التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

التلوين والخط التحتي علامتا ترقيم

لفت من قبل الانتباه إلى:
1- فواصل الهوامش بين العنوان والصفحة من نقط أو شرط.
2- هوامش الصفحة.
3- هوامش الفقرات.
لفت الانتباه إليها كعلامات ترقيم تصلح لما تصلح له العلامات المعروفة المصطلح عليها.
والآن ألفت الانتباه إلى شيئين يصلحان لما تصلح له علامات الترقيم، وهما:
1- الخطوط التي توضع تحت بعض الكلمات.
2- تلوين بعض الكلمات.
فهما يؤديان معنى الإبراز الذي يكون علامة على فهم معنى الكاتب، وهذا ما وضعت له علامات الترقيم.

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

البلاغة في سورة الفاتحة

قال أبو حيان في تفسيره « البحر المحيط » :
« وقد انجرّ في غضون تفسير هذه السورة الكريمة من علم البيان فوائد كثيرة لا يهتدي إلى استخراجها إلاّ من كان توغّل في فهم لسان العرب ، ورُزق الحظّ والوافر من علم الأدب ، وكان عالماً بافتتان الكلام ، قادراص على إنشاء النثار البديع والنظام ، وفي هذه السورة الكريمة من أنواع الفصاحة والبلاغة أنواع :
النوع الأول : حسنُ الافتتاح وبراعة المطلع ، وناهيك حسناً أن يكون مطلعها مفتتحاً باسم الله ، والثناء عليه بما هو أهله من الصفات العليّة .
النوع الثاني : المبالغة في الثناء وذلك العموم ( أل ) في الحمد المفيد للاستغراق .
النوع الثالث : تلوين الخطاب في قوله : { الحمد للَّهِ } إذ صيغته الخبر ومعناه الأمر أي قولوا : الحمد لله .
النوع الرابع : الاختصاص باللاّم التي في ( لله ) إذ دلّت على أنّ جميع المحامد مختصة به تعالى إذ هو مستحق لها جلّ وعلا .
النوع الخامس : الحذف وذلك كحذف ( صراط ) من قوله تعالى : { غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم وَلاَ الضآلين } التقدير : غير صراط المغضوب عليهم ، وغير صراط الضالين .
النوع السادس : التقديم والتأخير في قوله : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وكذلك في قوله : { غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم وَلاَ الضآلين } وقد تقدم الكلام على ذلك .
النوع السابع : التصريح بعد الإبهام وذلك في قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم * صِرَاطَ الذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } حيث فسّر الصراط .
النوع الثامن : الإلتفات وذلك في قوله : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدنا الصراط المستقيم } .
النوع التاسع : طلب الشيء وليس المراد حصوله بل دوامه واستمراره وذلك في قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم } أي ثبتنا عليه .
النوع العاشر : التسجيع المتوازي وهو اتفاق الكلمتين الأخيرتين في الوزن والرّوي وذلك في قوله تعالى : { الرحمن الرحيم . . . الصراط المستقيم } وقوله { نَسْتَعِينُ . . . وَلاَ الضآلين } .

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

قاموس دراسات

قاموس دراسات فيه مصطلحات البحث العلمي على الرابط التالي: http://drasat.info/qamos

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[متجدد] من الأخطاء النحْوية الشائعة: تنوين صيغة منتهى الجموع في حالة التنكير

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فلِما نلمُه من نشاط من كثيرٍ من الإخوة والأخوات في هذا المنتدى المبارك في تفريغ المواد العلمية؛ رأيتُ أن نتعاون في التنبيه على بعض الأخطاء النحْوية الشائعة؛ حتى يقع العمل منهم على أفضل ما يكون بإذن الله. سائلة الله التوفيق للجميع.

فأبدأ باسم الله بهذا الخطأ النحْويّ:

تنوين صيغة منتهى الجموع في حال كونها نكرة، والصحيح أنها تكون ممنوعة من الصرف.

صيغة منتهى الجموع

هي "كل جمعٍ ألفُه ثالثةٌ ما بعدها حرفان، أو ثلاثة أحرف أوسطها ياء"، وهي ممنوعة من الصرف في حالة التنكير.

إلا أن البعض يُخطئ فيصرفها وينوّنها، ومن أمثلة ذلك قول بعضهم: "أصدر الرئيس مراسمًا متعددة"،والصواب: "مراسمَ"، ومثلها: "منازل، ومواقف، وجرائم، وطوابق، وحشائش، وخرائط، …".
وكذلك المثال: "تضمنت الخطة مواضيعًا متعددة"، والصواب: "مواضيعَ"، ومثلها: "عناوين، وبساتين، وخراطيم، ودنانير، وصراصير، وشياطين، …".
وكذلك يكثر صرف "موادّ" مشددة الآخر، ظنًّا بأن ما بعد الألف حرف واحد، والصواب أنهما حرفان، فيقولون: "تضمن القانون موادًّا متعددة…"، والصواب "موادَّ".

وهنا يجب التفريق بين صيغة منتهى الجموع والجموع التي ألفُها ثالثة لكنْ بعدها حرفٌ واحدٌ فقط، مثل "رجال"، فهذه غير ممنوعة من الصرف، لأن ألفها ثالثة نعم، لكن بعدها حرف واحد وليس حرفين، أو ثلاثة أوسطها ياء.

وشرط الياء الوسطى هنا في حالة الأحرف الثلاثة بعد الألف ضروري لإخراج الجموع الأخرى من هذه القاعدة، فهناك جموع كثيرة ألفُها ثالثة ما بعدها ثلاثة أحرف ليس أوسطها ياء، وهذه الجموع مصروفة، كما في: "شهدت العصور القديمة فلاسفةً كثُرًا"، ومثلها: "قياصرة، وأباطرة، وجهابذة، وعباقرة، …". كلها وأمثالها مصروفة.

وهنا أيضا لا بد من توضيح صيغة منتهى الجموع في الاسم المنقوص النكرة، مثل: "أغاني، ومعاني، ومباني، وثواني، وقوافي، وسواقي، ونوادي، ومواشي، وبراري، …"، فهذه كلها وأمثالها- في حالة التنكير- كلمات ممنوعة من الصرف، ولا تنوّن تنوينَ الإعراب، فلا نقول: "قصدتُ من كلامي معانيًا مختلفة"؛ بل تكون علامة نصبها دومًاالفتحة الظاهرة على الياء، وليس التنوين.
أما في حالتي الرفع والجر فتُحذف الياء منها، وتُقدر علامتا الإعراب على الياء المحذوفة، وتكون الضمة في حالة الرفع والفتحة في حالة الجر، فنقول: "ألقى الشاعر القصيدة في عدة نوادٍ"(نوادٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة المقدرة على الياء المحذوفة، والتنوين عوض عن الياء المحذوفة للنقص)،
وكذلك أيضا: "في المدينة مبانٍ جميلة" (مبانٍ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة، والتنوين عوض عن الياء المحذوفة للنقص).

وهنا يقع كثير في لبس سبب التنوين، فيظنون أنه تنوين الإعراب في حالة الجر، والصواب أنه تنوين العوض عن الياء، وليس تنوين إعراب، كما أن الممنوع من الصرف لا ينوّن تنوين إعراب مطلقًا.

(المقال منقول)


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[مقتطف] أشياء تختلف أسماؤها وأوصافها باختلاف أحْوالها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

لا يُقالُ كأسٌ إلاّ إذا كان فيها شَرَاب، وإلا فهي زُجَاجة.

