التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

البلاغة العربية من القرآن؟ أم إليه؟

تتميز علوم البلاغة عن العلوم اللغوية التحتية الأصوات والصرف والنحو في أمور كثيرة، أهمها وأكثرها جوهرية حيادية العلوم التحتية وانحياز علوم البلاغة.
كيف؟
العلوم التحتية علوم بناء لغة حيادية، تنقل سمات لغات العرب، فمن يستخدمها يكن فصيحا مصيبا، ومن يتركها يكن بعيدا عن الفصاحة والصحة اللغوية. ومن ثم لا يوصف مستخدمها بوصف خاص غير كونه فصيحا مصيبا الصحة اللغوية.
أما علوم البلاغة فهي ظواهر تعبيرية تنطلق من ثقافة الكاتب أو المتحدث وفكره؛ لذا فهي منحازة؛ لأنها اختيارية، ومن ثم يصح وصف كتاب ما أو كاتب ما أو خطبة ما ببلاغة الكتاب الفلاني، أو بلاغة الكاتب الفلاني؛ لاختلاف اختياراته التعبيرية عن غيره.
والسؤال الآن: ما أهمية ما ذكر؟
والجواب هو أن الجميع اتفقوا أن بلاغة القرآن أعلى مستويات البلاغة العربية؛ لأنها خطاب الله تعالى لعباده، وهي تحمل من أسمائه العلا وصفاته الحسنى، فهل اكتشفت بلاغة القرآن من داخلها؟ أم هل اكتشفت من خارجها؟ هل استقرأ البلاغيون القرآن الكريم واستخرجوا ظواهره التعبيرية الخاصة به كما فعل الصرفيون والنحويون مع لغة العرب عند تجريد الأوزان وأنماط التراكيب؟
ما نراه في الكتب البلاغية يتمثل في وقوف البلاغي مع الفن البلاغي، وتأكيد مفهومه، ثم يأتي إلى القرآن الكريم ليذكر أمثلة تطابق مفهومه عن الفن البلاغي المتمثل له. فهل يكفي هذا لاستخراج بلاغة القرآن؟
إن هذه الطريقة تنطلق من غير القرآن لتجلو ملامح الفن، وتكون التصورات عنه، وتصوغ مفاهيمه، ثم ترد القرآن لمحاولة إيجاد أمثلة لما سبق أن كوِّن. ويؤدي هذا إلى معرفة جزئية ببلاغة القرآن، ولا يحمل على معرفة كلية بها من حيث الأنماط الكلية وتحليلها تعبيريا؛ لأن المكوث التأملي لا يطول، فهو يكون بقدر العثور على المطلوب من الأمثلة الدالة.
إن هذا يشبه ما يفعله المهتمون بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة، فإنهم يبدأون من النظرية العلمية التي شاعت، ثم يقرؤون القرآن بهدف العثور على مشابه لها، فإذا وجدوها غادروه؛ لأن المهمة انتهت. ولو قرأ العلماء القرآن قراءة علمية كأنه كتاب علمي لوجدوا الكثير والكثير.
يحدث هذا على الرغم من أن القرآن أخبرنا أن الله تعالى جعل الإنسان خليفة كما قال في سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، ثم أنزله إلى الأرض ليعمرها، ووعده بإنزال كتب الهداية له في سورة البقرة حيث قال: [قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)].
وأنزلت الكتب هادية له في الأرض، وأنزل القرآن خاتمها هدى، قال تعالى في سورة البقرة: [الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)]
وهذا الهدى يغطي كل مناحي الحياة عقيدة وشريعة وصحة وأدبا ولغة وتعبيرا، ويحتاج الأمر الوقوف مع القرآن وقفات تأمل طويلة ليستبين المنهج في المنحى المطلوب. وتشهد القنوات الفضائية الآن وجودا مكثفا للدكتور الباطني جميل القدسي دويك يشرح فيه نظريته الجديدة في التغذية المستمدة من القرآن الكريم بعد استقرائه إياه، وعثوره على الكليات المكونة لنظريته، وتصنيفها، وتبويبها.
إن هذه المحاولة الطبية حملتني على طرح ما كان يعتمل في نفسي من الرغبة في الوقوف مع القرآن الكريم وقفات تأمل طويلة طويلة؛ لنحاول استجلاء مظاهره التعبيرية، وتجريد سماتها العامة، وتصنيفها، وتبويبها؛ لنصل إلى نظرية بلاغة القرآن من داخله.
إن هذه الوقفة تجعلني أتمثل وقفة الأجداد العظماء الذين أنشأوا حضارتهم التي شملت الحياة بكل جوانبها على القرآن، وتجعلني واثقا من الخروج من هذه الهزيمة النفسية التي نعيشها منذ عقود، والتي لن يمكننا الخروج منها إلا بالقرآن كتاب الهدى في كل مناحي الحياة؛ فلن يصح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

إمام في النحو والعروض والبلاغة وغيرها يعجز عن نظم بيت من الشعر!!!

