التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[مقتطف] المقامة الصنعانيةللحريري

بسم الله الرحمن الرحيم
المقامة الصنعانية
فإن مما تستروح به النفس بليغ الكلام وفصيحه
وهوكذلك ممايستفيد منه طالب العلم في اسلوبه لذا احببتُ أن انقل هذه المقامة الصنعانية من مقامات الحريري وهي اول مقامة في مقامته
"حدّثَ الحارثُ بنُ هَمّامٍ قالَ: لمّا اقتَعدْتُ غارِبَ الاغتِرابِ. وأنْأتْني المَترَبَةُ عنِ الأتْرابِ. طوّحَتْ بي طَوائِحُ الزّمَنِ. الى صنْعاء اليَمَنِ. فدَخَلْتُها خاويَ الوِفاضِ. باديَ الإنْفاضِ. لا أمْلِكُ بُلْغَةً. ولا أجِدُ في جِرابي مُضْغَةً. فطَفِقْتُ أجوبُ طُرُقاتِها مِثلَ الهائِمِ. وأجولُ في حَوْماتِها جَوَلانَ الحائِمِ. وأرُودُ في مَسارحِ لمَحاتي. ومَسايِحِ غدَواتي ورَوْحاتي. كريماً أُخْلِقُ لهُ ديباجَتي. وأبوحُ إلَيْهِ بحاجتي. أو أديباً تُفَرّجُ رؤيَتُه غُمّتي. وتُرْوي رِوايتُه غُلّتي. حتى أدّتْني خاتِمَةُ المَطافِ. وهدَتْني فاتِحةُ الألْطافِ. الى نادٍ رَحيبٍ. مُحتَوٍ على زِحامٍ ونَحيبٍ. فوَلَجْتُ غابةَ الجمْعِ. لأسْبُرَ مَجْلَبَةَ الدّمْعِ. فرأيتُ في بُهْرَةِ الحَلْقَةِ. شخْصاً شخْتَ الخِلْقَةِ. عليْهِ أُهْبَةُ السّياحَةِ. وله رنّةُ النِّياحَةِ. وهوَ يطْبَعُ الأسْجاعَ بجواهِرِ لفظِهِ. ويقْرَعُ الأسْماعَ بزَواجِرِ وعْظِهِ. وقدْ أحاطَتْ بهِ أخلاطُ الزُّمَرِ. إحاطَةَ الهالَةِ بالقَمَرِ. والأكْمامِ بالثّمرِ. فدَلَفْتُ إليهِ لأقْتَبِسَ من فوائِدِه. وألْتَقِطَ بعْضَ فرائِدِه. فسمِعْتُهُ يقولُ حينَ خبّ في مجالِه. وهَدَرَتْ شَقاشِقُ ارتِجالِه. أيّها السّادِرُ في غُلَوائِهِ. السّادِلُ ثوْبَ خُيَلائِهِ. الجامِحُ في جَهالاتِهِ. الجانِحُ الى خُزَعْبِلاتِه. إلامَ تسْتَمرُّ على غَيّكَ. وتَستَمْرئُ مرْعَى بغْيِكَ؟ وحَتّامَ تتَناهَى في زهوِكَ. ولا تَنْتَهي عن لَهوِكَ؟ تُبارِزُ بمَعصِيَتِكَ. مالِكَ ناصِيَتِكَ! وتجْتَرِئُ بقُبْحِ سيرَتِك. على عالِمِ سَريرَتِكَ! وتَتَوارَى عَن قَريبِكَ. وأنتَ بمَرْأى رَقيبِكَ! وتَستَخْفي مِن ممْلوكِكَ وما تَخْفى خافِيَةٌ على مَليكِكَ! أتَظُنُّ أنْ ستَنْفَعُكَ حالُكَ. إذا آنَ ارتِحالُكَ؟ أو يُنْقِذُكَ مالُكَ. حينَ توبِقُكَ أعمالُكَ؟ أو يُغْني عنْكَ ندَمُكَ. إذا زلّتْ قدَمُكَ؟ أو يعْطِفُ عليْكَ معشَرُكَ. يومَ يضُمّكَ مَحْشَرُكَ؟ هلاّ انتَهَجْتَ مَحَجّةَ اهتِدائِكَ. وعجّلْتَ مُعالجَةَ دائِكَ. وفَلَلْتَ شَباةَ اعتِدائِكَ. وقدَعْتَ نفْسَكَ فهِيَ أكبرُ أعدائِكَ؟ أما الحِمام ميعادُكَ. فما إعدادُكَ؟ وبالمَشيبِ إنذارُكَ. فما أعذارُكَ؟ وفي اللّحْدِ مَقيلُكَ. فما قِيلُكَ؟ وإلى اللّه مَصيرُكَ. فمَن نصيرُكَ؟ طالما أيْقَظَكَ الدّهرُ فتَناعَسْتَ. وجذَبَكَ الوعْظُ فتَقاعَسْتَ! وتجلّتْ لكَ العِبَرُ فتَعامَيْتَ. وحَصْحَصَ لكَ الحقُّ فتمارَيْتَ. وأذْكَرَكَ الموتُ فتَناسَيتَ. وأمكنَكَ أنْ تُؤاسِي فما آسيْتَ! تُؤثِرُ فِلساً توعِيهِ. على ذِكْرٍ تَعيهِ. وتَختارُ قَصْراً تُعْليهِ. على بِرٍ تُولِيهِ. وتَرْغَبُ عَنْ هادٍ تَسْتَهْدِيهِ. الى زادٍ تَستَهْديهِ. وتُغلِّبُ حُبّ ثوبٍ تشْتَهيهِ. على ثوابٍ تشْتَريهِ. يَواقيتُ الصِّلاتِ. أعْلَقُ بقَلبِكَ منْ مَواقيتِ الصّلاةِ. ومُغالاةُ الصَّدُقاتِ. آثَرُ عندَكَ من مُوالاةِ الصَّدَقاتِ. وصِحافُ الألْوانِ. أشْهى إلَيْكَ منْ صَحائِفِ الأدْيانِ. ودُعابَةُ الأقْرانِ. آنَسُ لكَ منْ تِلاوَةِ القُرْآنِ! تأمُرُ بالعُرْفِ وتَنتَهِكُ حِماهُ. وتَحْمي عنِ النُّكْرِ ولا تَتحاماهُ! وتُزحزِحُ عنِ الظُلْمِ ثمْ تغْشاهُ. وتخْشَى الناسَ واللهُ أحقُّ أنْ تخْشاهُ! ثمّ أنْشَدَ:
تباً لطالِبِ دُنْيا … ثَنى إلَيها انصِبابَهْ
ما يسْتَفيقُ غَراماً … بها وفَرْطَ صَبابَهْ
ولوْ دَرى لَكفَاهُ … مما يَرومُ صُبابَهْ
المصدر :مقامات الحريري(المكتبة الشاملة)

التصنيفات
الشعر والنثر

المقامة العلمية مقامات الدكتور عائض القرني

المقامة العلمية ….مقامات الدكتور عائض القرني

( و قل رب زدني علما )

جعلت المال فوق العلم جهلا * لعمرك في القضية ماعدلتا
و بينهما بنص الوحي بون *ستعمله إذا طه قرأتا

