التصنيفات
علم الاجتـماع

علم الاجتماع الاقتصادي عند ابن خلدون


تمهيد: ابن خلدون والتفكير الاقتصادي‏

إن من يطالع “مقدمة” ابن خلدون، يجد فيها آراء اقتصادية قيمة، تكشف عن جانب من جوانب عبقريته الفذة؛ حتى أن بعضهم ذهب إلى أنه المؤسس الحقيقي لعلم الاقتصاد. وبهذا الصدد يقول الدكتور محمد حلمي مراد: “ولن نتناول هنا حصراً شاملاً لآراء ابن خلدون فيما تعرض له من شؤون اقتصادية… ولكن مقصدنا من هذه الدراسة، أن نشيد بدوره في ميدان البحث العلمي الاقتصادي؛ باعتباره أول من وضع دعائم علم الاقتصاد، ومؤسس مذهب الاقتصاد المرسل، وصاحب فضل أسبق بالكثير من النظريات الاقتصادية التي نسبت بعد مئات السنين إلى غيره من الاقتصاديين الحديثين (1)”.‏

والحقيقة إن من يرجع إلى “المقدمة” يجد أن ابن خلدون خص اقتصاد بباب كامل هو الباب الخامس، وإنه كثيراً ما كان يعاود التطرق إليه في بعض فصولها؛ حينما يتطلب وجه الكلام ذلك. ولكن الباحثين قلما اهتموا بالآراء الاقتصادية الواردة فيها؛ وكان جل اهتمامهم منصرفاً إلى المباحث المتعلقة بعلم الاجتماع في الدرجة الأولى؛ وإلى المباحث المتعلقة بعلم التاريخ في الدرجة الثانية. ومما يلفت النظر أن الدكتور علي عبد الواحد وافي، محقق أحدث طبعة “للمقدمة” وشارحها والمعلق عليها، قد نظر إلى مباحث ابن خلدون الاقتصادية في سياقها الاجتماعي. وبهذا الصدد يقول: “ومن دراسته (ابن خلدون) لظواهر اقتصاد، انتهى كذلك إلى عدة أفكار وقوانين؛ منها (أن الفلاحة من معاش المستضعفين) و(أن الصنائع إنما تكمل بكمال العمران الحضري) و(أن رسوخ الصنائع في الأمصار إنما هو برسوخ الحضارة وطول أمدها) و(أن الصنائع إنما تستجاد وتكثر إذا كثر طالبها) و(أن الأمصار إذا قاربت الخراب انتقصت منها الصنائع)… الخ 2).”‏

ولكننا إذا دققنا النظر في سياق كلامه على النواحي الاقتصادية، لم نجده في الحقيقة ينحو دائماً نحواً اقتصادياً اجتماعياً؛ بل إنه ينحو أحياناً نحواً اقتصادياً بحتاً؛ كما نرى اليوم في بحث الاقتصاد السياسي. وهذا يعني، أن الصورة التنظيمية لعلم الاجتماع وفروعه لم تجد التعبير الكامل عنها في “المقدمة”. ويرجع ذلك إلى أنه كتبها على عجلة من أمره، في مدة خمسة أشهر كما يقول (3)، في قلعة ابن سلامة. ولهذا فهو يعتذر قائلاً: “وقد كدنا نخرج عن الغرض. ولذلك عزمنا أن نقبض العنان عن القول في هذا الكتاب الأول الذي هو طبيعة العمران وما يعرض فيه. وقد استوفينا من مسائله ما حسبناه كفاية. ولعل من يأتي بعدنا ممن يؤيده الله بفكر صحيح، وعلم مبين، يغوص من مسائله على أكثر مما كتبنا. فليس على مستنبط الفن إحصاء مسائله؛ وإنما عليه تعيين موضع العلم وتنويع فصوله وما يتكلم فيه. والمتأخرون يلحقون المسائل من بعده شيئاً فشيئاً إلى أن يكمل (4)”.‏

ومهما يكن من أمر، فإننا أميل إلى أن ننظر إلى المباحث الاقتصادية في “مقدمة” في سياقها الاجتماعي؛ لأن اتجاه ابن خلدون الفكري كان ينحو هذا المنحى؛ وإن كانت الإشارة إلى ذلك تعوزه في بعض المواضع.‏

وبهذا يمكننا أن نعده رائداً في علم الاقتصاد من ناحية، وفي علم اجتماع الاقتصادي من ناحية أخرى. أما بالنسبة إلى علم الاقتصاد، فلأنه فرغ من كتابة “مقدمته” في منتصف سنة 779 هـ (5) (الموافقة لسنة 1376 م)؛ وأن كتاب آدم سميث “بحث في طبيعة ثروة الأمم وأسبابها” المعروف باسم “ثروة الأمم” والصادر سنة 1776 م قد تأخر أربعمائة سنة من فراغ ابن خلدون من كتابة “مقدمته”؛ علماً بأن آدم سميث يعد المؤسس الحقيقي لعلم الاقتصاد عند الغربيين. وأما بالنسبة إلى علم الاجتماع، فلأنه سبق أوغست كونت صاحب كتاب “دروس في الفلسفة الوضعية” الذي عاش في القرن التاسع عشر ( 1798 ـ 1857) ومن تلوه من علماء الاجتماع، بأكثر من أربعة قرون.‏

ولكن دعونا ننتقل الآن إلى آراء ابن خلدون في الاقتصاد وعلم الاجتماع الاقتصادي. وهنا يمكننا أن نتطرق إلى أربعة مسائل تبين لنا حقيقة تفكيره الاقتصادي وصبغته الاجتماعية. وهي: علاقة العمران البشري بالاقتصاد؛ وعلاقة السعر بالعمل؛ وتأثير الجباية في العمل؛ وغاية العمران البشري.‏

1 ـ العمران البشري والاقتصاد‏

إذا كان الاجتماع الإنساني ضرورياً في نظرية ابن خلدون، فما الصورة التي تصوره بها، وما الأساس الذي يقوم عليه؟‏

(1) شكلا العمران البشري:‏

يرى ابن خلدون أن للعمران البشري شكلين أساسيين هما العمران البدوي والعمران الحضري. بيد أن هذين الشكلين ليسا مختلفين في النوع، بل في الدرجة؛ إذ إن أحدهما، وهو الاجتماع البدوي، يفضي إلى الآخر، الذي هو الاجتماع الحضري.‏

ويرجع ابن خلدون اختلاف أجيال الناس في أحوالهم، إلى اختلاف نحلهم من المعاش. وهو يرى أن اجتماعهم إنما يكون للتعاون على تحصيل معاشهم؛ وإنهم يبدؤون بالضروري والبسيط منه؛ لكي ينتقلوا من بعد ذلك إلى الحاجي والكمالي. يصف ابن خلدون ذلك قائلاً: “إن اختلاف الأجيال في أحوالهم، إنما هو باختلاف نحلتهم من المعاش. فإن اجتماعهم إنما هو للتعاون على تحصيله، والابتداء بما هو ضروري منه وبسيط، قبل الحاجي والكمالي (6)”.‏

أما في طور البداوة، فإنهم ينصرفون إلى الفلاحة والغراسة والزراعة حيناً، وإلى القيام على الحيوان من الغنم والبقر والنحل والدود؛ لنتاجها واستخراج فضلاتها حيناً آخر. يقول شارحاً الكيفية التي يحدث ذلك بها: “فمنهم من يستعمل الفلح من الغراسة والزراعة؛ ومنهم من ينتحل القيام على الحيوان من الغنم والبقر والمعز والنحل والدود، لنتاجها واستخراج فضلاتها. وهؤلاء القائمون على الفلح والحيوان، تدعوهم الضرورة، ولابد، إلى البدو، لأنه متسع لما يتسع له الحواضر من المزارع والفدن والمسارح للحيوان، وغير ذلك. فكان اختصاص هؤلاء بالبدو أمراً ضرورياً لهم. وكان حينئذ اجتماعهم وتعاونهم في حاجاتهم ومعاشهم وعمرانهم من القوت والكن والدفاءة إنما هو بالمقدار الذي يحفظ الحياة، ويحصل بلغة العيش من غير مزيد عليه، للعجز عما وراء ذلك (7)”.‏

تلكم هي حياة البداوة؛ وهي ترتبط ـ كما نلاحظ ـ بمفهوم الحضارة الزراعية القائمة على الفلاحة والغراسة وتربية الحيوان، في سبيل استخراج ثرواتها ونتاجها. لكنه لا تقف عند هذا الحد؛ بل إنها الطريق إلى الحضارة الواسعة؛ إذ إنها لا تلبث أن تدر على بعض الناس أرباحاً تزيد من غناهم، وتميل بهم إلى الرفه والدعة. وهذا من شأنه أن يزيد من تعقيد حياتهم؛ فيصبحون غير قانعون بالضروري من حاجاتهم؛ مما يدفعهم إلى طلب الكمالي فضلاً عنه. وهنا يدخلون في دوامة لا تنتهي من الحاجات التي تسلمهم من حاجة إلى حاجة: إذ إن طلب الكمالي لا يقف عند حد؛ فهو سرعان ما يتحول إلى ضروري. وهكذا باستمرار…‏

في هذه الحال، يكون الانتقال في نظر ابن خلدون من حال البداوة إلى حال الحضارة. وهاكم وصفة لكيفية هذا الانتقال؛ يقول: “ثم إذا اتسعت أحوال هؤلاء المنتحلين للمعاش، وحصل لهم ما فوق الحاجة من الغنى والرفه، دعاهم ذلك إلى السكون والدعة، وتعاونوا في الزائد على الضرورة، واستكثروا من الأقوات والملابس، والتأنق فيها، وتوسعة البيوت، واختطاط المدن والأمصار، للتحضر. ثم تزيد أحوال الرفه والدعة؛ فتجيء عوائد الترف البالغة مبالغها في التأنق في علاج القوت، واستجادة المطابخ، وانتقاء الملابس الفاخرة في أنواعها من الحرير والديباج وغير ذلك، ومغالاة البيوت والصروح، وأحكام وضعها في تنجيدها، والانتهاء في الصنائع في الخروج من القوة إلى الفعل إلى غاياتها؛ فيتخذون القصور والمنازل؛ ويجرون فيها المياه، ويعالجون في صرحها، ويبالغون في تنجيدها، ويختلفون في استجادة ما يتخذونه لمعاشهم من ملبوس أو فراش أو آنية أو ماعون. وهؤلاء هم الحضر؛ ومعناه الحاضرون أهل الأمصار والبلدان. ومن هؤلاء من ينتحل في معاشه الصنائع؛ ومنهم من ينتحل التجارة، وتكون مكاسبهم أنمى وأرفه من أهل البدو؛ لأن أحوالهم زائدة على الضروري، ومعاشهم على نسبة وجدهم (8)”.‏

وإذا سألنا ابن خلدون: لماذا كانت الأمور على هذا النحو؟ ولماذا انتهى المجتمع البدوي إلى المجتمع الحضري؟ أجابنا بقوله: “إن أجيال البدو والحضر طبيعية لابد منهما”. وهذا يعني، إن المجتمعات لديه، تسير بحسب قوانين معينة، لا يمكن الخروج عليها. وهذا ـ في رأينا ـ بداية الفهم العلمي للحياة الاجتماعية، وخروج عن النظرة الإصلاحية التي ظلت سائدة قبله، منذ بدأ التفكير الإنساني بدراسة المجتمعات البشرية.‏

وهكذا يربط ابن خلدون بين وجوه الكسب وتطور الحياة الاجتماعية؛ فيرينا أن ازدياد الكسب هو سبب هذا التطور؛ وأن المبالغة في جني ثماره، هي سبب المبالغة في اتساع الحضارة. ويمكننا أن نستخلص مع ابن خلدون، أن حياة البداوة سابقة على حياة الحضارة؛ وأن الحضارة البسيطة سابقة على الحضارة المعقدة؛ وأن الضروري سابق على الحاجي والكمالي. وبهذا الصدد يقول: “ولاشك أن الضروري أقدم من الحاجي والكمالي وسابق عليه؛ لأن الضروري أصل، والكمالي فرع ناشئ عنه: فالبدو أصل للمدن والحضر وسابق عليهما؛ لأن أول مطالب الإنسان الضروري؛ ولا ينتهي إلى الكمال والترف إلا إذا كان الضروري حاصلاً؛ فخشونة البداوة قبل رفه الحضارة. ولهذا نجد التمدن غاية للبدوي يجري وينتهي بسعيه إلى مقترحه منها. ومتى حصل على الرياش الذي يحصل له به أحوال الترف وعوائده، عاج إلى الدعة، وأمكن نفسه إلى قياد المدينة. وهذا شأن القبائل المتبدية كلهم (9)”.‏

