التصنيفات
الأدب و اللغة العربية السنة الثانية ثانوي

الحكمة و الفلسفة في الشعر


هو أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي ولد سنة 915م 303هـ ، من كبار شعراء العرب ، ولد في الكوفة و اشتهر بحدة الذكاء، تجول في الشام و العراق ، كان شاعرا لسيف الدولة ، كان متكبرا شجاعا طموحا محبا للمغامرات . في شعره تعصب للعروبة ، و تشاؤم و افتخار بنفسه ، أفضل شعره في الحكمة و فلسفة الحياة ووصف المعارك على صياغة قويّة محكمة .
قتل و هو في طريق عودته إلى العراق سنة 965م 354هـ .
له ديوان شعر يجمع أهم الأغراض الشّعرية المعروفة ، المدح ، الرّثاء ، الهجاء ، الغزل ، الوصف و الحكمة شرحه طائفة من كبار الأدباء كابن جني ، و أبي العلاء المعري و الو احدي و العكبري و الشيخ إبراهيم اليازجي .
أثـري رصيـدي اللّغوي عنانا :أهمنا وشغل بلنا .تولوا :ذهبوا وزالوا , ريب الدّهر :حوادثه ، سنانا رأس الرمح , نصله, قطعة حادة توضع في رأسه .كالحات :عابسات الوجه . غصة: الغُصَّةُ، بالضم: الشَّجا ،ج: غُصَصٌ، وما اعْتَرَضَ في الحَلْقِ فَأَشْرَقَ.

[color="rgb(0, 255, 255)"]أكتشـف معطيات النـّــص[/color]
ما موقف النّاس من الدنيا ؟ الارتباط و الاهتمام بها.
ما مدى تعلق الناس بالدنيا؟ تعلق شديد
هل حقق النّاس كل أمانيهم؟ و منهم من مات بغصته
هل وجـد النّاس السعادة المطلقة في هذه الدنيا؟ ومنهم من تبخرت أمانيه
ما مصدر هذه المصائب التي يعاني منها البشر؟ تقلبات الدّهر و مصائب الدّنيا.
ما الدوافع التي جعلت الناس ينكلون ببعضهم البعض ؟ طمعهم في البقاء و عدواتهم على حطام الحياة الفانية و ما تريده أنفسهم من جاهها.
ما مصير الإنسان في هذه الدنيا ؟ البقاء للّه.
ما مصير كل من الشجاع و الجبان؟ الأمر سيّان غير أنّ موت الشّجاع أفضل وأغلى من موت الجبان

أناقـش معطيات النّـــص
بم يوحي الفعل "صحب"في مطلع القصيدة؟ الملازمة
ما الأسباب التي جعلت النّاس يعانون في الدّنيا؟ القضاء و ما حمّل الدهر من نوائبه.
ما مدلول لفظة "غصة" في البيت الثاني؟ من لم يبلغ في الدّنيا مراده و أمله و مات بغصته.
للإنسان في المأساة التي يعيشها يدّ ، وضّح. و ما طمعه و جوره و استعلاؤه و ماديته إلا لذلك
ما العبرة التي تستخلصها من حكم الأبيات 3 الأولى؟ الحياة درس خذ منها و تعلم كسب الآخرة.
لأيّ شيء يدعو الشّاعر في الأبيات (7– 8– 9) الموت حق و الموت على مبدأ الرجّولة أعظم.
يقول الشّاعر " عش عزيزا أو مت و أنت كريم " البيت التاسع
أيّ الأبيات يتجلى فيها هذا المعنى؟ البيت السابع و الثامن
هل ترى علاقة بين هذه الحكمة و نفسية المتنبي؟ من أين استمدها؟ و ما قول الحكيم إلا دوافع نفسية ، و قيل أنّ مقتل المتنبي فيه عراك مع قُطاع الطرق و مات شجاعا هو كذلك. و استمدها من نظرته المتفحصة لخبايا للحياة.
في البيت 2، و 3 صورتان بينيتان. أكشف عنهما مبيّنا أثرهما في المعنى.
وَتَوَلَّوا بِغُصَّةٍ : كناية عن الخيبة أي ذهبوا بالشّر و الهمّ و فارقوا الحياة على هذا النحو.
رُبَّما تُحسِنُ الصَنيعَ لَياليهِ :استعارة مكنية الليالي لا تحسن الصنيع فجسدها في صورة المحسوس و أبقى على منا يشير للمحذوف (الإنسان).

