التصنيفات
الأدب و اللغة العربية السنة اولى ثانوي

تأثير الإسلام في الشعر والشعراء

السلام عليكم

نظرا لرغبة أحد الأعضاء إليكم درسمن تأثير الإسلام في الشعر والشعراء للشاعر المخضرم النابغة الجعدي

1- التعريف بصاحب النص:

النابغة الجعدي شاعر مخضرم فصيح، يجري في شعره على السليقة، ولقب بالنابغة لأنه انقطع عن الشعر ثم عاد إليه فنبغ فيه نبوغا كبيرا، أسلم وأنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرا فأعجب به.
له ديوان شعر يضم أغراض: المده والهجاء، الوصف والحكمة.

2- إثراء الرصد اللغوي:

المولج: اسم فاعل من الفعل أولج أي أدخَلَ
البارئ: الخالق
قدها: شقها طولا
النَسَما: جمع (نَسَمَة) وهي كل كائن حي فيه روح
الأَبْشَار: أي البشر – والأَبْشَار من البشرة أي ظاهر الجلد
العواتق: مابين المنكب والعنق

3- اكتشاف المعطيات:

* الظالم لنفسه في نظر الشاعر هو الانسان الذي ينكر عظمة الله ولايقابلها بالشكر والحمد
* الإيمان بوحدانية اللع وتفرده في التدبير والتسيير من ركائز العقيدة الإسلامية
* أشار الشاعر في النص إلى مراحل تكوين الإنسان المستنبطة من الآيات القرآنية

4- مناقشة المعطيات:

* لا يكفي الالتزام بالعقيدة والقيام بالعبادات لإرضاء الله بل بالإضافة إلى ذاك ينبغي التحلي بالخلال الفاضلة والسلوكات الحسنة قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة
* يسمى توظيف معاني القرآن والحديث النبوي في الشعر الاقتباس

5- تحديد بناء النص:

* وظف الشاعر اسم الفاعل لتأكيد عظمة الخالق ( المةلج – الخافض – الرافع – الخالق …)و
* غلب على النص النمط الوصفي الحجاجي لتأكيد وإقناع الإنسان بعظمة الخالق وقدرته


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

أين الباقي

شكراااااااااااا لك

[mklb2]شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . [/mklb2]

التصنيفات
تاريـخ,

لماذا يشوه تاريخ الإسلام وحده ؟!

لماذا يشوه تاريخ الإسلام وحده ؟!

كتب: د / عبد العظيم الديب

16/03/1431 الموافق
01/03/2010

لماذا تاريخ الإسلام وحده هو الذي درسناه مشوهًا ممزقًا؟
إن كنتَ في شكٍّ من هذا فاختبر نفسك، واختبر من حولك، حاول أن تذكر كلمة (التاريخ الإسلامي) وانظر إلى ما تثيره في النفوس، وارقب ما يسميه علماء النفس (تداعي المعاني) أية معانٍ ستتوارد على الخواطر!! وأية صور ستحضر في الأذهان!! وأية مشاعر ستتحرك في الوجدان!! ولقد عمَّ ذلك وطمَّ ، حتى إنه لم يسلم منه أحد إلا من رحم ربك وقليل ما هم.
الصورة المشوهة للتاريخ الإسلامي :
ذلك أنك إذا ذكرت التاريخ الإسلامي، فأسرع ما يقفز إلى الذهن:
– ما تحفظه من اتهامات لعثمان بن عفان رضي الله عنه بأنه كان يولِّي أقاربه إمارة الأقاليم، ويحكِّمهم في رقاب العباد، ويطلق يدهم في مال الأمة، ولما ثار الصحابي الجليل أبو ذرٍّ على هذه السياسة، غضب عليه عثمان، ونفاه إلى الربذة ، ثم حصار الثوار لعثمان وقتلهم له وهو يتلو في المصحف ، وما صار يُضرب به المثل من نصب معاوية لقميص عثمان الملطخ بالدماء في المسجد، واحتياله بذلك حتى لا يبايع عليًّا ـ رضي الله عنه ـ ومن أجل الملْك العضوضِ أشعل حربًا ظالمة على الخليفة الراشد عليّ بن أبي طالب، فكانت معركة (الجمل) و(صفّين).
– ثم مسرحية التحكيم الهزلية، وما تجلّى فيها من منتهى الغفلة والبلاهة، في مقابلة منتهى النصب والاحتيال ، وقُضي الأمر باستيلاء معاوية على الحكم، وتحويل الخلافة الراشدة إلى قيصرية هرقلية، أخذ فيها معاوية البيعة لابنه يزيد قهرًا تحت تهديد السلاح.
ـ وصورة يزيد بخمرياته وفسقه ولهوه، ولعبه بقروده وكلابه، وسنواته الثلاث السود التي قُتل فيها الحسين، وغزا المدينة المنورة، وأباحها لجنوده، وهدم الكعبة.
– ثم يأتي الحَجَّاج وجبروته، وظلمه، وقتله ابن الزبير، وضرْبه الكعبة بالمنجنيق.
– ويحاول عمر بن عبد العزيز تصحيح الأوضاع، فيموت مسمومًا.
– ثم تدور الدائرة على بني أمية وتسقط دولتهم بسبب ظلمهم وفسادهم، وعنصريتهم المتعصبة للعرب.
– وأما العباسيون فأوَّلهم الذي استفتح دولتهم أبو العباس السفاح، ومن أبرز ما نذكره عنهم ضَرْب الأئمة؛ أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وخمريات الرشيد وسرفه وعبثه ونواسياته، ثم محنة الفقهاء وأهل الحديث في عصر المأمون، ثم سيطرة الفرس على الدولة ؛ لأنهم هم الذين صنعوها، ولعبهم بالخلفاء، حتى جاء التتار وكان ما كان، وسقطت الخلافة.
– ثم جاء عصر المماليك، جهلة يملكون سيفًا قويًّا يستخدمونه حينًا ضد العدو دفاعًا عن الإسلام، وأحيانًا ضد بعضهم البعض، ودائمًا ضد الشعب.
– ثم جاء العثمانيون، فكان الجهل والظلام، والقضاء على الحضارة والصنائع والفنون، وإذلال العنصر العربي بالعجرفة التركية التي ما برحت مضرب الأمثال.
– أما الأندلس، فقد غرق ملوكها في الترف، ودارت برءوسهم الكاس والطاس، فقاتل بعضهم بعضًا، بل تحالف بعضهم مع الصليبيين ضد إخوانهم، فكانت النهاية المأسوية التي انتهت بإبادة المسلمين وخروج الإسلام من الأندلس.
هذه معالم تاريخ الإسلام التي استقرَّت في بؤرة شعور مثقفينا عامَّة ، قد يقول قائل: وأين ما يتعلمه أبناؤنا عن انتصارات المسلمين وفتوحاتهم، وحضارتهم وأمجادهم؟! وأقول: نعم، يوجد شيء من هذا، ولكنه يعرض بصورة باهتة ممزَّقة؛ ولذلك تتوارى في حنايا الذاكرة، وتتخلى عن بؤرة الشعور، وتبقى الصورة البشعة التي عرضتها لك آنفًا هي الحاضرة في الذهن (online) كما يقولون.
وعندي على ذلك ألف دليل ودليل، ولا شك أنك سمعتَ ذلك الإعلامي الناجح وهو يقول في ثنايا حوارٍ له مع أحد ضيوفه: كل الخلفاء الراشدين قتلوا إلا واحدًا ، وزميله الذي لم يُطِق صبرًا على محاوره -هو يتحدث عن عمر بن عبد العزيز وإصلاحاته- فيقول له في لهجة ساخرة: ولذلك قتلوه.
وقبل أن أترك الكلام على هذه الصورة البشعة للتاريخ الإسلامي؛ أؤكد أنها صورة كاذبة خاطئة، تقوم على معلومات أخطرها مكذوب لا أصل له، وباقيها بين ثلاث حالات:
1- أحداث ضُخِّمت وبولغ فيها حتى أخذت أكثر من حجمها، حتى حجبت الكثير.
2- أحداث أُسِيء فهمها وتفسيرها، ولو فهمت على حقيقتها ووجهها، لكانت فخرًا لصانعيها.
3- أحداث تدخل في إطار العجز البشري عن الكمال. "كل بني آدم خطَّاء".
ونعود للسؤال: لماذا تاريخ الإسلام وحده؟ لقد درس أبناؤنا ومثقفونا، ودرسنا أيضًا تاريخ أمم الأرض قديمها وحديثها، فما تركت أية دراسة فيها هذه الصورة، لا للفراعنة، ولا للآشوريين، ولا للبابليين، ولا للفينيقيين، ولا اليونانيين، ولا الرومانيين، ولا الأوروبيين والأمريكيين ، أبدًا لا يشعر تجاه هذه العصور التاريخية، وتاريخ أهلها بما يشعر به تجاه التاريخ الإسلامي ، فإذا ذكرنا الفراعنة تجد شعورًا بالاعتزاز، بل بالفخر والمباهاة، وتقفز إلى ذهنك صورة الحضارة التي أضاءت الدنيا منذ فجر التاريخ، وبهرت العالم بما خلفته من آثار، وما أظن المشاعر نحوها تصل إلى درجة الحياد.
فإذا ذُكر تاريخ اليونان فهنا شعور الإكبار والاحترام، وعلى الفور يقفز إلى الذهن سقراط، وأفلاطون، وأرسطو، وما حولهم من هالات التمجيد والتعظيم ، وبالمثل تاريخ الرومان وكل أمم الأرض.
فإذا جئنا إلى تاريخ أوربا بعد عصر النهضة فسنجد الإعجاب والإكبار يصل إلى حد الانبهار والاندحار، والاستخزاء والشعور بالهوان، حتى صرنا نلهث وراءهم، ونقيس تقدمنا بالقُرب منهم، والمسافة التي نقطعها في محاولة اللحاق بهم ، وإن كنت تظن بي المبالغة فانظر حولك، واقرأ واسمع معي الأسماء الآتية: صحيفة (الأهرام)، وصحيفة (بابل)، ووكالة الأنباء (سبأ)، ومهرجان (جرش)، ومهرجان (قرطاج)، ومهرجان (بعل بك)، وفندق (فلادلفيا)، وشارع (رمسيس)، والحديث عن (دلمون)، و… و…
هذا ما يحضرني عفو الخاطر، ولو تأملت وتتبعت لرأيت الإصرار على تجلية تاريخ هذه الجاهليات والوثنيات أمرًا يُراد، حتى سمعتُ بأذني مَنْ يتحدث عن التجربة الديمقراطية في بلاده، ثم يختم كلامه: "ولِمَ لا؟ ألسنا أحفاد ملكة سبأ". هكذا على ملأ من مشاهدي إحدى الفضائيات.
وسمعت آخر يقول مباهيًا: "نحن أحفاد رماة الحدق" ورماة الحدق هؤلاء هم أهل النوبة الذين تصدّوا لجيش الفتح الإسلامي وحالوا بينه وبين فتح الجنوب، وسماهم المسلمون (رماة الحدق) لبراعتهم في الرمي، ودقة إصابتهم ، هؤلاء يباهي مثقف مسلم معاصر بأنه من أحفادهم.
أما صيحة (إحنا الفراعنة) فما أكثر ما تسمعها عند إصابتهم مرمى الخصم في كرة القدم ، وانظر حولك وتأمل ، ستجد من هذا ضروبًا وأفانين.
فلماذا تاريخ الإسلام وحده؟! إنها بضعة أسطر خاطئة مخطئة في كتاب التاريخ وراء كل هذا.


