التصنيفات
الأدب و اللغة العربية السنة الثانية ثانوي

الاستغاثة و الندبة

الاستغاثة

تعريفها :

نداء من يُخلِّص من شدة ، أو يعين على دفع مشقة .

نحو : يا لَلمؤمن لِلمظلوم ، يا لَلناس لِلفقير .

أحرف النداء التي تستعمل في الاستغاثة .

لا يستعمل في نداء المستغاث به سوى حرف النداء ” يا ” ، كما أنه لا يجوز حذفها من نداء

الاستغاثة .

مكونات جملة الاستغاثة :

تتكون جملة الاستغاثة من ثلاثة أجزاء :

1 ـ حرف النداء ” يا ” .

2 ـ المستغاث به : وهو من يُستنصَر به لتخليص المستنصِر من الشدة ، ويكون مجرورا في الأغلب الأعم بلام مفتوحة .

3 ـ المستغاث له : ويكون مجرورا بلام مكسورة

نحو : يا لَلكرام لِلمحتاجين .

يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

للكرام : اسم مجرور باللام المفتوحة في محل نصب ، لأنه منادى ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء ، لأنه تضمن معنى الفعل المحذوف : أدعو أو

أنادي .

للمحتاجين : اسم مجرور بلام مكسورة ، وعلامة جره الياء ، لأنه جمع مذكر سالم ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء .

أحوال المستغاث به : للمستغاث ثلاثة أحوال :

1 ـ أن يجر بلام مفتوحة غالبا كما أوضحنا آنفا .

2 ـ جواز حذف اللام ، والتعويض عنها بألف في آخر المستغاث .

نحو : يا قوما للمظلوم . ويارجلا للفقير .

يا قوما : يا حرف نداء ، وقوما منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف ، في محل نصب ، والألف عوض عن لام الجر المحذوفة ، حرف مبني لا محل له من الإعراب .

للفقير : جار ومجرور متعلقان بحرف النداء ” يا ” لأنه متضمن معنى الفعل أنادي .

ـ كما يجوز زيادة هاء السكت عند الوقف .

نحو : يا قوماه للمظلوم . وإعرابه كسابقه ، وهاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

3 ـ قد يبقى المستغاث على حاله كالمنادى .

نحو : يا قوم للمظلوم ، ويا مؤمن للفقير .

يا قوم : يا حرف نداء ، وقوم منادى مبني على الضم في محل نصب .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ لقد ذكرنا أن لام الجر التي في أول المستغاث غالبا ما تكون مبنية على الفتح ، وقلنا غالبا لأنه يجب بناؤها على الكسر في موضعين : ـ

أ ـ إذا كان المستغاث معطوفا ، ولم يتكرر معه حرف النداء .

نحو : يا لَلشباب ولِلشابات للوطن .

62 ـ ومنه قول الشاعر :

يبكيك ناء بعيد الدر مغترب يا لَلكهول ولِلشباب للعجب

يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

للشباب : اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والشباب اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء ” يا ” .

وللشابات : الواو حرف عطف مبني على الفتح ، واللام حرف جر مبني على الكسر ، الشابات اسم مجرور باللام ، وعلامة جره الكسرة ، وهو معطوف في محل نصب .

ب ـ إذا كان المستغاث يا المتكلم وجب كسر لام الجر .

نحو : يا لِي للمظلوم .

يا لي : يا حرف نداء ، لي اللام حرف جر مبني على الكسر ، ويا المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر ، وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء .

2 ـ إذا كان المستغاث مبنيا في الأصل بقي على حالة بنائه ، وقدرت عليه علامة الإعراب . نحو : يا لهذا للعاجز ، ويا لك للغريق .

يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا اللام حرف جر مبني على الفتح ، وهذا اسم إشارة مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء ” يا ” .

غير أنه يلاحظ من الإعراب السابق لاسم الإشارة ” هذا ” التكلف الواضح ، والتعقيد الذي وقع فيه كثير من النحاة ، ونرى ويرى بعض المعربين غير ذلك ، وذلك على النحو التالي :

يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا : اللام حرف جر زائد ن وهذا اسم إشارة منادى مبني على السكون في محل نصب . وبهذا نكون قد أخرجنا الجار والمجرور من التعلق ، لأن اللام زائدة .

