تعمل المؤسسة الاقتصادية ضمن محيط يختلف باختلاف ميزاته ودرجة تأثيره عليها خلال تعاملها معه فقد يؤثر عليها سلبا أو إيجابا و يتكون من:
المطلب الأول:تعريف المحيط الخارجي للمؤسسة
1- المحيط يتكون من العناصر الخارجية القادرة على التأثير في نشاط المؤسسة التي تظهر كصعوبات, أخطار يجب تجنبها أو فرص يجب إمساكها.1
2- المحيط في علوم التسيير تعني : العوامل الاقتصادية و الاجتماعية التي تؤثر على المنافسة القوانين, جماعات الضغط, النقابة, و بالتالي نجد أن هذا المحيط يتكون من المحيط الاقتصادي, الاجتماعي, المالي , البيئي ,التكنولوجي2.
المطلب الثاني: مكونات المحيط الخارجي للمؤسسة
1-العوامل القانونية و السياسية: عندما تتسم الدولة بالاستقرار السياسي فان إنتاجية المؤسسة تكون مرتفعة على عكس الدول التي تعاني من عدم الاستقرار فالمتغيرات السياسية تتمثل في مجموعة القرارات السياسية التي تحددها الدولة3.
أ-العنصر السياسي:
-التيارات السياسية الحالية التي تخص حرية التجارة الخارجية مثل OMC*
-سياسات إعادة الهيكلة الاقتصادية لبعض الدول كالجزائر و التي انتهت في سنة 1998 تحت مراقبة الهيئات الدولية.4
1-عبد النار حنفي.عبد السلام القحف,تنظيم و إدارة الأعمال,الدار الجامعية للطباعة و النشر,بيروت,1992,ص:312.
,2-www.etudiantdz.com,19:35pm,05/03/2009.
3-احمد عبد العزيز حسن, إستراتيجية التسويق, دار وائل للنشر و التوزيع, القاهرة, 1992, ص:13.
4- د.عبد الرزاق بن حبيب, اقتصاد و تسيير المؤسسة, ديوان المطبوعات الجامعية, ط3, 2022, ص:.37-تحديد الاستثمارات الأجنبية و عكس ذلك سياسات تطور الاستثمارات الأجنبية قصد تسريع النمو(الجزائر حاليا).
-الحواجز الجمركية التي تؤثر سلبا على التجارة الدولية.
-الوقائع السياسية الكبرى( الانتخابات, تغيير الحكومة…)
ب-القوانين: إن الخطة أو المشروع السياسي لحكومة ما في بلد ما يعبر عن بمجموعة قوانين تكون نظاما ما, هذا بدوره يمس العلاقات التجارية الداخلية و الخارجية.ومن هذه القوانين:
-قانون المالية, قانون الضريبة, قانون المحافظة على البيئة, قانون حول الدخل الأدنى…الخ. و بما أن الجزائر هي بصدد بناء اقتصاد السوق فنحن ننتظر من الحكومة صياغة قوانين و القيام بإجراءات تخص قطاعات متنوعة منها:
*الملكية الحرة للمدخلات.
*الإرباح
*حرية المبادرة.
*حرية الاستهلاك(قوانين حماية المستهلك).
*ضبط المنافسة و الأسعار..الخ.
2-العوامل الاجتماعية و الثقافية:من البديهي إن العادات و السلوكيات لمجموعات الإنسانية و قيمهم الأساسية تمثل العنصر الجوهري للمؤسسة.
فمعرفة اللغة, العادات, التظاهرات, التقاليد و أنماط حياة كل مجموعة…الخ تكتسي أهمية كبرى عند المؤسسة. إن العناصر الأساسية( الاجتماعية-الثقافية) و غير المتحكم فيها هي:التيارات الدينية,سلم القيم لمختلف المجموعات , السلوكات و العادات, اللغة مع خاصيتها الجهوية, الموقف الأغلب أو الأقل للمجموعات الثقافية, الشخصيات المؤثرة على المجموعات.
فهذه العناصر و التي هي من بين العوامل الاخري المستعملة في التسويق تسمح 1
1— د.عبد الرزاق بن حبيب, نفس المرجع السابق, ص: 38-40
بتقسيم السوق الكلي إلى أسواق متجانسة. فمن الضروري على نظام المؤسسة أن يأخذ بعين الاعتبار هذه العناصر.
إن المعلومات التالية تسمح لنا بتحديد و بصفة دقيقة التأثيرات الاجتماعية-الثقافية و هي:
-المعطيات الديموغرافية( السن, الجنس,مكان الإقامة,..الخ) بالنسبة للقرية, المدينة..الخ.
-المستوى الدراسي للسكان و الحالة العائلية.
