التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

حصريا بحث عن المنهج التاريخي و التجريبي و الاحصائي و الانثربولوجي

خطة البحث
الفصل الأول: المنهج التاريخي
المبحث الأول: تعريفه و علاقته بالتاريخ
المبحث الثاني : أهمية استخدام المنهج التاريخي في البحث
المبحث الثالث : خطوات و مراحل المنهج التاريخي
المبحث الرابع : الصعوبات التي تواجه الباحثين بالمنهج التاريخي و النقد

الفصل الثاني : المنهج التجريبي
المبحث الاول : تعريفه و خصائصه
المبحث الثاني : أنواع التجارب
المبحث الثالث : – سلبيات المنهج التجريبي
المبحث الرابع : الصعوبات التي تواجه الباحث في البحوث التجريبية و عيوبه

الفصل الثالث : المنهج الإحصائي
المبحث الاول : التعريف
المبحث الثاني : أنواعه
المبحث الثالث : ملاحظات أساسية عن المنهج الاحصائى

الفصل الرابع : المنهج الانثربولوجي:
المبحث الاول : لمحة عن الانثروبولوجيا
المبحث الثاني : المنهج الانثروبولوجي

المراجع
1/ منهجية البحث العلمي – القواعد و المراحل و التطبيقات – : الدكتور محمد عبيدات و الدكتور محمد أبو نصار ، كلية الاقتصاد و العلوم الأردنية 1999 من ص 34 الى ص 40 .دار وائل للطباعة و النشر .

2/- كيفية كتابة الابحاث و الاعداد للمحاضرات : الدكتور محيي محمد سعد * جامعة الإسكندرية * الطبعة الثانية 2000 . المكتب العربي الحديث من ص 33 -34 .

3/اسس و مبادئ البحث العلمي : الدكتورة فاطمة عوض صابر و الدكتورة ميرفت علي خفاجة * جامعة الإسكندرية * 2022 مكتبة و مطبعة الاشعاع الفنية .

المنهج التاريخي:

يدور هذا المنهج حول الجهود الضخمة التي يبذلها الباحثون لتحليل مختلف الأحداث التي حدثت في الماضي و تفسيرها بهدف الوقوف على مضامينها و تفسيرها بصورة علمية تحدد تأثيرها عل الواقع الحالي للمجتمعات و استخلاص العبر منها. و بناءا عليه يستخدم هذا المنهج للحصول على أنواع مختلفة من البيانات و المعلومات ذات الطابع المعرفي و ذلك لتحديد تأثير هذه الأحداث الماضية على المشكلات أو القضايا التي يعاني منها أفراد المتجمعات في الأوقات الحلية ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأحداث التاريخية تعبر مادة غنية حيث يقوم الباحثون بتحليلها و استخلاص مضامينها المختلفة و بالتالي فإنها تثري أفكارهم و خبراتهم من جهة بالإضافة إلى أنها –أي الأحداث التاريخية- تساعد في تطوير المناهج العلمية المستخدمة من قبل الباحثين الآخرين و تعميمها بشكل ايجابي .

علاقة التاريخ بالمنهج التاريخي:

تم تعريف التاريخ بحسب بعض الباحثين بأنه: ” التدوين الموثق للأحداث الماضية ” كما عرف البعض الأخر بأنه ” وصف الحقائق التي حدثت في الماضي بطريقة تحليلية ناقدة ” و يستخلص من هذين التعريفين بان علم التاريخ لا يمكن فصله بل ربطه مع المنهج التاريخي وذلك باعتبار البحث أو التقصي العلمي وسيلة موضوعية هدفها الوصول إلى النتائج أو القوانين أو عقد يمكن تعميمها أو استخدامها للتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل ضمن السياق التاريخي .

