التصنيفات
علم الاجتـماع

الوجيز في النظريات الاجتماعية


الموجز في النظريات الاجتماعية التà_عç
استاذ علم الاجتماع المساعد في جامعـة تعـز- كلية الآداب- قسم علم الاجتماع- الجمهورية اليمنية.
مقدمــــة
ليست النظرية من كماليات البحث العلمي بقدر ما هي ضرورة ملحة للباحث الاجتماعي ، لذا فالدعوة إلى التخلي عنها أو التقليل من أهميتها يجب مواجهتها بالرفض التام حتى لا يُحرَم الباحث من الأرضية الرئيسية لتأسيس علمه ، إذ أنه بدون نظرية تمثل رصيدا لأي علم فلا وجود لأي أساس للعلم . إذن أهمية النظرية تكمن في أننا نقرأها لا لنفهمها ونطورها فحسب بل لأن النظرية تمثل نمطا لبناء المعرفة العلمية وضرورة لكل ملاحظاتنا ، إنها الشرط الضروري لانطلاق التفسير والتحليل حتى وإن كانت غير كافية حينا لإحداث قطيعة تامة مع التفسيرات غير العلمية . فلماذا الاهتمام بالنظرية ؟
يرى العلماء أن التقدم العلمي لا يمكن أن يتم إلا إذا أُنجز على مستوى نظري ، بيد أن المعرفة العلمية ليست مجرد تراكم للمعارف ، ذلك أن صياغة النظريات العلمية وتصوراتها وتنظيماتها إنما تتحكم فيها مجموعة من الفرضيات والمفاهيم التي يسميها ،، توماس كوهين ( Thomas Kuhn )في كتابه الشهير عن ” بنية الثورات العلمية ” ،، بـ ” الشكل التحليلي ” ؛ هذا المفهوم الذي لم تحظ ترجمته بالرضى لدى الباحثين العرب . وفي واقع الأمر فإن التقدم في البحث العلمي والتنظير ليس مسالة متوازية المسير بل متلازمة . فالتقدم العلمي لا يتمثل بمجرد تجميع للحقائق فحسب بل هو عملية تبرز في التغيير النوعي في بنية الأنساق النظرية . فإذا كان هدفنا هو الوصول إلى خلاصات هامة تتجاوز ما هو متعارف عليه فلا يمكن تحقيق ذلك من الاعتماد على الجانب الامبريقي دون ضبط للجانب التنظيري وإلا باتت بنية الأنساق النظرية جامدة وفقيرة مثلما هو الحال في علم الاجتماع الأمريكي الذي يفتقد إلى الأسس النظرية في تفسير الظواهر الاجتماعية أو الربط بين خيوط الظاهرة .
يشير عالم الاجتماع الأمريكي تالكوت بارسونز ( T.Parsons ) إلى النظرية من حيث وظيفتها أيضا في البحث العلمي : ” فالنظرية لا تصبح فقط ما نعرفه ولكنها تقول لنا أيضا ما نود معرفته ، أي أنها تمدنا بالأسئلة التي تبحث لها عن الإجابة ” . إذن النظرية لها قدرة فسيحة على التعامل مع الأشياء .
لو انطلقنا من بناء البحث العلمي لاستطعنا القول أنه ينطلق من جملة من المعلومات التي تتخللها إشكاليات ما وتتجه إلى صياغة ابستيمولوجية ( معرفية ) للمشكلات المثارة، ومن هذه المشكلات ننتقل بعد ذلك إلى رصيد من الفرضيات التي تكوِّن القاعدة لكل عملية تنظير . ومن الواضح أن الوصول إلى مرحلة التنظير مسألة تستدعي المرور بعدة مراحل ، فالبحث العلمي ما بين المعطيات الامبيريقية والسير نحو التنظير لا بد له من التوقف عند اقتراح الفرضيات العلمية مقابل استبعاد الفرضيات غير العلمية حتى يتسنى له الاقتراب من الاشكاليات .
ولكن ما أن نصل إلى النظرية حتى نكون أمام جدول متناسق من الحقائق المعروفة ، وبهذا المحتوى والوضوح للنظرية نستطيع أن نتبيَّن كيف تم تنظيم وبناء تلك الحقائق ، كما أن النظرية تفسر هذا البناء المعرفي وتمدنا بنقاط مرجعية تسهل علينا الانطلاق في البحث عن بنىً معرفية جديدة وحقائق جديدة .
في هذه الوثيقة المرجعية التي تتكون من جزأين سوف نتحدث عن بعض من أشهر رواد النظرية الاجتماعية بشقيها التقليدي والحديث ، فما هي النظرية الاجتماعية ؟
 بصفة عامة يمكن القول أن النظرية السوسيولوجية هي كل محاولة فكرية تفسر جانبا من الحياة الاجتماعية ، فالنظرية السوسيولوجية في هذا الجانب يمكن اعتبارها امتدادا لما يسمى بالفكر الاجتماعي الذي ترجع جذوره إلى المفكرين والفلاسفة القدماء . وعندما نتساءل عن النظرية السوسيولوجية فالشيئ الذي يميزها عن المفاهيم هو أنها قادرة على أن توفر لنا نوعا من التفسير لملمح من ملامح الحياة الاجتماعية أو ظاهرة من الظواهر .
 ولكن هناك رؤية مختلفة ، إذ يرى البعض أن النظرية الاجتماعية ليست سوى مجموعة من الفرضيات القادرة على الصمود في ساحة البحث الاجتماعي الميداني . وبمعنى من المعاني فالنظرية ليست إطارا نظريا يساعد على التفسير إنما يمكن تطبيقها على الساحة والحياة الاجتماعية، وبالتالي فهي عبارة عن مجرد فرضية مُعَدَّةٌ للاختبار .
 وفعليا ثمة الكثير من النظريات المعاصرة في علم الاجتماع ليست أكثر من مجموعة أفكار غير متماسكة ، أي أنها ليست مجموعة منظمة من الفرضيات التي يمكن اختبارها .
 بهذا المعنى الذي يتحدث عن النظرية الاجتماعية بوصفها تفسيرية لأحد مناحي الحياة الاجتماعية أو مجرد فرضية قابلة للاختبار ميدانيا لن يكون أمامنا إلا التسليم بغياب النظرية الاجتماعية ، وما النظريات الشائعة إلا مجموعة من الأفكار لم تصل بعد إلى مستوى النظرية .
 أخيرا فإذا كانت النظرية بوصفها حصيلة لتعميم يستوحيه الباحث الاجتماعي من حقائق معروفة تمثل بطريقة حاسمة وكاملة قدر الامكان مجموعة من القوانين والفرضيات المختبرة إمبيريقيا فإن أحسن النظريات السوسيولوجية هي تلك التي تمدنا بأحسن أداة للتعامل مع واقع اجتماعي معين .
وفي علم الاجتماع المعاصر ثمة نوعين من النظريات:
 النظريات الكبرى ، ومثالها النظرية الماركسية ذات الطرح الشمولي أو التحليل الماكرو سوسيولوجي .
 ولكن هناك تصنيفات أخرى للنظرية الاجتماعية على أساس نظريات البنية ( النظريات البنيوية الأنثروبولوجية والاجتماعية ) أو نظريات الفعل كالنظرية التفهمية لـ ماكس فيبر .

الجزء الأول :
النظرية الاجتماعية التقليدية
الوضعيـــــــــــة 1 –
سان سيمون S. Simon
( 1825 – 1760 )
المقاربة الوضعية هي منهجية تحليله تقوم على استبعاد لأنماط الفكر والتحليل اللاهوتي ( الديني ) والميتافزيقي ( التجريدي = الطبيعة ) من أي تحليل مقترحة بديلا عنهما الإنسان الذي بات يتمتع بقيمة مركزية في الكون ، بهذا المضمون سنكون على إطلالة لمعادلة جديدة تحكم سير الحياة الاجتماعية برمتها على النحو التالي :

