التصنيفات
اللغة العربية السنة الثالثة متوسط

نص الحضارة العربية الإسلامية

السنة الثالثة متوسط
الوحدة الرابعة: الحضارة العربية الإسلامية
1قراءة ودراسة نص: العرب والعلم
أ فهم المقروء ب مصادر الأفعال السداسية ج تطبيقات
الكفاءة القاعدية : القدرة على قراءة النص وفهمه وتحليله وحفظه .
ـ القدرة على سرد بعض جهود العرب والمسلمين في خدمة العلم والإنسانية .
ـ القدرة على ذكر أوزان المصادر السداسية وصياغتها صياغة صحيحة .
القدرة على إدماج المكتسبات في حل التمارين.
مؤشر الكفاءة: يقرأ التلميذ النص قراءة معبرة مسترسلة مع مراعاة احترام آليات القراءة.
ـ ويشرح الكلمات الغامضة فيه ويستخرج أفكاره ومغزاه .
ـ ويعدد أوزان الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف والرباعي المزيد بحرفين وأوزان
مصادرها .
وينجز التمارين بالاستعانة بمكتسباته .
الوسائل: الكتاب 32 , السبورة.

أولافهم المقروء:
1- تقديم الوحدة : ما دور العلم والمال في حياة البشرية ؟ ما أفضل حضارة عرفها البشر ؟ لماذا ؟
2تقديم النص : كيف كانت حالة العرب قبل الإسلام؟ متى بدأ العرب يهتمون بالعلم ؟ ما الدليل على أن الإسلام اهتم بالعلم؟
3الهدف الوسيطي : يدرك التلميذ أن الإسلام دين العلم والحضارة .
4 قراءة صامتة للنص .
5أسئلة لمراقبة الفهم : ما فائدة العلم للإنسان ؟ متى أدرك العرب أن العلم ضروري لهم لإقامة دولة قوية؟ ما الفرق بين المستعمرين والفاتحين؟ كيف استفاد العرب من غيرهم ؟ ماذا يطلب الكاتب منا ؟
6 ـ الفكرة العامة : تبيان الكاتب دور العرب والمسلمين في طلب العلم وتطويره وأثر ذلك على الغرب .
7- قراءة نموذجية.
8 ـ قراءات فردية متتابعة .
9 البناء الفكري:
أ ـ شرح المفردات: مجديا:نافعا, مفيدا,حافرا:عاملا مشجعا, يتوطد: يتمتن, يثبت, اقتبس: أخذ, أثرى: أغنى,جديربالتنويه: يستحق الذكروالإشادة به , أمعن: أكثر.
ب الأسئلة: ماذا تمثل الطبيعة للإنسان؟ كيف يجب أن يتعامل معها الإنسان ؟ بأي سلاح يحقق ذلك؟ بم أفاد الفاتحون الأمم المفتوحة؟ ماذا استفادوا منها ؟ كيف تعامل المسلمون مع تراث غيرهم ؟ ما فضل العرب والمسلمين على البشرية؟ ماذا ينتظرنا اليوم ؟
ج ـ الأفكارالأساسية:
ـ أهمية العلم للإنسان في مواجهة ظواهر الطبيعة والاستفادة منها .
ـ دور الفتوحات الإسلامية في تشجيع العرب والمسلمين على طلب العلم النافع .
ـ مقارنة بين الفتح الإسلامي والاستعمار .
ـ دور العرب والمسلمين اقتباس العلوم وتنظيفها والإضافة إليها .
ـ حث الكاتب على الاستفادة من الحضارة الغربية .
د المغزى : المسلم يحرص على طلب العلم النافع ليفيد به نفسه وغيره .
10البناء الفني:
أ الأسئلة : لاحظوا : درءا لغوائلها ودفعا لكوارثها , ما العلاقة بينهما؟ ما فائدة الترادف؟ لاحظوا: بياض نهارهم وسواد ليلهم, ما العلاقة بينهما؟ لماذا ليست طباقا؟ ما فائدة المقابلة ؟ هات من النص سجعا؟ ما أثره؟
استنتاج : ـالترادف هو الإتيان بكلمات أو جمل متتابعة لها نفس المعنى لتقوية المعنى وتوضيحه وتوكيده.
ـ المقابلة هي الجمع بين جملتين فأكثر متضادتين في المعنى لتوكيده وتوضيحه وتقويته ز
ـ في النص جمل مسجوعة تحسن اللفظ بما لها من وقع موسيقي على الأذن .
11 ـ تقويم بنائي: وظفوا الكلمات المشروحة في جمل مفيدة.
ـ أعطوا لكل فقرة عنوانا مناسبا .
ـ اذكروا العلوم التي نبغ فيها العرب والمسلمون . هاتوا أسماء لعلماء معروفين . ما فضلهم على أوروبا؟
ماذا حدث اليوم ؟ لماذا؟
12 ـ الهدف الوسيطي: يدرك التلميذ فضل العرب والمسلمين على الغرب خاصة وعلى الحضارة الإنسانية عامة .
ثانياالبناء اللغوي :
1 تقويم مبدئي : مراقبة العمل المنجز وتصحيحه: 5 ص 25
2 الهدف الوسيطي : يثبت التلميذ مكتسباته ويدعمها .
3- عرض الأمثلة:
أ ـ إن العلم يمنح الإنسان قدرا من القوة لمواجهة الطبيعة درءا لغوائلها ودفعا لكوارثها واستدرارا لخيراتها .
ب ـ اعشوشبت الأرض اعشيشابا .
ج ـ اخضار العشب اخضيرارا .
د ـ اجلوَذ الحصان اجلواذا.
ه ـ اطمأنَ الأب على صحة ولده اطمئنانا .
و ـ افرنقعت الأصابع افرنقاعا .
4 قراءة الأمثلة: يقرأ الأستاذ الأمثلة ويكلف تلميذين أو ثلاثة بقراءتها.
5 التحليل والاستنتاج:
أ ـ تعريف المصدر : لنستخرج الأسماء من المثال الأول . علام تدل الأسماء : درء, دفع, مواجهة, استدرار؟
المصدر هو اسم يدل على حدث غير مقيد بزمن معين .
ب ـ أوزان مصادر الأفعال السداسية :على أي وزن جاء المصدر(استدرار)؟ استخرجوا المصادرمن بقية الأمثلة . ما وزن كل منها ؟ قارنوا بين الفعل ومصدره . ماذا تلاحظون ؟

وزن الفعل
وزن المصدر
المثال
الملاحظة
استفعـل
استفعا ل
استعلم ـ استعلام

افعوعل
افعيعال
اخشوشن ـ اخشيشا ن
قلبت الوا و ياء لتناسب كسرة ما فبلها
افعالَ
افعيعال
احمار ـ احميرار
قلبت الألف ياء لنفس السبب وفك الإدغام
افعوَل
افعوال
اعلوط ـ اعلوا ط

افعللَ
افعلال
اشمأزـ اشمئزاز

افعنلل
افعنلال
احرنجم ـ احرنجام

تنبيه : يصاغ المصدر من الفعل السداسي على وزن ماضيه بكسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره .
▪ 6 تقويم بنائي: اجعلوا هذه الأفعال سداسية واذكروا مصادرها ووظفوها في جمل : نتج, حلا، قشعر،سود، حرجم….
▪ 7 الهدف الوسيطي : يتحكم التلميذ في صياغة المصادر السداسية وتوظيفها .
ثالثا تطبيقات :
1 تقويم مبدئي: مراقبة الأعمال المنجزة .
2 تصحيح التمارين :
أ ـ استخراج الأفعال السداسية وصياغة مصادرها .
استوطن ← استيطان ـ استفاد← استفادة ـ استعان← استعانة ـ استقدم← استقدام ـ استرخص ←استرخاص ـ استعمل← استعمال ـ نستظل← استظلال
الموازنة بين الفعل ومصدره : كسر الحرف الثالث من الماضي وزيدت ألف قبل آخره لنحصل عل المصدر.
ملاحظة : استفادة و استعانة حذفت العين منهما وعوضت بتاء مربوطة واستظلال فك الإدغام فيه .
ب ـ صياغة مصادر من الفعال واستعمالها في جمل:
استلهم ← استلهام ـ استكثر← استكثارـ استجلب ← استجلاب ـ استفهم← استفهام
ج ـ ملء الفراغات بمصادر لأفعال سداسية :
ـ الاستكبار من صفات الكافرين بالله .
ـ استصغار صغائر الأمور من ضعف الهمة
ـ الاستمرار في طلب العلم من واجبات المسلم .
ـ الاستفادة من نصائح الطبيب ضروري قبل تناول الدواء .
د ـ تحويل الفعلين إلى سداسيين وصياغة مصدريهما :
غني ← استغنى ← استغناء ـ وقف← استوقف ← استيقاف
3 ـ المرحلة الختامية :
-4قراءات متعددة للنص مع مراعاة احترام آليات القراءة.
-5 تقويم ختامي: ماذا قدم العرب والمسلمون للحضارة ؟ بم تتميز الحضارة الإسلامية عن غيرها ؟ ركبوا جملا تشتمل على مصادر سداسية . ركبوا جملا فيها ترادف أو سجع أو مقابلة .
6 الهدف الوسيطي: يثبت التلميذ مكتسباته ويدعمها.
4 المطلوب : إعداد النص الموالي: التسامح الديني في حضارتنا .


merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii rima

التصنيفات
التربية الإسلامية

أنا استاذ أقدم لكم تصحيح التربية الإسلامية

بسمــ اللهــ الرحمنــ الرحيمــ
أقدم لكم تصحيح مادة التربية الإسلامية
رابط التحميل
http://www.restfile.com/i147fbro81zl/التربية الإسلامية.rar

لا يوجد اي شيء

لا يوجد شيء

التصنيفات
اللغة العربية السنة الثالثة متوسط

ملفات مهمة خاصة باللغة العربية العربية و التربية الإسلامية س3متوسط

مذكرات / دروس/ فروض / اختبارات في مادتي اللغة العربية و التربية الإسلامية

تعليم_الجزائر


يتم التحميل نشكرك مسبقا

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

[align=center]مشكورة على الموضوع
[/align]

ما اعراب ذهب عبد النور واحمد الى المدرسة وهما يتشجران

التصنيفات
التربية الإسلامية

تصحيح موضوع التربية الإسلامية لشهادة التعليم المتوسط 2022

تصحيح شهادة التعليم المتوسط

دورة جوان 2022

مادة التربيةالإسلامية

الجزء الأولـــــ

الوضعية الأولى :

1- استظهر كتابيا قول الله تعالى مع الشكل التام
" يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا
………………………….. عليم خبير "

الآيتان 12و13من سورة الحجرات
2- ما معنى " أكرمكم " ؟
3- ينهى الله تعالى في الآيتين السابقتين المؤمنين عن ثلاث
صفات ذميمة اذكرها

الوضعية الثانية :

أوصانا الإسلام بترك الأذى وتجنب الإساءة إلى الآخرين
1- ما معنى كف الأذى ؟
2- اذكر مظاهر الأذى (بدون شرح )
هات ثلاث فوائد من كف الأذى
الجزء الثاني
الوضعية الإدماجية
السند:
إن أعظم ما يحقق به الإنسان نجاحه في هذه الحياة هو حسن استقامته
وتحليه بالأخلاق الفاضلة

التعليمة:
اكتب نصا من عشرة أسطر تبين فيه أثر الاستقامة في حياة
الفرد والمجتمع مستشهدا بما تحفظ من آيات وأحاديث شريفة

التصحيح
**التصحيح ليس نموذجيا *هو اجتهاد فقط **

الجزء الأولـــــ

الوضعية الأولى :

1- استظهار الآيتين كتابيا مع الشكل التام
" يا أيّها الذين آمنوا اجتنبوا
كَثيرًا منَ الظّـنِّ إنَّ بعضَ إثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا و لا يغْتَبْ بعضُكُمْ بَعْضًـا أيحبُّ أحدُكُمُ أنْ يأكلَ لحمَ أخيهِ ميِّتًا فَكرهتمُوهُ وَاتقُوا اللهَ إنَّ اللهَ توابٌ رحيمٌ (12) ياأيّها الناسُ إنـّا خلقناكُمْ منْ ذَكرٍ وَأنـثَى وجعلناكُم شعوبًا وقبائلَ لتَعارفُوا إنَّ أكرمَكمْ عنَد اللهِ أتقاكمُ إن اللهَ عليم خبير "

الآيتان 12و13من سورة الحجرات

2- معنى أكرمكم : أحسنكم وأفضلكم مكانة

3- نهى الله تعالى في الآيتين السابقتين المؤمنين عن ثلاث
صفات ذميمة هي:

سوء الظن – التجسس – الغيبة والنميمة .

الوضعية الثانية :

1- معنى كف الأذى : هو ترك ما يسيء للإنسان قولا وفعلا وقلبا

2- ذكر مظاهر الأذى (بدون شرح )هي :

الأذى بالقول

الأذى بالفعل

الأذى بالقلب

3- ثلاث فوائد من كف الأذى:

انتشار المحبة والتعاون بين أفراد المجتمع

توجيه الجوراح والحواس إلى طاعة الله ومنعها من الأذى والحرام

يجعل الفرد مكرما محترما بين الناس وقريبا محبوبا من النفوس

يوجه النفس الإنسانية إلى الطاعة ويمنعها من السير إلى المعصية

الجزء الثاني
الوضعية الإدماجية

تتمثل الاستقامة في طاعة الله تعالى بتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه مع التمسك بالسلوك الحسنة ولهذا تعد من أعظم ما يساعد المؤمن على النجاح وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة بالإضافة إلى الخلق الحسن بل أن الاستقامة هي التي تكسب الفرد بالأخلاق الكريمة والصفات الفاضلة فبالاستقامة يقبل المسلم على الخير مستكملا ما يشوب أخلاقه من نقص ليغدو في أحسن ما يكون الإنسان ولن يحصل ذلك دون إيمان متين بوحدانية الله وقدرته على مراقبة الإنسان والاطلاع على أسراره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مجيبا من سأله عن قول جامع في الإسلام : قل آمنت بالله ثم استقم . المؤمن يعمل الصالحات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الله قال تعالى : " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين "

و لايقتصر أثر الإستقامة على الفرد وحده بل يمتد فضلها ليعم المجتمع كله قال تعالى في سورة الأحقاف : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا يحزنون " فبستقامة الأفراد تعم الاستقامةُ المجتمع كله فيصلح كل ما فيه بل يتعدى صلاح الأفراد إلى صلاح الحياة كلها ماديا ومعنويا فينتشر الخير في كل مكان ويعم الأمن كل زمان وتنتشر مظاهرهما وتنعدم مظاهر الشر والفساد ويسير الأفراد بالمجتمع على طريق الفلاح والرشاد .