وهذا يعني، أن اختلاف أحوال الناس الاجتماعية مرتبط باختلاف أحوالهم الاقتصادية: فأحوال البداوة مرتبطة بانتحالهم الزراعة وتربية الحيوان؛ وهم يظلون كذلك ما داموا في هذا النطاق لا يتعدونه. لكنهم متى اتسعت أحوالهم المعاشية بالغنى والرفه مالوا إلى الدعة وكثرت حاجاتهم الكمالية، فتأنقوا في المأكل والملبس وتوسعة البيوت والمدن.‏

لكن هذا من شأنه أن يؤثر في ازدياد الأعمال وتنوعها؛ ويؤدي إلى اختلاف قيمها، وتبدل أسعار الحاجات الضرورية والكمالية.‏

2 ـ العمران والأعمال والأسعار‏

يرى ابن خلدون أن العمل هو أساس الدخل (الرزق) بما يأتي به من ربح؛ وأنه خاضع في ذلك لطبيعة العمران (الحياة الاجتماعية).‏

(1) الرزق والعمل:‏

يستخدم ابن خلدون كلمة كسب إلى جانب كلمة رزق؛ وهو يرى أن كل كسب هو نتيجة سعي وعمل؛ وأنه لابد من الأعمال الإنسانية في كل مكسوب ومتمول (10). وهذا يعني أن قلة الأعمال أو فقدانها، يؤدي إلى رفع الكسب من بين الناس، وتناقص أرزاقهم تناقصاً مطرداً، علماً بأن قلة الأعمال أو فقدانها ناتج عن انتقاص العمران؛ أي ضعف الحياة الاجتماعية (11).‏

ولكن، هل صحيح أن كل رزق هو نتيجة عمل؟ أليست هناك أرزاق هي هبة من السماء؛ كالنبات الذي ينبت في القفار، من دون أية رعاية أو عناية؟! إن ابن خلدون لا يعتقد ذلك: فهو يرى أنه لابد من القيام بعمل من الأعمال في كل رزق. لكن العمل قد يكون ظاهراً وقد يكون غير ظاهر: إنه يكون ظاهراً للعيان، ولا يحتاج إلى أي بيان، إذا نظرنا إلى الصنائع المختلفة، مثل صنع الصيوان والكرسي. وفي هذه الحال، لا يمكن لكائن من كان، أن ينكره فيهما بوجه من الوجوه. بيد أن العمل قد يكون مقتضى من الحيوان أو النبات أو المعدن؛ وهو عندئذ لا يكون ظاهراً في الوهلة الأولى. ولهذا كان هناك من يعتقد أنه ما من عمل إنساني هناك؛ وإن هذه المقتنيات جميعاً هي هبة من الطبيعة، تجود بها على الإنسان. ولكن ابن خلدون لا يعتقد هذا الاعتقاد؛ فهو يرى أنه لابد هنا أيضاً من العمل الإنساني، للانتفاع بهذه المقتنيات الطبيعية. ويضرب على ذلك أمثلة الحليب والثمار والمعدن: فالحليب لابد من حلبه ونقله إلى راغبيه؛ والحلب والنقل عملان؛ والثمار لابد من قطفها وتوزيعها؛ والقطف والتوزيع عملان؛ والمعدن لابد من استخراجه وصنعه؛ والاستخراج والصنع عملان؛ الخ… (12).‏

وفضلاً عن ذلك، فبعض البضائع لا يكون منفرداً مستقلاً عن غيره، بل يكون معه غيره. ويضرب لنا ابن خلدون مثلين على مثل هذه الصنائع، هما النجارة والحياكة. وهو يرى أن النجارة يكون معها الخشب؛ وأن الحياكة يكون معها الغزل؛ وهكذا… فإذا أنعمنا النظر فيها قليلاً، وجدنا قيمة العمل فيها أكثر من قيمة الأشياء التي تكون معها. ولتوضيح ذلك، لنفكر بقيمة العمل المبذول في بناء بيت من البيوت: إن قيمة العمل المبذول هنا أكبر بكثير من قيمة المواد المستخدمة في البناء. وقل الشيء نفسه بالنسبة إلى أسعار الأقوات بين الناس؛ ولاسيما في الأقطار التي يكون علاج الفلح فيها ومؤونته غير يسيرة (13).‏

وهنا لابد لنا من استخلاص نتيجة وتقريرها: إنه لابد لنا من تقرير أن ما يفيده الإنسان من اقتناء الصنائع، هو قيمة المبذول في صناعتها، إذ ليس هناك إلا العمل؛ لكنه ليس مقصوداً بنفسه للقنية (14). وهذا يعني، إننا لا نقصد إلا امتلاك العمل نفسه؛ لأن العمل لا يمتلك؛ بل إن ما يمتلك هو ناتج العمل فقط. ومن هذه الناحية، يمكننا أن نقول: إن العمل المبذول في بناء بيت من البيوت، هو الذي نقتنيه بشراء هذا البيت: إن ما نشتريه في الحقيقة هو ناتج هذا العمل، وهو البناء على وجه معين، لا العمل نفسه.‏

وعلى هذا النحو، يتبين لنا بوضوح، أن المفادات والمكتسبات ـ كلها أو أكثرها ـ هي قيم الأعمال الإنسانية (15). وهذا ينتهي إلى أن قلة الرزق أو كثرته إنما يكونان بقلة الأعمال الإنسانية أو كثرتها. وهنا يمكننا أن نستنتج، أن الأمصار ذات السكان القلائل يكون الرزق فيها قليلاً، لقلة الأعمال الإنسانية فيها؛ وأن الأمصار ذات السكان الكثر يكثر فيها، لكثرة الأعمال الإنسانية فيها: فعلى قدر العمل في مصر من الأمصار، تكون سعة العيش ورفاهيته بين أهله وسكانه (16).‏

(2) العمل والربح:‏

بيد أن ما قدمناه لا يعبر عن الحقيقة تعبيراً دقيقاً؛ بل إن فيه شيئاً من التجاوز. والحقيقة، إن قيمة الأشياء ليست قيمة العمل المبذول في صنعها على وجه التحقيق؛ بل تنضاف إليه زيادة في أثمانها، هي ربح التاجر الذي يتجر بها. وإذا أنعمنا النظر في الأمر قليلاً، وجدنا أن الأشياء المصنوعة وغير المصنوعة بحاجة إلى من يشتريها ويحتفظ بها، في انتظار المشتري الراغب فيها. وهذا يقوم به التاجر الذي يشتريها من أجل المتاجرة بها، لا لأنه بحاجة إليها. ولذلك هو يزيد في أسعار البضائع، ليجني ببيعها أرباحاً لنفسه. ولكي يحقق غايته، ينتظر عادة تحول الأسواق؛ وهو يتمنى أن يكون هذا التحول سريعاً، ليجني أرباحه بسرعة.‏

والحقيقة، إن التاجر يحاول باستمرار، أن يدخر البضائع المشتراة مدة من الزمن، تطول أو تقصر، بحسب بطء تحول الأسواق أو سرعته. ولعنصر الزمن أهميته بالنسبة إليه؛ لأنه قد يكون عامل ربح سريع أو بطيء: ولاشك أن التاجر يرغب في الربح السريع. وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا تحولت السوق بسرعة، واعتدلت الأسعار. أما إذا استديم الرخص في سلعة من السلع، فإنه يؤدي إلى كساد السوق، وطول مدة الاحتفاظ بالسلعة. وهذا ينتهي إلى فساد الربح؛ الأمر الذي يجعل التاجر يقعد عن السعي؛ فيفسد بذلك رأس ماله (17).‏

والواقع إن كساد الأسواق معناه قلة الربح؛ وقلة الربح معناها عدم توافر القدر الكافي من المال لإنفاقه في ضروريات الحياة. وهذا يدفع بالتاجر إلى الإنفاق من رأس ماله بالذات الأمر الذي ينتهي به إلى نضوب رأس ماله؛ أي إفلاسه، كما نقول اليوم.‏

بيد أن الكساد في الأسواق لا ينال من التجار فحسب؛ بل ينال من أصحاب الحرف أيضاً؛ فهم الذين يقومون بصناعة السلع التي هي في أساس اتجار التاجر. ولهذا كان أمرهم ـ هم أيضاً ـ ينتهي إلى السوء والفقر. ويضرب ابن خلدون مثالاً على ذلك حال المحترفين بالزراعة في سائر أطوارها؛ فيقول: “واعتبر ذلك أولا بالزرع: فإنه إذا استديم رخصه، يفسد به حال المحترفين بسائر أطواره من الفلح والزراعة، لقلة الربح فيه، وندرته، أو فقده؛ فيفقدون النماء في أموالهم، أو يجدونه على قلة، ويعودون بالإنفاق على رؤوس أموالهم، وتفسد أحوالهم، ويصيرون إلى الفقر والخصاصة (18)”.‏

وهذا يعني، إن الرخص الذي يصيب صنفاً من الأصناف، يؤدي إلى الإجحاف بمعاش المحترفين بذلك الصنف (19). وإذا علمنا أن سعر هذا الصنف هو قيمة العمل المبذول في إنتاجه، علمنا أيضاً أن عمل المحترفين بهذا الصنف ذهب هدراً.‏

بيد أن الرخص المفرط ليس وحده العامل في كساد صنف من الأصناف؛ بل إن الغلاء المفرط هو أيضاً عامل في كساده. ولهذا كان السعر المعتدل هو المؤدي إلى حوالة الأسواق، ورواج البضائع؛ ومن ثم إلى انتفاع المحترفين بالأصناف التي احترفوا بها (20). وفي هذه الحال، فهم يجزون جزاء عادلاً على عملهم.‏

لكن الأمر في فساد حال المحترفين بحرفة من الحرف لا يتوقف عندهم، بل يتجاوزهم إلى غيرهم من أهل الحرف الأخرى؛ لاسيما تلك التي تمت من قريب إلى الحرفة الكاسدة. ويضرب لنا ابن خلدون مثالاً على ذلك فساد حرفة الزراعة فيقول: “ويتبع ذلك الفساد حال المحترفين أيضاً بالطحن والخبز وسائر ما يتعلق بالزراعة من الحرث، إلى صيرورته مأكولاً (21)”.‏

ولا يقف الفساد عند هذا الحد؛ بل إنه يتعدى أهل هذه الحرف المتعددة جميعاً إلى الجند أنفسهم؛ بسبب قلة الجباية، وسوء أحوال الدولة. يقول ابن خلدون: “وكذا يفسد حال الجند؛ إذا كانت أرزاقهم من السلطان على أهل الفلح زرعاً، فإنها تقل جبايتهم من ذلك، ويعجزون عن إقامة الجندية التي هم بسببها ومطالبون بها، ومنقطعون لها؛ فتفسد أحوالهم (22)”.‏

وما صح على الزراعة والحرف التابعة لها، يصح على العسل والملبوسات وسائر الحرف الأخرى (23).‏

(3) العمران وقيمة العمل:‏

بيد أن قيمة العمل المبذول في إنتاج البضائع أو صنعها، تختلف باختلاف درجة العمران وازدحام سكانه. وهنا يلاحظ ابن خلدون، أن الحاجات الضرورية ترخص أثمانها، كلما ازدادت درجة العمران، وتزايد معها تزاحم السكان؛ في حين أن الحاجات الكمالية ترتفع أثمانها خلافاً لذلك، بارتفاع درجة العمران وتزايد السكان (24).‏

