التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

سلسلة مقالات : إصلاح الأغلاط الشائعة في اللغة العربية

سلسلة مقالات : إصلاح الأغلاط الشائعة في اللغة العربية (3) (*)

نعود الليلة إلى موضوع الكلام في الأغلاط الشائعة في اللغة العربية , وقد وقفنا الكلام في المحاضرة إلى تصحيح بعض كلمات حكم عليها ظلماً بأنّها غير صحيحة , و بقيت عهداً طويلا طريدة منبوذة تأباها أقلام الكاتبين , و تنفر منها أسماع المعلمين . حتى رددنا إليها اعتبارها كما يقولون و رجعنا إلى أخواتها و أهلها بعد طول الغيبة و اشتداد النفرة , و عندي من هذا النوع كلمات كثيرة لا يزال المتحذلقون الواقفون عند عبارة المعجمات و ألفاظها يعتقدون أنّها خطأ و هي صحيحة فصيحة صريحة النسب . و المجلات قد فسحت صدورها لطائفة من المبتدئين الذين يرون أن أول مدارج الشهرة أن يخطئوا الناس فيما يقولون و يكتبون , ولو جاءوا في ذلك بالغثّ السّقيم؟ سأفرغ لهذا الموضوع في ليالٍ تجيء , و لكني سأطرفكم الليلة بكلمتين اثنتين من هذا النوع لمحض التسلية و الترويح , فإن النفس تميل إلى التنقل من حديث إلى حديث و هي ملول سئوم لا تصبر على طعام واحد.

  1. الكلمة الأولى أيها السادة هي كلمة (كسول).

    نشأت تلميذاً فطالبا ثم مفتشا و العلماء في كل هذه الأطوال وفي جميع هذه الأحوال يخيفونني من استعمال كلمة كسول , فيقولون : إياك أن تستعمل هذه الكلمة وصفاً للرجل , و إياك ثم إياك أن تقول : هذا رجل كسول , إنما يجب أن تقول : رجل كسلان و كَسِلٌ , فإذا كنت تعطف على هذه الكلمة بعض العطف , و أردت أن تعيد إليها أنفاس الحياة , فاجعلها للمؤنث و قل : امرأة كسول . هذا ما استقر في أنفس الأدباء و هذا ما يتحذلق به حذاق اللغويين منهم , و الويل ثم الويل لطالب وصف في مقاله أو كتابته رجلاً بأنّه كسول. هنا تقوم محاضرة لغوية طويلة الذيول موضوعها كسول و كسلان و كَسِل , و أن الأول منها خاص بالنساء و لا يجوز له أن يخطر بين الفحول

    و السبب في هذا أنهم بحثوا عن هذه المادة في المعجمات فرأوا أن صاحب القاموس يقول :
    ((كسل كفرح, فهو كَسِل و كسلان , جمعه كسالى مثلثة الكاف , و كسالى بكسر اللام , كَسْلَى و هي كِسلة و كسلانة و كسولٌ و مكسال)).

رأوا هذا النص فقالوا : إن صاحب القاموس خصص كلمتي كسل و كسلان بوصف الرجل و خصص كلمة كسول بوصف الأنثى , و إذاً يجب أن تقول : رجل كسول , ثم أرادوا أن يزيدوا وثوقاً و إيمانا فوق إيمانهم , فأسرعوا إلى أكبر مرجع من مراجع اللغة و هو لسان العرب لابن منظور فرأوا فيه : كَسِل عنه بالكسر : كسيل و كسلان , و الجمع : كُسَالَى و كَسْلَى.
قال الجوهري : و إن شئت كسرت اللام كما قلنا في الصحارى , و الأنثى كسلة و كسلى و كسلانة و كسول و مكسال.
رأوا هذا أيضا السادة فزادوا يقيناً – كيف لا و صاحب اللّسان يقول : ((و الأنثى كسلة و كسلى و كسول! هذا معناه في رأيهم أن هذه الصفات الأربع جميعا خاصة بالمؤنث لا يتصف بها سواه , و لكن أين علم الصرف! أيها السادة ؟ و أين فقه اللغة ؟ و أين فنّ كتب اللغويين ؟ لا لا . لا يعنيهم من هذا شيء , هكذا قال صاحب القاموس و كفى , و هكذا قال ابن منظور و هو حسبهم.
ليس الأمر كما تظنون أيها المتعجلون. إن علينا أن نفهم عبارة اللغويين و أن نستعين في فهمها بقبس من علم تصريف الكلام.

يقول علماء الصرف إيها السادة إن الوصف الذي على ززن فعول بمعنى فاعل لايوصف به المذكر , و إنما قال : إن المذكر و المؤنث يوصفان به على السواء من غير حاجة إلى تاء التأنيث عند وصف المؤنث. إذا علم الصرف يجيز لنا أن نقول : رجل كسول و امرأة كسول كما أجاز لنا أن نقول : رجل صبور و امرأة صبور . تعالوا بعد ذلك نفهم عبارة اللغويين على هذا الضوء و في هداية هذا القبس . ماذا قال اللغويون؟ قالوا : يقال للرجل كسِل و كسلان , هذا صحيح لا غبار عليه لأن هذين الوصفين خاصان بالمذكر , و لأنه لما كان الوصف كسولُ مشتركا بين المذكر و المؤنث لم يضعوه بين أوصاف المذكر , لأن البداهة تقضي بصحة أن يكون وصفا للمذكر لخلوه من تاء التأنيث , فلم يجدوا حاجة إلى ذكره فلما جاءوا لذكر أوصاف المؤنث قالوا : كَسِلة و كسلانة و كسول , لينصوا على صلاحية أن تكون كلمة كسول وصفا للمؤنث مع خلوها من التاء. و من هذا نرى أن اللغويين جروا على سنن تتسق مع العقل , فلم ينصوا على البديهي و نصوا على غير المألوف أو ما يصح أن يكون موضعا للشك , و الذي يدل على هذا أن كلمة كسول جاءت في شعر عربي وصفا للمذكر , و قد نقل هذا الشعر صاحب اللسان في معجمه , فالكلمة إذا لم تفته و لم يخف عليه مكانها و لو كان يعرف أنه أهملها في موضعها لعاد إليه و ذكرها فيه , و لكنه كما رأينا رأى ألا يضع الكلمة مع أوصاف المذكر , لأن صلاحيتها له من بدائه العقول . اسمعوا ما جاء في لسان العرب في مادة (زمل) : و الزميل الضعيف الجبان. قال أُحَيحة :