ولا يُقَالُ مائدةٌ إلاّ إذا كان عليها طَعَامٌ، وإلاّ فهي خِوَان.

لا يُقالُ كُوزٌ إلا إذا كانَتْ له عُرْوَة، وإلا فهو كُوب.

لا يُقالُ قلَمٌ إلاّ إذا كانَ مبريًّا، وإلاّ فهو أُنْبوبَة.

ولا يُقالُ خاتَمٌ إلاّ إذا كانَ فيه فَصّ، وإلاّ فَهُوَ فَتْخَةٌ.

ولا يُقال رُمْح إلاّ إذا كانَ عَلَيهِ سِنَانٌ، وإلا فهو قناة.

لا يُقالُ نَفَقٌ إلاّ إذا كان له مَنْفَذ، وإلاّ فهو سَرَبٌ.

ولا يُقالُ خِدْرٌ إلاّ إذا كانَ مُشَتَمِلاً على جارِيَةٍ مُخَدَرَةٍ، وإلاّ فهو سِتْر.

ولا يُقالُ وَقُود إلاّ إذا اتَّقدَتْ فيهِ النارُ، وإلاّ فهو حَطَب.

ولا يُقالُ عَوِيلٌ إلاّ إذا كانَ مَعَهُ رَفع صَوْتٍ، وإلاّ فهو بُكَاء.

ولا يُقالُ ثَرًى إلاّ إذا كان نَدِيًّا، وإلاّ فهو تُراب.

لا يُقالُ لِماءِ الفَمِ رُضاب إلاّ ما دامَ في الْفَمِ، فإذا فارقَهُ فهو بُزَاق.

لا يُقالُ للّشجاع كَمِيّ إلا إذا كان شاكيَ السِّلاحِ، وإلاّ فهو بَطَل.


[فقه اللغة للثعالبي: 29]

منقول


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[قصيدة] إلى الدين الخالص .

إلى الدين الخالص :
قصيدة لداعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخ : الطيب العقبي الجزائري ـ رحمه الله :


أحد رجالات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

ماتت السنّة في هذي البلاد*** قُبِر العلم وساد الجهل ساد

وفشا داء اعتقادٍ باطل ***في سهول القطر طُرًّا والنِّجاد
عبد الكلُّ هواء شيخه ***جدّه ، ضلّوا وضلّ الاعتقاد
حكّموا عاداتِهم في دينهم *** دون شرع الله إذْ عمَّ الفساد
لستُ منهم لا ولا منيّ همُ *** ويْلهم يا ويلهم يومَ المعاد
يوم يأتي الخلقُ في الحشر وقد *** نُشِروا نشر فراش وجراد
يوم لا تنفعهم معذرة *** ولظى مأواهم بئس المهاد
يصهر الساكن في أطباقها *** كلما أحرق منه الجلد عاد
وكّل الله بمن حل بها *** جمع أملاك غلاظ وشداد
أكلهم فيها ضريع شربهم *** من حميم لبسهم فيها سواد
كلّما فكرت في أمرهم *** طال حزني وتغشاني السهاد
أيها الأقوام إن تبغوا الهدى *** مالكم والله غير العلم هاد
إنني أنصحكم نصح امرئ *** ماله غير التقى والخوف زاد
كلما ينقص يوما عمره *** خوفه من هول يمو الحشر زاد
مازرعتم في غد تلقونه ** ليس يجدي ندما يوم الحصاد
أيها السائل عن معتقدي *** يبتغي مني ما يحوي الفؤاد
إنني لست ببدعي ولا *** خارجي دأبه طول العناد
يحدث البدعة في أقوامه *** فتعم الأرض نجدا ووهاد
ليس يرض الله من ذي بدعة *** عملا إلا تاب وهاد
لست ممن يرتضي في دبنه *** ما يقول الناس زيد أو زياد
بل أنا متبع نهج الألى *** صدعوا بالحق في طرق الرشاد
حجتي القرآن فيما قلته *** ليس لي إلا على ذاك استناد
وكغا ما سنه خير الورى *** عدتي وهو سلاحي والعتاد
وبذا أدعو إلى الله ولي *** أجر مشكور على ذاك الجهاد
منكم لا أسأل الأجر ولا *** أبتغي شكركم بله الوداد
مذهبي شرع النبي المصطفى *** واعتقادي سلفي ذو سداد
خطتي علم وفكر نظر *** في شؤون الكون بحثا واجتهاد
وطريق الحق عندي واحد *** مشربي مشرب قرب لا ابتعاد
لا أرى الأشياخ في قبضتهم *** كلّ شيئ بل هم مثل العباد
وعلى من يدعي غير الذي *** قلته إثبات دعوى الاتحاد
قال قوم : سلم الأمر لهم *** تكن السابق في يوم الطراد
تنل المقصود تحظى بالمنى *** وترى خيلك في الخيل الجياد
قلت إني مسلم يا ويحكم *** ليس لي إلا إلى الشرع انقياد
قولكم هذا هراء أصله *** ماروت هند وماقالت سعاد
أنا لا أسلم نفسي لهم *** لا ولا ألقي إليهم بالقياد
لست أدعوهم كما قلتم وقد *** عجزوا عن طرد بقّ أو قراد
لست من قوم على أصنامهم *** عكفوا يدعونها في كل واد
كلم أنشد شاد فيهم *** قول شرك ذهبوا في كل واد
كم بنوا قبرا وشادوا هيكلا *** وصروح الغي بالجهل تشاد
غرهم من داهنوا في دينهم *** وارتضوا في سيرهم ذر الرماد
إنني ألعنهم مما بدا ***حاضرٌ في إفكه منهم وباد
وأنا خصم لهم أنكرهم *** كيف ما كانوا جميعا أو فراد
علمونا طرق العجز وما *** منهم من لسوى الشر أفاد
طالما جد الورى في سيرهم *** وهم كم صهم طول الرقاد
إن سادات الورى قادتهم *** بعلوم ما حدا بالركب حاد
وهم ردئي وعوني نصرتي *** ووقائي ما اعتدت تلك العواد
تلكم السادة ما صدهم *** عن هوى دينهم في الحق صاد
لست أدعو غير ربي أحدا *** وهوسؤلي وملاذي والعماد
وله الحمد فقد صيرنا *** بالهدى فوق نزار وإياد
فاعبدوا ما شئتم من دونه *** ما عناني منكم ذاك العناد
لست منقادا إلى طاغوتكم *** بظبي البيض ولا السمر الصعاد
لم أطف قط بقبر لا ولا *** أرتجي ما كان من نوع الجماد
لست أكسو بحرير جدثا *** نُخرت أعظمه من عهد عاد
لا أشد الرحل أبغي حجه *** قربة تنفعني يوم التناد
حالفا كل يمين إنه *** سوف يقضي حاجتي ذاك الجواد
لا أسوق الهدي قربانا له *** " زردة " يدعونها أهل البلاد
وفراري كلما أفضعني *** حادث يلبسني ثوب الحداد
للذي اطلب رزقي دائما *** منه إدذ ليس لما يعطي نفاذ
وإذا زرت أزر معتبرا *** بقبور مات من فيها وباد
داعيا ربي لهم مستغفرا *** راجيا لكل في الخير ازدياد
والذي مات هو المحتاج لي *** هكذا أقضي ولا أخشى انتقاد
لا أنادي صاحب القبر أغث *** أنت قطب أنت غوث وسناد
قائما أو قاعدا أدعو به *** إن غا عندي شرك وارتداد
لا أناديه ولا أدعو سوى *** خالق الخلق رؤوف بالعباد
من له أسماؤه الحسنى وهل *** أحد يدفع ما الله أراد
مخلصا ديني له ممتثلا *** أمره لا أمر من زاغ وحاد
حسبي الله وحسبي قربه *** علمه رحمته فهو المراد

المصدر :
رسالة الشرك ومظاهره للشيخ مبارك الميلي ـ رحمه الله .