الظاهرة الظاهرة الظاهرة

مرجع لاهوتي مرجع ميتافزيقي مرجع إنساني / الوضعية
الدين الطبيعة = التجريد العقل

هذه المعادلة التي ستمثل لدى أوجست كونت المراحل التي مرت به الإنسانية ومصدر قانون الحالات الثلاث تبين لنا أن الإنسان لم يكن موضع ترحيب في المرحلتين السابقتين , إذ أن الإنسان عجز عن أن يجد له موقع او مكانة فيما مضى لذا فقد استبعد من أي تحليل للظواهر مفسحا المجال أمام القوى الدينية أو قو ى الطبيعة . وبما انه لم يكن للإنسان أية قيمة فلم تكن أيضا للمجتمع آية قيمة, ولهذا تطورت الوضعية العلمية التي تناولت ظواهر طبيعية بينما لم تتطور ذات الوضعية حينما كانت تتناول ظواهر متعلقة بالإنسان والمجتمع , وسنرى كيف وضع أوجست كونت حدا لهذه الازدواجية في التفكير والتي يسميها الفوضى العقلية التي تسببت في ثلاث ثورات برجوازية وقعت في أعقاب الثورة الفرنسية 1789 حتى سنة 1848 ، ولكن قبل الوصول إلى أوجست كونت علينا العودة الي جذور الوضعية لدى أستاذ كونت وهو المفكر سان سيمون .
عاش سان سيمون في نظام إقطاعي سليلا لأسرة أرستقراطية ، ويحمل لقبا اجتماعيا هو الكونت وكان ضابطا برتبة ملازم أول لما كانت فرنسا تخوض حربا ضد الإنجليز في شمال القارة الامريكية ، وقد نضج فكره حلال الثورة الفرنسية التي كانت بمثابة ثورة على النظام الاجتماعي والاقتصادي في أوروبا عامة وفرنسا خاصة وثورة على النظام المعرفي التقليدي السائد في فرنسا وثورة على النظام السياسي الملكي .
بداية المقاربة الوضعية :
بدأت المقاربة الوضعية في مرحلة الفكر الموسوعي الذي عرفه في القرن 18 واتخذت عند سان سيمون طابعا تطبيقيا عمليا وليس نظريا مثلما كان سائدا في المرحلة التجريدية أي العلم النظري المجرد ، ففي القرن 18 طور الفكر الموسوعي آليات تحليل جديدة تقوم على الترابط بين المعرفة والواقع الإنساني لذا سيمثل هذا الفكر مرجعية سان سيمون . فمن أين البداية إن لم تكن من المقاربة الوضعية للدين ؟
أ‌. تعريف سان سيمون للدين :
في كتابة الشهير ( المسيحية الجديدة ) يعرف الدين بأنه :
” جملة تطبيقات العلم العام التي يمكن بواسطتها أن يحكم الرجال المستنيرون غيرهم من الجهلة ” .
بهذا المضمون فان الديانة عند سان سيمون هي أداة مدنية للحكم المستنير لغير المستنيرين . وبما أن الدين يلعب دورا في التربية لذا فان التربية هي العنصر الذي يساعد على توطيد المشاعر الديموقراطية وتحقيق القيم الأساسية .
مفهومي ” السياسة ” و ” الديموقراطية = الحرية “
• السياسة هي علم الانتاج .
• الحرية هي نبذ الميز العرقي والثقافي والسياسي .
فما الذي يحدث عندما يلتقي المفهومان ؟ سنلاحظ تغييرا في مفهوم الأمة. وإذا أعطينا هذين المفهومين مدلولا وضعيا وتصورا موضوعيا ( أي محاكمة المفهومين وتحليلهما علميا وليس دينيا ولا تجريديا ). فالذي سيحدث أن أمة جديدة ستنبثق .هذه الأمة متحررة من الميز الديني والانغلاق مثلما ستكون متحررة من تبعات الإقطاعية . ومثل هذه الامة الجديدة يسميها سان سيمون بـ ” الأمة العاملة ” .
استنتاج أولى :
من الملاحظ أن تغير القاعدة المعرفية تسبب في تغير النتائج . فلو نظرنا إلى المفهومين في المراحل السابقة على الوضعية فلا يمكن الحديث عن أمة عاملة بالمعنى السان سيموني لان السياسة كانت حكرا على طبقة معينة ولان المجتمع ليس حرا ولا يتمتع بأية عدالة , ومثل هذه السياسة والعبودية كانتا تجدان لهما شرعية ذات طابع ديني او طبيعي . بيد أن الوضعية بوصفها استعمال للعقل ورفع من مكانة الإنسان قدمت السياسة كأداة حيوية في تنشيط الحياة الاجتماعية والاقتصادية ونقلت الأمة من طور الخمول والكسل الي طور العقل والإنتاج ووضعت الجميع على قدم المساواة واصبح الإنسان سيد نفسه حرا من ا ي تمييز عرقي او ثقافي او سياسي .
هكذا فالانتقال من المرحلة الإقطاعية اللاهوتية الى المرحلة الصناعية العلمية هو انتقال من ساحة العلم النظري الي ساحة العلم التطبيقي العملي . فالوضعية تأبى الاعتراف بفواصل مابين النظري والعملي إذ ثمة ترابط بين المعرفة والواقع الا نساني .
المواطنة والعدالة الاجتماعية :
يربط سان سيمون بين مفهوم المواطنة الذي جلبه معه من أمريكا حيث كان يقاتل الجيش الإنجليزي في بلد تعج فيه الثورات الأهلية الكبرى والعارمة وبين العدالة الاجتماعية بل انه ينحاز الى مفهوم المواطنة معلنا في كتابه ( المسيحية الجديدة ) تخليه عن لقبه الكونت :
[ لم يعد ثمة أسياد .نحن جميعا متساوون .وأعلمكم بهذه المناسبة أنني أتخلى عن صفتي الكونت التي اعتبرها وضعية جدا أمام صفتي كمواطن ..]
تبع هذا الإعلان حسما لتردد سان سيمون في تأييده للثورة الفرنسية في البداية ثم نال لقب المواطن الصالح مرتين متتاليتين مما يعني انه بات رمزا للتحرر والمساواة والتجديد . هذه النقلة في حياة سان سيمون – المواطن الصالح – ليست نقلة سياسية فحسب بل نقلة اجتماعية وفي هذا الأساس نقلة فكرية ومعرفية في ذات الوقت . كما أن هذه النقلة أيضا جهد سان سيمون في ترجمتها من خلال عمله الدؤوب من اجل تغير مضمون المسيحية من الداخل وإكسابها مضمونا جديدا علميا يقوم على مبدأ الحرية والمساواة . هكذا يبدو الدين هو العلم العام كما يصرح سان سيمون .
عودة إلى مفهوم الدين :
إذن الدين ليس حالة ثابتة بقدر ما هو حالة تطورية ولما يتساءل عن الدين وماهية الأديان نراه في كتاب ( المسيحية الجديدة ) يقول بتطورية الأديان وعدم بقائها على حالها .
[ الأديان مثلها مثل بقية المؤسسات تتمتع بطفولة وفترة قوة ونشاط وأيضا مرحلة انهيار وحين تكون في مرحله انهيار فأنها تكون ضارة ,أما في مرحلة الطفولة فهي غير كافية ..]
ب‌. قراءة في المقاربة الوضعية للأديان عند سان سيمون :
السؤال : لماذا ينظر الكثير إلى سان سيمون على انه من مؤسسي علم الاجتماع الديني؟
لانه في واقع الأمر ساهم ولو بشكل محدود في تأسيس هذا العلم . ومن حيث الجوهر لان سان سيمون قدم الأديان بوصفها ظواهر اجتماعية وإنسانية من الممكن تحلياها تحليلا علميا كبقية الظواهر الأخرى . بل أن سان سيمون قاربها كما فعل ابن خلدون في نظريته حول تداول الحضارات التي تنشأ ثم تقوى ثم تنهار, وهكذا بدا له الدين . إذن الوضعية تخلصت من كل الثوابت المقدسة .
ت‌. ما هو الدور الذي تلعبه الفلسفة الوضعية ؟
يلاحظ أن الوضعية الجديدة كما مارسها سان سيمون لا تهدف فقط الى تغيير شروط إنتاج المعرفة بل الى تغيير النظام السياسي والمؤسساتي والاقتصادي . بمعنى أن الوضعية تمثل نقلة جذرية في النظام السياسي والاجتماعي القائم . وما لم تحدث هذه النقلة فمن المستحيل أن نتحدث عن أمة عاملة .
إذن ثمة تغييرات تجعل من المجتمع عنصرا إيجابيا .
والسؤال هو: ما هي مستويات التغيير الجديد بحسب المقاربة الوضعية ؟
أولا : تحقيق العدالة في مضمونها السياسي والاجتماعي واستبعاد الدين من الحياة الاجتماعية
ثمة مبدأ يحكم تحقيق العدالة المنشودة ذو بعد شخصي وعلمي لدى سان سيمون . هذا المبدأ هو وجوب جبر الهوة الفاصلة بين النظري والتطبيقي للوصول الى علاقة تكاملية بين المستويين ، ودون ذلك سيظل هناك ازدواجية تحافظ على استمرارية الهوة الفاصلة لذا لابد من إنجاز منظومة ابستمولوجية ومعرفية جديدة تقوم على التكامل بين البعدين النظري والتطبيقي ولعل أوضح مثال هو ما طبقه سان سيمون على نفسه تعلق في دعوته إلى تحقيق العدالة تخليه عن لقب الكونت وإعلائه لشأن المواطنة ( لم يعد بيننا أسياد…).
هذه المقاربة الوضعية الباحثة عن العدالة السياسية والاجتماعية ستسعى عمليا الى :
• هدم العناصر السياسية والمؤسسية المكونة للنظام السياسي والاجتماعي القديم والتي من بينها التميزات الطبقية والاجتماعية والمسيحية في شكلها التقليدي
• لذا فان سان سيمون سيرسي دعائم تعامل معرفي جديد مع الظاهرة الدينية بمختلف تنظيماتها ومؤسساتها ، تعامل يقوم على اعتبار الظاهرة الدينية ظاهرة اجتماعية إنسانية من خلال إخراجها من دائرتها المقدسة والنظر إليها باعتبارها ظاهرة إنسا نية ، هذا المبدأ المعرفي الجديد تجاه الظاهرة الدينية سنجده حاضرا وقائما في كتابات الكثير من العلماء مثل غاستون لبلوس G.lebles و هنري و دوركايم و مارسيل موس , هذه الأسماء بالإضافة الى ماكس فيبر سيكونون أهم المتخصصين في علم الاجتماع الديني مستنيرين باطروحات سان سيمون ومفهومه للدين ومنهج التعامل معه .
ولكن لماذا يجهد سان سيمون لاستبعاد الدين من الحياة الاجتماعية ويشدد على تشجيع التعامل الجماعي بين أفراد المجتمع ؟ ثم لماذا تنقل سان سيمون بين الكنائس مبشرا بالمسيحية الجديدة ؟
مجتمع سان سيمون
إن مجتمع سان سيمون هو مجتمع صناعي علمي , ومثل هذا المجتمع يبحث عن دماء جديدة لضخها في عروقه كما انه يحتاج الى وحدة معرفية ومعيارية وبالتالي لابد من القضاء على مخلفات النظام القديم بكل منظوماته وتشكيلاته ومعتقداته وتصوراته وبناه وأنماط تفكيره وتحليله إذا ما أردنا تحقيق العدالة والتقدم فكيف العمل ؟ وما العلاقة بين الدين والمجتمع الجديد ؟
يحرص سان سيمون على تجاوز الدين اعتقادا منه انه العقبة التي تشجع الفراغ . ولانه ثمة تناقض بين الفراغ والعمل الجماعي المنتج لذا ينبغي أن نغير مضمون الدين بان نكسبه مضمونا جديدا يتمثل في نظام بشري جديد. ولان الإنتاج الجماعي او الخلق الجماعي تحديدا يقوم على الانتاج البشري ، لذا ينبغي فك التناقضات التي يعاني منها مجتمع ما بعد الثورة – أي المجتمع الصناعي – إذ يلاحظ سان سيمون أن المجتمع ما زال في حالة صراع قائم على:
• معرفة لاهوتية ومعرفة علمية .
• سلطة إقطاعية وسلطة صناعية .
إذن ثمة تحالف بين المعرفة اللاهوتية والسلطة الإقطاعية ضد المعرفة العلمية والسلطة الصناعية ولفك هذا التناقض أو التحالف ينبغي استبعاد الدين للسماح بمرور العمل الجماعي المنتج وقتل الفراغ .
ثانيا: تشجيع العمل والإنتاج
إن التغيير الجديد التي تريد إرساءه المقاربة الوضعية يقوم أساسا على العمل والإنتاج كيف ذلك؟
بانتشار الأفكار الوضعية بفعل انتشار الصناعة .
إذ يعتقد سان سيمون أن انتشار الأفكار الوضعية ستساعد وستشجع على انتشار الصناعة التي هي الشرط الأساسي والوحيد لقيام مجتمع وضعي ومعرفة وضعية ، فالصناعة بطبيعتها تخلق مجتمعا وضعيا وتصورات وضعية في نفس الوقت استنادا الي مبدأ يعتبر أنالمعرفة العملية تعني المعرفة العلمية . إذن الصناعة هي مبدأ مركزي في كل النظريات المعرفية ،هذا المبدأ نجده لدى الفكر الاشتراكي الطوباوي الذي يشمل ويعبر عنه سان سيمون و قودوين و بودون .إذ أن الفكر الاشتراكي الذي يعد سان سيمون عميده بني على مركزية مبدأ الصناعة . بمعنى أن الصناعة تشجع بطبيعتها على خلق القيم الوضعية المستقلة عن الفكر الديني والكنسي في نفس الوقت . كما نجد مركزية مبدأ الصناعة عند دوركايم من خلال كتابيه ” تقسيم العمل الاجتماعي “و” الانتحار ” وكذا مع ماكس فيبر في كتابه ” الأخلاق البروتستانتية والروح الرأسمالية “.
قيمة الصناعة ومكانتها :
إذن الصناعة في الفكر السياسي والاجتماعي الغربي عامة والفرنسي خاصة هي شرط كل التحولات النوعية والفكرية والاجتماعية .
مثال 1 :
العقلانية كما عبر عنها ماكس فيبر هي قيمة بيروقراطية وصناعية قبل كل شيئ فالمجتمع الذي لا يملك بيروقراطية و أبنية صناعية لا يمكن ولا يحق له أن يدعي العقلانية.
مثال 2 :
يقيم سان سيمون مقاربة بين الانتاج والكسل وأمة كسولة وأمة عاملة ويتساءل في إطار المقاربة الوضعية : هل يمكن أن يحصل تعايش بين الأمتين ؟ لذا يطالب سان سيمون بالحزم مع الأمة الغير منتجة بضرورة إزاحتها ولتحل محلها الأمة المنتجة ولكن ما هي أداة التغيير ؟
وفي المجتمع الإقطاعي يعود سان سيمون ليؤكد على استعمال أدوات المعرفة الوضعية والعمل على القضاء على الهوة الفاصلة بين البعد النظري والبعد التطبيقي للوصول الى وحدة المعرفة , هذا هو جوهر المقاربة الوضعية . لذا نجد سان سيمون يصر على استبدال المضمون القديم للمسيحية بمضمون جديد يعمل على تطويرها من الداخل ، هذا المضمون الجديد يتمثل في كتابه ” النظام الصناعي ” من خلال :
• التأكيد على سعيه الى تكوين مجتمع حر .
• التأكيد على نشر المبادئ والقيم التي ستكون أرضية النظام الجديد .
• التأكيد على إن النظام الاجتماعي يستند على ثلاث فئات :
أ‌. الفنانون لأنهم يفهمون قيم التغير ويشكلون أداة تشجيع للمجتمع حتى يغير أوضاعه القائمة .
ب‌. العلماء الذين يقترحون تصورات وبدائل ووسائل عامة يمكن استعمالها لتحسين حال الأغلبية.
ت‌. الصناعيون الذين يشجعون المجتمع على القبول بالمؤسسات الجديدة .
أما منطق الترتيب أعلاه فهو التقاء الإلهام مع التفكير ومع الإبداع والمهم في هذا التصنيف أن الصناعيين يتربعون على قمة المجتمع الصناعي وفي أعلى مراتب النظام الاجتماعي الجديد . ولنقرأ أهميه المقولة التالية لـ سان سيمون :
[ لو حدثت في ليلة صماء فاجعة مفاجئة ذهبت بأكثر الشخصيات الكبرى من الأسرة المالكة والوزراء وكبار القضاة…وسواهم ممن هم في هذه الطبقة , فان الشعب الفرنسي سيبكيهم حتما لانه شعب حساس , ولكن هذه الفاجعة لا تبدل شيئا مهما أو تغير تغييرا ذا اثر في أعماق الشعب , أما لو ذهبت هذه الفاجعة برؤوس العلماء والصناعيين وأرباب المصارف والبنوك … فان خسارة المجتمع فيهم كبيرة جدا لان مثل هؤلاء لا يمكن تعويضهم بسهولة !!] ( راجع : تاريخ السوسيولوجيا / غاستون بول ) .
استنتاجات
أ.) في مجتمع العدالة والمساواة ، هو المجتمع الحر الذي يقوم على حركة جمعانية أي مجموعة من المواقف لم يعد الفرد فيه خاضعا
• هذا المجتمع أُخرج الفرد من مرحلة الفكرة ليصبح مواطنا . وهذه نقلة سياسية واجتماعية .
• أشرك الفرد مع الآخرين ( المجتمع ) في عمل جماعي واحد وإبداع واحد وخلق واحد .
هذا يعني أن الوضعية بالمضمون السان سيموني تعبر عن مردودية الفرد وليس فقط تغيرا في الأوضاع الاجتماعية والسياسية . كما يعني أن سان سيمون يراهن على دور المجموعة على التغير ، هذه المجموعة التي تبنى على ثلاث مستويات وهي :
• الانتاج
• التقنية
• الصناعة
ب.) العناصر الأساسية التي اعتمدتها المقاربة الوضعية مع سان سيمون هي :
1. تحييد الدين والفكر اللاهوتي عن كل مشاركة في الحياة العملية .
2. وضع أسس مشروع علمي وفكري ومعرفي يقوم على مبدأين أساسين هما:
• مبدأ العلمية ؛ فلا تعامل بعد الآن مع الظواهر والأشياء الا من منظور علمي .
• مبدأ العلمنة وفيه تحييد وإقصاء صريح للدين .
هذه هي آليات التحليل العلمية التي ضمنها سان سيمون للمقاربة الوضعية وهي الآليات التي سنجدها مستعملة في النص الكونتي بطريقة او بأخرى . هذه أيضا هي الأرضية المعرفية والعلمية التي سينطلق منها اوجست كونت ليجعل من المقاربة الوضعية اكثر قربا من الواقع والتحليل . ومبدئيا فالمقاربة الوضعية ستجمع بين مستويين رئيسيين :
1. المستوى النظري : عبر قراءة العلوم وتنظيمها وتثبيتها وهو ما قام به سان سيمون .
2. المستوى التطبيقي : وهو تطبيق عناصر المقاربة الوضعية في تحليل واقع المجتمع .
ومن هذه الأرضية المعرفية سينطلق اوجست كونت في ترتيب بيت العلوم.


