الصحافة .
* تحليل الأحكام القضائية قبل رفع الاستئناف .

– تحليل التقرير التي تأتي إلى وزارة أو إدارة معينة ، و ذلك بدراستها بطريقة موضوعية و التعرف على أراء الجهات التي لها علاقة بها .
– تحليل مضمون الخطب السياسة و الدبلوماسية و خطابات المعارضة السياسية .
– دراسة و تحليل مضمون البرامج السياسية للأحزاب و كذلك برامج الحملات الانتخابية .
– التحليل القانون للمعاهدات و الاتفاقيات و المواثيق الوطنية و الدولية في ضوء القانون
الدولي ، و الحكم على مدى شرعيتها .
– دراسة محتوى الدساتير و القوانين لكشف مواطن الخلل و التغيرات .
– دراسة و تحليل أقوال و تسريحات المتهم في مجال التحقيق القضائي .
– معرفة الشخصيات و انتمائهم و تصوراتهم من خلال دراسة محتويات الخطب السياسية و مذاكرتهم .
– كما يمكن القول إن تحليل المضمون هو منهج حديث الاستخدام ، عرف تطورا واضحا و طبق في مجالات مختلفة يستخدمه رجل القانون في تفسير الفقه ،و القاضي في التحقيق القضائي ،و المحامي في تحليل الأحكام القضائية و الإدارية في الشكاوي ،و النائب في تحليل مشروع قانون و السياسي في دراسة موقف الأخبار .

يعتبر من أدوات جمع البيانات و المعلومات الذاتية ،يكتفي الباحث في حالة استخدامه لهذا الأسلوب على دراسة المصادر المتاحة و تفسير مضمون و محتوى :

– المواثيق القانونية الوطنية و الدولية .
– الدساتير و القوانين لكشف النقائص و الثغرات و الفراغات الموجودة .
-العقود و المعاهدات و الاتفاقيات الدولية و مدى شرعيتها و ضوء مبادئ القانون الدولي .
– دراسة التقارير و المحاضر و التعليمات الصادرة من الموئسسات الرسمية .
– الخطب السياسية و تصريحات القادة السياسية و الدبلوماسية .
-الأحكام القضائية و الاجتهاد في ميدان المنظومة القضائية .
– تصريحات و أقوال أطراف النزاع ( أقوال الشهود و تصريحات المتهم ) .
– برامج الأحزاب السياسية لمعرفة إيديولوجيتها و اتجاهاتها السياسية .

المقابلات السياسية مع الشخصيات القانونية أو السياسية .
– الكتابات الصحفية الرسمية لمعرفة موقف دولة من قضية أو دولة معينة ( التحيز أو الموضوعية ) .
– دراسة الشكاوي التي تنشر في الجرائد لمعرفة اهتمام الرأي العام ، موقف ورد فعل الجماهير من القوانين و السياسات .




مشكور على المجهود

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

النظرية السيميولوجية


مدخل إلى المنهج السيميائي

عرف النقد العربي الحديث والمعاصر مجموعة من المناهج النقدية بفضل المثاقفة و الترجمة والاحتكاك مع الغرب ، من بينها : المنهج البنيوي اللساني والمنهج البنيوي التكويني والمنهج التفكيكي ومنهج القراءة والتقبل الجمالي والمنهج السيميولوجي الذي أصبح منهجا وتصورا ونظرية وعلما لايمكن الاستغناء عنه لما أظهر عند الكثير من الدارسين والباحثين من نجاعة تحليلية وكفاءة تشريحية في شتى التخصصات والمعارف الإنسانية.إذا، ماهي السيميولوجيا؟ وما منابعها؟ ومامرتكزاتها المنهجية؟ وما هي اتجاهاتها ومدارسها؟ وما مجالات تطبيقها سواء في الغرب أم عند العرب؟ وإلى أي مدى حقق البحث السيميائي نجاعته وفعاليته في مقاربة النصوص وتحليلها ولاسيما الأدبية منها . هذه هي الأسئلة التي سوف نحاول الإجابة عنها قدر الإمكان.

1- تعريف المصطلح:

إن أهم الإشكالات النظرية التي يصطدم بها الدرس السيميائي يتجلى بالأساس في تداخل المصطلحات وتشعبها واختلاف مضامينها. لذلك سوف نقتصر في هذا الصدد على تحليل مدلول المصطلحين الرئيسين المستعملين في هذا الحقل المعرفي وهما: السيميوطيقاSémiotique والسيميولوجياsémiologie معترفين أننا مهما حاولنا إيجاد محاولة لتعريف هذين المصطلحين لانستطيع أن نستقر على تعريف دقيق ومحدد، لأن” أية محاولة للتعريف، لابد لها أن تصطدم بتعدد وجهات النظر في تحديد هوية هذا الحقل المعرفي تحديدا قارا. خصوصا إذا نحن أدركنا الحيز الزمني الذي يستغرقه وهو حيز قصير”
ويضيف جون كلود كوكيه J.C.Coquet أحد اقطاب مدرسة باريس السيميائية قائلا:” إن القارىء العادي، وكذلك الباحث في مجال العلوم الاجتماعية من حقهما أن يتساءلا عن موضوع هذا العلم، إلا أنهما مع ذلك يجب أن يعلما- على الأقل- أن التعريفات والتحديدات، تختلف ولاسيما إذا تعلق الأمر بموضوع علمي لم يمر على ميلاده وقت طويل”.
إن هذين المصطلحين يترادفان على المستوى المعجمي، حيث استعملا في الأصل للدلالة على” علم في الطب وموضوعه دراسة العلامات الدالة على المرض”. ولاسيما في التراث الإغريقي حيث عدت السيميوطيقا جزءا لايتجزأ من علم الطب.
وقد وظف أفلاطون لفظ Sémiotike للدلالة على فن الإقناع، كما اهتم ارسطو هو الآخر بنظرية المعنى وظل عملهما في هذا المجال مرتبطا أشد مايكون بالمنطق الصوري، ثم توالت اهتمامات الرواقيين الذين أسسوا نظرية سيميولوجية تقوم على التمييز بين الدال والمدلول والشيء (المرجع).
ومع بداية النهضة الأروبية نصادف الفيلسوف ليبنتزLeibnitz الذي “حاول أن يبحث عن نحو كلي للدلائل، وعن ضرورة وجود لغة رياضية شكلية تنطبق على كل طريقة في التفكير” .
وإذ حاولنا استقراء تراثنا العربي، وجدناه حافلا بالدراسات المنصبة على دراسة الأنساق الدالة، وكشف قوانينها ولاسيما تلك المجهودات القيمة التي بذلها مفكرونا من مناطقة وبلاغيين وفلاسفة وأصوليين…إلخ.بيد أن مثل هذه الآراء السيميولوجية التي شملتها كل هذه المجالات المعرفية لم تكن منهجية أو مؤسسة على أسس متينة ولم تحاول يوما أن تؤسس نظرية متماسكة تؤطرها أو تحدد موضوع دراستها أو اختيارالأدوات والمصطلحات الإجرائية الدقيقة التي تقوم عليها. وبالتالي لم تفكر في استقلالية هذا العلم، بل ظلت هذه الآراء السيميولوجية مضطربة تجرفها وتتقاذفها التصورات الإيديولوجية والسوسيولوجية والثقافية. ويقول مبارك حنون في هذا الصدد :” إلا أن مثل تلك الآراء السيميولوجية التي احتضنتها مجالات معرفية عديدة. بقيت معزولة عن بعضها البعض. ومفتقدة لبنية نظرية تؤطرها كلها.
وإذا،بقيت عاجزة عن أن تبني لنفسها كيانا تصوريا ونسيجا نظريا مستقلا إلى أن جاء كل من سوسير وبورس”.
يتفق جل الباحثين على أن المشروع السيميولوجي المعاصر بشر به سوسير في فرنسا في كتابه” محاضرات في اللسانيات العامة”،وارتبط هذا العلم بالمنطق على يد الفيلسوف الأمريكي شارل ساندرس بورس CHS . PEIRCE في أمريكا. لكن على الرغم من ظهورهما في مرحلة زمنية متقاربة، فإن بحث كل منهما استقل وانفصل عن الآخر انفصالا تاما إلى حد ما.فالأول- كما قلنا- بشر في “محاضراته”ب” ظهورعلم جديد سماه السيميولوجيا(Sémiologie) سيهتم بدراسة الدلائل أو العلامات في قلب الحياة الاجتماعية ولن” يعدو أن يكون موضوعه الرئيسي مجموعة الأنساق القائمة على اعتباطية الدلالة” على حد تعبير سوسير-Saussure- الذي يقول كذلك في هذا الصدد:” ونستطيع – إذا- أن نتصور علما يدرس حياة الرموز والدلالات المتداولة في الوسط المجتمعي، وهذا العلم يشكل جزءا من علم النفس العام. ونطلق عليه مصطلح علم الدلالة Sémiologie : من الكلمة الإغريقية دلالة Sémion. وهو علم يفيدنا موضوعه الجهة التي تقتنص بها أنواع الدلالات والمعاني. ومادام هذا العلم لم يوجد بعد فلا نستطيع أن نتنبأ بمصيره غير أننا نصرح بأن له الحق في الوجود وقد تحدد موضوعه بصفة قبلية. وليس علم اللسان إلا جزءا من هذا العلم العام.”
وقد تزامن هذا التبشيرمع مجهودات بورس( 1839-1914) الذي نحا منحى فلسفيا منطقيا. وأطلق على هذا العلم الذي كان يهتم به ب “السيميوطيقا ” SEMIOTIQUE” واعتقد تبعا لهذا أن النشاط الإنساني نشاط سيميائي في مختلف مظاهره وتجلياته. ويعد هذا العلم في نظره إطارا مرجعيا يشمل كل الدراسات. يقول وهو بصدد تحديد المجال السيميائي العام الذي يتبناه : ” إنه لم يكن باستطاعتي يوما ما دراسة أي شيء- رياضيات كان أم أخلاقا أو ميتافيزيقا أو جاذبية أو ديناميكا حرارية أو بصريات أو كيمياء أو تشريحا مقارنا أو فلكا أو علم نفس أو علم صوت، أو اقتصاد أو تاريخ علوم أو ويستا( ضرب من لعب الورق) أو رجالا ونساء،أو خمرا، أو علم مقاييس دون أن تكون هذه الدراسة سيميائية”.
إذا،فالسيميوطيقا حسب بورس تعني نظرية عامة للعلامات وتمفصلاتها في الفكر الإنساني، ثم إنها صفة لنظرية عامة للعلامات والأنساق الدلالية في كافة أشكالها… وبالتالي، تعد سيميائية بورس مطابقة لعلم المنطق . يقول أمبرطو إيكو Umberto Eco في هذا الخصوص عن بورس محددا مضمون علمه بكل دقة ووضوح وعلاقته بعلم المنطق:” لنستمع الآن إلى بورس: إنني حسب علمي الرائد أو بالأحرى أول من ارتاد هذا الموضوع المتمثل في تفسير وكشف ماسميته السيميوطيقا SEMIOTIC أي نظرية الطبيعة الجوهرية والأصناف الأساسية لأي سيميوزيس محتمل” إن هذه السيميوطيقا التي يطلق عليها في موضع آخر” المنطق” تعرض نفسها كنظرية للدلائل. وهذا مايربطها بمفهوم ” السيميوزيس” الذي يعد على نحو دقيق الخاصية المكونة للدلائل”.
ويحسن بنا في هذا المضمار،أن نستحضر بعض تعاريف باقي الباحثين السيميائيين ولو بإيجاز كي يتسنى لنا التمييز بين المصطلحين أو بعبارة كي نستطيع الإجابة عن السؤال الذي يفرض نفسه علينا بإلحاح ألا وهو: الفرق بين المصطلحين. وبالتالي، هل يؤثر تغيير شكل المصطلحين على تغيير مضمونهما؟
فهذا بيير غيرو Pierre Guiraud- أحد أساتذة جامعة نيس الفرنسية- يعرف السيميوطيقا قائلا:” السيميوطيقا علم يهتم بدراسة أنظمة العلامات ، اللغات، أنظمة الإشارات، التعليمات…إلخ. وهذا التحديد يجعل اللغة جزءا من السيميوطيقا”.
يتبين لنا من خلال هذا التعريف أعلاه ، أن غيرو يتبنى نفس الطرح السوسيري الذي يعتبر اللسانيات فرعا من السيميولوجيا، غير أن رولان بارت Roland Barthes سيفند هذا الطرح ويقلب المعادلة على عقبيها ، بتأكيده على أن السيميولجيا لايمكن أن تكون سوى نسخة من المعرفة اللسانية. فإذا كان العالم السوسيري قد ضيق الدرس السيميولوجي ووجه كل اهتماماته للغة، وجعلها الأصل محل الصدارة ، فإن مفهوم بارت للسيميولوجيا فسح المجال بحيث اتسع حتى استوعب دراسة الأساطير واهتم بأنسقة من العلامات التي أسقطت من سيميولوجية سوسير كاللباس وأطباق الأكل والديكورات المنزلية ،ونضيف الأطعمة والأشربة وكل الخطابات التي تحمل انطباعات رمزية ودلالية.
أما جورج مونان George Mounin أحد أنصار اتجاه سيمياء التواصل بفرنسا إلى جانب كل من برييطو Prieto وبويسنس BuyssensومارتينيهMartinet…إلخ فيعني بالسيميولوجيا:”دراسة جميع السلوكات أو الأنظمة التواصلية، وعوض في الفرنسية بالسيميوطيقاSEMIOTIQUE “. ثم نصادف باحثا آخر وهو أمبرطو إيكو أحد اقطاب المدرسة الإيطالية السيميائية الذي يفضل استبدال مصطلح السيميولوجيا SEMIOLOGIEبمصطلح السميوطيقا SEMIOTIQUE يقول في مستهل كتابه: البنية الغائبة La structure Absente معرفا هذا العلم ” السيميوطيقا تعني علم العلامات” .
أما بالنسبة لمدرسة باريس التي تضم كلا من غريماسGreimas وكوكيهCoquet وأريفيArrivéإلخ…فلها تعريف مغاير للتعاريف السالفة الذكر. فالسيميوطيقا في مشروعها” تأسيس نظرية عامة لأنظمة الدلالة” .
هذا، ويتبين لنا من خلال التعريف أن السيميولوجيا والسيميوطيقا متقاربتان في المعنى. فالسيميولوجيا –إذا- مترادفة للسيميوطيقا، وموضوعها دراسة أنظمة العلامات أيا كان مصدرها لغويا أو سننيا أو مؤشريا كما تدرس أنظمة العلامات غير اللسانية. فلم تعد ثمة أسباب أو مبررات تجعل أحد المصطلحين يحظى بالسيادة دون الآخر. وإن كانت هناك أسباب تميز بعضهما. فهي في الواقع أسباب تافهة تعتمد النزعة الإقليمية على حد تعبيرترنس هوكز الذي يقول في هذا الخصوص: ” ومن غير اليسيرالتمييز بينهما، وتستعمل كلتا اللفظتين للإشارة إلى هذا العلم( يعني به علم الإشارات) والفرق الوحيد بين هاتين اللفظتين أن السيميولوجيا مفضلة عند الأوربيين تقديرا لصياغة سوسير لهذه اللفظة، بينما يبدو أن الناطقين بالإنجليزية يميلون إلى تفضيل السيميوطيقا احتراما للعالم الأمريكي بيرس” ؛ لكن الصيغة الثانية السيميوطيقا كتسمية لمجال هذا العلم هي التي أقرت أخيرا. وقد أخذ بها من قبل ” المجمع الدولي لعلم السيميوطيقا”المنعقد بباريس في شهريناير سنة 1909م. يقول أمبرطو إيكو في هذا الصدد:” لقد قررنا على كل حال أن نتبنى هنا بصفة نهائية مصطلح السيميوطيقا Sémiotique بدون أن نتوقف عند المناقشات حول التوريطات الفلسفية أو المنهجية لكلا المصطلحين. نحن نخضع بكل بساطة للقرار المتخذ في يناير سنة 1969 بباريس من لدن الهيئة الدولية التي تمخضت عنها الجمعية الدولية للسيميوطيقا والتي قبلت ( بدون أن تقصي استعمال السيميولوجيا) مصطلح السيميوطيقا على أنه هو الذي ينبغي ابتداء من الآن أن يغطي جميع المفاهيم الممكنة للمصطلحين المتنافس فيهما” .
والاختلاف بين السيميولوجيا والسيميوطيقا في رأي كثير من الباحثين لايجب أن يأخذ الجانب الأوسع، أو الحيز الكبير من اهتماماتهم. إذ هما سيان كما رأينا، غير أن هذه الأخيرة، ونعني السيميوطيقا أصبحت تطغى في الساحة. يقول غريماس ردا على سؤال روجي بول درواRoger-Pol-droit حول الاختلاف بين المصطلحين في حوار صدرته صحيفة ” العالم Le Monde ” 7 يونيو 1974م تحت عنوان: “علم العلامات” : ” أظن أنه لاينبغي أن نضيع الوقت في مثل هذه الجدالات الكلامية حينما تكون أمامنا أشياء كثيرة. فعندما تقرر منذ سنوات في 1968 إحداث جمعية دولية، وجب الاختيار بين المصطلحين. وبتأثير من جاكبسون وموافقة ليفي شتراوس وبنفنست وبارت بالإضافة إلي تم التمسك بالسيميوطيقا غير أن مصطلح السيميولوجيا له جذور عميقة في فرنسا. ومن ثم تم الأخذ بتسمية مزدوجة، وقد يعتقد اليوم أن الأمر يتعلق بشيئين مختلفين. وهذا أمر مغلوط طبعا. وسنقترح في الغالب وتبعا لنصيحة هيلمسليف لتخصيص اسم السيميوطيقات Sémiotiques للأبحاث المتعلقة بالمجالات الخاصة كالمجال الأدبي والسينمائي والحركي كما سنعتبر السيميولوجيا بمثابة النظرية العامة لهذه السيميوطيقات.”
أهم ما يمكن أن نستشفه من خلال هذا التصريح ال”ﯖريماصي” هو أنه حاول أن يقدم تفسيرا دقيقا لظاهرة لم يتم الحسم فيها على ما يبدو واقترح تبعا لنصيحة هيلمسليف Hjelmslev الأبحاث التي سيختص بها كل على حدة. فالسيميوطيقا ستنصب اهتماماتها على القسم المتعلق بالمجالات التطبيقية في حين يعد علم السيميولوجيا مجالا نظريا عاما تندرج تحته جميع السيميوطيقات وهذا ما نلامسه من خلال تصفحنا لبعض الكتب التي ألفت في هذا المجال. فحينما يتعلق الأمربتحليل نصوص أدبية كانت أم توراتية ( دينية) أو حينما يتعلق الأمر بمحاولات تطبيقية بصفة عامة. يفضل مؤلفو هذه الكتب استعمال مصطلح السيميوطيقا لعنونة مؤلفاتهم التطبيقية ونذكر على سبيل المثال لا الحصر: ” عن المعنى: محاولات سيميوطيقية” Du sens :essais sémiotiques ” لغريماس و”موباسان: سيميوطيقة النص، تمارين تطبيقية” Maupassant :la “sémiotique du texte : exercices pratiquesوالتحليل السيميوطيقي للنصوص- Analyse sémiotique des textes لجماعة أنتروفيرن وغيرها من المؤلفات مثل : ميشيل أريفي وكوكيه إلخ…
ونستنتج من كل ما سبق، أن السميولوجيا والسميوطيقا كلمتان مترادفتان مهما كان بينهما من اختلافات دلالية دقيقة، أي إن السيميولوجيا تصور نظري والسيميوطيقا إجراء تحليلي وتطبيقي. وبالتالي، يمكن القول بأن السيميولوجيا هي علم ونظرية عامة ومنهج نقدي تحليلي وتطبيقي.

2- المرجعيات والمنابت:

وتجدر الإشارة إلى أن السيميولوجيا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنموذج اللساني البنيوي الذي أرسى دعائمه وأسسه العالم السويسري فرديناند دو سوسير منذ القطيعة الإبيستمولوجية التي أحدثها في ميدان الدراسات الألسنية إن جاز التعبير مع الفيلولوجيا وفقه اللغة واللسانيات التاريخية الدياكرونية.وقد جعلت هذه القطيعة اللسانيات العلم الشامل والرائد الذي تستفيد منه مختلف المدارس والمشارب المعرفية كالنقد الأدبي والأسلوبية والتحليل النفسي وعلم الاجتماع بالإضافة إلى جهود الوظيفيين والكلوسماتيكيين في اللسانيات والشكلانيين الروس في الشعرية.
وأخيرا، السيميولوجيا باعتبارها علما حديث النشأة اقتدت هي الأخرى في بناء صرحها النظري بالمبحث اللساني البنيوي، واستقت منه تقنيات وآليات ومفاهيم تحليلية تعد بمثابة مرتكزات أساسية يقوم عليها المبحث السيميائي الحديث، ولاسيما سيميوطيقا الدلالة التي تندرج في إطارها أبحاث رولان بارت السيميائية. هذا الأخير الذي التجأ منهجيا إلى اشتقاق بعض الثنائيات اللسانية وطبقها على موضوعات سيميائية غير لغوية ذات طبيعة اجتماعية كالألبسة والأطعمة…إلخ. أهم هذه الثنائيات: اللسان/الكلام، الدال/المدلول، المركب /النظام، التقرير/ الإيحاء.
وعليه، يمكن أن نحدد مجموعة من المرجعيات التي استندت إليها السيميولوجيا أو السيميوطيقا. ومن هذه المرجعيات أو المنابع:
1- الفكر اليوناني مع أفلاطون وأرسطو والرواقيين؛
2- التراث العربي الإسلامي الوسيط ( المتصوفة- نقاد البلاغة والأدب كالجاحظ…)؛
3- الفكر الفلسفي والمنطقي والتداولي( بيرس، فريج، كارناب، راسل…)؛
4- اللسانيات البنيوية والتداولية التحويلية بكل مدارسها واتجاهاتها؛
5- الشكلانية الروسية ولاسيما فلاديمير بروب صاحب المتن الخرافي الذي انطلق منه كريماس وكلود بريمون لخلق تصورهما النظري والتطبيقي إلى جانب أعلام أخرى في مجالات الشعر والأدب والسرد….؛
6- فلسفة الأشكال الرمزية مع إرنست كاسيرر الذي درس مجموعة من الأنظمة الرمزية التواصلية مثل: الدين والأسطورة والفن والعلم والتاريخ.

