التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

البلاغة في سورة الفاتحة

قال أبو حيان في تفسيره « البحر المحيط » :
« وقد انجرّ في غضون تفسير هذه السورة الكريمة من علم البيان فوائد كثيرة لا يهتدي إلى استخراجها إلاّ من كان توغّل في فهم لسان العرب ، ورُزق الحظّ والوافر من علم الأدب ، وكان عالماً بافتتان الكلام ، قادراص على إنشاء النثار البديع والنظام ، وفي هذه السورة الكريمة من أنواع الفصاحة والبلاغة أنواع :
النوع الأول : حسنُ الافتتاح وبراعة المطلع ، وناهيك حسناً أن يكون مطلعها مفتتحاً باسم الله ، والثناء عليه بما هو أهله من الصفات العليّة .
النوع الثاني : المبالغة في الثناء وذلك العموم ( أل ) في الحمد المفيد للاستغراق .
النوع الثالث : تلوين الخطاب في قوله : { الحمد للَّهِ } إذ صيغته الخبر ومعناه الأمر أي قولوا : الحمد لله .
النوع الرابع : الاختصاص باللاّم التي في ( لله ) إذ دلّت على أنّ جميع المحامد مختصة به تعالى إذ هو مستحق لها جلّ وعلا .
النوع الخامس : الحذف وذلك كحذف ( صراط ) من قوله تعالى : { غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم وَلاَ الضآلين } التقدير : غير صراط المغضوب عليهم ، وغير صراط الضالين .
النوع السادس : التقديم والتأخير في قوله : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وكذلك في قوله : { غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم وَلاَ الضآلين } وقد تقدم الكلام على ذلك .
النوع السابع : التصريح بعد الإبهام وذلك في قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم * صِرَاطَ الذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } حيث فسّر الصراط .
النوع الثامن : الإلتفات وذلك في قوله : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدنا الصراط المستقيم } .
النوع التاسع : طلب الشيء وليس المراد حصوله بل دوامه واستمراره وذلك في قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم } أي ثبتنا عليه .
النوع العاشر : التسجيع المتوازي وهو اتفاق الكلمتين الأخيرتين في الوزن والرّوي وذلك في قوله تعالى : { الرحمن الرحيم . . . الصراط المستقيم } وقوله { نَسْتَعِينُ . . . وَلاَ الضآلين } .

التصنيفات
لغــة وأدب عربي

مكتبة البلاغة و العروض

تعليم_الجزائر
مكتبة البلاغة و العروض
صورة المكتبة
تعليم_الجزائر
رابط التحميل
http://www.4shared.com/file/Dn8Z9_31/___.html
تعليم_الجزائر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم على هذه المشاركات المميّزة
جعلها الله في موازين حسناتكم
في المتابعة إن شاء الله

</object

التصنيفات
لغــة وأدب عربي

امتحان مادة البلاغة السنة الأولى


امتحان مادة البلاغة

السنة الأولى
جامعة الجلفة

السؤال الأول :
يقول الشاعر:

حتى متى أنت في لهوا وفي لعب**** و الموت نحوك يهوي فاغرا فاه
ما كل ما يتمنى المرء يدركه **** هربّ امرئ حتفه فيما تمناه
إن المنى لغرور ضلة و هوى **** لعل حتف امرئ فيما تمناه

استخلص الأساليب البلاغية المختلفة – في ضوء ما درست –،و حدّد أنواعها مع التعليل ؟

السؤال الثاني :
عرف المصطلحات البلاغية الآتية: “فصاحة المفرد”، ” قصر حقيقي ” ، ” مسند إليه ” ، “عموم السلب” ، ” خبر طلبي” .

السؤال الثالث :
املأ الفراغات بالإجابة المناسبة :
البلاغة هي مطابقة الكلام ………………. مع فصاحته ، والكلام خبر إنشاء ، فاخبر هو …………….و الإنشاء ……………… .
يتكون الإنشاء الطلبي من ………….. وله أربع صيغ ،………….. و …………و أما الأساليب الإنشائية غير الطلبية فهي ………… .



التصنيفات
لغــة وأدب عربي

البلاغة القديمة والاسلوبية الحديثة


البلاغة القديمة والأسلوبية الحديثة

تداخل الحدود بين الأجناس الأدبية في النصف الثاني من القرن العشرين
عمان: «الشرق الأوسط»
عن اتحاد الكتاب العرب صدر اخيرا «قراءات في الادب والنقد» للدكتور شجاع مسلم العاني يتضمن دراسات نقدية في القصيدة المعاصرة وفي الرواية وفي التفكيكية والنص والاسلوبية وقضايا اخرى في النقد العربي المعاصر.

يشير المؤلف بداية الى نشوء قارئ جديد وقراءة جديدة بفعل التقدم العلمي والحضاري والثقافي الذي كان من نتائجه ازدياد القدرة التحليلية عند القراءة والتي كان من نتائجها عزوف القراء عن الشعر والعروض معا مما دفع بالشعراء بالمقابل الى ان يولجوا هذا القارئ المثقف الى «ساحة غير المعقول».

ويرى ان «التسلسل التاريخي» الذي كان فخر الانسان الحديث منذ فجر النهضة قد تحول لدى كتاب وشعراء القرن العشرين الى عالم لازمني من الاساطير والخيال الموضوعي التاريخي استحال الى خيال اسطوري خال من الزمان التاريخي وهذا العالم الاسطوري اللازمني هو بالذات ما يمثل المضمون العام للادب الحديث ويقترح لغته.

