التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

حصريا . بحث كامل عن الترميز و الجدولة مع الخطة و المراجع .


  • تفريغ و تحليل البيانات: ( الفرز, الترقيم, التصنيف, الترميز )

    الترميز:

    الترميز هو الطريقة الأولى لترتيب المعطيات الخام، انه يسمح بمنح رمز عادة ما يكون رقما، لمجموعة من المعطيات أ ولمعلومة تم الحصول عليها
    انه يبدأ بأداة الجمع التي تستخدم كقاعدة لهذا الترميز لأنه يتضمن عادة ترقيما ، من جهة أخرى ، فإننا نحتفظ إجراءات الترميز في كراسة خاصة مع التأكد من احترامنا للقواعد الخاصة بالترقيم ، و الدلالة المعطاة للرموز ولعملية الترميز الخاصة بالإجابات عن الأسئلة المفتوحة.
    الترميز إجراء لتفيئة المعطيات الخام و ترقيمها.

    ترميز البيانات :

    و يتمثل الترميز خطوة أخرى من خطوات الإعداد لتحاليل البيانات، ينبغي أن نعرف المقصود به , ويقصد بعملية الترميز تحديد نوعيته من الرموز التي عادت ما نأخذ شكل الأرقام ودلك على كل إجابة تدخل في فترة محددة من مجموعة فئات التصنيف ،و بعبارة أخرى قد ينظر إلى الترميز على أنه عملية تنظيم ضرورية تمهيدا لعملية الجدولة اللاحقة ،ومن خلال عملية الترميز يمكن تحويل المادة الخام إلى رموز يسهل جولتها وعدها أليا و إنما تنطوي على عملية تحكيم يصدرها القائم بعملية الترميز في ثلاثة مراحل من البحث : فقد يطلب من المبحثين أنفسهم تعيين الرموز على إجاباتهم أو مواقفهم ،فقد يطلب من المبحوث أن يشير إلى أي المجموعات ( فئات الدخل) ينتمي إليها مثلا :

    1- أقل من 3000 دج
    2- من 3001 إلى 6000 دج
    3- من6001 إلى 9000 دج
    4- 9001 ــــــ فأكثر

    فانه يقوم بوضع رمز على إجاباته ببساطة ، من خلال إشارته و التدليل على موقفه بين هذه الاحتمالات المعروضة عليه.
    وتحدث المرحلة الثانية التي يمكن أن تتم فيها عملية الترميز أثناء عملية جمع البيانات ، حيث يقوم الباحث القائم بالملاحظة أو بالمقابلة الشخصية بوضع اجابات المفحوصين في فئات ، وتتمثل المرحلة الثالثة التي تتم فيها عملية الترميز عندما يجمع الباحث بيانات خاصة ويشرع في تحديد الرموز الخاصة على الاجابات أو البيانات مثلا :
    ذكر = 1 ، أنثى = 2 ، ……………….الخ

    ترميز الأجوبة عن الأسئلة المقترحة :
    لو استعملنا الاستمارة و كانت بعض الأسئلة تترك الحرية في صياغة الجواب أو تضمنت في قائمة الإجابات المقترحة فئة أخرى فلابد في هذه الحالة من تفيئة الإجابات المتحصل عليها ، للقيام بذلك هناك ثلاث قواعد يجب إتباعها ، يمكن أن تساعد هذه القواعد كذلك في تفريغ المعطيات المتحصل عليها بواسطة أداة أخرى مثل فئات تحليل المحتوى.
    القاعدة الأولى:

    إننا نختار بالصدفة عددا معينا من الاستمارات بهدف الحصول على مجموعة متنوعة من الإجابات و يقصد (بالعدد المعين) ثلث الإجابات فيما يخص 40 إلى 60 استمارة و الربع بالنسبة إلى مائة فما فوق
    القاعدة الثانية :

    انطلاقا من هدف السؤال نقوم بمقارنة الإجابات بعضها ببعض للنظر إذا كانت تترجم مختلف ردود أفعال السؤال مرة، اثنين ، ثلاثة ،الخ، و نحاول دائما إرجاعها إلى بعض ردود الأفعال الأساسية

    القاعدة الثالثة:

    ثم نمر بعد ذلك إلى التفريغ باستخدام الأفكار الرئيسية في الإجابات المقدمة ، بإعادة تحديدها و تركيبها و تمييزها ……..الخ.

    الفئات النهائية:

    يمكننا مثلا إبراز خمس رئيسية من 3 إجابات لمجموعة خاصة من الطلبة أو الطالبات الذين أجابوا عن السؤال الأتي :
    « لماذا سجلت في مدرسة السلطة »
    «كان لدى زملاء في الثانوية الذين سجلوا بتلك المدرسة و إنني كنت أعرف مسبقا رجال الشرطة » تظهر هنا فكرتان أساسيتان:
    1- الحفاظ على العلاقات الردية
    2- معرفة أشخاص في المهنة
    « قال لي الموجه في الثانوي إنني ميسر لهذه ولم أكن اعرف ماهو الشيء الأخر الذي يمكنني القيام به »
    هنا أيضا تبرز لنا فكرتان أساسيتان:
    3/نصائح الخبير المختص 4/ جهل الاختيارات الأخرى (احتمال قلة الاهتمام بهذا الجانب)

    لقد سبق لي وكنت في نادي الأشبال ولدي تجربة المخيمات العسكرية »
    هنا تبرز لنا فكرة واحدة: التجربة السابقة الملائمة (ذاتيا)
    – يبقى بعد ذلك جمع هذه الأفكار الأساسية الخمس في بعض ردود الأفعال الأساسية برجوعنا إلى مؤشر السؤال * أو بصفة عامة إلى الإطار المفهومي لتعريف المشكلة .إذا ما كنا نهدف إلى معرفة من أهم الأشخاص الذين اثروا في الشخص ، فبعدئذ يمكن إبراز ثلاث فئات و التمسك بأفكار الخمس الرئيسية :
    1- الأشخاص المحيطون به
    2-أشخاص أجانب أو خارجين (مثلا الوجه المهني )
    3- ليس هناك أشخاص على الخصوص

    أما إذا كنا نهدف بالأحرى إلى معرفة مصدر التأثير فيما يخص الاختبار فسوف نحتفظ فقط بفئتين يمكن أن نضمهما الأفكار الخمس الرئيسية :
    1- التأثير المرتبط بالأشخاص
    2- التأثير المرتبط بطبيعة العمل

    إن الاختبار بين التفيئة الأولى و التفيئة الثانية يتوقف على تحديد المشكلة نواصل بعد ذلك عملية التفريغ محاولين حصر الإجابات الجديدة في الفئات التي أقمناها ، فإذا كانت بعض الإجابات لا تقبل ادخلها في الفئات التي تم تحديدها سابقا ، لابد من الحكم إن كان الأمر يقتضي مراجعة التفيئة من جديد أو إضافة فئة جديدة في حالة ما إذا كان هذا النوع الجديد من الإجابات يتكرر ، ثم نمر في الأخير إلى التفريغ العام بعد التأكد من ترقيمنا غير الغامض للفئات المحتفظ بها ، ينبغي أن ينصب الاهتمام الرئيسي خلال مجرى هذه العملية على الاحتفاظ بالمعاني الصحيحة و المضبوطة التي أعطاها أو قدمها المبحوثين في إجاباتهم و تصنيفها في نفس الوقت في فئات ذات معنى و مرتبطة بتحديد المشكلة .
    ينبغي علينا أن نحتفظ بثراء المعطيات أثناء تركيبها.

    دليل الترميز:

    إننا ندون في دليل الترميز قائمة الرموز المستعملة في البحوث بمعانيها وبتبريراتها، يتضمن كذلك الدليل كذلك المفاهيم، الأبعاد، المؤشرات المترجمة بطرق مختلفة و ذلك حسب التقنية المستعملة
    دليل الترميز دليل تسجل فيه كل المعلومات و القرارات الخاصة بتفيئة المعطيات المتحصل عليها و ترقيمها.
    فيما يخص المتغيرات فان الدليل سيتضمن بالنسبة إلى كل واحد:
    *الاسم الذي يعطيه لكل متغير
    * إيجازه و اختصاره إذا اقتضى الأمر عندما يكون المجال المتوفر محصورا جدا أو قمنا بإدخال المعطيات في الحاسوب مثلا:
    *رقما للتمكن من تعيينه
    *صياغته الأصلية من أجل الدقة أكثر
    *أرقام الرمز الممنوحة لكل واحد من صفاته أو لكل واحدة من فئاته
    – هكذا يمكننا أن نجد في دليل الترميز كيفية التسجيل مثلما هو مبين في الشكل:

    كيفية التسجيل في دليل الترميز

    فئــــــــــات رمـــــــــــز صياغة رقــــــــــــــم إيجاز أو اختصار اســــــــــــم
    أقل من 50
    50الى 100
    أكثر من100
    لا يدري
    دون إجابة 1
    2
    3
    8
    9 كم هو عدد المستخدمين العاملين هنا؟ من 018

    نرمؤس نوع المؤسسات

    أما إذا كانت الأداة استمارة أسئلة فان الإجابات عادة ما تكون مرمزة سلفا و لا يبقى علينا سوى إدراج نسخة ثم تملأ بالإجابة (فارغة) من هذه الاستمارة في الدليل مع الرموز إضافية إذا ما قمنا بإضافات في التفيئة و كذلك الأمر بالنسبة إلى أدوات الجمع الأخرى المحضرة و المرمزة سلفا .
    – ينبغي إن يزيل الترميز الغموض الذي يمكن أن يميز بعض المعطيات الخام انه يستدعي تفكيرا يبين العلاقة بين الطريقة التي تم بواسطتها تعريف المشكلة و المعطيات التي تم الحصول عليها أثناء عملية الجمع لهذا ينبغي التأكد أننا نحن لم نخن معنى تعريف المشكلة من جهة، و أننا أخذنا بعين الاعتبار كل جزء من المعطيات المسجلة، ومن جهة أخرى لا بد من أن يكون هناك سبب للإبقاء في الأخير على هذه التفيئة بدلا من تفيئة أخرى و التمكن من صياغتها بوضوح.
    إن نظام الترميز المحددة بصفة جيدة يسهل الإجراءات اللاحقة، يستخدم الدليل من جهته كخلاصة مساعدة على التركيب بالنسبة للقرارات التي تم أخذها و الخاصة بالفئات المحددة بها ، كما يحتوي على كل الملاحظات التي تسمح لباحث أخر بإعادة بناء المنطق الذي نبني على أساسه نظام الترتيب

    Catégorisation :

    (التفيئة في ترتيب معطيات محصل عليها حسب منطق تصنيف محدد مسبقا)

    التصنيف:

    تجمع أشياء أو ظواهر انطلاقا من مقياس واحد أو عدة مقاييس

    الترميز:

    إجراء لتفيئة المعطيات الخاصة و ترقيمها

    التصنـــــــيــــــــف:

    إن العلم لا يكتفي بوصف المواضيع و الظواهر بل يبحث أيضا عن تصنيفها و ترتيبها، و للقيام بذلك فانه يقوم باختصارها و اختزالها في بعض الفئات من العناصر و ذلك بتجميعها حسب بعض المقاييس و مدى ملائمتها، ذلك لان بعض هذه المواضيع و الظواهر يتميز بالتقارب في علم النبات أثناء قيامنا بإعادة تجميع النباتات حسب عائلاتها النباتية ،أثناء محاولتنا وضع نماذج للمجتمعات ، كما يمكن أن تتنوع مقاييس التجمع حسب أهداف البحث،يمكننا مثلا: أن نصنف المجتمعات حسب المظاهر التكنولوجية أو الايكولوجية أو السياسية أو غيرها ، يمثل التصنيف إذن جزءا من أهداف العلم.

    التصنـــــيــــف:

    تجمع أشياء أو ظواهر انطلاقا من مقياس واحد أو عدة مقـــــاييــس

    ورقة الترمـــــــــيز:
    إن الشكل 17.8 هو مـــــــــــــثال:
    عن ورقة الترميز بالنسبة إلى بحث يجري حول الفروق الجنسية في الرسائل الاشهارية التلفزيونية
    تستخدم ورقة الترميز هذه في السحب الكمي في الجزء الأول منها و السحب الكيفي في السحب الثاني ، ليس هناك إذا أي تناقص بين طريقتي العمل هذه و يمكنهما أن يتكاملا أكثر هكذا نتأكد من انسجام النتائج الكيفية،لقد كان بإمكاننا أن نقوم بسحب المعلومات بكيفية واحدة فقط، المهم هو أن ورقة الترميز تعكس جيدا ما نبحث عنه و تساعدنا أكثر في تسجيل كل ما نحن في حاجة إليه بالنسبة إلى التحليل الأتي أو اللاحق، يمكننا أن نصنف مـثلما هو الحال في المثال قسما أخيرا يكون تحت عنوان (توضيحات أخرى إذا اقتضى الأمر)
    إذا كنا نعتقد انه من المتعذر جدا التنبؤ بالملاحظات الأخرى و التي يجب مع ذلك تسجيلها حتى ولو كان ذلك بإضافتها إلى التسجيلات الكيفية.

    ورقة الترمــــــــــــــــــــيـــــــــــــــز

    الإشهار التلفزيوني و التميز الجنسي

    تحديـــــــــــــــد:

    منــــتوج مـــــــــــــوزع مــــــــرمز
    تــــاريخ ســــــــــــاعة مـــــــــــدة

    عـــــــــــدد:

    شخصيات تكرار وقت الظهور وقت الحوار
    (عدد%) ( ثواني %) ( ثواني %)

    رجــــــــال
    نســـــــــاء
    مجمــــــــوع ـــ / ـــ ـــ / ـــ ـــ / ـــ
    100 100 100

    صــــــــــفــة :

    أدوار مؤداة نســــــــــــــاء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
    (صفة)
    رجــــــــــــــال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

    سبـــــــــاق العرض:

    نســــــــــــــاء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
    رجـــــــــــــال ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

    الفصل الثاني: الجدولـــــــــــــــــــــــــة

    طرق عــــرض البيانات الإحصائية

    أولا: عرض البيانات في جداول :
    تعتبر الجداول من أهم و أسهل الطرق لعرض البيانات و أكثرها شيوعا حيث تمتاز بالاختصار و الوضوح و يمكن بواسطتها الاستغناء عن النص الكلامي. و تختلف الجداول باختلاف نوع البيانات و حجمها ز أهميتها، إلا أنها تشترك في الأسس التي تراعي في استخدامها

    تصنيف البيانات الاحصائية في جداول :

    1/ التصنيف النوعي :

    و هو تقسيم الأفراد بحسب النوع.فمثلا قد نقسم أفراد المجموعة إلى ذكور و إناث . وقد تقسم المجموعة بحسب نوع العمل الذي يقوم به الفرد ( طبيب ، مهندس،محام،موظف،تاجر،…..الخ) أو حسب الحالة الزوجية ( متزوج، أعزب ،أرمل ،مطلق …..الخ) وهكذا.

    2/ التصنيف الجغرافي:

    كان تصنف مجموعة الموظفين حسب الدوائر التي يعملون بها أو حسب الأولوية و المحافظات التي ولدوا فيها ، أو تصنيف مجموعة من السيارات حسب البلدان المنتجة لها.

    3/ التصنيف الزمني:

    ويهدف إلى تصنيف الظاهرة المدروسة بحسب فترات زمنية متلاحقة لدراسة التطور و النمو الذي يطرأ على الظاهرة من فترة زمنية أخرى .ومثال ذلك ما يقوم به علماء النفس عند تقسيمهم مراحل النمو إلى الطفولة و المراهقة و الشباب و الشيخوخة و تقسيم طلبة المدارس إلى طلبة المرحلة الأساسية و طلبة المرحلة الثانوية و دراسة أعداد طلبة المدارس خلال العشرة سنوات الأخيرة و هكذا.

    4/ التصنيف الكمي :

    و هو الذي يعتمد في تصنيفه للظاهرة على المقدار الكمي لدرجة وجود تلك الظاهرة عند الأفراد . فمثلا قد نقسم الأفراد حسب أطوالهم أو أوزانهم أو علاماتهم أو أعمارهم أو مستويات دخل والديهم، وهكذا.

    تصميم الجداول :

    تصميم الجداول بحيث تكون كفيلة بشرح البيانات دون تكرار او تطويل لذا يراعى في الجدول ان يضم :

    عنوان للجدول: يدل باختصار على البيانات التي يحتويها و يشمل معلومات عن :
    أ- ماهية البيانات
    ب- مكان جمع البيانات
    ج- كيفية تصنيف البيانات
    د- الفترة الزمنية

    رأس الجدول : ويشتمل على الخانات المربعة أو المستطيلة راسيا أو عرضيا و تحمل كل منها مدلول البيانات المدونة في العمود الذي ترأسه.

    قاعدة الجدول: وهي العمود الأول من الجدول و يشمل مدلول البيانات المدونة في كل سطر من القاعدة.

    جسم الجدول: وهو الجزء الأساسي من الجدول و الذي تدون به البيانات المطلوب عرضها.

    الملاحظات : وتشمل نوعين

    أ- الملاحظة الافتتاحية و تكتب بين قوسين تحت العنوان مباشرة أو في الطرف الأيسر لرأس الجدول لتوضيح بعض أو كل البيانات في جسم الجدول و مثال لذلك: القيمة بمليون دينار ، الإنتاج بالألف طن ، عدد السكان بالمليون نسمة و هكذا . أما إذا كان عامود يضم بيانات مختلفة الوحدات ، فتذكر الوحدة في خانات رأس الجدول.

    ب- الملاحظات التي توضع في حواشي أسفل الجدول لشرح بعض الأرقام في جسم الجدول أو بيانات احد الأعمدة ، أو أحد السطور و يستعمل لذلك رموز مختلفة مثل: (1،2 …..الخ أو * * * …الخ أو + + + …. الخ وهكذا)

    ج- مصدر الجداول و يكتب تحت ملاحظات الحواشي المصدر الذي استقيت منه المعلومات الواردة في الجدول. و إذا كانت معلوماته افتراضية يشار إلى ذلك. و إذا كانت البيانات منشورة يذكر اسم المؤلف و عنوان النشرة ، المجلد ، الرقم ، الناشر ، التاريخ ، الصفحة التي توجد بها البيانات.

    – و توضع تلك الجداول عادة في نهاية البحث أو التقرير العلمي كملاحق له. وتضم تلك الجداول كافة البيانات التي يتحصل عليها في استمارات جمع البيانات ولا يشترط فيها تنظيم معين لترتيب البيانات في الأعمدة و الأسطر.
    وقد تكون الجداول ملخصة وهي التي توجد ضمن نص البحث أو التقرير و تكون بسيطة في عرضها، صغيرة في حجمها بغرض إظهار ظاهرة واحدة أو عدة ظواهر محددة أو مرتبطة ببعضها. وترتب البيانات في أعمدة و اسطر قي الجداول الملخصة بحيث يسهل مقارنتها و إثبات الغرض من عرضها و تأكيد أهميتها ، و تعتمد الجداول الملخصة على الجداول العامة أو على بيانات جدول أو أكثر من الجداول الملخصة الأخرى.
    وكذلك قد تكون الجداول بسيطة تشتمل على قائمة تحتوي المفردات المختلفة التي يتم رصدها في الجدول و يذكر أمام كل مفردة منها القيمة العددية المناظرة لها كما يجري في قوائم علامات الطلاب و الجدول المتشابه لها.
    وفي هذه الجداول إما أن يتم رصد المفردات أبجديا أو من الكبير إلى الصغير أو جغرافيا أو ما شابه ذلك، و من الجدير بالذكر أن كل فرد من الأفراد الداخلين في هذا النوع من الجداول يحتفظ بهويته الخاصة التي يعرف بها.
    وقد تكون الجداول تكرارية توزع فيها البيانات الخام على فئات يتم تجديدها. وتكون هذه الفئات عادة أما نوعية أو كمية. و يذكر أما كل فئة منها أعداد الأفراد التابعين لها.

    وتستخدم الجداول التكرارية لدراسة الظواهر العامة للمتغيرات و استنتاج العلاقات المختلفة التي يصعب بل يستحيل استخلاصها من بيانات القيم المشاهدة للمفردات العديدة للمتغير موضع الدراسة.

    ثانيا: التمثيل البياني:

    التمثيل البياني لمجموعة من البيانات الإحصائية هو عبارة عن تصويرها بشمل أو بأشكال تساعد القارئ في اخذ فكرة سريعة عنها و توضح العلاقة بين هذه البيانات. ومع أن القارئ يستطيع اخذ صورة أوفى و أدق عن الظاهرة المدروسة من خلال مراجعة البيانات الرقمية الخاصة بها و الموضحة في الجداول. إلا أن الكثيرين من مستخدمي هذه البيانات لا يروق لهم قراءة الجداول من جهة ، ويفضلون أخذ فكرة سريعة عنها من رسم بياني لها من جهة أخرى ، لذلك ففائدة الرسم البياني هو إعطاء فكرة سريعة تصويرية للبيانات التي يبين أيدينا و ليس فكرة دقيقة عنها . لان الرسم مهما كان دقيقا ، فلن يكون بدقة الأرقام .
    و سنتعرض هنا إلى الطرق التالية لتمثيل البيانات الإحصائية:

    1. التمثيل باستخدام الأعمدة: تستخدم الأعمدة كثيرا لعرض التطور في بيانات الظواهر المختلفة و ذلك برسمها بأطوال تتناسب مع قيمة البيانات المطلوب عرضها و يراعى في رسم الأعمدة بعض الاعتبارات أهمها:
    *-أن تكون قواعد الأعمدة المختلفة من نفس الطول.
    *-أن لا يكون العمود طويلا و ضيقا أو قصيرا و سميكا بل لابد من تناسق أبعاده.
    *-أن تكون المسافات الفاصلة بين الأعمدة المختلفة متساوية و أن لا تقل المسافة عن نصف عرض العمود ولا تزيد عن مثل عرضه.
    *-أن يبدأ تدريج الكميات من الصفر. و أن تكون وحداته منتظمة.
    *-يستحسن استخدام خطوط طولية أو عرضية داخل الأعمدة كدليل يساعد على تتبع قيمة الأعمدة.
    *-أن يكون للشكل عنوان يدل على البيانات التي يعرضها و بيان مصدر تلك البيانات.

    2.الرسم البياني باستخدام الخطوط المستقيمة: يلجا عادة إلى طريقة الرسم البياني باستخدام الخطوط المستقيمة عندما تكون الظاهرة المدروسة من النوع الذي يتغير مع الزمن كالحرارة في أيام مختلفة أو الدخل خلال أشهر السنة أو الأسعار خلال فترة زمنية محددة أو ما شابه ذلك.

    3.الرسم البياني باستخدام الدوائر:و هذا النوع من الرسم يقصد به أن يمثل النسب بين الكميات الداخلة في الجدول الإحصائي بدلا من تمثيل مقاديرها كما كان في الحالات السابقة.

    4.التمثيل البياني للكميات المبوبة في فئات و تكرارات : هناك 3 طرق مختلفة لتمثيل البيانات الواردة في الجداول التكرارية و هي :
    ا/ المدرج التكراري
    ب/المضلع التكراري : المضلع التكراري هو مناظر للرسم البياني باستخدام الخطوط المستقيمة و لرسم المضلع التكراري نرسم محورين متعامدين كما في حالة المدرج التكراري ٬ احدهما أفقي و ليمثل الفئات ٬ و الآخر راسي ليمثل التكرارات.
    نأخذ على المحور الأفقي وحدات متساوية عددها يساوي عدد الفئات و نضيف إليها فئتين ٬ الأولى في بداية الرسم و الأخرى في نهايته و ذلك لنجعل الشكل المطلوب مغلقا من الجوانب ثم نحدد منتصفات الفئات جميعها . بعد ذلك نأخذ على المحور الراسي وحدات تناظر التكرارات مبتدئين من نقطة تقاطع المحورين ٬ و أخيرا نرصد فوق منتصف كل فئة منها نقطة بحيث يكون بعدها فوق المنتصف مساو لعدد التكرارات في تلك الفئة . ثم نصل بين كل نقطتين متتاليتين منها بمستقيم ٬ فيكون الشكل الناتج هو المضلع التكراري المطلوب.
    ج/المنحنى التكراري: هو تمثيل بياني لمحتويات الجدول التكراري على شكل خط منحني منتظم. فبعد ان يتم رصد النقط الخاصة بالمضلع التكراري ٬ يتم الوصل بينها بخط منحني بدلا من خطوط مكسرة . و من الجدير الذكر ان الخط المنحني ليس من الضروري ان يمر بكل النقط . و ان جناحيه يستحسن ان يمتدا حتى يلتقيا مع المحور الافقي ليصبح الشكل مقفلا .

