التصنيفات
الشعر والنثر

أنا العبد الذي كسب الذنوب

تعليم_الجزائر

"أنا العبد الذي كسب الذنوبا " هي من أشهر القصائد للشاعر جمال الدين صرصاري

أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا * * * وَصَدَّتْهُ الْأَمَانِي أَنْ يَتُوبَا
أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي أَضْحَى حَزِينًا * * * عَلَى زَلَّاتِهِ قَلِقًا كَئِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي سُطِرَتْ عَلَيْهِ * * * صَحَائِفُ لَمْ يَخَفْ فِيهَا الرَّقِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُسِيءُ عَصَيْتُ سِرًّا * * * فَمَا لِي الْآنَ لَا أُبْدِي النَّحِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُفَرِّطُ ضَاعَ عُمُرِي * * * فَلَمْ أَرْعَ الشَّبِيبَةَ وَالْمَشِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْغَرِيقُ بِلُجِّ بَحْرٍ * * * أَصِيحُ لَرُبَّمَا أَلْقَى مُجِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ السَّقِيمُ مِنْ الْخَطَايَا * * * وَقَدْ أَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ الطَّبِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُخَلَّفُ عَنْ أُنَاسٍ * * * حَوَوْا مِنْ كُلِّ مَعْرُوفٍ نَصِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الشَّرِيدُ ظَلَمْتُ نَفْسِي * * * وَقَدْ وَافَيْتُ بَابَكُمْ مُنِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْفَقِيرُ مَدَدْتُ كَفِّي * * * إلَيْكُمْ فَادْفَعُوا عَنِّي الْخُطُوبَا
أَنَا الْغَدَّارُ كَمْ عَاهَدْتُ عَهْدًا * * * وَكُنْتُ عَلَى الْوَفَاءِ بِهِ كَذُوبَا
أَنَا الْمَهْجُورُ هَلْ لِي مِنْ شَفِيعٍ * * * يُكَلِّمُ فِي الْوِصَالِ لِي الْحَبِيبَا
أَنَا الْمَقْطُوعُ فَارْحَمْنِي وَصِلْنِي * * * وَيَسِّرْ مِنْكَ لِي فَرَجًا قَرِيبَا
أَنَا الْمُضْطَرُّ أَرْجُو مِنْكَ عَفْوًا * * * وَمَنْ يَرْجُو رِضَاكَ فَلَنْ يَخِيبَا
فَيَا أَسَفَى عَلَى عُمُرٍ تَقَضَّى * * * وَلَمْ أَكْسِبْ بِهِ إلَّا الذُّنُوبَا
وَأَحْذَرُ أَنْ يُعَاجِلَنِي مَمَاتٌ * * * يُحَيِّرُ هَوْلُ مَصْرَعِهِ اللَّبِيبَا
وَيَا حُزْنَاهُ مِنْ نَشْرِي وَحَشْرِي * * * بِيَوْمٍ يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبَا
تَفَطَّرَتْ السَّمَاءُ بِهِ وَمَارَتْ * * * وَأَصْبَحَتْ الْجِبَالُ بِهِ كَثِيبَا
إذَا مَا قُمْتُ حَيْرَانًا ظَمِيئَا * * * حَسِيرَ الطَّرْفِ عُرْيَانًا سَلِيبَا
وَيَا خَجَلَاهُ مِنْ قُبْحِ اكْتِسَابِي * * * إذَا مَا أَبْدَتْ الصُّحُفُ الْعُيُوبَا
