التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[مقتطف] مراحل حياة الانسان-ابن القيم

قال الله تعالى (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) الروم 54 فقوته بين ضعفين وحياته بين موتين فهو أولا نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم جنينا ما دام في البطن فإذا خرج فهو وليد فما لم يستتم سبعة أيام فهو صديغ بالغين المعجمة لأنه لم يشتد صدغه ثم ما دام يرضع فهو رضيع فإذا قطع عنه اللبن فهو فطيم فإذا دب ودرج فهو دارج قال الراجز
يا ليتني قد زرت غير خارج … أم صبي قد حبا ودارج
فإذا بلغ طوله خمسة أشبار فهو خماسي فإذا سقطت أسنانه فهو مثغور وقد ثفر فإذا نبتت بعد سقوطها فهو مثغر بوزن مدكر بالتاء والثاء معا فإذا بلغ السبع وما قاربها فهو مميز فإذا بلغ العشر فهو مترعرع وناشئ فإذا قارب الحلم فهو يافع ومراهق ومناهز للحلم فإذا بلغ فهو بالغ فإذا اجتمعت قوته فهو حزور واسمه في جميع ذلك غلام ما لم يخضر شاربه فإذا اخضر شاربه وأخذ عذاره في الطلوع فهو باقل وقد بقل وجهه بالتخفيف ثم هو ما بين ذلك وبين تكامل لحيته فتى وشارخ بحصول شرخ الشباب له
قال الجوهري الفتى الشاب والفتاة الشابة ويطلق الفتى على المملوك وإن كان شيخا كبيرا ومنه الحديث لا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي ويقال الفتى على السخي الكريم فإذا اجتمعت لحيته فهو شاب إلى الأربعين ثم يأخذ في الكهولة إلى الستين ثم يأخذ في الشيخوخة فإذا أخذ شعره في البياض قيل شاب فإذا ازداد قيل وخطه الشيب فإذا زاد قيل شمط فإذا غلب شيبه فهو أغثم فإذا اشتعل رأسه ولحيته شيبا فهو متقعوس فإذا انحط قواه فهو هرم فإذا تغيرت أحواله وظهر نقصه فقد رد إلى أرذل العمر فالموت أقرب إليه من اليد إلى الفم.
تحفة المودود بأحكام المولود

اللهم بارك لنا في أعمارنا


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[خواطر] جيش النبوة قد أحكم بنيانه

*جيش النبوة قد أحكم بنيانه*

قالها أبو العباس الهلالي السلفي
—————————-

جيش النبوة قد أحكم بنيانه ** فما هزت فتن الزمان يوما أركانه

وما زالت عن الدنيا أبدا أيامه *** فها هي شامخة مرفرفة أعلامه

جيش النبوة مانامت أبدا أجفانه *** فها هو قد أبان الجرم وأعوانه

فمن لي في الدنيا بمثله وإخوانه ***أسود قامت تحرص بجد أبوابه

وعلماء أحكمت للنهج النبوة عنانه **وسارت للنصر بفضل الله سبحانه

حتى نشر نهج النبوة مع بيانه ** فهو البحر والشعب في الدنيا حتانه


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[قصيدة] تربيع حائية ابن أبي داود

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه محاولة بسيطة لتربيع قصيدة (الحائية) لابن أبي داود -رحمه الله:

أيا باغيا نهج الاتباع والاقتدا….وذاك سبيل المخلصين من الردى
تمسك بحبل الله واتبع الهدى….ولا تك بدعيا لعلك تفلح
ولا تك جماعا بغير تثبت….فذلك نهج المائع المتفلت
ودن بكتاب الله والسنن التي …أتت عن رسول الله تنجو وتربح
وتصديقه في ذاك قول ألوكنا(1)….وإن رده قوم عموا عن سلوكنا
وقل غير مخلوق كلام مليكنا….بذلك دان الأتقياء وأفصحوا
وإن يسأل الغاوي بهذا أجبته…وفي مهجتي أني -بحق- صدقته
ولا تقل القرآن خلق قرأته…..فإن كلام الله باللفظ يوضح
بحرف وصوت ليس ذلك عَبرة(2)…كما قاله( النفسي)(3) يتبع (شعرة)(4)
وقل يتجلى الله للخلق جهرة….كما البدر لا يخفى وربك أوضح
تعالى إلهي عن مقالة جاحد…كفور بأخبار الصفات معاند
وليس بمولود وليس بوالد….وليس له شبه تعالى المسبح
فيا رب من ذاك النعيم أمدّنا ….إذا نحن قد ألهمتنا اليوم رشدنا
وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا…بمصداق ما قلنا حديث مصرح
يجلي لنا المقصود دون تردد….وذلك في سفر البخاري لمنشد
رواه جرير عن مقال محمد…..فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجح

وفقنا الله لإكمال الباقي
————
1-ألوكنا: رسولنا ، كما في القاموس (838)
2-عبرة أو عبارة بمعنى واحد، القاموس (392)
3-إشارة إلى الكلام النفسي عند الأشاعرة
4-إشارة إلى التمشعر


شكرا جزيلا لك اخي
بإنتظار الباقي تعليم_الجزائر

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[مقال] العربية : فضلها على العلم والمدنية وأثرها في الأمم غير العربية لعلامة الجزائر البشير الإبراهي

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال من مجلة الشهاب التي أنشأها الشيخ عبد الحميد بن باديس ـ رائد النهضة الإصلاحية ـ في الجزائر وأصله خطاب ألقاه العلامة الأستاذ البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في أحد أيام اجتماعاتها:

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليم_الجزائر العربيّة ؛ فضلها على العلم والمدنيّة * وأثرها في الأمم غير العربيّة.docx‏ (3.36 ميجابايت) تعليم_الجزائر مجلة الشهاب.pdf‏ (3.18 ميجابايت)


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[مقال] إزالة آثار الوسم عن لغة الإسم

إزالة آثار الوسم عن لغــة الإسم

الحمد لله رب العالمين*والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين*وعلى آله وصحابته المهتدين* و من سار على نهجهم إلى يوم الدين*أما بعد:

فإن الإسم من حيث البحث*هو محل سجال بين الرجال*كم خاض اللغويون من أجله المعارك* و حرروا فيه المدارك*وكم جرى بين أهل السنة وأهل الباطل فيه ردود ومسالك*وقع بها لأهل التعطيل مهالك.

أما أهل اللغة*فيقولون:

وهي المسألة الأولى:-هل الإسم مشتق من السمة التي هي العلامة*أو من السمو الذي هو الإرتفاع؟ على قولين مشهورين في ذلك.

1- فقال البصريون هو مشتق من السمو وهو العلو والرفعة*فقيل اسم لأن صاحبه بمنزلة مرتفع به.وقيل لأن الإسم يسمو بالمسمى فيرفعه عن غيره وقيل إن الإسم سمي اسما لأنه علا بقوته على قسمي الكلام*الحرف والفعل*والإسم أقوى منهما بالإجماع لأنه الأصل.

2-وقال الكوفيون إنه مشتق من السمة وهي العلامة*لأن الإسم علامة لمن وضع له*فأصل الإسم على هذا من{وسم}.

والتحقيق في ذلك:أن قول البصريين أصح*قال في المصباح [169] ط دار الغد الجديد:وهو من السمو وهو العلو*والدليل عليه أنه يرد إلى أصله في التصغير وجمع التكسير فيقال:سُمي و أسماء وعلى هذا الناقص منه اللام ووزنه افعٌ والهمزة عوض عنها وهو القياس.
وقال أيضا:وذهب بعض الكوفيين إلى أن أصله {وسم}لأنه من الوسم وهو العلامة فحذفت الواو وهي فاء الكلمة*وعوِّض عنها الهمزة وعلى هذا فوزنه اعْلٌ وهذا ضعيف*لأنه لو كان كذلك لقيل في التصغير{ وُسيم} وفي الجمع {أوسام}ولأنك تقول أسميته*ولو كان من السمة لقلت {وسمته}.

وصحَّح كون الإسم مشتقا من السمو القرطبي في التفسير[1/71]فقال:والأول أصح*لأنه يقال في التصغير:سمي*وفي الجمع أسماء*والجمع والتصغير يردَّان الأشياء إلى أصولها*فلا يقال وسيم ولا أوسام.

ثمرة الخلاف:من قال بأن الإسم مشتق من العلو قال:لم يزل الباري موصوفا قبل وجود الخلق*وبعد وجودهم*وهذا مذهب أهل السنة والجماعة نقله القرطبي في نفس المرجع السابق.

وقال الطحاوي في عقيدة أهل السنة:ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق*ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري ا.هـ متن العقيدة الطحاوية [ص 8 فقرة14]ط دار الصميعي ط1 ت 1419هـ

قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية [124] ط المكتب الإسلامي:ولا يجوز أن يعتقد أن الله وصف بصفة بعد أن لم يكن متصفا بها*لأن صفاته صفات كمال*وفقدها صفة نقص.