ولكي يشرح ابن خلدون ذلك، يبدأ بالكلام على رخص الحاجات الضرورية. وهو يعد منها الأقوات من الحنطة وما في معناها، كالباقلاء، والبصل والثوم وأشباهها (25). ويعلل رخص أثمانها بعدم إهمال الناس لأقواتهم. وبهذا الصدد يقول: “والسبب في ذلك، أن الحبوب من ضرورات القوت؛ فتتوافر الدواعي على اتخاذها؛ إذ كل أحد لا يهمل قوت منزله بشهره أو سنته، فيعم اتخاذها أهل مصر، أو الأكثر منهم في ذلك المصر، أو فيما قرب منه، لابد من ذلك (26)”.‏

بيد أن هذا السبب ليس الوحيد؛ فهناك سبب آخر وهو فيض فضلة من أقواتهم عنهم. ويمكننا أن نعد هذا السبب امتداداً للسبب الأول. ويقول ابن خلدون في شرحه هذه الحقيقة ما يلي: “وكل متخذ لقوته تفضل عنه وعن أهل بيته فضلة كبيرة تسد خلة كثيرين من أهل ذلك المصر؛ فتفضل الأقوات على أهل المصر من غير شك؛ فترخص أسعارها في الغالب؛ إلا ما يصيبها في بعض السنين من الآفات السماوية. ولولا احتكار الناس لها ـ لما يتوقع من تلك الآفات ـ لبذلت دون ثمن أو عوض؛ لكثرتها بكثرة العمران (27)”.‏

أما في الأمصار الصغيرة القليلة السكان، فيكون الأمر على خلاف ذلك؛ إذ تكون أثمان الحاجات الضرورية فيها غالية لقلتها، وقلتها ناتجة عن قلة الأعمال فيها. وهذا يدعو السكان إلى التمسك بما يحصل في أيديهم منها، خوفاً من طلبها حين الحاجة، وعدم إيجادها. وهذا يؤدي إلى احتكارها؛ فيعز وجودها، ويغلو من ثمة ثمنها على طالبها (28).‏

لكن الأمر على خلاف ذلك بالإضافة إلى الحاجات الكمالية. والحقيقة، إذا كانت الحاجات الضرورية تنخفض أثمانها في الأمصار الكثيرة السكان، فإن الحاجات الكمالية ترتفع أثمانها فيها. ويعد ابن خلدون من الحاجات الكمالية الأدم والفواكه والملابس والماعون والمراكب وسائر الصانع والمباني (29). ويعلل ارتفاع أسعارها بعدم الحاجة إلى اتخاذها من الناس أجمعين. وبهذا الصدد يقول: “وأما سائر المرافق من الأدم والفواكه وما إليها، فإنها لا تعم بها البلوى، ولا يستغرق اتخاذها أعمال أهل لمصر أجمعين، ولا الكثير منهم (30)”.‏

بيد أن هناك سبباً آخر لارتفاع أثمان الحاجات الكمالية، وهو الترف الذي يؤدي إلى البذل بإسراف في سبيلها. يقول ابن خلدون مبيناً ذلك: “ثم إن المصر إذا كان مستبحراً موفور العمران، كثير حاجات الترف، توافرت حينئذ الدواعي على طلب تلك المرافق والاستكثار منها؛ كل بحسب حاله؛ فيقصر الموجود منها عن الحاجات قصوراً بالغاً؛ ويكثر المستامون لها؛ وهي قليلة في نفسها؛ فتزدحم أهل الأغراض؛ ويبذل أهل الترف والرفه أثمانها بإسراف في الغلاء؛ لحاجتهم إليها أكثر من غيرهم؛ فيقع فيها الغلاء (31).‏

ولكن الأمر في الأمصار الصغيرة القليلة السكان على خلاف ذلك تماماً؛ إذ تكون الحاجات الكمالية رخيصة فيها لقلة طلابها. يقول ابن خلدون: “وأما مرافقهم فلا تدعو إليها أيضاً حاجة، لقلة السكان وضعف الأحوال؛ فلا تنفق لديهم سوقه؛ فيختص بالرخص في سعره (32)”.‏

ولا يكاد ابن خلدون يصل إلى هذا الحد من الموازنة بين أسعار الحاجات الضرورية وأسعار الحاجات الكمالية في الأمصار القليلة السكان والأمصار الكثيرة السكان، حتى يحاول أن يحدد العلاقة بين الأسعار؛ بحيث يتوقع قارئه أن يجد قانوناً ينظم هذه العلاقة. لكن ابن خلدون لم ينص على قانون صريح فيما يتعلق بأسعار الحاجات، غير أن شيئاً من أنعام النظر والتفكير نرى فيما قاله، قانون العرض والطلب واضحاً في معناه أشد الوضوح:‏

فالحاجات الضرورية لا طلب عليها لتوافرها في كل يد، وفي كل بيت، وفي كل سوق من الأمصار الموفورة العمران. وهذا يعني أن العرض أكثر من الطلب. بيد أن الأمر مخالف لذلك في الأمصار الصغيرة؛ إذ إنها مفقودة في الأسواق ومحتكرة في البيوت. ولهذا فإن طالبها لن يجدها إلا إذا بذل في سبيل الحصول عليها. وهنا نلمس أيضاً قانون العرض والطلب؛ ولكن الطلب أكثر من العرض. ومن هنا كانت زيادة العرض على الطلب مؤدية إلى رخص الأسعار؛ وكان زيادة الطلب على العرض مؤدية إلى غلائها. وما قلناه على الحاجات الضرورية، يصح على الحاجات الكمالية؛ ولكن صحته عكسية.‏

3 ـ الاقتصاد والدولة‏

بيد أن قيمة البضاعة تزداد أيضاً بعامل آخر، هو ما تفرضه الدولة من مكوس عليها؛ لاسيما ما تفرضه على البياعات التي تتجر بها. يقول ابن خلدون بهذا الصدد: “وقد يدخل أيضاً في قيمة الأقوات، ما يفرض عليها من المكوس والمغارم للسلطان، في الأسواق وأبواب المصر، للجباة منافع يفرضونها على البياعات لأنفسهم (33)”.‏

هذا سبب آخر يلجأ إليه ابن خلدون لتعليل غلاء الحاجات في المدن. ولهذا يضيف قائلاً: “ولذلك كانت الأسعار في الأمصار أعلى من الأسعار في البادية، إذا المكوس والمغارم والفرائض قليلة لديهم أو معدومة؛ وكثرتها في الأمصار؛ لاسيما في أواخر الدولة (34)”.‏

وهذا يقودنا إلى الحديث عن الجباية. وسنرى أن فيها لابن خلدون رأياً طريفاً. فهو يرى أن قلة قدر الوزائع ينشط العمل ويرفع من قيمة الجباية؛ وإن رفع قيمتها يقعد الناس عن العمل؛ فتنخفض قيمة الجباية. ولهذا كان للسنة التي تستنها الدولة في فرض الضرائب وتوزيعها، أثر كبير في نشاط العمل.‏

(1) الجباية والعمل والترف:‏

لكي تقوم الدولة بوظائفها المختلفة، لابد لها من المال؛ والمصدر الرئيسي للمال بالإضافة إليها هو الجباية وما يتعلق بها من الوزائع. ويرى ابن خلدون أن الوازئع المفروضة على الناس، في بدء قيام الدولة، تكون قليلة المقدار بالنسبة إلى الأشخاص المفروضة عليهم. لكن الدولة تجني من ورائها جملة كبيرة من الدخل، لما تؤدي إليه من تنشيط الأعمال والحصول على وزائع كثيرة جراء ذلك. وخلافاً لذلك، فإن الوزائع التي تفرض على الناس في أواخر قيام الدولة، وعند بلوغها أعلى مراتب الرفه، تكون عظيمة المقدار بالنسبة إلى الأشخاص. لكنها لا تجني للدولة من ذلك جملة كبيرة من الدخل (35) لما تؤدي إليه من تثبيط الهمم عن العمل، وقلة الوزائع المتأتية عن ذلك.‏

ويشرح ابن خلدون ذلك مستنداً إلى وضع الدول في عصره، ولاسيما الدول الإسلامية. ويقوم تعليله على أن الدولة إما أن تكون سائرة على سنن الدين، وإما على سنن الدين، وإما على سنن التغلب والعصبية. وفي كلتا الحالتين فهي لا تعلي من مقادير الوزائع المفروضة على الناس، إما لأن الشرع يقتضي ذلك، أو لأن خلق البداوة القائم على المسامحة يتطلب ذلك (36).‏

بيد أن قلة الوزائع هي نفسها سبب كثرة الجملة من أموال الجباية، لما تبعث من النشاط في نفوس الناس، ورغبتهم في العمل والاعتمار. إن هذا والوضع يؤدي إلى أن تكثر الأعمال، وتؤدي كثرتها إلى ازدياد المحصل من أموال الجباية، على الرغم من أن الوزيعة المفروضة على كل منها قليلة. ويشرح ابن خلدون ذلك قائلاً: “وإذا قلت الوزائع والوظائف على الرعايا، نشطوا للعمل، ورغبوا فيه، فيكثر الاعتمار، ويتزايد محصول الاغتباط بقلة المغرم؛ وإذ كثر الاعتمار، كثرت أعداد تلك الوظائف والوزائع فكثرت الجباية التي هي جملتها(37)”.‏

لكن الحال لا تبقى هي الحال؛ إذ إن كثرة الجباية تؤدي إلى الرفه والترف. وهذا ينتهي إلى أن تمر الدولة بنقطة تحول؛ فينقلب الأمر إلى نقيضه تماماً: فالترف ينادي الترف؛ والرفه يدعو إلى الرفه؛ مما يجعل الدولة بحاجة إلى المزيد من المال؛ فتتجه إلى تكبير مقدار الوزائع المفروضة على الناس. وهنا يعمل القانون النفسي السابق؛ ولكن على نحو عكسي: فبعد أن أدى تقليل الوزائع إلى تنشيط النفوس إلى العمل؛ أخذ تكبير مقدار الوزائع يثبط الهمم إلى العمل. وفي هذه الحال، لابد لجملة الجباية من أن يصغر حجمها، على الرغم من ارتفاع مقدار الوزيعة الواحدة. وإليكم هذا الانقلاب كما يشرحه ابن خلدون. يقول “فإذا استمرت الدولة واتصلت، وتعاقبت ملوكها واحداً كما يشرحه واتصفوا بالكيس، وذهب شر البداوة والسذاجة وخلقها من الأغضاء والتجافي، وجاء الملك العضوص، والحضارة الداعية إلى الكيس؛ وتخلق أهل الدولة حينئذ بخلق التحذلق، وتكثرت عوائدهم وحوائجهم، بسبب ما انغمسوا فيه من النعيم والترف؛ فيكثرون الوظائف والوزائع حينئذ على الرعايا والأكرة والفلاحين وسائر أهل المغارم؛ ويزيدون في كل وظيفة ووزيعة مقداراً عظيماً؛ لتكثر لهم الجباية؛ ويضعون المكوس على البياعات وفي الأبواب… ثم تتدرج الزيادات فيها بمقدار بعد مقدار؛ لتدرج عوائد الدولة في الترف وكثرة الحاجات، والانفاق بسببه، حتى تثقل المغارم على الرعايا، وتنهضم، وتصير عادة مفروضة.‏