وَذِلَّةِ مَوْقِفٍ وَحِسَابِ عَدْلٍ * * * أَكُونُ بِهِ عَلَى نَفْسِي حَسِيبَا
وَيَا حَذَرَاهُ مِنْ نَارٍ تَلَظَّى * * * إذَا زَفَرَتْ وَأَقْلَقَتْ الْقُلُوبَا
تَكَادُ إذَا بَدَتْ تَنْشَقُّ غَيْظًا * * * عَلَى مَنْ كَانَ ظَلَّامًا مُرِيبَا
فَيَا مَنْ مَدَّ فِي كَسْبِ الْخَطَايَا * * * خُطَاهُ أَمَا أَنَى لَكَ أَنْ تَتُوبَا
أَلَا فَاقْلِعْ وَتُبْ وَاجْهَدْ فَإِنَّا * * * رَأَيْنَا كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبَا
وَأَقْبِلْ صَادِقًا فِي الْعَزْمِ وَاقْصِدْ * * * جَنَابًا نَاضِرًا عَطِرًا رَحِيبَا
وَكُنْ لِلصَّالِحِينَ أَخًا وَخِلًّا * * * وَكُنْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا غَرِيبَا
وَكُنْ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ جَبَانًا * * * وَكُنْ فِي الْخَيْرِ مِقْدَامًا نَجِيبَا
وَلَاحِظْ زِينَةَ الدُّنْيَا بِبُغْضٍ * * * تَكُنْ عَبْدًا إلَى الْمَوْلَى حَبِيبَا
فَمَنْ يَخْبُرْ زَخَارِفَهَا يَجِدْهَا * * * مُخَالِبَةً لِطَالِبِهَا خَلُوبَا
وَغُضَّ عَنْ الْمَحَارِمِ مِنْك طَرْفًا * * * طَمُوحًا يَفْتِنُ الرَّجُلَ الْأَرِيبَا
فَخَائِنَةُ الْعُيُونِ كَأُسْدِ غَابٍ * * * إذَا مَا أُهْمِلَتْ وَثَبَتْ وُثُوبَا
وَمَنْ يَغْضُضْ فُضُولَ الطَّرْفِ عَنْهَا * * * يَجِدْ فِي قَلْبِهِ رَوْحًا وَطِيبَا
وَلَا تُطْلِقْ لِسَانَكَ فِي كَلَامٍ * * * يَجُرُّ عَلَيْكَ أَحْقَادًا وَحُوبَا
وَلَا يَبْرَحْ لِسَانُكَ كُلَّ وَقْتٍ * * * بِذِكْرِ اللَّهِ رَيَّانًا رَطِيبَا
وَصَلِّ إذَا الدُّجَى أَرْخَى سُدُولًا * * * وَلَا تَضْجَرْ بِهِ وَتَكُنْ هَيُوبَا
تَجِدْ أُنْسًا إذَا أُوعِيتَ قَبْرًا * * * وَفَارَقْتَ الْمُعَاشِرَ وَالنَّسِيبَا
وَصُمْ مَا اسْتَطَعْت تَجِدْهُ رِيًّا * * * إذَا مَا قُمْتَ ظَمْآنًا سَغِيبَا
وَكُنْ مُتَصَدِّقًا سِرًّا وَجَهْرًا * * * وَلَا تَبْخَلْ وَكُنْ سَمْحًا وَهُوبَا
تَجِدْ مَا قَدَّمَتْهُ يَدَاكَ ظِلًّا * * * إذَا مَا اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْكُرُوبَا
وَكُنْ حَسَنَ السَّجَايَا ذَا حَيَاءٍ * * * طَلِيقَ الْوَجْهِ لَا شَكِسًا غَضُوبَا
فيا مولاي جد بالعفو وارحم * * * عبيداً لم يزل يشكي الذنوبا
وسامح هفوتي وأجب دعائي * * * فإنك لم تزل أبداً مجيبا
وشفِّع فيّ خير الخلق طراً * * * نبياً لم يزل أبداً حبيبا
هو الهادي المشفّع في البرايا * * * وكان لهم رحيماً مستجيبا
عليه من المهمين كل وقتٍ * * * صلاة تملأ الأكوان طيبا


