الـمُــدَوِّيـَـــــةُ
قصيدة في الكشف عن بعض عقائد الرافضة وبيان خطرها على الجزيرة العربية عموماً *
وعلى"دماج"مركز الإمام الوادعي رحمه الله على وجه الخصوص
هاك شِعْراً كسرتُ فيه الجمودا * * * وقصيداً ألَنْتُ فيه الحديـدا
وقريضاً قد كان ضرغامَ غابٍ * * * راسِفاً في القيود دهراً مديدا
يتلوَّى عندي يريد خلاصاً * * * وله اليوم قد فككتُ القيودا
كي يُدَوِّيْ زئيرُه كلَّ قطر * * * ليس يخشى في الخافقين الفُهودا
إن نهري العريضَ لا زال يعطي * * * لم يكن خاملاً يحب الرُّكودا
حاملاً منهجاً عتيقاً أبيـاً * * * سرمديـاً فلا يزال عتيـدا
فهو يدعو القريضَ من كلِّ بحرٍ * * * كي يمدُّوا مشاعراً ووريـدا
حين يستلْهِم البسيط وهزْجاً * * * وطويـلاً ووافـراً والمديـدا
فاقتضِبْ منه كلَّ معنىً جميلٍ * * * حين تجتث عقدَه والفريـدا
سترى سيرَه عليك خفيفـاً * * * وسريعاً يجتاز منك الحـدودا
حسْبُه كاملَ العروض عريضاً * * * وقريضاً يريك مجـدا تليـدا
مجدَ من أشهروا اللسانَ حساماً * * * وفصيحَ المقال صخراً صليـدا
مجدَ حسانَ والقوافي وقـومٍ * * * في نِزال القصيد كانوا أُسـودا
يا قصيدي عذراً فلستُ جبانا * * * فلقد كنتُ شاعـراً خنذيـدا
أَمتطي الحرفَ أرتديه دروعاً * * * في دروب الوغى أَفُلُّ الحديدا
يوم كان الإمامَ فينا ابنُ هادي * * * ينصر الحقَّ يستحبُّ القصيدا
وأنا عنده أُغـرِّد شِعـراً * * * مشْمَخِرَّاً أتحفتُ فيه الوفودا
إن لي في البيان مِقْوَلَ صِدْقٍ * * * سوف يبقى لينصر التوحيدا
فهو والله لا يزال فتِيّـَاً * * * وقويَّـا يحطِّـم الجلمـودا
إن سكتْنا نُلامُ أو إنْ نطقنا * * * سوف نلقى شتائماً وصدودا
فمضينا نسوق ركب المطايـا * * * في صمود لنحرز المقصـودا
ونباح الكلاب من كل صوْبٍ * * * ليس يثني مرادنا المنشـودا
يا قصيدي أردتُّك اليوم خِلْواً * * * لا لتشكوْ أو تبعثَ التهديدا
إنما كي أراك عضْبا ً رهيفـاً * * * تفلق الهـام أو تجز الوريدا
إنمـا كي أراك فيلَقَ جيشٍ * * * تدحرُ البغيَ تفضحُ العربيدا
أرْعني السمع كي أريك بيانا * * * عن أناسٍ تحـاربُ المعبودا
عن أناسٍ أحطَّ في الناس قدراً * * * لا يساوون في البرايا قرودا
هم كلابٌ والله في زي ناس * * * وذئابٌ في الحقد فاقتْ يهودا
حرَّفـوا آيـاتِ ربٍّ عزيزٍ * * * دنَّسوهـا وغيَّروا المقصودا
عظَّموا في الألى مقـام علي * * * جعلوا منه خالقـاً معبودا
لم يمت إنمـا علا لسحـاب * * * مثْلُ عيسى آمالُهم أنْ يعودا
طعنوا في عِرْض أزكى نبيٍّ * * * لمزوا زوجَه تعَدّوا الحدودا
لعنوا صحبَه الكـرامَ وسبُّوا * * * كلَّ من كان ينشر التوحيدا
جوَّزوا متعةَ النسـاءِ فأغرَوا * * * بالزِّنا أشمطاً وغِرَّاً وليدا
جعلـوا منهجَ التقيَّةِ دِينـاً * * * كي يغطُّوا فضائحاً لن تبيدا
حين كانتْ مراجعَ القوم كتْبٌ * * * للخميني ومَنْ قفاه مُريدا