ولكن، كيف تكون العلاقة بين ترف أهل الدولة وقلة جملة الجباية؟ لكي نتوضح ذلك، لابد لنا من الإصغاء إلى ابن خلدون وهو يقول: “اعلم أن الدولة تكون في أولها بدوية كما قلنا؛ فتكون قليلة الحاجات، لعدم الترف عوائده؛ فيكون خرجها وإنفاقها قليلاً؛ فيكون في الجباية حينئذ وفاء بأزيد منها؛ بل يفضل منها كثرة عن حاجاتهم. ثم لا تلبث أن تأخذ بدين الحضارة في الترف وعوائدها، وتجري على نهج الدول السابقة قبلها؛ فيكثر لذلك خراج أهل الدولة، ويكثر خراج السلطان خصوصاً كثرة بالغة؛ بنفقته في خاصته، وكثرة عطائه؛ ولا تفي بذلك الجباية، فتحتاج الدولة إلى الزيادة في الجباية، لما تحتاج إليه الحامية من العطاء، والسلطان من النفقة؛ فيزيد من مقدار الوظائف والوزائع أولاً، كما قلناه؛ ثم يزيد الخرج والحاجات والتدرج في عوائد الترف وفي العطاء للحامية؛ ويدرك الدولة الهرم، وتضعف عصابتها عن جباية الأموال من الأعمال القاصية؛ فتقل الجباية وتكثر العوائد؛ ويكثر بكثرتها رزق الجند وعطاؤهم، فيستحدث صاحب الدولة أنواعاً من الجباية يضربها على البياعات، ويفرض لها قدراً معلوماً على الأثمان في الأسواق، وعلى أعيان السلع في أموال المدينة. وهو مع هذا مضطر لذلك، بما دعاه إليه ترف الناس من كثرة العطاء مع زيادة الجيوش والحامية. وربما يزيد ذلك في أواخر الدولة زيادة بالغة؛ فتكسد الأسواق لفساد الآمال، ويؤذن ذلك باختلال العمران، ويعود على الدولة؛ ولا يزال ذلك يتزايد إلى أن تضمحل (39)”.‏

ومن هذا نرى، إن زيادة قيمة الوزائع تؤدي إلى تناقص عددها. وهذا يؤدي بدوره إلى تناقض جملة الجباية، واختلال العمران، الذي يؤثر في وضع الدولة؛ ويؤدي إلى اختلالها. وهذا يعني أن استمرار الدولة مرتبط باستمرار العمل في المجتمع الذي تحكمه؛ وأن من واجبها أن تحافظ على استمراره، بجعل الضرائب المفروضة عليه معتدلة ومقبولة.‏

(2) العمل وازدهار العمران:‏

لهذا كان استمرار العمران وازدهاره في سعي الناس إلى أعمالهم، مملوئين بآمال الكسب في ذهابهم وإيابهم؛ حتى إذا ذهبت الآمال، جنح الناس إلى الهجرة من المصر؛ لضيق سبل الرزق فيه، إلى مصر آخر يؤملون فيه حسن المآل. ويشرح ابن خلدون ذلك قائلاً: “فإذا قعد الناس عن المعاش، وانقبضت أيديهم عن المكاسب، كسدت أسواق العمران، وانتقضت الأحوال، وابذعر الناس في الآفاق من غير تلك الإيالة في طلب الرزق، فيما خرج عن نطاقها (40)”.‏

ولما كان ازدهار أحوال العمران بالأعمال؛ وكانت الأعمال تقل بقلة الأيدي العاملة، كان اختلال العمل مؤدياً إلى اختلال السلطان، واختلال السلطان مؤدياً إلى انهيار الدولة. وهنا يعقب ابن خلدون على هذا الوضع قائلاً: “… فخف ساكن القطر، وخلت دياره وخربت أمصاره؛ واختل باختلاله حال الدولة والسلطان؛ لما أنها صورة للعمران، تفسد بفساد مادتها ضرورة (41).‏

ومن هنا لم يكن ظلم الناس في أموالهم مما يعود بالخير على الدولة والسلطان. وابن خلدون يرى أن جباية الأموال بغير حق ظلم؛ وإنه يعود على الدولة بالخراب. يقول بهذا الصدد: “فجباة الأموال بغير حقها ظلمة؛ والمعتدون عليها ظلمة… ووبال ذلك كله عائد على الدولة بخراب العمران الذي هو مادتها؛ لإذهابه الآمال من أهله (42)”.‏

وفضلاً عن ذلك، إن تسخير الناس في بعض الأعمال بغير حق، هو من أشد المظالم؛ لأن كل كسب إنما هو قيمة العمل، كما رأينا. والعمل دون كسب معناه اغتصاب قيمة العمل. وبهذا الصدد يقول ابن خلدون شارحاً: “ومن أشد الظلامات وأعظمها في إفساد العمران تكليف الأعمال، وتسخير الرعايا بغير حق. وذلك أن الأعمال من قبيل المتمولات… لأن الرزق أو الكسب إنما هو قيم أعمال أهل العمران. فإذن مساعيهم وأعمالهم كلها متحولات ومكاسب لهم؛ بل إنه لا مكاسب لهم سواها؛ فإن الرعايا في العمارة إنما معاشهم ومكاسبهم من اعتمالهم ذلك. فإذا كلفوا العمل في غير شأنهم؛ واتخذوا سخرياً في معاشهم، بطل كسبهم، واغتصبوا قيمة عملهم ذلك؛ وهو متمولهم؛ فدخل عليهم الضرر؛ وذهب لهم حظ كبير من معاشهم؛ بل هو معاشهم بالجملة؛ فأدى ذلك إلى انتقاص العمران وتخريبه (43)”.‏

وهكذا نرى أن ابن خلدون يريد أن يفسح الآمال أمام الناس، في سبيل معاشهم وكسبهم؛ لأنه يعتقد أن ذلك يؤدي إلى ازدهار العمران، وازدهار الدولة. وهذا يعني، أنه يربط الدولة بالمجتمع، والمجتمع بالاقتصاد، والاقتصاد بالعمل؛ ويرى أن تيسير سبل العمل من شأنه أن يؤدي ازدهار المجتمع، وازدهار الدولة.‏

ولهذا وصفه بعضهم بأنه من أنصار المذهب المرسل، أو المذهب الحر، في الاقتصاد. ولكن ما نريد أن نلفت الانتباه إليه هنا، هو أن ابن خلدون نظر إلى الظاهرة الاقتصادية في سياقها الاجتماعي؛ وإنه لم يكن عالم اقتصاد بقدر ما كان عالم اجتماع اقتصادي: لقد ألح كثيراً على ربط العمران بالاقتصاد؛ ورأى أن للمجتمع آلية اقتصادية يتبعها موازية لآليته الحضارية. فما هذه الآلية؟ وما غايتها؟‏

4 ـ غاية العمران الاقتصادي‏

وبمعنى آخر، ما الغاية التي يتطلع إليها العمران الاقتصادي في تفاعله مع الحضارة؟ وهل ازدياد الرفه والترف يؤدي إلى استمرار المجتمع في صعوده الحضاري، أو أن هناك أوجاً متى بلغه، كان لابد من الانحدار بعده؟ والأخلاق ما علاقتها بالاقتصاد؛ وهل هي علاقة إيجابية أو سلبية؟‏

(1) آلية الحضارة والاقتصاد:‏

يرى ابن خلدون أن للحضارة مظاهر كثيرة متداخلة يؤثر بعضها في بعض، ويتأثر به، متبعاً آلية خاصة. والحقيقة، إن أول مظهر من مظاهر الحضارة هو الميل إلى الترف، الذي يؤدي إلى ازدهار الصنائع لا يلبث أن يجعل الناس يتمادون في الترف بالتدريج إلى أقصى حد. وهذا يكون لصالح بعضهم دون بعض، وعلى حساب بعضهم: فالرفه أول مظاهر الحضارة؛ وهو يؤدي إلى ازدهار الصنائع وتنوع فنونها، وتجمع الثروة في أيدي القلة، وازدياد عدد الفقراء، الأمر الذي ينتهي إلى فساد الأخلاق، نتيجة فساد وجوه المعاش؛ ويكون ذلك مؤذناً بهرم الحضارة وانهيارها.‏

وهذا ما نريد شرحه فيما يلي:‏

آ ـ الميل إلى الترف:‏

إن الميل إلى الترف هو نتيجة لحصول المال؛ والملك هو دور انتقال من البداوة إلى الحضارة؛ وهذا الانتقال لا يكون إلا بالسعي إلى تحصيل الكمالي بعد حصول الضروري. وبهذا الصدد يقول ابن خلدون: “والسبب في ذلك؛ إن الحضارة هي أحوال عادية زائدة عن الضروري من أحوال العمران، زيادة تتفاوت بتفاوت الرفه، وتفاوت الأمم في القلة والكثرة تفاوتاً غير منحصر (44)”.‏

وهذا يعني، أن الرفه أول مظهر من مظاهر الحضارة.‏

ب ـ ازدهار الصنائع:‏

بيد أن الميل إلى الرفه والترف يتطلب حاجات كمالية، والإقبال على هذه الحاجات من شأنه أن ينشط الصنائع التي تنتجها؛ وأن يشجع الصناع الذي يصنعها على الإكثار منها. يقول ابن خلدون في ذلك: “وتقع فيها كثرة التفنن في أنواعها وأصنافها، فتكون بمنزلة الصنائع؛ ويحتاج كل صنف منها إلى القومة عليه، والمهرة فيه. وبقدر ما يتزيد من أصنافها، يتزيد أهل صناعتها، ويتلون ذلك الجيل بها. ومتى اتصلت الأيام، وتعاقبت تلك الصناعات، حذق أولئك الصناع في صناعتهم، ومهروا في معرفتها؛ والإعصار بطولها وانفساح أمدها، وتكرر أمثالها، تزيدها استحكاماً ورسوخاً (45)”.‏

وهذا يبين أن الميل إلى الرفه والترف يؤدي إلى ازدهار الصنائع وتنوع فنونها، ورسوخها رسوخاً قوياً بتراخي الزمن.‏

جـ ـ ازدياد الترف وانتشار الفقر:‏

لكن الترف يولد المزيد من الترف؛ فالصنائع التي كانت وليدة الحاجة إلى الترف لا تلبث أن تصبح عاملاً في المبالغة في درجة درجة، إلى أن يصل إلى غايته. وهنا يضع ابن خلدون يده على حقيقة نفسية تدل على نفاذ بصيرة بالنفس الإنسانية، وعلى تعليل في غاية الدقة. فأصغِ إليه وهو يقول: “وإذا بلغ التآنق في هذه الأحوال المنزلية الغاية، تبعه طاعة الشهوات، فتتلون من تلك العوائد بألوان كثيرة، لا يستقيم حالها معها في دينها ولا ديناها (46)”.‏

بيد أن نزعة التأنق هذه ـ التي هي وليدة الميل إلى الرفه ـ لا تلبث أن تأخذ مجراها في مجاري الحياة الاجتماعية؛ فتخضع عندئذ لمنطقها القسري، فيتساقط التجار واحداً بعد واحد في هوة الفقر. ويصف ابن خلدون الآلية التي يخضع لها الميل إلى الترف في المجتمع، فيقول: “وبيانه أن المصر بالتفنن في الحضارة تعظم نفقات أهله. والحضارة تتفاوت بتفاوت العمران؛ فمتى كان العمران أكثر، كانت الحضارة أكمل. وقد كنا قدمنا أن المصر الكثير العمران يختص بالغلاء في أسواقه وأسعار حاجته؛ ثم تزيدها المكوس غلاء؛ لأن الحضارة إنما تكون عند انتهاء الدولة في استفحالها، وهو زمن وضع المكوس في الدول، لكثرة خرجها حينئذ، كما تقدم، والمكوس في الدول، لكثرة خرجها حينئذ، كما تقدم؛ والمكوس تعود على البياعات بالغلاء؛ لأن السوق لأن السوق والتجار كلهم يحتسبون على سلعهم وبضائعهم جميع ما ينفقونه، حتى مؤونة أنفسهم؛ فيكون المكس لذلك داخلاً في قيم المبيعات وأثمانها؛ فتعظم نفقات أهل الحضارة، وتخرج عن القصد إلى الإسراف؛ ولا يجدون وليجة عن ذلك، لما ملكهم من آثر العوائد وإطاعتها؛ وتذهب مكاسبهم كلها في النفقات، ويتتابعون في الإملاق والخصاصة؛ ويغلب عليهم الفقر؛ ويقل المستامون للمبايع؛ فتكسد الأسواق؛ ويفسد حال المدينة. وداعية ذلك كله إفراط الحضارة والترف. وهذا مفسدات في المدينة. على العموم، في الأسواق والعمران (47)”.‏

وبذلك تنتهي الحضارة إلى ازدياد عدد الفقراء باستمرار، مقللة عدد الموسرين يوماً بعد يوم؛ فلا يبقى منهم في النهاية إلا ذوو السلطان. ونحن نرى في هذا التحليل لأوضاع المجتمع والاقتصاد، نظرة نفاذة، لا تضارعها في نفادها غير نظرة ماركس، حينما حلل الأزمات الاقتصادية التي تنتاب النظام الرأسمالي، على الرغم من تفاوت عصريهما، وتباين المعلومات لدى كل منهما.‏