ومن قال الإسم مشتق من السمة يقول كان الله في الأزل بلا اسم ولا صفة*فلما خلق الخلق جعلوا له أسماء وصفات*وهذا قول المعتزلة*وهو خلاف ما أجمعت عليه الأمة.قاله القرطبي في
التفسير[1/72-73].

المسألة الثانية:في الإسم أربعة لغات:

1-اِسم بالكسر:كقول الأحوص:
وما أنا بالمخسوس في جذم مالك ***ولا من تسمَّى ثم يلتزم الإسما
2-اُسم بالضم:كما ينشد هنا:والله أسماك سُِما مباركا***آثرك الله به إيثاركا
وقال آخر:وعامنا أعجبنا مقدَّمه***يدعى أبا السمح وقرضاب سُمُه
3-بالضم والكسر جميعا: كقول القائل:باسم الذي في كل سورة سُِمه.
4-سِم وسُم بدون همز وصل ولا قطع.

المسألة الثالثة:سكنت السين من {بسم}اعتلالا على غير قياس*وألفه ألف وصل.وربما جعلها الشاعر ألف قطع للضرورة
.
المسألة الرابعة:تقول العرب في النسب إلى الإسم:سُِموي*وأسميٌّ*وجمعه
أسماء*وجمع الأسماء أسام*وحكى الفرَّاء أعيذك بأسماوات الله.القرطبي [1/71].

المسألة الخامسة:ذهب أبو عبيدة معمر بن المثنَّى إلى أن{اسم}صلة زائدة*واستشهد بقول لبيد:
إلى الحول اسم السلام عليكما***ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
فذكر {اسم} زيادة*وإنما أراد:ثم السلام عليكما.

المسألة السادسة:إذا دخلت الباء على الإسم فهل دخلت على معنى الأمر؟ فيكون التقدير:أبدأ بسم الله*أو على معنى الخبر؟فيكون التقدير:ابتدأت بسم الله.
.
فقال الفرَّاء بالأول وقال الزجَّاج بالثاني*فـ{بسم} في موضع نصب على التأويلين*وقيل المعنى ابتدائي بسم الله*فـ{بسم }في موضع رفع خبر الإبتداء *وقيل الخبر محذوف*تقديره ابتدائي مستقر أو ثابت بسم الله.

المسألة السابعة:{بسم الله}تكتب بغير ألف*استغناء عنها بباء الإلصاق*في اللفظ والخط لكثرة الإستعمال.بخلاف قوله {اقرأ باسم ربك} فإنها لم تحذف لقلة استعمالها.القرطبي[1/70].

المسألة الثامنة:هل الإسم هو عين المسمَّى أم غيره؟في ذلك أربعة أقوال مشهورة:

القول الأول:أن الإسم هو عين المسمى*.وهو قول كثير من المنتسبين إلى أهل السنة*قال شيخ الإسلام ابن تيمية:{والذين قالوا:الإسم هو المسمى كثير من المنتسبين إلى السنة*مثل أبي بكر عبد العزيز*وأبي القاسم الطبري*و اللالكائي*وأبي محمد البغوي صاحب شرح السنة*وغيرهم* وهو أحد قولي أصحاب أبي الحسن الأشعري*اختاره أبوبكر بن فورك وغيره.}إلى أن قال –رحمه الله-{وهؤلاء الذين قالو إن الإسم هو المسمى*لم يريدوا بذلك أن اللفظ المؤلف من الحروف هو نفس الشخص المسمى به*فإن هذا لا يقوله عاقل*ولهذا يقال:لو كان الإسم هو المسمى لكان من قال [نار] احترق لسانه*ومن الناس من يظن أن هذا مرادهم*ويشنع عليهم* وهذا غلط عليهم*بل هؤلاء يقولون:إن اللفظ هو التسمية*و الإسم ليس هو اللفظ *بل هو المراد باللفظ*فإنك إذا قلت:يا زيد*يا عمرو*فليس مرادك دعاء اللفظ*بل مرادك دعاء المسمى باللفظ* وذكرت الإسم فصار المراد بالإسم هو المسمى.مجموع الفتاوى [6/111]ط دار ابن حزم في عشرين مجلدا

وهذا القول قال فيه شيخ الإسلام:ولم يعرف عن أحد من السلف أنه قال: الإسم هو المسمى*بل هذا قاله كثير من المنتسبين إلى السنة بعد الأئمة*وأنكره أكثر أهل السنة عليهم.}نفس المجلد والصفحة.