العلم أشرف مطلوب ، و أجل موهوب ، و العلماء ورثة الأنبياء ،و سادة الأولياء ، و الشهداء على الألوهية و الدعاة إلى الربوبية ، تستغفر لهم حيتان الماء ، و طيور السماء ، و تدعو لهم النملة ، و تستغفر لهم النحلة ، ولا يتهم لا تقبل العزل ، و أحكامهم ليس فيها هزل ، مجالسهم عبادة ، و كلامهم إفادة ، يوقعون عن رب العالمين ، و يفضلون الناس أجمعين ، و كما يهتدي بالنجوم في ظلم البر و البحر ، فهم منائر الأرض ، يهتدى بهم في كل أمر ، العلم في صدورهم ، و الله يهدي بنورهم ، و ينزل عليهم الرضوان في قبورهم ، هم حملة الوثيقة ، و الشهداء على الخليقة ، كلامهم محفوظ منقول ، و حكمهم ماض مقبول ، بهم تصلح الديار ، و تعمر الأمصار ، و يكبت الأشرار ، و هم عز الدين ، و تاج الموحدين ، و صفوة العابدين ، هم أنصار الملة ، و أطباء العلة ، يذودون عن حياض الشريعة ، و يزجرون عن الأمور الفضيعة ، و ينهون عن المعاصي الشنيعة هم خلفاء الرسول ، ثقات عدول ، ينفون عن الدين تأويل المبطلين ، و تحريف الجاهلين ، و أقوال الكاذبين ، مذكراتهم من أعظم النوافل ، و مرافقتهم من أحسن الفضائل ، و هم زينة المحافل ، بهم تقام الجماعات و الجمع ، و بهم تقمع البدع ، هم الكواكب في ليل الجهل ، و هم الغيث يعم الجبل و السهل ، عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ، لأن العالم يدرك الحيل ، و لا تختلط عليه السبل ، يكشف الله به تلبيس إبليس ، و يدفع الله بهم كل دجال خسيس ، أحياء بعد موتهم ، موجودون بعد فوتهم ، علمهم معهم في البيوت و الأسواق ، و يزيد بكثرة الإنفاق ، أقلامهم قاضية ، على السيوف الماضية ، بصائرهم تنقب في مناجم النصوص ، و عقولهم تركب الدر في الفصوص ، الناس يتقاسمون الدرهم و الدينار ، و هم يتوزعون ميراث النبي المختار ، لو صى العابد سبعين ركعة ، ماعادلت من العالم دمعة ، فهم أهل العقول الصحيحة ، و أرباب النصيحة .

العلم شرف الدهر ، و مجد العصر ، ذهب الملك بحراسه ، و بقيت بركة العالم في أنفاسه ، فني السلاطين ، و وسدوا الطين ، و خلد ذكر أهل العلم أبدا و بقي ثناؤهم سرمدا ، العلم أعلى من المال ، و أهيب من الرجال ، به عبد الديان ، و قام الميزان ، و به نزل جبريل ، على صاحب الغرة و التحجيل ، و به عرفت شرائع الإسلام ، و ميز بين الحلال و الحرام ، و به وصلت الأرحام ، و حل كل نزاع و خصام ، و بالعلم قام صرح الإيمان ، و ارتفع حصن الإحسان ، و بنيت العبادات ، و شرحت المعاملات ، و هو الذي جاء بالزواجر ، عن الصغائر و الكبائر ، وفقه الناس به الفرائض و النوافل و الآداب و الفضائل ، و نصبت به معالم السنن ، و كشف به وجه الفتن ، و دل به الجنة ، و دعي به إلى السنة ، و هو الذي سحق الوثنية ، و هدم كيان الجاهلية ، و نهي عن سبيل النار ، و موجبات العار ، و وسائل الدمار ، و به حورب الكفرة ، و طورد الفجرة ، و هو من العلل دواء ، و الشكوك شفاء، ينسف الشبهات ، و يحجب الشهوات ، و يصلح القلوب ، و يرضي علام الغيوب ، و هو شرف الزمان ، و ختم الأمان ، و هو حارس على الجوارح ، و بوابة إلى المصالح ، و صاحبه مهاب عند الملوك ، و لو كان صعلوك ، و حامله ممجد مسود ، و لو كان عبدا أسود ، يجلس به صاحبه على الكواكب ، و تمشي معه المواكب ، و تخدمه السادة ، و تهابه القادة ، و تكتب أقواله ،و تقتفى أعماله ، و تحترمه الخاصة و العامة ، و يدعى للأمور العامة ، مرفوع الهامة ، ظاهر الفخامة ، عظيم في الصدور ، غني بلا دور ولا قصور ، الله بغيته ، و الزهد حليته ، مسامرته للعلم قيام ن و صمته عن الخنا صيام ، رؤيته تذكر بالله ، لا يعجبه إلا الذكر و ما والاه ، عرف الحقيقة ، و سلك الطريقة ، به تقام الحجة ، و تعرف المحجة ، و هو بطل المنابر ، و استاذ المحابر ، و المحفوظ اسمه في الدفاتر .

العلم زين و تشريف لصاحبه * فاطلب هديت فنون العلم و الأدبا
لا خير فيمن له اصل بلا أدب *حتى يكون على ما زانه حدبا
كم من حسيب أخي عيّ و طَمطَمةٍ * فدم لدى القوم معروق إذا انتسبا
في بيت ِ مكرُمَةٍ آباؤه نُجبُ * كانوا رءوساً فأُمتي بعدهم ذنبا
و مُقرِفٍ خامل الآباء ذي أدب * نال المعالي بالآدابِ و الرُتبا
أضحى عزيزا ً عظيم َ الشأن مُشتهرا * في خذِه صعْر قَد ضلّ مُحْتَجِبا
العلم كنز و ذخر لا نفاذ لهُ* نعم القرين إذا ما صاحب صحبا
قد يجمع ٌ المرءٌ مالا ثُم َ يُسلبُهُ* عماً قليل ٍ فَيَلْقى الذُل و الحرْبا
و جَامعُ العِلمٍ مغبوط ُ به ِ أبداَ* و لا يحُاذرُ منهُ الفوتِ و السلبا
يا جامعَ العلم نعم الذخر تجمعه * لا تعدلن ّ به دُرًا و لا ذهبا

و العلم وسام لا يخلع ، و هو من الملك أرفع ، و هو أكليل على الهامة ، و نجاة يوم القيامة ، ينقذ صاحبه من ظلمات الشك و الريبة ، و يخلصه من كل مصيبة ، و هو علاج من الوسواس ، و في الغربة رضا و إيناس ، و هو نعم الجليس و الأنيس ، و هو المطلب النفيس .

يغنيك عن المسومة من الخيل ، و الباسقات من النخيل ، و يكفيك عن القناطير المقنطرة ، و الدوواين المعطرة .

هذا هٌو َالعلم ٌلا طين ٌو لا حجرٌ * ولا خيولٌ ولا عيسُ ولا بقرُ
هو النجاةُ هو الرضوانُ فاحضَ به * و ما سوى العلم لا عين ولا أثرُ

و حسبك به كفاية عن كل بناء ، و عن الحدائق الغناء ،و البساتين الفيحاء ، و هو الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا ، و الملك الذي من أعطيه فقد أعطي ملكا كبيرا ، و صاحب العلم غني بلا تجارة ، أمير بلا إمارة ، قوي بلا جنود ، و الناس بالخير له شهود .