(2) فساد الأخلاق:‏

لكن الأمر لا يقتصر على الأحوال الاقتصادية؛ إذ إنه يجر معه الأحوال الأخلاقية: فهناك ارتباط بين هذه وتلك؛ لأن حال الحضارة في العمران، حينما تصل إلى هذا الحد، لا بد أن يتبعها فساد الأخلاق، وانتشار الشرور. ويكون ذلك في بداية الأمر، في طريق تحصيل المعاش. يقول ابن خلدون: “وأما فساد أهلها في ذاتهم، واحداً واحداً على الخصوص، فمن الكد والتعب في حاجات العوائد والتلون بألوان الشر في تحصيلها، وما يعود على النفس من الضرر بعد تحصيلها، بحصول لون آخر من ألوانها. فلذلك يكثر منهم الفسق والشر والسفسفة والتحيل على تحصيل المعاش من وجهه وغير وجهه. وتنصرف النفس إلى الفكرة في ذلك، والغوص عليه، واستجماع الحيلة له. فتجدهم أجرياء على الكذب والمقامرة والغش، والخلابة أو السرقة، والفجور في الإيمان، والربا في البياعات، ثم تجدهم أبصر بطرق الفسق ومذاهبه، والمجاهرة به وبدواعيه، واطراح الحشمة في الخوض فيه، حتى بين الأقارب وذوي المحارم، الذين تقتضي البداوة الحياة منهم في الأقذاع بذلك. وتجدهم أبصر بالمكر والخديعة، يدفعون بذلك ما عساه ينالهم من القهر، وما يتوقعونه من العقاب على تلك القبائح؛ حتى يصير ذلك كله عادة وخلقاً لأكثرهم (48)”.‏

بيد أن فساد الأخلاق لا يقتصر على محصلي معاشهم؛ بل يتعداهم إلى أهل الحسب والنسب من ذوي البيوتات الرفيعة. يصف ابن خلدون ذلك قائلاً: “ويموج بحر المدينة بالسفلة من أهل الأخلاق الذميمة؛ ويجاريهم فيها كثير من ناشئة الدولة وولدانهم، ومن أهمل عن التأديب، وغلب عليه خلق الجواري، وإن كانوا أهل نسب وبيوتات، وذلك أن الناس بشر متماثلون؛ وإنما تفاضلوا وتميزوا بالخلق واكتساب الفضائل واجتناب الرذائل. فمن استحكمت فيه الرذائل بأي وجه كان، وفسد خلق الخير فيه، لم ينفعه زكاء نسبه، ولا طيب منبته. ولهذا تجد كثيراً من أعقاب البيوتات، وذوي الأحساب والأصالة، وأهل الدول، منطرحين في الغمار، منتحلين للحرف الدنية في معاشهم، بما فسد من أخلاقهم، وتلونوا به من صبغة الشر والسفسفة (49)”.‏

وهكذا تنتهي الحضارة إلى فساد الأخلاق، كما انتهت إلى فساد وجوه المعاش، ووقوع الناس في هوة الفقر؛ بل إن فساد الأخلاق ليس إلا نتيجة لفساد وجوه المعاش وانتشار الفقر.‏

(3) انهيار الحضارة:‏

ولا تكاد الحضارة تبلغ هذا المبلغ، حتى تشرف على نهايتها وتحمل عناصر الخراب المودية بها. وذلك لأن الناس يبدؤون بإهمال بعض الأعمال، ولاسيما ما كان منها معدوداً في الترف والرفه. وفي هذا قضاء على الحضارة، وقضاء على العمران. يصف لنا ابن خلدون ذلك فيقول: “وإذا كثر ذلك في المدينة أو الأمة، تأذن الله بخرابها وانقراضها،… ووجهه حينئذ، أن مكاسبهم لا تفي بحاجاتهم لكثرة العوائد ومطالبة النفس بها؛ فلا تستقيم أحوالهم. وإذا فسدت أحوال الأشخاص واحداً واحداً، اختل نظام المدينة وخربت.. حتى إن كثيراً من العامة يتحامى غرس النارنج بالدور، وليس المراد ذلك، ولا أنه خاصية في النارنج، وإنما معنا أن البساتين وأجرار المياه هو من توابع الحضارة ثم إن النارنج والليم والسرو وأمثال ذلك، مما لا طعم فيه ولا منفعة، هو غاية الحضارة؛ إذ لا يقصد بها في البساتين إلا أشكالها فقط؛ ولا تغرس إلا بعد التفنن في مذاهب الترف. وهذا هو الطور الذي يخشى معه هلاك المصر وخرابه، كما قلناه (50)”.‏

ومن هنا كانت غاية العمران هي الحضارة؛ وكانت غاية الحضارة هي الترف. بيد أن الترف لا يلبث أن ينتهي إلى الفساد؛ إذ إنه لا يكاد يبلغ غايته، حتى ينقلب إلى إفساد. وعندئذ تأخذ الحضارة بالهرم وتذوي؛ ويهرم العمران معها ويذوي؛ شأنها في ذلك شأن الحيوان في إعماره الطبيعية؛ إذ إن للحضارة والعمران إعماراً كما للحيوان سواء بسواء (51)”.‏

خاتمة ـ نقد وتقدير‏

تلكم هي آراء ابن خلدون في الاقتصاد، بل في علم الاجتماع الاقتصادي، كما استقرأناها من “مقدمته”. وهي آراء لا تخلو من جدة ونفاذ نظر؛ لاسيما إذا نظرنا إليها في الإطار التاريخي والحضاري الذي كتب فيه ابن خلدون. لاشك أن علم الاقتصاد تجاوز اليوم هذه الآراء؛ وكذلك علم الاجتماع الاقتصادي. ولكن يجب علينا أن لا ننسى، أنه انقضى الآن على فراغ ابن خلدون كتابة “مقدمته” ستة قرون ونيف. ونعتقد أنه يكفي المرء أن يعلم، أن ابن خلدون تطرق إلى المسألة الاقتصادية، حتى يدرك العبقرية الفذة التي كان يتمتع بها؛ وأنه يكفيه أن يعلم فضلاً عن ذلك، أنه درسها في سياقها الاجتماعي، حتى يزداد تقديره لهذه العبقرية.‏

ولكن هذا الكلام ليس كافياً، ولابد لنا أن نتجاوز التعميم إلى التخصيص؛ فنحاول بيان النقاط التي ارتكزت عليها عبقريته في نطاق البحث الاقتصادي الاجتماعي. ويمكننا أن نلخصها فيما يلي:‏

أولاً ـ قد يكون من باب التكرار غير الممل أن نلح على أن نظرة ابن خلدون كانت تنظر إلى اقتصاد في سياقه الاجتماعي: وهذا ما نراه في رأيه في اختلاف أحوال الأجيال باختلاف نحلهم من المعاش؛ وفي رأيه في الفرق بين البدو والحضر الذي هو فرق في انتحال الزراعة أو انتحال الصنائع؛ وفي رأيه في أن نمو الأعمال واختلافها تابعان لنمو العمران وتنوعه؛ وفي رأيه في اختلاف قيمة العمل مرتبط بدرجة اختلاف العمران؛ وفي رأيه في أن فساد الحياة الاقتصادية يؤدي إلى فساد الأخلاق.‏

ثانياً ـ لقد رأينا أن ابن خلدون يعطي العمل قيمة كبيرة في الأشياء، حتى تلك التي تبدو في الوهلة الأولى أنها هبة من السماء؛ مثل الحليب والثمر والمعدن. وهذا جوهر نظرية كارل ماركس في العمل. غير أن ماركس يمذهب العمل ويعطيه القيمة الأولى في الأشياء؛ على حين أن ابن خلدون يقف عند حدود سرد الوقائع. وهذا أقرب إلى الروح العلمية؛ لأن المذهبية فلسفة.‏

ثالثاً ـ ومع ذلك لا يقف التشابه عند هذا الحد بين ابن خلدون وماركس؛ إذ إن تفريق ابن خلدون بين العمل وناتج العمل لا يختلف كثيراً عن تفريق ماركس بين العمل وقوة العمل. فيما يفيده الإنسان ـ في نظر ابن خلدون ـ من اقتناء الصنائع، هو قيمة العمل المبذول في صناعتها؛ إذ ليس هناك إلا العمل، ولكنه ليس مقصوداً بنفسه للقنية. وكذلك نجد عند كارل ماركس، أن ما يبيعه العامل للرأسمالي هو قوة عمله لا عمله ذاته. والحقيقة، أن الاختلاف بينهما في المصطلح المستخدم في التعبير، لكن الفكرة واحدة؛ لأن قوة العمل تؤدي إلى ناتج العمل؛ ولأن ناتج العمل ليس إلا تجسيداً لقوة العمل.‏

رابعاً ـ رأينا في آراء ابن خلدون عن رخص الحاجات الضرورية وغلاء الحاجات الكمالية، نواة قانون العرض والطلب الذي يعتمد عليه الاقتصاد الرأسمالي؛ وأنه إذا لم ينص عيله في صورة قانون صريح، فإن هذا القانون متضمن في عرضه للأحوال التي تطرأ على هذه الحاجات. وقد بينا في تحليلنا هذا الكلام، كيف أن توافر الحاجات الضرورية في الأمصار الكبيرة، يعني أنها معروضة لكل طالب؛ وأن هذا العرض هو سبب رخصها؛ وأن عدم توافرها في الأمصار الصغيرة، يعني أنها محجوبة عن كل طالب؛ وأن هذا الحجب هو سبب غلائها. وواضح أن هذا يتضمن جوهر قانون العرض والطلب.‏

خامساً ـ رأينا أن ابن خلدون ربط بين العمل والجباية والعمران؛ ودعا إلى تقليل الوزائع المفروضة على الناس؛ ليشجعهم ذلك على العمل. وهذا يعني، أن جوهر الحياة الاجتماعية هو الاقتصاد. وهذا ما تلح عليه المذاهب الاقتصادية الحديثة؛ ولاسيما الماركسية. غير أن ابن خلدون ينادي بترك حرية العمل للناس، وعند تدخل الدولة في شؤونهم الاقتصادية؛ في حين تنادي الماركسية بالتدخل وإشراف الدولة على الاقتصاد.‏

لكن القصد عند كل منهما كان واحداً، فكلاهما كانا يتطلعان إلى العدالة الاجتماعية؛ وإن كان ذلك من زاويتين مختلفتين: فابن خلدون كان يرى التاجر واقعاً تحت رحمة السلطان وجبايته؛ وهذا ينعكس على أصحاب الحرف الذين يتاجر بإنتاجهم والذين تسوء أحوالهم وتنعكس على سواهم، حتى تعم المصر، وتضر بسير الأعمال على اختلافها؛ فيؤدي ذلك كله إلى الإخلال بالعمران وخرابه؛ في حين كان ماركس يرى طغيان الرأسماليين والصناعيين على العمال، وانتزاع جهودهم ظلماً بتكديس فضل القيمة، وتحويلها إلى جيوبهم حيناً، وتوسيع مشروعاتهم حيناً آخر؛ فأراد أن ينصف العمال منهم، بتأميم رأس المال، وجعله ملكاً للمجتمع وللطبقة الكادحة.‏

قد يبدو في الوهلة الأولى، أن هناك اختلافاً بين نظرية ابن خلدون ونظرية ماركس. ولكنه اختلاف ظاهري لابد للمتأمل المدقق من أن يتجاوزه: إذ إن ابن خلدون يرجع سبب الظلم الاجتماعي إلى الجباية وإلى السلطان؛ في حين أن ماركس يرجعه إلى فضل القيمة وإلى الرأسمالي. ولكننا حينما نربط بين نظرية ماركس في الاقتصاد ونظريته في السياسة من حيث هي بنية فوقية للأوضاع الاقتصادية؛ أي من حيث أن السياسة تعبير عن مصالح طبقة الحكام، وهي طبقة الرأسماليين هنا، زال الفرق بين النظريتين، وتبين أنهما نظرية واحدة: إذ إن العلاقة تبقى علاقة اقتصاد بالحكام. ومع ذلك، إن هناك فارقاً بين النظريتين، وهو يتلخص في أن نظرية ابن خلدون مجملة، في حين أن نظرية ماركس أتت أكثر تفصيلاً. بيد أن الإنصاف يقتضينا أن نذكر، أن هذه التفصيلات هي انعكاس لتطور الحياة الاقتصادية وتزايد تعقدها، مما يجعل أمر إغفالها عند ابن خلدون طبيعياً؛ وأمر بروزها عند ماركس طبيعياً أيضاً.‏

