مقدمة
المبحث الأول : الفكر الاجتماعي العربي
المطلب الأول :الفكر الاجتماعي العربي قبل الإسلام
المطلب الثاني:الفكر الاجتماعي العربي بعد الإسلام
المبحث الثاني: علم الاجتماع العربي
المطلب الأول : رواد علم الاجتماع العربي
المطلب الثاني :مشكلة علم الاجتماع العربي
المطلب الثالث :واقع علم الاجتماع العربي
خاتمة
قائمة المراجع
المطلب الأول :الفكر الاجتماعي العربي قبل الاسلام
لقيت الفترة فيما قبل الاسلام من تاريخ العرب اشد العنت والقسوة فضلا عن عدم الفهم ، وهذه القسوة المتعمدة او التجاهل المقصود لتاريخ العرب خلال ما عرف بزمن الجاهلية تعود لعاملين اساسيين ، يتمثل اولهما في هذه الحملة الضارية التي قادها الاسلام على تلك الحقبة بكل ماكنت تمثله من عقائد وعادات ونظم وتقاليد وقيم ، ويتمثل ثانيهما في الجهل بحقيقة التراث الحضاري للامة العربية خلال تلك الحقبة التاريخية السحيقة في القدم ، وقد يكون هذا الجهل جهلا متعمدا تعميقا للمحتوى اللفظي والشكلي لمصطلح الجاهلية ، وقد يكون هذا الجهل نتيجة لقلة المصادر التي تناولت تلك الفترة بالدراسة والبحث مع تقديرنا للظروف الصعبة للبحث العلمي حول تلك الحقبة السحيقة القدم من الزمان .
ونحب ان نلفت الى ان الجاهلية هي ليست من الجهل ، وانما هي كمعنى تدل على ما كان عليه العرب آنذاك من حمية وانفة وعصبية ومفاخرة ، علاوة على ما كانوا يتسمون به من خفة في الاغارة والمدافعة .
كما ان الجاهلية ليست من الجهل الذي هو نقيض العلم ولكن الجاهلية مصطلح يدل على ان العرب في شبه الجزيرة العربية وما حولها على وجه الخصوص لاسباب
جغرافية وطبيعية وبشرية خاصة ، ولم يكن لهم لانبي ولا رسول ولا كتاب .
وهناك عدة حضارات العربية ذكرت عبر التاريخ فنذكر من اهمها :
1- الحنيفية : وهي احدى الحركات الاصلاحية العقائدية في تاريخ الامة العربية منذ اقدم العصور والتي رفضت اعتناق الوثنية وهي في مجدها ، وعافت ان تشرك بالله ، وراحت تلتمس الطريق الى الهدى من خلال ما تناثرت حولها من صيحات الحق يهودية كانت او مسيحية .
2- الحجاز : احتل اقليم الحجاز القديم في وسط الجزيرة العربية مكانة ممتازة وخصوصا بعد الضعف الذي اعترى دويلات عربية قديمة في الشمال والجنوب العربي اثر عوامل عديدة . ولم يكن بعد ذلك الا ان تتهيأ كل الظروف لان تحتضن بلاد الحجاز اعظم دعوة للتوحيد ، وهي دعوة الاسلام .
3- بلاد اليمن :وهي التي تقع في الطرف الجنوبي من بلاد العرب حيث اليمن السعيدة بفكرها الناضج وحضارتها الاصيلة ونظمها الاجتماعية التي بلغت درجة عالية من التعقيد والتقدم لتصبح احدى العلامات المضيئة للبشرية كلها على مر العصور .[1]
المطلب الثاني : الفكر الاجتماعي الإسلامي
بظهور الاسلام وانتشاره انتشرت معه ايضا اراء ومبادئ اجتماعية جديدة ساهمت بنصيب كبير في تنمية الفكر الاجتماعي بمختلف مجالاته كتلك التي وردت في القرءان الكريم وفي الاحاديث النبوية الشريفة اذ لم يترك هذان المصدران مجالا اجتماعيا الا وكان لهما نصيب كبير فيه فالتفكير الاجتماعي عند المسلمين يمثل المرحلة النشوئية للنظرية الاجتماعية ، بل يعتبر مقدمة لها يمكن تسميته بعل الاجتماع الاسلامي وبتحدد الاطار العام لهذا العلم كونه بناء حضاري وفكري متكامل انطلاقا من طبيعة مصادر هذا الفكر ومحتوياته والرحلات العلمية كونت مادة انثروبولوجية واثنولوجية والدراسات التفسيرية والفقهية والاجتهادية والتشريعية والمذهبية الكلامية من الجياة الاجتماعية بصفة عامة .