منقول


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيرا صاحب هذا الإجتهاد الطيّب و القيّم
وفقكم الله … لكم مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

[marq] الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .[/marq]

شكرا جزيلا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التصنيفات
السنة الثالثة متوسط

مراجعة للاختبار الاول في التربية الإسلامية

1-عرف الشكر
2-اذكر مجالات الشكر مع الشرح
3-ماهي اهمية احترام النظام العام والآداب العامة في حياة الفرد
4-ماذا يقصد بالايمان بالكتب المنزل
5-خصائح القرآن الكريم

6-اجب بصحيح او خطا مع تصحيح الخطأ
_الحرص على سلامة المحيط من اهم مظاهر احترام الاداب في الإسلام
_انزل الله التوراة على سيدنا داوود
_انزل القرئان للعرب فقط
_تميز سيدنا نوح بصبر كبير على اذى قومه

هذه مراجعة خفيفة


yaaaaaaaaw rah 3gebo les compooooooo et mrc……………;!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

التصنيفات
تاريـخ,

الحضارة الإسلامية بين أسباب التدهور وعوامل النهوض

الحضارة الإسلامية بين أسباب التدهور وعوامل النهوض


الدكتور إبراهيم غانم

20/01/1431 الموافق
05/01/2010

حتى وقت قريب ساد الظن لدى كثيرين من المعنيين بشؤون الفكر والإصلاح الاجتماعي العام أنه قد تم التغلب على مشكلة الاحتلال العسكري الذي جثم على أغلبية البلدان العربية والإسلامية (ولم يبق إلا الاحتلال الاستيطاني الصهيوني)، وأن عبء التحرر من الاستعمار المباشر قد زال إلى غير رجعة، وأن ما تملكه الأمة من طاقات يمكن أن يستثمر من أجل التصدي للمشكلات، وحتى وقت قريب أيضاً ساد الظن بأننا ماضون على طريق التخلص من المشكلات الأخرى التي أعاقت التقدم وعطلت نهضة الأمة منذ قرنين من الزمان تقريباً، ومن ذلك القضايا المتعلقة بالاستبداد السياسي، والظلم الاجتماعي، والحريات العامة، وأوضاع المرأة، والانحطاط الأخلاقي.

ولكن بدلاً من التقدم إلى الأمام إذا بمجتمعاتنا العربية والإسلامية تجد نفسها تتقهقر إلى الخلف، وإذا بالقضية التي ظننا أنها حُلت تعود بشكل أكثر شراسة، ألا وهي قضية الاستعمار في شكله العسكري المباشر، إلى جانب أشكاله الفكرية والثقافية والاقتصادية والتشريعية غير المباشرة الأخرى التي لا تزال تراوح مكانها. إن الأحداث الجارية في الآونة الأخيرة، كلها تشير إلى عودة الشعور بالتبرم بشكل مضاعف مع عودة مشكلة الاحتلال العسكري التي غلب على الظن أنها قد حسمت، وأن حزمة المشكلات قد أعيد إليها ما نقص منها في وقت سابق، بما تحمله هذه العودة غير الحميدة من ضرورة إعادة ترتيب أولويات التصدي لهذه المشكلات؛ وكأنه لم تمر مائتا سنة أو يزيد عندما نهضت قوى الأمة الحية لمواجهة الغزو الغربي ورفعت في وجهه راية الجهاد. ومن ثم فإن من المنطقي أن يعاد طرح السؤال الأكبر الذي تدخل تلك المشكلات كلها تحت عباءته ألا وهو: لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم(1)؟

لقد طرح هذا التساؤل، وبهذه الصيغة التي تقارن بين المسلمين وغير المسلمين، لدى رواد الفكر والإصلاح الإسلامي في العصر الحديث؛ أي منذ ما يقرب من مائتي عام، ولم تختلف الإجابات التي قدموها إلا في بعض التفاصيل، أما جوهر الأسباب كلها فقد كان واحداً لديهم وهو أن البعد عن جوهر الإسلام هو سبب الأسباب التي أدت إلى التدهور، وأن التمسك بهذا الجوهر هو سبب الأسباب التي تقود إلى النهضة.

وأياً ما كان الأمر فمثل هذا التساؤل يعدُ تساؤلاً أساسياً وحساساً في آن واحد؛ فهو أساسي لأن الإجابة عنه سوف تعبر عن مدى وكيفية فهم صاحب الإجابة للواقع الذي صار إليه حال المسلمين، ومثل هذا الفهم بدوره أمر ضروري، كمقدمة ومدخل للتعامل مع هذا الواقع ووضع خطة لتغييره إلى ما هو أصلح. وهو تساؤل "حساس" بالنسبة للمسلمين خاصة لأنه في صيغته المقارنة يفتح الباب للمناقشة حول "الإسلام ذاته" وما إذا كان سبباً في انحطاط المسلمين؛ حسبما يزعم البعض.

ويبدو لنا أن من اللازم بداية بيان: لماذا نهض المسلمون وازدهرت حضارتهم وسادت الدنيا أول مرة؟ وذلك قبل المضي في بيان أسباب انحطاطهم وأفول نجم حضارتهم، فثمة علاقة وثيقة بين الأمرين كما تقضي بذلك شهادة التاريخ، فقد شهد أنهم يوم تمسكوا بتعاليم الإسلام سادوا وشادوا وعمروا الأرض وأناروا للإنسانية طريق التقدم والرقي، وقدموا حضارة امتدت منافعها إلى كل المجالات. بعد ذلك ابتعدوا عن التعاليم السامية لهذا الدين، وجهلوه وأهملوه، ولبسوه كما يُلبَس الفرو مقلوباً… فوصلوا إلى ما هم فيه، وسيظلون كذلك حتى يعودوا إلى دينهم مرة أخرى عودة صادقة وصحيحة.

وإذا كانت "العلة" في تنكر المسلمين لدينهم كما يرى كثيرون من رواد الإصلاح فإن ما يوقع في الحيرة هو: لماذا إذن تخلى المسلمون عن تعاليم دينهم وأهملوها بعد أن رأوا أنها كانت سبب عزهم ومجدهم؟ ليس ثمة بد من طرح القضية ضمن إطار أشمل يفسر حركة التاريخ والسنن الكونية لصعود وهبوط الحضارات في مسيرة التقدم الإنساني بصفة عامة.

إن قضية النهضة لا تخرج عن كونها سنة من سنن الله في حياة الأمم "فكل أمة بين حالين لا ثالث لهما، يخلف كل منهما الآخر متى توافرت دواعيه وأسبابه، هذان الحالان هما حال القوة وحال الضعف.. فالأمة تقوى إذا حددت غايتها، وعرفت مثلها الأعلى، ورسمت منهاجاً عملياً ينظم حركتها، وصممت على الوصول إلى الغاية وتنفيذ المنهاج ومحاكاة المثل الأعلى مهما كلفها ذلك من تضحيات، وعندما تنسى الغاية وتجهل المثل وتضل المنهاج وتؤثر المنفعة والمتعة على الجهاد، وتنحل الأخلاق، ويكون مظهر ذلك الإغراق في الترف والقعود عن الواجب، حينئذ تأخذ الأمة في الضعف ويدب إليها دبيب السقم الاجتماعي، ولا تزال تضعف حتى تهيئ لنفسها عوامل التجدد فتتجدد أو لا تهيئ لنفسها هذه العوامل فتبيد. فالبشرية تسير قدماً نحو الكمال الذي كتبه الله لها يوم شاء أن يستخلف الإنسان في الكون وسخر له ما في السموات والأرض، وهي في محاولتها هذه أحياناً تستوحي الشعر والخيال وإن كانت بين الخطأ والصواب في استلهامها هذا..

وأحياناً تستوحي الفكر والعقل فيرشدها إلى تجارب في تكوين الأمم وتربية الشعوب كثيراً ما تكون طويلة المدى، وكثيراً ما تنزع بها المعاكسات العاطفية إلى جهة الخطأ فتصبح عقيمة النتائج فاسدة الآثار، لهذا اقتضت حكمة الله ورحمته بالناس أن يشد أزر العقل والقلب بنواميس ونظم إلهية تقرب على الإنسان المدى وترشد البشرية إلى مدارج الكمال الذي كتب لها"(2).

وفي التاريخ شواهد تؤكد ما ذكرنا: فقيادة الدنيا كانت في وقت ما شرقية بحتة، ثم صارت بعد ظهور اليونان والرومان غربية، ثم نقلتها نبوات موسى وعيسى ومحمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام إلى الشرق مرة ثانية، ثم غفا الشرق غفوته الكبرى ونهض الغرب نهضته الحديثة، فكانت سنة الله التي لا تتخلف، وورث الغرب القيادة العالمية، وها هو ذا الغرب يظلم ويجور ويطغى ويحار ويتخبط، فلم يبق إلا أن تمتد يد "شرقية" قوية يظلها لواء العدل والمساواة والحرية والرحمة، فإذا بالدنيا تنعم مرة أخرى بالسلام الإسلامي.

_______________________

الهوامش :
1 – صيغة هذا السؤال هي عنوان كتاب للأمير شكيب أرسلان، والكتاب عبارة عن جوابه، الذي يشرح فيه أسباب ارتقاء المسلمين في الماضي، ثم أسباب انحطاطهم مع بيان أسباب تقدم الأوروبيين.
2 – انظر: حسن البنا، دعوتنا في كتاب الله: من وظائف القائد جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية 19ربيع الأول 1355ه -9 يونية 1936م.

__________________________________________________ _____

العوامل الداخلية لتأخر المسلمين

في سياق تتبعنا لحركة التاريخ يلفت نظرنا ما يمكن تسميته "دور المفسدين في تخريب الحضارات"، وقد نال هذا الدور اهتمام القرآن وأحاديث الرسول ص حيث نجد التأكيد الدائم على إدانة هؤلاء المفسدين من الظالمين والمستبدين والجهال وأدعياء العلم والمغالين.

ويمكن القول إن قضية الانحطاط الحضاري يجب النظر إليها في إطار ارتباطها بسنن كونية صارمة، منها ما ورد النص عليه في القرآن الكريم ومنها ما أكدته حوادث التاريخ، إلا أن ذلك لا يعني عدم بحث القضية من منظور اجتماعي سياسي لمعرفة كيف حدث الانحطاط من خلال الممارسات العلمية اجتماعياً وسياسياً حتى فقد المسلمون مركز السيادة، وانتقلت قيادة البشرية إلى الغرب، وذلك كمحصلة لمجموعة من عوامل الضعف والانهيار من داخل المجتمع ومن خارجه.

تشمل عوامل الضعف والانهيار النواحي الاجتماعية والسياسية والفكرية، وقد تجسدت المحصلة النهائية التي أدت إليها تلك العوامل في حقيقة واقع الانحطاط. تلك الحقيقة تجسدت مرتين في حياة الأمة الإسلامية: كانت الأولى في القرن السادس الهجري، عندما تم تمزيق كيان الأمة والقضاء على الدولة الإسلامية المركزية بأيدي التتار، وكانت الثانية في القرن الرابع عشر الهجري عندما سقطت البلدان الإسلامية واحدة تلو الأخرى تحت هيمنة الاستعمار الأوروبي، وفي المرتين كانت عوامل التحلل والانحطاط قد تسللت إلى كيان الأمة وتركت وراءها أمماً مبعثرة ودويلات صغيرة تتوق إلى الوحدة وتتوثب إلى النهوض، لكنها لا تقدر على ذلك بسبب المنازعات والحروب الداخلية. وفيما يلي بيان رؤيتنا لمختلف العوامل الداخلية التي أدت إلى الانحطاط:

1 – العوامل الاجتماعية: وهي عبارة عن مجموعة من الممارسات والسلوكيات التي أدت إلى انقلاب في أوضاع القيم التي قام عليها المجتمع الإسلامي. وقد تمثلت مقدمات هذا الانقلاب في "ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترك التواصي بالحق والصبر وإهمال التناصح، وفساد العرف العام، فاضطربت موازين الحسن والقبح في الأمة، وفي ظل تلك الظروف حدث الانقلاب، وانهار البناء الاجتماعي(1).

وفي تحليل عوامل الضعف في المجتمع يمكننا الانطلاق من قول الله تعالى: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (16) (الإسراء).

ويرى ابن خلدون أن ظواهر الانغماس في "الترف" و"طغيان النساء" و"فسق الشباب"؛ تلك الظواهر هي نتيجة لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والابتعاد عن المبادئ والقيم التي حض عليها الإسلام، وحذر من التهاون فيها.

وثمة علاقة بين شيوع عناصر التحلل وتداعيات نتائجها في المجتمع، وبين أن يصبح هذا المجتمع عرضة للوقوع تحت هيمنة قوى أجنبية متسلطة فيظهر من ثم "الاستعمار"، وهذه العلاقة هي التي عناها مالك بن نبي فيما بعد بما أسماه "القابلية للاستعمار"، حيث يصير الاستعمار في تلك الحالة "ضرورة تاريخية"(2).

ولكن من المسؤول عن بدء سريان عوامل التحلل والضعف الاجتماعي في كيان الأمة؟ يرى البعض "أن طغيان النساء هو الشرارة الأولى التي تفسد الحياة الاجتماعية للأمة(3)، ويحدد ما يعنيه بطغيانهن فيقول: "إذا جاوزت المرأة الحدود التي حدها لها الدين وخرجت على قانون الطبيعة وخالفت وظيفتها في الحياة وتناهت في التزين والتبرج (…) ودانت بالإباحية والتهتك، كان ذلك أول مؤذن بدبيب الفساد إلى صميم الأمة القوية"(4)، كما قال الإمام البنا يرحمه الله.