ثالثا ـ المستغاث له :

هو من يستغيث من أجل تخليصه من الشدة ، ودفعها عنه ، ويجر بلام مكسورة .

نحو : يا للناس للفقير ، ويا للشباب للوطن .

فـ ” للفقير ” هو ما يعرف بالمستغاث له ، ويعرب جارا ومجرورا .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ ذكرنا سابقا أن لام المستغاث له يجب بناؤها على الكسر ، كذلك يجب بناؤها على الفتح إذا كان المستغاث له ضميرا غير ياء المتكلم .

نحو : يا للمعين لنا .

يا للمعين : يا حرف نداء ، للمعين اللام حرف جر ، ومعين اسم مجرور في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بـ ” يا ” .

لنا : اللام حرف جر مبني على الفتح ، و ” النا ” ضمير متصل مبني على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء ، أو الفعل المحذوف .

2 ـ إذا كان الاسم الواقع بعد المستغاث غير مستغاث له ، بل مستغاث عليه ، أي يطلب الانتصار عليه ، وليس له ، حذفنا اللام ، وجررنا بحرف الجر ” من ” .

نحو : يا لله من الكاذب .

63 ـ ومنه قول الشاعر :

يا للرجال ذوي الألباب من نفر لا يبرح الشرف الردى لهم دينا

يا لله : يا حرف نداء ، لله اللام حرف جر ، ولفظ الجلالة اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء .

من الكاذب : من حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، الكاذب اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء .

3 ـ لقد مر معنا أن لام المستغاث في الأغلب الأعم واجبة الفتح ، ولام المستغاث له واجبة الكسر ، والغرض من ذلك هو التفريق بين اللامين ، لأن اللام الأولى واقعة في غير موضعها ، لأن المنادى لا يحتاج إلى لام للدخول عليه ، ولورود اللام في غير موضعها كانت أولى بالتغيير ، لهذا فتحت بدلا من الكسر الذي هو أصل حركتها ، وعلى العكس من ذلك ، فاللام الواقعة في أول المستغاث لام واقع في مكانها ، وجارية على الأصل في استعمالها فبقيت لها حركتها الأصلية وهي الكسر .

4 ـ يجوز في تابع المستغاث المعرب وجهان :

أ ـ مراعاة المحل ، وبذلك جواز نصب التابع .

نحو : يا لأبطالِ العربِ الشجعانَ للأوطان .

يا لأبطال : يا حرف نداء مبني على السكون ، لأبطال اللام حرف جر مبني على الفتح ، وأبطال منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الكسرة الناتجة عن حرف

الجر ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء ، وأبطال مضاف ، والعرب مضاف إليه مجرور بالكسرة .

الشجعان : صفة لأبطال منصوب على المحل بالفتحة الظاهرة .

ب ـ مراعاة اللفظ ، وبذلك جواز الجر .

نحو : يا لأبطالَ العربِ الشجعانِ للأوطان .

فـ ” الشجعان ” صفة لأبطال مجرور على اللفظ ، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة .

5 ـ أما تابع المستغاث المبني في الأصل ، فيعرب تابعا على اللفظ ، أي يجب فيه الجر . نحو : يا لَهذا المؤمنِ للمظلوم .

يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا اللام حرف جر مبني على الفتح ، وهذا اسم إشارة مبني على السكون مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بعلامة البناء الأصلي في محل نصب منادى .

المؤمن : بدل من اسم الإشارة مجرور على اللفظ .

6 ـ إذا كان السم الواقع بعد اللام غير عاقل فلا يصح أن يكون مستغاثا به ، لذلك جاز فتح اللام وكسرها .

نحو : يا لَلعار ، ويا لِلعجب .

فإذا اعتبرنا اللام مفتوحة كما في المثال الأول كان الاسم مستغاثا به ، أي مجرورا باللام في محل نصب منادى ، والتقدير : يا عار احضر فهذا أوانك .

أما إذا اعتبرنا اللام مكسورة كما في المثال الثاني ، كان الاسم مستغاثا له ، أي : مجرورا باللام فقط ، ويكون معناه : يا لقومي للعار .