جزيل الشكر

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
علم الاجتـماع

كم مرة أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم

[frame="7 10"]

كم مرة أُسرى أو عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم؟

هذا أمرٌ موقوفٌ على ما ورد فى صحيح الأحاديث، ففى صحيح الأحاديث الروايات التى روت حادثة الإسراء والمعراج جمعها الإمام السيوطى وقال: هى سبعة وستين رواية، لكن ليس معناها أنها سبعة وستين إسراء ومعراج.

لكن كل رواية تحكى جانباً من جوانب الإسراء والمعراج، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أُسرى به وهو فى مكة، وعندما أخبر أهل مكة لم يخبرهم إلا بالإسراء، لأن عقولهم لا تتحمل غير ذلك، ولم يبح بشيء عن المعراج إلا فى المدينة لأهله ومحبيه ولأهل خصوصيته، وكان كل آونة يبيح بشيء، ولذلك فكل رواية تختلف عن الأخرى، لأنه يبيح بما تتحمله العقول وتشرأب إليه قلوب الحاضرين والسامعين.

وإن كان هناك بعض السادة الصالحين كالشيخ محي الدين بن العربي يحكي ـ والمسئولية عليه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسرى به وعُرج به أكثر من أربعين مرةً مناماً، ولكننا لم نجد شيئاً من ذلك فيما ورد من صحيح السنة، فهو يذكر أنه أُسرى به وعُرج به أكثر من أربعين مناماً، لكن المرة الواحدة التى أُسرى به بالجسم والروح مرةً واحدة، وهذه ما عرفناها والتى ذكرها القرآن: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} الإسراء1

وكذلك فى أول سورة النجم وهى الآيات التي فسَّرتها السنة فى روايات كثيرة بحسب ما أباح صلى الله عليه وسلَّم لأهل كل قوم.
وما لم نجده فى صحيح السنة فلا ينبغى أن نتعنَّى فى البحث عنه ولا نشتط فى طلبه، فينبغي أن لا نعرف الغيوب إلا من رسول الله أو من كتاب الله أو ما ورد فى سنته صلى الله عليه وسلم: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} الجن26

قد يكون سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خصَّ بعض الصالحين بخصوصية فى عالم المنام ويُعلمه بأمر فتكون خصوصية له، وليست للمسلمين، وحتى هو نفسه لا ينبغى أن يذيع ولا يشيع، لكن أنا أذيع وأشيع ما ورد فى القرآن، أو ما ورد فى السنة، ونفرض أننى رأيت رؤيا من هذه الرؤيات المنامية، فطالما لا أجد دليلاً يؤيدنى فى القرآن أو السنة فهذا علمٌ خاص بي فينبغي علىَّ أن لا أبيح به.