أهمية استخدام المنهج التاريخي في البحث :

و تكمن أهمية استخدام المنهج التاريخي في البحث في انه يمكن من خلال دراسة الأحداث الراهنة و الاتجاهات المستقبلية في ضوء ما حدث في الماضي حتى يمكن بذلك تقويم ديناميكية التغيير أو التقدم أو تحقيق المزيد من الفهم للمشكلات المعاصرة و إمكانية التنبؤ بالمشكلات التي قد تنجم مستقبلا و بذلك يحقق المنهج التاريخي ميزة مزدوجة من حيث الاستفادة من الماضي للتنبؤ بالمستقبل و الاستفادة من الحاضر لتفسير الماضي .
وعلى الرغم من أن طبيعة البحث التاريخي قد لا تؤدي إلى التوصل إلى قوانين علمية ثابتة و لا تؤدي إلى التوصل إلى نظريات محددة أو تعميمات معينة إلا إن ذلك لا يقلل من قيمة و أهمية البحث التاريخي ، ففي نظر و رأي العديد من العلماء انه يكفي إسناد صفة العلم إلى موضوع ما إن يقوم الباحث بدراسته مسترشدا بالأسلوب العلمي لمحاولة الوصول إلى الحقيقة و الخطوات التي يمر بها البحث التاريخي لا تختلف عن الخطوات التي تستخدم في مناهج البحث بصفة عامة إلا أن البحوث التاريخية لا تعتمد على جمع البيانات عن طريق إجراء الاختبارات أو القياسات على الأفراد بل تبحث عن بيانات موجودة من قبل

خطوات و مراحل المنهج التاريخي :

إما الخطوات أو المراحل التي يجب أم يتبعها الباحث أو المؤرخ العلمي فتتخلص في :

1- اختيار موضوع البحث : على سبيل المثال تاريخ السينما الأردنية من زمن الإمارة إلى غاية الوقت الحالي .

2-جمع المعلومات من المصادر الأولية و الثانوية الداخلية و الخارجية: و تجدر الإشارة هنا إلى أن المصادر الأولية تشمل مجموعة الوثائق أو الأثر المختلفة المتعلقة بحضارات سابقة. إما الوثائق فتشمل تسجيلا دقيقا لأحداث تاريخية قد تكون مكتوية أو مصورة أو حتى شفهية من خلال إجراء المقابلات مع الأفراد الذين عايشوا أحداثا تاريخية محددة بالإضافة إلى تحليل مضمون المخطوطات و المذكرات التي قد تكون محفوظة في المتاحف أو المكتبات.
وتوجد مصادر أخرى للبحث التاريخي منها القصص و الأساطير و الفلكلور و الحكايات الشعبية و الكتب العلمية و الفنية و السير الذاتية لأشخاص عاشوا تلك الفترات الزمنية و باستخدام مختلف النشرات و الرسومات و المجلات العامة و المتخصصة.

3- نقل موضوعي لمصادر البحث و المعلومات التي تم الاستعانة بها بالإضافة للمعلومات التي تم تدوينها حول ظاهرة ما أو مكان أو شخص ما.

و عموما يهتم النقل الموضوعي حول صحة ما تم توثيقه أو تدوينه أو جمعه من معلومات إلى فترة زمنية محددة أو مجتمعات حضارية و ذلك من خلال مراجعة المعلومات المتوافرة على ضوء معطيات زمنية و خصائص الثقافة الحضارية التي كانت سائدة أو أسلوب المؤرخين التي نسبت إليهم المعلومات أو الأحداث التي تم رصدها من ناحية مصداقيتهم أو مراتبهم العلمية أو مساهمتهم في تلك الفترات الزمنية يضاف إلى ذلك مدى خضوع المعلومات التي تم جمعها إلى النقد الداخلي مع التأكد من حقيقة المعلومات التي تم الحصول عليها من مختلف المصادر ، و ذلك للوقوف على معناها و درجة مصداقيتها.

صياغة الفرضيات و كتابتها :

الأبعاد و الأسباب التي كانت كامنة وراء الحدث أو الظاهرة التاريخية و تفسيرها على ضوء ماهو متوافر من أدلة و براهين موجودة فعلا و استخلاص النتائج و المضامين التي تساعد على التنبؤ المستقبلي لاستخلاص العبر مما حدث في الماضي و ما يحدث حاليا من قضايا أو ظواهر و إمكانية تعميمها على المستقبل مع التحليل كامل لمختلف العوامل في كلتا الحالتين :

كتابة التقرير النهائي بأسلوب علمي :