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
الشعر والنثر

قصيدة أنا العبد

أنا العبد الذي كسب الذنوبا *** وصدته الأماني أن يتوبا

أنا العبد الذي أضحى حزيناً *** على زلاته قلقاً كئيبا

أنا العبد الذي سطرت عليه *** صحائف لم يخف فيها الرقيبا

أنا العبد المسيء عصيت سراً *** فمالي الآن لا أبدي النحيبا

أنا العبد المفرط ضاع عمري *** فلم أرع الشبيبة والمشيبا

أنا العبد الغريق بلج بحرٍ *** أصيح لربما ألقى مجيبا

أنا العبد السقيم من الخطايا *** وقد أقبلت ألتمس الطبيبا

أنا العبد المخلف عن أناسٍ *** حووا من كل معروفٍ نصيبا

أنا العبد الشرير ظلمت نفسي *** وقد وافيت بابكم منيبا

أنا العبد الحقير مددت كفي *** إليكم فادفعوا عني الخطوبا

أنا الغدار كم عاهدت عهداً *** وكنت على الوفى به كذوبا

أنا المهجور هل لي من شفيعٍ *** يكلم في الوصال لي الحبيبا

أنا المضطر أرجو منك عفواً *** ومن يرجو رضاك فلن يخيبا

أنا المقطوع فارحمني وصلني *** ويسر منك لي فرجاً قريبا

فوا أسفي على عمرٍ تقضى *** ولم أكسب به إلا الذنوبا

وأحذر أن يعاجلني مماتٌ *** يحير لهول مصرعه اللبيبا

ويا حزناه من نشري وحشري *** ليومٍ يجعل الولدان شيبا

تفطرت السماء به ومارت *** وأصبحت الجبال به كثيبا

إذا ما قمت حيراناً ظميا *** حسير الطرف عرياناً سليبا

ويا خجلاه من قبح اكتسابي *** إذا ما أبدت الصحف العيوبا

وذلة موقفٍ لحساب عدلٍ *** أكون به على نفسي حسيبا

ويا حذراه من نار تلظى *** إذا زفرت فأقلعت القلوبا

تكاد إذا بدت تنشق غيظاً *** على من كان معتدياً مريبا

فيا من مدّ في كسب الخطايا *** خطاه أما بدا لك أن تتوبا

ألا فاقلع وتب واجتهد فإنا *** رأينا كل مجتهدٍ مصيبا

وأقبِل صادقاً في العزم واقصد *** جناباً ناضراً عطراً رحيبا

وكن للصالحين أخاً وخلاً *** وكن في هذه الدنيا غريبا

وكن عن كل فاحشةٍ جباناً *** وكن في الخير مقداماً نجيبا

ولاحظ زينة الدنيا ببغضٍ *** تكن عبداً إلى المولى حبيبا

فمن يخبر زخارفها يجدها *** مخادعةً لطالبها حلوبا

وغض عن المحارم منك طرفاً *** طموحاً يفتن الرجل الأريبا

فخائنة العين كأسد غابٍ *** إذا ما أهملت وثبت وثوبا

ومن يغضض فضول الطرف عنها *** يجد في قلبه روحاً وطيبا

ولا تطلق لسانك في كلامٍ *** يجر عليك أحقاداً وحوبا

ولا يبرح لسانك كل وقتٍ *** بذكر الله ريّاناً رطيبا

وصل إذا الدجى أرخى سدولاً *** ولا تكن للظّلام به هيوبا

تجد أجرأ إذا أدخلت قبراً *** فقدت به المعاشر والنسيبا

وصم مهما استطعت تجده رياً *** إذا ما قمت ظمآناً سغيبا

وكن متصدقاً سراُ وجهراً *** ولا تبخل وكن سمحاً وهوبا

تجد ما قدمته يداك ظلاً *** عليك إذا اشتكى الناس الكروبا

وكن حسن الخلائق ذا حياءٍ *** طليق الوجه لا شكساً قطوبا

فيا مولاي جد بالعفو وارحم *** عبيداً لم يزل يشكي الذنوبا

وسامح هفوتي وأجب دعائي *** فإنك لم تزل أبداً مجيبا

وشفِّع فيّ خير الخلق طراً *** نبياً لم يزل أبداً حبيبا

هو الهادي المشفّع في البرايا *** وكان لهم رحيماً مستجيبا

عليه من المهمين كل وقتٍ *** صلاة تملأ الأكوان طيبا


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

تعليم_الجزائر


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .