تحية طيبة إلى جميع الأعضاء ..
وأسعد الله أوقاتكم بكل خير …
قال الله تعالى : ” وجعلنا نومكم سُباتاً ، وجعلنا الليل لباساً ، وجعلنا النهار مَعاشاً ” ..
من تدبير الله للبشر أن جعل النوم سُباتاً يُدركهم فيقطعهم عن الإدراك
والنشاط ؛ ويجعلهم في حالة لا هي موت ولا هي حياة , تتكفّل بإراحة
أجسادهم وأعصابهم وتعويضها عن الجهد الذي بذلته في حالة الصحو
والإجهاد والانشغال بأمور الحياة .. وكلّ هذا يتمّ بطريقة عجيبة لا يُدرك
الإنسان كُنهها , ولا نصيب لإرادته فيها ؛ ولا يكن أن يعرف كيف تتم في
كيانه . فهو في حالة الصحو لا يعرف كيف يكون وهو في حالة النوم .
ونجد أن الوقت قد قسّمه الله تعالى إلى وحدات زمنية …
منها ما هو خاص بالنشاط والحركة واستهلاك الطاقة .. ومنها ما هو
خاص للراحة والسكن والهدوء …
فهل سألنا أنفسنا …
ما الذي يُشعر الجسم أن الوقت وقت نهار ؟ وأن الوقت وقت الليل …؟؟
نجد أن استهلاك الطاقة يزداد في النهار ، إذاً فمن يُشعر الخلايا وخلايا
الاستقلاب أن الوقت وقت نهار …
فأي من الخلايا الجسم التي تستشعر ذلك …؟؟
فبجوار الغدة النخامية يوجد مجموعة من الخلايا ، لها خاصِّية عجيبة ،
إنها تستشعر الضَوْء الذي يسقط على قاع الشبكية في أثناء النهار ، إذا
استشعرت هذا الضوْء معنى ذلك أن الوقت وقت نهار ، فإذا غابت هذه
الأشعة التي تسقُط على قاع الشبكية ، معنى ذلك عند هذه الخلايا أن
الوقت هو وقت الليل .
ولكن هذه الخلايا التي تتبدَّل وظائفها بين النهار والليل ، أو ترتفع
مُعدَّلات وظائفها بين النهار و الليل من يشعرها؟
إنهاالساعةالبيولوجية
الساعة البيولوجية ” ، الساعة البيولوجية مجموعة خلايا إلى جانب
الغدة النخامية ، تستشعر ضَوْءَ الشمس الذي يسقُط على قاع الشبكية
في النهار ، لذلك إذا عاش الإنسان في ظلامٍ مستمر تَخْتَلُّ وظائفه
الحيوية ، لأن هذه الساعة البيولوجية تتعطَّل عن العمل لانعدام وصول
الشمس إلى قاع العين .
وقد لفت القرآن النظر إلى هذه الساعة البيولوجية ، بقوله عز وجل :
“قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم
بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ {71} قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ
غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ {72} ( القصص: 71-72) .
إذن فمن هو المركب المسئول عن هذه الساعة البيولوجيـــة ..؟؟
إنـــــــــــــه ….
7
7
7
7
7
“*”الميـــــــــلاتونيــــن”*”
:×:نبـــــذةتـــــاريخيــــة:×:
بدأ تاريخ الميلاتونين مع تاريخ الغدة الصنوبرية ..
في القرن السادس عشر ….
صرّح Descartes بأن الغدة الصنوبرية هي ” مركز الروح ” ، حيث يتحد
عقل الجسد مع الروح ..
ولعدة قرون .. كان يُعتقد بأن الغدة الصنوبرية لا وظيفة لها مثلها مثل
الزائدة الدودية …
في عام 1958 م تم استخلاص الميلاتونين من الغدة الصنوبرية للماشية
بواسطة الاختصاصي بالجلد ” Aaron Lerner ” من جامعة Yale …
وفي السنة التي تليها ، اكتشف Lerner أن الميلاتونين هو هرمون
يُصنّع في الغدة الصنوبرية ، وذلك نتيجة فعل بعض الإنزيمات على بعض
المواد الكيميائية مثل ” السيروتونين ” ..
في عام 1960 م تم اكتشاف استجابة الميلاتونين للضوء في
الحيوانات …
أما اكتشاف تنظيمه لعملية” اليقظة – النوم ” فكان في عام 1979م …
وفي الثمانينات …
بدأت الدراسات عليه وبكثافة..