وطغيان النساء سبب للفساد من منظور أن الطغيان في أي شيء يمكن أن يؤدي إلى الانحلال، لكنا نميل إلى اعتبار ما ذكره البنا عن طغيان النساء وتجاوزهن وظيفتهن في الحياة مظهراً من مظاهر الانحطاط والتدهور في حياة الأمة أكثر من كونه سبباً من أسبابه، فضلاً عن أن يكون أول بداية للفساد في "صميم الأمة القوية"، وذلك لسببين على الأقل: الأول هو أن ما ذكره لا ينطبق على ما حدث للأمة الإسلامية في الماضي وهي قوية، إذ من الأرجح أن تكون جرثومة الفساد السياسي واستبداد الحكم هي أصل كل فساد جرى بعد ذلك في المجتمع، والثاني هو أن ما ذكره لا ينطبق على واقع الأمة في العصور الحديثة، حيث كانت قد وصلت بالفعل إلى أدنى دركات الضعف والاستكانة، كما أن أوضاع المرأة كانت في غاية السوء، الأمر الذي دعا أنصار التغرب والاقتداء بأوروبا إلى المناداة بتحرير المرأة ومنحها حقوقها ومساواتها بالرجل… إلخ.

والحق أنه لا يمكن فهم العبارات السابقة عن المرأة ودورها إذا طغت بالمعنى المشار إليه في إفساد الحياة الاجتماعية، بعيداً عن سياق الجدل الفكري وخصائص المرحلة التي هيمن فيها الاستعمار الأوروبي على العالم الإسلامي خلال القرنين الماضيين؛ إذ كان الصراع دائراً على أشده خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين حول ما كان يسمى "القديم" و"الجديد"، وإلحاح أنصار الجديد في الدعوة لخروج المرأة ومشاركتها للرجل في العمل مشاركة الند للند في كل الأعمال بلا تمييز، ونبذ الحجاب، والاقتداء بالمرأة الغربية في كل شيء كجزء من التوجه العام لدعاة "التغرب" أو "الفَرْنَجة". وكان لابد في ظل هذا المناخ من التحذير من مخاطر التوجه نحو الغرب لاعتبارات كثيرة منها ما يتعلق بقضية الاستقلال، ومنها ما يتعلق بالهوية الإسلامية والحرص على عدم الذوبان في نمط الحياة الغربية.
____________________________

الهوامش

1 – انظر وقارن هذه النتيجة التي تؤدي إليها رؤية البنا مع ما يصل إليه مالك بن نبي، وجهة العالم الإسلامي، المجتمع س ذ.، ص 29 30.
2 – انظر: مالك بن نبي، وجهة العالم الإسلامي، ص18، 99، وتكاد رؤيته تتفق تماماً مع ما ذكره البنا، والسبب الأساسي في هذا الاتفاق هو صدور البنا وابن نبي عن مصدر واحد وهو القرآن وما نص عليه من سنن كونية مطردة.
3 – حسن البنا، من أعلام النبوة، ج. أ. المجتمع . س. 21213 ربيع الثاني 1353ه.
4 – المقال السابق نفسه.

__________________________________________________ _____

العوامل السياسية لتأخر المسلمين

بعد عرض العوامل الاجتماعية الداخلية لتأخر المسلمين نتطرق اليوم للعوامل السياسية:

2 – العوامل السياسية: وهي مجموعة العوامل التي ارتبطت بوضع السلطة في تاريخ الدولة الإسلامية وانحرافات القائمين عليها في ممارساتهم المختلفة عن النسق القياسي لها، كما كان في فترة الخلافة الراشدة. وأهم ما نركز عليه في هذا الصدد كأسباب أدت إلى التدهور والانحطاط كثرة الخلافات السياسية، وعودة النزعة العصبية والشعوبية، وانغماس حكام المسلمين في ألوان الترف والتبذير (…) حتى أثر ذلك عن حكام المسلمين في كثير من العصور السابقة ولا يزال كثير منهم حتى عصرنا الراهن ما لم يؤثر عن غيرهم، مع أنهم يقرأون قول الله تبارك وتعالى: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (16) (الإسراء).

وينظر البعض إلى وصول عناصر غير عربية من الفرس وغيرهم إلى السلطة باعتباره عاملاً من العوامل السياسية التي أسهمت في الانحطاط، والسبب في رأيهم أن أمثال هؤلاء من الفرس والديلم والمماليك والأتراك وغيرهم هم "ممن لم يتذوقوا طعم الإسلام الصحيح، ولم تشرق قلوبهم بأنوار القرآن لصعوبة إدراكهم لمعانيه، مع أنهم يقرءون أي الخلفاء الذين استخدموا تلك العناصر في الحكم قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون 118 (آل عمران) (1).

ويؤكد هذا المعنى الإمام محمد عبده، وهو يصور استبداد تلك العناصر بالسلطة دون الخلفاء فيقول: "هنالك استعجم الإسلام وصارت الدولة في قبضتهم، ولم يكن لهم ذلك العقل الذي راضه الإسلام، والقلب الذي هذبه الدين، بل جاءوا إلى الإسلام بخشونة الجهل، يحمل ألوية الظلم، لبسوا الإسلام على أبدانهم، ولم ينفذ منه شيء إلى وجدانهم، وكثير منهم كان يجعل إلهه معه يعبده في خلوته، ويصلي مع الجماعات لتمكين سلطته، ثم عدا على الإسلام آخرون، كالتتار وغيرهم، ومنهم من تولى أمره"(2).

إن ما سبق لا ينطوي على أي اتجاه للغض من شأن المسلمين غير العرب كما قد يتبادر إلى الذهن فقط نحن نقرر حقيقة تاريخية أظهرت أن تلك العناصر أسهمت في الإفساد للأسباب السابق ذكرها، وليس من الممكن إنكار الجهود التي بذلها بعض المماليك والأتراك على سبيل المثال في مجال الدفاع عن ديار الإسلام وتحريرها من التتار والصليبيين، من أمثال صلاح الدين الأيوبي، والظاهر بيبرس، وسيف الدين قطز….الخ.

وثمة أهمية "لترف الحكام" وغرورهم بسلطانهم والانخداع بقوتهم في تفسير حالة الانحطاط التي وصل إليها العالم الإسلامي؛ إذ غالباً ما يصحب الترف والإهمال والطغيان وغياب الشورى إهمال النظر في التطور الاجتماعي وإهمال مصالح الأمة بشكل عام، وينطبق هذا على القرون الأخيرة في تاريخ الدولة الإسلامية، وهي القرون نفسها التي كانت أوروبا تشهد فيها حركات النهضة والثورات الصناعية والاجتماعية والعلمية، ومن ثم يمكن القول إن إدانة سياسة العزلة التي فرضتها الدولة العثمانية على العالم الإسلامي في العهود الأخيرة لتلك الدولة، لا تقل أهمية عن إدانة الإعجاب بنمط حياة الغرب، والاندفاع في تقليدهم فيما يضر ولا ينفع، مع النهي الشديد عن التشبه بهم، والأمر الصريح بمخالفتهم والمحافظة على مقومات الأمة الإسلامية، والتحذير من مغبة هذا التقليد، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين 100 (آل عمران).

___________________________

الهوامش :

1 – انظر: حسن البنا، شعب دين الإسلام، مقال بمجلة التعارف الأسبوعية، 6 5 14صفر 1359 13مارس 1940، حيث يذكر: "أن ضعف المسلمين سياسياً وروحياً كان على أيدي الموالي وأبناء الأجنبيات عنهن".

2 – انظر: محمد عبده، الإسلام والنصرانية، 134، 135.

__________________________________________________ _____

العلل الفكرية والعوامل الخارجية لتأخر المسلمين

* العلل الفكرية: إن المسلمين قد أصابت عالم أفكارهم مجموعة من العلل التي أدت إلى الركود، وكانت من مظاهر الانحطاط في الوقت نفسه. وهي نابعة في جملتها من الجهل بالإسلام، شأنها شأن العلل الاجتماعية والسياسية. ويمكن القول إن "الخلافات الدينية والمذهبية" التي وقعت بين المسلمين تأتي في مقدمة العلل الفكرية التي أدت إلى انحطاطهم، فمثل تلك الخلافات صرفتهم عن الدين كعقائد وأعمال إلى ألفاظ ومصطلحات ميتة لا روح فيها ولا حياة.

وكان "الجمود" أو "كابوس التقليد" من أهم الآثار التي أوجدها "التعصب للرأي، كما أن علة الجمود كانت في حد ذاتها من أخطر العلل التي أصابت الحياة الفكرية، ويكفي أنها كرست حالة الفرقة وأدت إلى مزيد من تمزيق وحدة الأمة في سبيل الانتصار للرأي والتشبث به، وعدم الاجتهاد لفهم آراء الآخرين وإزالة نقاط الخلاف، وتوحيد قوى الأمة، ولمّ شتاتها لتكون أقوى على مواجهة التحديات.

ويضاف إلى ما سبق ما تشهده مجتمعات الأمة أيضاً منذ قرنين تقريباً من انقسام يشق النخب الثقافية والفكرية من أبنائها بين فريقين غير متجانسين هما المتغربون والسلفيون، أما الفريق الأول من المتأوربين فأنصاره يدعون إلى اقتفاء أثر الحضارة الغربية بحلوها ومرها، ما يحب منها وما يستكره (على حد تعبير طه حسين الذي تزعم هذا الاتجاه خلال النصف الأول من القرن الماضي)، وأما الفريق الثاني من المتمسكين بالأصول الكبرى التي قامت عليها الحضارة الإسلامية وازدهرت بسببها فهم على النقيض من الفريق الأول، يقفون موقف الأصالة والمحافظة على الهوية الذاتية للأمة، ويدعون إلى تأسيس النهضة المرجوة على الأسس المستمدة من العقيدة الإسلامية التي تدين بها الأمة في أغلبيتها الساحقة، ويرون أن التفريط في هذه الأصول هو السبب الرئيس لحالة الانحطاط والتخلف التي تعانيها الأمة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن طريق النهضة لابد أن يبدأ بالعودة إلى هذه الأصول.

وفي رأينا أن للاستبداد السياسي دوراً في إيجاد واستمرار العلل الفكرية في حياة الأمة، فالرؤساء والحكام الذين يحكمون بالقهر ويكبتون الحرية ويأبون أن يصل بصيص النور إلى أممهم ورعاياهم، أو يتسرب شعاع العلم والمعرفة إلى دورهم (…) سجانون، حكموا على هذه الشعوب بسجن مؤبد؛ لأنهم عن نور العلم محجوبون، ومن لذة المعرفة محرومون.

* العوامل الخارجية : تتمثل هذه العوامل في محاولات القضاء على الأمة الإسلامية من قبل أعدائها في العصور السابقة، ومن قبل القوى الاستعمارية في العصر الحديث، وقد تمكنت هذه القوى من إخضاع البلدان الإسلامية كافة ووضعها تحت سيطرتها منذ ما يقرب من قرنين.

ولا تنفصل محصلة العوامل الداخلية للانحطاط عن دور العامل الخارجي، فثمة علاقة ارتباطية وثيقة بين الجانبين ضمن الإطار الأشمل للصراع الحضاري بين الشرق والغرب؛ ذلك لأنه إذا كانت العوامل الداخلية قد مهدت للغزو من الخارج وهو ما عبر عنه مالك بن نبي ب "القابلية للاستعمار" و"الاستعمار" فإن التقاءهما تمخض عنه واقع العالم الإسلامي في تاريخه الحديث والمعاصر الذي عبر عن وصول حالة الأمة الإسلامية إلى قاع التدهور الذي تعيشه في واقعها الراهن.

ورغم كل ما سبق، ورغم أن كل الأوضاع في ظاهرها تدعو المتعجل إلى الشعور بالعجز أو الإحباط من الإصلاح، فإن يقظة روح التحدي التي نشهدها على مستويات متعددة: فكرياً وحركياً، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، كلها ترجع إلى اشتداد الهيمنة الاستعمارية، كما ترجع أيضاً إلى الرغبة في التخلص من عناصر الضعف الداخلية. ونحن نختلف في رؤيتنا تلك للأثر الإيجابي للتحدي الاستعماري الغربي، عن رؤية فريق المتغربين الذين رأوا في الوجود الاستعماري عاملاً من عوامل التحديث والأخذ بأيدي البلدان المتخلفة نحو التقدم والرقي "الغربي".

والسؤال الآن: ما الخلاصة العملية التي يمكن التوصل إليها من تفسيرنا لأسباب الانحطاط وما وصل إليه حال الأمة؟ إن هذه الخلاصة يمكن صياغتها بإيجاز في القول بأن سر تأخر المسلمين هو ابتعادهم عن دينهم، وأن هذا الابتعاد قد نتج عن الإغراق في الترف وتمثل في الركون إلى الدعة، والتحلل الأخلاقي، والفرقة والخلافات التي مزقت وحدة الأمة فكرياً وسياسياً واجتماعياً، وسيادة أنظمة الحكم الاستبدادي، وتعطيل كثير من أحكام الإسلام وشرائعه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بما في ذلك تعطيل فريضة الشورى، وفريضة الجهاد، فكان من نتيجة ذلك أن سهل على الاستعمار بسط سيطرته وتدمير الدولة الإسلامية. وفي جملة واحدة فإن أعظم ما مني به المسلمون بعد ابتعادهم عن دينهم هو داء الفرقة وانفراط عقد الوحدة.

__________________________________________________ _____

الأسس الروحية والدعائم السياسية للنهضة

تَبيَّن مما سبق ذكره في الأعداد السابقة على هذه الصفحة أن مفهوم النهضة بحكم أنه مستمد من القرآن الكريم يتضمن التقدم المادي (التكنولوجي) أو ما كان يسمى بمصطلحات بدايات القرن العشرين ب"التمدن"، هذا بشرط أن يكون منضبطاً بالقيم الإسلامية، وخاصة ما كان من تلك القيم ذا طابع إنساني عام، بالإضافة إلى طابعها الخاص على المستوى الفردي والاجتماعي كالعدل والمرحمة والتعاون والأخوة الإسلامية.