[/frame]


التصنيفات
علم الاجتـماع

الدور الإجتماعي

تحياتي لكم

أريد استفسار عن الآتي من وجهة نظركم :

كيف يمكن شرح كل من دور الرجل والمرأة من خلال القران، التنشئة و الممارسة ؟

كيف يمكن للتمثلات حول دور المؤنث والمذكر أن تخلق ثنائية الفرد؟

أتمنى ان أتلقى ردود من منظور تخصصكم في علم الإجتماع

مع خالص التقدير والاحترام


التصنيفات
علم الاجتـماع

علاقة علم الاجتماع بالاتصال

علاقة علم الاجتماع بالاتصال

المبحث الأول أهمية الاتصال في المجتمع (أهمية الاتصال الجماهيري) [1]
لأجل التحقق من مدى أهمية الاتصال في البنية الاجتماعية و أشكال التنظيم الاجتماعية نقوم بافتراض مايلي :
– ماذا يحدث للعلاقات و التفاعل و أنماط السلوك الاجتماعي إذا اختفت وسائل الاتصال ؟
-و ماذا يحدث للبنية المعرفية و الثقافية و العلمية(بما فيها التعليم) للمجتمع إذا اختفت وسائل الاتصال ؟
-و ماذا يحدث للبنية الاقتصادية و التكنولوجية و عمليات الإنتاج و التوزيع و الاستهلاك إذا اختفت وسائل الاتصال المعاصرة من الوجود ؟
-و ماذا يحدث للبنية السياسية و الإدارة الاجتماعية، و طبيعة عمل المؤسسات التنظيمية للمجتمع عموما إذا اختفت وسائل الاتصال المعاصرة من الوجود ؟
• الاتصال و التفاعل الاجتماعي [2]
الاتصال لم يعد موضوعا هامشيا في الحياة الاجتماعية، و خاصة العلاقات و التفاعل و أنماط السلوك الاجتماعي. و إنما تحول الاتصال إلى محور لإقامة و تنظيم وضبط العناصر الاجتماعية هذه. و ربما لا مجال للمبالغة بأنه يصعب الحديث عن علاقات اجتماعية منسجمة، و تفاعلات حقيقية، و أنماط سلوك واعية بدون اتصال و بدون وجود و عمل وسائل الاتصال .
و بمعنى آخر إن اختفاء الاتصال و وسائله يعني بالمقابل موت الحياة الاجتماعية المعاصرة، و اختفاء أشكال التفاعل الاجتماعي التي نأخذ بها الآن، و اختفاء أنماط السلوك المتحضر كأحد مستلزمات المعاصرة و يمكن أن نوجز هذه العلاقة بين الاتصال ومكونات البناء الاجتماعي (العلاقات، التفاعل، أنماط السلوك) في الأتي : 1- الاتصال هو صيغة رئيسية من صيغ التفاعل الاجتماعي، أي بين عنصرين أساسيين في إطار البناء الاجتماعي المرسل لموضوعات التفاعل و المستقبل لها، و كلاهما يؤثر و يتأثر في نطاق قبول موضوع التفاعل(الرسالة) من عدمه. ففي كلا الحالتين يتشكل موقف فرد ما (المستقبل) من فرد آخر (المرسل). و بذلك يندرج الاتصال كأحد الظواهر الاجتماعية في حياة الناس و القائمة أساسا على التأثير في المواقف، الاتجاهات، القيم، المعايير، أنماط السلوك، وأنماط التفكير، و بناء تصور اجتماعي عن الحياة الاجتماعية . 2- الاتصال هو صيغة من صيغ إجراء و تنظيم العمليات الاجتماعية، و ربما يصعب الحديث عن أية عملية اجتماعية تنتج بين أفراد، جماعات، ومؤسسات بدون قناة ووسيلة للاتصال. و تتمثل نماذج العملية الاجتماعية في التوافق، الاتفاق، التعاون، التنافس، والتخصص و التثقيف وجميع هذه العمليات في حقيقة الأمر لا يمكن انجازها بدون الاتصال. أي انه في النهاية هو الدينامو الذي يمد العمليات الاجتماعية بالقوة و الاستمرار.

المبحث الثاني: علاقة علم الاجتماع بالاتصال
إن علماء الاجتماع ينظرون للاتصال على أنه ظاهرة اجتماعية و قوة رابطة لها دورها في تماسك المجتمع و بناء العلاقات الاجتماعية و هذا يؤكد أن المجتمع الإنساني يقوم على مجموعة من العلاقات قوامها الاتصال و إن ما يجمع الأفراد ليس قوي غيبية و إنما هي علاقات الاتصال التي هي ضرورة من ضروريات الحياة الاجتماعية و في هذا الإطار يعرف أحمد بوزيد الاتصال بأنه <> و إن مفهوم الاتصال في علم الاجتماع ليس مفهوما حديثا فقد عبر شارلز كولي عن الاتصال بأنه<> كما يؤكد المتخصصون في مجال الاتصال إسهامات علماء الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي بصورة عامة و علماء سوسيولوجيا الاتصال بصورة خاصة و هذا ما تبلور في العديد من النظريات السوسيوسيكولوجية و السيكولوجية و أيضا السوسيولوجية التي وجهت العديد من القضايا المرتبطة بظاهرة الاتصال بصورة واسعة و اعتبارها من أهم الظواهر الاجتماعية كما اعتبرت نسق من الأنساق الاجتماعية الفرعية التي تتأثر و تؤثر في طبيعة البناء و النظم الاجتماعية الأخرى[1]

و عليه فعلم الاجتماع بحاجة للاتصال بحيث تكون العلاقة بينهما علاقة تؤدي إلى الترابط و يمكن تلخيص هذه العلاقة بينهما في مايلي : [2]
1) إذا كان علم الاجتماع هو الدراسة العلمية للمجتمع، فإن أحد موضوعاته الأساسية حسب تعبير دور كايم هو دراسة الظواهر الاجتماعية و علاقاتها ببعضها البعض، و في علاقاتها بالبيئة التي تطورت في نطاقها، و التي تعد الظاهرة تعبيرا عنها. و الاتصال هو أحد أبرز الظواهر الاجتماعية المعاصرة .
2) و إذا كانت اهتمامات علم الاجتماع تنصب على دراسة المعطيات الاجتماعية، تلك التي تعكس أشكال التفاعل الاجتماعي المتمثلة في التعاون، التنافس، الصراع، التميز، التخصص و التثقيف و التوافق…الخ نجد أن جميع العمليات المذكورة تتم عبر الفعل الاتصالي و العمليات الاتصالية الدينامية التي تضم في إطارها العمليات الاجتماعية الاخرى كافة.
3) إن الثقافة و علاقتها بالحياة الاجتماعية للأفراد و الجماعات عبر عمليات التنشئة الاجتماعية تشكل أحد أبرز العوامل في تشكيل وظائف البناء الاجتماعي ومن أكثر العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية المعاصرة هو الفعل الاتصالي و العمليات الاتصالية و عليه فقد أصبح لزاما على علماء الاجتماع نحو العملية الاتصالية التعرف على أبعادها و تأثيرها و مكوناتها و علاقاتها بالظواهر الاجتماعية الاخرى، خاصة الظواهر التي تعكس التفاعل بين الجماعات الاجتماعية

الخاتمة:
يقدم الاتصال للمجتمع خدمة جلية حيث أن الاعلام و الاتصال الذي يتزايد تداوله هو الذي يقوم بإحداث التغيرات في المجتمع فلا يستطيع الباحث الاجتماعي دراسة الظواهر الاجتماعية دون الاستعانة بالاتصال و وسائله أي انه وسائل الاتصال تستطيع أن تقدم مساهمة كبيرة لعلم الاجتماع لدراسة التغير الاجتماعي و الاتصال له دور رئيسي في دفع عجلة التنمية و التبشير بالتحول و التغير
كما يقوم علم الاجتماع بدراسة الظواهر الاجتماعية التي تؤثر في وسائل الاتصال داخل المجتمع فالعلاقة الأساسية بين علم الاجتماع و الاتصال تكمن في أن الاتصال ووسائله عبارة عن ظاهرة اجتماعية و علم الاجتماع مسؤول عن دراستها و تفسيرها .



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

التصنيفات
علم الاجتـماع

مذكرة تخرج بعنوان: الاعلام والتوعية الأسرية في المجتمع الجزائري

بسم الله الرحمـان الرحيم

أضع بين أيديكم مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علم الاجتماع العائلي بعنوان

“الاعلام والتوعية الأسرية في المجتمع الجزائري”
دراسة ميدانية للأسر المقيمة في ولاية باتنة

من اعداد الطالب
اليمين شعبان

تحت اشراف الدكتور
أحمد بوذراع

للتحميل من هنا

http://www.4shared.com/file/12288737…f03/_____.html




شكرررررررررررررررراااا الف شكر

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
علم الاجتـماع

الضوابط الشرعية للعلوم الحديثة

[frame="3 10"]

الآن في العالم الذي نعرفه – حتى الآن – نرى قدرات مذهلة لله عزَّ وجلَّ، ولأنها فوق طاقات البشر، فلابد أن تكون هناك قوى عظمى لله عزَّ وجلَّ أوجدت هذه الطاقات، فعندما يأتي الإنسان الآن ويرى بالأجهزة الحديثة الكلام الذي قاله القرآن – وكان قد نزل على رجل أميّ، لم يكن عنده أجهزة ولا بحوث علمية ولا قوانين كونية – فإن ذلك يعطي مؤشراً أن هذا الكلام من الله، وأن هذا الرجل جاء به من عند الله، وأن هذا الدين هو الدين الحق.