إنه الرفض منهجٌ ليس يخفى * * * شرُّه في الزمـان دهراً مديدا
تلك آثـارُه الخبيثةُ ُ تبدو * * * كلَّ يومٍ قبيحةَ الشَّكْل سُودا
فسلوا كـربلا وآثـار قمٍّ * * * لتروا منهجـا هنـاك فريدا
لو رأيتم عقيدةً كيف صارت * * * تجعل الشرْك في الورى توحيدا
فسلوها ماذا حوَتْ من ضريح * * * حين يبدو هناك قصْراً مشيدا
خالفوا شرْعة الرسول وصاروا * * * خلْف آياتهم تحثُّ الوفودا
واستباحوا محارمـاً ودمـاءً * * * لذوي سنةٍ وشقـوا الوريدا
قتلـوا شيخَ سنةٍ وعجـوزاً * * * وغلامـاً ومَـرْأةً ووليـدا
ليس يرعَون حـرمةً لحجيجٍ * * * شرَّدوهم ليبعثـوا التهـديدا
لا ولا حرمةً لبيتٍ شريفٍ * * * دنَّسوا طُهرَه وداسوا العبيدا
فسَلُوا تـاريخَ قـومٍ لئـامٍ * * * سيريكُم صفْحاتِهم صرْن سُودا
من لدُنْ عهد اليهودي قِدْماً * * * جدِّهم من كان يُدعى ابنَ سَودا
ومروراً بالعلقمـيِّ إلى أن * * * جاءنا الصَّدْرُ حاقداً مفؤودا
فهو من دولة العراق وفيها * * * أهلُ رفضٍ تنقاد للشَّرِّ قَودا
شيعة في العـراق عـاثت بديني* * * تنصـر الرفضَ ترفضُ التوحيدا
وهي في الرفض لم تكن مثلَ قُمٍّ * * * تلك في الحقد فاقتِ المعهودا
إنْ سألتم عن دولة الرفض فينا * * * فهي إيرانُ من تحاكي اليهودا
فهي تسعى إلى قيام كيانٍ * * * رافضيٍّ في الأرض حتى تسودا
همَّها أنْ يقومَ في أرْض عُرْبٍ * * * دينُ رفضٍ كي تُحكِمَ التسديدا
تنشر الرفضَ كلَّ يـوم بقُطْـر * * * وتغـذِّي ينبـوعـه والحقـودا
فمضتْ نحو صعدةٍ حيث فيها * * * من بني جنسها تُريك الشُّهودا
نشروا في ربوعها دينَ رفضٍ * * * فهي كرسيُّـه وترجـو المزيدا
فشيوخ التشيُّع اليوم فيها * * * ناصروا الرفضَ أَظهِروا التأييدا
ولهـمْ إيرانُ شدَّتْ إزاراً * * * وتبنَّتْ جِهـادَهم والجنـودا
جعلتْ من مدينة السِّلم داراً * * * لحروبٍ وصوَّبـوا التسـديدا
أشعلوا النار في منابت كرْم * * * أحرقوا أهلها ودَكُّوا العَدِيدا
ثم مالوا لأرض دماج ظنـاً * * * أنهم حقَّقـوا بـذا المقصودا
فانبرى دونهم رجالٌ أسـودٌ * * * أهلُ علمٍ قد ناصروا التوحيدا
فـأَرَوهم يوماً كيومِ تتـارٍ * * * من لظى شقْحَبٍ فصاروا حصيدا
واجهوهم على رؤوس جبالٍ * * * فسلوهم هل صـادفوهم فُهودا
فانجلَـوا خاسئين من بعد حرب * * * بُرهـةً ليس يلتقـون عضيـدا
واستكانـوا في ذلـةٍ وخنوعٍ * * * كي يُعيـدوا صفوفهم والحشودا
واستمـدوا ذخـائراً وجنـوداً * * * في خفـاءٍ وأظهـروا التهـديدا
حين عـادوا لكي يقيموا حصـاراً * * * حول دماج ناقضـين العهـودا
بشباب الإجـرام يـوم تسمَّوا * * * بشبـاب الإيمـان زُوراً فريـدا
إذ تربَّـوْ في أرض إيران قِدْمـاً * * * ليكـونوا متـابعين الجـدودا
فتلقَّـوا عقـائـداً ونقـوداً * * * من رُبـاها كي يشعلوها وقِيـدا
رحـم الله شيخَ علـمٍ إمـامـا * * * وادعـياً قـد كان دُراً نضيـدا
كان في النصح للبـلاد وديـنٍ * * * لا يُجـارى إذ كان شيئـاً فـريدا