لكن كيف يمكن أن يتحقق هدف النهضة عملياً ؟ ذلك لن يكون إلا بعودة المسلمين إلى الإسلام وإحياء تعاليمه ومبادئه في مختلف مجالات الحياة، ومن استقراء التاريخ نجد ما يؤكد ذلك؛ فيوم كان المسلمون مسلمين كانوا سادة، ويوم نبذوا هذا الإسلام وشرعوا لأنفسهم وصلوا إلى ما هم فيه، وسيظلون كذلك حتى يعودوا إلى دينهم. وتلخص العبارة السابقة ما يمكن أن نسميه "وجهة النهضة"؛ فهي مرهونة بالعودة إلى الإسلام في صفائه الأول، لا بالتوجه ناحية "الغرب ".

وهذا ما نادى به معظم رواد التجديد والإصلاح الإسلامي في العصر الحديث منذ محمد بن عبد الوهاب مروراً بالأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وشكيب أرسلان، وحسن البنا، وسيد قطب وغيرهم. فقد "انطلقوا من مبدأ التوحيد النظري بين الإسلام والمدنية"(1) (أو النهضة) أما الأسس الجوهرية التي ينبغي التعويل عليها من أجل تحقيق تلك النهضة عملياً، فغالباً ما نظروا إليها نظرة أحادية تؤكد أساساً واحداً جوهرياً باعتباره محور القضية وما عداه فروع مكملة له، فمثلاً "كان هذا الأساس عند بعضهم عقيدياً مشتقاً من عقيدة التوحيد، وكان عند بعضهم الآخر سياسياً مستلهماً من ضرورة السلطة الوازعة، وكان عند الآخرين أمراً قيمياً مؤسساً على القيم الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية(2).

وقد أدرك البعض أن تعدد علل الانحطاط يستوجب تعدد الأسس التي تقوم عليها النهضة، ومن هنا تعتبر سمة الشمول في النظر والإحاطة بالجوانب المختلفة للقضية، إحدى المحددات المنهجية في التفكير بصفة عامة، وفيما يخص قضية النهضة المنشودة بصفة خاصة.

وليس من المهم الآن الدخول في تفاصيل تفنيد الاتجاهات غير الإسلامية التي جعلت "الغرب" قبلة لها، فقد ثبت لمعظم أصحاب تلك الاتجاهات أنفسهم خطأ توجهاتهم نحو الغرب وتنكرهم للإسلام. إن المهم هنا هو بيان التصورات الفكرية الخاصة بالأسس والدعائم التي تشكل في مجموعها شروطاً لتحقيق النهضة. ويمكن تقسيم تلك الأسس إلى روحية ومادية، وتقسيم الدعائم إلى فكرية وسياسية.
الأسس الروحية والمادية للنهضة .

إن علينا أن نولي اهتماماً كبيراً للجوانب الروحية والمادية معاً، كأسس لازمة للنهضة، وذلك في مواجهة الأفكار التي تروجها الاتجاهات العلمانية الداعية لاقتفاء أثر الغرب في كل شيء، حتى في الفصل بين الناحيتين المادية والروحية. إن الأمة تحتاج في نهضتها إلى "الإيمان القوى.. المرتكز على قواعد ثابتة من روحها ونظريتها.. وإلى القوة المادية التي يظهر بها هذا الإيمان فيعرب للناس عن وجوده ويبرهن للخصوم على قوته وثباته"(3).

ويشمل الجانب الروحي كأساس للنهضة مجموعة من الأخلاقيات والفضائل النفسية كلها ترتبط وتصدر عن "الإيمان بالله"؛ هذا الإيمان الذي يقتضي الإيمان بعظمة الرسالة الإسلامية، والاعتزاز باعتناقها، والأمل في تأييد الله لأهلها.

ولهذا فإن من المهم تبديد مشاعر اليأس لدى المسلمين وترسيخ الأمل في نفوسهم. والعبر التي أشار إليها القرآن والتي نبهت إليها السنة وكذلك عبر التاريخ وسنن الاجتماع، كلها تؤكد ما ذكرنا؛ فالقرآن يضع اليأس في مرتبة الكفر، وكذلك يقرن القنوط بالضلال قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون (56) (الحجر). وإن القرآن ليقرره ناموساً كونياً لا يتبدل ونظاماً ربانياً لا يتغير: أن الأيام دول بين الناس وأن القوي (الغرب الآن) لن يستمر على قوته أبد الدهر، والضعيف (أمة المسلمين الآن) لن يدوم عليه ضعفه مدى الحياة، ولكنها أدوار وأطوار تعترض الأمم والشعوب كما تعترض الآحاد من الأفراد.

ومن الأخلاق المرتبطة بالجانب الروحي والتي يجب أن يتحلى بها إنسان النهضة الإسلامية المنشودة "خلق الصبر"، وهو أول اللبنات القوية في بناء الأمم الناهضة، وذلك هو السر في أن الله فرضه على المؤمنين وأمرهم به "فلا نهوض إلا بعزيمة ولا نصر إلا مع الصبر"(4). إن تلك الأخلاق وغيرها من الفضائل لن تأتي من "الغرب" صاحب المدنية الحديثة؛ إذ إنه مفتقر إليها أصلاً، وإنما مصدرها الوحيد بالنسبة لشعوب الأمة العربية والإسلامية هو "الإسلام".

وإذا كنا نرى ضرورة قيام النهضة على أسس تجمع بين الروح والمادة، فإن أنصار "التغريب" مازالوا مصرين على آرائهم في ضرورة تقليد الغرب "وإلقاء قنبلة الاستسلام للأوروبي"(5) حسب وصف علي شريعتي هذا في الوقت نفسه الذي سبق أن انتقد فيه كبار مفكري الغرب حضارتهم ويضجون بالشكوى من المأساة الروحية التي تعيشها المجتمعات الغربية.

علينا أيضاً ألا نغفل الجانب المادي كأساس للنهضة، وأن نؤكد أهمية ارتباطه بالعوامل الروحية ومنظومة الأخلاق الفاضلة التي حض عليها الإسلام، وإذا كان كثير من الناس يظن أن الشرق تعوزه القوة المادية من المال والعتاد وآلات الحرب لينهض ويسابق الأمم التي سلبته حقه، فإن ذلك صحيح ومهم، ولكن أهم منه وألزم القوة الروحية من الخلق الفاضل والنفس النبيلة، والإيمان بالحقوق ومعرفتها، والإرادة الماضية في سبيل الواجب، والوفاء الذي تنبني عليه الثقة والوحدة وعنهما تكون القوة. إن العالم الإسلامي لو آمن بحقه وغير من نفسه واعتنى بقوة الروح وعني بتقويم الأخلاق لأتته وسائل القوة المادية من كل جانب وعند صحائف التاريخ الخبر اليقين.

إن التراث الروحي لأمتنا من شأنه إذا قُدم بشكل صحيح، أن يقيل حضارة الغرب الحديثة من عثراتها الروحية، بل إن الغرب نفسه مضطر إن عاجلاً أو آجلاً إلى الاقتباس من "روحانية الشرق".

__________________________

الهوامش:

1 – انظر: فهمي جدعان: أسس التقدم…، ص 181.
2 – التفاصيل المتعلقة بذلك في المرجع السابق ص 185 541.
3 – حسن البنا، من وظائف الأمة الناهضة، جريدة الإخوان المسلمين 26ربيع الأول 1355ه 16يونية 1936.
4 – حسن البنا، إلى الأمة الناهضة. جريدة الإخوان المسلمين 13ذو القعدة 1355 26يناير 1937.
5 – انظر: علي شريعتي، العودة إلى الذات، ص 60.


اريد هذا البحث ولكن اذا اردت التحديد عليه لم يتحدد

ابغى البحث ذا ماينسخ نفس المشكله

التصنيفات
السنة الثالثة متوسط

ملفات مهمة خاصة باللغة العربية العربية و التربية الإسلامية س3متوسط

مذكرات / دروس/ فروض / اختبارات في مادتي اللغة العربية و التربية الإسلامية

تعليم_الجزائر


يتم التحميل نشكرك مسبقا

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

[align=center]مشكورة على الموضوع
[/align]

