قال : أما أشعر الناس امرؤ القيس بن حجر , وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد يعني أباه , وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب . فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ليس كما قلت ياعدي . أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو , وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه {صلى الله عليه وسلم }, وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب .
وقيل لجرير : من أشعر الناس ؟ قال : أنا لولا الخنساء . قيل: لم فضلتك ؟
قال: لقولها :
إن الزمان وما يفنى له عجب – أبقى لنا ذنبا واستأصل الرأس
إن الجديدين في طول اختلافهما – لايفسدان ولكن يفسد الناس .
وإليكم رائعة من روائع شعر الخنساء أقدمها لكم لعلها أن تعجبكم :
يؤرقني التذكر حين أمسي – ويردعني مع الأحزان نكسي
على صخر وأي فتى كصخر – ليوم كريهة وطعان خلس
وعان طارق أو مستضيف – يروع قلبه من كل جرس
ولم أرى مثله رزءا لجن – ولم أرى مثله رزءا لأنس
أشد على صروف الدهر منه – وأفضل في الخطوب لكل لبس
ألا ياصخر لا أنساك حتى – أفارق مهجتي ويشق رمسي
ولولا كثرة الباكين حولي – على إخوانهم لقتلت نفسي
ولكن لا أزال أرى عجولا – يساعد نائحا في يوم نحس
تفجع والها تبكي أخاها – صبيحة رزئه أو غب أمس
يذكرني طلوع الشمس صخرا – وأبكيه لكل غروب شمس
وما يبكون مثل أخي ولكن – أعزي النفس عنه بالتأسي