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[خواطر] المقامة الربيعية

الْمَقَامَةُ الرَّبِيعِيَّةُ
الْحَمْدُ الله ، وَ الصَّلاَةُ وَ السَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ، وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحِبِهِ وَ مَنْ وَلاَهُ ، وَ بَعْدُ :
فَهَذَا نَثْرٌ بِلِسَانِ الْقَلَمِ ، نَزْرٌ مِنَ حِسَانِ الْكَلِمِ ، أَثَرٌ عَنْ سِنَانِ الأَلَمِ ، رَغِبْتُ مِنْهُ نَسْجَ مَقَامَةٍ ، وَ نَسْخَ صُوَرِ فِتَنَةٍ طَامَّةٍ ، وَقُودُهَا مِنَ فِطَرٍ عَامَّةٍ ، وَ فَتِيلُهَا عَنْ فِكَرٍ سَامَّةٍ ، وَ أَلْسُنٍ نَمَّامَةٍ ، بَذْرُهَا صِرَاعٌ حَوْلَ الدُنيا القُمَامَةِ ، و ثَمَرُهَا نِزَاعٌ عَلَى كُبْرَى الإِمَامَةِ ، مَقَامَةٌ قَصُرَتْ لِدُنُوِّ القَامَةِ 1 ، و تَكَسَّرَتْ لِخُلُوِّ الْهَامَةِ 2، مِنْ كَـ (بَلاَغَةِ قُدَامَةَ ) 3 ، نَدَبَنِي لإنشائْها ، و حَزَبَنِي لإفشائها ، نُصْحٌ 4لأبي أَنَاةٍ 5 وَ قَدْرٍ ، وَ فَضْحٌ لِذِي هَنَاتٍ 6 و غَدْرٍ ، قَوَالِبٌ حَوَتْ على عُقَدِ القَوْلِ ، وَ رُبَّما خَلَتْ منِْ مُلَحِ الهَزْلِ ، وَ كُلُّ كَلِمَةٍ لَهَا حَظٌّ مِنَ النَّقْدِ وَ الْهَوْلِ ، جُملٌ ثَمَّنتها دُرَرًا مِنْ صِرَاطِ7 السَّلَفِ تَنْوِيهًا ، و ضَمَّنْتُهَا من ضَرَرِ ضُرَاطِ 8 الْخَلَفِ تَنْبِيهًا ، فاللهَ نسألُ أن يُثَبَتَنا عَلَى الإسْتقَامَةِ ، وَ أنْ يَنْفعَ بِمقَاصِدِ الْمَقَامةِ ، وَ يُحِلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ
أَبا أَنَاةٍ إِعْلَمْ ( رَحِمَكَ اللهُ ) : أَنَّ للهِ سُنَنًا فِي الْكَوْنِ ، لاَ تَتَبَدَّلُ إِلاَّ بِالإِذْنِ ، كَافْتِرَاقِ الأُمَّةِ وَ اخْتِلاَفِ الدِّينِ ، وَ قُعُودِ العَدوِّ عَلَى الطَّرِيقِ ، لِيَأْسِرُوا مَا شَاءَ اللهُ مِنَ الرَّقِيقِ ، عَسَى أَنْ يَتَقَوَى بِه جُنُدُ الْفَرِيق ، و الْحَرْبُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ 9 سِجَالٌ ، مَهْمَا تَوَالتِ الأَزْمَانُ وَ امْتَدَّتِ الآجَالُ ، إلَى أَنْ تَعْظُمَ الفِتَنُ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ ، وَ لَكِنَّ العَاقِبَةَ لِجُنْدِ الْحَقِّ ، فَإيّاكَ أنْ تَرِدَ حَوْضَ شِرَارِ الخَلْقِ ، فَإِنَّ الشُّبَهَ تَخْطِفُ ، و الْأفْئِدَةُ قَدْ تَضْعُفُ ، وَ لَكِنْ تَعَرَّفْ عَلَى الشَّرِ وِقَايةً ، فَإِنْ جَهِلْتَهُ كُنْتَ لَهُ غَايَةً ، فَلِآلِ الشَرِّ عُلُومٌ وَ مَسَالِكٌ ، وَ حُجَجٌ وَ مَمَالِكٌ ، وَ أَيْسَرُ إِغَارةٍ مَا كَانت فِي السَّوَادِ الْحَالِكِ ، فَلاَ تَعْجَبْ ِإلاَّ مِمَّنْ نَجَا ، وَ كَيْفَ نَجَا ، فَسَلِ اللهَ مُلِحًّا فَرَجَا ، ثُمّ اعْتَصِمْ بِالوَحْيِ تَجِدْ مَخْرَجًا ، وَ لَكِنْ لاَ يَكُونُ إِيغَالُكَ إِلاَّ رِفْقًا دَرَجًا ، وَ لاَ فَهْمُكَ لِفَهْمِ السَّلَفِ مُخَالِفًا مُحْرِجًا، ( لأنّ قُلُوبَهُمْ هِيَ الأَبرُّ ، وَ عُلُومُهٌمْ هِي الأَغْزَرُ ، وَ تَكَلُّفَهُمْ هُوَ الأَنْدَرُ ) 10، فَإنْ قُلْتَ : وَ إِنَّا لَمَسْؤولُونَ ، بِتَرْكِ مَا سَلَكوه الأَوَلُونَ ؟ : قُلْتُ : ثَكِلَتْكَ أمُّكَ ! وَ رَكلَتْهُ قِيَمُكَ ! وَ هَلْ يَكُبُّ الْجَاهلَ فِي الضَّلاَل ، إِلاَّ حَصَائِدُ فِكْرِ ربَّاتِ الْحِجَالِ ؟ كَقَوْلِهمْ [ أُوَلئِكَ رِجَالٌ ، وَ نَحْنُ رِجَالٌ ، وَ مَا نَرَى فَصْلاً بَيْنَ الأَجْيَالِ ، إلاَّ القُرُونَ الْجِبَالَ ] ، فَبِئْسَ مِنْ شرِّ قَوْلٍ يُقَالُ ، وَ تَعِسَ مَنْ بِهِ صَال وَ جَالَ ، و هَلْ يُدَّخَرُّ فَهْمٌ مَاتِعٌ عَنْ الصَّحْبِ وَ التَّابِعِينَ ، وَ يُؤَخَّرُ لِقَومٍ مَائِعٍ كَأُولِي الصَّخَبِ و الرَّبِيعِيِّينَ ؟ ، لاَ ! ، و الَّذي بَرَأَ الْمَلاَ ، وَ رَفَعَ السَّمَوَاتِ العُلَى .
وَ اعْلَم أَنَّ مِنْ خِصَالِ البَاطِل ، بَطَرَ الْحَقِّ وَغَمْطَ السَّائِلِ ، بِمَا أُوتُوا مِن الْحَذْقِ وَ الْحَبَائِلِ ، لأَنَّ الْغَايَةَ تُبَرِّرُ لَهُ كُلَّ الوَسَائِلِ ، وَ اسْتِحْلاَلَ جَمِيعِ الْحَوَائِلِ ، قَدْ أَبْهَجَهُم زُخْرُفُ الْعَاجلِ الزَّائِل، وَ أَزْعْجَهُمْ مَكَارِهُ الْحَقِّ الصَّائلِ ، وَ لَكِنَّ الحقَّ أَبْلَجُ 11 والبَاطلَ لَجْلَجٌ12 ، فَنَقِّ فُؤدَاكَ مِن الْهَوَى وَ لاَ تَتَحَرَّجْ ، ثُمَّ أََلْقِ سَمْعَكَ وَ لاَ تَتَحَجَّجْ ، بإنَّنَا لِلإِلْتِفَافِ أَحْوَجُ 13 ، وَ لَوْ اسْتَوَى الْأَقْوَمُ و الأعْوَجُ 14 ، لأنَّ الفُرْقَان مِن أَسْمَاءكَلامِ رَبِّ النَّاسِ 15 ، وَ ( مُحَمَّدًا صلى الله عليه و سلم فَرقٌ بَيْنَ النَّاسِ ) 16، فَِالْحَمْدُ لله عَلَى الْهُدَى بَعدَ الْإِلبَاسِ . وَ اعْلَمْ : أنَّ أمضَى رِمِاحِهِمْ إِلَى الْمَرْمَى ، وَصْلُ كُلِّ اسْمٍ بِغَيْرِ الْمُسَمَّى ، وَ بِدْعُ اصْطِلاَحَاتٍ تُبْهِمُ الغَرَضَ و الْمُنْتَمَى 17 ، وَ مِمَّا بَاءُوا بِه إثْمًا فِي عَصْرِنَا ، وَ قَاءُُوهُ سُمًّا فِي كُلِّ قُطْرٍ وَ مِصْرِنَا 18 ، ذَاكَ مَا يُدْعَى بـ : ( الرَّبِيعِ ) ، بَلْ – جَزْمًا – هُوَ : الرَّجِيعُ19 ، فَبِئْسَ منْ وَضْعٍ وَضِيعٍ .