    الفـــصل الثالث : تبـــويب البيــانـات و تصـنـيـفها :

    تصنيف البيانات:

    يعتقد البعض بأن تصنيف البيانات في البحث عملية قاصرة على البيانات التي يجمعها الباحثون بواسطة أدوات المقابلة و الاستبيان فقط ، غير أن هدا الفهم الضيق للتصنيف يقلل من أهمية كمبدأ أساسي شامل يستعين به في كل خطوات بحثه ، فهو عندما يرجع إلى الذات و يستعرض البحوث السابقة و يتعرف على القضايا المفسرة لموضوع بحثه ، لابد له أن يقوم بتصنيف هده المادة حتى يسهل عليه استيعابها و الإفادة منها في بلورة بحثه وعندما يشرع الباحث في تصميم أداة جمع بياناته ويستعين بالمقابلة المقننة أو الاستبيان دو الأسئلة المغلقة النهائية أو بالملاحظة المضبوطة و المنضمة ، يلجأ بالضرورة إلى تصنيف بنوده و أسئلته و إجاباتها المقترحة نحو يسهل عليه فيما بعد ترميز بياناته و تبويبها و معالجتها إحصائيا و حتى عندما يتسرع الباحث في كتابة تقرير بحثه و إخراجه في صورته النهائية ، وعليه أيضا أن يلتزم بتصنيف مادته على نحو يتمكن معه من يطلع على هدا البحث من تكوين فكرة شاملة عن خطواته من حيث الهدف و الأساليب المنهجية و النتائج .

    تصنيف البيانات و تبويبها :

    تحتاج البيانات الأولية التي تجمع بواسطة الملاحظة و المقابلة و الاستبانة إلى معالجة و إجراءات عديدة قبل أن تصبح مفهومة وذات معنى علمي وقابلية للقياس و التحليل و استخلاص النتائج منها حول مشكلة البحث العلمي . ومن الخطوات الأولية بهذا الخصوص عملية تصنيف البيانات و تبويبها بطرق عديدة ملائمة لطبيعة البحث و أهدافه و غير ذلك.

    من أهم الطرق الشائعة لتصنيف البيانات و تبويبها مايلي :

    1- الجداول الإحصائية بمختلف أشكالها مثل: جداول التوزيع التكراري و المتوسطات و المنوال و الجداول البسيطة و المركبة و غيرها
    2- الرسوم و الأشكال البيانية مثل الخطوط البيانية و الرسوم التصويرية و المنحنيات و المدرجات و الأعمدة التكرارية و ما إلى ذلك
    ويعتمد التصنيف على أسس معينة تتعلق بخصائص الظاهرة المبحوثة و أبعادها المتشابهة و تحديد خصائص العينة و مجتمع الدراسة و ما إلى ذلك. حيث يمكن الاستعانة بالحاسوب و الأجهزة الالكترونية و الآلية في توظيب البيانات و إعدادها لمرحلة التحليل العلمي و استخلاص النتائج منها .
    ويجب مراجعة البيانات و التأكد من صحتها قبل البدء بعملية فرزها وتصنيفها حيث تعزل البيانات المشكوك في صحتها. ويمكن تبويب البيانات زمنيا أو جغرافيا أو علميا أو نوعيا أي السنوات أو الوحدات الجغرافية أو معايير القياس الكمي أو صفات و خصائص العينة

    ترتيب المعطيات:

    يتضمن ترتيب المعطيات الخام بترميزها، ثم التحقق من نوعية المعطيات المجمعة و أخيرا تحويلها إلى سند ملائم ومراجعة النتائج.

    الترقيم:

    يتم الترقيم عادة على ثلاث فترات :
    * نقوم أولا بترقيم العناصر المشقاة من مجموعة البحث بالضبط ، إذ لم يكن ذلك قد تم ، فإننا نمنح رقما لكل استمارة أسئلة، لكل مقابلة ، لكل ورقة ترميز ، لكل بطاقة وثائقية ،لكل شخص تمت ملاحظته أو لكل عنصر من العناصر التجريبية .
    * ثم نقوم بترقيم كل خاصية أو زاوية يتم في إطارها اختبار كل عنصر من عناصر مجتمع البحث ، بدقة أكثر، إذ لم يكن ذلك قد تم ، تمنح رقما لكل سؤال في الاستمارة أو في المخطط أو دليل المقابلة ، لكل فئة فئات التحليل ن لكل جانب تمت ملاحظته ، لكل سلسلة رقمية و كذا لأي متغير مأخوذ بعين الاعتبار.
    * أخيرا نرقم الوضعية التي يأخذها كل عنصر من مجموعة البحث انطلاقا من إحدى الزوايا المدروسة .بالضبط، إذا لم يكن ذلك قد تم فإننا نعطي رقما لكل اختبار من الإجابات عن سؤال ما وكذا لكل سؤال من الأسئلة الفرعية الموزعة على مخطط أو دليل المقابلة، لكل سلوك محتمل للأشخاص موضوع الملاحظة ،لكل وحدة ذات دلالة أو معنى و لكل فعل رد فعل من طرف العنصر على منبه المتغير .
    إن هذا الإجراء أساسي و لا غنى عنه إذ كنا نريد فيما بعد القيام بمقارنات أو الربط بين عناصر مجموعة البحث ، إننا لا نستطيع إذن معرفة إن كان لطلبة أو لطالبات مجمع معين تصرفات تختلف عن تصرفات طلبة مجمع أخر إلا بعد ترقيم كل شخص مع مجموع المعلومات الخاصة به.




    تعليم_الجزائرإضافة رد تعليم_الجزائررد مع اقتباس تعليم_الجزائر

  • 29-12-2009 16:09
    #2


    تعليم_الجزائرpodolski
    تعليم_الجزائر تعليم_الجزائر تعليم_الجزائر تعليم_الجزائر l عضو مميز l

    حـالـة التـواجـد : تعليم_الجزائر


    تاريخ التسجيل : Oct 2022


    مكان الإقــامــة : الجزائر دائما


    المشـاركــــات : 523


    معدل تقييم المستوى:499


    قــوة الترشيح : تعليم_الجزائر تعليم_الجزائر تعليم_الجزائر تعليم_الجزائر تعليم_الجزائرتعليم_الجزائر

    الخطة
    الفصل الاول

    المبحث 1: تعريف الترميز

    المبحث 2: ترميز البيانات و ترميز الأجوبة عن الأسئلة المقترحة

    المبحث 3: دليل الترميز

    المبحث 4: ورقة الترميز

    الفصل الثاني : الجدولة

    المبحث 1: عرض البيانات في جداول

    المبحث 2: التمثيل البياني

    الفصل الثالث: تبويب البيانات و تصنيفها

    المبحث 1: تصنيف البيانات

    المبحث 2: من اهم الطرق الشائعة لتصنيف البيانات و تبويبها

    المبحث 3: الترقيم








السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

بحث حول وكالات الأنباء

وكالات الأنباء

المقدمة:
تمثل وكالات الأنباء مصدرا مهما رئيسيا للأخبار ضمن مسار العملية الإعلامية لقد تبوأت هذه المؤسسات مركز الصدارة في التعامل مع الأحداث ومتابعتها وتغطية مجرياتها للجمهور عبر شبكاتها ومراسليها في مختلف البلدان والمناطق الساخنة من العالم. وقد استحوذت هذه الوكالات وخاصة الكبيرة منها ذات الصفة العالمية حيزا واسعا ومؤثر في هذا الميدان, وبالتالي هيمنتها على مجرى تدفق الأخبار.

مفهوم وكالات الأنباء :

تعرف وكالات الأنباء بأنها منظمات أو مؤسسات أو هيئات وظيفتها جمع الأخبار و الصور و الموضوعات الصحفية من مختلف مناطق العالم ،والوكالة الصحفية الإخبارية هي المطبوعة التي تصدر بصورة مستمرة وباسم معين وتكون معدة لتزود مؤسسات النشر الأخرى بالأخبار والمقالات والصور والرسوم ، وتشكل وكالات الأنباء واحدة من أهم مصادر المعلومات التي تتكفل بنشر الأخبار داخل بلد من البلاد أو فيما بينها ولا تقتصر خدماتها على الصحف فقط بل تتعداها إلى محطات الإذاعة والى غيرها من المنظمات .
إن هذا التعريف يبين مدى أهمية وكالات الأنباء وفي الواقع فإن قضية تحكّم مراكز قليلة قوية في تدفق الأخبار والمعلومات ظاهرة قديمة عرفت منذ الفترة التي زاد فيها نفوذ المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا عالمياً. فقد كانت المعلومات تتدفق من تلك الدول الثلاث إلى بقية دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة وكان العالم مقسماً إلى مناطق نفوذ موزعة بين وكالات الأنباء الثلاث رويتر ، هافاس ، وولف ، وقد عرف هذا باسم الكارتل الإخباري ولقد كان من حق هافاس لوحدها بيع الأخبار لدول أمريكا اللاتينية ومن حق رويتر وحدها بيع الأخبار للشرق الأقصى ومن حق وولف وحدها بيع الأخبار لأوربا ثم تبنى العالم بعد أن دخلت الولايات المتحدة مجال الإعلام مفهوم التدفق الحر للمعلومات ورفع القيود على انتقال الأنباء والمضمون الإعلامي بين مختلف الدول ، وقد أصبح هذا المبدأ ملزماً للدول الأعضاء في الأمم المتحدة وأساساً من أسس منظمة اليونسكو .
إن هذا المبدأ الآن محل شك خاصة وأن الدول النامية بدأت تشعر أن الدول المتقدمة وبشكل خاص الولايات المتحدة تسيطر على كل أنواع المضمون الإعلامي الذي يغرق العالم ويسيطر على إمكانات نقل المعلومات عبر الحدود الوطنية من خلال الأقمار الصناعية وهو الأمر الذي وضع في أيدي الدول الكبرى سلطات ضخمة تتحكم من خلالها عبر المعلومات التي تدخل الدول النامية أو تخرج منها وبالتالي أصبحت تكنولوجيا الاتصال الجديدة والمضمون الإعلامي تسير من المراكز إلى الهوامش ولذلك أصبحت المطالبة بإعادة النظر في نظام توزيع المعلومات في العالم مبدأً ثابتاً وقد ظهر اصطلاح النظام الإعلامي العالمي الجديد للمرة الأولى في الندوة التي نظمتها دول عدم الانحياز في تونس آذار 1976 حول السياسات الإعلامية .

دور وكالات الأنباء وأهميتها في العملية الإعلامية
تعتبر وكالات الأنباء من ابرز وسائل الإعلام تأثيراً على الصعيدين الداخلي والخارجي.. وهذا التأثير ناتج عن سببين أساسيين هو أن وكالة الأنباء لا يقتصر عملها على المحيط الداخلي وإنما يشمل نطاق عملها المحيط الخارجي فهي قادرة على الوصول إلى مناطق وبقع جغرافية تعجز وسائل الإعلام الأخرى عن الوصول إليها بسبب الأجهزة المستخدمة في نقل الخبر وبثه.
وتعرف وكالات الأنباء بأنها المؤسسة التي تمتلك إمكانيات واسعة تمكنها من استقبال الأخبار ونقلها وتستخدم شبكة من المراسلين لجمع الأخبار في عدد كبير من دول العالم.. كما تستخدم العديد من المحررين في مركزها الرئيسي يتولون تحرير المواد الإخبارية عالمية كانت أم محلية وإرسالها بأسرع وقت إلى مكاتب الوكالة في الخارج للتوزيع المحلي على الصحف ومحطات الإذاعة والى وكالات الأنباء المتعاقد معها والصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون خارج المناطق المشتركة فيها مباشرة.
وتعد وكالات الأنباء أيضا بأنها وسيلة من وسائل الإعلام غير المباشرة تصل إلى الجمهور من خلال وسائل الإعلام الجماهيرية المعروفة كالصحافة المكتوبة والصحافة المسموعة والصحافة المسموعة المرئية.
وهي المصدر الرئيسي الذي تعتمد عليه وسائل الإعلام وتقتبس منه الأخبار والمعلومات والممون الرئيسي لهذه الوسائل بالمادة الإخبارية على اختلاف أنواعها وأشكالها وتقوم بدور عالمي هام في نقل وتبادل الأنباء عبر القارات ويؤهلها للقيام بهذا الدور قدراتها التكنولوجية وكوادرها البشرية المدربة التي تستعين بها في جمع الأنباء وتوزيعها بلغات عديدة في مختلف أنحاء العالم, فضلا عن قدراتها المادية التي تجعلها قادرة على نقل أخبار العالم وتشكيل التصورات عن الأشخاص والشعوب والثقافات والوصول إلى كل إنسان على سطح الكرة الأرضية.
كما أن وكالات الأنباء هي مصنع الأخبار في العالم تستخدمها الدول كافة, فهي مؤسسات كاملة واحتكارات دولية لايستهان بها تستخدمها الدول الكبرى في تنفيذ سياستها نشرا وهجوما ودفاعا ودسائس فهي السلاح الرابع مع أسلحة البر والجو والبحر.
لهذا فان الصحيفة والإذاعة قادرتان على تغطية مناطق جغرافية في الغالب تكون قريبة إلى مناطق البث إلا إذا استخدمت وسائل تقوية في الغالب تكون قريبة إلى مناطق جغرافية متعددة وهي عملية قد تكون صعبة في كثير من الحالات.

وكالات الأنباء العربية والعالمية

إن وكالات الأنباء لديها القدرة على أن تصل إلى بقع جغرافية متعددة ويمكن لوكالة أنباء واحدة أن تغطي كل العالم بمجرد استخدام مرسلات ذات طاقة محددة وبتوجيه البث نحو منطقة جغرافية محددة.. فهذه الإمكانية في الأجهزة المستخدمة والخاصة بوكالات الأنباء تعطيها ميزه أقوى وأكثر في التأثير من باقي وسائل الإعلام لان الطاقة والمرسلة التي تحتاجها الكلمة المطبوعة للبث هي اقل بكثير من الطاقة التي تحتاجها الكلمة الصحفية أو التي يحتاجها الصوت أو الصورة في النقل إلى أماكن بعيدة ولذلك فمن السهل جدا استخدام مرسلات بطاقة محددة من اجل إيصال الكلمة المطبوعة إلى أي مكان في العالم.
هذا سبب يجعل وكالات الأنباء أكثر قابلية وقدرة على التأثير وسبب آخر هو أن لوكالات الأنباء بموجب طبيعة عملها وتعاملها مع الأحداث اليومية السريعة فهي أوسع انتشارا من بقية وسائل الإعلام الأخرى, أي الصحف التي يكون لها مراسل في بلد أو عدة بلدان أو أكثر- أما وكالات الأنباء فلها مراسلون في مناطق متعددة من العالم فسعه الانتشار هذه أيضا توفر لها معلومات إضافية ومواد تجعل الإقبال عليها أكثر وبذلك يزداد تأثيرها في الوسطين الداخلي والخارجي على اعتبار أنها يمكن أن تزود القارئ أو المستمع أو مشاهد التلفزيون بتفاصيل أكثر من أي مؤسسه أخرى وبذلك تستطيع الوكالة أن تؤثر بشكل فاعل في ذهنيه المواطن في الداخل والخارج لأنها توفر له كامل الاهتمامات التي يمكن أن توفرها له وسائل الإعلام الأخرى.
وبهذا تساهم هذه الوكالات أولا في تنوير المواطن وتعريفه بسياسة بلده الداخلية والخارجية وتجعله مواكبا للتطور الذي يحصل في بلده في النواحي التنموية أو السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية وكذلك فيما يحصل من تطور في هذه البلدان وليس بالضرورة أن تكون المادة مباشرة من وكالة الأنباء وإنما هي معكوسة من خلال الصحيفة أو الراديو أو التلفزيون.
وتنقسم وكالات الأنباء إلى ثلاث مجموعات:
1ـ وكالات وطنية.. وتقوم هذه الوكالات بجمع المعلومات من البلد الذي تعمل فيه ثم تعالجها وإرسالها إلى الخارج.. أما الأخبار التي تصلها من الخارج فتنشرها فقط في بلدها وبصرف النظر عن كونها تمتلك مكاتب للمراسلين في دول أخرى فهي بجوهرها وكالات وطنية.
2ـ وكالات إقليمية.. وهي وكالات وطنية تحولت إلى مراكز لتبادل الأخبار بين عدة دول تقع في منطقة واحدة أو بين دول متجاورة.
3ـ وكالات عالمية.
فهي تجمع وتعالج وتخزن وترسل الأخبار من العالم كله والى العالم وساعد ظهورها على تطور الصحافة مما جعل ظاهرة الاتصال تأخذ بعدا جديداً فمن ناحية المكان صار العالم أكثر قربا ومن ناحية الزمان أصبحت المعلومات أكثر حداثة من ذي قبل.. وتقدم هذه الوكالات خدمات معقدة ومتنوعة فمنها الخدمات العامة التي تغطي كامل الأحداث الكبيرة والشؤون المتعددة إلى الخدمات المتخصصة المختلفة مالية- رياضية- علمية- طبية كذلك فهي تعد أهم المنابع الخيرية من حيث جمع الأخبار ونشرها فور ورودها.

وبشكل عام يمكن إيجاز ابرز الوكالات العالمية والتي تشكل مصدرا رئيسيا لإخبار ومعلومات دول العالم وخاصة دول العالم النامي وهي.

1- وكالة استو سييتد برسassociated press
ترجع أصولها إلى عام 1848 حيث قدمت نفسها لأوربا كمؤسسة غير عادية باسم الجمعية التعاونية لأصحاب الصحف.. واكتسبت بالتدرج صفتها العمومية لكل البلاد والتي احتكرت فيما بعد العمل الإعلامي والإخباري في كل الولايات المتحدة الأمريكية.
ومنذ عام 1931 فتحت هذه الوكالة فروعها في لندن وباريس وبرلين ثم تغلغلت في السوق الأوربية للأخبار وتقوم حاليا بتقديم خدماتها إلى أكثر من (15) ألف جريدة والى محطات الإذاعة والتلفزيون في أكثر من (115) بلد و لديها أكثر من (1100) مكتب داخل الولايات المتحدة و(70) مكتب خارج الولايات المتحدة وعدد موظفيها يزيد على (5) آلاف موظف ومعدل حجم الأخبار المغطاة أربع وعشرين ساعة يعادل (20) مليون كلمة.

2- وكالة اليونايتد برس انترناشنال united press international
وجدت هذه الوكالة عام 1958 نتيجة دمج وكالة اليونايتد برس (up) مع وكالة الأنباء الدولية (ns).. وتعد هذه الوكالة من أهم الوكالات في أمريكا ولها (100) مكتب داخل الولايات المتحدة و(528) مكتب في دول العالم ومعدل البث اليومي لها (14) مليون كلمة وتبث اخبارها بخمسين لغة وتعمل لمدة (24) ساعة يوميا.
3- رويترز ruters
تعد وكالة رويترز البريطانية من اكبر الوكالات العالمية في مجال الاخبار والمعلومات اسسها يوليوس رويتر عام (1851) في لندن وتشرف على ادارتها اربع جمعيات للاتحادات الصحفية وهي جمعيتا، مالكي الصحف البريطانية ووكالة الصحافة المتحدة الاسترالية ووكالة الصحافة النيو زيلاندية ووكالة برس اسوشيشن.
وتزود وكالة رويترز بالمواد الصحفية اكثر من (120) بلدا وتشنر اخبارها بشكل منتظم ولديها (4100) مشترك وعدد مكاتبها (163) مكتب موزعه في العديد من دول العالم فيما يبلغ بثها اليومي (5) ملايين كلمة.

4- وكالة الصحافة الفرنسية associated france press
تعد هذه الوكالة امتداد لوكالة هافاس التي تأسست عام 1835 واستمرت حتى الحرب العالمية الثانية.. وقد عاودت نشاطها بعد ان تحررت فرنسا من سيطرة المانيا عام 1944 وكانت مدعومة من قبل الحكومة الفرنسية الا انها استقلت كليا عام 1957 واخذ يشرف على ادارتها مجلس يمثل الصحف والاذاعة والشعب اضافة الى ممثل عن الوكالة نفسها.. وتقدم هذه الوكالة خدماتها بخمس لغات هي الفرنسية والالمانية والعربية والاسبانية والانكليزية ولها 12.500 الف مشترك و187 مكتب منتشرة في العديد من دول العالم ويبلغ معدل بثها اليومي (2) مليوني كلمة.
وتعد وكالات الانباء الاربع وهي الاسيوشيتد برس واليونايتد برس –الامريكتان- ورويترز- البريطانية- ووكالة الصحافة الفرنسية مصدرا رئيسيا للانباء للكثير من وسائل الاعلام في دول العالم وخاصة العالم الثالث بحيث اصبحت هذه الوكالات تحتكر معظم الانباء الدولية وتهيمن على النشاط الاعلامي لكثير من الدول وهو ما يدلل على ان الحاجة تزداد الى هذه الوكالات العالمية بسبب سعه امكانياتها وقدراتها وانتشارها وهي المصدر الاساسي وصاحبة الفضل في الحصول على الخبر من مصادره الاصلية او تقوم بنقل الاخبار عن طريق الوسائل الاعلامية وعلى جهود الوكالات المحلية وصحافتها في كثير من البلدان.
ومع تطور تكنولوجيا الاتصال التي أصبحت احد سمات العصر, فان الوكالات العالمية للانباء لم تتاثر اطلاقا كما يعتقد بعض المعنيين بان اتساع مجالات الاعلام والاتصال المختلفة قد اضعفت اهمية وكالات الانباء بل على العكس من ذلك تعد اليوم من اكثر المؤسسات الاعلامية استفادة من هذا العصر اذ لم يقتصر بثها على الكلمات فحسب بل ان هناك مئات الصور والرسوم والبيانات وكل ما يساعد على الاحاطة بكل ما يجري في العالم وبجميع الاهتمامات, توزعها على الوسائل الإعلامية المشتركة في خدماتها.
وإذا ما أخذنا بالحسبان فان فكرة تاسيس وكالات الانباء العالمية قد وضعت على اساس تزويد المشتركين فيها من افراد وشركات ورجال الاعمال بانباء التجارة والمال واسعار البضائع وحالة السوق.
الى ان تطورت لتشمل فيما بعد الاخبار بانواعها والتي كانت في بدايتها
مشروعات تجارية فحسب فقد اصبحت الاخبار الاقتصادية والمالية ارضية للمنافسة الدائمة بين الوكالات الاربع.
ولكن تنوع الخدمات الاعلامية لهذه الوكالات الاربع الكبرى والانتقال من سوق المعلومات العامة الى سوق المعلومات المتخصصة الذي يحقق ربحا وايرادا اكثر من السوق الأول يتطلب امتلاك هذه الوكالات التقنيات الخاصة بنشر هذه المعلومات ومستلزماتها والاستفادة من المتخصصين بالمجالات التقنية فضلا عن القائمين بالاتصال الذين اصبحوا متخصصين بمجالات تقديم المحتوى.. لذا فان توظيف مثل هذه الطاقات الانتاجية التكنولوجية والبشرية اصبح يتطلب استثمارا ضخما باتجاهات الانتاج او البث ودراسة الجدوى في اطار البناء المؤسسي ومن ثم فان المعلومات التي تبث اصبحت تعمل وفقا لبناء ضخم بآلياته ومن اجل تلافي المنافسة بين هذه الوكالات العالمية والمخاطر المالية والحفاظ على مستوياتها تجاه المنافسة فقد اتبعت خطوات يمكن تلخصيها بالاتي:
أـ احتكار التقنيات الخاصة بنشر المعلومات.
ب- ب ـ تحقيق النزعة الربحية من خلال توظيف هذه التقنيات لخدمة السوق العالمية في تقديم المعلومات المتخصصة والعامة التي تنتج وتوزع على كل قارات العالم.
ومن هذين المنطلقين تتضاعف شدة المنافسة بين الوكالات الاربع فيقول (فيليب كيفر) في سنة 1985 ويفضل ترخيص خاص اتسم بخرقه لكل مظاهر المودة غدت afp وكالة الصحافة الفرنسية اول وكالة تتمكن من استخدام البرق البصري ولم تتمكن منافساتها من الحصول على ترخيص باستخدامه الا بعد خمس سنوات لاحقا.

وكالات الانباء العربية..