و لا و أبيك ما يغني غنائي *** و من الفتيان زمّيل كسول

و الكسول هنا أيها السادة من الفتيان لا من الفتيات !

الكلمة الثانية كلمة (وحيدة) :

ظهر بين المستعملين و اللغويين من يمنع وصف الأنثى بكلمة وحيدة , فلا يجيز أن يقال : فتاة وحيدة في الظرف , و لا : هذه المرة الوحيدة التي زرتك فيها . ماذا نقول يا سادتي ؟ إذاً يقولون : قل وحِدة يا فتى . فجربت أن أقول : هذه فتاة وحدة في الظرف , و هذه هي المرة الوحدة التي زرتك فيها , فلم أجد ذلك سائغاً في حلقي و لا في ذوقي ! من أين جئتم بهذا ؟ جئنا به من كتب اللغة ! فارجع إليها إن شئت. فرجعت إلى القاموس فرأيت صاحبه يقول : رجل وَحَد و أَحَد و وِحْد و وحيد و متوحد : منفرد, و هي وحِدة , فقالوا : ألم نقل لك إنه وصف المؤنث على وَحِدة و لم يقل وحيدة ؟ قلت : نعم هذا صحيح , و لكني أعرف من ناحية أخرى أن وحيدا بمعنى فاعل , أي : متوحد و أن كل فعيل إذا كان بمعنى فاعل لحقته تاء التأنيث قياسا , فأقول : كريم و كريمة , و عفيف و عفيفة , لا أحتاج إلى المعجمات . ثم إني أرعف من ناحية ثانية أن أصحاب المعجمات لا ينصون على ما كان قياسيا , و إلا صحبوا كل وصف لمذكر بمؤنثه , ثم أعرف من ناحية ثالثة أن اللغويين إذا رأوا أن العرب خالفوا القياس في كلمة سارعوا إلى التنبيه عليها فقالوا مثلا (ولا تقل وحيدة ) و لكن صاحب القاموس لم يفعل هذا و هو لم يذكر وحيدة لأن تأنيثها قياسيّ لا غبار عليه .

على أني حين أتمّ قراءة هذه المادة في القاموس نفسه أجده يقول بعد قليل : (( و الوحيدة من أعراض المدينة بينها و بين مكة )) إذا فالعرب قد نطقوا بكلمة الوحيدة و سموا بها مكاناً بين مكة و المدينة , و هو علم منقول من الصفة و لو كانت كلمة الوحيدة مخالفة للغتهم ما استطاعوا أن ينطقوا بها , و إذا يكون هؤلاء الذين يدعون على المعجمات إنما يتعجلون في الحكم و يتسابقون إلى الهدم من غير فقه أو تمحيص . هذا ما أردت التحدث فيه في هذه الليلة , أيها السادة , و سنستمر في تناول هذا الموضوع في محاضرات أخرى إن شاء الله و هو الموفق سبحانه .ص 234 / 236 من جارميات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)أذيع هذا الحديث من إذاعة القاهرة في 27/4/1938م.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

مسابقة الجامعة الإسلامية في اللغة العربية

محاور موضوعات الأبحاث
المحور الأول: دور أقسام اللغة العربية في الجامعات في النهوض بالعربية وآدابها

1- تطوير البرامج العلمية والخطط التدريسية.
2- ربط الرسائل العلمية بواقع العصر.
3- توثيق الصلة بين أقسام اللغة العربية والمجتمع.
4- تعريب العلوم.
5- تفعيل البرامج التطويرية لمنسوبي الأقسام العلمية.
6- توثيق صلة أبحاث أعضاء هيئة التدريس بواقع العصر.
7- آليات الارتقاء بالأهلية العلمية للباحثين في مجال اللغة والأدب.
8- برامج تعليم اللغة العربية وضرورات الإفادة من تجارب الآخر المعاصرة.

المحور الثاني: اللهجات والتأصيل اللغوي

1- إبراز صلة اللهجات المعاصرة بالفصحى وأثرها فيها.
2- التصحيح اللغوي وأثره في مقاومة لحن العامة.
3- أثر اللغات الأجنبية على العربية المعاصرة.
4- العامية بين لغة العلم ولغة التخاطب.
5- اللغة العربية بين لغة التعليم ولغة الإعلام.
6- مظاهر أزمة العربية في الخطاب الإعلامي المعاصر.