واذا كانت البلاغة القديمة ـ كما يشير المؤلف ـ قد توقفت في مناقشتها لهذه الظاهرة عند حدود الجملة فان الاسلوبية الحديثة اكدت دراستها في الخطاب الى جانب الجملة اذ صار هذا الخطاب لدى العديد من شعراء قصيدة الحداثة خاليا من التسلسل الفكري والعقلي وهو يرى ان الشعر العربي عرف ظاهرة الانقطاع واليه يعود اختراع الظاهرة قبل الشعر الغربي وفي هذا الصدد يشير الى ما نقله (جان كوهن) في كتابه (بنية اللغة الشعرية) من مقطوعة من الشعر العربي تعود الى القرن الثالث عشر الميلادي وهي مقطوعة تعبر عن فلسفة الزهد تقول ابياتها: ان الكائن لا يمكن تملكه، وكل ما يمكن تملكه هو مظهره وحسب، ولكن الشاعر يقطع حديثه عن الكائن البشري ليقحم الطبيعة اقحاما غير مسوغ في عالم الانسان بجملة يقولها الشاعر (والشفق هادئ والدنيا صامتة) ويقول المؤلف ان هذا النمط من الانقطاع اي اقحام الطبيعة في الدراما الانسانية او العكس يعد من ابرز اشكال الانقطاع في قصيدة الحداثة ويأخذ الانقطاع في قصيدة الحداثة شكلين ويتم باسلوبين يكمل احدهما الاخر فالشاعر قد يتحدث عن موضوع معين ولكنه يهمله ليتحدث عن موضوع اخر لا علاقة بينه وبين الموضوع الاول ولا يجمع بينهما اي جامع عقلي واضح وبهذا يقطع التسلسل الفكري في القصيدة حتى وان استخدم حروف العطف المقرونة كأدوات للربط بين الجمل الشعرية او ان يترك جمله الشعرية مستقلة عن بعضها. وفي الحالتين نكون ازاء بنية في لغة القصيدة التي اطلق عليها المؤلف (الانقطاع) ومثل لهذين الاسلوبين بنماذج من الشعر الحديث كما مثل بنماذج من هذا الشعر للانقطاع داخل الجملة نفسها فضلا على الخطاب.

وحين تناول سرد الشعر وشعرية السرد في القصيدة السردية اكد ان السردية تتحكم في كل خطاب مهما كان نوعه ولا يقتصر وجودها على الاجناس الادبية حسب بل يمتد ليشمل التاريخ والسينما التي تخضع في كل جنس ادبي وكل فن للقوانين البنيوية لذلك الجنس او الفن.

ويقول: اذا كان السرد الفني هو مجرد احتمال فان القصيدة الغنائية على مستوى الصيغة جنس غير نقي وكما ان وجود رواية او قصة قصيرة بلا حوار هو استثناء كذلك فان خلو قصيدة غنائية من السرد هو استثناء ايضا.

ويخلص عبر تطبيقاته الى ان الفروق بين الشعر الغنائي والاجناس الاخرى هي فروق او حدود لا تتسم بالصلابة ولا سيما في النصف الثاني من القرن العشرين الذي شهد تداخل الحدود بين الاجناس الادبية من جهة وتداخل الحدود بين هذه الاجناس والفنون عموما من جهة اخرى وقد ادى ذلك الى نشوء ما دعي بـ(النص) و (النص المفتوح) ولم يعد من قبيل المصادفة ان يستعمل الشعر والتخييل الحديثان صنعات متشابهة ويعرضان ما هو في جوهره نوع واحد من التنظيم.

وانتقل بعد ذلك الى ـ دراسة في بلاغة التناص الادبي ـ ليشير الى انه اذا كان التناص هو قانون النصوص جميعا وهو كالهواء والطعام والشراب بالنسبة للمنشئ والقارئ معا فان بعضهم يرى ضرورة الفصل بينه مصطلحا وبين مصطلحات اخرى كالسرقة والادب المقارن والمثاقفة ودراسة المصادر تجنبا للخلط وتوخيا للدقة العلمية.

وفي ما يخص القصة والرواية فان الحداثة اذا كانت تحاول عبثا الغاء الماضي واساليبه الادبية وابتكار اساليب ادبية مما لا يتقيد بأنماط سائدة ولا معايير مطردة فان ما بعد الحداثة تعود الى كل حقب التاريخ بروح متهكمة وساخرة والى الاساليب التي عرفها الادب في الماضي وبفعل هذه العودة اصبح تأمل النص لذاته اسلوبا شائعا في الرواية.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

ترك ورقة امتحان البلاغة خالية ونجح .!!؟؟

ترك ورقة الامتحان خالية ونجح…!!؟؟

قصة طريفة حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية
واسمه بشير فبعد انتهاء مادة البلاغة قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الإجابة
وكعادته ما أن يمسك الورقة حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول
ومن ثم السؤال الثاني وهكذا ..

وفي بعض الأحيان يلحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالاً أو سؤالين بدون إجابة
وهو أمر معتاد إلا أن ما أثار استغرابه ودهشته ورقة إجابة أحد
الطلاب تركها خالية…!؟ لم يجب فيها على أي سؤال ووضع بدل الإجابة
القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان
*****

أبـشـيـر قل لي ما العمل …واليأس قد غلب الأملْ

قـيـل امـتـحان بلاغـة … فحسبته حــان الأجلْ

وفزعت من صوت المراقب …إن تنحـنح أو سعـلْ

وأخذ يجول بين صفوفنـا … ويصول صـولات البطلْ

أبشير مـهـلاً يـا أخـي … مــا كل مسـألة تحلْ

فـمـن الـبـلاغة نـافع … ومن البــلاغة ما قتلْ

قـد كـنـت أبـلد طـالب … وأنــا و ربي لم أزلْ

فـإذا أتـتـك إجـــابتي … فيها السؤال بدون حلْ

دعها وصحح غيرهــــا… والصفر ضعه على عجلْ

فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطائه درجة النجاح في مادة البلاغة
لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة متوفر
في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة والبديعة.

منقول


شكرا على هذا الموضوع رغم اني شاهدته من قبل

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

العلم المظلوم علم البلاغة



كتبه الشيخ/ أبو مالك العوضي -حفظه الله-
هنا

هذا العلم (علم البلاغة) مظلوم بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.

فقد ظُلِم هذا العلم في معرفة قدره.. وظلم في دراسته.. وظلم في تطبيقه..
ظلم من حملته، وظلم من أعدائه..
ظلم من القدماء، وظلم من المعاصرين..
ظلم من العلماء، وظلم من طلبة العلم..

مع أن هذا العلم يكاد يكون أهمَّ العلوم؛ لأنه هو الآلة التي تمكننا من فهم النصوص الشرعية فهما صحيحًا، وكذلك هو الآلة التي تمكننا من تقرير إعجاز القرآن الذي هو أساس الشرع.

أما الظلم في معرفة قدره:
فسببه أن أكثر الناس يظنونه شيئًا كماليًّا، لا يلزم طالبَ العلم أن يدرسه، وإنما غايته تحسين الكلام، ومعرفة البيان، وأن تقول إذا سمعت شعرًا (يا سلام)!