الاقطار العربية وحتى منتصف الخمسينات من القرن الماضي كانت تفتقر الى وكالات انباء محلية لذا كانت وسائل الاعلام تعتمد في الحصول على الاخبار العربية والعالمية على وكالات الانباء العالمية والاذاعات العربية والاجنبية وبعد ذلك التاريخ اقدمت بعض المؤسسات الخاصة في بعض الاقطار العربية على تاسيس وكالات للانباء وكان ذلك في مصر والمغرب، فقد اقامت الصحف المصرية عام 1956 وكالة انباء الشرق الاوسط كشركة خاصة عام 1959 غير ان هذه التجربة لم تتجاوز هذين القطرين اذ عمدت بقية الاقطار العربية الى اقامة وكالات أنباء رسمية خاصة بها.
وقد تحولت وكالة انباء الشرق الاوسط الى القطاع العام عام 1961 كما تحولت الوكالة المغربية الى مؤسسة رسمية تعبر عن رأي وفكر السلطة السياسية وتعرف باختياراتها المركزية وتساندها مساندة مطلقة لذلك فان الحكومات العربية هي التي تمول ميزانيات وكالات الانباء.
وتشكل الوكالات المصدر الاساسي للاخبار المتدفقة وطنيا والتي تستغلها بنسبة كبيرة باقي وسائل الاعلام كالصحافة والاذاعة والتلفزيون وهذا ما يجعل وسائل الاعلام في البلد الواحد متشابهة تماما ومعتمدة اساسا على ما تبثه وكالات الانباء الرسمية وخصوصا فيما يتعلق بمختلف نشاطات السلطة والهيئات الرسمية التابعة لها، وعموما فان حجم الميزانيات المخصصة لوكالات الانباء ضعيف الى حد ما ولا يسمح في اغلب الاحيان بتطوير شبكه الوكالات على الاقل وطنيا.
فالمكاتب المحلية لهذه الوكالات هزيلة العدد وفي بعض الحالات غير موجودة اطلاقا كما ان العنصر البشري لا يسمح عادة بتطوير شبكة المكاتب المحلية لهذه الوكالات.. وقد ادى هذا الوضع الى سيطرة وكالات الانباء العالمية على سير تدفق الاخبار محليا ودوليا ذلك لان ضعف وكالات الانباء العربية يجعلها تعتمد على الوكالات العالمية ولوكالات الانباء العربية وظيفتان رئيسيتان هما:
1ـ جميع وتوزيع الانباء المحلية.
2ـ ضبط توزيع واستخدام الاخبار المتدفقة من المصادر المختلفة سواء
محلية او عربية او عالمية بحيث تراعي وجهه النظر الرسمية وتتفاوت الامكانات البشرية والمادية والفنية بين وكالات الانباء العربية فبعضها كبير والاخر صغير بل ان بعض هذه الوكالات لا تمتلك اجهزة البث الاخباري التليبرنتر فتعمد الى توزيع نشرات مطبوعة مثل وكالة الانباء في اليمن وموريتانيا.
وتعاني معظم الوكالات العربية من عدم توفر المرسلات الكافية لايصال نشراتها الى مناطق اخرى خارج حدودها.. ولما كانت هذه الوكالات تركز على اوربا في توزيع اخبارها فعمدت الى افتتاح مكاتب لها في الدول الاوربية في وقت تغطي وكالات الانباء العربية 95% من استقبال وبث الاخبار داخل الحدود العربية.
وقد ظهرت دعوات على مستوى المؤسسات العربية والافراد الى ضرورة اقامة وكالة انباء عربية قوميه ودولية لانهاء السيطرة الدولية للوكالات الكبرى الا ان هذه الدعوات لم تلق استجابة من الدول العربية لانشاء هذه الوكالة لاسباب تتعلق بالمشاكل الكثيرة التي تواجهها الوكالات العربية في عملها منها.
1ـ مشاكل داخلية ومن هذه المشاكل:
أـ السعي الى تحقيق الربح عن طريق تفضيل الكمية على النوعية.
ب-ب ـ تقديم اخبار ناقصة بهدف كسب اكبر عدد من المشتركين.
ج-ج ـ السرعة على حساب الدقة.
د-د ـ قيام الوكالات بسرقة الاخبار المبثوثة من الوكالات الاخرى واعطاء مصدر الوكالة السارقة.
هـ-هـ عدم تفهم بعض المسؤولين وتصورهم بان الاعلام اداة لخدمة الاشخاص.
و-نقص الكادر الفني المتخصص في عمل الوكالات.
2-اما المشاكل الخارجية فهي:
أ-الفهم الخاطئ لكثير من الدول والمسؤولين حول تبعيه الوكالة.
ب-الخدمات العربية تؤثر على عمل الوكالات والمراسلين.
ج-توفر فرص لمراسلي الوكالات المعتمدين.
ومن المفيد ذكر اسماء عدد من الوكالات العربية ورموزها المستخدمة في البث.
1-وكالة انباء الشرق الاوسط (أ. ش. أ).
2-وكالة الانباء العراقية (واع) توقف بثها بعد حل وزارة الاعلام.
3-وكالة الانباء السورية (سانا).
4-وكالة الانباء الجزائرية (داج).
5-وكالة الانباء اليمينة (سبأ).
6-وكالة الانباء الاردنية (بترا).
7-وكالة الانباء الفلسطينية (وفا).
8-وكالة انباء المغرب العربي (حاب).
9-وكالة تونس افريقيا (وات).
10-وكالة انباء السودانية (سونا).
11-وكالة انباء الامارات (وام).
12-وكالة الانباء القطرية (قنا).
13-وكالة الانباء الكويتية (كونا).
14-وكالة الانباء الليبية (واقع).
15-وكالة الانباء السعودية (واس).
16-وكالة الانباء الصومالية (صونا).
17-وكالة انباء عمان (العمانية).
18-وكالة انباء الخليج (و. أ. خ).
19-وكالة الانباء الموريتانية (وحص).
20-اتحاد وكالات الانباء العربية (فانا).
ظاهرة تدفق الأخبار باتجاه واحد.
مما تقدم يتضح لنا ان ظاهرة تدفق الاخبار في اتجاه واحد تمثل ابرز الظواهر في الحياة الدولية الراهنة حيث نجد ان هذا التدفق يوجَّه معظمه من الدول الكبرى الى الدول الصغرى من الدول التي لديها القوة ووسائل التكنولوجيا تجاه الدول الاقل تقدما مما خلق مشكلات كبيرة في عدم توازن التدفق الاعلامي وأوجد هيمنة واضحة للأنباء على حساب وكالات الانباء المحلية.
وكان الجدل حول هذا الاختلال قد ازدادت حدته بشأن مسالة التدفق الدولي للانباء وسيطرة وكالات الانباء الكبرى على جمع الانباء ونشرها وذلك لان عملياتها الواسعة على نطاق العالم شبيها بالاحتكار في مجال نشر الانباء على الصعيد الدولي اذ تهيمن هذه الوكالات على نشر ما يقارب 80% من انباء العالم ويذهب بعض الكتاب الى ان هذه الوكالات هي السبب الاساسي في الاختلال القائم في تدفق المعلومات على النطاق الدولي.
ويأتي هذا الاتهام لامتلاك تلك الوكالات شبكة واسعة من المراسلين المنتشرين في شتى انحاء العالم اضافة الى استخدامها لاحدث تقنيات الاتصال الى جانب خبرتها الطويلة في جمع الانباء ومعالجتها وتوزيعها بلغات عديدة في انحاء العالم ولكل وكالة اكثر من مائة مكتب منتشرة في دول العالم وتستخدم الاف الموظفين والمراسلين للقيام بجمع مئات الالاف من الكلمات كل يوم وتوزيع ملايين الكلمات على النطاقين المحلي والعالمي.. وكل منها يصدر انباءه على مدار 24 ساعة في اليوم الى الالاف من الوكالات الوطنية والصحف المشتركة ومحطات الاذاعة والتلفزيون في اكثر من مائة دولة وجميعها يقوم بخدمة منظمة بالانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية والروسية والبرتغالية والعربية وبلغات اخرى اقل اهمية.
في حين ان اماكن كثيرة من العالم النامي لا تملك وكالات انبائها الوطنية والصحف والاذاعة مراسلون خاصون اضافة الى ان هناك ثلاثين بلدا ليس فيها وكالات للانباء، ويفتقر ثلثا وكالات الانباء الموجودة الى المعدات اللازمة لارسال المعلومات الى البلدان الاخرى لذلك فهي تعتمد اعتمادا كاملا على وكالات الانباء العالمية للحصول على الانباء الخارجية.. وعلى الرغم من كثرة عدد وكالات الانباء في الدول النامية فان عدد غير قليل من هذه الوكالات دون المستوى المطلوب لكونها مجرد مكاتب لجمع وتوزيع الاخبار وهذا يعني ان انشائها جاء رغبة من الحكومة لفرض سيطرتها وتحكمها في الاخبار والمعلومات التي ستروج في الداخل.
وبما ان الجميع بحاجة الى المعلومات السياسية والاقتصادية وغيرها من المعلومات لذا لم يكن هناك وسيلة اخرى لتبادل المعلومات والاخبار ورغبة من الجميع في معرفة ما يجري في العالم مما ادى الى هيمنة وكالات الانباء العالمية الكبرى على تدفق الاخبار والمعلومات ومهما تكن نوايا هذه الوكالات فانها لا بد ان تخضع خلال مسيرتها لعدد من الضغوط المالية والايديولوجية والتقنية.
وهناك ظاهرة اخرى تتعلق بنوع التغطية الاخبارية للاحداث الدولية حيث اوضحت الدراسات العديدة في هذا المجال.
ان الاحداث التي تقع في الدول الغربية المتقدمة هي المستهدف الاول في التغطية الاخبارية في صحف الدول النامية وذلك عكس مايحدث في الاعلام العربي اذ ان التغطية الاعلامية كما يدور في العالم النامي تتركز على الانقلابات والازمات والطرائف وكل ما يعطي صورة مشوهه للحقائق فضلا عن ضآلتها من الناحية الكمية.
وتجاهلها لعمليات التنمية وسائر المشروعات الايجابية في معظم دول العالم الثالث وهذا ما اكدته لجنة ماكيرايد للاعلام بمنظمة اليونسكو اذ ان هذه الحقيقة ادت الى مزيد من السيطرة من جانب الاعلام الغربي ومزيد من التبعية من جانب الاعلام النامي.
ان وكالات الانباء العالمية تنقل للدول النامية اخبار الدول النامية الاخرى واخبار الدول الشمالية.. ولاتبث الأخبار الجديرة بالتقديم.. وبهذا تفرض على الدول النامية رؤيتها هي للعالم وليس كما تراه شعوب دول عالم الجنوب فهذه الوكالات لا تكرس لابناء البلاد النامية الا نسبة20% او 30% من تغطيتها الاعلامية على الرغم من ان البلاد النامية تشكل ما يقرب من ثلاثة ارباع البشرية.
فعلى سبيل المثال ان وكالة انباء يونايتد برس انترناشنال تكرس 70% من اخبارها للاحداث الجارية في شمال العالم وان 3.2% لامريكا اللاتينية و1.8% لافريقيا و1.5% لاوربا ودول الاتحاد السوفيتي سابقا مع نسبة لا تتجاوز 21-30% عن بلدان العالم الثالث.
واكدت دراسة اجريت في عام 1979 وتناولت (14) صحيفة من كبريات صحف امريكا اللاتينية ان 90.7% من اخبارها العالمية مصدرها وكالات الانباء العالمية وهذا ما ينطبق بالضرورة على دول العالم الثالث ومنها الدول العربية.
لذا فان الصحف في هذه البلدان تغدو وكأنها مجرد سوق لتوزيع اخبار هذه الوكالات مما يؤثر في قوة وشخصية تلك الصحف.
وذكرت اليونسكو في وثيقة دولية ان ثمة مشكلات وعوامل تعرقل العمل الاعلامي الى الدول النامية ومنها:
.
1ـ ندرة الموارد المالية التي تعاني منها الدول النامية بصفة عامة ومرافقها الاتصالية بصفة خاصة.
2ـ نقص الكوادر الفنية المؤهلة في مجال الاتصال والاعلام العديدة.
3ـ المنافسة الشديدة بين موردي المعدات الفنية ووسائل الاتصال الحديثة.
4ـ انخفاض القدرة الانتاجية للدول النامية في مجال انتاج معدات واجهزة اتصال.
5ـ نقص المعلومات التي يمكن الاعتماد عليها والمناسبة للمستهلكين والمتمركزة في الدول المتقدمة.
6ـ استعداد غير كاف من قبل الدول المتقدمة لمساعدة الدول النامية في تطوير بناها الاساسية في مجال الاتصال حيث لم يحظ هذا المجال بالاولوية المناسبة في مجال التعاون الدولي.
ويفسر هستر عملية التغطية الاخبارية في الدولة النامية فيلاحظ ان تدفق مثل هذه الانباء ودراسات حارس البوابة.
تصبح ذات اهمية قصوى عندما تتناول تدفق الانباء الى الدول النامية ومنها ويقول ان حجم الرسائل الاخبارية التي تنقل الى الدول النامية ومنها يقل كثيرا عن الاخبار المتداولة بين القوى الصناعية والغربية الكبرى وهكذا فان عملية الاختبار التي تحدد ما يتدفق من خلال البوابات قد تحجب التدفق الاخباري تماما اذا كان حجم الرسائل الاخبارية قليل).
ويضيف د. هستر ان العاملين في وسائل الاعلام بالدول النامية سواء كان منهم من يعمل في مؤسسات حكومية او من ينتمي منهم للقطاعات المستنيرة من المواطنين يعلمون ان الانباء التي تخرج من بلادهم والتي تمر من البوابات العالمية للانباء لا تتجاوز القطرات عندما تصل الى بقية دول العالم وقد فرضت وكالات الانباء الدولية نفسها على اعلام الدول النامية مستفيدة من تطور التقنيات والامكانات الفنية العالمية ومن منهج وطريقة ادائها التي تمثل في شمولية التغطية للاحداث في العالم وكتابة النص بصيغة توحي بالموضوعية والتجرد وسرعة توصيل الخبر وتأمين التسهيلات التقنية لتلقي الخبر.
وتشير الدراسات الى ان وكالات الانباء العالمية تضع الاجندة لدول العالم الثالث بل وللعالم كله تقريبا فما تعتبره تلك الوكالات هاما يصبح هاما للدول الاخرى.
وبما ان هذه الوكالات مرتبطة اساسا بالدول الصناعية المتقدمة فانها لا تستطيع الخروج عن الخط المرسوم لها، لذلك فان عملية تشويهها للاخبار المنقولة عن بلدان العالم الثالث تتعدى حدود نشر معلومات كاذبة لياخذ اشكالا اخرى منها: أ-المغالاة في التاكيد على احداث ليس لها اهمية، ب-وضع الحقائق التي لا ترتبط ببعضها في قالب واحد وعرضها بشكل يوحي بانها متصلة وتكون حالة واحدة. ج- عرض الحقائق بطريقة ضمنية تعكس حالة رضا مما يقدمه النظام المهيمن.د- التشويه القائم على خلق حاله مزاجية وعقلية مسبقة نحو الاحداث وذلك عن طريق تقديم الاحداث ذات الابعاد المعروفة باسلوب خلق حاله خوف او شك لا اساس لها من الصحة.هـ – التشويه من خلال التعتيم او عدم نشر اي معلومات متصلة بالحدث او الموقف الذي لا يخدم مصالح الدول التي لا تنتمي اليها وكالات الانباء العالمية.
كما ان الاخبار والمعلومات التي تروجها هذه الوكالات لا تتلائم في واقع
الحال مع بلدان العالم الثالث وحاجاته لانها جمعت ونشرت عن طريق مصادر
واجهزة الوكالات الغريبة اضافة الى ان المحتكر هو الذي يحدد اي المواضيع
تقدم وأيها يمنع وهم يعلمون انهم يتحكمون بذلك التدفق اذ يحصلون على
المعلومات التي يريدونها وبالشكل الذي يرونه مناسبا وفي الوقت الذي
يرغبون فيه ايضا ,فضلا عن ذلك تعمل على خدمة مصالح الدول التي
تنتمي اليها فهي في تغطيتها الاخبارية لمختلف احداث المعالم لا تغفل هذا الامر وانما هو في صميم عملها في هذا الاتجاه على رغم ما تدعيه من موضوعية او حياد في نقل الاخبار (فهذه الوكالات تلجأ الى تلوين الاخبار طبقا لمصالحها ومصالح النظم السياسية والاقتصادية التي تتبعها) والامر نفسه بالنسبة للعالم العربي الذي يشكل جزء من دول الجنوب اذ يوجد ما يزيد عن 22 وكالة انباء عربية الا ان بعض هذه الوكالات اقرب الى مكاتب اعلامية تابعة لوزارات الاعلام مباشرة وانتاجها ضعيف قياسا الى السيل الكثيف الذي تنتجه وكالات الانباء العالمية الكبرى مما يدفع وكالات الأنباء العربية إلى اللجوء إلى الوكالات الدولية خصوصا فيما يتعلق بانباء العالم الخارجي وحتى فيما يتعلق بالأنباء المحلية ذاتها فليس من الغريب مثلا ان تنقل بعض الوكالات العربية عن الوكالات الأجنبية احداثا تجري في محيطها الجغرافي والثقافي والوطني، ويفسر هذا الوضع ضعف هياكل وكالات الأنباء التابعة لها يضاف الى ذلك ان وجود مكاتب خارجية تابعة لبعض هذه الوكالات لا يعني في حد ذاته ضمان تدفق مرضٍ للأنباء إذ أن هذه المكاتب غالبا ما تكون مصالح حكومية ملحقة بالسفارات والهيئات الدبلوماسية العربية في الخارج.
وعلى الرغم من التطور الذي حصل في عمل وكالات الانباء العربية وسعي وسائل الاعلام العربية لتنويع مصادر انبائها الخارجية فان وكالات الانباء الغربية ما زالت هي المصدر الرئيسي للاخبار الخارجية وهي اي الوكالات الغربية هي التي تحدد حجم ونوعية اهتمامات وسائل الاعلام العربية وللأسباب التالية.
1-طغيان النموذج الغربي لمضمون الاخبار الخارجية على وسائل الاعلام العربية من حيث التركيز على انباء الصراع والعلاقات الدولية والتطورات الداخلية في الدول الاخرى بخاصة تلك الاخبار المثيرة او غير المألوفة مع قلة الاهتمام او تجاهل الانباء التي تمس التطورات الايجابية في الدول النامية وخاصة الاخبار المتعلقة بالتنمية بالاضافة الى العاصفة الاخبارية التي وضعت عالم الجنوب بما فيه الوطن العربي على كرسي الاتهام بعد احداث 11 ايلول 2001.
2-التركيز على انباء العالم الاول وبخاصة الولايات المتحدة وغربي اوربا وتقديمه في كم الاخبار ومضمونها على انه محور الاحداث الصالحة للبث عبر العالم ومركز ادارة النظام الدولي كله وخاصة في العلاقات الدولية وادارة الصراع الدولي.
3-التعتيم الاخباري المتعمد وتحريف اخبار العالم الثالث ويأتي ذلك من خلال نشر كم من الاخبار لا تتناسب اطلاقا مع وزنه في المجتمع الدولي اما تحريف الانباء بالمعنى الدقيق للعبارة يحدث عندما تحل الاخطاء او الاكاذيب محل الحقائق الثابتة او عندما يضاف تفسير محرف الى الخبر عن طريق استخدام صفات التحقير او القوالب الجامدة مثلا فهناك طرقا متعددة يتم بها تحريف الصورة الكاملة للاحداث والمواقف وهذا يحدث عندما تعطي احداث لا تنطوي على اهمية حقيقية موضعا بارزا وعندما تخرج امور سطحية او لاصله لها بالموضوع مع حقائق ذات اهمية فعلية او صنع الاخبار من حقائق عشوائية وتقديمها كحقيقة متكاملة او عندما تجمع الحقائق الجزئية لكي تعطي انطباعا بانها الحقيقة الكاملة او عرض الحقائق بطريقة تثير شكوكا ومخاوف لا اساس لها من الصحة او مبالغا فيها يهدف التحكم في رد الفعل من جانب الافراد او حتى جماعة باكملها او حكومات او التزام الصمت ازاء حقائق واحداث يفترض انها تهم الجمهور.
ومن خلال ما تقدم يتضح لنا ان حركة الاخبار تمثل قلة في الانسياب من الجنوب الى الشمال اي من الدول النامية الى الدول التي تعتبر متقدمة (كما ونوعا) ولهذا فقد خطت الدول النامية خطوات منها تأسيس مجمع لوكالات انباء عدم الانحياز وبدأ نشاطه في كانون الثاني 1975 في بلغراد بيوغسلافيا.. كما تم في نيسان عام 1974 في بغداد عقد مؤتمر لوكالات الانباء العربية تم فيه تعديل نظام اتحاد وكالات الانباء العربية بما يضمن التنسيق بينها لايجاد السبل لزيادة تدفق المعلومات العربية الى اوربا وافريقيا وامريكا اللاتينية بذلك عمل هذا الاتحاد على عقد ندوات بين وكالات الانباء العربية من جهة ووكالات انباء افريقيا واوربا وامريكا اللاتينية من جهة اخرى.
وان كانت هذه الخطوات قد مثلت البداية في العمل على اعادة التوازن في انسياب المعلومات والاخبار بين دول العالم فان الضرورة تقضي بتوفير شروط كثيرة امام وكالات الانباء التي تعمل في الدول التي تسير نحو النمو لتقترب من الوكالات الكبرى تكنولوجيا وفنيا واعلاميا وهذه الشروط هي:
1ـ توفير قدر كامل من اجهزة الاتصالات واجهزة نقل المعلومات الصورية.
2ـ توفير قدر كامل من المشتركين في اوربا وامريكا والدول الاخرى تستلم المعلومات من خلال عقد اتفاقيات تعاون معها.
3ـ مساهمة اليونسكو مع المنظمات الاقليمية القائمة للمساهمة في تدريب العاملين وتطوير قدراتهم سواء من الناحية الفنية او الاعلامية.
5ـ اعداد كادر متخصص قادر على تميز المعلومات التي تثير اهتمام شعوب اوربا وامريكا والدول الاخرى.



بارك الله فيك

شكرا لك اخي الكريم

شكرا على المجهود وبارك الله فيك

من فصلك البحت لايمكنني نسخه كيف العمل

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

مذكرة بعنوان: النشر الإلكتروني عبر الإنترنت وحقوق الملكية الفكرية

حمل مذكرة بعنوان: النشر الإلكتروني عبر الإنترنت وحقوق الملكية الفكرية
4shared.com – online file sharing and storage – download .rar


بارك الله فيكم على هذه المذكرة ، كنت بامس الحاجة اليها جعلها الله في ميزان حسناتكم و جزاكم عنا كل خير

شكرا اخي فارس بارك الله فيك…ربما انا في حاجة لقراءتها لاني عندما انشر خواطري بين المنتديات احس وكانها عرضة دائما للسرقة…………..

مشكووور وجزاك الله ألف خير

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

المقابله الصحفيه اوالحديث الصحفي Interview


الحديث الصحفي

المقابله الصحفيه اوالحديث الصحفي Interview فن يقوم علي الحوار بين صحفي وشخصية من الشخصيات او بين مجموعه من الصحفيين وشخصيه من الشخصيات . كما هو الحال فى المؤتمر الصحفي، او فريق من الصحفيين يتم تشكيله من الصحيفه واحدة لمحاورة شخصيه من الشخصيات.
والحديث الصحفي قد ينشر كفن مستقل بذاته،وقد ينشر متضمنا فى فنون اخري مثل التحقيق الصجفي أو القصه الاخباريه وغيرها..وعلي ذلك يمكن تحديدأنواع المقابلات الصحفيه وأهدافها علي النحو التالي:

_أنواع المقابلات الصحفيه واهدافها:

1- مقابله صحفية تجرى بهدف كتابه قصه خبرية، وهذه قد تكون عباره عن مجموعه من المقابلات يجريها المندوب مع ابطال القصة او شهود العيان هدف جمع الحقائق والمعلومات لكتابة القصة الخبرية، والصحفي فى هذا النوع من المقابلات يركز علي الاسئله التقليدية السته وهي: من، ماذا،متى،كيف،اين،لماذا..

2-مقابلة صحفيه لكتابة موضوع اخباري يقدم تفصيلات عن الخلفية المتعلقه بمن او ماذا جرى ؟

3-مقابلة صحفية لرسم صورة جانبيه ( Profile) لشخص معين ، فاذا كان هذا الشخص مألوفا للقراء ينبغي ان يقدم لهم الصحفي شيئا جديدا عنه اما اذا كان الشخصغير معروف فأنه يرسم لهم صورته بالكامل.وفي بعض الاحيان يكون ما يفعله الشخص او الجو الذي يعيش فيه أهم كثير مما يقوله فى رسم هذه الصوره الجانبيه.فعلي سبيا المثال اجرت صحيفه امريكيه مقابله مع احد زعماء الهند وكان مطلوبا للعداله بتهمه القتل، وكان يتخذ من المعبد المقدس ملجأ له وسط حماية تابعية، وتقول الصحيفة أنه على الرغم من ان الرجل لم يقل شيئا يستحق النشر ،الا ان المقابله لم تكن فاشله،فهناك مقابلات تجريها لانك تريد اجابات ، وهناك مقابلات اخرى تعرف الاجابات فيها مقدما، ولكنك تريد أن تضيف الى المقابله شيئا من الاثارة او التلةين، او تصف الجو المحيط بالمقابله او مزاج الشخص فلى المقابله او تحصل علي تصريح جيد منه.

4-القصة التجميعية:وهي التي تتم تجميع مادتها علي غرار الندوات،وتعطى للقاريء بعدا اعمق عن حدث جار، وذلك عن طريق جمع ارارء عدة أشخاص حول هذا الحدث ، ويستطيع الكاتب الصحفي ان يكتب قصة تجميعية للآراء أو التعليقات التي يجمعها حول موضوع معين.

5-مقابله صحفيه لعمل تحقيق صحفي متعمق وتستهدف المقابلات التي يجريها الصحفي لعمل التحقيقات الصحفيه الاجابة عن سؤالين اساسيين هما : كيف و لماذا..

6- حديث صحفي مستقل يستهدف الحصول علي أخبار او معلومات أو آراء وتختلف المقابلات الصحفية فمنها المقابلات الودية او المقابلات التصادمية او العدائية، وتتراوح هذه المقابلات بين المشاعر الفياضه ومحاولات الدفاع عن النفس.ويتوقف ذلك علي نوع المعلومات التي يسعي الصحفي الى الحصول عليها وعلي الظروف التي تتم فيه المقابلة.