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جـــــــــــــــــــازا الله كل الخير


التصنيفات
تاريـخ,

في سبيل إعادة كتابة تاريخ الإسلام

في سبيل إعادة كتابة تاريخ الإسلام


كتب: الأستاذ أنور الجندي

20/04/1431 الموافق

04/04/2010

تتعالى الصيحات في الوقت الحاضر بالدعوة إلى إعادة كتابة تاريخ الإسلام بعد أن تبين للعلماء والباحثين أن الصورة الموجودة الآن في أيدي شبابنا وطلبة مدارسنا وجامعاتنا ، والتي صنعت في ظل الاستعمار ، وتشكلت أولاً في هذه البلاد التي سيطر عليها ليست بالصورة المثلى، ذلك أن هذه الصورة نبتت أساساً في ظل الاحتلال بعد أن انفصلت عن الدولة الأم: الدولة العثمانية.
وعن الطابع الأساسي الذي أريد لها هو أن تكون كتابات محلية خالصة: لا تستهدف كتابة تاريخ الإسلام نفسه ، ولكن كتابة تاريخ الأوطان، ومن ثم انحازت هذه الكتابات للأمة أو القطر أو البلد ، وأعلت من شأن وجوده الخاص، وتاريخه القديم، واستوحت أشد الصفحات بعداً عن الأصالة وعن الرؤيا الصحيحة، فأعلى شأن الفرعونية والفينيقية والبابلية والآشورية والبربرية والزنجية وغيرها.

فإذا عرض أمر الإسلام فإنما يعرض على هون ، وفي أسلوب يوحي بأن الأمم أو الأقطار كانت أكبر منه ، وأنها حين دخل عليها أقامته وسيطرت عليه، وعَدّته بعض الكتابات استعماراً أشبه بالاستعمار الفارسي والروماني.

ويرجع ذلك كله إلى أن النظرة الأساسية التي قامت عليها كتابة التاريخ نظرة استعمارية ووافدة، وحين فتحت الأفاق لدراسة تاريخ الإسلام، درس على أنه تاريخ الدولة أو الإمبراطورية التي قامت ثم تمزقت إلى دول، وحين عرض لم يعرض إلا من خلال خلافات بعض الملوك والأمراء والحكام وصراعاتهم الخاصة.

وكان التركيز شديداً على الخلاف الأول بين الصحابة (عثمان وعلي ومعاوية) في محاولة لتفسيره تفسيراً مادياً خطيراً بأنه صراع على الحكم.

وغلبت على دراسة التاريخ مذاهب الاستشراق وهي مذاهب غربية أصلاً قامت في ظل تاريخ أوربي وغربي له تحدياته وظروفه، مثل الصراع بين الكنيسة والعلماء، وبين الأمراء والشعب، وصراع المذاهب الكاثوليكية والبروتستانتية ، وذلك القتال الرهيب بين الملوك والدول والأمم.

هذا المذهب في تفسير التاريخ الذي كان مطبقاً في الغرب حاول المستشرقون نقله إلى أفق التاريخ الإسلامي رغبة في محاكمة هذا التاريخ إليه، فكان خطراً وفاسداً ومضطرباً؛ لأنه ليس متسقاً معه ، وليس منبعثاً من وجوده ومذاهب التاريخ والأدب والنقد وغيرها جميعاً لا يمكن أن تنقل من بيئة إلى أخرى، وإنما هي تنبع من بيئتها ، لأنها جزء من الثقافة الذاتية الخاصة القائمة على العقائد والتراث والعادات والطوابع العميقة للأمم.

ولكن الاستعمار ومن ورائه التغريب والغزو الثقافي فرض هذا المنهج من تفسير التاريخ على التاريخ الإسلامي فمزقه إرباً وأحاله أركاماً، فهو أولاً يدرسه مجزءاً واقعة واقعة، أو أنه يرجح رواية توافق الهوى أو أنه لا يفهم تيار التاريخ الإسلامي نفسه، هذا التيار الذي لا يفهمه إلا من يعرف منطلقه الأساسي كما رسمه القرآن الكريم وصورة الإسلام في أصوله وقيمه.

وقد استهدت هذه الدراسات بالطابع الوطني الخالص، الذي حجب عنها الصورة الكاملة للتاريخ بأبعادها ، حيث عجزت هذه الصورة أو تعمدت إلا تشير إلى أن هذا الوطن وهذه الدولة، ليست إلا جزءاً من الوطن الإسلامي ، ومن الدولة الإسلامية أساساً ، وأن الروابط بين الجزء والكل لا يمكن أن تنفصم؛ لأنها روابط عقدية ولغة وشريعة وتاريخ طويل وأمة وسطى جامعة لا يستطيع جزء منها أن ينفصل أو ينغلق مهما حاول ذلك أو حاوله له الاستعمار.