فَغَدَوْا يُوبِقُونَ أَنْفُسَهُمْ بِتَشْرِيعِهِ ، وَ يَتَشَدَّقُونَبِتَلْمِيعِهِ ، وَ يُرَقِّقُونَ حِسَّهْم لِتَمْرِيرِهِ ، وَ يُعَلِّبُونَ نَجْسَهُم لِتَصْدِيرِهِ ، وَ حَتَى لاَ يُفْضَحَ أََمْرُهُمْ ، وَ لاَ يُنْضَحَ مَكْرُهُمْ ، قَامُوا يُنَّفِرُونَ عَنْهُ الذُّبَابَ بِتَلْوِيحِ الْجَرَائِدِ 20، وَ يُشَيِّدُونَ أَعْمَدَةَ مَدِيحٍ فِي الْجَرَائِدِ 21 ، وَ يَشِيدُونَ بُِنكْهَتِه عَلَى الْمَوَائِدِ 22 ، بَلْ مَا مِنْ مَوْضِعٍ فِي أَسْوَاقِ "النّاتِ"، إِلاَّ وَ ميَّزُوهُ بِـ(الرَنَّاتِ)، وَ مَا عَلِمَ الجُّهالُ خُلُوَّهُ مِنَ "الفيتامنَاتِ "… فَآنَسَهُمُ الْجُمْهُورُ بِعَاطِفَةٍ عَنِيفَةٍ 23، وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ قَوْمٌ خِيفَةً ، وَ رَفَسَهُمْ الرَبَّانِيِّونَ كَوْنُهُ جِيفَةً ، وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُم 24بِمَا كَسَبُوا إِلَى ذُعْرٍ وَ رَجِيفَةٍ ، فَلمَّا اشْتَدَّ الوَجَعُ وَ الْأََنِينُ ، وَ امْتَدَّ الوَضْعُ الْمُشِينُ ، دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ، فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ، فَهَاهُمْ :عَلَى إِرْثِ الْمَقَاعِدِ يَعْتَرِكُونَ ، وَ عَلَى القَوَاعِدِ 25 يَضْحَكُونَ .. أباَ أنَاةٍ : تأمَّلِ النَّقْلَ ، ثُمَّ سَلِ العَقْلَ : آلسَّلاَمَةُ خَيْرٌ وَ لَوْ خَسِرْتَ دُرَرَا ثَمَنا ، أَمِ النَّدامَةُ وَ لَوْ اخْتَصَرَتَ زَمَنَا ؟ ، فَكَيْفَ بِصِرَاطٍ يَرْبُو عَلَى الْحُسْنَيَيْنِ ، وَ حَفَّتُه أَنْوَارُ الوَحْيَيْنِ ، وَ عُبِّدَ بِفَهْمِ السَّلَفِ الْمُتَّقِينَ ، ( وَ بِالصَّبْرِ وَ الْيَقِينِ ، تُنَالُ الِإمَامَةُ فِي الدِّينِ ) ، ( وَ لَمِثْقَالُ ذَرَةٍٍ مِنْ بِرًّ مَعَ تَقْوَى وَيَقِينٍ ، أَعْظَمُ مِنْ أَمْثَالِ الْجِبَالِ عِبَادَةً مِنَ الْمُغْتَرِينَ ) 26 ….و لو جُمِع هَذَا الغُثَاءُ فِي صَعِيدٍ ، وَ رَمَقتَهُمْ بِبَصَرٍ مِنْ حَدِيدٍ ، مَا سَرَّكَ مِنْ سَوَادِهمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ، بَلْ مَلأَ عَيْنَيْكَ الذَّاهِلُ مِنْ سِحْرِ الْعُيُونِ ، النَّاهِلُ مِنْ سِفْرِ التَّلَفِزْيُونِ ، الْجَاهِلُ بِمَا تَنْفْخُهُ الصُّحُفُ وَ الصُّحُونُ، وَ مَا هِيَ فِي الْيَقظَةِ إلاَّ فُقَاعَاتُ الصَّابُونِ 27 ، فَأَنَّى لاَ تَنْقَلِبُ فِي ذِهْنِهِ الْحَقَائِقُ ، وَ لاَ يُوَالِي كُلَّ الطَّرَائِقِ ، وَ لاَ يَرْضَى بِالسَّيْرِ بَيْنَ الْمَضَايقِ ؟ ، وَ قَدْ يَتَخلَّلُهم مُرْجِفٌ تَلوَّث نَعْلُ فِكْرِهِ بِالنَّجَاسَة ، كَالْحِزْبِيَةِ وَ التَّقْرِيبِ 28 ، وَ الخَسَاسَةِ ، وَ مُجَوَّفٌ تَخَمَّرَ عَقْلُهُ بِالإحْبَاطِ وَ السِّياسَةِ ، وَ بُلِي بِِعِشْقِ الْبِلاَطِ و َالرِّيَاسَةِ ، فَأَنَّى تُوِّجُوا بِالكيَاسَةِ ؟ ، وَ مُتَسَاهِلٌ سَكْرَانُ الْهَوَى ، وَ مُتَخَاذِلٌ اسْتَبْدَلَ الأَدْنَى بِالْهُدَى ، وَ حَرَّكَ ذَيْلَهُ طَرباً لِلْعِدَى ، وُ مُتَسَوِّلٌ أَرْخَى رِيقَه لِلْأَطْمَاعِ وَ الْمُنَى ، وَ مُتَقَوِّلٌ مِنَ حُجُرَاتِ الْغَرْبِ29 حَتَّى أَرْغَى زَبَدَهُ مِنَ الوَنَى30 ، وَ مُتَبَوِّلٌ وَجِلٌ مَا كَثَّرَ سَوَادَهُمْ إِلاَّ بِالبنَِى ؟ فـ(تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ) …وَ لَكِنْ مَا زَادَتِ الطِّينَةُ بِلَةً وَ لاَ الزَمَانَةُ عِلَّةً ، إِلاَّ لَمَّا صّفَّقَتْ عَمَائِمُ زُورٍ طَرَبًا وَ تَبْجِيلاً ، وَ لَفَقَّتْ أَوْهَى الْحُجَجِ قُرَبًا وَ تَأْوِيلاً ، وَ أَنْفَقَتْ شَوْبًا مِنَ الْحَقِّ حُجُبًا وَ تَضْلِيلاً ، وَ لَكِنَّهَا تَفْرُقُ مِنْ صَدَى الْحَقِّ هَرَبًا وَ عَوِيلاً ، إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ عَلِيلاً …وَ ياَ أَسَفَاه .. عَلَى مَنْ أَيْقَنَ الْمَخْرجَ ثُمَّ جَفَاهُ ، وَ وَقَفَ لِسَانَهُ لِلْبَهْرَجِ وَ وَافَاهُ ، فَضَّ اللّه فَاه ، فَرَوْمًا لِلرَّبِيعِ الْمَنْحُول ، وَ اسْتِحْلاَلِ أَنْصافِ الْحُلُولِ ، إِمْتَطَى النَّاسُ الصَّعْبَ وَ الذَّلُولَ ، وَ تَقَرَّبُوا بِصَدَقَةٍ فِيهَا غُلُولٌ ، عَسَى أَنْ يُمِيطُوا – زَعَمًا – أَذَى الْحَاكِمِ الْمَسْؤُولِ ، وَ جَعَلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ 31 مَوْعِدَا ، وَ صَوَّرُوهُ لِلْمُرَابِطِ نَوْمًا مُسْعِدَا ، فَطَارُوا إلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَ وُحْدَانًا ، وَ سَارُوا رجِاَلاً وَ رُكْبَانًا ، فَلمَّا تَسَوَّرُوا مِحْرَابَ سَاحَةِ التَّحْرِيرِ ، وَ تَعَالَى الشَّيْطَانُ يَتَفَكَّهُ بـِ ( التَّغْرِيرِ ) ، وَ خُطُوَاتُهُ تُسَوِّى وَ تُدِير ، اسْتَهَلَّ أَرْبَابٌ بِتَدْفِئَةِ الطَّبْلِ ، وَ سَلَّ شَبَابٌ رِبِاطَ حِجْرِهِمْ للرَّقْصِ وَ الْهَبَلِ32، وَ تنَمَّرَ السُذَّجُ الْجِيَاعُ تَكْثِيفَ الْمَسِيرِ ، وَ شَمَّرَ الْهمَجُ الرِّعاَعُ لِلْحَرْقِ و التَّكْسِيرِ ، يَمُوءُونَ بِـ ( "هَرِمْنا " مِنْ سُوءِ التَّسْييرِ ) ، ( "نَعَمْ" لِلْحُرِّيَةِ وَ التَّطْوِيرِ ) ، وَ أَبْوَاقُ الِإعْلاَمِ مِنْ حَوْلِهِمْ بِالسُّؤْلِ وَ التَّصْوِيرِ ، وَ إِنَّ اللّهَ مَا غَيَّرَ مَا بِهِمْ من النِّعَمِ وَ التَّيْسِيرِ ، حَتَّى غَيَّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ من العَدْلِ33 و التَّنْوِيرِ تَرَاءَى أَرَاذِلُ أَمْصَارٍ هِلَالَ الرَّبِيعِ ، وَ لَكِنْ غُمَّ عَلَيْهِمْ- بِفَضْلِ الله ِ- لِقَتْرٍ مَنِيعٍ ، فَأَكْمَلُوا عِدَّةَ صَبْرِهِمْ بُعَيْدَ خِذْلاَنٍ شَنِيعٍ ، إِلَى أَنْ ضَاقَ القَعَّدِيَّةُ 34 مِنَ الْحَمْلِ الْوَدِيعِ ، فَانْتَفَضُوا يُؤَلِّبُونَهُ عَلَى القِّيَادَةِ ، وَ يُمَنُّونَهُ بِالأَلْقَابِ وَ الرِّيَادَةِ ، وَ يُجَنِّونَهُ بِالْبُطُولَةِ وَ السِّيَادَةِ ، حَتَّى اغْترَّ بِضَرُورَةِ العُرُوجِ ، و انْجَرَّ مِنهُ نَحْوَ صُورَةٍ لِخُضْرَةِ الْمُرُوجِ ، وَ رُبَّمَا سَيَرِدُ مَضَرَّةَ الْخُرُوجِ …فَعَلَى رِسْلِكَ أَبَا أنَاةٍ : قَدْ هَيَّؤُوك بِسُوءِ الْمَكْرِ وَ الْفِكْرِ وَ الْحَزْرِ ، وَ هَيَّجُوكَ لِلشرِّ وَ الْفَقْر وَ الوِزْرِ ، فَارْبأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرعَى مَعَ الهَمَل ، وارْفَقْ بِحِسِّكَ أَنْ تَسْعَى إِلَى الْغَمَلِ35 ، لَيْت َشِعْرِي لَوْ تَأَمَّلْتَ هَذَا الزَّبَدَ وَ الفَيْضَ ، وَ هَذَا الْكَمَدَ وَ الْغَيْظَ ، مَا أَمَّلْتَ مِنْ بَرَكَتِهِم إلاَّ يَدَ الدُّنيَا الكَنِيفِ ، كَالسَّكَنِ وَ الوَظِيفِ ، وَ الْمَسْكَنِ وَ الْمَرْكَبِ اللَّطِيفِ ، وَ مَا عَلِمُوا أَنَّهَا كَالْبَغِيِّ لاَ تَثْبُتُ مَعَ عَنِيفٍ ، فَهَيْهَات أَنْ يَجَعَلَ اللَّهُ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي تَجْوِيفٍ