ولهذا لابد لنا، إذا وضعنا ابن خلدون في إطار عصره، من أن نتقبل ما أتى به بالنسبة إلى هذا العصر، وأن لا نرى منه تقصيراً إذا غفل عما أتى به ماركس. لقد كان يعبر عن الوضع الاقتصادي كما كان سائداً في عصره، ومن خلال المجتمع الإسلامي الذي عاش فيه. وقد كان هذا قبل نشوء الصناعة الحديثة وتضخم رأس المال وقيام الاحتكارات بدرجاتها المختلفة، وصيرورة أدوات الإنتاج وسيلة استغلال وتسلط؛ وهذا يعني أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى قيام الاشتراكية والماركسية لم تكن معروفة في عصره؛ لنطالبه بما نطالب به الاشتراكية والماركسية.‏

***‏

ومن هذا نرى، أن ابن خلدون كان رائداً في علم الاقتصاد؛ وإنه رأى الظاهرة الاقتصادية في سياقها الاجتماعي. لقد رأى الموضوع الاقتصادي رؤية واضحة؛ وإن تكن مجملة. فإذا هو لم يرَ المسألة كلها، ولم يلمح أبعادها بكل اتساعها، فلأن النظرة الأولى لا يمكن أن تكون إلا إجمالية أولاً؛ ولأن العلم الاقتصادي علم يرتبط بالمجتمع؛ والمجتمع خاضع للتطور، ولا يمكن التنبؤ بكل ما سيؤول إليه، ثانياً. وهذا يعني، أن ابن خلدون لم يكن باستطاعته أن يرى موضوعه الاقتصادي إلا كما رآه.‏

***‏

الحواشي:‏

(1) في أعمال مهرجان ابن خلدون ص 207، منشورات المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، القاهرة 1962.‏

(2) مقدمة “المقدمة” في الجزء الأول من “المقدمة”، ص 134، لجنة البيان العربي 1957.‏

(3) المقدمة ج 4 ص 1355، لجنة البيان العربي.‏

(4) المقدمة ج 4 ص 1355.‏

(5) المقدمة ج 4 ص 1355.‏

(6) المقدمة ج 2، ص 407، لجنة البيان العربي، القاهرة 1959.‏

(7) المقدمة ج 2، ص 407 ـ 408.‏

(8) المقدمة ج 2، ص 408 ـ 409.‏

(9) المقدمة ج 2، ص 413.‏

(10) المقدمة، ج 3، ص 895 ـ 896، لجنة البيان العربي القاهرة 1960.‏

(11) المقدمة، ج 3، ص 897.‏

(12) المقدمة، ج 3، ص 896 ـ 897.‏

(13) المقدمة، ج 3، ص 896.‏

(14) المقدمة، ج 3، ص 896.‏

(15) المقدمة، ج 3، ص 896‏

(16) المقدمة، ج 3، ص 897.‏

(17) المقدمة، ج 3، ص 930.‏

(18) المقدمة، ج 3، ص 921.‏

(19) المقدمة، ج 3، ص 921.‏

(20) المقدمة، ج 3، ص 921.‏

(21) المقدمة، ج 3، ص 921.‏

(22) المقدمة، ج 3، ص 921.‏

(23) المقدمة، ج 3، ص 921.‏

(24) المقدمة، ج 3، ص 863.‏

(25) المقدمة، ج 3، ص 863.‏

(26) المقدمة، ج 3، ص 863 ـ 864.‏

(27) المقدمة، ج 3، ص 864.‏

(28) المقدمة، ج 3، ص 865.‏

(29) المقدمة، ج 3، ص 863.‏

(30) المقدمة، ج 3، ص 864.‏

(31) المقدمة، ج 3، ص 865.‏

(32) المقدمة، ج 3، ص 865.‏

(33) المقدمة، ج 3، ص 865.‏

(34) المقدمة، ج 3، ص 865.‏

(35) المقدمة، ج 2، ص .667‏

(36) المقدمة، ج 2، ص 667 ـ 668.‏

(37) المقدمة، ج 2، ص 668.‏

(38) المقدمة، ج 2، ص 668.‏

(39) المقدمة، ج 2، ص 670.‏

(40) المقدمة، ج 2، ص 680.‏

(41) المقدمة، ج 2، ص 680.‏

(42) المقدمة، ج 2، ص 681 ـ 682.‏

(43) المقدمة، ج 2، ص 683 ـ 684.‏

(44) المقدمة، ج 3، ص 871 ـ 872.‏

(45) المقدمة، ج 3، ص 872.‏

(46) المقدمة، ج 3، ص 876.‏

(47) المقدمة، ج 3، ص 876 ـ 877‏

(48) (48) المقدمة، ج 3، ص 877 ـ 878.‏

(49) المقدمة، ج 3، ص 878.‏

(50) المقدمة، ج 3، ص 878 ـ 879.‏

(51) المقدمة ج 3، ص 880.‏

مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 19 – السنة الخامسة – نيسان “أبريل” 1985 – رجب 1405

منقــــــــــــــــــــــ ـــول


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
علم الاجتـماع

صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم

[frame="9 10"]

كان صلى الله عليه وسلم صوته فيه بحَّةٌ خفيفة ، وصوته غير جاش أي هادئ ، لكنه كان إذا تحدَّث يُسمع من أراد أن يُحدثه ، ذات مرة كان على منبره الشريف فقال: {اجْلِسُوا ، فَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَجَلَسَ فِي بَنِي غَنْمٍ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ذَاكَ ابْنُ رَوَاحَةَ جَالِسٌ فِي بَنِي غَنْمٍ ، سَمِعَكَ وَأَنْتَ تَقُولُ لِلنَّاسِ: اجْلِسُوا، فَجَلَسَ فِي مَكَانِهِ}{1}

وكانوا يقولون: كان إذا تحدث يُسمع العواتق في خدورهن {النساء المخبَّئات} ، أي يُسمع النساء وهن في بيوتهن ، في كل أرجاء المدينة ، لا إذاعة ولا ميكروفون ، ولكن القدرة الإلهية تجعل الهواء يوصل صوت خير البرية إلى ما شاء من البرية، وهذه مزية وخصوصية اختصه بها الله دون ما سواه صلوات ربي وتسليماته عليه

وعن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: {مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلا بَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ ، حَسَنَ الصَّوْتِ ، حَتَّى بَعَثَ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ ، وَلَمْ يَكُنْ يُرَجِّعُ ، وَلَكِنْ كَانَ يَمُدُّ بَعْضَ الْمَدِّ}{2}

{ما بعث الله نبياً إلا حسن الوجه حسن الصوت فكان نبيكم صلى الله عليه وسلم أحسنهم وجهاً وأحسنهم صوتا ، وكان صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ حيث لا يبلغه صوت غيره}{3}

والأعجب من ذلك – لمن ذهب منكم إلى مِنَى ورآها – أنه كان في حجة الوداع معه مائة ألف ، وعندما ذهبوا إلى مِنَى تفرقوا ، وكان كثير من العرب يميل إلى سُكنى أعالي الجبال إلى وقتنا هذا ، ويقول عبد الرحمن بن معاذ التيمي رضي الله عنه: {خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ بِمِنًى فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا حَتَّى كُنَّا نَسْمَعُ مَا يَقُولُ وَنَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا}{4}

الكل سمعه من الخيام مع أن صوته هادئ ، لكن كان الله يُبلغ صوته لمن أراد ، لأن الله قال فيه وفي أمثاله من الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ} النساء64

كل شيء في الكون عاليه ودانيه مسخرٌ لحضرته ومأمور بطاعته ، لأنه رسول الحق ، والله اختاره واجتباه ليُبلغ دعوة الله إلى خلق الله عليه الصلاة والسلام

وعن أم هانيء رضي الله عنها قالت: {كُنَّا نَسْمَعُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَوْفِ اللَّيْلِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي}{5}

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ يُنْذِرُ جَيْشًا ، يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ}{6}

{1} معجم الطبراني ودلائل النبوة للبيهقي عن عائشة رضي الله عنها
{2} الطبقات الكبرى لابن سعد والشمائل المحمدية للترمذي
{3} ابن حجر في فتح الباري
{4} سنن أبي داود والنسائي
{5} دلائل النبوة للبيهقي ومسند أحمد
{6} صحيح مسلم وسنن ابن ماجة

[/frame]


التصنيفات
علم الاجتـماع

يذاء الطفل ( أنواعه ، أسبابة ، خصائص المتعرضين له )


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


التصنيفات
علم الاجتـماع

مناهج البحث الاجتماعي

أنواع الأبحاث أو الدراسات

37 ـ تصنف البحوث الأجتماعية في ثلاثة أنواع رئيسية :ـ
البحوث الاستطلاعية
البحوث الوصفية
البحوث التشخيصية أو التفسيرية
38 ـ تمسى الدراسة الاستطلاعية بالدراسة الكشفية أو الصياغية
39 ـ يلجأ الباحث لإجراء دراسة استطلاعية عندما يكون ما يعرفه عن الموضوع قليل جداً لا يؤهلة إلى تصميم دارسة وصفية
40 ـ تهدف الدراسة الاستطلاعية إلى بلورة موضوع البحث وصياغتها ـ وتحديد المفاهيم الأساسية ـ وتنمية الفروض
41 ـ سمات الدراسات الاستطلاعية ؟
المرونه وعدم التقيد بالدقة الشديدة
الشمولية والانفتاح
لا تحتوى على فروض إنما على مجرد تساؤات غير فرضية
42 ـ مصادر جمع البيانات في الدراسات الاستطلاعية ؟
الاطلاع على الدراسات السابقة
استشارة ذوي الخبرة والمهتمين بالموضوع
جمع بيانات من مجتمع البحث
43 ـ تعريف ” الدراسات الوصفية ” هي البحوث التي تعرض خصائص ظاهرة ما كميا أو كيفيا بناء على فروض مبدئية سابقة للدراسة أو بدونها بطريقة أكثر دقة .
44 ـ سمات الدراسات الوصفية ؟
تنتهج الوصف الكمي والكيفي لدى بيان خصائص الظاهرة
تهتم بتحديد العوامل المختلفة المرتبطة بالظاهرة
تتضمن فروضاً ولكنها من قبيل الفروض المبدئية ( غير السببية )
45 ـ تعريف ” الدراسات التشخيصية أو التفسيرية ” هي البحوث التي تعرض خصائص الظاهرة كميا وكيفياً بصورة محكمة ودقيقة بناء على فروض سببية معينه يحدد فيها مدى وجود علاقات سببية بين الظواهر .
46 ـ سمات الدراسات التشخيصية ؟
تنتهج الوصف الكمي والكيفي لدى بيان خصائص الظاهرة
تهتم بتحديد العوامل المختلفة المؤثرة أو المتأثرة بالظاهرة
تتضمن فروضاً توضح العلاقة السببية بين الظواهر ( فروض سببية )
47 ـ الفرق بين الدراسات الاستطلاعية والدراسات الوصفية والتشخيصية ؟
الدراسات الاستطلاعية : ـ تعمل من أجل تحديد مشكلة بحث عندما تكون معالم المشكلة غير محددة
الدراسات الوصفية : ـ تعمل على جمع بيانات عن ظاهرة تغلب عليها سمة التحديد بالمقارنة مع الدراسات الاستطلاعية .
الدارسات التشخيصية : ـ تعمل على جمع بيانات عن ظاهرة محددة تحديداً دقيقاً بالمقارنة مع الدراسات الاستطلاعية والوصفية .
48 ـ فيما يتعلق بتصميم البحث ؟
الدراسات الاستطلاعية : ـ أقل دقة وأكثر مرونة في التصميم لأن الباحث تغيب عنه الكثير من معالم البحث
الدراسات الوصفية : ـ أقل مرونة وأكثر دقة في التصميم من الدراسات الاستطلاعية لأن المشكلة أكثر تحديداً
الدارسات التشخيصية : ـ أقل مرونة وأكثر دقة وإحكاما في التصميم من الدراسات الاستطلاعية والوصفية لأن معالم المشكلة محددة تحديد دقيقاً
49 ـ فيما يتعلق بالفروض
الدراسات الاستطلاعية : تتضمن مجرد تساؤلات غير فرضية ولا تحتوي على فروض بل تهدف الدراسة إلى وضع فروض لتختبر في دراسات وصفية أو تشخيصية لا حقة .
الدراسات الوصفية : ـ معظم الدراسات الوصفية تتضمن فروضاً مبدئية والقليل منها تتضمن تساؤلات غير فرضية .
الدارسات التشخيصية : ـ كل الدراسات التشخيصية تتضمن فروضاً سببية .

