التنشئة ودورة الحياة
مقدمة
في هذا الفصل سنعرض لأشياء عن التنشئة الاجتماعية وسنتعرف على أكثر أنواع أدوات التنشئة أهمية. بدون التنشئة الاجتماعية لن يكون المجتمع الانسانى ممكناً، وتقوم أدوات التنشئة بعملية التنشئة الاجتماعية. سنتعرف في هذا الفصل أيضاً على مختلف مراحل دورة الحياة وسنرى أوجه الشبه والخلاف بين مختلف الثقافات. اعتمادا على مرحلة دورة الحياة فإن لكل أداة من أدوات التنشئة الاجتماعية مستوى مختلفاً من التأثير على سلوك الفرد وتوجهاته. التنشئة عملية مستمرة مدى الحياة لكن كل فرد يطور إحساسه بالهوية الذاتية والمقدرة على التفكير والفعل المستقل فنحن لسنا سجناء للتنشئة الاجتماعية.4/1 الثقافة، المجتمع وتنشئة الطفل
التنشئة الاجتماعية مصطلح يشير إلى العملية التي عن طريقها ومن خلال الاتصال مع البشر الآخرين يصبح الفرد مدركاً لذاته، وإنساناً ذو معرفة ومهارات في طرق ثقافة وبيئة معينتين.
بدون التنشئة الاجتماعية من الصعب أن يصبح الفرد البشرى كائناً اجتماعيا، وقد أثبتت الكثير من التجارب ذلك. مثال لتلك التجارب ما يعرف ” بالولد المتوحش من أفيرون ” والذي عثر عليه في جنوب فرنسا في عام 1800 فكان يبدو ويتصرف مثل الحيوانات، وفشلت كل المحاولات لتحويله من حيوان إلى إنسان.
المثال الثاني “جيني” فتاة كاليفورنيا والتي حبست في غرفة عندما كان عمرها عاماً ونصف العام حتى بلغت سن الثالثة عشر وقد وصفها أحد الأطباء النفسانيين بأنها “غير اجتماعية، بدائية وبصعوبة يمكن وصفها من البشر “. لاحقاً تعلمت أن تأكل بصورة طبيعية كما تعلمت استخدام الحمام واحتملت أن تلبس مثل الأطفال العاديين لكن مقدراتها اللغوية لم تتجاوز أبداً مقدرات طفل في الثالثة أو الرابعة من العمر.4/2 نظريات نمو الطفل
تشترك العديد من المجالات العلمية في دراسة نمو الأطفال. من تلك المجالات: الطب، علم النفس، علم التربية و علم الاجتماع. ولكل مجال أطره النظرية التي يستخدمها في موضوع دراسته. من أشهر نظريات نمو الطفل في علم الاجتماع نظرية جورج هيربرت ميد عن نمو الذات، ونظرية جين بياقت عن مراحل النمو الإدراكى.
يرى جورج هيربرت ميد أن الذات تنمو من خلال ثلاث مراحل هي مرحلة التقليد، مرحلة اللعب، ومرحلة المباراة. ويرى أن الذات تتكون من جزأين: الـ ( I ) التي تمثل الطفل غير المنشّأ والـ ( Me ) والتي تمثل الذات الاجتماعية.
أما جين بياقت فترى أن نمو الإدراك يحدث من خلال أربع مراحل هي: الحسية، ما قبل العملية، العملية الملموسة، والمرحلة الأخيرة هي المرحلة العملية المنهجية.
المرحلة الأولى هي المرحلة الحسية، حيث يحدث التعلم من خلال الاتصال المباشر مع العالم الخارجي. في المرحلة قبل العملية يتعلم الطفل اللغة والتمثيل الرمزي. في هذه المرحلة يكون الأطفال فرديين ـ ولا تعنى أنانيين ـ بما أنهم يرون العالم من خلال وجهة نظرهم. المرحلة العملية الملموسة تكون عندما يتعلم الطفل التجريد والأفكار المنطقية. المرحلة الأخيرة، العملية المنهجية ولا يحصل عليها كل بالغ لأنها تعتمد جزئياً على التعليم المدرسي. هذا وتعد المراحل الثلاث الأولى من النمو عالمية.4/3 أدوات التنشئة الاجتماعية
أدوات التنشئة هي جماعات أو أطر قائمة تحدث داخلها عمليات مهمة من التنشئة الاجتماعية. وتنقسم التنشئة الاجتماعية إلى نوعين أساسين:* التنشئة الأساسية : تحدث أثناء الطفولة وتمثل مرحلة مؤثرة من التعلم الثقافي، وتعتبر الأسرة أداة التنشئة الأهم في هذه المرحلة.
* التنشئة الثانوية : وتحدث في مرحلة الطفولة المتأخرة وبداية مرحلة النضج. وأدوات التنشئة الرئيسية في هذه المرحلة هي: المدرسة، جماعات الأنداد، المنظمات، وسائل الإعلام وأماكن العمل.
أهم أدوات التنشئة الاجتماعية هي:
ـ الأسرة : أداة التنشئة الرئيسية أثناء الطفولة.
ـ المدرسة: في المدرسة يتابع الأطفال منهجاً محدداً من المواد الدراسية، كما يتعلمون أيضاً توقعات سلوكية دقيقة تتعلق بخبرتهم الوظيفية.
ـ علاقات الأنداد: جماعاتالأنداد جماعات من الأطفال متشابهون في أعمارهم وخلفياتهم الاجتماعية.
ـ وسائل الإعلام الجماهيرية: وتشمل الوثائق المكتوبة، الإذاعة، التلفزيون، التسجيلات الصوتية وأشرطة الفيديو والأقراص المدمجة والممغنطة. القليل فقط من المجتمعات في عالم اليوم هي التي لم تتأثر بوسائل الإعلام.
ـ العمل: قد يتطلب العمل من الشخص تعديلاتأساسية في المظهر أو السلوك.
من خلال عملية التنشئة يتعلم الأفراد أشياء عن الأدوار الاجتماعية وهي توقعات محددة اجتماعياً يتبعها الفرد في موقع اجتماعي معين.
ترتبط الهوية الذاتية بكيفية نظر الناس إلى أنفسهم وما هو ذو معنى بالنسبة لهم. الهوية الاجتماعية تحتوى على صفات تنسب إلى الفرد بواسطة الآخرين والهوية الذاتية هي ما يميزنا كأفراد.
من الجوانب المهمة في عملية التنشئة الاجتماعية والتي تكتسب اهتماماً متزايداً في العصر الحديث ما يعرف بتنشئة النوع، والتي تعنى تعلم أدوار النوع ـ ذكر/ أنثى ـ من خلال أدوات التنشئة الاجتماعية.4/4 التنشئة الاجتماعية خلال دورة الحياة
يمر الإنسان بمراحل متعاقبة في دورة حياته يتميز كل منها بنوع متفرد من التنشئة الاجتماعية. هذه المراحل هي:* الطفولة:
الطفولة هي المراحل الأولي من الحياة الاجتماعية وبعض المجتمعات لا تميزها كمرحلة منفصلة، وتصور الرسومات الأوربية في القرون الوسطى الأطفال كبالغين صغار. في هذه المجتمعات أيضاً اختفت الشخصية المنفصلة للطفولة مرة أخرى. أشار بعض الملاحظين إلى أن الأطفال ربما يشاهدون نفس البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الكبار.* المراهقة:
مفهوم المراهقة وجد حديثاً، ففي المجتمعات المعاصرة يعيش المراهقون في مرحلة بين الطفولة والبلوغ، وينشأون في مجتمع عرضة للتغير المستمر.* البلوغ المبكر:
يبدو أن مرحلة البلوغ المبكر تتطور في اتجاه أن تصبح مرحلة محددة في النمو الشخصي في المجتمعات الحديثة. في هذه المرحلة يستكشف الشباب الكثير من الانتماءات الاجتماعية والسياسية والدينية.* البلوغ الناضج:
في المجتمعات الحديثة تمثل أزمات وتحولات منتصف الحياة مشاكل حقيقية للعديد من الناس الذين هم في منتصف العمر.* الشيخوخة:
في المجتمعات التقليدية يكون للشيوخ عادة القول الفصل في الكثير من القضايا التي تهم المجتمع. أما في المجتمعات الصناعية فيعانى كبار السن من فقدان السلطة داخل الأسرة وفى الإطار الاجتماعي العريض.في كل مرحلة من مراحل الحياة هناك نقلات يجب القيام بها وأزمات يجب تجاوزها. يشمل ذلك مواجهة الموت كنهاية للوجود الفيزيقي. وإذا نظرنا إلى دورة الحياة عبر الثقافات نجد أن مراحل الحياة ليست ثابتة. فمثلاً لم توجد الطفولة كمرحلة مميزة في أوروبا القرون الوسطى. وتباين مراحل المراهقة، البلوغ والشيخوخة عبر الثقافات، وكذلك التوجهات نحو الموت تشير إلى أن التنشئة الاجتماعية تتواصل عبر دورة الحياة.
إذا نظرنا إلى العلاقة بين التنشئة والثقافة والحرية الشخصية نجد أن الأطر الثقافية التي نحيا فيها توثر بقوة في سلوكنا ويبدو أن التنشئة الاجتماعية والحرية الشخصية في تناقض. لكن مع ذلك، أثناء عملية التنشئة الاجتماعية يطور كل فرد إحساسه بالهوية الذاتية والمقدرة على التفكير والفعل المستقل.
التصنيف: علم الاجتـماع
علم الاجتـماع
بحث حول علاقة التراث بالحداثة
المبحث الأول : التراث والحداثة
المطلب الأول : مفهوم التراث
المطلب الثاني : مفهوم الحداثة
المبحث الثاني : أهم التيارات الفكرية في هذا المجال
المطلب الأول : – التيار السلفي
المطلب الثاني : – التيار الليبرالي العربي
المطلب الثالث : – التيار اليساري العربي
المطلب الرابع : – التبسيط وشرح نظرة هذه التيارات
خاتمة
تمهيد :
لعله يكون من المفيد لمداخلتنا هذه التي اتخذت من محور دور التراث في المحافظة على
القيم والثوابت والشخصية العربية موضوعا لها أن تبدأ من الحديث في العلاقة بيــــــن
الماضي والمستقبل ، أما الحاضر فغير حاضر ليس فقط لأنه مرفوض بل لان
حضورا لماضي قوي في هذا المحور إلى درجة جعلته يمتد إلى المستقبل ويحتويـــه
تعويضا عن الحاضر .
إن الدافع الرئيسي للذات العربية الحديثة إلى تأكيد نفسها بهذا الشكل معروف ومعترف به
لدى الجميع ، انه التحدي الحضاري الغربي بجميع أشكاله وكافة أبعاده ، وكما يحدث دائما
سوء على المستوى الفردي أو الجماعي فلقد اتخذت عملية تأكيد الذات شكل النكوص إلى
مواقع خلفية للاحتما ء والدفاع انطلاقا منها .
إن الأسئلة التي تفرض نفسها في هذا الموضوع هي :
– ما هو التراث والحداثة ؟ – كيف نعيش حاضرنا ونحافظ على ماضينا ؟
المبحث الاول
المطلب الاول :
مفهوم التراث :
التراث هو مصدر الفعل ورث إرثا ، وقد وردت أللفضة في القران الكريم
في قوله تعالى : ” وتأكلون التراث اكلأ لما ” فالتراث على هذا النحو يكون
كل ما يتركه الميت لورثته ………… (1)
ثم توسعت أللفضة لتشمل كل المخلفات البشرية الحسية والمعنوية ، فالتراث
الذي نعني به هنا هو كل ما خلفه لنا أجدادنا من محسوسان ومعنويات
و قد قسم علماء الانثروبيولوجيون التراث إلى ثلاثة أنواع :
1″ – البنايات والمنحوتات والتصوير و الزخارف
2″ – المكتوبات والمقروءات ولقد أطلق على هذين النوعين الحظاراة لأنهما يتعلقان بالماديات .
3″ – الأديان والعقائد والتقاليد وجميع السلوك البشري ن ولعل هذا النوع الأخير يعتبر من مظاهر ثقافة المجتمع ، وخير ما يفتخر به العرب هو كتاب الله والسنة النبوية
المطلب الثاني :
مفهوم الحداثة :
تعبر هذه الكلمة عن العصرنة بمختلف أشكالها أو عن عملية تحديث وتجديد كل ماهو قديم ، ولذلك نجد استخدام واسع لهذه الكلمة خاصة في المجال الثقافي والفكري والاقتصادي
وبشكل بسيط يمكن تقسيم التاريخ إلى خمسة أجزاء :
1″- ما قبل التاريخ
2″- التاريخ القديم
3″- العصور الوسطى
4″- العصر الحديث
5″- العصر ما بعد الحديث
– إن معظم الحياة الحديثة تغذت من مصادر عديدة قد تكون في الكثير من الأحيان قديمة
– ولذا نجد الكثير من المؤرخين قد اختلفو في تحديد بداية الحداثة
1″- منهم من يرى أنها بدأت باختراع الطباعة المتحركة سنة 1443
2″- ومنهم من يرى أنها بدأت مع الثورة اللوثرية ضد سلطة الكنيسة سنة 1520
…..(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مباركي تركي ، مجلة العلوم الإنسانية مجلة دورية محكمة، العدد 36
(2) موقع الكتروني
المبحث الثاني :
– الكثير يرى أن الحضارة الغربية اشتملت على حسنة وهي التقدم التكنولوجي ، واشتملت على سيئة وهي الانحلال الروحي ، غير أنهما غير متلازمان كما يضن بعض الناس
في البداية يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا في الكلام عن الحاضر أو الماضي لأنه لا حاضر لنا نحن بل حاضر الغرب الأوربي الذي يفرض نفسه كذات للعصر كله ، أو للإنسانية جمعاء .
وبتالي فان الحديث عن التيارات الفكرية العربية فيه نوع من لا واقعية أو الخيال الفكري
إن صح التعبير ،لان الكثير من المفكرين انطلقوا من أساس غير صحيح
المطلب الاول :
التيار السلفي :
– البداية تكون من التيار السلفي في الفكر العربي الحديث والمعاصر الذي انشغل أكثر
من غيره بالتراث وإحيائه واستثماره في إطار قراءة إيديولوجية سافرة ، أساسها
إسقاط صورة المستقبل المنشود أو المستقبل الأيديولوجي على الماضي ثم البرهنة انطلاقا من عملية الإسقاط هذه على أن مأتم في الماضي يمكن تحقيقه في المستقبل
لقد كان لهذا التيار نظرة إصلاحية دينية سياسية مع الأفغاني وعبده تنادي بالتجديد
وترك التقليد ، وإلغاء التقليد يعني إلغاء كل التراث المعرفي المنحدر من عصر
الانحطاط والحذر من السقوط فريسة في الفكر الغربي .
– إذا إنها السلفية الدينية التي رفعت شعار الأصالة والتمسك بالجذور والحفاظ على الهوية
المفهومة على أنها الإسلام ذاته الحقيقي لا إسلام المسلمين المعاصرين
نحن إذا أمام قراءة إيديولوجية جدلية كانت تبرر نفسها عندما كانت وسيلة لتأكيد الذات
وبعث الثقة فيها ،إنها آلية للدفاع معروفة وهي مشروعة فقط عندما تكون جزاء من مشروع
لكن الذي حدث هو العكس تماما ،لقد أصبحت الوسيلة غاية ، فالماضي الذي أعيد بناءه
بسرعة قصد الارتكاز عليه ل ( النهوض ) أصبح هو نفسه مشروع النهضة ،هكذا أصبح
المستقبل يقرءا بواسطة الماضي ، لكن لا الماضي الذي كان بالفعل بل الماضي كما كان يجب
أن يكون ، وبما أن هذا الأخير لم يتحقق إلا على صعيد الوجدان (الحلم ) ، فان صورة
المستقبل لا تأتي إلا على شاكلة سابقتها . ……………………..(1)
– إن القراءة السلفية قراءة تاريخية وبتالي فهي لا يمكن أن تتيح سوى نوع واحد من الفهم
– للتراث وهو: الفهم التراثي لذات التراث الذي يحتويها وهي لا تستطيع أن تحتويه ، لأنها
التراث يكرر نفسه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
[>العربي ن بيروت ، ص 12
المطلب الثاني :
التيار الليبرالي العربي
– المشكلة الآن هي : – كيف نعيش حاضرنا ونحافظ على تراثنا ؟
نبدأ حديثنا بعد هذا الإشكال من وجهة نظر معاكسة للتيار الأول ، إنها نظرة الليبرالي العربي
الذي ينظر إلى التراث العربي الإسلامي من الحاضر الذي يحياه ، حاضر الغرب الأوربي
فيقرءاه قراءة اوروباوية النزعة ، ولذلك فهو يرى فيه ما يراه الأوربي
نعم نحن نتحدث عن القراءة الاستشراقية التي تأخذ امتدادها إلى الأستاذ العربي على شاكلة
(سلفية استشراقية ) تقدم نفسها على أنها قراءة علمية تتوخى الموضوعية وتلتزم الحياد
وتنفي عن نفسها أي دوافع نفعية إيديولوجية ……………… لخ
وتدعي أن ما يهمها هو الفهم المعرفي وفقط وإنها تأخذ من المستشرقين منهجهم العلمي
لكنها تنسى أو تتناسى أنها تأخذ الرؤية مع المنهج
إن الرؤية الاستشراقية تقوم من ناحية المنهجية على معارضة الثقافات ، أي على قراءة
تراث بتراث ، وعندما يكون المقروء هو التراث العربي الإسلامي فان مهمة القراءة
تنحصر حينئذ في رده إلى أصوله اليهودية أو المسيحية أو اليونانية ……………………… لخ
القراءة الاستشراقية تقول أنها تريد أن تفهم ،- لكن تفهم ماذا ؟
أتريد أن تفهم مدى فهم العرب لتراثهم ؟ إن العرب الذين كانوا وساطة بين الحضارة
اليونانية والحضارة الحديثة الأوربية ، إنما تتحدد قسمتهم بهذا الدور نفسه
الشيء الذي يعني أن ( المستقبل ) في الماضي العربي كان في استيعاب ماضي غير
الماضي العربي ( ثقافة اليونان بكيفية خاصة ) وبالمقايسة يصبح المستقبل في الآتي العربي
مشروطا باستيعاب الحاضر الماضي الأوربي ، وهكذا تنكشف دعاوي المعاصرة في الفكر
الليبرالي العربي الحديث والمعاصر عن استلاب لذات خطير . …………………(1)
المطلب الثالث :
التيار اليساري العربي
– كيف نعيد بناء تراثنا لنحقق ثورتنا ؟
إن الإجابة عن هذا السؤال تأخذنا للحديث عن تيار ثالث وهو التيار اليساري العربي
المعاصر الذي يتبنى المنهج الجدلي لكنه يجد نفسه تائها في حلقة مفرغة حيال ذالك
لان الفكر اليساري العربي المعاصر لا يتبنى في تقديرنا المنهج الجدلي ل ( التطبيق )
بل يتبناه كمنهج مطبق ، وهكذا فالتراث العربي الإسلامي يجب أن يكون انعكاس للصراع
الطبقي من جهة ،وميدان للصراع بين المادية والمثالية من جهة أخرى ،ومن ثمة تصبحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) محمد عابد الجابري ، نفس المرجع السابق ، ص 14
القراءة اليسارية للتراث هي تعيين الأطراف وتحديد المواقع في هذا الصراع ( المضاعف )
وإذا استعصى على الفكر اليساري العربي القيام بهذه المهمة بالشكل المطلوب ، وهذا ما
حدث ألقى باللائمة على التاريخ العربي الغير مكتوب ،أو تذرع بصعوبة التحليل أمام هذا
التعقيد البالغ الذي تتصف به أحداث تاريخنا
وهكذا تنتهي هذه القراءة اليسارية العربية للتراث العربي الإسلامي إلى ( سلفية ماركسية )
أي إلى محاولة لتطبيق طريقة تطبيق ( السلف الماركسي ) للمنهج الجدلي وكان الهدف هو
البرهنة على صحة المنهج المطبق لا تطبيق المنهج
وذلك هو السر في قلة إنتاج هذه القراءة وضعف مرد وديتها
– إن الشيء الذي يمكن أن نستشفه من خلال عرضنا لهذه التيارات الفكرية هو النزعة
السلفية التي تطبع الفكر العربي المعاصر ككل ، والقراءات الثلاثة التي مرت بنا لا تختلف
جوهريا
عن بعضها البعض من الناحية الابستمولوجية ،لأنها مؤسسة فعلا على طريقة واحدة في
التفكير ، الطريقة التي سماها الباحثون العرب القدامى ( قياس الغائب على الشاهد ) وهكذا
سواء تعلق الأمر بالاتجاه الديني القومي أو الليبرالي أو اليساري من اتجاهات الفكر العربي
الحديث والمعاصر ، هناك دائما شاهد يقاس عليه الغائب ، والغائب هنا هو المستقبل كما
ينشده أو يتصوره كل من هذه الاتجاهات ، أما الشاهد فهو مجد حضارتنا كما يرى التيار
السلفي ، أن قياس الغائب على الشاهد ، طريقة علمية ما في ذالك شك ،لكن شريطة التقيد
بشروط صحتها .
المطلب الرابع :
التبسيط وشرح نظرة هذه التيارات
– قد يجد الكثير من الزملاء صعوبة في فهم هذه الأفكار ، كما تبدو في البداية غير أن الحقيقة غير ذلك ، وعليه ارتأينا أن نقوم بتفسير ما كتبناه بإيجاز . 1″- التيار الأول : تشبث بالتراث ، ويعتقد هذا التيار انه قادر على العيش في أيطار التقليد الضيق الموروث من السلف ، وذلك بغلق الأبواب في وجه أمواج الحضارة الغربية وثقافتها المندفعة في كل اتجاه .
2″- التيار الثاني : وهو التيار المتغرب يرى هذا التيار انه بالإمكان حل هذه الأزمة من خلال قبول الحضارة الغربية بجميع إبعادها ومتطلباتها ومستلزماتها ، بما في ذلك ثقافة الحداثة التي تختصرها في تحقيق السعادة و التقدم و التحرر ، وذلك طبعا على حساب التنكر للماضي وقطع الصلة مع كل ماهو قديم .
أي أن هذا التيار يرى أن التراث عقبة تحول دون هذا الاندماج الحضاري
← غير أن هذا التيار عجز عن أداء دور يذكر أمام الواقع الماثل في المجتمع .