مراحل اجراء الحديث الصحفي:

أولا: الاعداد للحديث الصحفي:
1- اختيار الشخصية واختيار موضوع الحديث:
تعتبر الاحداث الجاريه سواء المحلية أو الخارجية هي التي تحدد الشخصيات و الموضوعات التي يقوم الصحفي باجراء مقابلات صحفية حولها بشرط أن ترتبط هذه الأحداث بقضايا تهم الرأي العام أو تمس مصالح عدد كبير من القرء ، فأجراء تغيير وزاري قد يستدعي إجراء العديد من المقابلات مع رئيس الوزراء ، والوزراء الجدد حول سياستهم الجديدة ، وصدور قانون جديد للإسكان قد يستدعي إجراء حوار مع مزير الاسكان حول هذا القانون ومدي مراعاته لمصالح كل من الملاك والمستاجرين أو محدودي الدخل…..ألخ..

ثانيا:جمع المعلومات:
حتي يتمكن الصحفي من اجراء حديث جيد وناجح لابد أن يقوم بجمع المعلومات عن الشخصية التي سيجرى معها الحوار وعن الموضوع أو الموضوعات التي سيدور حولها النقاش ،فالبحث الموثق جيدا يعطى الصحفى المعلومات الخلفية التي يحتاجها لتوجية أسئلة جيدة..ولمقارنة اجابات الشخص مع ما توصل اليه الصحفي من خلال بحثه عن المعلومات ،أما الصحفى الذي لا يسعى الي الالمام بموضوع حديثه ويكتفي بما هو متاح او بالقدر اليسير من المعلومات فان معلوماته او حديثه يمكن أن يكون ناقصا وضحلا وغير دقيق وغير مثير…

وحتي يتمكن المحرر من جمع المعلومات المطلوبة لاعداد حديثه عليه أن يجيب اولا علي هذه الاسئلة:

1-ما هي المعلومات التي يريد ان يعرفها؟ هل تتعلق بواقعه حقيقيه ام تاريخا معينا؟ هل هي رقم تليفون ام اسم خبير ام معلومات خلفية ام احصاءات…..علي الصحفي ان يعد قائمه بالمعلومات التي يريدها لموضوعه..

2- لماذا يريد ان يعرف هذه المعلومات؟ هلي هي مهمه جدا لموضوعه ام ثانويه الاهميه، هل هي مثيرة للاهتمام ام يمكن الاستغناء عنها؟

3-كيف سيستخدم هذه المعلومات؟ هل ستنشر بالنص كما ذكرها المصدر ؟ هل ستستخدم لتحديد اسئله المقابله؟ عليك ان تحدد كل معلومه والدور المحتمل لها فى الموضوع..

4-كم الوقت لديك لتسليم الحديث؟ هل امامك اربع دقائق ام اربع ساعات ام اربع ايام ام اربع اسابيع؟ فى حاله قصة وقعت حديثا وامامك موعد نهائي للطبع يقترب بسرعه،عليك ان تستعين بأخبار الوكالات وان تستعين بالتليفون للحصول علي المعلومات..

من أين يحصل الصحفي علي المعلومات::؟؟
هناك مصارد عديدة يمكن للصحفي الحصول علي المعلومات من خلالها عن موضوع الحديث والشخصية التي سيجرى معها الحوار وهي:

أ-أرشيف الصحيفةاو ما يسمي بقسم المعلومات ويوجد به ملفات للشخصيات العامة من سياسين وادباء وعلماء وفنانين..وغيرهم…كما يوجد به ملفات للموضوعات والقضايا المهمه التي تدخل ضمن اهتمامات الصحيفة.

ب-المكتبة:ويوجد بالمكتبات كتب وابحاث ودراسات اجريت ربما حول الشخصيه التي سيجري معها الحديث او حول الموضوعات والقضايا التي سيناقشها الصحفي معها.كما انه بامكانه أن يطلع ايضا علي الكتب التي قد تكون من تأليف هذه الشخصية، فلو اننا سنجري حوار مع نجيب محفوظ بمناسبه حصوله علي جائزه نوبل مثلا فيمكن ان نقرا مؤلفاته وخصوصا الفائزه بالجائزة، والمؤلفات التي كتبت عنه، وبالمكتبات يمكن ان نعثر فى الموسوعات والمعاجم والكتب السنوية وغيرها علي ما نحتاج اليه من معلومات او احصاءات.وهناك ايضا قواعد البيانات وبنوك المعلومات الالكترونية..

ج-الاتصال بالصحفيين الذين سبق لهم اجراء مقابلات مع هذه الشخصيه فقد يكون لديهم معلومات مفيدة عن شخصيه المتحدث.

د- الاتصال بأصدقاء الشخصيه القدامى وزملاء دراسته وذلك فى حاله الاعداد لحديث يستهدف تصوير جوانب فى شخصية المتحدث..

إعداد الاسئله::

ان المحرر الذي يذهب الي المقابلة بدون اسئله معدة سلفا، قد يضيع منه الموضوع الاصلي الذي جاء من اجله، وقد ينحرف به المتحدث الي مجلات بعيده عن نطاق الموضوع الاصلي..

والكقابله هي رحله استكشاف وانت احيانا تعرف اين ستذهب واحيانا اخري لاتعرف ويجب ان يكون لديك دائما فكره عن السبب الذي من اجله ستجري المقابلة مع شخص ما..

وقد تسعي اسئله الحديث الصحفي الي ايجاد اجابات علي الاسئله الخمسه او السته(من، متى،ماذا،أين،كيف،لماذا).ويمكن ان تكتفي بالتركيز علي عدد قليل من هذه الاسئله..وتجدر الاشاره ال ان مرحله اعداد وجمع المعلومات تفيد الصحفي فى تجنب الاسئله الى سبق توجيهها للمتحدث..

…….. أفضل الاسئله فى الحديث الصحفي:

&_يري الخبراء ان افضل سؤالهو الذي يصاغ بطريقة تشعل فى المتحث الرغبة فى الاجابه عليه بطريقة مثيرة للاهتمام وحافله بالمعومات..

&_التركيز دائما علي الاسئله التي تبدا بكيف ولماذا لانها تبحث عن رأي يظهر شخصيه المتحدث ويساعد الصحفي علي تقييم وجهه نظره..

&_أسئله الحديث الصحفي يجب ان تكون ايجابية وليست سلبيه بمعني ان اجاباتها تقدم معلومات او وجهات نظر..

…………أسوا الاسئله فى الحديث الصحفي::
&_السؤال المكون من جزئيين يقطع افكار المتحدث..

&_ السؤال بالايجاب بالنفي كان تسأله هل سترشح نفسك ام لا…فقد يقول لا لانه لا يرد ابلاغك بخطته..

&_ الاسئله التي يزيد طولها عن ثلاث جمل فهي لاتعتبر سؤال بل خطبه تفقد المتحدث الاهتمام بالسؤال..

&_الاسئله التي اجابتها نعم أو لا..

(إجراء المقابلة الصحفية)

*تحديد موعد اللقاء:
بعد الاعداد الكافي للحديث الصحفي يبدا المحرر فى الاتصال بالشخصيه:

1-الاتصال التليفوني
2-المقابلة الشخصيه
3-السكرتارية، او بعض الاصدقاء، او العلاقات العامة

ويمكن تصنيف الاشخاص الذين يمكن ان ياتقي بهم الحفي الي ثلاث انواع:

1-الفئه المتعاونة:وهي فئه مستعدة للحديث الي الصحافه ولا تحاول وضع عراقيل امام الصحفي..

2-الفئه المترددة:وهي فئه قلقله متوترة تحب الحديث مع الصحافة ، ولكنها تخشي فى الوقت نفسه من تبعات التحدث الي الصحفيين.

3-الفئه المتهربة:وهي الفئه التي تكره الحديث الي الصحافه ولا تثق فى الصحفيين ولا تتحدث الا بحساب.فهي فئه قليلة الكلام.

وحتي تتمكن من اجراء الحديث الصحفي ينصحون بالاتي:
_ التركيز علي ما يريد الناس التحدث عنه بدلا مما لايريدون مناقشته

_التغلب علي الذين يعوقون اجراء المقابله مثل السكرتارية او العلاقات العامة.

_إقناع الشخص باجراء المقابله من خلال احساسه بالفخر او العداله ، اشبارع حاجته الي الاهتمام [ان الجمهور يريد معرفه الكثير ، التاكيد علي أهميه نشر نص أقواله بوصف خبيرا فى الموضوع.

&&_تسجيل الحوار:
هناك طريقتين لتسجيل الحوار الصحفي:

1-التسجيل فى النوته او دفتر الملاحظات:
يعتمد بعض الصحفيين علي تدوين قليل من الملاحظات معتمدين علي ذاكرتهم لكتابة كل ما سمعوه بعد انتهاء المقابلة..وهذا يتطلب السرعه فى الكتابة واجادة فن الاختزال.

2-استخدام اجهزه التسجيل:
وهذه الطريقة اصبحت شائعه بعد انتشار اجهزة التسجيل صغيرة الحجم.ويجب علي الصحفي التأكد من التي:

_التأكد من الآله تعمل بكفأه.
_ان ياخد معه شرائط وبطاريات كافية.
_أن يستأذن الشخصيه فى استخدام جهاز التسجيل.
_اذا طلب المتحدث عدم تسجيل جزء من الحوار فأغلق الجهاز.

ويعيب هذه الطريقه هو ان تفريغ الشرائط يأخد وقتا طويلا..

((كتابة الحديث الصحفي))

أولا: أسلوب الهرم المقلوب:
ويتكون من جزئين المقدمه وجسم.ويستخدم فى الاحاديث التي تجري مع الشخصيات المهمه مثل الملوك والرؤساء وكبار رجال الدوله.ويتم فى المقدمه ابراز الاخبار والتصريحات الاكثر اهميه ثم فى الجسم باقي المعلومات الاقل اهمية.

ثانيا:أسوب الهرم المتدرج:
ويتكون من جزئين: مقدمه وجسم ويستخدم مع الشخصيات الاقل اهميه..ويقوم باختصار الاقوال الغير هامه..

ثالثا: أسلوب الهرم المعتدل:
ويتكون من ثلاثه اجزاء مقدمه وجسم وخاتمه ويستخدم فى احاديث التي يكون القاريء ليس متعجلا فى قراءتها او يقراها بهدف التسلية والامتاع، او التي تستهدف اثاره اهتمام القاريء تدريجيا.

رابعا:اسلوب الهرم المعتدل المتدرج:
وهو يشبه القالب السابق ويختلف عنه فى انه يسمح بالتزاوج بين الاقوال المقتبسه وتلخيص الاقوال الاخري..




التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

مدخل إلى علوم الإعلام والاتصال- مفاهيم عامة

مفهوم الاتصال:

يعود أصل كلمة communication في اللغات الأوروبية -والتي اقتبست أو ترجمت إلى اللغات الأخرى وشاعت في العالم- إلى جذور الكلمة اللاتينية communis التي تعني “الشيء المشترك” ، ومن هذه الكلمة اشتقت كلمة commune التي كانت تعني في القرنين العاشر والحادي عشر “الجماعة المدنية” بعد انتزاع الحق في الإدارة الذاتية للجماعات في كل من فرنسا وإيطاليا قبل أن تكتسب الكلمة المغزى السياسي والأيديولوجي فيما عرف بـ “كومونة باريس” في القرن الثامن عشر؛ أما الفعل اللاتيني لجذر الكلمة communicare فمعناه “يذيع أو يشيع ” ومن هذا الفعل اشتق من اللاتينية والفرنسية نعت communique الذي يعني “بلاغ رسمي” أو بيان أو توضيح حكومي.

وقد تعددت المفاهيم التي طرحت لتحديد معنى الاتصال بتعدد المدارس العلمية والفكرية للباحثين في هذا المجال ، وبتعدد الزوايا والجوانب التي يأخذها هؤلاء الباحثون في الاعتبار عند النظر إلى هذه العملية، فعلى المستوى العلمي البحثي يمكن القول بوجود مدخلين لتعريف الاتصال:

المدخل الأول:

ينظر إلى الاتصال على انه عملية يقوم فيها طرف أول (مرسل) بإرسال رسالة إلى طرف مقابل(مستقبل) بما يؤدي إلى أحداث اثر معين على متلقي الرسالة.

المدخل الثاني:

يرى أن الاتصال يقوم على تبادل المعاني الموجودة في الرسائل والتي من خلالها يتفاعل الأفراد من ذوي الثقافات المختلفة ، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لتوصيل المعنى ، وفهم الرسالة.

والمدخل الأول يهدف إلى تعريف المراحل التي يمر بها الاتصال ، ويدرس كل مرحلة على حدة ، وهدفها وتأثيرها على عملية الاتصال ككل. أما التعريف الثاني فهو تعريف بناءي أو تركيبي ، حيث يركز على العناصر الرئيسية المكونة للمعنى ، والتي تنقسم بدورها إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

أ‌- الموضوع: إشارته ورموزه.

ب- قارئو الموضوع والخبرة الثقافية والاجتماعية التي كونتهم، والإشارات والرموز التي يستخدمونها.

ج- الوعي بوجود واقع خارجي يرجع إليه الموضوع الناس.

وفي ضوء المدخل الأول عرف بعض الباحثين الاتصال بالنظر إليه كعملية يتم من خلالها نقل معلومات أو أفكار معينة بشكل تفاعل من مرسل إلى مستقبل بشكل هادف، ومن نماذج هذه التعريفات:

· الاتصال هو العملية التي يتم من خلالها نقل رسالة معينة أو مجموعة من الرسائل من مرسل أو مصدر معين إلى مستقبل،أما الاتصال الجماهيري فهو ذلك النمط من الاتصال الذي يتم بين اكثر من شخصين لإتمام العملية الاتصالية والتي غالبا ما تقوم بها بعض المؤسسات أو الهيئات عن طريق رسائل جماهيرية.

· الاتصال هو نقل أو انتقال للمعلومات والأفكار والاتجاهات أو العواطف من شخص أو جماعة لآخر أو للآخرين من خلال رموز معينة.

· الاتصال يعرف على انه عملية تحدد الوسائل والهدف الذي يتصل أو يرتبط بالآخرين ، ويكون من الضروري اعتباره تطبيقا لثلاثة عناصر :العملية-الوسيلة-الهدف.

· الاتصال عملية تفاعل بين طرفين من خلال رسالة معينة ،فكرة ، أو خبرة ،أو أي مضمون اتصالي آخر عبر قنوات اتصالية ينبغي أن تتناسب مع مضمون الرسالة بصورة توضح تفاعلا مشتركا فيما بينهما.

وفي ضوء المدخل الثاني الذي ينظر إلى الاتصال على انه عملية تبادل معاني يعرف بعض الباحثين الاتصال كعملية تتم من خلال الاتكاء على وسيط لغوي ، في ضوء أن كلا من المرسل والمستقبل يشتركان في إطار دلالي واحد، بحيث ينظر إلى الاتصال هنا على انه عملية تفاعل رمزي ، ومن نماذج هذه التعريفات:

· الاتصال تفاعل بالرموز اللفظية بين طرفين : أحدهما مرسل يبدأ الحوار ، وما لم يكمل المستقبل الحوار ، لا يتحقق الاتصال ويقتصر الأمر على توجيه الآراء أو المعلومات، من جانب واحد فقط دون معرفة نوع الاستجابة أو التأثير الذي حدث عند المستقبل.

· الاتصال عملية يتم من خلالها تحقيق معاني مشتركة (متطابقة) بين الشخص الذي يقوم بالمبادرة بإصدار الرسالة من جانب والشخص الذي يستقبلها من جانب آخر.

والإعلام هو جزء من الاتصال ، فالاتصال اعم واشمل، ويمكن تعريف الإعلام بأنه تلك العملية الإعلامية التي تبدأ بمعرفة المخبر الصحفي بمعلومات ذات أهمية، أي معلومات جديدة بالنشر والنقل، ثم تتوالى مراحلها: تجميع المعلومات من مصادرها، نقلها، التعاطي معها وتحريرها، ثم نشرها وإطلاقها أو إرسالها عبر صحيفة أو وكالة أو إذاعة أو محطة تلفزة إلى طرف معني بها ومهتم بوثائقها.

إذن لابد من وجود شخص أو هيئة أو فئة أو جمهور يهتم بالمعلومات فيمنحها أهمية على أهميتها، ويكون الإعلام عن تلك العملية الإعلامية التي تتم بين ميدان المعلومات وبين ميدان نشرها أو بثها.

مكونات عملية الاتصال:

إن النظر إلى الاتصال كعملية يعني أن الاتصال لا ينتهي بمجرد أن تصل الرسالة من المصدر (المرسل) إلى المتلقي (المستقبل)، كما يعني أن هناك العديد من العوامل الوسيطة بين الرسالة والمتلقي بما يحدد تأثير الاتصال؛ من جهة أخرى فإن كلا من المرسل والمتلقي يتحدث عن موضوع معين أو موضوعات معينة فيما يعرف بالرسالة أو الرسائل، ويعكس هذا الحديث ليس فقط مدى معرفة كل منها بالموضوع أو الرسالة ، ولكن أيضا يتأثر بما لديه مقيم ومعتقدات وكذلك بانتماءاته الاجتماعية الثقافية بما يثير لديه ردود فعل معينة تجاه ما يتلقاه من معلومات وآراء وبما يحدد أيضا مدى تأثره بهذه المعلومات والآراء.

في هذا الإطار المركز تطورت النماذج التي تشرح وتفسر عملية الاتصال بعناصرها المختلفة، حيث ظهر في البداية النموذج الخطي أو المباشر الذي يرى أن تلك العناصر هي مجرد المرسل والرسالة والمستقبل، ولكن الدراسات التي أجريت منذ الأربعينيات بينت مدى قصور ذلك النموذج ، وحطمت النظرية القائلة بأن لوسائل الإعلام تأثيرا مباشرا على الجمهور ؛ لقد ظهرت العديد من النماذج والتي تطورت من الطبيعة الثنائية إلى الطبيعة الدائرية والتي على ضوئها تتكون عملية الاتصال من ستة عناصر أساسية هي المصدر والرسالة والمتلقي (المستقبل) ثم رجع الصدى والتأثير، وفيما يلي نبذة موجزة عن هذه العناصر:

المصدر(source):

ويقصد به منشأ الرسالة، وقد يكون المصدر فردا أو مجموعة من الأفراد وقد يكون مؤسسة أو شركة ، وكثيرا ما يستخدم المصدر بمعنى القائم بالاتصال، غير أن ما يجدر التنويه إليه هنا أن المصدر ليس بالضرورة هو القائم بالاتصال، فمندوب التلفزيون قد يحصل على خبر معين من موقع الأحداث ثم يتولى المحرر صياغته وتحريره، ويقدمه قارئ النشرة إلى الجمهور ، في هذه الحالة وجدنا بعض دراسات الاتصال يذهب إلى أن كل من المندوب والمحرر وقارئ النشرة بمثابة قائم بالاتصال وان اختلف الدور، بينما يذهب البعض الآخر من الدراسات إلى أن القائم بالاتصال هو قارئ النشرة فقط ، أي انه بينما يوسع البعض مفهوم القائم بالاتصال ليشمل كل من يشارك في الرسالة بصورة أو بأخرى ، فإن البعض الآخر يضيق المفهوم قاصرا إياه على من يقوم بالدور الواضح للمتلقي.

الرسالة(message):

وهي المنبه الذي ينقله المصدر إلى المستقبل ، وتتضمن المعاني من أفكار وآراء تتعلق بموضوعات معينة يتم التعبير عنها رمزيا سواء باللغة المنطوقة أو غير المنطوقة، وتتوقف فاعلية الاتصال على الفهم المشترك للموضوع واللغة التي يقدم بها، فالمصطلحات العلمية والمعادلات الرياضية المعقدة الخاصة بالكيمياء الحيوية مثلا تكون مفهومة بين أستاذ الكيمياء وطلابه، أما إذا تحدث نفس الأستاذ عن الموضوع مع طلاب الإعلام والاتصال لا يكون الأمر كذلك، فهناك فجوة أو عدم وجود مجال مشترك للفهم بين المرسل والمستقبل، والمنطق نفسه إذا كان الأستاذ يلقي محاضرة بلغة لا يفهمها أو لا يعرفها الحاضرون ، أو إذا استخدم إيماءات وإشارات ذات دلالة مختلفة لهم.

من جهة أخرى تتوقف فاعلية الاتصال على الحجم الإجمالي للمعلومات المتضمنة في الرسالة ، ومستوى هذه المعلومات من حيث البساطة والتعقيد، حيث أن المعلومات إذا كانت قليلة فإنها قد لا تجيب على تساؤلات المتلقي ولا تحيطه علما كافيا بموضوع الرسالة الأمر الذي يجعلها عرضة للتشويه، أما المعلومات الكثيرة فقد يصعب على المتلقي استيعابها ولا يقدر جهازه الإدراكي على الربط بينها.

الوسيلة أو القناة(channel):

وتعرف بأنها الأداة التي من خلالها أو بواسطتها يتم نقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل، وتختلف الوسيلة باختلاف مستوى الاتصال، فهي الاتصال الجماهيري تكون الصحيفة أو المجلة أو الإذاعة أو التلفزيون، وفي الاتصال الجمعي مثل المحاضرة أو خطبة الجمعة أو المؤتمرات تكون الميكرفون ، وفي بعض مواقف الاتصال الجمعي أيضا قد تكون الأداة مطبوعات أو شرائح أو أفلام فيديو، اما في الاتصال المباشر فإن الوسيلة لا تكون ميكانيكية (صناعية) وانما تكون طبيعية

وظائف وسائل الإعلام:

دور وسائل الإعلام في المجتمع هام جدا إلى درجة خصصت الحكومات أقساما ودوائر ووزارات إعلام تتولى تحقيق أهداف داخلية وخارجية عن طريق تلك الوسائل، من تلك الأهداف رفع مستوى الجماهير ثقافيا، وتطوير أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية، هذا داخليا.

أما خارجيا فمن أهداف دوائر الإعلام تعريف العالم بحضارة الشعوب ووجهات نظر الحكومات في المسائل الدولية.

ولم يقتصر اهتمام وسائل الحكومات بوسائل الإعلام، بل أن مؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية اهتمت بها، ووجدت ان تلك الوسائل تخدمها وتخدم اهدافها وتساعد في ازدهارها.

وليس أدل على أهمية الإعلام ووسائله مما أصبح معروفا في العالم، من ان الدولة ذات الإعلام القوي تعتبر قوية وقادرة، فلقد أصبح الإعلام رئيسيا في بقاء بعض الدول وخاصة تلك التي وجدت فيه احدى دعاماتها الرئيسية الأولى، وقدمته على باقي دعائم الدولة.

وسبب كل ذلك هو ان وسائل الإعلام مؤثرة في الجماهير وفاعلة سلبا أو ايجابا؛ فما هي وظائف تلك الوسائل؟

للإعلام خمس وظائف رئيسية هي:

أولا: التوجيه وتكوين المواقف والاتجاهات.

ثانيا: زيادة الثقافة والمعلومات.

ثالثا: تنمية العلاقات البينية وزيادة التماسك الاجتماعي.

رابعا: الترفيه وتوفير سبل التسلية وقضاء أوقات الفراغ.

خامسا: الاعلان والدعاية.



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

وسائل الإعلام وتأثيرها على القيم الإجتماعية

وسائل الإعلام وتأثيرها على القيم الإجتماعية
عبده حقي 08 مارس 2022

أعدها : عبده حقي

أثارقرارالحكومة الفرنسية القاضي بحذف الوصلات الإشهارية والإعلانات بعد الثامنة مساءا في بعض القنوات التلفزية بالإضافة إلى الوضعية الصعبة والقلقة التي تعيشها المحطات الإذاعية أثارالكثيرمن الأسئلة الملحة حول تأثيركل هذا على قطاع الإعلام العمومي . فبصرف النظر عن البرامج الترفيهية والثقافية يطرح دائما السؤال الأساسي : كيف يمكن للإذاعة والتلفزة أن تؤثرفي القيم الأخلاقية والسلوكات الفردية .

في الحقيقة بالرغم من ملايين الأوروالتي يتم صرفها كل سنة لإنتاج البرامج والإعلانات التربوية ( الحملات الدعائية ، مسلسلات تربوية ، برامج للإطفال … ) بالرغم من كل هذه الميزانيات الضخمة ، فليس هناك إلى حدود اليوم جواب دقيق عن سؤال تأثيروسائل الإعلام في القيم والأخلاق الإجتماعية .

لقد تم إختباردورالإذاعة والتلفزة العموميتين من خلال إستمزاج آراء بعض الفئات الإجتماعية من المستهلكين لكن لم يكن ذلك سوى مجرد عملية استمزاج قد تمت في ظروف مختبرية ضيقة ليس إلا.

هناك دراستان تم إنجازهما في هذا السياق بقصد تدارك هذه الثغرة . الدراسة الأولى تتعلق بتأثيرالمساسلات التلفزية على نسبة الولادة في البرازيل وتعتبر هذه المسلسلات عنصرا أساسيا في خارطة المشهد الإعلامي السمعي البصري وقد إستطاعت إستقطاب أكبر عدد من المشاهدين خصوصا في ذروة المشاهدة أي حوالي الثامنة مساءا حيث وصلت إلى مابين 60 و80 مليون مشاهد من مختلف الطبقات الإجتماعية . وتعتبرقناة ( ريد كلوبو) المتخصصة في إنتاج وبث المسلسلات القناة الرابعة على المستوى العالمي بدرجة تتبع ومشاهدة تضاهي أشهر القنوات الأمريكية . وتغطي قناة ( ريد كلوبو) مساحة جغرافية تقدرب 98 بالمئة من مجموع المحافظات البرازيلية . لقد أرغمت الرقابة في عهد الديكتاتورية الكثير من المؤلفين الانكباب على الإنتاج والتأليف لصالح التلفزة العمومية ويمكن إعتبار إنتاجات هذ المرحلة من أرقى وأجود الإنتاجات في مسيرة الإعلام العمومي البرازيلي .