وفضلاً عن هذا فإن هذه النظرة الوطنية الضيقة التي جهلت مكانها كجزء من الكل، لم تتوقف عند هذا الحد، بل إنها أعلنت استعلاءها بخصائصها التاريخية القديمة أو طبيعتها الخاصة، ثم ذهبت إلى أبعد من ذلك حين أعلنت الحرب والخصومة على الأجزاء المجاورة لها وإقامة سد عالٍ بينها وبينه؛ وذلك بهدف ألا تتصل الأجزاء مرة أخرى ولا تلتقي. كذلك فإن الدعوة إلى ربط التاريخ الحديث بالتاريخ القديم السابق للإسلام جاهلياً أو فرعونياً أو فينيقياً، إنما هو دعوة إلى أمر مستحيل؛ حيث سيطر الإسلام على الساحة الفكرية والاجتماعية والروحية والنفسية وللبشرية بعد أربعة عشر قرناً وقطع الصلة بينهم وبين الماضي قطعاً لا سبيل إلى إعادته، وقد أكد علماء كثيرون غربيون أيضاً نظرية "الانقطاع الحضاري ولا استمرارية التاريخ" في هذه المنطقة، والحاجز الضخم الذي أقامه الإسلام بين الأمم وبين ما كان لها من تاريخ ودين وعقيدة وفكر من قبل.

ذلك أن ظهور الإسلام -وهو كذلك في تقدير الباحثين الغربيين المنصفين- هو علامة بارزة على بدء تاريخ العصر الحديث حتى بالنسبة لعوالم الغرب نفسه، وأن كل ما سبق الإسلام من حركات التاريخ إنما كانت تمهيداً له، فالإسلام هو الذي حمل إلى البشرية لأول مرة "الأخوة البشرية" ووحدة الجنس الإنساني ووحدة الدين ، ووحدة الفكر بديلاً عن الوثنية في الفكر والعبودية في المجتمع، فهو الذي حرر الفرد في الجماعة ، وحرر النفس من عبادة غير الله ، وحرر العقل بالنظر إلى الكون؛ فدفعه إلى إنشاء المنهج العلمي التجريبي قاعدة الحضارة القائمة ، ولم يكن يعرف منه قبل الإسلام شيء ما.

كذلك الخطر الذي نواجهه في دراسة التاريخ: وهو تاريخ إسلامي أم تاريخ عربي أم تاريخ إسلامي عربي، وفي تسمية الحضارة هل هي إسلامية أم عربية، والفتوحات هل هي إسلامية أم عربية، والعلماء والمفكرون هل هم عرب أم فرس أم ترك.

كل هذه محاولات للتزييف ،وإثارة الشبهات ،وصرف الشباب المثقف عن الحقيقة التي هي معروفة ومقررة من أن الإسلام هو الذي أعطى العرب هذه الوحدة وهذه المكانة ،وهو الذي دفعهم في الأرض ،وأن هذه الحضارة وذلك الفتح وهذا العلم كله إنما جاء من الإسلام ولولا الإسلام ما استطاع العرب أن يقتحموا الآفاق أو يقيموا حضارة ما.

ونحن نعرف أن التراث الفكري الذي كان موجوداً قبل الإسلام سواء تراث بابل الغنوصي أو تراث فارس الوثني أو تراث اليونان المادي، إنما كان عبارة عن محاولات من البشر لتبرير رغبات الإنسان ومطامعه وأهوائه دون أن تكون قائمة على توحيد أو عدالة أو رحمة، وأن تراث الأديان نفسه كان قبل ذلك كله هو الضوء الوحيد الذي عرفته البشرية في طريقها، وأن هذا التراث قد حاولت التفسيرات الزائفة والدعوات المضللة أن تبدده وتمزقه وتخرجه عن مضمونه، حتى جاء الإسلام فألقى إلى البشرية تلك الحصيلة الضخمة البارة من العلم والفهم والإيمان والضياء؛ لإخراجهم من الظلمات إلى النور، وأن هذه الحصيلة وحدها هي التي فتحت الآفاق إلى النهضة والحضارة التي شملت أغلب أجزاء العالم إذ ذاك -هذا وإن كانت الحضارة الإسلامية قد استصفت إليها كل عصارات الفكر القديم وما وجدته صالحاً وصهرته في بوتقتها- ولم تترك إلا الزائف الفاسد.

ومن هنا فالحضارة إسلامية حقاً، وهؤلاء العلماء ليسوا عرباً ، وليسوا فُرساً ،وليسوا أتراكاً، وإنما هم مسلمون كونت عقلياتهم فكرة التوحيد ،وملأت نفوسهم كلمة القرآن ،وعمرت أرواحهم دعوة الله إلى النظر في السماوات والأرض، فكل ما أنتجوا إنما جاء من محيط القرآن والإسلام ، وليس من محيط بلادهم أو تراثهم، ذاك أن الإسلام إنما أعاد صياغة عقليات وقلوب ونفوس أربابه وأصحابه خلقاً جديداً ، فشكلهم على نمط جديد هو روح الإسلام، ومن قلب هذا الروح كان نتاجهم، ومن هنا فإن هذا التكوين النفسي والعقلي هو بمثابة الجنس والأخوة الإسلاميين.

إن منهج تفسير الإسلام للتاريخ هو المنطلق الوحيد للنظر في التاريخ الإسلامي العربي وإعادة كتابته من جديد، فإن التاريخ المكتوب الآن واقع تحت تأثير النظرة الاستشراقية التي تغض من شأن الإسلام لحساب خلفياتها الاستعمارية، أو النظرة القاصرة التي تستمد قدرتها من العقلية الغربية المسيحية التي لم تستوعب الفارق البعيد بين العقائد والأخلاق والقيم ، والتي تنطلق من مصدر واحد هو أن الإسلام دين عبادي لاهوتي محض، وهي نظرية المسيحية، أو نظرة الفكر الغربي المسيحي التي لا تعترف بأن الإسلام إنما هو نظام اجتماعي ومنهج حياة أصلاً ، وأن الدين بمعنى العبادة واللاهوت جزء منه.

فالغربي ينطلق من قاعدة أن الدين لله وأن المجتمع بكل شرائحه الاجتماعية والاقتصادية السياسية يخضع لنظريات بشرية وأيدلوجيات يصنعها الفلاسفة وليس كذلك الإسلام: الإسلام الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون منهج حياة لهذه الأمة التي شرقت وغربت ووصلت إلى حدود نهر اللوار في فرنسا وإلى أسوار فينا في قلب أوربا ، والتي يشمل ضياؤها ذلك المدى الممتد من الصين إلى غرب أوربا، ومن هنا تبدأ القاعدة التي تقوم على التفسير الإسلامي للتاريخ.

فهل آمن دعاة إعادة كتابة التاريخ بهذه القاعدة الأصولية، أن عليهم أن يعلنوا ذلك صراحة ، وأن يلتزموا ذلك في كتابة أبحاثهم على أن يختار لهذا العمل كل من آمن بالإسلام ، وعاش له ، وامتلأت نفسه إيماناً بصدقه وبقدرته على تغيير حياة المسلمين ودعوتهم إلى القوة والعزة من جديد؛ ذلك لأن التفسير الإسلامي للتاريخ يؤمن بأن هزيمة المسلمين في السنوات الماضية وتقلبهم بين الغزو والنكسة والنكبة واقتطاع فلسطين وبيت المقدس، كل هذا إنما جاء ثمرة (التحول) الخطير الذي دفعهم إلى نفض أيديهم من مناهج مجتمعهم ونظام حياتهم الأصيل القرآني المصدر الرباني الأساسي، إلى التماس مناهج الأمم، هذه المناهج البشرية سواء منها الغربية أو الماركسية ..

وأن هذا التفريط في منهجهم هو الذي ألقى إليهم هذه الهزائم والنكبات ، وأنه لا خلاص لهم مما هم فيه من هزيمة وتخلف إلا بالعودة مرة أخرى إلى التماس منهجهم الأصيل ، والاستمداد من النبع الأول: القرآن الكريم.

وأن هذه الظاهرة قد تكررت خلال تاريخهم مرات ومرات، فهم كلما نفضوا أيديهم من منهج القرآن ضربهم الله بالذل حتى يعودوا إليه (سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً).

ذلك تفسير حركة التاريخ الإسلامي بين النصر والهزيمة.