هذه الأشياء التي يجب أن نلتفت إليها، ونبينها لإخواننا المسلمين، لأن الملحدين يشككون في هذه الأشياء، فمثلاً قصة الإسراء والمعراج: كل المستشرقين في الفترة السابقة كانوا يشككون فيها، ولما جاء عصرنا أصبح العصر نفسه شاهداً على إسراء ومعراج الرسول صلى الله عليه وسلَّم، لأن العصر نفسه اكتشف أن هناك سرعة إسمها سرعة الضوء، وهي ثلاثمائة ألف كيلومتراً في الثانية، وعندما حسبها العلماء وجدوها السرعة المذكورة في كتاب الله عزَّ وجلَّ: {وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} 47 الحج

فالحقائق العلمية تشرح وتوضح الآيات القرآنية، وعصرنا الآن هو عصر العلم، قال صلى الله عليه وسلَّم لأصحابه:{إِنَّكمْ قَدْ أَصبَحْتُمْ في زمانٍ، كثيرٍ فقهاؤُهُ، قليلٍ خُطَباؤُهُ، كثيرٍ مُعْطُوهُ، قليلٍ سُؤَّالُهُ، العَملُ فيهِ خيرٌ مِنَ العِلْمِ، وسيأتي زمانٌ – وهو الذي نحن فيه الآن – قليلٌ فقهاؤُهُ، كثيرٌ خطباؤُهُ، وكثيرٌ سُؤَّالُهُ، قليلٌ مُعطوهُ، العلمُ فيهِ خَيرٌ مِنَ العَملِ}{1}

العلم فيه خير من العمل، لأنني عندما أرد مسلماً عن شكوكه التي في عقله نحو مسألة من مسائل الدين أو العقيدة، هل هذا أفضل للمسلمين أم صلاة النافلة التي قد أشعر فيها بنفسي فامتلأ غروراً وتكبراً؟، عندما أردُّ هذا المسلم إلى الحق، وأبيِّن له الطريق المستقيم؛ فهذا عمل أفضل، لأن نفعه تعدَّاني إلى غيري، وهذا العمل داخل في قول الله عزَّ وجلَّ:{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} 8آل عمران

فمن الذي يردُّ الناس من الزيغ ؟، العلماء العاملون والصالحون الذين كل همُّهم تثبيت اليقين في قلوب المؤمنين، وزيادة الإيمان في قلوب الموحدين، ونمو الإحسان في قلوب المحسنين، وصفاء القلوب لصفاء المشاهدة في أرواح المؤمنين. فالجهاد الأعظم في هذا العصر هو جهاد العلم، ولكن هناك ضابطان:

الضابط الأول: ألا أحضر شيئاً علمياً ثم أضعه على كتاب الله أو سنة رسوله، أي أحضر نظرية لعالم افترضها، ولم تثبت علمياً بعد، وألوى الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية لتأكيدها، وإنما القوانين العلمية التي أصبحت ثابتة ويقينية هي التي لا تتعارض إطلاقاً مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وهذا ما يجعل كل يوم علماء – لا حصر لهم ولا عدَّ لهم – من دول الشرق والغرب يدخلون في دين الله.

لأنه بعد أن يصل إلى العلم اليقيني يذكر له شخص مسلم آية قرآنية واحدة يكون هو قد وصل إلى نتائجها بعد التجارب العلمية والأبحاث والاكتشافات والمجاهدات، وقد ذكرها الله في القرآن في آية بسيطة، أو في كلمة واحدة، وهذه الكلمة لا يستطيع أن يغيِّرها أو يبدلها أو يجئ بكلمة أخرى تحل محلها، من أين هذا الكلام؟.

يعرف عندئذ أن هذا الكلام من عند الله عزَّ وجلَّ، وأنه تنزيل من الحميد المجيد، وأن هذا هو الصدق الذي جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وسلَّم، وهكذا فالقوانين العلمية اليقينية هي التي قد نؤيد بها حقائقنا الدينية. فلا يجوز الآن في عصرنا أن نركزَّ في حديثنا لشخص تارك للصلاة على عذاب القبر الذي يتعرض له فقط، ونعتقد أن هذا وحده هو الذي يجعله يلتزم بالصلاة، لكن لابد أن أوضح له: ماذا تفيد الصلاة بالنسبة للمخ والجوارح؟، وكيف تفيده نفسه؟، لأنه يريد أن يعرف هذه الأشياء التي تفيده؟، والقرآن بيان لهذه الأشياء في هذا الزمان.

وهذا لا يعني أننا نلغي كلام السابقين، ولكن لكل زمان دولة ورجال، وهذا هو النهج الصحيح للعلماء الذين سبقونا، والذين كانوا على نهج الرسول صلى الله عليه وسلَّم. فالإمام الشافعي في بغداد عمل مذهباً فقهياً، ولما جاء إلى مصر وجد أن أهل مصر لهم أحوال وأعراف تختلف عن أهل بغداد، فترك مذهبه السابق وهو فقه مقنن ومقيد، وعمل مذهباً جديداً يتلاءم ويتواكب مع أهل مصر.

وغنى عن التعريف ما حدث له مع ابنة سيدي أحمد بن حنبل، عندما تركوا له الماء ووجدوا في الصباح الماء كما هو، وسألها أبوها: ما رأيك في الشافعي؟، فقالت له: فيه ثلاث خصال ليست في الصالحين؛ لم يقم الليل، وصلى الفجر بدون وضوء، وملأ بطنه من الطعام، قال لها والدها : إذا عُرف السبب بطل العجب، وعلينا أن نسأل الإمام الشافعي في ذلك، فقال لهم عندما سألوه:

في هذه الليلة أكرمني الله عزَّ وجلَّ وحللت مائة مسألة كلها- تهم المسلمين، فهل حل المائة مسألة أفضل؟ أم صلاة ألف ركعة؟، قال: والفجر صليته بدون وضوء، لأني منذ صليت العشاء وأنا متوضأ، ولم أنم. فقيامه: أن يجلس بين يدي المتفضل يطلب العلم والفضل من الله ويستمطر كنوز المعرفة من الله هذا قيامه.

وهذا كان نظام الأئمة الأعلام رضِيَ الله عنه وأرضاهم ولكل زمان دولته ورجاله. فالثوب واحد ، ولكن حُلّة هذه السنة وموديلها غير السنة السابقة أو اللاحقة ، وإن كان هو نفس القماش، ولكن على العالم أن يفصِّل القماش على قدر الزمان، ولا يصح لعالم من أهل اليقين أن يقف على المنبر ويفصِّل للناس جلباباً كان موجوداً في القرن الثاني أو الثالث

{1} عن حِزام بن حيكمٍ بن حِزام عن أَبيهِ فى مجمع الزوائد ، وفى ومسند الشاميين عن عبد الله بن سعد ، كما رواه جلال الدين الشيوطى فى جامع المسانيد و المراسيل عن عبد الله بن سعيد الأنصارى.

[/frame]


التصنيفات
علم الاجتـماع

بحث حول النظرية المالتوسية

الجمهوريـة الجزائريــــة الديمقراطيـة الشعبيـــــة
وزارة التعليــم والبحث العلمـــي
المركز الجامعي زيان عاشوربالجفلة

معهد: الآداب وعلم الاجتمــاع
فرع : علـم اجتماع وديمغرافيا المقياس : ديمغرافيا

الطالب: الفـوج : مواطن
السنـة : الآخرة
– Juba

إشراف الأستاذ
– المتعلم مدى الحياة
السنة الجامعية
لم يصل إلى الجامعة للأسف

خطةالبحث

1/ المقدمـــــــــة

الإشكالية : ماهو أثر النظرية المالتوسية في الدراسات السكانية ؟

المبحث الأول: مؤسس النظرية المالتوسية
المطلب الأول : توماس روبارت مالتوس
– حياته ومؤلفاته
المبحث الثاني : نظريته في السكان
المطلب الأول : مقاله في السكان
المطلب الثاني : نقد نظرية مالتوس

الخاتمـــــــــة :

1/ مقدمة :
كان الناس فيما مضى يعتقدون أن زيادة السكان خير وبركة كما أنها عامل على التقدم وأن من ينجب أطفالا كثيرين يؤدي خدمة جليلة للمجتمع ويكون أكثر فائدة من الأعزب الذي يخشى الزواج خوفا من كثرة النسل ومن المتزوج الذي لا ينجب أطفالا وبالتالي لا يترك وراءه أثرا يفيد به مجتمعه وقد ظل هذا الاعتقاد سائدا في أوربا حتى القرن التاسع عشر تقريبا حين بدأ الناس يغيرون موقفهم منه وخاصة في المدن حيث أصبح الكثيرون يخشون كثرة النسل التي يؤدي إلى الفقر والي الكثير من المشاكل الآمر الذي أدى إلى ظهور وسائل منع الحمل ثم انتشار هذه الوسائل بدرجة
شعرت معها كثير من الحكومات بقلق علي مستقبلها نتيجة لانخفاظ نسبة المواليد بشكل واضح وهكذا كان الأمر في أغلب البلاد الأوروبية .
حياته :
ولد توماس رو برت مالتوس في إنجلترا عام 1766 ، درس اللاهوت في جامعة كمبردج كما برع في الرياضيات وأصبح لا يعتقد في شيء ينقصه الدليل وعلى ذلك فقد رفض أن ينساق مع تيار التفاؤل الذي قام على أساس عاطفي يستولي على أفئدة الناس دون تفكير أو مناقشة ولم يتأثر مالتوس بهذا التيار من التفاؤل لأنه كان يحكم عقله في كل شئ وبكل دقة .
ثم التحق كاهنا بكنيسة إنجلترا في سنة 1798 وعمل أستاذا للتاريخ وعام الاقتصاد في سنة 1806 حتى وفاته في سنة 1834 وقد شهد العصر الذي عاش فيه مالتوس في غرب أوربا تغيرت اجتماعية واقتصادية هامة أدت إلي ارتفاع بطئ في معدل زيادة السكان وقد ساد آنذاك أمر هام هو أن الشعب الكثير العدد يكون ذا قوة اقتصادية وعسكرية وذلك بعض النظر عن الظروف الذي يعيش في ظلها أفراد هذا الشعب .

