التصنيفات
إدارة أعمال

العولمة ومقتضيات التنمية البشرية في دول شمال افريقيا

العولمة ومقتضيات التنمية البشرية فى شمال أفريقيا

م

عهد البحوث والدراسات الأفريقية
جامعة القاهرة

1-مقــدمة :-
لقد شهد العقد الأخير من القرن العشرين سيادة اقتصادات المعرفة على المستوى العالمى ، وأصبح الطريق للاندماج الايجابى فى منظومة الاقتصادات المتقدمة رهناً بما يمكن أحرازه وتحقيقه فى مجال التنمية البشرية من تعليم وصحه وحقوق سياسية ، وقبل كل ذلك زيادة متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى .
أدركت دول العالم ومنها بطبيعة الحال دول الشمال الأفريقى (مصر –ليبيا- تونس – الجزائر – المغرب) (1) أهمية الاهتمام بالعنصر البشرى باعتباره أداه التنمية وغايتها غير أن أغلب الدول النامية بشكل عام رغم أدراكها لهذه الحقيقة ظلت تعانى من ضعف مستوى التنمية فى هذا المجال وفقاً لما تشير به المؤشرات الصادرة عن المنظمات الدولية والتى هى أساساً مستقاه من المصادر الوطنية . تقف الندرة النسبية للموارد الاقتصادية فى هذه الدول عائقاً نحو تحقيق التنمية البشرية المنشودة ، رغم أهميتها وإدراك الدول لهذه الأهمية كسبيل للاندماج فى منظومة الاقتصاد العالمى فى عصر يتسم بالكثافة المعرفية على مستوى الإنتاج السلعى .
تهدف هذه الورقة لعرض وتحليل حالة التنمية البشرية فى دول شمال أفريقيا كما ترسم سبيل تحقيق هذه التنمية فى ظل الندرة النسبية للموارد من ناحية وظروف العولمة من ناحية أخرى .
تم تقسيم الورقة للأقسام الرئيسية التالية ، فضلاً عن المقدمة والخاتمة وقائمة المراجع :-
القسم الأول: أهمية التنمية البشرية كمحور فاعل للاندماج فى الاقتصاد العالمى .
القسم الثانى: حالة التنمية البشرية فى شمال أفريقيا ، وتفسير اتجاهاتها .
القسم الثالث: تعزيز عوامل النجاح وتحقيق التقدم فى مجال التنمية البشرية فى دول شمال
أفريقيا .

2- أهمية التنمية البشرية كمحور فاعل للاندماج فى الاقتصاد العالمى

2-1 أوضاع التنمية فى دول الشمال الأفريقى
يعيش فى دول إقليم الشمال الأفريقى حوالى 150 مليون نسمة ، يمثلون قرابة خمس سكان القارة ، وقد بلغ متوسط الفرد من الناتج المحلى الإجمالى (World Bank, 2022:5) 1630 دولار أمريكى فى عام 2000 ، وهو ما يمثل أكثر من ضعف متوسط نصيب الفرد فى القارة الأفريقية ككل ، إذ بلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى فى القارة فى ذات العام 671 دولار أمريكى فى السنة . وإذا كانت دول الشمال الأفريقى وفقاً لمقياس متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى (رغم ما يعترى هذا المقياس من عيوب) هى أفضل حالاً من دول أفريقيا جنوب الصحراء ، والذى بلغ متوسط نصيب الفرد فيها من الناتج المحلى الإجمالى عن العام نفسه 299 دولار – ( بعد استبعاد جمهورية جنوب أفريقيا ) ، فإن أغلب هذه الدول وقد ارتبطت بعضوية منظمة التجارة العالمية من ناحية ، وباتفاقات الشراكة مع الاتحاد الأوروبى من ناحية أخرى .
ان دول الشمال الأفريقى إذا ما وضعت فى مقارنات أخرى مع باقى دول العالم ، فأن الصورة لا شك سوف تكون فى غير صالحها ، أن أجراء المقارنة هنا يجد أساسه فى اتجاه دول الشمال الأفريقى للاندماج فى السوق العالمى أو على الأخرى أنها قد أندمجت بالفعل فى الاقتصاد العالمى أن هذا الاندماج يقوم بالأساس على المنافسة وتقسيم العمل على المستوى الدولى ، ولا شك أن تقسيم العمل على المستوى الدولى سوف يترك تأثيره على عملية التنمية ، ومن ناحية أخرى فأن المنافسة يفترض قيامها بين الأنداد أى تحقيق شرط التكافؤ لذلك بالمطلوب هو تعظيم المنافع من هذا الاندماج .
أن الصورة التى يمكن أن نشتق منها حال دول الشمال الأفريقى توضحها تقارير التنمية التى ينشرها البنك الدولى (World Bank,2000:279-275) بشكل دورى سنوياً ، إذ يتضح وفقاً لمعيار متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى أن هذه الدول تأتى ضمن دول مجموعة الدخل المتوسط المنخفض ، وفقاً لترتيب البنك الدولى عام 1999 بحسب معيار متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى فأن دول الدراسة كان ترتيبها على مستوى 206 دولة على النحو التالى تونس تأتى فى المرتبة رقم 101 ، الجزائر فى المرتبة رقم 115 ، مصر فى المرتبة رقم 120 ، المغرب فى المرتبة رقم 126 ، ليبيا ، غير متاح بيانات كافية عنها ، غير انه وفقاً لتقرير التنمية البشرية عام 2022 فان تعديل قيمة متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى لمعادل القوى الشرائية للدولار الأمريكى قد أعطى صورة مختلفة عن ذلك المقياس الذى يعتمده البنك الدولى فى اصدار تقارير التنمية فى العالم . لقد أوضح تقرير التنمية البشرية ان متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى طبقاً لمعادل القوة الشرائية بالدولار الأمريكى فى هذه الدول على التوالى هو 6390$ ، 6090$ ، 3520$ ، 3600$
أما إذا انتقلنا للمؤشر الثانى من مؤشرات التنمية البشرية ، وهو متوسط العمر المتوقع عند الميلاد ، فسوف نجده على النحو التالى : الجزائر 69 سنة للذكور ، 72 سنة للإناث – مصر 59 سنة للذكور – 65 سنة للإناث – المغرب 65 سنة للذكور – 69 سنة للإناث – تونس 70 سنة للذكور – 74 سنة للإناث – ليبيا ذكور وإناث فى المتوسط 70 سنة) ذلك فى الوقت الذى بلغ فيه العمر المتوقع بالنسبة للمجموعة الدخيلة التى تنتمى إليها هذه البلدان 67 سنة للذكور ، 74 سنة للإناث ، وفى الولايات المتحدة 75 سنة للذكور – 80 سنة للإناث ، المملكة المتحدة 75 سنة للذكور – 80 سنة للإناث ، وفى ألمانيا 74 سنة للذكور – 80 سنة للإناث . أن العمر المتوقع عند الميلاد يعكس مدى أهتمام الدولة بالرعاية الصحية فى السابق واللاحق للأمراض (الوقاية – العلاج) كما يعكس العمر المتوقع عند الميلاد حالة التغذية وما يحتاجه الإنسان من سعرات حرارية لكى يمارس حياته كشخص منتج على وجه الاعتياد ، وفضلاً عن ذلك فأنه يعكس مدى تمتع الإنسان بالعيش فى بيئة خالية من التلوث الحالى للأمراض ، وأخيراً فأنها تعكس مدى الاستقرار النفسى الذى يجب أن يتمتع به الإنسان فى حياته لكى يحيا حياة مستقرة .
أما من ناحية التعليم وهو المؤشر الثالث الذى أخذت به تقارير التنمية ، فأن ما خصصته دول الدراسة للإنفاق العام على التعليم كنسبة من الناتج المحلى الإجمالى فهى على النحو التالى الجزائر 5.1% ، مصر 4.8% ، المغرب 5% ، تونس 7.7% ، كما بلغت نسبة الملتحقين فى المجموعات العمرية المختلفة بمرحلتى التعليم الإبتدائى والثانوى ما يلى الجزائر: الثانوى 69% ، الإبتدائى 96% – مصر: الثانوى 75% ، الإبتدائى 95% – المغرب: الثانوى 38% ، الإبتدائى 77% – تونس: الثانوى 74% ، الإبتدائى 100% .
أن التسرب من التعليم الإبتدائى رافد أساسى من الروافد المغذية للأمية ، ولمكافحة الأمية يجب أن تكون نسبة استيعاب المجموعة العمرية فى التعليم الإبتدائى 100% على النحو الذى تقدمه الإحصاءات عن الدول المتقدمة ، أما التعليم الثانوى بأنواعه المختلفة فأن التسرب منه يعنى تغذية سوق العمل بعمالة غير مؤهلة أو مدربة لممارسة الحرف ، وبالتالى فهى تمثل عبء على سوق العمل لما تحتاجه هذه العمالة من تدريب قد يكتسب بطرق غير علمية وتظل هذه العمالة تمارس أعمالها بطرق متخلفة . فالننظر مثلاً على سبيل المثال للحرف فى الولايات المتحدة الأمريكية ، إذ لا يستطيع صاحب الحرفة أن يمارس حرفته إلا إذا حصل على تأهيل علمى لممارسة هذه الحرفة ، وهو تأهيل يتم فى معاهد علمية متخصصة (نسبة التعليم الثانوى فى الولايات المتحدة الأمريكية 96% ، وفى المملكة المتحدة 92%) .

2-2 اقتصادات المعرفة وارتباطها بمستوى التنمية البشرية:-
اتسمت عمليات الانتاج السلعى والخدمى منذ بداية الربع الأخير من القرن العشرين بعدة سمات أساسية ميزتها عن تلك العمليات التى كانت تتم منذ بداية الثورة الصناعية فى منتصف القرن الثانى عشر – وفى منتصف القرن العشرين . لقد سيطرت الآلية على عملية الإنتاج وكان اكتشاف البخار كقوة دافعة هو المحرك الأساسى للثورة الصناعية ، إلا أنه بانتهاء الحرب العالمية الثانية بزغ عهد جديد فى عمليات التصنيع ألا وهو عهد الثورة الأوتوماتيكية ، إذ تسمح هذه الأخيرة باتمام عدة عمليات مركبة دون تدخل الإنسان وهى عمليات يختلط الجهد العضلى مع الجهد الذهنى (مرسى ، 1990تعليم_الجزائر .
أن التقدم الذى شهده العالم فى مجال نقل المعلومات ، وثورة الاتصالات ، وما أفرزه هذا التقدم من تطبيقات تكنولوجية باتت مستخدمة من قبل المجتمع الإنسانى قد أفرز عدة سمات أساسية ميزت الاقتصاد العالمى . فالاقتصاد العالمى فى الوقت الراهن يشهد بزيادة التبادل السلعى كثيف المعرفة ، فالننظر إلى صفقات التجارة الدولية فى مجال سلع المنتجات الإلكترونية ، الاستهلاكى المعمر منها ، أو الإنتاجى . أن كثيراً من التطبيقات التكنولوجية والتى كانت معروفة منذ الثورة الصناعية الأولى قد لحقها التطور التكنولوجى لقد كان اكتشاف الترانستسور فى بداية خمسينيات القرن العشرين بمثابة فتح جديد فى عالم تكنولوجيا الاتصالات والمعرفة . أيضاً فالننظر إلى قيمة السلع التى يتم تبادلها على المستوى العالمى فالمادة الخام أصبحت تشكل جزءاً يسيراً من قيمة هذه السلع ، (مرسى ،1990:47-48) ، أما تشكيل السلعة بالطرق العلمية والفنية فهو يعتمد على المعرفة وما تخلقه هذه المعرفة من قيمة مضافة عالية .
لقد أنتجت الثورة المعلوماتية تغييرات فى مجالات ثلاثة رئيسية مرتبطة بعملية التنمية البشرية ، حيث تغير هيكل الانتاج الصناعى على المستوى العالمى ، وتغير هيكل قوة العمل ، كما تغير هيكل الموارد .
لقد تبدل هيكل الإنتاج وطرأت عليه تغيرات جعلت من صناعة الخدمات صناعة رائدة بعد أن كان الإنتاج الصناعى السلعى هو القطاع الرائد – ويتبلور الإنتاج المعرفى كسلعة من السلع التى يتم تبادلها بديلاً عن السلع المادية الملموسة ، ولا شك أن عملية الإنتاج المعرفى تعتمد على التقدم الذى يتحقق فى مجال التنمية البشرية ، كما أن صناعات مثل صناعة التأمين والبنوك والخدمات والتجارة – باتت من الأهمية فى تكوين الناتج المحلى للدول ، وهو الأمر الذى يعكس أهمية التنمية البشرية باعتبار أن الإنسان هو المحرك الأساسى لمثل هذه الصناعات من خلال جهده الذهنى . (مرسى 1990: 61-62) .
أما هيكل قوة العمل ، فإذا كان تغيره قد جاء بشكل غير مباشر من خلال تأثير الثورة المعلوماتية ، إلا أننا نرى أن تغير هيكل الإنتاج كان له الأثر المباشر فى تغير هيكل قوة العمل – فالصناعات الحديثة سواء كانت فى مجال الإنتاج السلعى أو فى مجال الإنتاج الخدمى باتت فى حاجة لعمالة تستطيع تشغيل الآلات الأوتوماتيكية ، وأصبحت مهارة الحرفة غير مطلوبة ، فاستخدام الإلكترونيات من شأنه أتمام عدة عمليات فى وقت أقل ، ومدته أكثر ، فالننظر للعمليات الحسابية وطريقة استخراجها من أجهزة الحاسب الآلى ، إذ يقوم مشغل الحاسب بإدخال بياناته ثم يستخرج نتائجه ويطبعها دون حاجة لعمليات جمع أو طرح يدوى . غير أن استخدام الأوتوماتيكية فى الإنتاج الصناعى والخدمى قد ترتب عليه ضعف فى العلاقة بين الإنتاج والعمالة ، لقد كان الطلب على العمالة يشتد فى فترات الرواج ، ويتراخى فى فترات الكساد ، إلا أنه مع التقدم العلمى أصبحت هذه العلاقة أضعف عن ذى قبل ، إذ تقوم التكنولوجيا الجديدة بخلق فرص عمل جديدة هى فى حقيقتها أقل التى كانت متاحه فى عهد الثورة الصناعية الأولى إلا أنها فرص تحتاج قدر كاف من التعليم والتدريب يسمح بوجود مشغلين (Users) لتشغيل الآلات المتقدمة . (مرسى 1990: 64-65) وأخيراً فأن تغير هيكل الموارد قد أرتبط أيضاً بالثورة المعلوماتية كنتيجة من نتائجها ، لقد سمح التقدم العلمى بتحقيق وفورات فى استخدام الموارد ، وخفض فى الفاقد والتالف منها (مرسى 1990: 65) ، بل تحقيق خفض فى المستخدم فيها بعد تقديم أشكال جديدة من المنتجات التكنولوجية عالية التقنية . فعلى سبيل المثال فأن استخدام الشبكة الدولية للمعلومات من شأنه خفض الطلب على أوراق الطباعة . لقد أصبحت المعرفة مورداً أساسياً من موارد الثروة ، بل أن أهمية هذا المورد تتزايد بتزايد التقدم العلمى .
ومن ناحية أخرى فأن صادرات الدول المتقدمة تعتمد بالأساس على صادرات فروع الشركات متعددة الجنسية التى تعمل داخل أراضيها ، وهى بطبيعة الحال شركات تنتمى فى أغلبها وفقاً لدولة المركز لمجموعة الدول الصناعية المتقدمة .
لقد فازت دول الشمال الغنى بثمار هذه الثورة المعلوماتية ، ولم يأت فوزها بهذه الثمار عن صدفة وإنما جاء كنتيجة طبيعية للاهتمام بمجال البحث والتطوير وما يلزم هذا المجال من تقدم فى التنمية البشرية . ويكفى النظر لقائمة الصادرات السلعية عالية التكنولوجيا للتعرف على موقع دول الشمال الأفريقى فى إطار هذه المنظومة العالمية ، فالصادرات كثيفة المعرفة كنسبة من صادرات الصناعة التحويلية كانت فى الجزائر 1% ، مصر صفر % ، المغرب صفر % ، تونس 2% وفقاً لبيانات عام 2000(World Bank 2022) ، ذلك فى الوقت الذى بلغت فيه نسبة هذه الصادرات فى دول مثل تايلاند 31% ، الولايات المتحدة الأمريكية 33% ، بريطانيا 28% ، سنغافورة 59% ، الفلبين 71% ، النرويج 16% عن ذات العام ، أما هذه النسبة على مستوى مجموعات من الدول فقد كانت 20% فى مجموعة الدول ذات الدخل المتوسط المنخفض ، وهى ذات المجموعة التى تنتمى إليها دول الشمال الأفريقى ، 12% فى دول أمريكا اللاتينية والكاريبى . وإذا كانت النسب المئوية وفقاً لهذا المؤشر ليست معياراً للمقارنة يمكن الاعتداد به لبيان حجم وقيمة صادرات الدول من السلع عالية التقنية ، فلنا أن نتخيل مقدار حجم صادرات الولايات المتحدة مثلاً المطلق من السلع كثيفة المعرفة ، حتى لو كانت نسبة هذه الصادرات أقل من الفلبين أو سنغافورة .