3″- التيار الثالث : وهو التيار الإصلاحي وهم قلة قليلة الذين يضعون الأمور موضعها ويعرفون ميزة الحضارة الغربية ، التي تتلخص في التطور المعرفي والتكنولوجي ، وبالمقابل التخلف الروحي إلى جانب التخلف في ميدان العلوم الإنسانية ، ولهذا نجد هذا التيار يحرص على ضرورة اخذ ما يصلح وترك كل ما يتنافى مع التعاليم الدين الإسلامي السمحة …….(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) موقع الكتروني
الخاتمة
لعله يبدو جلي للجميع أن أفكار محمود عابد الجابري قد طغت على موضوع بحثنا ، لكن هذا ليس تقصيرا منا ، لان طبيعة الموضوع من جهة وقلة المراجع من جهة أخرى ، حالا دون التوسع في هذا الموضوع بطريقة اكبر
.
لكن على العموم نعتقد بل نجزم على أن الجميع قد اخذ فكرة ولو بسيطة عن هذا الموضوع الذي يعد من بين أهم المواضيع التي تشكل تحدي لجميع الدول الإسلامية على وجه الخصوص والدول النامية التي تعاني من هذا الانسلاخ الخطير عن ثقافاتها وعاداتها .
إن الجميع يدرك مدى خطورة هذا المد الثقافي الغربي ن الذي زاد من حدته تطور وسائل الاتصال بجميع أشكالها .
في الأخير يمكن القول انه من الصعب تهميش التراث أو الماضي الذي يعد الخزان الأساسي للحداثة والتطور ، لكنه لا يمكن تصور حداثة وتطور من دون قاعدة تراثية تكون بمثابة الركيزة أو الدعامة الأساسية للتطور .
قائمة المراجع
– محمد عابد الجابري ، نحن والتراث ، الطبعة السادسة ، دار النشر ، المركز الثقافي العربي
بيروت
– مبارك تركي ، مجلة العلوم الإنسانية ، مجلة دورية محكمة تعني بالعلوم الإنسانية ، العدد
لكن الخاتم صُنع لِعِلَّه، فقد أراد صلى الله عليه وسلم أن يكتب للملوك حوله يدعوهم الى الإسلام، إلى كسرى ملك الفرس، وقيصر ملك الروم، وإلى النجاشي ملك الحبشه، والي غيرهم، فقالوا يا رسول الله ان الملوك لا تقبل كتاباً غير مختوم، فأمر صلى الله عليه وسلم أن يصنع له خاتم من فضة، وأن يكون له فصاً من العقيق، وهذا العقيق كانوا يأتون به من الحبشة.
وأمر صلى الله عليه وسلم أن ينقش (يُكتب أو يحفر) على هذا الخاتم محمد (سطر)، ورسول (سطر)، ثم الله لفظ الجلاله سطر فتكون (محمد رسول الله) فعن أنس رضي الله عنه: {أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، وَكَانَ نَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} {1}
وورد أنه صلى الله عليه وسلم لبس الخاتم في يمينه وانه لبس الخاتم في يساره، فالأمر فيه سعة، فلا تضيقوا على أنفسكم واسع رحمة الله، فالتختم في اليسار ليس مكروهاً ولا خلاف الأولى، بل هو سنة لوروده في أحاديث صحيحة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: {أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ} {2}
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل الخاتم في يده، فاذا كتب الكتاب ختمه صلى الله عليه وسلم ويقول: {الخَاتم عَلَى الكِتَاب خَيرٌ مِنَ التُهْمِة} {3}
وظل هذا الخاتم في يده حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: {اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ وَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ فِي يَدِ عُثْمَانَ، حَتَّى وَقَعَ بَعْدُ فِي بِئْرِ أَرِيسَ نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} {4}
ففي ذات يوم كان عثمان رضي الله عنه يتوضأ من بئر يسمى بئر أريس، وأريس إسم لرجل يهودي وهو الذي حفر هذه البئر، فوقع الخاتم من يده، فأمر عثمان بنزح البئر، فأخذوا ينزحونه ثلاثة أيام ولم يجدوا له أي أثر، ثم حدثت الأحداث العظام، قال الباجوري: وفي وقوعه إشارة إلى أن أمر الخلافة كان منطوياً به، فقد تواصلت الفتن وتفرقت الكلمة وحصل الهرج، ولذلك قال بعضهم: كان في خاتمه صلى الله عليه وسلم ما في خاتم سليمان من الأسرار، لأن خاتم سليمان لما فُقد ذهب ملكه، وخاتمه صلى الله عليه وسلم لما فُقد من عثمان انتقض عليه الأمر وحصلت الفتن التى أفضت إلى قتله واتصلت إلى آخر الزمان.
فكان هذا الخاتم فيه سر إلهي، أمان للأمة، وطمأنينه للحُكَّام، وسلام لجميع آل الإسلام طالما أن الحاكم أوالخليفه يحمل خاتم الحبيب صلوات الله وسلامه عليه، وعندما ضاع الخاتم جاءت الفتن التي لا تعد ولا تحد، هذا كان شأن خاتم الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وكما ذكرنا فإن هذا الخاتم كان من الفضة، لأنه صلى الله عليه وسلم حرَّم لبس الذهب على الرجال من أمته، ولا يتعلل بعض شبابنا بأن بعض المفتين قد أفتى بأن دبلة الزواج لو كانت من الذهب فلا شيء في ذلك، وهذا نقول له: الدبلة كغيرها فلا يحل الذهب بالكليه لذكور هذه الأُمَّة كما أنبأ خير البريه صلى الله عليه وسلم، حتى ولو كان عيار الذهب منخفضاً فلا نلبسه، وذلك لحكمة بالغة فقهها أهل هذا الزمان
فقد ارتبطت ميزانية الأمم بالذهب، وأصبح هو المقياس لنهضة الأمم وعلوها الإقتصادي، فأراد الله أن يوفر لهذه الأمة رصيدها من الذهب فخصَّ النساء بالذهب وحرَّمه على الرجال، وهذا كان هدي الحبيب المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه
وعن أنس رضي الله عنه: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ} {5}
ولعل ذلك لوجود لفظ الجلالة (الله) على الخاتم.
وجاء رَجُل إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه ةسلم وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ شَبَهٍ – وهو نوع من النحاس كانت الأصنام تُتخذ منه – فَقَالَ لَهُ: {مَا لِي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ الأَصْنَامِ، فَطَرَحَهُ ثُمَّ جَاءَ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ، فَطَرَحَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَتَّخِذُهُ؟ قَالَ: اتَّخِذْهُ مِنْ وَرِقٍ – فضة – وَلَا تُتِمَّهُ مِثْقَالا} {6}
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…5&id=578&cat=4
منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}
اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً
[IMG][/IMG]
[/frame]
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
التأخر الدراسي
هذا موضوع نال اعجابي و هو يدخل في مجال علم الاجتماع التربوي و اردت ان انقله لكم حرفيا لعل الكثير منكم يحتاج اليه او الى معلومات حول هذا الموضوع بالضبط
التأخر الدراسي .. أسبابه و علاجه*تعريف التأخر الدراسي:
هو حالة تأخر أو تخلف أو نقص أو عدم اكتمال النمو التحصيلي نتيجة لعوامل عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية، بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي أو المتوسط.
وللأغراض التربوية يعرف التأخر الدراسي إجرائياً على أساس الدرجات التحريرية التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات في جميع المواد.
أنواع التأخر الدراسي:
والتأخر الدراسي نوعان:
1) تأخر دراسي عام ويرتبط بالغباء حيث تتراوح نسبة الذكاء بين 70-85.
2) تأخر دراسي خاص في مادة بعينها – كالحساب مثلاً – ويرتبط بنقص القدرة، حيث تعوز الطالب القدرة على استيعابها.
أعراضه:
أما أعراض التأخّر الدراسي فيمكن تلخيصها كالتالي:
1- الأعراض الجسمية: الإجهاد والتوتر والحركات العصبية.
2- الأعراض العقلية: نقص الذكاء وتشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز وضعف الذاكرة وهروب الأفكار وقلة الاهتمام بالدراسة والغياب المتكرر عن المدرسة.
3- الأعراض الانفعالية: القلق والخمول والبلادة والخجل والاستغراق في أحلام اليقظة وشرود الذهن.
4- الأعراض الاجتماعية: وأهمها الفشل.
أساليب التشخيص:
يمكن تشخيص التأخر الدراسي من خلال:
1- يقوم الاخصائي النفسي أو الاجتماعي والمدرس بتشخيص التأخر الدراسي بمعاونة الوالدين للإلمام بالموقف الكلي للشاب المتأخر دراسياً.
2- دراسة الذكاء والقدرات العقلية للشاب باستخدام بعض الاختبارات.
3- دراسة المستوى التحصيلي والاستعدادات والميول باستخدام الاختبارات المقننة.
4- دراسة اتجاهات الشاب نحو المدرسين والمواد المدرسية.
5- دراسة شخصية الشاب والعوامل المختلفة المؤثرة في ضعف الثقة في النفس والخمول وكراهية المادة الدراسية.
6- دراسة الصحة العامة للتلميذ وحواسه مثل السمع والبصر والأمراض مثل الأنيميا والأمراض الأخرى.
7- دراسة العوامل البيئية مثل تنقل التلميذ من مدرسة لأخرى، وكثرة الغياب والهروب، وعدم شعور التلميذ بقيمة الدراسة، وتنقلات المدرسين، والجو المدرسي العام، وعلاقة الشاب بوالديه، والجو الأسري العام.
أسباب التأخر الدراسي و علاجه:
ويكمن علاج التأخر الدراسي في معرفة الأسباب التي أدت إليه، فقد يكون ناتجاً عن ضعف السمع أو الإبصار لدى الطفل، وقد يكون ناتجاً من اعتلال الصحة والضعف العام. وقد يرجع إلى صعوبة المادة الدراسية وانخفاض مستوى ذكاء الطفل. وقد يرجع إلى سوء طرائق التدريس أو سوء العلاقة بين التلميذ والتوتر والصراع والحرمان. وقد يرجع إلى صعوبات منزلية وتعثر إيجاد مكان مريح وهادئ يستذكر التلميذ فيه دروسه. وقد تكلفه الأسرة بأعمال تشغله عن الواجبات الدراسية وعلى ذلك يكون العلاج موجهاً نحو أسباب الضعف لإزالتها.
ترجع مشكلة التأخر الدراسي في المراهقة إلى أسباب كثيرة يمكن حصرها إجمالاً في الأسباب الآتية:
1 ـ أسباب نفسية.
2 ـ أسباب اجتماعية.
3 ـ أسباب ذاتية, شخصية.
4 ـ أسباب مدرسية.
أولاً: الأسباب النفسية:
1 ـ ضعف الميل للمذاكرة: يشعر بعض المراهقين بفتور شديد في رغبته للمذاكرة، وكسل يقعده عن الاهتمام بمراجعة دروسه أولاً بأول، وعن التحضير السابق للدروس، ليتمكن من الاستيعاب الجيد أثناء الشرح والتوضيح، وتثبيت المعلومات وتوكيدها في الذهن.
وهذا الضعف يمكن أن يعالج بتقوية الدافع إلى التعلم، وتحديد أهداف المراهق في حياته المستقبلية ومدى تأثرها بالمستوى التعليمي الذي يرقى إليه، وأن يتبع المرشد في ذلك ـ أب أو مدرسة ـ أسلوب الترغيب لحفز اهتماماته نحو التعلم، وفي حالات الكسل والبلادة الحسية الشديدة يلجأ إلى الترهيب المناسب لتحريك همته، ويجب الاحتراس من المغالاة في المعالجة حتى لا تأتي بنتائج عكسية.
(ويلاحظ أن المشكلة تكون أكثر وضوحاً في نهاية المراهقة في كل من المدن والريف عن بدايتها، لأن المراهق يكون قلقاً لعدم ميله للاستذكار في نهاية مرحلة المراهقة لأن ذلك يتعلق بمستقبله ومصيره، كذا فإن الدراسة في نهاية المراهقة أحوج ما تكون إلى كثرة الاستذكار لتشعب العلوم وصعوبتها وعندما يقصر الطالب في ذلك يشعر بقلق وعدم اطمئنان).
2 ـ عدم تركيز الانتباه: إن عدم تركيز الانتباه عامل مشترك عند جميع الأفراد في جميع مراحل العمر وهو لهذا لا يعتبر مرضاً ولا عرضاً مرضياً إلا أن يصير عادة للفرد في كل أحواله، وفي هذه الحالة يحتاج إلى العرض على أخصائي نفساني يدرس حالته ويوجهه إلى طرق العلاج وأسباب الوقاية من عودة أعراضها، وعادة ما تكون هذه الحالة ناشئة عن المشكلة السابقة حيث يجد المراهق نفسه أمام كم هائل من المواد المتنوعة والموضوعات المختلفة التي تستوجب الدراسة المتأنية إعداداً واستعداداً للامتحانات، وأنى لمثل هذا المراهق بالدراسة المنظمة وقد أهمل في عملية الاستذكار في بداية السنة الدراسية، وبقدر ما يزداد قلقه بقدر ما يشتت انتباهه بين هذه المادة وتلك، يعجز عن الإجابة في كل منهما.
وقد أرجع خليل ميخائيل معوض هذه المشكلة إلى أسباب كثيرة منها:
1 ) أن الكتب المدرسية والمفاهيم الدراسية ترتبط إلى حد كبير بالامتحانات التقليدية.
2 ) أن التلميذ يرى أن المدرسة والعلوم التي يدرسها لا تعده الإعداد الصحيح للحياة، فهي لا تحقق له عملاً مناسباً في المستقبل.
3 ) قد يتجه التلميذ إلى دراسة لا تتفق مع ميوله واستعداده لأنه لم يجد مكاناً في هذا النوع من الدراسة، أو لأن أحد أصدقائه اتجه به إليها.
- 4 ) قد يكره التلميذ مادة معينة لارتباطها بكرهه لمدرس معين.
5 ) قد تكون طريقة التدريس نفسها من أسباب عدم ميل الطالب لاستذكار الدروس
الإحصاء التطبيقيمدخل عام للإحصاء
الإحصاء الوصفي.
– جمع المعلومات.
– تحليل المعلومات
الإحصاء التطبيقي.
هو علم اتخاذ القرارات حتى وإن كانت المعطيات قليلة، يعتمد على أشياء كثيرة أهمها ثلاث:
1. المجتمع الإحصائي: هو كل وحدة تتوفر فيها الخصائص المدروسة وهذه الخصائص لا يمكن عدها وبهذا نقول أن المجتمع يمكن أن يكون محدد أو غير محدد (لا نستطيع إحصائها)، (قبل الدراسة يجب تحددي العينة).
2. الاحتمالات: عبارة عن تصورات حدسية مستقبلية مبنية على قدرات الباحث في تقدير الأحداث وحسب اندماجه (الباحث) في المجتمع، وهي تصورات منفصلة مستقبلية لأحداث لا تمثل احتمالات علمية مطلقة نسبية، يلجأ الباحث إليها، وبذلك توجد احتمالات متنوعة.
مفهوم الفرضيات: هي عبارة عن حل مؤقت لحل مشكلة دراسية من خلال إيجاد العلاقة بين متغير مستقل وآخر تابع، ويمكن الوصول إليها من خلال الملاحظات السابقة.
استعمالات الفرضيات: تستعمل في واقع الأمر للتوصل إلى اختيار بديل مناسب من أجل اتخاذ القرار المناسب.
3. العينة: هي مجموعة متغيرة نسبية من المجتمع العام ويشترط فيها ما يلي:
– أن تعكس كل صفات وخصائص المجتمع.
– أن يعطي لكل فرد من أفراد المجتمع الانتماء إليها قصد القضاء على التحيز.
– أن تكون كبيرة نسبيا.
الاحتمالات.
هي علم المصادفة يدخل في كثير من التخصصات.
التحليل التوفيقي.
تمهيد: نحتاج في الدراسات الاجتماعية إلى العينات لأنه يصعب دراسة المجتمع بأكمله والعينة هي المجموعة الجزئية من المجتمع الإحصائي، قد يكون الترتيب مهم أو غير مهم في العينة وفيما يخص التحليل التوفيقي نستعمل عدة طرق في دراسة العينة.
1. الترتيب: يرمز له بالرمز (A)
إذا أخذنا عينة فيها عناصر نركز للعناصر بـ: (n) ونسحب العينة من (K) بشرط أن يكون K < n.
الترتيب بدون إرجاع: يعني سحب عنصر دون إرجاعه، ه>ا يعطي الفرصة للفرد للظهور مرة واحدة.
لنفرض مجتمع إحصائي (I) ستكون من عناصر حيث:
I={A,B,C,D}
تشكيل العينات الفردية من (I) يكون :
I={A},{B},{C},{D}.
تشكيل العينات الثنائية من (I) يكون:
I={A{B,C,D},B{A,C,D},c{A,B,D},D{A,B,C}}
مثال: يتأهب (05) عدائين للسباق عند نهاية السباق:
– يفوز الأول بميدالية ذهبية.
– يفوز الثاني بميدالية فضية.
– يفوز الثالث بميدالية برونزية.
فكم قائمة يمكن أن نجهزها للفائزين؟
يتم اختيار المرتبة الأولى هي 5.
يتم اختيار المرتبة الثانية هي 4.
يتم اختيار المرتبة الثالثة هي 3.
وبالتالي عدد الطرق الكلية الممكنة هي جداء هذه الطرق:
3=60.×4×A=5
A=n(n-1).(n-2)……(n-k)
A=n(n-1).(n-2)……(n-k)
A!=n(n-1).(n-2)……(n-k)
ـــــــــــــ A=
(n-k)
بحيث أن: K= عدد مفردات العينة.
n= عدد أفراد المجتمع.
n!
ــــــAKn =
(n-k)!
الترتيب مع الإرجاع: إن السحب مع الإرجاع يسمح لنا بانتقاء المفردات أكثر من مرة ويرمز لها بالرمز (AR).
مثال: ما هي القدرة النظرية للشبكة الهاتفية الجزائرية، إذا كان رقم المناداة مكونا من ستة أرقام.
n=10، k=6.
AR610=106
2. التبادل: تعني الترتيب دون تكرار العنصر لـ: n المفردة وبالتالي يمكن إستعمال الصيغة الرياضية التالية:
n!
= n!=pn ــــــAnn =
(n-n)!
التبادل دون تكرار:
مثال: بكم طريقة مختلفة يمكن أن يجلس 5 أشخاص داخل السيارة.
ملاحظة: مع العلم أم كل واحد منهم يمكن أن يكون سائقا.
عدد الطرق هو 120 طريقة
120=1×2×3×4×Pn=p5!=5
التبادل مع التكرار:
مثال: ما هو عدد التبادل المختلفة التي يمكن تكوينها من جميع أحرف كلمة RECHEUCHE، لدينا 9 أحرف.
PR=n1,n2,n3……..
PR=n1,n2,n3……..
إذا لدينا R=2، H=2، E=3، C=2. ومنه:
9!
ـــــــ=
2!.2!.3!.2!
التباديل الدائرية:
إن تبادل مفردات عينة في وضعية دائرية فإن عدد الطرق مختلفة: Pn=(n-1)
مثال: بكم طريقة يمكن لـ 5 إخوة أن يجلسوا حول طاولة مستديرة لتانول وجبة الغذاء.
بما أن شكل الطاولة هندسية فإنه يمكن لأخ واحد أن يختار في أي مكان يجلس والأربعة يختارون طرق عدة.
pn=(5-1)!4.3.2.1=24
3. التوافق:
التوافق بدون إرجاع: هي الطريقة لتنظيم مفردات المجتمع الإحصائي دون أخذه بعين الاعتبار.
n!
ـــــCkn=
K!(n-k)!
التوافق مع الإرجاع:
إن عدد مفردات k من K مع إمكانية تكرار العنصر نفسه من n عنصر مختلف.
(n+k-1)!
ــــــCk(n+k-1)=
K!(n-k)!
مثال: ما هو عدد العينات المكونة من 3 طلاب التي يمكن سحبها مع الإعادة من مجموعة من الطلاب تحوي 6 طلبة.
8!
ــــــC3(6+3-1)=
15!
نموذج عن حالة تحصى ترتيب بعض المفردات ولا تحصى البعض الآخر:
مثال: لجنة مكونة من 20 طالب تختار مكتب لها مكونا من 5 أعضاء :
رئيس، نائب رئيس، 3 أمناء، (الترتيب مهم).
20!
رئيس ونائب رئيس ـــــA220=
(20-2)!
18
3أمناء ـــــC318=
(18-3)!
5أعضاء كلهم A220 . C318
نظرية الاحتمالات.
تمهيد: إن القسم الرياضي الذي يهتم بدراسات الظواهر العرضية، الفكرة الأساسية التي تقوم عليها نظرية الاحتمالات.
تعار يف ومفاهيم أساسية في نظرية الاحتمالات:
1. الاختبار: تعد التجربة من أهم مفاهيم نظرية الاحتمالات وهي تقوم على أساس التأكد أو التحقق من بعض الظروف الظاهرة ما قد تكون من صنع الإنسان أو بالمصادفة مثل: (تسجيل كمية الأمطار في منطقة ما)، وتتعلق بجملة من الشروط.
2. التجربة النظامية: هي كل تجربة يمكن أن نتوقع بنائها على أساس قواعد علمية معروفة فانطلاقا من جملة من الشروط.
3. التجربة العشوائية (الاحتمالية): هي التي لا يمكن أن نتوقع نتيجتها، هي تكرار نسبي لمنطقة ما لعدد من المرات وهذا العدد هو (K) مقسمة على عدد مرات التجربة.
k
ــA= حيث k ≤ 1 أصغر أو تساوي.
n
فراغ إمكانات التجربة: تسمى مجموعة من النتائج E في تجربة ما إمكانات التجربة بالرمز Ω
مثال: فراغ إمكانات زهرة النرد =1,2,3,4,5,6Ω
الحوادث وأنواعها.
الحادث:
في أي تجربة إحصائية يمكن أن نركز على نتيجة محددة من النتائج الممكنة فهذه مجموعة حدث ونرمز لها بالرمز ُُE.
أنواعه:
1. الحادث البسيط: هو الحادث الذي لا نستطيع أن نجزئه.
2. الحادث المركب: هو الحادث الذي نستطيع أن نجزئه إلى حوادث بسيطة.
3. الحادث الأكيد: احتمال وقوعه الأكيد ( بعد النهار يأتي الظلام).
4. الحادث المستحيل: استحالة حدوثه ( تصبح الجزائر غدا إمبراطورية).
