الوسم: الإملاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه مما عمت به البلوى في هذه الأيام ضعف الكتابة وتعلم قواعد الإملاء العربي، فأصبحتَ لا تجد صفحة من صفحات المنتديات خالية من خطأ في تاء مفتوحة أو مربوطة ( وجزاكي وإياكي) وغيرها كثير وهذا غيض من فيض؛ والأدهى والأمر منها ما تجده في غرف الدروس، وهي أخطاء يندى لها الجبين، لهذا كان من اللازم أن نقوم بدروس لتعلم هذه القواعد، وهي سهلة بسيطة إن شاء الله لمن تتبعها ووعاها. وحتى نبدأ في الموضوع لابد من مقدمة وجيزة عن الخط العربي ونشأته وأقسامه. ثم فيما بعد نشرع في وضع الدروس كل درس على حدة ويكون كل درس مصحوب بتطبيق يخدم القاعدة المذكورة.
نشأة الكتابة العربية:
كان التدوين كثيرا في البلاد العربية المتحضرة كاليمن والحيرة، وقليلا في بلاد الحجاز. فالحميريون في اليمن دونوا كثيرا من أخبارهم وحوادثهم ونقشوها على الأحجار ولا تزال آثارهم في ذلك تتكشف بين حين وحين.
وفي الإسلام كانوا يكتبون على الرقاع والأضلاع وسعف النخل والحجارة الرقاق البيض. ويروى أيضا أن أول من خط بالعربي الواضح “مرامر بن مرة” وكان يسكن الأنبار إلى أن ظهر علماء الكوفة واشتغلوا باستنباط القواعد لهذا الخط فسمي بالخط الكوفي، ثم تبعهم بتدوينه علماء البصرة، ومن الأنبار انتشرت الكتابة في العرب ثم جاء ابن مقلة فنقل الكتابة في الخط الكوفي إلى هذه الصورة وبعده ابن البواب.
كانت الكتابة خالية من الشكل والنقط وبذلك تستوي عندهم كلمتي (قال ومال)، والواضع لبعض النقط هو “أبو الأسود الدؤلي” وذلك عندما فشا اللحن ، وكان هذا النقط يعتمد على حركة الحرف، فالفتحة تكون بنقطة من أعلى، والضمة تكون بنقطة بين يدي الحرف، والكسرة تكون بنقطة تحت الحرف
وكان أول من وضع النقط “نصر بن عاصم” و”يحيى بن يعمر” تلميذا أبي الأسود، غير أنهما كانا يرسمان نقط الشكل بمداد يخالف مداد النقط، وقسما الحروف إلى مهملة وعنوا بها الحروف الخالية من النقط وحروف معجمة وعنوا بها الحروف الحاوية على نقط، والحروف المهملة هي: أ، ح، د، ر، س، ص، ط، ع، ك، ل، م، هـ، و .
والحروف المعجمة: ب، ت، ج، خ، ذ، ز، ش،ض، ظ، غ، ف، ق، ن، ي، وأول من وضع الشكل الذي نرسمه الآن هو “الخليل بن أحمد الفراهيدي” فجعل للفتحة ألفا صغيرة توضع فوق الحرف، وجعل الكسرة رأس ياء صغيرة تحته، وللضمة واوا صغيرة فوقه، وكرر الحرف الصغير عند التنوين. ووضع للهمزة رأس عين ولألف الوصل رأس صاد فوقها، وللمد ميم صغيرة متصلة بجزء من الدال، ثم تفنن أتباع “الفراهيدي” من بعده وغيروا بعض الأشياء في الحرف.
أنواع الكتابة:
للكتابة ثلاثة أنواع
1 ـ كتابة المصحف: ويكتب على ما كتب في المصحف الإمام وإن خالف القواعد، مثل اتصال التاء بحين في قوله تعالى (وَلاَ تَحِينَ مناص) ولكن هذا سنة متبعة مقصورة على القرآن الكريم وحده.
2 ـ كتابة العروضيين: وتكتب حسب الملفوظ بها دون التقيد بالقواعد وهذه مختصة بالكتابة العروضية لا يتعداه إلى غيرها.
3 ـ الكتابة الاصطلاحية: وهي الكتابة السائدة بين الكتاب وبني التي وضعت القواعد من أجل ضبطها وتثبيتها، والتي استمدت قواعد الإملاء فيها من علماء البصرة والكوفة ومن بعض كلمات المصحف الإمام والنحو.