مؤلفاته : كتاب : محاولة حول مبدأ السكان سنة 1798 .
مقالات في الاقتصاد والسكان

نظريته في السكان :
مقاله في السكان:
نشر مالتوس مقاله الأول في سنة 1798 وهو في 32 من عمره دون ان يذكر أسمه فيه وقد
ظهر بعنوان مطول هو (( مقال عن مبدأ العام للسكان كما يؤثر في تقدم المجتمع في المستقبل
، مع ملاحظات على تكهنات جدوين ودي كوندرسيه وغيرهما من الكتاب )) .
وليس هناك افضل من أن نستعرض بعض فقرات مما كتب مالتوس في مقاله لكي نفهم آراءه
، فقد كتب في الطبعة الأولى يبني قضيته على حقيقتين :

* الحقيقة الأولى : أن الغذاء ضروري لحياة الإنسان

* الحقيقة الثانية : أن الشهوة الجنسية بين النوعين ضرورة أيضا وأنها ستبقى على ماهي عليه

ثم أكد بعد ذلك ( أن قوة السكان في التزايد أعظم من قوة الأرض في إنتاج القوت للإنسان ……… والسكان ، إذا لم يعق نموهم عائق ، يتزايدون حسب متتالية هندسية في الوقت الذي يتزايد فيه القوت حسب متتالية حسابية فقط ) ولما كان الإنسان لا يستطيع الحياة بدون غذاء
(( فإن هاتين القوتين غير المتعادلتين لا بد أن يوجها نحو التعادل .)) ولذلك فان العوائق التي تحد من نمو السكان (( دائمة النشاط )) ؛ وكل هذه العوامل ((يمكن حصرها في البؤس والرذيلة )) أما البؤس الذي يرفع نسبة الوفيات ؛فرأى أنه ((نتيجة ضرورية محتومة )) ؛ولكنه لم يكن متأكدا من الرذيلة التي تخفض نسبة المواليد ؛إذ كتب يقول ((إن الرذيلة نتيجة محتملة جدا ‘ولذلك نراها سائدة بكثرة ‘ولكن لا يصح أن يقال عنها إنها نتيجة ضرورة محتومة .)) وأخيرا أنهى إلى أن (( عدم المساواة الطبيعية بين قوة السكان في التناسل وقوة الأرض في الإنتاج ‘وتدخل قانون الطبيعة العظيم الذي يجب أن يحفظ آثار هما في تعادل دائما )) قد يكون صعوبة بدت (( حاسمة ضد البقاء المحتمل لمجتمع يجب أن يعيش كل أعضائه في راحة وسعادة ودعة نسبية ولا يحسبون بأي قلق على تهيئة وسائل البقاء لهم ولأسرهم )) .
ذلك أهم ما أوردة مالتوس في الطبعة الأولى لمقالة الذي أدى إلى تشاؤم الكثيرين ولا غرابة في ذلك ‘فإن ختام مقالة كان مشعبا بالتشاؤم فعلا؛ ولم يكن من السهل التوفيق بين ما نادى به ؛ وبين فكرة أن العالم يقع تحت سيطرة إله رءوف رحيم .ولذلك فقد اتهم مالتوس بنشر كتاب ضد الدين ؛ وكان اتهاما خطيرا بسمعته كرجل دين هو نفسه .وقد دعاه ذلك إلى مراجعة مقالة بإمعان وروية ؛وأن يتعمق في دراسة السكان مدة خمسة أعوام ؛ زار خلالها أوربا مرتين ؛ وجمع مادة كبيرة ؛حللها وناقشها في الطبعة الثانية التي نشرها باسمه في عام 1803 ولذلك كان مقالة المنقح ؛ ولا يزال ؛ من أهم المراجع ذات الشأن في مسألة السكان . ويحسن أن نورد هنا شرحا وافيا لهذا المبدأ العام في السكان كما فصله في مقالة الثاني .
مبدأ مالتوس في السكان كما جاء في مقالة الثاني :
يبدأ مالتوس في عرض مبدئه العام في السكان بقوله أن الغرض الأساسي من مقالة أن يختبر آثار أحد الأسباب المهمة (( التي عاقت تقدم البشر إلي السعادة )) أما السبب فهو (( الاتجاه الثابت لجميع المخلوقات الحية نحو التزايد بدرجة أكثر من الغذاء المعد لها .)) ثم يستطرد قائلا (( أن جرثوميات الحياة التي تحتويها هذه الأرض لو تركت لتنمو بحرية لملأت ملايين القنينات خلال بضعة آلاف من السنين ؛ولكن الضرورة ؛ ذلك القانون الطبيعي العاتي المهيمن يقيدها وفق حدود معينة .إن فصائل النبات والحيوان لتنكمش تحت تأثير هذا القانون المقيد العظيم ؛ ولا يستطيع الإنسان بأي جهود معقولة أن يهرب منه .)) وعلى هذا الأساس فان البشر كغيرهم من أنواع المخلوقات الحية الأخرى يميلون إلى التزايد بسرعة أكثر من ازدياد وسائل المعيشية إلا أن هذا الميل تقيده عوامل مختلفة . وقبل أن يحلل مالتوس هذه العوامل يهتم بتوضيح الموضوع فيقول ، (( ماذا تكون زيادة السكان الطبيعية لو تركت لتمثل في حرية تامة ‍‍‍? وماذا ينتظر أن تكون نسبة الزيادة في غلة الأرض وسط أكثر الظروف ملاءمة للكفاح الإنساني
ثم يقول مالتوس بعد ذلك ، إنه ليس في استطاعتنا بالملاحظة المباشرة أن نتحقق من نسبة الزيادة لسكان لا يعوق نموهم عائق لأننا (( لا نجد حالة ما من الحالات المعروفة إلى الآن ، تركت فيها قوة السكان تبذل نشاطها في التزايد بحرية تامة .)) ولكن يمكننا أن نكون عن ذلك فكرة لا بأس بها مما حدث في أمريكا ، (( ففي الولايات الشمالية الأمريكية حيث كانت وسائل المعيشية أكثر من الكفاية ، وكانت أخلاق الناس أكثر صفاء ولم تكن العوائق ضد الزيجات المبكرة كثيرة … قد وجدنا أن السكان كان يتضاعف عددهم في أقل من خمسة وعشرين عاما وذلك خلال فترة تزيد على قرن ونصف . وعلى الرغم من ذلك فإنه في خلال هذه الفترات كانت الوفيات كثيرة في بعض البلاد بل كانت تزيد على المواليد أحيانا ؛ ولذلك يمكن أن نعلن في أمان أن السكان ؛ إذا لم يعق نموهم عائق ؛ يستمرون في مضاعفة عددهم كل خمسة وعشرين عاما ؛ أو يتزايدون في متتالية هندسية )) .
وإذا ما انتقلنا بعد ذلك إلي آراء مالتوس في زيادة إنتاج الأرض ؛ نجده وقد احتاج إلى مثال واقعي يستند إليه كما فعل فيما يتعلق بزيادة السكان في أمريكا قد اختار حالة بريطانيا في أيامه لهذا الغرض ؛ مع ملاحظة أن الزراعة فيها كانت وقتئذ في المحل الثاني بعد الصناعة ؛وقد رأى أنه إذ اعتنى بالأرض عناية فائقة ؛ فإنها سوف تنتج إنتاجا يبلغ ضعف الإنتاج الأصلي بعد خمسة وعشرين عاما ؛ كما رأى في الوقت نفسه أ-ن الأرض لا يمكنها أن تنتج أربعة أمثال إنتاجها الأصلي بعد خمسة وعشرين سنة أخري كما يحدث في حالة الزيادة بين السكان .
ويقول في الصدد (( سوف يناقض ذلك كل ما نعرفه عن خواص الأرض ؛ فإن إصلاح البقاع البور سوف يحتاج وقتا ومجهودا . ويجب أن يكون واضحا لكل من عندهم أي إلمام بالمواضيع الزراعية ؛ أنه نسبيا كلما اتسعت الزراعة فإن الإضافات التي يمكن للأرض زيادتها سنويا إلى متوسط الإنتاج السابق لابد أن تتناقص تدريجيا وبانتظام )) . ويتضح من ذلك أنه كانت عند مالتوس فكرة واضحة عما أصبح يعرف فيما بعد بقانون الغلة المتناقصة . ولكنه للوصول إلي مقارنة واضحة بين زيادة السكان وزيادة إنتاج الأرض ، كان على استعداد لأن أن يفترض ولوخطأ ، أن الإنتاج الإضافي السنوي للأرض سوف تكون معادلة للإنتاج الأصلي كل خمسة وعشرين عاما ؛ ثم يؤكد أنه لا يمكن لأكثر الناس تفاؤلا أن ينتظر أكثر من ذلك ؛ ولكن علي الرغم من كل هذا التساهل في حساب تزايد إنتاج الأرض ؛ فإن الغلة أو القوات سوف يتزايد في متتالية حسابية .