كذلك فإن هناك ملحظاً أساسياً لابد من تقديره هو أن هناك فرقاً بعيداً وبوناً شاسعاً بين "المنهج" وبين "الواقع": بين المنهج الرباني الذي جاء به الإسلام ، والذي لا يتخلف ولا يتعثر والذي يحمل في تضاعيفه أسباب النصر والقوة ووسائل الهزيمة والتخلف.

وبين الواقع التاريخي الذي عاشه المسلمون ، والذي هو التاريخ الإسلامي ، ولا يمكن أن يكون التاريخ الإسلامي حجة على المنهج أو مثاراً لتوجيه الشبهة إليه، بل على العكس من ذلك: أن المنهج هو الحجة ؛ لأنه هو عنصر الثبات وهو القوة التي يستمد منها المسلمون أسباب حياتهم وطريق عيشهم.

فالمسلمون حين ينحرفون عنها تقع الأزمة ، وتبدأ عوامل الهزيمة.

وتاريخ الإسلام فيه النصر ، وفيه الهزيمة وكلاهما يرد إلى تطبيق المنهج أو التخلف عنه.

وفي تاريخ الإسلام الذي يعرض الآن ، ويقدم لأبنائنا زيف كثير لأنه يحاول أن يعلي شيئاً كثيراً من الروايات الباطلة في سبيل إثارة جو من الخصومة والخلاف بين الفرق المختلفة أو الأحزاب والدول، وذلك مما فرضه الاستعمار والاستشراق حتى يحتقر المسلمون تاريخهم وتضعف مكانته في نفوسهم.

وكذلك فإن هناك ازوراراً كبيراً عن المواقف الحاسمة والبطولات الضخمة، وذلك حتى لا ينبهر المسلمون بعظمة أجدادهم، ولا يعرفون حقيقة الدور الذي قاموا به في بناء الحضارة.

وكذلك فإن هناك ازوراراً كبيراً عن المواقف الحاسمة الاجتماعي آثاراً في التاريخ ، ولكن ليس لأحدهما أن يفترض أنه وحده العامل المؤثر؛ وإنما هي في مجموعها عوامل ذات أثر بدرجات متفاوتة، وهناك عامل آخر له أهميته ، ولا ينفصل أبداً في دراسة تاريخ الإسلام هو عامل العقيدة والوحي والنبوة، وإرادة الله العليا التي تتحرك من داخلها إرادة الإنسان ، والتي تفرض وجودها على حركة الكون كله.

وبعد فإننا نتطلع إلى إعادة كتابة تاريخ الإسلام بحرص كبير ونأمل من الغيورين أن يكونوا عوناً لأمتهم لتخرج من دائرة سيطرة الاستشراق والتغريب والغزو الثقافي.

إن المحاولة التي جرت منذ وقت بعيد في سبيل تفسير الإسلام (حركته ودعوته) تفسيراً مادياً صرفاً لا ريب تعجز أشد العجز عن أن تقول الكلمة الفاصلة؛ لأنها تعجز عن أن تستوفي الأبعاد المختلفة، والجوانب المتعددة، حين تضع بينها وبين الحقيقة حجاباً، هذه الحقيقة الممثلة في العوامل النفسية والمعنوية والروحية والفكرية ، وهي عوامل أشد أثراً ، وأبعد عمقاً ، وأكثر أهمية من الجانب المادي الواحد الذي هو أحد جوانب التفسير لا محالة ، ولكنه ليس واحدها وليس أكبر أهمية.

إن التفسير المادي أو الاقتصادي للتاريخ الإسلامي إنما يحاول أن يواجه البحر بإناء من ماء، أو الجنة الفيحاء بفسيلة من حطب.

لقد حاولت كتابات كثيرة في السنوات الأخيرة أن تتمثل الإسلام ، وكأنه ثورة الفقراء ضد الأغنياء فحسب، والحق أن الإسلام ليس ثورة موقوتة ، ولكنه حركة شاملة من حيث الزمن ، ومن حيث المضامين لتغير أشياء كثيرة: تغيير المجتمع ، وتغيير النفس ، وتغيير الأخلاق ، وتغيير الاقتصاد.

ومن هنا فإن الإسلام ليس هو التفسير الاقتصادي ، وليس محمد صلى الله عليه وسلم هو المصلح الاجتماعي أو رسول الحرية، وليس يكفي حين يذكر أن تورد شطر الآية الكريمة (قل إنما أنا بشر) فهذا تزييف؛ فإن الآية تقول (قل إنما أنا بشر يُوحَى إليّ أنَّما إلهكم إلهٌ واحِد).

لقد جاءت كتابات التفسير الاقتصادي ثم المادة متباينة حذرة في (على هامش السيرة وفي الفتنة الكبرى) ثم اتسعت بعد ذلك في (محمد رسول الحرية)، ونمت شبهاتها حتى لقد حرص الكثيرون على أن يربطوا بين هذه الآثار على ما بينها من فروق في الزمن واختلاف في المصادر والموارد، في إدعاء كاذب بأن مثل هذه الكتابات قد حاولت أن تعتمد على الوقائع لا على الخوارق، وقد ظن أصحابها أن المعجزات يمكن أن تسلك فيما يوصف في الغرب بأنه أساطير، ولا ريب أن لرسول الله معجزات غير القرآن، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يجد الطريق سهلاً إلى رسالته ، ولم يجد العرب مستعدين للنهضة فنهض بهم -كما يردد البعض- ومن هنا فإنه في نظرهم لم يكن في حاجة إلى معجزات أو خوارق.

ولا ريب أن هذا الادعاء باطل ، وأن وقائع حياة رسول الله بعد بعثته إلى هجرته خلال ثلاثة عشر عاماً تكشف في وضوح مدى المعاناة والظلم والاضطهاد في عشرات الصور والمواقف، مِما يدهش معه أي باحث كيف واجهت قريشاً والعرب دعوة التوحيد وقاومتها.

ومن هنا نعجب من قول أحدهم حين قال: "ومحمد بهذا ليس في حاجة إلى خارقة تعينه على إقناع الناس بما يقول؛ لأنه بما يقول إنما يستجيب لآمال الناس وأحلامهم".

ولقد تردد هذا القول قديماً في (النثر الفني) وفي بعض كتابات (الشعر الجاهلي) وغيره، وهو من زيف المستشرقين الذين يهدفون به إلى التقليل من عظمة الرسالة الإسلامية.

ولقد واجه العلامة فريد وجدي مثل هذه الشبهة حين قال: "إن قريشاً وهي أرقى القبائل لغة وفهماً ومكانة لم تقبل دعوة النبي إلا رجالاً ونساءً لا يزيد عددهم على بضع عشرات.

ولو كانت قريش أقرب العرب إلى الحضارة لقبلت دعوة محمد بصدر رحب ،وأحلتها المكان اللائق بها ،ونهضت تحت قيادته لجمع كلمة القبائل وإبطال دينهم.

"إن أتباع النبي الأولين اضطهدوا اضطهاداً شديداً حتى هاجروا إلى بلاد الحبشة، وأن الجاهلين كانوا يهزءون بالدعوة للدين وبالداعي إليه، وأن النبي لبث على هذا الحال من الاضطهاد ثلاث عشرة سنة، ولما أنست قريش من النبي الهجرة قررت قتله وأرصدت له، ولما علم أهل مكة بإفلاته اقتفوا أثره، كل هذا ينطق بلسان فصيح أن قريشاً وهي مظنة النجابة والفهم من العرب في ذلك العهد لم تكن (وقد استعدت للملك بعد تطورات عديدة) فإن المجتمع الذي يقاتل الداعي للتجديد والنهوض بهذا النفور ،ويصبر عليه ثلاثة وعشرين سنة لا يزداد بعدها إلا عناداً وتشدداً لا يمكن أن يوصف بأنه مجتمع كان مستعداً للنهوض ،وأنه سرعان ما نهض مع النبي صلى الله عليه وسلم ..

كذلك فإن قريشاً لم ترفض الإسلام لأنه يقضي على نفوذها الاقتصادي وحده، ولكنها كانت تعلم أنه قضاء على كيانها الفكري والاجتماعي والديني جميعاً.

ومن هناك كان خطأ القائلين بالتفسير الاقتصادي، ذلك أن الأديان السماوية إنما تغير المجتمع كلية ومن الأساس، وهي حين تقصد أول ما تقصد فإنما تبني النفس الإنسانية ، وتشكلها تشكيلاً جديداً فيه صمود وصبر وقدرة على مواجهة الاضطهاد واحتمال البلاء ،وتهيئها لعمل كبير توهب فيه الأرواح والنفوس ، ويجل عن المعاني المادية.