وأما الظلم في دراسته:
فبأن سُلك به غير سبيله الصحيحة، فصار أصحاب يونان هم أئمته وأعلامه، وصارت مادتُه مستقاة من كلام أرسطو وأتباعه، بدلا من أن يُبتنى على كلام العرب وأصوله، وعوضًا من أن يستقى من كلام الأدباء والبلغاء العرب الخلص الذين أفنوا أعمارهم في الفحص عن كلام العرب وتأمله حتى صار لهم كالسليقة لا يستطيعون عنه تحولا.

وأما الظلم في تطبيقه:
فلو طبق هذا العلم على مسائل الفقه لتغير حالُه، ولقل الخلافُ فيه، ولظهر وجهُ الحق جليًّا واضحًا، ولبطلت أقوالٌ كان لها من الشهرة ما كان، ولظهر فسادُ بعض الاستنباطات التي سارت بها الركبان.

وأما ظلمه من حملته:
فلأن أكثرهم ليسوا من الفقه في شيء، فلم يطبقوا كلامهم على نصوص الشرع ومسائله، وإنما جعلوا جل همهم الموازنة بين فلان وفلان من الشعراء، والحكم بتقديم فلان على فلان من الأدباء، وهذا لا بأس به في نفسه، ولكن لا شك أن الأهم تطبيق ذلك على مسائل الشرع.

وأما ظلمه من أعدائه:
فما أكثرَهم! وما أكثرَ دعاواهم وأباطيلهم!

فتارة يتعاطون منه ما لا يحسنون، فيفسدون أكثرَ مما يصلحون، وتارة يعترضون عليه بما يجهلون؛ إذ كل امرئ عدو ما يجهل، فصاروا حربًا عليه وعلى حملته، تارة بالتصريح وتارة بالتلويح.

وأقلهم ضررًا من يعلن العداوة ويقول: هذا علم غث لا فائدة فيه ترتجى، ولا نائل من ورائه يبتغى!

وأكثرهم ضررًا من يقول: هذا العلم أضر على الشرع من أعدائه، إذ جاء بالأقوال الباطلة والمذاهب الفاسدة، فيظن أن دخول الفساد في هذا العلم بسبب ذاته، وراجع إلى أصله!!

وما درى أن الفساد إنما دخله –كأي علم- من دخول غير أهله فيه، ومن استمداده من غير مصادره الصحيحة، ومن تشقيق القول بالتجويز العقلي دون الاستقراء النقلي لكلام العرب.

وأما ظلمه من القدماء:
وهو أقل ما ظلم، فبأن أكثرهم اكتفى في قواعده بالتلويح دون التصريح، فلم يضعوا فيه كتابًا واضح المعاني سالم المباني، يقتفي فيه المتأخرُ أثر المتقدم فيشكر سعيه ويسير على خطاه، بل جعلوا كلامهم رمزًا، فلا يستطيع الوصول إلى مغزاه إلا من أفنى عمره في تحصيله.

ولعل عذر القدماء في هذا أنهم بذلك قد سدوا على غير أهل هذا الفن أن يدخلوا فيه، ولذلك لم يظهر أهلُ الادعاء في هذا العلم إلا بعد أن صار قوانين محفوظة!

وأما ظلمه من المعاصرين:
فلأنك نادرًا ما تجد فيه متخصصًا إلا وهو عن علوم الشرع بمعزل، فلا يخطر بباله أن يطبقه على علوم الشرع، ولا يرد على خاطره أنه يؤسس كثيرًا من كلامه مخالفًا لأصول الشرع وفروعه.

وأما ظلمه من العلماء:
فلأنهم لا ينصحون الطلبة بدراسته، ولا يحثونهم على التعمق فيه، وربما كان هذا بسبب أن بضاعتهم فيه مزجاة، أو أنهم ينتمون إلى فئة المشنعين على أهله وطالبيه.

وأما ظلمه من طلبة العلم:
فلأنهم لا يسمعون نصيحًا في دراسته إن وجدوه، ولا يلقون له بالا إن سمعوه، ولا يعرفون أهميته وخطره حتى إن فرض عليهم فرضا!

وليت شعري ماذا يفهم اللبيب الذكي والنجيب الألمعي إذا قرأ في كلام أهل العلم أن القرآن يحتوي على أبلغ البلاغة وأفصح الفصاحة، وماذا يفهم إذا سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب، وقد أوتي جوامع الكلم؟

أيفهم من هذا أن نصوص الشرع قد تأتي مخالفة لقوانين البلاغة، أو قد تأتي على وجوه ضعيفة من البيان والفصاحة؟!!
أيفهم من هذا أن النصوص الشرعية يمكن أن تفسر تفسيرًا يجعلها أشبهَ بكلام السفهاء من كلام العقلاء؟
أيفهم من هذا أن النصوص الشرعية يمكن أن تفهم فهمًا يجعلها أقرب إلى سفساف القول ومستهجن الكلام منها إلى كلام عقلاء العرب فضلا عن أفصح العرب، فضلا عن الخالق العظيم؟!

إن من يفهم هذا الفهم لا يحتاج إلى أن يُكلّم ولا أن يُناظَر؛ لأنه قد خرج عن الإنسانية، فصار أقرب إلى الحيوانية.

ولولا أن لازم المذهب ليس بمذهب، لصار هذا الوصفُ واقعًا على كثير من المنسوبين للعلم، إلا أن كلام غير أهل الفن لا يحسب على أهله، ولا يطعن به على غير أهله.

والأمر مسلّم لكل أهل فن في فنهم لا يَشْرَكهم فيه غيرهم؛ لأن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وكم رأينا ونرى وسنرى من هذا ما لا يحصى ولا يعد!!

بل رأينا ما هو أعجب!! رأينا من يزعم أن كلام أهل الفن في فنهم ليس بلازم!! ويمكن أن يخالفهم من ليس من أهل هذا الفن!

فلا يمتنع -عند هؤلاء- أن يخالف الطبيبُ أهلَ النحو فيأتي بقول في النحو لم يقل به أحد من أهل النحو، ويكون هو الحق الذي لا محيد عنه!
ولا يمتنع أن يخالف النحوي أهل الطب فيأتي بقول في الطب لم يقل به أحد من أهل الطب، ويكون هو القول الصحيح الذي لا يصح غيره!

ولا أعلم خطلا أبعدَ من هذا القول، ولا ضلالا أعظمَ منه؛ لأنه يؤدي إلى ترك الثقة بكل شيء في الوجود، فلا يوجد عند هؤلاء شيءٌ معلوم موثوق في العلم به، ولا يوجد شيء عند هؤلاء يرجع إليه عند الاختلاف، وحاصلُ قولهم يئول إلى تساقط الأدلة والتساوي بين المذاهب.