– ولإيضاح هذا المبدأ في مسألة السكان يضرب مالتوس المثل الآتي :

(( إذا أخذنا الأرض كلها … وفرضنا أن السكان الحالين يعادلون ألف مليون ؛ فإن الأنواع البشرية سوف تتزايد حسب الأرقام 1: ؛ 2 ؛ 4 ؛ 8 ؛ 16 ؛ 32 ؛ 64 ؛ 128 ؛ 256… ألخ بينما يزداد القوت حسب الأرقام :1 ؛ 2 ؛ 3 ؛ 4 ؛ 5 ؛ 6 ؛ 7 ؛ 8 ؛ 9 …ألخ . وعلي ذلك فخلال قرنين يكون عدد السكان بالنسبة للمواد الغذائية كنسبة 256 إلى 9 ؛وبعد ثلاثة قرون 496 إلى 13)).
ويختم مالتوس الباب الأول من مقاله بفقرة كثيرا ما تغفل في نقد رأيه وهي (( في هذا الفرض لم توضع أي قيود على إنتاج الأرض ، فقد يزداد على الدوام ويصبح أكثر من أية كمية بعينها ، ولكن مع ذلك فإن قوة السكان تكون أكثر علوا ولايمكن خفض الزيادة في الأنواع البشرية إلي مستوى وسائل المعيشة إلي بالعمل الدائم لقانون الضرورة القوى الذي يعمل كضابط للقوة العظمى ( السكان ) . ))
وفي الباب الثاني من المقال يبحث مالتوس العوامل التي تضبط أو تعيق زيادة السكان . أما العائق النهائي فهو الحاجة إلي الغذاء ولكن في نظره ليس بالعائق المباشر إلا في المجاعات أما العوائق التي تعمل باستمرار وبقوة تزيد تبعا لظروف كل مجتمع فصنفها إلي صنفين :

– عوائق إيجابية :
وهي متعددة ومختلفة وتشمل كل عوامل البؤس التي تنقص عدد السكان بتقصير الحياة البشرية ، أي بزيادة نسبة الوفيات ، كالحرف المضرة بالصحة والأعمال الشاقة ، مثل تشغيل الأطفال ، والتعرض لتقلبات الفصول ، والفقر الشديد وتربية الأطفال السيئة ، وازدحام المدن الكبيرة والإفراط بأنواعه ، وكل الأمراض والأوبئة والمجاعات .
-العوائق المانعة :
فتؤثر في نمو السكان عن طريق خفض نسبة المواليد ، وقسمها إلي قسمين :
1/ الرذيلة :
وتشمل الاختلاط الجنسي الفوضوي ، والميول الجنسية غير الطبيعية ،وانتهاك حرمة الزوجية ، والوسائل المختلفة لإخفاء نتائج العلاقات غير الشرعية ،
2/ الضبط الأخلاقي :
فهو الامتناع عن الزواج مع الاحتفاظ بسلوك عفيف طول مدة الامتناع .
ولاشك أن مالتوس فقد خلص نفسه من الاتهام الذي وجه إليه ، وهو نشر مقال ضد الدين ، فالضبط الأخلاقي ليس رذيلة ولا بؤسا ، ولكنه في الوقت نفسه يحفظ عدد السكان في الحدود المناسبة ، وبهذا الرأي الجديد الخاص بالضبط الخلقي محا كل شائبة ظاهرة تشوب رحمة الله

وختم مالتوس الباب الثاني من مقاله بتلخيص مبدئه العام في السكان في
المسائل الثلاث الآتية :
أ / يحدد عدد السكان ضرورة بوسائل المعيشة أي القوت .
ب/ يزداد عدد السكان بشكل ثابت ، حينما تزداد وسائل المعيشة ، مالم يعق ذلك
موانع قوية جدا وظاهرة .
جـ/ هذه الموانع والموانع الأخرى التي تضبط قوة السكان العظمى ، وتجعل آثارها في
مستوى وسائل القوت ، ترجع كلها إلي الضبط الأخلاقي والرذيلة والبؤس .

وهناك ملاحظتان جديرتان بالذكر حول المبدأ العام لمالتوس :
الأول :
ليست المتتالية الهندسية التي ذكرها مالتوس أية متتالية ، ولكنها متتالية معينة ، بمعنى أن العدد يتضاعف كل 25 عاما ، ولا يكون ذلك في أي نوع من السكان وإنما في سكان غير معوقين بأي عائق مما ذكر سالفا ، وكذلك الحال في المتتالية الحسابية ، فهي متتالية معينة، وقد اعتبرها حدا أقصى ، ولم يرى أنه من الممكن زيادة وسائل المعيشة كل 25 عاما بكمية تعادل الإنتاج الأول ، ولكنه أفترض ذلك لتوضيح رأيه .
الثانية :
هناك رأي شائع وهو أن مالتوس تنبأ بأن السكان إذا اطردت زيادتهم فسيكون لذلك نتائج مروعة في المستقبل القريب أو البعيد ، ولكن جوهر مقاله يتركز في أن استعداد السكان ليفوقوا وسائل القوت كان ولم يزل دائم التأثير ، ونتج عنه ، ولا يزال ينتج عنه ، أحداث مروعة تنحصر في البؤس والرذيلة ، وهذا رأي جديد من ناحية ، ومفعم بالتشاؤم من ناحية أخرى .
نقد نظرية مالتوس
نقـــــــد 01 :
إن افتراض مالتوس بأن السكان يتزايدون وفق متتالية هندسية هو افتراض صحيح نظريا
( أي من جهة النظر الرياضية ) إلا أن ذلك مستحيل التحقيق من الواقع حيث لا يمكن التصور بأن السكان سيتضاعفون هندسيا إلي مالا نهاية .
وكذلك زيادة الغذاء حسب متتالية حسابية لا يصدق في كل زمان ومكان

نقـــــــد 02 :
لم يضع في حسابه التطور العلمي ودوره في ابتكار وسائل منع الحمل لتقليل النمو السكاني
نقـــــــد 03 :
تناول مالتوس في حديثه عن السكان ووسائل المعيشة الموارد الغذائية فقط دون اعتبار لبقية نواحي المعيشية الأخرى التي تتحدد مستوى معيشة السكان مثل ( توفر الموارد الطبيعية – استخدام الأساليب التكنولوجية والتنظيم الاجتماعي )

خاتمــــــة:
بغض النظر عن النقد الموجه لنظرية مالتوس إلا أنها تعتبر من أهم النظريات في مجال السكان بحيث أصبحت مرجعا للكلام عن الأفكار السكانية الماضية والتالية له حيث كان له فضل كبير في توجيه الأنظار مبكرا إلي مشكلات السكان بل أن هناك من الباحثين من يعتبره المؤسس الحقيقي للدراسة الحديثة للسكان ، حيث استخدم الحقائق العاصرة له لتأييد مذهبه السكاني يصدد حركة النمو السكاني وعلاقتهما برفاهية الإنسان كما أنه أسهم بدور كبير وربما أكثر من غيره إدخال دراسة السكان في نطاق ميدان العلم الاجتماعي بهدف تحسين الظروف معيشة بنى البشر .

المراجع المتبعــــة
1/ د/ حسين ، الساعاتي . د/ عبد الحميد ، لطفي. دراسات في السكان . دار المعرفة الجامعية
2/ د / فتحي ،محمد أبوعياد . علم السكان . دار النهضة العربية . بيروت . لبنان. طبعة الخامسة
.السنة 2000



موضوع في المستوى مشكووررررررييييييييييييييييينتعليم_الجزائر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شكرااااااااااااااااااااااااااا

التصنيفات
علم الاجتـماع

علم إجتماع المنظمات

ارتبطت نشاة علم اجتماع المنظمات بعلم الاجتماع الصناعي واتساع نطاق النمو التنظيمي في العصر الحديث والذي يمكن تسميته بعصر التنظيمات او عصر المنظمات وعلى الرغم من وجود التنظيمات منذ الاف السنين خاصة بمصر والصين الا ان هناك تنظيمات تتزايد وجودها في المجتمع الحديث لتصبح اكبر حجما واكثر تعقيدا .ازداد اهتمام علماء الاجتماع بدراسة التنظيم بعد ان اصبح له دورا بارزا وواضحا في الحياة الاجتماعية اذ نجد الكثير من التغيرات تحدث داخل المنظمات وتؤدي الى ظهور مشكلات تنظيمية متعددة مما يتطلب دراسة التغير التنظيمي والمشكلات التنظيمية الناتجة عن ذلك وقد ادرك علماء الاجتماع انه بدون فهم التنظيمات ومايحدث داخلها والنتائج المترتبة عن الحياة فيها لايمكن فهم الحياة الاجتماعية المعاصرة وحل مشكلاتها ونتيجة لتراكم قدر كبير من المعلومات عن تنظيمات العمل المختلفة واتساع نطاق النمو وفاعلية الدور الذي يؤديه التنظيم في الحياة الاجتماعية ظهرت الحاجة الى ميدان جديد من مياين الدراسة في علم الاجتماع تختص بدراسة التنظيمات والمنظمات وكل مايتعلق بهذا المجال .
ثانيا نظريات المنظمات
يمكن ادراج النظريات التي اهتمت بدراسة المنظمات تحت ثلاث محاور رئيسية :
1-المدرسة الكلاسيكية :
-وتظم النظرية البيروقراطية
-نظرية التقييم الاداري
-نظرية الادارة العلمية
2-المدرسة السلوكية :
-نظرية العلاقات الانسانية
-نظرية تدرج الحاجات
-نظرية العوامل المزدوجة
-نظرية x و y
3-المدرسة الحديثة :
-النموذج الياباني اي نظرية J , A , Z
-نظرية النظم
-الادارة بالاهداف


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ta3lime تعليم_الجزائر
ارتبطت نشاة علم اجتماع المنظمات بعلم الاجتماع الصناعي واتساع نطاق النمو التنظيمي في العصر الحديث والذي يمكن تسميته بعصر التنظيمات او عصر المنظمات وعلى الرغم من وجود التنظيمات منذ الاف السنين خاصة بمصر والصين الا ان هناك تنظيمات تتزايد وجودها في المجتمع الحديث لتصبح اكبر حجما واكثر تعقيدا .ازداد اهتمام علماء الاجتماع بدراسة التنظيم بعد ان اصبح له دورا بارزا وواضحا في الحياة الاجتماعية اذ نجد الكثير من التغيرات تحدث داخل المنظمات وتؤدي الى ظهور مشكلات تنظيمية متعددة مما يتطلب دراسة التغير التنظيمي والمشكلات التنظيمية الناتجة عن ذلك وقد ادرك علماء الاجتماع انه بدون فهم التنظيمات ومايحدث داخلها والنتائج المترتبة عن الحياة فيها لايمكن فهم الحياة الاجتماعية المعاصرة وحل مشكلاتها ونتيجة لتراكم قدر كبير من المعلومات عن تنظيمات العمل المختلفة واتساع نطاق النمو وفاعلية الدور الذي يؤديه التنظيم في الحياة الاجتماعية ظهرت الحاجة الى ميدان جديد من مياين الدراسة في علم الاجتماع تختص بدراسة التنظيمات والمنظمات وكل مايتعلق بهذا المجال .
ثانيا نظريات المنظمات
يمكن ادراج النظريات التي اهتمت بدراسة المنظمات تحت ثلاث محاور رئيسية :
1-المدرسة الكلاسيكية :
-وتظم النظرية البيروقراطية
-نظرية التقييم الاداري
-نظرية الادارة العلمية
2-المدرسة السلوكية :
-نظرية العلاقات الانسانية
-نظرية تدرج الحاجات
-نظرية العوامل المزدوجة
-نظرية x و y
3-المدرسة الحديثة :
-النموذج الياباني اي نظرية j , a , z
-نظرية النظم
-الادارة بالاهداف

