التصنيفات
الشعر والنثر

الى عشاق الشعر

بما انني نحلة الشعر والقصائد اقترح ان نرتب مسابقة افضل قصيدة ولجنة التحكيم ستكون هدى رئيسة نحلات المنتدى طبعا ان الرادت ذلك مارايك

اين انت هدى

اعجبتني الفكرة كثيرا يا ايمان خولة و انا بدوري ساقدم قصيدة عن الحياة طبعا من تاليفي و كما اتمنى ان تصوتوا على قصيدة وضعتها في منتدى الشعر والنثر بعنوان *كل جزائري و جزائريةيدخلوا* حول اوضاع البلاد و العباد

شكرا على ردك انا انتظر رئيسة نحلات المنتدى وهي هدى لتقديم رايها

التصنيفات
الشعر والنثر

الفرق بين الشعر و النثر

النثر والشعر
النثر والشعر جنسين من اجناس الادب وكل منهما له قواعده وانواعه ومسمياته وخواصه . فالنثر مثلا من انواعه الخطابة والرواية والقصه والرساله والخاطرة
والمقالة وكتابة السير وغيرها من الكتابات النثرية المختلفة التي تعتمدعلى السرد والتقرير والانشائية والاسلوبيه في اغلب احوالها ولكل من هذه الانواع مميزات وخصائص يجب ان تتوفر فيه لتميزه عن غيره
وله شروطه ومميزاته و اسسه التي يعتمد عليها والتي لا يتسع المجال لذكرها الان.
اما الشعر فن له تنواعه ايضا وخصائصه ومميزاته ومسمياته . وهو يعتمد في الغالب على الإيجاز والاختزال وشحن الكلمات بطاقات ثأثيريه كما يحتاج ايضا الى المسيقى والايقاعات التي تربط بينكلماته وعباراته والايقاع الذي يعتمد عليه الشعر نوعين هما االايقاع الداخلي والذي يسمى الجرس وهو الذي ينتج عن ترابط الكلمات والتناسق فيما بين حروفها وتسمى المسيقى الداخليه واي خلل فيها يسمى بالهنة الايقاعيه وهي كسر خفيف يحدث من جراء عدم التنسيق . والإيقاع الخارجي وهو الذي يسمى الوزن ويحدث من جراء اتقاننا للبحور التىيكتب عليها الشعر هي معروفه وتعتمد على التناسق فيما بين الجمل الشعريه واي خلل فيهذه البحور يسمى ( كســـرا) ويقوم الشعر على الانشاد وهو ما يتحقق من ضبط الايقاعات المختلفه في النص .
وينقسم الشعر الى قسمين رئسيين هما ( الشعر العامودي ،والشعر الحر )
ويعتمد الشعر العامودي على القافيه والوزن ( البحر) اما الشعرالحر فهو طليق متمرد على القافيه ومتحرر منها .
والشعر العامودي ينقسم الى قسمينهما
1-
شعر تقليدي يعتمد على الاسلوب المباشر والكلمات التقليدية البسيطه ولايحمل في كثير من اساليبه أي فكرة او تخيل وانما يعتمد على الوصف والواقعيه ويعتبرشاهدا على انجازات الماضي ومؤرخا لاحداثه المختلفه. ومن رواد هذا النوع من الشعر ( الهزاني والوقداني وغيرهم من الشعراء القدامى.
2-
شعر حديث وهو شعر يعتمد في الدرجة الاولى على عنصرين رئسيين هما ( الفكرة و الخيال) ويتميز بتكثيف الصورة ممايعطي العقل مساحة من التفكير والتأمل .ومن رواد هذا النوع من الشعر سمو الامير بدربن عبد المحسن ومن حذا حذوه من الشعراء الشباب.
والشعر العامودي يعتمد على الوزنوالقافيه وينقسم من حيث القافيه الى :
1-
شعر بقافيتين في الصدر والعجز ( شطريالبيت) ومن شروطه ان تختلف القافيتين عن بعضهما فتكون هناك قافية للصدر واخرى للعجزتختلفان فيهما احرف الروى كما في قول الشاعر بديوي الوقداني :
البارحه يومالخلايق نيــــاما
بيّحت من كثر البكا كل مكنــــون
قمت اتوجــد به وانثرعلامــا
ومن موق عيني دمعها كان مخـزون
هذه القصيده مقفاة الشطرين فنلاحظ في الشطر الاول قافيه احرف الروى فيها (الالف و الميم والالف) وفي الشطر الثاني اختلفت احرف الوى فصارت (الواو و النون)
2-
وشعر بقافية واحده تكون في العجز( الشطرالثاني من البيت ) وتترك قافية الشطر الاول حرة غير مقيده
وقد اشتهر الهلالين بمثل هذه الابيات ومن امثلة ذلك قول الشاعر محمد الاحمد السديري:
مضا لي خريف العمر في لذة الصبــا
امشي بجنـــاتٍ تجاري نهـــــــــورها
وعقبه ربيع العمــر جتني بشـــــايره
وربّعت برياض ٍتخـــــــالف زهورهـا
فصلين ماانســـا لذة العمــر بينهــــن
ولا ناشني من كود الايام جــــــورهـا
ونلاحظهنا ان صدر البيت لا يتقيد بقافيه معينه بعكس عجزه الذي قيد بقافيةهي ( الواوـوالراءـ والهاءـ والالف)
3-
شعرٍ يتكون من اربعة اشطرٍ (بيتين) يشترك فيها ثلاثةاشطرٍ في قافية موحده هم البيت الاول بشطريه والشطر الاول من البيت الثاني اماالشطر الرابع فتختلف قافيته وهذا الشعر تتغير قوافي الاشطر الثلاثة الاولى حسب مزاجية الشاعر ويبقى الشطر الرابع مقيد بقافيه واحده حتى نهاية القصيده ومن امثلة ذلك قول الشاعر ناصر العدواني :
يا الله اني طلبتك يا كريم
من خيال كنه الليلالظليم
حاز في المنشأ وجانا به النسيم
امطر الربان ومزونه تقود
وتستمر على هذا المنوال حتي نهايتها ثلاتة اشطر مختلفة القافيه والشطر الرابع يتقيد بقافية هي ( الواو والدال)
4_
اما النوع الرابع فهو ما يعرف بالرباعيات وهذه عباره عن اربعةابيات فقط تشترك ثلاثة اشطر فيها بقافية واحده وهي البيت الاول بشطريه والشطرالرابع ويبقي الشطر الثالث حر القافيه ويكثر استخدام هذا النوع في الشام ومصر وبعض الموشحات اليمانيه مثل الانواع الشعريه المسماه ( بـ الحميني و القار) وهناك شاعرمن الكويت استخدم هذا النوع من الشعر وصدر له كتابا سمي ب ( الزهيريات ) وهذا النوع يستخدم في نوع من انواع الشعر من حيث الالعاب يسمى بالموال
ومن امثلة ذلك قول الشاعر المصري صلاح جاهين في رباعياته المشهورة:
يأسك وصبر بين ايديك وانتهحـر
تيأس ما تيأس الحيــــاه بتمـــــــر
انا دقت مندا ومندا عجبيلقيــــت
الصبر مر .. وبرضــك اليأس مــر
وكذلك هناك رباعيات جميله للشاعربيرم التونسي يقول فيها:
قضيت يا فلاح حياتك في سواد العيش
ولبسك الخيشهوياليتك تطول الخيش
شوف ضربة الجيش اعادة حقك المغصوب
ورجّعت للصواب اهلالغرور والطيش
هذا بالنسبة للشعر الموزون المقفى وهناك انواع اخرى لكنها لا تشذعن هذه القاعده
اما من ناحية الشعر الحر فهو ينقسم الى قسمين ايضا وهما الشعرالمنثور ( قصيدة النثر ) والشعر المزون( قصيدة التفعيله في الشعر الفصيح او القصيده التى تعتمد على البحر في الشعر العامي)
اما الشعر المنثور اوقصيدة النثر فهي تعتمد على الفكرة ووفرة المجاز والصورة المكثفة وقوة العاطفه مما يغلب الروح الشعرية عليها يقول ادونيس : ان اهمية قصيدة النثر تكمن في ادخال العقل في اللعبة الشعريه .اذ أن التخيل هو اساس الفكرة فيى قصيدة النثر كما إن الجملة هي الوحدهالاساسية للبناء بعكس الشعر حيث يكون البيت هو الوحده الاساسيه. ولا بد لمن يتطرق الى قصيدة النثر ان يكون عظيم الشاعرية واسع الخيال كما ان قصيدة النثر تعتمد على الصوره بالدرجه الاولى اكثر من اعتمادها على الايقاع.
اما الشعر الموزون فهو يعتمد مع ما اوردناه في قصيدة النثر على الوزن وهو( مجموعة البحور الشعريه المعروفه) اذ انه يعتمد في المقام الأول على الجرس والايقاع المسيقي .
ارجو اناكون قد وضحت في هذا الطرح الفرق بين الشعر والنثر وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثروالشعر العامودي.
في الحلقات القادمه ان شاء الله سوف اتناول
1 –
انواع الشعرالعامودي من حيث التسميه والالعاب التي تعتمد عليه
2-
الفرق بين الشعر العاموديوالشعر الحر.
3-
بحور الشعر مع امثله على كل بحر.
4-
الحان الشعر وتنوعاتهاوبيئاتها والفرق بينها وبن بحور الشعر.
وكلي امل ان اضيف شيئا جديدا للمنتدانا الجميل


لا ردود اريد ردود هيااااااااااااا

التصنيفات
الشعر والنثر

الشعر الجزائري ثورة نوفمبر 1954

عرف الشعر منذ الأزل باندفاعه مع الأحداث المختلفة التي يصنعها الإنسان أو التي تفرض عليه، فيعبر عنها و يجسدها، و يعكس ما فيها من سلبيات و إيجابيات. فهو الحاضر في ميادين النزال، كما في حفلات الأعراس، و في مجالس اللهو و الترف كما في مجالس الوعظ و لإرشاد، و في الفخر بالقيم النبيلة كما في ذم الخصال القبيحة، و في رحاب الملوك و السلاطين كما في أكواخ الفقراء و المعدمين، و ما شئت من الميادين و الجبهات.