إمام في النحو والعروض والبلاغة وغيرها يعجز عن نظم بيت من الشعر!!!
استوقفني ما ستراه أدناه في ترجمة الصفدي في الوافي بالوفيات للإمام بدر الدين بن الإمام جمال الدين بن مالك ، وهو البحر بن البحر .
فهل تصدق هذا؟
قال الصفدي:
الشيخ بدر الدين ابن مالك
محمد بن محمد بن عبد الله ابن عبد الله بن مالك الإمام البليغ النحوي بدر الدين ابن الإمام العلامة جمال الدين الطائي الجياني ثم الدمشقي كان إماماً ذكياً فهماً حاد الخاطر إماماً في النحو إماماً في المعاني والبيان والبديع والعروض والمنطق جيد المشاركة في الفقه والأصول أخذ عن والده وجرى بينه وبين والده صورة سكن لأجلها بعلبك فقرأ عليه بها جماعة منهم بدر الدين ابن زيد، فلما مات والده طلب إلى دمشق وولي وظيفة والده وسكنها وتصدى للأشغال والتصنيف، وكان اللعب يغلب عليه والعشرة، حكى لي الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين محمود الكاتب رحمه الله تعالى حكاية جرت له مع الأمير علم الدين سنجر الدواداري وهي غريبة ما أوثر ذكرها وحكى لي غيره عنه ما يوافقها من اللعب وكان إماماً في مواد النظم من العروض والنحو والمعاني والبيان والبديع ولم يقدر على نظم بيت واحد ولقد حضرت إليه رقعة من صاحبه فيها نظم أراد أن يجيبه عنها بنظم فجلس في بيته من بكرة إلى صلاة العصر ولم يقدر على بيت واحد حتى استعان بجار له في المدرسة على الجواب بعد ما حكى ذلك لجاره،

وقيل لي أنه أملى على قول أبي جلنك.
والبان تحسبه سنانيراً رأت … قاضي القضاة فنفشت أذنابها
كراسة وتكلم على ما في هذا البيت من علوم البلاغة سبحان الله العظيم،
ووالده كان ينظم العلوم في الأراجيز ويدرج المسائل الكثيرة في الألفاظ القليلة وهذا دليل القدرة على النظم، ومن تصانيف الشيخ بدر الدين شرح الفية والده المعروفة بالخلاصة وهو شرح فاضل منقى منقح وخطأ والده في بعيض المواضع ولم تشرح الخلاصة بأحسن ولا أسد ولا أجزل على كثرة شروحها وأراها في الشروح كالشرح الذي لابن يونس للتنبيه، والمصابح اختصر فيه معاني وبيان المفتاح وهو في غاية الحسن وقيل إنه وضع أكبر منه وسماه روضة الأذهان والي الآن لم أره ورأيت له مقدمة ف يالمنطق ومقدمة في العروض، ومات قبل الكهولة من قولنج كان يعتريه كثيراً في سنة ست وثمانين وست مائة بدمشق ودفن بمقبرة باب الصغير وكثر التأسف عليه، وولي إعادة الأمينية بعده الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني وكثر تأسف الناس عليه، وقيل إنه حضر مجلس الشيخ شمس الدين الأيكي وكان يعرف الشكاف معرفة مليحة فقعد لا يتكلم والأيكي يذكر درسه إلى أن أطال الكلام فقال له يا شيخ بدر الدين لأي شيء ما تتكلم فقال ما أقول ومن وقت تكلمت فيه إلى الآن عددت عليك إحدى وثلاثين لحنة أو كما قيل.
الوافي بالوفيات – (1 / 90)