هل من اضافات اخرى حول الموضوع كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ta3lime تعليم_الجزائر
ارتبطت نشاة علم اجتماع المنظمات بعلم الاجتماع الصناعي واتساع نطاق النمو التنظيمي في العصر الحديث والذي يمكن تسميته بعصر التنظيمات او عصر المنظمات وعلى الرغم من وجود التنظيمات منذ الاف السنين خاصة بمصر والصين الا ان هناك تنظيمات تتزايد وجودها في المجتمع الحديث لتصبح اكبر حجما واكثر تعقيدا .ازداد اهتمام علماء الاجتماع بدراسة التنظيم بعد ان اصبح له دورا بارزا وواضحا في الحياة الاجتماعية اذ نجد الكثير من التغيرات تحدث داخل المنظمات وتؤدي الى ظهور مشكلات تنظيمية متعددة مما يتطلب دراسة التغير التنظيمي والمشكلات التنظيمية الناتجة عن ذلك وقد ادرك علماء الاجتماع انه بدون فهم التنظيمات ومايحدث داخلها والنتائج المترتبة عن الحياة فيها لايمكن فهم الحياة الاجتماعية المعاصرة وحل مشكلاتها ونتيجة لتراكم قدر كبير من المعلومات عن تنظيمات العمل المختلفة واتساع نطاق النمو وفاعلية الدور الذي يؤديه التنظيم في الحياة الاجتماعية ظهرت الحاجة الى ميدان جديد من مياين الدراسة في علم الاجتماع تختص بدراسة التنظيمات والمنظمات وكل مايتعلق بهذا المجال .
ثانيا نظريات المنظمات
يمكن ادراج النظريات التي اهتمت بدراسة المنظمات تحت ثلاث محاور رئيسية :
1-المدرسة الكلاسيكية :
-وتظم النظرية البيروقراطية
-نظرية التقييم الاداري
-نظرية الادارة العلمية
2-المدرسة السلوكية :
-نظرية العلاقات الانسانية
-نظرية تدرج الحاجات
-نظرية العوامل المزدوجة
-نظرية x و y
3-المدرسة الحديثة :
-النموذج الياباني اي نظرية j * a * z
-نظرية النظم
-الادارة بالاهداف

بارك الله فيكم….هلا توسعتم أكثر في الموضوع


التصنيفات
علم الاجتـماع

عناوين مختارة من مذكرات التخرج تخصص عمل


** التوضيف بالمؤسسة الجزائرية.

**تسيير الموارد البشرية في ضل اصلاحات المؤسسة العمومية الاقتصادية.

**عقلانية العمل و انعكاساتها على الانضباط في المؤسسة.

**تكنولوجيا الاعلام الالي و تاثيرها على العامل في المؤسسة الجزائرية.

**حوادث العمل داخل المؤسسة الصناعية

**تطبيق نضام الجودة بالمؤسسة الجزائرية..

**حوادث العمل و التامينات الاجتماعية.

**وضعية الموضف في قطاع التوضيف.

**التفاعل الاجتماعي داخل المؤسسة الاقتصادية.

**الوضعية الاجتماعية و المهنية للعامل في ضل الخوصصة.

**اعادة ادماج المسرحين في المؤسسة.

**فعالية الاتصال داخل المؤسسة الصناعية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مكن مذكرت التو ضيف

أبحث عن موضوع تكنلوجيا الإعلام الآلي و تأثيرها على العامل في المؤسسة

التصنيفات
علم الاجتـماع

الإسراء والمعراج وعلم الإيمان والحكمة

[frame="9 10"]

أين الإيمان والحكمة؟
أصحاب السنن يروون: أنهم أتوا للرسول صلى الله عليه وسلم فى الإسراء بطست مملوءٍ إيمان وحكمة، ولكن هل الإيمان والحكمة شئ حسِّيٌّ أم معنوي؟، شئ معنويٌ طبعاً، وهل الشئ المعنوي يوضع في طست؟، لا، ولكن الله يريد أن يعرّفنا حقيقة غالية: {أن المعاني في المعاني مباني}

فالأرواح معاني ولكن مع بعضها تكون مباني، وكل روح متميزة عن الأخرى، يكلمون بعضاً لأن هناك فوارق بينهم، فالملائكة عالم كله معاني، ولكن مع بعضهم يكونون مثلنا، يتحدثون مع بعض، وكل واحد مكلف بتكليف خاص به من الله عزَّ وجلَّ، أو من رئيسه المباشر من كبار الملائكة عليهم السلام.

لكن الإيمان والحكمة، فيهما إشارة عالية: هي أن من يريد أن يسير إلى الله؛ لابد أن يأخذ علم الإيمان والحكمة من رجل أخذ هذه الأشياء من سماء فضل الله عزَّ وجلَّ، ولا يأخذهم من الكتب أو من الجماعة الذين ليس عندهم إشراقات روحانية ولا شفافية نورانية، فالكلام يحيي القلوب طالما أنه صادر من قلب حيٍّ، أما إذا صدر من قلب ميِّت، فلا يؤثر في المرء، وقد قال في ذلك الإمام أبو العزائم رضِيَ الله عنه في حِكَمِهِ :

{كما أن كل ماء لا ينزل من السماء لا ينفع – في سقي الزرع (الماء الراكد مثلاً)، كذلك كل علم لا ينزل من سماء رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لا يرفع القلوب إلى مقام القرب من علام الغيوب عزَّ وجلَّ}.
إذن العلم الرافع: هو العلم النافع النازل من سماء فضل الله عزَّ وجلَّ في الحال على العباد الذين اجتباهم الله واختارهم الله عزَّ وجلَّ .

هذا هو العلم الذي اعترض عليه الشيخ عز الدين بن عبد السلام – وكان شيخ الإسلام في زمانه – ولما دخل وقابل الشيخ أبا الحسن الشاذلي ، وكانوا جالسين في الخيمة في المنصورة في معركة لويس التاسع، والعلماء كل واحد منهم أخذ يدلي برأيه في مسألة من المسائل، والشيخ ساكت، وفي الآخر قالوا للشيخ: نريد أن نسمع رأيك في هذه المسألة؟ فأفاض عليهم ما ألهمه به الله عزَّ وجلَّ ، فخرج ابن عبد السلام كطفل صغير، وأخذ ينادي على باب الخيمة: هلموا .. فاستمعوا إلى هذا العلم الحديث عهد بالله عزَّ وجلَّ ، أي استمعوا إلى هذا العلم النازل طازجاً من الله عزَّ وجلَّ. هذا العلم الذي يحرِّك القلوب ويطهِّرها، ويصفِّيها ويقرِّبها إلى معاني حضرة علام الغيوب عزَّ وجلَّ.

يمحو الكيان بعاليه و سافله علمٌ من الله بالإلهام في الوصل

فالذي يستطيع أن يمحو الكيان، ويجعله ينساق إلى الله عزَّ وجلَّ، هو علم الإلهام، لأن له جاذبيَّـة غريبة وعجيبة في قلوب المشتاقين والمحبين بل وقلوب المؤمنين أجمعين. وما علامته؟، قالوا: {إذا كان الكلام عن النور يحدث لسامعيه السرور} أي فذلك دليل على أنه وارد من عالم البرزخ.

ولو فتح الله للبعض عيون البصائر، لرأوا القلوب الجالس أهلها في هذه المجالس، وكأنها مشدودة بخيط رفيع من النور لله عزَّ وجلَّ، فلا تستطيع أن تقوم، ولا أن تتحرك يميناً ولا يساراً لأنها مشدودة، ومن الذي شدّها؟ هو الله، كي يضع فيها العلم النافع النازل من سماء الله عزَّ وجلَّ. وإذا امتلأ القلب بهذا العلم الإلهامي تنفعل له الجوارح، ويصير الإنسان بعد ذلك في عالم الناس، وحاله كما قال الله عزَّ وجلَّ: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} 122الأنعام

هل من يسير بهذا النور يكون مثل أي شخص آخر؟ سأضرب لكم مثلاً لتعرفوا الفرق بين الاثنين؛ أحياناً نرى رجلاً أخذ الدكتوراة في العلوم الفقهية والشرعية والحديث، ومع ذلك نراه يرتكب المعاصي، إذن أين علمه؟ لماذا لم يمنعه؟ وتارة نرى رجلاً أميَّـاً لا يقرأ ولا يكتب، ولكن عنده وازع في باطنه يمنعه من المعاصي، حتى أنه قد يتعرض لأمور وفتن شديدة ومضايقات، بل واضطهاد، ولكنه يرفض أن يفعل المعصية

لأن النور الذي ينزل مع علوم العارفين، والذي يقولون فيه: {تسبق أنوارهم أقوالهم ؛ فتجذب القلوب وتهيأها لسماع الغيوب}، هذا النور: هو الذي يمنع الإنسان عن معصية الله عزَّ وجلَّ: وعندما يأتي في دنيا الناس؛ يرى المعاصي مثلما رآها رسول الله، ويرى الطاعات مثلما رآها رسول الله – ولكن طبعاً صورة على قدره، وليس الصورة كلها – فيرى المعاصي لو تهيأت له على أنها جهنم، وعلى أنه سينزل فيها، إذن هل يفعلها؟ لا، وهذا ما يقول فيه الله سبحانه وتعالى: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} [5-6التكاثر]

[/frame]