ومن هناك كانت دهشة المستشرقين وغيرهم لعظمة الفتح الإسلامي الذي صنعه هؤلاء الذين بناهم محمد في خلال ثلاثة عشر عاماً في مكة ، وغير بهم الدنيا كلها ، وليس جزيرة العرب وحدها، لقد نظروا إلى هذا الفتح الذي تم في خلال بضع وسبعين سنة على أنه معجزة لم تفسر: نعم كانت تعرف قريشاً أن معارضة محمد لهم لن تفقدهم نفوذهم الاقتصادي ، ولكنها ستلغي كيانهم إلغاءً كاملاً بكل فكره وماضيه ومواقفه الاجتماعية والأدبية.

إنه تغيير جذري ليس الاقتصاد إلا جانب منه، تغيير في نظام الموءودة وزواج الأخت في العلاقة بين الأهل وفي القضاء (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) كان القوي إذا أذنب تركوه ، وإذا أذنب الضعيف أقاموا عليه الحد، الله تبارك وتعالى هو المشرع، تجريد الفرد من سلطانه ومن الخضوع لمقاييس الهوى، مقاييس جديدة ربانية لكل الأمور.

موقف جديد بالنسبة للقيم الكبرى: الحرب والعلم والكرم، فهي ليست موجهة للظهور أو الاستعلاء أو الجاه؛ ولكنها موجهة لله وحده، شعار لا إله إلا الله يغير المجتمع كله ، ويغير النفس الإنسانية على مختلف المستويات الدينية والاجتماعية والفكرية والنفسية والأخلاقية، ليست حركة طبقة ضد طبقة، ولا ثورة الفقراء على الأغنياء؛ فقد اشتركت فيها الطبقات ،واشترك فيها الأغنياء والفقراء، وخرج الأغنياء عن مالهم، وخرج الأبناء عن آباءهم وأنكروا ترفهم وفجورهم.

ويبدو ذلك واضحاً في لقاء المشركين للنبي: إن كنتَ تريد ملكاً ملكناك علينا، وإن كنتَ تريد مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وتكون إجابة الرسول هي منطلق تفسير الإسلام: (والله يا عم: لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه: ما تركته).

ولم يكن موقف الرسول موقف المزايدة أو الموائمة أو الالتقاء في منتصف الطريق؛ بل كان حاسماً ، وكان رفضه لقيم المجتمع القديمة صريحة، أما ما أقره الإسلام من قيم الجاهلية، فكان من أنقاها، وتلك هي بقايا دين إبراهيم مِما لا يتعارض مع التوحيد.

وكان أبرز ما في دعوة الإسلام بناء الرجال على الصمود والصبر والجلد وعزلهم عن مجتمع الجاهلية بمختلف ألوان فجوره، حيث أجرى الإسلام تغييرهم من أعلى الرأس إلى أخمص القدم (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

كانت دعوة الإسلام مفاصلة بين الله وحده وبين الأهل والولد و متاع الحياة كله، ولذلك فإن عدد الداخلين فيها كان قليلاً، وكانت المحن تتوالى لتصفية هذا القليل ودحر صلابة عوده.

كان الإسلام يستهدف بناء إنسان في سبيل فكره، ليس له في الدنيا نهمة ولا مطمع إلا أن يقدم روحه خالصة لله.

ومن هنا تعجز مقاييس التفسير المادي للتاريخ أو التفسير الاقتصادي للتاريخ أن تحيط بذلك كله ، وأن تعرف الفرق بين هذه القيم المعنوية التي لا تقاس بالمقاييس المحسوسة.

وإذا كانت هذه القيم المعنوية لا تقاس؛ لأنها ليست مادية محسوسة، فإنها تستطيع أن تكشف عن نفسها بآثارها، إن آثارها التي أنتجتها ،والتي يقف أمامها أصحاب المنهج المادي واجمين عاجزين هو الدليل عليها.

"ليس من المنهج العلمي الحق أن ينكر وجود القيم المعنوية أو الروحية أو النفسية لمجرد أنه لا يمكن أن يلمسها أو يراها، كما تلمس أو ترى الأشياء المادية فإن الأثر الذي تحدثه ينهض دليلاً محسوساً على وجودها".

إن المقاييس المادية والاقتصادية لتعجز أن تفسير كيف يبكي العائدون من الغزوات لأنهم لم يستشهدوا، ولا الذين لقوا لآبائهم في صفوف الكفار فقتلوهم، ولا الذين هاجروا وتركوا أموالهم وأولادهم ، واستأنفوا حياتهم في المدينة بدينار اقترضوه، ولا يستطيعون أن يفسروا كيف تنكسف الشمس يوم موت إبراهيم بن النبي، ثم يقف النبي فيعلن أن الشمس لا تنكسف لموت أحد، أو أن يقف النبي في حجة الوداع فيقول : إنه يلغي كل الربا ويضعه، وأول ربا يضعه تحت قدميه هو ربا عمه العباس بن عبد المطلب"، أو يقول "والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"، أو أن توضع الحجارة المحماة على صدر بلال فلا يزيده ذلك إلا أن يقول: أحد أحد.

كل هذا يعجز عن تفسيره المذهب المادي والمذهب الاقتصادي.

لقد كانت دعوة الإسلام شاملة تعجز عنها تفسيرات مذاهب الماديين، ويصدق في هذا نموذجان من القول:

أما أحدهما فقول فيليب حتي: "لم يسجل التاريخ أن رجلاً واحداً سوى النبي محمد كان صاحب رسالة، وباني أمة ومؤسس دولة، هذه الثلاثة التي قام بها محمد كانت في نشأتها وحدة متلاحمة لا يمكن أن تنفصم الواحدة منها عن الأخرى، وكانت إلى حد ما متوافقة يشد بعضها أزر بعض، وكان الدين من بينها على مدى التاريخ القوة الواحدة، وكان أبقاها زمناً حتى إذا رحت تعد الناس في العالم اليوم وجدت أن السابع أو الثامن منهم يدعو نفسه مسلماً".

أما النص الثاني فهو قول: الأستاذ تريتون في كتابه "الإسلام عقيدته وعبادته": "إذا صح في العقول أن التفسير المادي يمكن أن يكون صالحاً في تعليل بعض الظواهر التاريخية الكبرى وبيان أسباب قيام الدول وسقوطها، فإن هذا التفسير المادي يفشل فشلاً ذريعاً حين يرغب في أن يعلل وحدة العرب وغلبتهم على غيرهم وقيام حضارتهم واتساع رقعتهم وثبات أقدامهم، فلم يبق أمام المؤرخين إلا أن ينظروا في العلة الصحيحة لهذه الظاهرة ، فيرى أنها تقع في هذا الشيء الجديد: ألا وهو الإسلام" ..

ويقول ولفرد كانتول سميث في موقف الأمم المختلفة من تفسير التاريخ: "الرجل الهندي لا يأبه للتاريخ ولا يحس بوجوده؛ فالهندي مشغول بعالم الروح ، ومن ثم فكل شيء في عالم الفناء المحدود لا قيمة له عنده ولا زون، أما المسيحي فيعيش بشخصية مزدوجة أو في عالمين منفصلين لا يربط بينهما رباط والمثل الأعلى عنده غير قابل للتطبيق ، والواقع البشري المطبق في الأرض منقطع عن المثل الأعلى.

أما الماركسي فهو قوي الإيمان بحتمية التاريخ، بمعنى أن كل خطوة تؤدي إلى الخطوة التالية، فهو لا يؤمن إلا بهذا العالم المحسوس، بل لا يؤمن إلا بالمذهب الماركسي ، وكل ما عداه باطل، والماركسي يتبع عجلة التاريخ ولكنه لا يوجهها.

أما المسلم فإنه يحس بالتاريخ إحساساً جاداً، إنه يؤمن بتحقيق ملكوت الله في الأرض، يؤمن بأن الله قد وضع نظاماً واقعياً عملياً يسير البشر في الأرض على مقتضاه، ويحاولون دائماً أن يصوغوا واقع الأرض في إطاره، ومن ثم فهو يعيش كل عمل فردي أو جماعي، وكل شعور فردي أو جماعي بمقدار قربه أو بعده من واقع الأرض لأنه قابل للتحقيق" ..