بعض التعريفات:
الخط: هو القواعد الهندسية لكتابة الحروف لكي تكون حسنة الشكل إفرادا وتركيبا
التحرير: هو إجادة الكتابة وإحكامها بتقويم حروفها وإصلاح سقطها بحيث ينسج الكاتب على القواعد والمواد التي وضعها علماء اللغة
الإملاء: هو إملاء قارئ وكتابة سامع، وإملاء أو إملال لا فرق في ذلك في اللغة.
1- شرح المقدمة الجزرية لشمس الدين محمد بن الجزري – رحمه الله للشيخ سليمان بن خالد الحربي حفظه الله).
2- المستشار اللغوي/ الإصدار الثاني.
****
أ- تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه وتعلق بما بعده معنًى ولفظًا.
ب- حكمه: يحسن الوقف عليه لإفادته المعنى لكن لا يحسن الابتداء بما بعده، بل لابد من أن يعود قبله فيبتدئ لكي يتم المعنى إلا في رؤوس الآي، فيجوز الوقف على رأس الآية والابتداء بما بعدها وإن تعلق بما بعده لفظًا ومعنًى.
– وليس معنى قولنا: [يحسن الوقف عليه] أي أن الأَولى أن تقف عليه، بل المراد أن الوقف عليه ليس بقبيح.
ج- مثاله: قوله تعالى {الحمد لله} ثم يقف لكن لا يبتدئ {رب العالمين} بل يعود.
ومثال رؤوس الآي قوله تعالى {غلبت الروم•} ثم يقف ويجوز أن يبتدئ بما بعدها {في أدنى الأرض}.
د- ويأخذ في علامات الترقيم:
1- الفاصلة في ثلاثة مواضع، هي:
ـ بين الجملتين اللتين يكون بينهما ارتباط في المعنى والإعراب كأن تكون الثانية صفة، أو حالا، أو ظرفا، أو خبرا ثانيا، كما في:
إن في بلادنا رجالا، لا تغرهم السلامة المنطوية على الهلكة.
ـ بين الشرط وجزائه، وبين القسم وجوابه، إذا طالت جملة الشرط أو القسم، كما في:
لئن جهل المرء قدر نفسه، إنه لغبي.
ـ بعد لفظ المنادى، وما يليه من الكلام، كما في:
يا علي، أحضر الكتاب.
2- الفاصلة المنقوطة في الموضع المزدوج الآتي:
ـ بين كل جملتين :
أ. الثانية منهما سبب في الأولى، كما في :
* فصل الموظف من عمله؛ لأنه مهمل.
* كافأ المدرس خالدًا؛ لأنه متفوق في دراسته.
ب. الأولى منهما سبب في الثانية، كما في :
* بذر الغني ماله في غير سبيله؛ فافتقر، ومد يده إلى الآخرين.
* محمد مجد في دراسته؛ فلا غرابة أن يكون ترتيبه الأول.
3- النقطتان
النقطتان، ويرسمان هكذا (
والغرض منها توضيح ما بعدهما، وتمييزه عما قبله، وأكثر ما يستعملان في ثلاثة مواضع:
1ـ بين القول ومقوله لفظا أو معنى، نحو:
* قال حكيم: العلم زين، والجهل شين.
* من نصائح الحكماء: لاتؤجل عمل اليوم إلى الغد.
2ـ بين الشيء وأقسامه، أو أنواعه، كما في:
* منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب مال.
* أصابع اليد خمسة: الإبهام، والسبابة، والوسطى، والبنصر، والخنصر.
3ـ قبل الكلام الذي يوضح ما قبله، وقبل الأمثلة التي توضح قاعدة، نحو:
* التوعية الصحية جليلة الفوائد: ترشد الناس إلى اتباع الأساليب السليمة في التداوي،…….
* كل همز مكسورة، أو مكسور ما قبلها، ترسم على نبرة: مثل بائع، ونائم، وبئر، وفئة.
4- القوسان الهلاليان
القوسان الهلاليان، ويرسمان هكذا: ()
ويوضع بينهما ما يلي: ألفاظ القرآن الكريم في التفسير الممزوج،، وكذا ألفاظ الحديث الشريف، والمصنفات العلمية في الشرح الممزوج.
1- شرح المقدمة الجزرية لشمس الدين محمد بن الجزري – رحمه الله للشيخ سليمان بن خالد الحربي حفظه الله).