لقد حاولت هذه المسلسلات تشخيص أوضاع العائلات والأسرالمنتمية إلى الأوساط الميسورة إن لم نقل البرجوازية التي يعيش في كنفها عدد أبناء أقل . إن 72 بالمئة من أبطال هذه المسلسلات هم في سن أقل من 50 سنة في أحداث المسلسلات التي تقدمها قناة ( ريد كلوبو) . فما بين 1965 و1999 لم يكن لهؤلاء الأبطال أبناء وحتى إن وجدوا فإن سنهم لم يكن يتجاوز العام الواحد .

وفي نفس المرحلة فإن نسبة الإخصاب والحمل في البرازيل قد إنتقلت من 6،3 حالة ولادة للزوجة الواحدة سنة 1960 إلى 2،3 وقد أعتبرت أولى النسب إنخفاضا في العالم .

فإلى أي حد قد أسهم نموذج هذه الأسرالصغيرة التي تقدمها المسلسلات في وتيرة الولادات بالبرازيل ؟

للإجابة عن هذه الأسئلة قامت الصحفية ( لاليانا لافيرارا ) وزميلاتها في قناة ( ريد كلوبو ) ببحث شمل بالأساس موضوع تغطية القناة للتراب البرازيلي ما بين 1970 و 1999 ، فمساحة البث في هذه المرحلة قد إتسعت بقدرما إرتفع عدد رخص الإستغلال أولا تحت الحكم العسكري الديكتاتوري ثم بعد ذلك في ظل البرازيل الديموقراطية … لقد كانت قناة ( ريد كلوبو) غائبة سنة 1970 تقريبا ولم تكن تغطي سوى ثلث التراب البرازيلي . أما اليوم فإن التغطية شاملة ، كما بينت الدراسة أن نسبة الولادة تنخفض كلما شرعت قناة ( ريد كلوبو) في بث برامجها

بمنطقة ما .

إن التأثيرالإعلامي هنا واضح وجلي وهوأنجع من نتائج حملة تحسيسية وتربوية وهوواضح أيضا في ظل غياب قنوات تلفزية أخرى بمعنى أن تأثير قناة ( ريد كلوبو) كان له الأثر الواضح أكثرمن إعتباره برنامجا ترفيهيا وفرجويا ليس إلا.

الدراسة الثانية حاولت مقاربة تأثير المسلسلات الإذاعية التي أنتجت خصيصا بهدف خلق مصالحة وطنية إبان الحرب الأهلية التي عرفتها رواندا خلال التسعينات من القرن الماضي . ونشيرهنا وبكل أسف إلى أنه كان لجهاز الراديو الأثر البين في تفجير الحقد والكراهية العرقية بين القبائل المتطاحنة وما عرفته من مذابح لم تشهدا أي دولة إفريقية مثلها فيما قبل . ومن أجل تدارك هذا الخطأ التاريخي الإعلامي وتفعيل دورالإذاعة في المصالحة الوطنية إقترحت إحدى منظمات المجتمع المدني في رواندا مسلسلا إذاعيا يبث مرة واحدة في الأسبوع حيث يتناول موضوع المواجهة بين قبيلتين إستطاعتا بعد الإقتتال أن تجدا طريقهما إلى المصالحة … وقد كان هذا المسلسل يبث في إثنا عشرة محافظة وعلى موجة fm .

وخلال عام وبمعدل مرة واحدة كل أسبوع كان سكان القرى يجتمعون حول جهاز الراديولينصتوا إلى هذا المسلسل / البرنامج الذي كان آنذاك من بين ست برامج تحسيسية يبث منها برنامج حول داء فقدان المناعة المكتسبة ( الإيدز) . وعند نهاية المسلسل كان يقوم بعض المسؤولين بمنظمات المجتمع المدني بالتقصي والتحري عن جدوى الإستماع في أوساط هذه القبائل المتناحرة وتطرح عليهم أسئلة حول تصورهم ومواقفهم وآرائهم في فكرة ( العنف الجماعي الذي يتولد من سلوكات فردية طائشة ) كما يتم إستمزاج آرائهم حول أبعاد بعض الأعراف والتقاليد الإجتماعية مثلا كالإجابة عن سؤال ( هل تحفز إبنك على الزواج من قبيلة أخرى ؟ )

يقينا أن الكثير من المعتقدات لم تتأثربهذه المسلسلات غير ان الأمر ليس كذلك بالنسبة للأعراف الإجتماعية حيث أن جل الذين تابعوا هذه المسلسلات قد أبانوا عن نزوع نحو قيم التسامح وما من شك في أن هذه النتائج قد طمأنت الباحثين لكن من جهة أخرى فالتحول الذي طرأ على سلوكات الناس قد كشف بالواضح عن تأثير وسائل الإعلام في بنية وحركية المجتمعات شكل عام .

إنجاز: عبده حقي

الإسم الحقيقي : عبدالحق عينو

عن صحيفة ليبيراسيون الفرنسية



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

تأثير القنوات الاخبارية على المتلقي

عن موضوع تأثير القنوات الاخبارية…

ان لهذا الموضوع جوانب عديدة تتداخل فيما بينها وتجذب الحديت عن خلفيات يصعب كثيرا الأخذ بكل حيثياتها

أولا..
.تعتبر مثل هذه المؤسسات الاعلامية المتخصصة/الأخبار/ ملكية خاصة فى الأغلب و يقع تمويلها على عاتق هيئات و منظمات أو احزاب …هذا جانب مهم في الموضوع/ملكية المؤسساتالاعلامية/
يمكنك اكتشاف علاقات بين موضوعك و مثل هذه مفاهيم و كذى موضوع/ المذاهب الاعلامية/

ثانيا…
تأثير الوسائلالاعلامية/من خلال وضائفها
لاشك انكم قد درستم هذا الموضوع
فلأي و سيلة اعلامية 3و ضائف حسب لازار سفيلد
1/ تشاورية*خدمة القضايا العامة و الأنشطة الاجتماعية و التنظيمات بطريقة موضوعية
2/تقوية الاعراف الاجتماعية*/فضح الانحرافات/
3/الوضيفة التخذيرية/*…الدعايا و الاشاعة , من خلال و ضائفها المعيقة….و هذا مايفتح موضوع التأثير…

ثالثا…
نظريةالتأثير/* بمراحلها
يهم أن نتطرق الى مراحلها التاريخية اذ يمكننا فهم الى أي مدى تستخدم مثل هذه القنوات للتأثير على المتلقى
1
1/المرحلة الأولى* ابتداء من العشرية الاولى للقرن العشرين ق20 ..الى غاية نهاية الحرب العالمية الثانية…مع كارتز و لازار سفيلد…و ظهور القذيفة السحرية, الابرة المخدرة
فى سنة 1938 مع أرسلن و الز حينما أذيع خبر عن هجوم من المريخ على كوكب الأرض فى الولايات المتحدة الأمريكية فأحدث هذا الخبر فزعا كبيرا لدى الشعب الامريكى و هنا بداية ظهور فاعلية* قيادة الرأي العام*
و هذا موضوع يتصل اتصالا مباشرا بأهمية المادة الاعلامية التى تقدمها القنوات الاخبارية و نتائجها و تأثيرها

2/ اللمرحلة*…أواخر الثلاثينيات الى غاية التسعينيات مع ميلفين ديفلر… مرحلة ظهور التأثير المحدود اي أن هناك عملية انتقاء و اختيار فى تلقى الرسالة الاعلامية خاصة مع تعدد القنواة فى الحاضر
فأن تختار القناة الفرنسة 24 / ف24/ …أنت فى واجهة مخاطبة المستعمرات الفرنسية /الفرونكوفونية/…و أن تختار قناة الجزيرة ..انت فى واجهة عربية لها كمياتها و كيفياتها و تأثيرها عليك كمواطن عربي..

3/ المرحلة الثالثة*من الستينانت الى يومنا…../التأثير القوي/…لولب الصمت
الثقة الكاملة فى الرسائل الاعلامية و بدون استفسار
يمكن لمثل هذه القنوات الاخبارية ممارسة التظليل الاعلامي أومايسمى ب … التعتيم الاعلامي….حرب الخليج و القنوات الصليبية و تظليلها للشعوب الاوروبية
و كذى تأثير هذه القنوات على/ الرأى العام/… تشكيله و جمهرته نحو مواضيع معينة
و لا ننسى ان لمثل هذه القنوات أيادى تأثر على اتجاهاتها كذى من جانب التمويل فتتبع توجهات أصحابها و تحمل مفاهيمهم و مقاصدهم من الرسائل الاعلامية…/ اي نقصد القائم بالاتصال/….

تذكرت…مأساةالهولوكوست…/المحرقة/.. و ما بثته القنوات الاخبارية اليهودية عن هذه الاسطورة الكاذبة ضذ حملة هتلر التى قادها ضدهم فكانت هذه القنوات تركزعلى نشر الأخبار المرعبة عن المذابح الجماعية و أفران الغاز المزعومة و اتهام هتلر بأنه عدو للسامية..و كان من ثمار ذالك///

1/ تحويل مشاعر الراي العام العالمي و خاصة الأوروبى و الأمريكى الى مساندتهم و الشعور بالذنب اتجاه اليهود
2/ التعاطف مع اليهود
3/ تجميل الوجه اليهودي البشع….
وقد نجحة فى اقناع الرايا العالمى بان العربي هو عدو تاريخى للحضارة و النصرانية ببث تاريخي لهزائم الحروب الصليبية …/ حطين/

رابعا…

و يمكن الالتفات قليلا الى موضوع…معوقات الاتصال/نفسية.تنظيمية. الثقافةالاجتماعية/ … فلهذه المعوقات تدخل فى أجزاء الرساءل الاعلامية التى تبثها هذه القنوات و ردود الافعال لدى المتلقى

لا ننسى …أسس و شروطفعالية الاتصال/ صحة الرسالة. و ضوحها.مصدرها.القائم بالاتصال* الفعالية* ملائمة اغراض الاتصال/

فمثل هذه القنوات اظهرت ظرورتها و اهميتها فى ادارة الراى العام من طرف الحكومات خاصة* الرقابة * وهذا جانب من الجوانب الاستراتيجية لوسائل الاعلام / جانبسياسي/
وذالك لولاء الجماهير لمثل هذه القنوات من خلال اعتبارها المصدر الرئيسي للاخبار / المحلية و الدولية/
و قد اصبحة من السياسات الجديدة لوسائل الاعلام فى تشكيل الراى العام/ بداية التأثير الاعلامىكمخدر/

خامسا…
/ تحليل التحكم و الرقابة الاعلامية
/ تحليلالمحتوى
/ دراسة الجمهور دراسة التأثيرات…وهذه نقاط مهمة فى الموضوع غير أن البعض أعطى الافظلية /
1. دراسة التأثير
2.تحليلالمحتوى

و يعتبر لازار سفيلد مؤسس لمثل هذه البحوث الاجتماعية التطبيقية فى دراسة الاتصال الجماهيري و دراساتالتأثير

سادسا…
الدراساتالاعلامية الخاصة بالتأثير

فى أمريكا/ اهتم الباحثون فى امريكا الىدراسة جمهور التلفزيون و ركزوا على دراسة الموضوعات التى تتعلق بأساليب الاقناع و توصل ولبر شرام… الى أن مشاهدة القنواة التلفزيونية لفترة طويلة يساعد على زيادة المعلومات حول موضوع معين اي تتبع قناة متخصصة يساعد على زيادة فى المعرفةالعامة للمجتمع

أختى الكرية هناك ماذكرته فى الموضوع مننقاط مهمة عليك الابحار و التعمق فى العلاقات التى تجدينها تهم موضوعك
أعتذر منكم ان كان الموضوع متواضعا لكننى متأكد انكى سوف تجدين ظالتك على بعض المواقع الاكترونية او فى دروس و محاظرات السنوات الفارطة من دراستك فى الجامعة

اخيرا أتمنى لكم التوفيق و السداد
وفقكمالله
وشكرا


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الإعلام الحــديث في ظل العولـــمة


ثامنا : وظائف الإعلام العولمة :