و الشعر بما يحمله من سحر في البيان و تناسق في النظم، و سعة في الموضوعات، وسيلة لسانية مهمة في تخليد الآثار، و تصوير المواقف، مما يجعله مؤثرا في النفوس، و مترددا على الألسنة جيلا بعد جيل، و حقبة بعد حقبة. لهذا ارتبط بحياة الشعوب و تاريخها و مآثرها، حتى عده العرب ديوانهم الذي يفخرون به، و وسيلتهم التي يقابلون بها ما لغيرهم من فلسفات و مظاهر حضارة.

و إذا كان للشعر هذه الخطورة، فإن اقترانه بالأحداث العظمي يزيده قوة و مكانة في آن معا، خاصة إذا ما وجد من الشعراء من يجمع قوة البيان بقوة العزيمة و الشجاعة. لأن أخطر ما في الشعر كونه كلاما خالدا يتردد على الألسنة كما تتردد التحية بين الناس، و كونه محط أنظار الجميع بغض النظر عن مستوياتهم ووظائفهم. و ما ينقله تاريخ الأدب عن الشعر و الشعراء قديما و حديثا يذهل القارئ بكل ما يحمله من متناقضات. فرب شاعر رفعته قصيدته إلى مصاف الأخيار و الأبطال، و رب شاعر نزلت به القصيدة إلى قاع الضياع، و ما ذاك إلا لأن الشاعر أبدع فيها فنا و جسد فيها موضوعا له من الأهمية ما ليست لغيره.

و عندما نقرن الشعر بالثورة الجزائرية فنحن أمام متعتين : متعة الفن الشعري بخياله و تصويره و موسيقاه، و متعة الموضوع بزخمه و هوله و روعته التي تركت آثارها في نفوس الجزائريين، و نفوس غيرهم من العرب و المسلمين و الأجانب أيضا. و نجد أنفسنا مجبرين على استرجاع ماضينا لنقرنه بحاضرنا و نتأمل سنة الله في خلقه و كونه. فكما كان أبو تمام و المتنبي يقفان على معارك الملوك المسلمين في زمانهم و ينقلونها تصويرا و معان و عواطف حتى خلدوها في التاريخ، فكذلك فعل مفدي زكريا و غيره مع الثورة الجزائرية. و إذا كانت معارك الماضي أياما أو ليالي، فإن الثورة سنون طويلة مرة لم ينته كابوسها إلا بعد تضحيات جسام. فلا عجب إذن أن يخصص شاعر مثل مفدي زكريا أغلب شعره لتخليد أمجاد الثورة، و الفخر برجالها، حتى ظننا أن ليس لمفدي اهتمام في الدنيا سوى الجزائر.

لكن علاقة الثورة بالشعر ليست دائما مطردة، فقد تعتري الشاعر أحيانا صدمة تجعله حائرا فيتوقف عن الاندفاع و التدفق، و يجلس عن بعد يترقب و يلاحظ، دون أن يقوى على تحريك لسانه المبدع، بل دون أن تسعفه الكلمات للتعبير عما يرى و يسمع. ذلك هو حال الشعراء مع الثورة الجزائرية العظيمة التي أذهلت العالم ببطولات أبنائها، و رسمت للجزائر لوحة عز خالدة لا تؤثر عليها العوامل و المتغيرات.

لكن صمت بعض الشعراء أمام عظمة ثورتهم لم يكن من قبيل التخاذل أو الخيانة، بل العكس هو الصحيح ؛ إنه صمت المعجب و المعظم للحدث، فكأنما الواقع هو نفسه الشاعر، أو كأن ما يحدث على أرض المعارك لا يحتاج أصلا إلى من يعبر عنه.

مثل هذا حدث مع الشعراء تجاه القرآن الكريم، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات شعراء قريش تستهزئ بالرسول و قرآنه في عنجهية و تجبر و تكبر، نجد شعراء آخرين ممن صفت نفوسهم من الحقد و التحدي أخصرهم القرآن بما أتى به من بديع التصوير و جمال البيان و قوة الحجة، فكأنما يقولون لقرائهم و رواتهم : ليس بعد هذا الكلام كلام.

و لا تريد بمثال القرآن هذا المقارنة بقدر ما نريد إثبات أن قوة الحدث موجبة أحيانا للصمت عن التعبير عنه. فكأن الكلمات المترجمة له أصغر من أن تتحمل ثقل المعنى. اسمع الشاعر يقول :

روعة الجرح فوق ما يحمل اللف *** ظ و يقوى عليه إعصار شاعر.
على أن صمت الشعراء الذي نقصده هنا ينقسم قسمين : قسم تجسد فيه الصمت الحقيقي عن إنتاج النص الشعري، لظرف أو لآخر، و قسم عبر فيه عن الصمت و عجز القوافي عن احتواء معاني الثورة دون أن يصمت الشاعر حقيقة.

فمن النوع الأول نجد الشاعر القدير المرحوم محمد العيد آل خليفة الذي " لم ينتظر ديوانه الضخم غير قصيدتين يعود تاريخهما إلى عهد الثورة، و هو الشاعر الذي كان ينفخ الثورة في الثلاثينيات بقصيدة في كل مطلع شهر " و القصيدتان هما { مناجاة أسير و أبي بشير } و { أبا المنقوش }، كما سكت أحمد سحنون الذي كان يتلمس وهج الثورة بأطراف أصابعه. و سكت محمد الأخضر السائحي فلم يطالعنا بأول دواوينه إلا بعد الاستقلال، و الأمر ينطبق على آخرين مثل محمد الجريدي و الهادي السنوسي و عمر شكيري و غيرهم. (1)

فلا تعتقد إذن أن سكوت هؤلاء عن الشعر أو عن كثيره راجع إلى جبن أو خوف من المحتل، فقد ضحى كثير منهم بحياته فداء لوطنه، مثل الأمين العمودي، و عبد الكريم العقون، و الربيع بوشامة. و آخرون ذاقوا مرارة السجون الاستعمارية طويلا، كأحمد سحنون، إنما سكوتهم من قبيل الاعتراف بأن الدور لحملة راية السلاح، و عليهم أن يؤدوا الدور كما يجب.

أما النوع الثاني فيمثله الشاعر مفدي زكريا بدون منازع، فهو من الشعراء الذين عبروا عن تراجع الكلام، و ضيق الشعر عن التعبير عن عظمة ما يحدث في الجزائر. غير أنه بقدر ما كان يستخف بالكلمة في مقابل الكفاح المسلح، كان يبدع لنا القصائد التي لا تقل روعتها عما يحققه المجاهدون في ساحات الوغى. فمن ديوانه " اللهب المقدس " نجده يقول :

نطق الرصاص فما يباح كلام *** و جرى القصاص فما يتاح ملام
السيف أصدق لهجة من أحرف *** كتبت، فكان بيانـــها الإبهام

و يتلاعب مفدي بالجناس كل تلاعب،كاشفا عن ضرورة ترك الكلمة للسلاح في وجه المحتل، فيقول :

إن الصحائف للصفائح أمرها *** و الحبر حرب و الكلام كلام
عز المكاتب في الحياة كتائب *** زحفت كأن جنودها الأعلام
خير المحافل في الزمان حجافل *** رفعت على وحداتها الأعلام
ثم ينفض يديه كلية من الحبر و الورق في قوله :

حقوقنا بدم الأحرار نكتبها *** لا الحبر أصبح يعنينا و لا الورق

أما أبو القاسم خمار فيحذو حذو مفدي في هذا المجال، حين يعبر عن ملله الكلام حتى و إن كان غناء أو تغريدا، و يدعو إلى الصمت الذي يفسح المجال الزحف أن يؤدي مهامه. يقول في قصيدة الزحف الأصم :

أنا لا أغرد للنضــال *** و لا أغني للرجولـــــة
ملت مسامعنــــا *** و عاف الشعر ترديد البطولة
لمن الهتاف ؟ و أمتي *** لما تزل بيـــن الحمم
الصمت أبلغ في الوغى *** و النصر للزحف الأصـم

و إذا تساءلنا عن سر هذه النزعة إلى الصمت بنوعيه لا نجد أفضل مما عللها به الدكتور صالح خرفي في قوله : " و ربما استمد بعض الشعراء هذا الموقف الصامد الصامت من الحقيقة التاريخية التي صدعت بها الثورة، حين قامت حدا فاصلا بين عهد اللعب و عهد الجد، و طوت في إصرار سياسة الأخذ و الرد، حتى طغت على الثورة في سنيها الأولى رفض عنيد لكل تلويح بالتفاوض. " (2)

لم نجد شاعرا جزائريا استخدم الفخر بالمبالغة و الإبداع مثل مفدي زكريا في مختلف قصائده، سواء تعلق الأمر بالجزائر عموما، أو بأبطالها الشهداء، أو بشعبها المعطاء في ساحات الوغى كما في كرمه و وعيه. و إذا كان الفخر قد زل بكثير من الشعراء إلى الادعاء و التزييف، فإنه عند بعضهم الآخر ظل وسيلة مهمة من وسائل الدفاع عن النفس أو الوطن أو الكرامة.
فعمرو بن كلثوم بالغ و ادعى أن الجبابرة تسجد لرضيع قومه في قوله :