5.الحادث المتمم (المعاكس):
إذا أخذنا مجموعة الحوادث من الأرقام الفردية (1،3،5) ونرمز له بـ: (A) ومجموعة الأعداد الزوجية (2،4،6) ونرمز له بالرمز (À إتحادهما يساوي مجموعة خالية:
{ }=À AΠ
6. الحوادث المتنافية والغير متنافية:
هي تلك الحوادث التي لا يمكن وقوعها في آن واحد.
7. الحوادث الملائمة والممكنة:
عند قيامنا بتجربة ما بلا شك فإننا نريد حدوث حادث ما ويسمى هذا الحادث (الملائم) ولكن قد لا يحدث ما نريد الوصول إليه وهو الحادث المتمم لما نريده تسمى بالحوادث الممكنة.
معنى الاحتمال.
يقاس الاحتمال بنهاية صغرى وهي الصفر وهي تعكس حالة الحادث الذي هو مستحيل،
كما تعكس النهاية الكبرى وهي واحد وهي تعكس الحقيقة المطلقة إذا تقاس الاحتمالات في المجال [0،1].
المدخل التقليدي لتعريف الاحتمال.
نتائج الاحتمالات في المدخل التقليدي يمكن أن نعرفها دون اختبارها، وهو يعتمد على التجارب المتجانسة واللامتناهية إذا رمزنا للحادث الملائم A ولاحتمال تحقق هذا الحادث P(A) وكان عدد الحالات التي يقع فيها الحادث A الملائم هو r وكانت n هي عدد الحالات الممكنة إذا فإن احتمال تحقق الحادث هو:
r
ــ= P(A) حيث r ≤ n 1 ≤
N
مثال1: ما احتمال ظهور عدد فردي عند إلقاء زهرة النرد مرة واحدة.
– نستخرج عدد الحالات الممكنة: |Ω|=6
– عدد الحالات الملائمة: ّ|A|=3
ومنه:
1 3
ـ=ـ PA=
2 6
مثال2: علبة تحوي عشرة أفلام منها 7 جيدة الصنع ، ما احتمال حصولنا على 4 أفلام جيدة إذا قمنا بسحب 6 أفلام.
– نستخرج عدد الحالات الممكنة:
10!
=210 ـــــC610=
6!(10-6)!
عدد الحالات الملائمة: C47 . C23=105
ومنه:
1 105
ـ=ـــ PA=
2 210
خواص الاحتمال التقليدي.
1- احتمال قيمة عددية موجبة دائما P(A) ≥ 0 مهما كان الحادث (A).
2- عندما يكون الحادث (A) أكيدا فإن احتمال تحققه يساوي الواحد وفق الصيغة التالية:
|A|
ـــــP(A)=
|Ω|
3- عندما يكون الحادث (A) مستحيلا فإن احتمال تحققه هو الصفر وذلك وفق الصيغة التالية:
0
=0ــ P(Ø=
|Ω|
4- من 1 و 2 نستنتج أن 0 ≤ P(A) ≤ 1
5- إن الحادث المتمم لـ: (A) هو (À ويرمز لاحتمال تحققه بـ P(À وبما أن AUÀ=Ω تشكل هذه العلاقة حادثا أكيدا والحادثان متنافيان إذا:
P(A)+P(À=P(AUÀ=(Ω)=1
ومنه نستخلص: P(À=1-P(A)
ملاحظة: ما يعاب على هذا المدخل أنه يصعب اعتماده عندما يكون عدد الحالات الممكنة منتهيا، (أي أن في المدخل التقليدي عدد الحالات الممكنة مستمر).
المدخل الإحصائي في تعريف الاحتمال.
كثيرا من الظواهر لا يمكن معرفة احتمال تحقيقها مسبقا لذا لبد من إجراء المحاولات وتسجيل المشاهدات على التجربة موضوع الدراسة، ومن ثمة استنتاج الاحتمال وعلى هذا الأساس يعرف الاحتمال على أنه التكرار النسبي لوقوع حادث معين ونكتبه بالصيغة التالية:
عدد مرات تحقق الحادث
التردد النسبي للحادث A=ـــــــــــــــ
عدد التجارب
r
ــــF(A)= حيث 0 ≤ F(A) ≤ 1
n
مثال: تم إلقاء زهرة النرد 1000 مرة وإحصاء المرات التي يظهر فيها وجه معين وكان 200 مرة.
200
ــــF(A)=
1000
ملاحظة: إن المدخل الإحصائي للاحتمال هو مدخل وصفي كثر أكثر منه رياضي، وذلك للدور الذي تلعب جملة من العوامل العشوائية، وفيه نحصل على نتائج مقبولة.
القوانين الأساسية في حساب الاحتمالات.
جمع الاحتمالات:
مثال: صندوق يحوي 5 كرات 2 بيضاء و1 سوداء و2 حمراوين.
سحب واحدة، ما احتمال الحصول على كرة بيضاء أو سوداء.
احتمال الحصول على كرة بيضاء:
2
=0.4ــP(B)=
5
احتمال الحصول على كرة سوداء:
1
=0.2ــP(N)=
5
احتمال الحصول على أحدهما هو:
P(B)U(N)=P(B)+P(N)
=0.4+0.2=0.6
خلاصة: احتمال تحقق جمع الحوادث المتنافية يساوي مجموع احتمالات تلك الحوادث.
الحوادث غير المتناهية.
إذا كان A و B حدثين غير متناهيان فإن احتمال وقوع أحدهما هو عبارة عن حاصل جمع احتمال وقوع كل منهما مع إبعاد احتمال وقعهما معا:
P(AUB)=P(A)+P(B)-P(AΠB)
وتعرف هذه الصيغة بالقانون العام للجمع.
مثال: يقوم شخص بإلقاء قطعة النرد، المطلوب ما احتمال الحصول على رقم فردي أو يقبل القسمة على ثلاث.
ليكن A عدد الحالات التي تمثل العدد الفردي: A={1.3.5}
ليكن B عدد الحالات التي تمثل العدد يقبل القسمة على 3: B{3.6}
3
ــP(A)=
6
2
ــP(B)=
6
1
ــP(AΠB)=
6
P(AUB)=P(A)+P(B)-P(AΠB)
=3/6-2/6=1/6
=3/6+2/6-1/6=4/6=0.6
ضرب الاحتمالات.
ليكن لدينا حدثان مستقلان عن بعضهما البعض.
– ما احتمال وقوعهما معا في آن واحد.
هو حاصل ضرب احتمال حدوث الأول في احتمال حدوث الثاني.
وتسمى أيضا بقاعدة الاحتمالات المركبة (ح) مستقل.
مثال: صندوق يحوي 10 كرات بيضاء و20 سوداء نسحب كرة منه بيضاء وبدون تكرار. ونسحب مرة أخرى كرة ثانية.
أحسب احتمال أن تكون كل من الكرتين بيضاء.
P(AΠB)=P(A).P(B)
=10/30.9/29
الاحتمال الشرطي.
نستخدم نظرية الاحتمال الرمز P(A/B) ويقرأ بتحقيق الحادث A شرط تحقق الحادث B مسبقا ومنه نكتب:
إذا كان A وB حدثين مستقلين فإن:
P(A/B)=P(A) أو P(B/A)=P(B)
أما إذا كان الحادثين غير مستقلين
P'(A/B)≠P(A)’ أو P(B/A)≠P(b)
الحوادث الغير مستقلة.
إذا كان لدينا الحدثان A وB وكان وقوع الحادث B مشروط بوقوع الحادث A فإن احتمال وقوعها معا هو:
جداء احتمال وقوع الأول باحتمال وقوع الثاني بعد حدوث الأول.
ويعبر عن ذلك وفق التالي:
P(AΠB)=P(A).P(B/A)
أو
P(AΠB)=P(B).P(A/B)
إذا كان P(B)≠0 فإن الاحتمال الشرطي لوقوع الحادث A بعد وقوع الحادث B.
يعطي بالعلاقة التالية:
P(AΠB)
ــــP(A/B)=
P(B)
خواص الاحتمال الشرطي.
• P(Ω/A)=1
إثبات:
P(ΩΠA)
ــــP(Ω/A)=
P(A)
P(A)
=1ــــ=
P(A)
• إذا كان B وA حدثان متنافيان فإن: AΠB=Ø
إثبات:
P(AUB/C)=P(A/C)+P(B/C)
الاحتمال الكلي.
في حالات كثيرة قد يكون وقوع حادث ما مرتبط بالتجربة E ولا يتحقق بتحقق الحوادث المتنافية:
B1.B2.B3……….Bn
والتي تشكل تجزئة للمجموعة الكلية.
المتغيرات العشوائية.
كثيرا ما نتعامل مع ظواهر مختلفة تماما مثل سقوط الأمطار على شرق البلاد مع احتمال سقوط الثلوج …. الخ.
المتغير العشوائي.
إن المتغير العشوائي X هو مجموعة مقادير أو قيم لنتائج تجربة عشوائية يكون تحققها مقرون باحتمالات معينة.
إن X كمتغير عشوائي يأخذ قيمة ممكنة X1.X2.X3………Xn
وكل قيمة ممكنة تقابلها قيمة احتمالية من P1.P2.P3………Pn
نظرية العينات.
في دراسة موضوع ما يقوم الباحث بأحد الطريقتين:
1. طريقة الحصر الشامل، ويعني القيام بالدراسة على المجتمع الإحصائي ككل.
2. أو يأخذ عينة من مجتمع الدراسة.
اختيار أحد الخيارين يكون حسب الهدف من الدراسة.
تعريف العينة.
هي أخذ جزء من المجتمع يمثل الكل، من أجل دراسته.
هي طريقة اختبار العينة تسمى بطريقة المعاينة وهذه الطريقة لا تكون عشوائية فالمعاينة هي علم وفن تساعد الباحث على وضع معلوماته بمستوى الدقة المطلوبة.
مميزات العينة.
– تختصر لنا الوقت أو توفر الوقت والتكاليف والجهد.
– يمكن الحصول على إجابات دقيقة وكاملة.
– إمكانية الاستبدال المفردات إذا امتنعت عن الإجابة، بنفس الطرق التي اخترنا بها العينة السابقة.
استنتاج.
يطلق على المجموعة التي بصدد دراستها بجمهور البحث وهذا المصطلح هو تعبير إحصائي وليس مرادف لكلمة الناس فقد يكون جمهور البحث مجموعة من الطلاب … الخ.
أهمية العينة في العلوم الاجتماعية.
نظرا لصعوبة اختيار الباحث للحصر الشامل فهو يلجئ للعينة، فهي تعطي الدقة اللازمة والمصداقية المطلوبة أكثر من أسلوب الحصر الشامل.
أسلوب المعاينة.
تقدير حجم العينة: لا يوجد اتفاق علمي حول حجم العينة حيث توجد اتجاهين:
1. هذا الأسلوب يعطي تقديرات بـ 10% إلى 15% .
2. هذا الاتجاه يعتمد على نظرية الاحتمالات وهي تلزمنا بمعرفة كل معطيات مجتمع البحث.
سحب العينة من المجتمع الأصلي:
1. في حالة مجتمع صغير: في هذه الحالة فإن الإشكال يتمثل في مدى توافر عدد كافي للقيام بالبحث.
2. في حالة مجتمع كبير: في هذه الحالة لبد للباحث اختيار العينة وذلك بأحد الأسلوبين:
أ- الاختيار الغير عشوائي: حيث يتم اختيار العينة التي يرى الباحث أنها تمثل المجتمع بنسبة لصفة أو خاصية ما.
ب- الاختيار العشوائي: يوجد طريقتين للاختيار العشوائي:
a) طريقة القرعة.
b) طريقة الجداول العشوائية.
أنواع العينات:.
تنقسم العينات إلى نوعين احتمالية أو غير احتمالية:
العينات الاحتمالية:
1. العينات العشوائية البسيطة: يستخدم فيها جميع مفردات المجتمع الإحصائي متجانسة، ويكون الهدف من البحث هو تحديد خصائص المجتمع، وتعطى نفس الفرصة لجميع مفردات المجتمع للظهور.
2. العينة العشوائية المنتظمة: هي في الواقع عينة بسيطة ولكن تتطلب تنظيم المفردات أو ترتيبها وعند ذلك تنتفي العشوائية.
مثال: ليدنا مجتمع يتكون من 6000 مفردة والعينة المطلوبة 200 مفردة والخطوات وفق العينة العشوائية تكون كالتالي:
عدد مفردات المجتمع الأصلي
مقدار التمثيل = ــــــــــــــــ
عدد مفردات العينة
ومنه: مقدار التمثيل= 600/300=30.
لنفترض أننا قمنا باختيار الرقم 22 كرقم عشوائي ومنه نجد
22.52.82.112. إلى أن نصل إلى 5992.
كيفية إيجاد أي مفردة من مفردات العينة:
رقم المفردة بالعينة = الرقم العشوائي المختار + ترتيب المفردة -1 على مقدار التمثيل.
يمتاز هذا النوع من العينات بالسهولة والسرعة في التطبيق.
3. العينة العشوائية الطبقية: تستخدم في دراسة المجتمعات التي تتميز بتباين نوعيات مفردتها، وقبل الاختيار يتم تقسيم المجتمع إلى طبقات ولكل طبقة خصائص معينة، ويتم التعامل مع كل طبقة وكأنه مجتمع مستقل ثم نأخذ عينة عشوائية من الطبقة.
طريقة اختيار العينة الطبقية:
– يقسم المجتمع الأصلي إلى مجموعات متجانسة إلى طبقات.
– تحديد نسبة مفردات كل طبقة في المجتمع الإحصائي النسبة تأخذ كتالي:
حجم الطبقة
نسبة مفردات كل طبقة= ــــــــــــــــ
حجم المجتمع الأصلي
ومن أجل تحديد مفردات العينات المطلوبة من كل طبقة نستخدم ثلاث طرق:
أ- طريقة التوزيع المتساوي: حيث يوزع (حجم العينة الكلي) على مختلف الطبقات بالتساوي دون النظر إلى حجم الطبقات ويحسب وفق التالي:
الحجم الكلي للعينة
حجم كل عينة = ــــــــــــــــ
عدد الطبقات
ب- طريقة التوزيع المتناسب: حيث يوزع حجم العينة الكلي، بحيث يتناسب مع حجم العينة الذي يخصص لكل طبقة معينة، وتحسب وفق الصيغة التالية:
الحجم الكلي للعينة×حجم الطبقة
حجم العينة من طبقة معينة = ــــــــــــــــ
حجم المجتمع الأصلي
ج- الطريقة الثالثة يشترط في استخدامها معرفة قيمة الانحراف المعياري لكل طبقة وتحسب وفق التالي:
الحجم الكلي×حاصل ضرب الطبقة في انحرافها المعياري
حجم العينة للطبقة المعينة = ــــــــــــــــ
حاصل جمع الطبقات في انحرافاتها المعيارية
4. العينة المتعددة المراحل: يتم اختيارها لما تكون مفردات من جمهور البحث موزعة على مناطق جغرافيا واسعة فاختيار العينة يكون على مراحل وذلك بأخذ عينة عشوائية بسيطة من الجهات الأخرى، ثم عينات أخرى من كل جهة نتيجة من المعاينة السابقة. وهكذا إلى أن يصل الباحث إلى اختيار عينة في المفردات الفعلية التي تدخل في تشكيل العينة.
5. العينة العشوائية الطبقية المتعددة المراحل: وهي الجمع بين العينة العشوائية الطبقية والعينة العشوائية المتعددة المراحل.
مثال: موضوع التسرب المدرسي بالجزائر فإنه يمكن استخدام العينة العشوائية المتعددة المراحل إذا كانت الهيئة المشرفة على البحث تملك الجهد من باحثين وأموال كافية وإذا اعتبارنا أن المدرسة الجزائرية تشمل كل المستويات وأن خطورة التسرب تختلف بين المؤسسات الثلاث فإن العينة الأكثر مناسبة هي العينة العشوائية الطبقية المتعددة المراحل.
العينات الغير احتمالية:
إن احتمال اختيار عنصر من مجتمع البحث غير معروف ومن المستحيل معرفة إن كان لكل عنصر منذ البداية حظ يساوي أولا لأن ينتقى ضمن العينة ومن أهم العينات الغير احتمالية نذكر:
1. العينة العرضية (عينة الصدفة): لو أردنا معرفة وجهة نظر عمال مصنع ما حول موضوع معين مثلا سنلتقي بأولئك المترددين على مقهى أثناء وقت الغذاء أو نرصدهم عند خروجهم من المصنع دون أن نتسأل عن غياب ألئك الذين لا يتناولون غذائهم، ولا عن اللذين يتأخرون في الخروج ساعة وجودنا في الرصد، في هذا النوع من المعاينة لا توجد هناك أي وسيلة لتقيم الأخطاء.
2. العينة الحصصية: يستخدم هذا النوع عندما يتطلب من الباحث القيام بإجراء عدد معين من المقالات لأشخاص لهم صفات محددة في مكان معلوم أو بإجراء عدد معين من الزيارات الميدانية لجمع معلومات عن ظاهرة معينة داخل منطقة محددة حيث يقوم الباحث بتقسيم المجتمع إلى طبقات أو فئات ثم يعمل على تمثيل كل فئة من العينة بنسبة وجودها في المجتمع الأصلي.
مثال: عند دراسة مجتمع بحث يمثل سكان مدينة تلمسان مثلا ولا نعرف عنه سوى بعض الخصائص العامة التالية: 9% عمال منتجين،5% إداريين، 25% فلاحين، 20% مهن حرة، 5% أرباب عمل 30% تجار 15% بطالين.
فنختار 10% مثلا عن كل فئة عن طريق الصدفة.
3. العينة العرضية: وتسمى أيضا بالعينة المقصودة وتكون باختيار الباحث لمجموعة من المفردات قصديا لاعتقاده بأنها تساعده على تحقيق الغرض من البحث أحسن من غيرها.
مثال: اختيار مجموعة من المجاهدين الذين عاشوا الثورة لدراسة موضوع يتعلق في هذه الأخيرة.
4. عينة كرة الثلج: وتكون لما يتعذر على الباحث معرفة جمهور البحث، بحيث يكون عدد مفردات هذا الجمهور قليل، وصعب الوصول إليها، فيبحث عن فرد أو اثنين، ثم بواسطة هذين الفردين يستطيع معرفة آخرين لتجانسهم في الصفة المراد دراستها، وبواسطة الأفراد الجدد يمكن جمع الآخرين وهكذا.
مثال: إذا أردنا دراسة استهلاك المخدرات لدى الأحداث أو دراسة الأصول الاجتماعية لمدمنين المخدرات أو متسولي الأحداث.
ملاحظة: إن الذي يحدد أسلوب اختيار عينة البحث هو الهدف من البحث والإمكانيات للباحث أو الهيئة المشرفة للبحث.
التوزيعات الاحتمالية المتصلة (المستمرة).
التوزيع المعتدل (الطبيعي):
تمهيد: يعتبر من أهم التوزيعات المستخدمة في الدراسات الإحصائية (غواس ولابلاس) هما اللذان يرجع لهما الفضل في إعطاء أهمية لهذا التوزيع.
أشتق اسم التوزيع الطبيعي في أن كثيرا من التوزيعات تأخذ قريبا منه فلقد لحظ الاجتماعيون منذ القرن الثامن عشر أن أخطاء المشاهدات ونعني بها التوزيعات وبين القيم الحقيقية وبين القيم المشاهدة وبصفة خاصة فإن المشاهدات الفلكية تتبع في توزيعاتها هذا التوزيع ولذا ركزت الدراسات والبحوث على البيانات التي تتبع في توزيعها التوزيع المعتدل و استخلاص النتائج منها وتكون أهمية في استخدامه في حالات خاصة بدلا من توزيعات المتغيرات الأخرى مثل توزيع F أو (K2,X2) نفس المعنى.
منحنى التوزيع المعتدل:
يتم التعامل مع التكرارات النسبية وهذا المنحنى فيه ثلاث انحرافات معيارية … له قيمة واحدة ويمتد طرفه إلى مالا نهاية ويقصد بها أن طرفي المنحنى يتقاربان من القاعدة (م،س’) الذي يشمل قيم المتغير العشوائي ‘X مهما صغرت.
ويمكن حساب القيم على المنحنى المعتدل أو التكرار النسبي (Y) الذي يقابل هذه القيم على المحور العمودي من معادلة المنحنى المعتدل وصيغتها بالشكل التالي:
1 X-U
(ـــــ)’e ×ـــــــY=
ঢ. 2ঢ2
حيث:
Y: يمثل التكرار النسبي على المحور العمودي مقابل قيم X
U: المتوسط الحسابي للمجتمع .
‘e: قاعدة اللوغاريتم النبري ويساوي ‘e=2.71828
ملاحظة: كلما زادت قيمة الانحرافات المعيارية كلما أصبح المنحنى أكثر تفرطح والعكس صحيح.
خواص المنحنى المعتدل الطبيعي:
1. المنحنى متماثل حول الوسط الحسابي وبالتالي يمكن تقسيمه إلى قسمين متساويين.
2. إن طرفي المنحنى متناقصان كلما ابتعدنا عن المتوسط الحسابي ولكنهما لا يلتقيان بالمحور النسبي أبدا فإن المساحة الموجودة بعد ثلاث انحرافات معيارية عن الوسط الحسابي ليست لها أهمية والمعادلة بهذا الشكل تمثل عدد لا نهائي من المنحنيات المعتدلة التي تختلف من مجتمع إلى الأخر تبعا للاختلاف في معالم المجتمع.
3. إذا كانت لدينا مجموعات عددية من البيانات ذات متوسطات حسابية مختلفة وانحرافات معيارية متماثلة أو متساوية. والعكس إذا تساوت قيمة المتوسط الحسابي لعدت مجموعات من البيانات واختلفت قيم انحرافاتها المعيارية ينتج عدت أشكال مختلفة لها نفس المتوسط الحسابي.