3- مبادىء السيميوطيقا:

من المعلوم أن السيميوطيقا هي لعبة الهدم والبناء،تبحث عن المعنى من خلال بنية الاختلاف ولغة الشكل والبنى الدالة. ولايهم السيميوطيقا المضمون ولامن قال النص، بل مايهمها كيف قال النص ماقاله،أي شكل النص. ومن هنا فالسيميوطيقا هي دراسة لأشكال المضامين. وتنبني على خطوتين إجرائيتين وهما: التفكيك والتركيب قصد إعادة بناء النص من جديد وتحديد ثوابته البنيوية.
وترتكز السيميوطيقا على ثلاثة مبادىء أساسية، وهي:
أ‌- تحليل محايث: نقصد بالتحليل المحايث البحث عن الشروط الداخلية المتحكمة في تكوين الدلالة وإقصاء المحيل الخارجي. وعليه،فالمعنى يجب أن ينظر إليه على أنه أثر ناتج عن شبكة من العلاقات الرابطة بين العناصر.
ب‌- تحليل بنيوي: يكتسي المعنى وجوده بالاختلاف وفي الاختلاف. ومن ثم، فإن إدراك معنى الأقوال والنصوص يفترض وجود نظام مبنين من العلاقات. وهذا بدوره يؤدي بنا إلى تسليم أن عناصر النص لا دلالة لها إلا عبر شبكة من العلاقات القائمة بينها. ولذا لايجب الاهتمام إلا بالعناصر إلا ماكان منها داخلا في نظام الاختلاف تقييما وبناء. وهو مانسميه شكل المضمون، أي بعبارة أخرى تحليلا بنيويا لأنه لا يهدف إلى وصف المعنى نفسه، وإنما شكله ومعماره.
ت‌- تحليل الخطاب: يهتم التحليل السيميوطيقي بالخطاب، أي يهتم ببناء نظام لإنتاج الأقوال والنصوص وهو ما يسمى بالقدرة الخطابية. وهذا ما يميزه عن اللسانيات البنيوية التي تهتم بالجملة.

4- المدارس والاتجاهات السيميولوجية:

لقد استعرض مارسيلو داسكال هذه الاتجاهات في اتجاهين رئيسيين:المدرسة الأمريكية المنبثقة عن بيرس والتي يمثلها كل من موريس وكارناب وسيبووك ، والمدرسة الفرنسية أو بالأحرى الأوربية المنبثقة عن سوسير والتي يمثلها كل من بويسنس وبرييطو وجورج مونان ورولان بارت وغيرهم. كما استعرض بعض الاتجاهات الفرعية الأخرى يمثلها كل من ﯖريماس وبوشنسكي وجوليا كريستيفا. لكن ما يلاحظ على مارسيلو داسكالMarcelo Dascal هو إغفاله لاتجاه أو مدرسة تعد من أهم المدارس السيميولوجية الروسي، وهي مدرسة تارتو التي يمثلها كل من يوري لوتمان وأسبنسكي وبياتغورسكي وإيفانوف.
أما الأستاذ محمد السرغيني فهو يرتضي تقسيما ثلاثيا للاتجاهات السيميولوجية تتمثل في الاتجاه الأمريكي والاتجاه الفرنسي والاتجاه الروسي. ولكنه يقسم الاتجاه الفرنسي إلى فروع على النحو التالي:
1- سيميولوجيا التواصل والإبلاغ كما عند جورج مونان؛
2- اتجاه الدلالة الذي ينقسم بدوره إلى الأشكال التالية:
أ‌- اتجاه بارت وميتزالذي يحاول تطبيق اللغة على الأنساق غير اللفظية.
ب‌- اتجاه مدرسة باريس الذي يضم : ميشيل أريفي وكلود كوكيه وﯖريماس.
ت‌- اتجاه السيميوطيقا المادية مع جوليا كريستيفا.
ث‌- اتجاه الأشكال الرمزية مع مولينو وجان جاك ناتيي أو ما يسمى مدرسة ” إيكس” على اعتبار مولينو كان ولايزال يدرس بكلية آداب هذه المدينة الفرنسية.
في حين يفضل مبارك حنون التقسيم التالي: سيميولوجيا التواصل، وسيميولوجيا الدلالة، وسيميوطيقا بورس، ورمزية كاسيرر وسيميولوجيا الثقافة مع الباحثين الروس ( يوري لوتمان وأوسبانسكي وإيفانوف وطوبوروف…) والباحثين الإيطاليين ( أمبرطو إيكو وروسي لاندي…)، وتنطلق هذه السيميولوجيا من اعتبار” الظواهر الثقافية موضوعات تواصلية وأنساقا دلالية”.

5- موضوع السيميائيات:

من خلال تمعن التعريفات التي قدمت للسيميائيات يتضح أنها جميعها تتضمن مصطلح العلامة. ويعني هذا أن السيميولوجيا هي علم العلامات ( الأيقون- الرمز- الإشارة). ومن الصعب إيجاد تعريف دقيق للعلامة لاختلاف مدلولها من باحث لآخر. فعند فرديناند دوسوسير تتكون العلامة من الدال والمدلول والمرجع. ولكنه استبعد المرجع لطابعه الحسي والمادي واكتفى بالصورة الصوتية وهي الدال والصورة الذهنية المعنوية وهي المدلول.كما اعتبرالسيميولوجيا علما للعلامات التي تدرس في حضن المجتمع. وهذا يؤكد لنا ارتكازالعلامة على ماهو لغوي ونفسي واجتماعي. وتبدو العلامة في تعاريف السيميائيين كيانا واسعا ومفهوما قاعديا وأساسيا في جميع علوم اللغة.
وتنقسم العلامات على نسقين:
أ‌- العلامات اللغوية المنطوقةتعليم_الجزائراللغة- الشعر- الرواية-….).
ب‌- العلامات غيراللفظيةتعليم_الجزائر الأزياء- الأطعمة والأشربة- الإشهار- علامات المرور- الفنون الحركية والبصرية كالسينما والمسرح والتشكيل …).
وإذا كانت العلامة عند سوسير علامة مجردة تتكون من الدال والمدلول ، أي تتجرد من الواقع والطابع الحسي والمرجعي. فإن العلامة عند ميخائيل باختين العالم الروسي ذات بعد مادي واقعي لايمكن فصلها عن الإيديولوجيا. وفي نظره ليس كل علامة إيديولوجية ظلا للواقع فحسب وإنما هي كذلك قطعة مادية من هذا الواقع. إضافة على ذلك، يرى باختين أن العلامات لايمكن أن تظهر إلا في ميدان تفاعل الأفراد أي في إطار التواصل الاجتماعي. وبذلك فوجود العلامات ليس أبدا غير التجسيد المادي لهذا التواصل. ومن هنا يخلص باختين في دراسته السيميائية إلى ثلاث قواعد منهجية وهي:
1- عدم فصل الإيديولوجيا عن الواقع المادي للعلامة.
2- عدم عزل العلامة عن الأشكال المحسوسة للتواصل الاجتماعي.
3- عدم عزل التواصل واشكاله عن أساسهما المادي.

6- علاقة السيميائيات بالمجالات الأخرى:

للسيميولوجيا تفاعلات كثيرة مع معارف وحقول أخرى داخل المنظومة الفكرية والعلمية والمنهجية. فلقد ارتبطت السيميولوجيا في نشاتها مع اللسانيات والفلسفة وعلم النفس والسوسيولوجيا والمنطق والفينومولوجيا أو فلسفة الظواهرعلاوة على ارتباطها بدراسة الأنتروبولوجيا كتحليل الأساطيروالأنساق الثقافية غير اللفظية. كما ترتبط السيميولوجيا منهجيا بدراسة الأدب والفنون اللفظية والبصرية كالموسيقى والتشكيل والمسرح والسينما. وترتبط كذلك بالهرمونيطيقا وبدراسة الكتب الدينية المقدسة. وارتبطت كذلك بالشعرية والنحو والبلاغة وباقي المعارف الأخرى. وإذا كانت السيميولوجيا أعم من اللسانيات أي إن اللسانيات جزء من السيميولوجيا كما عند سوسير فإن رولان بارت يعتبر السيميولوجيا أخص من اللسانيات، أي إن السيميولوجيا فرع من اللسانيات وأن كثيرا من العلامات البصرية والأنساق غير اللفظية تستعين بالأنظمة اللغوية.

7- مجالات التطبيق السيميولوجي:

لقد صار التحليل السيميوطيقي تصورا نظريا ومنهجا تطبيقيا في شتى المعارف والدراسات الإنسانية والفكرية والعلمية وأداة في مقاربة الأنساق اللغوية وغير اللغوية. وأصبح هذا التحليل مفتاحا حداثيا وموضة لابد من الالتجاء إليها قصد عصرنة الفهم وآليات التأويل والقراءة. ويمكن الآن أن نذكر مجموعة من الحقول التي استعملت فيها التقنية السيميوطيقية للتفكيك والتركيب:
1- الشعر( مولينو- رومان جاكبسون- جوليا كريستيفا- جيرار دولودال- ميكائيل ريفاتير….).
2- الرواية والقصة: ( ﯖريماس- كلود بريموند- بارت- كريستيفا-تودوروف- جيرار جنيت- فيليب هامون…).
3- الأسطورة والخرافةتعليم_الجزائر فلاديمير بروب…).
4- المسرح( هيلبو- كير إيلامElam Keir).
5- السينما( كريستيان ميتز- يوري لوتمان…).
6- الإشهار( رولان بارت- جورج بنينوG. Penino – جان دوران J. Durand …).
7- الأزياء والأطعمة والأشربة والموضة ( رولان بارت-….).
8- التشكيل وفن الرسمتعليم_الجزائربييرفروكستيل Pierre Francastel- لويس مارتانlouis Martin- هوبرت داميش Ebert Damisch- جان لويس شيفر….).
9- التواصل: ( جورج مونان- برييطو-….).
10-الثقافة( يوري لوتمان- توبوروف- بياتيكورسكي- إيفانوف- أوسبنسكي- أمبرطو إيكو- روسي لاندي-….).
11-الصورة الفوتوغرافيةتعليم_الجزائر العدد الأول من مجلة التواصل- رولان بارتAvedon –…).
21- القصة المصورة La bande dessinée تعليم_الجزائربيير فريزنولد دورييلPierre Fresmanlt-Deruelle…….. ).
13- الموسيقى: ( مجلة Musique en jeu في سنوات 70-1971 …).
14- الفن: (موكاروفسكي-…..).