إذا بلغ الفطام لنا رضيع *** تخر له الجبابر ساجديــنا
و المتنبي يدعي أن ليس في الكون مثله رفعة و مكانة فيقول :
أنا الذي بين الإله به الـ *** أقدار و المرء حيثما جعله
و يقول :

ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي *** أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم
أما مفدي زكريا فحكيم في استخدام المبالغة، إذ يربطها بواقع سياسي و اجتماعي واضح للعيان. فعندما يقول مثلا :

جزائر يا مطلع المعجزات *** و يا حجة الله في الكائنات
أو قوله :

ما للجزائر ترجف الدنيا لها *** و الكون يقعد حولها و يقام

فإنه لا يتكلم عن ادعاء أو فراغ بقدر ما يعبر عن واقع ثوري يشهد له العدو قبل الصديق بالقوة و الروعة. أليست المعجزة في أن يواجه شعب محتل ضعيف الوسائل المادية، بائس الحياة الاجتماعية، محتلا عتيا كالاحتلال الفرنسي و يحقق الانتصارات التي تنتهي به إلى الاستقلال ؟ ثم أليست الثورة الجزائرية هي التي لفتت انتباه العالم شرقا و غربا شمالا و جنوبا بأمجادها و عنفها ؟

إن من حق مفدي زكريا أن يقول شامخا :

أنا الذي خلد الجزائر في الدنـ *** ـيا و من لقن ابنها كيف يبني.
ثم إن للفخر و المبالغة في الشعر وقع خاص في نفس القارئ و السامع، فالشاعر ينتقي كلماته و معانيه بدقة بحيث تؤثر في النفس بل تهزها. ذلك أن كلمات الفخر ضخمة، و وقعها في الأذن واضح ملفت للانتباه، كما أنها مصدر للحماسة و نفخ الشجاعة في نفوس المفنخر بهم، كما تبث الرعب و الخوف، و تحطم معنويات الآخر المقابل. فكيف يستقبل مستعمر و مستعمر هذه الأبيات :

ُثائر لم يعد رهين جبـــال *** بل حداه إلى العواصم بأس
إنه الظل ليس يخلص منـه *** أينما كان أجنـــبي أخس
شيخ لم تقع عليه عيون النا *** س و الأذن بالخطى لا تحس
هو في مسرح البطولة جـن *** و هو في عالم الحقيقة إنس

لا شك أن صورة الثائر هنا دغدغت شعور المقاومين رضا و بهجة، لكنها أرعبت العدو و أخلطت حساباته، و جعلت حذره يتحول إلى كابوس مزعج.

و مهما يكن من أمر، فإن عظمة الثورة الجزائرية سواء عبر عنها الشعراء بالصمت أو بالكلام، محرك من محركات الإبداع عند هم، و مصدر مهم من مصادر الإلهام. ورغم كل ما قلنا فإن الشعر الذي تناول التورة الجزائرية في الجزائر كما في العالم العربي كثير لا تحصى قصائده. فقد تعددت أفكاره من تمجيد للشهداء، و رفض لأساليب المختل الغاصب، و حث للشعب الثائر على الصمود و المواجهة، و ذم لجرائم الاستعمار ضد الإنسانية و غيرها. و بقدر ما تشرفت ثورتنا المجيدة بجهود الشعراء، فقد تشرفوا هم كذلك بها، و هذه هي النتيجة الطبيعية لتلاحم الشعر مع الأحداث الجليلة.

الشعر الجزائري

1- الشعر الجزائري الحديث. د/ صالح خرفي.224. المؤسسة الوطنية للكتاب –الجزائر. 1984
2- م السابق.226

تعليم_الجزائر اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الجزائر، شعر، ثورة، مقاومة، جهاد، استعمار، فرنسا، خونة، شهيد،


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
الشعر والنثر

لعشاق الشعر

تلك أنا ورقة يابسة تناثرتها رياح الخريف

تلك أنا نور بعثره ظلام الليل المخيف

تلك أنابحيرة جففتها حرارة الصيف

تلك أنا صفاء عكره الورق الخفيف

تلك أنا السعيدة المكتئبة الخائفة المبتسمة

الحزينة الصامتة الرفيقة الصادقة

هذه أنا العذراء الطاهرة المسلمة المفتخرة

الصبروة الكتومة الجاهلة العالمة

هذه أنا الشاعرة


[motr1]
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
[/motr1]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

جميل جدا
وفقك الله

التصنيفات
الشعر والنثر

الشعر نظرية فلسفية


الدخول الى عالم الشعر ومحاولة الوصول الى بقايا الحروف

والبحث عن لغة الخيال فى متاهات المعادلة الشعرية وتقمص دور القصيدة

المجردة من حالة اللاشعور واللاوجود واضفاء روح النظريات الفلسفية

على واقع القصيدة النابعة من العقل تعتبر نظرية فلسفية مستوحاه من سايكولجية الشاعر

وبما ان الفلسفة مستوحاه من المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى يعيشها الكائن الحى

عبر العصور اذن الشعر كمفهوم له خصوصية نابعة من المتغيرات المحيطة بالكائن الحى

وان علاقة الشعر بالفلسفة هى ظاهرة خيالية و التغيرات عامل اساسى فى تكوين الفلسفة

لا وجود لها فى الواقع الذى يعيشه الشاعر انما هى ظاهرة لا شعورية متسلسلة غير مبرمجة

تسطير المفاهيم الفلسفية التى من خلالها يحاول الشاعر الوصول الى درجة الكمال والمثالية

فالشعر هو الجندى المجهول الذى من خلاله يمارس الشاعر طقوس الجنون والانتحار فى الخيال

***********************

نظريات فلسفية

لكل فلسفة لغه وفكر يخاطب العقول

فشعراء الاتحاد السوفيتى تأثرو بالفلسفة الماركسية والفكراللينينى لذلك القصيدة السوفيتية هى مزيج من الثورة والكفاح

والشاعر نزار قبانى الذى صنع من فلسفة الوطن امرأة فاتنة رائعة الجمال

والشاعر الفلسطينى محمود درويش الذى صنع من الشعر ثورة الدم والحجارة

والشاعر ادونيس الذى صنع من الشعر نظرية فلسفية تعتبر بحد ذاتها نظرية متاهة متشعبة

للدخول الى عالم الشعر ..اذن لكل شاعر فلسفة ونظرية تجعل القصيدة فى تطور دائم


[motr]
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
[/motr]

شكرا لمرورك الطيب

التصنيفات
الأدب و اللغة العربية السنة اولى ثانوي

تأثير الإسلام في الشعر والشعراء

السلام عليكم

نظرا لرغبة أحد الأعضاء إليكم درسمن تأثير الإسلام في الشعر والشعراء للشاعر المخضرم النابغة الجعدي

1- التعريف بصاحب النص:

النابغة الجعدي شاعر مخضرم فصيح، يجري في شعره على السليقة، ولقب بالنابغة لأنه انقطع عن الشعر ثم عاد إليه فنبغ فيه نبوغا كبيرا، أسلم وأنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرا فأعجب به.
له ديوان شعر يضم أغراض: المده والهجاء، الوصف والحكمة.

2- إثراء الرصد اللغوي:

المولج: اسم فاعل من الفعل أولج أي أدخَلَ
البارئ: الخالق
قدها: شقها طولا
النَسَما: جمع (نَسَمَة) وهي كل كائن حي فيه روح
الأَبْشَار: أي البشر – والأَبْشَار من البشرة أي ظاهر الجلد
العواتق: مابين المنكب والعنق

3- اكتشاف المعطيات:

* الظالم لنفسه في نظر الشاعر هو الانسان الذي ينكر عظمة الله ولايقابلها بالشكر والحمد
* الإيمان بوحدانية اللع وتفرده في التدبير والتسيير من ركائز العقيدة الإسلامية
* أشار الشاعر في النص إلى مراحل تكوين الإنسان المستنبطة من الآيات القرآنية

4- مناقشة المعطيات:

* لا يكفي الالتزام بالعقيدة والقيام بالعبادات لإرضاء الله بل بالإضافة إلى ذاك ينبغي التحلي بالخلال الفاضلة والسلوكات الحسنة قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة
* يسمى توظيف معاني القرآن والحديث النبوي في الشعر الاقتباس

5- تحديد بناء النص:

* وظف الشاعر اسم الفاعل لتأكيد عظمة الخالق ( المةلج – الخافض – الرافع – الخالق …)و
* غلب على النص النمط الوصفي الحجاجي لتأكيد وإقناع الإنسان بعظمة الخالق وقدرته


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

أين الباقي

شكراااااااااااا لك

[mklb2]شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . [/mklb2]

التصنيفات
الأدب و اللغة العربية السنة اولى ثانوي

خصائص الشعر الجاهلي

::..خصائص و أغراض و أساليب الشعر الجاهلي ..::

.:خصائص الشعر الجاهلي

1 ـ الصدق: كان الشاعر يعبّر عمّا يشعر به حقيقة ممّا يختلج في نفسه بالرغم من أنّه كان فيه المبالغة، مثل قول عمرو بن كلثوم.

2 ـ البساطة: انّ الحياة الفطرية والبدوية تجعل الشخصيّة الإنسانية بسيطة، كذلك كان أثر ذلك على الشعر الجاهلي.

3 ـ القول الجامع: كان البيت الواحد من الشعر يجمع معاني تامّة، فمثلاً قالوا في امرئ القيس بقصيدته «قفا نبكِ» انّه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد.