خطأ التفسير المادي لحياة الرسول :

هناك محاولة مستمرة منذ أربعين عاماً تحاول أن تفسر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وتاريخ الإسلام تفسيراً اقتصادياً أو مادياً، وهي ترمي من ذلك إلى أن تجعل من حياة الرسول بطولة عربية أو بطولة إقليمية أو بطولة أمة أو عبقرية أو دعوة إلى الحرية.

بدأت هذه المحاولات بكتابات عن حياة الرسول مجردة من المعجزات، محاولة أن تفسر جوانب الوحي وما يتصل بكثير نواميس الكون وقوانينه تفسيراً مجازياً أو منامياً، أو غير ذلك، ثم اتسع نطاق هذه المحاولات فوصفت حياة الرسول بأنها بطولة أو زعامة، ولا ريب أن الهدف من نفي النبوة هو مقدمة لنفي الألوهية.

وأن الهدف من نفي النبوة هو إنكار الوحي ،وبالتالي إنكار رسالة السماء جملة ،ومن هنا جاءت المحاولات المتعددة لوصف البطولة الإنسانية ،ووضع مقوماتها على نحو مختلف كل الاختلاف عن النبوة التي يختار الله تبارك وتعالى من يشاء لها من عباده ويعده في الأصلاب والأرحام جيلاً من بعد جيل.

1- فإذا تقررت في نظر الناس قوانين معينة للبطولة الفردية البشرية أمكن الطعن في النبوة؛ لأن هذه القوانين لا تتفق مع تقديرات الله التي تعلو على القوانين وتأخذ طابع المعجزات.

فالبطل في النظرية المادية، لابد أن يصدر عن أسرة موسرة، وعن ثقافة عالية، وعن أبوة حكيمة، أما بيئات الفقراء والأيتام والأميين فهي لا تصلح لإخراج البطل.

بينما تنقض النبوة هذه النظرية المادية نقضاً كاملاً ، وتكشف عن كذبها وتضليلها ، وتكشف عن قدرة الله في إغناء النبي بعد فقره وتعليمه وهدايته بعد أمية وإيوائه بعد يُتم، وفي هذا معنى المعجزة الإلهية التي تنكرها نظرية البطولة الغربية الوافدة.

2- والإسلام يقرر المعجزة، وهي الأمر الخارق الذي يحصل على يد نبي مرسل؛ تأكيداً لصدق نبوته، وليس في المعجزات منافاة للعلم المادي؛ وإنما هناك قصور من أجهزة العقل والإدراك عن معرفة الأسباب التي انعقدت لها المعجزة، فضلاً عن إيمان المسلم بأن الله تبارك وتعالى هو صانع السنن والنواميس والقوانين وهو وحده القادر على خرقها على النحو الذي كشفت عنه الكثير من المواقف مع الأنبياء، كالولادة لهم بعد سن الكبر للرجال واليأس للزوجة، والولادة من غير أب كما حدث للسيد المسيح عيسى بن مريم، وكتجريد النار من خاصية الحريق كما حدث لسيدنا إبراهيم، أو تجريد الخنجر من خاصية الذبح كما حدث لسيدنا إسماعيل، وهكذا ..

وتعرف المعجزة في علم المصطلحات الإسلامية بأنها حقيقة تخالف القواعد العامة ، وتعارض المجرى العادي للحوادث، وسببها فوق إدراك البشر، وهي حقيقة تتحدى كل مَن يرتاب فيها.

وفي مقدمة المعجزات معجزة القرآن فهي معجزة قائمة أبد الدهر، تمتاز عن معجزات الرسل والأنبياء بأنها باقية، ومعجزة القرآن إنما تمثل في مطابقته الدائمة لحقائق الماضي والحاضر والمستقبل، وصدق تحدياته للبش في عجزهم عن معارضته، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وفي الآيات التي أثبتتها ما تزال قائمة، تعجز الملوك والدول والأمم عن مواجهتها، وما تزال قائمة، تعجز الملوك والدول والأمم عن مواجهتها.

3- من ناحية أخرى فإن النبوة ضرورة أساسية للحياة البشرية وبناء الإنسان الفكرى والاجتماعي؛ فهي التي تحسم عشرات القضايا المصيرية التي تبقي بلا جواب عندما تقوم الريبة والشك في حقيقة الوحي.

إن الوحي هو الذي يضع النقاط على الحروف في تلك الشبهات التي تثير عوامل القلق والتمزق والصراع النفسي الذي يواجه الآن مجموعة الأمم التي ألحدت وفصلت ما بينها وبين نور الله.

4- إن عجز العقل عن فهم الغيبيات وما يتصل بها يكشف عن ضرورة الوحي والنبوة، فالعقل غير كاف وحده وغير قادر وحده، "والوحي يعاضد العقل ، ويؤكد حكمه ويجعله موثوقاً فيما يصل العقل إلى معرفته ، فيكونا دليلين على مدلول واحد يرشد العقل ويهديه فيما لا يستقل بمعرفته مثل المعاد ، ويكشف عن وجود الأشياء التي لا يدرك العقل كنهها ومنهجها".

وقد التقى الوحي والعقل في القرآن لأول مرة في الفكر الإنساني والإسلام وأهله يؤمنون بأن المعرفة الإنسانية ليست قاصرة على معطيات الحس، وعلى حد تعبير الشيخ محمد عبده وقد نقلناه عنه "قد يعرض الدين شيئاً يتجاوز حدود الفهم، ولكن لا يعرض شيئاً يتجاوز حدود الإدراك مطلقاً".

5- ولقد امتدت النظرية الوافدة في البطولة والوحي والنبوة إلى القول بأن القرآن انطباع في نفس محمد صلى الله عليه وسلم.

وهو ليس كذلك أبداً؛ فهناك فارق واضح وعميق بين كلام النبي محمد ونظم القرآن الكريم يعرفه أهل البيان واللغة، ويعرفون أبعاده ومداه.

وليس صحيحاً أن القرآن فيض من العقل الباطن في محاولة دعوة الإشادة بعبقرية محمد وألمعيته وصفاء نفسه، ولا ريب أن لمحمد كل صفات السمو النفسي، ولكنه وصفه بالنبي نسبة إلى الوحي الإلهي هي أكبر معطياته.

ومثل هذا القول إنما يرمي إلى محاولة خادعة لقطع الصلة بين المسلمين والقرآن؛ فإنه إن كان كلام محمد كان من عمل البشر ، وبذلك يفقد معناه الأسمى وجلاله الأعظم ويفقد "ثباته" الذي يعطيه تلك القدرة الضخمة على أن يكون الأساس الذي يرتبط به كل فكر والقاعدة التي يمتد عليها كل بناء والإطار الذي تجري فيه كل حركة، وهناك أدلة كثيرة تدحض هذه الدعوة، وأبسطها "أن محمداً كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، فمن الذي أطلعه على أن ما في القرآن مصدق لما في التوراة" "وكان علمه بشئون قومه لا يزيد على علم غيره" فمن الذي أطلعه على تاريخ الأمم وقصص الأولين.

(وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطِلون).

6- ولقد جلى الباحثون المسلمون ظاهرة الوحي: وأكدوا "أنها ليست ظاهرة نفسية داخلية تنبعث من كيانه صلى الله عليه وسلم؛ وإنما هي حقيقة خارجية عن ذاته استقبلها من خارج كيانه، كما ينطق بذلك حديث بدء الوحي ومشاهد أخرى".

"وإنما رأى محترفو الغزو الفكري في (ظاهرة الوحي): المنبع الأول للحقائق الدينية والكليات الاعتقادية ،ورأوا أنهم إذا استطاعوا تكدير صفاء هذا المعين الأول أمكنهم تكدير صفاء كل ما يتفرع منه واقتحام أسباب الدس والتشويش عليه.

"من أجل هذا زعم بعضهم أن الوحي في حياته صلى الله عليه وسلم إنما كان نوعاً من الإلهام الخفي، وزعم آخرون أن ذلك كان إشراقاً روحياً معيناً ، وأصرت جماعة أخرى على أنه كان يصاب بالصرع".

"والعجيب الرائع حقاً في حياته صلى الله عليه وسلم أن أمر الوحي له قام على أسس وحقائق تصفع هذه الأوهام صفعات تلقيها في متاهات الحمق والجنون".