المحور الثالث: اللغة العربية ووسائل التقنية والاتصال الحديثة

1- اللغة العربية في وسائل الإعلام المتنوعة.
2- الصعوبات التقنية التي تواجه اللغة العربية.
3- اللغة العربية والتعليم الالكتروني.
4- تغريب اللسان العربي وأثره على الانقطاع التدريجي بمنابع الثقافة الإسلامية.
5- السبيل إلى استعادة جذوة الحفاظ على العربية باستخدام وسائل التقنية الحديثة.

المحور الرابع: دور الآثار الأدبية المعاصرة

1- دراسة الآثار الأدبية للأعلام المعاصرين.
2- التجديد في الدراسات البلاغية.
3- تطور الأجناس الأدبية.
4- مستويات الفصحى في السرديات المعاصرة.
5- أثر الأعمال الأدبية في النهوض باللغة العربية.
6- أدب الأطفال وأثره في بناء الشخصية اللغوية.
7- الأدب الحديث و التيارات الأدبية الأخرى.

المحور الخامس: هموم اللغة العربية في عصر العولمة

1- إقصاء اللغة العربية عن ميادين العلوم التطبيقية (الأسباب – الآثار – سبل الإعادة).
2- أغراض اللغة العربية في عصر العولمة وآليات تحقيقها.
3- الأخطار المحيطة باللغة العربية في عصر العولمة وسبل تلافيها.
4- التلازم بين اللغة والتقدم العلمي في محيط الدول المتقدمة.
5- أساليب نشر اللغة العربية في عصر العولمة.
6- اللغة العربية بين الحفاظ على الهوية ومواكبة عصر العولمة.
7- الأمم الحية والدفاع الضاري عن لغتها (فرنسا وانجلترا) نموذجاً.
8- آليات الارتقاء بأدب المرأة والطفل في عصر العولمة.
9- أهمية اللغة في الاتصال والتبادل بين الحضارات.
10- النفوذ الثقافي وصناعة اللغة (الفرانكفونية) نموذجاً.
11- مخاطر الفراغ اللغوي في عصر العولمة (الصين) نموذجاً.
12- اختراقات العولمة للغة العربية وأساليب مواجهتها.
13- موقع هموم اللغة العربية من مناهجها وخططها التدريسية.
14- اللغة العربية رهينة المحبسين (الكتاب وقاعة الدرس): الظاهرة وضرورات فك القيد.

شروط تقديم الأبحاث

1- أن يكون البحث في أحد مواضيع محاور المؤتمر.
2- أن تتوفر في البحث شروط البحث ومعاييره.
3- ألا يكون البحث قد سبق نشره أو قدم في مؤتمرات أو فعاليات سابقة.
4- ألا يزيد عدد صفحات البحث عن (30) صفحة حجم (A4) بما في ذلك الهوامش والمراجع والملاحق.
5- يرسل البحث في شكل ملف مرفق عبر البريد الإلكتروني ويشترط أن يكون مكتوبا باللغة العربية السعودية المتوفرة في قائمة برنامج (Microsoft Word)على أن يكون الخط بالعربية Traditional Arabic فقط بما في ذلك الآيات القرآنية الكريمة مقاسه: 16 أما الإنجليزية فنوع الخط Times New Roman مقاسه: 14 بالنسبة لهوامش الصفحة من الأعلى و الأسفل (2.5) و من اليمين (2.5سم)و من اليسار (1.5) سم.
6- أن تكون الهوامش مقوسة – (………) آلية لا يدوية مضبوطة ومقاسها (14).
7- أن تكون الهوامش السفلية جديدة لكل صفحة.
8- أن تكون الرسوم والخرائط التوضيحية – إن وجدت – محولة إلى صور مسحوبة بالماسح الضوئي.
9- ترسل ملخصات الأبحاث في موعد أقصاه 9/2/1432هـ- الموافق 3/2/2011م على أن لاتتجاوز الملخصات من (200 – 400) كلمة.
10- ترسل الأبحاث في موعد أقصاه 29/5/1432هـ- الموافق 2/6/2011م.
11- يخطر المشاركون باستلام بحوثهم في حينه.
12- للجنة العلمية تصحيح بعض المعلومات والمصطلحات متى لزم ذلك.
13- تخضع الملخصات والبحوث للتقديم من قبل محكمين.
14- يرفق الباحث ملخصاً لسيرته الذاتية في حدود صفحة واحدة.
15- يرفق الباحث إذا كان من خارج المملكة العربية السعودية صورة واضحة من جواز سفر من أجل إجراءات تأشيرة الدخول.
16- يقوم كل باحث بتعبئة استمارة معلومات عن البحث والباحث المرفقة وإرسالها إلى الجامعة.
17- تنشر البحوث المقبولة مع السيرة الذاتية الكاملة للباحث دون أية رسوم يتحملها الباحث.
18- توجه الدعوة لحضور المؤتمر إلى جميع الباحثين المقبولة أبحاثهم.
19- تتحمل الجامعة الإسلامية نفقات السفر والإقامة للباحث الذي يتم قبول بحثه.
20- الإخلال بالشروط السابقة يتسبب في عدم قبول البحث.