3- حالة واتجاهات التنمية البشرية فى دول شمال أفريقيا
نتناول فى هذا القسم من الدراسة أوضاع التنمية البشرية من خلال المؤشرات الفرعية التى يقوم على أساسها اشتقاق قيمة دليل التنمية البشرية على النحو الذى يتبعة برنامج الأمم المتحدة الإنمائى UNDP ، يلى ذلك تحليل اتجاهات دليل التنمية فى دول الدراسة
3-1 التنمية البشرية من خلال المؤشرات الفرعية لدليل التنمية
يقوم دليل التنمية البشرية فى تركيبة على ثلاث مؤشرات فرعية هى دليل العمر المتوقع ، ودليل التعليم ، ثم أخيراً دليل الناتج المحلى الإجمالى معدلاً لمتوسط نصيب الفرد من هذا الناتج بما يعادلة من قوة شرائية بالدولار الأمريكى ( أنظر الملحق رقم “2” ) .
3-1-1 دليل متوسط العمر المتوقع : يقدم هذا الدليل نتيجة ما تبذله دولة من الدول فى
مجال الرعاية الصحية بكل جوانبها سواء كانت رعاية سابقة للمرض أو لاحقة له ( وقاية او علاج ) ، فزيادةالعمر المتوقع أن يعيشة إنسان ما عند ميلاده يعكس مدى اهتمام الدولة بأحوال مواطنيها ومدى ما تبذله فى سبيل الحفاظ على صحتهم العامة ، فهو مؤشر يعكس الإهتمامات الصحية والبيئية ، والإهتمام بالبنية الأساسية من مرافق ونقل وتوفير لمياه صالحة للشرب وصرف صحى ، وكافة الجوانب التى من شأنها أن تطيل من عمر الفرد.
يوضح الجدول رقم (1) بالملحق رقم (1) دليل متوسط العمر المتوقع لدول شمال أفريقيا ويتضح منه أن مؤشر دليل العمر المتوقع فى هذه الدول أعلى من باقى مجموعة دول التنمية البشرية المتوسطة فى اطارها التجميعى ، إذ بلغت قيمة هذا الدليل فى مجموعة الدول المذكورة .0.70 على حين جاءت قيمة دليل التنمية فى أقل الحالات المعروضة من دول شمال أفريقيا 0.72 ( حالة مصر – حالة المغرب ) ، وهو مايعكس التحسن النسبى لدول الدراسة على مستوى المجموعة التى تنتمى اليها ( مجموعة التنمية البشرية المتوسطة ) ، اما اذا تمت مقارنة قيمة هذا الدليل فى دول الدراسة لمجموعة دول التنمية البشرية المرتفعة يتضح وجود فارق ليس بالهين ، اذ بلغ هذا الفارق فى احسن الحالات 0.08 بنط مئوى ، وهى قيمة يمكن الإعتداد بها اذا ما أدركنا ان الجهد المطلوب تحقيقة لزيادة العمر المتوقع عند الميلاد هو جهد مركب لاتصاله باكثر من مجال من المجالات ذات الصلة بالصحة العامة ، فضلا عن الوقت الذى يحتاجه هذا الجهد لكى يتم جنى ثماره .
ان الإصلاحات المطلوبة فى المجالات الإقتصادية والإجتماعية من شأنها ان تزيد من الدخل القومى على المستوى الكلى ، وتزيد من دخل الأفراد وبالتالى تمكنهم من زيادة الإهتمام بشئونهم الصحية ( Wakhrey , 1995 )
2-1-2 دليل التعليم
يستند دليل التعليم لمؤشرين أساسين هما نسبة البالغين الذين لديهم إلمام بالقراءة والكتابة من مجموع عمر البالغين ، فضلا عن نسبة عدد الملتحقين بالتعليم فى المجموعات العمرية المختلفة ، وان كان المؤشر الفرعى الثانى له نصف اهمية المؤشر الفرعى الأول ( نسبة البالغين الذين لديهم إلمام بالقراءة والكتابة ).
وعلى ذلك فالمؤشر فى مجملة يعكس حالة الأميه فى القراءة والكتابة باكثر مما يعكس حاله التعليم ويتضح من الجدول رقم (1) بالملحق رقم (1) ان قيمة دليل التعليم جاءت فى دول شمال افريقيا اقل من قيمة دليل مجموعة التنمية البشرية المتوسطة ( فيما عدا ليبيا ) ، وهو الأمر الذى يعكس ضرورة الإهتمام بأوضاع التعليم بشكل عام ، ومحو أميه القراءة والكتابة بشكل خاص .
يتضح الفارق بين دول الشمال الأفريقي من ناحية ومجموعة دول التنمية البشرية المرتفعة من ناحية اخرى اذ بلغت قيمة دليل التعليم فى هذه المجموعة 0.91 على حين كانت فى مصر 0.50 ، والمغرب 0.63
ان اهتمام الدولة بالتعليم ينعكس فى مقدرتها على استيعاب المجموعات العمرية فى المراحل التعليمية المقررة لكل مجموعة ، وفى نوعية التعليم الذى تقدمة الهيئة التعليمية للدارسين ، اما مسأله التسرب من التعليم وعلى الأخص فى المرحلة الأساسية فهى مسئولية الدولة والمجتمع معاً ، اذ يجب ان تتضافر الجهود بين الدولة والأسرة والجمعيات غير الحكومية للقضاء على ظاهرة التسرب من التعليم الأساسى ، إذ أن هذا التسرب هو الرافد الأساسى لتغذية الأمية .
ان نوعية التعليم الذى تقدمة الدولة لأبنائها يختلف بإختلاف التخصصات ، غير أنه فى المراحل الأولى من التعليم قد تكون الجدية هى العنصر الفاعل فى تخريج دارس ملم بقواعد لغته واصول تاريخة ، وثقافتة العامة فضلا عن بعض القواعد الأساسية للحساب ، اما اذا تدرجنا بمراحل التعليم حتى الجامعة وبالذات مراحل الدراسات العاليا فيها فجامعاتنا مازالت فى حاجة للتطوير لكى تساير جامعات الدول المتقدمة . ان الأمر الذى لاشك فيه ان هذا التطوير يحتاج لموارد مالية قد تعجز الدول عن توفيرها فى ظل مشكلات العجز فى الموازنات العامة ، وتطبيق البرامج الإقتصادية للتكيف الهيكلى ، ( Reimers , 1991 ) وهنا فان الدعوة لمساهمات المجتمع المدنى فى تمويل الجامعات الأهلية ، وضبط حركة الجامعات الخاصة هى كلها شروط واجبة التحقق (2)
3-1-3 دليل الناتج المحلى الإجمالى لمتوسط نصيب الفرد معدلاً بالقوة الشرائية للدولار الأمريكى
وهو المؤشر الفرعى الثالث الذى يقوم علية دليل التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى إذ يعتمد البرنامج دليل الناتج المحلى الإجمالى لمتوسط نصيب الفرد معدلاً بالقوة الشرائية للدولار الأمريكى . ويستمد المؤشر فكرتة الأساسية من فرض قوة انخفاض القيمة الحدية للنقود بزيادة كميتها لدى الفرد ، وهو فرض صحيح اذا ما ظلت دالة الهدف للأفراد ثابتة ، غير ان الإنسان بطبيعتة النفسية والسلوكية وخصائص حاجاته الإنسانية سرعان ما تتبدل دوال اهدافة.
يقدم الجدول رقم (1) بالملحق رقم (1) قيمة دليل الناتج المحلى الإجمالى ، وهى فى ثلاث حالات ( ليبيا – تونس – الجزائر ) أعلى من قيمة هذا الدليل فى مجموعة دول التنمية البشرية المتوسطة غير أن كل حالات الدراسة دليلها فى الناتج المحلى الإجمالى أقل من قيمة هذا الدليل بالنسبة لمجموعة دول التنمية البشرية المرتفعة.
ورغم ان هذا المؤشر يتمتع بأهمية نسبية متساوية مع الأهمية بالنسبة للمؤشرين الأخرين ( دليل العمر المتوقع ، دليل التعليم ) غير أننا نرى انعكاس أهميتة على قيمة الدليلين المذكورين فمن خلال متوسط نصيب الفرد من قيمة الناتج المحلى الإجمالى ، يستطيع الإنسان أن يوجه جزء من هذه القيمة للتعليم والصحة ، ان متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى يظل معياراً هاماً وصالحاً لقياس درجة التنمية البشرية اذا ما ابتعدنا به عن القيم الشاذة التى تؤثر فى مصداقية المتوسط الحسابى للحكم على العينات أو المجتمعات . ان هذه القيم الشاذة تتأتى من سوء توزيع الدخل ، فالعدالة فى توزيع الدخل واقتراب معامل جينى من قيمة الواحد الصحيح تجعل متوسط نصيب الفرد معياراً هاماً للحكم على مستوى التنمية البشرية .
ان زيادة متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى تعنى زيادة قيمة هذا الناتج بمعدلات تزيد عن معدلات زيادة عدد السكان . ان البعض يستخرج من هذه المقدمة نتيجة سريعة ألا وهى ضرورة خفض معدل النمو السكانى . ان هذه النتيجة تنظر للسكان باعتبارهم جمهور من المستهلكين فقط غير ان حقيقة الأمر تقرر بأن التنمية لا تتم الا بالإنسان وللإنسان وهذا يعنى زيادة عدد السكان إذا ارتبطت بزيادة إنتاجياتهم فهذا معناه أن الناتج المحلى الإجمالى سوف يزيد بمعدلات أسرع من معدلات النمو السكانى ، وهو الأمر الذى يحقق الزيادة فى متوسط نصيب الفرد من الناتج ، وتظل قضية العدالة فى التوزيع محور التفكير لدى الفلاسفة وعلماء السياسة ، وأيضا لدى علماء الإقتصاد .
إن الأداء الإقتصادى فى دول الشمال الأفريقي يقوم على سياسة الانفتاح على العالم الخارجى ، وهى سياسة أصبحت من دعائم النظام العالمى ولا تستطيع دولة من الدول أن تنفصل عنها ، غير أن إشكالية الإندماج تكمن فى ضرورة تعظيم الفرص المتاحة منه .
يقدم الجدول رقم (2) بالملحق رقم (1) اطاراً عاماً للعلاقات الإقتصادية الدولية فى دول شمال أفريقيا ، ويتضح منه أن تجارة المنتجات المصدرة تحت وصف صادرات من المواد عالية التقنية كنسبة من الصادرات المصنعة ، هى تجارة ضئيلة للغايه ففى عام 1990 ثلاث دول من الخمس كانت النسبة فيها صفر % وفى عام 2001 لم تتجاوز دولتين منهما نسبة الـ 5 % ( مصر ) أما المغرب فان الإحصاءات تفيد بان صادرتها عالية التقنية كنسبة من الصادرات المصنعة قد قفزت من الصفر الى 11% على حين زادت هذة النسبة فى تونس من 2% الى 3% بمقدار بنط مئوى واحد أى بنسبة 50 % أما الصادرات من المواد الأولية فمازالت تسيطر على نسبة تزيد عن 50 % فى كل من مصر والجزائر على حين بلغت هذه النسبة فى دول التنمية البشرية المرتفعة 16 %
ان خطورة الاعتماد على المواد الخام فى الحصول على النقد الاجنبى اللازم لتغطية عمليات الإستيراد تكمن فى امكانية نضوب المواد الخام من ناحية ، ومن ناحية أخرى امكانية تذبذب اسعارها بل تدهورها فى كثير من الأحيان ، ان المواد الخام التى يتم تصديرها ينظر اليها فى دولنا تعامل بإعتبارها دخلا وهى فى حقيقة الأمر ليست كذلك فهى ثروه تغير شكلها من مخزون فى باطن الأرض الى سيوله نقدية ، وهذة الأخيرة يجب أن تعامل باعتبارها ثروة وليست دخل أى يجب أن تستثمر جميعها لكى تولد الدخل المنتظر منها مع الحقاظ على قيمتها اذ انها ملك للأجيال القادمة .

3-2 اتجاهات دليل التنمية البشرية :
تفيد البيانات الإحصائية المنشورة أن تقدماً ما قد تحقق فى دليل التنمية البشرية فى كل من تونس – الجزائر – مصر – المغرب ، أما ليبيا فغير متاح عنها بيانات الا فى عام 2001 . والسؤال الذى يطرح نفسة فى هذا المقام الى أى مدى يمكن الإعتداد بالتقدم الذى حدث فى هذا المجال عند الدخول فى مجال منافسة العالمية ؟ ان السؤال لايغلق الباب أمام هذه المنافسة ، وانما يقصد من اثارته الإنتقال لسبل تحقيق التنمية البشرية ودفعها للأمام على النحو الذى نعرضة فى القسم التالى . يقدم الجدول رقم ( 3 ) بالملحق رقم (1) تطوراً لقيمة دليل التنمية البشرية لدول الدراسة فى ست سنوات وقد قمنا باستخراج الوسط الهندسى لهذه القيمة فى الصيغة

ن حاصل ضرب قيمة الدليل لعدد ن من السنوات

وجاءت نتيجة الوسط الهندسى لقيمة الدليل على النحو التالى : 0.627 ، 0.613 ، 0.539 ، 0.516 فى كل من تونس ، الجزائر ، مصر ، المغرب على التوالى ولإجراء المقارنة مع حالات أخرى فقد تم حساب الوسط الهندسى فى حالات أخرى لدول تنتمى لمجموعة دول التنمية البشرية المرتفعة . وقد اتضح منها ان قيمة الوسط الهنسى لهذا الدليل عن ذات السنوات هى 0.902 ، 0.885 ، 0.875 ، 0.847 فى كل من الولايات المتحدة ، فرنسا ، أسبانيا ، ايطاليا ، اسرائيل على التوالى .

يتضح من تحليل اتجاهات التنمية البشرية ان معدلات نمو دليل التنمية البشرية فى دول مجموعة التنمية المرتفعة هو اسرع من معدل نمو هذا الدليل فى مجموعة دول الدراسة رغم ما طرأ عليه من تحسن خلال الفترة منذ عام 1975 حتى عام 2001 على النحو الذى يوضحة الجدول رقم (3) بالملحق رقم (1) ، وهو الأمر الذى يفرض التحدى على دول الشمال الأفريقى لكى تندمج فى الإقتصاد العالمى .

4-تعزيز عوامل النجاح وتحقيق التقدم فى مجال التنمية البشرية فى شمال أفريقيا :-
لقد هيأت الحكومات فى دول شمال أفريقيا الإطار التشريعى اللازم لتحقيق التقدم فى مجال التنمية البشرية فى ظل الظروف العالمية الراهنة ، ومن ناحية أخرى فقد اجازت السلطات التشريعية فى هذه الدول تلك الأطر التشريعية . وعلى المستوى العالمى فقد بذل جهد كثيف فى هذا المجال سواء على المستوى القارى أو على المستوى الثنائى بين بلدان شمال افريقيا والإتحاد الأوروبى ، وأخيراً فقد صدر فى أكتوبر 2001 وثيقة تعد الأهم فى كل هذه الوثائق ألا وهى وثيقة مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا ” النيباد ” ، نتناول فى هذا القسم من الدراسة الخطوات الإجرائية اللازمة لتحقيق التقدم فى مجال التنمية البشرية على مستوى دول الدراسة ، لذلك فسوف نعرض فى فرع أول الجهود اللازمة على المستوى الوطنى ، ثم يلى ذلك الجهود اللازمة على المستوى القارى.

4-1 الجهود اللازمة على المستوى الوطنى
ان الأخذ ببرامج التكيف الهيكلى ، بات أحد الشروط اللازمة التطبيق فى السياسات الإقتصادية الداخلية حتى تتمكن الدول المعنية من التفاعل مع المجتمع الدولى . ان هذه البرامج تقوم فى جوهرها على شقين أساسيين هما الإستقرار والتكيف . ان الإستقرار وفقاً لهذه البرامج يستهدف التوازن المالى والتوازن النقدى ، اى بعبارة أخرى خفض عجز الموازنة العامة ، والتحكم فى الإصدار النقدى للنقود من خلال استناد هذا الإصدار لرصيد من العملات الأجنبية يمثل حقوقاً للدولة المعنية والتزاما على العالم الخارجى ، وهو الأمر الذى يتحقق من خلال زياده قيمة مجموع الأرصدة الدائنة المستقلة فى ميزان المدفوعات عن قيمة مجموع الأرصدة المدينة المستقلة ، وبعبارة أبسط زيادة قيمة الصادرات السلعية والخدمية عن قيمة الواردات السلعية والخدمية ، مع تحقيق رصيد دائن لصالح الدولة المعنية من تدفقات موارد النقد الأجنبى للداخل.
أما برامج التكيف فهى تقوم على أساس نموذج يقرر بأن زيادة الإستثمارات المخططة عن المدخرات المتحققة يعنى زيادة قيمة الواردات السلعية والخدمية عن قيمة الصادرات السلعية والخدمية بعد جمع رصيد تدفقات رأس المال اذا كان مدينا وطرحة اذا كان دائنا ، وعلى ذلك فان شروط برامج الأستقرار التى يدعمها صندوق النقد الدولى تتقاطع مع شروط برامج التكيف التى يدعمها البنك الدولى . وامام اشكالية خفض الطلب الكلى بشقية العام والخاص . تلجأ الحكومات لترشيد انفاقها بالتخلى عن بعض المشروعات التى كانت تمتلكها أو حتى تلك المشروعات التى كانت تزمع القيام بها وذلك لإتاحة الفرصة للقطاع الخاص لكى يدخل الى تلك المجالات التى تخلت عنها الحكومات بفعل فرضية الإزاحة .
ان تطبيق هذه البرامج أسفر عن تدنى الرعاية الصحية والتعليمية المجانية ، وظهرت بكثافة نسبة أكثر من ذى قبل المستشفيات الخاصة التى تقدم العلاج بالمقابل المادى ، كذلك أيضاً انتشرت المدارس الخاصة ، ناهيك عن الجامعات . أما من حيث تحقيق معدلات النمو فى الناتج المحلى الإجمالى ، فهى لاتتناسب مع معدلات نمو السكان ذلك بفعل عدم التحسن فى الإنتاجية الحديه لعنصر العمل ، وامام هذه المشكلات الناجمة عن سياسات هى من قبيل المعطيات الدولية ، فان الدور الفاعل للحكومات فى مراقبة الأسواق وتطبيق التشريعات يجب تفعيلة باكثر مما هو عليه الأن ، فالقضاء على التهرب الضريبى والجمركى من شأنه زيادة الموارد السيادية للدولة ، وهو الأمر الذى يهئ فرصة لإعادة توزيع الدخل فى ظل ظروف دولية نجم عنها زيادة معدلات البطالة على المستوى العالمى . ان محاربة الفساد فى كل صورة واشكاله هو المهمة المقدسة للحكومات والى جانبها تأتى الرقابة الشعبية .
أما على مستوى القطاع الخاص ، فان هذا القطاع علية الأهتمام بعمليات البحث والتطوير Researches and Develpement ، كذلك ايضاً اتساع المجال لتدريب العاملين من شأنه زيادة إنتاجية عنصر العمل الأمر الذى ينعكس فى زيادة انتاجيته .
وعلى المستوى الشعبى فان الجمعيات غير الحكومية NGOs عليها ان تمارس دورها فى التوعية بأهمية التعليم والثقافة والإهتمام بالرعاية الصحية ، وفتح مجالات الرزق من خلال المشروعات التى يمكن تمويلها ذاتياً من المجتمعات المحلية .
ان هذه الإجراءات يجب ان تكون تحت الرعاية الحكومية ، توجهها وتراقب تنفيذها ، واننا نرى ان ذلك لا يتنافى مع قيم الديمقراطية المنشودة ، بل أنه يعززها .