كما هو معروف في البحوث فان على المؤرخ أو الباحث أن يجمع كافة البراهين و بعناية كبيرة و تحليلها لاستخلاص النتائج بروح موضوعية محضة و ذلك خطوة ضرورية للانتقال إلى كتابة التقرير النهائي بأسلوب علمي معتمد على الأدلة و البراهين الواقعية بعيدا عن الخبال أو التوهم في النظر و الاستخلاص العلمي للنتائج

الصعوبات التي تواجه الباحثين بالمنهج التاريخي :

يرى بعض العلماء أن المنهج التاريخي يفتقر إلى درجة كبيرة من الموضوعية وذلك لعدم القدرة أو الإمكانية لإخضاع كافة الأحداث الماضية للتجريب أو التكرار من جهة بالإضافة إلى ضعف قدرة الباحثين بحسب هذا المنهج على ضبط العوامل المؤثرة من خلال تجميد أو تثبيت بعضها .

على الجانب الآخر يرى بعض الكتاب المنهج التاريخي كأسلوب علمي يعاني من بعض الأمور التي يمكن تلخيصها بالشكل التالي :

– تتعرض بعض الأحداث التاريخية للتلف أو التزوير و بالتالي فانه من الصعب القول بان التاريخ سيعطينا معرفة كاملة حول مختلف جوانب الحياة و ظواهرها في الماضي.
– صعوبة تطبيق المنهجية العلمية – بمراحلها المختلفة- لتغيير الأحداث التاريخية و ذلك لأسباب أهمها طبيعة الحدث التاريخي و خصائصه و مصادر الحصول على معلومات موثقة عنه من جهة بالإضافة إلى صعوبة إخضاعه للتجربة من جهة أخرى .

– صعوبة وضع فرضيات واضحة مبنية على أسس نظرية قوية للأحداث التاريخية و ذلك لأسباب أهمها أن علاقة السبب بالنتيجة في تحديد مسار الأحداث التاريخية نفسها ليست علاقة يمكن تصوريها بشكل دقيق أو واضح و ذلك لتشابك أو تعارض أو تعدد الأسباب و من ثم التفسيرات لهذا الحدث أو ذاك

-عجز الباحثين بحسب المنهج التاريخي عن الإلمام الكافي بالمادة التاريخية و من مصادرها الأولية أو الثانوية ،الأمر الذي يؤدى إلى صعوبات لا يمكن تجاهلها عند التحقق من الفرضيات أو الأسباب باستخدام التجريب .

و بناءا عليه تبدو عملية الوصول إلى نتائج أو استخلاصات يمكن تعميمها بحسب هذا المنهج مستحيلة و ذلك لارتباط الظواهر التاريخية بمعطيات زمنية و بيئية يصعب تكرارها بدرجة كبيرة .

نقد :

إلا أن من أهم ما يلاحظ على المنهج التاريخي في رأي الباحثين انه لا يعتبر علما باعتبار أن من أهم من يقوم باسترجاع الأحداث التاريخية لتحليلها لا يقومون بملاحظة الظواهر التي حدثت فعلا حيت يمكن لهم دراستها بطريقة موضوعية ، ذلك أنهم – أي المؤرخون- يعتمدون على الاستماع أو النقل عن الآخرين أو بتجميع بعض الأوراق أو المقالات التي نشرت هنا و هناك . الأمر الذي يوجب الحيطة و الحذر لتفادي الوقوع في الخطأ أو التأويل غير الدقيق للظواهر التي حدثت في الماضي .
يضاف إلى ذلك انه لا يجوز للباحثين إلصاق كلمة العلم على أي من الأحداث التاريخية إلا إذا استطاع الباحثون استنتاج بعض الأمور أو الحقائق و استخدامها للتنبؤ المستقبلي في الكشف عن بعض العلاقات او القوانين أو القواعد التي يمكن تعميمها أو القبول طروحاتها تحت ظروف مختلفة.

إن هذه الملاحظات بشكل عام لا نقص من أهمية المنتج التاريخي باعتباره علما إنسانيا و خاصة للعلماء من الأفراد ، ذلك أن التاريخ من الناحية الموضوعية عبارة عن قواعد ذات دلالات هدفها التحليل و التحقيق من خلال سرد أو إيراد علمي منطقي للوقائع و أسبابها من لحظة تحققها في الماضي إلى وجودها الحالي.