معلومات الباحث الشخصية

اسم الباحث باللغة العربية
الجنسية
الاسم الأول اسم الأب العائلة
اسم الباحث باللغة الإنجليزية حسب جواز السفر.
رقم جواز السفر.
تاريخ الميلاد: / / 19م
عنوان البحث:
المحور الذي ينتمي إليه البحث:
الموضوع:
العنوان البريدي:
رقم هاتف المنزل مع مفتاح الدولة والمدينة:
رقم هاتف العمل مع مفتاح الدولة والمدينة:
رقم الهاتف الجوال مع مفتاح الدولة والمدينة:
رقم الفاكس مع مفتاح الدولة والمدينة:
البريد الإلكتروني:
الموقع على شبكة الإنترنت (إن وجد):
أهم المناصب الوظيفية:
أهم الإنتاج العلمي:

عنوان المراسلة للمؤتمر

تكون جميع المراسلات باسم مدير الجامعة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر على:
البريد الإلكتروني: lang@iu.edu.sa
تليفون السكرتارية: 8475540 4 00966


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

واعلم بأن العسر فيه اليسر للمستبصرين

واعلم بأن العسر فيه اليسر للمستبصرين

لا تـجـعـلـن الـقـلــب يـغـفُــلُ عــــن كــــلام الـواعـظـيـن
بـــــــل فـاجـعـلــنْــه مـســتــرقــا لـلــكــتــاب الـمـسـتـبــيــن
وارحــم لنفـسـك فــي شبـابـك واسـلـكـن درب اليـقـيـن
درب الـهــدايــة والــتــقــى ورســــــول رب الـعـالـمـيــن
فــإذا وهـنـت وصــرت شيـخـا غـافـلا فــي الـسـادريـن
وتـنــكــبــت مـــنــــك الـــجــــوارح للهدى والـمـؤمــنــيــن
وسلـكـت مـسـلـك مـــن تـربــوا فـــي بـيــوت الغافـلـيـن
فـمـتــى تـيـقَّــظُ تــرعـــوي وتـــــؤوب لـلــحــق الـمـبـيــن
مــاذا يضـيـرك لــو صـحــوت وإن تـجــاوزت المـئـيـن
فاحرص على زهـر الشبـاب فـلا تضيِّـع فـي السنيـن
واحـرص علـى وقـت النشـاط ولا تكـن فـي النائميـن
نـظــم حـيـاتـك يـــا أخـــي واسـلــك سـبـيــل الـعـارفـيـن
وارفـــع لـرايــات الـجـهــاد ولا تــكــن فــــي الخـالـفـيـن
واصــبــر فــــإن الـصـبــر نــصــر لـلـكـمــاة الـواثـقـيــن
فـالــعــز تـجــنــي بــعـــد ذل يـــــا ســلــيــل الـفـاتـحـيــن
قـدسـي وتـصـرخ كــل شـهـم أنـقـذوا حـرمـي الحـزيـن
بـــل أنـقـذونــي مــــن يــهــود الــغــدر والمستـعـمـريـن
قــد دنـســوا طـهــر المـسـاجـد واسـتـذلـوا السـاجـديـن
ولقد بغوا في الأرض حتى ضج في الأرض الأنين
قف واستمع شكوى المجون على الشباب الغارقين
وتــفــكَّــرَنَّ بـحـالــهــم واذرف دمـــــــوع الـمـخـلـصـيــن
واعـلــم بـــأن الـعـســر فــيــه الـيـســر للمستـبـصـريـن
واعــلــم بـــــأن الـخــيــر فــيـــه الــشـــر للمسـتـكـبـريـن
أيــــن الـعـروبــة والـشـهـامـة أيــــن آســـــاد الـعــريــن
بـــل أيـــن خـالــد والمـغـيـرة بــــل صــــلاح المـنـقـذيـن
هــل تتركـونـي للـيـهـود وقـــد خـلــوا مـــن كـــل ديـــن
هــــــل تـتــركــونــي لــلــشـــراذم والــبــغـــاة الــغــادريـــن
هــبــوا لـنـصــرة مـسـجــدي فـنـراكُــمُ فـــــي الـخـالـديــن
لا لــن يضـيـر جموعـكـم أن صـرتـمُ فـــي السابـقـيـن
بـــل نـلـتـمُ شـــرف الـشـهـادة فـــي سـجــل الخـالـديـن
حـيـا الإلــه مــن استـعـادوا المـجـد مـجــد المؤمـنـيـن
وجــزاهُـــمُ خــيـــر الــجـــزاء وقـــــد أتـــاهـــم بـالـيـقـيــن

المدينة المنورة: 1443 هـ
أبو الخير


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

حمل شرح قصيدة بانت سعاد للشيخ إبراهيم الباجورى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب الإسعاد شرح بانت سعاد للشيخ إبراهيم الباجورى – رحمه الله تعالى – ( منقول من مكتبة المصطفى
http://www.4shared.com/account/*****…5/_______.html

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

التركيب في العامية

كتاب التركيب في العامية ، من الكتب المهمة للمعنيين بامر اللهجات ورابطه
http://www.4shared.com/********/zHm1hia9/___online.html

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

الأسس الفنية والنفسية لمسرحيات الأطفال الشعرية في الأدب العربي الحديث

الحمد لله ذي الحكمة البالغة والنعمة السابغة الذي اعتمدنا بالإحسان ابتداء وأنشأنا من نفس واحدة إنشاء، وجعل منها زوجها تماما ووفاء والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد صلى الله عليهوسلم…وبعد

