التصنيفات
تاريـخ,

معجم الحضارات السامية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معجم الحضارات السامية

الحجم : 22.9 MB

http://www.4shared.com/get/kNLd44On/___.html


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

عفوا، مصطلح السامية ليس وهما، ولا نظرية خرافية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد كثر الكلام في موضوع السامية واللغات السامية، فأود أن أدلي بدلو صغير في هذا الموضوع، كونه اختصاصي أو قريبا منه
لكن لابد من مقدمة موجزة عن اليهود
إن اليهود يتمسكون بأي شيء يثبت لهم أصلا؛ لأن الملك البابلي (نبوخذ نصّر: بختنصر) جمعهم من أنحاء الدنيا، ونفاهم إلى بابل، وفعل بهم أفاعيل جعلتهم يترحمون على فرعون، وكان من نتائج هذا ويعرف بـ (السبي أو الأسر البابلي) أن قضي عليهم، واستأصلت شأفتهم، وبادت لغتهم وكان هذا عام 586 قبل الميلاد، وأما زعمهم أن (بابل) سميت هكذا لتبلبل الألسنة، فهراء. وكل من درس اللغات السامية يعرف أنها كلمة أكدية مركبة من (باب + إيل) ومعناها باب الله، وكانت بهذا الاسم قبل أن يخلق الله اليهود. على أنه منذ ذلك الحين انقرضت اللغة العبرية، وسيطرت اللغة الآرامية؛ حتى إن تفسير التوراة – الذي يسمى (الترجوم) مكتوب – في معظمه بالآرامية لا العبرية. حتى إذا جاء عام 70م قضى الامبراطور الروماني جستنيان على البقية الباقية منهم، وأحرق هيكلهم، ودمر بيت المقدس. ومنذ ذلك التاريخ اختفت السلالة العبرية، ومعها اللغة ولم يبق إلا شماطيط لقطاء في كل بلد ثلة، ولم تقم لهم قائمة، حتى جاء هتلر – ولا أدري يجوز الترحم عليه – وكان يريد استكمال مسيرة أجداده، لكن القدر لم يمهله وإنما أحرق منهم مئتين أو ثلاثمئة للأسف، فاخترعوا أكذوبة الهولوكوست، التي يذلون بها العالم، حتى إذا جاء وعد بلفور 1917 كان ما تعلمون.
ورغم الآلة الإعلامية الضخمة، فلم يستطيعوا أن يجدوا نقشا يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، سوى قصيدة (دبورا) وحتى هذه مشكوك في وثاقتها، وتاريخها.
ولذلك فمكانة اللغة العبرية اليوم في الحضيض، وأما الذين يدرسونها فيركزون على العبرية الحديثة، لغة الطباعة والصحافة، أما العبرية القديمة، فقد انقرضت مع الديناصورات.
وفي سبيل البحث عن الأصل المزعوم – طبعا لترسيخ اقدامهم في فلسطين والأراضي العربية – فإنهم بعد انتصار أمريكا وبريطانيا – صاحبة الوعد في الحرب العالمية الثانية، ركزوا جهودهم لتجميع ما يمكن من الآثار القديمة، وإن لم يمكن فتدميرها، وقد سجل التاريخ الحديث – سوى الآثار المصرية، التي سرقوها في فترة الاحتلال – جريمتين:
1- في اليمن وفي عهد الإمام يحيى حميد الدين المتوفى 1949، جرت أكبر عملية ليس لتهريب الآثار بل لتصديرها؛ فقد استطاع السفير البريطاني أن – يقنعه بما أن أولئك الأقوام كفار – أن ما تركوه من آثار يعتبر أصناما في دين الإسلام، وأنتم قوم مسلمون فهاتوها لنا نحن الكفار، ووافق الإمام يحي؛ ولذا نجد في متحف لندن وحده ألفين وخمسمئة قطعة أثرية يمنية.
2- حينما وقع الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2022، طلب الموساد أن يسمح له بالمشاركة بعدد رمزي من ضباط وجنود، تركزت مهمتهم الأساسية في سرقة ما يتيسر من آثار العراق، وما لم يستطيعوا – كالرقم الطينية – فقد صدرت الأوامر بتتبيره وتدميره، وهذا ما حدث.
ولنأخذ صورة مصغرة عن خطورة هذه الجريمة، فيكفي أن نعرف أن الكتابة اختراع عراقي، وأن أقدم الكتابات ظهرت هناك، وهذا العلم يسمى (المسماريات) ومادته عبارة عن (رقم طينية) ورقم جمع رقيم وهو لوح من الطين المطبوخ كان العراقيون يكتبون عليه وقد ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }الكهف9، {كِتَابٌ مَّرْقُومٌ }المطففين20 وكان العدد المعلن من هذه الرقم – قبل الاحتلال – يتجاوز ثلاثة ملايين رقيم مرقوم، وقد بلغ طولها خمسة أميال، وقد بقيت آلاف السنين محفوظة، حتى جاء اليهود فقصفوها بالمدافع والدبابات.وقد كتب بعض الكتاب الغربيين في ذلك.
ومن المؤكد أن تدميرهذه الرقم كان أحد أهداف ومكاسب احتلال العراق.
كانت هذه المقدمة لنعرف أهمية هذا الموضوع عند اليهود خاصة، والغرب عامة.
ولنأت الآن إلى اصل الموضوع

