التصنيفات
الفيزياء الكهربية والمغناطيسية

الصدمة الكهربائية وتأثيرها على جسم الإنسان

بسم الله الرحمن الرحيم
الصدمة الكهربائية وتأثيرها على جسم الإنسان :

يمكن تمثيل جسم الإنسان بالموصل المعزول فالبشرة الخارجية لجسم الإنسان تمثل عزل الموصل ، فهي تمنع انتقال الجهود الخارجية لداخل جسم الإنسان . وأن المقاومة الداخلية لجسم الإنسان صغيرة، لاحتواء جسمه على سائل مملح ، وبمجرد أن يقوم الجهد الكهربي بكسر عازلية بشرة الإنسان الخارجية يمر التيار الكهربائي في الجسم ، وتكون مقاومة الجسم في تلك الحالة أقل ما يمكن حيث يعتبر جسم الإنسان موصلا جيدا للتيار الكهربي. أما قبل أن يحدث كسر لعازلية البشرة الخارجية لجسم الإنسان ، فتكون مقاومة الجسم كبيرة، الأمر الذي يؤدي إلى مرور تيار ضعيف جدا في جسم الإنسان في تلك الحالة .
بمجرد انهيار عازلية البشرة الخارجية تزداد شدة التيار المار في جسم الإنسان مسببا في إثارة الجهاز العصبي والعضلات بالمستوى الذي يؤدي إلى اضطراب أداء الأعصاب وتلف عضلات الجسم وخاصة عضلة القلب وقد يؤدي ذلك إلى توقف القلب والوفاة.
أن مرور التيار الكهربائي في جسم الإنسان أو ما يسمى بالصعقة الكهربائية يسببآثاراً حرارية وتحليلية وبيولوجية لجسم الإنسان ويتمثل الأثر الحراري في الاحتراقالذي يصيب الأجزاء الخارجية للجسم وكذلك سخونة الأوعية الدموية، ويتمثل الأثر التحليلي في تحلل الدم والسوائل الحيوية الأخرى مما يؤدي إلى إتلاف تركيبهالفيزيائي والكيميائي ويتمثل الأثر البيولوجي في تهييج الخلايا والأنسجة الحية الذييمكن أن يترافق مع تقلصات تشنجية غير إرادية للعضلات بما فيها عضلات القلب (الأذينوالبطين) والجهاز التنفسي (الرئتين) مما يؤدي لتمزق الأنسجة واختلال عملية التنفسودورة الدم.
بإضافة لكون القلب عضو حساس بالجسم للتيار الكهربي وذلك لكونه مبنيا على توقيت متكرر، حيث إن تقلصات القلب تعتمد بالأساس على تيارات أشبه بالتيارات الكهربائية التي تتولد بداخله ، لذا ؛ فإن أي تيار خارجي يغير من نظام ضربات القلب وبالتالي يحدث ارتباكا في ضخ الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة ، ولقد وجد أن الذبذبات العالية بالنسبة للتيار المتردد تزيد من خطورة الحوادث بالصدمة الكهربية ، وذلك لعلاقتها بحركات القلب وبعمل الجهاز العصبي .

وقد تختلف شدة تلك الآثار ودرجة خطورتها تبعاً لثلاثة عوامل رئيسية هيمسار التيار في جسم مصاب وشدة التيار المار في جسم المصاب والفترة التي يبقى المصابخلالها تحت التأثير، ويتفاوت الخلل الناتج عن الإصابة بالصعقة الكهربائية من حروقبسيطة إلى حروق إلى رجفة دائمة حيث صحته العامة وسنه وكذلك مقاومته الكهربائيةالخاصة به.

العوامل المؤثرة على شدة الصدمة الكهربائية :
1. مسار التيار الكهربائيفي جسم الإنسان ويتحدد بمنطقتين أو نقطتين هي مكان دخول التيار لجسم الإنسان ومكانخروج التيار من جسم الإنسان وقد يكون هذا المسار قصيراً بين نقطتين على اليد أوالقدم أو قد يكون المسار طويلاً من يد إلى اليد الأخرى أو بين اليد اليمنى والقدماليسرى أو القدم اليمنى، ولعل المسار الأكثر خطورة هو من يد إلى يد عبر الصدرمروراً بالقلب أو الرئتين حيث قد تحدث الوفاة الفورية .

شدة التيارالمار في الجسم: إن خطورة الكهرباء وآثارها على جسم الإنسان تزداد بازدياد شدةالتيار المار فيه وتتحد قيمة التيار الكهربائي التي يلامسها المصاب، أما المقاومةالكهربائية لجسم الإنسان فإنها تؤثر على تحديد شدة التيار ولكن بتناسب عكسي أي يكونتيار الإصابة كبيرا إذا كانت المقاومة الكهربائية لجسم الإنسان صغيرة ويكون تيارالإصابة صغيرا إذا كانت المقاومة لجسم الإنسان كبيرة وتتأثر قيمة مقاومة جسمالإنسان أيضا بمقدار الجهد المسلط عليه حيث تتناسب هذه القيمة عكسيا مع ازديادالجهد كما تتأثر هذه القيمة أيضا بمدى رطوبة الجلد وجفافه.
زمن مرور التيار الكهربي : كلما ازداد زمن مرور التيار في الجسم ازدادت شدة الصدمة ” الصعقة ” فمرور تيار قدره 80-90 ملي أمبير فقط لمدة 3 ثوان يؤدي إلى توقف القلب والوفاة.
التردد: وجد بالتجربة أن التيار المتردد أشد خطورة من التيار المستمر .

__________________


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.