ولا أريد أن يفهم من كلامي السابق أنني أزعم أن جميع من على ظهر الأرض قديمًا وحديثا قد ظلموا هذا العلم، فإن هذا الفهم بعيد تمامًا عن الصواب، ولا يحتمله كلامي أصلا.

وإنما المراد قلة السالكين لهذه المسالك، وندرة الباحثين عن هذه الدقائق، وقديمًا قيل: إن (علم البيان لا نضج ولا احترق)، والمراد بذلك أن الكلام فيه قليل جدًّا إذا قسناه إلى الكلام في غيره من العلوم، فإنك إذا بحثتَ عن كتب البلاغة لا تكاد تصل بها إلى مائة كتاب إلا بعد شق الأنفس، وأكثرها للمتأخرين، في حين إن كتب كل من الحديث والتفسير والفقه بالألوف، بل قد تجد في المسألة الواحدة عشرات الكتب المفردة فيها.

أخي الكريم!
إذا علمت أن هذا العلم مظلوم، فهلاّ كنت ناصرًا للمظلوم؟!

كتبه الشيخ/ أبو مالك العوضي -حفظه الله-
هنا


موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

إسطوانة البلاغة محاضرات مرئية و صوتية لدكتور محمد حسن عثمان

السلام عليكم

إسطوانة البلاغة محاضرات مرئية و صوتية لدكتور محمد حسن عثمان

الإسطوانة كامل على mediafire

http://www.mediafire.com/?sharekey=0…217c73094ddc3b

كل اسطونات التي وضعتها فديو صوت وصورة


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

تعرف على اول كتاب في البلاغة العربية

السلام عليكم
كتاب البديع لعبد الله بن المعتز:
يعد كتاب “البديع” لـ:عبد الله بن المعتز أول مؤَّلف في البديع و صَنْعَة الشعر، كما أجمع على ذلك جميع الباحثين، فهو على رأس قائمة كتب “ابن المعتز” بالنظر إلى اختصاصه لهذا الفن، و يعد فاتحاً جديد و يعترف بذلك “ابن المعتز” نفسه من خلال قوله:
“و ما جمع فنون البديع ولا سبقني إليه أحد”[1] كما يعد سببا من أسباب تأليف “ابن المعتز” لكتابه “البديع”.
أما عن موضوع كتاب “البديع”؛ فهو ذكر لألوان البديع، وشواهدِها فنجد المؤلف يذكر ما أُثِرَ للون البديعي من شاهد في كتاب الله ، ثم في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم في كلام الصحابة و سواهم ثم يليهم كلام الأعراب و بلغاء الكُتاب، ثم يذكر كثيرا مما أُثِرَ من شواهد في الشعر العربي:” الجاهلي، الإسلامي، شعر المحدثين” و ينتهي في الأخير يذكر ما عِيب من شواهد الكلام على هذا اللون المتكلفة و الخارجة عن حدود البلاغة و سحر البيان[2].
يرى الدكتور “إبراهيم سلامة ” أن رقة “ابن المعتز” في شعره و حياة النعمة و الرفاهية اللتين كان يتقلب في عطفيهما أحد أسباب تأليفه لهذا الكتاب[3] .
إضافة إلى ما تقدم نجد من أسباب تأليف “ابن المعتز” لهذا الكتاب، هو محاولة تحديده أصول هذا الفن، الرد على “أبي تمام” و من لفَّ لفَّه في دعواهم اختراع هذه الأنواع البيانية و البديعية([4]) و نجد “ابن المعتز ” ذكر هذا في كتابه فيقول :” ليعلم أن بشارًا و مسلماً و أبا نواس، و من تقيلهم(*) و سلك سبيلهم، لم يسبقوا إلى هذا الفن ، و لكنه كثر في أشعارهم، فعُرِفَ في زمانهم، حتى سمي بهذا الاسم، فأعرب عنه ودلَّ عليهم[5] .
-و قد قدم هذا الكتاب “البديع” للدرس البلاغي فائدتين هامتين:
-أولهما: تقديم هذا المنهج النقدي الماثل في الموازنة بين الأمثلة الجيدة و الغير جيدة، و هو المنهج الذي سار عليه البلاغيين بعده.
-ثانيهما: الدلالة على أن البديع فن عربي خالص أصيل له جذوره الموروثة في التراث العربي القديم من القرآن و الحديث، أشعار القدماء.
و قد قَسم الكتاب إلى قسمين :
1-أبواب البديع: و يشمل هذا القسم على خمسة أبواب تحدّث فيه “ابن المعتز” عن أصول البديع الكبرى من جهة نظره و هي : الاستعارة، التجنس، المطابقة، رد العجز على الصدر، و المذهب الكلامي[6].
2-محاسن الكلام و الشعر: و هي كثيرة ذكر منها ثلاثة عشر نوعاً و هي:
الالتفات، الاعتراض، الرجوع، حسن الخروج، تأكيد المدح بما يشبه الذم، تجاهل العارف، الهزل الذي يراد به الجد، حسن التضمين للشعر، التعريض و الكناية، الإفراط في الصفة، حسن التشبيه، إعنات الشاعر نفسه في القوافي، حسن الابتداء و قد ذكر هذه الأبواب رغبة منه في أن تكثر فوائد كتابه للمتأدبين([7]).
يمتاز كتاب البديع بأنه ينحوا في دراسة ألوان البديع و فنون دراسة تطبيقية واسعة لها أثرها في تكوين الملكة و الذوق و دعم الفكرة في نفس القارئ بالحجّة كما يمتاز بسعة الاطلاع و حسن الاختيار في جميع شواهد الكتاب[8].

[1] عبد الله بن المعتز”كتاب البديع”، ص 58.

[2] د/ محمد عبد المنعم خفاجي”ابن المعتز تراثه في الأدب و النقد و البيان” ، ص574.

[3] د/ طالب محمد الرويغي، ناصر حلاوي”البلاغة العربية البيان البديع” دار النهضة العربية ، بيروت ، ط 1، 1996، ص 133.

[4] د/سعد سليمان حمودة، “البلاغة العربية “، ص 87.

* تقبل الوالد اباه :نزع اليه في الشبه احثني حذوة

[5] عبد الله بن المعتز”كتاب البديع”، ص 1.