وفي عام 1984 م …
تم استنتاج العلاقة بين الميلاتونين والشعور بالنعاس والنوم وذلك من
خلال دراسات وتجارب أُجريت على بعض الأشخاص من خلال إعطاؤهم
جرعات مختلفة من الميلاتونين قبل الذهاب إلى النوم..
في التسعينات …
و في عام 1995م أُكتشف أن الميلاتونين يوجد بمستويات عالية في
بعض الأطعمة مثل : الطماطم الجزر و الجوز ..
::كيميــــاءالميلاتونيـــــــــــن::
الاسم الشائع :
الميلاتونين .
الأسماء الكيميائية الآخرى :
N-acetyl-5-ethoxytrptamine
N-[2-(5-methoxy-1H-indol–yl)ethyl]
3-(N-Acetyl-2-aminoethyl)-5-methoxy indole
N-[2-(5-Methoxy-1H-indol-3-yl]
الصيغة الجزيئية :
C13H16N2O2
الكتلة الجزيئية :
28‚232
التركيب الكيميائي :
نسبة التركيب بالوزن ..
الكربون = 22‚67 %
الهيدروجين = 94‚6 %
النيتروجين = 06‚12%
الأكسجين = 78 ‚13 %
نسبة التركيب بالعدد …
الكربون = 39 %
الهيدروجين = 48 %
النيتروجين = 06‚6 %
الأكسجين = 06‚6 %
:×:الخــــواصالفيزيــــائيـــة:×:
الكثافة في الحالة العادية :
29‚1 جم / سم مكعب .
درجة الانصهار :
116- 118 درجة مئوية ..
أثاره الجانبية :
لايوجد تأثيرات .
الحالة الطبيعية :
بلوري صلب .
اللون :
أصفر فاتح .
:×:تحضيــــــــره:×:
يبدأ إنتاج الميلاتونين في الإنسان بالحمض الأميني التربتوفان …
و الأحماض الأمينية هي عبارة عن وحدات بناء البروتين والتي
تستخدمها أجسامنا لتصنيع البروتين … والبروتينات تكوّن الكائنات
الحية .. ويعتبر السيروتونين من ضمن الناقلات العصبية … والتربتوفان هو
المصدر الأساسي للسيروتونين ..
التصنيع الكيميائي
طرق تصنيع الميلاتونين ليست معقدة ولا تتضمن أكثر من ثلاث خطوات
من التحويلات ..
وهناك ثلاث تفاعلات .. يمكن من خلالها تصنيع الميلاتونين …
الطريقة الأولى :
الطريقة الثانية :
الطريقة الثالثة :
:×:فـــــوائــده:×:
مضاد قوي جدا للأكسدة..
يمنع الأكسدة الضارة في الجسم …
فيقلل التغيرات المرضية مثل ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية ويقلل
حدوث بعض أنواع السرطان.
له دوراً أساسياً في إفراز الهرمونات الجنسية ..
له تأثير مهدئ للجهاز العصبي وتنظيم تفاعلات الجسم .” لذا يُسمى
بهرمون السعادة “..
وفي دراسات أخرى ثبتت فاعلية هذا الهرمون لعلاج الأرق وبعض
الحالات النفسية، ومتلازمة داون والشلل المخي وآلام الدورة الشهرية
ومرض الزهايمر.
أي الأوقات أفضل لتناول الميلاتونين ..
يفضل تناول الميلاتونين قبل النوم بساعتين، ويفضل النوع الذي يعطى
تحت اللسان لبطء ذوبانه، ويجب ألا يعطى للحوامل والمرضعات والأطفال
ومن لديهم حساسية أو سرطان الدم (اللوكيميا ) .
كيف يمكن زيادة كمية هرمون الميلاتونين …
لزيادة هرمون الميلاتونين :
تناول الوجبات بانتظام .. .. فإن النظام في الحياة بما فيها النوم والغذاء
يزيد من إفرازه.
أن تكون وجبة العشاء خفيفة … لأن امتلاء المعدة قد يسبب الأرق
وصعوبة الحصول على النوم العميق المريح.. وهو شرط لإفراز الهرمون
بشكل كامل.
تجنّب المنبهات مثل القهوة والشاي والكولا ومسكنات الألم.. فقد وجد
أن الأسبرين يقلل 75% من إفراز الهرمون..
ويُفضل عدم ممارسة التمارين الرياضية في وقت متأخر من الليل، ودائماً
ممارسة الرياضة خارج المنزل أفضل من داخل الغرف أو الصالات، حيث
يتوفر الأكسجين في الخارج بشكل أفضل.