68.27% من البيانات تقع بين المتوسط الحسابي والانحراف المعياري الأول ‘X±ঢ1 و95.45% من البيانات تقع بين المتوسط الحسابي والانحراف المعياري الثاني ‘X±ঢ2 و99.73% من البيانات تقع بين المتوسط الحسابي والانحراف المعياري الثالث ‘X±ঢ3
مثال: حوض زراعي يتكون من 10 قطع زرعت قمحا ووجد أن كمية الإنتاج لعدد من القطع يزيد عن متوسط إنتاج الحوض بأكثر من ثلاث انحرافات فمعنى ذلك أن هناك خطأ في حساب البيانات يجب مراجعتها للتأكد من صحتها لأنه من المفترض أقل أو أكثر إنتاج لا تقل أو يزيد عن المتوسط بما يساوي ثلاث انحرافات معيارية فرضا أن متوسط إنتاج القطعة هو 5 طن وأن الانحراف المعياري هو 0.5 طن معنى ذلك أن إنتاج قطعة يجب أن لا يزيد عن (5-3×0.5)=1
المنحنى المعتدل المعياري:
المتوسط الحسابي يساوي صفر وانحراف معياري يساوي 1 لذلك يجب تحويل أي متغير غير عشوائي إلى متغير عشوائي معياري
sx-‘X
في القيمة ــــــــZ=
S
X-U
في حالة المجتمع ــــــــZ=
ঢ
بما أن المساحة الاحتمالية الواقعة تحت المنحنى تساوي 1 فإن احتمالات انحصار الحادث بين A وB يساوي المساحة المنحصرة تحت ه>ا المنحنى ونرمز له بما يأتي: A ≤ Z ≤ B
ومساحة المنحنى مقسمة إلى احتمالات قد وضعت لها جداول معينة نجدها في كتب الإحصاء.
استخدام التوزيع الطبيعي المعياري:
1. يمكن استعمال التوزيع الطبيعي المعياري ومختلف المساحة الموجودة تحت المنحنى لتعرف على القيمة الأصلية في التوزيع المعتدل.
2. يمكن استخدام جدول Z للتعرف على الرتبة المئوية المحددة لمكانة شخص في توزيع أو لنتيجة ما.
3. كذلك نستخدم الدرجة المعيارية لمقارنة أداء شخص في مجموعة من الاختبارات تتميز بمتوسطات حسابية وانحرافية معيارية مختلفة لمعرفة الاختبار الذي كان فيه الشخص أكثر تفوقا لبد مقارنة أدائه على مستوى القيم المعيارية.
مثال: تقدم طالب للامتحان المنهجية وحصل على علامة 70% في حين كان الوسط الحسابي لعلامات الامتحان 65% كما تقدم نفس الطالب للامتحان لمادة الإحصاء وتحصل على 85 % والوسط الحسابي لمادة الإحصاء 88% كما أ، الانحراف المعياري للمنهجية 5 والامتحان الإحصاء 4.
في أي الامتحانات مستوى الطالب هو أفضل؟
لدينا:
70-65 sx-‘X
منهجية : 1= ـــــــ=ــــــــZ=
S 5
85-88 sx-‘X
إحصاء : -0.75= ـــــــ=ــــــــZ=
S 4
الاحتمال والتوزيع المعتدل:
التوزيع المعياري هو أي توزيع متوسطه الحسابي صفر وانحرافه المعياري 1 وإذا كان التوزيع الطبيعي متوسطه أي قيمة غير الصفر وانحرافه المعياري أي قيمة غير الواحد فإننا نستطيع تحويل التوزيع طبيعي إلى توزيع طبيعي معياري.
والمساحة الموجودة تحت المنحى الطبيعي هي عبارة احتمال فإذا أردنا معرفة احتمال أي متغير فإننا نستطيع حساب الاحتمال بواسطة معادلة المنحنى لكن ذلك يعتريه صعوبات، وفي سبيل التغلب على هذه الصعوبات نستعين بجدول المنحنى الطبيعي للساحة التي تقع بين الوسط الحسابي وأي قيمة معينة أخرى أو المساحة التي تقع بين قيمتين من قيم التوزيع أو التي قد تكون أقل أو أكبر من القيمة المحددة.
نماذج بعض الحالات:
1. إذا كانت النقطيتين على جهة واحدة من المتوسط الحسابي كلاهما موجب أو سالب الإشارة فالمساحة بينهما تعادل الفرق بين مساحتين.
2. إذا كانت النقطتين على جهتين مختلفتين من المتوسط الحسابي أي إحداهما والثانية سالبة فالسماحة تكون الجمع.
مثال: ما هو الاحتمال أو المساحة المحصورة بين -0.5 درجة معيارية و 0.7 درجة معيارية.
بالنظر إلى الجدول نجد أن المساحة 0.5 تماثل -0.5 وبذلك نجد 0.5 قيمتها 0.1915 و 0.7 قيمتها 0.2580 ومنه 0.2580+0.1917=0.4495
نسبة الحالات تحت المنحنى ألاعتدالي (المعياري الطبيعي):
لإيجاد نسبة الحالات التي تقع تحت المنحنى ألاعتدالي نتبع الخطوات التالية:
1. تحويل الدرجة الخام إلى درجة معيارية
الدرجة الخام – المتوسط
Z=ـــــــــــــــ
الانحراف المعياري
sx-‘X
ــــــــZ=
S
S هو الانحراف المعياري
2. إيجاد المساحة تحت المحنى من الجدول Z.
3. ضرب الناتج في 100 لنخرج نسبة الحالات.
مثال: إذا كان متوسط درجة الطلاب في مادة علم الاجتماع العام هي 80 درجة بانحراف معياري 10 إذا فرضنا أن درجات الطلاب موزعة توزيع اعتدالي.
ما نسبة الطلاب اللذين تتراوح علاماتهم بين 80 و90 درجة.
80-90
01=ـــــــ=Z
10
المساحة المقابلة لـ Z1 هي 0.3413
ضرب نسبتهم في 100 أي 100×0.3413=34.13%
احتمال الحصول على قيمة تقع بين قيمتين معلوما تين:
لإيجاد هذا الاحتمال نتبع الخطوات التالية:
1. تحويل القيمة الصغرى والكبرى إلى قيم معيارية.
2. تطبيق الدالة الاحتمالية للتوزيع وصورته.
(VP ≤ sx ≤ VG) ƒ
3. إيجاد القيمة المقابلة للقيمة المعيارية من الجدول Z إذا كانت القيمة المعيارية سالبة فإن القيمة المقابلة تطرح من الواحد الصحيح.
4. تقدير العدد الإجمالي بطرح الدرجة المقابلة الصغرى من الدرجة المقابلة الكبرى.
5. تقدير النسبة المئوية للعدد المحتمل بين القيمتين بضرب ناتج الطرح في 100.
مثال: إذا كانت نتيجة الامتحان لـ 500 طالب في مادة الإحصاء تتبع منحنى اعتدالي وسطه الحسابي 70 بانحراف معياري 8.
جد عدد الطلاب المحتمل حصولهم درجة تتراوح بين 62 و82.
لدينا:
70-62
=-1ـــــــ Z62=
8
70-82
=1.5ـــــــ Z82=
8
تطبيق الدالة الاحتمالية للتوزيع وصورته.
(-1 ≤ 0.2255 ≤ 1.5) ƒ
إيجاد القيمة المقابلة للقيمة المعيارية للجدول Z
Z-1=1-0.3413=0.6587
Z1.5=1.5=0.4332
تقدير العدد الإجمالي:
0.4332-0.6587=0.2255
تقدير النسبة المئوية للعدد المحتمل:
0.225×100=22.55%
عدد الطلاب المحتمل حصولهم على درجة تتراوح بين 62 و82 هو:
22.5×500
ــــــــ=113
100
احتمال الحصول على قيمة أكبر من أو يساوي قيمة معلومة:
1. تحويل القيمة المطلوبة إلى قيمة معيارية.
2. تطبيق الدالة: (sx ≥ Z) ƒ-1(sx ≥ Z)= ƒ
3. إيجاد القيمة المقابلة من الجدول.
4. تقدير العدد الإجمالي بطرح القيمة المقابلة من الواحد صحيح 1 وضرب الناتج في إجمالي عدد الحالات.
مثال: إذا كانت نتيجة الامتحان لـ 500 طالب في مادة الإحصاء تتبع منحنى اعتدالي وسطه الحسابي 70 بانحراف معياري 8.
جد عدد الطلاب المحتمل حصولهم على 88 درجة فأكثر.
لدينا:
70-88
=2.25ـــــــ Z=
8
(sx ≥ 2.25) ƒ-1(sx ≥ 2.25)= ƒ
Z2.25=0.4878
=1-0.4878
=0.5122*100
=51.22%نسبة الحالات
عدد الطلاب هو:
500*0.5122 =256
احتمال الحصول على قيمة أقل من أو تساوي قيمة معلومة:
نتبع ما يلي:
1. تحويل القيمة المطلوبة إلى قيمة معيارية.
2. تطبيق الدالة: (sx ≤ Z) ƒ
3. إيجاد القيمة المقابلة للقيمة المعيارية من الجدول.
4. تقدير العدد الاحتمالي بضرب الناتج في إجمالي عدد الحالات.
مثال: إذا كانت نتيجة الامتحان لـ 500 طالب في مادة الإحصاء تتبع منحنى اعتدالي وسطه الحسابي 70 بانحراف معياري 8.
جد عدد الطلاب المحتمل حصولهم على 88 درجة فأقل.
لدينا:
القيمة المعيارية: Z=2.25 إذا (sx ≤ 2.25) ƒ
ومنه القيمة المقابلة: Z2.25=0.4878
عدد الحالات المطلوبة: 0.4878*500=2.44
إيجاد القيمة إذا علم احتمالات الحصول على قيمة أكبر منها أو تساوي:
للحصول على هذه القيمة نتبع الخطوات التالية:
1. طرح النسبة المطلوبة من الواحد الصحيح.
2. إيجاد المساحة المناظرة للقيمة المعيارية.
3. تطبيق المعادلة.
مثال: إذا كانت نتيجة الامتحان لـ 500 طالب في مادة الإحصاء تتبع منحنى اعتدالي وسطه الحسابي 70 بانحراف معياري 8.
جد الدرجة التي حصل عليها أكثر من 25% من الطلاب.
لدينا:
1-0.25=0.75
إيجاد المساحة المقابلة Z0.75=0.2734
X-70
ـــــ=0.2734
8
X=72.18
أي أن 25% من الطلاب حصلوا على 72.18
إيجاد القيمة إذا علم احتمال الحصول على قيمة أقل منها أو تساويها:
نتبع ما يلي:
1. إيجاد المساحة المناظرة.
2. تطبيق المعادلة.
مثال: إذا كانت نتيجة الامتحان لـ 500 طالب في مادة الإحصاء تتبع منحنى اعتدالي وسطه الحسابي 70 بانحراف معياري 8.
جد الدرجة التي حصل عليها أقل من 25% من الطلاب.
لدينا:
المساحة المقابلة للقيمة المعيارية هي :Z0.25=0.0987
ومنه:
X-70
ـــــ=0.0987
8
X=71
التوزيع المعتدل وتوزيع المعاينة للمتوسطات.
تمهيد: تمثل دراسة وتحليل المجتمع إذا كان صغيرا أما إذا كان كبيرا أو لعوامل التكلفة والسرعة والدقة فإنه تأخذ عينة منه وبعد ذلك نقوم بـ: حساب إحصائيات العينة مثل: المتوسط، الوسيط …. الخ.
واختيار أحد هذه المقاييس يتوقف على نوع البيانات التي تم الحصول عليها وتتغير قيم تلك الإحصائيات من عينة إلى أخرى لذلك تعتبر متغير عشوائي لها توزيع احتمالي يسمى توزيع المعاينة.
توزيع المعاينة:
هو التوزيع الاحتمالي للإحصائيات المحسوبة من جميع العينات العشوائية ذات الحجم المتساوي والتي يمكن سحبها من المجتمع، والتوزيع المعتدل له معلمتين وهما:
µ: هو التوزيع المتوسط الحسابي للمجتمع.
ঢ: الانحراف المعياري للمجتمع.
ঢ2: هو التباين للمجتمع.
إذا كان المجتمع له توزيع معتدل فإن الوسط المجتمع الحسابي ‘X للعينة هو مقدار للمعلمة µ
الانحراف المعياري للعينة S هو مقدار للمعلمة ঢللمجتمع.
كما أن وسيط للعينة Me هو مقدار للمعلمة µ للمجتمع.
الانحراف الربيعي للعينة IQ هو مقدار للمعلمة ঢ للمجتمع.
توزيع المعاينة للمتوسطات:
هو عبارة عن توزيع احتمالي وتكراري للإحصائيات المحسوبة، وعدد الإحصائيات التي يمكن أن نستخرجها من مجتمع معين تكون بعدد العينات وإذا الإحصائية المستخدمة هي المتوسط الحسابي فإن توزيعها يسمى توزيع المعاينة المتوسط الحسابي.
ولهذا التوزيع أهمية خاصة في الإحصاء التطبيقي إذا أخذنا عينة عشوائية من مجتمع معين وحسبنا متوسطهما الحسابي كتقدير للمتوسط الحسابي للمجتمع فإن المتوسط الحسابي لهذه العينة يمثل مقدار ثابت وبتالي لا يمكن القول بأن متوسط العينة يمثل المتوسط العام للمجتمع.
وإذا أخذنا عينة أخرى لها نفس الحجم فلا يمكن أن نتوقع أن يكون المتوسط الحسابي للعينة الأولى يساوي المتوسط الحسابي للعينة الثانية ‘X1=’X2 لذلك نقول إن المتوسط الحسابي للعينات من مجتمع ما مقدار غير ثابت بل هو متغير عشوائي له توزيع احتمالي يتميز بخصائص هامة ومفيدة في دراسة المجتمعات عن طريق المعاينة ومن الخصائص الأساسية لهذا التوزيع ما يأتي:
1. متوسط جميع متوسطات العينات يساوي المتوسط الحسابي للمجتمع، ونرمز لمتوسط المتوسطات بـ: ”X حيث N هو عدد العينات
‘X1+’X2+………’XN
ــــــــــ”X=
N
2. الانحراف المعياري للمتوسطات في حالة سحب العينات بدون إرجاع من مجتمع محدود حجمه يساوي:
ঢ N-n
ـــــــــــــــ √ × ـــــــــ = ঢ”X ملاحظة: الجذر يشمل الكسر كاملا.
N-1 n√
حيث:
N: هي حجم المجتمع الأصلي.
n: هي حجم العينة.
أما إذا كان حجم المجتمع غير محدود أو كان السحب بإرجاع فإن الانحراف المعياري السابق يختصر إلى :
ঢ
ـــــــــ = ঢ”X
n√
مثال: مجتمع إحصائي يتكون من 4 مفردات.
كون من هذا المجتمع توزيع المعاينة للمتوسط الحسابي.
تأكد من أن (=”Xµ).
أحسب الخطأ المعياري علما أن: K=2 وঢ=1.29.
وأن عناصر المجتمع هي 5.4.3.2
الحل:
تحديد عدد العينات التي يمكن استخراجها:
نطبق التوافق:
4!
6=ــــــC24=
2!
عدد العينات هو : 6
تشكيل العينات E={[2.3].[2.4].[2.5].[1.4].[3.5].[4.5]}
المتوسط الحسابي للمجتمع:
2+3+4+5
3.5=ــــــــµ=
4
2.5+3+3.5+3.5+4+4.5
3.5=ــــــــــــــــ”X=
6
ومنه: µ=”X
حساب الخطأ المعياري:
ঢ 1.29
ــــــــــ = ـــــــــ = ঢ”X
2√ n√
2 1.29
=ــــــــــ √ × ـــــــــــ = ঢ”X ملاحظة: الجذر يشمل الكسر كاملا.
3 2√
ملاحظة: لقد دلت التجارب الإحصائية أن الانحراف المعياري للعينة أقل بقليل من الانحراف المعياري للمجتمع وأن أحسن تقويم للانحراف المعياري للعينة يكون بالصيغة التالية:
N-n
ـــــــــــــــ √ ঢ= ^ঢ ملاحظة: الجذر يشمل الكسر كاملا.
N-1
حيث:
^ঢ: الانحراف المعياري المقدر للمجتمع.
ঢ : الانحراف المعياري للعينة.
n: عدد أفراد العينة.
وبقسمة الانحراف المعياري للمجتمع على الجذر التربيعي لعدد أفراد العينة ناقص واحد:
ঢ
ـــــــــــــــ ঢ”p= ملاحظة: الجذر يشمل N-1 فقط.
N-1 √
اختبار الفروض الإحصائية.
تمهيد: إن اختبار أي فرضية من الفروض الإحصائية ما هو إلا اختبار للثقة لقيمة المتوسط الحسابي للعينة وتتوقف هذه الثقة على حجم خطأ المعاينة الذي يمكن قياسه عن طريق إيجاد حدي الثقة للوسيط الحسابي للمجتمع أو عن طريق اختبار معنوية الوسيط الحسابي ويعتمد فهم اختبار صدق الفرضية إلى حد كبير على فهم كامل للاحتمالات وعلاقاتها بالمنحنى ألاعتدالي.
الفروض الإحصائية:
الفروض الإحصائية هو إجابة مؤقتة أو مسبقة لإشكالية مطروحة تحتمل الخطأ أو الصواب ويتم إخضاع تلك الإجابات للاختبار من مدى صحتها أو عدم صحتها.
أنواع الفروض:
1. الفرض الصفري: ويرمز له بالرمز H0 ونعني به عدم وجود فروق حقيقية بين متوسطي العينة والمجتمع.
2. بديل الفرضية: ويرمز له بالرمز H1 يصاغ على نهج معاكس تماما للفرض الصفري ونعني به وجود فروق حقيقية بين متوسطي العينة والمجتمع.
مثال: إذا أردنا اختبار مدى تفوق إقليم A على الإقليم B في كمية الأمطار نعطي فروض صفرية متوسط كمية الأمطار متساوية في إقليمين أو بصيغة أخرى أن الفرق بين متوسطي كمية الأمطار في الإقليمين يساوي الصفر (الفرض الصفري)
إذا الفرض البديل هو : إن متوسط كمية الأمطار في الإقليمين غير متساويين.
كاي مربع نموذجا:
تعريف الاختبار: هو توزيع احتمالي ويستخدم فيه اختبار الفرضية استقلال بين متغير مثل عدم وجود علاقة بين مستوى الثقافة الشخصية وحجم العائلة ونرمز له بالرمز K2 أو X2 .
استخدامات كأي سكوير: يستخدم لقبول أو رفض الفرضية الصفرية التي تقول بعدم وجود فوارق بين المتغيرين أو استبدالها بالفرضية البديلة H1 القائلة بوجود فوارق بين المتغير يرين، كما يستخدم كأي مربع أساسا لقياس مدى تطابق بين توزيعين أحدهما توزيع فعلي (بيانات ميدانية) لمتغير تم قياسه وآخر توزيع نظري أو توقعي.
الشروط الأساسية لاستخدام كأي سكوير:
1. أن لا يقل العدد الكلي للقيم عن 20 مفردة.
2. أن يكون اختيار مفردة معينة مستقلة عن اختيار مفردة أخرى.
3. أن تكون البيانات بواسطة كأي مربع ليتم تحقيق هدفين هما:
أ- تحديد دلالة انحرافات التكرارات الفعلية (شاهدة عن تكرارات مطلقة).
ب- تحديد دلالة العلاقة بين مجموعتين أو أكثر بالنسبة إلى خصائص العينة.
القانون الإحصائي:
يعطى بالصياغة التالية:
Fo – Fe)2)
ـــــــــــــــــ ∑= 2 sx
Fe
حيث:
Fo: التكرارات المشاهدة.
Fe: التكرارات المتوقعة.
وتستعمل قيم المشاهدات في جدول تكراري يتكون من N سطر وC عمود مع العلم أن C×P=N
ونحسب القيم المتوقعة Fe بالقاعدة التالية:
∑N – ∑C
ـــــــــــــــــ = Fe
∑T
تعين X2 الجدولية: ( α2 sx t2 sx)
α2 sx: المحسوبة.
حساب درجات الحرية.
يرتبط قبول ورفض الفرض الصفري عند حساب 2 sxبعدد درجات الحرية ودرجة الحرية تشير إلى العدد المحتمل للمحاولات التي يبذلها الباحث لصحة الفرض الصفري، الذي قام بصياغته وتعطى درجة الحرية بالقاعدة التالية:
dF=(N-1).(C-1)
dF: معين الصفري في الجدول 2 sx
α: المعين العمودي.
تقاطعهما يعين 2 sxالجدولية.
مثال:
إذا كان لدينا N=3 و C=6
عين قيمة 2 sxعند مستوى المعنوية α=0.01
dF=(N-1).(C-1)
=(3-1).(6-1)
=10
من الجدول ننظر السطر العاشر والعمود 0.01 فنجد 2 sxيساوي K2=23.21
مقارنة 2 sxالمحسوبة و t2 sx الجدولية.
الحالة الأولى:
إذا كانت: 2sx > t2 sx.
فإننا نقبل الفرضية الصفرية H0 القائلة بعدم وجود فوارق بين المتغيرين.
الحالة الثانية:
إذا كانت 2sx < t2 sx.
فإننا نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية البديلة H1 القائلة بوجود فوارق بين المتغيرين.
مثال: وزعت مجموعة من الطلبة على ثلاث أساتذة ممتحنين على الطلبة Z,Y,X فكانت نتائج الامتحان مبينة في الجدول المبين أدناه.
أحسب K2 عند مستوى α=0.05 وقرر قبول أورفض الفرضية الصفرية القائلة باستقلال نسبة الراسبين عن الأساتذة الممتحنين؟
X Y Z المجموع
ناجح 40.75 50 51.85 47 54.4 56 153
راسب 8.25 05 9.15 14 9.6 8 27
المجموع 55 61 64 180
(Fo-Fe)2
ـــــــــــــــــــــ= Pi=1∑ = 2sx
Fe
N.∑C∑
ـــــــــــــــــ = Fe
∑T
(50-46.75) (47 – 51.85)
…………..+ـــــــــــــــــــــــ + ـــــــــــــــــــــ = 2sx
51.85 46.75
4.84 = 2sx
حاسب df:
dF=(N -1).(C-1)
= (2 -1).(3 -1)
= 2
ومنه: 5.99= 2sx
وعليه نلاحظ إذا نقبل الفرضية الصفرية لأن:
2sx > t2 sx.
ملاحظات:
1. إذا كانت البيانات المجدولة وفق بعد واحد فإن عدد درجات الحرية يكون مساويا لعدد الأعمدة (-1) أي 1- C.
2. إن دلالة العلاقة لا تعني قياس السببية بين المتغيرين.
الاختبار الإحصائي.
بعني به الوصول إلى قرار معين عندما نختبر الفرض الصفري والقرار يبنى على أساس المعلومات المتوفرة من العينة المسحوبة.
أنواع القرارات الإحصائية:
1. قرارات إحصائية صحيحة إذا كان:
أ- قبول الفرض الصفري عندما يكون صحيح.
ب- رفض الفرض الصفري عندما يكون غير صحيح.
2. قرارات إحصائية غير صحيحة إذا كان:
أ- رفض الفرضية الصفرية عندما يكون صحيح.