المنهج التجريبي :

تعريف المنهج التجريبي :

يمكن تعريف المنهج التجريبي بأنه ” يتضمن كافة الإجراءات و التدابير المحكمة التي يتدخل فيها الباحث الاجتماعي عن قصد مسبق في كافة الظروف المحيطة بظاهرة محددة ” و يهدف هذا المنهج إلى قياس اثر احد المتغيرات المستقلة أو أكثر على متغير تابع محدد وذلك من خلال التحكم أو السيطرة على كافة العوامل المحيطة بالظاهرة موضوع التجربة و بناءا عليه يعد هذا المنهج أكثر المناهج العلمية دقة لتحليل الظواهر و المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية.
يضاف إلى ذلك أن أسلوب التجربة يقوم أساسا على أسلوب التجارب العلمية الميدانية و المخبرية التي تؤدي إلى تعرف العلاقات السببية بين العوامل المختلفة التي تحدث الظاهرة أو المشكلة.
– عموما يمكن القول أن المنهج التجريبي يتضمن عددا من الخطوات أو المراحل البرمجية أهمها ملاحظة المشكلة أو الظاهرة موضوع الاهتمام ، وتعرف أبعادها وأسبابها على شكل فرضيات قابلة للاختبار و مبنية على أسس نظرية قوية . ومن ثم وضع تصميم للتجربة و نوعها و مكان إجرائها.

خصائصه:

من الخصائص العامة للمنهج التجريبي انه يقوم على الدقة في اختبار شرعية الفرضية التي تم وضعها كما يتعين على الباحث ابداء او إبراز ملاحظاته العلمية الدقيقة عند مقارنة موضوع الفرضيات التي وضعها و الوقائع او النتائج التي وصل اليها بأسلوب تحليلي منطقي او واقعي و تجدر الاشارة هنا الى ان هذا المنهج يمتاز عن غيره من مناهج البحث العلمي بانه يسعى اصلا للكشف عن العلاقات السببية بين العوامل المؤثرة و الظاهرة محل الاهتمام

انواع التجارب :

1/- تجربة المجموعة الواحدة :

يرتكز هذا الأسلوب على تجريب تاثير عامل واحد على أداء المجموعة ،على سبيل المثال :
قيام رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك بقياس أداء موظفي الجمعية بالنسبة لعملية تلقي الشكاوي و متابعتها مع الجهات ذات العلاقة بقضايا المستهلك و بعد وضع الدرجات الخاصة بمستوى أداء كل موظف ، يتم إعطاء الموظفين في الجمعية دروسا أو تدريبات خاصة في كيفية الرد على شكاوي المستهلكين و متابعتها كخطوة أولى يتم بعدها مقارنة درجة الأداء لكل واحد منهم في المرة الأولى و مقارنتها مع الدرجات التي حصلوا عليها بعد فترة التدريب أو التأهيل المشار إليها سابقا .
و إن كانت نتيجة المقارنة أن هناك تطورا ملموسا في أدائهم يمكن أن نقول أن التدريبات التي أعطيت لهم كانت ذات أهمية و أنها شكلت العامل المسؤول عن التغير في أدائهم فيما يتعلق في التعامل مع قضايا المستهلكين و مشكلاتهم و تجدر الإشارة هنا إلى أن هناك ضرورة كبيرة لضبط كافة العوامل الأخرى المحيطة بعمل أولئك الموظفين التابعين لجمعية حماية المستهلكين إذا ما أريد الحصول على نتائج ايجابية للتجربة .

2/- التجربة على مجموعتين :

بحسب هذا النوع من التجارب يتم التعامل مع مجموعتين متشابهتين و في الوقت نفسه يقوم الباحث بعرض العامل التجريبي على مجموعة واحدة (المجموعة المفحوصة ) من المجموعتين مع تجاهل عرضه على المجموعة الضابطة بعدها تتم مقارنة المجموعتين بهدف تعرف وجود أي تغير ملموس على المجموعة المفحوصة أم لا .
أهم ما يعيب هذا الأسلوب في التجريب انه نادرا ما توجد مجموعتان متشابهتان بشكل كامل، الأمر الذي يقلل من تعميم نتائج التجربة في حالات أو تجارب معينة و بخاصة في بيئة يصعب التحكم في العوامل المؤثرة فيها.