عرفَ الكلُّ نصحَـه حين ولَّـى * * * وتمنَّـوا لو كان فيهـم وليـدا
وأَدَ الرفـضَ بُرهـةً وأراهـم * * * عهْـدَ ذلٍّ وأحـكمَ التسديـدا
فـي تـآليفـه يـدكُّ عروشـاً * * *للذي شـوَّهَ الطـريق الرشيـدا
كان في البأس ثابتـاً وشجـاعاً * * * كان للبائسـين ركنـاً شديـدا
وتولَّـى * لكنَّـه مـا تولَّـى * * * نهجُـه لا يـزال فينـا عتيـدا
حين أرسـى قواعـداً ثابتـاتٍ * * * تنصـر الحقَّ تفضح العـربيـدا
في شيوخ في أرض دمـاجَ كانوا * * * كلُيوثٍ تـواجـه الصنـديـدا
وعلى رأسهم هنـاك الحجـوريْ * * * فهو حربٌ عَ القاطعين الحدودا
يـا إمـام الجهـاد في دار علم * * * واصل السير واستحثَّ الوفـودا
دعـوةً للجهـاد حسَّـاً ومعنىً * * * في صمودٍ كي تنصـروا التوحيدا
يا بني المنهـج القـويم تعالـوا * * * فانصـروا أهلَه وردوا الحقـودا
واستجيبوا فقـد دعاكم ربيـعٌ * * * في جـلاء فأعلِنـوا التـأييـدا
فهو والله في الصِّعـاب نصـيرٌ * * * و نصـوحٌ كم يبـذل المجهـودا
يا بني الدينِ فانصروا الدينَ جهراً * * * آزروا الحـقَّ رائـداً وعميـدا
وادفعـوا عن تراثنـا كلَّ رفض * * * شرِّدوهم وأَضْرِمـوا الأُخدودا
ولتفكُّـوا الحصـار عن دار علم * * * كـي تبثَّ التعليـمَ والترشيـدا
يا بني الشِّعـر أين منكم قصيدٌ * * * يدحـر الرفضَ أو يردُّ القـرودا
هل تُرى قد تلعثم الحرفُ فيكم * * * لم تعـودوا تحبّـِرون القصيـدا
أين شعـرٌ من غيلـزانَ وتبْسٍ * * * أين منـه من تلمسانَ نضيـدا
أينـه من سكيكـدانَ وميـلٍ * * * أم تُـرى قد غـدا بهـا موؤودا
كل قوم يلقَون منكم قصـيداً * * * غير دمـاجَ لا تلاقـي قصيـدا
يا قصيدي كفاك في الناس فخْـراً * * * أنْ تكون المجاهـدَ الصنـديدا
فـامضِ فـي درْب عـزةٍ وإبـاءٍ * * * مشْمخِـرَّاً كي تحرز المقصودا
وانصـرِ الدينَ كلما حلَّ خطْبٌ * * * ولتغـرِّدْ عنـد اللقـا تغـريدا
ولتكن في النزال عضْبـاً رهيفـاً * * * تحلـق الشَّعْـرَ تفلـق الجلمودا
يـا بني معهد الحديث فصـبراً * * * في البلايـا وأكثـروا التحميـدا
واسنعينـوا بـالله في كل كرب * * * واستمـدوا عطـاءه المنشـودا
واثبتوا في النِـزال إذ ذاك منكم * * * سـوف يبقى مخلِّـداً تمجيـدا
لا تحابوا من عـاش يُظهر جُـرماً * * * أو يُعـادي الإسلام والتوحيدا
واطمئنُّـوا فنصـرُ ربي قـريبٌ * * * سوف يأتي فعظِّمـوا المعبـودا
إنْ أتتْـكم قصيـدتي فاقبلُـوها * * * فهي ترجـو لكم مكانـاً حميدا
وصـلاةً على النبـيِّ المفـدَّى * * * من سيلقـى مقـامَه المحمـودا
كتبت في يوم الأربعاء الموافق لليوم الخامس من شهر صفر عام 1443هـ
بحي الفيصلية – بجدة
وتم تحريرها مع الإضافة عليها في مساء يوم الأربعاء الموافق لليوم الثالث عشر
من شهر ذي الحجة من عام 1443هـ
بحي المروة – بجدة
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
وفقه الله