رُوَيْدَكَ أَبَا أنَاةٍ لاَ يَغُرَنَّكَ دُعَاةُ الرَّبِيعِ بِالتَّصْبِيرِ و التَلْطِيفِ ، وَ لاَ يُرْهِبَنَّكَ سُعَاةُ التَّلْمِيعِ بِالتَّعْطِيرِ وَ التَّنْظِيفِ ، إِذْ هُمْ – تَا الله – لَرُعَاةُ التَّمْيِيعِ بِالتَّنْفِيرِ وَ التَّطْفِيفِ . أَلاَ أَيُّهَا الرَّاعِي الْغَيُورُ ، مَا هَذِهِ الدَّيَاثَةُ وَ الْفُتُورُ ، وَ شِيَاهُكَ قَدْ هَتَكَتْ قَرَارَها الْمَسْتُورَ ، وَ الْتَحَفَتْ بِالتَّبَرُّجِ وَ السُّفُورِ ، و اشْرأَبَّتْ للتَّغَنُّجِ و النُّفُورِ ،…إِلْحَقْ ! هَا هِيَ نَعْجَةٌ بَلْ نِعَاجٌ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ارْتِقَاءَ الْحَزَنِ36 ، ليُِعْلَمَ – زَعَمًا – مَا تُخْفِي مِنَ الْهَمِّ وَ الْحُزْنِ ، يُبَعْبِعْنَ بَيْنَ الْأَنْيَابِ بِلاَ صُوفٍ وَ لاَ وَزْنِ ، قَدْ خَانَهَا النَّقْصُ37 بِلاَ مَيْنِ ، وَ هَانَهَا خُلْطَةُ الْعَالَمَيْنِ 38، فَظَنَّتْ أَنَّهَا لِشَقِيقِهَا39 كَالتَّوْأَمَيْنِ …حَنَانَيْكَ أَبَا أَنَاةٍ مَا تَرْجُو مِنْ رَبِيعِيٍّ ذَلَّلَ الإِسْتِيطَانَ لِلْعَدُوِّ الأَنْجَسِ ، وَ هَلَّلَ لِلشَّيْطَانِ بِزَهْقِ الأَنْفُسِ40 ، وَ نَكَّلَ بِالشَّرَفِ الأَنْفَسِ ، وَ وَكَلَ الْعِلْمَ لِلسَّفِيهِ الأَتْعَسِ ، وَ رَكَلَ حِلْمَ النَّبِيهِ الأَكْيَسِ، وَ نَازَعَ السُّلْطَانَ بِالْخُرُوجِ الْمُفْلِسِ41 ؟ وَ صَدَقَ مَنْ قَال ، وَ سَبَقَ مَنْ إِلَيْهِ مَالَ ، ( سُلْطَانٌ غَشُومٌ خَيْرٌ مِن فِتْنَةٍ تَدُومُ ) ، فَايْأَسْ مِنْ رَجْعِيٍّ عَزَّزَ هَذَىالْكُفَّارِ الفُجَّارِ ، كَالِإضْرَابِ وَ الِإْعتِصَامِ وَ الإِنْتِحَارِ، بَعْدَ أَنْ تَقَزَّزَ مِنْ هُدَى الرُّسُلِ وَ الصَّحْبِ الأَخْيَارِ ، كَالدُّعَاءِ و النُّصْحِ وَ الصَّبْرِ وَ الإِصْطِبَارِ ، وَ حِينَ الفِتَنِ وَ الإخْتِبَار ، يَتَجَلَّى الْعَاقُّ مِنَ الْبَارِّ . إِي وَ اللهِ : إنْ قَصَدُوا رَبِيعَ الْجُيُوبِ ، فَقَمِنٌ فِي النَّفْسِ مَرْغُوبٌ، وَ لَكِنَّهُ عِنْدَ الْعَارِفِيِنَ مَثْلُوبٌ42 ، إِلاَّ مَا يُقِيمُ صُلْبَ الْمَطْلُوبِ ، فَانْتَهِ عَنِ الفَهْمِ الْمَقْلُوبِ ، بَلْ أَزْهَارُهُمْ لاَ تَتَفَتَّقُ إِلاَّ مِنْ رَبِيعِ الْقُلُوبِ ، أَلاَ وَ هُوَ كَلاَمُ الله الْمَكْتُوبُ ، الْمُنْزَلُ عَلَى الْمُصْطَفَى الْمَحبوب ، و ذلك مِنْ كَثِيرٍ مَسْلُوبٌ ، أَعْنِي تِلَاوَتَهُ بِرَغْبَةٍ وَ تَدَبُّرٍ ، وَ حَلاَوَتَهُ عَنٍ مَحَبَّةٍ وَ تَفَكُّرٍ ، وَ43 ثَمْرَتُهُ إِلتِزَامٌ بالسُّنَةِ و الحُدُودِ ، وَ جَمْرَتُهُ إِلْتِهَامٌ بِالغُنَّة وَ الْمُدُودِ ، فـ ( اللَّهُمَ اجْعَلِ الْقُرْءانَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا وَ نُورَ صُدُورِنَا وَجِلاَءَ حُزْنِناَ ، وَذَهَابَ هُمُومِنَا ) . وُ مُخْتَصرُ شَرْحِ مَا لِأَجْلِهِ ( أَرْهَبُوا وَ تَجَاسَرُوا ) ، وَ ما لِنَيْلِهِ ( نَهَبُوا وَ كَسُرُوا ) : أنَّهُم خَابُوا وَ خَسُرُوا ، فَلاَ لِلتَّنْدِيدِ كَسَرَوا ، وَ لاَ لِلتَّوْحِيدِ نَصَرُوا ، وَ لاَ لِلعَبِيدِ انْتَصَرُوا ، هَلاَّ سَأَلُوا البَرَّ مِنْ فَضْلِهِ ، وَ أَسْنَدُوا الأَمْرَ لِأَهْلِهِ ، وَ صَبَرُوا إِلىَ حين حِلِّهِ ، و مُعْتَصَرُ النُّصْحِ : أنّ مَا بَيْنَ الرَّبِيعَيْنِ ، كَمَا بَيْنَ آصَارِ44 العَمَى وَ إبْصَارِ العَيْنِ ، فَهلْ تَرَاهُمَا مُجْتَمِعَيْنِ ؟ ، بَلْ إِنَّ السَّيْفَ تُوجِبُ لَهُ النَّقصَ ، إِذَا قُلْتَ : هُوَ أَمْضَى مِنَ العَصَا ، فاتَّخِذْ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، وَ لاَ تَنْتَخِبْ مِنَ العُسُولِ خَلِيلًا ، وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْعَجُولِ خَذُولًا ، وَ اللهُ الْمُسْتَعَانُ ، وَ نَعُودُ عَلَيْهِ بِالتُّكْلاَنِ ، وَ نَعُوذُ بِهِ مِنَ الْخُذْلاَنِ