الفصل الرابع ـ منهج المسح الاجتماعي
50 ـ تعريف ” منهج المسح الاجتماعي ” هو طريقة لجمع بيانات من أعداد كبيرة من المبحوثين عن طريق الاتصال بمفردات مجتمع البحث سواء كان الاتصال مباشراً وجهاً لوجه أو عبر الهاتف أو بريدياً من خلال استمارات تحتوي على أسئلة مقننة.
51 ـ استخدامات المسح الاجتماعي ؟
وصف مجتمع البحث ببيان خصائصه مثل خصائصة العمرية والنوعية والتعليمية والعلمية والاقتصادية الخ ……..
اختبار الفروض المبدئية والسببية والخروج بتعميمات تساهم في حل المشاكل الاجتماعية .
دراسة الجدوى عند وضع خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية
52 ـ الكثير من البحوث الاجتماعية تساهم في الاجابة على الاسئلة التالية :ـ
من الذي قام بفعل ما ؟
ما الخصائص الاجتماعية للأفراد الذين يقعون فريسة الادمان ؟
لماذا ؟
أي ما هي الاسباب التي تؤدي إلى فعل سلوك معين ؟
53 ـ أنواع المسوح من ناحية موضوع البحث ؟
1- مسوح عامة : ـ هي المسوح التي تشمل جوانب عديدة من الحياة الاجتماعية دون تركيز على جانب معين دون غيره مثل الخدمات التعليمية ـ والصحية ـ والاسكانية ـ والاقتصادية ……..
2- مسوح متخصصة : ـ وهي البحوث التي تركز على جانب معين مثل الخدمات التعليمية أو الصحية .

54 ـ من ناحية مجتمع البحث
بحوث شاملة : وهي التي تغطي كل مجتمع البحث مثل التعداد السكاني أو عندما يكون مجتمع البحث مكون من أعضاء هيئة التدريس
مسوح عينية : وهي البحوث التي تغطي عينة تمثل مجتمع البحث ، وتجدر الإشارة أن معظم البحوث تتم بهذه الصورة تقليلاً للتكلفة والجهد واختصار الزمن .
55 ـ يفضل استخدام منهج المسح الاجتماعي في الحالات التالية ؟
1- عندما يكون حجم مجتمع البحث كبيراً
2- عندما يكون الهدف الحصول على بيانات يمكن تكميمها ( تحويلها إلى بيانات كمية )
3- عندما تكون المعلومات محددة ومألوفة لدى المبحوثين .
4- عندما يكون لدى الباحث معلومات مسبقة عن الموضوع .
56 ـ مميزات المسوح الاجتماعية ؟
يمكن تطبيقه عندما يكون حجم مجتمع البحث كبير
يحقق درجة عالية من التنظيم والإشراف على جميع البيانات
سهولة تدريب جامعي البيانات على إجراء المقابلات نظراً لأستخدام استمارات مقابلة تتضمن أسئلة مقننة .
من السهل تصنيف وتحليل بيانات المسوح لأنها مستقاة من استمارات مقننة
يمكن رصد السلوك الماضي والحاضر والسلوك المتوقع في المستقبل عن طريق توجيه أسئلة عنها في الاستمارة.
يسمح بجمع بيانات يمكن تكميمها.
أمكانية إعادة تطبيق البحث على نفس مجتمع البحث أو أي مجتمع آخر .
ملاحظة:ـ ( في دراسة الحالة يتطلب تدريب مكثفاً لجامعي البيانات نسبة لاستخدام مقابلات متعمقة غير مقننة.
57 ـ عيوب المسوح الاجتماعية
الافتقار للتعمق
الأسئلة المتضمنة في استمارات المسوح الاجتماعية لا بد أ، تكون محددة نسبة لضيق المبحوثين .
ملاحظة ( لتلافي القصور في المسوح الاجتماعية لا بد من أجراء دراسات استطلاعية تستخدم فيها استمارات أسئلة مفتوحة.

الفصل الخامس ـ منهج دراسة الحالة
58 ـ تعريف منهج جراسة الحالة كمنهج للبحث الاجتماعي
هي طريقة لدراسة وحدة معينة مثل مجتمع محلي أو أسرة أو قبيلة بغية استجلاء جميع جوانبها والخروج بتعميمات تنطبق على الحالات المماثلة
59 ـ يقصد بمصطلح المنهج المونجرافي ” وصف موضوع مفرد باستفاضة .
60 ـ أهداف المنهج الاهتمام بالموقف الكلي ومعاملة الجزئيات من حيث علاقاتها البنائية والوظيفية بالكل الذي يتضمنها .
61 ـ يستخدم المنهج في الحالات التالية ؟
عند الرغبة في دراسة المواقف المختلفة للوحدة دراسة تفصيلية في مجالها الاجتماعي والايكولوجي والثقافي .
حين يريد الباحث معرفة التطور التاريخي للوحدة .
حين يريد أن يسبر غور الحياة الداخلية لفرد أو أفراد معينين .
لإيضاح جانب معين
62 ـ على الرغم من أهمية التحليل الكمي الإحصائي في البحوث العلمية الإ أنها لا تكفي لشرح العوامل الديناميكية المؤثرة في الموقف .

63 ـ استخدام منهج دراسة الحالة في خدمة الفرد وفي البحوث الاجتماعية ؟

البحث الاجتماعي خدمة الفرد
يستخدم لجمع بيانات عن ظاهرة أو وحدة ما وتصنيفها وتحليلها والوصول إلى تعميمات ( التعميم أكثر من التخصص ) جمع بيانات لفهم شخصية الفرد الذي يعاني من مشكلة اجتماعية أو نفسية
يقدم الباحث التقرير الذي يحتوي على النتائج دون أن يضع في حسبانه العلاج المباشر للمشكلة . يستهدف الباحث التشخيص فالعلاج
64 ـ أبرز أساليب جمع البيانات من الأفراد تتمثل في الأساليب التالية ؟
1) المقابلة المتعمقة مع المبحوث : يبدأ الباحث بإلقاء بعض الأسئلة العامة على المبحوث ومن خلال إجاباته يولّد أسئلة تفصيلية متعمقة .
2) يفضل الحصول على المعلومات وفق تسلسليها الزمني إما من الماضي للحاضر أو من الحاضر للماضي .
3) المقابلة المتعمقة مع أشخاص آخرين يمكن للباحث إجراء مقابلات متعمقة مع أشخاص آخرين لهم علاقة مع المبحوث.
65 ـ يمكن استخدام الملاحظة في دراسة الحالة على النحو التالي :
إجراء الملاحظة على امتداد فترة زمنية ممتدة
إجراء الملاحظة للاستيثاق من صحة ما قاله المبحوث ف المقابلة المتعمقة
عند تعذر أجراء مقابلات متعمقة مع المبحوث تستخدم الملاحظة لجمع البيانات.
66 ـ الوثائق : وتشمل الوثائق الشخصية والسير الذاتية واليوميات والخطابات وسجلات المدارسة والعمل والسجلات الطبية .
67 ـ ما ينبغي مراعاته عند جمع البيانات؟
أن لا يعتمد كثيراً ما يعتبره المبحوث مهماً ومؤثراً في حياته بل عليه أن يتزود بإطار نظري يعينه في انتقاء الإحداث .
في حالة عدم توفر إطار نظري يمكن أن يعتمد على خبراته السابقة أو الاستعانة بزملائه والاستفادة من خبراتهم
استخدام الإطار النظري في تفسير البيانات
ضمنا سرية البيانات
68 ـ دراسة المجتمعات المحلية باستخدام منهج دراسة الحالة هي الطريقة المنظمة لجمع بيانات تفصيلية عن المجتمع المحلي تساعد على تكوين صورة واضحة عنه .
69 ـ عند دراسة المجتمع المحلي ينبغي ـ تحديد المشكلة تحديداً دقيقاً ـ وتحديد تساؤلاته أو فروضه تحديداً واضحاً ـ وتحديد المجال المكاني ـ وتحديد المجال البشري . وتحديد الطريقة التي تجمع بها البيانات ـ وتصنيف البيانات .
70 ـ يوصى بعض مصممي البحوث بأن يكون جامعو البيانات من الغرباء إذ يرون أنهم سيكونون أكثر موضوعية .
71 ـ خطوات تصنيف البيانات ؟
ضم الحقائق الجزئية المتشابهة في مجموعات ( تسمى الحقائق الاجتماعية )
الكشف عن العلاقات القائمة بين مجموعات الحقائق الاجتماعية .
72 ـ من أهم مميزات استخدام منهج دراسة الحالة أنه يمكن الباحث دراسة الحالة دراسة شمولية كلية مستفيضة وعدم الاكتفاء بالوصف الخارجي .
73 ـ يعتبر منهج دراسة الحالة مفيد ومهم جداً لدراسة الحالات المتفردة كحالات الأنحراف الخلقي أو الجنسي أو الاضطراب السلوكي .
74 ـ منهج جراسة الحالة يساعد على تفسير التحليلات الإحصائية
75 ـ يفيد استخدام منهج دراسة الحالة في استنباط الفروض في الدراسات الاستطلاعية .
76 ـ يفيد استخدام منهج دراسة الحالة في تفسير النتائج في الأبحاث الوصفية التي تختبر فروضاً مبدئية والتشخيصية التي تختبر فروضاً نسبية .
77 ـ من عيوب منهج دراسة الحالة تحيز البيانات وعدم صدقها وثباتها.
78 ـ من عيوب منهج دراسة الحالة عدم صلاحية بيانات دراسة الحلة للتعميم .
79 ـ في منهج دراسة الحالة لجامع البيانات حرية كاملة في طرح الاسئلة على المبحوث وبذلك قد يأثر جامع البيانات على المبحوث أكثر من منهج المسح الاجتماعي.
80 ـ في منهج المسح الاجتماعي يستخدم جامع البيانات استمارة اسئلة مقننة لا مجال فيها كثيراً للتأثير على المبحوث .
81 ـ من عيوب منهج دراسة الحالة احتمال التحيز سواء من المبحوث أو من جامع 82 ـ من عيوب منهج دراسة الحالة اعتبار الحالات التي تركز عليها دراسة الحالة في خدمة الفرد حالات شاذة أو مرضية .
83 ـ الحالات في دراسة الحالة يصعب القياس عليها أو تعميمها .
84 ـ يتردد الكثير من الباحثين في الإعتماد على منهج دراسة الحالة لأنهم يبذلون الكثير من الوقت والمال في بحوثهم .
85 ـ يصعب التعبير الكمي عن المعلومات المستقاة من دراسة الحاله الأمر الذي يصعب التعامل معها بالمقاييس الإحصائية التي تستخدم في في الإحصاء الوصفي والاستدلالي.
89 ـ من عيوب منهج دراسة الحالة كثرة البيانات وصعوبة تصنيفها وتحليلها .