لقد قمت ولله الحمد والمنه بتقديم رسالة الدكتوراه ومناقشتها بعنوان ((الأسس الفنية والنفسية لمسرحيات الأطفال الشعرية في الأدب العربي الحديث)) تنهض هذه الدراسة على فكرة التحام الدراسات الأدبية والنقدية بعلم النفسومناهجه تلاحماً يصب في صالح التجربة الإبداعية ومتلقيها، واتخذت الدراسة تجربة المسرح الشعري المقدمة إلى الطفل موضوعا لها، ولقد تبنت الدراسة منهجاً شمولياً تكاملياً قوامه الاستقراء والتطبيق والاستنباط واهتم البحث في البداية بالنظرفي موضوعين، هما: الدراسات الأدبية والمعارف النفسية وما بينهما من صلات ووشائج، ثماتجه إلى تتبع صلة أدب الأطفال بعلم النفس.
واتخذت الدراسة مسارين اهتم أحدهما بإقامة الموازنة بين التركيبة الفنية للنص المسرحي بأبعادها ومقوماتها واتجاهاتها من جهة وبين خط القدرات الفكرية ونمط الاستعدادات العقلية عند جمهور الأطفال من جهة مقابلة مشتملا على مقومات المسرحية وعناصرها الرئيسة وما يتطوع لها من خصائص نفسية عقلية تسفر عنها مراحل الطفولة.
وعني المسار الآخر بالبحث في مدى اضطلاع النصالمسرحي بالوفاء بحاجات الطفل النفسية التي تشكل أساساً في بنائه النفسي واستقرارهالعاطفي، معتمدا في ذلك على دراسة السبل الدرامية التي تسهم في توازن انفعالات الطفل وتعالج جمالية المسرح الشعري المقدم إلى الطفل من خلال البعدين الشعريوالدرامي .

خطة البحث :

انقسمت مدخلا وبابين وخاتمة.

المدخل:

وينظر في موضوعين :

أولا: الدراسات الأدبية والمعارف النفسية “صلات ووشائج “.

ثانيا: أدب الأطفال وعلم النفس.
الباب الأول: التركيبة الدرامية والمستوى العقلي في خطاب الطفولة.
وقد انقسمت الدراسة في هذا الباب ثلاثة فصول، وهي:
الفصل الأول: الشخصية المسرحية وازدواجية التأثير.
وانشطرت أطر البحث في هذا الفصل إلى مبحثين:
المبحث الأول: فن التشخيص وأبعاده الدرامية.
المبحث الثاني: الطفولة بين التشخيص والرواية.
الفصل الثاني: التطور الدرامي بين جدلية “الشكل والاتجاه”
ونظرية “تناسب الخطاب”.
ويتجزأ هذا الفصل إلى مبحثين:
المبحث الأول: الخطة الهرمية وحبكتها المسرحية.
المبحث الثاني: البنية وتنازع الاتجاهات.
الفصل الثالث: الحوار بين “عبء الدراما” و”إقناع اللغة”.

الباب الثاني: التجربة الدرامية بين الإبداع الفكري والفني والسمات الوجدانية للطفولة.

وانكشفت الدراسة في هذاالباب عن فصلين هما:
الفصل الأول: الرؤية الفكرية والتوازن الانفعالي.
وينشطرالفصل هنا إلى مبحثين هما:

المبحث الأول: الشعور بالأمن وإلحاح الحاجة الطفولية.

المبحث الثاني: اتجاهات النص الترويحية.
الفصل الثاني: “شاعرية الحوار” و”عضوية البناء”
” تساير وتمايز”

الخاتمة:

وتحوي نتائج الدراسة والتوصيات المقترحة.

وتكونت لجنة المناقشة والحكم من لأستاذين المناقشين: “الأستاذ الدكتور عالي بن سرحان القرشي”، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الطائف، و”الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الربيع” أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

وحصلت على المنح لدرجة الدكتوراه بدرجة ممتاز ولله الحمد.
وأحببت أن أشارك معكم في الطرح والمناقشة في كل مايختص بهذا المجال أمله من الله العلي القدير أن ينفع بما نقول.

كما أرجو إفادتي عن الكيفية المناسبة لنشر رسالتي سواءً من خلال المواقع الآلكترونية أو في حالة الرغبة في طباعة الرسالة لكي تكون كتاباً يقراء.
الدكتورة/ منى محمد الغامدي
جامعة الدمام/ كلية الآداب للبنات بالدمام
قسم اللغة العربية


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

لمن لم يسمع الإمامَ عبد العزيز ابن باز نحويًّا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رخمة الله و بركته

شرح كتاب
قطر الندي

شرح وتعليق
الشيخ العلامة النحوي
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالى

الدرس
الحجم (7.15) MB والصيغة ( mp3
http://www.archive.org/download/Aabd…niWaIbnBaz/mp3

ويبدأ الدرس من قوله : لات النافية
ص و لات لكن في الحين ولا يجمع بين جزءيها والغالب حذف المرفوع نحو ولات حين مناص
ش الثالث مما يعمل عمل ليس لات وهي لا النافية زيدت عليها التاء لتأنيث اللفظ أو مبالغة وشرط إعمالها أن يكون اسمها وخبرها لفظ الحين …