-المعطيات حول الهجرة و عدد العائلات.
-النماذج الاستهلاكية
كما لا يجب أن ننسى الجانب الديناميكي المتعلق بالمتغيرات في الاتجاهات الاجتماعية التي تؤثر بصفة فعالة على المؤسسة.
3-العوامل التكنولوجية: إن هذا العنصر هو عنصر فعال و مؤثر بصفة مباشرة على العمليات المؤسسة و نشاطها, لان المواد الأولية المستعملة و المتخصصة بها هذه المؤسسة تتأثر بالتطور التكنولوجي و خاصة عندما الحديث عن مواد أولية تتطلب تحويلها إلى أشكال و صيغ ووحدات جديدة. و لذلك فان على المؤسسة وفق الثروة التقنية الحديثة أن تقوم بمايلي:
-تعزيز البحوث في العلوم الدقيقة و التي تسمح بتحسين تقنيات المراقبة.
– تقوية البحوث في التسيير و التي تهدف إلى الحصول على النتيجة المثلي بناءا على قرارات مثلى و نافعة و مربحة.
-السعي من اجل تطوير المكونات الالكترونية و إدخال الاكتشافات الجديدة التي سوف تغير من عاداتنا.
فمن الواجب على المؤسسة أن تكون على علم بكل الاكتشافات التكنولوجية لكي تحقق موقعا ملائما بالنسبة لمنافسيها.1
4-المحيط الدولي: إن التصرفـات التي تقوم بها الدولة مـا تؤثر بشكل مبـاشر أو2
1, نفس المرجع السابق, ص:41
2-www.etudiantdz.com,19:35pm,05/03/2009 غير مبـاشر على أداء المؤسـسة، إذ قد تتجه الدولة إلى حمـاية الصناعـات المحلية، وضع الاستثمـار الأجنبي، أو قد تقوم بتمويل بعض الصناعـات لرفع قدرتهـا على التنـافس مع الصناعـات الأجنبية وإمكـانية الحصول على حصة سوقية متميزة في الأسواق الدولية.فالتجمعـات الاقتصـادية مثلا يمكن أن تخلق فرصـاً سـوقية عديـدة، وتزيـد من اتسـاع الأسـواق أمـام المؤسـسات، أو قد تعني تهديـدا لبعض المؤسـسات ممثلة في القيود الجمركية المرتفعة، لدخول أسواق تلك التكتلات
5-العوامل الاقتصادية: يتوقف بنـاء بعض الاستراتيجيـات على التقديـرات الخـاصة بالحـالة الاقتصـادية؛ إذا فهذه العوامل هي مجموعة القوى الاقتصـادية التي تؤثر على المجتمع بكـافة مؤسـساته وتتأثر المؤسـسة بهذه القوى على المستوى المحلي والعـالمي.ومن هذه العوامل: الدخل، الطلب، مدى توافر عوامل الإنتـاج، التضخم، السيـاسات النقدية والمالية للدولة، نسبة البطـالة، المؤسـسات المالية1, ارتفاع الأسعار, الاستثمارات العامة و الخاصة, التجارة الخارجية,قوة و ضعف المنافسين,التأثير في الكميات المنتجة و الموزعة, أشكال السلع و جودتها, وتيرة استبدال الأجهزة, حاجيات المستهلكين. …الخ.
لكل هذه العناصر المارة الذكر مميزات ثابتة و ظرفية و البحث عن عنها يكون إجباريا من طرف المؤسسة.
6- الإطار الايكولوجي: تهتم الايكولوجيا بالعلاقات بين الكائنات الحية و المحيط, إن التوازن القائم في الماضي بين المكونات المختلفة للمحيط أصبحت معرضة للخطر, و نذكر على سبيل المثال: الضجيج يخلق التوتر العصبي, التلوث الصناعي في الوديان و الأراضي الفلاحية…الخ.
إن التأثيرات السابقة على المحيط يتطلب رد فعل منظم لتفادي أو التقليل من هذه السلبيات لذا فان الاهتمامات الحالية اتخذت بعض الإجراءات و منها:
-استعمال للبنزين من دون رصاص, استعمال التعبئة الغير مضرة بالمحيط, و الرقابة على النفايات…الخ.2
1-نفس المرجع السابق
2- د.عبد الرزاق بن حبيب, نفس المرجع السابق, ص:42
المطلب الثالث: أهمية المحيط الخارجي للمؤسسة
تعد دراسة وتحليل العوامل البيئية الخـارجية من الموضوعـات الهـامة عند اختيـار الإستراتيجية المناسبة، حيث يتوقف هذا الاختيـار على نتائج تحليل كل من البيئة الخـارجية والداخلية للمؤسـسة.