أحدّد بناء النـــّــص
ما نمط النّص؟ و ما خصائصه؟ علّل. حجاجي. توظيف الحجج والبراهين والأمثلة من الواقع،و اعتماده الصبغة العقلية ، و الروابط المنطقية.
النّص يكاد يخلو من العواطف. علّل. يخاطب العقول لا القلوب و لغة العقل أبعد من ذاتية القلب.
ما المخاطب في هذا النّص: العقل أم القلب؟ العقل انطلاقا من المنطق.
يتجلى تأثر المتنبي بالمنطق وضّح. الحياة فانية و البقاء للواحد الأحد.( كلّ ما عليها فان )
اشرح البيت الخامس مبديا رأيك فيه،إلى أي مدى ينطبق هذا البيت على عصرنا هذا.
القناة عود الرمح و السّنان زجه الذي يطعن به. يقول: إذا انتبذت الزمان للإساءة بما جبل عليه صارت عداوة المعادي مددا لقصده نحوك ، فجعل القناة مثلا لما في طبع الزمان و جعل السنان مثلا للعداوة.
أتفحــص الاتسـاق والانسجـام
في تركيـب فقـــرات النّــــص

هل ترى علاقة بين هذه الحكم؟ كلّها تصب في بحر يمخر عبابه عقول النّاس
على من يعود ضمير الهاء في: شأنه ، منه ، لياليه ، أعانه؟ يعود على الزّمان

أجمل القـول في تقديـر النّــص
عرّف الحكمة. لغة: من الحكم وهو المنع. سميت الحكمة بذلك، لأنها تمنع صاحبها من أخلاق الأرذال. اصطلاحا: تطلق على عدة معان منها: العدل، والعلم، والحلم، والنبوة، والقرآن، والسنة،والفقه بالدين، والعمل به. قوله تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا) البقرة:269
فهي قواعد إنسانية عامة فضلها وفائدتها التنبيه والإعلام والوعظ.
ما أسباب ظهورها في هذا العصر ، و ما مصدرها؟ أباطيل المجتمع و خزعبلاته ترهاته ، الدعوة و حركة الإصلاح.
لماذا خالف المتنبي استهلال قصيدته على غرار الآخرين؟ لأنّه من دعاة التجديد في القصيدة العربية
هل ترى بعض ملامح الحياة الاجتماعية؟ علّل. الاهتمام بشؤون الدّنيا ، الحروب ، مظاهر الإهانة.


التصنيفات
علم الاجتـماع

الإسراء والمعراج وعلم الإيمان والحكمة

[frame="9 10"]

أين الإيمان والحكمة؟
أصحاب السنن يروون: أنهم أتوا للرسول صلى الله عليه وسلم فى الإسراء بطست مملوءٍ إيمان وحكمة، ولكن هل الإيمان والحكمة شئ حسِّيٌّ أم معنوي؟، شئ معنويٌ طبعاً، وهل الشئ المعنوي يوضع في طست؟، لا، ولكن الله يريد أن يعرّفنا حقيقة غالية: {أن المعاني في المعاني مباني}

فالأرواح معاني ولكن مع بعضها تكون مباني، وكل روح متميزة عن الأخرى، يكلمون بعضاً لأن هناك فوارق بينهم، فالملائكة عالم كله معاني، ولكن مع بعضهم يكونون مثلنا، يتحدثون مع بعض، وكل واحد مكلف بتكليف خاص به من الله عزَّ وجلَّ، أو من رئيسه المباشر من كبار الملائكة عليهم السلام.

لكن الإيمان والحكمة، فيهما إشارة عالية: هي أن من يريد أن يسير إلى الله؛ لابد أن يأخذ علم الإيمان والحكمة من رجل أخذ هذه الأشياء من سماء فضل الله عزَّ وجلَّ، ولا يأخذهم من الكتب أو من الجماعة الذين ليس عندهم إشراقات روحانية ولا شفافية نورانية، فالكلام يحيي القلوب طالما أنه صادر من قلب حيٍّ، أما إذا صدر من قلب ميِّت، فلا يؤثر في المرء، وقد قال في ذلك الإمام أبو العزائم رضِيَ الله عنه في حِكَمِهِ :

{كما أن كل ماء لا ينزل من السماء لا ينفع – في سقي الزرع (الماء الراكد مثلاً)، كذلك كل علم لا ينزل من سماء رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لا يرفع القلوب إلى مقام القرب من علام الغيوب عزَّ وجلَّ}.
إذن العلم الرافع: هو العلم النافع النازل من سماء فضل الله عزَّ وجلَّ في الحال على العباد الذين اجتباهم الله واختارهم الله عزَّ وجلَّ .

هذا هو العلم الذي اعترض عليه الشيخ عز الدين بن عبد السلام – وكان شيخ الإسلام في زمانه – ولما دخل وقابل الشيخ أبا الحسن الشاذلي ، وكانوا جالسين في الخيمة في المنصورة في معركة لويس التاسع، والعلماء كل واحد منهم أخذ يدلي برأيه في مسألة من المسائل، والشيخ ساكت، وفي الآخر قالوا للشيخ: نريد أن نسمع رأيك في هذه المسألة؟ فأفاض عليهم ما ألهمه به الله عزَّ وجلَّ ، فخرج ابن عبد السلام كطفل صغير، وأخذ ينادي على باب الخيمة: هلموا .. فاستمعوا إلى هذا العلم الحديث عهد بالله عزَّ وجلَّ ، أي استمعوا إلى هذا العلم النازل طازجاً من الله عزَّ وجلَّ. هذا العلم الذي يحرِّك القلوب ويطهِّرها، ويصفِّيها ويقرِّبها إلى معاني حضرة علام الغيوب عزَّ وجلَّ.

يمحو الكيان بعاليه و سافله علمٌ من الله بالإلهام في الوصل

فالذي يستطيع أن يمحو الكيان، ويجعله ينساق إلى الله عزَّ وجلَّ، هو علم الإلهام، لأن له جاذبيَّـة غريبة وعجيبة في قلوب المشتاقين والمحبين بل وقلوب المؤمنين أجمعين. وما علامته؟، قالوا: {إذا كان الكلام عن النور يحدث لسامعيه السرور} أي فذلك دليل على أنه وارد من عالم البرزخ.

ولو فتح الله للبعض عيون البصائر، لرأوا القلوب الجالس أهلها في هذه المجالس، وكأنها مشدودة بخيط رفيع من النور لله عزَّ وجلَّ، فلا تستطيع أن تقوم، ولا أن تتحرك يميناً ولا يساراً لأنها مشدودة، ومن الذي شدّها؟ هو الله، كي يضع فيها العلم النافع النازل من سماء الله عزَّ وجلَّ. وإذا امتلأ القلب بهذا العلم الإلهامي تنفعل له الجوارح، ويصير الإنسان بعد ذلك في عالم الناس، وحاله كما قال الله عزَّ وجلَّ: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} 122الأنعام

هل من يسير بهذا النور يكون مثل أي شخص آخر؟ سأضرب لكم مثلاً لتعرفوا الفرق بين الاثنين؛ أحياناً نرى رجلاً أخذ الدكتوراة في العلوم الفقهية والشرعية والحديث، ومع ذلك نراه يرتكب المعاصي، إذن أين علمه؟ لماذا لم يمنعه؟ وتارة نرى رجلاً أميَّـاً لا يقرأ ولا يكتب، ولكن عنده وازع في باطنه يمنعه من المعاصي، حتى أنه قد يتعرض لأمور وفتن شديدة ومضايقات، بل واضطهاد، ولكنه يرفض أن يفعل المعصية

لأن النور الذي ينزل مع علوم العارفين، والذي يقولون فيه: {تسبق أنوارهم أقوالهم ؛ فتجذب القلوب وتهيأها لسماع الغيوب}، هذا النور: هو الذي يمنع الإنسان عن معصية الله عزَّ وجلَّ: وعندما يأتي في دنيا الناس؛ يرى المعاصي مثلما رآها رسول الله، ويرى الطاعات مثلما رآها رسول الله – ولكن طبعاً صورة على قدره، وليس الصورة كلها – فيرى المعاصي لو تهيأت له على أنها جهنم، وعلى أنه سينزل فيها، إذن هل يفعلها؟ لا، وهذا ما يقول فيه الله سبحانه وتعالى: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} [5-6التكاثر]

[/frame]