7- ولقد تواجه الفلسفات الغربية حقيقة النبوة وظاهرة الوحي فتصفها بأنها وصاية على الإنسان الذي بلغ رشده وأصبح في غير حاجة إلى وصاية ما.

وذلك قوة من الزيف المسرف في إحسان الظن بالبشرية.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

شموخ في زمن الانكسار : هدية الشاعر أبي رواحة لمركز دماج منارة الإسلام وقلعته الشامخة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ,
أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمن منَّة الله أن تقضَّل عليَّ بزيارة مركز دارالحديث بدماج الخير حرسها الله من كل رافضي خبيث أو حزبي نكيث
كان الوصول إليها في ظهيرة يوم الاثنين الموافق
23/12/1431هـ

بعد أن غبت عن زيارتها قرابة ثلاث سنوات , وهي أطول فترة أغيبها عن تلك القلعة الشامخة
ولسان حالي كما كان لسان حال شيخنا الإمام الوادعي رحمه لما تأخر عن طلابه وهو بالمملكة , متمثلاً قولَ الاول :

فوالله ما فارقتكم قالياً لكم * * * ولكن ما يقضى فسوف يكون

فكان من البر بها زيارتها والسؤال عن حالها والوقوف على أطلالها , والإشادة بشموخها
والإستفادة من شيخنا المفضال الحبيب يحي بن علي الحجوري وفقه الله
فقد عرضتُ عليه بعض الرسائل العلمية فأعظم إفادتي وأكرم وفادتي .
أصلح الله ذريته وأحسن عاقبته

وإليكم معاشرَ القراء تلكم القصيدة التي قرأتها على مسامع طلبة العلم بدماج , مشيراً إلى أنها لم تكن مكتملة حال إلقائها , وهي الآن في أبها حلة بعد إكمالها والتعليق عليها

شموخ في زمن الانكسار

إنـي وقفـتُ ونبع الشعر سَلسال[1] * * * ولـي بـدمـاجَ آثــار وأطلالُ
أجدِّد الحـبَّ شِعـراً فـي مرابعها * * * وكم بـدماج غيث الشِعـر هطَّالُ
فقـد وطئـت ثـراها شاعراً ذرِبا[2]ً * * * أذودُ عـن عِـرْضها بالحـق قوَّالُ
فـإنَّ نهـري عـريض في روافده * * * لازال يعطي وبالخيرات مِـرْسـالُ[3]
وإنَّ نهـري عتيـقٌ فـي مبادئه * * * لا زال يمضي وإنْ قـدْ قيل ما قالوا
ما خنتُ دماجَ لا حِـلاً ولا سفَراً * * * لكـنَّ ظلـمَ الأعادي صار ينهالُ

أهل الفِرى حينما ضاقتْ صدورُهم * * * بحـبِّ دمـاجَ فانقـادوا لمن غالوا
حباً لدماج هاج الشِّعر في خَلَدي * * * والشوق يـدفعني والبـُعْـد قتَّـالُ

بِـراً بها زرتُ هـذا اليوم مركزَها * * * وليس شأنَ الذي[4] عقُّوا ومن مالوا
ولا أزال سأمضي نحـوَها قُدُمـاً * * * لأنَّـها الأمُّ والطـلابُ أشبال

دمـاجُ يا قلعةَ الإسـلام شامخـةً * * * يا قـرةَ العيـن فيـك العلم منثالُ[5]

دمـاجُ يا درةً فـي الأفْق لامعـةً * * * يـاكم تخـرَّجَ مـن علياك أبطالُ

من دافعوا عنك في سرٍّ وفـي علَنٍ * * * لم يفعلوا فعْـل من ساءتْ به الحالُ

أعني الذين إذا ما جـاء ذكْرُكِ في * * * مجـالسٍ لهـم قامـوا وقـد بالوا

لكنّ َثمَّ رجالاً إنْ ذكِـرْتِ لهـم * * * طابـتْ نفـوسُهم والشوقُ أرسالُ

واستنشقوا روضَك الفوَّاحَ واندفعوا * * * إليكِ تحدوهم فـي السير آمـالُ

أُواه دماجُ ياكم فيـك مـن طلَلٍ * * * آثـارُه لم تـزلْ تجنيـه أجيـالُ

أُواه دماج ياكم فيـك مـن بطَلٍ * * * يعظِّـم العلـمَ لكـنْ ليس يختالُ

فـأنتِ دمـاجُ بالتعليـم حـافلةٌ * * * مـرادُكِ الحـقُّ لم تحجـزْك أمـوالُ

فالحـقُّ مشتهِـرٌ والعلْـم منهمِـرٌ * * * والنهـجُ منتصِـرٌ والخـيرُ هطَّالُ

فلتشمخي يا رُبـا دمـاج في زمَنٍ * * * يـرضى الهـزيمـةَ أشياخٌ وأطفالُ

ولتشمخي يا رُبـا دمـاج عـاليةً * * * فالانكسـارُ غدا عنوانَ من مالوا

فإنَّ فيـك الحجوري حـارسٌ يقِظٌ * * * يبـدِّد الشـرَّ لا يثْنيـه عُـذَّالُ

يـذمُّ كل َّ عُلـوج الزيغ , في يده * * * سيـفٌ صقيـلٌ لأهل البغي قتَّالُ

فاللهُ يحفـظُ دمَّـاجـاً وقائدَهـا * * * مِـن كـلِّ سوءٍ ومَن للخير يغتالُ

كان الفراغ منها قبل غروب شمس يوم الأربعاء
الموافق25/12/1431هـ
بقلم الشاعر أبي رواحة الموري
وفقه الله
بدماج الخير حرسها الله
وقريباً تسمعون بإذن الله المادة الصوتية للقصيدة متوجةً بتعليق الشيخ يحي بن علي الحجوري حفظه الله

الحواشي

[1] – ماء سَلْسَلٌ و سَلْسَالٌ و سُلاسِلٌ بالضم سهل الدخول في الحلق لعذوبته وصفائه . مختار الصحاح – (1 / 326)

[2] – ذرب : الذَّرِبُ : الحادُّ من كُلِّ شَيْءٍ . المحيط في اللغة – (10 / 76)

[3] – المِرْسال الناقة السهلة السير وإِبِل مَراسيلُ وفي قصيد كعب بن زهير أَضحت سُعادُ بأَرض لا يُبَلِّغها إِلا العِتاقُ النَّجيبات المَراسِيل , المَراسِيل جمع مِرْسال وهي السريعة السير . لسان العرب – (11 / 281)

[4] – على حدِّ قول القائل : يارب عبس لا تبارك في أحد * * * في قائم منهم ولا فيمن قعد
إلا الذي كانوا بأطراف المسد

[5] و ( انْثَالَ ) البرّ انثيالا انصبّ بمرة وهو انفعال و ( انْثَالَ ) الناس عليه من كلّ وجه اجتمعوا . المصباح المنير – (1 / 8
وانثال : انصب وانهال ويقال انثال عليه الناس اجتمعوا وأتوه من كل ناحية وانثالت عليه الأفكار تتابعت فلم يدر بأيها يبدأ وانثالت عليه العبارات تتابعت وكثرت فلم يدر بأيها ينطق . المعجم الوسيط ـ موافق للمطبوع – (1 / 102)


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من شعر التفعيلة. مع مثال لهذا النوع

السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :

فمن مثارات الجدل في الساحة الأدبية ما يسمى بــ ( شعر التفعيلة ) ، وهو نوع من الشعر لا يلتزم فيه كاتبه بالأوزان الشعرية المعروفة ، والناس فيه ما بين مؤيدٍ ومعارض ، وقد وقفت على كلامٍ نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية يصلح أن يكون رافداً لرأي المعارضين

قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (32/252 ) وهو يتكلم على بعض الأزجال التي انتشرت في عصره :” الوجه الثالث : أن هذا الكلام الموزون كلامٌ فاسدٌ مفرداً أو مركباً لأنهم غيروا فيه كلام العرب ، وبدلوه ، بقولهم : ماعوا وبدوا وعدوا . وأمثال ذلك مما تمجه القلوب والأسماع ، وتنفر عنه العقول والطباع .