ب- قبول الفرض الصفري عندما يكون غير صحيح.
جدول يوضح حالات قبول أو رفض فرض العدم:
نوع الفرض القرارات
الممكنة النتيجة
فرض العدم الفرض البديل
صحيح غير صحيح قبول فرض العدم القرار صائب
صحيح غير صحيح رفض فرض العدم القرار خاطئ
غير صحيح صحيح قبول فرض العدم القرار خاطئ
غير صحيح صحيح رفض فرض العدم القرار صائب
أنواع الأخطاء.
عندما يكون الفرض العدم صحيح ولكن لا تأيد نتائج العينة صحته فتكون النتيجة هي رفض فرض العدم بينما هو في الواقع فرض صحيح بالخطأ من النوع الأول ويرمز له بالرمز α عندما يكون فرض العدم غير صحيح وتأتي نتائج العينة بما يثبت ذلك تكون نتيجة هي قبول فرض العدم وهذا خطأ في قرار القبول لفرض العدم وهو في الواقع غير صحيح.
ورفض البديل وهو فرض صحيح ويعرف هذا الخطأ بالخطأ من النوع الثاني ويرمز له بالرمز (B).
بعض الملاحظات حول نوعي الخطأ (B.α):
1. للحصول على أفضل نتيجة من الاختبارات الإحصائية، لبد من تقليل حجم نوعين من الأخطاء ولكن قد يكون من الصعب إجراء هذا التقليل، للنوعين في نفس الوقت، فقد نجري تقليل لأحدهما بما يؤدي إلى زيادة الآخر.
2. عندما نحدد قيمة الخطأ من النوع الأول مثلا α=5% فإن قيمة الخطأ من النوع الثاني B= 95%.
تأكيد:
1. من الناحية العملية لبد من التحقق من مدى خطورة النتائج المترتبة على كلى النوعين بالنسبة للظاهرة موضوع الدراسة، فإذا كان الخطأ من النوع الأول، هو أكثر خطورة على النوع الثاني فإن القرار الصحيح هو تقليل نسبة الوقوع في هذا الخطأ.
2. إذا كان احتمال الخطأ من النوع الأول يساوي الصفر فإن احتمال الخطأ من النوع الثاني يساوي الواحد الصحيح.
3. إذا اقتربت قيمة المتوسط الحسابي 0µ النظرية من قيمة المتوسط الحسابي الفعلية µ فإن احتمال الوقوع في الخطأ من النوع الثاني (قبول الفرض الصفري وهو غير صحيح)، تتزايد وتصبح أقصى قيمة للخطأ من النوع الثاني (1 – B)، ولهذا نقول إن α يتم تحديدها بافتراض صحة فرض العدم في حين تحسب B بافتراض صحة الفرضية.
الجدول يوضح ذلك:
القرار المحتمل الواقع
فرض العدم صحيح فرض العدم غير صحيح
رفض الفرض H0 قرار غير صحيح ويكون الخطأ من النوع الأول وصيغته α القرار صحيح وصيغة حدوثه هي 1 – α
قبول الفرض H1 نوع القرار صحيح ويعطى بالصيغة 1 – α القرار غير صحيح ويكون الخطأ من النوع الثاني B
التوزيعات الاحتمالية النظرية التي تقرر مناطق القبول والرفض للفرضية.
اختبار Z: هو اختبار لقياس الدلالة الإحصائية ويعتمد على التوزيع الطبيعي المعياري ويمكن من خلال تحويله قيم إحصائية إلى قيم معيارية ثم التعرف على احتمال الحصول على مثل تلك القيمة المعيارية في توزيع المعاينة للمتوسط الحسابي.
حساب Z:
نضع الفرضيتان:
H0:µ ≠ µ0
H1:µ ≠ µ0
ثم نحدد متوسط المجتمع µ والعينة ‘X وكذلك الانحراف المعياري للعينة أو للمجتمع ثم نقارن بين Z المحسوبة و Z الجدولية ونحدد ذلك وفق منطق القبول والرفض وصورة Z تعطى بالشكل التالي:
‘X – µ
ــــــــــ = Z
ঢ/√n
مثال: سحبت عينة حجمها 800 سيدة من مجتمع له توزيع معتدل لدراسة مدى موافقتهن على ما جاء في قانون الأحوال الشخصية مع العلم أن الانحراف المعياري للمجتمع هو 20 سيدة لا توافق ومتوسطه الحسابي µ=90 سيدة لا توافق وكان المتوسط الحسابي للعينة ‘X= 80 سيدة لا توافق.
اختبر الفرض الصفري عند مستوى α= 0.05.
لدينا:
α=5% يشير احتمال الوقوع في الخطأ من النوع الأول وهذا هو الحد الأقصى الذي قررنا قبول وقوع الخطأ وقيمة هذا الاحتمال يحدد لنا إلى أي مدى يمكن اعتبار الفرق بين المتوسط الحسابي للمجتمع ومتوسط العينة فرقا حقيقيا معنويا من الناحية الإحصائية بين إحصائية العينة ومعلمة المجتمع أو إرجاع ه>ا الفرق إلى عوامل صدفة البحث:
80-90
ــــــــــــ =Z
20√800
Z=-14.14
إن Z المحسوبة أقل من الحد الأدنى لـ Z الجدولية ولذلك نرفض فرض العدم (يساوي المتوسطين) ونقبل الفرض البديل الذي يقول بأن قيمة المتوسط الحسابي µ للمجتمع تختلف عن قيمة متوسط العينة ‘X أي أن المتوسط الحسابي للعينة لا ينتمي إلى المجتمع الأصلي الذي متوسطه µ = 90 وأن الفرق بين المتوسطين حقيقيا ولا يرجع إلى عوامل الصدفة.
توزيع T:
يفضل إذا كان حجم العينة 30 < n ولكن مع معلوماتية تباين المجتمع.
توزيع مربع كاي:
يعتبر مناسبا في حالة اختبار استقلالية الصفات.
توزيع F فيشر:
يعتبر مناسبا في حالة اختبار تجانس العينات أو اختبار تساوي تباين مجتمعين.
مكونات وإجراءات اختبار الفروض الإحصائية.
تحديد الفرض الصفري والفرض البديل:
نحدد الفرض الصفري بما يشير إلى خاصية مجهولة في المجتمع وفي الوضع المعاكس نحدد الفرض البديل H1 والهدف من كل هذا هو اتخاذ قرار بقبول أحدهما ورفض الآخر وتوجد ثلاث صور لاختبار الفروض الإحصائية.
اختبار الطرفين:
الفرض الصفري يأخذ قيمة واحدة في مقابل الفرض البديل يأخذ جميع القيم التي تختلف عن قيمة الفرض الصفرية سواء بالزيادة أو بالنقصان بصورة التالية:
H0:µ = µ0
H1:µ ≠ µ0
تحديد التوزيع الاحتمالي النظري للإحصائية الاختبار:
منطقة القبول: ويرمز لها بالرمز (α – 1) حيث يتم تحديدها بالاعتماد على معرفة الفرض البديل H1 ومستوى المعنوية والتوزيع الإجمالي النظري لإحصائية الاختبار ويمثل المنطقة (90%،95%،99%) من المساحة تحت منحنى التوزيع الاحتمالي النظري وذلك إذا كانت مستويات المعنوية α على التوالي: (10%،5%،1%) وتضم منطقة القبول جميع القيم (1 –α) فإذا وقع المتوسط الحسابي للعينة في مدى هذه القيم فإننا الفرض الصفري H0.
منطقة الرفض (المنطقة الحرجة): وهي تقع خارج حدود منطقة القبول (1 –α) فتشمل جميع القيم α في حالة اختبار الفرض ذو الطرف الواحد وجميع القيم
α
ـــ في حالة اختبار الفرض من الطرفين وإذا وقع المتوسط الحسابي للعينة في
2 مدى هذه القيم نرفض الفرض الصفري H0.
الجدول التالي يوضح الربط الحرجة المعيارية:
مستوى المعنية 10% 5% 1%
Z:القيمة الحرجة.
رفض اختبار الفرض
طرف واحد +1.28
-1.28
+2.33
-2.33 +2.33
-2.33 الطرف الأيمن
الطرف الأيسر
Z: القيمة الحرجة
قبول اختبار الطرفين + 1.64
-1.64
+ 2.58
-2.58
+2.58
-2.58
/
بالإضافة إلى ذلك يمكن الرجوع إلى جدول التوزيعات الاحتمالية النظرية K,F,T
للحصول على قيمة مضبوطة.
مناطق القبول والرفض H0 وفقا لطبيعة اختبار الفروض الإحصائية:
اختبار التجانس بين عينتين:
تمهيد: عند إجراء البحوث والدراسات الاجتماعية تصادفنا الكثير من المشاكل تتطلب المقارنة بين متوسطي عينتين لمعرفة ما إذا كانت هاتان العينتان من مجموعتين مختلفتين ولهما نفس المتوسط مسحوبتين من نفس المجتمع وعمليا عند اختبار مدى فاعلية عمل علينا أن نسحب عينتين الأولى تمثل المجتمع قبل تأثير العامل والثانية تمثل المجتمع بعد تأثير العامل ويختبر ما إذا كان الفرق بين متوسط العينتين فرق جوهري، نستنتج فاعلية العامل.
مقياس ستودنت:
اكتشفت العالم البريطاني وليام ﭭوست التوزيع الاحتمالي T سنة 1908م ولم يشأ أن يذكر اسمه ونشره بإمضاء ستودنت كبديل مستعار لاسمه وأعطى الحرف الأخير في الكلمة كاسم للاختبار الذي يستخدم في توزيع المعايرة الإحصائية.
استخداماته:
1. يستخدم في اختبار المتوسطات في حالة إذا لم يكن تباين المجتمع معلوم والذي يستبدل بتبيان العينة، وبما أن تباين أي عينة لا يساوي بالضبط تباين المجتمع المسحوبة منه، لذلك استخدام Z سيعرض اختبار المتوسطات للخطأ.
2. يستخدم لتحديد مدى معنوية الفرق بين متوسطي عينتين معروفة الانحراف المعياري لكل منهما كما يفصل استخدامه في جميع الحالات مهما كان حجم العينة.
اختبار T: يستعمل اختبار T للاختبار الفرض الصفرية القائلة بأن نتائج العينتين متجانسة في مقابل الفرضية الصفرية القائلة بعدم تجانس العينتين.
1. في حالة n1،n2 أقل من 30: يعطى اختبار T بالصيغة التالية:
ويحدد مستوى المعنوية المطلوب بـ: (1%، 5%، 10%) مع العلم أن درجة الحرية في هذه الحالة:
dF=n1+n2-2
2. في حالة عينتين لهما نفس الحجم حيث n أقل من 30: تعطى T بالصيغة التالية:
حيث:
d=X1 – X2
نقوم بتعين Tα الجدولية وذلك بعد استخراج درجة الحرية بالشكل التالي:
dF= n – 1
إذا كانت |T| أقل من Tα الجدولية فإننا نقبل الفرضية الصفرية ونرفض الفرضية البديلة.
3. في حالة n1 و n2 أكبر من 30: تصاغ العلاقة وفق التالي:
ثم نعين قيمة Tα علما أن درجة الحرية هي:
dF = n1 + n2 -2
اختبار التجانس بين عدة عينات.
تحليل التباين:
مقدمة: يعتمد تحليل التباين أساسا على حساب التباين بين العينات والتباين داخل كل العينات أما المقياس المستخدم للحكم على مستوى معنوية أو دالة الفروق بين متوسطات العينات فهو ما يطلق عليه بقيمة F نسبة لعالم الإحصاء فيشار مكتشف هذه الطريقة وتقاس قيم F النظرية من جداول خاصة موضوعة لهذا الغرض.
شروط استخدام طريقة تحليل التباين:
1. أن يكون توزيع قيم أو مفردات العينات متصفا بصفة إعتدالية أو أن انحرافها عن التوزيع المعتدل بسيطا.
2. أن يكون التباين لقيم العينات متجانسا.
3. أن تكون العينات المطلوب تطبيق تحليل التباين عليها ذات ظروف واحدة أو متجانسة.
وتهدف طريقة التحليل التباين إلى اختبار الفرض الصفري القائل بتجانس العينات مقابل الفرض البديل القائل بعدم تجانسها.
ولحساب نسبة F نتبع الطريقة التالية:
نفرض أنه لدينا K عينة:
1. حساب مجموع المربعات.
I=∑X21+∑X22+∑X23+∑X24 ……….∑X2K
2. حساب مربع مجموع العينات على مجموع التكرارات.
(∑X1+∑X2……∑X)2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ = II
n1 + n 2 + …… nK
3. حساب مجموع مربعات العينات.
(∑X1)2 (∑X2)2 (∑X3)2 ……….(∑XK)2
ـــــــــــــ……..+ـــــــــــــ+ــــــــــــــ ـ+ـــــــــــ = III
n1 n 2 n3 nK
4. حساب مسار التباين.
أ- مجموع المربعات بين العينات.
SSB=III-II
ب- مجموع المربعات داخل العينات.
SSW=I-III
ج- مجموع المربعات الكلي.
SST=SSB+SSW
5. حساب التباين ما بين العينات MSB.
SSB
ــــــــ = MSB
K – 1
6. حساب التباين داخل العينات MSW.
SSW
ــــــــــ = MSW
N – K
7. وأخيرا نحسب نسبة F التي تعطى بالصيغة التالية:
MSB
ــــــــــــ =F
MSW
يمكن تلخيص هذه النتائج في جدول يعرف بجدول تحليل التباين ويعطى كما يلي:
التباين درجات الحرية مجموع المربعات مصادر التباين
SSB
ــــــــ = MSB
K – 1
K – 1 SSB
III – II مابين العينات
SSW
ــــــــــ = MSW
N – K
N – k SSW
I – III داخل العينات
MSB
ــــــــــــ =F
MSW
n – 1 SST
SSB + SSW الإجمالي
تعين F الجدولية:
Fα(K – 1 , n – K)
حيث:
K – 1: يحدد العمود.
n -1: يحدد السطر.
وعندها نجد قيمة F عند مستويات الثقة المعرفة ونقارن بين F المحسوبة والجدولية لنميز:
1. إذا كانت F المحسوبة أقل من F الجدولية نقبل الفرض الصفري ونقول أن العينات متجانسة.
2. إذا كانت F المحسوبة أكبر F الجدولية نقول أن F دالة إحصائية مع وجود فوارق بين العينات وبتالي نرفض الفرض الصفري ونقبل الفرض البديل.
تحليل التباين بطريقة ثانية:
تنطلق هذه الطريقة من أن الفرض الصفري الذي يعتبر أن المجتماعت التي أخذت منها مختلف العينات متشابهة أو أن هذه العينات أخذت من نفس المجتمع أو متوسطات هذه المجتمعات متساوية مع تقبل خطأ معين وهذه الطريقة تتم وفق الخطوات التالية:
1. حساب المتوسط الحسابي لكل عينة:
∑Xi
ــ = ‘Xi
n
2. حساب المتوسط الحسابي لكل المتوسطات الحسابية للعينات:
∑’Xi ∑∑Xi
ـــــــ = ـــ = ”X
K n1+n2 +nK
3. حساب التباين ما بين العينات MSB:
SSB= ∑ni(‘X – ”X)2
ومنه:
SSB
ــــ= MSB
K – 1
4. حساب التباين داخل العينات MSW:
SSW= ∑∑ (Xi – ‘Xi)2
ومنه:
SSW
ـــ = MSW
n – k
ملاحظة:
SST=SSB +SSW
=∑∑(Xi – ”Xi)2
ومنه:
MSB
ـــ = F
MSW
تطبيق:
لدينا أربع محطات للأرصاد الجوية قيست فيها تساقط الأمطار لعدة سنوات فإذا أخذنا عددا من عينات التساقط لشهر أكتوبر وسجلنا هذه القياسات في الجدول التالي:
76 11 11 10 8 9 10 08 09 X1
84 11 10 11 12 10 9 11 10 ْX2
90 11 12 10 11 11 12 13 10 ْْX3
70 8 9 10 9 7 10 8 9 X4
هل متوسطات التساقط لشهر أكتوبر تختلف من محطة لأخرى.
1. حساب المتوسطات الحسابية:
‘X1=9.5
‘X2=10.5
‘X3=11.25
‘X4=8.75
2. حساب متوسط المتوسطات:
9.5+10.5+11.25+8.75
ـــــــــــــــ = ”X
4
”X=10
∑∑Xi 76+84+90+70
ـــــــــ=ـــــ
32 ∑n
3. حساب SSB:
SSB=∑ni(‘Xi – ”X)2
= 8(9.5 – 10)2+8(10.5 – 10)2+8(11.25 – 10)2+8(8.75 – 10)2
=28.96
4. حساب MSB:
SSB 28.96
9.65=ــــ = ـــ = MSB
K – 1 3
5. حساب MSW:
SSW = ∑∑(Xi – ‘Xi)2
(X4 – ‘X)2 (X3 – ‘X)2 (X2 – ‘X)2 (X1 – ‘X)2
0.66 1.56 0.25 0.25
0.56 3.06 0.25 2.25
1.56 0.56 2.25 0.25
3.06 0.06 0.25 0.25
0.06 0.06 2.25 2.25
1.56 1.56 0.25 0.25
0.06 0.56 0.25 2.25
0.56 0.06 0.25 2.25
7.48 7.48 6 10
∑
SSW=(10+6+7.48+7.48
=30.96
SSW
ـــ = MSW
n – K
30.96
ــــ =
28
حساب قيمة F:
MSB
ـــ =F
MSW
9.65
ـــ=
1.10
=8.75
حساب قيمةFα الجدولية:
dF1=K – 1
=4 – 1
=3
dF2=n – k
=28
عند مستوى 0.05
F0.05(3.28)
=2.95.
وكان صلى الله عليه وسلم عندما يأتيه الوفود ينظر في المرآة ، ويقول كما أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ قَالَ: {اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي} {2}
وكان يقول: {إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ} {3}
فكان شعاره النظافة التامة ، وأنا أقول ذلك حتى ننتبه إلى من يدَّعي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بهديه ونرى عليهم قذارة في أبدانهم وقذارة في ملابسهم وقذارة في بيوتهم وقذارة في حالاتهم ، لتعلم علم اليقين أن هؤلاء مُجافين بالكلية لما كان عليه حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
أقول ذلك لأنه انتشر في البيئات الإسلامية أن الناس يتقربون إلى هؤلاء ويقولون أنهم مجاذيب وأنهم أولياء لله وأنهم مُجابوا الدعوة ، وهذا أمر يُنافي ما كان عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هديه وما كان عليه صحبه المباركين رضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين
فكان صلى الله عليه وسلم يهتم بكل أعضاء جسده ، يهتم بعينه فكان له مكحلة ، وكان هذا هو الدواء المحقق للشفاء لأمراض العين في هذا الزمان وكان يكتحل كل ليلة قبل أن ينام ولأنه صلى الله عليه وسلم هادياً مهدياً فقد علَّمنا التثليث في كل أمر ، وكان يقول: {إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ} {4}
فكان يمسك المرود ويضع في اليُمنى ثلاث ، وفي اليسرى ثلاث ، وكان هذا دأبه وكانت المكحلة لا تفارقه في سفر ولا حضر ، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: {خَمْسٌ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُهُنَّ فِي حَضَرٍ وَلا سَفَرٍ: الْمِرْآةُ وَالْمِكْحَلَةُ وَالْمُشْطُ وَالْمِدْرَى وَالسِّوَاكُ} وفي رواية: {سَبْعٌ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتْرُكُهُنَّ فِي سَفَرٍ وَلا حَضَرٍ: الْقَارُورَةُ وَالْمِشْطُ وَالْمِرْآةُ وَالْمَكْحَلَةُ وَالسِّوَاكُ وَالْمَقَصَّانِ وَالْمِدْرَى} {5}
هذه الأشياء كان يصطحبها دوماً في كل أحواله صلوات ربي وتسليماته عليه وكان يأمر أصحابه بالكحل ويقول: {عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ} {6}
والإثمد هو أعلى أنواع الكحل في زمانه وما بعد زمانه ، وهذه إضافة أخرى إلى أنه صلى الله عليه وسلم كان يستخدم أفخر الأشياء ولا يستخدم الأشياء الدون ، وقد قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: {رَآنِي أَبُو قِلابَةَ وَقَدِ اشْتَرَيْتُ تَمْرًا رَدِيئًا ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَزَعَ مِنْ كُلِّ رَدِيءٍ بَرَكَتَهُ} {7}
أي شيء رديء ليس فيه بركة
فالطعام الرديء يُمرض الجسم والطعام الصحيح يُصحح الجسم ، البركة دائماً في الشيء الجيد ، ولذا كان يُراعي الجودة في كل شيء يستخدمه صلوات ربي وتسليماته عليه ، وهذا أيضاً أذَكِّر به إخواني لأنهم يرون من يتشدقون بأنهم يستنون بسنة الحبيب يمسكون بأردئ الأشياء ويستخدمونها ويزعمون أن هذه هي السُنَّة ، وهذا غير صحيح
مثلاً من السُنَّة استخدام السواك ، والسواك عود من شجر الأراك أومن أي شجر شبيه به ، لكن إذا دخل السواك إلى دائرة التصنيع وتم تبخيره {أى تعقيمه صناعياً} ، وتم تسويته وتم وضعه في غلاف ، أيهما أفضل هذا أم السواك الذي يُلقى على الرصيف؟ لا بد أن أستخدم الجيد ، لأن هذا سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي هذا العصر تغيرت الأحوال وتطور الطب وظهرت العلاجات الحديثة ، وليس معنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستخدم الكحل أن أستخدمه وأحرِّم ما سواه كما يفعل بعض المتشددين الجاهلين ، أنا أستخدم ما يُستحدث من دواء لأن النبي صلى الله عليه وسلم خبَّر عن ذلك فقال: {تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً إِلا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً} {8}
وقال في الحديث الآخر: {مَا خَلَقَ اللَّهُ دَاءً إِلا وَقَدْ خَلَقَ لَهُ دَوَاءً ، عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ} {9}
فهناك أدوية عرفها أهل هذا العصر ولم تكن معروفة للسابقين ولذا علينا استخدام الأدوية الحديثة لأن المهم أن نحافظ على سلامة العينين لأنهما عضو رئيسي للإنسان أكرمه به الرحمن عز وجل ، إما بالقطرات وإما بالمراهم وإما باستخدام منظار للمشي أو منظار للقراءة ، أو واحد للمشي وآخر للقراءة كما يحدد الطبيب المعالج
وإذا جرى للعين أي أمر يعوق النظر علىَّ أن أسارع إلى الطبيب المعالج لأجلو البصر لأن هذا كان هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…5&id=578&cat=4
منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}
اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً
[IMG][IMG][/IMG][/IMG]
[/frame]
الإغتراب وعلاقته بالأمن النفسي
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
تمهيد: ابن خلدون والتفكير الاقتصادي
إن من يطالع “مقدمة” ابن خلدون، يجد فيها آراء اقتصادية قيمة، تكشف عن جانب من جوانب عبقريته الفذة؛ حتى أن بعضهم ذهب إلى أنه المؤسس الحقيقي لعلم الاقتصاد. وبهذا الصدد يقول الدكتور محمد حلمي مراد: “ولن نتناول هنا حصراً شاملاً لآراء ابن خلدون فيما تعرض له من شؤون اقتصادية… ولكن مقصدنا من هذه الدراسة، أن نشيد بدوره في ميدان البحث العلمي الاقتصادي؛ باعتباره أول من وضع دعائم علم الاقتصاد، ومؤسس مذهب الاقتصاد المرسل، وصاحب فضل أسبق بالكثير من النظريات الاقتصادية التي نسبت بعد مئات السنين إلى غيره من الاقتصاديين الحديثين (1)”.