3/- التجربة على عدة مجموعات :

يرتكز هذا الأسلوب على استخدام أكثر من مجموعة و بالتناوب ، الشرط الأساسي لهذا النوع من التجارب هو وجود مجموعات متشابهة أو متكافئة إن أمكن ، و ذلك من اجل تطبيق العامل التجريبي على كل مجموعة بالتناوب بحيث تصبح كل واحدة من المجموعات في المرة الأولى مجموعة تجريبية و في المرة الثانية مجموعة ضابطة . و تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة توافر بعض الشروط لإنجاح البحث التجريبي منها أن تكون الفرضيات المراد اختبارها ذات أساس نظري دقيق كخطوة أولى مع توافر إجراءات واضحة لعملية التجريب الميدانية أو المخبرية كخطوة ثانية بالإضافة إلى ضرورة وجود باحثين مجربين من ذوي الملاحظة الدقيقة حتى يمكن الوصول إلى نتائج واقعية يمكن تعميمها على مجموعات أو عينات ممثلة لمجتمع الدراسة .
بشكل عام يعتبر أسلوب التجريب أكثر الأساليب فعالية في الوصول إلى علاقات سببية بين عامل أو أكثر و عوامل أخرى تابعة . إلا أن هذا الأسلوب في الوقت نفسه يعاني من بعض العيوب أهمها احتمالية وقوع الباحث في بعض الأخطاء أثناء عملية المراقبة أو الضبط للعامل أو العوامل المراد عزلها بالإضافة إلى بعض الأخطاء التي قد تحدث في اختيار أسلوب المعاينة و حجم العينة في المجموعات التجريبية و الضابطة و مدى تشابهها أم لا و تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الأسلوب العلمي يعاني من ظاهرة النزاعات الشخصية لدى بعض الباحثين لإنجاح التجارب التي يشرفون عليها الأمر الذي يؤدي إلى نتائج غير دقيقة لا يمكن تعميمها لبعدها عن الواقع الطبيعي للأشياء أو الظواهر المفحوصة .

3- سلبيات المنهج التجريبى:

أ- صعوبة تحقيق الضبط التجريبي في المواضيع والمواقف الاجتماعية وذلك بسبب الطبيعة المميزة للإنسان الزى هو محور الدراسات الاجتماعية والإنسانية، فهناك عوامل إنسانية عديدة( مثل إرادة الإنسان،الميل للتصنع…الخ )يمكن أن تؤثر على التجربة ويصعب التحكم فيها و ضبطها.
ب-هناك عوامل سببية ومتغيرات كثيرة يمكن أن تؤثر في الموقف التجريبي ويصعب السيطرة عليها ومن ثم يصعب الوصول إلى قوانين تحدد العلاقات السببية بين المتغيرات.
ج- أن الباحث ذاته يمكن أن نعتبره متغيرا ثالثا يضاف إلى اى متغيرين(مستقل وتابع) يحاول الباحث إيجاد علاقة بينهما.
د- فقدان عنصر التشابه التام في العديد من المجاميع الإنسانية مقارنة بالتشابه الموجود في المجالات الطبيعية.
ه- هناك الكثير من القوانين والتقاليد والقيم التي تقف عقبة في وجه إخضاع الكائنات الإنسانية للبحث لما قد يترتب عليها من أثار مادية أو نفسية.

4- الصعوبات التي تواجه الباحث في البحوث التجريبية:
يكتنف المنهج التجريبي في البحث صعوبات عديدة شانها في ذلك شان طرق البحث الاخرى و من هذه الصعوبات مايلي :
1- إن النتائج التي نتوصل إليها من التجريب لا تقتصر فقط على أفراد التجربة و إنما يتم تعميم نتائجها على جماعات اكبر من العينة موضوع الدراسة لذلك إذا لم تكن العينة في التجربة ممثلة للمجتمع الأصلي المراد تطبيق النتائج عليه فانه لا يمكن تعميمها عليه .