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

أوجه الالتقاء بين أصول النحو وأصول الفقه

يلحظ الناظر في الأصول النحوية والأصول الفقهية أوجه التقاء بين العلمين مما يدل على الترابط الوثيق بينهما وأن علم اللغة إنما أقيم لخدمة الشريعة الغراء .
ـ فنجد مثلاً أنه يشترط في راوية اللغة مايشترط في رواية الحديث
قال ابن فارس: ((فليتحرّ آخذُ اللغةِ وغيرِها من العلوم أهلَ الأمانة, والثقة, والصدق, والعدالة، فقد بلغنا من أمر بعض مشيخة بغداد ما بلغنا)).
فابن فارس يشدّد في أخذ اللغة, وألا تؤخذ إلا ممن اتصف بالأمانة, والثقة, والصدق, والعدالة، وهذا يعني أنّهم لا يأخذون اللغة عمّن لم تتوافر فيه الشروط السابقة، كأن يكون ـ مثلاً ـ فاسقاً، قال ابن الأنباري: ((فإن كان ناقل اللغة فاسقاً لم يقبل نقله))، بل لا بدّ من العدالة في نقل اللغة، قال ابن الأنباري: ((يشترط أن يكون ناقل اللغة عدلاً, رجلاً كان أو امرأة, حراً كان أو عبداً، كما يشترط في نقل الحديث؛ لأن بها معرفة تفسيره وتأويله، فاشترط في نقلها ما اشترط في نقله)).
ونقل الزركشي أنّ اللغة لا تلزم إلا بخمس شرائط, هي:
1ـ ثبوت ذلك عن العرب بسند صحيح يوجب العمل.
2ـ عدالة الناقلين كما يعتد بها في الشرعيات.
3ـ أن يكون النّقل عمّن قوله حجة في أصل اللغة, كالعرب العاربة مثل: قحطان.
4ـ أن يكون الناقل قد سمع منهم حسّاً, وأمّا بغيره فلا.
5ـ أن يسمع من الناقل حسّاً.
ويبدو لي أنّ هذا التشدّد في أخذ اللغة ناتج من إيمان القدماء بأن الشأن في نقل اللغة هو الشأن في نقل الحديث؛ إذ كانت بعض الفرق تبحث عن أيِّ قول لأهل اللغة يسند رأيها، ولأهمية هذا الأمر نجد الأزهري يثني على بعض رواة اللغة ويحذِّر من بعضهم, فأبو زكريا الفراء ـ عنده ـ ثقة مأمون من أهل السنة, ومذاهبه في التفسير حسنة، والأصمعي صدوق صاحب سنة, وشديد التوقّي لتفسير القرآن,والقاسم بن سلام ديِّن فاضل عالم أديب صاحب سنّة, وأبوالهيثم الرازي، عالم ورع صاحب سنّة.
نلاحظ في عبارات الأزهري السابقة وصفه للناقلين بأنهم أصحاب سنّة، أي: إنهم مشوا على سنّة الماضين وطريقتهم ولم يحدثوا أقوالاً تخالف سنن الماضين.
وفي مقابل هذا الثناء على هؤلاء حذّر الأزهري من بعض علماء اللغة الذين لم تتوافر فيهم الشروط السابقة، فقال عن قطرب: ((وكان متهماً في رأيه, وروايته عن العرب, أخبرني أبو الفضل أنه حضر أبا العباس أحمد بن يحيى, فجرى في مجلسه ذكر قطرب فهجنه ولم يعبأ به)),وقال عن الجاحظ: ((إنّ أهل المعرفة بلغات العرب ذمّوه, وعن الصدق دفعوه، وأخبر أبو عمرو الزاهد أنه جرى ذكره في مجلس أحمد بن يحيى، فقال: اعزبوا عن ذكر الجاحظ؛ فإنّه غير ثقة ولا مأمون)),وهذا يدل على أنّ الشأن في اللغة كالشأن في الحديث، وأن من لا يُؤمن على السنّة لا يُؤمن على لغة السنة.
فهل من متحف بإضافة بعض الأصول الأخرى لنستفيد ونثري هذا الموضوع.

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

للمناقشة .ابن رشد وإعادة بناء النحو العربي !