4 ـ الإطالة: كان يُحمد الشاعر الجاهلي أن يكون طويل النفس، أي يطيل القصائد وأحياناً كان يخرج عن الموضوع الأساسي، وهذا يسمّى الاستطراد.

شكل القصيدة الجاهلية:

تبدأ القصيدة الجاهليّة بذكر الأطلال ثمّ وصف الخمر وبعدها ذكر الحبيبة، ثمّ ينتقل الشاعر إلى الحماسة والفخر … إلخ

أغراض الشعر الجاهلي:

1 ـ الوصف: وصف الشاعر كلّ ما حواليه، وقد شمل الحيوان والنبات والجماد.

2 ـ المدح: لقد كان المديح للشكر والاعجاب والتكسّب.

3 ـ الرثاء: مدح الميّت، كان يعرف بالرثاء، فقد كثر رثاء أبطال القبيلة المقتولين.

4 ـ الهجاء: كثر هذا النوع بسبب كثرة الغارات وانتشار الغزو فذكروا عيوب الخصم.

5 ـ الفخر: وهو المباهاة حيث كان الشاعر يفتخر بقومه وبنفسه وشرف النسب وكذا بالشجاعة والكرم.

6 ـ الغزل: امتلأت حياة الشاعر بذكر المرأة، وهو نوعان: الغزل العفيف والماجن.

7 ـ الخمر: لقد شربها بعض الشعراء المترفين ووصفوها مفتخرين.

8 ـ الزهد والحكمة: ذكر الشاعر الزهد والحكمة في قصائده الشعرية.

9 ـ الوقوف والتباكي على الأطلال: لقد أطال بعض الشعراء الوقوف والبكاء في شعرهم.

10 ـ شعراء الأساطير والخرافات: الأساطير المختلفة والروايات المتناقضة

5 ـ الخيال: هو أنّ اتّساع اُفق الصحراء قد يؤدّي إلى اتّساع خيال الشاعر الجاهلي.
شكل القصيدة الجاهلية:

تبدأ القصيدة الجاهليّة بذكر الأطلال ثمّ وصف الخمر وبعدها ذكر الحبيبة، ثمّ ينتقل الشاعر إلى الحماسة والفخر … إلخ

أغراض الشعر الجاهلي:

1 ـ الوصف: وصف الشاعر كلّ ما حواليه، وقد شمل الحيوان والنبات والجماد.

2 ـ المدح: لقد كان المديح للشكر والاعجاب والتكسّب.

3 ـ الرثاء: مدح الميّت، كان يعرف بالرثاء، فقد كثر رثاء أبطال القبيلة المقتولين.

4 ـ الهجاء: كثر هذا النوع بسبب كثرة الغارات وانتشار الغزو فذكروا عيوب الخصم.

5 ـ الفخر: وهو المباهاة حيث كان الشاعر يفتخر بقومه وبنفسه وشرف النسب وكذا بالشجاعة والكرم.

6 ـ الغزل: امتلأت حياة الشاعر بذكر المرأة، وهو نوعان: الغزل العفيف والماجن.

7 ـ الخمر: لقد شربها بعض الشعراء المترفين ووصفوها مفتخرين.

8 ـ الزهد والحكمة: ذكر الشاعر الزهد والحكمة في قصائده الشعرية.

9 ـ الوقوف والتباكي على الأطلال: لقد أطال بعض الشعراء الوقوف والبكاء في شعرهم.

10 ـ شعراء الأساطير والخرافات: الأساطير المختلفة والروايات المتناقضة

أساليب الشعر الجاهلي :

عندما نستعرض الشعر الجاهلي نجده متشابهاً في أسلوبه، فالقصيدة الجاهلية تبدأ بالوقوف على الأطلال وذكر الأحبة كما نجد ذلك عند امرىء القيس في قوله:

قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ بِسَقْطِ اللَّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَل

وينتقل الشاعر الجاهلي إلى وصف الطريق الذي يقطعه بما فيه من وحش، ثم يصف ناقته، وبعد ذلك يصل إلى غرضه من مدح أو غيره، وهذا هو المنهج والأسلوب الذي ينتهجه الجاهليون في معظم قصائدهم ولا يشذ عن ذلك إلا القليل من الشعراء.

وإذا أردنا أن نقف على أسلوب الشعر الجاهلي :
فلابد لنا من النظر في الألفاظ والتراكيب التي يتكون منها ذلك الشعر.

فألفاظ الشعر الجاهلي قوية صلبة في مواقف الحروب والحماسة والمدح والفخر، لينة في مواقف الغزل، فمعظم شعر النابغة الذبياني وعنترة العبسي وعمرو بن كلثوم من النوع الذي يتصف بقوة الألفاظ.

وهناك نوع من الألفاظ يتصف بالعذوبة؛ لأنه خفيف على السمع ومن ذلك قول امرىء القيس:

وما ذَرَفت عيناكِ إلا لِتَضْرِبِي

بسَهْميك في أعشار قَلْبٍ مُقَتل"

ومعظم ألفاظ الشعر الجاهلي يختارها الشاعر استجابة لطبعه دون انتقاء وفحص، ولكنها تأتي مع ذلك ملائمة للمعنى الذي تؤديه، ويمثل هذا النوع مدح زهير بن أبي سلمى وذمه للحرب ومن ذلك قوله:

وما الحربُ إلا ما علمتُمْ وذقتُمُ وما هُوَ عَنهَا بالحديثِ المُرَجَّم.

وألفاظ الشعر الجاهلي مفهومة في معظمها ولكنها مع ذلك تشتمل على الغريب الذي يكثر في الرجز، أما الشعر فالغريب فيه أقل، ومن الغريب الوارد في الشعر قول تأبط شراً:

عاري الظَّنَابِيبِ، مُمْتَدَّ نَوَاشِرُهُ مِدْلاَجِ أدْهم واهي الماء غَسَّاقِ.

ويغلب على الألفاظ الجاهلية أداء المعنى الحقيقي أما الألفاظ التي تعبر عن المعاني المجازية فهي قليلة.

والتراكيب التي تنتظم فيها الألفاظ تراكيب محكمة البناء متينة النسج متراصة الألفاظ، وخير شاهد على ذلك شعر النابغة الذبياني، وشعر زهير ابن أبي سلمى.


hta haja maraha teban

اسفة لم اقصد تصغير الكتابة ان شاء الله تكون الان ظاهرة بوضوح

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
الأدب و اللغة العربية السنة اولى ثانوي

اريد تحضير الشعر الجاهلي

من فضلكم تحضير الشعر الجاهليتعليم_الجزائر

التصنيفات
الأدب و اللغة العربية السنة الثانية ثانوي

الحكمة و الفلسفة في الشعر


هو أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي ولد سنة 915م 303هـ ، من كبار شعراء العرب ، ولد في الكوفة و اشتهر بحدة الذكاء، تجول في الشام و العراق ، كان شاعرا لسيف الدولة ، كان متكبرا شجاعا طموحا محبا للمغامرات . في شعره تعصب للعروبة ، و تشاؤم و افتخار بنفسه ، أفضل شعره في الحكمة و فلسفة الحياة ووصف المعارك على صياغة قويّة محكمة .
قتل و هو في طريق عودته إلى العراق سنة 965م 354هـ .
له ديوان شعر يجمع أهم الأغراض الشّعرية المعروفة ، المدح ، الرّثاء ، الهجاء ، الغزل ، الوصف و الحكمة شرحه طائفة من كبار الأدباء كابن جني ، و أبي العلاء المعري و الو احدي و العكبري و الشيخ إبراهيم اليازجي .
أثـري رصيـدي اللّغوي عنانا :أهمنا وشغل بلنا .تولوا :ذهبوا وزالوا , ريب الدّهر :حوادثه ، سنانا رأس الرمح , نصله, قطعة حادة توضع في رأسه .كالحات :عابسات الوجه . غصة: الغُصَّةُ، بالضم: الشَّجا ،ج: غُصَصٌ، وما اعْتَرَضَ في الحَلْقِ فَأَشْرَقَ.

[color="rgb(0, 255, 255)"]أكتشـف معطيات النـّــص[/color]
ما موقف النّاس من الدنيا ؟ الارتباط و الاهتمام بها.
ما مدى تعلق الناس بالدنيا؟ تعلق شديد
هل حقق النّاس كل أمانيهم؟ و منهم من مات بغصته
هل وجـد النّاس السعادة المطلقة في هذه الدنيا؟ ومنهم من تبخرت أمانيه
ما مصدر هذه المصائب التي يعاني منها البشر؟ تقلبات الدّهر و مصائب الدّنيا.
ما الدوافع التي جعلت الناس ينكلون ببعضهم البعض ؟ طمعهم في البقاء و عدواتهم على حطام الحياة الفانية و ما تريده أنفسهم من جاهها.
ما مصير الإنسان في هذه الدنيا ؟ البقاء للّه.
ما مصير كل من الشجاع و الجبان؟ الأمر سيّان غير أنّ موت الشّجاع أفضل وأغلى من موت الجبان

أناقـش معطيات النّـــص
بم يوحي الفعل "صحب"في مطلع القصيدة؟ الملازمة
ما الأسباب التي جعلت النّاس يعانون في الدّنيا؟ القضاء و ما حمّل الدهر من نوائبه.
ما مدلول لفظة "غصة" في البيت الثاني؟ من لم يبلغ في الدّنيا مراده و أمله و مات بغصته.
للإنسان في المأساة التي يعيشها يدّ ، وضّح. و ما طمعه و جوره و استعلاؤه و ماديته إلا لذلك
ما العبرة التي تستخلصها من حكم الأبيات 3 الأولى؟ الحياة درس خذ منها و تعلم كسب الآخرة.
لأيّ شيء يدعو الشّاعر في الأبيات (7– 8– 9) الموت حق و الموت على مبدأ الرجّولة أعظم.
يقول الشّاعر " عش عزيزا أو مت و أنت كريم " البيت التاسع
أيّ الأبيات يتجلى فيها هذا المعنى؟ البيت السابع و الثامن
هل ترى علاقة بين هذه الحكمة و نفسية المتنبي؟ من أين استمدها؟ و ما قول الحكيم إلا دوافع نفسية ، و قيل أنّ مقتل المتنبي فيه عراك مع قُطاع الطرق و مات شجاعا هو كذلك. و استمدها من نظرته المتفحصة لخبايا للحياة.
في البيت 2، و 3 صورتان بينيتان. أكشف عنهما مبيّنا أثرهما في المعنى.
وَتَوَلَّوا بِغُصَّةٍ : كناية عن الخيبة أي ذهبوا بالشّر و الهمّ و فارقوا الحياة على هذا النحو.
رُبَّما تُحسِنُ الصَنيعَ لَياليهِ :استعارة مكنية الليالي لا تحسن الصنيع فجسدها في صورة المحسوس و أبقى على منا يشير للمحذوف (الإنسان).