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

البلاغة في سورة الفاتحة

قال أبو حيان في تفسيره « البحر المحيط » :
« وقد انجرّ في غضون تفسير هذه السورة الكريمة من علم البيان فوائد كثيرة لا يهتدي إلى استخراجها إلاّ من كان توغّل في فهم لسان العرب ، ورُزق الحظّ والوافر من علم الأدب ، وكان عالماً بافتتان الكلام ، قادراص على إنشاء النثار البديع والنظام ، وفي هذه السورة الكريمة من أنواع الفصاحة والبلاغة أنواع :
النوع الأول : حسنُ الافتتاح وبراعة المطلع ، وناهيك حسناً أن يكون مطلعها مفتتحاً باسم الله ، والثناء عليه بما هو أهله من الصفات العليّة .
النوع الثاني : المبالغة في الثناء وذلك العموم ( أل ) في الحمد المفيد للاستغراق .
النوع الثالث : تلوين الخطاب في قوله : { الحمد للَّهِ } إذ صيغته الخبر ومعناه الأمر أي قولوا : الحمد لله .
النوع الرابع : الاختصاص باللاّم التي في ( لله ) إذ دلّت على أنّ جميع المحامد مختصة به تعالى إذ هو مستحق لها جلّ وعلا .
النوع الخامس : الحذف وذلك كحذف ( صراط ) من قوله تعالى : { غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم وَلاَ الضآلين } التقدير : غير صراط المغضوب عليهم ، وغير صراط الضالين .
النوع السادس : التقديم والتأخير في قوله : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وكذلك في قوله : { غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم وَلاَ الضآلين } وقد تقدم الكلام على ذلك .
النوع السابع : التصريح بعد الإبهام وذلك في قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم * صِرَاطَ الذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } حيث فسّر الصراط .
النوع الثامن : الإلتفات وذلك في قوله : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدنا الصراط المستقيم } .
النوع التاسع : طلب الشيء وليس المراد حصوله بل دوامه واستمراره وذلك في قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم } أي ثبتنا عليه .
النوع العاشر : التسجيع المتوازي وهو اتفاق الكلمتين الأخيرتين في الوزن والرّوي وذلك في قوله تعالى : { الرحمن الرحيم . . . الصراط المستقيم } وقوله { نَسْتَعِينُ . . . وَلاَ الضآلين } .

التصنيفات
لغــة وأدب عربي

مكتبة البلاغة و العروض

تعليم_الجزائر
مكتبة البلاغة و العروض
صورة المكتبة
تعليم_الجزائر
رابط التحميل
http://www.4shared.com/file/Dn8Z9_31/___.html
تعليم_الجزائر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم على هذه المشاركات المميّزة
جعلها الله في موازين حسناتكم
في المتابعة إن شاء الله

</object

التصنيفات
لغــة وأدب عربي

امتحان مادة البلاغة السنة الأولى


امتحان مادة البلاغة

السنة الأولى
جامعة الجلفة

السؤال الأول :
يقول الشاعر:

حتى متى أنت في لهوا وفي لعب**** و الموت نحوك يهوي فاغرا فاه
ما كل ما يتمنى المرء يدركه **** هربّ امرئ حتفه فيما تمناه
إن المنى لغرور ضلة و هوى **** لعل حتف امرئ فيما تمناه

استخلص الأساليب البلاغية المختلفة – في ضوء ما درست –،و حدّد أنواعها مع التعليل ؟

السؤال الثاني :
عرف المصطلحات البلاغية الآتية: “فصاحة المفرد”، ” قصر حقيقي ” ، ” مسند إليه ” ، “عموم السلب” ، ” خبر طلبي” .

السؤال الثالث :
املأ الفراغات بالإجابة المناسبة :
البلاغة هي مطابقة الكلام ………………. مع فصاحته ، والكلام خبر إنشاء ، فاخبر هو …………….و الإنشاء ……………… .
يتكون الإنشاء الطلبي من ………….. وله أربع صيغ ،………….. و …………و أما الأساليب الإنشائية غير الطلبية فهي ………… .



التصنيفات
لغــة وأدب عربي

البلاغة القديمة والاسلوبية الحديثة


البلاغة القديمة والأسلوبية الحديثة

تداخل الحدود بين الأجناس الأدبية في النصف الثاني من القرن العشرين
عمان: «الشرق الأوسط»
عن اتحاد الكتاب العرب صدر اخيرا «قراءات في الادب والنقد» للدكتور شجاع مسلم العاني يتضمن دراسات نقدية في القصيدة المعاصرة وفي الرواية وفي التفكيكية والنص والاسلوبية وقضايا اخرى في النقد العربي المعاصر.