هذا بالاضافة الى الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاراء الفلسفية والاتجاهات الصوفية ، والهدف منها الوصول الى فلسفة واقعية والتحرر من اسر القيود المنطقية الارسطية الصورية بنظرة تحليلية موضوعية .[2]
المطلب الاول :رواد علم الاجتماع العربي :
مثلما برع المسلمون في العلومالرياضيةوالطبيعيةوالدينية،وفلسفتها،برعواكذلكفيعلومالاجتماعوالسياسةوالتاريخ،وما تنطويعليهمنجوانبسيكولوجيةواقتصاديةوأخلاقية،فضلاًعن التنظيرالفلسفيلهاوهذهجميعامباحثمتداخلةفيالفكر الإسلامي؛بمعنىأنهاتؤديإلىبعضهاالبعضوترتبطببعضها البعضارتباطًاوثيقافيمعظمكتاباتمفكريالإسلام .وفيهذا الصدد يمكننا الاشارة مثلا الى الفارابي الذيوضعفيعلمالسياسةثلاثةكتبرئيسة،يعدبهامؤسسالفلسفةالسياسيةعند المسلمين . وهي :
– كتاب تحصيل السعادة
– كتاب السياسة المدنية
– كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة
وفيهذهالكتبيسعى الفارابي الىفهمعناصروإشكالياتالاجتماع البشري والى دراسة خصائصة وصيفاته ومميزاته وأسسه . ويخلص الى انه لايمكن تحقيق الكمال البشري الا من خلال ظاهرة الاجتماع وقوانينها المتغيرة بتغير الضروف والبلدان .
كذلك يمكن الاشارة الى الفقيه ابو الحسن الماوردي ، ونظريته السياسية في الامامة ، تلك التي احتواها كتابه الهام الاحكام السلطانية والولايات الدينية ، وفيها يعتمد اعتمادا اساسيا على الاسس الفقهية لتنصيب الامام ، ومن ثم لا يمكن فهم نظريته الا من خلال الفقه الاسلامي وتطوراته التي فرضتها الحركة المتدفقة لتاريخ المسلمين ومجتمعاتهم .
وكذا يمكن الاشارة الى عبد الرحمن ابن خلدون وفي كتابة المؤثر المقدمة الذي وضع به أسس فلسفة التاريخ ، والذي اعتمد فيه على المبدأ المعروف بتكامل العوامل في التفسير ، اذ لم يكن يفسر الظواهر الاجتماعية او الوقائع الاجتماعية من منظور احادي يركن الى جانب معين مع اهمال الجوانب الاخرى ، بل نجد لديه تلاحما بين التفسيرات الاقتصادية والتأويلات السيكولوجية ، فضلا عن الرؤى الجغرافية والسياسية ، ولذا اختلف الباحثون حول تصنيف مقدمته ، وتنازعت حوله وعليه المدارس الفكرية المختلفة ، ففريق ينظر اليه كمؤسس علم الاجتماع وفريق آخر ينظر اليه كمؤسس لفلسفة التاريخ ، زفريق آخر يعده من الآباء الاوائل لعلم الاقتصاد ، وفريق رابع يجادل بأنه المنظر لعلم الجغرافيا السياسية .[3]
المطلب الثاني : مشكلة علم الاجتماع العربي
يرىبعض الكتاب ان الوطن العربي عرف علم الاجتماع بشكله العلمي من خلال جامعاته بعدمنتصف القرن العشرين الذي جلب معه كافة ادبيات ودراسات ونظريات علم اجتماع الغربو التي برزت من خلال ذلك عدة اتجاهات:
1-الوضعي 2-البرجماتي 3- الماركسي
حيث توضحهذه الاتجاهات النظريات الغربية امثال الوظيفية -البنائية والتفاعلية الرمزيةوالصراعية او النفعية او غيرها كما تدرس العديد من المواد المتعلقة بميادين هذاالعلم ولهذا تجد ان هولاء ممن تلقوا تعليمهم قي الغرب أتوا به كما نقل لهم دون أياظافة وهذا ما توضحة كتابتهم ومؤلفاتهم ولهذا يقول:
– إسحاق قطب :
اناحد التحديات التي تواجه علم الاجتماع العربي هو تحيز غالبية علمائة الى النظرياتالغربية التي نشأة وتطورت في ظروف تاريخية واجتماعية مخالفة لظروف المجتمع العربي.
– اما معتوق
فيقول ان غالبة كتب علم الاجتماع العربي تهدف الى نقلوترويج النظريات المبتكرة في الغرب
– وكذلك عبد الباسط عبد المعطي
يقول حول التاليف في علم ( العربي) تتضمن تقليد الغرب الى اختيار مواضيع غايةالغرابة وكان شخص ما يدرس الاغتراب الصناعي (…) وما هو موجود في علم الاجتماعالعربي من كتابات هي:
ا- تاليف مترجمة .