2- المستشار اللغوي/ الإصدار الثاني.
أ- تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه وتعلق بما بعده معنًى ولفظًا.
ب- حكمه: يحسن الوقف عليه لإفادته المعنى لكن لا يحسن الابتداء بما بعده، بل لابد من أن يعود قبله فيبتدئ لكي يتم المعنى إلا في رؤوس الآي، فيجوز الوقف على رأس الآية والابتداء بما بعدها وإن تعلق بما بعده لفظًا ومعنًى.
– وليس معنى قولنا: [يحسن الوقف عليه] أي أن الأَولى أن تقف عليه، بل المراد أن الوقف عليه ليس بقبيح.
ج- مثاله: قوله تعالى {الحمد لله} ثم يقف لكن لا يبتدئ {رب العالمين} بل يعود.
ومثال رؤوس الآي قوله تعالى {غلبت الروم•} ثم يقف ويجوز أن يبتدئ بما بعدها {في أدنى الأرض}.
د- ويأخذ في علامات الترقيم:
1- الفاصلة في ثلاثة مواضع، هي:
ـ بين الجملتين اللتين يكون بينهما ارتباط في المعنى والإعراب كأن تكون الثانية صفة، أو حالا، أو ظرفا، أو خبرا ثانيا، كما في:
إن في بلادنا رجالا، لا تغرهم السلامة المنطوية على الهلكة.
ـ بين الشرط وجزائه، وبين القسم وجوابه، إذا طالت جملة الشرط أو القسم، كما في:
لئن جهل المرء قدر نفسه، إنه لغبي.
ـ بعد لفظ المنادى، وما يليه من الكلام، كما في:
يا علي، أحضر الكتاب.
2- الفاصلة المنقوطة في الموضع المزدوج الآتي:
ـ بين كل جملتين :
أ. الثانية منهما سبب في الأولى، كما في :
* فصل الموظف من عمله؛ لأنه مهمل.
* كافأ المدرس خالدًا؛ لأنه متفوق في دراسته.
ب. الأولى منهما سبب في الثانية، كما في :
* بذر الغني ماله في غير سبيله؛ فافتقر، ومد يده إلى الآخرين.
* محمد مجد في دراسته؛ فلا غرابة أن يكون ترتيبه الأول.
3- النقطتان
النقطتان، ويرسمان هكذا (
والغرض منها توضيح ما بعدهما، وتمييزه عما قبله، وأكثر ما يستعملان في ثلاثة مواضع:
1ـ بين القول ومقوله لفظا أو معنى، نحو:
* قال حكيم: العلم زين، والجهل شين.
* من نصائح الحكماء: لاتؤجل عمل اليوم إلى الغد.
2ـ بين الشيء وأقسامه، أو أنواعه، كما في:
* منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب مال.
* أصابع اليد خمسة: الإبهام، والسبابة، والوسطى، والبنصر، والخنصر.
3ـ قبل الكلام الذي يوضح ما قبله، وقبل الأمثلة التي توضح قاعدة، نحو:
* التوعية الصحية جليلة الفوائد: ترشد الناس إلى اتباع الأساليب السليمة في التداوي،…….
* كل همز مكسورة، أو مكسور ما قبلها، ترسم على نبرة: مثل بائع، ونائم، وبئر، وفئة.
4- القوسان الهلاليان
القوسان الهلاليان، ويرسمان هكذا: ()
ويوضع بينهما ما يلي: ألفاظ القرآن الكريم في التفسير الممزوج،، وكذا ألفاظ الحديث الشريف، والمصنفات العلمية في الشرح الممزوج.
ودرجنا في تعلم الوقف في دروس التجويد المصغرة بجعل العلامة المنطلق، فنحدد رسمها ووظائفها.
يتم هذا بعيدا عن العنوان الصحيح الذي يضم ذلك كله.
ما هو؟
إنه الوقف والابتداء.
وتعلم الوقف والابتداء فيه أقوال توضح أهميتها، ونلاحظ تلك الأهمية لهذا المبحث في مجال التعامل الدبلوماسي الذي يكون للكلمة ووقتها أهمية كبيرة.
وهنا محاولة لعكس المنطلق.
كيف؟
أبدأ من العنوان الذي هو “باب الوقف والابتداء” ونقتصر منه على “الوقف الاختياري”، ثم بيان أنواعه، وفي داخل النوع يتم إيراد العلامات ووظائفها.