وتكمن أهمية تقييم البيئة الخـارجية في النقـاط التـالية:
1- أن المؤسـسة مكونة من شبكة أفراد وجماعـات قد تختلف في أهدافها واتجاهـاتها وهؤلاء الأفراد هم أفراد من محيطها وكل ما فيه من عوامل اقتصـادية واجتمـاعية يؤثرون فيها ويتأثرون بها، فالمؤسـسة مرتبطة أمـاميا وخلفيا بشبكـات المتعـاملين والأسواق والأفراد والمؤسـسات وغيرهـا.
2- يتوقف نجـاح المؤسـسة إلى حد كبيـر على مدى دراستهـا للعوامل البيئية المؤثرة ومدى الاستفـادة من اتجاهـات هذه العوامل وبدرجة تأثير كل منها، حيث تسـاعد هذه الدراسة على تحديد الأهداف التي يجب تحقيقها، وبيـان الموارد المتـاحة ونطاق السوق المرتقب، وأنمـاط القيم والعـادات والتقـاليد السـائدة…الخ.
3- كمـا أن نجـاح المؤسـسة يتوقف على مدى تأقلمها مع المحيـط الخـارجي بطريقة تزيد من درجة استفـادتها من الفرص، وقدرتها على مقـاومة التهديدات، وهذا يتطلب معرفة مـا يجري في البيئة من متغيرات إيجـابية وسلبية.
4- سعي الكثيـر من المؤسـسـات إلى التأقلم مع عوامل بيئتها الخـارجية المتغيرة وجعلها تؤثر بشكل إيجـابي على هذه البيئة، وبالتالي القيـام بدور فعـال تجـاه تطور ونمو الاقتصـاد الوطني.
5- سعي الدولة الجزائرية للانضمام إلى المنظمة للتجـارة وما سينجر عنه من تحرير تدريجـي زمني ونوعي للتجارة في السلع والخدمـات وإلغـاء إجراءات الدعم للمؤسـسات المحلية، وبالتالي ستجد المؤسـسة الاقتصـادية الجزائرية نفسها أمـام منـافسة أجنبية شرسة.1
1-www.etudiantdz.com,,نفس المرجع السابق.
المبحث الثالث: المحيط الداخلي للمؤسسة الاقتصادية.
هو ما يتعلق بالتأثيرات داخل المؤسسة نفسها و التي تخص وظائفها الكبرى, كما يعرف أيضا على انه العملية التي يختبر من خلالها الإستراتيجيون عوامل التمويل, المحاسبة , التسويق, التوزيع, الإنتاج…
المطلب الأول: تعريف المحيط الداخلي للمؤسسة.
– محيط العمل الخاص بالمؤسسة و هو ذلك الجزء من المحيط الإداري الذي يتلاءم مع عملية وضع الأهداف الخاصة بالمؤسسة و يتكون هذا المحيط من خمسة مجموعات من المتعاملين, الزبائن, الموردين, العاملين بالمؤسسات, المنافسة بالإضافة إلى جماعات الضغط و التأثير كالحكومات و اتحادات العمل و غيرها .1
المطلب الثاني: مكونات المحيط الداخلي للمؤسسة.
1-التمويل: لأجل تمكن المؤسسة من القيام بعملية الإنتاج بأكمل وجه يجب
أن تتوفر لديها الأموال السائلة أو الصكوك أو الشبكات و جعلها تحت تصرفها و ضمان ما تحتاجه من رؤوس الأموال في الوقت المناسب أما في عدم توفير رؤوس الأموال في الوقت المناسب فان المؤسسة سوف تلجا إلى الاقتراض و ما يهمها في هذه الحالة هو سعر الفائدة حيث يجب أن يكون مقبولا ذلك أن قرارات المؤسسة تتأثر بتكلفة رأس المال تأثرا بليغا2
-الهدف من تحليل عناصر التمويل في المؤسسة هو معرفة نواحي المنشاة المالية إن كانت أقوى من منافسيها و كذا إن كانت تستطيع التماسك أطول آو التنافس بطريقة أكثر فاعلية بسبب قدرتها المالية. و مدى قدرتها على الاستقرار و مواجهة المنافسة و العوامل المالية ذات الأثر في هذه الناحية .3
2-التسويق: هي الوظيفة المعنية بتقدير احتياجات المستهلك, من اجل توجيه أنشطة البحث و التطوير و الإنتاج, لإنتاج السلع المطلوبة. و من اجل بيع تلك السلع بتحقيق فائض او ربح.4
– يعتبر التسويق بمثابة المركز السوقي الرئيسي للمؤسسة فعن طريقه يتم تحديد السوق المستهدفة حتى يكون امام المؤسسة فرصة لتصميم المنتجات 3
1- عبد النار حنفي.عبد السلام القحف, نفس المرجع السابق, ص:312
2- كمال سيد غراب, الإدارة الإنتاجية,عمادة شؤون المكتبات, عمان,الطبعة1,دون ذكر سنة النشر,ص:99
3-احمد عبد العزيز حسن, استراتيجية التسويق,دار وائل للطباعة و النشر, القاهرة,2001 , ص:17
4-د.محمد رفيق الطيب, مدخل للتسيير اساسيات, وظائف,تقنيات,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر,ج1, 1995, ص:116المطلوبة في السوق للتغلب على المنافسين و من اهم العوامل التسويقية في المؤسسة:
-معرفة هياكل المنافس.