8- السيميولوجيا في العالم العربي:

ظهرت السيميولوجيا في العالم العربي عن طريق الترجمة والمثاقفة والاطلاع على الإنتاجات المنشورة في أوربا والتلمذة على أساتذة السيميولوجيا في جامعات الغرب . وقد بدأت السيميولوجيا في دول المغرب العربي أولا، وبعض الأقطار العربية الأخرى ثانيا، عبر محاضرات الأساتذة منذ الثمانينيات عن طريق نشر كتب ودراسات ومقالات تعريفية بالسيميولوجيا(حنون مبارك- محمد السرغيني- سمير المرزوقي – جميل شاكر- عواد علي- صلاح فضل- جميل حمداوي- فريال جبوري غزول-…)، أو عن طريق الترجمة( محمد البكري- أنطون أبي زيد- عبد الرحمن بوعلي- سعيد بنكراد…)، وإنجاز أعمال تطبيقية في شكل كتب( محمد مفتاح- عبد الفتاح كليطو- سعيد بنكراد- محمد السرغيني- سامي سويدان…)، أومقالات(انظر مجلة علامات ودراسات أدبية لسانية وسيميائية بالمغرب ومجلة عالم الفكر الكويتية وعلامات في النقد السعودية ومجلة فصول المصرية- …)، ورسائل وأطروحات جامعية تقارب النصوص الأدبية و الفنية والسياسية… على ضوء المنهج السيميائي أنجزت بالمغرب وتونس وهي لاتعد ولاتحصى.
ولقد وقع النقد السيميولوجي العربي في عدة اضطرابات اصطلاحية ومفاهيمية في ترجمة المصطلح الغربيSémiologie-Sémiotique إذ نجد : علم الدلالة (محمد البكري…)- الرمزية(أنطون طعمة في دراسته” السميولوجيا والأدب”…)- السيمياء( محمد مفتاح في كتابه ” في سيمياء الشعر القديم”)- علم العلامات- علم الإشارات- السيميولوجيا- السيميوطيقا…
وما يلاحظ على هذه التطبيقات السميائية أنها عبارة عن تمارين شكلية تغفل الجوانب المرجعية والمضمونية والأبعاد الإيديولوجية، كما تخلط بين المناهج تلفيقا وانتقاء.أما النتائج المتوصل إليها فأغلبها تبقى- في اعتقادي- تحصيل حاصل بعد تسويد العديد من الأوراق المرفقة بالأشكال والجداول والرسومات الهندسية والأسهم التواصلية ؛ولكن الفائدة قليلة جدا تتمثل في لعبة التفكيك والتركيب دون الحصول على معارف جديدة ماعدا القليل من الدراسات والأبحاث الجادة. ويلاحظ أيضا أن هذا المنهج السيميائي يقف عند حدود الملاحظة والوصف ولا يتعدى ذلك إلى التقويم والتوجيه الذين يعدان من أهم عناصر النقد الأدبي.

خاتمة:

تلكم نظرة موجزة عن مفهوم السيميولوجيا وما يتصل بها من مفاهيم، وتلكم كذلك أهم منابتها المرجعية و مبادىء التحليل السيميائي ومستوياته ومدارسه واتجاهاته وتطبيقاته في الغرب والعالم العربي.

– الهوامش:
1 – عبد الرحيم جيران: ( مفهوم السيميائيات)، الحوار الأكاديمي والجامعي، العدد1، السنة 1يناير1988، ص:7؛
– J.C.Coquet et autres : Sémiotique : l’école de Paris. Hachette 1982, Paris : 5 ;
– A regarder, Le petit Robert, Paris, 1976, p : 1633 ;
– أنور المرتجي: سيميائية النص الأدبي، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء،ط1، 1987، ص: 3؛
– مبارك حنون: ( السيميائيات بين التوحد والتعدد)، الحوار الأكاديمي والجامعي، العدد2، فبراير 1988، السنة1، ص: 8؛
– فرديناند دي سوسير: محاضرات في علم اللسان العام، ترجمة عبد القادر قنيني، ط1، 1987،أفريقيا الشرق، الدارالبيضاء، ص:88؛
– نفس المرجع، ص:26؛
-Oswald Ducrot/Tzvetan Todorov : Dictionnaire encyclopédique des sciences du langage. Edition du Seuil, 1972, p : 11 ;
– نقلا عن ترجمة إدريس بلمليح: الرؤية البيانية عند الجاحظ، ط1، 1984، دار الثقافة ، البيضاء، ص:111؛
– بيير غيرو: السيمياء، ترجمة: أنطون أبي زيد،ط1، 1984، منشورات عويدات بيروت ، لبنان، ص: 5؛
– George Mounin : Clefs pour la
Linguistique .Collection Clefs ,19 éditions, Paris : 133 ;
– U .ECO : La Structure Absente : 8 ;
– Coquet et autres : Sémiotique : l’école de Paris, p : 5 ;
– ترنس هوكز: البنيوية وعلم الإشارة، ترجمة مجيد الماشطة، ط1 ،1996، بغداد ، العراق، ص:114؛
-U. Eco : la Structure Absente : 11 ;
– A regarder : la sémiotique : L’école de Paris, Paris :128 ;
– رولان بارت: مبادىء في علم الأدلة، ترجمة محمد البكري، دار قرطبة للنشر بالدارالبيضاء ، ط1، 1986؛
-Groupe d’Entreverne : Analyse Sémiotique des textes, éd. Toubkal, Casablanca, 1987, p : 7-9 ;
– مارسيلو داسكال: الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة، ترجمة حميد لحميداني وأخرين، ط1 ، 1987، دار أفريقيا الشرق، البيضاء.
– د. محمد السرغيني: محاضرات في السيميولوجيا،دار الثقافة ، الدار البيضاء، ط1 ،1987م؛
– محمد السرغيني: نفس المرجع، صص:55-66؛
– مبارك حنون :دروس في السيميائيات، ط1 ، 1987، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء؛
– المرجع السابق، ص: 85؛
– انظرد. عبد الرحمن بوعلي: محاضرات في السيميولوجيا، ألقيت على طلبة الإجازة بكلية الآداب بوجدة سنة 2022-2006؛



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

نظريات الاتصال الإقناعي وتوظيفها في الإشهار


نظريات الاتصال الإقناعي وتوظيفها في الإشهار

3.3 نظريات الاتصال الإقناعي

إن الاتصال الإقناعي لا ينطلق من فراغ بل من قاعدة نظرية تتجسد من خلال العديد من النظريات.

1.3.3 نظرية التاءات الثلاثة

حسب ميشال لوني(michel le nid) فإن الاتصال الإقناعي والتأثير في سلوك الأفراد يتم عبر ثلاثة مراحل وهي التوعية،التشريع والتتبع أو المراقبة.فكلها تبدأ بحرف التاء ومن هنا جاء أسمها.

المرحلة الأولى:هي التوعية وتتضمن آليات الإقناع اللساني والتوضيح وتعزيز كل ذلك بالبراهين المقنعة التي تنساب إلى عقول المتلقين،ويشترط في كل معلومات المرسل أن تكون بسيطة حتى يسهل فهمها وإدراكها،كما يشترط فيها عدم التناقض لتنال المصداقية كما يجب أن تكون صياغة الرسالة وتحديد محاورها بصورة واضحة حتى تكون أكثر إقناعا،إذ يجب فهمها دون الحاجة إلى بذل جهد زائد من المتلقي.

كما يشترط في التوعية حتى تكون فعالة الموضوعية وعدم التحيز أو الانطلاق من أفكار ذاتية أو مسبقة في التعامل مع الجمهور والتي يمكن أن تقف في مسار التوعية وتمنع المرسل من الوصول إلى أهدافه.

المرحلة الثانية:هي التشريع،تظهر أهمية هذه المرحلة في الحملات الإعلامية العمومية،لكنها غير مؤثرة في الاتصال الاشهاري،فهي تنص على إدراك أن التوعية لا تلبي الغرض لوحدها،فهي تبين مخاطر الموضوع وفوائده،لكن التشريع يلعب دورا إيجابيا في ممارسة نوع من الضغط على المتلقي من أجل مسايرة المرسل فيما يدعوا إليه.

المرحلة الثالثة:هي مرحلة التتبع،إذ لابد للمرسل أن يعرف أين وصل من أهدافه،فحسب ميشال لوني فإن نجاح عملية الإقناع والتأثير مرتبط بالمتابعة والمراقبة للعملية ككل،لأن الإنسان بحاجة إلى التذكير والتأكيد باستمرار حتى في أموره اليومية البسيطة.

إن عملية المتابعة على عكس المرحلة السابقة تجد مكانها في الاتصال الإشهاري،فهي تمكن المرسل من مواصلة بث رسائله أو إلغائها واستبدالها بأخرى,

2.3.3 نظرية التنافر المعرفي

هذه النظرية أتى بها ليون فستنجر(leon festinger) في 1962،تنطلق من فكرة أن الإنسان كيان نفسي يسعى دائما إلى انسجام مواقفه وآرائه والمواضيع التي يتلقاها مع شخصيته وبنيته النفسية،فنظرية التنافر المعرفي ترمي إلى كون الإنسان يتعارض ويقاوم كل شيء يتعارض وبناءه المعرفي.[1]

تتركز هذه النظرية على أن الفرد يحاول بذل مجهود من أجل الحفاظ على توازنه النفسي من خلال جعل هذه العناصر أكثر توافقا،فالتنافر هو حالة من حالات الدافعية بحيث تدفع الفرد إلى تغيير سلوكاته وآرائه،فوفقا لصاحب النظرية فإن هناك ثلاثة أنواع من العلاقات بين عناصر معرفتنا.[2]

1. علاقة اتفاق بين هذه العناصر.

2. قد لا تكون هناك علاقة اتفاق بين هذه العناصر.

3. قد تكون هناك علاقة تناقض وتعارض بين هذه العناصر.

إذ يضطر الفرد غي الحالة الأخيرة إلى إلغاء هذا التناقض أو التقليل من حدته إما بتبني العنصر الجديد والاستغناء عن القديم،أو عن طريق خلق نوع من الانسجام أو مقاومة العنصر الدخيل عن طريق التجاهل والتغافل عن مصدره أو تصنيفه ضمن العناصر غير المنطقية التي لا يمكن التعاطي معها أو حتى التفكير فيها.

في هذا الإطار،يأتي ليون فستنجر بثلاثة أمثلة يظهر غيها التناقض المعرفي في أجّل صوره وهي اتخاذ القرار،آثار الكذب وآثار الإغراء.[3]

· اتخاذ القرار:إن تخيير الإنسان بين شيئين يضطره إلى ترك بديل واحد بالضرورة،لكن بعد اتخاذ القرار يرى بعض الخصائص الجيدة في البديل المتروك،في سبب التنافر المعرفي ولقضاء على هذا التعارض أو التقليل من حدته أمام الفرد حلين،الأول يحتم عليه إقناع نفسه بأن البديل المتروك غير جذاب وأن خصائص البديل المختار لا تملك قوة التأثير في قراره.أما الثاني فيلجأ فيه إلى تبرير اختياره من خلال إعطاء مجموعة من العوامل التي تؤيده كالمبالغة في وصف خصائص البديل المختار.