أية علامات؟
علامات الوقف المعتمدة في المصحف، وعلامات لترقيم المعتمدة في الإنشاء.
وستكون المادة العلمية مقتبسة من:
1- شرح المقدمة الجزرية لشمس الدين محمد بن الجزري رحمه الله للشيخ سليمان بن خالد الحربي.
2- المستشار اللغوي/ الإصدار الثاني لسعد بن عبد الله الواصل.
3- المعجم الوسيط.
وسيكون المنهج مرتكزا على الآتي:
ا- إيراد نوع الوقف.
2- إيراد العلامات.
3- إيراد علامات الترقيم الملائمة.
وسيتم إفراد الوقف التام والوقف الحسن بموضوعين منفردين لطولهما.
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى زملائي المعلمين الذين أسندت إليهم أقسام السنة الأولى و الثانية إبتدائي ، أقدم طريقة و وسيلة ناجعة لتعلم القراءة و الإملاء.
هذه الطريقة مناسبة للتلاميذ الذين هم في مرحلة تعلم الحروف و امتلاك مفاتيح القراءة ، أو الذين تعلموها و يحتاجون إلى توظيف أصواتها و ربط بعضها ببعض .
كما يعلم أخي المعلم أن نشاطات القراءة و الكتابة و الإملاء متكاملة ، لا يمكن أن نفصل أحدها عن الآخر ، فلا يمكن للتلميذ أن يقرأ ما لم يحفظ صور الحروف و أشكالها و أصواتها، و لا يمكنه أن يكتب ما لم يعرف وضعيات هذه الحروف و حدودها .
هذه الطريقة التي أقترحها تقتضي أن يحضر المعلم بطاقات للحروف بكل وضعياتها ، فكل حرف يتكون من عدة وضعيات حسب طبيعته : منفصل ، متصل بالحرف الذي يسبقه ، متصل بالحرف الذي يأتي بعده ، متصل بالحرف الذي يسبقه و الحرف الذي يأتي بعده.
فمثلا حرف القاف يتكون من الوضعيات : ق ، قـ ، ـقـ ، ـق . و حرف الراء : ر ، ـر . و حرف الشين : ش ، شـ ، ـشـ ، ـش . إلخ
فإذا أردنا أن نكتب الكلمة ” قلم ” فإننا نحتاج إلى بطاقات الوضعيات : قـ ، ـلـ ، ـم . و بعد تصفيفها جنبا إلى جنب على حافة السبورة نحصل على الكلمة ” قلم ” تامة و غير مقطعة .
هذه البطاقات يكون ارتفاعها : 10 سم و عرضها 8 سم . ” إذا علقت على السبورة يجب أن تكون مقروءة من طرف كل التلاميذ في القسم “
كيفية تنفيذ حصة بهذه الطريقة
هذه الطريقة لا تحتاج إلى كثير من الوقت ، بل يمكن إدراجها في آخر حصة القراءة في فترة تعلم الحروف أو في فترة مراجعتها ، أو متى وجد المعلم متسعا من الوقت .
– يوزع المعلم على التلاميذ البطاقات بطرق و كيفيات متعددة ، حسب عدد التلاميذ في القسم ، و حسب عدد الحروف التي تعلمها التلاميذ ، و حسب مهارة التلميذ نفسه .من 4 إلى 10 بطاقات .
– يمكن أن يوزع المعلم لكل تلميذ حرفا ذا أربع وضعيات ، أو حرفين لكل منهما وضعيتين ، أو حرفين لكل منهما أربع وضعيات ، كما يمكن أن يعطي لكل تلميذ الحروف التي يشتبه في قراءتها كالفاء و القاف إلخ…
– يقرأ المعلم كلمة يختارها مثلا ” مدرسة ” ، و يترك للتلاميذ بضع ثواني للتفكير في الحروف و الوضعيات المناسبة ثم يقدّرون إذا كانوا معنيين بالمشاركة .
– يقوم التلاميذ و يصففون بطاقاتهم بالتناوب على حافة السبورة ، أولا الميم فالدال فالراء فالسين ثم التاء.
– قد يخطئ التلميذ في الوضعية المناسبة للحرف ، فمثلا الذي عنده حرف الميم يحمل معه الوضعية : م ، فينبهه المعلم و التلاميذ أن الميم في الكلمة ” مدرسة ” تكون في بداية الكلمة و متصلة بالحرف الذي يليها .