[6] د/ زيد كامل الخويسكي، محمد مصطفى أبوا شارب”دراسات في تاريخ البلاغة”ط1 ، سنة 2022، ص 15-16.

[7] د/ عيد العزيز عتيق”في تاريخ البلاغة العربية” دار النهضة العربية للطباعة و النشر (بيروت) بدون سنة نشر، ب ط، ص 53.

[8] د/ محمد عبد المنعم خفاجي”ابن المعتز تراثه في الأدب و النقد و البيان” ، ص 604.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

علم العاني من علوم البلاغة العربية

علـم المعـاني

تقسيم الكلام إلى خبر وإنشاء:

الكلام قسمان: خبر وإنشاء:
Ý-فالخبر ما يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب، فإن كان الكلام مطابقا للواقع كان قائله صادقا، وإن كان غير مطابق له كان قائله كاذبا.
مثل:
إن البخيل وإن أفاد غنى لترى عليه مخايل الفقر
ȝ-والإنشاء: ما لا يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب
كقول الشاعر:
لا تلق دهرك إلا غير مكترث ما دام يصحب فيه روحك


الخبـر

أ- ركنا الخبر:
لكل جملة من جمل الخبر والإنشاء ركنان:
1-محكوم عليه ويسمى مسندا إليه
2-ومحكوم به ويسمى مسندا
وما زاد على ذلك غير المضاف إليه والصلة فهو قيد

ب- الغرض من إلقاء الخبر
الأصل في الخبر أن يلقي لأحد غرضين:
1-إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة ويسمى ذلك الحكم (فائدة الخبر).
مثل: ولد النبيr عام الفيل.
2-إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم ويسمى ذلك (لازم الفائدة)
مثل:
“أنت تعمل في حديقتك كل يوم”.
قد يلقى الخبر لأغراض أخرى تفهم من السياق، منها ما يأتي:
1-الاسترحام: )رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير(
2-إظهار الضعف: )رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا(
3-إظهار التحسر: )رب إني قومي كذبون(
4-الفخر: كقول الشاعر:
إذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابرة ساجدينا
5-الحث على السعي والجد: كقول الشاعر:
وليس أخو الحاجات من بات نائما
ولكن أخوها من يبيت على وجل

ج- أضرب الخبر
للمخاطب ثلاث حالات:
Ý-أن يكون خالي الذهن من الحكم، وفي هذه الحال يلقى غليه الخبر من أدوات التوكيد، ويسمى هذا الضرب من الخبر ابتدائيا.
مثل: “أخوك قادم”
ȝ-أن يكون مترددا في الحكم طلبا أن يصل على اليقين في معرفته، وفي هذه الحال يحسن توكيده له ليتمكن من نفسه، ويسمى هذا الضرب طلبيا.
مثل: “إن أخاك قادم”.
ʝ-أن يكون منكرا له، وفي هذه الحال يجب أن يؤكد الخبر بمؤكد أو أكثر على حسب إنكاره قوة وضعفا، ويسمى هذا الضرب إنكاريا.
مثل: “والله إن أخاك قادم”.
لتوكيد الخبر أدوات كثيرة منها: إن، وأن والقسم، ولام الابتداء، ونونا التوكيد، وأحرف التنبيه، والحرف الزائدة، وقد، وأما الشرطية.

د- خروج الخبر عن مقتضى الظاهر
إذا ألقي الخبر خاليا من التوكيد لخالي الذهن، ومؤكدا استحسانا للسائل المتردد، ومؤكدا وجوبا للمنكر، كان ذلك الخبر جاريا على مقتضى الظاهر.
وقد يجري الخبر على خلاف ما يقتضيه الظاهر لاعتبارات يلحظها المتكلم ومن ذلك ما يأتي:
1-أن ينزل خالي الذهن منزلة السائل المتردد إذا تقدم في الكلام ما يشير إلى حكم الخبر.
كقوله تعالى: )واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون(.
2-أن يجعل غير المنكر كالمنكر لظهور أمارات الإنكار عليه.
كقول الشاعر:
جاء شقيق عارضا رمحه إن بني عمك فيهم رماح
3-أن يجعل المنكر كغير المنكر إن كان لديه دلائل وشواهد لو تأملها لارتدع عن إنكاره.
كقوله تعالى: )وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم(.

الإنشاء

الإنشاء نوعان طلبي وغير طلبي:
Ý-فالطلبي ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب، ويكون بالتالي:
1-بالأمر نحو: “أحب لغيرك ما تحب لنفسك”.
2-والنهي : “لا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت”.
3-والاستفهام: نحو:
ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا فداه الورى أمضى السيوف مضاربا
4-والتمني، نحو:
ياليت شعري وليت الطير تخبرني ما كان بين علي وابن عفانا
5-والنداء، نحو:
يا من يعز علينا أن نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم
ȝ-وغير الطلبي ما لا يستدعي مطلوبا، وله صيغ كثيرة منها:
1-التعجب: نحو: “ما أحسن زيدا”، وقوله تعالى: )كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم(، ونحو: “لله دره فارسا”.
2-المدح: نحو: “نعم البديل من الزلة الاعتذار”
3-الذم، نحو: “بئس العوض من التوبة الإصرار”.
4-القسم، كقول الشاعر:
لعمرك ما بالعلم يكتسب الغنى ولا باكتساب المال يكتسب العقل
5-أفعال الرجاء، كقول الشاعر:
لعل انحدار الدمع يعقب راحة من الوجد أو يشفى شجي البلابل
وقال آخر:
عسى سائل ذو حاجة إن منعته من اليوم سؤلا أن يكون له غد
6-صيغ العقود.

الإنشاء الطلبي

أولا: الأمر:
– الأمر: طلب الفعل على وجه الاستعلاء.
– وله أربع صيغ:
1-فعل الأمر، نحو: “علّم الجاهل، وذاكر العالم”.
2-المضارع المقرون بلام الأمر، كقوله تعالى: )وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق(
3-اسم فعل الأمر، كقوله تعالى: )عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم(.
4-المصدر النائب عن فعل الأمر، كقوله تعالى: )وبالوالدين إحسانا(، “سعيا إلى الخير”.
-قد تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلي إلى معان أخرى تستفاد من سياق الكلام مثل:
1.الإرشاد، كقوله تعالى: )إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه(.
2.الدعاء، كقوله تعالى: )رب أوزعني أن أشكر نعمتك(.
3.الالتماس، كقولك لصديقك: “اعطني الكتاب”.
4.التمني، كقول الشاعر:
يا ليل طل يا نوم زل يا صبح قف لا تطلع
5.التخيير:
6.التسوية، كقوله تعالى: )فاصبروا أو لا تصبروا(.
7.التعجيز، كقوله تعالى: )فادرؤوا عن أنفسكم الموت(
8.التهديد، كقوله تعالى: )اعملوا ما شئت إنه بما تعملون بصير(.
9.الإباحة، نحو “تزوج هندا أو أختها”.
10.الإهانه، كقوله تعالى: )قل كونوا حجارة أو حديدا(.