· آثار الكذب:يظهر التعارض هنا إذا أقدم الفرد على القيام بما يخالف العناصر والمواقف التي يؤمن بها وتتوقف قوة التنافر على عنصرين،الأول كلما تعارض قوله وقراره مع اعتقاده الشخصي كلما زاد التنافر بينما في الثاني تقل قوة التنافر كلما سعى الفرد إلى تبرير رغم معارضته الداخلية لها.

· آثار الإغراء:في هذه الحالة يظهر لدى الفرد ميولا داخليا للحصول أو فعل شيء يخالف اعتقاده،تتعدد هنا أسباب النفور كأن يكون بعيد المنال أو مخالفة صريحة لمعتقداته أو غير مشروع أو يورطه في مشاكل لا نهاية لها..

3.3.3 نظرية التحليل المعرفي للإعلام

تنطلق هذه النظرية من كون الإنسان كائن عاقل، بحيث يقوم العقل تلقائيا بالتفكير في أي عنصر جديد بوضعه في ميزان المنطق والمعتقد من خلال تحليل المعطيات والمعلومات المكونة للعنصر الجديد لمعرفة مدى قوته ومنطقيته وموافقته للبيئة التي يعيش فيها.

لقد أتى بهذه النظرية الباحث مارتن فيشباين(martin fishbien)،حيث يركز على العامل المعرفي في عملية الإقناع وتغيير الاتجاهات وتعديلها.فالمعلومات المكونة للعنصر الجديد الذي يصل إلى إدراك المتلقي هي التي تدفعه إلى التعامل معه أو إلغائه.

4.3.3 نظرية التوازن المعرفي

تشير هذه النظرية إلى مفهوم أساسي يشكل حاجة إنسانية باعتباره شخصية متشكلة من تناسق مجموعة من المركبات،هذه الأخيرة تفرض على الفرد خلق نوع من التوازن حتى يعيش حياة طبيعية،إذ يصبح معها التوازن حاجة نفسية ومطلب له أهميته.يسعى الفرد إلى الحفاظ عليها وحتى إيجادها إن فقدت.

ويرى صاحب هذه النظرية أن مفهوم حالة التوازن هو وجود مواقف معينة،أين تصبح معها الوحدات الإدراكية والتجارب الوجدانية تعمل دون ضغط,أي أن يخلق الفرد التوازن والانسجام بين مكونات شخصيته.أي التوازن بين المستوى الداخلي والسلوك العلني.

لقد قدم هيدر فريتز(fritz heider) أول نماذج التوازن التي تركز على العلاقات القائمة بين ثلاثة عناصر.شخص”ش”وشخص آخر”ف” وشخص أو شيء آخر”أ”.لقد اهتم هيدر بمدركات “ش” وما يمثله”ف”و”أ” والعلاقات التي تربط العناصر الثلاثة .[4]

كما يركز هيدر من خلال نظريته على نوعين من العلاقات بين الناس والأشياء.

1. علاقات متصلة بالمشاعر.

2. علاقات متصلة بالوحدة.

علاقات متصلة بالمشاعر( sentiment relation):هي نتيجة للطريقة التي نشعر ونقيم بها الأشياء.وتتضمن مشاعر الحب والإعجاب والقبول ونقيض هذه المشاعر.

علاقات متصلة بالوحدة(unit reletion):تركز هذه العلاقات على الوحدات التي تتشكل من خلال الربط بين مجموعة من العناصر.فعلى سبيل المثال الرجل وزوجته عبارة عن وحدة،شأنه في ذلك شأن الأستاذ وطلبته.وترتكز هذه العلاقات حسب هيدر على عدة أساسات كالتماثل(الهداف في فريق كرة القدم)والاتصال(المؤلف والكتاب)أو الملكية(الرجل وكلبه).[5]

تتجسد هذه النظرية في الإشهار من خلال سعي الفرد إلى الحصول على الرضا المطلوب الذي يحقق له توازنه الداخلي،فهو يهدف بتعامله مع المنتجات إلى إرضاء نفسه بالدرجة الأولى.والمحافظة على العلاقات التي تربطه بمحيطه الخارجي.

5.3.3 نظرية العلاقات الاجتماعية

تنطلق هذه النظرية من افتراض أهمية العلاقات الاجتماعية بين الأفراد داخل جماعة واحدة أو حتى بين عدة جماعات أولية في تعامل الفرد مع الرسائل الاشهارية.فهذه الرسائل تمر عبر العلاقات الاجتماعية لتصل بصورة واضحة إلى إدراك الفرد.

في هذا الإطار ولإثبات دور الفئات الاجتماعية والعلاقات السائدة بينها،قام كل من لازار سفيلد وقودين وبيرلسون عام 1940 بإعداد دراسة،اختاروا لها عينة من مدينة إيري كاونتي بولاية أوهايو الأمريكية.حيث ضمت 600 شخص كما حددوا عينة إضافية تحقيقية للحكم على مدى صدق النتائج المتوصل إليها.إلا أن الموضوع كان سياسي يهدف إلى معرفة ميول الأفراد أثناء التصويت معتمدين في ذلك على عدة محددات كالسن والجنس والانتماء السياسي,حيث خلصوا إلى أن الفرد بحكم انتمائه إلى جماعة معينة لديه ميولا كاملا لسلوك علني محدد.[6]

كما تظهر أهمية هذه النظرية إلى جانب أهميتها في الاتصال السياسي في الاتصال التجاري،فالفرد قبل أن يختار منتوج معين يقوم باستشارة أفراد جماعته التي ينتمي لها خصوصا مع السلع البرتقالية والصفراء,فمن غير المعقول اتخاذ الفرد لقرارات نهائية عشوائيا تكلفه غاليا وتدفعه إلى الندم.

6.3.3 نظرية التنظيم الاجتماعي

تنطلق هذه النظرية أيضا من افتراض أساسي يرتبط بطبيعة الإنسان،فهو كائن اجتماعي بطبعه،إذ يميل إلى الاجتماع مع بني جنسه والانضواء تحت لواء جماعة بشرية معينة متفقة مع حاجاته ودوافعه واتجاهاته النفسية.

إن الفرد لا يمكنه العيش بمفرده من منطلق عدم قدرته على تلبية جميع حاجاته مع تنوعها.فلا يمكن مثلا أن يكون منتجا ومسوقا ومستهلكا في الوقت نفسه،فإن كان منتجا فهو في حاجة إلى من يصمم له رسائل إشهارية وإلى غير ذلك.

كما أن الجماعات مهما كانت طبيعتها لا يمكن أن تحافظ على استقرارها واستمرارها هكذا عفويا،بل يجب أن تضع مجموعة من القواعد المتعارف عليها من جميع أفرادها.”فهذه النظرية تقوم على فكرة أساسية وهي أن الأفراد في الجماعات الإنسانية تنظمهم قواعد تنظيمية معينة يفهمها الأفراد ويتعاملون على أساسها،كما تتيح لهم قدرا أكبر لفهم أدوارهم وواجباتهم وحقوقهم والسلوك الذي يجب أن يتبعوه.وهذه القواعد التنظيمية هي التي تؤدي إلى نماذج سلوكية معينة,تسمى في مجموعها بالتنظيم الاجتماعي.أي تنظيم سلوك الفرد الاجتماعي”.[7]

إن التنظيم الاجتماعي يعني ضبط العلاقات من خلال تحديد الأدوار والحقوق والواجبات.فعملية الضبط الاجتماعي مهمة جدا في عملية الإقناع.فإذا ما أردنا أن نقنع مؤسسة ما بشراء منتجاتنا فما علينا إلا أن نعمل على إرضاء المدير وهو المخول باتخاذ القرار في هذا التنظيم الاجتماعي(المؤسسة) وما على فريق العمل إلا تطبيق ما يتخذه المدير من قرارات.من هذا المنطلق كان على المعلن أن يدرس طبيعة الجماعات المستهدفة والعلاقات القائمة بين أفرادها إذا ما أراد الحصول على اقتناعهم.

7.3.3 نظرية التأثير الانتقائي

إن تطور العلوم الإنسانية أثبت أن وسائل الإعلام هي جزء بسيط من المجتمع الكلي، فالفرد قبل أن يتعرض إلى هذه الوسائل،تعرض إلى تأثير عوامل أخرى مرتبطة بالتنشئة الاجتماعية.

تجسدت هذه الفكرة من خلال ما توصل إليه ميلفن دفلر وزميلته روكتش بناءا على فكرة أن الطاقة الاستيعابية للفرد لا يمكنها أن تستوعب الكم الهائل من الرسائل التي يتعرض لها يوميا.فهو لا يدرك كل ما يتلقاه،بل ينصب تفكيره على إدراك وفهم الرسائل التي تحتوي على مفاهيم تهمه أو على الأقل هو في حاجة إليها.فالمواضيع لا تفرض على المتلقي وإنما يختار ما يريد ويترك ما لا يحتاج إليه وتتجسد هذه النظرية من خلال عدة مفاهيم.[8]

التعرض الانتقائي:يشير إلى حرية المتلقي في اختيار ما يتعرض له،فهو لا يتعرض إلى جميع الرسائل التي تبث عبر وسائل الإعلام بل يهتم ببعضها ويهمل الأخرى.

الإدراك الانتقائي: يرتبط هذا العنصر بالمواضيع التي اهتم لها الإنسان،فهو لا يدرك كل ما يتلقاه بل يركز إدراكه على بعض المواضيع التي اختار التعرض لها.

التذكر الانتقائي: يعمل الفرد على التركيز على بعض مدركاته لتخزينها في ذاكرته ليقوم بعملية استرجاعها متى أراد ذلك.

التصرف الانتقائي: هو آخر عنصر من عناصر نظرية التأثير الانتقائي.فهو يعني حمل المتلقي على عملية الفعل مع ترك الحرية في كيفية التصرف.

إذن هذه أشهر النظريات التي يتوسل بها المعلن من أجل إقناع المستهلك،فهي عبارة عن معطيات ومحاور يرتكز عليها لتصميم رسالته الاشهارية التي تضمن له تسويق جيد لمنتوجه سواء أكان سلعة مادية أو خدمة.

——————————————————————————–

[1] جيهان رشتي : المرجع السابق.ص267.

[2] عامر مصباح: المرجع السابق.ص65.

[3]عامر مصباح: نفس المرجع السابق.ص66.

[4] جيهان رشتي:المرجع السابق.ص245.

[5] جيهان رشتي : المرجع السابق.ص246.

[6] عامر مصباح :المرجع السابق. ص76.

[7] عامر مصباح : المرجع السابق.ص77.

[8] عامر مصباح : المرجع السابق.ص80.
تقبل تحيات طلبة الفوج01 من السنة الرابعة اتصال وعلاقات عامة. استاذ نظريات الاتصال

كتبه الأستاذ عبد الوهاب


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

شروط تأثير وسائل الإعلام


شروط تأثير وسائل الإعلام

رغم الحديث المتكرر عن أثر وسائل الإعلام على الإفراد والمجتمعات, لكن الحق أن الأمر ليس على إطلاقه فالتأثير يرتبط بعدد من العوامل الخارجية والداخلية, فالإنسان – عموماً – ليس كائناً سلبياً يلتقط كل ما يصل إليه ويتشرب كل ما يلقي عليه.