أحدّد بناء النـــّــص
ما نمط النّص؟ و ما خصائصه؟ علّل. حجاجي. توظيف الحجج والبراهين والأمثلة من الواقع،و اعتماده الصبغة العقلية ، و الروابط المنطقية.
النّص يكاد يخلو من العواطف. علّل. يخاطب العقول لا القلوب و لغة العقل أبعد من ذاتية القلب.
ما المخاطب في هذا النّص: العقل أم القلب؟ العقل انطلاقا من المنطق.
يتجلى تأثر المتنبي بالمنطق وضّح. الحياة فانية و البقاء للواحد الأحد.( كلّ ما عليها فان )
اشرح البيت الخامس مبديا رأيك فيه،إلى أي مدى ينطبق هذا البيت على عصرنا هذا.
القناة عود الرمح و السّنان زجه الذي يطعن به. يقول: إذا انتبذت الزمان للإساءة بما جبل عليه صارت عداوة المعادي مددا لقصده نحوك ، فجعل القناة مثلا لما في طبع الزمان و جعل السنان مثلا للعداوة.
أتفحــص الاتسـاق والانسجـام
في تركيـب فقـــرات النّــــص

هل ترى علاقة بين هذه الحكم؟ كلّها تصب في بحر يمخر عبابه عقول النّاس
على من يعود ضمير الهاء في: شأنه ، منه ، لياليه ، أعانه؟ يعود على الزّمان

أجمل القـول في تقديـر النّــص
عرّف الحكمة. لغة: من الحكم وهو المنع. سميت الحكمة بذلك، لأنها تمنع صاحبها من أخلاق الأرذال. اصطلاحا: تطلق على عدة معان منها: العدل، والعلم، والحلم، والنبوة، والقرآن، والسنة،والفقه بالدين، والعمل به. قوله تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا) البقرة:269
فهي قواعد إنسانية عامة فضلها وفائدتها التنبيه والإعلام والوعظ.
ما أسباب ظهورها في هذا العصر ، و ما مصدرها؟ أباطيل المجتمع و خزعبلاته ترهاته ، الدعوة و حركة الإصلاح.
لماذا خالف المتنبي استهلال قصيدته على غرار الآخرين؟ لأنّه من دعاة التجديد في القصيدة العربية
هل ترى بعض ملامح الحياة الاجتماعية؟ علّل. الاهتمام بشؤون الدّنيا ، الحروب ، مظاهر الإهانة.


التصنيفات
لغــة وأدب عربي

بحث حول نظرية عمود الشعر

((نظرية عمود الشعر بين النشأة والتأسيس))

المبحث الأول: عمود الشعر لغةً واصطلاحًا.

في اللغة: العمود: عمود البيت وهو الخشبة القائمة في وسط الخباء، والجمع أعمدة وعمد، وعمود الأمر: قِوامه الذي لا يستقيم إلاّ به، والعميد: السيد المعتمد عليه في الأمور أو المعمود إليه[1].

وفي الاصطلاح: هو طريقة العرب في نظم الشعر لا ما أحدثه المولدون والمتأخرون، أو هي القواعد الكلاسيكية للشعر العربي التي يجب على الشاعر أن يأخذ بها، فيحكم له أو عليه بمقتضاها[2].

ويُعرَّف كذلك بأنه: هو مجموعة الخصائص الفنية المتوفرة في قصائد فحول الشعراء، والتي ينبغي أن تتوفر في الشعر ليكون جيدًا.

ويُعرَّف بأنه: التقاليد الشعرية المتوارثة أو السنن المتبعة عند شعراء العربية، فمن سار على هذه السنن، وراعى تلك التقاليد، قيل عنه: إنّه التزم عمود الشعر، واتبع طريقة العرب، ومن حاد عن تلك التقاليد، وعدل عن تلك السنن قيل عنه: إنّه قد خرج على عمود الشعر، وخالف طريقة العرب.

يلاحظ في المعنى المُعجمي أنه لم يُذكر ارتباط كلمة العمود بالشعر كما هو الأمر في المعنى الاصطلاحي، إلا أن هذا لا ينفي أن يكون المعنى الاصطلاحي مستوحىً من المعنى اللغوي، فكما أن خشبة بيت الشَعر هي الأساس الذي يقوم عليه ذلك البيت، فإن أصول الشعر العربي وعناصره التي يُشير إليها المعنى الاصطلاحي تُعدُّ أيضًا بمثابة الدعامة والركيزة الأساسية التي لا يقوم نظم الشعر الجيد الصحيح إلا عليها.

المبحث الثاني: المصطلح عند الآمدي.
الفرع الأول: نشأة مصطلح عمود الشعر عند الآمدي.
عند تتبع هذا المصطلح تاريخيًا، فإنني لا أجدُّ من النقاد قبل الآمدي من تحدث عن عمود الشعر بهذا اللفظ، وإنما نحن نواجه هذا المصطلح عنده لأول مرة، لذا فإنه يُنسب له فضل الإسهام في تأسيس هذا المصطلح وتأصيله، ولكن من أين استمد الآمدي هذا المصطلح؟ وكيف استطاع أن يقع عليه؟.

لا يمكن القطع برأي محدد في مصدر هذا المصطلح عن الآمدي، وإنما نحن نفترض افتراضًا أن يكون الآمدي استفاد في وضعه من بعض المصطلحات التي ترد كثيرًا في كتب النقد القديمة مثل: مذهب الشعر، وطريقة الشعر، ومذاهب العرب، ومسالك الأوائل، وما شاكل ذلك من العبارات التي تقترب من معنى عمود الشعر.

أو لعله استفاد من مصطلح (عمود الخطابة) الذي ورد عند الجاحظ في كتابه البيان والتبيين، فقد جاء فيه: ” أخبرني محمد بن عباد بن كاسب… قال سمعت أبا داود بن جرير يقول: “رأس الخطابة الطبع، وعمودها الدربة، وجناحاها رواية الكلام، وحليها الأعراب”[3].

أو لعله استفاد من بعض عبارات أخرى للجاحظ في قوله: “وكل شيء للعرب فإنما هو بديهة وارتجال وكأنه إلهام، وليس هناك معاناة ولا مكابدة… وإنما هو أن يصرف وهمه إلى الكلام وإلى رجز يوم الخصام،… فما هو إلا أن يصرف وهمه إلى جملة المذهب، وإلى العمود الذي إليه يقصد، فتأتيه المعاني إرسالاً”[4].

كما أن ربط الآمدي بين الجانب الشكلي لأبيات القصيدة العربية وبيت الشعر، مسكن العرب قديمًا قد يكون واردًا؛ لأن الشعراء أحبوا أن يجعلوا الأقاويل مرتبة ترتيب أحويتهم وبيوتهم في البصر، فقصدوا أن يحاكوا بيوت الشعر التي كانت مساكنهم، ولما قصدوا أن يجعلوا هيئات ترتيب الأقاويل الشعرية ونظام أوزانهم بمنزلة وضع البيوت وترتيبها فتأملوا البيوت فوجدوا لها كورًا أي جوانب وأركانًا وأقطارًا أي نواحي وأعمدةً وأسبابًا وأوتادًا، وجعلوا الوضع الذي يُبنى عليه منتهى شطر البيت، وينقسم البيت عنده نصفين بمنزلة عمود البيت الموضوع وسطه[5].
وفي رأيي أن الآمدي لم يحدد مفهوم عمود الشعر وعناصره بالشكل الدقيق، وإنما هو شيء سنحاول أن نستنبطه من ثنايا كلامه على كل من مذهبي أبي تمام والبحتري، وعن تصوره الخاص لطريقة الشعر عند العرب.

وقد صرّح الآمدي بلفظ عمود الشعر أكثر من مرة بوصفهِ شيئًا معروفًا ومتداولاً بين الناس، ثم نص صراحةً على أن البحتري قد التزم هذا العمود ولم يخرج عليه، فقال: “أن البحتري كان أعرابي الشعر، مطبوعاً، وعلى مذهب الأوائل، وما فارق عمود الشعر المعروف”[6].
وفي حين يرى الآمدي أن أبا تمام خرج عليه، ولم يقم به كما قال البحتري، حين قال على لسان البحتري الذي سُئل عن نفسهِ وعن أبي تمام فأجاب: “كان أغوص على المعاني مني، وأنا أقوم بعمود الشعر منه”[7].