ابن رشد وإعادة بناء النحو العربي
قال بعض الكتاب (لا داعي لذكر الإسم منعاً لاتخاذ مواقف مسبقة من الفكرة) :
ما الذي يقترحه ابن رشد في مجال التجديد في النحو؟
لنذكر أولا بأن المطالبة بتيسير النحو العربي إنما انطلقت من الأندلس وبقلم ابن حزم المعروف بمذهبه الظاهري. وإذن فدعوة ابن حزم إلى تحرير النحو من جميع التعقيدات التي ليس بها حاجة في النطق الصحيح بالعربية جزء من دعوته العامة إلى الأخذ بالظاهر. و”الظاهر” في كلام العرب ليس فيه ما يقوله النحاة في ما يسمونه “العلل”، وهو ما يعبر عنه المعاصرون بـ”نظرية العامل في النحو”، كالقول مثلا إن الذي فعل “الرفع” في الفاعل هو الفعل، وفي المبتدأ هو “الابتداء” الخ.
وعندما أثيرت مسألة تيسير النحو العربي في العصر الحديث، وفي أواسط القرن العشرين خاصة، حظي ابن مضاء القرطبي، الداعي إلى الاستغناء عن نظرية العامل”، باهتمام خاص، فنشر كتابه “الرد على النحاة” (حققه د. شوقي ضيف وصدره بمقدمة تحليلية ناصره فيها) فانقسم الكتاب في مصر خاصة إلى متحمسين لابن مضاء وإلى متحفظين أو رافضين، كل ذلك والناس جميعا يجهلون كتاب ابن رشد في النحو، لأنه كان في حكم المفقود. واليوم وقد اكتشف هذا الكتاب ونشر يجد قارئه نفسه إزاء مذهب آخر، مذهب لا يقول بحذف هذه الجزء أو ذلك ولا بالاستغناء عن هذه النظرية أو تلك بل يطرح بعمق مسألة بنية النحو العربي ذاتها، ويرى أن السبب فيما في النحو العربي من صعوبات إنما مرجعه إلى طريقة التأليف فيه وبالتالي تدريسه وتعليمه. إن بنية النحو العربي في نظر ابن رشد ليست مبنية على الطرية “الصناعية”، يعني العلمية. ومن هنا كانت مسألة تيسير النحو العربي عملية تتطلب القيام بإصلاح جوهري في بنيته وذلك بصياغتها صياغة برهانية كما هو الشأن في جميع اللغات. يقول في مستهل كتابه “الضروري في النحو”: “الغرض من هذا القول أن نذكر من علم النحو ما هو كالضروري لمن أراد أن يتكلم على عادة العرب في كلامهم ويتحرى في ذلك ما هو أقرب إلى الأمر الصناعي وأسهل تعليما وأشد تحصيلا للمعاني”، وأيضا عرض مسائله وفق “الترتيب” الذي هو “مشترك لجميع الألسنة”.
كان ابن رشد معاصرا لابن مضاء منتظما مثله في حاشية دولة الموحدين، يقضي وقته بين قرطبة مسقط رأسه ومراكش عاصمة الدولة الموحدية التي قامت كامتداد لدعوة ابن تومرت لمذهب فكري يدعو إلى نبذ القياس والتقليد وينادي بالرجوع إلى الأصول، متأثرا في ذلك بمذهب ابن حزم. وإذا كنا نستطيع الربط نوعا من الربط بين كل من ابن مضاء وابن رشد من جهة وابن تومرت وابن حزم من جهة أخرى فإننا نجهل تماما أي نوع من العلاقة كانت تربط ابن رشد وابن مضاء، ولا أيهما كان اسبق من صاحبه في التأليف في النحو.
ومهما كان الأمر فالمشروع الذي اقترحه ابن رشد يختلف تماما الاختلاف عن مشروع ابن مضاء، بل هو يتجاوزه إلى درجة تصبح المقارنة بينهما ممتنعة. إنه أشبه ما يكون بالبديل عن المشروع الذي أنجزه سيبويه في مؤلفه المعروف بـ”الكتاب” والذي قيل عنه إنه “قرآن النحو”. ولذلك كان من الضروري من أجل فهم أبعاد المشروع الرشدي في النحو العربي مقارنته لا بمشروع ابن مضاء أو غيره من المتقدمين والمتأخرين بل النظر إليه على ضوء المشروع الذي أنجزه سيبويه من جهة، وما أشار إليه الفارابي وإن بشكل ضمني، من جهة أحرى، من كون طريقة التأليف في النحو في اللغات الأخرى تختلف عن الطريقة المتبعة في النحو العربي.
وكما هو معروف فقد استهل سيبويه كتابه بالتمييز في كلام العرب بين الاسم والفعل والحرف، ثم أخذ يدرس أحوال كل واحد منها. ومن هنا انقسمت أبواب النحو عنده إلى ثلاثة أقسام رئيسية: باب الاسم وباب الفعل وباب الحرف. بعضهم يبدأ بالفعل، وبعضهم يبدأ بالاسم، أما الحرف فيأتي في الأخير في الغالب. وقد نتج عن هذا النوع من التبويب تداخل وخلط بين الموضوعات والمستويات كما لاحظ ذلك ابن رشد: فالكلام عن الاسم يستلزم في مرحلة من المراحل الكلام عن الفعل، وذلك قبل الفراغ من الكلام عن الاسم وقبل الشروع في الكلام عن الفعل ، كما يحصل مثلا في درس “الفاعل” و”المفعول”، وكل منهما اسم، حين نضطر إلى الكلام عن الفعل، خصوصا وقد كان النحاة –وما زالوا- يعتبرون الفعل هو الذي رفع الفاعل ونصب المفعول. وبالمثل فنحن نضطر إلى الكلام في الفعل في درس الاسم لنفس السبب (الفعل لا بد له من فاعل وهو اسم أو في معنى الاسم). أضف إلى ذلك أن معظم كتب النحو، إن لم نقل كلها، قد دأبت على الجمع بين المسائل الصرفية والمسائل النحوية، مما جعل من المتعذر التمييز بين حدود علم الصرف وحدود علم النحو.
هذا النوع من التداخل بين الموضوعات والمستويات في كتب النحو العربي هو “التقصير” الذي أراد ابن رشد معالجته في كتابه. وهو تقصير يرجع سببه، كما قال، إلى أن النحاة “لم يستعملوا في إحصاء أنواع الإعراب القسمة الصحيحة التي لا يعرض فيها تداخل. وكل صناعة (=علم) لم تستعمل فيها بعدُ القسمة الحاصرة الغير متداخلة فهي صناعة ناقصة”.
لأن الصناعة الموجودة عند نحويي العرب في زماننا هذا قد استوفيت … لكن لا على المجرى الصناعي”.