القول الثاني:أن الإسم هو غير المسمى وهم الجهمية*والمعتزلة*ومقصودهم أن أسماء الله غيره*وما كان غيره فهو مخلوق تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.عزاه إليهم شيخ الإسلام ابن تيمية[6/121].وهؤلاء ذمهم السلف*حتى قال الشافعي والأصمعي:إذا سمعت الرجل يقول: الإسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة.
وذلك لأنهم عطلوا صفات الله عز و جل ونفوها عنه سبحانه.
أما من قصد أن الأسماء التي هي الأقوال*ليست نفسها المسميات*فهذا لا ينازع فيه أحد من العقلاء.قاله شيخ الإسلام.المصدر السابق.

القول الثالث:التوقف في المسألة نفيا وإثباتا*إذ كل من الإطلاقين بدعة وهو قول ابراهيم الحربي وغيره
.
القول الرابع:أن الإسم للمسمى*قال شيخ الإسلام :وهذا الإطلاق اختيار أكثر المنتسبين إلى السنة من أصحاب الإمام أحمد وغيره.-إلى أن قال-وهؤلاء وافقوا الكتاب والسنة والمعقول قال تعالى:ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها*وقال:{ أيما تدعو فله الأسماء الحسنى}وقال النبي صلى الله عليه وسلم{إن لله تسعة وتسعين اسما}رواه البخاري في الدعوات[6410]ومسلم في الذكر والدعاء[2677]وقال:{ أن لي خمسة أسماء:أنا محمد وأحمد والماحي والحاشر و العاقب }*وإذا قيل لهم:أهو المسمى أو غيره فصلوا*وقالوا ليس هو نفس المسمى*ولكن يراد به المسمى وإذا قيل غيره بمعنى أنه يجب أن يكون مباينا له*فهذا باطل.}مجموع الفتاوى [6/123].

هذا وقد بقي بعض المباحث في الإسم*لعلنا نتفرغ لتحريرها.و الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

وكتبه أبو العباس محمد رحيل على مجالس عدة
وتم الفراغ منه في:8/صفر/1433هـ


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[قصيدة] الهراوة لتأديب البوروبية دعاة الجهل والغباوة

هذه الأرجوزة السلفية لتدمير البوروبية وقد عنونتهابـ:(الهراوة لتأديب البوروبية دعاة الجهل والغباوة) أسأل الله أن ينفع بها

الحمد لله الذي قد أرسلا…نبيه ودينه قد أكملا
ثم الصلاة والسلام تتبع….على النبي أحمد المتبع
وكل دين بعده قد أحدثا ….فهو ابتداع فاحذرن ما أحدثا
واسلك-رعاك الله-منهج السلف….مهتديا بنورهم ولا تخف
ولا تعر سمعك كلبا عاويا…..جويهلا من العلوم خاويا
بوروبي الكاتب في الجرائد….أقبح به من حاسد وحاقد
ذو لحية وليس ذا حياء ….يكذب جهرة على العلماء
يزعم أن دينهم معلب….والدود في فنائه يخرب
أتيت يا دجال إفكا بينا….وقد فضحت دون أن تمتحنا
فاخسأ عدو الله إنا بهمُ….لواثقون هزنا حبهمُ
سنية نحن فلا نجتمع ….إلا على الهدى ولا نبتدع
ولْيسقط الكذبذب الأفاك(1)…وإن يكن أزعجه السواك(2)-

——————
(1) مبالغة من الكذاب
(2) قال بوروبي سبا للسلفيين وتحقيرا من شأن السواك : إنه يزعجه أن يقوم أحدهم بالإستياك عند إقامة الصلاة عازيا هذا الإنزعاج إلى الناس وهو صاحبه تسترا وتخفيا


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[فوائد مستخلصة] مصطلحاتٌ إذا اجتمعت افترقت و إذا افترقت اجتمعت

بسم الله الرحمن الرحيم
مصطلحات إذا اجتمعت افترقت و إذا افترقت اجتمعت

أولا : البر و التقوى
1* تعريف التقوى : هو فعل طاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، و ترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ( طلق ببن حبيب رحمه الله تعالى )
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين المجلد الأول :