4-2 الجهود اللازمة على المستوى القارى
تعد وثيقة مبادرة النيباد أحدث واهم مبادرات التنمية الأفريقية ، تحتوى هذه المبادرة على عده مبادرات فرعية ، منها مبادرة التنمية البشرية وهى مبادرة تهتم بمختلف جوانب التنمية البشرية من رعاية صحية ، وتعليم وحقوق للمرأة والطفل وغير ذلك من المجالات التى تدخل فى نطاق التنمية البشرية
لقد قدمت هذه المبادرة لمجموعة دول الثمانية يوم 27 يونيو 2022 فى كندا بهدف اعتمادها ، والحصول على تسهيلات أئتتمانية ، ودعم تنموى فى شكل مساعدات إنمائية حتى تستطيع دول القارة ان تخفض من معدلات الفقر ، وتعيد هيكله اقتصادها بما يهيأ لها النفاذ للأسواق الخارجية . غير ان استجابة دول الثمانية لهذه المبادرة كانت اقل مما توقعه المجتمع الأفريقى ، حيث تقرر تشكيل آلية لمراجعة الأداء فى داخل دول القارة بمعرفة دول القارة ذاتها ( آلية مراجعة النظراء ) ، فاذا ما قامت دولة بإستيفاء الشروط السياسية الخاصة بتحقيق الديمقراطية والحكم الجيد ، والثقافة فانها تكون مهيئة للإستفادة من مساعدات المجتمع الدولى
ان الشروط التى تضمنتها مبادرة النيباد فى مجال الإصلاح السياسى ومجال الإصلاح الإقتصادى يكون من المفيد تطبيقها على مراحل وهنا فسوف تكون المساعدات الإنمائية المطلوبة ( 64 مليار دولار لتحقيق معدل متوسط للنمو 7% خلال الخمسة عشر عاما التالية لإعتماد المبادرة ) رهناً لتحقيق هذه الشروط وهو الأمر الذى يعوق من مسيرة التنمية .
ان الإتجاه لإقامة الحوار والعلاقات ( جنوب / جنوب ) أى العلاقات البينية بين دول القارة من خلال تحقيق التكتلات الإقتصادية الأقليمية واقامة المشروعات المشتركة وتبادل الخبرات الفنية هو السبيل لخروج افريقيا من أزماتها وتحقيق التنمية البشرية المطلوبة.

خاتمة البحث
ان النتيجة الأساسية المستخرجة من البحث هى ضرورة العمل على المستوى الوطنى والمستوى القارى لتحقيق التنية البشرية كما ان هذه التنمية تعد أحد اهم الشروط اللازمة للإنخراط فى المجتمع الدولى واقتصادات العولمة التى تقوم اساساً على المعرفة .
لقد انقضى زمناً كانت المادة الخام هى محور عمليات النهب الإستعمارى ، وأصبحت العقول هى محور هذا الأهتمام ، سواء باستقطاب أبناء دول العالم الثالث من النابغين ، أو أخفاء منابع المعرفة عنهم حتى لا يستطيعوا القيام بتحقيق التقدم فى اوطانهم . وليس غريباً ان نسمع عن إغلاق أقسام متخصصة فى مجال العلوم الطبيعية بالجامعات الأمريكية امام العرب ان النجاح فى القضاء على هذا التحدى يحتاج لتضافر الجهود الحكومية مع الجهود الشعبية على مستوى الدولة الواحدة من ناحية وعلى مستوى القارة الإفريقية من ناحية أخرى ، ولعل الإتحاد الإفريقى كتنظيم قارى حل محل منظمة الوحدة الأفريقيةبهذا الدور ويتمكن من تحقيق التكامل الإقتصادى الإقليمى ثم القارى على النحو الذى رسمته معاهدة أبوجا وإعتمده القانون التأسيسى للإتحاد بل حث على الإسراع فى تنفيذه . ان الإتحاد الأفريقي بما يحويه من مؤسسات مالية كصندوق النقد الأفريقى والبنك المركزى الأفريقى وبنك الإستثمار الأفريقى ، كذلك أيضاَ بما يحويه من لجان فنيه كلجنة الإقتصاد الريفى ولجنة البيئة وغير ذلك من اللجان المتخصصة قد يتمكن من تحسين مستوى التنمية على مستوى القارة من خلال تحقيق التوسع فى السوق الأفريقى والنفاذ للأسواق الدولية ، كذلك ايضاً من خلال التخصص وتقسيم العمل والإنتاج على المستوى الكبير Mass production من خلال التنسيق فيما بين دول القارة .
وأخيراً فان زيادة متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى مقروناً بالعداله فى توزيع الدخل من شأنه ان يؤثر بالإيجاب فى قيمة دليل التعليم ودليل الصحة بما يرفع من مستوى دليل التنمية البشرية .

هوامش البحث

1. حسب تقسيم البنك الدولى ، وقد اقتصرت الدراسة فى كثير من أجزائها على مصر – تونس – الجزائر – المغرب ، وذلك لعدم توافر بيانات منتظمة عن ليبيا
2. تختلف الجامعات الأهلية عن الجامعات الخاصة ، فالأولى تقوم على التبرعات ولاتستهدف تحقيق أرباح ، أما الثانية فهى مشروعات شبه تجارية تستهدف تحقيق
الربح

المراجـــــع :-
• برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ، تقرير التنمية البشرية 2022 ، نيويورك
• رمزي زكى ، 1993 الليبرالية المتوحشة (القاهرة : دار المستقبل العربي) .
• كريمة كريم ، جوده عبد الخالق (1997) أساسيات التنمية الاقتصادية ( القاهرة : دار النهضة العربية )
• فؤاد مرسى ، 1990 الرأسمالية تجدد نفسها سلسلة عالم المعرفة العدد 147 (الكويت : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب .

مراجع باللغة الإنجليزية :-

• Easterlin, Richard A. 2000 “ The Globalization of Human Development ” Annals at American Academy of Political & Social Sience, Vol . 570 Jule pp 32-49 .
• Mandela , Nelson 2000 The Challenges of the Next Century: The Globalization of Responsibility New Perspectives Quarterly , Winter pp 34-36 .
• Maramba, Petronella 1996,”Structural Adjustment Pragrams and Human Rights African Women” Women,s International Network News Vol. 22, No . 3 Summer, pp 20-21 .
• Moose, George E. 1996 “The Economic Sitution in Sub – Saharon Africa” U.S. Department of State Diapach, Vol. 7 No 33 pp 413-417 .
• Reimers, Fernando 1991 “ The Role of Organization and Politics in Government Financing of Education ” Comparative Education Vol 27 No. 1 pp 35-52 .
• UN Chroical 1996 “ Enhancing Support Tor African Development United Nations Chronicale Vol. 33, No .2 pp 6-10 .
• Wakhweya, Angela M. 1995 Structural Adjustmet and Health British Medical Journal Vol. 3/ No. 6997 pp 71-73 .
• World Bank 2000 World Develppment Reports 2000/2001 Attacking Poverty (Washington D.C. 2000) .
• World Bank 2022 Africa Development Indicaters 2022 Washington D.C. .
• Internutional Monetary Fund 2022 Direction of Trade Statistics Year Book . Washington D.C..

ملحق رقم (1)
جدول رقم (1)
حالة التنمية البشرية في دول شمال أفريقيا عام 2001

اسم الدولة الترتيب حسب التنمية البشرية لعام 2022 متوسط العمر المتوقع عند الولادة بالأعوام نسبة الأمية لدى البالغين % من عمر 15 عام فما فوق مجموع نسب الالتحاق الإجمالية بالتعليم الابتدائي والثانوي والعالي % الناتج المحلى الإجمالي للفرد ( معدل القوة الشرائية للدولار الأمريكي $ ) دليل متوسط العمر المتوقع دليل التعليم دليل الناتج المحلى الإجمالي قيمة دليل التنمية البشرية
ليبيا 61 72.4 80.8 89 7570 0.79 0.84 0.72 0.783
تونس 91 72.5 72.1 76 6390 0.79 0.73 0.69 0.740
الجزائر 107 69.2 67.8 71 6090 0.74 0.69 0.69 0.704
مصر 120 68.3 56.1 76 3520 0.72 0.63 0.59 0.648
المغرب 126 68.1 49.8 51 3600 0.72 0.50 0.60 0.606
تنمية بشرية متوسطة – 67 78.1 64 4053 0.70 0.74 0.62 0.684
تنمية بشرية مرتفعة – 77.1 – 89 23135 0.87 0.91 0.91 0.908

• يحتوى الدليل على ترتيب لعدد 175 دولة .
المصدر : برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، تقرير التنمية البشرية للعام 2022 ( نيويورك ، 2022 )

جدول رقم (2)
هيكل التجارة في دول شمال أفريقيا
عامي 1990 ، 2001
الدول بحسب ترتيبها فى دليل التنمية البشرية الواردات % من الناتج المحلى الصادرات من السلع والخدمات % من الناتج الإجمالى الصادرات من المواد الأولية % من الصادرات السلعية الصادرات من المواد المصنعة % من الصادرات الصادرات من المواد عالية التقنية % من الصادرات المصنعة معدل التجارة
1990 2001 1990 2001 1990 2001 1990 2001 1990 2001 1990
ليبيا 31 15 40 36 95 – 5 – 5 – 82
تونس 51 52 44 48 31 23 69 77 2 3 82
الجزائر 25 21 23 37 97 98 3 2 صفر 4 59
مصر 33 23 20 18 57 60 42 33 صفر 1 47
المغرب 32 36 26 30 48 36 52 64 صفر 11 111
تنمية بشرية متوسطة 19 27 20 29 – – 48 58 5 19 –
تنمية بشرية مرتفعة 20 24 20 24 19 16 79 82 18 24 –

المصدر : برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ، تقرير التنمية البشرية للعام 2022 ( نيويورك ، 2022 ) ص 288 – 289

جدول رقم ( 3)
إتجاهات دليل التنمية البشرية 1975 – 2001

السنة
الدولة 1975 1980 1985 1990 1995 2001
ليبيا – – – – – 0.784
تونس 0.514 0.572 0.620 0.654 0.693 0.740
الجزائر 0.510 0.559 0.609 0.648 0.668 0.704
مصر 0.433 0.480 0.530 0.572 0.605 0.648
المغرب 0.427 0.472 0.506 0.538 0.567 0.606

” تعنى غير متاح
المصدر : برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، تقرير التنمية البشرية للعام 2022 ( نيويورك ، 2022 ) ص ص 242 – 243
ملحق رقم (2)
طريقة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في حساب دليل التنمية البشرية

يعتمد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي NNPD في حسابه لدليل التنمية البشرية على ثلاثة مؤشرات فرعية متساوية في أوزانها الترجيحية هي دليل العمر المتوقع ، دليل التعليم ، دليل الناتج المحلى الإجمالي
وبالتالي فإن دليل التنمية البشرية = 3/1 دليل العمر المتوقع + 3/1دليل التعليم + 3/1دليل الناتج المحلى الإجمالي
ولحساب قيمة هذه المؤشرات الفرعية يعتمد البرنامج على الطرائق التالية :
أولاً : بالنسبة لدليل العمر المتوقع ، وهو دليل لقياس الجهود النسبية التي تبذلها دولة ما للعمر المتوقع عند الولادة ويعتمد هذا الدليل على معلمتين أساسيتين للحد الأقصى والحد الأدنى للعمر ويتم حسابه على النحو التالي :

العمر المتوقع عند الميلاد – معلمة الحد الأدنى للعمر وتساوى 25
دليل العمر المتوقع = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلمة الحد الأقصى للعمر وتساوى 85 – معلمة الحد الأدنى للعمر وتساوى 25

= قيمة تتراوح ما بين الصفر والواحد الصحيح

فإذا كانت قيمة البسط مساوية لقيمة المقام فان خارج القسمة سوف تكون قيمته واحد صحيح ، وهى حالة تتحقق عندما يكون العمر المتوقع عند الميلاد مساوياً لمعلمة الحد الأقصى للعمر .

ثانياً : بالنسبة لدليل التعليم ، وهو بدوره يتكون من مؤشرين فرعيين هما دليل إلمام البالغين بالقراءة والكتابة ودليل إجمالي نسب الالتحاق وللأول وزن نسبى بمقدار 3/2والثانى بمقدار 3/1 وعلى ذلك فان دليل التعليم يأخذ الصيغة التالية : 3/2 دليل إلمام البالغين بالقراءة والكتابة + 3/1 دليل إجمالي نسب الالتحاق

نسبة إلمام البالغين بالقراءة والكتابة من إجمالى عدد البالغين – صفر
دليل إلمام القراءة والكتابة = ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
100 – صفر

نسب الالتحاق بالتعليم في مختلف المجموعات العمرية – صفر
دليل إجمالي نسب الالتحاق = ــــــــــــــــــــــــــــــ
100 – صفر

أما دليل الناتج المحلى الإجمالي ، فيعتمد على فكرة المنفعة الحدية للنقود ومعادل القوة الشرائية بالدولار الأمريكي لمتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالي

اللوغاريتم الطبيعي لقيمة متوسط نصيب الفرد طبقاً لتعادل القوة الشرائية – اللوغاريتم الطبيعي للعدد 100 بالأساس 10 بعد تعديلها بما يعكس انخفاض المنفعة الحرية إذا كانت هذه القيمة أعلى من الحد الأدنى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوغاريتم الطبيعي لمتوسط نصيب الفرد من الناتج على المستوى العالمى – اللوغاريتم الطبيعي للعدد 100 بالأساس 10 بعد تعديلها بما يعكس انخفاض المنفعة بالأساس 10 الحدية

لمزيد من التفاصيل والأمثلة لحساب دليل التنمية البشرية يمكن مراجعة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، تقرير التنمية البشرية لعام 2022 ( نيويورك ، 2022 ) ص 341 كذلك أيضاً أنظر شرح هذا الدليل في
كريمة كريم ، جوده عبد الخالق ، أساسيات التنمية الاقتصادية – 1997 – القاهرة : دار النهضة العربية – ص ص 32 – 35


بارك الله فيكم و نفع بكم

جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيك وشكرا علي تلك القالة المميزة
و للتعرف علي فريق بداية للتنمية البشرية احد افضل فرق التنمية البشرية في مصر
و عن انجازاته و نشاطاته و اعضائه
اليكم هذا الموقع
فريق بداية للتنمية البشرية


[align=center]شكرا على المعلومات القيمة وللمزيد من المعلومات اليكم الموقع الخاص بفريق بداية للتنمية البشرية
موقع فريق بداية للتنمية البشرية[/align]

التصنيفات
إدارة أعمال

لمدارس والنظريات الادارية وتطورها

نظريات ومدارس الادارة وتطورها

مقدمة
تعريف الادارة
ان وضع تعريف محدد وشامل للمصطلحات فى العلوم الاجتماعية بصفة عامة وفى الادارة بصفة خاصة من الامور الصعبة الشائكة ، لان الانسان بطبعه كائن ديناميكى ومتطور ومتغير ، بالإضافة الى التأخر الكبير فى الاهتمام بعلم الادارة وبنائها النظرى ، وتعدد العلوم التى تدرس الادارة وكل علم او مدرسه تدرس الادارة من الزاويه الخاصة بها وبالتالى تتعدد التعريفات

وفيما يلى بعض منها :

• الادارة هى تحديد ما يجب ان يقوم به العاملون من اجل تحقيق الاهداف المحددة ثم التاكد من انهم يقومون بذلك بأفضل الطرق واقل التكاليف .

• الادارة هيا تحديد الاهداف المطلوب انجازها وتخطيط وتنظيم وقيادة وتوجيه ورقابة جهود المرؤوسين من اجل تحقيق هذه الاهداف بأقصى كفاءة .

• الادارة هي تنظيم استخدام الموارد المادية والمالية والبشريه من اجل تحقيق اهداف محددة .

• الادارة هيا انجاز الأشياء والوصول الى الاهداف من خلال الأخرين .

• الادارة هى قيادة مجموعة من الأفراد للوصول الى هدف محدد بصرف النظر عن طبيعة او مشروعية هذا الهدف .

• الادارة هي تحديد الاهداف المطلوب تنفيذها وتخطيط وتنظيم وتوجيه وقيادة وتنسيق وتنمية جهود ومهارات العاملين من اجل تنفيذ هذا الهدف .