وقد لاحظت أن كلام الرافضين لهذه النظرية، وهذا المصطلح تركز في الاعتراضات التالية:
الاعتراض الأول:
أنها نظرية غربية استشراقية يهودية، ، صاحبها المستشرق اللألماني اليهودي شلوتزر، وأنه أطلقها عام 1781.
والجواب: بل هي نظرية عربية إسلامية
وقد كان هذا الفهم السابق هو السائد والشائع لدى الدارسين، حتى قيض الله العلامة الدكتور/ رمضان عبدالتواب – رحمه الله – فأثبت في كتابه البديع (فصول في فقه العربية: 43-) – وهو متوفر على الشبكة – أنها نظرية عربية إسلامية، أول من قال بها الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى 175 هـ، فتضاف إلى اختراعاته واكتشافاته العبقرية، ونقل نقولات كثيرة من كتب التراث الإسلامي، وهاكم بعضها: ” وكنعان بن سام بن نوح.. إليه ينسب الكنعانيون وكانوا يتكلمون بلغة تقارب العربية” معجم العين للخليل 1/ 205، ” إلا أن الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية هي لغة مضر وربيعة لا لغة حمير لغة واحدة تبدلت بتبدل مساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي وإذا رام نغمة أهل القيروان ومن القيرواني إذا رام نغمة الأندلسي ومن الخراساني إذا رام نغمتها .. فممن تدبر العربية والعبرانية السريانية أيقن أن اختلافهما إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم، وأنها لغة واحدة في الأصل. وإذ تيقنا ذلك فالسريانية أصل للعربية وللعبرانية معا والمستفيض أن أول من تكلم بهذه العربية إسماعيل عليه السلام فهي لغة ولده والعبرانية لغة إسحاق ولغة ولده، والسريانية بلا شك هي لغة إبراهيم صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم بنقل الاستفاضة الموجبة لصحة العلم ، فالسريانية أصل لهما” الإحكام في اصول الأحكام لابن حزم 1/ 30، “وكثيراً ما تتوافق اللغتان لغة العرب ولغة الحبش في ألفاظ وفي قواعد من التراكيب نحوية كحروف المضارعة وتاء التأنيث وهمزة التعدية ” البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 4/ 167.
على أن الواقع: أنهم لم يكن لهم معرفة بشيء منها، وكان أضعف اتصال لهم هو باليمنية القديمة التي سموها الحميرية، وخير دليل على ذلك، هن: قول شيخ العربية وأحد القراء السبعة – أبوعمرو بن العلاء – “ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا، ولا عربيتهم بعربيتنا”
فرجاء منذ الآن..
من أراد أن يوجه نقدا فليوجهه إلى الأئمة الثلاثة: الخليل، وابن حزم، وأبي حيان.
فقد تبين أن هذه النظرية إنما هي من ضمن السرقات العلمية، التي سرقها الغرب في فترة النوم العربي. تماما كما سرق دوسوسير الفكر اللغوي من سيبويه، وابن جني، وعبدالقاهر الجرجاني.
فلنكف عن نسبة الفضل إلى ذلك اليهودي الأصلع المسكين، ولا تزعجوه بنظرية عظيمة كهذه؛ فهي كبيرة عليه وعلى أثلته، وهي شرف لا يدعيه.