تشير الدكتورة عواطف عبد الرحمن في مؤلفها ” الإعلام العربي وقضايا العولمة ” إلى أهم وظائف الإعلام العولمى وهى ” “:
أولا : في ظل صعود الإعلام السمعي البصرى أصبح هو المؤسسة التربوية والتعليمية الجديدة التي حلت مكان الأسرة والمدرسة والتي تقوم بدور أساسي في تلقين النشء والأجيال الجديدة المنظومة المعرفية المنزوعة من سياقها التاريخي للقيم السلوكية ذات النزعة الاستهلاكية ومن خلال هذه الوظيفة يمارس الإعلام أخطر أدوره الاجتماعية التي تتمثل في إحداث ثورة إدراكية ونفسية تستهدف إعادة تأهيل البشر للتكيف مع متطلبات العولمة وشروطها .
ثانيا : تقوم وسائل الإعلام باختراق منظومة القيم الثقافية لدول الجنوب من خلال المسلسلات والأفلام وقد نجحت أمريكا في اختراق الأنظمة الثقافية لدول الجنوب وقدمت لشعوبها النموذج الأمريكي كغاية مثلى .
ثالثا : تقوم وسائل الإعلام باستقطاب النخب المثقفة للترويج لفكر العولمة وأيديولوجيتها عبر الحوارات التلفزيونية والمقالات والمؤتمرات محاولة منها تهميش الثقافات والسياسات الأخرى ويتم أيضا تكثيف الجهود لمساندة السياسات الاقتصادية الثلاثة الذي يقوم بإدارة اقتصاد العالم ” البنك الدولي وصندوق النقد الدولي و منظمة التجارة العالمية .
رابعا : تشير الدراسات إلى استفادة العولمة من استمرار النظام الإعلامي العالمي الراهن الذي يتسم بالخلل وأوجه التفاوت الخطيرة سواء على المستويات المحلية والعالمية والتي تتمثل في الإنسياب غير المتوازن للمعلومات مع رسوخ الاتجاه الرأسي الأحادي الجانب من الشمال إلى الجنوب من المراكز إلى الأطراف ومن الحكومات إلى الأفراد ومن الثقافة المسيطرة إلى الثقافة التابعة و الدول الغنية تكنولوجيا في الشمال إلى الدول الأفقر في الجنوب .
خامسا : تشير الدراسات إلى تزايد أهمية الأدوار التي تقوم بها الشركات المتعددة الجنسيات في الأنشطة الإعلامية والثقافية ويتجلى ذلك في توظيف وسائل الإعلام الدولية والمحلية كأحزمة ناقلة يتم من خلالها ترويج القيم الاجتماعية والثقافية الغربية ونشرها في دول الجنوب .مما يتسبب في إحداث بلبلة واضطراب شديد في منظومة القيم المميزة لثقافات الشعوب .
سادسا : يقوم الإعلام بدور أساسي في ترويج السلع والخدمات التي تقدمها السوق العالمية من خلال الإعلانات التي تتضمن محتوياتها قيما وأنماط للسلوك الإستهلاكى تستهدف الدعاية للسلع الأجنبية مما يلحق الضرر بالاقتصاديات المحلية علاوة على التأثير السلبي للإعلانات على حرية الإعلام والصحافة في دول الجنوب .
سابعا : تروج وسائل الإعلام العولمية حول مايسمى بالقرية الاتصالية العالمية باعتبارها أبرز ثمار التكنولوجيا المعاصرة والذي يعنى في جوهره إحاطة الجماهير في كافة إنحاء المعمورة بكل مايدور في العالم من أحدث وأفكار وصراعات وانجازات بشرية وان يتم ذلك بشكل يتسم بالموضوعية والتكامل والمصداقية بحيث يخلق معرفة شاملة وحقيقية بما يدور في الكون .
تاسعا : نفوذ إعلام العولمة ” “
– استطاع إعلام العولمة أن يكفل محيطا ثقافيا واسعا ونظرة أشمل إلى العالم وعمقا في الاتصال الإنساني وبذلك استقطب الملايين عبر رسائله المبسطة في عالم مليء بالتعقيدات .
– استطاع الإعلام في عصر العولمة أيضا أن يعيد تشكيل العالم في صورة محسوسة بعد أن سيطرت وسائله على الزمان والمكان وصار المشاهد يجد نفسه في اى نقطة في العالم وهكذا استطاع إعلام العولمة عبر وسائله علاقة جديدة مع العالم والزمن ليكتشف الإنسان أن العالم المترمى الأطراف يمكن أن يختصر فيه المسافات والفروق الزمنية ليصير كرة معلوماتية بعد أن كان في مرحلة سابقة قرية الكترونية صغيرة .
– استطاع في عصر العولمة أن يوفر لوكالات الإعلان الدولية المناخ الملائم لنشر قيم المجتمع الإستهلاكى التي تعارض لثقافة جديدة على شعوب تحاول أن تحتفظ بذاتيتها وخصوصيتها الثقافية .
– استطاع إعلام العولمة بقدراته التكنولوجية الهائلة أن يضعف من نظم الإعلام الوطنية ويزيد من تبعيتها له لتنقل منه مايجود به عليه من صور ومعلومات واعلانات .
– استطاع الإعلام في عصر العولمة أن يحل العلاقات الدولية إلى بحر من الأمواج المتلاطمة فأحدث تأثيرات من الصعب تقييمها في الوقت الحاضر فالواقع يؤكد أن عمليات التوظيف والتعتيم والتضليل والتحريف والتشهير لخدمة أغراض قوى عظمة أصبحت مسائل واضحة للعيان وأترث بدورها في العلاقات بين الدول .
– استطاع الإعلام في عصر العولمة إن يدفع بالإنسان خطوات واسعة في طريق السلوك الإستهلاكى ذلك أن الاستخدام الواسع الإعلان الدولي عبر وسائله فى مجال تسويق السلعي والخدمات أدى إلى خلق طلب واسع على هذه السلع حتى في بلاد لا تسمح الدخل فيها بتبنى أنماط الثقافة الاستهلاكية والنتيجة الطبيعية انخفض معدلات الادخار في مثل هذه الدول وبالتالي امتصاص جزء كبير من فضائلها الاقتصادية على الرغم الحاجة الماسة إليها .
عاشرا : عولمة الرسالة الإعلامية
كثيراً ما نسمع اليوم عن ظاهرة «العولمة» ونتائجها وآثارها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا يمكننا أن نغض النظر عما يجري تحت مظلة هذه الظاهرة العالمية حتى وان كنا ممن يخالفون أو ممن لا يؤمنون بالعولمة كظاهرة أخذت تضع بصماتها حتى على ما يمارسه الأفراد يومياَ ناهيك عن المجتمعات التي انجرّت وراء هذه الظاهرة العالمية.
أما عن الاعلام، فما هي العلاقة بين العولمة والإعلام؟ هل أن الاعلام العالمي تأثر بالعولمة؟ أم أن العولمة هو انعكاس لظاهرة الاعلام العالمي الذي حمل الرسالة السياسية والاقتصادية والثقافية عبر وسائلها لتقنية ؟
الحقيقة هي أن كلا الظاهرتين متلازمتان لا يمكن أن ينفكّ احدهما عن الأخر على الأقل في عالمنا المعاصر الذي طوي شوطا من الزمن توسعت فيه دائرة العولمة من ناحية وكثرت وتشعّبت وسائل الاعلام فيه من ناحية أخرى.
وقد أثّرت العولمة وبحد كبير على الأنشطة الإعلامية في عالمنا المعاصر ولا تخلو اليوم أية ظاهرة من ظواهر الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا ولعبت فيها وسائل الاعلام دوراً يكاد أن يكون الأهم حتى بالنسبة لما تحتويه هذه الظواهر من معنا في المجتمعات المختلفة.
في مقدمة كتابه أكّد البروفيسور أبو العينين أن الكثير من الباحثين يعتقد بأن عولمة الأنشطة الإعلامية «تمثل أهم تطور أعلامي في العقدين الأخيرين من القرن الماضي ، وأن هذا التطور سوف يحدد مسار هذه الأنشطة طوال سنوات القرن الحالي، فضلاً عما يمثله ذلك من أهمية وتأثير في أنظمة الاعلام الوطنية في دول العالم» ولكن هناك أيضا ملاحظات مهمة في هذا المجال لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار وهي:
اولاً: أن عولمة النشاط الإعلامي لم تتحقق بعد بالصيغة التي ربما تكون قد استقرت لدى الكثيرين.
ثانياً: إن ما تحقق عينياً هو عولمة الرسالة الإعلامية بفضل سقوط الحواجز وهي ظاهرة «تقنية» أكثر من كونها ظاهرة سياسية أو ثقافية على الرغم من تأثيراتها السياسية والثقافية.
ثالثاً: أن درجات استجابة الأنظمة الإعلامية الوطنية للتغييرات التي تفرضها عولمة صناعة الاعلام متفاوتة إلى حدود بعيدة، الأمر الذي ينفي بشدة حقيقة أن تكون العولمة سمة أساسية لأنشطة وسائل الاعلام عبر مناطق العالم المختلفة في الوقت الراهن.
رابعاً: إن عولمة النشاط الإعلامي، حيث توجد الآن ليست ظاهرة حديثة تنتمي للعقدين الأخيرين من القرن الماضي، ولكنها تعبير عن تطور تاريخي تمتدّ جذوره إلى القرن التاسع عشر، وان كانت خطاها قد تسارعت في الربع الأخير من القرن العشرين.
وقد كشفت الممارسات المختلفة في سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين عن دورين أساسيين قامت بهما وسائل الاعلام في المنظومة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية العالمية، وهو الدور الاقتصادي حيث تلعب فيه وسائل الاعلام دوراً مهماً ، فقد أصبحت العولمة الإعلامية تمثل قيمة اقتصادية هائلة ومتنامية وبخاصة في ظل اقتصاد المعلومات الذي أصبح السمة الأساسية للاقتصاد العالمي، حيث بلغت استثمارات صناعة المعلومات تريليوني دولار عام 1995، وفي نهاية القرن (عام 2000) بلغت 3 تريليونات دولار سنوياً بعد إن كانت هذه الاستثمارات لا تتجاوز 350 مليار دولار عام 1980، وثانياً الدور الإيديولوجي الذي يوفر بيئة معلوماتية وإيديولوجية لدعم الأسس السياسية والاقتصادية والمعنوية لتسويق السلع والخدمات وتطوير نظام اجتماعي قائم على تحقيق الربح عبر الثقافات الوطنية المختلفة. وبصورة عامة فان دراسات العولمة في العلوم الاجتماعية تتسم بالتركيز على ظاهرتين أساسيتين، تحتل وسائل الاعلام وخاصة التلفزيون فيهما مكانة متميزة:
اولاً: الوسائل التي يسّرت بها الشركات متعددة الجنسيات عولمة رأس المال والإنتاج.
ثانياً: الثقافة العالمية الناتجة عن ظهور نمط من الشركات متعددة الجنسيات يمتلك ويهيمن على وسائل الاعلام الجماهيرية مما سبب ظهور نمط من الثقافات والإيديولوجيات ذات التوجه الاستهلاكي.
وتخضع أدبيات البحث في ظاهرة العولمة أيضا للعديد من التصنيفات تؤكد بعضها على أنها أحادية السبب mono-causual والأخرى متعددة الأسباب multi-causual ويرى هناك تصنيفاً آخر أكثر ملائمة لتقديم شروح أفضل لظاهرة شديدة التعقيد مثل العولمة وهو تصنيف رباعي يرتكز على تمايز الاتجاهات التالية:
اولاً: مدخل النظم العالمية The World System Approach وهو يبنى على التمييز بين دول المركز وشبه المحيط والمحيط من حيث طبيعة دور هذه الدول في تقسيم العمل الدولي الخاضع لسيطرة النظام الرأسمالي العالمي.
ثانيا: النموذج الثقافي العالمي Global Culture Model ونشأ هذا النموذج من البحوث التي تناولت عولمة الثقافة، ويهتم هذا المدخل بالمشكلات التي تسببها ثقافة متجانسة مرتكزة على وسائل الاعلام، وبخاصة التلفزيون .
ثالثا: نماذج المجتمع الدولي: Global Society Models ويعتقد أصحاب هذه النماذج بأن المجتمع العالمي تاريخيا قد أصبح حقيقة في العصر الحديث فقط، وأن العلم والتقنية والصناعة والقيم العالمية المتنامية أوجدت عالما مختلفاً عن أي عصر من عصور الإنسان السابقة.
رابعاً: مدخل الاقتصاد السياسي: Political Economy ويرتكز هذا المدخل على افتراض أن ديناميكيات الصناعات المنتجة للثقافة يمكن فهمها في ضوء الحتمية الاقتصادية ، وينتمي هذا التوجه إلى الغلاة من الماركسيين اللذين يعتقدون بأن ظاهرة العولمة هي نتاج هيمنة القوى الرأسمالية على التطور الاجتماعي والثقافي السائد عالمياً، وفي هذا المجال تمثل وسائل الاعلام ركناً أساسيا في تفسير هذا المدخل لظاهرة العولمة.
وهناك من يشير إلى «ثمة علاقة وثيقة ربطت بين عولمة النشاط الإعلامي وتصدير الرأسمالية التجارية عبر تطورهما التاريخي، وأن تلك العلاقة هي التي تحكم التطورات الراهنة والمستقبلية في صناعة الاعلام من دون أن ينفي ذلك تدخل عوامل أخرى». ويدعم هذا الافتراض العوامل التالية:
1) التزامن بين ظهور النشاط الإعلامي خارج الأسواق الوطنية الرأسمالية وتصدير الرأسمالية الصناعية والتمدد التجاري في الأسواق الخارجية.
2) الاختلاف الموجود في عولمة الأنشطة الإعلامية التي تطرح على الصعيد العالمي وتنعكس في الأنظمة الإعلامية الوطنية الغربية.
3) خضوع اكبر نسبة من الأنشطة الإعلامية الدولية لعدد من الشركات العالمية العملاقة ونمو الشركات الإعلامية العالمية تبعاً لنمو تلك الشركات.
4) وحدة العمل والمنشأ للشركات العالمية العملاقة مما يشير على انسجامها في الأصعدة المختلفة.
5) تماثل التوزيع الجغرافي للمستوى الذي تحقق من عولمة الأنشطة الإعلامية مع توزيع الاستثمارات التجارية والصناعية للشركات العالمية متعددة الجنسيات مما يدل على إنهما حقيقة واحدة.
6) الاختلاف في تأثير النشاط الإعلامي عبر الوسائل الإعلامية المختلفة. فصناعة التلفزيون مثلاً هي الأكثر تأثراً بسياسات العولمة.
ويستخلص من هذا الافتراض نتيجة مهمة وهي «إن الطابع التاريخي لظاهرة العولمة ينفي عنها صفة الاستمرار باعتبارها مرحلة تاريخية مرتبطة بالقوى الداعمة لها مما يفسح المجال أمام العوامل الوطنية سياسية كانت أم اقتصادية أم ثقافية، للتعامل مع هذه الظاهرة» وهذا يعني من جهة أخرى أن عولمة النشاط الإعلامي ستزول أو ستتغير إذا تغيرت معالم التجارة العالمية وان تكامل الاقتصاد الوطني سيلعب دوره في تعديل الأنشطة الإعلامية لصالح الشعوب خلافاً لما تريده الشركات العالمية المتعددة الجنسيات.
وهناك حقيقة مهمة يجب الإشارة إليها في تجارب الثمانينيات والتسعينيات حول الاعتبارات الجيوبوليتيكية المؤثرة على عولمة النشاط الإعلامي، حيث أن قوى السوق قد أصبحت الوسيلة العالمية الأساس لتنظيم الأنشطة الاتصالية، وأن المبادئ والقيم غير المرتبطة بقوى السوق يتناقض دورها في تنظيم صناعة الاتصال وبالرغم من أهمية هذه الحقيقة في تنظيم العلاقة بين السوق العالمية وعولمة الاعلام فان الاعتبارات الجيوبوليتيكية تؤثر تأثيراً جاداً في تنظيم هذه العلاقة فهذه العلاقة لا تعمل بدرجة واحدة عبر مناطق العالم المختلفة متأثرة بالاعتبارات الجيوبوليتيكية وآثارها في المراحل المختلفة. ولأهمية هذه الحقيقة فان الإستراتيجية الجديدة للشركات العالمية هي أن تصل إلى قطاعات معينة من السكان داخل الأسواق الوطنية، أن الوصول إلى هذه القطاعات تبدو وكأنها المسؤولية الحقيقية لوسائل الاعلام العالمية.
ففي الأقطار العربية على سبيل المثال، يعتقد بأن العوامل السياسية هي المحدد الرئيسي لمدى استجابة الاعلام العربي للتحديات التي تفرضها عولمة الأنشطة الإعلامية. فلا يخلو أي قطر من هذه الأقطار من هيمنة الدولة على واقع الاعلام ومستقبله مما تحدّ كثيراً من خطى الاعلام العربي للتفاعل مع الأنشطة الإعلامية العالمية.
أما بالنسبة إلى تأثير العولمة على اتجاهات البحث الإعلامي ثم تصنّيف بحوث الإعلام المرتبطة بقضايا العولمة إلى تيارين أساسيين:
أ) تيار يحاول رصد التغييرات التي جاءت بها الأنشطة الهادفة إلى عولمة صناعة الاعلام وتأثيراتها.
ب) تيار يحاول رصد تأثيرات تقنية الاتصال الحديثة على صناعة الاعلام.
فعلى الرغم من اهتمام بحوث الاعلام برصد الخطوات التي قطعتها صناعة الاعلام في سبيل تحقيق سوق عالمية للأنشطة الإعلامية المختلفة، ولكنه يمكن رصد العديد من الدراسات خلال سنوات التسعينيات التي تمثل تياراً مناهضاً لظاهرة عولمة الأنشطة الإعلامية وتقسيم هذه الدراسات إلى اتجاهين:
* الاتجاه الأول: وهو اتجاه يبدي الكثير من التحفظات على عولمة الأنشطة الإعلامية التي يتم من خلالها تجاهل المصالح الوطنية، وإنهاك اقتصاديات الطبقات الوسطى في المجتمع، وإضعاف قدرات المجتمعات المحلية على الإبداع والابتكار في ظل المنتجات الثقافية الجاهزة التي تقدمها وسائل الاعلام إلى الجمهور، ولكن يجب أن نؤكد هنا على أن تأثير هذا الاتجاه ضعيف في مواجهة قوى العولمة وما تحققه يوماً بعد يوم على أرض الواقع.
* الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي يقبل بوجود عولمة الأنشطة الإعلامية مدفوعة بدوافع الربح المادي ، وهذا الاتجاه هو أقوى الاتجاهات المناهضة لعولمة الأنشطة الإعلامية سواء في مجال البحوث أم في مجال التحركات الاجتماعية الفعلية .
الحادي عشر : المخاطر السلبية للعولمة
الواقع أن هناك أثار سلبية مختلفة للعولمة سواء على المستوى السياسي والإقتصادى والثقافي ، خاصة في ظل التقدم الهائل لوسائل الاتصال لم يعد من المبالغة القول بأن العالم أضحى قرية صغيرة يمكن للقاطن في أي من أطرافها معرفة ما يحدث في الطرف الآخر ، وهناك دولة واحدة كبرى تنفرد بقيادة العالم وتمتلك موارد اقتصادية هائلة وتعيش نشوة انتصار فلسفتها وإيديولوجيتها بعد انهزام الإيديولوجية المقابلة مع انهيار الإتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية وعقيدته الشيوعية مع الاعتقاد بسمو تلك الثقافة .
وامتنا العربية أدهمتها ظروف العولمة وهى في اضعف حالها بحاجة إلى إدراك مخاطر العولمة وجوانبها السلبية والتنبه إلى مخاطرها المتعددة وأهم هذه المخاطر :
1) المخاطر السلبية للعولمة الإعلامية
أ- انهيار السيادة القومية للإعلام في ظل انهيار المفاهيم التقليدية حول القومية الحديثة مثل السيادة على الفضاء والحدود وصنع السياسات الإعلامية وظهر تقسيمات جديدة للعالم
ب- اعتماد دول الجنوب بشكل اساسى على البرامج الإخبارية والإعلانات والحوارات والمسلسلات والأفلام خاصة الأمريكية وقد ترتب على ذلك زيادة الهيمنة الاتصالية لدول المركز المتحكمة في العولمة على دول الأطراف .
ج- تدفق الثقافة والمفاهيم والأفكار وعادات وسلوكيات ومعلومات غربية جديدة إلى دول العالم بلا حواجز ولا ضوابط وفى إطار تنافسي تجارى بين الشركات المتعددة الجنسيات .
د- زيادة الفجوة الاتصالية بين الشمال الغنى والجنوب الفقير على مستوى العالم بين الريف والحضر داخل دول الجنوب مما أدى إلى تزايد الخلل في التدفق الإعلامي والمعلوماتى من طرف الشمال الغنى إلى الجنوب الفقير وترسيخ الأنماط التقليدية السلبية والمتحيزة في سريان وتدفق الأنباء المبتورة المشوهه عن دول الجنوب والتي تعتمد إغفال كافة الإنجازات التنموية التي تحققت في تلك الدول .
ه- تحويل دول الجنوب إلى سوق للاستهلاك الإعلامي والإعلاني نتيجة لتركز تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في دول الشمال .
2) المخاطر السلبية للعولمة الثقافية ” ”
أ- هيمنة الثقافة الغربية :
معظم الإنتاج الإعلامي والثقافي ومعظم محتوى شبكات الإنترنت هو نتاج غربي امريكى فهي القادرة على استثمار التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصال والإعلام ، وهذه المنتجات الإعلامية تحمل فكرا محدد وتعبر عن ثقافة معينة من ثقافتهم الخاصة بكل ما تحمله من قيم وعادات وتقاليد وأنماط سلوك ، والغرب هو الذي يسيطر على أغلب القنوات البث الفضائي وعلى محتوى شبكات الإنترنت وعلى أكبر دور الصحف والمجلات ودور النشر ووكالات الأنباء ، فالعولمة تبدو في المجال الثقافي اتجاه إلى إعادة صياغة العالم وفق ثقافة معينة هي الثقافة الغربية الأمريكية بوجه خاص أي أن العولمة الإعلامية لها تأثير ثقافة هام وهو تسويق ثقافة جديدة مغايرة لثقافتنا الغربية .
ب- زعزعة منظومة القيم الاجتماعية :
ومنظومة القيم الاجتماعية تتمثل في العقائد والقواعد العامة التي وتحرص كل أمة على حماية هذه القيم ووسائل الإعلام العالمية تبث أفكار وآراء وتصورات منافية ومختلفة مع عقائدنا وقيمنا وتترك آثار سلبية في إدراك ووعى ووجدان المتلقيين وبالتالي تشكل خطر على إدراك الشباب ومعتقداتهم الأصلية ووعيهم بقيمهم نتيجة لبث قيم بديلة تشغل عقولهم وفكرهم .
ج- تهديد لغتنا العربية :
وتمثل ملامح هذه الأزمة في الإقصاء المستمر للغة العربية بمظاهر شتى منها : انسحاب اللغة العربية من حياتنا اليومية وفى أجهزتنا الإعلامية الرسمية والغير الرسمية
وفى ظل ظروف العولمة ستتعمق الأزمة التي تعيشها لغتنا يتم التبشير بالفلسفة الليبرالية الغربية باعتبارها النموذج الأرقى لأسلوب الحياة الإنسانية . ومعظم شبكات الإنترنت تبث بالغة الإنجليزية وبالتالي يؤدى هذا إلى إعلاء شأن اللغات الغربية على حساب لغتنا العربية .
3) المخاطر السلبية للعولمة في المجال السياسي
* إضعاف سلطة الدولة الوطنية :
حيث أن التقدم الهائل في الاتصالات والمعلومات فرض واقعا جديدا أصبحت فيه قدرة الدولة على فرض سياج حول نفسها ومجتمعها أمرا مستحيل
* محاولة فرض نظام سياسي معين على العالم :
حيث لابد من الإشارة هنا أن النظام السياسي الغربي حقق لمجتمعاته الخير والفائدة الكبيرة ولكن هذا النظام لايمكن أن يكون مناسبا لكل المجتمعات فكل مجتمع له ظروفه وثقافته الخاصة به والتي لاتتناسب مع النظام الغربي والذي هو ليس هدفه تحقيق الخير والتقدم لباقي المجتمعات بقدر السعي إلى تخلفها وإضعاف نظامها فهو لاينطلق من دوافع أخلاقية .
* محولة إملاء سياسة معينة على العالم :
فمن خلال ترويج وسائل الإعلام لأفكار ومفاهيم ومبادئ حق تقرير المصير والشرعية الدولية واحترام حقوق الإنسان يتم السيطرة والهيمنة على الدول الفقيرة حيث يتم تطبيق هذه المبادئ وفقا للمصلحة الغربية محاولة منها السيطرة والهيمنة على دول العالم فمن خلال الشرعية الدولية ثم حصار العراق وليبيا والسودان وباسم الشرعية تم احتلال العراق وغزو أفغانستان .حيث يتم استغلال ظروف العولمة الإعلامية لإملاء سياسات معينة يتم فرضها على العالم لتحقيق مصالح دول كبرى .
4) الآثار السلبية للعولمة في الحياة الاجتماعية ” “
أ- الترويج للنمط الغربي من أساليب الحياة والسلوك :
حيث أن لكل مجتمع أسلوب حياته الخاصة ونمط مميز للسلوك وله عادته وتقاليده ولابد من حصول التأثير والتأثر بين المجتمعات وتلك سنة الحياة ، ويبرز هنا عامل مهم من عوامل التأثير وهو ناتج عن سطوة الأجهزة الإعلامية وتأثيرها البالغ على سلوك الأفراد بما تملكه من وسائل الجدب والإبهار المغرية خاصة القدرات التي تملكها الشركات الغربية العملاقة و الأمريكية خصوصا حيث تبث مواد إعلامية هي نتاج للواقع الإجتماعى الغربي وتمثل قيمة وتعبر عن سلوك ذلك المجتمع وأنمط حياته وهذه المواد الإعلامية تحمل مضامين هدامة منافية لقيمنا وأحلامنا وتكرس قيما سلبية متناقضة مع قيمنا وسلوكياتنا
ب- تعميق التفاوت الإجتماعى :
حيث زادت معدلات الفقر والبطالة في كثير من دول العالم نتيجة لظروف العولمة الإعلامية التي تسوق مفاهيم الحرية الاقتصادية وعدم تدخل الدولة في الشئون الاقتصادية وحتى لو سمحت ظروف العولمة للشركات الأجنبية بالاستثمار للدول الفقيرة لتحسين ظروف العمل والعمال فتلك الشركات لايتوقع منها تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية ولن تنمح العمال إلا الحد الأدنى من الأجور .
ج- إيقاف الانتماءات الأولية :
حيث أن الظروف التي جاءت مصاحبة للعولمة من إشاعة الديمقراطية الليبرالية والدعوة إلى حق تقرير المصير واحترام حقوق الإنسان ، قد فتحت المجال أمام دعوات إيقاف الانتماءات الأولية للظهور وأزلت الحواجز التي كانت تحول دون بروزها أو أن إضعاف سلطة الدولة في ظل ظروف العولمة يفتح المجال لاستيقاظ الدعوات لتلك الانتماءات التي ربما تكون مكبوتة ” “.
***انتهى***

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

حمل مذكرة بعنوان : ممارسة الصحفيين للمهنة خلال حالة الطوارئ

حمل مذكرة بعنوان : ممارسة الصحفيين للمهنة خلال حالة الطوارئ
4shared.com – online file sharing and storage – download 265.zip

حمل مذكرة بعنوان : ممارسة الصحفيين للمهنة خلال حالة الطوارئ


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

بحث حول العنف الإجتماعي

السلام عليكم

خـطــة البـحــث

*مـقدمــة.

*الفصل الأول: ماهية العنف الإجتماعي.

*المبحث الأول: مفهـومـــه.

*المبحث الثاني: أنـواعـــه، وأسبابــه.

*المبحث الثالث: الحلول المطـروحة.

*الفصل الثاني: دراسة تحليلية حول ثقافة العنف عند الطفل الجزائري.

*خـاتمــــة:

مقدمة

أمسى العنف خبزًا يوميًّا للإنسان المعاصر. فهل هذا العنف جزء من الطبيعة الإنسانية؟ أم هو فطرة كامنة في أصوله الغريزية؟
تضاربت الآراءُ حول أصول العنف، بين قائلين بغريزية العنف (لورنتس) وبين قائلين بأنه صفة مكتسبة (سكينِّر). وتعود جذور هاتين النظريتين إلى الخلاف بين المنظِّرين والعلماء منذ عصر النهضة؛ ثم إلى الخلاف بين المناهج التقدمية، التي كانت تقول إن “الرذيلة” نتاج للظروف الاجتماعية، وبين المناهج المحافظة، التي حاولت أن تثبت أن التنافس بين البشر يعود إلى غريزة متأصِّلة لصالح كمون العنف في أعماقهم.
إلا أنه في بداية القرن الفائت تمَّ التوصل، عبر منجزات التحليل النفسي الفردي (فرويد) وعلم النفس التحليلي التجريبي (يونغ وفروم)، إلى حسم الصراع، ليَثبُت، بالتجربة، أن العنف ينقسم إلى نوعين:
أ‌. العنف الدفاعي. ب‌. العنف الخبيث (حب الإفناء).

الفصل الأول: ماهية العنف الإجتماعي.

1- مفهوم العـنف:
أ- لـغــــة: العنف لغةً: “عنفٌ بيه وعليه ـ عنفاً، وعنافة: أخذه بشدة وقسوة، ولامه” فهو عنيف، (اعتنف) الأمر: أخذه بعنف وأتاه ولم يكن له علم بيه و.. الشيء: كرهه، يقال إعتنف الطعام و.. فلان المجلس: تحول عنه، عنفوان الشيء: أوله، يقال هو في عنفوان شبابه أي في نشاطه وحدّته”.
“غير أن معنى العنف اكتسب دلالة أخرى مختلفة عند العرب المحدثين، فأصبح مقابلاً للفظة Violence في الفرنسية أو الإنجليزية، أو Gewalt في الألمانية، من المعنى الحقوقي الحديث، وفي الحقيقة فإن لفظة العنف كما وردت في الحديث أو الشعر العربي القديم قريبة من معنى Violentia في اللاتينية التي تعني الغلظة والقوة الشديدة، وهي مشتقة من Vis أي القوة الفيزيائية أو كمية ووفرة شيء ما، وهو معنى على صلة بلفظة bia في اليونانية أي القوة الحية، ذلك أن العربية تقول عنفوان كل شيء أوله، وقد غلب على النبات والشباب كما جاء في معجم لسان العرب.

ب- إصطلاحاً: إن المعنى الحداثوي لـ “العنف” كمصطلح يتسع لكل أشكال العنف، ولما كنا بصدد العنف داخل المجتمع المدني الحديث، فإنه ينبغي الإشارة إلى أن “العنف كمقولة حقوقية تعود إلى القرن التاسع عشر حيث حدد وفكر فيه داخل التصور الحديث للدولة بوصفه فعلاً أو ظاهرة ترمي إلى إحداث خلل في البنى التي تنظم مجتمعاً ما، مما ينجم عنه تهديد نظام الحقوق والواجبات التي يتوفر عليها الأفراد طالما هم ينتمون إلى شرعية قائمة”.
وعلى أية حال، يستطيع كل واحد أن يعرّف العنف من وجهة نظره، من هذه التعريفات تعريف (د. فرج عبد القادر طه) الذي عرفه من خلال السياق النفسي “بأنه السلوك المشوب بالقسوة والعدوان والقهر والإكراه، وهو عادة سلوك بعيد عن التحضر والتمدن تستثمر فيه الدوافع والطاقات العدوانية استثماراً صريحاً بدائياً كالضرب والتقتيل للأفراد والتكسير والتدمير للممتلكات، واستخدام القوة لإكراه الخصم وقهره”.
وإذا قرأنا عدة تعريفات سنجد أن جميع التعاريف السابقة تتمحور حول نقطتين مركزيتين:
1 ـ أنه من الصعب إعطاء تعريف للعنف خارج النطاق الحقوقي، إذ لا بد من ذكر ثنائيات من مثل الحق/ التجاوز، القانون/ الاختراق، وهذا ما يؤكد لنا أن العنف مقولة حقوقية أو قانونية.
2 ـ يندرج تعريف العنف ضمن الحقل الوجودي، أي علاقة الأنا مع الآخر، سواء اعتبرنا أنه إنكار الآخر أو استبعاده أو خفضه إلى تابع أو تصفيته معنوياً أو جسدياً فإنها تتم جميعاً في الحقل التصادمي مع الآخر. وفي النهاية نستطيع ضبط العنف من الناحية المفهومية على أنه تجاوز واختراق القواعد أو القوانين التي تنظم وضعيات تعتبر طبيعية أو عادية أو قانونية، فالتعريف بهذا المعنى يوحي بمعنى الإخلال أو بث البلبلة في نظام الأشياء بشكل وقتي أو دائم. وسواء تركز ذلك أو انحبس داخل النفس الإنسانية أو وجد منفذاً ومخرجاً له فتحول إلى الشكل المادي الفيزيقي، أنه يعتبر في كلتا الحالتين عنفاً، فهو في المرحلة الأولى مؤسس، أما في الثاني فهو مؤسس وناتج عن الأولى”.
إن التصادم مع الآخر سواء أكان قريباً أم بعيداً هو أسلوب معين لإثبات الحق، أو وجهة النظر، أو المصلحة المادية، ذلك أننا لا نستطيع أن ننسى أن بداية العنف كانت ترجع إلى الصراع حول الحاجات الأساسية، صراع البقاء المعتمد على تأمين المأكل أولاً ثم بقية الحاجات المادية الضرورية للعيش حسب المستوى الحضاري للإنسان، وبعد وضع النصوص القانونية الأولية التي تبين العلاقة بين الناس ظهرت أنواع متعددة من السلوكيات الرافضة، ومن هنا نشأ السلوك العدواني الذي يسعى لإثبات الذات وتوكيدها. وقد تم تعريف هذا السلوك على أنه “أي سلوك يصدره الفرد بهدف إلحاق الأذى أو الضرر بفرد آخر يحاول أن يتجنب هذا الإيذاء سواء كان بدنياً أو لفظياً تم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أو أفصح عن نفسه في صورة الغضب أو العداوة التي توجه إلى المعتدي عليه”.
*** *** ***
2-أنـواع العـنف، وأسبابه:
يتفق الباحثون أن العنف الاجتماعي يتخذ أشكالاً متنوعة، مباشرة وغير مباشرة، خفية ومعلنة. لكن ما نريد تأكيده، منذ البداية، هو أن العدوان الخارجي ليس مسوِّغًا لثقافة العنف؛ بل إن ثقافة العنف داخل المجتمع هي تأسيس للهزيمة أمام العدوان الخارجي. فقد حان الوقت كي نتنبه إلى أن التنمية ليست مجرد تنمية للأرقام، بل هي، أولاً وأخيرًا، تنمية للإنسان. إذ يضاف العنف الإنساني، في مجتمعاتنا، إلى تعنيف الطبيعة وقهرها، حيث تقوم ثقافة العنف على منظومة فكرية مركزية عقائدية وأخلاقية تستند إليها.
وقد قسم المختصون العنف إلى قسمين متباينان هما كالآتي:
أ-العنف الدفاعي: ويشترك فيه الإنسان والحيوان؛ وهو عنف غريزي يهدف إلى الحفاظ على النوع.
فالعنف الحيوان دفاعي، ناتج عن غريزة حبِّ البقاء؛ وقد يتبلور إلى عنف بهدف الافتراس عند الحيوانات اللاحمة. وهو يظهر دون عوارض الغضب؛ ويزول التوتر العدائي عند الوصول إلى الهدف (الطعام). وهذا العنف ليس مدمِّرًا ولا ساديًّا. أما الإنسان – وهو حيوان غير لاحم في الأصل – فالعنف عنده قائم بذاته وتلقائي ومدمِّر. وتدل التجارب أن الحيوان الذي يقع في الأسر ويخسر حريته، ليوضع في محيط ضيق وفي بيئة غير بيئته الطبيعية، تظهر لديه ميول إلى العنف مماثلة للعنف العبثي المدمِّر عند الإنسان.
الرأي العامي يقول إنه كلما كان الإنسان بدائيًّا زاد ميلُه إلى العنف. ولكن (الباليونتولوجيا) تقول إن الإنسان العاقل، الذي أمضى 99% من حياته في مرحلة الصيد، منذ حوالى خمسين ألف سنة مضت، لم يكن يقتل ليستمتع بالقتل أو بالقسوة والعنف، ولم يكن مدمِّرًا ولا عنيفًا، ولم يكن يمثِّل بالضحية الحيوانية إلا بغرض الغذاء والكساء، ولم يكن يتسم بسلوك عدائي بين بني جلدته، بل كان يقتسم الطرائد معهم.
كان المجتمع البشري آنذاك مسالمًا بشكل عام: لم تكن حتى الكهوف محمية من احتمال اعتداء الإنسان؛ ولم تَظهَر التحصينات الهادفة إلى الدفاع ضدَّ عدوان البشر إلا في مجتمع الزراعة المتقدِّمة، أي بعد انكفاء المجتمع الأمومي وسيطرة الذكورية على الحضارة. ولا توجد في اللوحات التي رسمها الإنسان البدائي كلِّها أية مؤشرات على حروب ومعارك أو على قتل للإنسان، لأيٍّ سبب كان.
ويتفق علماء النفس على أن الدوافع المكوِّنة للشخصية الثقافية ترتكز إلى عامل الحرية وتحقيق الذات أساسًا. وتتفق التجارب في مجال علم النفس التجريبي على أن الإحباط والقهر وقمع الحرية هو الأساس في الاغتراب والعنف، في حين لا تلعب العوامل الغريزية، مثل الشبع من الطعام والجنس، إلا حيزًا ضئيلاً جدًّا من وعي الإنسان المعاصر ودوافعه العنيفة. وتتأثر هذه الدوافع بالثقافة، فتحرِّضها هذه وتوجِّهها توجيهًا سليمًا أو مرضيًّا.
إذن العنف لدى البشر ليس من طبيعة ، إنما هو خاصية اجتماعية نَمَتْ الحضارة ونشأت معها؛ وبالتالي هو ليس سلوكًا مرضيًّا فرديًّا لإنسان بحدِّ ذاته. وإن اعتبرنا أن شخصية الجماعة هي ثقافتها، يكون العنف إذن فعل ثقافي مكتسب.