الادارة بين العلم والفن ….

• الادارة كعلم :
مجموعه من المبادىء والاسس والقوانين والنظريات الخاصة بقيادة وتوجيه جهود وأنشطة المرؤوسين نحو تحقيق هدف محدد .

• الادارة كفن :
مجموعه من المهارات والقدرات والمواهب والخبرات التى يكتسبها المديرون من واقع الممارسة الفعلية والخبرة العملية .

ورغم كل الجهود المبذولة لتحويل الادارة الى علم له أصول ومبادىء ونظريات ، ورغم الاتجاه الواسع نحو استخدام الأساليب الرياضية والإحصائية وبحوث العمليات فى كافة فروع الادارة ، ورغم محاولة الاستفادة من العلوم السلوكية وعلم النفس والاجتماع وتطبيق مبادئه فى مجال الادارة نجد التالى :

• لا زال المديرين يتخذون قراراتهم على أساس الحدس والتخمين والبديهية

• لازالت المشكلات الادارية أصعب من ان توضع فى شكل قوالب رياضية او أنماط عملية ثابتة ومستقرة .

• نجد ان هناك فروق بين الدول المتقدمة وبين الدول النامية فى طبيعة الادارة كعلم وفن

– الادارة فى الدول المتقدمة علم اكثر منها فن بمعنى ان الادارة فى هدذه الدول تعتمد على التفكير العلمى وعلى المنهج العلمى فى اتخاذ القرارات وفى القيام بوظائف الادارة على اساس النظريات والمبادىء والأصول العلمية .

– الادارة فى الدول المتخلفة فن اكثر منها علم بمعنى انها تعتمد على المهارات والخبرات الشخصية اكثر منها على المبادىء والأصول العلمية بل يمكن القول ان الادارة تقترب من العشوائية فى هذه الدول أكثر منها الى العلم .

– نفس القول صحيح عند الحديث عن المنظمات المتقدمة والناحجة والمنظمات الفاشلة فالادارة فى الاولى علم ثم فن وفى الثانية فن اكثر منها علم .

نستنتج من ذلك ان الادارة تجمع بين العلم والفن وتختلف درجة اقترابها من العلم او الفن باختلاف نوع وحجم المنظمات وظروف البيئة المحيطة بها والعاملين بهذه المنظمات .

العوامل الممهدة لظهور علم الادارة :

ان تطبيق الادارة وممارستها فى الواقع بدا منذ فجر التاريخ وبداية ظهور المدنية ، فإذا نظرنا للمصريين القدماء نجد ان عندهم قدرات ادارية فعّالة فى بناء الاهرامات والمعابد وادارة شئون دولتهم وينطبق نفس الشىء على الحضارات القديمة مثل الصين وبابل والإمبراطورية الفارسية والرومانية وقدم المسلمون نماذج مبهرة فى مجال الادارة جعلتهم ينتقلون من حياة البداوة الى دولة مترامية الأطراف ذات حضارة عظيمة .

ولكن دراسة الادارة كعلم له مبادىء ونظريات لم يبدأ إلا نتيجة للثورة الصناعية أواخر القرن التاسع عشر ، وما صاحبها من ظهور اختراعات عديدة الذى أدى الى تقدم الصناعة الآلية بشكل كبير وإنشاء المصانع الكبرى والتوسع فى الإنتاج

ومن الأسباب التى أدت لظهور علم الادارة ما يلى :

1. اتساع حجم المشروعات والتوسع والتطور أدى الى كبر وتعقد مشاكل ادارة هذه المشروعات .

2. ظهرو الشركات المساهمة على نطاق واسع مكن عدد كبير من اصحاب رؤوس الاموال من استثمارها عن طريق شراء الاسهم ومع ازدياد عدد حاملى الاسهم اصبح من الصعب عليهم ادارة المشروع ، فكان من الضرورى وجود فئة من المديرين المحترفين عليهم ادارة المشروع مما ادى الى فصل الادارة عن ملكية المشروع ، وعلى هذا الاساس اصبحت فئة المديرين هى المسئولة عن نجاح المشروع او فشله ، مما دفعهم للبحث عن اساليب ادارية افضل لاداء مسئولياتهم نحو اصحاب رأس المال ، وبهذا انتقلت السيطرة على المشروعات من طبقة الملاك الى طبقة المديرين ، واطلق على هذا التحول اصطلاح الثورة الادارية .

3. تطبيق مبدأى تقسيم العمل والتخصص : مع كبر المشروعات ثم تطبيق مبدأى تقسيم العمل والتخصص ادى ذلك الى سرعة أداء العمل وإتقان الأفراد لأعمالهم المتخصصة وزيادة الانتاج بكميات كبيرة ، ولكن ادى هذا الى ظهرو مشاكل ادارية منها ضرورة التنسيق والتخطيط بين اجزاء العمل وكذلك الرقابة الجيدة على العمال .

4. مع زيادة عدد المشروعات الخاصة فى ظل النظم الرأسمالية وُجدت العديد من المشاكل لتعارض مصالح الافراد مع مصلحة المجتمع فى اغلب الأحيان ، فكان ان تدخلت الدولة بأشكال مختلفة من الضوابط لتوجيه وضبط حركة المشروعات الخاصة مثل قوانين حماية المستهلك ورقابة جودة المنتجات او تحديد حد ادنى من الأجور وتشيع المشروعات ببعض الامتيازات مثل الإعفاءات الجمركية او الضريبة ، وقد ضاعف ذلك من اعباء ومسئولية ادارة المشروع وتطلب الامر ضرورة قيام المديرين بالتعمق فى دراسة علاقة المشروع بالدولة والمجتمع والتشريعات المنظمة لذلك .

وقد ظهر عدد من رجال الادارة والباحثين الذين حاولوا معالجة مشاكل الادارة بالأسلوب العلمى المنظم بدلا من الاعتماد على أسلوب التجربة والخطأ ، مما أدى الى ظهور اتجاهات ومناهج مختلفة لدراسة الادارة وفيما يلى نبذة مختصرة لهذه المدارس او المداخل حسب تطورها التاريخى .

مدخل الادارة العلمية
ارتبطت افكار الادارة العلمية باسم فردريك تيلور ( 1856 – 1915 ) وكان يعمل مهندس باحدى شركات الصلب بالولايات المتحدة الامريكية ، وكان الهدف الاساسى للادارة هو الحصوزل على اكبر قدر من الرفاهية لصاحب العمل مصحوبة باكبر قدر من الرفاهية الممكنة للعامل ، ويكون ذلك عن طريق الزيادة
فى انتاجية الافراد .

وقد لاحظ تيلور ان تحقيق الزيادة فى الانتاجية يحده قيدان :
• جهل الادارة بالطرق العلمية اللازمة لتحديد كمية العمل وزمنه
• كسل او تكاسل العمال فى تأدية العمل بسبب الميل العريزى فى الانسان ناحية الكسل ، ومن ناحية اخرى عدم وجود حافز تشجيعى لزيادة الجهد فى تأدية العمل من ناحية أخرى .

ويتلخص اسلوب الادارة العلمية عند تيلور فى ان هناك دائما طريقه نموذجية أو نمطية لاداء اى عمل وان هدف الادارة العلمية هو التوصل او التعرف على الاسلوب الوحيد الافضل لاتمام العمل بشكل امثل .

فقد لاحظ تيلور ان كل عملية يقوم بها العامل تتكون من عدة حركات بسيطة ، يمكن تحليلها وقياس الوقت الذى تستغرقه هذه الحركات باستخدام ساعة التوقيت الخاص ، وذلك بغرض اختصار وتفادى الحركات الغير ضروريه وتحسين الاداء ، ثم تحديد الوقت النموذجى لاداء كل عملية يقوم بها العامل ، وسميت هذه الطريقة باسم ” دراسة الوقت والحركة ” .

فقام فى بعض الحالات بدراسة الجانب المادى للعمل فوجد مثلا ان الوزن الامثل لحمولة الجاروف هي 22 رطل ، وان هناك شكل مناسب لكل نوع من انواع الجرف . وفى حالات اخرى قام بدراسة الجانب البشرى للعمل فوجد انه من الممكن تدريب العامل الذلا يقوم بمناولة الحديد الخام لعربات السكة الحديد بحيث تزداد الحموله التى يقوم بمناولتها من 12.5 طن الى 47.5 طن يوميا اى زيادة فى انتاجية الفرد الى ما يقرب من اربعة امثالها (400%) .

وتتلخص مفاهيم تيلور عن الادارة العلمية فيما يلى :

1. التخلى عن المفاهيم القديمة فى الادارة القائمة على التجربة والخطأ وإحلال الأساليب العلمية محلها .

2. استخدام الطرق العلمية فى اختيار وتدريب العمال .

3. البحث عن احسن طريق ممكنة لأداء اى عمل معين وتحديد الوقت الأمثل الذى يجب على ان يستغرقه الأداء .

4. ايجاد وتنمية نوع من الصداقة والتعاون التام بين الادارة والعمال .

5. التركيز على وظيفة التخطيط وفصلها عن وظيفة التنفيذ ، اى يكون هناك تقسيم عادل للمسئولية بين الادارة والعمال ، على اساس قيام الادارة بمهام تخطيط العمل على ان يتولى العمال مهام التنفيذ .

6. مشاركة العمال ماليا فى المكاسب التى تتحقق نتيجة ارتفاع الكفايه الانتاجية والربح ( نظام الحوافز التشجيعية للعمال ) .

7. تطبيق مبدأ التخصص فى وظائف الاشراف ، بمعنى تقسيم عمل المشرف العام الى عدة أجزاء يتولى كل جزء ملاحظ مباشر مثل ملاحظ لاوامر التشغيل وملاحظ للأمن وملاحظ لجودة الانتاج وبالتالى يتلقى العامل الواحد تعليماته من اكثر من ملاحظ مباشر .

وقد قوبلت حركة الادارة العلمية فى الولايات المتحدة الامريكية بمقاومة عنيفة وخاصة من النقابات العمالية ، وتركز النقد فى ان تيلور تعامل مع الانسان كتعامله مع الآلة وتجاهل العلاقات الإنسانية ، واعتبر ان زيادة الأجر هو المحرك الأساسى لرفع مستوى الأداء ، كما حصر اهتمامه بالمستوى التشغيلى للمصنع واغفل النواحى الادارية الأخرى .

وأخيراً اعتبر تيلور ان الادارة علم له اصوله القابلة للتطبيق فى حل جميع المشكلات وفى مختلف الظروف ، وتجاهل اهمية عنصر التقدير الشخصى والمهارات الفردية فى اتخاذ القرارات ، مع انه من المعروف ان الادارة هيا علم وفن فى نفس الوقت .

مدخل وظائف الادارة
كان هنرى فايول ( 1841 – 1925 ) والذى يعمل مهندس بإحدى شركات المناجم بفرنسا يجرى عدة دراسات عن المنهج العلمى لدرسة مهمة المدير والمبادىء العامة للادارة ، قوام بنشر مؤلفه عام 1916 بعنوان ( الادارة الصناعية والعمومية ) .

وقد ابرز فايول وظيفة الادارة كوظيفة متميزة تماماً عن وظائف المشروع الاخرى كالتمويل والتامين والمحاسبة والانتاج ، واوضح ان وظائف الادارة تشمل التخطيط والتنظيم واصدار الاوامر والتنسيق والمراقبة .

ووضع فايول اربعة عشر مبدأ للادارة ولكنه دعا الى وجوب استعمالها وتطويرها حسب الظروف وهذه المبادىء كالآتى :

1. تقسيم العمل : وهو نفس مبدأ التخصص الذى يستهدف للحصول على قدر اكبر من الانتاج بنفس الجهد الذى يبذله العامل .

2. السلطة والمسئولية : ويجد فايول ان السلطة والمسئولية مرتبطتان ، فالمسئولية تبع السلطة وتنبثق منها ، والسلطة فى نظره هو مزيج من السلطة الرسمية المستمدة من مركزه كمدير والسلطة الشخصية التى تتكون من الذكاء والخيرة والقيمة الخلقية .

3. النظام والتأديب : يعنى ضرورة احترام النظم واللوائح وعدم الإخلال بالأداء .

4. وحدة الأمر : اى ان الموظف يجب ان يتلقى تعليماته من رئيس واحد فقط.

5. وحدة التوجيه : ويقضى هذا المبدأ ان كل مجموعة من النشاط تعمل لتحقيق هدف واحد ، ويجب ان يكون لها رئيس واحد وخطة واحدة.ويختص مبدأ وحدة التوجيه بنشاط المشروع ككل فى حين ان مبدأ وحدة الأمر يتعلق بالأفراد فقط .

6. تفضيل الصالح العام للمشروع على المصالح الشخصية للأفراد .

7. تعويض ومكافأة الأفراد من عملهم بصورة عادلة .

8. المركزية : ويعنى تركيز السلطة فى شخص ثم تفويضها فى ضوء الظروف الخاصة بكل مشروع .

9. تدرج السلطة او التسلسل الهرمى ويعنى تسلسل الرؤساء من أعلى الى أسفل وتوضيح هذا التدرج الرئاسى لجميع مستويات الادارة .

10. المساواة بين الأفراد وتحقيق العدالة بينهم لكسب ثقتهم وزيادة إخلاصهم للعمل .

11. الترتيب : ويقصد به الترتيب الانسانى ، اى وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب ، والترتيب المادى للأشياء .

12. ثبات الموظفين فى العمل : لان تغيير الموظفين المستمر يعتبر من عوارض الادارة السيئة ..

13. المبادرة : اى إعطاء الموظف الفرصة لممارسة قدرته على التصرف وتنمية روح الخلق والابتكار .

14. روح الجماعة : تنمية روح التعاون بين الأفراد وتشجيعهم على العمل الجماعى .

ومن أهم العلماء الذين أسهموا بدراساتهم فى هذا المدخل هوا ماكس وبر ( 1864 – 1920 ) عالم الاجتماع الألمانى ، وقد ساهم مساهمة كبيرة بتقديمه نموذجه الخاص بالتنظيم الادارى البيروقراطى ، وهذا النموذج فى حقيقته لا يحمل اى من المعانى الغير مرغوبة الشائعة الأن فى الاستخدام العادى للكلمة .

فالبيروقراطية ترتبط دائما بالتنظيمات الكبيرة الحجم، وهذه التنظيمات تتميز بتعقد المشاكل التنظيمية والادارية التى تواجهها . فمن ناحية نجد ان العمل الواحد مقسم الى أجزاء صغيرة وان العمل الواحد يقوم به مجموعة كبيرة من الأفراد ، ومن ناحية اخرى يضم التنظيم مستويات ادارية متعددة تجعل عملية الاتصال رأسيا وأفقيا فى منتهى الصعوبة ، ومن ناحية ثالثة فإن العلاقة بين الرئيس والمرؤوس لا تصبح علاقة شخصية ومباشرة بحيث تصعب عملية تقييم
كفاءة المرؤوسين . وفى ظل هذا المناخ المعقد يصبح من الضرورى وجود لوائح تحكم عملية تحديد الخطوط الفاصلة بين مختلف التخصصات ويصبح من الضرورى وجود مسالك محددة للاتصال الرسمى تحددها الادارة العليا ، وبذلك تتجرد الوظائف من شتى المؤثرات الشخصية .

ويتضح مما سبق ان البيروقراطية تستهدف إلغاء الطابع الشخصى من حيث توزيع الأعمال أو طرق الداء والتقييم ، فهى ضرورة لجميه التنظيمات الكبيرة الحجم .

وإذا امكن تحويل المثالية الى واقع فإنها تصبح افضل شك تنظيمى ممكن ، لكن الذى يحدث عادة هو التمادى فى تطبيق اللوائح والقوانين والتمسك الحرفة بها ، ومع طول تعود العاملين على هذا المناخ وصعوبة تعديل اللوائح بما يتمشى مع المتغيرات ، يزحف مرض الجمود التنظيمى عليها وتصبح المبادرات الشخصية شيئاً نادر الحدوث او مخالف للوائح والقوانين ، ومن ثم تبدا الاثار السلبية للبيروقراطية فى الظهور .

مدخل العلاقات الإنسانية

بدأت دراسات هذه المدرسة بالتجارب التى أجراها التون مايو ( 1880 – 1949 ) بمصانع الهوثورن بشركة ويسترن إلكتريك ما بين عام 1924 وعام 1932 .

وكان الهدف فى البداية قياس الأثار المترتبة على تغيير الظروف المادية للعمل كالإضاءة والتهوية والرطوبة والضوضاء وسوء توزيع فترات الراحة والأجور التشجيعية على إنتاجية العمال .

وقد قاموا بعدة تجارب لإختبار صحة الفرض كما يلى :

• قام الباحثون باختيار مجموعتين احداهما تجريبية والأخرى ضابطة ، وعملوا على إدخال تحسينات فى ظروف الإضاءة بالنسبة للمجموعة التجريبية وحدها غير إنهم لاحظوا ان معدل الإنتاج قد ارتفع فى المجموعتين . فاستنتجوا ان هناك عاملا أخر غير الإضاءة أدى الى زيادة الإنتاج .

• فى تجربة أخرى قام الباحثون بعزل ست فتيات فى حجرة اختبار لسهولة دراسة التغيرات التى تطرأ على معدلات الإنتاج بعد تغيير ظروف العمل المادية . وقد اشارت النتائج الى ارتفاع فى معدلات الإنتاج ، ولكن بعد مراحل عديدة من التجربة والعودة الى ظروف العمل السابقة فوجىء الباحثون ان إنتاجية الفتيات طلت مرتفعة . وقد توصل الباحثون من ذلك الى ان هناك مجموعة من العوامل تفوق الظروف المادية للعمل أدت هذه العوامل الى زيادة الإنتاج . وهذه العوامل هيا العوامل الإنسانية ، فاختيار الست فتيات اعطاهن شعور بالأهمية لقيامهم بدور اساسى فى برنامج تجريبى معين ، كما انه نمت بينهم روابط وعلاقات اجتماعية أدت الى خلق شعور بالمسئولية الجماعية التى تحفز على العمل دون الحاجة الى اشراف مباشر . كما أدى إشراكهم فى اتخاذ القرار الى رفع روحهم المعنوية وتنمية الروابط والعلاقات مع الادارة .