لكنه العلمُ يسمُو مَن يُحًصَلُهُ * على الأَنَامِ و لو من جَدِه مُضَر

مات القادات و السادات ، و ذكرهم معهم مات ، إلا العلماء فذكرهم دائم ، و مجدهم قائم ، فألسنة الخلق ، أقلام الحق ، تكتب و تخط لهم الثناء ، و أفئدة الناس صحف تحفظ لهم الحب و الوفاء ، كان أبو حنيفة مولى يبيع بزا ، و لكنه بعلمه هزَ الدنيا هزًا ، و كان عطاء بن أبي رباح ، خادم لإمرأة في البطاح ، فنال بعلمه الإمامة ، و أصبح في الأمة علامة ، و ابن المبارك عبدالله ، المولى الإمام الأوّاه ، و الأ‘مش و مكحول ، كانوا من الموالي و لكنهم أئمة فحول ، فالعلم يرفع صاحب بلا نسب ، و يشرفه بلا حسب ،و إنما يحصل العلم بخدمته كل حين ، و طلبه ليعبد به رب العالمين ، و طي الليل و النهار في تحصيله ، و السهر على تفصيله ، و مذاكرته كل يوم ، و الاستغناء به عن حديث القوم ، ومطالعة مصنفاته ، و مدارسة مؤلفاته ، و تقييد أوابده ، و حفظ شوارده ، و تكرار متونه ، و معرفة عيونه .

سهري لتنقيح الُعلومٍ أَلذّ لي * مِن وصل ٍ غانية و َطيبِ عَنَاقِ
و دمُوعُ عيني فوق قِرطاسي لها * همسٌ كهمسٍ الحُب في الأعماقِ

فمن طلبه بصدق ، و حرص عليه بحق ، فهو مهاجر إلى الله و رسوله ، تفتح له أبواب الجنة عند وصوله ، و هو مرابط في ثغور المرابطين ، و جواد في صفوف المعطين ، و مداده في الأوراق ، كدماء الشهداء المهراق ، لأنه مقاتل بسيف النصوص ، قطّاع طريق الملة و اللصوص ، و قد يقمع الله به الأشرار ، ما لا يقوم به جيش جرار ، فإن الله يجري حجّته على لسانه ، و يُسٍير موعظته في بيانه ، فينزع الله بكلامه حظً الشيطان من النفوس ، و يجتث به خطرات الزيغ من الرؤوس ، و يغسل الله بمعين علمه أوساح القلوب . و ينفض بنصائحه أدران الذنوب ، فكلما بنى إبليس في الأرواح ضلالة جاء العالم فأزهقها ن و كلما نسج في الأنفس خيمة للباطل قام العالم فمزقها .

صاحب المال مغموم مهموم ، خادم و ليس بمخدوم ، حارس على ماله ، بخيل على عياله ، و صاحب العلم سعيد مسرور ، يعمره الحبور ، و يملأ فؤاده النور ، تعلم من السؤدد غايته ، و من الشرف نهايته ، تجبى إليه ثمرات كل شيء من لطائف المعارف ، و تهوى إليه أفئدة الحكمة و هو واقف ، يأتيه طلبة العلم من كل فج عميق ، كأنما يؤمون البيت العتيق ، في قلبه نصوص الشريعة ، ينزل عليها ماء الفقه فتهتزّ و تربو ن و تنبت من كل زوج بهيج ، فترى العالم يجول فكره في الملأ الأعلى و الناس في أمر مريج ، فقلب العالم له جولان في فضاء التوحيد ، و قلب الجاهل في غابات الجهل بليد ، أشرقت في قلب العالم مشكاة فيها مصباح ، و تنفس في نفسه نور الصباح ، أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ، فاخضرت روضة العالم على أثرها .
صيد الكلب المعلّم حلال ، و صيد الكلب الجاهل حرام و وبال ، و ماذاك إلا لشرف العلم حتى في البهائم ، و مكانة المعرفة حتى في السوائم . و الهدهد حمل علما إلى سليمان ، فسطر الله اسمه في القرآن ، فهو بالحجة دمغ بلقيس ، و أنكر عليهم عبادة إبليس و حمل من سليمان رسالة ، و أظهر بالعلم شجاعة و بسالة . فعليك بالعلم ، و الفهم فيه الفهم ، ، و تصدَق عليه بنوم الجفون ، و أنفق عليه دمع العيون ، و اكتبه في ألواح قلبك ، و استعن على طلبه بتوفيق ربك ، و أتعب في طلبه أقدامك ، و أشغل بتحصيله أيامك ،و إذا سهر الناس على الأغاني ، فاسهر على المثاني ، و إذا وقع القوم في الملذات ، و أدمنوا الشهوات ، فاعكف على الآيات البينات ، و الحِكَم البالغات ،و إذا احتسى العصاة الصهباء ، فاكرع من معين الشريعة الغراء ، و إذا سمعت اللاهين يسمرون ، و على غيهم يسهرون ، فصاحب الكتاب ، فإنه أوفى الأصحاب ، و اصدق الأحباب ، و إذا رأيت الفلاّح يغرس الأشجار ، و يفجّر الأنهار ، فاغرس شجر العلم في النفوس ، و فجّر ينابيع الحكمة في الرؤوس ، و إذا أبصرت التجار يصرفون الفضة و الذهب ، فاصرف الحجة كالشهب ،و أطلق الموعظة كاللهب .
يكفيك أن العلم يَدَعيه غير أهله ، و أن الجهل ينتفي منه الجاهل و هو في جهله ، يرفع العالم الصادق بعلمه على الشهيد ، لأنه يقتل به كل يوم شيطان مريد ، العالم سيوفه أقلامه ، و صحفه أعلامه ، و منبره ظهر حصانه ، و حلقته حلبة ميدانه ، العالم يفرّ من الدنيا و هي تلحقه ، و يبأبى المناصب و هي ترمقه ، و العلم هو العضْب المهند ليس ينبو ، و هو الجواد المضمّر الذي لا يكبو ،و لكن المقصود بهذا العلم علم الكتاب و السنة ، الذي يدلك على طريق الجنة ، و هو ما قادك إلى الاتباع ، و نهاك عن الابتداع ، فإن كسرك و هصرك و نصرك ، فهو علم نافع ، فإن أعجبك و أطربك و أغضبك فهو علم ضار ، ما كسرك عن الدنيا الدنية ، و المراكب الوطّية ، و الشهوات الشهية ، و هصرك عن العلو في الأرض ، و نسيان يوم العرض ، و نصرك على النفس الأمارة ، و الأماني الغدارة ، فهذا هو العلم المفيد ، و العطاء الفريد . و إن أعجبك فتكبرت ،و أطربك فتجبرت ،و أغضبك فتهورت فاعلم أنه علم ضار ، و بناء منهار .

علم لا يلزمك تكبيرة الإحرام مع الإمام ، فهو جهل و أوهام ، و علم لا يدعوك إلى الصدق في الأقوال ، و الإصلاح في الأعمال ، و الاستقامة في الأحوال ، فهو وبال ، العلم ليس مناصب و مواكب و مراكب و مراتب و مكاسب . بل العلم إيمان و إيقان و إحسان و عرفان و إذعان و إتقان ، فهو إيمان بما جاء به الرسول ، و إيقان بالمنقول و المعقول ، و إحسان يجود به العمل ، و يحذَر به من الزلل ، و عرفان يحمل على الشكر ، و يدعو لدوام الذكر ، و إذعان يحمل على العمل بالمأمور ، و اجتناب المحذور ، و الرضا بالمقدور ، و إتقان تصلح به العبادة ، و تطلب به الزيادة .