2- قد يشكل عدم توافر الأدوات و الأجهزة الدقيقة نوعا من الصعوبة في إجراءات البحث مما يؤدي إلى وجود أخطاء في القياسات ذلك لان استخدام الأجهزة غير الدقيقة في التجربة كثيرا ما يؤدي إلى بيانات و نتائج غير دقيقة و بالتالي فشل التجربة و الدراسة نهائيا .

3- قد يقابل الباحث مشكلة عدم توافرا فراد العينة في بعض البحوث مثل البحوث التي تجري على الفئات الخاصة (ذوي الإعاقة) لذلك على الباحث أن يراعي المبادئ العلمية الخاصة باختيار العينة الاختيار الصحيح

4- في التجارب التي تجري في الحقل التربوي يقابل الباحث بعض الصعوبات من غير شك في تحديد جميع المتغيرات و العوامل التي تؤثر على نتائج التجربة كما أن عزل جميع العوامل التي يمكن أن يكون لها صلة بالتغييرات التي تحدث خلال التجربة و التحكم فيها يعتبر مستحيلا لذلك فعلى الباحث أن يضع نصب عينيه ضرورة التحكم في المتغيرات التي لها وثيقة بالتجربة التي يقوم بها على أن يترك دون ضبط أو تحكم المتغيرات الأخرى ، التي قد تكون ذات تاثير طفيف و غير ملموس على النتائج.

5- ينبغي على الباحث في الحقل التربوي أن يراعى في التصميم التجريبي و في تنفيذ هذا التصميم استخدام ظروف للتجريب تقترب إلى حد كبير من الواقع التعليمي العادي حتى يكون لنتائجها قابلية للتعميم أو التطبيق.

6-في البحوث التجريبية قد يحدث خطا التحيز سواء في القائم بالبحث أو في الأشخاص الذين هم موضع التجربة ذاتها و ذلك لان هؤلاء الأشخاص إذا انتبهوا لدورهم في التجربة سيحاولون بذل الجهد لإنجاح التجربة وبذلك لا تكون التجربة قريبة من الظروف الطبيعية .

عيوب المنهج التجريبي :

أهم ما يعيب المنهج التجريبي صعوبة الحصول على تعاون أفراد العينة المدروسة فيما يتعلق بضبط الأنماط السلوكية للأفراد تحت التجربة ، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى صعوبة تعميم نتائج التجربة و مقابلتها مع الفرضيات التي قامت عليها التجربة نفسها .
كما أن هذا النوع من البحوث يحتاج إلى مهارات و خبرات عالية المستوى من الناحية العلمية المرتبطة بمدى اتصاف من يقومون بها بالموضوعية و الخبرة اللازمتين لإنجاح التجارب .

المنهج الإحصائي:

1-التعريف:

هو عبارة عن استخدام الطرق الرقمية والرياضية في معالجة وتحليل البيانات وإعطاء التفسيرات المنطقية المناسبة لها ويتم ذلك عبر عدة مراحل:
أ- جمع البيانات الإحصائية عن الموضوع.
ب- عرض هذه البيانات بشكل منظم وتمثيلها بالطرق الممكنة.
ج- تحليل البيانات.
د- تفسير البيانات من خلال تفسير ما تعنيه الأرقام المجمعة من نتائج.

2-أنواع المنهج الاحصائى:

أ- المنهج الاحصائى الوصفي:
ويركز على وصف وتلخيص الأرقام المجمعة حول موضوع معين وتفسيرها فى صورة نتائج .

ب-المنهج الإحصائي الاستدلالي أو الاستقرائي:
يعتمد على اختيار عينة من مجتمع اكبر وتحليل وتفسير البيانات الرقمية المجمعة عنها والوصول إلى تعميمات واستدلالات على ما هو أوسع واكبر من المجتمع محل البحث.

3- المقاييس الاحصائية:

هناك عدة مقاييس الإحصائية التي يتم استخدامها في إطار هذا المنهج منها المتوسط- الوسيط –المنوال والنسب المئوية والمعدلات والجداول التكرارية.ويمكن للباحث استخدام أكثر من طريقة في تحليل وتفسير البيانات.