• فى تجربة اخرى تم نقل 14 عاملة الى حجرة مستقلة حتى يتسنى ملاحظتهم وتسجيل سلوكهم وانتاجيتهم عن طريق مراقب مقيم بنفــس الحجرة ، وقد أظــــهرت النتائج انه حتى مع وجـــود سيـــاسة للإدارة وتنظيماتها الرسمية تتكوم فى محيط العمل جماعات غير رسمية يظهر فيها قادة طبيعيون مختلفون عن القادة الرسميين . كما ان العمال يتفقون على مستويات انتاج معينة يلتزمون بها ، وفصل العضو غير الملتزم من الجماعة وعزله اجتماعيا لذا لم يلتزم بذلك ، وكان ذلك كافيا لجعل كل فرد يلتزم بالميثاق غير الرسمى ، وبالرغم من وجود حوافز مادية لزيادة الإنتاج فإن الإنتاج لم يزد ولم ينقص .

ويمكن استخلاص أهم النتائج التى توصلت إليها هذه الدراسات :
1) السلوك الانسانى احد العناصر الرئيسية المحددة للكفاية الإنتاجية .
2) الحوافز المعنوية للأفراد التى تشبع حاجتهم النفسية والاجتماعية تعتبر أكثر أهمية من الحوافز المادية فى رفع روح العمال المعنوية وزيادة الكفاءة الإنتاجية .
3) التنظيمات والاتصالات غير الرسمية فى العمل للها تأثيرها الفعال فى اتجاهات الأفراد نحو العمل ، وتمارس نوع من الرقابة الاجتماعية على عادات العمل .
4) الادارة الديموقراطية : اى مشاركة العاملين فى الادارة هو الأسلوب الأمثل لتحقيق أهداف المشروع .

ومن السابق يتضح ان حركة العلاقات الإنسانية حاولت مثل حركة الادارة العلمية التوصل الى احسن طريقة لأداء العمل وزيادة معدلات الإنتاج .
ففى حين ركزت حركة الادارة العلمية على الجانب المادى والفنى بإعتباره المحدد الأساسى لكمية العمل. ركزت حركة العلاقات الإنسانية على البعد النفسى والاجتماعى للإنسان وتوصلت الى ان احسن طريقة لأداء العمل هي القيادة الديموقراطية ، والحوافز المعنوية لها تأثيرها البالغ على العاملين . على عكس حركة الادارة العلمية التى أكدت على أهمية الأجر والحوافز المادية بإعتبارها الحوافز الوحيدة التى تدفع العامل الى زيادة الإنتاج .

وتتفق المدرستين أنه يمكن إزالة النزاع و التعارض بين الأفراد بسهولة لو طبق الأسلوب الأمثل في الإدارة من وجهة نظر كل منهم. ويعتبر ذلك تجاهلاً لوجهة النظر القائلة أن النزاع ظاهره اجتماعية موجودة بين الأفراد والجماعات نتيجة لاختلاف أفكارهم وميولهم واتجاهاتهم. وأن تنازع المصالح أمر حتمي بين الأفراد قد تكون له نتائج إيجابية كالمنافسة البناءة.

مدخل العلوم السلوكية
ظهر هذا المدخل في أوائل الخمسينات ، ويعتبر امتداد لمدخل العلاقات الإنسانية وركز علي استخدام طرق البحث العلمي لوصف وملاحظه وتفسير السلوك الإنساني والتنبؤ به داخل المنظمات ، وقد أعتمد هذا المدخل علي علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الأنتروبولوجا في دراسة السلوك الإنساني.

ويمكن تقسيم أبحاث العلوم السلوكية في الادارة إلي ثلاث مستويات.

المستوي الأول : يرتبط بسلوك الفرد داخل المنظمة.

المستوي الثاني : يرتبط بسلوك الجماعات داخل المنظمة .

المستوي الثالث : يتعامل مع السلوك الإنساني داخل المنظمة ككل .

المدخل الكمي
يستمد هذا المدخل أصوله من حركة الإدارة العلمية ، ويركز علي الادارة باعتبارها نظاماً من النماذج و العمليات الرياضية وسمي باسم بحوث العمليات .

وتعطي بحوث العمليات أهمية خاصة لوضع الحقائق و المشكلات الإدارية في صور رقمية يعبر عنها برموز وعلاقات رياضة وتأخذ شكل النموذج ، ويساعد هذا المدخل المديرين علي التفكير المنطقي المنظم و رؤية مشاكل الإدارة المعقدة بطريقة أوضح ويسهل لهم عملية اتخاذ القرارات


التصنيفات
إدارة أعمال

تعريف الإدارة ووظائفه

تعريف الإدارة ووظائفها

ماهية الإدارة :
الإدارة عملية جوهرية لتسيير أمور الإنسان وقد تميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية فنلمسها عندما يحتاج الإنسان لترتيب حياته وشئون أسرته وكذلك في المنشأت الصغيرة أو المنظمات الكبيرة يجب وضعها تحت ألية تنظيمية تؤدي بها لتحقيق أهدافها والمجتمع بحاجة إلى ألية بموجبها توجه منظماته وترتب سير العلاقات وشئون أفراده ومتطلباتهم ، كل ذلك يتم بموجب وسيلة هامة وهي الإدارة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف التي يطمح إليها المجتمع أفراداً ومنظمات.

تعريف الإدارة :
التعريف الأول: ” عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى الإستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة “.

التعريف الثاني : ” النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات وصياغة الأهداف، وتجميع الموارد المطلوبة واستخدامها بكفاءة، لتحقيق نمو المنظمة واستقرارها، عن طريق مجموعة من الوظائف أهمها: التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والتقويم.

وتمّ التأكيد على أن الإدارة “مجموعة متكاملة من الخبرات والمهارات والقدرات أغلبها مكتسب بالتعليم والتدريب والمران العملي، وقليل منها فطري موروث. وهي إلى جانب ذلك علم وتقنية”

التعريف الثالث : ” هي الاستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات والأفكار والوقت من خلال العمليات الإدارية المتمثلة في التخطيط، والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق الأهداف ”

هذا ويقصد بـالموارد:
– الموارد البشرية: الأفراد الذين يعملون في المنظمة.
– الموارد المادية: كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآلات..
– الموارد المالية: كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير الأعمال الجارية والاستثمارات الطويلة الأجل.
– المعلومات والأفكار: تشمل الأرقام والحقائق والقوانين والأنظمة.
– الوقت: الزمن المتاح لإنجاز العمل.

الفاعلية: effectiveness
ويقصد بها مدى تحقيق أهداف المنظمة

الكفاءة: Efficiency.
ويقصد بها الاستخدام الاقتصادي للموارد: أي الاقتصاد في استخدام الموارد وحسن الاستفادة منها.

الإدارة هل هي فن أم علم؟ Art or Science .
الإدارة فن لأنه لابد للمدير أن يمتلك القدرة الشخصية على تطبيق الأفكار والنظريات والمبادئ الإدارية بطريقة ذكية ولبقة تعكس الخبرة والتجربة والممارسة.

والإدارة علم لأننا ندرس في الجامعات نظريات ومبادئ وأفكار إدارية وبذلك يمكن القول أن الإدارة هي فن وعلم في نفس الوقت ، فالعلم يعلم الإنسان أن يعرف” “ To Know بينما الفن يعلمه أن يعمل” “ To Do.

وظائف الإدارة :

أولاً : التخطيط Planning :

ويمثل إحدى وظائف الإدارة . وهو التقرير سلفاً بما يجب عمله في المستقبل لتحقيق أهداف المنشأة خلال فترة زمنية محددة . وهو عمل يسبق التنفيذ .

ونرى من التعريف أن التخطيط عمل يسبق التنفيذ وأن التنبؤ جزء أساسي في عملية التخطيط بشرط أن يكون هذا التنبؤ ناتج عن خبرة في الماضي ، والتخطيط ينتج عنه وضع أهداف عامة وتفصيلية يحتاج تحقيقها إلى وضع خطة يتم تحديد الوقت والإجراءات اللازمة للتنفيذ .

فوائد التخطيط : للتخطيط فوائد عديدة وهي :

1- يعتبر التخطيط نقطة الإنطلاق لتنفيذ باقي وضائف الإدارة.

2- التخطيط يساعد المنظمة على مواجهة المنافسة في السوق .

3- التخطيط الجيد يؤدي إلى التنسيق بين الإدارات والأقسام المختلفة ، كما يزيد التفاهم والتعاون بين الأفراد ويؤدي إلى الإستخدام الأمثل للموارد و تقليل تكلفة الإنتاج ورفع الجودة في المنتجات.

4- يحمي المنظمة من أي صدمات أو مفاجآت قد تواجهها المنظمة في المستقبل.

عملية التخطيط : تتكون عملية التخطيط من مجموعة من المراحل :

1- وضع الأهداف 2- التنبؤ 3- تحديد المهام والواجبات

4- تحديد الإمكانيات المتاحة

معوقات التخطيط :

1- صعوبة الوصول إلى تنبؤات دقيقة حول المتغيرات البيئية في نشاط المنظمة .

2- صعوبة الحصول على المعلومات الكافية والموثوقة التي تستند عليها عملية التخطيط وتحديد الأهداف.

3- عملية التخطيط تنشد التغيير والتطوير والإبتكار وهذه الأحور تجد في معظم الأحيان مقاومة من بعض القيادات والأفراد.

4- عدم إلتزام بعض العاملين من القيادات الإدارية وغيرهم من الأفراد ذوي النفوذ بعملية التخطيط.

5- عملية التخطيط تحتاج إلى إمكانيات مالية كبيرة وتحتاج إلى جهد ووقت لإنجازها وقد لا يكون ذلك متوفراً بالمنظمة .

ثانياً : التنظيم Organization :

” التنظيم يعتبر الإطار الذي يجمع ويرتب جهود الأفراد وينسقها من أجل تحقيق أهداف محددة “

ويمثل إحدى وظائف الإدارة . ويقصد به كل عمل يتم بموجبه تحديد أنشطةووظائف المنظمة كالوظيفة المالية والتسويقية وتحديد إداراتها ( كالإدارة المالية وإدارة التسويق ) ، وأقسامها ولجانها، وعلاقات هذه المكونات مع بعضها البعض من خلال تحديد السلطة والمسئولية، التفويض، والمركزية واللامركزية ، ونطاق الإشراف.. وغيرها في سبيل تحقيق الهدف .

عناصر التنظيم :

1- الأفراد العاملون في المنظمة 2- أعمال المنظمة

3- الموارد المتوفرة في المنظمة 4- الأنشطة والإجراءات وخطوط السلطة

5- توزيع الموظفين والعلاقة بينهم وخطوط الإتصال 6- تحديد الإختصاصات والسلطات والمسئوليات للموظفين

فوائد التنظيم :

1- تنسيق الجهود بين الوحدات الإدارية 2- تحديد التخصص

3- الإهتمام بالأنشطة البارزة وذات الأهمية 4- عدم الهدر والإسراف

5- التعاون بين الموظفين 6- الإستقرار الوظيفي

ثالثاً : التوجيه والإشراف Directing:

هو إرشاد وتحفيز المرؤوسين أثناء تنفيذهم للأعمال بغية تحقيق أهداف المنظمة.
نحتاج إلى التوجيه حتى نضمن سلامة تطبيق الخطط المرسومة وحسن استخدام العلاقات التنظيمية.

والإشراف يقدم لنا ثلاث مواضيع : الإتصال ، القيادة والإشراف ، التحفيز الإنساني.

أولاً : الإتصال : وهو عملية يتم بموجبها نقل أو تمويل معلومات وأراء و …. من جهة إلى أخرى بغرض إحاطتهم بها والتأثير في سلوكهم وتفكيرهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة المطلوبة بهدف ضمان إستمرارية العمل في المنظمة.

ثانياً القياد والإشراف: المهمة الأساسية للقائد هي بذل الجهد والعمل على التأثير في مرؤسيه وتوجيه نشاطهم في جو من التعاون نحو تحقيق الهدف الموضوع أصلاً في الخطة.

الحفز الإنساني : ويعرف على أنه قوة أو شعور داخلي يحرك وينشط سلوك الفرد لإشباع حاجات ورغبات معينة من أجل تخفيف حالات التوتر المصاحبة لنقص في إشباع تلك الحاجات والرغبات.

رابعاً : الرقابة Controlling :

وتمثل إحدى الوظائف الإدارية وهي عبارة عن عملية تقييم النشاط الإداري الفعلي للتنظيم ومقارنته بالنشاط الإداري المخطط، ومن ثم تحديد الانحرافات بطريقة وصفية أو كمية بغية اتخاذ ما يلزم لمعالجة الانحرافات .

تعريف آخر “هي مجموعة من العمليات التي تقوم بها الإدارة لتقييم تنفيذ الخطة المطلوبة”

وعليه فالرقابة تقدم لنا الوظائف الأتية:

1. التأكد من أن وظائف الإدارة يجري تنفيذها حسب ماهو مخطط له.

2. تكشف عن الإنحرافات السلبية ومعالجتها والتعرف على الإنحرافات الإيجابية وتدعيمها.

3. تهدف إلى الإستخدام الأمثل للموارد المالية والبشرية والمادية ورفع الكفاية الإنتاجية.

4. تكشف لنا عن مستوى الأداء الفعلي للأفراد


التصنيفات
إدارة أعمال

مجموعة من الدروس في بحوث العمليات لطلبة الإقتصاد

بسم الله الرحمن الرحيم

اقدم لكم هذه الباقة من المحاضرات الاكاديمية في مادة بحوث العمليات المحاضرات قيمة جدا ومفيدة انا شخصيا تابعتها
وحصلت على الفائدة المرجوة واحببت ان انقلها لكم
وهي لطلاب كليات الاقتصاد

المحاضرة الأولى:
http://videos.najah.edu/node/1297
المحاضرة الثانية:
http://videos.najah.edu/node/1320


المحاضرة الثالثة:
http://videos.najah.edu/node/1332
المحاضرة الرابعة:
http://videos.najah.edu/node/1354

لمحاضرة الخامسة:
http://videos.najah.edu/node/1558
المحاضرة السادسة:
http://videos.najah.edu/node/1397

المحاضرة السابعة:
http://videos.najah.edu/node/1425
المحاضرة الثامنة:
http://videos.najah.edu/node/1448

المحاضرة التاسعة:
http://videos.najah.edu/node/1456
المحاضرة العاشرة:
http://videos.najah.edu/node/1485

التصنيفات
إدارة أعمال

كيف تفرض نفسك في الاجتماعات

رفع المظهر اللائق من رصيدك ويعزز حضورك عند قيامك بعرض قضيتك ما أو طرح أفكارك أمام مجموعة, حيث إن الناس يميلون إلى الحكم على الآخرين في بادئ الأمر اعتماداً على مظهرهم.

اكتساب الثقة

تتسم عملية اكتساب الثقة وبنائها بأنها عملية غير مباشرة وغير محددة. ولو بدا أنك شخص واثق من نفسك, فسوف يراك الناس كما تحب أن تبدو, فضلاً أنهم سيكوّن لديهم الاستعداد لقبول حججك وبراهينك. وعندما تشعر أن الأعضاء الآخرين المشاركين في الاجتماع يصدقونك, فلا شك أن ثقتك بنفسك سوف تزداد وتتعزز. ومن الجدير بالذكر أن نغمة صوتك تستحوذ على تأثير مضاعف بقدر خمسة أضعاف تأثير الكلمات المجردة التي تستخدمها, ونفس الحال مع لغة الجسد التي تستحوذ على تأثير مضاعف ثماني مرات. ويتعين عليك التركيز على الكلام بوضوح وفي الوقت المناسب, وأن تراعي التركيز في اختيار الكلمات ونغمة الصوت. ويجب أن تكرس جزءاً من وقت الإعداد لتلك الجوانب الهامة التي لا تقل أهمية عن المضمون الحقيقي للحديث.

المشاركة بقوة

يعتمد مستوى مشاركتك في الاجتماع على مدى حجم ذلك الاجتماع. وإذا كان هذا الاجتماع مصغراً ويتسم بالحميمية, فيمكنك في هذه الحالة أن تقحم نفسك في معرض الحديث, ولكن كن متأكداً دائماً أن لديك شيئاً وثيق الصلة بالموضوع. وإذا كان هناك رئيس للجلسة, فينصح باستخدام لغة الجسد لإظهار رغبتك في امتلاك زمام الحديث. ويراعي أنه في التجمعات الكبيرة قد لا تأتيك فرصة المشاركة إلا مرة واحدة فقط. ويجب أن تكون متأهباً بدرجة كافية كي تتمكن من التركيز فيما تدلي به من أحاديث وآراء, والتي يجب أن تكون على قدر كبير من القوة والإحكام. وعندما تكون بصدد المشاركة في اجتماع من أي حجم, وإذا ما تعرضت لمحاولات مقاطعة أو منع من الإدلاء بآرائك ووجهات نظرك, فانظر مباشرة في أعين من يحاول مقاطعتك ووجه كلامك له مباشرة مستخدماً اسمه للفت انتباهه, وأخبره بنبرة حاسمة أنك لم تنته بعد. وإذا لم يرتدع, فاطلب العون من رئيس الجلسة.