و هذه قصيدة العلامة القاضي أبي الحسن علي بن عبدالعزيز الجرجاني الأديب النابغة حسنة جرجان ، و فرد الزمان ، و نادرة الفلك ، و إنسان حدقة العلم ، و درة تاج الأدب ، جمع بين خط ابن مقلة و نثر الجاحظ ، و نظم أبي تمام و قصيدته هذه هادرة بالقيم مليئة بالشمم مرصَعة بالهمم ، و هي بديعة ذائعة ، فريدة رائعة ، عجيبة شائعة ، إنها تثب إلى قلبك مبائة و تغوص إلى أعماقك و تسارفر في دمك و تصل إلى خلدك في سرعة الضوء و رقة الغيث و دبيب السحر ، إنها مسك و عنبر و ياقوت و جوهر و ريحان معطر " إنما نحن فتنة فلا تكفر " أدعها بين يديك فاقرأها بلا نثور ، و ارجع البصر هل ترى من فطور ، رب إني لا أملك إلا نفسي و أخي القارئ فليسافر مع شوارد الإيمان يوم يرسلها العلماء الأفذاذ في سماء المثل ، و في دنيا السجايا الحميدة ، إنها قصيدة أخَاذة ثائرة خلابة فيها أسرار و حديث لا ينتهي و شجون لا تنقضي و ذكريات تمور مور الموج الصاخب الهادر الغاضب و تمر مر السحاب المتدافع المتلاحق و تسعى سعي الريح الهائجة . و هكذا فليكن الشعر عذوبة و رقة و مخاجة و جزالة ، و سموا و نبلا و إيحاءً و تأثيرا ً ، و الآن أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، و أترككم مع القاضي الشاعر المؤثر الجرجاني :

يقولون لي ك فيك انقباضٌ و إنما * رأوا ْ رَجُلا ً عن موقٍفِ الذُل أَخجَماَ
أرى الناس من داناهُم هَأنَ عِندَهُم * و مَن أكرَمتَهُ عِزَةَ النفسِ أَكرما
وَلم اقض ِ حقَ العلمِ إن كنت َ كُلما * بدا ممعُ صَيًرتْهُ لي سُلَما
وَما زِلتُ مُنْحازاً بَعْضِي جَانباً * عنِ الذَل ِ أَعْتَد الصِيانة مَغنما
إِذا قيل َ : هذا مَنْهَل ٌ قُلتُ : قَدْ أرَى * و لَكَن نَفسُ الحُر ِ تَحْتمِل ُ الظَمَأ
أُنَزِهُهَأ عَن بَعض ِ مَا لا يُشِينُها * مَخافَةَ أَقوال العِدا : قيم َ أو لِماَ
فَأُصبحُ عَنْ عيبِ اللئيمِ مُسَلَماَ * وَ قَد رٌحتُ في نَفْسِ الكَريم مٌعَظَماً
و إِنِي إذا ما فاتَني الأمرُ لَمْ أُبِتْ * أُقَلِبُ كَفِي إِثرَهُ مُـتَندٍما
ولكنَهُ إِن جاءَ عَفْواً قَلبتُهُ * و إن مالَ لم أُتْبِعْهٌ هَلّ وليتما
و َأقْبِضُ خَطْوي عَن ْ حُظُوظٍ كَثيرةٍ* إِذا لَمْ أَنَلْها وَافر العرْضِ مُكْرَما
وَأُكْرمُ نَفْسِي أَنْ أُضَاحِكَ عَابساً * وَأَن أَتَلَقَى بِالمَديحِ مُذَمَمَأ
وَكَمْ طَالِبٍ رَقّي بِنعْمَأه ُ لَمْ يَصِلْ * إليْهِ و إِنْ كَأنَ الرَئيسُ المُعَظًما
وَكَمْ نِعْمَةٍ كَانَتْ عَلَى الحُرِ نِقْمَةً * وَكَمْ مَغْنَمٍ يعتٌه الحُرُ مَغْرَماَ
و َلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ مُهجَتِي * لأَخْدُمَ مَنْ لاقَيْتُ لَكِنْ لأُخْدَماَ
أَأَشقَى بِهِ غِرْساً وَأَجْنيه ذِلّةِ *إذاً فاتِبَاع الجَهْلِ قَدْ كَأن أحزَما
وَإنِي لَراضٍ عَنْ فَتى مُتَعَفِفٍ * يَرُوحُ وَيَغْدُو وَ لَيْس يَمْلِك دِرْهَمَا
يبِيت يراعي النّجم من سوء ِ حالهِ* ويُصبِحُ طَلْقاً ضَاحِكاً مُتَبَسماً
وَ لا يَسأل ُ المُثْرين ماَ بِأكٌفهِّم * وَلَوْ مَاتَ جَوْعاً عِفَةً وَتَكَرُما
فَإِنْ قٌلْتَ : زِنْدُ العِلْمِ كَابٍ ، فَإنَما * كَبا حِينَ لَمْ نَحرُسْ سَمَاهُ و أَظْلَماَ
و لو أن أهل العِلم صانوه صانهم * و َلوْ عَظَمُوهُ في النُفوسِ لَعُظِماَ
وَلَكنْ أَهانُوهُ فَهانُوا وَدَنَسُوا * مُحيًاه بالأطْماعِ حَتى تَجهماَ
وَمَا كُلُ بَرْقٍ لاحَ لي يَستفِزُني * و لاَ كُلُ فِكْرِي مُنْجِداً ثُم منْهماَ
إلَى أَن أَرَى مَا لا أَغُضُ بِذِكْرهِ * إِذَا قٌلْتُ : قَدْ أَسْدَى إِليَ وَ أَنْعَماَ


شكرا على الموضوع الرائع و المتميز
بارك الله فيك
تعليم_الجزائرتعليم_الجزائرتعليم_الجزائر
تعليم_الجزائرتعليم_الجزائر
تعليم_الجزائر
دائما في القمة