ويمكن إيجاز العوامل التي تتحكم بتأثير وسائل الإعلام كالتالي:
1- المرسل (للرسالة الإعلامية)
ويعبر عن أثرها من خلال العوامل التالية:
‌أ- خبرة ومقدرة المرسل للمادة الإعلامية:
بمعني أنه كلما كان صاحب الرسالة متخصصاً أو خبيراً بالقضية التي يعرضها أو الموضوع الذي يتحدث عنه كلما كان أثر الرسالة أكبر.

‌ب- صدق المرسل:
قد يكون صاحب الرسالة خبيراً لكنه معروف بالكذب أو المبالغة أو إن مصدر معلوماته ضعيف, وبالتالي كلما تميز المصدر بالصدق كلما كانت رسالته أحرى بالقبول، وهذا ينطبق – بشكل عام – على الإذاعة البريطانية (العربية) حيث القبول الواسع لأخبارها وتقاريرها.

‌ج- تفرد واحتكار صاحب الرسالة الإعلامية:
حينما تغيب الحرية الإعلامية تتفرد جهات معينة بوسائل الإعلام وتتملك حق توجيه الرسالة الإعلامية التي تراها فأن الأمر يكون مستفحلاً.
فمثلاً توجيه رسالة إعلامية ضمن مقالات في الصحف عن التقاليد المكبلة للمرأة ، وأخبار عن تطور النساء في بعض البلدان, وتمثيلية في التلفاز تتهكم بالتقاليد (الإسلامية) ، وحوار في الإذاعة مع امرأة متحررة … وهكذا فتتحقق الرسالة الإعلامية المقصودة وبقوة على أفراد المجتمع.

2- الرسالة الإعلامية (نفسها) (مضمون الرسالة)
‌أ- طريقة عرض الرسالة: (الجانب الفني)
بالنسبة للإعلام المرئي فإن المؤثرات المرئية والسمعية والخدع السينمائية وفنون الكمبيوتر جعلت المشاهد (يسحر) بما يراه ويستسلم له وينقاد, فما بالك إذا تدخل في الأسلوب خبراء علم النفس وعلماء الاجتماع وخلطوا الخيال بالحقيقة فأصبح الرائي مذهولاً بما يراه, لا يكاد يرفض شياً مما يقدم له من شدة الإتقان والحبكة.

‌ب- طريقة صياغة الرسالة الإعلامية:
إضافة للمؤثرات السمعية والبصرية فإن أسلوب صياغة المادة المقدمة سواء في صيغة تقرير إخباري (لمجازر اليهود) وفيلم سينمائي (لإذلال اليهود) وقص حب لفتاة يهودية تتعرض للإيذاء والاغتصاب من النازيين وتمثيلية فكاهية مليئة بالمواقف المضحكة (لاستغلال الأوربيين لليهود وإذلالهم لهم مثلاً)، لخرج المشاهد بانطباع قوي ويجعله مؤمناً بالرسالة الإعلامية المصاغة في قالب فني راق يخاطب العقل والعاطفة (يتعاطف مع اليهود وقضاياهم).
وليس بالضرورة أن تكون الصياغة صريحة, بل أن الأغلب والأعم الصياغة الإيحائية بطريقة غير مباشرة تقنع المستقبل ولا تتصادم بمقرراته السابقة لديه.

‌ج- تكرار عرض الرسالة الإعلامية:
تكرار عرض رسالة معينة في وسائل الإعلام تثير عنصر الانتباه لديه ثم تتحول – مع التكرار – إلى معلومة يتفاعل معها لاحقاً سلباً أو إيجاباً.
والتكرار يكون – في الأغلب الأعم – بطرق مختلفة وبمضامين متغايرة أحياناً بوسائل مختلفة كلها تؤدي نفس الغرض لذلك فقد أثبتت الدراسات أن تعرض الأطفال مثلاً لسيل من قصص الجريمة والعنف يؤصل السلوك العدواني لديهم وقد يحوله فيما بعد إلى واقع تطبيقي.

من خلال هذا التكرار نجحت وسائل الإعلام (الغربية) وحتى العربية في زعزعة الكثير من قيم المجتمعات العربية خصوصاً في قضايا الأسرة, أثمرت قيماً جديدة مبناها الواقع الغربي وقيمه ومعتقداته, فتعدد الزوجات سلوك مرفوض وشهوانية مرفوضة, والطلاق قضية إفساد للأسرة, والحب – قبل الزواج – أمر طبيعي بل حتمي لينتج زواجاً ناجحاً وهكذا تم الأمر من خلال المسلسلات (المصرية) والأفلام التي تدندن على هذا الوتر بطرق متعددة وأساليب متغيرة لتؤكد هذه المفاهيم وترسخها في مجتمعاتنا العربية.

‌د- ارتباط مضمون الرسالة بقضايا عامة للجماهير:
عندما يكون لدى أحد المجتمعات قضايا عامة هي حديث الناس فإن لاهتمام الرسالة الإعلامية بها ومتابعتها تفصيلاً يلقى اهتماماً كبيراً من الناس, وهذا يتأكد عند النوازل والحوادث الكبيرة (أزمة الخليج مثلاً) فلو ركزت وسائل الإعلام على قضايا أخرى أقل أهمية أو بعيدة عن اهتمام الناس ولو كانت هامة بذاتها في وقت السلم – مثل قضية فلسطين – فإنها لن تجد تجاوباً من الجماهير وسينصرفون عنها.

3- المستقبل للرسالة وبيئته:
‌أ- نوع الجمهور (المستقبل للرسالة الإعلامية):
لاشك أن مستوى تأثير الرسالة الإعلامية يتفاوت بين الناس بحسب طبيعتهم, والملاحظ أن الأطفال أكثر فئة من الناس تأثراً بوسائل الإعلام يليهم المراهقون فالنساء (عموماً) ثم الرجال.
ولذلك لا بد من الانتباه لنوع الجمهور عند تقديم موضوعات عن البيئة والنظافة لمجتمع فقير لا يجد ما يكفيه من الطعام أو أن تقدم مواد إعلانية مناسبة للنساء فقط في ذروة استقبال الرجال للرسالة الإعلامية.
‌ب- مستوى الفرد الاجتماعي:
موقع الفرد في المجتمع (الغني أو الفقير, التعليم والأمية, المسؤول والموظف, التاجر والعامل …) كلها تؤثر في مدى تقبل الفرد للمادة الإعلامية .. فالفقير مثلاً لا يأبه للحديث عن الاقتصاد العالمي أو العلاقات الدولية ،والتاجر لا يأبه للرسالة الإعلامية عن أسعار السلع وتقلبها, والغنى يعجبه المسلسل التلفزيوني عن الأسرة الثرية.

فالفرد يتقصى ويحاكي بشكل واقعي أدوار يراها من نفسه ومن مركزه الاجتماعي وموقعة السياسي حيث تكون وسائل الإعلام – بالنسبة له – مؤسسات اجتماعية تحدد له الدور الذي ينبغي أن يقوم به.

وغالباً ما يكون التأثير لوسائل الإعلام على الأفراد – في هذا الجانب – في القيم ونظم الحياة التي يعيشوها حيث تقدم لهم نظماً أخرى مغايرة لكنها محببة وجميلة وبأسلوب غير مباشر يدعو لتمثلها في مجتمعاتهم.

‌ج- مستوى الفرد الثقافي وخلفيته الاجتماعية:
إن تقبل الفرد للرسالة وفهمه لها لا يقتصر فقط على مستواه الاجتماعي بل يتجاوز ذلك إلى ثقافته التي نشأ عليها والتربية التي تلقاها في صغره والتوجيه الاجتماعي له من بيئته مما يتسبب في وجود قاعدة لدى الفرد تسمح له بقبول الرسالة الإعلامية أو رفضها.

مثلاً شاب نشأ في بيت متحرر, في مجتمع محافظ سافر إلى الخارج كثيراً واختلط بأناس مختلفي التوجهات, هذا الشاب بهذه الخلفية قد يتقبل الكثير من الرسائل الإعلامية (المنحرفة) المتعلقة بقضية المرأة مثلاً ، فالسفور ليس بمشكلة ومخالطة النساء الرجال طبيعي، فمرجعيته في هذه الأمور ثقافته الخاصة والبيئة التي نشأ بها.

أيضاً شخصية الإنسان الخاصة تساهم في قبول أو رفض الرسالة الإعلامية فمثلاً رجل هادئ مسالم قد يرفض مشاهد العنف والمطاردات ويراها خطرا على أبنائه.

كذلك للأهواء الشخصية وقناعات الفرد دور في هذا الأمر ليس له علاقة بخلفيته الثقافية ولا بشخصيته الذاتية, فقد يقبل شخص إعلانات السجائر رغم علمه بأضرارها نظراً لأنه يدخن بذاته.

‌د- معتقدات الجمهور
يتقبل الناس عادة الرسائل الإعلامية الموجهة لهم والقريبة من معتقداتهم ومنسجمة مع ما يؤمنون به, ويضعف تأثير الرسائل الإعلامية البعيدة عن واقع ومعتقدات الناس, وتكون – عادة – مرفوضة إذا كانت تصادم بشكل مباشر مع ما هم عليه.

لذلك يلجأ القائمون على الإعلام إلى أسلوب التدرج في إنهاك المعتقدات والأصول لدى مجتمع معين.
فيبدأ الأمر بمهاجمة المعتقدات رويدا رويدا من المعتقدات الأهم فتهدمها حتى تصل – في النهاية – إلى أصول وقواعد المجتمع فتدمرها, كما يصنع السوس في النخلة فعامل التدرج وعامل الزمن كفيل بقلب القيم وإحلال قيم ومعتقدات محلها خصوصاً أن الأمر يقدم بمضامين جذابة وبوسائل محببة ومن خلال مضمون راق فنياً, وهذا الأسلوب يتفق تماماً مع نظرية الأولويات.

‌ه- واقع المجتمع:
يؤثر واقع المجتمع سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً لجدوى قبول الرسالة الإعلامية الموجهة له, فالرسالة الإعلامية عن الحرية السياسية وحرية التعبير و(الديمقراطية) يكون لها قبول واسع في المجتمعات التي تعاني استبداداً سياسياً, فمستوى قبول الرسالة لمجتمع ما يرتبط بشكل كبير بمدي الحرمان الذي يعانيه المجتمع من هذه القضية خصوصاً إذا اقترن ذلك بتقديم نماذج (من مجتمعات أخري) لا تعاني هذا الحرمان بل تحصل على هذا الأمر وبشكل ممتع ومقبول.