يشير المؤلف بداية الى نشوء قارئ جديد وقراءة جديدة بفعل التقدم العلمي والحضاري والثقافي الذي كان من نتائجه ازدياد القدرة التحليلية عند القراءة والتي كان من نتائجها عزوف القراء عن الشعر والعروض معا مما دفع بالشعراء بالمقابل الى ان يولجوا هذا القارئ المثقف الى «ساحة غير المعقول».

ويرى ان «التسلسل التاريخي» الذي كان فخر الانسان الحديث منذ فجر النهضة قد تحول لدى كتاب وشعراء القرن العشرين الى عالم لازمني من الاساطير والخيال الموضوعي التاريخي استحال الى خيال اسطوري خال من الزمان التاريخي وهذا العالم الاسطوري اللازمني هو بالذات ما يمثل المضمون العام للادب الحديث ويقترح لغته.

واذا كانت البلاغة القديمة ـ كما يشير المؤلف ـ قد توقفت في مناقشتها لهذه الظاهرة عند حدود الجملة فان الاسلوبية الحديثة اكدت دراستها في الخطاب الى جانب الجملة اذ صار هذا الخطاب لدى العديد من شعراء قصيدة الحداثة خاليا من التسلسل الفكري والعقلي وهو يرى ان الشعر العربي عرف ظاهرة الانقطاع واليه يعود اختراع الظاهرة قبل الشعر الغربي وفي هذا الصدد يشير الى ما نقله (جان كوهن) في كتابه (بنية اللغة الشعرية) من مقطوعة من الشعر العربي تعود الى القرن الثالث عشر الميلادي وهي مقطوعة تعبر عن فلسفة الزهد تقول ابياتها: ان الكائن لا يمكن تملكه، وكل ما يمكن تملكه هو مظهره وحسب، ولكن الشاعر يقطع حديثه عن الكائن البشري ليقحم الطبيعة اقحاما غير مسوغ في عالم الانسان بجملة يقولها الشاعر (والشفق هادئ والدنيا صامتة) ويقول المؤلف ان هذا النمط من الانقطاع اي اقحام الطبيعة في الدراما الانسانية او العكس يعد من ابرز اشكال الانقطاع في قصيدة الحداثة ويأخذ الانقطاع في قصيدة الحداثة شكلين ويتم باسلوبين يكمل احدهما الاخر فالشاعر قد يتحدث عن موضوع معين ولكنه يهمله ليتحدث عن موضوع اخر لا علاقة بينه وبين الموضوع الاول ولا يجمع بينهما اي جامع عقلي واضح وبهذا يقطع التسلسل الفكري في القصيدة حتى وان استخدم حروف العطف المقرونة كأدوات للربط بين الجمل الشعرية او ان يترك جمله الشعرية مستقلة عن بعضها. وفي الحالتين نكون ازاء بنية في لغة القصيدة التي اطلق عليها المؤلف (الانقطاع) ومثل لهذين الاسلوبين بنماذج من الشعر الحديث كما مثل بنماذج من هذا الشعر للانقطاع داخل الجملة نفسها فضلا على الخطاب.

وحين تناول سرد الشعر وشعرية السرد في القصيدة السردية اكد ان السردية تتحكم في كل خطاب مهما كان نوعه ولا يقتصر وجودها على الاجناس الادبية حسب بل يمتد ليشمل التاريخ والسينما التي تخضع في كل جنس ادبي وكل فن للقوانين البنيوية لذلك الجنس او الفن.

ويقول: اذا كان السرد الفني هو مجرد احتمال فان القصيدة الغنائية على مستوى الصيغة جنس غير نقي وكما ان وجود رواية او قصة قصيرة بلا حوار هو استثناء كذلك فان خلو قصيدة غنائية من السرد هو استثناء ايضا.

ويخلص عبر تطبيقاته الى ان الفروق بين الشعر الغنائي والاجناس الاخرى هي فروق او حدود لا تتسم بالصلابة ولا سيما في النصف الثاني من القرن العشرين الذي شهد تداخل الحدود بين الاجناس الادبية من جهة وتداخل الحدود بين هذه الاجناس والفنون عموما من جهة اخرى وقد ادى ذلك الى نشوء ما دعي بـ(النص) و (النص المفتوح) ولم يعد من قبيل المصادفة ان يستعمل الشعر والتخييل الحديثان صنعات متشابهة ويعرضان ما هو في جوهره نوع واحد من التنظيم.