بقلم الفقير إلى عفو ربه أبو خليل عبد الرحمان مالكي الجزائري ( عين الدفلى )

الهامش
1- أي قامة ( العلم و التجارب) 2-الهامة : المراد هنا الرأس 3- قُدَامَة : أبو الفرج الكاتب الإخباري أحد البلغاء الذي ضرب الحريري به المثل في قوله: لو أوتي بلاغة قدامة ) تاريخ الإسلام للذهبي 3/ 325 بتصرفٍ 4- قصدت الوصف لا رجلا بعينه 5- (الأناة) أي لا يَعجَل في الأمور، وهو آنٍ وقورٌ.6- أي خَصَلات شرّ، ولا يقال في الخَير 7- ولا تكون الطريق صراطا حتى تتضمن خمسة أمور الإستقامة والإيصال إلى المقصود والقرب وسعته للمارين عليه وتعينه طريقا للمقصود ولا يخفى تضمن الصراط المستقيم لهذه الأمور الخمسةفوصفه بالإستقامة يتضمن قربه لأن الخط المستقيم هو أقرب خط فاصلين نقطتين وكلما تعوج طال وبعد واستقامته تتضمن إيصاله إلى المقصود ونصبه لجميع من يمر عليه يستلزم سعته وإضافته إلى المنعم عليهم ووصفه بمخالفة صراط أهل الغضب مدارج السالكين والضلال يستلزم تعينه طريقا ) مدارج السالكين 1/11.. 8- ( الضراط ) الريح الخارجة من الإست مع صوت .9- ( فريق في الجنة و فريق في السعير ) الشورى 7 … 10- أثرٌ عن عبد الله ابن مسعود سقته بالمعنى.. 11- أَبْلَجُ وضوحُ الشّيء وإشراقُه 12- لَجْلَجٌ، أي يُردَّد من غير أن ينفُذ. 13- و هذا كلام حق مراده باطل 14- فالغاية عندهم الإجتماع ولو بالأبدان فقط 15- وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ )3/4 آل عمران16– ( صحيح البخاري كتاب الإعتصام /باب باب الاِقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ )17- فوضعوا مثلا المجاز لنفي الصفات ، الشرك السياسي لاستحلال الخروج 18- (مصرنا) أي بلدنا الجزائر ففيه عطف الخاص على العام 19- الرجيع : الروث وكل مردود من قول أو فعل يقال خبر رجيعالمعجم الوسيط 1/331 / 20– الْجَرَائِدِ : مفرده جريد أي أغصان النخيل 21– الْجَرَائِد أي الصحف ، 22- الْمَوَائِدِ: أي المؤتمرات ، و الدراسات ، و برامج 23– ( الجمهور يخاطبون بالعاطفة و العقلاء بالعلم ) ذكرها العلامة صالح آل الشيخ في إحدى دروسه 24- الارتكاس : التحول من حال حسنة إلى سيئة 25 – القواعد جمع قاعدة و المراد بها عنا العامة من النّاس26– أثرٌ عن أبي الدرداء رضي الله 27– كلمة للعلامة الألباني رحمه الله في فوز أحَدِ الأحزاب الإسلامية 28- أي التقريب بين السنة و الرفض ، و وحدة الأديان . 29- وَ حسبك ما تبتثه ( الجزيرة ، رشاد ، المستقلة )30- الوَنَى: الضعف 31– حتى يعطى صبغة شرعية 32– الهَبَلُ هنا ِفَقْدُ العَقْلِ والتَّمْيِيز 33- أعدل العدل هو توحيد الله 34- القَعَّدِيَّةُ ( يزينون الخروج على الأئمة و يقعدون عنه )35- الغَمَلُ بالتحريك : فسادُ الجُرْحِ من العُصابِ 36- الحَزْن : الغلظ من الأرض 37- النقص في العَقْل وَ الدِين 38- أي عالم الرجال و النساء..39- ( إن النساء شقائق الرجال ) صحيح الجامع .40- سوريا وحدها تجاوزَ 5 آلافِبينهم 300 طفل كما صرحت مبعوثة الأمم المتحدة ، و الفاتورة تتضخم يوميا 41- ( وقد جرب المسلمون الخروج فلم يروا منه إلا الشر ) التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ص199 .. 42- قَالَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لرَبِيعَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَلْنِي ، فَقال : مُرَافَقَتُكَ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ ؟ فَقُال : هُوَ ذَاكَ …) ( أخرجه مسلم ، باب فَضْلِ السُّجُودِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ ) 43- الواو للإستئناف . 44- الإِصْرُ الذَّنْبُ والثِّقْلُ وجمعُه آصَارٌ