ثانيا: النهي:
-النهي طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء
-للنهي صيغة المضارع مع لا الناهية،كقوله تعالى: )وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا(.
-قد تخرج صيغة النهي عن معناها الحقيقي إلى معان أخرى تستفاد من السياق وقرائن الأحوال مثل:
1.الدعاء، كقوله تعالى: )ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا(.
2.الالتماس، كقولك لمن يساويك: “لا تتوان عن تحصيل العلوم”
3.التمني، نحو: “لا تطلع” في قوله:
يا ليل طل يا نوم زل يا صبح قف لا تطلع
4.الإرشاد، نحو قوله تعالى: )لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم(.
5.التوبيخ، كقول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
6.التيئيس، كقوله تعالى: )لا تعتذروا اليوم(.
7.التهديد، كقولك لخادمك: “لا تطع أمري”.
8.التحقير، كقول الشاعر:
لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد

ثالثا: الاستفهام وأدواته:
-الاستفهام: طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل، وله أدوات كثيرة منها:
1- الهمزة: ويطلب بها أحد أمرين:
Ý-التصور وهو إدراك المفرد، وفي هذه الحال تأتي الهمزة متلوة بالمسئول عنه ويذكر له في الغالب معادل بعد “أم”، نحو: “أأنت المسافر أم أخوك؟”.
ȝ-التصديق وهو إدراك النسبة، وفي هذه الحال يمتنع ذكر المعادل، نحو: “أيصدا الذهب؟”.
2-“هل” ويطلب بها التصديق ليس غير، ويمتنع معها ذكر المعادل، نحو: “هل جاءك صديقك؟”.
3- “من” ويطلب بها تعيين العقلاء، نحو:”من أول من أسلم من الرجال؟”.
4- “ما” ويطلب هبا شرح الاسم أو حقيقة المسمى
5- “متى” ويطلب بها تعيين الزمان ما ضيا كان أو مستقبلا، نحو: “متى جئت؟” و “متى تذهب؟”.
6- “أيان” ويطلب بها تعيين الزمان المستقبل خاصة وتكون في موضع التهويل، كقوله تعالى: )يسألونك عن الساعة أيان مرساها(.
7- “كيف” ويطلب بها تعيين الحال، نحو: “كيف جئت؟”؟
8- “أين” ويطلب هبا تعيين المكان، نحو: “أين تذهب؟”.
9- “أنى” وتأتي لمعان
Ý-بمعنى “كيف” نحو قوله تعالى: )أنى يحيي هذه الله بعد موتها(.
ȝ-وبمعنى “من” نحو قوله تعالى: )أنى لك هذا(.
ʝ-وبمعنى “متى” نحو: “أنى يحضر الغائبون؟”.
10-“كم” ويطلب بها تعيين العدد نحو قوله تعالى: )كم لبثتم(.
11-يطلب بها تمييز أحد المتشاركين في أمر يعمهما، نحو قوله تعالى: )أي الفريقين خير مقاما( ويسأل بها عن الزمان والمكان والحال والعدد والعاقل وغير العاقل على حسب ما تضاف إليه
وجميع الأدوات المتقدمة يطلب بها التصور، ولذلك يكون الجواب معها بتعيين المسئول عنه
وقد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معانيها الأصلية لمعان أخرى تستفاد من سياق الكلام كـ:
1-النفي، كقوله تعالى: )هل جزاء الإحسان إلا الإحسان(.
2-الإنكار، كقوله تعالى: )أغير الله تدعون(.
3-التقرير، كقوله تعالى: )ألم نشرح لك صرك(.
4-التوبيخ، كقول الشاعر:
إلام الخلف بينكم إلاما وهذه الضجة الكبرى علاما
5-التعظيم، كقوله تعالى: )من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه(.
6-التحقير، نحو: “أهذا الذي مدحته كثيرا”.
7-الاستبطاء، كقوله تعالى: )متى نصر الله(.
8-التعجب، كقوله تعالى: )مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق(.
9-التسوية، كقوله تعالى: )سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون(.
10-التمني، كقوله تعالى: )فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا(.
11-التشويق، كقوله تعالى: )هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم(.

رابعا: التمني:
التمني طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله:
– إما لكونه مستحيلا، كقوله:
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب
– وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله، كقول المعسر: “ليت لي ألف دينار”.
اللفظ الموضوع للتمني “ليت” .
وقد يتمنى بـ “هل” و “لو” و “لعل” لغرض بلاغي.
مثل:
-قال تعالى: )فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا(.
قال تعالى: )فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين(.

قال الشاعر:
أسرب القطا هل من يعير جناحه علي إلى من قد هويت أطير
إذا كان الأمر المحبوب مما يرجى حصوله كان طلبه ترجيا ويعبر فيه بـ “لعل” أو “عسى” كقوله تعالى: )لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا()فعسى الله أن يأتي بالفتح( وقد تستعمل فيه “ليت” لغرض إبراز المرجو في صورة المستحيل مبالغة في بعد نيل، كقول الشاعر:
فيا ليت ما بيني وبين أحبتي من البعد ما بيني وبين المصائب


خامسا: النداء:
النداء طلب النداء بحرف نائب مناب أدعو
أدوات النداء ثمان هي:
(يا) و (الهمزة) و(أي) و(آ) و(آي) و(أيا) و(هيا) و(وا).
لنداء القريب منها: الهمزة وأي، وغيرهما لنداء البعيد.
وقد ينزل البعيد منزلة القريب فينادى بالهمزة وأي إشارة إلى قربه من القلب وحضوره في الذهن
وقد ينزل القريب منزلة البعيد فينادى بغير الهمزة وأي إشارة إلى:
1-علو مرتبته، نحو: “أيا مولاي” وأنت معه.
2-أو انحطاط منزلته، نحو: “أيا هذا” لمن هو معك”.
3-أو غفلته وشرود ذهنه، كقولك للساهي: “أيا هذا”.
ويخرج النداء عن معناه الأصلي على معان أخرى تستفاد من القرائن مثل:
1-الزجر كقول الشاعر:
يا قلب ويحك ما سمعت لناصح لما ارتميت ولا اتقيت ملاما
2-والتحسر كقول الشاعر:
أيا قبر معن كيف واريت جوده وقد كان منه البر والبحر مترعا
3-والإغراء، كقولك لمن أقبل يتظلم: “يا مظلوم تكلم”.