وانتقل بعد ذلك الى ـ دراسة في بلاغة التناص الادبي ـ ليشير الى انه اذا كان التناص هو قانون النصوص جميعا وهو كالهواء والطعام والشراب بالنسبة للمنشئ والقارئ معا فان بعضهم يرى ضرورة الفصل بينه مصطلحا وبين مصطلحات اخرى كالسرقة والادب المقارن والمثاقفة ودراسة المصادر تجنبا للخلط وتوخيا للدقة العلمية.

وفي ما يخص القصة والرواية فان الحداثة اذا كانت تحاول عبثا الغاء الماضي واساليبه الادبية وابتكار اساليب ادبية مما لا يتقيد بأنماط سائدة ولا معايير مطردة فان ما بعد الحداثة تعود الى كل حقب التاريخ بروح متهكمة وساخرة والى الاساليب التي عرفها الادب في الماضي وبفعل هذه العودة اصبح تأمل النص لذاته اسلوبا شائعا في الرواية.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

ترك ورقة امتحان البلاغة خالية ونجح .!!؟؟

ترك ورقة الامتحان خالية ونجح…!!؟؟

قصة طريفة حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية
واسمه بشير فبعد انتهاء مادة البلاغة قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الإجابة
وكعادته ما أن يمسك الورقة حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول
ومن ثم السؤال الثاني وهكذا ..

وفي بعض الأحيان يلحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالاً أو سؤالين بدون إجابة
وهو أمر معتاد إلا أن ما أثار استغرابه ودهشته ورقة إجابة أحد
الطلاب تركها خالية…!؟ لم يجب فيها على أي سؤال ووضع بدل الإجابة
القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان
*****

أبـشـيـر قل لي ما العمل …واليأس قد غلب الأملْ

قـيـل امـتـحان بلاغـة … فحسبته حــان الأجلْ

وفزعت من صوت المراقب …إن تنحـنح أو سعـلْ

وأخذ يجول بين صفوفنـا … ويصول صـولات البطلْ

أبشير مـهـلاً يـا أخـي … مــا كل مسـألة تحلْ

فـمـن الـبـلاغة نـافع … ومن البــلاغة ما قتلْ

قـد كـنـت أبـلد طـالب … وأنــا و ربي لم أزلْ

فـإذا أتـتـك إجـــابتي … فيها السؤال بدون حلْ

دعها وصحح غيرهــــا… والصفر ضعه على عجلْ

فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطائه درجة النجاح في مادة البلاغة
لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة متوفر
في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة والبديعة.

منقول


شكرا على هذا الموضوع رغم اني شاهدته من قبل

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

العلم المظلوم علم البلاغة



كتبه الشيخ/ أبو مالك العوضي -حفظه الله-
هنا

هذا العلم (علم البلاغة) مظلوم بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.

فقد ظُلِم هذا العلم في معرفة قدره.. وظلم في دراسته.. وظلم في تطبيقه..
ظلم من حملته، وظلم من أعدائه..
ظلم من القدماء، وظلم من المعاصرين..
ظلم من العلماء، وظلم من طلبة العلم..

مع أن هذا العلم يكاد يكون أهمَّ العلوم؛ لأنه هو الآلة التي تمكننا من فهم النصوص الشرعية فهما صحيحًا، وكذلك هو الآلة التي تمكننا من تقرير إعجاز القرآن الذي هو أساس الشرع.

أما الظلم في معرفة قدره:
فسببه أن أكثر الناس يظنونه شيئًا كماليًّا، لا يلزم طالبَ العلم أن يدرسه، وإنما غايته تحسين الكلام، ومعرفة البيان، وأن تقول إذا سمعت شعرًا (يا سلام)!

وأما الظلم في دراسته:
فبأن سُلك به غير سبيله الصحيحة، فصار أصحاب يونان هم أئمته وأعلامه، وصارت مادتُه مستقاة من كلام أرسطو وأتباعه، بدلا من أن يُبتنى على كلام العرب وأصوله، وعوضًا من أن يستقى من كلام الأدباء والبلغاء العرب الخلص الذين أفنوا أعمارهم في الفحص عن كلام العرب وتأمله حتى صار لهم كالسليقة لا يستطيعون عنه تحولا.