شكرا على الجهود جزاكككككك الله

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[مقتطف] المقامة الصنعانيةللحريري

بسم الله الرحمن الرحيم
المقامة الصنعانية
فإن مما تستروح به النفس بليغ الكلام وفصيحه
وهوكذلك ممايستفيد منه طالب العلم في اسلوبه لذا احببتُ أن انقل هذه المقامة الصنعانية من مقامات الحريري وهي اول مقامة في مقامته
"حدّثَ الحارثُ بنُ هَمّامٍ قالَ: لمّا اقتَعدْتُ غارِبَ الاغتِرابِ. وأنْأتْني المَترَبَةُ عنِ الأتْرابِ. طوّحَتْ بي طَوائِحُ الزّمَنِ. الى صنْعاء اليَمَنِ. فدَخَلْتُها خاويَ الوِفاضِ. باديَ الإنْفاضِ. لا أمْلِكُ بُلْغَةً. ولا أجِدُ في جِرابي مُضْغَةً. فطَفِقْتُ أجوبُ طُرُقاتِها مِثلَ الهائِمِ. وأجولُ في حَوْماتِها جَوَلانَ الحائِمِ. وأرُودُ في مَسارحِ لمَحاتي. ومَسايِحِ غدَواتي ورَوْحاتي. كريماً أُخْلِقُ لهُ ديباجَتي. وأبوحُ إلَيْهِ بحاجتي. أو أديباً تُفَرّجُ رؤيَتُه غُمّتي. وتُرْوي رِوايتُه غُلّتي. حتى أدّتْني خاتِمَةُ المَطافِ. وهدَتْني فاتِحةُ الألْطافِ. الى نادٍ رَحيبٍ. مُحتَوٍ على زِحامٍ ونَحيبٍ. فوَلَجْتُ غابةَ الجمْعِ. لأسْبُرَ مَجْلَبَةَ الدّمْعِ. فرأيتُ في بُهْرَةِ الحَلْقَةِ. شخْصاً شخْتَ الخِلْقَةِ. عليْهِ أُهْبَةُ السّياحَةِ. وله رنّةُ النِّياحَةِ. وهوَ يطْبَعُ الأسْجاعَ بجواهِرِ لفظِهِ. ويقْرَعُ الأسْماعَ بزَواجِرِ وعْظِهِ. وقدْ أحاطَتْ بهِ أخلاطُ الزُّمَرِ. إحاطَةَ الهالَةِ بالقَمَرِ. والأكْمامِ بالثّمرِ. فدَلَفْتُ إليهِ لأقْتَبِسَ من فوائِدِه. وألْتَقِطَ بعْضَ فرائِدِه. فسمِعْتُهُ يقولُ حينَ خبّ في مجالِه. وهَدَرَتْ شَقاشِقُ ارتِجالِه. أيّها السّادِرُ في غُلَوائِهِ. السّادِلُ ثوْبَ خُيَلائِهِ. الجامِحُ في جَهالاتِهِ. الجانِحُ الى خُزَعْبِلاتِه. إلامَ تسْتَمرُّ على غَيّكَ. وتَستَمْرئُ مرْعَى بغْيِكَ؟ وحَتّامَ تتَناهَى في زهوِكَ. ولا تَنْتَهي عن لَهوِكَ؟ تُبارِزُ بمَعصِيَتِكَ. مالِكَ ناصِيَتِكَ! وتجْتَرِئُ بقُبْحِ سيرَتِك. على عالِمِ سَريرَتِكَ! وتَتَوارَى عَن قَريبِكَ. وأنتَ بمَرْأى رَقيبِكَ! وتَستَخْفي مِن ممْلوكِكَ وما تَخْفى خافِيَةٌ على مَليكِكَ! أتَظُنُّ أنْ ستَنْفَعُكَ حالُكَ. إذا آنَ ارتِحالُكَ؟ أو يُنْقِذُكَ مالُكَ. حينَ توبِقُكَ أعمالُكَ؟ أو يُغْني عنْكَ ندَمُكَ. إذا زلّتْ قدَمُكَ؟ أو يعْطِفُ عليْكَ معشَرُكَ. يومَ يضُمّكَ مَحْشَرُكَ؟ هلاّ انتَهَجْتَ مَحَجّةَ اهتِدائِكَ. وعجّلْتَ مُعالجَةَ دائِكَ. وفَلَلْتَ شَباةَ اعتِدائِكَ. وقدَعْتَ نفْسَكَ فهِيَ أكبرُ أعدائِكَ؟ أما الحِمام ميعادُكَ. فما إعدادُكَ؟ وبالمَشيبِ إنذارُكَ. فما أعذارُكَ؟ وفي اللّحْدِ مَقيلُكَ. فما قِيلُكَ؟ وإلى اللّه مَصيرُكَ. فمَن نصيرُكَ؟ طالما أيْقَظَكَ الدّهرُ فتَناعَسْتَ. وجذَبَكَ الوعْظُ فتَقاعَسْتَ! وتجلّتْ لكَ العِبَرُ فتَعامَيْتَ. وحَصْحَصَ لكَ الحقُّ فتمارَيْتَ. وأذْكَرَكَ الموتُ فتَناسَيتَ. وأمكنَكَ أنْ تُؤاسِي فما آسيْتَ! تُؤثِرُ فِلساً توعِيهِ. على ذِكْرٍ تَعيهِ. وتَختارُ قَصْراً تُعْليهِ. على بِرٍ تُولِيهِ. وتَرْغَبُ عَنْ هادٍ تَسْتَهْدِيهِ. الى زادٍ تَستَهْديهِ. وتُغلِّبُ حُبّ ثوبٍ تشْتَهيهِ. على ثوابٍ تشْتَريهِ. يَواقيتُ الصِّلاتِ. أعْلَقُ بقَلبِكَ منْ مَواقيتِ الصّلاةِ. ومُغالاةُ الصَّدُقاتِ. آثَرُ عندَكَ من مُوالاةِ الصَّدَقاتِ. وصِحافُ الألْوانِ. أشْهى إلَيْكَ منْ صَحائِفِ الأدْيانِ. ودُعابَةُ الأقْرانِ. آنَسُ لكَ منْ تِلاوَةِ القُرْآنِ! تأمُرُ بالعُرْفِ وتَنتَهِكُ حِماهُ. وتَحْمي عنِ النُّكْرِ ولا تَتحاماهُ! وتُزحزِحُ عنِ الظُلْمِ ثمْ تغْشاهُ. وتخْشَى الناسَ واللهُ أحقُّ أنْ تخْشاهُ! ثمّ أنْشَدَ:
تباً لطالِبِ دُنْيا … ثَنى إلَيها انصِبابَهْ
ما يسْتَفيقُ غَراماً … بها وفَرْطَ صَبابَهْ
ولوْ دَرى لَكفَاهُ … مما يَرومُ صُبابَهْ
المصدر :مقامات الحريري(المكتبة الشاملة)