الأغذية الغنية بالميلاتونين …
الشوفان والذرة الحلوة والأرز والزنجبيل والطماطم والموز والشعير كلها
أغذية غنية بهذا الهرمون ..
تنظيمه لدورة اليقظة النوم ….
تأثير الضــوء على الميلاتونين ..
:×:عـــلاقـــةالميلاتونينبصحـــةالإنســـــــــان:×:
:: الميلاتونين والعمى ::
أجريت آلاف البحوث العلمية بعد ظهور الميلاتونين على المسرح الدولي،
ولم يخرج بحث علمي واحد بوصية سريرية علاجية محددة. أما الحالة
الوحيدة التي أجيز فيها عقار الميلاتونين كدواء يتيم (orphan drug) من
قبل إدارة الغذاء والدواء هو استخدامه لدى العميان الذين لا يتحسسون
الضوء فقط، لان تحسس الضوء له علاقة بإفراز هرمون الميلاتونين.
والعميان على نوعين: الأول هو الأعمى الذي لا يرى الأشياء ولكنه
يتحسس وجود الضوء ويميز بين الليل والنهار. أما النوع الثاني فهو
الأعمى الذي لا يرى الأشياء ولا يستطيع تمييز الليل من النهار فتضطرب
ساعته البيولوجية الداخلية circadia clock وتصبح ساعات يومه 25
ساعة بدلاً من 24 ساعة.
ومع مرور الأيام قد يصبح نصف النهار لديه نصف الليل مما يؤدي إلى
اضطراب نومه. فأجيز لهذه الفئة تناول عقار ميلاتونين حتى تنتظم لديهم
الساعة البيولوجية الداخلية ….
:: الميلاتونين و الربو الليلي ::
جاء في دراسة علمية حديثة أن تناول هرمون الميلاتونين الخارجي قد
يكون وراء الربو الليلي الذي عانى منه سبعة مرضى يتناولون الميلاتونين
مقارنة بالأصحاء أو مرضى الربو غير الليلي.
الأمر الذي يفسر بأن الميلاتونين يزيد من التهاب الربو. لذا على مرضى
الربو الذين يتناولون الميلاتونين أن يمتنعوا عن تناوله حتى يتبين ما
لهرمون الميلاتونين من تأثير في مرض الربو .
:: لا تطيل الجلوس على الكمبيوتر ليلاً ::
أظهرت دراسة حديثة أن استخدام الكومبيوتر أو ألعاب الفيديو ليلا قد
يحرم صاحبه النوم أثناء تلك الليلة .
ويعود السبب في ذلك إلى أن الضوء الساطع لشاشة الكومبيوتر يمكن
أن يغير موعد النوم من الناحية البيولوجية ويثبط الإفراز الطبيعي لهرمون
الميلاتونين التي يعتبر مهماً لدورة النوم والاستيقاظ لدى الناس .
والميلاتونين هرمون يفرزه الجسم لمساعدته على تنظيم ساعات النوم
والاستيقاظ.
ويقول الباحثون إن التعرض للضوء يؤثر على كمية الميلاتونين التي
ينتجها الجسم.
والذي يؤدي بدوره إلى اضطراب النوم وخاصة بين كبار السن.
قام الباحثون في هذه الدراسة من دورية “علم وظائف الأعضاء
التطبيقي” بتجارب حول الميلاتونين بالإضافة إلى عوامل أخرى
معروفة بتأثيرها على مواعيد النوم من الناحية البيولوجية مثل درجة
حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب الذي ينخفض أثناء النوم.
طلب الباحثون من سبعة أشخاص يبلغ عمر الواحد منهم 25 عاماً
الاستيقاظ من النوم بين الساعة 8 إلى 9 صباحا والذهاب إلى النوم بين
الساعة الثانية عشرة ليلاً إلى الواحدة صباحا لمدة أسبوع قبل بدء
التجارب .
ومن ثم طلب من المشتركين في التجارب أن يقوموا باستخدام العاب
الفيديو المثيرة مثل إطلاق النار أو القيام بمهمات مملة باستخدام أجهزة
كومبيوتر ذات شاشات ساطعة ومعتمة نسبيا ليلة بعد الأخرى بين
الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً والثانية صباحاً وذلك قبل الذهاب
إلى السرير من أجل النوم .
وجد الباحثون أن إنتاج هرمون الميلاتونين تأثر كثيرا بسبب شاشات
الكومبيوتر الساطعة بالإضافة إلى نوع المهمة التي قام بها كل مشترك.
وكانت مستويات الميلاتونين منخفضة بعد القيام بالمهمات المثيرة أمام
شاشات ساطعة بالمقارنة مع الشاشات المعتمة.