وأما الظلم في تطبيقه:
فلو طبق هذا العلم على مسائل الفقه لتغير حالُه، ولقل الخلافُ فيه، ولظهر وجهُ الحق جليًّا واضحًا، ولبطلت أقوالٌ كان لها من الشهرة ما كان، ولظهر فسادُ بعض الاستنباطات التي سارت بها الركبان.

وأما ظلمه من حملته:
فلأن أكثرهم ليسوا من الفقه في شيء، فلم يطبقوا كلامهم على نصوص الشرع ومسائله، وإنما جعلوا جل همهم الموازنة بين فلان وفلان من الشعراء، والحكم بتقديم فلان على فلان من الأدباء، وهذا لا بأس به في نفسه، ولكن لا شك أن الأهم تطبيق ذلك على مسائل الشرع.

وأما ظلمه من أعدائه:
فما أكثرَهم! وما أكثرَ دعاواهم وأباطيلهم!

فتارة يتعاطون منه ما لا يحسنون، فيفسدون أكثرَ مما يصلحون، وتارة يعترضون عليه بما يجهلون؛ إذ كل امرئ عدو ما يجهل، فصاروا حربًا عليه وعلى حملته، تارة بالتصريح وتارة بالتلويح.

وأقلهم ضررًا من يعلن العداوة ويقول: هذا علم غث لا فائدة فيه ترتجى، ولا نائل من ورائه يبتغى!

وأكثرهم ضررًا من يقول: هذا العلم أضر على الشرع من أعدائه، إذ جاء بالأقوال الباطلة والمذاهب الفاسدة، فيظن أن دخول الفساد في هذا العلم بسبب ذاته، وراجع إلى أصله!!

وما درى أن الفساد إنما دخله –كأي علم- من دخول غير أهله فيه، ومن استمداده من غير مصادره الصحيحة، ومن تشقيق القول بالتجويز العقلي دون الاستقراء النقلي لكلام العرب.

وأما ظلمه من القدماء:
وهو أقل ما ظلم، فبأن أكثرهم اكتفى في قواعده بالتلويح دون التصريح، فلم يضعوا فيه كتابًا واضح المعاني سالم المباني، يقتفي فيه المتأخرُ أثر المتقدم فيشكر سعيه ويسير على خطاه، بل جعلوا كلامهم رمزًا، فلا يستطيع الوصول إلى مغزاه إلا من أفنى عمره في تحصيله.

ولعل عذر القدماء في هذا أنهم بذلك قد سدوا على غير أهل هذا الفن أن يدخلوا فيه، ولذلك لم يظهر أهلُ الادعاء في هذا العلم إلا بعد أن صار قوانين محفوظة!

وأما ظلمه من المعاصرين:
فلأنك نادرًا ما تجد فيه متخصصًا إلا وهو عن علوم الشرع بمعزل، فلا يخطر بباله أن يطبقه على علوم الشرع، ولا يرد على خاطره أنه يؤسس كثيرًا من كلامه مخالفًا لأصول الشرع وفروعه.

وأما ظلمه من العلماء:
فلأنهم لا ينصحون الطلبة بدراسته، ولا يحثونهم على التعمق فيه، وربما كان هذا بسبب أن بضاعتهم فيه مزجاة، أو أنهم ينتمون إلى فئة المشنعين على أهله وطالبيه.

وأما ظلمه من طلبة العلم:
فلأنهم لا يسمعون نصيحًا في دراسته إن وجدوه، ولا يلقون له بالا إن سمعوه، ولا يعرفون أهميته وخطره حتى إن فرض عليهم فرضا!

وليت شعري ماذا يفهم اللبيب الذكي والنجيب الألمعي إذا قرأ في كلام أهل العلم أن القرآن يحتوي على أبلغ البلاغة وأفصح الفصاحة، وماذا يفهم إذا سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب، وقد أوتي جوامع الكلم؟

أيفهم من هذا أن نصوص الشرع قد تأتي مخالفة لقوانين البلاغة، أو قد تأتي على وجوه ضعيفة من البيان والفصاحة؟!!
أيفهم من هذا أن النصوص الشرعية يمكن أن تفسر تفسيرًا يجعلها أشبهَ بكلام السفهاء من كلام العقلاء؟
أيفهم من هذا أن النصوص الشرعية يمكن أن تفهم فهمًا يجعلها أقرب إلى سفساف القول ومستهجن الكلام منها إلى كلام عقلاء العرب فضلا عن أفصح العرب، فضلا عن الخالق العظيم؟!