4- ملاحظات أساسية عن المنهج الاحصائى:

أ- في حين يدخله بعض الكتاب ضمن مناهج البحث العلمي فان آخرين لا يدخلونه وان كان الجميع يقرون بوجود طرق إحصائية يمكن إتباعها في التعامل مع البيانات البحثية.
ب- يستخدم المنهج الاحصائى الوسائل الرياضية والحسابية لمعالجة البيانات وتقديم التفسيرات المنطقية لها.
ج- ومن خلال ذلك يستطيع الباحث التعرف على تحديد نقاط التوازن أو الوسط في الموضوع محل البحث.وتحديد الحدود الدنيا والعليا للأمور المطلوب بحثها.
د- هناك طريقتان لاستخدام المنهج الاحصائى _كما سبق ذكره:المنهج الاحصائى الوصفي والمنهج الاحصائى الاستدلالي.
ه- يمكن استخدام الحاسوب في تحليل الأرقام الإحصائية المجمعة من اجل تأمين السرعة والدقة المطلوبة.
و- يتم جمع البيانات عن طريق المصادر الاستبيانات و المقابلات.
– ويمكن الجمع بين أكثر من طريقة.
ز- يمكن استخدام عدداً من المقاييس الإحصائية كما سبقت الإشارة ويمكن الجمع بين أكثر من مقياس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المنهج الانثربولوجي:

لمحة عن الانثروبولوجيا :

يتضح من المعنى اللفظي لإصطلاح انثروبولوجيا أن موضوع هذا العلم هو الإنسان ،و الإنسان الإطار الوحيد الذي يحدد الموضوعات التي يدرسها هذا العلم أما الزمان أو المكان فلا يقيدان الموضوعات التي تدخل في نطاقه بمعنى انه العلم الذي يدرس الإنسان و أجداده و أصوله منذ أقدم العصور و الأزمنة حتى يومنا هذا ، فهو يدرس الإنسان في كل زمان ، وكذلك يدرس الإنسان في كل أنحاء العالم و بصورة أدق في كل أجزاء الكرة الأرضية أي يدرس الإنسان في كل مكان ، وهكذا لا يتقيد هذا العلم بفترات الزمان أو بحواجز المكان ، ولكنه يتقيد ببحث موضوع واحد لا يخرج عنه و هو “الإنسان” ولكن ” الإنسان” موضوع واسع جدا ويجب تحديد هذا الموضوع بصورة أضيق حتى نستطيع تمييز هذا العلم عن العلوم الطبيعية و الاجتماعية الأخرى التي تدرس أيضا الإنسان . يهتم هذا العلم بالجنس البشري فيدرس أجسام أفراده و مجتمعاتهم ووسائل الاتصال فيما بينهم و كل ما ينتجونه سواء أكان مادة أو علاقة اجتماعية أو فكرة. وقد اهتم الانثروبولوجيون الأوائل بدراسة مظاهر الحياة الاجتماعية للمجتمعات البدائية ، إذ اجتذبتهم غرابة تلك المجتمعات و اختلافها عن المجتمعات الأخرى بخاصة المجتمعات الأوروبية ، ويمكن تلخيص الأسباب التي دفعت الرعيل الأول من الانثروبولوجيين إلى ذلك الاتجاه فيما يلي :
1- كان أهم ما يبحثون عنه هو اللغات و العادات الغريبة التي تختلف و تتناقض مع لغات و عادات مجتمعاتهم الأوروبية المتمدينة و أصبح هذا تقليدا على ممر السنين ، فبينما يهتم الانثرولوجيون بالمجتمعات شبه البدائية ، يهتم علماء الاجتماع و الاقتصاد و علماء السياسة بالمجتمعات المتمدينة التي تعرف على الأقل الكتابة و القراءة ، ويرى بعض الانثروبولوجيين (1) على الاهتمام بالمجتمعات البدائية يعد أهم ما يميز الانثروبولوجيا عن العلوم الاجتماعية الأخرى . وقد أصبح هذا القول غير صحيح في القرن العشرين حيث انتشرت الدراسات الانثروبولوجية الخاصة بالمجتمعات المتمدينة و خاصة القرى ، وكذلك بعض الدراسات المختصة بتحديد معالم حضارات المجتمعات المتقدمة مثل المجتمع الأمريكي و الروسي و الصيني ، وقد بحث بعضهم في عمليات الصراع أو الامتزاج بين الحضارات المتقدمة التي تتلاقى في حالات الهجرة أو الحروب ، ومن أمثلة ذلك الدراسات المتعددة التي تخصصت في دراسة المهاجرين الأوروبيين و الصينيين و اليابانيين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية و يعيشون في مجتمعات شبه مغلقة يحتفظون فيها بلغاتهم الأصلية و عادات أوطانهم الأولى ، يتضح مما سبق انه بينما اقتصرت أبحاث علماء الإنسان في القرن التاسع عشر على المجتمعات شبه البدائية ، فقد اهتم بعض علماء الإنسان في القرن العشرين بالمجتمعات المتمدينة ولكن الاتجاه الغالب هو دراسة المجتمعات شبه البدائية و المختلفة .