– و قد يأتي التلميذ الثاني بحرف الدال بالوضعية : د ، فينبهه المعلم و زملاؤه أن الدال في هذه الكلمة تكون متصلة بالميم : ـد ، فيعود إلى مكانه و يحضر البطاقة المناسبة .
– و هكذا ينوع المعلم في الكلمات لتشمل الحروف و الأصوات المدروسة و ليعطي لكل التلاميذ فرصة المشاركة ، و لا يجب أن نقول أن التلاميذ الذين لا يقومون إلى السبورة لا يشاركون ، لأنه في كل مرة يقرأ المعلم كلمة إلا و ترى التلاميذ يبحثون في بطاقاتهم و يتوقعون وجود البطاقات المقصودة و عدم وجودها .
– على المعلم أن يختار الكلمات التي لا تتكرر فيها نفس الوضعيات مثل : الكلمة “مفككة ” يحتاج إلى وضعية الكاف : ـكـ مرتين
– يمكن بعد تشكيل الكلمة على السبورة و نزع البطاقات ، أن يطلب المعلم من التلاميذ إعادة كتابتها على الألواح ، و هذا للربط بين نشاطي الكتابة و الإملاء.
من محاسن هذه الطريقة :
من تجربتي المتواضعة في استعمال هذه الطريقة وجدت أنها :
– طريقة حيوية ، يهتم بها التلاميذ أيما اهتمام ، و تثير فيهم نشاطا منقطع النظير. فهم يلعبون و يتعلمون .
– فعالة للتلاميذ الذين لا يميزون بين المدود : ” الألف و الواو و الياء “
– فعالة للتلاميذ الذين لا يميزون بين الحروف المتشابهة : ” السين و الشين ” ، ” الطاء و الظاء ” ، ” الصاد و الضاد ” . إلخ..
– هي طريقة عملية ، التلميذ لا يخاف من الخطإ ، فهو لا يترتب عليه شيئ إلا نزع البطاقة و تعويضها بأخرى ، التلميذ لا يشطب و لا يمسح .
– ينصب جهد التلميذ على اختيار الحروف و الوضعيات المناسبة لها ، عكس الإملاء بالكتابة التي يوظف فيها مهارات أخرى : اتباع السطر تحسين شكل الحرف و حجمه إلخ …..
– التلاميذ الذين يمارسونها بانتظام يتعلمون القراءة و الإملاء بسرعة و بإتقان و هذا عن تجربة .
و في الأخير أرجو أني أحطت بالموضوع و أتمنى أن ينال إعجاب زملائي ، كما أنه يمكنني أن أحظر هذه البطاقات على جهاز الكمبيوتر ،
كيف؟
المسافة في اللغة مهمة، فإذا طالت بين ركني الجملة فقد يؤدي ذلك إلى عدم الفهم فتعمد اللغة إلى التكرار للنص على الربط، مثل هذه الآية الكريمة في ذلك النص المقتبس من “المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم”:
آ: 35 { أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ }
جملة ” أيعدكم ” مستأنفة في حيِّز القول، ” إذا ” ظرف محض متعلق بـ ” مخرجون “، المصدر المؤول من ” أن ” وما بعدها مفعول ثان لـ ” يعدكم “، وتكرر الحرف الناسخ؛ لطول الفصل و ” مخرجون ” خبر ” أن ” الأولى.
والأمثلة كثيرة.
وعندما دخلت علامات الترقيم اللغة العربية حلت الشرطة محل التكرار على ما يبينه ذلك الاقتباس من “المستشار اللغوي الإصدار الثاني” الذي يوضح مواضع الشرطة:
الشرطة، أو الوصلة، وترسم هكذا: –
وتكون في ثلاثة مواضع:
1ـ بين العدد والمعدود إذا وقعا عنوانا في أول السطر، نحو:
* التبكير في النوم واليقظة يكسب الإنسان ما يأتي:
أولا – صحة البدن.
ثانيا – وفور المال.
ثالثا – سلامة العقل.
2ـ بين ركني الجملة، إذا طال الركن الأول ؛ وذلك لتسهيل فهمها، نحو:
أ ) الفصل بين المبتدأ والخبر، مثل:
* أولُ كتاب نظم الحياة على أساس من الحرية، والعدالة، والنظام – القرآنُ الكريم.