مشكورة عن الموضوع القيم دمتي سالمة وللخير فاعلة

شكراااااااااااااااااااااااااااااااا

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[خواطر] المقامة الربيعية

الْمَقَامَةُ الرَّبِيعِيَّةُ
الْحَمْدُ الله ، وَ الصَّلاَةُ وَ السَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ، وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحِبِهِ وَ مَنْ وَلاَهُ ، وَ بَعْدُ :
فَهَذَا نَثْرٌ بِلِسَانِ الْقَلَمِ ، نَزْرٌ مِنَ حِسَانِ الْكَلِمِ ، أَثَرٌ عَنْ سِنَانِ الأَلَمِ ، رَغِبْتُ مِنْهُ نَسْجَ مَقَامَةٍ ، وَ نَسْخَ صُوَرِ فِتَنَةٍ طَامَّةٍ ، وَقُودُهَا مِنَ فِطَرٍ عَامَّةٍ ، وَ فَتِيلُهَا عَنْ فِكَرٍ سَامَّةٍ ، وَ أَلْسُنٍ نَمَّامَةٍ ، بَذْرُهَا صِرَاعٌ حَوْلَ الدُنيا القُمَامَةِ ، و ثَمَرُهَا نِزَاعٌ عَلَى كُبْرَى الإِمَامَةِ ، مَقَامَةٌ قَصُرَتْ لِدُنُوِّ القَامَةِ 1 ، و تَكَسَّرَتْ لِخُلُوِّ الْهَامَةِ 2، مِنْ كَـ (بَلاَغَةِ قُدَامَةَ ) 3 ، نَدَبَنِي لإنشائْها ، و حَزَبَنِي لإفشائها ، نُصْحٌ 4لأبي أَنَاةٍ 5 وَ قَدْرٍ ، وَ فَضْحٌ لِذِي هَنَاتٍ 6 و غَدْرٍ ، قَوَالِبٌ حَوَتْ على عُقَدِ القَوْلِ ، وَ رُبَّما خَلَتْ منِْ مُلَحِ الهَزْلِ ، وَ كُلُّ كَلِمَةٍ لَهَا حَظٌّ مِنَ النَّقْدِ وَ الْهَوْلِ ، جُملٌ ثَمَّنتها دُرَرًا مِنْ صِرَاطِ7 السَّلَفِ تَنْوِيهًا ، و ضَمَّنْتُهَا من ضَرَرِ ضُرَاطِ 8 الْخَلَفِ تَنْبِيهًا ، فاللهَ نسألُ أن يُثَبَتَنا عَلَى الإسْتقَامَةِ ، وَ أنْ يَنْفعَ بِمقَاصِدِ الْمَقَامةِ ، وَ يُحِلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ
أَبا أَنَاةٍ إِعْلَمْ ( رَحِمَكَ اللهُ ) : أَنَّ للهِ سُنَنًا فِي الْكَوْنِ ، لاَ تَتَبَدَّلُ إِلاَّ بِالإِذْنِ ، كَافْتِرَاقِ الأُمَّةِ وَ اخْتِلاَفِ الدِّينِ ، وَ قُعُودِ العَدوِّ عَلَى الطَّرِيقِ ، لِيَأْسِرُوا مَا شَاءَ اللهُ مِنَ الرَّقِيقِ ، عَسَى أَنْ يَتَقَوَى بِه جُنُدُ الْفَرِيق ، و الْحَرْبُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ 9 سِجَالٌ ، مَهْمَا تَوَالتِ الأَزْمَانُ وَ امْتَدَّتِ الآجَالُ ، إلَى أَنْ تَعْظُمَ الفِتَنُ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ ، وَ لَكِنَّ العَاقِبَةَ لِجُنْدِ الْحَقِّ ، فَإيّاكَ أنْ تَرِدَ حَوْضَ شِرَارِ الخَلْقِ ، فَإِنَّ الشُّبَهَ تَخْطِفُ ، و الْأفْئِدَةُ قَدْ تَضْعُفُ ، وَ لَكِنْ تَعَرَّفْ عَلَى الشَّرِ وِقَايةً ، فَإِنْ جَهِلْتَهُ كُنْتَ لَهُ غَايَةً ، فَلِآلِ الشَرِّ عُلُومٌ وَ مَسَالِكٌ ، وَ حُجَجٌ وَ مَمَالِكٌ ، وَ أَيْسَرُ إِغَارةٍ مَا كَانت فِي السَّوَادِ الْحَالِكِ ، فَلاَ تَعْجَبْ ِإلاَّ مِمَّنْ نَجَا ، وَ كَيْفَ نَجَا ، فَسَلِ اللهَ مُلِحًّا فَرَجَا ، ثُمّ اعْتَصِمْ بِالوَحْيِ تَجِدْ مَخْرَجًا ، وَ لَكِنْ لاَ يَكُونُ إِيغَالُكَ إِلاَّ رِفْقًا دَرَجًا ، وَ لاَ فَهْمُكَ لِفَهْمِ السَّلَفِ مُخَالِفًا مُحْرِجًا، ( لأنّ قُلُوبَهُمْ هِيَ الأَبرُّ ، وَ عُلُومُهٌمْ هِي الأَغْزَرُ ، وَ تَكَلُّفَهُمْ هُوَ الأَنْدَرُ ) 10، فَإنْ قُلْتَ : وَ إِنَّا لَمَسْؤولُونَ ، بِتَرْكِ مَا سَلَكوه الأَوَلُونَ ؟ : قُلْتُ : ثَكِلَتْكَ أمُّكَ ! وَ رَكلَتْهُ قِيَمُكَ ! وَ هَلْ يَكُبُّ الْجَاهلَ فِي الضَّلاَل ، إِلاَّ حَصَائِدُ فِكْرِ ربَّاتِ الْحِجَالِ ؟ كَقَوْلِهمْ [ أُوَلئِكَ رِجَالٌ ، وَ نَحْنُ رِجَالٌ ، وَ مَا نَرَى فَصْلاً بَيْنَ الأَجْيَالِ ، إلاَّ القُرُونَ الْجِبَالَ ] ، فَبِئْسَ مِنْ شرِّ قَوْلٍ يُقَالُ ، وَ تَعِسَ مَنْ بِهِ صَال وَ جَالَ ، و هَلْ يُدَّخَرُّ فَهْمٌ مَاتِعٌ عَنْ الصَّحْبِ وَ التَّابِعِينَ ، وَ يُؤَخَّرُ لِقَومٍ مَائِعٍ كَأُولِي الصَّخَبِ و الرَّبِيعِيِّينَ ؟ ، لاَ ! ، و الَّذي بَرَأَ الْمَلاَ ، وَ رَفَعَ السَّمَوَاتِ العُلَى .
وَ اعْلَم أَنَّ مِنْ خِصَالِ البَاطِل ، بَطَرَ الْحَقِّ وَغَمْطَ السَّائِلِ ، بِمَا أُوتُوا مِن الْحَذْقِ وَ الْحَبَائِلِ ، لأَنَّ الْغَايَةَ تُبَرِّرُ لَهُ كُلَّ الوَسَائِلِ ، وَ اسْتِحْلاَلَ جَمِيعِ الْحَوَائِلِ ، قَدْ أَبْهَجَهُم زُخْرُفُ الْعَاجلِ الزَّائِل، وَ أَزْعْجَهُمْ مَكَارِهُ الْحَقِّ الصَّائلِ ، وَ لَكِنَّ الحقَّ أَبْلَجُ 11 والبَاطلَ لَجْلَجٌ12 ، فَنَقِّ فُؤدَاكَ مِن الْهَوَى وَ لاَ تَتَحَرَّجْ ، ثُمَّ أََلْقِ سَمْعَكَ وَ لاَ تَتَحَجَّجْ ، بإنَّنَا لِلإِلْتِفَافِ أَحْوَجُ 13 ، وَ لَوْ اسْتَوَى الْأَقْوَمُ و الأعْوَجُ 14 ، لأنَّ الفُرْقَان مِن أَسْمَاءكَلامِ رَبِّ النَّاسِ 15 ، وَ ( مُحَمَّدًا صلى الله عليه و سلم فَرقٌ بَيْنَ النَّاسِ ) 16، فَِالْحَمْدُ لله عَلَى الْهُدَى بَعدَ الْإِلبَاسِ . وَ اعْلَمْ : أنَّ أمضَى رِمِاحِهِمْ إِلَى الْمَرْمَى ، وَصْلُ كُلِّ اسْمٍ بِغَيْرِ الْمُسَمَّى ، وَ بِدْعُ اصْطِلاَحَاتٍ تُبْهِمُ الغَرَضَ و الْمُنْتَمَى 17 ، وَ مِمَّا بَاءُوا بِه إثْمًا فِي عَصْرِنَا ، وَ قَاءُُوهُ سُمًّا فِي كُلِّ قُطْرٍ وَ مِصْرِنَا 18 ، ذَاكَ مَا يُدْعَى بـ : ( الرَّبِيعِ ) ، بَلْ – جَزْمًا – هُوَ : الرَّجِيعُ19 ، فَبِئْسَ منْ وَضْعٍ وَضِيعٍ .