هدف ابن رشد إذن ليس تدارك مسألة من المسائل النحوية، فالنحو العربي في نظره “قد استوفيت” جميع مسائله فلا مجال فيه للزيادة على هذا المستوى، وإنما عيبه هو في أن موضوعاته ومسائله وجميع جزئياته تعرض بصورة لا تراعى فيها الطريقة التي تجعل من مجموعة من المعارف، كيفما كان ميدانها، علما يستحق هذا الوصف.
وهنا لابد من رفع التباس حرص ابن رشد نفسه على استبعاده. ذلك أن القارئ قد يتوهم أن فيلسوف قرطبة يريد دمج النحو في المنطق. وهذا في نظره جهل. يقول عن كتابه: “ربما عابه قوم لمفارقته المعتاد … وربما قالوا: خلط صناعة المنطق بصناعة النحو، وهذا كله جهل بالطريق الصناعي”. وإذن فلا علاقة لمشروع ابن رشد بـمسألة “العلاقة بين النحو والمنطق” المعروفة في تاريخ الثقافة العربية والتي طرحت بحدة في القرن الرابع الهجري خلال المناظرة المشهورة بين أبي بشر متى رئيس مناطقة بغداد وأبي سعيد السيرافي رئيس نحاتها. ولا مجال للخلط كذلك بين مشروع ابن رشد وبين مسألة “تأثر النحو العربي بالمنطلق اليوناني”، وهي المسألة التي خاض فيها كثير من المعاصرين.
إن ابن رشد لا يخلط بين المنطق والنحو على أي مستوى، وإنما يريد صياغة مسائل النحو، كما هي كاملة ومنتهية في كتب النحاة، صياغة منهجية ترتفع به إلى مستوى العلم. والعلم كما يقول ابن رشد يعتمد القسمة الصحيحة غير المتداخلة كما يصوغ مسائله صياغة كلية تجمع شتات الجزئيات في قوانين عامة.
وهنا قد يطرح سؤال: كيف يمكن صياغة قواعد النحو في قوانين كلية، مع أن موضوعها هو جزئيات الكلام، وهي مختلفة. يرى ابن رشد أن ذلك ممكن، ولكن مع “التوسط في ذلك”. وهذا راجع إلى أن كليات هذا العلم كليات استقرائية وليست استنتاجية، فنحن لا نستنتج قواعده من أصول موضوعة أو بديهيات عقلية، كلا. إن قواعد النحو تبنى على الاستقراء، والاستقراء ناقص بطبيعته وبالتالي لابد من استثناءات يجب التنبيه إليها. أما القياس فهو وإن أمكن في بعض المسائل فإن الواجب استعماله بحذر. ذلك “أن جل ما أُثبِت وجوده في هذه الصناعة إنما ثبت بطريق السماع والاستقراء”. أما القياس فـقد يستعمله “أهل هذه الصناعة فيما جهل سماعه، [وذلك] أنهم يقيسون المجهول على المعلوم، وهو ضعيف، وربما أفرطوا حتى يردون السماع بالقياس”.
هذا من جهة. ومن جهة أخرى لا بد من التنبيه إلى أن الطريقة التي يريد ابن رشد اعتمادها في إعادة بناء قواعد النحو ومسائله ليست من ابتكاره، فهي كما يقول عنها مرارا : “الطريقة المشتركة لجميع الألسنة”. يتعلق الأمر إذن بالمنهجية العلمية كما كانت في عصره والتي تقوم على الترتيب المنطقي والاستقراء العلمي. وقد سبق للفارابي، “المعلم الثاني”، أن ألف كتابا في “إحصاء العلوم” شرح فيه مسائل كل علم، بما في ذلك مسائل علم النحو، والكيفية التي تصنف بها والمنهج الذي تعالج بها، مستعيدا النموذج العام لـ”العلم” كما قرره الفلاسفة القدماء وخاصة منهم “المعلم الأول” أرسطو.
وإذا كان ابن رشد يعتمد هو الآخر هذا النموذج العام فإن هذا لا يعني أنه اكتفى بما ذكره الفارابي من عناصر هذا النموذج بل أضاف إليها أخرى، وقدم وأخر وعدل، مما يدل دلالة قاطعة على أنه لم يستنسخ النموذج الذي عرضه الفارابي استنساخا، بل الصحيح أن يقال إنه اطلع على ذات المصادر التي أخذ عنها الفارابي، هذا إضافة إلى أن عبارة “كما هو مشترك في جميع الألسنة” التي يكررها فيلسوف قرطبة توحي بأنه كان على بينة من نحو لغة أو لغات أخرى، مما يطرح من جديد ذلك السؤال الذي لم يفصل فيه بعد وهو: هل كان ابن رشد يعرف اللغة اليونانية؟
أما اللغة اللاتينية فقد كانت متداولة في الأندلس بكثرة. يقول ابن حزم مثلا، بصدد حروف السؤال : “إن السؤال بـ “ما” والسؤال بـ “أي” قد يستويان في اللغة العربية وينوب كل واحد من هذين اللفظين عن صاحبه ويقعان بمعنى واحد، ومن أحكم اللطينية (=اللاتينية) عرف الفرق بين المعنيين اللذين قصدنا في الاستفهام”، مما يدل على أنه كان يعرف اللاتينية. فليس من المستبعد إذن أن يكون ابن رشد قد تصدى لإعادة هيكلة النحو العربي ليس فقط بتأثير تكوينه الفلسفي المنطقي، بل أيضا بوحي من مقارنته بين النحو العربي والنحو في اللغة اللاتينية وربما اليونانية أيضا.
*********************
وضعت هذا المقال للمناقشة وليس معنى هذا موافقتى على جميع أفكار الكاتب…
ولا يعني ذلك الدعوة إلى نبذ كتب النحو ومتونها وشروحها بل لمناقشة الأفكار الأخرى فالمهم في النهاية هو تقوية علمنا بلغة القرآن ونطقنا وعربيتنا السليمة .
*********************
الغرض من وضع المقال مناقشة فكرة ابن رشد أو ذكر تفصيلات لها ولا داعى للخروج عن الموضوع أو التعصب أو التكلم بدوافع يشوبها الانتماء لأحد المذاهب أو شهوة انتقاد أحدها !

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

أبيات أعجبتني

الشريف الرضي:

ولقد مررت على ديارهمو *** وطلولها بيد البلى نهبُ
فوقفت حتى ضج من لغب *** نضوي ولج بعذلي الركبُ
وتلفتت عيني فمذ خفيت *** عني الديار

تلفت القلبُ