كن واضحاً

نقاط للتذكر

الانطباع الأول يدوم. وينصح بالتدريب على العبارات الاستهلالية المرتبطة بأي نقاش أو مناظرة.
إن فرص التحدث قد لا تأتيك إلا مرة واحدة, فيجب أن تلتزم بالحقائق.
عند عرض قضيتك يتعين عليك الإسراع بتصحيح أي أخطاء ليدرك الآخرون أنك ملم ومحيط بالموضوع الذي تتناوله.
يجب مراعاة أن تنويع نغمة صوتك بما يتناسب مع السياق سوف يؤثر على النتيجة.
في نهاية الاجتماع يجب تلخيص النقاط الرئيسية


التصنيفات
إدارة أعمال

الادارة بالمفهوم الاستراتيجي

*المؤسسات التي استخدمت التخطيط الاستراتيجي تميزت بمعدل نمو عال في المبيعات والأموال‏

* بعض المدراء لاوقت لديهم لوضع أهداف لوحداتهم الإنتاجية‏

* قصور الموارد المتاحة يشكل عقبة أمام استخدام مفهوم التخطيط الاستراتيجي‏

* ظهور المشكلات يعطي انطباعاً سيئاً عن التخطيط الاستراتيجي في أذهان المدراء‏

لعل أول من اهتم من علماء الإدارة المعاصرين بالاستراتيجية في أبحاثه الإدارية، أستاذ التاريخ الإداري في جامعة هارفارد الأمريكية (الفريد شاندلر) حينما استعرض في كتابه الذي أصدره عام 1962 الهياكل التنظيمية للشركات الكبرى في أمريكا وخرج بأربع استراتيجيات تتعلق بالنمو والتطور مؤكداً أن تنمية وتطور الهياكل التنظيمية يعتمد بشكل أساسي على الاستراتيجية.‏

وفي عام 1965 أعدت أستاذة الادارة في جامعة اشتون (جوان ودورد) بحثاً ربطت فيه التغيرات التنظيمية مع التقنية والاستراتيجية المعتمدة.‏

وفي عام 1976 عرض (وهلين وهنجر) مفهومهما للإدارة الاستراتيجية من خلال بحث أجرياه انتهيا فيه الى نموذج شامل للإدارة الاستراتيجية، ثم جاء العالمان (كبنر وتريجو) ليخوضا في مضمار الاستراتيجية من خلال القول بأن (قوة الدفع) التي تمثل مجال المنتجات أو الأسواق أو القدرات التي تعتبر مصدر القوة للشركة تشكل الإطار العام للاستراتيجية حيث أن تحديد (قوة الدفع) يساهم في صياغة الأهداف الشاملة وأهداف الوحدات المكونة في ظل أن الأهداف الشاملة تعتبر الجسر مابين الاستراتيجية الشاملة وبين استراتيجيات الوحدات المكونة لها.‏

ولعل الكتاب الصادر في عام 1985 للمستشار في مجموعة مكنزي الأستاذ ( أومايا) بعنوان (العقل الاستراتيجي) يمثل ذروة الأبحاث المقدمة في هذا الميدان وقد كان له أكبر الأثر في نمو وتطور النهج الاستراتيجي المعاصر في الإدارة.‏

وفي عام 1991 جاءت نظرية (جون ثومبسون) حول تطوير الوعي الاستراتيجي انطلاقاً من تشخيص التغيير الشامل للمنظمة المرتبط بالصياغة الاستراتيجية التي تتمحور حول تحديد المسار وطريقة الوصول الى الهدف. ويؤكد في هذا المجال على أن المنافسة وتميز الأداء المقرون بالابداع والابتكار تشكل الأبعاد الثلاثية المترابطة.‏

وفي عام 1991 أيضاً، أصدر المستشار الاداري لدى مجموعة (مكنزي) السيد لينشي أوهامي مع مجموعة من أساتذة الإدارة كتاباً بعنوان: (الاستراتيجية) يوضح فيه أن تحديد الأهداف وصياغة الاستراتيجية ينبغي أن يتم من منطلق الزبائن والسلعة والقيمة المضافة وليس من منطلق التغلب على المنافس وانتهى الى تقديم ماسمي بالاستراتيجية المعاصرة التي ترتكز على صقل وتكريس واستغلال مواهب الشركة القابضة وشركاتها التابعة في التأكيد على جوهر الاختصاص لتركيز استمرارية النمو ضمن البيئة العالمية الجديدة.‏

وفي عام 1992 أصدر الأستاذ في جامعة كاليفورنيا (جورج يب) كتاباً انتقد فيه الشركات المتعدية الجنسية من خلال أنها لم تبدل مفاهيمها نحو العالمية ولاتمتلك استراتيجية عالمية شاملة حيث توصل الى استنتاجاته من خلال دراسة طويلة شملت أكبر الشركات العالمية (كوكا كولا* ماكدونالد* كانون * فولكس فاكن) وانتهى الى ضرورة قيام هذه الشركات بتغير مفاهيمها ونهجها من أجل مواكبة التغيرات في العالم عن طريق الترابط المتبادل بين جميع فروع الشركة في العالم لتقليل التكاليف والتنميط والاستفادة من التعليم الذاتي.‏

نتائج مذهلة للإدارة الاستراتيجية‏

ولعل أهم مانشر حول التجربة المعاصرة للإدارة الاستراتيجية والتفكير الاستراتيجي، سلسلة مقالات تناقلتها العديد من المجلات المتخصصة تناولت تجربة (شركة جنرال الكتريك) بعد تولي الدكتور جاك ويلش قيادتها حيث حققت نتائج مذهلة تمثلت في:‏

* تبديل صفة صناعاتها من صناعة كهربائية الى صناعات تقنية عالية مع تعدد الاستثمارات الصناعية.‏

* تطوير مركز التدريب الإداري للشركة.‏

* تكوين ثقافة جديدة في الشركة مبنية على الصراحة والصدق وعدم التحيز.‏

* خلق جو عمل جديد.‏

*تشجيع المبادرة الفردية.‏

* القضاء على البيروقراطية عن طريق تفويض الصلاحيات الى الادارة المتوسطة الإشرافية.‏

* ارتفاع الانتاجية ثلاثة أضعاف نتيجة تغيير الهيكل التنظيمي.‏

ويتمثل الفكر الاستراتيجي للدكتور ويلش من خلال الأفكار التالية:‏

* التخلي عن البيروقراطية.‏

* تشجيع المبادرة الفردية ومنح الثقة الى العمال مع تفويض الصلاحيات.‏

* التخلي عن التقنية المتدنية والمكننة المتخلفة والهيكلية الوظيفية المضنية.‏

* الالتزام بالجانب الاستراتيجي للخيارات المطروحة.‏

* فهم معادلات السوق الحديثة والمعقدة.‏

* التأقلم مع المستجدات ومع معطيات الحضارة والتطور.‏

* اعتماد مبدأ شركة بلاحدود حيث فتح المجال أمام الجميع للمساهمة بأفكارهم كشركاء حقيقيين وفاعلين في مسار العملية الانتاجية.‏

وقد استطاع ويلش أن ينهض بالشركة لتتبوأ الصدارة بين الشركات المماثلة.. وان يلتزم الفكر الاستراتيجي ليعيد بناء سياسات الشركة وذلك بالتفاعل مع وتيرة التغير في السياسة الدولية والتطور التكنولوجي.‏

وقد كانت أهم مرتكزات نجاح (ويلش) أنه:‏

* ألغى الشكليات البيروقراطية في الادارة كالتقيد بعدد معين من التواقيع على الاجراءات المالية البسيطة وارتداء الزي الرسمي والمظاهر التقليدية.. الخ، وأصبح القرار يتخذ من المدير بعد الاطلاع على أفكار الكثيرين قبله، وهذا ما ضاعف ثقة العاملين بأنفسهم وحقق نتائج ايجابية باهرة.‏

* اعتمد مبدأ إغناء القرار الاداري فألغى ثلثي المناصب الادارية وهذا لايعني الغاء ثلثي عدد المديرين بل ثلثي المناصب اذا فهمت على أساس كونها أدواراً ادارية وليست مواقع للمساهمة في مسيرة الشركة ونجاحها.‏

* اعتمد مبدأ تفويض السلطة الذي أدى الى تفويض جزء هام من صلاحيات القادة الى العاملين معهم.‏

* اعتمد مبدأ (شركة بلا حدود) حيث يتم تبادل الأفكار بين أفراد الشركة ويتم تنقلهم بين المراكز المختلفة والتخصصات المتنوعة لإغناء خبراتهم والتوصل الى استعمالات متعددة للمستجدات التقنية.‏

ويبقى السؤال: ماذا نعني بالمنهج الاستراتيجي في الإدارة؟ وماذا نتوقع من اعتماد هذا المنهج؟‏

لقد أكدت دراسات عديدة أجريت على منظمات الأعمال الأمركية أن عدد المنظمات التي اعتمدت مفهوم الادارة الاستراتيجية يفوق عدد المنظمات التي لاتأخذ بهذا المفهوم وأن المديرين الذين يأخذون بهذا المفهوم يعتقدون بأنه يؤدي الى النجاح والنمو والاستمرار.‏

احدى الدراسات التي أجراها كل من (ليون وهاوس) عام 1970 دلت على أن المنظمات التي اعتمدت هذا المفهوم في قطاعات صناعة الأدوية والصناعات الكيماوية والالات فاقت المنظمات الاخرى المماثلة التي تعتمد هذا المفهوم في مؤشرات المبيعات ومعدل العائد على رأس المال المملوك والعائد على الاسهم والعائد على رأس المال المستثمر.‏

وأكدت دراسة اخرى أجراها كل من (ايستلاك ومكدونالد) ان المنظمات التي استخدمت مفهوم التخطيط الاستراتيجي تميزت بمعدل نمو عال جداً في المبيعات والأموال. ودراسة اخرى قام بها كل من (كارجروواليك) أكدت أن المنظمات التي أخذت بمفهوم التخطيط الاستراتيجي فاقت المنظمات التي لم تأخذ بهذا المفهوم في ثلاثة عشر مؤشراً من مؤشرات الأداء للمنظمة.‏

أما الدراسة التي قام بها كل من (شوافلر وبازل وهيني) على 57 منظمة أعمال كبيرة فقد دلت على أن المنظمات التي أخذت بمفهوم التخطيط الاستراتيجي قد فاقت تلك التي لم تعتمده في معدل الفائدة على رأس المال المستثمر.‏

ماهو المنهج الاستراتيجي في الإدارة؟‏

كثيرة هي التعاريف التي أطلقت الى النهج الاستراتيجي في الادارة ولعل أهمها: ماقاله الدكتور (ابراهيم منيف) في كتابه تطور الفكر الاداري المعاصر تعليم_الجزائر هي أسلوب تفكير ابداعي وابتكاري يدخل فيه عامل التخطيط والتنفيذ معاً، في سبيل تحسين نوعية وجودة المنتج أو في أسلوب خدمة المستهلك).‏

وحسب (معهد ستانفورد) : (هي الطريقة التي تخصص بها الشركة مواردها وتنظم جهودها الرئيسة لتحقيق أغراضها). وحسب تعريف (كبنر): هي صورة التوجه الى مايجب أن تكون عليه المنظمة مستقبلاً. وحسب (أومايا): فإن جوهر الاستراتيجية في الاتيان بالأساليب والاجراءات الهادفة بشكل مباشر الى تغيير نقاط القوة للمنظمة مقارنة نسبياً بمنافسيها. والهدف النهائي للاستراتيجية هو المحاولة الجادة لإحداث حالة من التحكم في الظروف المحيطة لصالح متخذ القرار‏

اذ من خلالها نستطيع أن نحدد الوقت الملائم للتحرك أو التريث أو الغاء القرار أو تجميد الاجراء.‏

وبصوة عامة فإن ايجابيات اعتماد النهج أو التخطيط الاستراتيجي في الادارة تتمحور في:‏

* يزود المنظمات بالفكر الرئيس لها theme وهو حيوي من أجل تقييم الأهداف والخطط والسياسات.‏

*يساعد على توقع بعض القضايا الاستراتيجية: حيث يساعد على توقع أي تتغيير محتمل في البيئة التي تعمل فيها المنظمة ووضع الاستراتيجيات اللازمة للتعامل معه.‏

* يساعد على تخصيص الفائض من الموارد: حيث يساعد على تحديد أولويات تلك الأهداف ذات الأهمية الأكبر للمنظمة.‏

* يساعد على توجيه وتكامل الأنشطة الادارية والتنفيذية حيث يؤدي التخطيط الاستراتيجي الى تكامل الأهداف ومنه ظهور التعارض بين أهداف الوحدات الفرعية للمنظمة والتركيز عليها بدلاً من الأهداف العام للمنظمة ككل.‏

* يفيد في اعداد كوادر للإدارة العليا: من خلال تبصير مدراء الإدارات لنوع التفكير والمشاكل التي يمكن أن تواجههم عندما يتم ترقيتهم الى مناصب الادارة العليا في المنظمة ويساعد مشاركة هؤلاء المدراء في التخطيط على تنمية الفكر الشمولي لديهم من خلال رؤيتهم لكيفية خلق التكامل بين وحداتهم الفرعية مع أهداف المنظمة ككل.‏

* يمكن هذا التخطيط من زيادة قدرة المنظمة على الاتصال بالمجموعات المختلفة داخل بيئة المنظمة ويساعد على وضوح صورة العقبات التي تواجه استخدام التخطيط الاستراتيجي للمنظمة أمام مجموعات المصالح والمخاطر المختلفة التي تعمل مع المنظمة.‏

العقبات التي تواجه استخدام التخطيط الاستراتيجي‏

رغم تعدد المزايا التي تحققها المنظمات المعتمدة لمفهوم التخطيط الاستراتيجي إلا أن ثمة عدداً من المنظمات لاتستطيع استخدامه لأسباب تتعلق بـ:‏

* وجود بيئة تتصف بالتعقيد والتغير المستمرين بحيث يصبح التخطيط متقادماً قبل أن يكتمل:‏

* امتناع بعض المدراء عن وضع أهداف لوحداتهم بسبب اعتقادهم بأن لاوقت لديهم من أجل ذلك.‏

* ظهور المشاكل أمام التخطيط الاستراتيجي يعطي انطباعاً سيئاً عن هذا التخطيط في أذهان المدراء.‏

* قصور الموارد المتاحة للمنظمة ربما كانت عقبة أمام استخدام مفهوم التخطيط الاستراتيجي.‏

* التخطيط الفعال يحتاج الى وقت وتكلفة.‏

أين تمارس الإدارة الاستراتيجية؟‏

عندما تتعدد الصناعات وتكثر أنواع المنتجات المترابطة منه وغير المترابطة في منظمة من منظمات يصبح العمل الاداري في هذه المنظمة من التعقيد بحيث لايمكن أن يتم بالأسلوب ذاته الذي تدار فيه المنظمات ذات المنتجات والأسواق المحدودة، لهذا اتفق على تقسيم هذه المنظمات الى عدد من الوحدات بحيث يطلق على كل وحدة اسم (وحدة العمل الاستراتيجية unit str agic business) وتعرف بالاتي: أي جزء من المنظمة التي يتم معاملتها بصورة منفصلة لأغراض الإدارة الاستراتيجية.‏

وبشكل عام فإن كل وحدة من وحدات العمل الاستراتيجي تتعامل في خط واحد من خطوط الأعمال، ولكن في بعض الأحيان قد يتم جميع بعض العمليات في وحدة أعمال استراتيجية واحدة. وتعامل كل وحدة على أنها مركز للربح مستقل عن الأجزاء الاخرى للمنظمة. ويترتب على ذلك في الغالب إعطاء مثل هذه الوحدات الحرية والاستقلال الكامل عن المنظمة الأم، وقد تمارس المنظمة الرقابة والسيطرة الكاملة على وحدات العمل الاستراتيجية التابعة لها من خلال الزام هذه الوحدات بالسياسات والقواعد التي تضعها للممارسات اليومية.‏

المستويات المختلفة للإدارة الاستراتيجية:‏

ثمة ثلاثة مستويات للإدارة الاستراتيجية‏

أولاً* الإدارة الاستراتيجية على مستوى المنظمة‏

ويعرف على أنه ادارة الأنشطة التي تحدد الخصائص المميزة للمنظمة والتي تميزها عن المنظمات الاخرى والرسالة الأساسية لهذه المنظمة والمنتج والسوق الذي سوف تتعامل معه وعملية تخصيص الموارد وادارة مفهوم المشاركة بين وحدات الأعمال الاستراتيجية التي تتبعه.‏

والأهداف الخاصة بالإدارة والاستراتيجية على مستوى المنظمة وهي:‏

* تحديد الخصائص التي تميزها عن غيرها.‏

* تحديد الرسالة الأساسية للمنظمة في المجتمع.‏

* تحديد المنتج والسوق.‏

* تخصيص الموارد المتاحة على الاستخدامات البديلة.‏

* خلق درجة عالية من المشاركة بين وحدات الأعمال الاستراتيجية للمنظمة.‏

والإدارة الاستراتيجية على مستوى المنظمة تحاول أن تجيب عن الأسئلة التالية:‏

* ماهو الغرض الأساس للمنظمة؟‏

* ماهي الصورة التي ترغب المنظمة في تركها بأذهان أفراد المجتمع عنها؟‏

* ماهي الفلسفات والمثاليات التي ترغب المنظمة في أن يؤمن بها الأفراد الذين يعملون لديها؟‏

* ماهو ميدان العمل الذي تهتم به المنظمة؟‏

* كيف يمكن تخصيص الموارد المتاحة بطريقة تؤدي الى تحقيق أغراضها؟‏

ثانياً: الإدارة الاستراتيجية على مستوى وحدات الأعمال الاستراتيجية:‏

وهي ادارة أنشطة وحدات العمل الاستراتيجي حتى تتمكن من المنافسة بفعالية في مجال معين من مجالات الأعمال وتشارك في أغراض المنظمة ككل. هذا المستوى من الادارة يحاول أن يضع إجابات عن الأسئلة التالية:‏