فَغَدَوْا يُوبِقُونَ أَنْفُسَهُمْ بِتَشْرِيعِهِ ، وَ يَتَشَدَّقُونَبِتَلْمِيعِهِ ، وَ يُرَقِّقُونَ حِسَّهْم لِتَمْرِيرِهِ ، وَ يُعَلِّبُونَ نَجْسَهُم لِتَصْدِيرِهِ ، وَ حَتَى لاَ يُفْضَحَ أََمْرُهُمْ ، وَ لاَ يُنْضَحَ مَكْرُهُمْ ، قَامُوا يُنَّفِرُونَ عَنْهُ الذُّبَابَ بِتَلْوِيحِ الْجَرَائِدِ 20، وَ يُشَيِّدُونَ أَعْمَدَةَ مَدِيحٍ فِي الْجَرَائِدِ 21 ، وَ يَشِيدُونَ بُِنكْهَتِه عَلَى الْمَوَائِدِ 22 ، بَلْ مَا مِنْ مَوْضِعٍ فِي أَسْوَاقِ "النّاتِ"، إِلاَّ وَ ميَّزُوهُ بِـ(الرَنَّاتِ)، وَ مَا عَلِمَ الجُّهالُ خُلُوَّهُ مِنَ "الفيتامنَاتِ "… فَآنَسَهُمُ الْجُمْهُورُ بِعَاطِفَةٍ عَنِيفَةٍ 23، وَ أَوْجَسَ مِنْهُمْ قَوْمٌ خِيفَةً ، وَ رَفَسَهُمْ الرَبَّانِيِّونَ كَوْنُهُ جِيفَةً ، وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُم 24بِمَا كَسَبُوا إِلَى ذُعْرٍ وَ رَجِيفَةٍ ، فَلمَّا اشْتَدَّ الوَجَعُ وَ الْأََنِينُ ، وَ امْتَدَّ الوَضْعُ الْمُشِينُ ، دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ، فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ، فَهَاهُمْ :عَلَى إِرْثِ الْمَقَاعِدِ يَعْتَرِكُونَ ، وَ عَلَى القَوَاعِدِ 25 يَضْحَكُونَ .. أباَ أنَاةٍ : تأمَّلِ النَّقْلَ ، ثُمَّ سَلِ العَقْلَ : آلسَّلاَمَةُ خَيْرٌ وَ لَوْ خَسِرْتَ دُرَرَا ثَمَنا ، أَمِ النَّدامَةُ وَ لَوْ اخْتَصَرَتَ زَمَنَا ؟ ، فَكَيْفَ بِصِرَاطٍ يَرْبُو عَلَى الْحُسْنَيَيْنِ ، وَ حَفَّتُه أَنْوَارُ الوَحْيَيْنِ ، وَ عُبِّدَ بِفَهْمِ السَّلَفِ الْمُتَّقِينَ ، ( وَ بِالصَّبْرِ وَ الْيَقِينِ ، تُنَالُ الِإمَامَةُ فِي الدِّينِ ) ، ( وَ لَمِثْقَالُ ذَرَةٍٍ مِنْ بِرًّ مَعَ تَقْوَى وَيَقِينٍ ، أَعْظَمُ مِنْ أَمْثَالِ الْجِبَالِ عِبَادَةً مِنَ الْمُغْتَرِينَ ) 26 ….و لو جُمِع هَذَا الغُثَاءُ فِي صَعِيدٍ ، وَ رَمَقتَهُمْ بِبَصَرٍ مِنْ حَدِيدٍ ، مَا سَرَّكَ مِنْ سَوَادِهمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ، بَلْ مَلأَ عَيْنَيْكَ الذَّاهِلُ مِنْ سِحْرِ الْعُيُونِ ، النَّاهِلُ مِنْ سِفْرِ التَّلَفِزْيُونِ ، الْجَاهِلُ بِمَا تَنْفْخُهُ الصُّحُفُ وَ الصُّحُونُ، وَ مَا هِيَ فِي الْيَقظَةِ إلاَّ فُقَاعَاتُ الصَّابُونِ 27 ، فَأَنَّى لاَ تَنْقَلِبُ فِي ذِهْنِهِ الْحَقَائِقُ ، وَ لاَ يُوَالِي كُلَّ الطَّرَائِقِ ، وَ لاَ يَرْضَى بِالسَّيْرِ بَيْنَ الْمَضَايقِ ؟ ، وَ قَدْ يَتَخلَّلُهم مُرْجِفٌ تَلوَّث نَعْلُ فِكْرِهِ بِالنَّجَاسَة ، كَالْحِزْبِيَةِ وَ التَّقْرِيبِ 28 ، وَ الخَسَاسَةِ ، وَ مُجَوَّفٌ تَخَمَّرَ عَقْلُهُ بِالإحْبَاطِ وَ السِّياسَةِ ، وَ بُلِي بِِعِشْقِ الْبِلاَطِ و َالرِّيَاسَةِ ، فَأَنَّى تُوِّجُوا بِالكيَاسَةِ ؟ ، وَ مُتَسَاهِلٌ سَكْرَانُ الْهَوَى ، وَ مُتَخَاذِلٌ اسْتَبْدَلَ الأَدْنَى بِالْهُدَى ، وَ حَرَّكَ ذَيْلَهُ طَرباً لِلْعِدَى ، وُ مُتَسَوِّلٌ أَرْخَى رِيقَه لِلْأَطْمَاعِ وَ الْمُنَى ، وَ مُتَقَوِّلٌ مِنَ حُجُرَاتِ الْغَرْبِ29 حَتَّى أَرْغَى زَبَدَهُ مِنَ الوَنَى30 ، وَ مُتَبَوِّلٌ وَجِلٌ مَا كَثَّرَ سَوَادَهُمْ إِلاَّ بِالبنَِى ؟ فـ(تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ) …وَ لَكِنْ مَا زَادَتِ الطِّينَةُ بِلَةً وَ لاَ الزَمَانَةُ عِلَّةً ، إِلاَّ لَمَّا صّفَّقَتْ عَمَائِمُ زُورٍ طَرَبًا وَ تَبْجِيلاً ، وَ لَفَقَّتْ أَوْهَى الْحُجَجِ قُرَبًا وَ تَأْوِيلاً ، وَ أَنْفَقَتْ شَوْبًا مِنَ الْحَقِّ حُجُبًا وَ تَضْلِيلاً ، وَ لَكِنَّهَا تَفْرُقُ مِنْ صَدَى الْحَقِّ هَرَبًا وَ عَوِيلاً ، إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ عَلِيلاً …وَ ياَ أَسَفَاه .. عَلَى مَنْ أَيْقَنَ الْمَخْرجَ ثُمَّ جَفَاهُ ، وَ وَقَفَ لِسَانَهُ لِلْبَهْرَجِ وَ وَافَاهُ ، فَضَّ اللّه فَاه ، فَرَوْمًا لِلرَّبِيعِ الْمَنْحُول ، وَ اسْتِحْلاَلِ أَنْصافِ الْحُلُولِ ، إِمْتَطَى النَّاسُ الصَّعْبَ وَ الذَّلُولَ ، وَ تَقَرَّبُوا بِصَدَقَةٍ فِيهَا غُلُولٌ ، عَسَى أَنْ يُمِيطُوا – زَعَمًا – أَذَى الْحَاكِمِ الْمَسْؤُولِ ، وَ جَعَلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ 31 مَوْعِدَا ، وَ صَوَّرُوهُ لِلْمُرَابِطِ نَوْمًا مُسْعِدَا ، فَطَارُوا إلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَ وُحْدَانًا ، وَ سَارُوا رجِاَلاً وَ رُكْبَانًا ، فَلمَّا تَسَوَّرُوا مِحْرَابَ سَاحَةِ التَّحْرِيرِ ، وَ تَعَالَى الشَّيْطَانُ يَتَفَكَّهُ بـِ ( التَّغْرِيرِ ) ، وَ خُطُوَاتُهُ تُسَوِّى وَ تُدِير ، اسْتَهَلَّ أَرْبَابٌ بِتَدْفِئَةِ الطَّبْلِ ، وَ سَلَّ شَبَابٌ رِبِاطَ حِجْرِهِمْ للرَّقْصِ وَ الْهَبَلِ32، وَ تنَمَّرَ السُذَّجُ الْجِيَاعُ تَكْثِيفَ الْمَسِيرِ ، وَ شَمَّرَ الْهمَجُ الرِّعاَعُ لِلْحَرْقِ و التَّكْسِيرِ ، يَمُوءُونَ بِـ ( "هَرِمْنا " مِنْ سُوءِ التَّسْييرِ ) ، ( "نَعَمْ" لِلْحُرِّيَةِ وَ التَّطْوِيرِ ) ، وَ أَبْوَاقُ الِإعْلاَمِ مِنْ حَوْلِهِمْ بِالسُّؤْلِ وَ التَّصْوِيرِ ، وَ إِنَّ اللّهَ مَا غَيَّرَ مَا بِهِمْ من النِّعَمِ وَ التَّيْسِيرِ ، حَتَّى غَيَّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ من العَدْلِ33 و التَّنْوِيرِ تَرَاءَى أَرَاذِلُ أَمْصَارٍ هِلَالَ الرَّبِيعِ ، وَ لَكِنْ غُمَّ عَلَيْهِمْ- بِفَضْلِ الله ِ- لِقَتْرٍ مَنِيعٍ ، فَأَكْمَلُوا عِدَّةَ صَبْرِهِمْ بُعَيْدَ خِذْلاَنٍ شَنِيعٍ ، إِلَى أَنْ ضَاقَ القَعَّدِيَّةُ 34 مِنَ الْحَمْلِ الْوَدِيعِ ، فَانْتَفَضُوا يُؤَلِّبُونَهُ عَلَى القِّيَادَةِ ، وَ يُمَنُّونَهُ بِالأَلْقَابِ وَ الرِّيَادَةِ ، وَ يُجَنِّونَهُ بِالْبُطُولَةِ وَ السِّيَادَةِ ، حَتَّى اغْترَّ بِضَرُورَةِ العُرُوجِ ، و انْجَرَّ مِنهُ نَحْوَ صُورَةٍ لِخُضْرَةِ الْمُرُوجِ ، وَ رُبَّمَا سَيَرِدُ مَضَرَّةَ الْخُرُوجِ …فَعَلَى رِسْلِكَ أَبَا أنَاةٍ : قَدْ هَيَّؤُوك بِسُوءِ الْمَكْرِ وَ الْفِكْرِ وَ الْحَزْرِ ، وَ هَيَّجُوكَ لِلشرِّ وَ الْفَقْر وَ الوِزْرِ ، فَارْبأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرعَى مَعَ الهَمَل ، وارْفَقْ بِحِسِّكَ أَنْ تَسْعَى إِلَى الْغَمَلِ35 ، لَيْت َشِعْرِي لَوْ تَأَمَّلْتَ هَذَا الزَّبَدَ وَ الفَيْضَ ، وَ هَذَا الْكَمَدَ وَ الْغَيْظَ ، مَا أَمَّلْتَ مِنْ بَرَكَتِهِم إلاَّ يَدَ الدُّنيَا الكَنِيفِ ، كَالسَّكَنِ وَ الوَظِيفِ ، وَ الْمَسْكَنِ وَ الْمَرْكَبِ اللَّطِيفِ ، وَ مَا عَلِمُوا أَنَّهَا كَالْبَغِيِّ لاَ تَثْبُتُ مَعَ عَنِيفٍ ، فَهَيْهَات أَنْ يَجَعَلَ اللَّهُ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي تَجْوِيفٍ