ب) الفصل بين الشرط وجوابه، مثل:
* من يقدم على مشروع يعتقد أن له فيه خيرًا، قبل أن يدرس ما يتطلبه هذا المشروع من إعداد الوسائل، ودراسةالملابسات، واستشارة المجربين، وتصور الوجوه المحتملة لنتائج هذا الإقدام، للاستعداد
لها – فليس نجاحه مضمونا.
3ـ بين الكلمات المسرودة، أو الجمل المتتالية المنقطعة عما قبلها، كما في:
* صغّر الكلمات الآتية مبينا ما حدث فيها من تغييرات:
[ مهيمن – مسيطر- مبين ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى زملائي المعلمين الذين أسندت إليهم أقسام السنة الأولى و الثانية إبتدائي ، أقدم طريقة و وسيلة ناجعة لتعلم القراءة و الإملاء.
هذه الطريقة مناسبة للتلاميذ الذين هم في مرحلة تعلم الحروف و امتلاك مفاتيح القراءة ، أو الذين تعلموها و يحتاجون إلى توظيف أصواتها و ربط بعضها ببعض .
كما يعلم أخي المعلم أن نشاطات القراءة و الكتابة و الإملاء متكاملة ، لا يمكن أن نفصل أحدها عن الآخر ، فلا يمكن للتلميذ أن يقرأ ما لم يحفظ صور الحروف و أشكالها و أصواتها، و لا يمكنه أن يكتب ما لم يعرف وضعيات هذه الحروف و حدودها .
هذه الطريقة التي أقترحها تقتضي أن يحضر المعلم بطاقات للحروف بكل وضعياتها ، فكل حرف يتكون من عدة وضعيات حسب طبيعته : منفصل ، متصل بالحرف الذي يسبقه ، متصل بالحرف الذي يأتي بعده ، متصل بالحرف الذي يسبقه و الحرف الذي يأتي بعده.
فمثلا حرف القاف يتكون من الوضعيات : ق ، قـ ، ـقـ ، ـق . و حرف الراء : ر ، ـر . و حرف الشين : ش ، شـ ، ـشـ ، ـش . إلخ
فإذا أردنا أن نكتب الكلمة ” قلم ” فإننا نحتاج إلى بطاقات الوضعيات : قـ ، ـلـ ، ـم . و بعد تصفيفها جنبا إلى جنب على حافة السبورة نحصل على الكلمة ” قلم ” تامة و غير مقطعة .
هذه البطاقات يكون ارتفاعها : 10 سم و عرضها 8 سم . ” إذا علقت على السبورة يجب أن تكون مقروءة من طرف كل التلاميذ في القسم “
كيفية تنفيذ حصة بهذه الطريقة
هذه الطريقة لا تحتاج إلى كثير من الوقت ، بل يمكن إدراجها في آخر حصة القراءة في فترة تعلم الحروف أو في فترة مراجعتها ، أو متى وجد المعلم متسعا من الوقت .
– يوزع المعلم على التلاميذ البطاقات بطرق و كيفيات متعددة ، حسب عدد التلاميذ في القسم ، و حسب عدد الحروف التي تعلمها التلاميذ ، و حسب مهارة التلميذ نفسه .من 4 إلى 10 بطاقات .
– يمكن أن يوزع المعلم لكل تلميذ حرفا ذا أربع وضعيات ، أو حرفين لكل منهما وضعيتين ، أو حرفين لكل منهما أربع وضعيات ، كما يمكن أن يعطي لكل تلميذ الحروف التي يشتبه في قراءتها كالفاء و القاف إلخ…
– يقرأ المعلم كلمة يختارها مثلا ” مدرسة ” ، و يترك للتلاميذ بضع ثواني للتفكير في الحروف و الوضعيات المناسبة ثم يقدّرون إذا كانوا معنيين بالمشاركة .
– يقوم التلاميذ و يصففون بطاقاتهم بالتناوب على حافة السبورة ، أولا الميم فالدال فالراء فالسين ثم التاء.
– قد يخطئ التلميذ في الوضعية المناسبة للحرف ، فمثلا الذي عنده حرف الميم يحمل معه الوضعية : م ، فينبهه المعلم و التلاميذ أن الميم في الكلمة ” مدرسة ” تكون في بداية الكلمة و متصلة بالحرف الذي يليها .
– و قد يأتي التلميذ الثاني بحرف الدال بالوضعية : د ، فينبهه المعلم و زملاؤه أن الدال في هذه الكلمة تكون متصلة بالميم : ـد ، فيعود إلى مكانه و يحضر البطاقة المناسبة .