‌و- وجود أصحاب الرأي ودورهم في المجتمع:
تؤثر وسائل الإعلام (بناء على نظرية التأثير على مرحلتين) في الناس بشكل واسع عندما يساهم هؤلاء الأفراد المبرزون والمقبولون في مجتمعهم في قضايا مجتمعهم ويدلون فيها بأقوالهم ويساهمون – أحياناً – بأفعالهم وهذا الأمر فطنت له شركات الإعلان بشكل خاص فاستقدمت المشهورون في المجتمع (الرياضيون أو الفنانون) واستفادت منهم في ترويج سلع تجارية معينة.
كذلك تساهم بعض القنوات الإخبارية (cnn) مثلاً في استضافة أشخاص ذو رأي ومكانة وتجعلهم يعلقون على أحداث معينة أو يعقبون على واقعة ، مما يكون له أكبر الأثر في قبول الجماهير لهذا الرأي (هذا ما حدث من قبول الناس لقدوم القوات الأمريكية في الخليج لمقارعة صدام …)
نقلا عن الموقع:


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

محاضرات مقياس نظريات الاتصال للسنة الثالثة علاقات عامة 2


المستوى
: السنة الثالثة اتصال وعلاقات عامة.
المقياس: نظريات الاتصال
الأستاذ: غالم عبد الوهاب
الهدف من المحاضرة
1. معرفة الطالب للفرق بين مفهوم وسائل الاتصال ووسائل الإعلام والتعرف على وظائف هذه الأخيرة من خلال العديد من الباحثين في علوم الإعلام والاتصال.
2. التعرف على مستويات المعرفة النظرية في علوم الإعلام والاتصال وأهم الأفكار التي أتت بها وحتى الاختلافات التي تفرق بينها.
إشكالية وسائل الاتصال ووسائل الإعلام
قبل الحديث عن التنظير للاتصال كمفهوم قائم بذاته يجب الفصل في العديد من الإشكالات الفرعية التي من شأنها أن تحدث خللا في شبكة المفاهيم المشكلة للنظرية، ولعل من أبرز هذه الإشكاليات التي لا تزال مطروحة هي الفروقات الموجودة بين وسائل الاتصال ووسائل الإعلام.
إذن تحديد الفرق بين المفهومين يعد من الأمور التي يرتكز عليها التنظير، خاصة في تحديد سبب استعمال الباحثين لمفهوم وسائل الاتصال رغم أن الحديث في واقع الأمر يكون حول وسائل الإعلام، حيث أن الاتصال بمفهومه الذي يرتبط بنقل المعلومات والأفكار والتجارب والخبرات بين طرفين أو أكثر يلعب دورا فعالا في مختلف الأنشطة البشرية، كما أصبح مفهوم الاتصال يشير إلى كل العمليات الاتصالية مهما كانت طبيعتها.
إن الفروق الموجودة بين المفهومين لم تثن الدارسين لحقل الإعلام والاتصال إلى استعمال مفهومي وسائل الاتصال ووسائل الإعلام بصفة متبادلة على الرغم من نقاط الاختلاف التي يحددها الباحثون في ثلاث نقاط رئيسة.
المضمون
حجم الجمهور المخاطب
الهدف الذي تنشده كل وسيلة
من حيث المضمون
تعتبر وسائل الاتصال أكثر شمولية من وسائل الإعلام، فالمفهوم الأول يتعلق بكل وسيلة بإمكانها أن تكون واسطة بين طرفين لتسهيل عملية الاتصال، سواء أكان ذلك بصفة مباشرة أو غير مباشرة، بينما يقتصر مفهوم وسائل الإعلام على وسائل الاتصال الجماهيري من صحف مكتوبة ومجلات وإذاعة وتليفزيون باختلاف قنواتها وحواملها.
من حيث الجمهور المخاطب
عند الحديث عن وسائل الاتصال لابد أن نأخذ بعين الاعتبار مستويات الاتصال المختلفة، حيث أن وسائل الاتصال قد تقتصر في نقل رسائلها إلى طرف واحد كإرسال رسالة إلى صديق في إطار الاتصال الشخصي، أو التكلم معه عبر الهاتف أو عن طريق إرسال وثائق عبر الفاكس أو الإميل…إلخ، أو بين فرد وجماعة في إطار الاتصال الجمعي كإلقاء محاضرة أو خطبة سياسية من طرف على جمع من السياسيين، أما وسائل الإعلام فهي لا تختار جمهورها ولا تعرف حدوده، بل تبث رسائلها إلى الجماهير العريضة والحشود الغفيرة مع الاختلافات الكبيرة الموجودة في تركيبة الجمهور والفروق الخاصة بالوعي والفئات الاجتماعية.
من حيث الأهداف
يكمن الفرق بين المفهومين في تعدد أهداف الاتصال بتعدد أنواعه وشمولية عمليته، أما الإعلام فأهدافه محددة مسبقا ولا يمكن أن تخرج عما سطر له من قبل الباحثين، حيث أن عملية الإعلام تعني الفعل المتمثل في إحاطة الجمهور بالأخبار ومعرفته بوقائع معينة وآراء مختلفة بواسطة وسائل مبتكرة لهذا الغرض، ذلك أنها نظمت كمؤسسات اجتماعية وتستخدم التكنولوجيا المعقدة لتبليغ رسائل محددة إلى الجماهير العريضة بغرض الإعلام والتربية والترفيه.
تجدر الملاحظة في هذا السياق إلى أن الإعلام خاصية تكنولوجية ترتبط بأهداف المنظمات السياسية والاجتماعية القائمة، كما له صلة بمفاهيم الصراعات السياسية وتنوع المجتمعات البشرية.
في الإطار ذاته يمكن القول إلى أن الإعلام يخرج من نطاق العلاقات الفردية إلى عملية منظمة اجتماعيا على المستوى المحلي، الوطني أو حتى الدولي وأخيرا يرتبط الإعلام بمفاهيم الديمقراطية والحرية والقضايا السياسية والاجتماعية المناقشة على الساحة والقضايا الاقتصادية المعاشة داخل المجتمع الواحد وبين المجتمعات.
لكي نوضح أكثر نورد خصائص الإعلام في النقاط التالية
إن الإعلام كان ولا زال يتدفق في اتجاه واحد من القمة إلى القاعدة، أي من المرسل إلى المتلقي ونادرا ما يكون تدفقا في اتجاهين.
إن للإعلام مجالا واسعا للاختيار سواء من حيث الوسيلة أو من حيث الجمهور أي من حيث ساحة الأحداث والفاعلين بالنسبة للوسيلة أو من حيث تنوع وتعدد الرسائل والمضامين بالنسبة للجمهور.
أصبح الفرد كوحدة من الجمهور في حاجة إلى أكثر من وسيلة إعلامية لإشباع حاجاته الفكرية والثقافية والترفيهية…إلخ
تمركز الإنتاج الإعلامي في يد عدد قليل من المنتجين الخواص أو الدولة الدين يقومون بإنتاج عدد كبير من المنتجات.
تعمل وسائل الإعلام في البلدان الرأسمالية على جلب عدد كبير من الجمهور ولهذا تميل إلى التركيز على نقطة وسطية أو تلتزم خطا سياسيا معينا لإقناع جمهورها بفكرة معينة.
يتم الإعلام بواسطة مؤسسات اجتماعية تستجيب إلى البيئة التي تعمل فيها، أي أن هناك علاقة تفاعلية بين المجتمع ووسائل الإعلام.
يتضمن الإعلام عكس الدعاية الحياد فيما يخص هدفه النهائي وذلك في حالة استقلالية المؤسسات الإعلامية والموضوعية فيما يتعلق بمحتواه الإخباري.
ما هو الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في الحياة المعاصرة ؟
وسائل الإعلام قوة تؤثر على سلوك البشر، وتلعب دورا في الحياة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، ففي الشق السياسي مثلا تستطيع هذه الوسائل الإطاحة برؤساء الدول وتغير سياسات حكومات ولنا في قضية وزير المالية الفرنسي قيمار خير مثال على ذلك، كما أن الدور الذي لعبته الترسانة الإعلامية الأمريكية في إطار ما عرف بالحرب على الإرهاب ببعيدة، أما عن الجانب الاقتصادي فهي تدفع مثلا في سياق تغيير السياسات الحكومية على غرار ما يحصل من نقاشات لميزانية التسليح في الولايات المتحدة الأمريكية من طرف الأقلام البارزة في كبريات المؤسسات الإعلامية الأمريكية.
إن فهم الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في المجتمع لا يكتمل إلا بتحديد خصائص الظرف الزماني من خلال التعرض للمناخ الذي تعمل به وسائل الإعلام، وهو ما يصطلح عليه فليب بروتن في مثلثه الحجاجي بمراعاة سياق الاستقبال، فتحليل المحتوى الإعلامي لا يحدث بمعزل عن السياق الاتصالي العام، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الإعلامية والأنظمة القائمة في المجتمع.
كما أن الحديث عن وظائف وسائل الإعلام في المجتمع يجرنا إلى الاختلاف الكبير بين الباحثين في تحديدها حيث سنعرض أمثلة عن مجموعة من الباحثينفي هذه النقطة حتى نتمكن من أخذ نظرة معمقة عنها.
هارولد لاسويل Lasswel
1. الإشراف / الرقابة على البيئة أو المحيط.
2. العمل على ترابط أجزاء المجتمع في البيئة التي يعيش فيها.
3. نقل التراث الاجتماعي والثقافي من جيل إلى جيل آخر.
لازارسفلد و مورتون Lazarsfield & Morton
1. وظيفة تشاورية: خدمة القضايا العامة والأشخاص والتنظيمات …..
2. وظيفة تقوية الأعراف الاجتماعية: فضح وكشف الانحرافات عن الأعراف الاجتماعية وذلك بتعرية هذه الانحرافات للرأي العام.
3. الوظيفة التخديرية: زيادة مستوى المعلومات تحوّل معرفة الناس الى معرفة سلبية.
ليزلي مويلرLeislie Moeller
1. وظيفة الأخبار والتزويد بالمعلومات ورقابة البيئة.
2. الربط والتفسير والهدف منه تحسين نوعية فائدة المعلومات وتوجيه الناس.
3. الترفيه وهدفه تحرر الناس من التوتر والضغط والمصاعب.
4. التنشئة الاجتماعية وهدفها للمساعدة في توحيد المجتمع (قاعدة مشترك … قيم)
5. التسويق
6. المبادرة في التغيير الاجتماعي وذلك بقيادة التغير الاجتماعي في المجتمع.
7. خلق النمط الاجتماعي: وهدفه وضع النمط للمجتمع ( الأدب ، الثقافة، نمط الحياة).
8. الرقابة.
9. التعليم.
شــرام Schramm
1. وظيفة المراقب: اعداد التقارير عن الأخطار والفرص التي تواجه المجتمع.
2. الوظيفة السياسية: اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة ، اصدار التشريعات.
3. دور المعلم: تنشئة أفراد المجتمع الجدد بامدادهم بالمهارات والمعتقدات التي يقدرها المجتمع.
دوفـلـور وساندرا بول روكيش
1. اعادة بناء الواقع الاجتماعي.
2. تكوين الاتجاهات لدى الجمهور.
3. ترتيب الأولويات لدى الجمهور ” وظيفة وضع الأجندة “.
4. توسيع نسق المعتقدات لدى الناس.
المعرفة النظرية الاتصالية
بعد أن وضحنا الفرق الموجود بين مفهومي وسائل الإعلام ووسائل الاتصال، سوف نعمد إلى استعمال المفهوم الثاني تبعا للتقليد الجاري من جهة ونظرا لتداخل العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية والسياسية وحتى التكنولوجية في عملية الاتصال.
نتعرض الآن إلى المعرفة النظرية الاتصالية التي على أساسها ينظم تسيير المؤسسات الإعلامية، عن ما نقصده بالمعرفة النظرية هي مجمل ردود الأفعال التي يعبر عنها المفكرون في شكل أفكار ومفاهيم وتعاريف عامة وتصورات ونظريات وافتراضات بخصوص ظهور وسيلة من وسائل الاتصال وفيما يتعلق بطبيعة عملها ووظائفها وعلاقاتها بالبنيات الاجتماعية الأخرى، هذه الأفكار خضعت لعامل التراكم عبر الزمن وأصبحت بالتالي تشكل القاعدة النظرية لوسائل الاتصال، حيث يقسمها ماكايل إلى ثلاثة أنواع معرفية
1- نظرية الحس العام 2- النظرية العملية 3- النظرية العلمية الاجتماعية
نظرية الحس العام
وتشير إلى الأفكار التي نحملها حول وسائل الإعلام بصفتنا أفراد في المجتمع العام، حيث نرتكز على تجاربنا الشخصية المباشرة معها واستعمالنا لها كجزء من جمهور وسيلة إعلامية محددة أو من الجمهور العام والواسع، فكل قارئ للجريدة أو مستمع للإذاعة أو مشاهد للتلفزيون لديه نظرية ضمنية (مجموعة أفكار خاصة به) حول الوسيلة المعنية.
إن الجمهور العام يطرح مجموعة من الأسئلة التي تشكل تصورات لأفراده، حيث تدور في مخيلة الجمهور العديد من التساؤلات على غرار ما هي الوسيلة؟ لأي شيء تصلح؟ وما نفعها في الحياة اليومية؟ وكيف ينبغي قراءتها أو مشاهدتها؟ وما هي مدلولاتها؟ وكيف ترتبط بالمدلولات الأخرى للتجربة الاجتماعية؟.
كل هذه الأفكار تمكن الفرد من التعامل مع وسائل الإعلام والاتصال، فعلى الرغم من أن نظرية الحس العام غير قائمة بصفة جلية، فهي تتمتع بأساس ترتكز عليه في تحديد تعاريف ومفاهيم وسائل الاتصال ومكامن الفروق الموجودة بينها، كما أنها تمثل احد المصادر الأساسية للمعايير والقواعد التي تتحكم في استعمالها ومشاعر الرأي العام حول المسائل التي تطرحها، حيث تتمتع الجماهير بقدرتها على تحديد استراتيجيات الوسائل الإعلامية وتخطيطاتها وحتى سياساتها.
النظرية العملية
وتشير إلى الأفكار التي يحملها العاملون في حقل الإعلام والاتصال من مسيرين، صحفيين وتقنيين، هذه الأفكار تدور حول غاية وطبيعة عملهم والكيفية التي يمكن أن تحقق من خلالها بعض التأثيرات، حيث يرتبط جزء من هذه الأفكار بالجانب التقني والجزء الآخر يرتبط بالتراث الإعلامي المتراكم والممارسات الميدانية عبر فترات زمنية متعاقبة، حيث يعتبر الجانب المهني من أهم معايير وقواعد السلوك التي في مجملها تشكل عمود الإنتاج الإعلامي وتعطيه تناسقا.
تتمثل أهمية النظرية العملية في المساعدة في الحصول على إجابات عن عدة تساؤلات: ماذا يطلب الجمهور وما يرضيه من جادة إعلامية؟ هل هناك تفاعل بين الجمهور والوسيلة وهل هناك فعالية؟ ما هو الحدث الذي له قيمة خبرية؟ ما هي مسؤولية الصحفي في وضع ما؟.
تجدر الإشارة إلى التردد الذي نلمسه عند الباحثين في مجال علوم الإعلام والاتصال في شرعية تصنيف هذه الأفكار في صف المعارف النظرية، فهي كسابقتها ليست ملفوظة، بل مستمدة من الممارسات الميدانية.
النظرية العلمية الاجتماعية
تعتبر أكثر النظريات وضوحا وتناسقا، فهي ناتجة عن المعرفة الواعية للملاحظ العلمي الاجتماعي المحترف الذي يحاول أن يعمم انطلاقا من الأدلة والملاحظات التي يجمعها حول طبيعة وعواقب وسائل الإعلام، وظائفها وأدوارها والرسائل التي تمررها وأهدافها، ومصدر هذه الأفكار هم المفكرون والباحثون في ميدان الاتصال والعلوم الاجتماعية الأخرى التي شكلت القاعدة النظرية قبل أن يصبح الاتصال منفردا بمواضيعه ومناهجه، كما تشكلت من خلال النظريات المختلفة والمدارس الكبرى على غرار الإمبريقية بروادها والنقدية (هوركايمر،ادورنو) والبنيوية (كلود لفي ستراوس)، التفاعلات الرمزية (كوفمان، هبرماس)، الظاهراتية (ميد، وليام جيمس)…إلخ.
علاقة النظرية الاتصالية بالنظرية الاجتماعية
يعد تناول العلاقة بين النظرية الاتصالية والنظرية الاجتماعية ضروري لسببين:
الأول: يتمثل في التأكيد على أن علم الإعلام والاتصال لم يصبح علما قائما بذاته إلاّ مؤخرا وبالضبط بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا يرجع أساسا إلى حداثة الظاهرة الاتصالية بالمقارنة مع الظواهر الاجتماعية الأخرى.
أما الثاني فيتمثل في الإشارة إلى أن الآباء الأوائل لهذا العلم هم من ذوي اختصاصات مختلفة مرتبطة أساسا بالعلوم الاجتماعية.
هكذا إذن ترسخت في أذهاننا هذه الفكرة (العلاقة) فنتعرف بعد ذلك أن البحوث الإعلامية الأولى كانت تتم في إطار مفاهيم ونظريات ونماذج منهجية مستوحاة من الاختصاصات المذكورة سالفا، ومن أشهر هؤلاء المؤسسين لازويل، كاتز ولازر سفيلد وماك لوهان وبارك، وهذه الخلفية تساعدنا على فهم سياقات الفكرية لنظرية الاتصال، وتوضح هذه الخلفية التاريخية للعلاقة بين النظرية الاتصالية والنظرية الاجتماعية تستلزم تناول المستوى الثالث من نظريات الاتصال ونقصد سياقات وسائل الإعلام، أي تحديد مفهوم البنية الاجتماعية رغم أن هذا الأخير يعد من المفاهيم المجردة والمعقدة وبعيدا عن الاهتمام الخاص بدراسة وسائل الإعلام، إلاّ أن نموذج البنية الاجتماعية الذي يتبناه منظرا ما يحدد الكيفية التي يحلل بها وسائل الإعلام، حيث يتجلى هذا الاختلاف في الفرق بين الاتجاهات النظرية التي تنظر للبنية الاجتماعية من منظور صفوة الجماهير وتلك الاتجاهات التي تنظر إليها من زاوية العلاقات الطبقية أو الصراع الطبقي كالتحليلات الماركسية وهذا ما سنتعرض في الحديث عن المجتمع الجماهيري.