إن من يفهم هذا الفهم لا يحتاج إلى أن يُكلّم ولا أن يُناظَر؛ لأنه قد خرج عن الإنسانية، فصار أقرب إلى الحيوانية.

ولولا أن لازم المذهب ليس بمذهب، لصار هذا الوصفُ واقعًا على كثير من المنسوبين للعلم، إلا أن كلام غير أهل الفن لا يحسب على أهله، ولا يطعن به على غير أهله.

والأمر مسلّم لكل أهل فن في فنهم لا يَشْرَكهم فيه غيرهم؛ لأن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وكم رأينا ونرى وسنرى من هذا ما لا يحصى ولا يعد!!

بل رأينا ما هو أعجب!! رأينا من يزعم أن كلام أهل الفن في فنهم ليس بلازم!! ويمكن أن يخالفهم من ليس من أهل هذا الفن!

فلا يمتنع -عند هؤلاء- أن يخالف الطبيبُ أهلَ النحو فيأتي بقول في النحو لم يقل به أحد من أهل النحو، ويكون هو الحق الذي لا محيد عنه!
ولا يمتنع أن يخالف النحوي أهل الطب فيأتي بقول في الطب لم يقل به أحد من أهل الطب، ويكون هو القول الصحيح الذي لا يصح غيره!

ولا أعلم خطلا أبعدَ من هذا القول، ولا ضلالا أعظمَ منه؛ لأنه يؤدي إلى ترك الثقة بكل شيء في الوجود، فلا يوجد عند هؤلاء شيءٌ معلوم موثوق في العلم به، ولا يوجد شيء عند هؤلاء يرجع إليه عند الاختلاف، وحاصلُ قولهم يئول إلى تساقط الأدلة والتساوي بين المذاهب.

ولا أريد أن يفهم من كلامي السابق أنني أزعم أن جميع من على ظهر الأرض قديمًا وحديثا قد ظلموا هذا العلم، فإن هذا الفهم بعيد تمامًا عن الصواب، ولا يحتمله كلامي أصلا.

وإنما المراد قلة السالكين لهذه المسالك، وندرة الباحثين عن هذه الدقائق، وقديمًا قيل: إن (علم البيان لا نضج ولا احترق)، والمراد بذلك أن الكلام فيه قليل جدًّا إذا قسناه إلى الكلام في غيره من العلوم، فإنك إذا بحثتَ عن كتب البلاغة لا تكاد تصل بها إلى مائة كتاب إلا بعد شق الأنفس، وأكثرها للمتأخرين، في حين إن كتب كل من الحديث والتفسير والفقه بالألوف، بل قد تجد في المسألة الواحدة عشرات الكتب المفردة فيها.

أخي الكريم!
إذا علمت أن هذا العلم مظلوم، فهلاّ كنت ناصرًا للمظلوم؟!