رُوَيْدَكَ أَبَا أنَاةٍ لاَ يَغُرَنَّكَ دُعَاةُ الرَّبِيعِ بِالتَّصْبِيرِ و التَلْطِيفِ ، وَ لاَ يُرْهِبَنَّكَ سُعَاةُ التَّلْمِيعِ بِالتَّعْطِيرِ وَ التَّنْظِيفِ ، إِذْ هُمْ – تَا الله – لَرُعَاةُ التَّمْيِيعِ بِالتَّنْفِيرِ وَ التَّطْفِيفِ . أَلاَ أَيُّهَا الرَّاعِي الْغَيُورُ ، مَا هَذِهِ الدَّيَاثَةُ وَ الْفُتُورُ ، وَ شِيَاهُكَ قَدْ هَتَكَتْ قَرَارَها الْمَسْتُورَ ، وَ الْتَحَفَتْ بِالتَّبَرُّجِ وَ السُّفُورِ ، و اشْرأَبَّتْ للتَّغَنُّجِ و النُّفُورِ ،…إِلْحَقْ ! هَا هِيَ نَعْجَةٌ بَلْ نِعَاجٌ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ ارْتِقَاءَ الْحَزَنِ36 ، ليُِعْلَمَ – زَعَمًا – مَا تُخْفِي مِنَ الْهَمِّ وَ الْحُزْنِ ، يُبَعْبِعْنَ بَيْنَ الْأَنْيَابِ بِلاَ صُوفٍ وَ لاَ وَزْنِ ، قَدْ خَانَهَا النَّقْصُ37 بِلاَ مَيْنِ ، وَ هَانَهَا خُلْطَةُ الْعَالَمَيْنِ 38، فَظَنَّتْ أَنَّهَا لِشَقِيقِهَا39 كَالتَّوْأَمَيْنِ …حَنَانَيْكَ أَبَا أَنَاةٍ مَا تَرْجُو مِنْ رَبِيعِيٍّ ذَلَّلَ الإِسْتِيطَانَ لِلْعَدُوِّ الأَنْجَسِ ، وَ هَلَّلَ لِلشَّيْطَانِ بِزَهْقِ الأَنْفُسِ40 ، وَ نَكَّلَ بِالشَّرَفِ الأَنْفَسِ ، وَ وَكَلَ الْعِلْمَ لِلسَّفِيهِ الأَتْعَسِ ، وَ رَكَلَ حِلْمَ النَّبِيهِ الأَكْيَسِ، وَ نَازَعَ السُّلْطَانَ بِالْخُرُوجِ الْمُفْلِسِ41 ؟ وَ صَدَقَ مَنْ قَال ، وَ سَبَقَ مَنْ إِلَيْهِ مَالَ ، ( سُلْطَانٌ غَشُومٌ خَيْرٌ مِن فِتْنَةٍ تَدُومُ ) ، فَايْأَسْ مِنْ رَجْعِيٍّ عَزَّزَ هَذَىالْكُفَّارِ الفُجَّارِ ، كَالِإضْرَابِ وَ الِإْعتِصَامِ وَ الإِنْتِحَارِ، بَعْدَ أَنْ تَقَزَّزَ مِنْ هُدَى الرُّسُلِ وَ الصَّحْبِ الأَخْيَارِ ، كَالدُّعَاءِ و النُّصْحِ وَ الصَّبْرِ وَ الإِصْطِبَارِ ، وَ حِينَ الفِتَنِ وَ الإخْتِبَار ، يَتَجَلَّى الْعَاقُّ مِنَ الْبَارِّ . إِي وَ اللهِ : إنْ قَصَدُوا رَبِيعَ الْجُيُوبِ ، فَقَمِنٌ فِي النَّفْسِ مَرْغُوبٌ، وَ لَكِنَّهُ عِنْدَ الْعَارِفِيِنَ مَثْلُوبٌ42 ، إِلاَّ مَا يُقِيمُ صُلْبَ الْمَطْلُوبِ ، فَانْتَهِ عَنِ الفَهْمِ الْمَقْلُوبِ ، بَلْ أَزْهَارُهُمْ لاَ تَتَفَتَّقُ إِلاَّ مِنْ رَبِيعِ الْقُلُوبِ ، أَلاَ وَ هُوَ كَلاَمُ الله الْمَكْتُوبُ ، الْمُنْزَلُ عَلَى الْمُصْطَفَى الْمَحبوب ، و ذلك مِنْ كَثِيرٍ مَسْلُوبٌ ، أَعْنِي تِلَاوَتَهُ بِرَغْبَةٍ وَ تَدَبُّرٍ ، وَ حَلاَوَتَهُ عَنٍ مَحَبَّةٍ وَ تَفَكُّرٍ ، وَ43 ثَمْرَتُهُ إِلتِزَامٌ بالسُّنَةِ و الحُدُودِ ، وَ جَمْرَتُهُ إِلْتِهَامٌ بِالغُنَّة وَ الْمُدُودِ ، فـ ( اللَّهُمَ اجْعَلِ الْقُرْءانَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا وَ نُورَ صُدُورِنَا وَجِلاَءَ حُزْنِناَ ، وَذَهَابَ هُمُومِنَا ) . وُ مُخْتَصرُ شَرْحِ مَا لِأَجْلِهِ ( أَرْهَبُوا وَ تَجَاسَرُوا ) ، وَ ما لِنَيْلِهِ ( نَهَبُوا وَ كَسُرُوا ) : أنَّهُم خَابُوا وَ خَسُرُوا ، فَلاَ لِلتَّنْدِيدِ كَسَرَوا ، وَ لاَ لِلتَّوْحِيدِ نَصَرُوا ، وَ لاَ لِلعَبِيدِ انْتَصَرُوا ، هَلاَّ سَأَلُوا البَرَّ مِنْ فَضْلِهِ ، وَ أَسْنَدُوا الأَمْرَ لِأَهْلِهِ ، وَ صَبَرُوا إِلىَ حين حِلِّهِ ، و مُعْتَصَرُ النُّصْحِ : أنّ مَا بَيْنَ الرَّبِيعَيْنِ ، كَمَا بَيْنَ آصَارِ44 العَمَى وَ إبْصَارِ العَيْنِ ، فَهلْ تَرَاهُمَا مُجْتَمِعَيْنِ ؟ ، بَلْ إِنَّ السَّيْفَ تُوجِبُ لَهُ النَّقصَ ، إِذَا قُلْتَ : هُوَ أَمْضَى مِنَ العَصَا ، فاتَّخِذْ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، وَ لاَ تَنْتَخِبْ مِنَ العُسُولِ خَلِيلًا ، وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْعَجُولِ خَذُولًا ، وَ اللهُ الْمُسْتَعَانُ ، وَ نَعُودُ عَلَيْهِ بِالتُّكْلاَنِ ، وَ نَعُوذُ بِهِ مِنَ الْخُذْلاَنِ