وأما (( مركباته )) فإنه ليس من أوزان العرب ، ولا هو من جنس الشعر ولا من أبحره الستة عشر ، ولا من جنس الأسجاع والرسائل والخطب .

ومعلومٌ أن (( تعلم العربية ، وتعليم العربية )) فرضٌ على الكفاية ، وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن . فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي ، ونصلح الألسنة المائلة عنه ، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة ، والإقتداء بالعرب في خطابها . فلو ترك الناس على لحنهم كان نقصاً وعيباً ، فكيف إذا جاء قومٌ إلى الألسنة العربية المستقيمة ، والأوزان القويمة : فأفسدوها بمثل هذا المفردات والأوزان المفسدة للسان ، الناقلة عن العربية العرباء إلى أنواع الهذيان ، الذي لا يهذي به الأقوم من الأعاجم الطماطم الصميان “

أقول : رحم الله شيخ الإسلام وكلامه هذا عظيمٌ في أهمية الحفاظ على العربية ، وتعلمها على نسقٍ سلفي أصيل ، للوصول بذلك إلى الفهم الصحيح للكتاب والسنة وأقاويل السلف.ا.ه
منقول
ويوضح هذا في أمثال هذا الشعر الذي تمجه القلوب والأسماع ، وتنفر عنه العقول والطباع .

,
,
,
إنما الحيزبون والدردبيسُ* *والطخا والنقاخ والعلطبيسُ
والغطاريس والشقحطب والصقب** والحربصيص والعيطموسُ
والحراجيج والعفنقس والعفلق** والطرفسان والعطسطوسُ
لغةٌ تنفر المسامع منها** حين تروى وتشمئز النفوسُ
وقبيح أن يسلك النافر الوحشي** منها ويترك المأنوسُ
إن قولي هذا كثيب قديم** هو قولي عقنقل قدموسُ
إن خير الألفاظ ما أطرب السامع** منه وطاب الجليسُ
إنما هذه القلوب حديد** ولذيذ الألفاظ مغناطيسُ

؟
؟
؟


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

الفرق بين السَنَة والعَامْ في الإسلام .

السَنةُ : إن دلت فإنما تدل على الشؤم وهي 12شهرا من عدم الإستقرار والخوف لأنها تعتبر حقبة ليس بها خير ، لذا فنحن عندما نسأل أحد الإخوة كم عمرك ؟ فإنه سيجيب مثلا 30سنة وهذا خطأ بل يجب عليه القول 30 عام ومن هنا نرجع إلى إلى كتاب الله
قال تعالى {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف130
وفي هذه الأية نجد السنين: تدل على العذاب ومعناها هنا الجُدُوبُ والقُحُوطْ
قال تعالى {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ }يوسف47
وكذلك هنا تدل على السنوات التي سوف تمر على قوم يوسف عليه السلام
قال تعالى {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً }الكهف11
وهنا تدل على انهم 309 من السنين وهم نائمون وبعيدين عن العيش والإحتكاك ، بالناس وهذا لكي ينقضهم الله من وحشية قومهم أي: أن الله أبعدهم عن قومهم بنومهم كل هذه السنوات
قال تعالى {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى }طه40 وهنا تدل الاية على أن موسى عنى في هذه السنوات من البلاء…
قال تعالى {فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ }الروم4
أي أن الروم سوف تغلب في هذه السنوات وهذا يدل على الحرب والحرب ليست بالخير
العَامْ : هو الخير ولهذا يجب القول أن أبلغ من العمر 30عاما ليس سنة مادمنا مسلمين
قال تعالى {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة259
العام هنا : فيه خير أي أن الله أماته مءة عام لكي يذكره بقدرة الله على إعادة الخلق والإحياء
قال تعالى {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }التوبة126
وهنا العام فيه خير لأنه يفتن فيه الناس ثم يتوبون في نفس هذا العام ويذكرون الله
إعذروني على عدم التعمق أكثر فأكثر في أقوال العرب والصالحين في التفرقة بين السنة والعام لضيق الوقت وكثرة الأعمال والحمد لله

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

اللغة العربية من شعائر الإسلام

(1) قبل الإسلام
إن علوم اللغة حكاية للغات القبائل العربية المختارة للاستشهاد؛ لذا فالتعليل الوحيد الحقيقي لأية ظاهرة لغوية هو نطق العرب، لكن الأحكام العلمية هي نتيجة تحليل العلماء لها. وبنود البطاقة التالية تفصيل لهذا الإجمال:
1- الاسم: علوم اللغة العربية.
2- التعريف: يختلف كل علم حسب سياقه، ويعرف حسبه كالنحو والصرف والبيان والعروض و…
3- الواضع: بحسب الوجود الحقيقي استعمال القبائل العربية، وبحسب القواعد العلمية المدروسة العلماء بالجمع والوصف والتحليل والتصنيف واستنباط قواعد كل علم بما يتوافق مع الوادر عن العرب.
4- الاستمداد: لغة القبائل العربية كتميم، وهذيل، وثقيف، و…
5- الحكمة: الإبقاء على لغات العرب لنزول القرآن بها.
6- الحكم: وجوب حكاية هذه اللغات بالكيفيات الواردة عن العرب لنزول القرآن بها.
7- الموضوع: لغات العرب وخصائصها في كل العلوم.
8- الثمرة: نقل لغات لعرب لفهم القرآن.
9- النسبة: علوم عربية.
10- الفضل: في منتهى الفضل لتعلقها بفهم القرآن الكريم.

(2) وجاء الإسلام
أ- القرآن الكريم
قال تعالى في سورة يوسف: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}. وقال في سورة الرعد: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37)}. وقال في سورة طه: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)}.
وقال في سورة الزمر: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)}. وقال في سورة فصلت: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)}. وقال في سورة الشورى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)}. وقال في سورة الزخرف: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}. وقال في سورة الأحقاف: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)}.
ب- الحديث الشريف
صحيح مسلم: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ جَمِيعًا عَنْ الْوَلِيدِ قَالَ ابْنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ.

مسند أحمد: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ


التصنيفات
الشعر والنثر

أختاه يا بنت الإسلام

أختاه يا بنت الإسلام

أختاه يا بنت الإسلام تحشمــــــــي **لا ترفعي عنك الخمار فتندمــــــي

صوني جمالك إن أردت كرامـــــة **كي لا يصول عليك أدنى ضيغمي

لا تعرضي عن هدي ربك ساعـــة** عضي عليه مدى الحياة لتغنـــــمي

ماكان ربــك جائرا في شرعـــــــه **فاستمسكي بعراه حتى تسلــــــمي

ودعي هراء القائـــلين سفاهــــــــة **إن التقدم في السفور الأعجــــــمي

إيــــاك إيــــاك الخداع بقولـــــــهم** سمراء يا ذات الجمال تقدمــــــــي

إن الذيـــــن تبرءوا عن ديـــــــنهم** فهم يبيعون العفاف بدرهـــــــــــم

حــلل التبرج إن أردت رخيصــــة **أما العفاف فدونه سفك الـــــــــــدم

بنت الإســــلام ما أرى لك شيمـــة **هذا التبرج يافتاة تكلـــــــــــــــــمي

حسنـــــاء يا ذات الدلال فإننــــــي** أخشى عليك من الخبيث المحــــرم

لا تعرضي هذا الجمال على الورى **إلا لزوج أو قريب محـــــــــــــــرم

لا ترسلي الشعر الحرير مرجـــــلا** فالناس حولك كالذئاب الحــــــــــوم

لا تمنـــــحي المستغربين تبسمـــــا** إلا إبتسامة كاشر متجــــــــــــــــهم

أنــا لا أحبــذا أن أراك طليقـــــــــة** شرقا و غربا في الجنوب ومشامي

أنـــا لا أريــد أن أراك جهولــــــــة** إن الجهالة مرة كالعلقــــــــــــــــــم

فتعلمــــــي وتثقفــــــي وتنـــــوري **والحق يا أختاه أن تتعلمـــــــــــــــي

لكنــــــــي أمســـي وأصبــــح قائل**ا أختاه يا بنت الإسلام تحشمــــــــــي


أين ردووووووووووووووووووووووووووووودكم

ومااااااااااااااااا رأيكم في القصيدة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


قصيدة رائعة
شكرا

وأخيييرا العفو نورتي الموضوع بإشراقتك الحلوة

موضوع قمة في الروعة

تعليم_الجزائر