الاعتراض الثاني:- أن هذه النظرية وردت في التوراة، وأن التوراة هي المصدر الأول للدراسات السامية.
والجواب: كان ماذا؟
وهل كل ما ورد في التوراة خطأ وغلط؟ إن التوراة – في الأصل – كلام الله، وفيها هدى ونور كما قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ }المائدة44. هي نعم محرفة، ولكن ليس بنسبة 100%. ومع ذلك، فنحن لا نتخذها دليلا البتة، لكن إن وجدنا فيها ما يسعف الفكرة، أوردناه لا على سبيل الاستدلال، لكن الاستئناس، تماما كما يفعل المشايخ مع الحديث الضعيف. وأهميتها بالنسبة لنا تكمن في أنها نص قديم لا أكثر. وقيمتها لغوية لا تاريخية، حتى اليهود أنفسهم لا يقدسونها؛ لأنهم يعرفون أكثر منا أنها محرفة، وأن أكثرها ليس من كلام الله، ولكنه من كلام حاخامتهم وأحبارهم. على أن المعلومة إذا ثبت خطؤها – ولو وردت في التوراة – فهي خطأ، ومثال ذلك أن التوراة جعلت الفينيقيين من أبناء حام لا سام، وذلك لأهداف سياسية معروفة. ومع ذلك فلا أحد يقول بهذا الرأي، والفينيقيون ساميون ما في ذلك شك.
أما المصدر الأول للدراسات التاريخية والآثارية واللغوية، فهو النصوص المكتوبة. بالنسبة للعربية القرآن، وبالنسبة لغيرها من الساميات النقوش، التي سبقت الإسلام بآلاف السنين، والتي لا سبيل إلى التشكيك والطعن في ثبوتها – كما هو الشعر الجاهلي مثلا – وإنما تختلف وجهات النظر في قراءتها ودلالتها، أما وجودها فثابت وقطعي. على أن النتائج يمكن أن تتغير، تبعا للاكتشافات الجديدة، بل إننا لم نفرغ بعد من دراسة وتحليل ما نشر من نقوش، ولدينا منشورا في اليمنية القديمة – وحدها– أكثر من عشرين ألف نقش، سوى ما لم ينشر. بعضها يعود إلى ما قبل الميلاد بألف سنة، وهذه تفيد جدا في معرفة الأطوار التي مرت بها العربية.