القصر

أ- تعريف القصر:
القصر: تخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص.

ب- طرق القصر:
طرق القصر المشهورة أربعة:
1-النفي والاستثناء وهنا يكون المقصور عليه ما بعد أداة الاستثناء، نحو: “لا يفوز إلا المجد”، وكقوله تعالى: )إن هذا إلا نلك كريم(.
2-إنما ويكون المقصور عليه مؤخرا وجوبا، نحو: “إنما الحياة تعب”، وكقوله تعالى: )إنما يخشى الله من عباده العلماء(.
3-العطف بـ “لا” أو “بل” أو “لكن” فإن كان العطف بـ “لا” كان المقصور عليه مقابلا لما بعدها نحو: “الأرض متحركة لا ثابتة”.
وإن كان العطف بـ “بل” أو “لكن” كان المقصور عليه ما بعدهما، نحو: “ما الأرض ثابتة بل متحركة” نحو: “ما الأرض ثابتة لكن متحركة”.
4-تقديم ما حقه التأخير وهنا يكون المقصور عليه هو المقدم، نحو: )إياك نعبد وإياك نستعين(

ج- طرفا القصر:
لكل قصر طرفان: مقصور ومقصور عليه

د- أقسام القصر:
أولا: باعتبار طرفيه:
ينقسم القصر باعتبار طرفيه قسمين:
1-قصر صفة على موصوف، بمعنى: أن الصفة لا تتعدى الموصوف إلى موصوف آخر، نحو: “إنما الرازق الله” “ما أمير إلا عمر” أي: لا خالد.
2-قصر موصوف على صفة، بمعنى أن الموصوف لا يفارق الصفة إلى صفة أخرى تناقضها، نحو: “ما سعيد إلا وزير” أي: لا أمير.

ثانيا: باعتبار الحقيقة والواقع:
ينقسم القصر باعتبار الحقيقة والواقع قسمين:
1-حقيقي: وهو أن يختص المقصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة والواقع بألا يتعداه على غيره أصلا، نحو: “إنما الرازق الله”.
2-إضافي: وهو ما كان الاختصاص فيه بحسب الإضافة إلى شيء معين، نحو: )وما محمد إلا رسول(.


الفصل والوصل

الوصل عطف جملة على أخرى بالواو، والفصل ترك هذا العطف، ولكل من الفصل والوصل مواضع خاصة

أولا: مواضع الفصل
يجب الفصل بين الجملتين في ثلاثة مواضع:
1-أن يكون بينهما اتحاد تام، وذلك بأن تكون الجملة الثانية توكيدا للأولى أو بيانا لها أو بدلا منها، ويقال حينئذ: إن بين الجملتين “كمال الاتصال” كما في الأمثلة التالية:
-قوله تعالى: )فمهل الكافرين أمهلهم رويدا(.
-وقوله تعالى: )فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى(.
-وقوله تعالى:)وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ{132} أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ{133}(
2-أن يكون بينهما تباين تام، وذلك بأن تختلفا خبرا وإنشاء أو بألا تكون بينهما مناسبة ما، ويقال حينئذ: إن بين الجملتين “كمال الانقطاع”، نحو:
– يا صاحب الدنيا المحب لها أنت الذي لا ينتهي تعبه
– وإنما المرء بأصغريه كل امرئ رهن بما لديه
3-أن تكون الثانية جوابا عن سؤال يفهم من الأولى، ويقال حينئذ: إن بين الجملتين “شبه كمال الاتصال” نحو:
ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا
إن السماء ترجى حين تحتجب

ثانيا: مواضع الوصل
يجب الوصل بين الجملتين في ثلاثة مواضع:
1-إذا قصد اشتراكهما في الحكم الإعرابي، نحو:
وحب العيش أعبد كل حر وعلم ساغبا أكل المرار

2-إذا اتفقا خبرا أو إنشاء وكانت بينهما مناسبة تامة، ولم يكن هناك سبب يقتضي الفصل بينهما
كقوله تعالى: )إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم(، وقوله تعالى: )إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون(، وقوله: )فادع واستقم كما أمرت( ونحو: “اذهب إلى فلان وتقول له كذا”.

3-إذا اختلفتا خبرا أو إنشاء وأوهم الفصل خلاف المقصود، نحو: “لا وبارك الله فيك”.


الإيجاز والإطناب والمساواة

أ- المساواة:
وهو: أن تكون المعاني بقدر الألفاظ والألفاظ بقدر المعاني لا يزيد بعضها على بعض، كقوله تعالى: )وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ(.
ب- الإيجاز:
وهو: جمع المعاني المتكاثرة تحت اللفظ القليل مع الإبانة والإفصاح وهو نوعان:
Ý-إيجاز قصر: ويكون بتضمين العبارات القصيرة معاني قصيرة من غير حذف، كقوله تعالى: )ولكم في القصاص حياة(
ȝ-إيجاز حذف: ويكون بحذف كلمة أو جملة أو أكثر مع قرينة تعيّن المحذوف، كما في الأمثلة التالية:
1- قوله تعالى: )ولم أك بغيا(.
2- قوله تعالى: )وجاهدوا في الله حق جهاده(.
3- قوله تعالى: )كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين( أي: فاختلفوا فبعث الله.
4- قوله تعالى حاكيا عن أحد الفتيين الذي أرسله العزيز إلى يوسف: )فأرسلون()يوسف أيها الصديق( أي: فأرسلوني إلى يوسف لأستعبره الرؤيا، فأرسلوه، وقال له: يا يوسف.