2- يتميز علم الإنسان بالنظرة الكلية الشاملة أي المنهج الكلي التكاملي الذي يهدف إلى تحديد جميع عناصر الثقافة في مجتمع ما ، فمثلا إذا درس الاثروبولوجي قبيلة الشلوك في السودان عليه أن يبحث كل عنصر مادي أو اجتماعي أو فكري في حياة تلك القبيلة ، بحيث يصل في النهاية إلى تحديد طريقة الحياة التي تعيشها أفراد تلك القبيلة ، ولذلك يهتم بملاحظة مساكنهم و ملابسهم و أدواتهم و نظام العائلة و القرابة و النظام الاقتصادي و المعتقدات و الطقوس الدينية و اللغة المستخدمة ة السحر ووسائل الضبط الاجتماعي من سنن اجتماعية و تقاليد و كذلك يحدد صور الفن المنتشرة ، كما انه يعني أيضا بدراسة النظام السياسي و الجماعات التي تتكون منها القبيلة و المراكز الرئيسية في تلك الجماعات و الأدوار الاجتماعية للأفراد في داخلها ، وخلاصة القول أن الانثروبولوجي يدرس كل ثقافتها ،أن التزام علم الإنسان بالمنهج الكلي التكاملي يدفع الانثرولوجي إلى الاهتمام بالمجتمعات شبه البدائية صغيرة الحجم حيث يصبح في الإمكان تطبيق المنهج التكاملي و حيث يستطيع عالم واحد الإلمام بكل الجوانب الثقافية للمجتمع . ولا شك أن الانثرولوجي أن يصل إلى معرفة العلاقات الاجتماعية في المجتمع الصيني الضخم أو المجتمع الأمريكي أو المجتمع العربي كما يعرفا عالم الاجتماع ، وكذلك أن يصل إلى معرفة نظام الأسعار و نظام البنوك كما يعرف عالم الاقتصاد ، كما انه لن يفهم قوانين تلك الأمم المتمدينة بنفس الدقة التي تصل إليها رجال القانون ، ولكنه يستطيع- وحده- أن يدرك الصورة ككل ويعرف الحقائق الأساسية لتلك العلوم بحيث يستطيع أن يرسم صورة كلية شاملة لجميع مظاهر الحياة الاجتماعية في مجتمعات صغيرة الحجم مثل قبائل الشلوك أو الماساي أو الدنكا بالسودان ، ولذلك كانت معظم دراسات الانثروبولوجيا خاصة بالمجتمعات شبه البدائية و المختلفة . وعندما تقدمت و كثرت أبحاث علماء الاقتصاد و الاجتماع و السياسة و الدين و القانون أصبح قي مقدور الانثروبولجي الاستفادة بتلك الدراسات للوصول إلى تحديد عناصر حضارة المجتمع المتقدم كبير الحجم و الغنى بالعلاقات الاجتماعية المعقدة المتشابكة.

المنهج الانثروبولوجي :

يقوم هذا المنهج على أساس الملاحظة الميدانية، فيختار الباحث قبيلة أو مجتمعا في محاولة لتفهم ثقافته و تقاليده عن طريق دراسة قوامها الإنسان نفسه، وكثيرا ما تقوم الدول المستعمرة بإتباع هذا المنهج لدراسة ثقافات الشعوب التو تقوم باستعمارها.



kghkhjlhjljkl

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.