* ماهو المنتج أو الخدمة التي سوف تقوم (الوحدة) بتقديمها الى الأسواق؟‏

* من هم المستهلكون المحتملون (للوحدة)؟‏

* كيف (للوحدة) أن تنافس منافسيها في ذات القطاع التسويقي؟‏

* كيف يمكن للوحدة أن تلتزم بفلسفة ومثاليات المنظمة وتساهم في تحقيق أغراضها؟‏

وتقع مسؤولية الادارة الاستراتيجية على مستوى وحدات الأعمال على عاتق النسق الثاني من رجال الإدارة في المنظمة والمتمثل في نائب رئيس المنظمة.‏

ثالثاً: الادارة الاستراتيجية على المستوى الوظيفي:‏

تقسم عادة وحدة العمل الاستراتيجي الى عدد من الأقسام الفرعيةوالتي يمثل كل منها جانباً وظيفياً محدداً. ومعظم المنظمات تميل الى وجود وحدات تنظيمية مستقلة لكل من (الانتاج، التسويق، التمويل، الأفراد) وكل وحدة تنظيمية من هذه الوحدات تمثل أهمية بالغة سواء للوحدات أو للمنظمة ككل. وعلى مستوى هذه الوحدات الوظيفية تظهر الإدارة الاستراتيجية الوظيفية. والمستوى الاداري يمثل عملية ادارة مجال معين من مجالات النشاط الخاص بالمنظمة والذي يعد نشاطاً هاماً وحيوياً وضرورياً لاستمرار المنظمة فعلى سبيل المثال تهتم الادارة الاستراتيجية على مستوى وظيفة التمويل بعملية وضع الموازنات والنظام المحاسبي وسياسات الاستثمار وبعمليات تخصيص التدفقات النقدية.‏

وفي مجال الإدارة الاستراتيجية المتعلقة بالأفراد نجد أن هذه الإدارة تهتم بسياسات الأجور والمكافات وسياسات الاختيار والتعيين والفصل وإنهاء الخدمة والتدريب.‏

ان الادارة الاستراتيجية على المستوى الوظيفي لاتهتم بالعمليات اليومية التي تحدث داخل المنظمة ولكنها تضع إطاراً عاماً لتوجيه هذه العمليات، كما تحدد أفكاراً أساسيةيلتزم بها من يشرف على هذه العمليات وذلك من خلال وضع والتزام الاداري بمجموعة من السياسات العامة.‏

من المسؤول عن الإدارة الاستراتيجية؟‏

يمكن حصر هذه المسؤولية ضمن ثلاث جهات رئيسية هي : الإدارة العليا½ الصف الثاني لها ½الخبراء الذين يعملون بصفة دائمة والاستشاريين الذين يمكن الاستعانة بخدماتهم خارجة المنظمة.‏

وفي الغالب تكون الادارة العليا هي المسؤولة مسؤولية كاملة عن القيام بالإدارة الاستراتيجية وغالباً ما يتمثل ذلك في مجلس ادارة الشركة ورئيسها أو في المدير العام أو في العضو المنتدب وعندما يكون للمنظمة عدد من وحدات الأعمال الاستراتيجية فإن نواب الرئيس كرجال الصف الثاني للإدارة العليا عادة مايقومون بهذه الإدارة.‏

وتعين الإدارة عدداً من الخبراء في الادارة الاستراتيجية وذلك كاستشاريين يساعدون الإدارة العليا في القيام بوظيفة التخطيط الاستراتيجي وكثيراً ما تستعين المنظمات بعدد من الاستشاريين المختصين في تقديم الخدمات المتعلقة بالإدارة الاستراتيجية والفرق بين الخبراء والمستشارين ان الأخيرين يشاركون في عملية الادارة الاستراتيجية ككل: أي التخطيط والتنفيذ أما الخبراء فهم يخدمون في مرحلة واحدة فقط من مراحل الادارة الاستراتيجية هي التخطيط.‏

مكونات الإدارة الاستراتيجية‏

تتمثل المكونات الأساسية للعملية الادارية الاستراتيجية في تحديد: غرض ورسالة المنظمة ثم دراسة وتقويم البيئة الخارجية التي تعمل فيها المنظمة ثم القيام بتقييم البيئة التنظيمية الداخلية، ثم قيام الادارة العليا بتحديد البدائل الاستراتيجية المتاحة ثم دراسة هذه البدائل واختيار أحدها أو بعضها ويعقب ذلك تهيئة الظروف أو المناخ لوضع الاختيار الاستراتيجي موضع التنفيذ الفعلي وتنتهي بعملية التقييم.‏

الرقابة التقويمية كأداة أساسية في عمل الإدارة الاستراتيجية‏

تبدأ الرقابة التقويمية قبل اختيار المنظمة استراتيجيتها وأثناءه وبعده ذلك أن هذه الرقابة التقويمية تتولى:‏

* اجراء المسح التقويمي لكل من البيئة الخارجية والداخلية لبيئة العمل تمهيداً لاختيار الاستراتيجية.‏

استخدام الوسائل العلمية في التحليل وصولاً الى اختيار وصياغة الاستراتيجية.‏

* اعتماد التقويم والمتابعة من خلال وضع معايير قياسية مسبقة وتطبيقها في اجراء قياس الأداء للتعرف فيما اذا كان الأداء الفعلي يتطابق مع التنظيمي.‏

* تقييم محتويات الاستراتيجية.‏

* تقييم النتائج التي تحققت للمنظمة جراء استخدام اختياراتها الاستراتيجية.‏

* تقييم درجة جودة نظام التحليل الذي تستخدمه المنظمة في الوصول الى الاستراتيجيات التي تستخدمها.‏

تتطلب نجاح عملية الرقابة أن يكون النظام الرقابي المعتمد من الجودة بحيث يكون قادراً على اكتشاف الانحرافات الهامة بسرعة حتى تتمكن المنظمة من اعتماد اجراءات التصحيح وأن يكون اقتصادياً وقادراً على تزويد الأفراد بالمعلومات اللازمة لتصحيح الأداء. وان يكون شاملاً بحيث يغطي كافة جوانب الأنشطة الحيوية الهامة وأن يتسم بالتوازن وفي الوقت ذاته أن يكون اقتصادياً.‏

المراجعة الاستراتيجية:‏

احدى وسائل قياس أداء المنظمة ككل أو أداء بعض وحداتها وتمارسها الإدارة العليا أو لجان المراجعة أو المديرين وغالباً مايتم الاستعانة بالاستشاريين في هذا المجال.‏

تستهدف المراجعة الاستراتيجية تدقيق:‏

* درجة فعالية المنظمة في علاقاتها بالمجتمع من حيث استجابتها لحاجات المستهلكين والانطباع السائد لدى الجماهير حيالها.‏

* فعاليات العلاقات بين الوحدات التنظيمية الوظيفية.‏

* درجة مساهمة الأنشطة الوظيفية المختلفة في تحقيق رسالة المنظمة وأهدافها.‏

* تحديد جوانب القوة وجوانب الضعف لدى المنظمة مقارنة بالمنظمات الاخرى وتحديد الاستراتيجيات اللازمة للاستفادة من هذه الجوانب.‏

اتخاذ الإجراءات التصحيحية‏

الخطوة الأخيرة في عملية الرقابة هي قيام الادارة ببعض التصرفات التي تؤدي الى تصحيح الانحرافات المؤثرة بين الأداء الفعلي والمعايير الموضوعة بحيث يتم تغيير بعض المعايير أو تعديل الاستراتيجيات وتتم هذه العملية بمرحلتين:‏

* تحديد أسباب الانحرافات: هل تتعلق هذه الأسباب بأخطاء في تنفيذ الاستراتيجية أم أمور طارئة وغير متوقعة في البيئة الخارجية؟ وينبغي لتحديد هذه الأسباب الاجابة عن سلسلة من الأسئلة لعل أهمها: الاستيضاح عن مدى ملائمة الاستراتيجية في ظل قيام الانحرافات.‏

* الاجراءات التصحيحية وذلك من خلال:‏

اما تعديل الاستراتيجية التي لاتحقق المعايير المطلوبة أو تعديل المعايير بعد اجراء تقييم العلاقة بين المعايير المستخدمة والنظام الرقابي المستخدم.‏

وأخيراً :فإن عملية التقويم والرقابة على الاختيارات الاستراتيجية تؤدي تلقائياً الى قيام سلطة رقابية مستمرة وفاعلة تستهدف فحص الرسالة الأساسية للمنظمة وعلاقتها أي المنظمة بالبيئتين الداخلية والخارجية وتحديد جوانب الضعف والقوة والفرص والمخاطر التي تواجهها وفي المحصلة فحص الاختيار الاستراتيجي.‏

إعداد: أسامة زين العابدين‏

مستشار قانوني* رئيس فرع الهيئة‏

المركزية للرقابة والتفتيش باللاذقية بالوكالة سابقاً‏

مصادر البحث:‏

* كتاب الادارة الاستراتيجية (مفاهيم وحالات تطبيقية) الدكتور اسماعيل محمد السيد* الناشر المكتب العربي الحديث عام 1993‏

*كتاب الفكر الإداري المعاصر الدكتور ابراهيم المنيف.‏

* كتاب الادارة دراسة تحليلية للوظائف والقرارات الادارية الدكتور مدني علاقي‏

إعداد م/عارف سمان – موقع مركز المدينة للعلم والهندسة © – اتصل بنا لأي مشكلة أو اقتراح


التصنيفات
إدارة أعمال

الاتجهات الحديثة في الادارة

الاتجاهات الحديثة في التطوير الاداري

علي جازم علي احمد الشجاع (القباطي )
رئيس قسم التدريب الفني بالمؤسسة

الاتجاهات الحديثة في التطوير الاداري

في ظل نظام العولمة يتحتم تغيير اسلوب ادارة الانسان لذاته او لعمله , بحيث يستطيع الانسان مواكبة المتغيرات واللحاق بالركب وهذا يتطلب معارف ادارية سليمة وممارسات ادارية سليمة ايضا وفقا للتجارب الناجحة التي مرت بها شعوب الدول المتقدمة والدراسات التي اوضحت اسرار نجاح شعوب تلك الدول.

ومن هذه الدراسات ، دراسة قام بها خبير الادارة الامريكي استيفن كبي (احد انجح 25 رجل في العالم)
على الناجحين واستمرت طوال 25 عاما خلص فيها الى ان النجاح المتميز البارز هو:

(1) ان يكون لدى الانسان رضا داخليا وارتياحا نفسيا اي الاستمتاع بكل ما يعمله الانسان
(2) ان يكون لديه توافقا اجتماعيا مع من حوله اي الرضاء الاجتماعي (رضاء الاخرين عنه)
(3) ان يكون له انجازا بارزا (مخترع – رياضي بارز – قائدا اداريا بارزا…..) اي عمل شيء مفيد للبشر

ويؤيد ذلك قول مصطفى صادق الرافعي في وحي القلم حيث يقول ان لم تزد شيئا على الدنيا كنت انت زائدا عليها.
وتوصل كذلك الى ان للناجحين سبع عادات مشتركة يمارسونها (ازرع فكرة تحصد فعلا ,ازرع فعلا تحصد عادة , ازرع عادة تحصد شخصية , ازرع شخصية تحصد مصيرا) لا يتم النجاح المتميز الا بها وهي :

1- العادة الاولى للنجاح استشعار المسؤولية (حياتك بيدك –نجاحك وفشلك بيدك)؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

 التغيير في النفس بداية للنجاح والشاهد على ذلك قوله تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم)
 مارس الشعور بالمسؤلية
 اهم شيء في الشعور بالمسؤلية تحديد ماذا تريد والى اين تذهب
 فكر كيف تستفيد من حياتك القصيرة
 اهم واحد في الحياة هو الانسان نفسه ثم اهله
 لكي تنجح يجب ان تعرف ان حياتك بيدك وتبادر بتغيير وضعك وتخطط لازالة العوائق
 اكثر الناس يلقون اللوم على غيرهم وهذا واحد من اسباب الفشل
 لا حقيقة للنظرية الحتمية :انا كذا لان اهلي كانو كذا (الوراثة) – عصبي – متسرع ……
 لا حقيقة لنظرية النشاة : شيء حصل وانا صغير ؛ حادث – توجيه الاسرة
 لا حقيقة لنظرية التاثير البيئي : انا كذا لان المسؤول لا يقدر والدولة لاتقدر
 لماذا لا تكون مبدعا ؟ لا احد يقدر الابداع
 اذا انت غير راضي عن نفسك لا تبرر التقصير على مؤثرات خارجية واستخدم ما هو بيدك
 العصبي يمكن ان يغير من عصبيته فهو المسؤول عن حياته
 ردت الفعل لاي تصرف بيد الانسان نفسه
 الناجح هو الذي يبحث عن حل ولا يستسلم للمشكلة
 شعور الانسان قد لا يكون بيده ولكن سلوكه بيده
 الناجح يفكر بالشيء الذي بيده والفاشل يفكر بالذي بيد غيره
 يمكن ان تخلي دوامك توقيع حضور وانصراف وبس وممكن تخليه انتاج ومتعة
 وضعك الحالي لايتغير الا اذا فعلت شيئا
 التدخل الالهي لا ياتي الا بعد المبادرة البشرية (والذين اهتدو زادهم هدى)
 يوجد فرق بين القدرة والممارسة
 الذي يمنع الناس من ممارسة قدراتهم عدم وجود ارادة ذاتية.

2- العادة الثانية للنجاح: تحديد الاهداف – ركز على الاهداف والغايات ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

 لكل انسان دور (اب -ام -اخ – زوج ….) وكل عليه واجبات ويجب ان يكون لك اهداف بجانب الواجبات
 كثير من الناس يقضون حياتهم في تحقيق اهداف الاخرين دون تحقيق اهدافهم
 لا يستطيع احد مساعدتك اذا كنت لا تدري ما ذا تريد
 للموازنة بين الاهداف والواجبات لابد ان تكون الاهداف واضحة
 تحديد الاهداف يبدا بتحديد المجال (الاعلام – العلم – التجارة – عمل خيري……الخ) ثم الفرع
 لتحديد اهدافك اذهب الى مكان هادىء لوحدك واسال نفسك ماذا اريد ان احقق في حياتي قبل الموت ، قد ياخذ ذلك منك ساعتين او اسبوعين او شهرين
 قسم الاهداف الى اهداف فرعية والواجب الى واجبات تفصيلية
 لا يكفي ان يكون لديك هدفا بل لا بد ان يكون الهدف صحيحا وكذلك تكون الطريق الى تحقيقه واضحة وسليمة
 مدارس (كوست انترناتشيونال )في الغرب تعلم الاطفال من سن 5 – 9 سنوات كيف تحدد هدفا في الحياة – كيف تبني العلاقات – كيف تحل المشكلات – كيف تتخذ القارات – كيف تفكر بطريقة ابداعية – كيف تسترجع علاقات وهذا جزأ من بناء الشخصية
 الذي لا يعرف هدفه في الحياة يضيع
 الهدف يحدد التصرف في الحياة
 كيف تحدد الهدف: سل نفسك ماذا اريد , ما هي الفرص , ماهي المجالات , ما هي الامكانيات , ما المفتوح وما المغلق ……

3- العادة الثالثة من عادات النجاح ادارة الوقت بكفاءة ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

 من شروط النجاح تكريس حياتنا للشيء الذي نحبه
 الذي لايحترم وقتك لا تحترم وقته
 في البداية سيزعل الاخرون لكن بعد ذلك سيلتزمون بالمواعيد وسيقدرون اذا كنت تحترم وقتك ومواعيدك
 اعط الاولوية من من وقتك للشيء الاكثر اهمية
 سل نفسك كم ساعة تقضي من حياتك لتحقيق اهدافك في الحياة ؟
 حدد اولوياتك لتنجح في تحقيق اهدافك
 خطط لازلة العوائق في حياتك وتحقيق اهدافك وخذ الوقت الكافي لذلك ولو تطلب عدة سنوات.
 اكثر الناس يعيشون حياتهم في تحقيق واجبات وليس في تحقيق اهداف
 معظم الناس يقضون اعمارهم في تحقيق اهداف الاخرين
 يجب تخصيص وقت كاف يوميا لتحقيق اهدافك
 العمل المهم والعاجل اهم من العاجل فقط
 لادارة وقتك حدد الوقت الذي تحت تصرفك
 الناجح يتحكم في وقته فهواغلى شيء يملكه .
 العادة الثالثة (ادارة الوقت) تعني يوميات حياتك لازم تخدم هدفك – اعط وقت لاهدافك اكثر من غيرها
 لتعلم العادة الثالثة تعود ان تقول لا اذا كانت نعم على حساب اوقات تحقيق الاهداف.