وفي الوقت نفسه لم يكن هناك فرق في مستوى الميلاتونين أثناء
القيام بمهمات مملة.
وعلى الرغم من أن درجة حرارة الجسم انخفضت أثناء الليل تحت كافة
الظروف، فإن العمل أمام الشاشة ساطعة جعلت حرارة جسم
المستخدم أعلى بكثير مما لو استخدم الشخص شاشة أقل
سطوعاً …
ويقول الباحثون إن هذه النتائج أظهرت أن مستخدمي الكومبيوتر الذين
يستخدمونه أثناء الليل بشاشات ساطعة يمكن أن يحرموا من النوم
التغييرات في إنتاج الميلاتونين ودرجة حرارة الجسم ذات العلاقة الوثيقة
بموعد النوم من الناحية البيولوجية ..
::الميلاتونينوالسفر::
ما هو دور هرمون الميلاتونين ؟؟
إن لكل إنسان على سطح الأرض ساعة بيولوجية تترتب عليها شئون
حياته ومعيشته وهذه الساعة تختلف من بلد لآخر نتيجة لوجود فروق
التوقيت. فالنظام الطبيعي لأي شخص هو الاستيقاظ في الصباح وتناول
الإفطار ثم الذهاب إلى مكان الدراسة أو العمل، ثم العودة وتناول وجبة
الغذاء في منتصف النهار، والاسترخاء وممارسة باقي نشاطاته في فترة
المساء وأخيراً النوم.
ولكن ماذا يحدث عندما نسافر إلى بلد بعيد والتي يوجد بها فروق توقيت
كبيرة جداً ..؟؟
بالتأكيد ستختل الساعة البيولوجية لدينا ، ويمكن وصفها على أنها بعض
الاضطرابات التي تصيب الإنسان لكثرة سفره إلى مناطق فيها فروق
توقيت كبيرة وهذه الاضطرابات مؤقتة ولا يمكن وصفها بأنها مرض.
إذن ما هو دور هرمون الميلاتونين أثناء السفر ؟
“الميلاتونين” يلعب دوراً رئيسياً في تكييف جسم الإنسان مع فروق
التوقيت التي تعرض لها أثناء سفره فعند غروب الشمس تبدأ عين
الإنسان في إدراك الظلام وتبعث إشارات إلى “الهيبوثالامس” لتبدأ في
إفراز هرمون الميلاتونين والذي يساعد الإنسان على النوم، ولكن عندما
تدرك العين ضوء الشمس وترسل الإشارات إلى الهيبوثالامس
تقوم بالتوقف عن إنتاج هرمون الميلاتونين لتساعد الإنسان على
الاستيقاظ ، وعلى الرغم من أن هذا الهرمون لا يستطيع أن يعدل
جدوله بهذه السهولة إلا أنه يستغرق أياماً فقط للتكيف مع الظروف
الجديدة.
::الميلاتونينوالقلق::
أصبح بإمكان العاملين في أنظمة المناوبات, والصغار والكبار الذين يعانون
من القلق واضطرابات النوم الأخرى, تنظيم دورات النوم واليقظة وأنماطها
في الليل والنهار من خلال تعاطي مادة هرمونية يفرزها الجسم بصورة
طبيعية. وأوضح باحثون أن هرمون الميلاتونين الذي يتم إنتاجه وإفرازه
بشكل رئيسي في الضوء الخافت أثناء الليل, قد أثبت فعاليته في تنظيم
وتقديم مواعيد النوم والاستيقاظ للأشخاص الذين يشكون من أنماط نوم
متأخرة, وفي علاج العميان والمبصرين الذين يعانون من متلازم النوم –
اليقظة خلال الأربع والعشرين ساعة.
وتقترح التقارير الطبية إمكانية الاستفادة من هرمون الميلاتونين في
تنظيم دورات النوم والاستيقاظ عند الأطفال المصابين بنقص معين أو
اضطرابات عصبية ومشكلات في النمو.
وأجريت الدراسة التي هدفت إلى اختبار قدرة ثلاث جرعات مختلفة من
الميلاتونين (1 مليغرام, 10 مليغرامات, و40 مليغراما), على تشجيع
المدة المعتدلة من النوم خلال أوقات النهار, على 8 متطوعين من
الرجال الأصحاء تراوحت أعمارهم بين 18 – 30 عاما, بحيث خضعوا
لجرعة واحدة من الهرمون في كل تجربة علاجية مع 4 – 7 أيام فترة
راحة بينها.