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[فوائد مستخلصة] الكشكول اللغوي ( فوائد .نكت وطرائف)

الحمد لله أمر بمعالي الآداب ونهى عن سفاسف الأخلاق والآراب حلى الإنسان العربي بجميل اللغات والآداب أحمده سبحانه وتعالى وهو الرحيم التواب وأصلى وأسلم على نبيه المصطفى المجتاب ما صاح قمري وغرغر في قطب من الأقطاب أما بعد:

فهذه صفحة لاقتناص الفوائد والشوارد المنثورة في بطون الكتب وخلل الدروس نصبنا لها فخ الجمع والتدوين لتكون نبراسا لمن يبتغي أن يطرق هذا الباب:

وهذه فائدة اقتنصتها بشص السمع الذي لايمكنه في الغالب إلا النقل بالمعنى من سماحة العلامة محمد بن صالح بن عثيمين عليه رحمة الله في درس من الدروس بإذاعة القرآن الكريم

قال رحمه الله:وضمير الفصل في نحو قوله تعالى : (( وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين))يفيد ثلاثة أشياء:

1- التوكيد-أي – هم الظالمون حقا
2- الحصر -أي-هم الظالمون فقط
3- التمييز -أي- هم الظالمون فعلا


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[قصيدة] فُجُورٌ لَيْسَ يَعْدِلُهُ فُجُورٌ ((هَدِيَّةٌ لِلْحَدَّادِيَّةِ الجُدُدِ))

فُجُورٌ لَيْسَ يَعْدِلُهُ فُجُورٌ

((هَدِيَّةٌ لِلْحَدَّادِيَّةِ الجُدُدِ))

فُجُورٌ لَيْــــسَ يَعْـدِلُهُ فُـجُورٌ *** وَقَـوْلٌ فِيهِ إِجْـــحَافٌ وَزُورُ

وَ نَهْجٌ بِالــغِوَايَـــةِ دَنَّسُـوهُ*** وَ مَكْرٌ فِيهِ حَــيْفٌ بَلْ ثُبُـــورُ

وَ سِلْعَتُكُمْ أَيَا يـَـــحْيَ غُـلُوٌ *** وَهَــذِي فِي البَضَائِعِ قَــدْ تَبُورُ

وَ يَا عَجَبِي مِنْ الصِنْفِ الحَـجُورِي ***مَعَ التَزْوِيرِ شـَـــيَّنَـهُمْ غـُرُورُ

وَ دَعْوَى قُــوَّةٍ فِي نَصْرِ حــَقٍّ *** عَلِـــمْنَا أَنَّهـَا حَــقًّا فُـجُورُ

وَقَحْطٌ قَدْ عَـرَى أَرْضَ الهُــدَاةِ *** وَ ذِي دَمَّــــاجُ وَدَّعَـهَا السُّرُورُ

فَبَعْــدَ العِلْمِ يَنْــشُـرُهُ الإِمَامُ *** إِمَـــامُ الحَقِّ مُقْبِلـُــنَا الصَّبُورُ

رَقَى كُرْسِيَّـــهُ رَجُــلٌ سَفِيهٌ *** مَجَـــالِسُهُ كَمِنْشَـــارٍ يَدُورُ

أُشَـبِّهُـــــهُ غُلُّواً مَعْ فَسَادٍ *** بِذَا الـحَدَّادِ حِيـــــناً إِذْ يَثُورُ

وَحِيـــناً إِذْ يُجَعْجِعُ فِي الكَلاَمِ *** بِذَا الحَرْبِيِّ فَـالِحَ إِذْ يَفُـــــورُ

وَ إِنِّي نَاصِـــــحٌ إِيَّاكَ يَحْيَ *** أَلاَ فَاقْبَلْ فَنُصْحِـــــي فِيهِ نُورُ

عَزِمْتُ عَلَيْكَ تَـلْزَمَ غَرْزَ شَيْخِـي *** رَبِيعَ الخَـــيْرِ عَالِمُـنَا الجَـسُورُ

رَبِيعَ الخَيْـرَ لِلْمِنْهَـــاجِ حِصْنُ ***بَشُوشٌ فِي مَجَالِـــــسُهُ حُبُورُ

عُبَيْــدُ كَابْنِ هَادِي يَا حَجُورِي *** إِمَامُ فِي تُقًـــى* مَـاءٌ طَــهُورٌ

عَمِيُّ القَلْــبِ يَشْقَى فِي عَمَاهُ *** عَمِيُّ العَيْـــنِ بِالتَّقْـــوَى بَصِيرُ

هُمُ الأَقْحَاحُ يَـــا يَحْيَ وَلَكِنْ *** مُسِـيءُ الظَنِّ لِلْــنُّعْمَى كَــفُورُ

أَبَا أَنَسٍ* عُبَيْـدُ مَعْ رَبِــيـعٍ *** لِذَا المِنْـــــهَاجِ حَـقًّا هُمْ صُقُورُ

أَلاَ فَامْسِكْ لِسَـانَكِ يَا حَجُورِي *** وَ لاَ تَنْــسَ فَدُونَـكَ ذِي القُـبُورُ

فَمَا يَبْقَــى عَلَيْـهَا مِنْ رَئِيسٍ *** وَلاَ مَلِكٍ بِعَــــدْلٍ أَوْ يَــجُورُ

وَ مَهْمَا أَزْبَــدَ الطُوفَـانَ يَوْمًا *** بِلاَ شَكٍّ سَـيُنْسَـــى إِذْ يَــغُورُ

خِتَامًا نَسْـــأَلُ الرَّحْمَنَ عَفْوًا *** مَعَ الإِلْحَــاحِ يَرْحَمُــنَـا الغَفُورُ

كتبها من كيسه و لم يسرقها من غيره !!!
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَّمَدُ بْنُ الهَاشِمِيّ

العكرمي نسباً *الغليزاني نشأة ً*الجزائري موطناً* السّلفي معتقداً ومنهجاً

الأربعاء 18 شوال 1443 هجري.


بارك الله فيك