ثانيا ـ الندبة

تعرفها : هي نداء المتفجع عليه ، أو المتوجع من .

مثال المتفجع عليه : وا محمدُ ، وا عليُّ .

ومنه قول الشاعر يرثي عمر بن عبد العزيز :

حملت أمرا عظيما فاصطبرت به وقمت فيه بأمر الله يا عمرا

وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

محمد : منادى مندوب مبني على الضم في محل نصب .

ومثال المتوجع منه : وا مصيبتاه ، وا حسرتاه .

64 ـ ومنه قول الشاعر :

فوا كبداه من حب من لا يحبني ومن عبرات ما لهن فناء

65 ـ ومنه قول المتنبي :

وا حر قلباه ممن قلبه شَبِمُ ومن بسمي وحالي عنده سقم

وا مصيبتاه : وا حرف نداء وندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب ,

مصيبتاه : مصيبتا منادى مندوب مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة الألف في محل نصب ، والهاء هاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

حروف النداء المستعملة للندبة :

لا يستعمل من حروف النداء للندبة سوى حرفي النداء ” وا ” ، و ” يا ” .

أما الأول فيستعمل بدون شروط .

والثاني يجب ألا يكون هناك لبس عند استعماله ، ومنه بيت جرير السابق الذي يرثي فيه عمر بن عبد العزيز .

فوائد وتنبيهات :

1 ـ المندوب حكمه حكم المنادى من حيث الإعراب .

ينصب إذا كان مضافا ، أو شبيها بالمضاف ، أو نكرة غير مقصودة .

ويبنى على الضم إذا كان علما مفردا ، ويبنى على ما يرفع به إذا كان نكرة مقصودة ، أو علما

مثنى ، أو مجموعا جمع مذكر سالما .

2 ـ الغالب في المندوب زيادة ألف في آخره مفتوح ما قبلها ، كما يزاد هليها هاء عند الوقف كما مثلنا سابقا ، ومنه : وا سيداه ، وا رأساه ، وا حسرتاه .

كما أن الألف المذكورة قد تزاد على المضاف إلى المندوب .

نحو : وا حر قلباه ، وا عبد المجيداه .

وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون .

عبد المجيداه : منادى مندوب منصوب الفتحة ، وهو مضاف ، والمجيد مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها حركة المنسبة على الألف ، والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء للسكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ومن شروط زيادة ألف المندوب ألاّ تؤدي إلى لبس ، فإذا أدت إلى إليه لزم الأتيان بحرف مد آخر . نحو : وا أخاكِ .

وهذا تفجع على ” أخ ” مضاف إلى ضمير المخاطبة ، فإذا زدنا الألف قلنا :

وا أخاكا . فالتبس الأمر بـ ” أخ ” المضاف إلى ضمير المخاطب ، لذلك وجب القول : وا أخاكي .

وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون .

أخاكي : منادى مندوب منصوب الألف ، لأنه من الأسماء الستة ، وأخا مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ، والياء حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

3 ـ إذا كان المندوب مضافا إلى ياء المتكلم الساكنة ، جاز حذفها ، وجيء ألف الندبة مفتوحا ما

قبلها .

نحو : وا غلامي . تقول : وا غلاما .

وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون .

غلاما : منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة للألف ، والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وغلام مضاف ، والياء المحذوفة في محل جر مضاف إليه .

كما يجوز فتح ” ياء ” المتكلم ، وزيادة ألف الندبة بعدها مع ” هاء ” السكت ، أو بدونها .

نحو : واغلامياه ، أو وا غلاميا .

ويجوز إبقاء ” الياء ” دون حذف ، أو تغيير .

نحو : وا غلامي ، وا حسرتي .

4 ـ أما إذا كان المندوب المضاف إلى ياء المتكلم منتهيا بألف مثل : موسى ، ومصطفي ، وليلى وجب إبقاء الياء مع بنائها على الفتح .

نحو : وا موسايَ ، وا مصطفايَ ، وا ليلايَ .

كما يجوز إلحاق ألف الندبة ، وها السكت .

نحو : وا موساياه ، وامصطفاياه ، وا ليلاياه .

منقول “


بارك الله فيك

بارك الله فيك