– و هكذا ينوع المعلم في الكلمات لتشمل الحروف و الأصوات المدروسة و ليعطي لكل التلاميذ فرصة المشاركة ، و لا يجب أن نقول أن التلاميذ الذين لا يقومون إلى السبورة لا يشاركون ، لأنه في كل مرة يقرأ المعلم كلمة إلا و ترى التلاميذ يبحثون في بطاقاتهم و يتوقعون وجود البطاقات المقصودة و عدم وجودها .
– على المعلم أن يختار الكلمات التي لا تتكرر فيها نفس الوضعيات مثل : الكلمة “مفككة ” يحتاج إلى وضعية الكاف : ـكـ مرتين
– يمكن بعد تشكيل الكلمة على السبورة و نزع البطاقات ، أن يطلب المعلم من التلاميذ إعادة كتابتها على الألواح ، و هذا للربط بين نشاطي الكتابة و الإملاء.
من محاسن هذه الطريقة :
من تجربتي المتواضعة في استعمال هذه الطريقة وجدت أنها :
– طريقة حيوية ، يهتم بها التلاميذ أيما اهتمام ، و تثير فيهم نشاطا منقطع النظير. فهم يلعبون و يتعلمون .
– فعالة للتلاميذ الذين لا يميزون بين المدود : ” الألف و الواو و الياء “
– فعالة للتلاميذ الذين لا يميزون بين الحروف المتشابهة : ” السين و الشين ” ، ” الطاء و الظاء ” ، ” الصاد و الضاد ” . إلخ..
– هي طريقة عملية ، التلميذ لا يخاف من الخطإ ، فهو لا يترتب عليه شيئ إلا نزع البطاقة و تعويضها بأخرى ، التلميذ لا يشطب و لا يمسح .
– ينصب جهد التلميذ على اختيار الحروف و الوضعيات المناسبة لها ، عكس الإملاء بالكتابة التي يوظف فيها مهارات أخرى : اتباع السطر تحسين شكل الحرف و حجمه إلخ …..
– التلاميذ الذين يمارسونها بانتظام يتعلمون القراءة و الإملاء بسرعة و بإتقان و هذا عن تجربة .
و في الأخير أرجو أني أحطت بالموضوع و أتمنى أن ينال إعجاب زملائي ، كما أنه يمكنني أن أحظر هذه البطاقات على جهاز الكمبيوتر
وطالت وقفتي معها، وأثمرت هذه الرحلة عبر علوم اللغة العربية التي تشكل مستويات اللغة التحتية والفوقية.
كيف؟
كان بدء الرحلة من “علم الأصوات” حيث يخبرنا مبحث “المقاطع الصوتية” فيه أن الوصف المقطعي لهذه الصيغة هو:
أَ خَ رَ ةٍ: ويتمثل مقطعيا بالصورة التالية:
ص ح / ص ح / ص ح / ص ح ص، حيث ص هو الصامت consonant أي الصحيح بلغة الصرف، وح: الصائت vowel أي الحركة والعلة بلغة الصرف.
وتفسير هذا التشكيل المقطعي أن الكلمة تتكون من ثلاثة مقاطع قصيرة ومقطع متوسط مغلق.
وقراءة ذلك صرفيا تعني توالي أربع حركات، وتوالي هذا الكم من الحركات مكروه في لغتنا العربية؛ لذا تعمد إلى التخلص منه بتسكين الحرف الثالث، ويتجلى ذلك عند إسناد الفعل الثلاثي إلى ضمائر الرفع المتحركة.
فالفعل “ضَرَبَ” عند إسناده إلى “تاء الفاعل”- مثال لضمائر الرفع المتحركة- نجد الباء تسكن، وتصير الهيئة “ضَرَبْتُ”.
وتفسير ذلك مقطعيا أن المقاطع القصيرة التي كان يفترض أن تكون أربعة هي ( ضَ: ص ح ) و(رَ: ص ح ) و(بَ: ص ح ) و(تُ: ص ح ) – قد صارت مقطعا قصيرا (ضَ: ص ح )، ثم مقطعا متوسطا مغلقا (رَبْ: ص ح ص) ، ثم مقطعا قصيرا (تُ: ص ح ).
وهكذا تتخلص اللغة العربية من الصورة الإملائية “ضَرَبَتُ”، وتقبل الصورة الإملائية “ضَرَبْتُ”.