ومن الواضح أن الآمدي قد نسب هذا المصطلح إلى البحتري في قولهِ السابق حين سُئل عن نفسه وعن أبي تمام، فكان جوابه بأنه أقوم بعمود الشعر منه، وفي رأيي أنه لو ثبت أن البحتري قد قال ذلك حقًا لكان هو أقدم من استعمل هذا المصطلح في حدود ما وصل إلينا، ولكننا لا نجد هذا الخبر إلا في كتاب الموازنة، مما يجعلنا نعتقد تمامًا أن الآمدي يسوق معاني البحتري بألفاظه ومصطلحاته الخاصة.

وهذا يؤكد في رأيي بأن المصطلح قد جاء من الآمدي خدمةً للبحتري، أي تأييد الآمدي لشعر البحتري؛ لأنه اتهم أبا تمام بالخروج عليه، بيد أن المرزوقي والجرجاني كما سنرى لاحقًا تحدثا عن عمود الشعر ولكن لم يتهما أبا تمام بذلك.

ويرد مصطلح (عمود الشعر) في موضع آخر من كتاب الموازنة على لسان البحتري يقول: “وحصل للبحتري أنه ما فارق عمود الشعر وطريقته المعروفة، مع ما نجده كثيرًا في شعره من الاستعارة والتجنيس والمطابقة”[8].

يدل النص السابق على قبول الآمدي للصنعة في عمود الشعر، إذ لم تخرج إلى حيز الإفراط والمبالغة، وما نجده في طريقة البحتري التي هي (عمود الشعر)، أنها لم تكن خالية من الصنعة باعتراف الآمدي نفسه.

ويقول الآمدي في شأن ذلك: “وليس الشعر عند أهل العلم به إلا حسن التأتي، وقرب المأخذ، واختيار الكلام، ووضع الألفاظ في موضعها، وأن يورد المعاني باللفظ المعتاد فيه المستعمل في مثله، وأن تكون الاستعارات والتمثيلات لائقة بما استعيرت له وغير منافرة لمعناه، فإن الكلام لا يكتسي البهاء والرونق إلا إذا كان بهذا الوصف، وتلك طريقة البحتري”[9].

فطريقة البحتري هذه – كما يتحدث عنها الآمدي – لم تنفِ أن يكون فيها صنعة، كما أن البحتري كان يأخذ من فنون البديع وأشكاله، حتى كاد بعض النقاد أن يلحقه بأبي تمام في ذلك، ويجعلها طبقة واحدة، كما فعل ابن رشيق القيرواني حينما قال: ” وليس يتجه البتة أن يتأتى من الشاعر قصيدة كلها أو أكثرها متصنع من غير قصد كالذي يأتي من أشعار حبيب والبحتري وغيرهما، فقد كانا يطلبان الصنعة، ويولعان بها “[10].

إذنْ يمكن القول بأن عمود الشعر عند الآمدي لا يتجافى مع الصنعة، ما دامت في حدودٍ مقبولة، لا تبلغ الإفراط الزائد، ولا تصل إلى التكلف المذموم، والشاعر الذي يحسن تناولها بهذه الصورة شاعر مطبوع، على مذهب العرب، ولم يفارق عمود الشعر العربي.

ونودُّ أن نُشير إلى أن مصطلح (عمود الشعر) الذي ورد في كتاب الموازنة للآمدي، وذكره ثلاثة مرات تصريحًا، كان بمعنى قِوام الشعر وملاكه الذي لا ينهض إلا به حتى يُقال عنه أنه شعر، والمرجعُ في ذلك أشعار العرب القدماء في معانيها وصياغتها وصورها.

ونخلص مما سبق بأن الآمدي هو أول من حام حول ما أسماه (عمود الشعر) وحدده بالصفات السلبية وأوردَ ما تورط فيه أبو تمام من تعقيد، وألفاظ مستكرهة، وكلام وحشي، وإبعاد في الاستعارة، واستكراه في المعاني، مما لو عكسنا تلك الصفات لأصبحت صفات البحتري في شعرهِ.
وليس من شك في أن الآمدي كان يُؤثر طريقة البحتري، ومن أجل ذلك جعلها (عمود الشعر) ونسبها إلى الأوائل، وصرّح لنا بأنه من هذا الفريق يقول: “والمطبوعون وأهل البلاغة لا يكون الفضل عندهم من جهة استقصاء المعاني والإغراق في الوصف، وإنما يكون الفضل عندهم في الإلمام بالمعاني وأخذ العفو منها كما كانت الأوائل تفعل، مع جودة السبك وقرب المأتى، والقول في هذا قولهم، وإليه أذهب”[11].

الفرع الثاني: تصور الآمدي للمصطلح.
كما ذكرنا سابقًا بأن الآمدي قد بدأ في مصطلح (عمود الشعر) منتصرًا للبحتري؛ لأنه أكثر التزامًا بتقليد أساليب القدماء في الشعر، تلك الأساليب التي يُشير إليها هذا المصطلح، فكان أول من أسس له، بعدما كان الجاحظ قد ألمح إليه[12].
إذن فالآمدي تحدث من خلال (عمود الشعر) عن تصوره للشعر وطرائقه ومناهجه من خلال شعر البحتري أنموذجًا للشعر القديم، فقد تحدث عنه من حيث الأسلوب، ومن حيث المعاني، ومن حيث الأخيلة والصور.

أما الأسلوب فإن عمود الشعر ينشد في الألفاظ السهولة والألفة، وألا تكون ألفاظًا حوشيه غريبة، والشعر يؤثر السهولة والوضوح، ويتجه إلى الشعر القريب الذي يخاطب القلب من أسهل الطرق، وبالتالي فهو يُنفر من كل ما يمكن أن يُفسد في الشعر بساطته ويبعده عن عفويته أو يعقده ويغمضه[13].
فالآمدي يُنفر من الفلسفة والأفكار الدقيقة إذا دخلت في نسيج الشعر؛ لأنها تجعله بحاجةٍ إلى استنباط وإدامة النظر والتفكير، فيصبح الشعر بعيدًا كل البعد عن عمود الشعر العربي المعروف، ويُخرج صاحبه من دائرة الشعراء والبلغاء، ويُسمى وقتها حكيمًا أو فيلسوفًا؛ لأن طريقته ليست طريقة العرب ولا على مذهبهم[14].

إذنْ فأصحاب عمود الشعر هم من أنصار اللفظ الذين يكون الفضل عندهم لسلامة السبك، وجودة الرصف، وإشراقه ديباجة الشعر، وحسن اختيار الألفاظ، وإيقاعها في الجملة موقعها الملائم بحيث تكون مشاكله لما قبلها، وما بعدها، وملائمة للمعنى الذي استُعملَتْ فيه بلا زيادة ولا نقصان[15].
ومما يحرص عليه الآمدي وهو يرسم عناصر عمود الشعر قرب الاستعارة، وهذا القرب يتأتى إذا كانت العلاقة واضحة بين المشبه والمشبه به، وكلّما كانت الصلة واضحة بين هذين الركنين، وكان وجه الشبه الذي يربطهما متميزًا جليًا؛ كانت الاستعارة قريبة، وبالتالي مستحسنة[16].

كما أن الاستعارة تكون قريبة حينما تحمل اللفظة المستعارة معنى أو فكرة تصلح لذلك الشيء الذي استُعيرتْ له، أما إذا استعرنا كلمة لا تصلح له، أو لا تتناسب معه فهي عندئذٍ استعارة مستكرهة، ويقول الآمدي: “وإنما تُستعار اللفظة لغير ما هي له إذا احتملت معنًى يصلح لذلك الشيء الذي استعيرت له ويليق به؛ لأن الكلام مبني على الفائدة في حقيقته ومجازه، وإذا لم تتعلق اللفظة المستعارة بفائدة في النطق فلا وجه لاستعارتها”[17].

إذنْ فنستنتج مما سبق بأن الاستعارة من أسباب خروج أبي تمام على عمود الشعر؛ لأن استعارته اتسمت بالبعد، فأصبح شعره “لا يشبه الأوائل، ولا على طريقتهم، لما فيه من الاستعارات البعيدة”[18].

فإذن، فالآمدي يولي عنايةً خاصة في عموده للأسلوب، فهو يهتم كثيرًا بجودة السبك، وسلامة التأليف، ونصاعة ديباجة الشعر وحلاوة اللفظ، وكذلك أن تقع الألفاظ في مواقعها المناسبة في الجملة مشاكلة معانيها وغير متنافية معها.

ويمكن القول: إن الآمدي كان يتمثل شعر البحتري وهو يضع عناصر عموده، لا بل إن بعض الدارسين يرى أن عمود الشعر عنده جاء صورةً لشعر البحتري، ووُضع أساسًا خدمةً له، فعناصر ذلك العمود هي الخصائص التي تتوافر في شعر البحتري، ويتجافى عنها شعر أبي تمام[19]. في حين يرى إحسان عباس أن عمود الشعر عند الآمدي نظرية وُضعت خدمةً للبحتري وأنصاره فأبعدت الموازنة عن الإنصاف[20].

إذن يمكن القول بأن الآمدي قد نعى في مواضع كثيرة من الموازنة على أبي تمام استعماله الغريب المستكره من الألفاظ، مما يعد مخالفة لعمود الشعر، وأشاد في المقابل كثيرًا بالبحتري؛ لأنه ابتعد عن ذلك، وآثر ما سهل من الألفاظ، وكان خفيف الوقع مأنوسًا مفهومًا لدى كل الناس.