وأظهرت النتائج التي نشرتها مجلة (أخبار الطب الحديثة) الأميركية, أن
الأشخاص الذين تناولوا جرعات الميلاتونين في وقت مبكر من فترة ما
بعد الظهر إلى وقت متأخر من المساء, استسلموا للنوم العميق بشكل
أسرع من أولئك الذين تعاطوه خلال النهار وسجل شعورا أكبر بالإرهاق
والإجهاد والنعاس الذي أضعف نشاطهم وأداءهم.
وبيّنت الدراسة أن الجرعات الثلاث من هرمون الميلاتونين سهّلت بدء
النوم عند المشاركين واستمراره خلال فترات النهار, وقللت المدة الكلية
لليقظة بشكل ملحوظ ، كما سببت انخفاضا طويل الأجل في درجة
حرارة الجسم.
وأشار المختصون إلى أن تعاطي الميلاتونين قد يمثل أسلوباً علاجياً
فعالاً في تشجيع النوم النهاري لدى العاملين بنظام المناوبة والأفراد
الذين يسافرون إلى مناطق مختلفة الأوقات.
::الصلاةتساعدعلىإفرازهورمونمضادللشيخوخة::
أثبتت بحوث طبية مصرية أن أداء الصلاة والتأمل والتعبد هي من أهم
المنشطات الطبيعية التي تساعد على إفراز هرمون الشباب (ميلاتونين)
وبالتالي تأخير أعراض الشيخوخة.
وقال استشاري التغذية والميكروبيولوجي الدكتور مدحت الشامي في
بحث علمي إن السلوك الشخصي له أثر فعال في صناعة هذا الهرومون
المهم داخل الجسم لمكافحة آثار الشيخوخة والتقدم في العمر، كما إن
تناول أطعمة معينة في العمر يلعب دورا مهما في إفرازه. وذكر إن
صناعة هرمون الميلاتونين في الجسم لا تحتاج إلى استخدام العقارات
الدوائية المصنعة بأشكالها المختلفة وإنما إتباع سلوك غذائي ومعيشي
مريح مع الراحة النفسية التي توفرها العبادات والابتعاد عن المهيجات
والعادات السلوكية الضارة.
وقال الباحث المصري انه لزيادة إفراز هرمون الميلاتونين يجب تجنب
السفر أو العمل ليلا ليأخذ الجسم قسطا وافيا من الراحة ويتوفر المناخ
الملائم لإنتاج الهرمون الذي يفرز ليلا مع الابتعاد عن الأجهزة الكهربائية
وموجات الميكرويف والكهرومغناطيسية والإقلاع عن التدخين وتناول
القهوة والشاي والكاكو والمشروبات الغازية وهي عادات تؤدي إلى نقص
في إفراز الميلاتونين.
وأكد الدكتور مدحت الشامي إن الضوء الساطع في أثناء النهار يؤدي
إلى زيادة السيراتونين في الجسم مما يؤدي إلى زيادة الميلاتونين في
أثناء الليل ولذلك ينصح بألا تقل مدة التعرض لأشعة الشمس يوميا عن
ساعة وعدم التعرض للضوء المبهر ليلا لتضمن إفراز الكمية اللازمة
للجسم من الميلاتونين.
وعندما تدخل أشعة ضوء الشمس من العين – ليس شرطا أن يكون
الضوء مباشراً فإنه يرسل نبضات عصبية إلى جزء من المخ من خلال
العين، وهو المسؤول عن الشهية والحالة المزاجية ودرجة حرارة
الجسم، الجزء الذي يتلقى تلك النبضات أو الإشارات هو المخيخ، ومنه
تنتقل الإشارات إلى الغدة الصنوبرية المسؤولة عن تنظيم إفراز
الهرمونات، مثل هرمون “السيوتونين” المسؤول عن الحالة المزاجية
للإنسان، أما في الظلام فإن الغدة الصنوبرية تفرز هرمون “الميلاتونين”
المسؤول عن النوم، كما أنه يقوى جهاز المناعة.
لقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الكثير من الهرمونات يفرزها الجسم أثناء
ساعات النوم،
ومنها على سبيل المثال لا الحصر، هرمون النمو وهو مسئول عن
إكساب الجسم المزيد
من القوة العضلية والذهنية، فمع طول السهر يحرم الإنسان من إفراز
الهرمونات بالصورة الطبيعية، وزيادة إفراز هرمون الميلاتونين أثناء النوم
ليلاً، وهو المسئول عن إعطاء الجسم المزيد من الحيوية والنشاط
وإكسابه المزيد من المناعة ضد الإصابة بالأمراض المختلفة .