ويلقي النحو بصيغة إعراب هذا الفعل ضوءا على المقصود. كيف؟
يقال في إعراب الفعل السابق: فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون منعا من توالي أربع حركات فيما يشبه الكلمة الواحدة.
وليس السابق كل رحلتنا في الصرف مع كلمتنا، فهناك الدلالة الكمية للصيغة، وإذا تأملنا وفق ذلك نجدها تصلح وزنا للمفرد مثل: سمكة، وبلحة، وثمرة ، وما شابه ذلك من كلمات يفرق بين جمعها ومفردها التاء المربوطة، فيكون الجمع اسم جنس جمعي، وتكون المصحوبة بالتاء مفرده.
وتصلح أيضا للجمع حيث نجد في أوزان جموع التكسير أن صيغة “فَعَلَة” جمعا قياسيا لكل مفرد وصف على وزن “فاعل” غير عاقل بشرط صحة لامه، مثل:
ساحر: سَحَرَة، ووارث: وَرَثَة، وكاتب: كَتَبَة، وكامل: كَمَلَة، وخائن: خَوَنَة، وصائغ: صَاغَة، وبائع: بَاعَة، وقاصّ: قَصَصَة.
ومن أمثلتها القرآنية قوله تعالى :” فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ” [ الشعراء: 46] ، وقوله تعالى : ” بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ” [ عبس: 15-16 ]، وقوله تعالى : ” وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ” [ الشعرا : 85 ] ، وقوله تعالى: “أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ” [ عبس : 43 ] ، وقوله تعالى : “وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا” [ الزمر : 71 ] ( ينظر الصرف التعليمي. د. محمود سليمان ياقوت، ص 175-176).
وأظن أن هذه الصيغة أصل في الجمع، وهذا الظن يحتاج إلى استقراء أكبر حتى يتأيد ذلك الظن أو ينفى.
وقبل مغادرة الصرف نعرج على الصيغة الأخرى “فُعَلَة” لنجد الصرف يعلمنا أنها صيغة جمع يجمع عليها قياسا كل وصف مذكر لغير العاقل على وزن “فاعل” بشرط علة لامه بالواو أو الياء، مثل:غازٍ: غُزَاة، طاهٍ: طُهًاة، ورامٍ: رُمَاة، وساعٍ: سُعَاة، وداعٍ: دُعَاة، وقاضٍ: قُضَاة . (ينظر الصرف التعليمي. د. محمود سليمان ياقوت، ص 174-175).
ولا يخفى أن الصيغ السابقة حدث لها إعلال بالقلب فالأصل فيها: غُزَوَة، وطُهَوَة، ورُمَيَة، وسُعَيَة، ودُعَوَة، وقُضَوَة.
تحركت الواو والياء وانفتح ما قبلهما فقلبتا ألفا.
ونغادر الصرف لنصل النحو الذي يخبرنا أن موقع الكلمة النصب على الحالية، يقول الكفوي في “الكليات.. معجم في المصطلحات والفروق اللغوية” : والأخرة كالثمرة بمعنى الأخير { جاءني فلان أخرة وبأخرة } و{ عرفه بأخرة } أي أخيرا ، وهو في موضع الحال ، وحق الحال أن تكون نكرة.
ونصل إلى العروض ليخبرنا أن هذه الصيغة تمثل الوحدة العروضية الكبرى من وحدات بناء التفاعيل.
كيف؟
إنها الفاصلة الكبرى الذي رمزها هو ////0، وهذه تتحقق في تفعيلة /0/0//0 مُسْتَفْعِلُنْ بحذف الثاني الساكن “زحاف الخبن” والرابع الساكن “زحاف الطي”، فتصير ////0 “مُتَعِلُنْ”، وتتحول إلى “فَعَلَتُنْ” تحسينا.
وهناك من ينكر هذه الفاصلة كمكون من مكونات وحدات العروض اعتمادا على أنها تتكون من وحدتين صغيرتين هما السبب الثقيل //، والوتد المجموع //0
ونختم الجولة مع علم الدلالة في مستواه الصرفي الذي يخبرنا أن هاتين الصيغتين من صيغ جموع الكثرة المختلف في بدئها ما بين فريق يرى أن بدء جمع الكثرة عشرة إلى ما لا نهاية، وآخر يرى أن البدء من الثلاثة إلى ما لا نهاية.