والحقيقة إن من يرجع إلى “المقدمة” يجد أن ابن خلدون خص اقتصاد بباب كامل هو الباب الخامس، وإنه كثيراً ما كان يعاود التطرق إليه في بعض فصولها؛ حينما يتطلب وجه الكلام ذلك. ولكن الباحثين قلما اهتموا بالآراء الاقتصادية الواردة فيها؛ وكان جل اهتمامهم منصرفاً إلى المباحث المتعلقة بعلم الاجتماع في الدرجة الأولى؛ وإلى المباحث المتعلقة بعلم التاريخ في الدرجة الثانية. ومما يلفت النظر أن الدكتور علي عبد الواحد وافي، محقق أحدث طبعة “للمقدمة” وشارحها والمعلق عليها، قد نظر إلى مباحث ابن خلدون الاقتصادية في سياقها الاجتماعي. وبهذا الصدد يقول: “ومن دراسته (ابن خلدون) لظواهر اقتصاد، انتهى كذلك إلى عدة أفكار وقوانين؛ منها (أن الفلاحة من معاش المستضعفين) و(أن الصنائع إنما تكمل بكمال العمران الحضري) و(أن رسوخ الصنائع في الأمصار إنما هو برسوخ الحضارة وطول أمدها) و(أن الصنائع إنما تستجاد وتكثر إذا كثر طالبها) و(أن الأمصار إذا قاربت الخراب انتقصت منها الصنائع)… الخ 2).”
ولكننا إذا دققنا النظر في سياق كلامه على النواحي الاقتصادية، لم نجده في الحقيقة ينحو دائماً نحواً اقتصادياً اجتماعياً؛ بل إنه ينحو أحياناً نحواً اقتصادياً بحتاً؛ كما نرى اليوم في بحث الاقتصاد السياسي. وهذا يعني، أن الصورة التنظيمية لعلم الاجتماع وفروعه لم تجد التعبير الكامل عنها في “المقدمة”. ويرجع ذلك إلى أنه كتبها على عجلة من أمره، في مدة خمسة أشهر كما يقول (3)، في قلعة ابن سلامة. ولهذا فهو يعتذر قائلاً: “وقد كدنا نخرج عن الغرض. ولذلك عزمنا أن نقبض العنان عن القول في هذا الكتاب الأول الذي هو طبيعة العمران وما يعرض فيه. وقد استوفينا من مسائله ما حسبناه كفاية. ولعل من يأتي بعدنا ممن يؤيده الله بفكر صحيح، وعلم مبين، يغوص من مسائله على أكثر مما كتبنا. فليس على مستنبط الفن إحصاء مسائله؛ وإنما عليه تعيين موضع العلم وتنويع فصوله وما يتكلم فيه. والمتأخرون يلحقون المسائل من بعده شيئاً فشيئاً إلى أن يكمل (4)”.
ومهما يكن من أمر، فإننا أميل إلى أن ننظر إلى المباحث الاقتصادية في “مقدمة” في سياقها الاجتماعي؛ لأن اتجاه ابن خلدون الفكري كان ينحو هذا المنحى؛ وإن كانت الإشارة إلى ذلك تعوزه في بعض المواضع.
وبهذا يمكننا أن نعده رائداً في علم الاقتصاد من ناحية، وفي علم اجتماع الاقتصادي من ناحية أخرى. أما بالنسبة إلى علم الاقتصاد، فلأنه فرغ من كتابة “مقدمته” في منتصف سنة 779 هـ (5) (الموافقة لسنة 1376 م)؛ وأن كتاب آدم سميث “بحث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها” المعروف باسم “ثروة الأمم” والصادر سنة 1776 م قد تأخر أربعمائة سنة من فراغ ابن خلدون من كتابة “مقدمته”؛ علماً بأن آدم سميث يعد المؤسس الحقيقي لعلم الاقتصاد عند الغربيين. وأما بالنسبة إلى علم الاجتماع، فلأنه سبق أوغست كونت صاحب كتاب “دروس في الفلسفة الوضعية” الذي عاش في القرن التاسع عشر ( 1798 ـ 1857) ومن تلوه من علماء الاجتماع، بأكثر من أربعة قرون.
ولكن دعونا ننتقل الآن إلى آراء ابن خلدون في الاقتصاد وعلم الاجتماع الاقتصادي. وهنا يمكننا أن نتطرق إلى أربعة مسائل تبين لنا حقيقة تفكيره الاقتصادي وصبغته الاجتماعية. وهي: علاقة العمران البشري بالاقتصاد؛ وعلاقة السعر بالعمل؛ وتأثير الجباية في العمل؛ وغاية العمران البشري.
1 ـ العمران البشري والاقتصاد
إذا كان الاجتماع الإنساني ضرورياً في نظرية ابن خلدون، فما الصورة التي تصوره بها، وما الأساس الذي يقوم عليه؟
(1) شكلا العمران البشري:
يرى ابن خلدون أن للعمران البشري شكلين أساسيين هما العمران البدوي والعمران الحضري. بيد أن هذين الشكلين ليسا مختلفين في النوع، بل في الدرجة؛ إذ إن أحدهما، وهو الاجتماع البدوي، يفضي إلى الآخر، الذي هو الاجتماع الحضري.
ويرجع ابن خلدون اختلاف أجيال الناس في أحوالهم، إلى اختلاف نحلهم من المعاش. وهو يرى أن اجتماعهم إنما يكون للتعاون على تحصيل معاشهم؛ وإنهم يبدؤون بالضروري والبسيط منه؛ لكي ينتقلوا من بعد ذلك إلى الحاجي والكمالي. يصف ابن خلدون ذلك قائلاً: “إن اختلاف الأجيال في أحوالهم، إنما هو باختلاف نحلتهم من المعاش. فإن اجتماعهم إنما هو للتعاون على تحصيله، والابتداء بما هو ضروري منه وبسيط، قبل الحاجي والكمالي (6)”.
أما في طور البداوة، فإنهم ينصرفون إلى الفلاحة والغراسة والزراعة حيناً، وإلى القيام على الحيوان من الغنم والبقر والنحل والدود؛ لنتاجها واستخراج فضلاتها حيناً آخر. يقول شارحاً الكيفية التي يحدث ذلك بها: “فمنهم من يستعمل الفلح من الغراسة والزراعة؛ ومنهم من ينتحل القيام على الحيوان من الغنم والبقر والمعز والنحل والدود، لنتاجها واستخراج فضلاتها. وهؤلاء القائمون على الفلح والحيوان، تدعوهم الضرورة، ولابد، إلى البدو، لأنه متسع لما يتسع له الحواضر من المزارع والفدن والمسارح للحيوان، وغير ذلك. فكان اختصاص هؤلاء بالبدو أمراً ضرورياً لهم. وكان حينئذ اجتماعهم وتعاونهم في حاجاتهم ومعاشهم وعمرانهم من القوت والكن والدفاءة إنما هو بالمقدار الذي يحفظ الحياة، ويحصل بلغة العيش من غير مزيد عليه، للعجز عما وراء ذلك (7)”.
تلكم هي حياة البداوة؛ وهي ترتبط ـ كما نلاحظ ـ بمفهوم الحضارة الزراعية القائمة على الفلاحة والغراسة وتربية الحيوان، في سبيل استخراج ثرواتها ونتاجها. لكنه لا تقف عند هذا الحد؛ بل إنها الطريق إلى الحضارة الواسعة؛ إذ إنها لا تلبث أن تدر على بعض الناس أرباحاً تزيد من غناهم، وتميل بهم إلى الرفه والدعة. وهذا من شأنه أن يزيد من تعقيد حياتهم؛ فيصبحون غير قانعون بالضروري من حاجاتهم؛ مما يدفعهم إلى طلب الكمالي فضلاً عنه. وهنا يدخلون في دوامة لا تنتهي من الحاجات التي تسلمهم من حاجة إلى حاجة: إذ إن طلب الكمالي لا يقف عند حد؛ فهو سرعان ما يتحول إلى ضروري. وهكذا باستمرار…
في هذه الحال، يكون الانتقال في نظر ابن خلدون من حال البداوة إلى حال الحضارة. وهاكم وصفة لكيفية هذا الانتقال؛ يقول: “ثم إذا اتسعت أحوال هؤلاء المنتحلين للمعاش، وحصل لهم ما فوق الحاجة من الغنى والرفه، دعاهم ذلك إلى السكون والدعة، وتعاونوا في الزائد على الضرورة، واستكثروا من الأقوات والملابس، والتأنق فيها، وتوسعة البيوت، واختطاط المدن والأمصار، للتحضر. ثم تزيد أحوال الرفه والدعة؛ فتجيء عوائد الترف البالغة مبالغها في التأنق في علاج القوت، واستجادة المطابخ، وانتقاء الملابس الفاخرة في أنواعها من الحرير والديباج وغير ذلك، ومغالاة البيوت والصروح، وأحكام وضعها في تنجيدها، والانتهاء في الصنائع في الخروج من القوة إلى الفعل إلى غاياتها؛ فيتخذون القصور والمنازل؛ ويجرون فيها المياه، ويعالجون في صرحها، ويبالغون في تنجيدها، ويختلفون في استجادة ما يتخذونه لمعاشهم من ملبوس أو فراش أو آنية أو ماعون. وهؤلاء هم الحضر؛ ومعناه الحاضرون أهل الأمصار والبلدان. ومن هؤلاء من ينتحل في معاشه الصنائع؛ ومنهم من ينتحل التجارة، وتكون مكاسبهم أنمى وأرفه من أهل البدو؛ لأن أحوالهم زائدة على الضروري، ومعاشهم على نسبة وجدهم (8)”.
وإذا سألنا ابن خلدون: لماذا كانت الأمور على هذا النحو؟ ولماذا انتهى المجتمع البدوي إلى المجتمع الحضري؟ أجابنا بقوله: “إن أجيال البدو والحضر طبيعية لابد منهما”. وهذا يعني، إن المجتمعات لديه، تسير بحسب قوانين معينة، لا يمكن الخروج عليها. وهذا ـ في رأينا ـ بداية الفهم العلمي للحياة الاجتماعية، وخروج عن النظرة الإصلاحية التي ظلت سائدة قبله، منذ بدأ التفكير الإنساني بدراسة المجتمعات البشرية.
وهكذا يربط ابن خلدون بين وجوه الكسب وتطور الحياة الاجتماعية؛ فيرينا أن ازدياد الكسب هو سبب هذا التطور؛ وأن المبالغة في جني ثماره، هي سبب المبالغة في اتساع الحضارة. ويمكننا أن نستخلص مع ابن خلدون، أن حياة البداوة سابقة على حياة الحضارة؛ وأن الحضارة البسيطة سابقة على الحضارة المعقدة؛ وأن الضروري سابق على الحاجي والكمالي. وبهذا الصدد يقول: “ولاشك أن الضروري أقدم من الحاجي والكمالي وسابق عليه؛ لأن الضروري أصل، والكمالي فرع ناشئ عنه: فالبدو أصل للمدن والحضر وسابق عليهما؛ لأن أول مطالب الإنسان الضروري؛ ولا ينتهي إلى الكمال والترف إلا إذا كان الضروري حاصلاً؛ فخشونة البداوة قبل رفه الحضارة. ولهذا نجد التمدن غاية للبدوي يجري وينتهي بسعيه إلى مقترحه منها. ومتى حصل على الرياش الذي يحصل له به أحوال الترف وعوائده، عاج إلى الدعة، وأمكن نفسه إلى قياد المدينة. وهذا شأن القبائل المتبدية كلهم (9)”.
وهذا يعني، أن اختلاف أحوال الناس الاجتماعية مرتبط باختلاف أحوالهم الاقتصادية: فأحوال البداوة مرتبطة بانتحالهم الزراعة وتربية الحيوان؛ وهم يظلون كذلك ما داموا في هذا النطاق لا يتعدونه. لكنهم متى اتسعت أحوالهم المعاشية بالغنى والرفه مالوا إلى الدعة وكثرت حاجاتهم الكمالية، فتأنقوا في المأكل والملبس وتوسعة البيوت والمدن.
لكن هذا من شأنه أن يؤثر في ازدياد الأعمال وتنوعها؛ ويؤدي إلى اختلاف قيمها، وتبدل أسعار الحاجات الضرورية والكمالية.
2 ـ العمران والأعمال والأسعار
يرى ابن خلدون أن العمل هو أساس الدخل (الرزق) بما يأتي به من ربح؛ وأنه خاضع في ذلك لطبيعة العمران (الحياة الاجتماعية).
(1) الرزق والعمل:
يستخدم ابن خلدون كلمة كسب إلى جانب كلمة رزق؛ وهو يرى أن كل كسب هو نتيجة سعي وعمل؛ وأنه لابد من الأعمال الإنسانية في كل مكسوب ومتمول (10). وهذا يعني أن قلة الأعمال أو فقدانها، يؤدي إلى رفع الكسب من بين الناس، وتناقص أرزاقهم تناقصاً مطرداً، علماً بأن قلة الأعمال أو فقدانها ناتج عن انتقاص العمران؛ أي ضعف الحياة الاجتماعية (11).
ولكن، هل صحيح أن كل رزق هو نتيجة عمل؟ أليست هناك أرزاق هي هبة من السماء؛ كالنبات الذي ينبت في القفار، من دون أية رعاية أو عناية؟! إن ابن خلدون لا يعتقد ذلك: فهو يرى أنه لابد من القيام بعمل من الأعمال في كل رزق. لكن العمل قد يكون ظاهراً وقد يكون غير ظاهر: إنه يكون ظاهراً للعيان، ولا يحتاج إلى أي بيان، إذا نظرنا إلى الصنائع المختلفة، مثل صنع الصيوان والكرسي. وفي هذه الحال، لا يمكن لكائن من كان، أن ينكره فيهما بوجه من الوجوه. بيد أن العمل قد يكون مقتضى من الحيوان أو النبات أو المعدن؛ وهو عندئذ لا يكون ظاهراً في الوهلة الأولى. ولهذا كان هناك من يعتقد أنه ما من عمل إنساني هناك؛ وإن هذه المقتنيات جميعاً هي هبة من الطبيعة، تجود بها على الإنسان. ولكن ابن خلدون لا يعتقد هذا الاعتقاد؛ فهو يرى أنه لابد هنا أيضاً من العمل الإنساني، للانتفاع بهذه المقتنيات الطبيعية. ويضرب على ذلك أمثلة الحليب والثمار والمعدن: فالحليب لابد من حلبه ونقله إلى راغبيه؛ والحلب والنقل عملان؛ والثمار لابد من قطفها وتوزيعها؛ والقطف والتوزيع عملان؛ والمعدن لابد من استخراجه وصنعه؛ والاستخراج والصنع عملان؛ الخ… (12).
وفضلاً عن ذلك، فبعض البضائع لا يكون منفرداً مستقلاً عن غيره، بل يكون معه غيره. ويضرب لنا ابن خلدون مثلين على مثل هذه الصنائع، هما النجارة والحياكة. وهو يرى أن النجارة يكون معها الخشب؛ وأن الحياكة يكون معها الغزل؛ وهكذا… فإذا أنعمنا النظر فيها قليلاً، وجدنا قيمة العمل فيها أكثر من قيمة الأشياء التي تكون معها. ولتوضيح ذلك، لنفكر بقيمة العمل المبذول في بناء بيت من البيوت: إن قيمة العمل المبذول هنا أكبر بكثير من قيمة المواد المستخدمة في البناء. وقل الشيء نفسه بالنسبة إلى أسعار الأقوات بين الناس؛ ولاسيما في الأقطار التي يكون علاج الفلح فيها ومؤونته غير يسيرة (13).
وهنا لابد لنا من استخلاص نتيجة وتقريرها: إنه لابد لنا من تقرير أن ما يفيده الإنسان من اقتناء الصنائع، هو قيمة المبذول في صناعتها، إذ ليس هناك إلا العمل؛ لكنه ليس مقصوداً بنفسه للقنية (14). وهذا يعني، إننا لا نقصد إلا امتلاك العمل نفسه؛ لأن العمل لا يمتلك؛ بل إن ما يمتلك هو ناتج العمل فقط. ومن هذه الناحية، يمكننا أن نقول: إن العمل المبذول في بناء بيت من البيوت، هو الذي نقتنيه بشراء هذا البيت: إن ما نشتريه في الحقيقة هو ناتج هذا العمل، وهو البناء على وجه معين، لا العمل نفسه.
وعلى هذا النحو، يتبين لنا بوضوح، أن المفادات والمكتسبات ـ كلها أو أكثرها ـ هي قيم الأعمال الإنسانية (15). وهذا ينتهي إلى أن قلة الرزق أو كثرته إنما يكونان بقلة الأعمال الإنسانية أو كثرتها. وهنا يمكننا أن نستنتج، أن الأمصار ذات السكان القلائل يكون الرزق فيها قليلاً، لقلة الأعمال الإنسانية فيها؛ وأن الأمصار ذات السكان الكثر يكثر فيها، لكثرة الأعمال الإنسانية فيها: فعلى قدر العمل في مصر من الأمصار، تكون سعة العيش ورفاهيته بين أهله وسكانه (16).
(2) العمل والربح:
بيد أن ما قدمناه لا يعبر عن الحقيقة تعبيراً دقيقاً؛ بل إن فيه شيئاً من التجاوز. والحقيقة، إن قيمة الأشياء ليست قيمة العمل المبذول في صنعها على وجه التحقيق؛ بل تنضاف إليه زيادة في أثمانها، هي ربح التاجر الذي يتجر بها. وإذا أنعمنا النظر في الأمر قليلاً، وجدنا أن الأشياء المصنوعة وغير المصنوعة بحاجة إلى من يشتريها ويحتفظ بها، في انتظار المشتري الراغب فيها. وهذا يقوم به التاجر الذي يشتريها من أجل المتاجرة بها، لا لأنه بحاجة إليها. ولذلك هو يزيد في أسعار البضائع، ليجني ببيعها أرباحاً لنفسه. ولكي يحقق غايته، ينتظر عادة تحول الأسواق؛ وهو يتمنى أن يكون هذا التحول سريعاً، ليجني أرباحه بسرعة.
والحقيقة، إن التاجر يحاول باستمرار، أن يدخر البضائع المشتراة مدة من الزمن، تطول أو تقصر، بحسب بطء تحول الأسواق أو سرعته. ولعنصر الزمن أهميته بالنسبة إليه؛ لأنه قد يكون عامل ربح سريع أو بطيء: ولاشك أن التاجر يرغب في الربح السريع. وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا تحولت السوق بسرعة، واعتدلت الأسعار. أما إذا استديم الرخص في سلعة من السلع، فإنه يؤدي إلى كساد السوق، وطول مدة الاحتفاظ بالسلعة. وهذا ينتهي إلى فساد الربح؛ الأمر الذي يجعل التاجر يقعد عن السعي؛ فيفسد بذلك رأس ماله (17).
والواقع إن كساد الأسواق معناه قلة الربح؛ وقلة الربح معناها عدم توافر القدر الكافي من المال لإنفاقه في ضروريات الحياة. وهذا يدفع بالتاجر إلى الإنفاق من رأس ماله بالذات الأمر الذي ينتهي به إلى نضوب رأس ماله؛ أي إفلاسه، كما نقول اليوم.
بيد أن الكساد في الأسواق لا ينال من التجار فحسب؛ بل ينال من أصحاب الحرف أيضاً؛ فهم الذين يقومون بصناعة السلع التي هي في أساس اتجار التاجر. ولهذا كان أمرهم ـ هم أيضاً ـ ينتهي إلى السوء والفقر. ويضرب ابن خلدون مثالاً على ذلك حال المحترفين بالزراعة في سائر أطوارها؛ فيقول: “واعتبر ذلك أولا بالزرع: فإنه إذا استديم رخصه، يفسد به حال المحترفين بسائر أطواره من الفلح والزراعة، لقلة الربح فيه، وندرته، أو فقده؛ فيفقدون النماء في أموالهم، أو يجدونه على قلة، ويعودون بالإنفاق على رؤوس أموالهم، وتفسد أحوالهم، ويصيرون إلى الفقر والخصاصة (18)”.
وهذا يعني، إن الرخص الذي يصيب صنفاً من الأصناف، يؤدي إلى الإجحاف بمعاش المحترفين بذلك الصنف (19). وإذا علمنا أن سعر هذا الصنف هو قيمة العمل المبذول في إنتاجه، علمنا أيضاً أن عمل المحترفين بهذا الصنف ذهب هدراً.
بيد أن الرخص المفرط ليس وحده العامل في كساد صنف من الأصناف؛ بل إن الغلاء المفرط هو أيضاً عامل في كساده. ولهذا كان السعر المعتدل هو المؤدي إلى حوالة الأسواق، ورواج البضائع؛ ومن ثم إلى انتفاع المحترفين بالأصناف التي احترفوا بها (20). وفي هذه الحال، فهم يجزون جزاء عادلاً على عملهم.
لكن الأمر في فساد حال المحترفين بحرفة من الحرف لا يتوقف عندهم، بل يتجاوزهم إلى غيرهم من أهل الحرف الأخرى؛ لاسيما تلك التي تمت من قريب إلى الحرفة الكاسدة. ويضرب لنا ابن خلدون مثالاً على ذلك فساد حرفة الزراعة فيقول: “ويتبع ذلك الفساد حال المحترفين أيضاً بالطحن والخبز وسائر ما يتعلق بالزراعة من الحرث، إلى صيرورته مأكولاً (21)”.