-فاعلية نظام بحوث التسويق و كفاءته.
-مدى رغبة المستهلك في المنتوج.
-فاعلية الاعلان و الترويج و منافذ لتوزيع و مدى تفصيلتيها للسوق.
وتكمن مهمة مدير التسويق في دراسة المحيط التسويقي من عملاء و منافسين.
3-الانتاج: عوامل الانتاج في المؤسسة مزدوجة الارتباط بالمحيط الداخلي و الخارجي و هي تهتم بتخفيض تكلفة العمليات الكلية للمؤسسة و توفير الطاقة الانتاجية الازمة لمواجهة الطلب في السوق .1
4- الموارد البشرية:
العمل هو ذلك النشاط العالي الهادف الذي يبذله العاملون أثناء الإنتاج و الذي يهدف إلى وضع و سائل الإنتاج في حالة عمل فالمؤسسة في حاجة و بصفة دائمة إلى يد عاملة خبيرة و ذات تكوين جيد2.كما تختص وظيفة تسيير الموارد البشرية ب:
*شروط توظيف العمال, المختصين, البائعين و شروط العمل و المناخ الاجتماعي3, (العادات و التقاليد)لان كل هذا ينعكس كفاءة وحسن الأداء لذلك فان المؤسسة قبل أن تختار العامل في أي عملية إنتاجية تحدد قدراته و إمكانياته قبل كل شيء.2
المطلب الثالث: علاقة المحيط بالبيئة
يعتبر المحيـط بالنسبة للمؤسـسة بمثـابة الهواء بالنسبة للإنسـان، إذ لا تستطيـع البقـاء والاستمرار وهي منعزلة عنه.
فرغم التأثيـرات السلبية التي قد يؤثر بهـا على المؤسـسة فإنه قد يوفر لهـا كذلك فرصـا للنجـاح. والمؤسـسة بدورهـا تؤثر على المحيـط.وبذلك فالعلاقة بين المؤسـسة والمحيـط هي علاقة متبـادلة، والمسيـر الاستراتيجي بدوره 4
1-3-احمد عبد العزيز حسن, نفس المرجع السابق, ص:17-20
2- كمال سيد غراب, نفس المرجع السابق,ص99
3– د.عبد ارزاق بن حبيب نفس المرجع السابق, ص:44
4-www.etudiantdz.com, نفس المرجع السابق
عليه المحـافظة على بقـاء واستمرار مؤسـسته من خلال جعل تأثير المحيـط على نشـاط مؤسـسته إيجـابيـا، حتى يصل إلى تحقيق أهدافها، من خلال مـا يلي:
1- محـاولة التأقلم مع مختلف القوانـين التي تصنعهـا الدولة، من أجل تفـادي تأثيرهـا السلبي على السير العـادي لنشـاطها.
2- انتهـاج وتطبيق قواعد اقتصـاد السوق بهدف البقـاء والاستمرار في محيـط تسوده المنـافسة.
3- اعتمـاد آليـات السوق في تحديد أسعـار منتجـات بالمؤسـسات الوطنية لأن ذلك له دور أساسي في تسويق المنتوج، وبالتالي تلبية رغبة الزبـون وتحسـين سعة المؤسـسة في السـوق.
4- الاستغلال العقلاني للموارد المـالية المتـاحة أمـام المؤسـسة سـواء الداخلية، أو الخـارجية، بحيث يسـاعدهـا ذلك على التوسع والنمو.
5- التقليـل من التمويـن بالمواد الأوليـة من الخـارج.
6- محـولة تحسيـن علاقة المؤسـسة بالمورديـن.
7- مواكبة التطور التكنولوجي في جميـع المجـالات.
8- الاهتمـام بتكويـن العمـال وتدريبهم وتحفيزهم من أجل رفع إنتـاجية العمل وتحسيـن جودة المنتـوج، وبالتالي تخفيض تكلفة الإنتـاج للوحدة الواحدة، والاستعانة بالجـامعـات ومراكز التدريب المتخصصة.1