ج- الإطناب:
وهو: زيادة اللفظ على المعنى لفائدة، نحو: )رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً( أي: كَبِرت.
ويكون بأمور عدة منها:
Ý-ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص، كقوله تعالى: )رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً( أي: كَبِرت.
ȝ-ذكر العام بعد الخاص لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص، نحو: )رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ(.
ʝ-الإيضاح بعد الإبهام لتقرير المعنى في ذهن السامع،نحو: )وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ(
˝-التكرار لداع: كتمكين المعنى من النفس وكالتحسر وكطول الفصل، نحو:
– يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم
يدعون عنتر والسيوف كأنها لمع البوراق في سحاب مظلم
– يا قبر معن أنت أول حفرة من الأرض خطت للسماحة موضعا
ويا قبر معن كيف واريت جوده وقد كان منه البر والبحر مترعا
– لقد علم الحي اليمانون أنني إذا قلت أما تعد أني خطيبها
̝-الاعتراض: وهو أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين في المعنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الأعراب، نحو:
ألا زعمت بنو سعد يأتي -ألاكذبوا- كبير السن فاني
͝-التذييل: وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيدا وهو قسمان:
1-جار مجرى المثل إن استقل معناه واستغنى عما قبله، نحو:
تزور فتى يعطي على الحمد ماله ومن يعط أثمان المحامد يحمد
2-غير جار مجرى المثل إن لم يستغن عما قبله، نحو:
لم يبق جودك لي شيئا أؤمله تركتني أصحب الدنيا بلا أمل
Ν- الاحتراس: ويكون حينما يأتي المتكلم بمعنى يمكن أن يدخل عليه فيه لوم، فيفطن لذلك ويأتي بما يخلصه منه، نحو:
صببنا عليها ظالمين سياطنا فطارت بها أيد سراع وأرجل


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

البلاغة العربية من القرآن؟ أم إليه؟

تتميز علوم البلاغة عن العلوم اللغوية التحتية الأصوات والصرف والنحو في أمور كثيرة، أهمها وأكثرها جوهرية حيادية العلوم التحتية وانحياز علوم البلاغة.
كيف؟
العلوم التحتية علوم بناء لغة حيادية، تنقل سمات لغات العرب، فمن يستخدمها يكن فصيحا مصيبا، ومن يتركها يكن بعيدا عن الفصاحة والصحة اللغوية. ومن ثم لا يوصف مستخدمها بوصف خاص غير كونه فصيحا مصيبا الصحة اللغوية.
أما علوم البلاغة فهي ظواهر تعبيرية تنطلق من ثقافة الكاتب أو المتحدث وفكره؛ لذا فهي منحازة؛ لأنها اختيارية، ومن ثم يصح وصف كتاب ما أو كاتب ما أو خطبة ما ببلاغة الكتاب الفلاني، أو بلاغة الكاتب الفلاني؛ لاختلاف اختياراته التعبيرية عن غيره.
والسؤال الآن: ما أهمية ما ذكر؟
والجواب هو أن الجميع اتفقوا أن بلاغة القرآن أعلى مستويات البلاغة العربية؛ لأنها خطاب الله تعالى لعباده، وهي تحمل من أسمائه العلا وصفاته الحسنى، فهل اكتشفت بلاغة القرآن من داخلها؟ أم هل اكتشفت من خارجها؟ هل استقرأ البلاغيون القرآن الكريم واستخرجوا ظواهره التعبيرية الخاصة به كما فعل الصرفيون والنحويون مع لغة العرب عند تجريد الأوزان وأنماط التراكيب؟
ما نراه في الكتب البلاغية يتمثل في وقوف البلاغي مع الفن البلاغي، وتأكيد مفهومه، ثم يأتي إلى القرآن الكريم ليذكر أمثلة تطابق مفهومه عن الفن البلاغي المتمثل له. فهل يكفي هذا لاستخراج بلاغة القرآن؟
إن هذه الطريقة تنطلق من غير القرآن لتجلو ملامح الفن، وتكون التصورات عنه، وتصوغ مفاهيمه، ثم ترد القرآن لمحاولة إيجاد أمثلة لما سبق أن كوِّن. ويؤدي هذا إلى معرفة جزئية ببلاغة القرآن، ولا يحمل على معرفة كلية بها من حيث الأنماط الكلية وتحليلها تعبيريا؛ لأن المكوث التأملي لا يطول، فهو يكون بقدر العثور على المطلوب من الأمثلة الدالة.
إن هذا يشبه ما يفعله المهتمون بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة، فإنهم يبدأون من النظرية العلمية التي شاعت، ثم يقرؤون القرآن بهدف العثور على مشابه لها، فإذا وجدوها غادروه؛ لأن المهمة انتهت. ولو قرأ العلماء القرآن قراءة علمية كأنه كتاب علمي لوجدوا الكثير والكثير.
يحدث هذا على الرغم من أن القرآن أخبرنا أن الله تعالى جعل الإنسان خليفة كما قال في سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، ثم أنزله إلى الأرض ليعمرها، ووعده بإنزال كتب الهداية له في سورة البقرة حيث قال: [قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)].
وأنزلت الكتب هادية له في الأرض، وأنزل القرآن خاتمها هدى، قال تعالى في سورة البقرة: [الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)]
وهذا الهدى يغطي كل مناحي الحياة عقيدة وشريعة وصحة وأدبا ولغة وتعبيرا، ويحتاج الأمر الوقوف مع القرآن وقفات تأمل طويلة ليستبين المنهج في المنحى المطلوب. وتشهد القنوات الفضائية الآن وجودا مكثفا للدكتور الباطني جميل القدسي دويك يشرح فيه نظريته الجديدة في التغذية المستمدة من القرآن الكريم بعد استقرائه إياه، وعثوره على الكليات المكونة لنظريته، وتصنيفها، وتبويبها.
إن هذه المحاولة الطبية حملتني على طرح ما كان يعتمل في نفسي من الرغبة في الوقوف مع القرآن الكريم وقفات تأمل طويلة طويلة؛ لنحاول استجلاء مظاهره التعبيرية، وتجريد سماتها العامة، وتصنيفها، وتبويبها؛ لنصل إلى نظرية بلاغة القرآن من داخله.
إن هذه الوقفة تجعلني أتمثل وقفة الأجداد العظماء الذين أنشأوا حضارتهم التي شملت الحياة بكل جوانبها على القرآن، وتجعلني واثقا من الخروج من هذه الهزيمة النفسية التي نعيشها منذ عقود، والتي لن يمكننا الخروج منها إلا بالقرآن كتاب الهدى في كل مناحي الحياة؛ فلن يصح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.