ب- او ترجمة مؤلفة .
ج- او بحوثمحاكية لمواضيع البحوث الغربية .
وفضلا عن ذلك فهناك :
* – التأليف مناجل التدريس:
و الذي يتضمن نقل التراث لأنجلو- أمريكي وهو جهد فردي لم يظهرأية إبداع .
– الترجمة من اجل التدريس: وهنا قد تكون محاولة هروبمن الواقع وخشية الصدام مع السلطة القائمة لغياب جو الحرية والديمقراطية فيالجامعات العربية .
ولذلك يستطيع المرى من ملاحظة وبسهولة التبعية حتى علىمستوى العلم وكذا الافتقار الى الفكر والابداع العلمي وان ظهور هذا العلم في الوطنالعربي لم يكن للحاجة المجتمعية واستجابة لدراسة مشكلات اجتماعية يعاتي منهاالمجتمع العربي
وهذا نتيجة عدم الاسترشاد بما قدمة ( ابن خلدون) في الفكر الاجتماعي العربي رغم ان ما يوجد لدى علماجتماع الغرب قد تحدث عنه العرب وابن خلدون بالذات قبل عدة قرون.[4]
المطلب الثالث :واقع علم الاجتماع العربي
المؤكد ان اية محاولة الاجراء تقويم عملى موضوعي الاوضاع علم الاجتماع في الوطن العربي او حتى على أي مستوى أي قطر من اقطاره ، تتجاوز جهد أي باحث فرد مهما اوتي من قدرات التألق النظري والمنهجي . فالمسألة هامة وابعادها متداخلة ومتشابكة ، فيها التأريخ وتتبعه ، وفيها التحليل والتفسير وغيرها من المسائل التي تحتاج الى فريق متكامل ، تدعمه واحدة او اكثر من الجامعات او الهيئات العربية التي تنتشر في الوطن العربي شرقا وغربا .
حقيقة هناك جهود متفرقة نشرت بلغات عربية او اجنبية حول الملامح العربية حول علم الاجتماع في واحد او آخر من الأقطار العربية لكنها جميعا كانت جزئية وانطباعية ، ومع الاعتراف بعدم قدرة العمل الراهن على تجاوز انطباعية هذه الجهود ن فالمبتغى ان اضيف انطباعات اخرى او أؤكد سابقة ، حتى يأذن الله ، ويتم جهد عربي مشترك .
ولقد سارت بعض الجهود المتاحة اما في طريق السرد التاريخي لنشأة علم الاجتماع وتطوره في أجد الأقطار العربية كما فعل الدكتور ”حسن الساعاتي“ في مقاله الذي وسمه بتطور المدرسة الفكرية لعلم الاجتماع في مصر سنة 1964 او كما فعل” إياد القزاز “في مقال جعل عنوانه ملاحظات حول علم الاجتماع في العراق عام 1970 .
أو سارت بعض هذه الجهود في تحليل مضمون بعض الدراسات التي اجريت حول قطر من الأقطار العربية ، ومن قبيل هذا النوع دراسة نادية ” ابو زهرة“ وموضوعها (الكتابات الانثروبولوجية العربية بالكويت والتقاليد المدرسية العربية)
إن لفهم أوضاع علم الاجتماع في الوطن العربي في حاجة الى تحليل تاريخي ومعاصر لهذه الأوضاع ، وضرورة ربطها بالإطار المجتمعي الذي أحاط بها ، وانه لابد من منطلقات اساسية تقود الى عملية التحليل والفهم ، ولو من خلال قضايا عامة ، وإلا فقد الباحث طريقه وأحاط به عدم وضوح الرؤية ، ويضاف إلى هذا تحديد مهام علم الاجتماع في كل مرحلة تاريخية يمر بها المجتمع العربي . [5]
قائمة المراجع :
1- الكتب العربية :
– صلاح مصطفى الفوال : المدخل الى علم الاجتماع الاسلامي ، دار غريب ، القاهرة ، 2000
– صلاح عثمان و فلورنتن سمارانداكه : الفلسفة العربية في منظور نيوتروسوفي ، المعارف ، الاسكندرية ، ط1 ، 2022.
– عبد الباسط عبد المعطي : اتجاهات نظرية في علم الاجتماع ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والادب ، الكويت ، 1998
2- المحاضرات :
-محمد دلاسي :الفكر الاجتماعي الإسلامي ، محاضرات مقياس علم الاجتماع العام ،جامعة عمار ثليجي ، الاغواط ، 25-01-2009.