ب-العنف الخبيث: وهو عنف يختص به الجنس البشري؛ وتندرج فيه السادية وحبُّ الموت والتدمير. وهذا النوع من العنف مكتسب حتمًا؛ إذ من الممكن إثارته، والتأثير عليه، سلبًا أو إيجابًا، بواسطة العوامل الثقافية.
وهذا النوع من العنف متفشي في المجتمع بأقسام مختلفة، ودرجات متمايزة، ويمكن ذكر بعضها كما يلي:
*العنف الفردي: ونبدأ بالعنف الفردي، لنجد أنه كان دائمًا ردَّ فعل على عنف اجتماعي واقتصادي. وبين الفعل وردِّ الفعل، بين الفردي والاجتماعي، يدور المجتمع في دوامة. والنتيجة عنف متصاعد من الفرد، إلى العائلة، إلى أرجاء المجتمع كافة، ليرتدَّ عنفًا اجتماعيًّا باسم القيم والعقائد والأخلاق.
يقوم العنف الفردي على ردِّ فعل توحدي، حيث يتوحد identify الفرد أو الجماعة مع نموذج لفرد زعيم أو معلِّم أو مربٍّ، مسوِّغين العنف بالإصلاح. ويتَّسم المجتمع الذي يهيِّئ لثقافة العنف بجملة من المظاهر:
– انتقال السلوك والعادات من جيل إلى آخر انتقالاً جامدًا.
– تحكُّم العادات والتقاليد بالسلوك البشري، لا القانون والتربية والعلم.
– نظام اجتماعي تحكُمُه مراتب عائلية ودينية واجتماعية واقتصادية جامدة.

*العنف ضد المرأة: تشكِّل المرأةُ ساحةً عظمى لممارسة ثقافة العنف. إنها ملكية جماعية للعشيرة والقرية والأسرة والزوج والأب والابن، وربما للعمِّ والخال. جسدها ليس ملكًا لها، وليس لها أن تناقش أو تختار أو تحلِّل. وقد أثبتت الدراسات أن الأمم التي تربِّي أطفالها على العنف، ولو لجيل واحد، بحجة البناء أو بذريعة الدفاع ضدَّ العدوان، لا تستطيع، فيما بعد، تلافي توريث هذا العنف للأجيال اللاحقة إلا بجهود شاقة وكبيرة. وهكذا، وكما يجري تقسيم للعمل على أساس الجنس في المجتمع الذكوري، يجري توزيع للأدوار في ممارسة العنف. وتشكِّل الزوجات 76.6% من حالات العنف الواقع على المرأة، في حين يشكل الأبناء 28.6 % من حالات الاعتداء الأسري.
فالأشخاص الذين تربوا على العنف أطفالاً يمارسونه تلقائيًّا مع أبنائهم. فالطفل المعرَّض للعنف لا يستطيع تمثُّل عنف أبيه، بل يغلي العنفُ في داخله ويختزنه، لينقله إلى أبنائه. وكذا الأم: فالأمهات اللاتي يمارسن العنف على أبنائهنَّ يتميَّزن بشخصية ضعيفة غير ناضجة؛ وتبيِّن الدراسات أن معظمهن تعرَّضن لعنف في طفولتهن.
وفي مرحلة معينة من نموِّ العنف، يبدو أنه هو المناخ الطبيعي للمجتمع! فيظهر استعبادُ المرأة ليس كاستغلال لكائن مقهور، بل كأنه من طبيعة المرأة ذاتها، ويظهر استغلال البنات والأبناء كأداة في النفوذ وكجزء من العلاقات الطبيعية في الأسرة، بل كحقٍّ مقدس لها لا يجوز المساس به! والحال، لا يُبرَز من الدين إلا ما يؤكد ثقافة العنف وما يؤكد القناعة بالأمر الواقع، في حين أن التقاليد هي الملاذ الذي تفتخر به تلك الثقافة. وثقافة العنف تقف ضدَّ كلِّ ما يخرُج عنها: تلاحقه بالفضيحة، ويُستباح رزقُه وسمعتُه، تشفِّيًا وبطشًا. فالرجل المشحون بمشاعر العنف، المقهور من الخارج، لا بدَّ أن يُسقِط العنف والهوان على امرأته، فتردُّ هي، بدورها، لعبة العنف الذكورية بلعبة العجز الأنثوي والكذب والنميمة والمكر والكيد.
ولعل في موقف بعض القوى المتنوِّرة والثوريةِ من المرأة مثالاً صارخًا على مآل الوسطية في الثقافة. إن المرأة هي حصن حصين للتقاليد ولثقافة العنف؛ لذلك يتخذها الارتداد المدني الحاصل حصنَه الأول، حيث تكون المرأة مرتكَزًا له، لأنها معقله الأكثر إيغالاً في البُنى الاجتماعية. ومادام هذا الحصن مغلقًا لن يُتاح للحداثة اختراقُ الطبقات الكثيفة التي لا تزال تحيط بكامل المنظومة السلفية.
حتى التيارات الشعبوية، بأغلفتها المختلفة، أعادت إنتاج القيم التقليدية الدارجة التي تمجِّد الذكورة كمرتكَز قيمي للعداء للآخر: الغرب. بذلك قبلت التيارات العلمانية بالمساواة بين الرجل والمرأة في السياسة، لكنها لم تقبل بها في القوانين المدنية وقوانين الأحوال الشخصية. مثالنا على ذلك ما وَرَدَ في الميثاق الوطني الجزائري للعام 1976: على الاتحاد الوطني النسائي أن يكيِّف نشاطه مع المشاكل الخاصة التي يطرحها انخراطُ النساء في الحياة الحديثة، وعليه أن يدرك أن تحرُّر النساء لا يعني التخلِّي عن المعتقدات والتقاليد الأخلاقية التي يختزنها الشعب عميقًا.
ثم كيف يتطور ذلك الموقف الوسطي؟ هي ذي صحيفة المجاهد الجزائرية تقول: ” ليست النساء مساويات للرجال. فجماهيرنا الكادحة هي في العمق تقليدية ومحافظة. إن اشتراكيتنا تستند إلى الأعمدة السبعة… لا إلى تحرر النساء.” وهاهي جريدة المجاهد بعد سنوات تقول: “كان تحرر المرأة عاملاً حاسمًا في انحطاطنا.” ثم تتابع: “إن خضوع المرأة لزوجها… لا يمنعها على الإطلاق من المساهمة في الحياة السياسية.” ليتابع أحد الأصوليين، بعد سنة واحدة: “حتى صعود النساء إلى الجبال مع المجاهدين كان وبالاً عليهم، ولم يزدْ الجنود إلا خبلاً وفتنة، والله وحده يعلم ماذا كان يحدث هناك.”

وتأتي ثقافة العولمة المتأمرِكَة والتطورات الاجتماعية العاصفة التي تمرُّ بها بلادُنا لتعطي أبعادًا جديدة للعنف الجنسي المسلَّط على المرأة. فالمرأة في الاقتصاد الطبيعي والمجتمع الزراعي والمدني التقليدي تكتسب مكانتها ليس من خلال وظيفة الإنجاب فحسب، بل من تربية الأطفال ومن دورها في الاقتصاد المنزلي. لكن هذه التطورات قد عملت، بدورها، على تضاؤل دور الأسرة في عملية التربية، من جهة، واضمحلال الاقتصاد المنزلي، بشكل خاص في المدن، من جهة ثانية. والنتيجة، بالتالي، هي تراجع دور المرأة ومكانتها.
وفي ظروف لا توفِّر للمرأة العلم والعمل، لن يكون أمامها إلا أن تستلم لآلة العنف الجسدي، كما يروِّج لها إعلامُ الغرب، متضافرةً مع آليات القهر الداخلية، لتمعن في الأنوثة ابتذالاً، وتحوِّلها إلى هَوَس الجسد وثقافة للسوق ونخاسة الأنوثة وهذا آخر ما تركتْه العولمة والتقاليد معًا لتلك المرأة في مجتمعاتنا. ويتغلغل القمع الجنسي الجمعي، بدوره، من خلال ثقافة العنف، حتى الأعماق، فتتفكَّك المشاعر، ويضعف التعاطف، وينهار احترام الذات.

*العنف ضد الطفولة: سننتقل الآن لفكرة أبعد: أين يتركَّز العنف في مجتمعنا؟ إنه يتركز، أول ما يتركز، في الأسرة وفي التربية. فالأم الجاهلة بأوليات التربية، المقهورة أصلاً بالعنف التاريخي الواقع عليها منذ الولادة، لن تستطيع أن تكون إلا حاضنة لثقافة العنف. إنها تشترك مع الأب في نقل نظرة خرافية إلى العالم لأولادها. فالوالدان – والأقرباء عمومًا – لا يجيبون عن أسئلة الطفل، بل يُغرقونه في التخويف والكذب؛ يكذبون عليه حتى لا يشرحوا له أو يغطوا جهلهم. إنهم يخيفونه، ولا يتورعون عن تهديده بالنار والحساب، ليبثوا أعنف المخاوف البدائية لردعه حتى عن أكل فتات خبز وَقَعَ على الأرض! – عنف ثقافي لن يجد الطفل–الرجل مخرجًا منه إلا بعنف مقابل. فبين قدسية الأبوة وحرمة الأمومة يسقط الطفل – باسم “الطاعة” – مهشَّمًا تحت وابل الأوامر والنواهي، فينشأ لديه نظامٌ لمفاهيم الحياة قائمٌ على التسلُّط والعنف والاعتباط.
وتعود المرأة لتردَّ هذا العنف هيمنةً عاطفيةً تعويضية من خلال أطفالها، تعويضًا عن غبن لَحِقَ بها باسم “الأمومة المتفانية”، فتغرس في نفوس الأطفال تبعية الحبِّ وحبَّ التبعية، وتطوِّقهم بعوالم الخرافات والغيبيات، فلا يكون لها إلا أطفال منفعلون، مستلَبون للخرافات، عُجَّز. فالأب، حصيلة خرافات أمِّه ومجتمعه وأكاذيبهما، يأتي ليكمل عمل الأمِّ، خوفًا وهيمنةً وتحريمًا: لا قانون، ولا عقل، ولا تجريد، ولا نقد، ولا شروط سليمة للنموِّ الصحي للعاطفة والعقل – ناهيكم عن الاعتداء الجسدي على الأطفال.

*العنف المدرسي: العنف أيضًا يبدأ في المدرسة؛ إذ تأتي المدرسة لتتابع ثقافة العنف، عبر سلسلة طويلة من العلاقات التسلُّطية، تفرضها منظومة عقائدية مركزية وسلطوية، قائمة على ثقافة العنف والعسكرة، فالمعلِّم عاجز عن الوصول إلى عقل الطالب إلا عبر العنف، تصير الدراسة، من خلاله، “تدجينًا”، والتعليم خصاءً للفكر، فلا تحليل ولا موقف ولا رأي ولا اختيار، بل تعليم تلقيني، يصنع عقولاً راكدة مستلَبة للخرافة. فالعقل التقني عقل فارغ، وهو مستعد لتلقِّي العقائد الجاهزة؛ إنه عقل خرافي البنية، تلتقي فيه الخرافات والروايات. وهذا النمط من “التعليم” سطحي، تلقيني، امتثالي، بعيد عن النقد والجدل؛ وسلطة المعلِّم فيه لا تناقَش، والطالب يطيع ويمتثل. تعليم يعزِّز الانفعال، ويكرِّس التبعية الفكرية والثقافية، ويَحْرِم من استقلال الرؤية وممارسة التفرُّد في الحياة. (من هنا فإن عملية التدجين المدرسي هي في صلب حركات الرفض والعنف المضاد لدى الشباب.)
أما المواد الدراسية فغريبة عن الحياة اليومية للطالب، فهي مواد فصامية، نصفها مستورد من خارج المجتمع، ونصفها الآخر مستورد من الماضي. فذاك الذي يلبس لبوس “المعلِّم” يتعامل مع الطالب لفظيًّا وخرافيًّا؛ وبذلك لا يعكس العلمَ ثقافةً، بل يبترُه عن جذوره المعرفية، فيختزله إلى قشرة خارجية تعمِّق الغربة، في حين تبقى لغة الحياة اليومية لغة الأمِّ مشحونة بالانفعال.
إن ثقافة العنف هذه تندرج في أرجاء التعليم والحياة كافة، في العمل كما في التدريب والتعليم، وفي العلاقة مع الجار والابن والأب والزوج والأخت. فإما أن تكون متسلِّطًا وإما مقهورًا، وغالبًا ما تكون الاثنين معًا، رازحًا تحت هرم من العنف الهائل. جبرية وقدسية وقَدَرية تسود أرجاء الحياة كلَّها: فأنت إما “مع” وإما “ضد” – في حين أن العصر كلَّه يتَّجه نحو تعليم لا يكتفي بنقل العلم والتقنية عبر القوانين، بل نحو علم مؤصَّل ثقافيًّا ومعرفيًّا-.

*العنف الاجتماعي: إن أية ثقافة تقوم على النرجسية، ورفض الآخر، والانغلاق، والارتداد إلى السلف، القريب أو البعيد، لن تكون إلا ثقافة للعنف، تغلق العقل وتحبط التنمية. إنها لا تصدر عن العقل، إذ ترفض العقلانية بحثًا واجتهادًا ونقاشًا؛ بل إنها تعصُّب انفعالي، في محاولة لإجبار الآخر على الخضوع. ولا تخلو من العنف أية ثقافة؛ لكن ما يميِّز وضعَنا هو تراجُع الثقافة المضادة، القائمة على الحوار والعلمانية والانفتاح الفكري والحضاري، لصالح التعصب والانغلاق.
بين قهر التقاليد، وقهر الأسرة والعشيرة، والقهر الاقتصادي والسياسي، ترزح شخصية الفرد العربي تحت عنف شامل يمنع تفتحها ومجابهتها لحقائق الحياة والوجود. تنتج لدينا ذهنيةٌ متصلِّبة، محدودة الأفق، حيث كلُّ تجديد وسؤال هو إثْم يستحق العقاب والتصفية، لأنه يزعزع المحرَّمات وحقائق الماضي المهشَّم. فكرٌ أشْوَهُ، وحيدُ الجانب، انفعالٌ مضطرب، وشخصيةٌ مفكَّكة. كلُّ ذلك يولِّد انكفاءً على الذات، وارتدادًا إلى الماضي، تمسُّكًا بالتقاليد، حتى تكاد ثقافة العنف تبدو جزأً من طبيعة الأمور. فالواقع أن علاقة الفرد بالمجتمع يسودها التناقض بين أمل أسطوري وإحباط تاريخي.
إن الوسيلة الدارجة في مجتمع العنف هي توجيه العدوانية نحو الخارج عبر التعصب الطائفي أو العرقي أو الديني. ويصير الأمل الأخير للفرد المقهور منصبًّا على منقذ موهوم، يُلبِسُه كلَّ الصفات المضادة لضعفه، وسرعان ما يرتد عنه، كفرًا وعنفًا مضادًّا، ليغرق في دوامة جديدة من العنف.
ولعل موقف الإنسان، في مجتمع العنف، من القانون يعطينا فكرة عن تفكُّك شخصيته، حيث لا يكون الاعتداء على القانون محرَّمًا، بل يكون خوفًا من العنف! فالقانون لا يُفرَض إلا على مَن لا يمتلك القدرة على خَرْقِه. ليس هناك احترام للقانون، بل رضوخ وإرغام – ولك أن تخترق القانون إذا استطعت أن تنفد بجلدك! فإن ضعفتْ سلطةُ القانون، وتراجعتْ قدرةُ المجتمع على فَرْضِه، ينفجر العنف انفجارًا مذهلاً، وتنفجر العدوانية الكامنة، ويتعمَّم الاعتداء على القانون، واستباحة الحدود والممتلكات، دون مراعاة للمُواطَنة والجيرة والمشاركة أو الانتماء أو حقوق الإنسان.

*العنف الفكري والسياسي: كلُّ المجتمعات التي قامت على عقائد، لا على قيم للإنسان، غدت فريسة للعنف الاجتماعي، وأضحتْ فيها المؤسَّسة بديلاً عن العقيدة، والطقس بديلاً عن القيمة والمغزى الديني أو العقائدي. من هنا فإن ثقافة العنف في الفكر والسياسة تقوم على عقيدة مركزية توتاليتارية، لا سبيل إلى تقويضها بغير العلمانية.
والعلمانية، في القرن الحادي والعشرين، لم تعد تعني مجرَّد فصل الكنيسة أو الفكر الديني الغيبي عن الدولة والتشريع والإدارة والثقافة، بل أصبحت تعني رفض فَرْضِ كلِّ مسبق عقائدي على العقل والإنسان. من هنا فإن العلمانية هي الطريق للتأسيس لثقافة حقوق الإنسان.
فأية عقيدة أو مؤسَّسة تضع نفسها فوق المُساءلة والجدال والنقد والحوار ليست علمانية، مهما ادَّعت العقلانية والعلم؛ بل هي تؤسِّس لثقافة العنف والتعصب. وأية جماعة تغتصب أدواتِ الحوار، مدَّعيةً احتكار الحقيقة، بحقٍّ إلهي أو شعبي، لا تلبث أن تُخضِع المؤسَّسة والمجتمع المدني لسطوة مزدوجة: سطوة التقاليد وسطوة الاستبداد. فالضمانة الوحيدة ضدَّ ثقافة العنف هي العلمانية. والعلمانية ليست نفيًا لقيم السماء، ولا لقيم الأرض، بل هي تكريس لعقل الإنسان الحرِّ.

*العنف والعولمة: وفوق ثقافة العنف التي تعشِّش في مجتمعاتنا، يأتينا القصف الثقافي البخس لثقافة العولمة. إن العولمة لا تنقل إلينا القيم التي أسَّستْ لنهضتها: الديموقراطية، والعلمانية، وقيم المجتمع المدني، والمُواطَنة، بل هي تقصفنا بالتفاهة والعنف العبثي والتسطُّح الفكري، باسم العولمة الثقافية. فالعنف الثقافي هنا “عدوان ثقافي”، لا حوار حضارات، وتكريس للتفوق ولمنهج الإبادة الثقافية والبشرية.[ ]
وما يقدَّم لنا على أنه نظام للسوق العالمية يهدف إلى ترسيخ فكرة الخضوع لضرورات الإنتاجية بالمعايير الغربية، وكأن الاقتصاد ليس إلا علمًا للأشياء، علمًا للتنمية الاقتصادية فحسب. ويبيع لنا إعلامُ العولمة الجنس العنيف والعنف الجنسي بأبخس الأسعار وبنفس السهولة التي يبيع بها أهم أخبار المجاعات والحروب. وإلى جانب العنف المباشر، تقوم ثقافة العنف العولمي بتكريس مفاهيم البطولة والخلاص الفردي: “اقتل، واضرب، ومزِّقْ، وانفد بجلدك!” عنف فردي يكرِّسه عنف جمعي، ويركَّب فوقه عنف كوني باسم العولمة والأمركة.
*** *** ***
3-الحلول المطروحة:
هل من مَخرَج من حلقة العنف المجنون؟
يجب أن ندرك، أولاً، ذلك الحيِّز الهائل الذي يحتلُّه العنف وثقافة العنف، بدءًا من حياتنا اليومية، إلى مختلف جوانب الحياة الفكرية والسياسية. ولا بدَّ، بعد إقرارنا، من أن نحرِّر الدراسات والبحث العلمي، لتغدو شفافة، سواء في علم الاجتماع أو في غيره من المجالات.
ثم إن مواجهة كلِّ الأصوليات في المجتمع تحتِّم إعادة الاعتبار لمؤسَّسات المجتمع المدني فهي وحدها القادرة على مواجهة الفكر الشمولي والأصولي، وعلى محاصرة ثقافة العنف. فلقد أثبتت المؤسَّسات السياسية فشلاً ذريعًا في معالجة جملة من القضايا الاجتماعية والجماهيرية، بدءًا من محو الأمية، إلى تحرر المرأة، إلى الثورة الثقافية، إلى حماية المدن والآثار.
من جهة أخرى فإن أهم الحلول المطروحة وأكثرها نجاعة هو:
* تأصيل الديمقراطية، وثقافة حقوق الإنسان :
فلا بدَّ لثقافة حقوق الإنسان من أن تؤسَّس على نهضة مفهوميه جديدة للمُواطَنة، تبدأ، أول ما تبدأ، من الأكاديميات والتعليم. إن ثقافة حقوق الإنسان هي التي تسمح بإعادة تأسيس مجمل العملية التربوية ضدَّ أشكال الفكر المسبق كافة، وبتكريس الوحدة الثقافية بتعزيز التنوع والحرية القائم على مبدأ الحوار والقبول بالآخر، وبإعادة التأسيس للعملية الثقافية على أساس إعادة التجديد من الداخل والانفتاح على الخارج.
و الأهداف المتعلقة بالتأسيس لثقافة حقوق الإنسان ليست منوطة بطبقة بعينها، مع أن طبقات بعينها قد تلعب أدوارًا تاريخية فيها. إنها نهضة تشمل البُنى الاجتماعية والفعاليات السياسية كافة، لتصهرها حول أهداف النهضة – نهضة تقوم على تكتل تاريخي للمجتمع والأمة بأسرها، لتكريسها، بكلِّ طاقاتها، لهذه الأهداف. وهذا لا يعني أن تتخلَّى الطبقات والأحزاب عن مصالحها وإيديولوجياتها، بل يعني تكريس هذه الأهداف لخدمة نهضة الأمة. إنها تعني وضع الوطني القومي النهضوي الديموقراطي زمنيًّا فوق الإيديولوجي. وهذا يحتِّم أن تقوم الأحزاب والقوى الاجتماعية بالتخلص من تشرنقها العقائدي ومن ترهُّلها الذي تمسخ به ارتباطاتها بالحياة وبقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
ونستطيع أن نقول إن القيمة العميقة لأية حضارة تكمن في المكانة التي تعطيها لكرامة الإنسان. وفي المقابل، فإن حرية الوطن ليست شرطًا مسبقًا لحرية الإنسان؛ بل إن حرية الإنسان وحقوقه ومكانته كمواطن هي التي تؤسِّس للتنمية الحقيقية. لكن ما حصل أنه إبان فترة الحرب الباردة تمَّ توظيف حقوق الإنسان السياسية، من جهة، وحقوق الإنسان الاجتماعية، من جهة أخرى، سلاحًا في الدعاية والتضليل السياسيين، خدمةً للمصالح الجيوبوليتيكية لهذه الدولة العظمى أو تلك.
فليس هناك أيُّ معنًى لدولة القانون، ولا لأية تنمية، من دون حقوق الإنسان؛ بل إنها هي التي يجب أن تشكِّل المدخل الرئيسي لحثِّ عملية التنمية والتأسيس لها. فمنطق حقوق الإنسان يجذِّر ويعزِّز أبعاد التنمية ويؤسِّس لها، لتصبح أعمق وأكثر أصالة في بنية المجتمع. وليس هناك أيُّ معنًى لدولة القانون، ولا لأية تنمية، خارج إطار تعزيز حقوق الإنسان وتكريس مبدأ المُواطَنة. وكما في السابق، فإن النضال في القرن الجديد من أجل حقوق الإنسان سينطلق، أولاً، من تصفية أشكال الثقافة والانتماء ما قبل المدنية، ومن هدم المصالح السياسية والثقافية للمستفيدين من أيِّ تقسيم للمواطنين على أساس طائفي أو عشائري أو عنصري، ثانيًا.
ولقد أثبتت التجارب أن القوانين لا يمكن أن تكفل حقوق الإنسان. لكن حقَّ الحياة والتعليم والتغذية والعمل والحماية ضدَّ المهانات كافة هي شروط لا بدَّ منها لنجاح التنمية، وليست مجرد أهداف مثالية عامة. إذ إن الجمع بين الأفق التنموي وأفق حقوق الإنسان، القائم على الانتماء الوطني (المُواطَنة)، هو الشرط لتحقيق تنمية بشرية في هذا العصر؛ بل إن كلاً منهما يعزِّز الآخر.
حيث غيَّر النضال من أجل حقوق الإنسان وجه العالم. وتنخرط فيه، أكثر وأعمق، ثقافةُ الجنسانية ، لتدعمه بزخم كبير من أجل تعزيز النضال العام من أجل حقوق الإنسان. وعلى الرغم من ذلك، فإن تسريع التنمية الوطنية لا بدَّ منه من أجل استئصال الفقر الذي يشكِّل العائق الأساسي أمام توفير الشروط الأساسية لتحقيق حقوق الإنسان.
مع ذلك، فإن العنف والقمع لا يزالان متجذِّرين بقوة في مجتمعاتنا، في حين تعاني المؤسَّسة القضائية من اعتباط ونقص كبير في الكفاءة، بسبب ظواهر الفساد. إذ لم تعد التدابير والأنظمة وحدها كافية لحلِّ المشكلة، بل إن الأمر بات يتطلب إعادة النظر جذريًّا في البنية الإدارية والمؤسَّساتية للقضاء ذاته. فإذا كانت العدالة هي الشرط الأساسي لتنمية حقوق الإنسان، فإن الشفافية هي العمود المحوري الذي ينبغي أن تدور حوله المؤسَّسة القضائية للحيلولة دون تسلُّط منطق مراكز القوة وجبروتها.
وحدها الديمقراطية تستطيع أن توفِّق بين الأشكال الخمسة لحقوق المُواطَنة، أي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية والثقافية. إلا أن بعض الديمقراطيات تفشل في تجذير حقوق الإنسان: فهي لا تلبث أن ترتدَّ قمعًا لهذه الأقلية أو تلك، لهذه الثقافة أو تلك، أو لهذا الفكر أو ذاك؛ كما أن الأحزاب غالبًا ما تكون مبنية، من حيث المبدأ، بحيث تستبعد الأغلبية من المشاركة.