خلاصة
إذن الأدبيات الإعلامية الاتصالية هي نتاج المصادر الثلاثة السالفة الذكر، سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة، لأن أي وسيلة إعلامية مقيدة من حيث إمكاناتها بالتعريف العام لها وبمجمل التوقعات والمعايير التي تعبر عنها، من ذلك أمكن القول أن هناك تكامل بين هذه المصادر الثلاثة في بناء قاعدة نظرية لعلوم الإعلام والاتصال.


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

تحديد المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالبحث

تحديد المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالبحث

المبحث الأول: مفهوم القيمة

تشتق كلمة القيمة في اللغة العربية من القيام، وهو نقيض الجلوس، والقيام بمعنى آخر هو العزم، ومنه قوله تعالى: (وَأنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللّهِ يَدْعُوهُ) .أي لمّا عزم. كما جاء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح، ومنه قوله تعالى: (الرِِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) . وأما القوام فهو العدل، وحُسن الطول، وحُسن الاستقامة “

كما تدل كلمة القيمة على الثمن الذي يقاوم المتاع، أي يقوم مقامه،وهي ما يقدر به الشيء للتثمي والتمييز، وجمعها قيمُ، وقيمة الشيء في الدور الذي يقوم به ، مثل قوله تعالى (فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَة) وهنا دلالة على القيمة المرتفعة.

ومع مرور الأيام شاع استعمال كلمة القيمة، فأصبحت تدل على معانٍ أخرى متعددة، فيرى علماء اللغة مثلاً أنّ للكلمات قيمة نحوية تحدد معناها ودورها في الجملة، وأنّ قيمة الألفاظ تكمن في الاستعمال الصحيح لها، كما يستعمل علماء الرياضيات كلمة القيمة للدلالة على العدد الذي يقيس كمية معينة، ويستخدمها أهل الفن كونها تجمع بين الكم والكيف، وهي بهذا تعبّر عن كيفية الألوان، والأصوات، والأشكال والعلاقة الكمية القائمة بينها، كما يستخدمها علماء الاقتصاد للدلالة على الصفة التي تجعل شيئاً ممكن الاستبدال بشيء آخر، أي قيمة المبادلة.

يتضح مما سبق أن مفهوم القيمة (Value) من المفاهيم التي يشوبها نوع من الغموض والخلط في استخدامها، وهذا نتيجة لأنها حظيت باهتمام كثير من الباحثين في تخصصات مختلفة، ولهذا اختلف الباحثون في وضع تعريف محدد لها، ومرد ذلك الاختلاف يعزى إلى المنطلقات النظرية التخصصية لهم، فمنهم: علماء الدين، وعلماء النفس، وعلماء الاجتماع، وعلماء الاقتصاد، وعلماء الرياضيات، وعلماء اللغة .. إلخ. فلكل منهم مفهومه الخاص الذي يتفق مع تخصصه. ومن هؤلاء العلماء ( بريParry) الذي يعرّف القيم بأنها الاهتمامات، أي إذا كان أي شيء موضع اهتمام فإنه حتماً يكتسب قيمة، ومنهم من يعرفها بالتفضيلات مثل (ثورندايك، وهناك من يعرّف القيم بأنها مرادفة للاتجاهات مثل (بوجاردس). وكثير من علماء النفس يرون أن القيمة والاتجاه وجهان لعملة واحدة. أما (كلايدكلاهون فيعرّف القيم بأنها أفكار حول ما هو مرغوب فيه أو غير مرغوب فيه.

واستناداً إلى ما سبق من تعريفات يمكن تعريف القيم بأنها: عبارة عن المعتقدات التي يحملها الفرد نحو الأشياء والمعاني وأوجه النشاط المختلفة، والتي تعمل على توجيه رغباته واتجاهاته نحوها، وتحدد له السلوك المقبول والمرفوض والصواب والخطأ، وتتصف بالثبات النسبي.



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

كيف ندرس الرأي العام يوسف تمار

  • كيف ندرس الرأي العام
  • تعليم_الجزائر


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

امتحان مقياس فنيات التحرير

السؤال الأول :

– ما معنى كل من : – الخبر الصحفي
– التعليق الصحفي
-التحقيق الصحفي
-البورتري الصحفي

ما هي العلاقة كل منهما بالأخر ؟

السؤال الثاني :

– بمادا يتميز المقال الافتتاحي ؟