ما اعراب ذهب عبد النور واحمد الى المدرسة وهما يتشجران

التصنيفات
تاريـخ,

ماهية الحضارة الإسلامية

ماهية الحضارة الإسلامية

كتب: د / أحمد عبد الحميد عبد الحق *

04/12/1431 الموافق
10/11/2010

الحضارة في اللغة مشتقة من الفعل حضر ، وهي ضد البداوة ، وقد جاء في كتاب "الصحاح في اللغة " الحَضَرُ خلاف البَدْو ، والحاضِرُ خلاف البادي ، والحاضِرةٌ خلاف البادية، وهي المدن والقرى والريف، ويقال: فلانٌ من أهل الحاضِرَةِ ، وفلان من أهل البادية، وفلان حَضَريٌّ وفلان بدويٌّ ، والحاضِرُ: الحيُّ العظيم ، وفي كتاب " القاموس المحيط " الحَضَرُ والحَضْرَةُ والحاضِرَةُ والحِضارَةُ أو الحَضارة خِلاَفُ البادِيَةِ ، والحَضارَةُ الإقامَةُ في الحَضَرِ ، وفي كتاب " لسان العرب " الحاضِرَةُ سميت بذلك لأَن أَهلها حَضَرُوا الأَمصارَ ومَساكِنَ الديار التي يكون لهم بها قَرارٌ..
ويفهم من هذا أن كلمة الحضارة كانت معروفة عند العرب منذ القدم ، ولكنهم كانوا يقصرون إطلاقها على تمصير البلاد وتعميرها ، حتى جاء العلامة ابن خلدون وتوسع في معناها ، حيث قال : الحضارة هي تفنن في الترف وإحكام الصنائع المستعملة في وجوهه ومذاهبه من المطابخ والملابس والمباني والفرش والأبنية وسائر عوائد المنزل وأحواله.
ولذلك فهي تختلف من بلد لآخر حسب تفنن الناس في تلك الأمور ، يقول ابن خلدون : وذلك يدل على أن أحوال الحضارة ناشئة عن أحوال البداوة ، وأنها أصل لها.. ، ثم إن كل واحد من البدو والحضر متفاوت الأحوال من جنسه ؛ فرب حي أعظم من حي، وقبيلة أعظم من قبيلة، ومِصر أوسع من مصر، ومدينة أكثر عمراناً من مدينة ، فقد تبين أن وجود البدو متقدم على وجود المدن والأمصار وأصل لها، بما أن وجود المدن والأمصار من عوائد الترف والدعة التي هي متأخرة عن عوائد الضرورة المعاشية.
ومن العجب أن ابن خلدون قد ذكر منذ وقت مبكر أن توسع الناس في الحضارة بهذا المفهوم المادي الذي ذكره رغم أنه يؤدي إلى رفاهيتهم إلا أنه مفسد لهم فقال : ولما تناقص الدين في الناس ، وأخذوا بالأحكام ( القوانين ) الوازعة، ثم صار الشرع علماً وصناعة يؤخذ بالتعليم والتأديب ، ورجع الناس إلى الحضارة ، وخلق الانقياد إلى الأحكام نقصت بذلك سورة البأس فيهم.
وفي العصر الحديث توسع العلماء في تعريف الحضارة لتشمل كل أنواع النشاط الإنساني بمختلف صوره المادية والمعنوية ، وما وصلت إليه الأمم في نواحي نشاطها الفكري والعقلي.
فالمزارع وما يُشق لها من ترع وأنهار ، وما يقام عليها من سدود ومساقي ، وما ينتج فيها من زروع وثمار ، وما يبتكر لها من نظم في الري والبذر والحصاد ، والمصانع وما تنتجه من سائر المصنوعات ، وما يخترع لها من مكينات ومعدات ، وما يوضع في فنونها من مصنفات ، والمتاجر وما يسن لها من نظم التعامل والتبادل ، والمدارس والمعاهد والجامعات وما يدرس فيها ، والمساجد والمعابد والمستشفيات والمتنزهات والحدائق والطرق والأرصفة والبيوتات ، وما يتم فيها من أنشطة هي جزء من الحضارة ، فضلا عن العلوم والفنون والنظم والقوانين التي تسير وتنظم وتُحكم أمور العباد .
وأي مجتمع يقوم بتلك الأمور أو بعضها يسمى مجتمعا حضاريا ، وتنسب إليه تلك الحضارة، فيقال : مثلا : الحضارة المصرية القديمة ، ويقصد بها الأنشطة والأفعال والابتكارات والأنظمة التي وضعها المصريون القدماء ، ويقال : الحضارة الفينيقية ، ويقصد بها ما أُثر عن الشعب الفينيقي القديم ، ويقال : الحضارة اليونانية ، ويقصد به تراث اليونانيين ، وهكذا .. وتعظم تلك الحضارات أو تحقر بحسب ما تقدمه من نفع للبشرية ، فهذا هو المقياس الوحيد لتقييمها .
فمنها الحضارات المتواضعة ، ومنها الحضارات الجليلة العظيمة ، ومنها الحضارات المؤقتة المحلية ـ أي المرتبطة بزمان ومكان معين ، فلا تصلح لزمان ومكان غيره ، ومنها الحضارات العالمية التي تفيد الناس في كل زمان ومكان ، ومنها الحضارات النافعة ، ومنها الحضارات الضارة ، التي لا تجلب للبشرية إلا الدمار والهلاك ، والتعاسة والشقاء .
ومنها الحضارات المادية البحتة التي تهتم بالجانب المادي أو الجسماني في الإنسان ، فلا تشبع إلا ملذاته وشهواته ، ومنها الحضارات الروحية التي لا تنشغل إلا بالجانب الروحي فقط ، ومنها الحضارات التي تهتم بالجانب المادي والروحي على السواء .
وبناء على التعريف السابق يمكن أن نعرف الحضارة الإسلامية بأنها كل الأنشطة المادية والمعنوية التي قام به المسلمون ، وما أثر عنهم من تراث فكري وعلمي وعقدي .
فعقيدة الواحدنية الصحيحة التي غرسها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية ، والعبادة التي شرعها الله سبحانه وتعالى للمسلمين ، ووضحها لنا النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية ، والأخلاق التي تخلق بها النبي صلى الله عليه وسلم ودعا إليها يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية ، والقيم السامية التي حث عليها صلى الله عليه وسلم يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية ، والنظافة والنظام واحترام الكبير والعطف على الصغير يمكن أن يعد كل ذلك جزءا من الحضارة الإسلامية ..
ودعوته صلى الله عليه وسلم لنشر الحب والسماحة والمودة والرحمة بين الناس يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية, ووصيته ببر الوالدين وصلة الأرحام , وإطعام الفقراء والمساكين واليتامى وكسوتهم يمكن أن يعد جزءا من الحضارة الإسلامية, ومساعدة المحتاجين, والإحسان إلى الجيران يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية, ودعوته صلى الله عليه وسلم إلى حسن المعاشرة بين الأزواج يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية.
وكذلك دعوته صلى الله عليه وسلم إلى نظافة البدن والملابس والبيوت والطرق , والمحافظة على الصحة والتجمل والتزين ، يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية..
ودعوته صلى الله عليه وسلم إلى إتقان العمل يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية ، ومناداته بنصرة المظلومين يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية, ودعوته إلى تحرير العبيد واحترام آدمية الإنسان الذي كرمه الله على سائر المخلوقات وخلقه بيديه يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية..
وحثه صلى الله عليه وسلم على الرفق بالحيوان ورحمته يمكن أن يعد جزءا من الحضارة الإسلامية, وحضه على الحافظة على الطبيعة التي وهبها الله لنا يمكن أن يعد جزءا من الحضارة الإسلامية.
بل إن نهيه صلى الله عليه وسلم عن الاعتداء وسفك الدماء إلا بالحق , وعن الوقوع في الفواحش وسائر المنكرات, وعن الكذب والخيانة والغدر والغش وقول الزور وأكل الميتة , وعن أكل أموال الناس بالباطل , وعن أخذ الرشوة يمكن أن تعد جزءا من الحضارة الإسلامية..
وتحذيره من الظلم والتجبر والإفساد في الأرض , ومن نقص الكيل والميزان في البيع والشراء , وعن التعصب للجنس أو اللون , وعن قتل الحيوانات لغير الحاجة أو إيذائها , وعن قطع الأشجار النافعة إلا لضرورة الناس يمكن أن يعد جزءا من الحضارة الإسلامية.
وذلك لأن تلك الأمور كلها من لوازم المجتمع العمراني المثالي الذي لا تقوم الحضارة ألا به .
وما قدمه المسلمون من نظم وتشريعات وقوانين ودساتير للبشرية يعد جزءا من الحضارة الإسلامية ..
وتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وسَن حق الرعية في اختيار من يحكمها ويترأسها ومراقبته ومحاسبته ، وإلزامه بأن يستشيرهم فيما يقوم به ، وما يقدم عليه من أعمال هامة تهم الدولة الإسلامية ؛ مما كان سببا في نضج البشرية ، يعد جزءا من الحضارة الإسلامية.
ونظم القضاء الفريدة التي تكفل للقاضي الاستقلالية الكاملة ، وتجبره على أن يسوي بين الخصمين ـ عند التحاكم ـ في كل شيء ، حتى في نظراته إليهما ، ولو كان أحدهما أمير المؤمنين نفسه ، تعد جزءا من الحضارة الإسلامية .
ونظم المدارس والمحاكم والمستشفيات التي ابتكرها المسلمون تعد جزءا من الحضارة الإسلامية .
والمكتبات العامة ونظم الجامعات التي أسسوها تعد جزءا من الحضارة الإسلامية ، والمصنفات والنظريات العلمية التي وضعها علماء المسلمين ، وكان لهم فيها فضل السبق على العالم الحديث تعد جزء من الحضارة الإسلامية .
واختراع نظام إخضاع النظريات العلمية للتجريب للوصول إلى الحقائق الثابتة اليقينية في العلوم الطبيعية ، تلك الحقائق التي كانت نواة للنهضة الحديثة ، تعد جزءا من الحضارة الإسلامية .
وجهاز الحسبة الذي وضعه علماء المسلمين لمراقبة الصناعات والحرف المختلفة هذا الجهاز الذي تفرع في العصر الحديث إلى أجهزة المراقبة والمحاسبات والصحة العامة والجودة ومطابقة الموصفات والتموين وغيره يعد جزءا من الحضارة الإسلامية .
ونظم التعامل البنكي من شيكات وسندات وصكوك ، وأمور التعامل المادي التي وضعها المسلمون تعد جزءا من الحضارة الإسلامية .
وتعريب تراث الأمم السابقة والاستفادة مما جاء فيها ، ونقدها والتعليق عليها ، يمكن أن يعد جزءا من الحضارة الإسلامية .
ونظم التعامل بين الجنسيات أو العرقيات أو الديانات داخل المجتمع الإسلامي التي سنها المسلمون لتستوعب كل أفراد وطبقات المجتمع ، وتجعل منه نسيجا مترابطا تعد جزءا أصيلا من الحضارة الإسلامية .
والصناعات الحديثة التي ابتكرها المسلمون جزء من الحضارة الإسلامية .
والأصناف الزراعية التي ابتكر المسلمون صناعتها واستخدامهم لسبل الزراعة الراقية ، واختراع نظام تطعيم الفواكه ومحاولات إيجاد أصناف جديدة جزء من الحضارة الإسلامية .
والأدوية والأدوات الطبية التي صنعها المسلمون ونقلوا صناعتها للأمم الأخرى تعد جزءا من الحضارة الإسلامية .
والصحاري التي عمروها ، والمدن التي أقاموها ، والمساجد والعمائر والحصون والقلاع التي شيدوها هي جزء من الحضارة الإسلامية .
إذن فمصطلح الحضارة الإسلامية مصطلح واسع فضفاض يتسع ليشمل كل ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*مدير موقع التاريخ الالكتروني

المصدر : موقع التاريخ


التصنيفات
اللغة العربية السنة الثالثة متوسط

نص الحضارة العربية الإسلامية

السنة الثالثة متوسط
الوحدة الرابعة: الحضارة العربية الإسلامية
1قراءة ودراسة نص: العرب والعلم
أ فهم المقروء ب مصادر الأفعال السداسية ج تطبيقات
الكفاءة القاعدية : القدرة على قراءة النص وفهمه وتحليله وحفظه .
ـ القدرة على سرد بعض جهود العرب والمسلمين في خدمة العلم والإنسانية .
ـ القدرة على ذكر أوزان المصادر السداسية وصياغتها صياغة صحيحة .
القدرة على إدماج المكتسبات في حل التمارين.
مؤشر الكفاءة: يقرأ التلميذ النص قراءة معبرة مسترسلة مع مراعاة احترام آليات القراءة.
ـ ويشرح الكلمات الغامضة فيه ويستخرج أفكاره ومغزاه .
ـ ويعدد أوزان الفعل الثلاثي المزيد بثلاثة أحرف والرباعي المزيد بحرفين وأوزان
مصادرها .
وينجز التمارين بالاستعانة بمكتسباته .
الوسائل: الكتاب 32 , السبورة.

أولافهم المقروء:
1- تقديم الوحدة : ما دور العلم والمال في حياة البشرية ؟ ما أفضل حضارة عرفها البشر ؟ لماذا ؟
2تقديم النص : كيف كانت حالة العرب قبل الإسلام؟ متى بدأ العرب يهتمون بالعلم ؟ ما الدليل على أن الإسلام اهتم بالعلم؟
3الهدف الوسيطي : يدرك التلميذ أن الإسلام دين العلم والحضارة .
4 قراءة صامتة للنص .
5أسئلة لمراقبة الفهم : ما فائدة العلم للإنسان ؟ متى أدرك العرب أن العلم ضروري لهم لإقامة دولة قوية؟ ما الفرق بين المستعمرين والفاتحين؟ كيف استفاد العرب من غيرهم ؟ ماذا يطلب الكاتب منا ؟
6 ـ الفكرة العامة : تبيان الكاتب دور العرب والمسلمين في طلب العلم وتطويره وأثر ذلك على الغرب .
7- قراءة نموذجية.
8 ـ قراءات فردية متتابعة .
9 البناء الفكري:
أ ـ شرح المفردات: مجديا:نافعا, مفيدا,حافرا:عاملا مشجعا, يتوطد: يتمتن, يثبت, اقتبس: أخذ, أثرى: أغنى,جديربالتنويه: يستحق الذكروالإشادة به , أمعن: أكثر.
ب الأسئلة: ماذا تمثل الطبيعة للإنسان؟ كيف يجب أن يتعامل معها الإنسان ؟ بأي سلاح يحقق ذلك؟ بم أفاد الفاتحون الأمم المفتوحة؟ ماذا استفادوا منها ؟ كيف تعامل المسلمون مع تراث غيرهم ؟ ما فضل العرب والمسلمين على البشرية؟ ماذا ينتظرنا اليوم ؟
ج ـ الأفكارالأساسية:
ـ أهمية العلم للإنسان في مواجهة ظواهر الطبيعة والاستفادة منها .
ـ دور الفتوحات الإسلامية في تشجيع العرب والمسلمين على طلب العلم النافع .
ـ مقارنة بين الفتح الإسلامي والاستعمار .
ـ دور العرب والمسلمين اقتباس العلوم وتنظيفها والإضافة إليها .
ـ حث الكاتب على الاستفادة من الحضارة الغربية .
د المغزى : المسلم يحرص على طلب العلم النافع ليفيد به نفسه وغيره .
10البناء الفني:
أ الأسئلة : لاحظوا : درءا لغوائلها ودفعا لكوارثها , ما العلاقة بينهما؟ ما فائدة الترادف؟ لاحظوا: بياض نهارهم وسواد ليلهم, ما العلاقة بينهما؟ لماذا ليست طباقا؟ ما فائدة المقابلة ؟ هات من النص سجعا؟ ما أثره؟
استنتاج : ـالترادف هو الإتيان بكلمات أو جمل متتابعة لها نفس المعنى لتقوية المعنى وتوضيحه وتوكيده.
ـ المقابلة هي الجمع بين جملتين فأكثر متضادتين في المعنى لتوكيده وتوضيحه وتقويته ز
ـ في النص جمل مسجوعة تحسن اللفظ بما لها من وقع موسيقي على الأذن .
11 ـ تقويم بنائي: وظفوا الكلمات المشروحة في جمل مفيدة.
ـ أعطوا لكل فقرة عنوانا مناسبا .
ـ اذكروا العلوم التي نبغ فيها العرب والمسلمون . هاتوا أسماء لعلماء معروفين . ما فضلهم على أوروبا؟
ماذا حدث اليوم ؟ لماذا؟
12 ـ الهدف الوسيطي: يدرك التلميذ فضل العرب والمسلمين على الغرب خاصة وعلى الحضارة الإنسانية عامة .
ثانياالبناء اللغوي :
1 تقويم مبدئي : مراقبة العمل المنجز وتصحيحه: 5 ص 25
2 الهدف الوسيطي : يثبت التلميذ مكتسباته ويدعمها .
3- عرض الأمثلة:
أ ـ إن العلم يمنح الإنسان قدرا من القوة لمواجهة الطبيعة درءا لغوائلها ودفعا لكوارثها واستدرارا لخيراتها .
ب ـ اعشوشبت الأرض اعشيشابا .
ج ـ اخضار العشب اخضيرارا .
د ـ اجلوَذ الحصان اجلواذا.
ه ـ اطمأنَ الأب على صحة ولده اطمئنانا .
و ـ افرنقعت الأصابع افرنقاعا .
4 قراءة الأمثلة: يقرأ الأستاذ الأمثلة ويكلف تلميذين أو ثلاثة بقراءتها.
5 التحليل والاستنتاج:
أ ـ تعريف المصدر : لنستخرج الأسماء من المثال الأول . علام تدل الأسماء : درء, دفع, مواجهة, استدرار؟
المصدر هو اسم يدل على حدث غير مقيد بزمن معين .
ب ـ أوزان مصادر الأفعال السداسية :على أي وزن جاء المصدر(استدرار)؟ استخرجوا المصادرمن بقية الأمثلة . ما وزن كل منها ؟ قارنوا بين الفعل ومصدره . ماذا تلاحظون ؟

وزن الفعل
وزن المصدر
المثال
الملاحظة
استفعـل
استفعا ل
استعلم ـ استعلام

افعوعل
افعيعال
اخشوشن ـ اخشيشا ن
قلبت الوا و ياء لتناسب كسرة ما فبلها
افعالَ
افعيعال
احمار ـ احميرار
قلبت الألف ياء لنفس السبب وفك الإدغام
افعوَل
افعوال
اعلوط ـ اعلوا ط

افعللَ
افعلال
اشمأزـ اشمئزاز

افعنلل
افعنلال
احرنجم ـ احرنجام

تنبيه : يصاغ المصدر من الفعل السداسي على وزن ماضيه بكسر ثالثه وزيادة ألف قبل آخره .
▪ 6 تقويم بنائي: اجعلوا هذه الأفعال سداسية واذكروا مصادرها ووظفوها في جمل : نتج, حلا، قشعر،سود، حرجم….
▪ 7 الهدف الوسيطي : يتحكم التلميذ في صياغة المصادر السداسية وتوظيفها .
ثالثا تطبيقات :
1 تقويم مبدئي: مراقبة الأعمال المنجزة .
2 تصحيح التمارين :
أ ـ استخراج الأفعال السداسية وصياغة مصادرها .
استوطن ← استيطان ـ استفاد← استفادة ـ استعان← استعانة ـ استقدم← استقدام ـ استرخص ←استرخاص ـ استعمل← استعمال ـ نستظل← استظلال
الموازنة بين الفعل ومصدره : كسر الحرف الثالث من الماضي وزيدت ألف قبل آخره لنحصل عل المصدر.
ملاحظة : استفادة و استعانة حذفت العين منهما وعوضت بتاء مربوطة واستظلال فك الإدغام فيه .
ب ـ صياغة مصادر من الفعال واستعمالها في جمل:
استلهم ← استلهام ـ استكثر← استكثارـ استجلب ← استجلاب ـ استفهم← استفهام
ج ـ ملء الفراغات بمصادر لأفعال سداسية :
ـ الاستكبار من صفات الكافرين بالله .
ـ استصغار صغائر الأمور من ضعف الهمة
ـ الاستمرار في طلب العلم من واجبات المسلم .
ـ الاستفادة من نصائح الطبيب ضروري قبل تناول الدواء .
د ـ تحويل الفعلين إلى سداسيين وصياغة مصدريهما :
غني ← استغنى ← استغناء ـ وقف← استوقف ← استيقاف
3 ـ المرحلة الختامية :
-4قراءات متعددة للنص مع مراعاة احترام آليات القراءة.
-5 تقويم ختامي: ماذا قدم العرب والمسلمون للحضارة ؟ بم تتميز الحضارة الإسلامية عن غيرها ؟ ركبوا جملا تشتمل على مصادر سداسية . ركبوا جملا فيها ترادف أو سجع أو مقابلة .
6 الهدف الوسيطي: يثبت التلميذ مكتسباته ويدعمها.
4 المطلوب : إعداد النص الموالي: التسامح الديني في حضارتنا .


merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii rima

التصنيفات
تاريـخ,

أثر الاستعمار في تشويه تاريخ الأمة العربية والإسلامية

أثر الاستعمار في تشويه تاريخ الأمة العربية والإسلامية


كتب: د / محمد محمود السروجي

23/11/1431 الموافق
30/10/2010

الحركة الاستعمارية ليست حديثة العهد، بل هي قديمة قدم التاريخ المكتوب، وإن كانت لم تعرف بهذا الاسم إلا في العصر الحديث. فالاستعمار يعني استيلاء دولة على ممتلكات دولة وتقاليدها وتاريخها ما استطاعت والاستبداد، ومحاولة تغيير ثقافة الدولة المغلوبة وتقليدها وتاريخها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. وقد أثرت تلك الحركة تأثيرا قويا في السياسة الدولية في هذا العصر.
ولفهم وسائل وأساليب الاستعمار في تزييف وتشويه تاريخ الأمم والشعوب التي نكبت به بصفة عامة والدول الإسلامية بصفة خاصة، لا بد لنا من الإلمام بأقوال دهاقنة الاستعمار من رجال السياسة والفكر في أوربا، ممن كانت لأقوالهم وأفعالهم أكبر الأثر في دفع حركة الاستعمار وفي تطورها وتوجيهها الوجهة التي يريدونها. فمن هذه الأقوال ندرك زيف ادعاءاتهم منذ بدايات ومقدمات الحركة الاستعمارية. ومن المنطقي أن تؤدي المقدمات الزائفة إلى نتائج زائفة. فليس من العسير على هؤلاء أن يشوهوا تاريخ الشعوب التي حكموها ليبرروا وجودهم رغم أنف تلك الشعوب.
هذه كلمة سقتها في بداية بحثي نبراسا يهدينا في دروبه وفي منعطفاته, أما عن الأساليب والدوافع التي تذرعت بها الدول الكبرى لتبرير استعارها – غير الأسباب الحقيقية التي تهدف إلى التملك والتسلط والسيطرة على مقدرات الشعوب سياسيا واقتصاديا وثقافيا، واستنزاف مواردها لخدمة ولرفاهية شعوب تلك الدول الكبرى – فهي متعددة، فمنها من اعتبرها مسألة كرامة أو هيبة ( Prestige) مثل بنجامين دزريلي ( Benjamin Disreali)(1)وزير خارجية بريطانيا ورئيس وزرائها في خطابه الذي ألقاه في ( Crystal Palace) في عام 1289هـ/ 1872 م وكأن هيبة الدولة وكرامتها لن تصبح حقيقة واقعة إلا باستبعاد غيرها من الشعوب.
ولم يكن دزيلي وحده – وقتئذ- يفتخر بعظمة الإمبراطورية البريطانية وإنجازات بريطانيا الاستعمارية ، بل شاركه في ذلك كثيرون من رجال السياسة والفكر أمثال شارلز دلكه (Charles Dilke)(2)، جيمي فرود ( James Froude)(3) وجون سيلي ( John Seeley)(4) ،وتوماس كارليل Thomas Caryle)) (5) ، وشارلز كنجلسي ( Charles Kingsley) (6) ،وجون رسكن ( John Ruskin) (7) ، وألفريد تنيسون ( Alfred Tennyson)(8)، ولورد سولسبري (Lord Salibryry)(9)،وجول فيري Jules Ferry) ) (10)،وسيسيل رودس ( Cecil Rodes)(11)وهوراشيو كتشنر ( Herbert Kitchener )(12)،وغيرهم.
ومن الادعاءات الزائفة لتبرير الاستعمار ادعاؤهم بأن للرجل الأبيض رسالة عليه أن يؤديها للشعوب المختلفة، وتشدق بهذا القول الكثيرون من رجال السياسة والفكر، ويعبر عن هذا الرأي الكاتب وياث ( Wayath) في كتابه « Ethics Of Empire » فيقول : " إن واجبا محددا قد عينه القدر لنا – وليس لغيرنا- وهو أن نحمل مشعل النور والحضارة إلى داخل الأماكن المظلمة في العالم، وأن نلمس عقول أبناء آسيا وإفريقيا بالقيم الأخلاقية النابعة من أوربا " (13) وهذا القول فيه تجن على تلك الشعوب، فالقيم الأخلاقية لم تنشأ في أوربا وحدها، وإنما نزلت بها عن طريق القهر والبطش.
ويرد على هذا الادعاء أحد كبار المؤرخين الفرنسيين المعاصرين وهو الأستاذ بيبر رنوفن ( Pierre Renouvan)بأن هذا القول "هو دائما مجرد شكل بسيط لتغطية المصالح أو الأطماع" (14) .
كذلك روج بعض الكتاب والمفكرين الاجتماعيين لحركة الاستعمار بالمناداة بنظرية "الصراع من أجل البقاء" ( Struggle For Existence) ،وعبر عن هذا الاتجاه رويارد كبلنج (Ruyard Kipling) (15)في عام 1308/ 1890 م؛ كما دعا هؤلاء إلى نظرية أخرى وجدت صداها في الأوساط الاستعمارية وقتذاك، ألا وهي نظرية "البقاء للأصلح" ( Suevival Of the Fittest) ، وقد عبر عنها كبلنج بقوله " بأن الاستعمار هو صورة من صور الكفاح من أجل الحياة، حيث ينتصر الشعب الأكثر استعدادا من الناحية الجسمانية والفكرية " (16).
وفي هذا المعنى أيضا يذكر الكاتب كارب بيرسون (Karl Vbreason)(17)"أن التاريخ يطلعني على طريقة واحدة لا يوجد غيرها، أدت إلى قيام حالة حضارية هي الصراع بين الأجناس، والبقاء للعنصر أو الجنس الأصلح في الجسم والعقل…إن طريق التقدم تغطية أشلاء الأمم التي تبيد ..إن الشعوب التي بادت، هي في حقيقتها الواضحة للعيان الدرج الذي رقاه الجنس البشري صاعدا نحو الحياة الفكرية الراقية والحياة الوطنية الراسخة التي نحياها اليوم".
وكأن البشرية في عرف هؤلاء الكتاب لن تتقدم إلا على أشلاء الشعوب الضعيفة التي كانت ضحية الاستعمار والمستعمرين.
كذلك حمل بعض المفكرين لواء نظرية " التطور الاجتماعي" التي أدت إلى ظهور فكرة تقسيم العالم إلى مجموعات كبيرة، فينقسم إلى ثلاثة أو أربعة شعوب كبرى صالحة للبقاء، وعلى الشعوب الضعيفة أن تموت أو تفنى أمام الدول القوية أو أن تخضع لها.
بل لقد بلغ الإسفاف والزيف في تبرير الاستعمار أنه – نسب – حاشا لله- إلى المشيئة الإلهية فيقول روزبري ( Rosebery) ( 1264-1349هـ 1847- 1929م) وهو من كبار حزب الأحرار في بريطانيا، "وأعتقد أن الإنجليز بطارقة العالم، وأنهم امبرياليون ( مستعمرون) – لا لأنهم أرادوا ذلك- ولكن لقانون عالمي إلهي يوجههم إلى أداء ذلك الواجب" (18).
والحقيقة التي لا مراء فيها أن الطمع في ثروات الشعوب الضعيفة ، والاستئثار بها لرفاهية شعوب الدول المتعدية كانت المحرك الأساسي لحركة الاستعمار . ويعبر عن هذا الرأي بصراحة تامة السير أوستن تشمبرلن (Sir Joseph Austen Chamberlin ) ) (19)فيقول : " هل هناك من يعتقد وهو في كامل وعيه أن السكان المكتظين في هذه الجزيرة ( يقصد بريطانيا ) لا يستطيعون أن يعيشوا ليوم واحد لو انقطعت عنا المناطق العظيمة التابعة لنا ، التي تتجه إلينا طلبا للحماية والمساعدة ، والتي تشكل الأسواق الطبيعية لتجارتنا " (20).
ورغم الصراحة التي يتصف بها هذا القول من مسئول بريطاني كبير ، إلا أن الزيف واضح في قوله أن تلك البلاد قد التجأت إليهم طلبا للمساعدة والحماية ،فالحقيقة أن كل البلاد التي خضعت للاستعمار قد وقعت بصورة أو بأخرى في قبضته ، نتيجة الغزو المسلح تارة أو التهديد والإجبار تارة أخرى ، ولم برغبتها الحرة على أي حال .
بعد هذا العرض الموجز لما أوردناه من آراء وأفكار ، جاءت على ألسنة كبار رجال السياسة والفكر ، يتضح لنا أن الاستعمار قام أساسا على زيف في القول والعمل ، وأن القائمين على أمره لم يتورعوا عن تزييف أسبابه ، فهم بالتالي لن يتورعوا عن تشويه وتزييف تاريخ الأمة الإسلامية التي خضعت لحكمهم ، كي يتمشى مع أهدافهم ومصالحهم . والأمثلة على ذلك كثيرة . ولكنني سأتناول بعضها على سبيل المثال – لا الحصر – إذ أن المقام لا يسمح بغير ذلك .

أولا – موقف المؤرخين الأوربيين من الدولة العثمانية:

مما لاشك فيه أن تاريخ الدولة العثمانية قد تعرضت للكثير من الدرس والتشويه عبر تاريخها الطويل ، ويرجع ذلك منذ تأسيس الدولة إلى عاملين رئيسيين : الأول أن العثمانيين المسلمين قد حلوا محل الدولة التي عمرت أكثر من ألف عام وكانت دول أوربا تطمع في أن تحل محلها ، إذا كان لابد لها من الزوال ، لاسيما روسيا التي كانت تدين بالديانة المسيحية على المذهب الأرثوذكس ، وهو مذهب الدولة البيزنطية نفسه .
والعامل الثاني أن الدولة العثمانية هددت دول أوربا فترة طويلة ووصلت جيوشها إلى أبواب مدينة فيينا ، وبعد أن أخضعت لحكمها دول شرق أوربا المسيحية ، ودخلت جموع من شعوبها في الإسلام ، كما أنها وقفت ضد أطماع البرتغاليين في الجزيرة العربية ، وأغلقت البحر الأحمر في وجه السفن المسيحية حماية للأراضي المقدسة في الحجاز من الاعتداء ، وطهرت جزر البحر المتوسط من فرسان القديس يوحنا الذين دأبوا على مهاجمة سفن المسلمين ونهيها ، وحمت دول شمال إفريقيا من الهجمات الصليبية من قبل الإسبان والبرتغاليين ، فحفظت له إسلامه وعروبته ، ورفعت لواء الإسلام في وجه دول أوربا المسيحية ستة قرون ، ولذا أخذت الحروب التي نشأت بينها وبين الدول الأوربية طابعا دينيا صليبيا (21)فكان لابد والحالة هذه أن ينعكس شعور الكره والتعصب على معظم الكتاب الأوربيين كراهية للدولة وللإسلام ،لاسيما وأنهم ربطوا بين الدولة العثمانية والإسلام ، فأي انتصار للعثمانيين هو انتصار للإسلام وهزيمة للمسيحية (22).
وقد وجدت الشعوب التي خضعت لأول مرة في تاريخها لحاكم مسلم أن تتخلص من الحكم عندما ظهرت بوادر الضعف على الدولة العثمانية ، فبدأت الحركات القومية في الظهور بتحريض وتشجيع من الدول الأوربية تحقيقا لمطامعها في الدولة (23)وخصوصا روسيا التي كانت تعمل على نشر مبادئ حركة الجامعة الصقلبية ( السلافية ) الكبرى ، وشعوب البلقان الخاضعة للحكم العثماني من الصقالبة أيضا ، فكانت روسيا تمالئهم بإطلاق اسم "الأخوة الصغار " (24)عليهم .
بل ادعت لنفسها الحق في حمايتهم كصقالبة صغار من عدوان الدولة العثمانية . وفي حقيقة الأمر فإن تلك الشعوب قد تمتعت بامتيازات كثيرة وبنوع من الحكم الذاتي لم تنله الشعوب الإسلامية .
وقد تركز تشويه تاريخ الدولة العثمانية بشكل واضح في فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني( 1293 – 1327 هـ/ 1876 – 1909 م) الذي تولى الحكم في أحرج فترة من تاريخ الدولة ، إذ كانت الدولة قد بلغت شأوا بعيدا من الضعف، واكبته ذروة الأطماع الاستعمارية والصهيونية في ممتلكاتها . ففي مستهل عهده شنت روسيا على الدولة الحرب الروسية التركية ( 1294 – 1295 هـ/ 1877 – 1878 م) وفرضت عليها معاهدة برلين(1295 هـ/1878 ) التي قطعت أجزاء واسعة من ممتلكات الدولة في أوربا ، والتي ترتب عليها احتلال فرنسا لتونس عام 1298 هـ/ 1881 م ) واحتلال بريطانيا لمصر عام 1299 هـ/ 1882 م ،ثم احتلال فرنسا لمراكش عام 1330 هـ/ 1912 م) (25)
وكان من أسباب مهاجمة الكتاب الأوربيين للدولة العثمانية في ذلك الوقت تبنى السلطان عبد الحميد حركة (الجامعة الإسلامية ) التي كانت ترمي إلى توحيد صفوف المسلمين حول السلطان العثماني للدفاع عن الإسلام والمسلمين ضد أطماع الدولة الأوربية الكبرى ، وحركة الجامعة الإسلامية في حقيقتها رد فعل للحركتين العدوانيتين اللتين عاصرتاها – وإن اختلفت عنهما في الأسلوب وفي الهدف والغاية .
فإذا كانت الحركة الأولى وهي حركة الجامعة الجرمانية حركة عنصرية هدفها تكوين وحدة سياسية من العناصر الجرمانية للوقوف ضد أطماع حركة الجامعة الصقلية تحت زعامة روسيا في شرق أوربا من جانب وضد أطماع فرنسا من جانب آخر ، فإن حركة الجامعة الصقلية حركة عنصرية كذلك هدفها إثارة صقالبة شرق أوربا ووسطها تحت ستار تخليصهم من السيطرة العثمانية من جهة ومن النفوذ الألماني المتمثل في حركة الجامعة الجرمانية من جانب آخر (26).
ومن ثم ، فالحركتان الجرمانية والصقلبيية عدوانيتا ن، بينما حركة الجامعة الإسلامية حركة دفاعية هدفها وحدة المسلمين والدفاع عن كيانهم تحت زعامة الدولة العثمانية من أطماع الدول الأوربية ، وما كان ذلك يرضي الدول بحال من الأحوال .
ومن الموضوعات التي حاول معظم المؤرخين الأوربيين تشويه تاريخ الدولة العثمانية بها ، إسهامها في عزل البلدان العربية عن العالم الخارجي ، مما كان له أكبر الأثر في تأخرها . ولكن الدارس لتاريخ الولايات العربية دراسة متأنية يرى أن هذا القول يفتقر إلى الصحة ، فالدولة العثمانية عقدت معاهدات تجارية مع معظم الدول الأوربية ، وكانت تلك المعاهدات تسري على جميع أجزاء الدولة بما فيها الولايات العربية .كذلك نجد أن معاهدات الامتيازات الأجنيبة قد أعطت للدول الأوربية صاحبة الامتيازات حرية التعامل مع تلك الولايات في مجالات كثيرة مما يدحض ما ذهب إليه المؤرخون من فكرة العزل (27).
وكان لكتابات وليم ملنر ‘William Milne)r) (28)وغيره ممن عاصروا السلطان عبد الحميد الأثر الكبير في تشويه تاريخ الدولة العثمانية في تلك الفترة . وكذلك عاصر السلطان عبد الحميد نشأة الحركة الصهيونية ومؤازرة الدول الكبرى لها، ومحاولاتها المستميتة بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين ، بالإغراء المادي تارة والتهديد تارة أخرى ، ووقوف السلطان من ذلك كله موقفا صلبا لا يلين محافظا على عروبة فلسطين ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، مما دفع دعاة الصهيونية وكتابها إلى مهاجمته وتشويه صورته أمام العالم الخارجي .