*الفصل الثاني: دراسة تحليلية حول ثقافة العنف عند الطفل الجزائري

ثقافة العنف عند الأطفال(المتمدرسين) في الجزائر:
*المجتمع الجزائري هو مجتمع عربي مغاربي ينتمي إلى العالم، وهذا يعني أنه يعاني العنف المحلي ضمن الإطار الخاص. ونتيجة كونه عربياً فسيعاني من المشاكل التي يتصف بها المجتمع العربي، كذلك الشرقي، وبانتمائه إلى العالم، فهذا يعني تأثره أيضاً ببعض ما يعاني منه العالم انسجاماً مع الاتصال الذي يحدث بين الجزائر والعالم الخارجي. وتمثل التربية الوسيلة التي يتم من خلالها بث الأفكار العامة ومنها أفكار ومفاهيم تخص العلاقة داخل العائلة التي تمثل اللبنة الأولى في المجتمع.
وقد انتقد د. هشام شرابي في هذا الصدد هذا الأسلوب حين أشار إلى سلبيات التعليم “إن التعليم كما يجري في إطار العائلة وخارجها، يتميز بصفتين رئيستين، فهو من جهة يقلل من أهمية الإقناع والمكافأة، ومن جهة أخرى يزيد من أهمية العقاب الجسدي والتلقين”.
وما دمنا في الحالة العربية لمجتمعنا الجزائري، فلنا أن نربط بين مناهج الحكم ومناهج التعليم، .. “دور الدولة في التعليم في البلدان العربية يتجاوز دور التنسيق بكثير، فهي بادئ ذي بدء تقوم بالإشراف على كتابة المناهج، وهي لا تتورع عن كتابة المناهج ذات العلاقة الوثيقة بالمسائل السياسية مثل الدين والتاريخ وغيرها، بطريقة تأمل من ورائها اكتساب الشرعية السياسية في نظر الشعب الذي لم تلجأ إليه أبداً للحصول على الشرعية، وأحياناً تلقي الأنظمة السياسية جانباً بكل مظاهر احترام الاستقلال الأكاديمي، حيث تنص قوانين الجامعات صراحة على تحقيق الانسجام والتكامل بين أهداف التعليم العالي ومخططات الدولة”(3).
لقد كان المجتمع الجزائري جزءاً من الدولة العربية الإسلامية ابتداءً من الفتح العربي الاسلامي حتى سقوط الدولة العثمانية، ثم تعرض للإحتلال الفرنسي،ومع قيام أول سلطة وطنية في الجزائر واستلامها مسؤوليات التربية والتعليم عام1962 حتى الآن،دون أن ننسى العشرية الدموية السوداء التي مرت بالجزائر، والتي كان لها تأثير كبير على ثقافة العنف الاجتماعي، و بالرغم من كل هذا، إلا أن هناك توقاً تربوياً على الأقل نحو تفعيل التربية وعصرتنها وبث مفاهيم ديمقراطية في العملية التعليمية، ومن هذه المفاهيم إقامة علاقة إنسانية بين أركان العملية خصوصاً بين المعلم ـ الطالب، واستلزم ذلك طلب الوزارة صراحة بعدم استخدام أساليب العنف المادي واللفظي تجاه الطلبة بالإضافة لنشر العشرات من المرشدين النفسيين في المدارس لتوجيه سلوك الطلبة وفهم نفسياتهم وحل مشاكلهم بأساليب تربوية حديثة بعيداً عن الأساليب القديمة. ومعنى ذلك أن رأس الهرم التربوي يتفق مع اللاعنف في المدارس، لكن المشكلة تظل كامنة في الطالب والمعلم والمدير، كونهم مواطنين ما زالوا يتأثرون بالمجتمع الذي يعيشون فيه.
لذلك فإن العنف العام الداخلي الذي نعاني منه هو وليد تراكم طويل، وليس هو وليد يوم وليلة، ومعنى ذلك أن تخفيفه يستلزم فهم تاريخ الوضع السياسي والتاريخي للحياة السياسية والاجتماعية في الجزائر، وقد قمنا بعرض مختصر لهذا التاريخ كإطار عام. ونتيجة ذلك التراكم، أصبح العنف سيداً للأحكام التي تقوم بها الذهنية العربية “إذا كانت الهيمنة أسلوباً للتعامل بين البشر، فإن العنف أو التهديد به يصبح سيد الموقف، اللجوء إلى العنف أو التهديد به لفض المشاكل البسيطة والمعقدة أمر محتوم يبرز في كثير من تفاعلاتنا اليومية، التهديد بالضرب والقتل والاغتيال والتهجير والتدمير يصدر عنا بشكل تلقائي عفوي لا شعوري، العنف من صلب تراثنا، العنف كأسلوب للتعامل جزء من شخصيتنا الاجتماعية والنفسية، حتى أننا نفهم الحب المقدس، وممارسة العشق والوصال، نفهمه فتحاً وخزقاً وقرطاً وحرثاً، واللجوء إلى الهيمنة والعنف أو التهديد بهما أسلوب شامل وعام”.
*المسؤولية الإجتماعية:
إن الوضع التربوي ليس مسؤولية قطاع التربية والتعليم وحده، لذلك فإن وضع (جزيئية العنف في المدارس) ليس مسؤولية المعلمين والمعلمات، بل أنها مسؤولية مشتركة مجتمعية، لا بد من جميع القطاعات أن تدلو بدلوها من أجل تكامل الرؤية وتنفيذ الحلول لتخفيف حدة الظاهرة والحد منها نهائياً إن أمكن “إن قضية العنف في المدرسة ليس مصدرها الوحيد هو المعلم وإنما نتعامل بأن المعلم في النهاية هو المسؤول الأول عن هذه العملية التربوية المعقدة بكل معانيها ثقافياً وحضارياً، إضافة إلى اكتساب الطلاب العادات الفكرية والوجدانية وأنماط السلوك السليمة وكيفية التفكير حتى يكون دور المعلم مساعداً ودليلاً وداعماً للطالب بحيث يصل مستوى العلاقة بين المعلم والطالب إلى درجة مجسدة بالتعاون والتكامل”. وليست القضية مقتصرة على العلاقة بين الطلبة والمعلم، بل أن هناك تجاوزات في علاقات الطلبة الداخلية وصلت حد الدموية، واستخدام الآلات الحادة، وقد تحدث تقرير صحفي عن هذا الموضوع، واستطلعت كاتبة التقرير عدداً من الآراء، فأكد د.بحري توفيق ، أن المدرسة مجال يتعامل فيه الطلبة ويحتكون مع بعضهم البعض مما يهيئ الفرص أمامهم لإبراز شخصيتهم المراهقة باتباع أساليب منحرفة مشيراً إلى أنه كلما زاد الاحتكاك بين الطلبة بشكل أكبر توقعنا حدة في السلوك خاصة أن مدارسنا تفتقر إلى الاتساع وزيادة عدد الطلاب في الفصل الواحد، بالإضافة لعدم وجود ملاعب وبرامج ترفيهية للطلبة ليتم تفريغ طاقات الطلبة من خلالها. إن ظاهرة العنف، بين الطلاب تظهر بشكل ملموس في أوساط الأسر الفقيرة التي تعاني من ازدياد في عدد أفرادها وانخفاض المستوى التعليمي للوالدين، حيث يكون مناخ المدرسة الأكثر نجاعة لاستخدام السلوك العدواني، كما أن توكيد الذات هنا يتم من خلال العنف كأسلوب سيء جداً، وهو يختلف عن توكيد الذات بشكل إيجابي “توكيد الذات: قدرة الفرد على التعبير الملائم عن أي انفعال يتعرض له نحو المواقف والأشخاص، فيما عدا التعبير عن القلق، وتشمل هذه الانفعالات التعبير عن الصداقة والمشاعر الوجدانية التي لا تؤذي الآخرين، أو لا تؤدي إلى انتهاك حقوقهم.
لذلك يجب أن نظل متنبهين إلى أن المدرسة مجال للتعبير عن السلوك الذي يكتسبه الطالب/ الطالبة في المجتمع “تمثل المدرسة اليوم صندوق رنين يردد صدى كل المشكلات التي يعانيها الصغار، يأتون إليها ليعبروا عن شقائهم وهذا بالتحديد ما يقود إلى تلك اللامبالاة تجاه المدرسة”، وهذا يؤكد أن مشكلة العنف هي مسؤولية مجتمعية “المدرسة كانت عامل اندماج مهم، وينبغي أن تبقى كذلك… أنها تمثل المكان الذي تتقارب فيه الفروق”.
ويتفق الكاتب إبراهيم بن عيشة المقيم بفرنسا وهو يتحدث عن العنف هناك مع ما ذكره الأستاذ جميل بن سليمان في الملتقى التربوي في كون المسؤولية مجتمعية “العنف في المدرسة ليس ظاهرة ناتجة عن طريقة عمل المؤسسة التربوية الوطنية، للأسف فإن المدرسة بمنزلة الصدى للمشكلات التي يواجهها الشبان في مجتمعنا اليوم، وينبغي خصوصاً تفادي تحميل المدرسين مسؤولية الأمر أو أن يقال عنهم أنهم السبب في مشكلة نقص التواصل مع الشباب. إننا في مواجهة اهتزاز يعرفه المجتمع في إطار أزمة اقتصادية دولية، ومن البديهي أن شقاء هؤلاء الأطفال يعبر عن نفسه في المدرسة، ويظهرون بهذه الطريقة ثورتهم على غياب الآفاق أمامهم التي تعني فرص العمل”.
لذلك نرى الكاتب الجزائري المذكور يطالب “بتوفير الإعلام الجاد الذي لا تشوبه مغالطة ويتمتع بالقدرة على إعطاء طابع من المسؤولية للمواطنين، وبالتالي نزع فتيل العنف، والعنف ليس إلا وليد الشعور بالمظلومية والحرمان، ممارسة القدرة على هضم الظلم وتحويله إلى فعل إيجابي، أعتقد أن توزيعاً أحسن للثروات الثقافية والمادية سيكون حلاً جيداً في وجه العنف والتهميش”.

*دور التربية الديموقراطية:
إن تشديدنا على إشاعة التربية الديمقراطية لم يأت من فراغ، ذلك أن مظاهر العنف هي نتيجة عدم شيوع تلك التربية، حيث ثمة انسجام بين أنظمة الحكم وأسلوب الوعظ والإرشاد الديني وبين أسلوب التلقين في التربية والتعليم، فاستخدام التعلم يتفق مع الديمقراطية لأنه يعطي الفرصة للطلبة كي يشاركوا ولا يظلوا في مجال التلقي السلبي فقط الذي تستلزمه القيم الاجتماعية الناتجة عن نظام حكم سياسي تقليدي “وتنشئ القيم الاجتماعية التقليدية التي تنعكس في نظام تعليمي تقليدي شخصية لها سمات محددة أهمها الضعف في المقدرة على التفكير المستقل والمقدرة على التجديد والابتكار والتطوير، وتفرز عدم الثقة في النفس في نقاش موضوعات لا تتطلب ترديداً أو اجتراراً لمعلومات، وتفرز هذه القيم أيضا الخوف من سلطة المجتمع، وتعزز عدم القدرة على التعامل مع ما هو جديد وغير مألوف، وتضعف الشعور بوجود حقوق فردية لدى الشخص أو الطالب وتنتج شخصية مكبلة عاجزة غير مبدعة ودون مقدرة على إعادة إنتاج المعرفة.
وفي ظل أنظمة غير ديمقراطية، تزدهر التربية التقليدية، وكما يزدهر القمع السلطوي لمجموع الشعب والنخب المفكرة والآراء المعارضة، لأنه على الجانب الآخر سنجد ازدهاراً لمظاهر السلطة السيئة عند المسؤولين التربويين بدءاً من المعلم ومدير المدرسة، وبالتالي فإن العنف المتبادل بين أركان المؤسسة التربوية هو عنف ناتج عن النظام السياسي والاجتماعي والثقافي بشكل عام. والسلطة أياً كانت فإنها تلجأ خصوصاً في المجتمعات غير الديمقراطية إلى الإلزام والإحكام دون نقاش لأنها أصلاً فاقدة للثقة في قيادتها الفكرية للمجتمع، وتخشى من الرأي الآخر، وهذا ينسجم مع الخطاب الديني القائم على التهديد والوعيد في بلادنا كما ذكر عبد الفتاح عمر في “الديمقراطية والثقافة السياسية” الذي أشرنا إليه من قبل. كما يقول ماكس فيبر:” أن السلطة توجد حينما أفرض إرادتي رغم مقاومة الآخرين لها، وهي حسب فولتير فإنها تجعل الآخرين يتصرفون تبعاً لاختياراتي. إن المرء يشعر نفسه أنه أكثر من مجرد إنسان حين يتمكن من فرض نفسه ومن جعل الآخرين أدوات تطيع رغبته مما يعطيه لذّة لا تضاهي”. وهذا يرشدنا إلى أن هناك علاقة بين القوة والعنف.
إننا نقبل الإرادة إذن التي تستخدم القوة لتنظيم المصلحة والحقوق وفق النظام الديمقراطي، ولا تسمى تلك الإرادة القوية بالعنيفة، لأن العنف كما هو معروف الآن هو أسلوب شاذ في التعامل مع المشاكل. وهذا يسوقنا بشكل عام إلى الحديث الموجز عن شرعية العنف عند الأيديولوجيين الذين لا يقبلون التعددية، وظهر ذلك عند الشيوعيين وغيرهم من المفكرين، حتى عند الوجوديين أمثال بول سارتر، وقد بحث الكثيرون عن مبررات العنف السياسي والفكري كونه طريقاً إلى النجاة للمجتمع والأفراد، ونستطيع الرجوع إلى أدبيات السياسيين الأيديولوجيين لنتعمق في هذا الموضوع الخطير، الذي كانت النازية والفاشية والشيوعية نتيجة له. وما يهمنا هنا هو أنه ما زال العديد من التربويين يلجأون إلى العنف وينادون به تحت ذرائع واهية.
ورغم أننا قد نتقبل سلوك السياسي غير الديمقراطي في التعامل مع الأفراد والجماعات، إلا أننا لا نجد عذراً للتربوي في إقامة أية علاقة قائمة على العنف وهو يوصل المعلومات ويتعامل مع الأطفال داخل أسوار المدرسة، لأن “التربية تتميز عن غيرها من العمليات بوجود “جانب إدراكي” بمعنى أن المتعلم يدرك (يفهم) ما هو بصدد تعلمه. وفي غياب الجانب الإدراكي لا يكون هناك مفر من الاعتماد على أساليب غير عقلانية في ترسيخ المعتقدات، هذه تشمل في أدنى درجاتها أنماطاً مختلفة من العقاب الجسدي الذي كان عادة متبعة في المدارس إلى عهد قريب، كما تشمل أنواعاً شتى من العقاب المعنوي، مثل النبذ والتخجيل والتهديد”. إن الطفل الذي يتعرض لهذه المظاهر يكتسبها، وهو لا يتعلم (المعلومات) فقط، ولا يتعلم عدم المناقشة والطاعة الفكرية والرضا بالأمر الواقع الذي يفرضه أسلوب التلقين فحسب، بل يتعلم بهذه الأساليب جميعها التي تدخل في يناء شخصيته، وهذا مكمن الخطر “إن الطرق التربوية من طراز “تقبل هذا ولا تسأل عن السبب”، “تقبل هذا وإلا…” ليست فقط أساليب تتبع في غرس المعتقدات والقيم في أذهان المتعلمين، فما من ضمانة لدينا أن دورها سوف يقتصر على دور الوسيلة، ذلك أنها جزئياً على الأقل تعبيرات عن قيم معينة. والشخص الذي يتعلم (س) من الأشياء بواسطة التلقين لا يتعلم (س) فقط، إنما يتعلم بالإضافة إلى ذلك أنه من الجائز (بل ربما من الطبيعي) أن يستعمل الإنسان هذا الأسلوب في تعليم (س)، وهذا بالطبع موقف قيمي (بما هو مقبول وطبيعي وما هو خلاف ذلك)”.

*العامل النفسي: (علاقة الطالب بالمعلم)
إن أكثر المعلمين والمعلمات المتجهمين والعنيفين إنما يلجأون إلى استخدام العنف اللفظي والمادي في التعامل مع الطلبة نتيجة قصور في شخصياتهم (النفسية والتعليمية)، وأزعم أن عدم سيطرة المعلم على إدارة المعلومات داخل الغرفة الصفية وضعفه التربوي في خلق الوسائل التربوية والأساليب في تقديم المعلومات وضعفها يؤدي إلى عدم تحمل ميل الطلبة الحيوي للتفكير والنقاش، كما أن الطلبة يملكون القوة كمتعلمين في تقييم المعلم/ ة، فإذا كان هناك ضعف ما في شخصية المعلم فإنه سيلجأ إلى العنف كمنقذ ومهرب في آن واحد، فالمعلم الذي لا يستطيع جذب انتباه الطلبة وتركيزهم من خلال المعلومات وطرق تقديمها سيلجأ إلى العصا كمخلصة له من هذا الموقف المحرج، لذلك ليس غريباً أن نرى معلمي الرياضيات واللغة الإنجليزية ينتمون إلى هذه الفئة لأسباب موضوعية تتعلق بهذين المبحثين وأسباب ذاتية تتعلق بهما في هضم تلك المواد وجذب الأطفال إليها. ولما كانت العلاقة بين الطالب والمعلم قائمة على الاتصال المباشر، فإن حسن الاتصال القائم على الحوار والمشاركة من قبل الطلبة في التعلم واعتبار (الطالب) محور العملية التعليمية (حقيقة لا شعار) سيخفف من حدة أي عنف محتمل. ولو وسعنا دائرة (المعلم ـ الطالب) إلى (الإنسان ـ الآخر) فسنجد أن العنف أو النزاع أو تصادم الإرادات المحتمل هو وليد هذه العلاقة بين الأنا والآخر. ويمكننا الإشارة إلى أحد تفسيرات علم النفس للعنف من خلال مدرسة وجهة النظر الظواهرية التي تحدث عنها د. مصطفى حجازي حين قال: “إن العنف كغيره من أشكال السلوك هو نتاج علائقي، أو بكلمة أكثر دقة، نتاج مأزق علائقي. أما التدمير والقتل فهو كارثة علائقية تصيب الذات في الوقت نفسه الذي تنصب فيه على الآخر وتبيده. إن العدوانية هي طريقة معينة للدخول في علاقة مع الآخر”.
أليس ذلك دليلاً على أسلوب المعلمين في بداية متجهمة عدوانية في الحصص الأولى في المدرسة التي يعملون فيها أول مرة؟ إن ذلك بلا شك أسلوب إنساني تقليدي قائم على الخوف على الذات من أن ينكرها الآخر، والمعلم يريد أن يضمن خوف الطلبة منه واحترامهم القائم على الخوف ومن ثم يبدأ بالتراخي قليلاً سواء في سحنة الوجه المتجهمة أو الضرب والألفاظ القاسية لأنه فاز في الجولة الأولى معهم، وعليه الآن أن يظهر بريق أسنانه قليلاً.
*دوافع السلوك:
حدد إبراهام ماسلو خمسة دوافع للسلوك الإنساني تنتظم في شكل هرمي قاعدته الأساس الحاجات البيولوجية الأولية الفطرية وتليها مباشرة الحاجة إلى الأمن ثم الحاجة إلى الحب والانتماء ثم الحاجة إلى الاحترام والتقدير ثم الحاجة إلى تحقيق الذات، لذلك فإن انتفاء الشعور بالأمان لدى الأطفال والطلبة سيثنيهم عن الانتماء والمشاركة وتحقيق الذات بشكل إيجابي “إحباط الحاجة للأمن عند الطفل أو الرجل بشدة تجعله هياباً متوجساً من كل شيء، من الناس ومن المنافسة ومن الإقدام ومن المغامرة والابتكار والجهر بالرأي وتحمل التبعات، ويبدو ذلك في صور شتى منها الخجل والتردد والارتباك والانطواء والحرص الشديد والذعر من شبح الفشل والعجز عن إبداء الرأي والدفاع عن النفس حتى وإن كان الحق في جانبه أو يبدو في صورة تحد وعدوان أو لا مبالاة”.
إننا حريصون على خلق بدائل تعين المعلم كي يتجنب العنف كسلوك شاذ، كذلك تفيد هذه البدائل الطلبة أنفسهم، وقد ركزنا حديثنا على العلاقة بين المعلم والطلبة كونهم يقضون أطول فترة من الزمن مع بعضهم وهم أكثر عرضة للعلاقة وتفاعلاتها الهادئة والعنيفة. لذلك لا نستطيع مجرد نصح المعلم بعدم استخدام العنف فقط، بل نزعم أن علينا “أن نعطي البديل من خلال التجارب العملية الناجحة لمحاولة اختبارها إن أمكن، فالطلبة وهم جميعاً أطفال ما داموا تحت سن الـ 18 عاماً، هم فئة ذات إيقاع سريع في كل شيء، بينما ينتمي المعلمون إلى الفئة ذات الإيقاع الأقل سرعة حسب مستوياتهم العمرية والنفسية أيضاً. لذلك تنشأ بعض المشاكل من خلال إغفال الكبار ميزات الصغار في الإيقاع السريع، وكأنهم يطلبون منهم (وهذا عنف غير مباشر) أن يكونوا بطيئي الإيقاع مثلهم. لذلك ليس هناك مانع من استخدام اللعب في التعلم لأنه محبب لديهم، فالإيقاع السريع عندهم يدفعهم لطاقة حيوية وعلى المعلمين أن يفرغوها بالتي هي أحسن، أما عن أهمية اللعب للأطفال فقد أوجزته كاترين تايلر بقولها “اللعب أنفاس حياة الطفل، بل أن حرمانه منه يعني حرمانه من حقه في الحياة والنمو”.
لذلك ليس غريباً أحياناً أن ألجأ في الخمس دقائق الأولى خصوصاً بعد الاستراحة، إلى تفريغ الطاقة الحيوية من خلال حركة الأطراف للطلبة مما يجعلهم أكثر سعادة وتقبلاً للدرس بدلاً من الأوامر بالهدوء التام الذي يجعلهم في حالة احتقان. إن البحث عن أسلوب نفرغ من خلاله الطاقة أفضل كثيراً من اللجوء للحل السريع السهل المتمثل بالعنف اللفظي والمادي.

خــاتمـــــة:
هناك مبرر قوي وأخلاقي وعالمي لمحاربة أشكال العنف في جميع القطاعات ومنها القطاع المؤسس للمواطنين، وهو القطاع التربوي، وفي الوقت الذي ننفق فيه على بناء مشاريع البنية التحتية، فإننا بحاجة لمن يحافظ عليها، وعلينا أن نبذل بسخاء لإشاعة هذه الفكرة، لأنها تشكل ضمانة السلم الاجتماعي الداخلي والدولي. وليست المسألة مجرد إنهاء هذه الظاهرة في الصفوف المدرسية، بل هي مدخل لإنهاء الصراع والنزاع الدولي، وهنا مكمن الخطورة والأهمية، إن المعلم الذي يحارب العنف هو مقاتل شجاع ضد ظواهر الحروب في كل زمان ومكان، تلك الحروب التي يكون أُكُلها الناس والأطفال وكل الأبرياء.
وحتي نتمكن من تخطي أزمة العنف الاجتماعي، لابد لنا من إكتساب ثقافة الحوار مع الأخر واحترام أفكاره ومبادئه. دون المساس بمقدساته.

المصادر و المراجع

1- فؤاد اسحق الخوري: الذهنية العربية”العنف سيد الأحكام”، بيروت، دار الساقي،1993.

2- معتز سيد عبد الله، وصالح عبد الله أبو عيادة: أبعاد السلوك العدواني، دراسات نفسية، العدد الثالث،1995.

3- من مقابلة مع الكاتب الجزائري إبراهيم بن عيشة، أجراه الطيب ولد العروسي، نشرته مجلة الجيل، العدد 12، 1998.

4- د. رجال بهلول: التربية والديمقراطية،سلسلة ركائز الديمقراطية، مؤسسة مواطن لدراسة الديمقراطية، 1997.

، 19/06/2006Jalaan.com/book 5- تحسين يقين: العنف في المجتمع ، دراسة نشرة على



شكرررررررررررررررت تعليم_الجزائرتعليم_الجزائرتعليم_الجزائرتعليم_الجزائرتعليم_الجزائرتعليم_الجزائر

شكرا لكـ على البحث الشامل

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

مشكوووووووووووووورررين