الاعتراض الثالث: ليس للسامية الأم ملامح معروفة.
الجواب:
بعد مرور قرون على تأسيس علم اللغة الحديث، استقر رأي الباحثين اليوم على أن البحث في نشأة اللغة الإنسانية، بحث غير ذي جدوى، ويفتقر إلى الأدلة العلمية؛ ولذا فإن البحث فيه، هو خارج الإطار اللغوي، يقترب من علوم أخرى سوى اللغة: كعلوم النفس، والاجتماع، والفلسفة.. بل إنه يعد تجديفا في الغيبيات، وما وراء الطبيعة ****physics، خاصة (نظرية الإلهام والتوقيف) [1] ولذا؛ فقد قررت الجمعية اللغوية في باريس: عدم مناقشة هذا الموضوع نهائيا، أو قبول أي بحث فيه [2] وكل ما نستطيع تقريره هنا: هو أن آدم عليه السلام تكلم، وعلى هذا فلا صحة للنظريات التي تزعم أن الإنسان الأول كان أبكم، وإنما كان يتحدث بلغة الإشارة، هذا أمر يتفق عليه أصحاب الديانات السماوية الثلاث، فقد جاءت إشارات إلى ذلك في التوراة والإنجيل، أما في التنزيل العزيز فيكفينا قوله {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31. غير أن الدرس السامي اليوم قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك -وبالأدلة النقشية التي لا سبيل إلى ردها، بعكس شواهد اللغويين والنحاة القدامى – أن ثمة ألفاظا مشتركة بين اللغات السامية (ومنها العربية الفصحى واليمنية القديمة) تبلغ المئات، بل إن الدكتور حازم كمال الدين قد تجاوز بعددها الألف كلمة مشتركة [3]. تلك الألفاظ – فيما يقرر الباحثون – هي أول ما لفت نظر اللغويين، ما حداهم إلى افتراض وجود لغة أم مشتركة، اصطلحوا عليها باسم (السامية الأم: Prorosemitic) وهم – كما يقول الدكتور رمضان عبدالتواب – مدركون أنها لا تخرج عن كونها افتراضا قابلا للتعديل في أي وقت [4] وإذا كانت السامية الأم مجهولة، فإن الصورة ليست بالقتامة التي يصورها نولدكه إذ يقول “وإننا نريد أن نوجه سؤالا لمن يظن أن إعادة البناء الكامل للغة السامية الأم – ولو بالتقريب – أمر ممكن، والسؤال هو: هل يستطيع أحسن العارفين باللهجات الرومانية كلها، أن يعيد بناء الأصل القديم لهذه اللهجات – وهو اللغة اللاتينية – لو فرض أنها غير معروفة الآن؟”[5] فإن مقارنة السامية الأم باللاتينية فيه قدر غير قليل من مجانبة الصواب؛ فإن السامية الأم قديمة قدم التاريخ، تعود أقدم نقوشها – كما يزعم المستشرقون أنفسهم – إلى الألف الثالث قبل الميلاد، أما اللاتينية فلا يتجاوز عمرها ربع تلك الفترة، ولذا فإن تصور السامية الأم أسهل بكثير من اللاتينية، لاسيما مع الكتاب المحفوظ الذي سفينة نوح عليه السلام بعد الطوفان، أم غيرها، فإنها ولاشك أقدم لغة عرفتها البشرية.
وكانت برزت في القرن الماضي نظرية اصطلح عليها بـ (الأصول الثنائية للغات السامية) وكان من القائلين بها الأب مرمرجي الدومنكي، حتى إنه ألف – في سبيل إثباتها، واستعراض بعض شواهدها – كتابه (المعجمية العربية على ضوء الثنائية والألسنية السامية) ويبدو أنه استقاها من ابن فارس في معجمه (مقاييس اللغة) ومهما وصفت بالمبالغات، فإن المقارنات السامية قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن ثمة ألفاظا مشتركة بين اللغات السامية، يغلب عليها أن تكون ثنائية تتكون من حرفين، بل إنه يوجد ألفاظ أحادية لا تزيد على حرف واحد، ولكن الغالب عليها – وليست العربية استثناء من ذلك – أن تكون ثلاثية، وإن كان العلماء القدامى يرون أن الثلاثي أقل أصول الاسم [6]، وأما تلك الألفاظ فتتمثل في:
1- أعضاء جسم الإنسان: يد – عين – راس – كف – (أف: أنف) – دم – رجل – سن.
2- أفراد الأسرة: أب – أم – أخ – خال – عم.
3- ظواهر كونية: ماء – سماء – شمس- يم – ليل – بر.
4- وظائف: رب – بعل – ملك – (إيل: إله).
5- أسماء أيام الأسبوع.
6- أسماء العدد.
7- أسماء حيوانات: شاء – كلب – جمل – ثور – ذئب.
8- أسماء أطعمة وأشربة: لبن – لحم.
9- الضمائر بنوعيها المتصلة والمنفصلة.
وغيرها مما يصطلح عليها اللغويون بـ (الحقول الدلالية) ، مما لا يمكن معه احتمال الصدفة، أو الاتفاق، وإنما يؤكد كل ما سبق ويقطع بالأصل الواحد، وإنما أصابها – في حال الاختلاف – تطور لغوي معين: صوتي كالإبدال، وتخفيف الهمز، أو صرفي كإدغام النون، أو نحوي، دلالي. فإن (حكيم – أنثى – حصان – أنف) في العربية يقابلها في العبرية مثلا (حاخام – إشا – سوس – أف) والسياسة التي نعرفها اليوم، هي متطورة من سياسة الخيل، والحصان في العبرية (سوس) وهكذا سائر اللغات السامية.