ونخلص مما سبق بأن عمود الشعر عند الآمدي من حيث الأسلوب كان ينفر من الألفاظ الغريبة، والكلمات غير المألوفة، فهي لا تتفق مع جمال السبك، ورشاقة الرصف اللذين ينشدهما، ولا تتفق أيضًا مع ما يتطلبه عمود الشعر في الشعر من سهولة وبساطة، وبعد عن التكلف والتعقيد والغموض.

أما من حيث المعاني فعمود الشعر يوليها المرتبة الثانية بعد حسن الأسلوب، وسلامة التأليف، وهو يؤثر فيها السهولة والبساطة والوضوح، فالشعر في نظر الآمدي تصوير للأحاسيس والعواطف، وهو حديث إلى القلب والمشاعر، فهو بذلك ينفر من المعاني الصعبة، والأفكار الدقيقة التي تحوج إلى طول تأمل وتفكر، وإلى استنباط واستخراج[21].

ولذلك نجده ينتصر للبحتري؛ لأنه كان يتجنب التعقيد ومستكره الألفاظ، ووحشيّ الكلام، أمّا أبو تمام فإنه في رأيه فارق عمود الشعر؛ لأنه شديد التكلف، صاحب صنعة، ويستكره الألفاظ والمعاني[22].

أما من حيث الخيال فمن الواضح أن عمود الشعر يهتم بالصنعة، ويرى فيها مزية وفضلاً وهو يدعو إلى الأخذ بها، والاهتمام بشأنها ولكن ألاّ تجاوز المألوف، وألاّ تبلغ حد الإفراط والإسراف فتصل إلى التكلف والتصنع الممقوت[23].

وقد ذكرنا آنفًا أن الآمدي كان يولي الصنعة اهتمامًا، بشرط أن تكون في حدود المقبول وألا تتجاوز الإفراط، كما كان عمود الشعر يولي عناية خاصة للاستعارة وينشد أن تكون قريبة واضحة، ويتأنى لها هذا القرب من ظهور العلاقة بين المشبه والمشبه به وانكشافها[24].

ونخلص مما سبق بأن الآمدي كان يستمد خصائص عمود الشعر التي تحدثنا عنها سابقًا (الأسلوب، والمعاني، والأخيلة) من الشعر القديم، ولا ننسى أنه كان من أنصار القديم، وأن ذوقه محافظ تقليدي يميل إلى أشعار القدماء.

كما أن هذه الخصائص التي يتسم بها عمود الشعر – كما صوره الآمدي – تتفق تمامًا مع مذهب البحتري، وفي رأيي كما ذكرتُ سابقًا بأن ذلك المصطلح جاء خدمةً للبحتري بدليل أنه اتهم أبا تمام بالخروج على العمود، بيد أن المرزوقي والجرجاني لم يتهما أبا تمام بالخروج والمخالفة، فالبحتري في رأيه كان يعني بجودة السبك، وسلامة التأليف، وحلاوة الألفاظ، هذا من ناحية الأسلوب، أما من ناحية المعاني فكان يأخذ ما بدا له، في قرب وعفوية وبساطة، وأما من حيث الخيال فاتصفت صنعته بسهولتها، فلم تتعقد عنده.

وبالمقابل هذا كله خالف أبو تمام، فلم يعنَ بأسلوبه كما كان يُعنى بمعانيه، فلم يخلُ شعره من نسج رديء، وعبارة سيئة، وألفاظ وحشية مستكرهة، فتعقدت صنعته، وبلغت درجة التكلف الممقوت.

——————–
[1] انظر: ابن منظور، لسان العرب، و الفيروز آبادي، القاموس المحيط، مادة (عَمَدَ).
[2] انظر: أحمد مطلوب، معجم النقد العربي القديم، 2/ 133.
[3] انظر: الجاحظ، البيان والتبيين، تحقيق: عبد السلام هارون، القاهرة، ط1، 1961م، 1/44.
[4] المصدر نفسه، 1/84.
[5] انظر: حازم القرطاجَنِّي، منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تحقيق: محمد الحبيب، تونس، د.ط، 1966م، ص 249، 251.
[6] انظر: الآمدي، الموازنة بين الطائيين، تحقيق: السيد صقر، دار المعارف، ذخائر العرب، 1965م، 1/4.
[7] نفسه، 1/12.
[8] نفسه، 1/18.
[9] نفسه، 1/423.
[10] انظر: القيرواني، أبو علي الحسن بن رشيق، العمدة في محاسن الشعر وآدابه، تحقيق: محمد قرقزان، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1988م، 1/214.
[11] انظر: الآمدي، المصدر السابق، 1/401 – 402.
[12] انظر: الجاحظ، المصدر السابق، 1/44 و 84.
[13] انظر: الآمدي، الموازنة، 1/423.
[14] نفسه، 1/423 وما بعدها.
[15] انظر: وليد قصاب، قضية عمود الشعر العربي القديم، المكتبة الحديثة، العين، ط2، 1985م، ص 146.
[16] انظر: الآمدي، الموازنة، 1/201.
[17] نفسه.
[18] المصدر السابق، 1/4 – 5.
[19] انظر: وليد قصاب، المرجع السابق، ص 141، و ابتسام الصفار و ناصر حلاوى، محاضرات في تاريخ النقد عن العرب، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بغداد، د.ط، د.ت، ص 274.
[20] انظر: إحسان عباس، تاريخ النقد الأدبي عند العرب، دار الثقافة، بيروت، لبنان، 1971م، ص 150.
[21] انظر: وليد قصاب، المرجع السابق، ص 157.
[22] انظر: الآمدي، الموازنة، 1/6 – 18.
[23] انظر: وليد قصاب، المرجع السابق، ص 157 وما بعدها.
[24] نفسه، ص 158.

المبحث الثالث: المصطلح عند الجرجاني.
الفرع الأول: تصور الجرجاني لمصطلح عمود الشعر.
قد قرأ القاضي الجرجاني ما كتبه الآمدي عن عمود الشعر، فحاول أن يستفيد من مصطلحه[1]، وأراد أن يطور على ما جاء به الآمدي من خصائص في مصطلح عمود الشعر، إلا أن هذه الخصائص “كانت أكثر توافرًا في عمود الشعر على النحو الذي تصوره الآمدي، وأشد وضوحًا منها في عمود الشعر على النحو الذي تصوره الجرجاني في الوساطة”[2].

فالجرجاني في كتابه الوساطة قد تعَّرض فيه لبعض خصائص الشعر العربي، ولكثير من الأحكام النقدية، ومن ذلك إشارته إلى (عمود الشعر ونظام القريض) في قوله: “ولم تكن تعبأ بالتجنيس والمطابقة، ولا تحفل بالإبداع والاستعارة إذ حصل لها عمود الشعر ونظام القريض”[3].

إلا أن هذا التعبير (عمود الشعر) لم يذكره الجرجاني في رأيي كمصطلح له حدوده الجامعة المانعة، بل ذكره في معرض كلامه على المرتكزات الأساسية للمفاضلة بين الشعراء.

ويقول الجرجاني بناءً على ذلك: “وكانت العرب إنما تفاضل بين الشعراء في الجودة والحسن، بشرف المعنى وصحته، وجزالة اللفظ واستقامته، وتسلّمُ السّبق فيه لمن وصف فأصاب، وشبّه فقارب، وَبدَه فأغزر، ولمن كثرت سوائرُ أمثاله وشوارد أبياتهِ”[4].

فمن هنا كانت معظم العناصر التي تحدث عنها الجرجاني على أنها مقياس المفاضلة والسبق بين الشعراء، وكذلك على أنها معيار الشعر الجيد، وهذه تكاد تكون عناصر عامة تتوافر في الشعر القديم مثلما تتوافر في الشعر الحديث كذلك.

فمثلاً ذكر الجرجاني صحة المعاني، وإصابة الوصف، واستقامة اللفظ، والغزارة في البديهة، وكثرة الأمثال السائرة والأبيات الشاردة، فهي ليست خصائص للشعر القديم فقط، ولا هي مقصورة عليه، وإن منها ما يعد أصلاً من أصول الشعر الذي لا يستغني عنه، ولا يقوم إلا به في أي عصر كان[5].

ويمكن القول بأن الجرجاني لم يتحدث عن عمود الشعر حديثًا واضحًا محددًا، وإنما أشار إليه إشارة عابرة سريعة، فحدد للشعر ستة عناصر يتعلق بعضها باللفظ الذي ينبغي أن تتوافر فيه الجزالة والاستقامة، ويتعلق بعضها بالمعنى الذي يشترط فيه الشرف والصحة، ويستحسن منه ما كان سهلاً مفهومًا يسير أمثالاً على الألسنية، وأبياتًا شاردة يتناقلها الناس ويحفظونها حكمًا وشواهد، ويتعلق بعضها بالخيال، ويؤثر عمود الشعر عند الجرجاني ما كان مطبوعًا سهلاً، قريب المتناول، يُصيب الوصف، ويقصد الغرض من سبيل صحيح[6].

فنلاحظ مما سبق أن الجرجاني قد تحدث عن عناصر أو خصائص عمود الشعر بشكلٍ عام فلم يحصرها في الشعر الجاهلي كما فعل الآمدي، وإنما هو يحدثنا عن عمود الشعر الذي يعني مجموعة عناصر الشعر ومقوماته الأساسية التي لا يقوم إلا بها في الشعر القديم والشعر الحديث.

فالجرجاني من خلال حديثه عن عمود الشعر فهو يكشف لنا عن إدراكه بأن الآمدي قبله أفاض في القضية، وهو يدرك المآخذ التي يمكن أن تؤخذ على تناوله لها، ولهذا جاءت معالجة الجرجاني لعمود الشعر مجسدة لميزة بارزة هي إطلاق القضية من عقال أبي تمام والبحتري خاصة إلى أفق أعم وأرحب، وإطار يصلح تطبيقه على كل شاعر وكل شعر[7].