4- العادة الرابعة من عادات النجاح :الاتصال والتواصل (بناء العلاقات) ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

 تعلم كيف تسمع صح وكيف تتكلم صح.
 في جلسات الحوار مع المسؤولين يفترض ان يسمع المسؤول اكثر مما يتكلم
 لتحقيق التواصل مع الاخرين تحتاج انصات متعاطف والابتعاد عن ردود الفعل المدمرة.
 مبادي الانصات المتعاطف : عدم المقاطعة – التفكير بما يقوله المتحدث وليس التفكير بالرد عليه – تنظر اليه .
 الذي لا تتيح له فرصة عرض مشكلته سيلجأ الى شخص اخر يتيح له فرصة اكبر ولكن قد لا يساعده على حل مشكلته مثلك
 عندما تتكل تكلم صح وبدون ردود افعال مدمرة
 من ردود الافعال المدمرة الرد على النصيحة بنصيحة مثلها ,اتركها لوقت اخر مناسب ولا تخلي الامر تبادل اتهامات وتبادل نصائح
 ردة فعل مدمرة اخرى انت تنصحني فاقول لك انا اعلم منك وانا افهم منك – التعالي من ردود الفعل المدمرة حتى مع الاطفال – انت جاي تفهمني يا ولد؟
 من ردود الفعل المدمرة : اصدار احكام مسبقة (مغرور – هذا اناني ….)
 من ردود الفعل المدمرة سرعة الرد , اطلب من الاخرين الاذن في التفكير قبل الرد
 من ردود الفعل المدمرة تبرير الخطا
 اذا تنفعل لن تستطيع بناء علاقات
 يمكن الرد والتوضيح بدون انفعال , لا تخلي عواطفك تحكم تصرفاتك
 العلاقات مثل الحساب في البنك اذا تسحب اكثر مما تحط ينتهي الرصيد وتموت العلاقة
 اكثر شيء يزيد الرصيد السماع للاخرين
 رصيد الحب مثل الرصيد في البنك وفتور الحب بسبب الاخذ اكبر من العطاء
 صاحب ما تزوره ما تفرح لفرحه ما تشكره ما تتصل فيه ما تعزيه ستنتهي العلاقة
 العلاقات اخذ وعطى
 لا يكفي ان تكون متمكن من عملك وقوي فيه فانت بحاجة الى الاخرين لقوة اكثر
 احسن طريقة لكي تفهم الاخرين ان تسمع منهم
 اي علاقة مبنية على خداع وكذب تحقق نتائج محدودة ومؤقتة
 عند حدوث مشكلة مع الاخرين لاتحاول حلها في نفس الوقت ولكن بعد ان تهدا الاعصاب وابدأ بالحوار الهاديء
 الحب يفتر مع الايام بسبب الخلافات – الانشغالات – اختلاف الاهتمامات
 ممارسات الوالدين مع الاولاد اما تزيد الحب او تزيد الخوف
 الحب ينمى بالفعل وليس بالكلام وحده
 الاباء يريدون الابناء ان يكونو مثلهم وهذا صعب لاختلاف القيم ولكن يفيد التفاهم والنقاش والاقناع وليس الاكراه
 لا تتنازل عن المبادىء بل مارسها
 النجاح يتطلب التفكير بمصلحة الجميع وليس المصلحة الفردية
 ضع نفسك محل الاخرين عند مناقشة مشاكلهم
 لكي تفهم الاخرين ضع نفسك مكانهم ولكي يتحقق ذلك غير طريقة تفكيرك
 عند تقصير موظفيك افترض ان السبب فيك وليس فيهم
 اذا نظر المدير الى موظفيه على انهم كسالى ومقصرين لن يستطيع حل المشكلة
 العلاقة المتوترة بين المدير وموظفيه لا تنحل بمجرد الكلام الحلو بل تاخذ وقتا مثل ما اخذ التوتر من وقت
 ركز على مصدر الانتاج كما تركز على الامناج نفسه.
 النتائج المطلوبة من الموظفين : السرعة – تكلفة اقل – اتقان
 مصدر الانتاج من الموظفين العلاقة بينهم وبين المدير
 اذا مارست سياسة انت تربح والموظف يخسر سيتركك عند حصول اول فرصة
 عند تقييم الاخرين يجب فهم قيمهم
 الحل الوحيد لفهم الاخرين هو الحوار
 النجاح هو الوصول الى الاهداف والذي يوصل الى النجاح هو التصرف والمواقف
 لكي ينجح الانسان في كل جوانب الحياة يجب ان تبنى العلاقات على المبادىء الصحيحة
 الشهوة تسيطر احيانا على المبادىء
 يمكن ان يصل الانسان الى رضاء الاخرين من خلال المجاملة او الرياء او النفاق ولكنه لا يحقق النجاح فحبل الكذب قصير
 لا تجعل همك المظهر في العلاقات بل ركز على الجوهر (الصدق – الاخلاص)
 يمكن ان تكون العلاقة من طرف واحد لكن مع الايام تصير من طرفين ما عدا اللئيم لا تؤثر فيه
 تغيير الاشكال في التعامل لا تفيد اي التغيير في المواقف والتصرف بل المطلوب تغيير المبادىء
 اذا اردت ان يفهمك الاخرون فافهمهم
 المشكلة في عدم فهم الاخرين اننا ننطلق من اهوائنا ومصالحنا ولن نفهم الاخرين الا اذا وضعنا انفسنا موضعهم
 طريقة فهم الاخرين الحوار الهادىء وكشف الحقائق والمعلومات
 نمي العلاقة بالكلمة الحلوة , بالهدية الحلوة , بالتحاور , بالاستماع , بالتفاهم ومراعاة المشاعر
 الانسان الناجح هو الذي يقدر يوازن بين الاهداف البعيدة والقريبة وبين اهدافه واهداف الاخرين.

5- العادة الخامسة التوازن بين العلاقات والانجاز (اربح وربح) ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

 الناس اربعة انواع في التوازن : انا اربح وانت تخسر – انا اخسر وانت تربح – انا اخسر وانت تخسر – انا اربح وانت تربح وهذا هو الصح وشرط للنجاح
 الذي يفكر بنفسه فقط اناني والذي يفكر بالاخرين فقط يفشل والمطلوب التوازن
 يمكن الانسان ان يحقق انجاز ويسحق اولاده على الطريق ويسحق العلاقات
 ما فائدة الانجاز مع فقد العلاقات مع الاهل والموظفين
 ينجح الانسان اذا وصل الى نقطة التوازن بين الانجاز والعلاقات
 الترويح عن النفس مطلوب ولكن ليس كل الوقت
 لكي تحدث التوازن تعلم قولة لا – تحكم في رغباتك وهواياتك
 ابن علاقة مع الانسان الذي يهمك : سياسيا – اجتماعيا – اقتصاديا – . . . لايمكن بناء علاقات مع كل الناس
 سلوكنا يجب ان يتوافق مع سلوك الاخرين

6- العادة السادسة للنجاح: كون فريق منسجم ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

مواصفات الفريق المنسجم:

6-1- يعمل على تحقيق هدف مشترك واضح ( وحدة الهدف ) – لهم رؤية واحدة
6-2- عدم وجود انانية بحيث تنسب النتائج لجميع اعضاء الفريق ويشعر كل منهم انه هو الذي حقق
الهدف
6-3- كل عضو يكمل الاخر ولا يكرر الاخر ولكل انسان دور
مثل امريكي : اذا انت دائما توافق رئيسك ما في داعي لوجودك – لا بد من وجود قيمة اضافية لكل
شخص ولكل جهد
6-4- الدافع الاساسي هو الانجاز : ينقل الافكار الى اعمال
6-5- يستمتع بتماسك الجماعة ولا يقبلون احد يخدش هذا التماسك والتعاون – يدافع عن اعضائه – ولا
وجود للغيبة والنميمة بينهم
6-6- كل عضو فيه له حقوق مع اختلاف الادوار ولا احد يشعر بالظلم – اعط الاجير اجره قبل ان يجف عرقه
6-7- الانسياب الحر للمعلومات دليل الثقة
 لا يوجد فريق ناجح الا بوجود قائد راشد يشاور ويحاور ويسمع ويفهم
 حاولوا تشكيل فريق بمدرب وبدون قائد ففشلت التجربة

7- العادة السابعة من عادات النجاح:تجديد الطاقة ؛ وفيما يلي مفاهيم تساعد على الاقتناع وممارسة هذه العادة:

 الانسان : روح ( العلاقة مع الله ) – عاطفة (علاقة مع الاخرين) – عقل (طريقة تفكيرك) – جسد (البدن الذي يتحرك به).
 الذي لا يجدد طاقته باستمرار ينهار
 ما حال الانسان الذي يعمل بدون راحة
 ما حال الانسان الذي يأكل غذاء سيئا
 عدم الاهتمام بالغذاء والعمل بلا راحة يهد الجسد
 قال الشاعر : ســني بروحـــــي لا بعد ســـــــــنين فلاسخرن غدا من التسعين
عمري الى الخمسين يركض مسرعا والروح ثابتة على العشرين
 التمرين والغذاء مهم لجسد الانسان
 طاقة العاطفة : علاقتك مع زوجتك وعيالك ووالديك وارحامك واقاربك وكل علاقة من هذه العلاقات مثل الحساب بالبنك
 الانسان يريد الاخرين يراعوه ويقدروه دون ان يقوم هو بذلك
 يحتاج تجديد علاقة العاطفة بالكلمة الحلوة , بالهدية الحلوة , بالابتسامة اللطيفة , بالاتصال الهاتفي
 طاقة العقل: اهم طريقة على الاطلاق لتجديدها بعد البحث والنظر هي القراءة , اقرأ في مجالات مختلفة , اول اية نزلت في القران اقرأ
 طاقة الروح : اعظم طاقة واهم طاقة بلا منافس هي طاقة الروح
 الا بذكر الله تطمئن القلوب (ارتياح نفسي) – 80% من الشعب الامريكي يتعاطون حبوب مهدئات او مخدرات لانعدام الجانب الروحي

بعد سرد عادات النجاح هل حاول كل منا مقارنة ما سمعه بما يمارسه هو وبما يمارسه مجتمعه هل عرفتم سبب تخلفنا عن الركب ؟ فنجاح الفرد اساس لنجاح الشعوب. فهل لا زلنا نفكر فقط بالتدريب الموجه للوظيفة ام تغيرت المفاهيم والقناعات وصرنا نفكر بالتدريب الموجه للفرد في عمله واسرته والمجتمع من حوله.
هل ادركنا اهمية ان نعمل كفريق منسجم وهل ادركنا اهمية بناء العلاقات والاهتمام بها فيما بيننا ام لا زلنا
نفكر ببناء العلاقات مع غيرنا اكثر.هل التكامل العربي ضرورة ام ترف؟
هل ادركنا اهمية ان نكون ناجحين في ادارة ذاتنا حتي ننجح في ادارة الاخرين

هذه هي الادارة المتكاملة ان صح التعبير .

اتمنى التوفيق والنجاح للجميع.


بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم

التصنيفات
إدارة أعمال

اسئلة ماجستار ادارة الاعمال 2022/2022

أجب إجباريا على السؤالين التاليين

1- السؤال المشترك:
إن انفتاح الاقتصاد الجزائري على متطلبات اقتصاد السوق يمنح الاستثمارات الأجنبية عدة طرق للمساهمة في إنمائه كما يتطلب ذلك آليات تحفيزية وتذليل الحواجز المعيقة.
بعد تحليل هذا الطرح نظريا وميدانيا أو علميا قدم الاقتراحات الكفيلة برسم معالم تطور الاقتصاد الجزائري حاليا ومستقبلا.

2- سؤال التخصص:
السؤال الفرعي 1:
ما الفرق بين التنمية البشرية وتنمية الموارد البشرية؟
السؤال الفرعي 2:
ما هي الشروط الواجب توافرها لكي يتمكن المسير من تعظيم أرباح/ أو معظم الوظائف الموجودة في المؤسسة؟
السؤال الفرعي 3:
حاول الكثير من مفكري المدرسة الكلاسيكية لإدارة الأعمال أن يحددوا ما هي أمثل طريقة لتقسيم العمل ولتنسيق الأنشطة والمهام وتخصيصها وتوزيعها بين مختلف أفراد المنظمة بحيث تبقى هذه الطريقة المثل الذي ينطبق على جميع المنظمات؟
هل تؤكد من خلال هذا النص اتجاه المدرسة الكلاسيكية؟ وهل يمكن فعلا تطبيق هذه الطريقة أو غيرها على المنظمات مهما كانت مختلفة ومتميزة؟


التصنيفات
إدارة أعمال

مهارات القيادة و صفات القائد

التصنيفات
إدارة أعمال

الادارة الالكترونية

الإدارة الإليكترونية

ما هي الإدارة الكترونية

1-إدارة بلا ورق فهي تشمل مجموعة من الأساسيات حيث يوجد الورق ولكن لانستخدمه بكثافة ولكن يوجد الأرشيف الإلكتروني ، والبريد الإلكتروني ، والأدلة والمفكرات الإلكترونية والرسائل الصوتية ونظم تطبيقات المتابعة الآلية
2- إدارة بلا مكان ، وتعتمد بالأساس علي التليفون المحمول
3- إدارة بلا زمان فالعالم أصبح يعمل في الزمن الحقيقي 24 ساعة في اليوم والآن تسمي إدارة (7 x 24)
4- إدارة بلا تنظيمات جامدة ، فبيتر در اكر تحدث عن المؤسسات الذكية التي تعتمد علي عمال المعرفة ، فالشمال أصبح يتجه إلى صناعات المعرفة ويقذف بصناعة اللامعرفة للجنوب .

توجهات الإدارة الإليكترونية :

1- إدارة الملفات بدلاً من حفظها
2- استعراض المحتويات بدلاً من القراءة
3- مراجعة محتوي الوثيقة بدلاً من كتابتها
4- البريد الإليكتروني بدلاً من الصادر والوارد
5- الإجراءات التنفيذية بدلاً من محاضر الاجتماعات
6- الإنجازات بدلاً من المتابعة
7- اكتشاف المشاكل بدلاً من المتابعة
8- التجهيز الناجح للاجتماعات

أولاً : الإدارة الإلكترونية ماذا تعني وماهي عناصرها ؟

تشير الإدارة الإلكترونيه لعدد من الحقائق :
– تهيئة فرص ميسرة لتقديم الخدمات لطلابها من خلال الحاسب الآلي .
– تخفيف حدة المشكلات الناجمة عن تعامل طالب الخدمه مع موظف محدود الخبرة أو غير معتدل المزاج .
– الإدارة الإلكترونيه هي وسيلة لرفع أداء وكفاءة الحكومة وليست بديلاً أو إنهاء لدورها

أما عناصر الإدارة الإليكترونية فتتمثل في التالي :

– إدارة بلا أوراق : حيث تتكون من الأرشيف الإليكتروني والبريد الإليكتروني والأدلة والمفكرات الإليكترونية والرسائل الصوتيه ونظم تطبيقات المتابعة الآلية.
– إدارة بلا مكان : وتتمثل في التليفون المحمول والتليفون الدولي الجديد (التليديسك ) والمؤتمرات الإليكترونية والعمل عن بعد من خلال المؤسسات التخيليه.
– إدارة بلا زمان : تستمر 24 ساعة متواصلة ففكرة الليل والنهار والصيف والشتاء هي أفكار لم يعد لها مكان في العالم الجديد فنحن ننام وشعوب أخري تصحو لذلك لابد من العمل المتواصل لمدة 24 ساعة حتى نتمكن من الاتصال بهم وقضاء مصالحنا
– إدارة بلا تنظيمات جامدة . فهي تعمل من خلال المؤسسات الشبكيه والمؤسسات الذكيه التي تعتمد علي صناعة المعرفة.

وهناك العديد من الأنظمة الإليكترونية اللازمة للإدارة الإليكترونية كما يلي :

1- أنظمة المتابعة الفورية وأنظمة الشراء الإليكتروني
2- أنظمة الخدمة المتكاملة
3- النظم غير التقليدية الأخرى وتشمل
النظم غير التقليدية ومنها :
نظم التعامل مع البيانات كبيرة الحجم
النظم الخبيرة والذكية
نظم تطوير العملية الإنتاجية وتشمل
نظم التصميم والإنتاج
نظم تتبع العملية الإنتاجية
نظم الجودة الشاملة
نظم تطويع المنتجات
نظم أكفاء شبكة الموردين
نظم تطوير عمليات التسويق والتوزيع وتشمل
نقاط البيع الإلكتروني
نقطة التجارة الإلكترونية
نظم إدارة علاقة العملاء
نظم تطوير العلاقة مع مؤسسات التمويل ومنها
البنوك الدولية
البورصات العالمية
بورصات السلع
مواصفات المدير الإليكتروني
الإبتكاريه ، ( القدرة علي الابتكار )
المعلوماتية ، أن تكون لدية المعلومة حاضرة
التعددية ، الحيوية ، يجب أن يتصف بالحيوية دائماً.
4- نظام الذاكرة المؤسية: حيث يعتبر نظام الذاكرة المؤسسية من البرامج الرائدة في مجال إدارة موارد المؤسسة ويقوم النظام بربط العاملين الموجودين بالمؤسسة ببغضهم البعض ، بغض النظر عن موقفهم الجغرافي بما يمكنهم من الإطلاع علي أنشطة الإدارات الأخرى من خلال هذا النظام وبعتمد نظام الذاكرة المؤسسية علي بنية الأنترنت حيث لا يحتاج المستخدم إلى عمل تحميل أي برامج مساعدة .

مميزات نظام الذاكرة المؤسسية وهي :

-إدارة موارد المؤسسة إلكترونياً
– إدارة الأعمال عن بعد
– حفظ كافة الوثائق والأعمال بشكل إلكتروني
– وسيلة سريعة لنشر المعلومات والتعليمات علي كافة المستويات الإدارية علي اختلاف مكانها في أقل وقت ممكن وبأقل التكاليف.
– التحول إلى المجتمع الللاورقي
– حماية وسرية تداول البيانات والمعلومات

ويشمل نظام الذاكرة المؤسسية علي خطط العمل ، وتقييم الأداء ، ونظام إدارة التكليفات ، الحضور ، والانصراف ، والموارد المالية ، والاجتماعات، واجندة أحداث العالم بالكامل ، التعلم الذاتي ، البحوث ، الصادر والوارد ، كما يشمل النظام علي دليل الاتصال الداخلي الذي يسمح لأي فرد بالمؤسسة بالاتصال بغيره في جو من الحب والتآلف .


[align=center]تعليم_الجزائر[/align]