الاعتراض الرابع: الموطن الأول للساميين
أظنك تسلم معي أن قوم نوح كانوا سكان الجزيرة، وعلى هذا فطوفان نوح عليه السلام – كما يحكي القرآن
{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ }الصافات77 – أغرق أحد شيئين:
1- الأرض كلها، وهذا احتمال.
2- الجزيرة فقط، وهو الاحتمال الأقوى، والجزيرة قديما يعني اليمن والخليج.
وإذا كنتم تظنون أن عهد نوح عليه السلام قريب، فإليكم هذه المعلومة:
وجدت – في اليمن – مومياوات يعود تاريخها – كما يقول المتخصصون – إلى ثلاثمئة ألف سنة، وهذا معناه أن أقدم سلالة بشرية على الإطلاق – إنما ظهرت في اليمن
فاليمن ليست فقط أصل العرب، بل هي أصل البشرية جمعاء
وإليكم هذه النكتة: فبعد أن نشر التقرير الخاص بالمومياوات اليمنية، جن جنون اليهود، وكان من حسن حظهم أنه نشر بالألمانية التي لا يعرفها من غير الألمان إلا قليل. ولو أنه نشر بالإنجليزية لكانت القاضية. ومع ذلك فقد تمكنوا من الضغط على البعثة الأثرية، حتى بادرت للاعتذار في عدد تال خاص من تلك المجلة، بعوى أنه خطأ مطبعي، وتم مصادرة العدد الذي نشرت فيه المعلومة؛ ولم يعد له وجود فانقرض حتى من المكتبات العامة والخاصة. والحقيقة أنه لم يكن خطأ مطبعيا فقد كتب بالحروف لا الأرقام.. وهذه المعلومة من السرية بحيث لا يستطيع أحد إثباتها، ومعهم كل الحق الجماعة لم يجدوا لهم تاريخا قبل ألفين إلى ثلاثة آلاف سنة، وأنت تقول لي ثلاثمئة ألف. خلونا على الثلاثين نعمة ورضا
ومن المؤكد أن قوم نوح من اليمن؛ بأدلة، منها: أسماء آلهتهم؛ فإن (نسر – ود) وردا اسما لصنم في مئات النقوش السامية اليمنية وغيرها. و (يعوق – يغوث) جاءا على وزن الفعل المضارع، وكل لغوي يعرف أن هذا الوزن خاص باليمنية القديمة، لا يوجد في غيرها. وإن وجد فبتأثير يمني، كما هي مدينة (تنوخ) في سوريا التي يرجع إليها أبوالعلاء المعري. وأما . واليمن كانت – على مدى التاريخ – منطقة طرد لا منطقة جذب. وذلك لأن الأمطار فيها شحيحة، وإن هطلت فموسمية، وليس فيها أنهار كمصر والشام والعراق. خاصة أنها كزمزم لا تنضب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “النيل والفرات ينبعان من الجنة” أما اليمن فقد كانت منطقة جفاف وقحط وجدب؛ ولذلك فقد اخترع اليمنيون السدود؛ فالسد اختراع يمني مسجل، أما في سائر بلاد العرب، فلم يكن لها حاجة ، وبسبب هذا القحط والجدب، كانت الهجرات من اليمن إلى العراق ومصر وسوريا وفلسطين – وحتى إفريقيا السوداء – طلبا للكلأ والمرعى، فمن هنا الأصل اللغوي الواحد.
فاستقرت هناك حضارات يعود أصلها جميعا إلى اليمن، ولغاتها جميعا إنما هي لهجات من اللغة الأم التي كان يتكلمها قوم نوح، ولك أن تسميها ما شئت
فإن كان لك اعتراض على (السامية) فقد سبقك كثيرون: فالباحثون الذين يرفضون التسمية فقط لهم مصطلحات بديلة، منها: (الجزرية) نسبة إلى الجزيرة، و (العروبية) و (العاربة) لكن الأصل الواحد متفق عليه
ولم ينكره أحد، أما الخلاف في التسمية فوارد، ولذا قال علماؤنا قديما “لا مشاحة في الاصطلاح”

[1] الأساس في فقه اللغة العربية وأرومتها: 33
[2] المدخل إلى علم اللغة، د. رمضان عبدالتواب: 109
[3] في كتابه (معجم مفردات المشترك السامي في اللغة العربية)
[4] أصوات اللغة العربية، دراسة مقارنة باللغات السامية د. رمضان عبدالتواب
[5] اللغات السامية لنولدكه: 11
[6] ينظر مثلا المقتضب للمبرد 3/320


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

الدرس السادس للشيخ ابن عقيل عن اللغة العربية واللغة السامية

هذا درس الشيخ العلامة اللغوي ابو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري وهو الدرس السادس وكان عن اللغة العربية وعلاقتها باللغة السامية
وتحدث عن الصلاة انها توقيفية وعن ان قحطان وعدنان قبائل من ذرية اسماعيل عليه السلام
http://almktabah.blogspot.com/2010/06/blog-post_16.html