ولا يقف الفساد عند هذا الحد؛ بل إنه يتعدى أهل هذه الحرف المتعددة جميعاً إلى الجند أنفسهم؛ بسبب قلة الجباية، وسوء أحوال الدولة. يقول ابن خلدون: “وكذا يفسد حال الجند؛ إذا كانت أرزاقهم من السلطان على أهل الفلح زرعاً، فإنها تقل جبايتهم من ذلك، ويعجزون عن إقامة الجندية التي هم بسببها ومطالبون بها، ومنقطعون لها؛ فتفسد أحوالهم (22)”.
وما صح على الزراعة والحرف التابعة لها، يصح على العسل والملبوسات وسائر الحرف الأخرى (23).
(3) العمران وقيمة العمل:
بيد أن قيمة العمل المبذول في إنتاج البضائع أو صنعها، تختلف باختلاف درجة العمران وازدحام سكانه. وهنا يلاحظ ابن خلدون، أن الحاجات الضرورية ترخص أثمانها، كلما ازدادت درجة العمران، وتزايد معها تزاحم السكان؛ في حين أن الحاجات الكمالية ترتفع أثمانها خلافاً لذلك، بارتفاع درجة العمران وتزايد السكان (24).
ولكي يشرح ابن خلدون ذلك، يبدأ بالكلام على رخص الحاجات الضرورية. وهو يعد منها الأقوات من الحنطة وما في معناها، كالباقلاء، والبصل والثوم وأشباهها (25). ويعلل رخص أثمانها بعدم إهمال الناس لأقواتهم. وبهذا الصدد يقول: “والسبب في ذلك، أن الحبوب من ضرورات القوت؛ فتتوافر الدواعي على اتخاذها؛ إذ كل أحد لا يهمل قوت منزله بشهره أو سنته، فيعم اتخاذها أهل مصر، أو الأكثر منهم في ذلك المصر، أو فيما قرب منه، لابد من ذلك (26)”.
بيد أن هذا السبب ليس الوحيد؛ فهناك سبب آخر وهو فيض فضلة من أقواتهم عنهم. ويمكننا أن نعد هذا السبب امتداداً للسبب الأول. ويقول ابن خلدون في شرحه هذه الحقيقة ما يلي: “وكل متخذ لقوته تفضل عنه وعن أهل بيته فضلة كبيرة تسد خلة كثيرين من أهل ذلك المصر؛ فتفضل الأقوات على أهل المصر من غير شك؛ فترخص أسعارها في الغالب؛ إلا ما يصيبها في بعض السنين من الآفات السماوية. ولولا احتكار الناس لها ـ لما يتوقع من تلك الآفات ـ لبذلت دون ثمن أو عوض؛ لكثرتها بكثرة العمران (27)”.
أما في الأمصار الصغيرة القليلة السكان، فيكون الأمر على خلاف ذلك؛ إذ تكون أثمان الحاجات الضرورية فيها غالية لقلتها، وقلتها ناتجة عن قلة الأعمال فيها. وهذا يدعو السكان إلى التمسك بما يحصل في أيديهم منها، خوفاً من طلبها حين الحاجة، وعدم إيجادها. وهذا يؤدي إلى احتكارها؛ فيعز وجودها، ويغلو من ثمة ثمنها على طالبها (28).
لكن الأمر على خلاف ذلك بالإضافة إلى الحاجات الكمالية. والحقيقة، إذا كانت الحاجات الضرورية تنخفض أثمانها في الأمصار الكثيرة السكان، فإن الحاجات الكمالية ترتفع أثمانها فيها. ويعد ابن خلدون من الحاجات الكمالية الأدم والفواكه والملابس والماعون والمراكب وسائر الصانع والمباني (29). ويعلل ارتفاع أسعارها بعدم الحاجة إلى اتخاذها من الناس أجمعين. وبهذا الصدد يقول: “وأما سائر المرافق من الأدم والفواكه وما إليها، فإنها لا تعم بها البلوى، ولا يستغرق اتخاذها أعمال أهل لمصر أجمعين، ولا الكثير منهم (30)”.
بيد أن هناك سبباً آخر لارتفاع أثمان الحاجات الكمالية، وهو الترف الذي يؤدي إلى البذل بإسراف في سبيلها. يقول ابن خلدون مبيناً ذلك: “ثم إن المصر إذا كان مستبحراً موفور العمران، كثير حاجات الترف، توافرت حينئذ الدواعي على طلب تلك المرافق والاستكثار منها؛ كل بحسب حاله؛ فيقصر الموجود منها عن الحاجات قصوراً بالغاً؛ ويكثر المستامون لها؛ وهي قليلة في نفسها؛ فتزدحم أهل الأغراض؛ ويبذل أهل الترف والرفه أثمانها بإسراف في الغلاء؛ لحاجتهم إليها أكثر من غيرهم؛ فيقع فيها الغلاء (31).
ولكن الأمر في الأمصار الصغيرة القليلة السكان على خلاف ذلك تماماً؛ إذ تكون الحاجات الكمالية رخيصة فيها لقلة طلابها. يقول ابن خلدون: “وأما مرافقهم فلا تدعو إليها أيضاً حاجة، لقلة السكان وضعف الأحوال؛ فلا تنفق لديهم سوقه؛ فيختص بالرخص في سعره (32)”.
ولا يكاد ابن خلدون يصل إلى هذا الحد من الموازنة بين أسعار الحاجات الضرورية وأسعار الحاجات الكمالية في الأمصار القليلة السكان والأمصار الكثيرة السكان، حتى يحاول أن يحدد العلاقة بين الأسعار؛ بحيث يتوقع قارئه أن يجد قانوناً ينظم هذه العلاقة. لكن ابن خلدون لم ينص على قانون صريح فيما يتعلق بأسعار الحاجات، غير أن شيئاً من أنعام النظر والتفكير نرى فيما قاله، قانون العرض والطلب واضحاً في معناه أشد الوضوح:
فالحاجات الضرورية لا طلب عليها لتوافرها في كل يد، وفي كل بيت، وفي كل سوق من الأمصار الموفورة العمران. وهذا يعني أن العرض أكثر من الطلب. بيد أن الأمر مخالف لذلك في الأمصار الصغيرة؛ إذ إنها مفقودة في الأسواق ومحتكرة في البيوت. ولهذا فإن طالبها لن يجدها إلا إذا بذل في سبيل الحصول عليها. وهنا نلمس أيضاً قانون العرض والطلب؛ ولكن الطلب أكثر من العرض. ومن هنا كانت زيادة العرض على الطلب مؤدية إلى رخص الأسعار؛ وكان زيادة الطلب على العرض مؤدية إلى غلائها. وما قلناه على الحاجات الضرورية، يصح على الحاجات الكمالية؛ ولكن صحته عكسية.
3 ـ الاقتصاد والدولة
بيد أن قيمة البضاعة تزداد أيضاً بعامل آخر، هو ما تفرضه الدولة من مكوس عليها؛ لاسيما ما تفرضه على البياعات التي تتجر بها. يقول ابن خلدون بهذا الصدد: “وقد يدخل أيضاً في قيمة الأقوات، ما يفرض عليها من المكوس والمغارم للسلطان، في الأسواق وأبواب المصر، للجباة منافع يفرضونها على البياعات لأنفسهم (33)”.
هذا سبب آخر يلجأ إليه ابن خلدون لتعليل غلاء الحاجات في المدن. ولهذا يضيف قائلاً: “ولذلك كانت الأسعار في الأمصار أعلى من الأسعار في البادية، إذا المكوس والمغارم والفرائض قليلة لديهم أو معدومة؛ وكثرتها في الأمصار؛ لاسيما في أواخر الدولة (34)”.
وهذا يقودنا إلى الحديث عن الجباية. وسنرى أن فيها لابن خلدون رأياً طريفاً. فهو يرى أن قلة قدر الوزائع ينشط العمل ويرفع من قيمة الجباية؛ وإن رفع قيمتها يقعد الناس عن العمل؛ فتنخفض قيمة الجباية. ولهذا كان للسنة التي تستنها الدولة في فرض الضرائب وتوزيعها، أثر كبير في نشاط العمل.
(1) الجباية والعمل والترف:
لكي تقوم الدولة بوظائفها المختلفة، لابد لها من المال؛ والمصدر الرئيسي للمال بالإضافة إليها هو الجباية وما يتعلق بها من الوزائع. ويرى ابن خلدون أن الوازئع المفروضة على الناس، في بدء قيام الدولة، تكون قليلة المقدار بالنسبة إلى الأشخاص المفروضة عليهم. لكن الدولة تجني من ورائها جملة كبيرة من الدخل، لما تؤدي إليه من تنشيط الأعمال والحصول على وزائع كثيرة جراء ذلك. وخلافاً لذلك، فإن الوزائع التي تفرض على الناس في أواخر قيام الدولة، وعند بلوغها أعلى مراتب الرفه، تكون عظيمة المقدار بالنسبة إلى الأشخاص. لكنها لا تجني للدولة من ذلك جملة كبيرة من الدخل (35) لما تؤدي إليه من تثبيط الهمم عن العمل، وقلة الوزائع المتأتية عن ذلك.
ويشرح ابن خلدون ذلك مستنداً إلى وضع الدول في عصره، ولاسيما الدول الإسلامية. ويقوم تعليله على أن الدولة إما أن تكون سائرة على سنن الدين، وإما على سنن الدين، وإما على سنن التغلب والعصبية. وفي كلتا الحالتين فهي لا تعلي من مقادير الوزائع المفروضة على الناس، إما لأن الشرع يقتضي ذلك، أو لأن خلق البداوة القائم على المسامحة يتطلب ذلك (36).
بيد أن قلة الوزائع هي نفسها سبب كثرة الجملة من أموال الجباية، لما تبعث من النشاط في نفوس الناس، ورغبتهم في العمل والاعتمار. إن هذا والوضع يؤدي إلى أن تكثر الأعمال، وتؤدي كثرتها إلى ازدياد المحصل من أموال الجباية، على الرغم من أن الوزيعة المفروضة على كل منها قليلة. ويشرح ابن خلدون ذلك قائلاً: “وإذا قلت الوزائع والوظائف على الرعايا، نشطوا للعمل، ورغبوا فيه، فيكثر الاعتمار، ويتزايد محصول الاغتباط بقلة المغرم؛ وإذ كثر الاعتمار، كثرت أعداد تلك الوظائف والوزائع فكثرت الجباية التي هي جملتها(37)”.
لكن الحال لا تبقى هي الحال؛ إذ إن كثرة الجباية تؤدي إلى الرفه والترف. وهذا ينتهي إلى أن تمر الدولة بنقطة تحول؛ فينقلب الأمر إلى نقيضه تماماً: فالترف ينادي الترف؛ والرفه يدعو إلى الرفه؛ مما يجعل الدولة بحاجة إلى المزيد من المال؛ فتتجه إلى تكبير مقدار الوزائع المفروضة على الناس. وهنا يعمل القانون النفسي السابق؛ ولكن على نحو عكسي: فبعد أن أدى تقليل الوزائع إلى تنشيط النفوس إلى العمل؛ أخذ تكبير مقدار الوزائع يثبط الهمم إلى العمل. وفي هذه الحال، لابد لجملة الجباية من أن يصغر حجمها، على الرغم من ارتفاع مقدار الوزيعة الواحدة. وإليكم هذا الانقلاب كما يشرحه ابن خلدون. يقول “فإذا استمرت الدولة واتصلت، وتعاقبت ملوكها واحداً كما يشرحه واتصفوا بالكيس، وذهب شر البداوة والسذاجة وخلقها من الأغضاء والتجافي، وجاء الملك العضوص، والحضارة الداعية إلى الكيس؛ وتخلق أهل الدولة حينئذ بخلق التحذلق، وتكثرت عوائدهم وحوائجهم، بسبب ما انغمسوا فيه من النعيم والترف؛ فيكثرون الوظائف والوزائع حينئذ على الرعايا والأكرة والفلاحين وسائر أهل المغارم؛ ويزيدون في كل وظيفة ووزيعة مقداراً عظيماً؛ لتكثر لهم الجباية؛ ويضعون المكوس على البياعات وفي الأبواب… ثم تتدرج الزيادات فيها بمقدار بعد مقدار؛ لتدرج عوائد الدولة في الترف وكثرة الحاجات، والانفاق بسببه، حتى تثقل المغارم على الرعايا، وتنهضم، وتصير عادة مفروضة.
ولكن، كيف تكون العلاقة بين ترف أهل الدولة وقلة جملة الجباية؟ لكي نتوضح ذلك، لابد لنا من الإصغاء إلى ابن خلدون وهو يقول: “اعلم أن الدولة تكون في أولها بدوية كما قلنا؛ فتكون قليلة الحاجات، لعدم الترف عوائده؛ فيكون خرجها وإنفاقها قليلاً؛ فيكون في الجباية حينئذ وفاء بأزيد منها؛ بل يفضل منها كثرة عن حاجاتهم. ثم لا تلبث أن تأخذ بدين الحضارة في الترف وعوائدها، وتجري على نهج الدول السابقة قبلها؛ فيكثر لذلك خراج أهل الدولة، ويكثر خراج السلطان خصوصاً كثرة بالغة؛ بنفقته في خاصته، وكثرة عطائه؛ ولا تفي بذلك الجباية، فتحتاج الدولة إلى الزيادة في الجباية، لما تحتاج إليه الحامية من العطاء، والسلطان من النفقة؛ فيزيد من مقدار الوظائف والوزائع أولاً، كما قلناه؛ ثم يزيد الخرج والحاجات والتدرج في عوائد الترف وفي العطاء للحامية؛ ويدرك الدولة الهرم، وتضعف عصابتها عن جباية الأموال من الأعمال القاصية؛ فتقل الجباية وتكثر العوائد؛ ويكثر بكثرتها رزق الجند وعطاؤهم، فيستحدث صاحب الدولة أنواعاً من الجباية يضربها على البياعات، ويفرض لها قدراً معلوماً على الأثمان في الأسواق، وعلى أعيان السلع في أموال المدينة. وهو مع هذا مضطر لذلك، بما دعاه إليه ترف الناس من كثرة العطاء مع زيادة الجيوش والحامية. وربما يزيد ذلك في أواخر الدولة زيادة بالغة؛ فتكسد الأسواق لفساد الآمال، ويؤذن ذلك باختلال العمران، ويعود على الدولة؛ ولا يزال ذلك يتزايد إلى أن تضمحل (39)”.
ومن هذا نرى، إن زيادة قيمة الوزائع تؤدي إلى تناقص عددها. وهذا يؤدي بدوره إلى تناقض جملة الجباية، واختلال العمران، الذي يؤثر في وضع الدولة؛ ويؤدي إلى اختلالها. وهذا يعني أن استمرار الدولة مرتبط باستمرار العمل في المجتمع الذي تحكمه؛ وأن من واجبها أن تحافظ على استمراره، بجعل الضرائب المفروضة عليه معتدلة ومقبولة.
(2) العمل وازدهار العمران:
لهذا كان استمرار العمران وازدهاره في سعي الناس إلى أعمالهم، مملوئين بآمال الكسب في ذهابهم وإيابهم؛ حتى إذا ذهبت الآمال، جنح الناس إلى الهجرة من المصر؛ لضيق سبل الرزق فيه، إلى مصر آخر يؤملون فيه حسن المآل. ويشرح ابن خلدون ذلك قائلاً: “فإذا قعد الناس عن المعاش، وانقبضت أيديهم عن المكاسب، كسدت أسواق العمران، وانتقضت الأحوال، وابذعر الناس في الآفاق من غير تلك الإيالة في طلب الرزق، فيما خرج عن نطاقها (40)”.
ولما كان ازدهار أحوال العمران بالأعمال؛ وكانت الأعمال تقل بقلة الأيدي العاملة، كان اختلال العمل مؤدياً إلى اختلال السلطان، واختلال السلطان مؤدياً إلى انهيار الدولة. وهنا يعقب ابن خلدون على هذا الوضع قائلاً: “… فخف ساكن القطر، وخلت دياره وخربت أمصاره؛ واختل باختلاله حال الدولة والسلطان؛ لما أنها صورة للعمران، تفسد بفساد مادتها ضرورة (41).
ومن هنا لم يكن ظلم الناس في أموالهم مما يعود بالخير على الدولة والسلطان. وابن خلدون يرى أن جباية الأموال بغير حق ظلم؛ وإنه يعود على الدولة بالخراب. يقول بهذا الصدد: “فجباة الأموال بغير حقها ظلمة؛ والمعتدون عليها ظلمة… ووبال ذلك كله عائد على الدولة بخراب العمران الذي هو مادتها؛ لإذهابه الآمال من أهله (42)”.
وفضلاً عن ذلك، إن تسخير الناس في بعض الأعمال بغير حق، هو من أشد المظالم؛ لأن كل كسب إنما هو قيمة العمل، كما رأينا. والعمل دون كسب معناه اغتصاب قيمة العمل. وبهذا الصدد يقول ابن خلدون شارحاً: “ومن أشد الظلامات وأعظمها في إفساد العمران تكليف الأعمال، وتسخير الرعايا بغير حق. وذلك أن الأعمال من قبيل المتمولات… لأن الرزق أو الكسب إنما هو قيم أعمال أهل العمران. فإذن مساعيهم وأعمالهم كلها متحولات ومكاسب لهم؛ بل إنه لا مكاسب لهم سواها؛ فإن الرعايا في العمارة إنما معاشهم ومكاسبهم من اعتمالهم ذلك. فإذا كلفوا العمل في غير شأنهم؛ واتخذوا سخرياً في معاشهم، بطل كسبهم، واغتصبوا قيمة عملهم ذلك؛ وهو متمولهم؛ فدخل عليهم الضرر؛ وذهب لهم حظ كبير من معاشهم؛ بل هو معاشهم بالجملة؛ فأدى ذلك إلى انتقاص العمران وتخريبه (43)”.
وهكذا نرى أن ابن خلدون يريد أن يفسح الآمال أمام الناس، في سبيل معاشهم وكسبهم؛ لأنه يعتقد أن ذلك يؤدي إلى ازدهار العمران، وازدهار الدولة. وهذا يعني، أنه يربط الدولة بالمجتمع، والمجتمع بالاقتصاد، والاقتصاد بالعمل؛ ويرى أن تيسير سبل العمل من شأنه أن يؤدي ازدهار المجتمع، وازدهار الدولة.
ولهذا وصفه بعضهم بأنه من أنصار المذهب المرسل، أو المذهب الحر، في الاقتصاد. ولكن ما نريد أن نلفت الانتباه إليه هنا، هو أن ابن خلدون نظر إلى الظاهرة الاقتصادية في سياقها الاجتماعي؛ وإنه لم يكن عالم اقتصاد بقدر ما كان عالم اجتماع اقتصادي: لقد ألح كثيراً على ربط العمران بالاقتصاد؛ ورأى أن للمجتمع آلية اقتصادية يتبعها موازية لآليته الحضارية. فما هذه الآلية؟ وما غايتها؟
4 ـ غاية العمران الاقتصادي
وبمعنى آخر، ما الغاية التي يتطلع إليها العمران الاقتصادي في تفاعله مع الحضارة؟ وهل ازدياد الرفه والترف يؤدي إلى استمرار المجتمع في صعوده الحضاري، أو أن هناك أوجاً متى بلغه، كان لابد من الانحدار بعده؟ والأخلاق ما علاقتها بالاقتصاد؛ وهل هي علاقة إيجابية أو سلبية؟
(1) آلية الحضارة والاقتصاد:
يرى ابن خلدون أن للحضارة مظاهر كثيرة متداخلة يؤثر بعضها في بعض، ويتأثر به، متبعاً آلية خاصة. والحقيقة، إن أول مظهر من مظاهر الحضارة هو الميل إلى الترف، الذي يؤدي إلى ازدهار الصنائع لا يلبث أن يجعل الناس يتمادون في الترف بالتدريج إلى أقصى حد. وهذا يكون لصالح بعضهم دون بعض، وعلى حساب بعضهم: فالرفه أول مظاهر الحضارة؛ وهو يؤدي إلى ازدهار الصنائع وتنوع فنونها، وتجمع الثروة في أيدي القلة، وازدياد عدد الفقراء، الأمر الذي ينتهي إلى فساد الأخلاق، نتيجة فساد وجوه المعاش؛ ويكون ذلك مؤذناً بهرم الحضارة وانهيارها.
وهذا ما نريد شرحه فيما يلي:
آ ـ الميل إلى الترف:
إن الميل إلى الترف هو نتيجة لحصول المال؛ والملك هو دور انتقال من البداوة إلى الحضارة؛ وهذا الانتقال لا يكون إلا بالسعي إلى تحصيل الكمالي بعد حصول الضروري. وبهذا الصدد يقول ابن خلدون: “والسبب في ذلك؛ إن الحضارة هي أحوال عادية زائدة عن الضروري من أحوال العمران، زيادة تتفاوت بتفاوت الرفه، وتفاوت الأمم في القلة والكثرة تفاوتاً غير منحصر (44)”.
وهذا يعني، أن الرفه أول مظهر من مظاهر الحضارة.
ب ـ ازدهار الصنائع:
بيد أن الميل إلى الرفه والترف يتطلب حاجات كمالية، والإقبال على هذه الحاجات من شأنه أن ينشط الصنائع التي تنتجها؛ وأن يشجع الصناع الذي يصنعها على الإكثار منها. يقول ابن خلدون في ذلك: “وتقع فيها كثرة التفنن في أنواعها وأصنافها، فتكون بمنزلة الصنائع؛ ويحتاج كل صنف منها إلى القومة عليه، والمهرة فيه. وبقدر ما يتزيد من أصنافها، يتزيد أهل صناعتها، ويتلون ذلك الجيل بها. ومتى اتصلت الأيام، وتعاقبت تلك الصناعات، حذق أولئك الصناع في صناعتهم، ومهروا في معرفتها؛ والإعصار بطولها وانفساح أمدها، وتكرر أمثالها، تزيدها استحكاماً ورسوخاً (45)”.
وهذا يبين أن الميل إلى الرفه والترف يؤدي إلى ازدهار الصنائع وتنوع فنونها، ورسوخها رسوخاً قوياً بتراخي الزمن.