ثانيا – الحملة الفرنسية على الجزائر 1245 هـ/ 1830 م :

تمثل الحملة الفرنسية على الجزائر عام 1245 هـ/ 1830 م مثلا آخر من أمثلة تشويه تاريخ الشعوب الإسلامية ، إذ اتخذت فرنسا منن حادثة المنشة ( المروحة) سببا جوهريا لمهاجمة الجزائر دفاعا عن شرفها وكرامتها التي أهدرت(29)ولم يكن هذا هو السبب الحقيقي للغزو ،فالتفكير في احتلال الجزائر سابق على هذه الحادثة بسنوات أرجعها عباس فرحات (30)إلى عام 1231 هـ/ 1815 م وفيها هزم نابليون بونابارت وفقدت فرنسا أجزاء واسعة من إمبراطوريتها ، تنازلت عنها لبريطانيا ، ومن ثم رأت فرنسا أن تستعيض عنها بدول المغرب العربي ،ولتكن البداية بالجزائر كنقطة انطلاق نحو الاستيلاء على المغرب بأكمله (31).
والحقيقة أن قوة الجزائر البحرية قد ازدادت زيادة كبيرة في البحر المتوسط (32)وتمكنت بهذه القوة البحرية أن تحفظ التوازن في القوى في الحوض الغربي للبحر المتوسط ،وأن تحمي السفن الإسلامية فيه ، وذلك خلال القرون الثلاثة السابقة على الاحتلال الفرنسي لها ، وكانت العلاقات بينها وبين فرنسا في مد وجزر ، فأحيانا يسودها السلام بناء على اتفاقات ، و أحيانا أخرى تهاجم كل منهما سفن الأخرى في البحر المتوسط ، وكان الكتاب الفرنسيون يطلقون على إغارات السفن الجزائرية بأنها أعمال قرصنة (33)ولكنهم يطلقون على ما يقومون به ضد السفن الجزائرية بأنه دفاع عن النفس .
وعلى أية حال كانت فرنسا حريصة على استمرار علاقتها مع الجزائر ، فكلما تعكر صفو تلك العلاقات حاولت إعادتها إلى صفائها مرة أخرى ، حرصا منها على سلامة سفنها ، وتحقيقا لمصالحها الاقتصادية ، وحفاظا على امتيازاتها التجارية ضد منافسة الدول الأجنبية (34)
واتصفت عملية الغزو الفرنسي للجزائر 1245 هـ/ 1830 م بالتعصب الديني من قبل فرنسا ، فيذكر الملك شارل العاشر – الذي حدث الغزو في عهده – بأنه لم يراع في هذه العملية سوى كراهية فرنسا للجزائر . (35)
لم تكن الكراهية وحدها هي الدافع للغزو ، فالمشكلات الداخلية التي تعانيها فرنسا وقتذاك كانت لها نصيب كبير في حكومة فرنسا إلى التفكير في القيام بمغامرة خارجية لتوجيه السخط الداخلي ، الذي قد يطيح بها ، إلى هذه المغامرة ، أولا وهي غزو الجزائر(36). بل إن من جاءوا بعد شارل العاشر من الملوك ساروا في نفس الاتجاه ، وأكدوا عدم تخليهم عن الجزائر ، لأن في ذلك إغضابا للمسيحيين في كل مكان وهم الذين فرحوا بهذا الغزو وباركوه (37) وإن تمسك فرنسا بالجزائر يعتبر تضحية منها في سبيل نشر الحضارة بين القبائل الجزائرية ، وحتى لا يقعوا في براثن استعمار آخر كالاستعمار التركي . (38)
وفي هذا القول رجوع إلى ما سبق أن ذكرته في مقدمة البحث ألا وهو التذرع برسالة الرجل الأبيض وحرصه على نشر الحضارة والثقافة بين القبائل الجزائرية ، ولكن الحقيقة تثبت عكس ما زعموه ، فلو نظرنا إلى التعليم في الجزائر عند مجيء الفرنسيين إليها نجد أن عدد المدارس الابتدائية وحدها في مدينة الجزائر عام 1245 هـ / 1830 م بلغ مائة مدرسة(39)، لم يبق منها في عام 1262 / 1846 – أي بعد الاحتلال الفرنسي بست عشرة سنة – سوى أربعة عشرة مدرسة(40) ضربنا هذا المثل بمدينة واحدة في الجزائر دون أن نذكر ما حدث في سائر المدن لأن هذا ليس موضوع دراستنا .
وعلى أية حال فإن نصف المؤسسات التعليمية قد اختفى من ولاية الجزائر في الفترة فيما بين عامي 1245 – 1265 هـ/ 1830 – 1850 م (41).وهذا يؤكد زيف ما ادعاه معظم الكتاب الفرنسيين من عدم وجود تعليم في الجزائر في العهد العثماني، وأن فرنسا هي التي عملت على نشره بعد احتلالها للبلاد .

ثالثا – مصر في ظل الاحتلال البريطاني ( 1299 – 1332 هـ/ 1882 – 1914 م) :

ادعت بريطانيا على لسان ممثلها في مصر إيفلن بيرنخ ( اللورد كرومر) بعد الاحتلال عام 1299 هـ/ 1882 م بأن مهمتها في مصر هي العمل على تحسين حال الفلاح ورفع الظلم عن كاهله ، وأظهر صداقته للفلاحين وأطلق عليهم " أصحاب الجلابيب الزرقاء " وحاول التخفيف عليهم من بعض الضرائب .
وكان الهدف من انتهاج تلك السياسة إزاء الفلاحين ، وهم يمثلون أغلبية شعب مصر ، ما قاموا به من دور بارز في مساندة الثورة العرابية نتيجة لسوء أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ، وكثرة الضرائب ، وفرض السخرة ، واستبداد الحكام ، وطلبا في تحسين أحوالهم . وفي عهد الخديوي إسماعيل ( 1279 – 1296 هـ/1863 – 1879 م ) سرى في البلاد نوع من اليقظة والوعي ، وذلك لانتشار الصحف والمجلات ، ولتعاليم جمال الدين الأفغاني ، ونشاط تلاميذه ، وكان للفلاح نصيب منها ، ووجد الفلاحون في عرابي الأمل الذي يرتجى (42)، لاسيما وأن أوضاعهم الاقتصادية الحادة التي مرت بالبلاد (43).
وكان لخطورة الدور الذي قام به الفلاحون في الثورة أن عزمت سلطات الاحتلال على تصفية قوتهم والعمل على إضعافهم ، بل إن ما قاموا به قد أفزع كبار ملاك الأرض، ولذا وجدوا من مصلحتهم التعاون مع سلطات الاحتلال حفاظا على مصالحهم، ومن تم رأت بريطانيا أن تعتمد على طبقة كبار ملاك الأراضي الزراعية في تثبيت دعائم وجودها في مصر، وأن تربط مصلحتهم بمصلحتها، وبدأت تلك السلطات بتصفية كاملة للثورة في الريف المصري، فاعتقلت من الفلاحين ما يربو على 29.000 نسمة (44).
كما قامت السلطات بفصل حوالي 250 من صغار ضباط الجيش من أبناء الفلاحين، وجرودهم من رتبهم جزاء عصيانهم – وبدأت تخيم على البلاد فترة من الظلام في أعقاب فشل الثروة، ونفي وسجن وتشريد القائمين بها.
ونظرا لتعارض مصالح هذه الطبقة مع مصالح السواد الأعظم من الفلاحين فقد آثرت سلطات الاحتلال الوقوف إلى جانب كبار ملاك الأرض في أحيان كثيرة مضحية بجمهرة الفلاحين. وهنا ظهر التناقض واضحا بين أقوال هؤلاء المحتلين وتصرفاتهم الفعلية، فأدرك الفلاحون خداع المحتلين.
ولما كانت مصر دولة مدينة للعديد من الدول والمؤسسات المالية الأجنبية أصبحت بريطانيا بحكم إدارتها للبلاد مسئولة أمامها عن سداد الديون وأقساطها، ولذا بدأت تعمل على زيادة مساحة الأرض الزراعية، وأن تتبع سياسة التخصص الاقتصادي بالاعتماد على الزراعة ولا سيما زراعة القطن (45)اللازم لمصانعها، أي أنها سخرت اقتصاد مصر لخدمة الاقتصاد الإنجليزي.
ومن ثم بدأت بإصلاح القناطر الخيرية سنة 1304هـ/ 1886م وأنشأت قناطر أسيوط عام 1321هـ/ 1902م وخزان أسوان في العام نفسه، وقناطر زفتى في العام التالي، فزادت بذلك مساحة الأراضي الزراعية في مصر من 4.758.000 فدان عام 1299هـ/ 1882م إلى 5.4000.000 فدان في عام 1323هـ/ 1905م (46).
وكان المستفيد الأول من هذه المشروعات بريطانيا أولا، ثم طبقة كبار ملاك الأراضي الزراعية، وحملة سندات الدين المصري (47). بينما لم يستفد صغار الفلاحين شيئا يذكر، وذلك لكثرة الضرائب، وقلة إنتاجية الأرض واستبداد وظلم كبار ملاك الأراضي لهم.
حدث كل ذلك في الوقت نفسه الذي أخذ المعتمد البريطاني في مصر يتشدق بصداقته للفلاحين أصحاب الجلاليب الزرقاء، وبأوضاعهم التي تحسنت كثيرا في ظل الإدارة الإنجليزية، وإذا كانت سلطات الاحتلال قد خفضت بعض الضرائب في مستهل حكمها وألغت البعض الآخر، فقد أثبتت الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع، بأن ما تم بشأن الإلغاء إنما يرجع إلى أن نفقات جبايتها تبتلع معظم العائد منها (48).
ومع ذلك ظلت الضرائب المفروضة ثقيلة، وبلغت جملة الحجوزات الإدارية التي وقعت عليهم في الفترة من 1310-1321هـ/ 1893-1903م 323.259 حجزا، ونفذ البيع بالمزاد في 2.640 حالة، بلغت مساحة الأرض المباعة فيها 53.880 فدانا (49) ، وتوالت بعد ذلك الحجوزات التي تقدر بعشرات الآلاف في السنوات التالية. وترتب على ذلك ضياع الكثير من الملكيات الصغيرة سدادا للديون، وانتقلت ملكية تلك الأراضي إلى الأعيان ومشايخ القرى وبعض اليونانيين والسوريين (50).
وفي عام 1301هـ/ 1884 م يوجه اللورد كرومر ضربة أخرى إلى صغار الفلاحين وذلك بإلغاء مجانية التعليم، فحرم بذلك أبناء الفقراء منهم والذين يمثلون السواد الأعظم من الشعب المصري من تلقي العلم، بحجة أن من يرغب في العلم فعليه إثبات ذلك بدفع نفقاته (51)وأدى انتشار الجهل بين الفلاحين إلى سوء أوضاعهم الاجتماعية والمادية والصحية، ولم تكن سلطات الاحتلال تعبأ بما يصيب الفلاحين من أمراض، لأن سياستها الصحية كانت وقائية فحسب وليست علاجية (52).
أما عن حادثة دنشواي (53)1324هـ/ 13 يونيه 1906م ) التي أسقطت القناع عن وجه كرومر، وأظهرت زيف ادعاءاته بالعطف على الفلاحين والعمل على إصلاح أوضاعهم، فالحادثة تمثل غضبة الفلاحين من قوات الاحتلال التي كانت دائمة التوغل في أرجاء الريف المصري فيما بين القاهرة والإسكندرية، لإرهاب الفلاحين والقضاء على روح التذمر والغضب من تلك القوات (54)ومن سياسة المحتل الزراعية التي أثرت كبار ملاك الأراضي، فزادت دخولهم، واتسعت ملكياتهم، بينما كادت تنقرض الملكيات الصغيرة، فزادت دخولهم، واتسعت ملكياتهم، بينما كادت تنقرض الملكيات الصغيرة، فضلا عن كثرة عدد المعدمين، فجذور الحادثة ترجع إلى السنوات السابقة عليها، وما عاناه الفلاحون من سلطات الاحتلال.
وخلاصة الحادثة أن بعض الضباط الإنجليز وهم في طريقهم من القاهرة إلى الإسكندرية قد توقفوا عند بلدة منوف، وأبدى بعض الضباط ورغبتهم لمأمور المراكز في الصيد في قرية دنشواين فوافق على طلبهم وأعد لهم المركبات اللازمة لذلك؛ هناك توغل أحد الضباط داخل القرية، وصوب طلقاته على أحد أجران القمح، فصاح به أحد الفلاحين بأن يكف عن إطلاق النار وإلا احترق الجرن، فلم يأبه لتحذيره وواصل طلقاته فقتل امرأة وأشعل النار في أحد الأجران، فتجمع أهل القرية للإمساك به، فهب زملاؤه لنجدته، وجرى ضابطان آخران في اتجاه معسكرهما للالتجاء به، وكان الحر شديدا فسقط ميتا من ضربة الشمس (55).
وما إن علمت سلطات الاحتلال بالحادث حتى طاش صوابها، وعزمت على الانتقام من الفلاحين وأن تنزل بهم أشد أنواع العقاب، فقبضت على 250 فردا وحاصرت القرية بقوات كبيرة العدد، وقدم المتهمون للمحاكمة أمام المحكمة المخصوصة، وأقيمت المشانق في القرية قبل أن ينتهي التحقيق، مما يدل على النية المبيتة لضرب الحركة الوطنية في هؤلاء المتهمين.
واستغل الزعيم مصطفى كامل هذه الحادثة لمهاجمة السياسة البريطانية في مصر وفي أوربا بكل شدة وعنف منددا بعدالة الإنجليز في دنشواي (56). وصدر الحكم بإعدام أربعة فلاحين شنقا ونفذ الحكم داخل القرية، وحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة على اثنين، وبالأشغال الشاقة لمدة 15 عاما على واحد، وبالأشغال الشاقة لسبع سنوات على ستة، وبالحبس والشغل مدة سنة والجلد خمسين جلدة على أربعة، وبالجلد خمسين جلدة على خمسة أفراد.
حدث هذا رغم أن تقرير الطبيب الشرعي الإنجليزي قد أثبت أن الوفاة كانت بسبب ضربة الشمس، وليست نتيجة عدوان وقع عليه.
لا ريب أن الحادثة قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك زيف ما تغنى به كرومر طوال فترة وجوده في مصر، من صداقته للفلاحين، وعطفه عليهم والعمل على إصلاح أحوالهم ومعاملته بالعدل.
فما دونه كرومر في كتابه Modern Egyptعن سياسة بريطانيا في مصر به تشويه لتاريخ تلك الفترة وقلب للحقائق. ومما يؤسف له أن الكثيرين من المؤرخين الأجانب والعرب قد نقلوا عنه، بصفته مصدرا هاما من مصادر تاريخ تلك الفترة.
ولذا كان على بريطانيا، بعد أن تعرت سياسة كرومر أمام المصريين، أن تسحبه من مصر، وأن تستبدله بغيره عنه في الأسلوب ولكن لا يختلف عنه في الغاية.
ويمكننا القول إن هذه الحادثة أدت إلى نشاط الحركة الوطنية، وإلى سيادة روح التذمر والبغض لدى كل المصريين، ولا سيما الفلاحين (57).
ولذا لم يكن من قبيل الصدفة أن تقوم ثورة 1337 هـ/ 1919 على أكتاف الفلاحين في مرحلتها الأولى، وكانت عنيفة ومدمرة.
ونظرا لأن سلطات الاحتلال كانت تخشى من انتقام الفلاحين بعد تلك الحادثة إذا ما أتيحت لهم الفرصة المناسبة، فقد لجأت في سنتي 1334 – 1335 هـ/ 1915 – 1916م إلى نزع ما بأيديهم من أسلحة بلغت ما لا يقل عن مائة قطعة مختلفة الأنواع والأحجام (58)فقل ما بأيديهم من أسلحة، ترتب على ذلك كثرة ما سقط من ضحايا خلال ثورة 1337 هـ/ 1919 م.
من الأمثلة السابقة سيتضح لنا أن الدول الاستعمارية كثيرا ما لجأت إلى تزييف الحقائق التاريخية وتشويهها ، كي تتفق مع أهدافها ومع سياستها الاستعمارية التي رسمتها لحكم الشعوب المقهورة، والتي تهدف في المقام الأول تحقيق مصالحها أولا وقبل كل شيء. وأن منطق القوة الغاشمة قد دفعها إلى العبث بكل شيء، بمقدسات تلك الشعوب وبقيمها، وعاداتها وتقاليدها، وتاريخها، ومثلها الأعلى في ذلك "الغاية تبرر الوسيلة " والله ولي التوفيق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش :

* أستاذ التاريخ الحديث المعاصر كلية الآداب – جامعة الإسكندرية
(1) درزيلي ، بنجامين ( 1804-1881)، سياسي بريطاني، تولى رئاسة الوزراة البريطانية مرتين عام 1868 و ( 1874- 1880) وعرف بسياسته الاستعمارية. وأهم أعماله شراء أسهم مصر في قناة السويس سنة 1875.
(2) دلكة، شبالز ( 1843-1991)، من رجال السياسة والفكر الإنجليز، وممن أيد السياسة الاستعمارية ومجدالإمبراطورية البريطانية في كتابهGreater Britain)) الذي نشر في عام 1868.
(3) فرود، جيمس ( 1818- 1894)، وهو مؤرخ وكاتب ، وممن أشادوا بالإإمبراطورية البريطانية في كتابه الأقيانوسية ( Oceana)الذي صدر في عام 1886.
(4) سيلي، جون ( 1843-1895) ، أيد حركة الاستعمار ومجدها في كتابه ( Exapansion Of England) ونشر في عام 1883.
(5) كارليل، توماس ( 1795-1881)، وهو كاتب ومؤرخ وفيلسوف إنجليزي.
(6) كنجلي ، شارلز ( 1819- 1975) ، وهو رائي وقس إنجليزي،بارك الحركة الاستعمارية، وحاول التوفيق في كتاباته بين العلم الحديث والعقيدة النصرانية.
(7) رسكن، جون ( 1819 – 1900) ،وهو كاتب فنب إنجليزي، وإلى جانب تأييده للحركة الاستعمارية، اهتم بدراسة المجتمع الصناعي الجديد وبيان مساوئه.
(8) تنيون، الفريد ( 1809- 1892)، وهو شاعر إنجليزي ويعد من أكبر شعراء العصر الفيكتوري.
(9) لورد سولسبري ( 1830 – 1903) من كبار رجال الدولة في بريطانيا وهو من حزب المحافظين وقد تولى رياسة الوزارة.
(10) فيري، جول ( 1832-1892) ، وهو سياسي فرنسي كبير، تولى رئاسة الوزارة الفرنسية في اعوام ( 1880- 1881) و ( 1883- 1885) وعرف بسياسته الاستعمارية.
(11) سيسيل، رودس ( 1853-1902) ، وهو أحد رواد الاستعمار البريطاني ومن أنشط رجال المال والسياسة الإنجيز، قضى شطرا كبيرا من حياته في جنوب إفريقيا الجنوبية،وشجعته الحكومة الإنجليزية على إنشاء مستعمرة روديسيا ( زبمبابوي حاليا) سنة 1890.
(12) كتنشر،هوارشيو هربرت ( 1850- 1916)، مارشال بريطاني،وأصبح وزيرا للحربية البريطانية عام ( 1914- 1916).
(13)Langer, W, L., Diplomacy Of Imprialisme, P .93.
(14) رونوفن، بيبير، تاريخ العلاقات الدولية ( 1815-1914)، تعريب دكتور جلال يحيى، الإسكندرية، 1986،ص.516.
(15) كبلنج،رويارد ( 1865- 1936)ن من مؤيدي حركة الاستعمار وألف في هذا الموضوع كتابين هما :
( Departmental Ditties) في عام 1886، و ( Take Up the Xhite Man burden) في عام 1899.
(16) رونوفن، المرجع السابق / ص.515.
(17) محمد محمود السروجي، تاريخ أوربا الدبلوماسي – من السبعينات للقرن التاسع عشر إلى الحرب العالمية الأولى ، الإسكندرية 1966، ص.115-117.
(18) المرجع نفسه ، ص.118.
(19) تشمبرلين ، جوزيف أوستين ( 1836 – 1914 ) ، سياسي بريطاني ، شغل منصب وزير خارجية بريطانيا من ( 1924 – 1929 ) .
(20) 20 أنظر Foreigin & Colonial Speeches

(21) عبد العزيز الشناوي ، الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها جدا ، القاهرة ، 1984 ، ص . 15 .
(22) المصدر نفسه ، ص. 15 .
(23) محمد محمود السروجي ، مصر والمسألة الشرقية من القرن التاسع عشر ، القاهرة 1966 ، ص . 5 .
(24)Summer , B . H . Survey of Russian History , London , 1945 , P 20 .
(25) السروجي ، مصر والمسألة الشرقية ، صص . 303 -310 .
(26) محمد مصطفى صفوت ،الاحتلال الإنجليزي لمصر وموقف الدول الكبرى إزاءه ، القاهرة ، 1952 .صص. 17 .18
(27) The Ottoman Empire and its Successors 1801 – 1927 , London , 1927
(28) الشناوي ، المرجع السابق ، صص . 690 – 829 .
(29) كوليت وفرانسيس جانسون ، الجزائر الثائرة ، ترجمة محمد علوي الشريق و آخرين ، دار الهلال ، 1957 .
(30) مجاهد جزائري من رجال الحركة الوطنية في الجزائر ، و أول من تولى رئاسة الحكومة الجزائرية المؤقتة التي أقيمت بالقاهرة عام 1958 ، وورد هذا القول في كتابه ، حرب الجزائر وثورتها (ليل الاستعمار ) ، ترجمة أبو بكر رحال ، مطبعة فضالة ، المغرب ، ص . 9 .
(31) صلاح العقاد ، المغرب العربي ( الجزائر ، تونس ، المغرب الأقصى ) دراسة في تاريخه الحديث وأحواله المعاصرة، ط 2 ، القاهرة ، 1966 ، ص . 86 .
(32) Lacoste , y , L’Algérie , passé et présent , Paris , P 180 .
(33) Julien , ch -A , Histoire de l’Afrique du Nord , Tunisie – Algérie – Maroc : de la Conquete Arabe à 1830 ( 2eme éd ) Paris , 1966 , pp . 286 . 287 .
(34) De grammont , H. D Histoire d’ alger sous la domination turque , 1515 – 1830 , Paris , 1887 , p . 248 .
(35) عباس فرحات ، المصدر السابق ، ص . 10 .
(36)Ageron , ch . Robert , Histoire de l’ Algérie contemporaine ( 1830 – 1976 ) P.U.F., 1982 , pp .5 &6.
(37) سليمان الهادف قريري ، القوى الوطنية في الجزائر ومقدمات الثورة التحررية ( 1945 – 1954 ) رسالة ماجستير بجامعة الإسكندرية ، غير منشورة ، ص . 18 .
(38) كوليت وفرانسيس جانسون ، المصدر السابق ، ص. 9 .
(39) المصدر السابق ، De Grammont , p . 229 .
(40) المصدر السابق ، Lacoste , y . p . 130
(41) المصدر السابق ، ص . 131
(42) لطيفة محمد سالم ، القوى الاجتماعية في الثورة العرابية ، الهيئة المصرية العامة لللكتاب ، القاهرة ، 1981 ، ص . 297 .
(43) محمد محمود السروجي ، الجيش المصري في القرن التاسع عشر ، دار المعارف ، 1967 ، صص .537 -556 .
(44) المصدر السابق، ص.588.
(45) محمود إبراهيم الشواربي، حركة الفلاحين في مصر ما بين ثورتي 1882-1919، رسالة ما جستير غير منشورة ، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية عام 1978،ص.169.
(46) 153-152 hrouchley, The Economie Developement Of Modern Egypt, PP
(47) رؤوف عباس، النظام الاجتماعي في مصر في ظل الملكيات الزراعية الكبيرة 1837-1914، الطبعة الأولى، دار الفكر الحديث ، القاهرة، 1973، ص.113.
(48) رؤوف عباس، مذكرات محمد فريد، القسم الأول، ص.67.
(49) جرجس حنين، الأطيان والضرائب في القطر المصري، القاهرة 1322هـ/ 1904،ص.627.
(50)Bear, G.A. History Of Landowmership In Modern In Egypt London, 1962, P.36.
(51)Cromer, Earl, Modern Egypt, 1908, P.532.
(52)Colvin, Sir Aucland, The Making Of Modern Eegypt, 1938, P.313.
(53) دنشواي : قرية صغيرة تابعة لمركز منوف، اشتهرت بكثرة أبراج الحمام الذي يربى فيها من قبل الفلاحين.
(54) محمد جمال الدين المسدى، دنشواي، مطبوعات مركز وثائق مصر المعاصر، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 1947،صص.7-8
(55) المصدر نفسه، ص.75.
(56) محمد محمود السروجي ، ثورة 32 يوليو 1952، جذورها وأصولها التاريخية ،ص.113.
(57). عمر عبد العزيز عمر، دراسات في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، دار النهضة العربية، بيروت، 1975،ص.377.
(58) F.O. 407 / 184 N° 120 Memorarandum by Sir R.Graham On the Unrest Egypt. هـ 1 سروجي