بقلم الفقير إلى عفو ربه أبو خليل عبد الرحمان مالكي الجزائري ( عين الدفلى )

الهامش
1- أي قامة ( العلم و التجارب) 2-الهامة : المراد هنا الرأس 3- قُدَامَة : أبو الفرج الكاتب الإخباري أحد البلغاء الذي ضرب الحريري به المثل في قوله: لو أوتي بلاغة قدامة ) تاريخ الإسلام للذهبي 3/ 325 بتصرفٍ 4- قصدت الوصف لا رجلا بعينه 5- (الأناة) أي لا يَعجَل في الأمور، وهو آنٍ وقورٌ.6- أي خَصَلات شرّ، ولا يقال في الخَير 7- ولا تكون الطريق صراطا حتى تتضمن خمسة أمور الإستقامة والإيصال إلى المقصود والقرب وسعته للمارين عليه وتعينه طريقا للمقصود ولا يخفى تضمن الصراط المستقيم لهذه الأمور الخمسةفوصفه بالإستقامة يتضمن قربه لأن الخط المستقيم هو أقرب خط فاصلين نقطتين وكلما تعوج طال وبعد واستقامته تتضمن إيصاله إلى المقصود ونصبه لجميع من يمر عليه يستلزم سعته وإضافته إلى المنعم عليهم ووصفه بمخالفة صراط أهل الغضب مدارج السالكين والضلال يستلزم تعينه طريقا ) مدارج السالكين 1/11.. 8- ( الضراط ) الريح الخارجة من الإست مع صوت .9- ( فريق في الجنة و فريق في السعير ) الشورى 7 … 10- أثرٌ عن عبد الله ابن مسعود سقته بالمعنى.. 11- أَبْلَجُ وضوحُ الشّيء وإشراقُه 12- لَجْلَجٌ، أي يُردَّد من غير أن ينفُذ. 13- و هذا كلام حق مراده باطل 14- فالغاية عندهم الإجتماع ولو بالأبدان فقط 15- وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ )3/4 آل عمران16– ( صحيح البخاري كتاب الإعتصام /باب باب الاِقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ )17- فوضعوا مثلا المجاز لنفي الصفات ، الشرك السياسي لاستحلال الخروج 18- (مصرنا) أي بلدنا الجزائر ففيه عطف الخاص على العام 19- الرجيع : الروث وكل مردود من قول أو فعل يقال خبر رجيعالمعجم الوسيط 1/331 / 20– الْجَرَائِدِ : مفرده جريد أي أغصان النخيل 21– الْجَرَائِد أي الصحف ، 22- الْمَوَائِدِ: أي المؤتمرات ، و الدراسات ، و برامج 23– ( الجمهور يخاطبون بالعاطفة و العقلاء بالعلم ) ذكرها العلامة صالح آل الشيخ في إحدى دروسه 24- الارتكاس : التحول من حال حسنة إلى سيئة 25 – القواعد جمع قاعدة و المراد بها عنا العامة من النّاس26– أثرٌ عن أبي الدرداء رضي الله 27– كلمة للعلامة الألباني رحمه الله في فوز أحَدِ الأحزاب الإسلامية 28- أي التقريب بين السنة و الرفض ، و وحدة الأديان . 29- وَ حسبك ما تبتثه ( الجزيرة ، رشاد ، المستقلة )30- الوَنَى: الضعف 31– حتى يعطى صبغة شرعية 32– الهَبَلُ هنا ِفَقْدُ العَقْلِ والتَّمْيِيز 33- أعدل العدل هو توحيد الله 34- القَعَّدِيَّةُ ( يزينون الخروج على الأئمة و يقعدون عنه )35- الغَمَلُ بالتحريك : فسادُ الجُرْحِ من العُصابِ 36- الحَزْن : الغلظ من الأرض 37- النقص في العَقْل وَ الدِين 38- أي عالم الرجال و النساء..39- ( إن النساء شقائق الرجال ) صحيح الجامع .40- سوريا وحدها تجاوزَ 5 آلافِبينهم 300 طفل كما صرحت مبعوثة الأمم المتحدة ، و الفاتورة تتضخم يوميا 41- ( وقد جرب المسلمون الخروج فلم يروا منه إلا الشر ) التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ص199 .. 42- قَالَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لرَبِيعَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَلْنِي ، فَقال : مُرَافَقَتُكَ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ ؟ فَقُال : هُوَ ذَاكَ …) ( أخرجه مسلم ، باب فَضْلِ السُّجُودِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ ) 43- الواو للإستئناف . 44- الإِصْرُ الذَّنْبُ والثِّقْلُ وجمعُه آصَارٌ


شكرا على الجهود جزاكككككك الله