كتبه الشيخ/ أبو مالك العوضي -حفظه الله-
هنا


موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

إسطوانة البلاغة محاضرات مرئية و صوتية لدكتور محمد حسن عثمان

السلام عليكم

إسطوانة البلاغة محاضرات مرئية و صوتية لدكتور محمد حسن عثمان

الإسطوانة كامل على mediafire

http://www.mediafire.com/?sharekey=0…217c73094ddc3b

كل اسطونات التي وضعتها فديو صوت وصورة


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

تعرف على اول كتاب في البلاغة العربية

السلام عليكم
كتاب البديع لعبد الله بن المعتز:
يعد كتاب “البديع” لـ:عبد الله بن المعتز أول مؤَّلف في البديع و صَنْعَة الشعر، كما أجمع على ذلك جميع الباحثين، فهو على رأس قائمة كتب “ابن المعتز” بالنظر إلى اختصاصه لهذا الفن، و يعد فاتحاً جديد و يعترف بذلك “ابن المعتز” نفسه من خلال قوله:
“و ما جمع فنون البديع ولا سبقني إليه أحد”[1] كما يعد سببا من أسباب تأليف “ابن المعتز” لكتابه “البديع”.
أما عن موضوع كتاب “البديع”؛ فهو ذكر لألوان البديع، وشواهدِها فنجد المؤلف يذكر ما أُثِرَ للون البديعي من شاهد في كتاب الله ، ثم في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم في كلام الصحابة و سواهم ثم يليهم كلام الأعراب و بلغاء الكُتاب، ثم يذكر كثيرا مما أُثِرَ من شواهد في الشعر العربي:” الجاهلي، الإسلامي، شعر المحدثين” و ينتهي في الأخير يذكر ما عِيب من شواهد الكلام على هذا اللون المتكلفة و الخارجة عن حدود البلاغة و سحر البيان[2].
يرى الدكتور “إبراهيم سلامة ” أن رقة “ابن المعتز” في شعره و حياة النعمة و الرفاهية اللتين كان يتقلب في عطفيهما أحد أسباب تأليفه لهذا الكتاب[3] .
إضافة إلى ما تقدم نجد من أسباب تأليف “ابن المعتز” لهذا الكتاب، هو محاولة تحديده أصول هذا الفن، الرد على “أبي تمام” و من لفَّ لفَّه في دعواهم اختراع هذه الأنواع البيانية و البديعية([4]) و نجد “ابن المعتز ” ذكر هذا في كتابه فيقول :” ليعلم أن بشارًا و مسلماً و أبا نواس، و من تقيلهم(*) و سلك سبيلهم، لم يسبقوا إلى هذا الفن ، و لكنه كثر في أشعارهم، فعُرِفَ في زمانهم، حتى سمي بهذا الاسم، فأعرب عنه ودلَّ عليهم[5] .
-و قد قدم هذا الكتاب “البديع” للدرس البلاغي فائدتين هامتين:
-أولهما: تقديم هذا المنهج النقدي الماثل في الموازنة بين الأمثلة الجيدة و الغير جيدة، و هو المنهج الذي سار عليه البلاغيين بعده.
-ثانيهما: الدلالة على أن البديع فن عربي خالص أصيل له جذوره الموروثة في التراث العربي القديم من القرآن و الحديث، أشعار القدماء.
و قد قَسم الكتاب إلى قسمين :
1-أبواب البديع: و يشمل هذا القسم على خمسة أبواب تحدّث فيه “ابن المعتز” عن أصول البديع الكبرى من جهة نظره و هي : الاستعارة، التجنس، المطابقة، رد العجز على الصدر، و المذهب الكلامي[6].
2-محاسن الكلام و الشعر: و هي كثيرة ذكر منها ثلاثة عشر نوعاً و هي:
الالتفات، الاعتراض، الرجوع، حسن الخروج، تأكيد المدح بما يشبه الذم، تجاهل العارف، الهزل الذي يراد به الجد، حسن التضمين للشعر، التعريض و الكناية، الإفراط في الصفة، حسن التشبيه، إعنات الشاعر نفسه في القوافي، حسن الابتداء و قد ذكر هذه الأبواب رغبة منه في أن تكثر فوائد كتابه للمتأدبين([7]).
يمتاز كتاب البديع بأنه ينحوا في دراسة ألوان البديع و فنون دراسة تطبيقية واسعة لها أثرها في تكوين الملكة و الذوق و دعم الفكرة في نفس القارئ بالحجّة كما يمتاز بسعة الاطلاع و حسن الاختيار في جميع شواهد الكتاب[8].

[1] عبد الله بن المعتز”كتاب البديع”، ص 58.

[2] د/ محمد عبد المنعم خفاجي”ابن المعتز تراثه في الأدب و النقد و البيان” ، ص574.

[3] د/ طالب محمد الرويغي، ناصر حلاوي”البلاغة العربية البيان البديع” دار النهضة العربية ، بيروت ، ط 1، 1996، ص 133.

[4] د/سعد سليمان حمودة، “البلاغة العربية “، ص 87.

* تقبل الوالد اباه :نزع اليه في الشبه احثني حذوة

[5] عبد الله بن المعتز”كتاب البديع”، ص 1.

[6] د/ زيد كامل الخويسكي، محمد مصطفى أبوا شارب”دراسات في تاريخ البلاغة”ط1 ، سنة 2022، ص 15-16.

[7] د/ عيد العزيز عتيق”في تاريخ البلاغة العربية” دار النهضة العربية للطباعة و النشر (بيروت) بدون سنة نشر، ب ط، ص 53.

[8] د/ محمد عبد المنعم خفاجي”ابن المعتز تراثه في الأدب و النقد و البيان” ، ص 604.