واعلم أن التقوى أحيانا تقترن بالبر، فيقال بر وتقوى كما في قوله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) و تارة تذكر وحدها فإذا قرنت بالبر صار البر فعل الأوامر و التقوى ترك النواهي و إذا أفردت صارت شاملة تعم فعل الأوامر و اجتناب النواهي.- فالتقوى و البر من المصطلحات التي إذا اجتمعت افترقت و إذا افترقت اجتمعت-.
ثانيا : الإنابة و الإسلام
قال الشيخ الجابري حفظه في شرحه للأصول الثلاثة
: الإنابة : إذا أفردت فهي بمعنى الإسلام و بمعنى الإيمان لكن إذا قرنت بالإسلام كانت الإنابة بالقلب و الإسلام بالجوارح ؛ أي الأعمال الظاهرة .
ثالثا : الإسلام و الإيمان :
الإيمان والإسلام إذا جُمِع بينهما انصرف الإيمان إلى الاعتقاد أي إلى أعمال القلوب والإسلام إلى أعمال الجوارح وإذا انفرد كل واحد منهما شمل الآخر،
شرح الشيخ الجابري حفظه الله للأصول الثلاثة


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[فوائد مستخلصة] هل يقال أو ومتى تُضاف كلمة إلى اسم الشهر

الحمد لله والصلاةُ والسَّلام على رسول الله أما بعد:
فهذه فائدة لغوية في إضافة كلمة (شهر) إلى اسم الشهر، هل الأمر في ذلك واسع، أم أنه خاصٌّ ببعض الأشهر دون بعض.

قال العَلَّامَة الآلوسي رحمه الله في (روح المعاني 624/3) في تفسير قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن..):
((وقد جُعِل مجموعُ المُضافِ والمضافِ إليه عَلَمًا للشهر المعلوم، ولولا ذلك لم يحسُن إضافَةُ (شَهر) إليه، كما لا يحسن -إنسانُ زيدٍ- وإنما تصِحُّ إضافةُ العامِّ إلى الخاصِّ إذا اشتهرَ كونُ الخاصِّ مِن أفراده، ولهذا لم يُسمع (شهر رجب) و(شهر شعبان)، وبالجملة فقد أطبقوا على أن العَلَم في ثلاثةِ أشهرٍ مجموعُ المضاف والمضاف إليه، شهر رمضان وشهر ربيع الأول، وشهر ربيع الثاني، وفي البواقي لا يُضاف شهرٌ إليه،
وقد نظم ذلك بعضهم فقال:
ولا تُضِف شَهرًا إلى اسْمِ شَهرِ *** إلاَّ لِمَا أَوَّلُه -الرَّا – فَادرِ
واسْـتَـثـنِ مِـنـهَـا رَجَـبًـا فَـيـمـتَـنِـعْ *** لأنَّـهُ فِـيـمـا رَوَوهُ مَـا سُـمِـع )).

_________________

وهذه مَسأَلةٌ مُتفرِّعةُ عَن سابِقَتها في إطلاقِ كَلمة (رمضان) هل يسوغُ الإتيانُ بها مُنفَرِدة، أم لا بُدَّ من إضافتها فيقال (شَهْرُ رَمضان).

قال الإمام النووي رحمه الله في (المنهاج 186/7-187)ط:المعرفة:
((وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب:
قالت طائفة: لا يُقالُ رمضان على انفراده بحال، وإنما يقال: شهر رمضان، هذا هو قول أصحاب مالك، وزعمَ هؤلاء: أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى فلا يُطلق على غيره إلا بقيد.
وقال أكثر أصحابنا وابن الباقلاني: إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا كراهة وإلا فيُكره، قالوا: فيقال: صمنا رمضان قمنا رمضان ورمضان أفضل الأشهر ..
والمذهب الثالث مذهب البخاري والمحققين: أنه لا كراهة في إطلاق رمضان بقرينة وبغير قرينة، وهذا المذهب هو الصواب، والمذهبان الأولان فاسدان، لأن الكراهة إنما تثبُت بنهي الشرع ولم يثبُت فيه نهي وقولُهم إنه اسمٌ من أسماء الله تعالى ليس بصحيحٍ ولم يصِحَّ فيه شَيء، وإن كان قد جاء فيه أثرٌ ضعيف..)).

قلت: فتحصَّل مما سبق أنه يجوز إطلاق (مضان) و يجوز (شهر رمضان) على الصحيح إن شاء الله.
وأنَّه لا يسوغ إضافة كلمة (شهر) إلى اسم الشهر إلا مع ثلاثة أشهر: شهر رمضان وشهر ربيع الأول وشهر ربيع الثاني.
والله أعلم

كتب: حمزة بن ربيع الجزائري/ 08 رمضان 1443هـ