جـ ـ ازدياد الترف وانتشار الفقر:
لكن الترف يولد المزيد من الترف؛ فالصنائع التي كانت وليدة الحاجة إلى الترف لا تلبث أن تصبح عاملاً في المبالغة في درجة درجة، إلى أن يصل إلى غايته. وهنا يضع ابن خلدون يده على حقيقة نفسية تدل على نفاذ بصيرة بالنفس الإنسانية، وعلى تعليل في غاية الدقة. فأصغِ إليه وهو يقول: “وإذا بلغ التآنق في هذه الأحوال المنزلية الغاية، تبعه طاعة الشهوات، فتتلون من تلك العوائد بألوان كثيرة، لا يستقيم حالها معها في دينها ولا ديناها (46)”.
بيد أن نزعة التأنق هذه ـ التي هي وليدة الميل إلى الرفه ـ لا تلبث أن تأخذ مجراها في مجاري الحياة الاجتماعية؛ فتخضع عندئذ لمنطقها القسري، فيتساقط التجار واحداً بعد واحد في هوة الفقر. ويصف ابن خلدون الآلية التي يخضع لها الميل إلى الترف في المجتمع، فيقول: “وبيانه أن المصر بالتفنن في الحضارة تعظم نفقات أهله. والحضارة تتفاوت بتفاوت العمران؛ فمتى كان العمران أكثر، كانت الحضارة أكمل. وقد كنا قدمنا أن المصر الكثير العمران يختص بالغلاء في أسواقه وأسعار حاجته؛ ثم تزيدها المكوس غلاء؛ لأن الحضارة إنما تكون عند انتهاء الدولة في استفحالها، وهو زمن وضع المكوس في الدول، لكثرة خرجها حينئذ، كما تقدم، والمكوس في الدول، لكثرة خرجها حينئذ، كما تقدم؛ والمكوس تعود على البياعات بالغلاء؛ لأن السوق لأن السوق والتجار كلهم يحتسبون على سلعهم وبضائعهم جميع ما ينفقونه، حتى مؤونة أنفسهم؛ فيكون المكس لذلك داخلاً في قيم المبيعات وأثمانها؛ فتعظم نفقات أهل الحضارة، وتخرج عن القصد إلى الإسراف؛ ولا يجدون وليجة عن ذلك، لما ملكهم من آثر العوائد وإطاعتها؛ وتذهب مكاسبهم كلها في النفقات، ويتتابعون في الإملاق والخصاصة؛ ويغلب عليهم الفقر؛ ويقل المستامون للمبايع؛ فتكسد الأسواق؛ ويفسد حال المدينة. وداعية ذلك كله إفراط الحضارة والترف. وهذا مفسدات في المدينة. على العموم، في الأسواق والعمران (47)”.
وبذلك تنتهي الحضارة إلى ازدياد عدد الفقراء باستمرار، مقللة عدد الموسرين يوماً بعد يوم؛ فلا يبقى منهم في النهاية إلا ذوو السلطان. ونحن نرى في هذا التحليل لأوضاع المجتمع والاقتصاد، نظرة نفاذة، لا تضارعها في نفادها غير نظرة ماركس، حينما حلل الأزمات الاقتصادية التي تنتاب النظام الرأسمالي، على الرغم من تفاوت عصريهما، وتباين المعلومات لدى كل منهما.
(2) فساد الأخلاق:
لكن الأمر لا يقتصر على الأحوال الاقتصادية؛ إذ إنه يجر معه الأحوال الأخلاقية: فهناك ارتباط بين هذه وتلك؛ لأن حال الحضارة في العمران، حينما تصل إلى هذا الحد، لا بد أن يتبعها فساد الأخلاق، وانتشار الشرور. ويكون ذلك في بداية الأمر، في طريق تحصيل المعاش. يقول ابن خلدون: “وأما فساد أهلها في ذاتهم، واحداً واحداً على الخصوص، فمن الكد والتعب في حاجات العوائد والتلون بألوان الشر في تحصيلها، وما يعود على النفس من الضرر بعد تحصيلها، بحصول لون آخر من ألوانها. فلذلك يكثر منهم الفسق والشر والسفسفة والتحيل على تحصيل المعاش من وجهه وغير وجهه. وتنصرف النفس إلى الفكرة في ذلك، والغوص عليه، واستجماع الحيلة له. فتجدهم أجرياء على الكذب والمقامرة والغش، والخلابة أو السرقة، والفجور في الإيمان، والربا في البياعات، ثم تجدهم أبصر بطرق الفسق ومذاهبه، والمجاهرة به وبدواعيه، واطراح الحشمة في الخوض فيه، حتى بين الأقارب وذوي المحارم، الذين تقتضي البداوة الحياة منهم في الأقذاع بذلك. وتجدهم أبصر بالمكر والخديعة، يدفعون بذلك ما عساه ينالهم من القهر، وما يتوقعونه من العقاب على تلك القبائح؛ حتى يصير ذلك كله عادة وخلقاً لأكثرهم (48)”.
بيد أن فساد الأخلاق لا يقتصر على محصلي معاشهم؛ بل يتعداهم إلى أهل الحسب والنسب من ذوي البيوتات الرفيعة. يصف ابن خلدون ذلك قائلاً: “ويموج بحر المدينة بالسفلة من أهل الأخلاق الذميمة؛ ويجاريهم فيها كثير من ناشئة الدولة وولدانهم، ومن أهمل عن التأديب، وغلب عليه خلق الجواري، وإن كانوا أهل نسب وبيوتات، وذلك أن الناس بشر متماثلون؛ وإنما تفاضلوا وتميزوا بالخلق واكتساب الفضائل واجتناب الرذائل. فمن استحكمت فيه الرذائل بأي وجه كان، وفسد خلق الخير فيه، لم ينفعه زكاء نسبه، ولا طيب منبته. ولهذا تجد كثيراً من أعقاب البيوتات، وذوي الأحساب والأصالة، وأهل الدول، منطرحين في الغمار، منتحلين للحرف الدنية في معاشهم، بما فسد من أخلاقهم، وتلونوا به من صبغة الشر والسفسفة (49)”.
وهكذا تنتهي الحضارة إلى فساد الأخلاق، كما انتهت إلى فساد وجوه المعاش، ووقوع الناس في هوة الفقر؛ بل إن فساد الأخلاق ليس إلا نتيجة لفساد وجوه المعاش وانتشار الفقر.
(3) انهيار الحضارة:
ولا تكاد الحضارة تبلغ هذا المبلغ، حتى تشرف على نهايتها وتحمل عناصر الخراب المودية بها. وذلك لأن الناس يبدؤون بإهمال بعض الأعمال، ولاسيما ما كان منها معدوداً في الترف والرفه. وفي هذا قضاء على الحضارة، وقضاء على العمران. يصف لنا ابن خلدون ذلك فيقول: “وإذا كثر ذلك في المدينة أو الأمة، تأذن الله بخرابها وانقراضها،… ووجهه حينئذ، أن مكاسبهم لا تفي بحاجاتهم لكثرة العوائد ومطالبة النفس بها؛ فلا تستقيم أحوالهم. وإذا فسدت أحوال الأشخاص واحداً واحداً، اختل نظام المدينة وخربت.. حتى إن كثيراً من العامة يتحامى غرس النارنج بالدور، وليس المراد ذلك، ولا أنه خاصية في النارنج، وإنما معنا أن البساتين وأجرار المياه هو من توابع الحضارة ثم إن النارنج والليم والسرو وأمثال ذلك، مما لا طعم فيه ولا منفعة، هو غاية الحضارة؛ إذ لا يقصد بها في البساتين إلا أشكالها فقط؛ ولا تغرس إلا بعد التفنن في مذاهب الترف. وهذا هو الطور الذي يخشى معه هلاك المصر وخرابه، كما قلناه (50)”.
ومن هنا كانت غاية العمران هي الحضارة؛ وكانت غاية الحضارة هي الترف. بيد أن الترف لا يلبث أن ينتهي إلى الفساد؛ إذ إنه لا يكاد يبلغ غايته، حتى ينقلب إلى إفساد. وعندئذ تأخذ الحضارة بالهرم وتذوي؛ ويهرم العمران معها ويذوي؛ شأنها في ذلك شأن الحيوان في إعماره الطبيعية؛ إذ إن للحضارة والعمران إعماراً كما للحيوان سواء بسواء (51)”.
خاتمة ـ نقد وتقدير
تلكم هي آراء ابن خلدون في الاقتصاد، بل في علم الاجتماع الاقتصادي، كما استقرأناها من “مقدمته”. وهي آراء لا تخلو من جدة ونفاذ نظر؛ لاسيما إذا نظرنا إليها في الإطار التاريخي والحضاري الذي كتب فيه ابن خلدون. لاشك أن علم الاقتصاد تجاوز اليوم هذه الآراء؛ وكذلك علم الاجتماع الاقتصادي. ولكن يجب علينا أن لا ننسى، أنه انقضى الآن على فراغ ابن خلدون كتابة “مقدمته” ستة قرون ونيف. ونعتقد أنه يكفي المرء أن يعلم، أن ابن خلدون تطرق إلى المسألة الاقتصادية، حتى يدرك العبقرية الفذة التي كان يتمتع بها؛ وأنه يكفيه أن يعلم فضلاً عن ذلك، أنه درسها في سياقها الاجتماعي، حتى يزداد تقديره لهذه العبقرية.
ولكن هذا الكلام ليس كافياً، ولابد لنا أن نتجاوز التعميم إلى التخصيص؛ فنحاول بيان النقاط التي ارتكزت عليها عبقريته في نطاق البحث الاقتصادي الاجتماعي. ويمكننا أن نلخصها فيما يلي:
أولاً ـ قد يكون من باب التكرار غير الممل أن نلح على أن نظرة ابن خلدون كانت تنظر إلى اقتصاد في سياقه الاجتماعي: وهذا ما نراه في رأيه في اختلاف أحوال الأجيال باختلاف نحلهم من المعاش؛ وفي رأيه في الفرق بين البدو والحضر الذي هو فرق في انتحال الزراعة أو انتحال الصنائع؛ وفي رأيه في أن نمو الأعمال واختلافها تابعان لنمو العمران وتنوعه؛ وفي رأيه في اختلاف قيمة العمل مرتبط بدرجة اختلاف العمران؛ وفي رأيه في أن فساد الحياة الاقتصادية يؤدي إلى فساد الأخلاق.
ثانياً ـ لقد رأينا أن ابن خلدون يعطي العمل قيمة كبيرة في الأشياء، حتى تلك التي تبدو في الوهلة الأولى أنها هبة من السماء؛ مثل الحليب والثمر والمعدن. وهذا جوهر نظرية كارل ماركس في العمل. غير أن ماركس يمذهب العمل ويعطيه القيمة الأولى في الأشياء؛ على حين أن ابن خلدون يقف عند حدود سرد الوقائع. وهذا أقرب إلى الروح العلمية؛ لأن المذهبية فلسفة.
ثالثاً ـ ومع ذلك لا يقف التشابه عند هذا الحد بين ابن خلدون وماركس؛ إذ إن تفريق ابن خلدون بين العمل وناتج العمل لا يختلف كثيراً عن تفريق ماركس بين العمل وقوة العمل. فيما يفيده الإنسان ـ في نظر ابن خلدون ـ من اقتناء الصنائع، هو قيمة العمل المبذول في صناعتها؛ إذ ليس هناك إلا العمل، ولكنه ليس مقصوداً بنفسه للقنية. وكذلك نجد عند كارل ماركس، أن ما يبيعه العامل للرأسمالي هو قوة عمله لا عمله ذاته. والحقيقة، أن الاختلاف بينهما في المصطلح المستخدم في التعبير، لكن الفكرة واحدة؛ لأن قوة العمل تؤدي إلى ناتج العمل؛ ولأن ناتج العمل ليس إلا تجسيداً لقوة العمل.
رابعاً ـ رأينا في آراء ابن خلدون عن رخص الحاجات الضرورية وغلاء الحاجات الكمالية، نواة قانون العرض والطلب الذي يعتمد عليه الاقتصاد الرأسمالي؛ وأنه إذا لم ينص عيله في صورة قانون صريح، فإن هذا القانون متضمن في عرضه للأحوال التي تطرأ على هذه الحاجات. وقد بينا في تحليلنا هذا الكلام، كيف أن توافر الحاجات الضرورية في الأمصار الكبيرة، يعني أنها معروضة لكل طالب؛ وأن هذا العرض هو سبب رخصها؛ وأن عدم توافرها في الأمصار الصغيرة، يعني أنها محجوبة عن كل طالب؛ وأن هذا الحجب هو سبب غلائها. وواضح أن هذا يتضمن جوهر قانون العرض والطلب.
خامساً ـ رأينا أن ابن خلدون ربط بين العمل والجباية والعمران؛ ودعا إلى تقليل الوزائع المفروضة على الناس؛ ليشجعهم ذلك على العمل. وهذا يعني، أن جوهر الحياة الاجتماعية هو الاقتصاد. وهذا ما تلح عليه المذاهب الاقتصادية الحديثة؛ ولاسيما الماركسية. غير أن ابن خلدون ينادي بترك حرية العمل للناس، وعند تدخل الدولة في شؤونهم الاقتصادية؛ في حين تنادي الماركسية بالتدخل وإشراف الدولة على الاقتصاد.
لكن القصد عند كل منهما كان واحداً، فكلاهما كانا يتطلعان إلى العدالة الاجتماعية؛ وإن كان ذلك من زاويتين مختلفتين: فابن خلدون كان يرى التاجر واقعاً تحت رحمة السلطان وجبايته؛ وهذا ينعكس على أصحاب الحرف الذين يتاجر بإنتاجهم والذين تسوء أحوالهم وتنعكس على سواهم، حتى تعم المصر، وتضر بسير الأعمال على اختلافها؛ فيؤدي ذلك كله إلى الإخلال بالعمران وخرابه؛ في حين كان ماركس يرى طغيان الرأسماليين والصناعيين على العمال، وانتزاع جهودهم ظلماً بتكديس فضل القيمة، وتحويلها إلى جيوبهم حيناً، وتوسيع مشروعاتهم حيناً آخر؛ فأراد أن ينصف العمال منهم، بتأميم رأس المال، وجعله ملكاً للمجتمع وللطبقة الكادحة.
قد يبدو في الوهلة الأولى، أن هناك اختلافاً بين نظرية ابن خلدون ونظرية ماركس. ولكنه اختلاف ظاهري لابد للمتأمل المدقق من أن يتجاوزه: إذ إن ابن خلدون يرجع سبب الظلم الاجتماعي إلى الجباية وإلى السلطان؛ في حين أن ماركس يرجعه إلى فضل القيمة وإلى الرأسمالي. ولكننا حينما نربط بين نظرية ماركس في الاقتصاد ونظريته في السياسة من حيث هي بنية فوقية للأوضاع الاقتصادية؛ أي من حيث أن السياسة تعبير عن مصالح طبقة الحكام، وهي طبقة الرأسماليين هنا، زال الفرق بين النظريتين، وتبين أنهما نظرية واحدة: إذ إن العلاقة تبقى علاقة اقتصاد بالحكام. ومع ذلك، إن هناك فارقاً بين النظريتين، وهو يتلخص في أن نظرية ابن خلدون مجملة، في حين أن نظرية ماركس أتت أكثر تفصيلاً. بيد أن الإنصاف يقتضينا أن نذكر، أن هذه التفصيلات هي انعكاس لتطور الحياة الاقتصادية وتزايد تعقدها، مما يجعل أمر إغفالها عند ابن خلدون طبيعياً؛ وأمر بروزها عند ماركس طبيعياً أيضاً.
ولهذا لابد لنا، إذا وضعنا ابن خلدون في إطار عصره، من أن نتقبل ما أتى به بالنسبة إلى هذا العصر، وأن لا نرى منه تقصيراً إذا غفل عما أتى به ماركس. لقد كان يعبر عن الوضع الاقتصادي كما كان سائداً في عصره، ومن خلال المجتمع الإسلامي الذي عاش فيه. وقد كان هذا قبل نشوء الصناعة الحديثة وتضخم رأس المال وقيام الاحتكارات بدرجاتها المختلفة، وصيرورة أدوات الإنتاج وسيلة استغلال وتسلط؛ وهذا يعني أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى قيام الاشتراكية والماركسية لم تكن معروفة في عصره؛ لنطالبه بما نطالب به الاشتراكية والماركسية.
***
ومن هذا نرى، أن ابن خلدون كان رائداً في علم الاقتصاد؛ وإنه رأى الظاهرة الاقتصادية في سياقها الاجتماعي. لقد رأى الموضوع الاقتصادي رؤية واضحة؛ وإن تكن مجملة. فإذا هو لم يرَ المسألة كلها، ولم يلمح أبعادها بكل اتساعها، فلأن النظرة الأولى لا يمكن أن تكون إلا إجمالية أولاً؛ ولأن العلم الاقتصادي علم يرتبط بالمجتمع؛ والمجتمع خاضع للتطور، ولا يمكن التنبؤ بكل ما سيؤول إليه، ثانياً. وهذا يعني، أن ابن خلدون لم يكن باستطاعته أن يرى موضوعه الاقتصادي إلا كما رآه.
***
الحواشي:
(1) في أعمال مهرجان ابن خلدون ص 207، منشورات المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، القاهرة 1962.
(2) مقدمة “المقدمة” في الجزء الأول من “المقدمة”، ص 134، لجنة البيان العربي 1957.
(3) المقدمة ج 4 ص 1355، لجنة البيان العربي.
(4) المقدمة ج 4 ص 1355.
(5) المقدمة ج 4 ص 1355.
(6) المقدمة ج 2، ص 407، لجنة البيان العربي، القاهرة 1959.
(7) المقدمة ج 2، ص 407 ـ 408.
(8) المقدمة ج 2، ص 408 ـ 409.
(9) المقدمة ج 2، ص 413.
(10) المقدمة، ج 3، ص 895 ـ 896، لجنة البيان العربي القاهرة 1960.
(11) المقدمة، ج 3، ص 897.
(12) المقدمة، ج 3، ص 896 ـ 897.
(13) المقدمة، ج 3، ص 896.
(14) المقدمة، ج 3، ص 896.
(15) المقدمة، ج 3، ص 896
(16) المقدمة، ج 3، ص 897.
(17) المقدمة، ج 3، ص 930.
(18) المقدمة، ج 3، ص 921.
(19) المقدمة، ج 3، ص 921.
(20) المقدمة، ج 3، ص 921.
(21) المقدمة، ج 3، ص 921.
(22) المقدمة، ج 3، ص 921.
(23) المقدمة، ج 3، ص 921.
(24) المقدمة، ج 3، ص 863.
(25) المقدمة، ج 3، ص 863.
(26) المقدمة، ج 3، ص 863 ـ 864.
(27) المقدمة، ج 3، ص 864.
(28) المقدمة، ج 3، ص 865.
(29) المقدمة، ج 3، ص 863.
(30) المقدمة، ج 3، ص 864.
(31) المقدمة، ج 3، ص 865.
(32) المقدمة، ج 3، ص 865.
(33) المقدمة، ج 3، ص 865.
(34) المقدمة، ج 3، ص 865.
(35) المقدمة، ج 2، ص .667
(36) المقدمة، ج 2، ص 667 ـ 668.
(37) المقدمة، ج 2، ص 668.
(38) المقدمة، ج 2، ص 668.
(39) المقدمة، ج 2، ص 670.
(40) المقدمة، ج 2، ص 680.
(41) المقدمة، ج 2، ص 680.
(42) المقدمة، ج 2، ص 681 ـ 682.
(43) المقدمة، ج 2، ص 683 ـ 684.
(44) المقدمة، ج 3، ص 871 ـ 872.
(45) المقدمة، ج 3، ص 872.
(46) المقدمة، ج 3، ص 876.
(47) المقدمة، ج 3، ص 876 ـ 877
(48) (48) المقدمة، ج 3، ص 877 ـ 878.
(49) المقدمة، ج 3، ص 878.
(50) المقدمة، ج 3، ص 878 ـ 879.
(51) المقدمة ج 3، ص 880.
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 19 – السنة الخامسة – نيسان “أبريل” 1985 – رجب 1405
منقــــــــــــــــــــــ ـــول
وكانوا يقولون: كان إذا تحدث يُسمع العواتق في خدورهن {النساء المخبَّئات} ، أي يُسمع النساء وهن في بيوتهن ، في كل أرجاء المدينة ، لا إذاعة ولا ميكروفون ، ولكن القدرة الإلهية تجعل الهواء يوصل صوت خير البرية إلى ما شاء من البرية، وهذه مزية وخصوصية اختصه بها الله دون ما سواه صلوات ربي وتسليماته عليه
وعن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: {مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلا بَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ ، حَسَنَ الصَّوْتِ ، حَتَّى بَعَثَ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ ، وَلَمْ يَكُنْ يُرَجِّعُ ، وَلَكِنْ كَانَ يَمُدُّ بَعْضَ الْمَدِّ}{2}
{ما بعث الله نبياً إلا حسن الوجه حسن الصوت فكان نبيكم صلى الله عليه وسلم أحسنهم وجهاً وأحسنهم صوتا ، وكان صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ حيث لا يبلغه صوت غيره}{3}
والأعجب من ذلك – لمن ذهب منكم إلى مِنَى ورآها – أنه كان في حجة الوداع معه مائة ألف ، وعندما ذهبوا إلى مِنَى تفرقوا ، وكان كثير من العرب يميل إلى سُكنى أعالي الجبال إلى وقتنا هذا ، ويقول عبد الرحمن بن معاذ التيمي رضي الله عنه: {خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِمِنًى فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا حَتَّى كُنَّا نَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَنَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا}{4}
الكل سمعه من الخيام مع أن صوته هادئ ، لكن كان الله يُبلغ صوته لمن أراد ، لأن الله قال فيه وفي أمثاله من الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ} النساء64
كل شيء في الكون عاليه ودانيه مسخرٌ لحضرته ومأمور بطاعته ، لأنه رسول الحق ، والله اختاره واجتباه ليُبلغ دعوة الله إلى خلق الله عليه الصلاة والسلام
وعن أم هانيء رضي الله عنها قالت: {كُنَّا نَسْمَعُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَوْفِ اللَّيْلِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي}{5}
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ يُنْذِرُ جَيْشًا ، يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ}{6}
{1} معجم الطبراني ودلائل النبوة للبيهقي عن عائشة رضي الله عنها
{2} الطبقات الكبرى لابن سعد والشمائل المحمدية للترمذي
{3} ابن حجر في فتح الباري
{4} سنن أبي داود والنسائي
{5} دلائل النبوة للبيهقي ومسند أحمد
{6} صحيح مسلم وسنن ابن ماجة
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…5&id=578&cat=4
منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}
اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً
[IMG][/IMG]
[/frame]