وأشرنا سابقًا عن أهم العناصر التي ذكرها الجرجاني، وكان قد أشار إليها الآمدي ولكن بعباراتٍ واصطلاحاتٍ مختلفة، أما العنصران الآخران وهما: الغزارة على البديهة، وكثرة الأبيات السائرة والأمثال الشاردة، فهذان العنصران يستند الجرجاني فيهما إلى الذوق العام، ويفتح بها الباب بقوة لكثير من نماذج الشعر الحديث وشعرائهِ.

ولعل أن أهم مُلاحظة تُذكر للجرجاني في هذا الصدد عمده إلى تجنب تحديد المقصود بهذه المصطلحات وذلك حرصًا منه على تأكيد مرونتها وإضفاء طابع تعميمي عليها؛ ليجعلها أداة صالحة للتقويم المتشرب لطبيعة الذوق الخاص بالناقد[8].

الفرع الثاني: مقارنة بين تصور الجرجاني والآمدي للمصطلح.
بدا الجرجاني ناجحًا أكثر من الآمدي في مبدأ المقايسة، عند دفاعه عن المتنبي، “وما كان الآمدي إلاّ معلمًا للجرجاني، فنجح الآمدي نظريًا فقط، بينما نجح تلميذه في منهجه نظريًا وعمليًا، أما في الآراء والنظرات النقدية، فإن الجرجاني لم يأتِ بشيء جديد، وإنما التقت عنده أكثر الآراء والنظرات النقدية السابقة، فأحسن استغلالها في التطبيق والعرض”[9].

فقد كان الجرجاني في وساطته مثالاً للناقد الفذ في نزاهة الحكم، وقد كان في قوله بآراء نقدية سابقة، وإهماله قضايا نقدية كقضية اللفظ والمعنى، ما يؤثر التطور النقدي والحاجة إلى طرائق جديدة في الغرض النقدي.

ويلتقي الجرجاني مع الآمدي في إيثاره للشعر المطبوع، وفي تفضيله لما كان سهل المتناول قريب المأخذ، ولكن الآمدي قد يكون أكثر تقبلاً منه للصنعة إذا كانت في حدود مقبولة لا تبلغ الإسراف الشديد، فقد رأينا أن البحتري عنده -على الرغم من أنه من أصحاب البديع، وقد أكثر من فنونه وأشكاله- فهو شاعر ملتزم بعمود الشعر العربي، لم يفارق أصوله القديمة، ولم يخرج عليها[10].

بينما هذه الصنعة تأتي هامشية في عمود الشعر عند الجرجاني؛ لأن العرب -على حد تعبيره- “لم تكن تعبأ بالتجنيس والمطابقة، ولا تحفل بالإبداع والاستعارة، إذا حصل عمود الشعر ونظام القريض”[11].

وقد رأينا فيما سبق أن عمود الشعر عند الآمدي لم يكن يعبأ بالمعاني الموّلدة الجديدة، فقد رفض هذه المعاني أساسًا في الشعر، بل إن هذه المعاني التي يأتي بها أبو تمام أحيانًا مخالفًا ما ألفته العرب، ويعدها خروجًا على عمود الشعر.

ولذلك يقول الآمدي في شعر أبي تمام: “لا يشبه أشعار الأوائل ولا على طريقتهم؛ لما فيه من الاستعارات البعيدة والمعاني المولّدة”[12].

أما الجرجاني فقد نظر إلى المعاني من زاوية أوسع وأرحب، فاشترط فيها أن تكون شريفة صحيحة، ومن الواضح أن هاتين الصفتين في المعنى تُفسحان المجال للأفكار الجديدة، والمعاني الموّلدة، ولا تعدانها خروجًا على عمود الشعر أو مخالفة لطرائقه.

ومثال ذلك أنه يمكن أن يُستنتج من عبارة (الإصابة في الوصف) وهي عبارة عامة أن تدخل تحت مدلولها الأوصاف الجديدة التي يبدعها خيال الشاعر ما دام قد أصاب في وصفهِ، وأتى بالغرض على وجهه الصحيح الكامل[13].

ونخلص مما سبق بأن نظرة الجرجاني كانت أوسع مدًى من نظرة الآمدي الذي رأيناه أضيق صدرًا، وأقل تقبلاً لهذه الأوصاف المبتدعة الجديدة التي كان يأتي بها أو تمام.

ومع ذلك فعمود الشعر عند الجرجاني يلتقي مع عمود الآمدي في أنه ينفر من المعاني المعقدة الغامضة التي تُستخرج بالغوص والفكرة، وتحتاج إلى تأمل ونظر كما رأينا سابقًا.

فكان الجرجاني كالآمدي لا يرحب كثيرًا بدخول الفلسفة إلى مجال الشعر، ويكره فيه أن يكون معرضًا للنظر والمحاججة، أو الجدل والقياس، فلذلك في نظره هذا مما يعقد الشعر، فيبعده عن النفس، وينفرها منه، ويقول: “والشعر لا يُحبب إلى النفوس بالنظر والمحاجة، ولا يحلي في الصدور بالجدال والمقايسة، وإنما يعطفها عليه القبول والطلاوة، ويقربها منه الرونق والحلاوة..”[14].

وقد ذكرنا آنفًا بأن الآمدي قد ذكر صراحةً، وفي أكثر من موضع، على أن البحتري قد التزم بعمود الشعر، وقام بأصوله حق قيام، على حين أن أبا تمام فارق عمود الشعر، وخرج عليه، وخالف طريقة العرب.

أما الجرجاني فإننا لا نلمح له موقفًا محددًا من هذه القضية، فهو لم يتهم أبا تمام بالخروج على عمود الشعر، حتى إنه لم يتحدث في وساطته بين المتنبي وخصومه عن صلة المتنبي بعمود الشعر.

وأنا في رأيي أن السبب في ذلك حتى تكون معالجة الجرجاني لقضية عمود الشعر أوسع منها عند الآمدي، وحتى تكون صالحة في كل عصر وكل زمان، بحيث يمكن تطبيقها كما ذكرنا على كل شاعر وكل شعر.

إذن فالجرجاني يمرُّ بالمصطلح مرورًا عابرًا سريعًا، لا يتوقف عنده، ولا يُشير إلى علاقة أبي الطيب به، فهو يكتفي بأن يضع للشعر وعموده تلك العناصر الستة التي أشرنا إليها سابقًا دون شرح لها أو حتى توضيح لمدلولاتها، ودون أن يقيس عليها شعر المتنبي؛ ليرى مدى اتفاقه معها أو مجافاته لها.

وكما ذكرنا سابقًا بأن خصائص عمود الشعر بشكل عام كانت مستمدة من الشعر القديم ومستنبطة من أصولهِ ومبادئهِ، وهذه ظهرت عند الآمدي حيث مثلها وطبقها على البحتري أنموذجًا للشعراء الأوائل، بينما كانت تلك الخصائص عند الجرجاني تمثل المفاضلة بين الشعراء بشكلٍ عام، وكانت تتوافر في الشعر الجيد وهي عناصر عامة تتوافر في الشعر القديم مثلما تتوافر في الشعر الحديث.

إن نظرية عمود الشعر هذه كما عرضها الجرجاني قد أصابها تطور كبير عما كانت عليه من قبل، مثلاً كانت تلك النظرية عند الآمدي محصورة في نطاق ضيق تتمثل في الشعر القديم أو في شعر البحتري، بينما نجد غير ذلك عند الجرجاني فأخذت تتسع وتمتد، وتصبح أكثر انفتاحًا، وأشد انفساحًا.

وفي نهاية الأمر، أنوّه إلى أن من خلال طريقة سوق الكلام وصياغته لدى كل من الآمدي والجرجاني -في توضيح عمود الشعر- لا توحي بأنهما يعمدان إلى تحديد مصطلحٍ نقديٍّ لم يكن قد اُُشتهر بعدُ، ولا عُرف قبلهم، كما لا توحي بأنهما هما اللذان وضعاه ابتداءً.

——————–
[1] انظر: وليد قصاب، المرجع السابق، ص 178 وما بعدها، و الجرجاني، القاضي علي بن عبد العزيز، الوساطة بين المتنبي وخصومه، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، المكتبة العصرية، بيروت، د.ط، 1966م، ص 15 – 25.
[2] انظر: الآمدي، الموازنة، 1/4.
[3] انظر: الجرجاني، الوساطة، ص 34.
[4] نفسه، ص 15 – 25.
[5] انظر: وليد قصاب، المرجع السابق، ص 184.
[6] المصدر السابق، ص 186.
[7] انظر: صلاح رزق، أدبية النص، دار الثقافة العربية، القاهرة، ط1، 1989م، ص 127.
[8] نفسه، ص 128.
[9] انظر: إحسان عباس، تاريخ النقد عند العرب (نقد الشعر من القرن الثاني حتى القرن الثامن الهجري)، دار الشروق للنشر والتوزيع، ط2، عمان، 1986م، ص 316 وما بعدها.
[10] انظر: وليد قصاب، المرجع السابق، ص 182.
[11] انظر: الجرجاني، الوساطة، ص 33.
[12] انظر: الآمدي، الموازنة، 1/6.
[13] انظر: وليد قصاب، المرجع السابق، ص 182.
[14] انظر: الجرجاني، المرجع السابق، ص 100.



شكرا على المجهود

شكرا لكم بارك الله في جهودكم دمت بخير خدمة للعلم