الفصل السادس / المنهج التاريخي
90 ـ المنهج التاريخي في البحوث الاجتماعية يستنبط المبادئ والقوانين العامة عن طريق البحث في الشواهد التاريخية .
91 ـ يعتبر أبن خلدون من الرواد الأوائل في استخدام المنهج التاريخي .
92 ـ مر ابن خلدون في دراسته للظاهرة بمرحلتين ؟
مرحلة جمع البيانات : وفيها يتم جمع البيانات من بطون التاريخ
المرحلة التحليلية : وفيها يتم تحليل الشواهد التاريخية للكشف عما يحكم الظواهر من قوانين .
93 ـ ” جامباتيسا فيكو ” يرى إمكانية استنباط النظريات الاجتماعية من الحقائق التاريخية .
94 ـ ” جامباتيسا فيكو ” يرى عند دراسة النظم الاجتماعية ينبغي تتبع جدورها الأولى والتدرج تاريخياً حتى التاريخ الحالي .
95 ـ ” جامباتيسا فيكو ” يرى في حالة تعذر جمع البيانات عن الشعوب الموغلة في القدم يمكن دراسة الشعوب البدائية المعاصرة كعوض عنها .
96 ـ ” جامباتيسا فيكو ” يعتبر التاريخ وحدة متماسكة
97 ـ ” جامباتيسا فيكو ” كان لا يبحث إلا في الظواهر التي لها صفة الديمومة والعمومية .
98 ـ ” جامباتيسا فيكو ” لم ينظر للتاريخ باعتباره علماً إنما بأعتباره المادة الخام الذي يمكن للباحثين استخدامه كحقائق مفيدة للمعرفة الأنسانية .
99 ـ ” جامباتيسا فيكو ” مصادر بياناته في المنهج التاريخي تتمثل في الآتي :
الوثائق والمستندات ب ـ القصص والروايات
العادات والتقاليد ج ـ التنظيمات والأوضاع السياسية
اللغة ح ـ الأديان والعقائد .
100 ـ ” شاغان وبوسكوف ” كانا يريان أن الباحث الاجتماعي الذي يتناول المادة التاريخية يجب أن يستخدم إطار نظري معين لوصف بعض الحقائق التاريخية .
101 ـ ” شاغان وبوسكوف ” كانا يريان أن الباحث الاجتماعي الذي يتناول المادة التاريخية يجب أن يستعين بالشواهد التاريخية لا ستنباط أو توضيح واختبار بعض النظريات السائدة .
102 ـ خطوات المنهج التاريخي ؟
تحديد الظاهرة أو النسق المراد دراسته
تحديد المفاهيم والفروض أو التساؤلات
تحديد نوع الدراسة
تحديد وحدة التحليل التاريخي وتشمل ( وحدة بشرية ـ المجال المكاني ـ المجال الزمني )
تحديد مصادر جمع البيانات .
103 ـ تنقسم المصادر التاريخية إلى نوعين ؟
مصادر أولية
مصادر ثانوية
104 ـ بقايا الحضارات والمخطوطات يعتبران مصادر أولية فقط عندما يقوم الباحث بالإطلاع عليها وتحليلها بنفسه .
105 ـ التحليل الخارجي : هو نقد الوثيقة للتحقيق من عمرها الزمني ومن أن المخطوطة قد كتبها الشخص المعني
106 ـ التحليل الداخلي للوثيقة : هو إخضاع محتويات الوثيقة للفحص والتحليل للتأكد من صحة البيانات الواردة فيها.
107 ـ المصادر الثانوية يتم فيها الاعتماد على البحوث التاريخية المدونة في الرسائل العلمية والكتب كمصادر للبيانات التاريخية.
108 ـ أهم ميزة في المنهج التاريخي أن بياناته منخفضه التكلفة
109 ـ من عيوب المنهج التاريخي عدم توفر حرية للباحث للحصول على البيانات التي تخدم بحثه
110 ـ من عيوب المنهج التاريخي كثرة البيانات التاريخية مما يصعب تحديد أهمها.
111 ـ من عيوب المنهج التاريخي بعض المواد التاريخية المكتوبة قد تكون مزيفة .

المنهج السابع / المنهج التجريبي
112 ـ يعتبر المنهج التجريبي أساس الأبحاث في العلوم الطبيعية
113 ـ ” معني التجريب ” هي ملاحظة الظاهرة بعد تعديل الظروف التي حولها كثيراً أو قليلاً عن طريق خلق بعض الظروف المصطنعة.
114 ـ يستخدم المنهج التجريبي في الأبحاث التي تختبر فروضاً سببية .
115 ـ هناك طريقتان عند جون ستيوارت مل لإقامة البراهين وهما طريقة الاتفاق وطريقة الاختلاف .
116 ـ ” طريقة الاتفاق ” وهي إن تتفق حالتان أو أكثر في ظرف واحد وتختلف في بقية الظروف وارتبط ها بظهور الظاهرة موضع البحث فإن هذا الظرف الوحيد التي تتفق فيه جميع الحالات .
117 ـ ” طريق الاختلاف ” وهي إذا اختلفت حالتان أو أكثر في ظرف واحد واتفقت في بقية الظروف عدا هذا الظرف الوحيد بيحث يرتبط ظهور الظاهرة موضع البحث مع وجود هذا الظرف الوحيد ويختفي باختفائه.
118 ـ طريقة الاختلاف والاتفاق تسميان ” تلازم العلة والمعلول ” أي ظهور الظاهرة .
119 ـ كي نحدد أي متغيرين هو السبب وايهما النتيجية نطبق قاعدة ” سبق العلة المعلول ”
120 ـ ” قاعدة العلة والمعلوم ” تنص على أن السابق هو السبب واللاحق هو النتيجة
121 ـ خطوات البحث التجريبي
تحديد مشكلة البحث
استعراض الدراسات السابقة
تعريف المفاهيم الأساسية
تحديد الفروض الاساسية
تحديد نوع الدراسة
تحديد منهج الدراسة ( المنهج التجريبي )
تحديد مجالات الدارسة ( المجال المكاني ـ الزماني ـ المجال البشري )
122 ـ في البحث التجريبي تكون نوع الدراسة دراسة تشخيصية تفسيرية ولكن بعض الباحثين يعتبرونه بحثاً وصفياً
123 ـ عند أجراء التجربة تسمى المجموعة التي تتعرض لتأثير المتغير المستقل مجموعة التجربة وتسمي المجموعة الأخرى المجموعة الضابطة .

الفصل الثامن / الملاحظة
124 ـ يفضل استخدام الملاحظة لجمع البيانات من المبحوثين عند ازدياد احتمال مقاومة المبحوثين لما يوجه لهم من أسئلة
125 ـ الملاحظة أكثر ملاءمة في دراسة السلوك حيث أن تزييف وتحريف الألفاظ أيسر من تزييف السلوك .
126 ـ الملاحظة مناسبة في دراسة أنماط التفاعل الاجتماعي والداينميكي مثل ( دراسة الأفراد وهم في حالة اجتماع .
127 ـ الملاحظة أنسب أداة لدراسة المبحوثين الذين لا يحسنون أو لا يدركون لغة التخاطب مثل ( الأطفال ـ الأشخاص المعتوهين ـ الأشخاص المصابين بالصمم ـ )
128 ـ تعتبر الملاحظة أداة مكملة لجمع البيانات في بعض المحالات بجانب اداتي المقابلة والاستبيان .
129 ـ من أساليب الملاحظة 1 ـ الملاحظة البسيطة 2 ـ الملاحظة المنظمة
130 ـ ” الملاحظة البسيطة ” هي ملاحظة الظواهر في مجالها الطبيعي بغير إخضاعها للضبط العلمي
131 ـ تستخدم الملاحظة البسيطة في الدراسات الاستطلاعية لجمع معلومات عن جماعة معينة في بيئة طبيعية .
132 ـ تنقسم الملاحظة البسيطة إلى قسمين ؟
ملاحظة بسيطة بالمشاركة
ملاحظة بسيطة بدون مشاركة
133 ـ الملاحظة البسيطة بالمشاركة هي التي يضطلع فيا الباحث بدور العضو المشارك في الحياة الكلية للجماعة موضع الدراسة .
134 ـ في الملاحظة البسيطة بالمشاركة الباحث يضطلع بدورين مزدوجين هما ؟
دور العضو المشارك في حياة الجماعة
دور الباحث الذي يقوم بجمع بياناته .
135 ـ الملاحظة البسيطة بالمشاركة من حيث الإفصاح تنقسم إلى قسمين هما ؟
الملاحظة البسيطة بالمشاركة مع عدم الإفصاح
الملاحظة البسيطة بالمشاركة مع الإفصاح
136 ـ من خلال الملاحظة البسيطة بالمشاركة مع عدم الإفصاح يمكن للباحث أن يقوم باستخدام الملاحظة دون أن يقدم نفسه بصورة واضحة أنه باحث.
137 ـ من خلال الملاحظة البسيطة بالمشاركة مع الإفصاح يقوم الباحث عن حقيقة مهمته وهدفه للمبحوثين.
138 ـ الملاحظة البسيطة بالمشاركة مع عدم الإفصاح الأساسية هي استمرار المبحوثين في ممارسة حياتهم بصورة طبيعية دون تغيير
139 ـ ميزة الملاحظة البسيطة بالمشاركة مع الإفصاح هو عدم اختراقه لخصوصية المبحوثين ـ وأنها سهله التطبيق ـ
140 ـ من عيوب الملاحظة البسيطة بالمشاركة مع عدم الإفصاح هي اختراقها لخصوصية المبحوثين ـ وأنها طريقة غير سهلة التطبيق .
141 ـ من عيوب الملاحظة البسيطة بالمشاركة مع الإفصاح الاساسية هي استمرار المبحوثين في ممارسة حياتهم بصورة طبيقة إذا يتوقع تغيير لسلوكهم .
142 ـ ((((((((( يتوقف أختيار الملاحظة بالمشاركة مع الإفصاح أو عدم الافصاح على طبيعة المجتمع أو الجماعة موضع الدارسة من جانب ونوعية الدراسة من جانب آخر . ))))))))))
143 ـ شاع استخدام الملاحظة بالمشاركة في ميدان الأنثروبلوجيا الاجتماعية في دراسة المجتمعات البسيطة كالمجتمعات البدائية أو المجتمعات البدوية.
144 ـ تمتاز الملاحظة بالمشاركة بصدق بياناتها لأنها جمعت في بيئتها الطبيعية .
145 ـ من عيوب الملاحظة بالمشاركة وأكبر جوانب القصور فيها هي أن مشاركة الباحث في أنشطة الجماعة موضع الدراسة
146 ـ من عيوب الملاحظة بالمشاركة احتمال التحيز بتأثره أو تأثيره على المبحوثين مما ينتقص من مستوى الموضوعية في البحث .
147 ـ الملاحظة بدون مشاركة هي الملاحظة التي لا يشارك فيها الباحث في أنشطة المبحوثين بل يلعب فيها دور المتفرج دون المشاركة
148 ـ ما يميز الملاحظة بدون مشاركة هو عدم مشاركة الباحث في أنشطة الجماعة
149 ـ تمتاز الملاحظة بدون مشاركة بالموضوعية
150 ـ من عيوب الملاحظة بدون مشاركة عدم امكانية ملاحظة جوانب السلوك الخفي .
151 ـ الاختبار بين الملاحظة بالمشاركة أو بدونها لا تحكمها فقط المفاضلة بين مميزات وعيوب كل منها فقط بل تتدخل عوامل أخرى مثل طبيعة المجتمع .
152 ـ ” تسجيل الملاحظة ” تمثل مشكلة حقيقة عندما لا يفصح الباحث عن مهمته وأهدافه الحقيقة .
153 ـ هناك أسلوبان لتسجيل الملاحظة ؟
ترتيب الأحداث حسب حدوثها الزمني
تنظيم المواد حسب موضوعاتها إلى فئات
154 ـ استخدام أكثر من ملاحظة لملاحظة نفس الموقف ومقارنة ما رصوه يفيد هذا الأجراء كثيراً في عملية التسجيل.
155 ـ الملاحظة المنظمة تستخدم في الدراسات الوصفية وفي الدراسات التشخيصية التي تختبر فروضاً سببية
156 ـ معظم الأبحاث التي تستخدم الملاحظة المنظمة تتم باستخدام الملاحظة بدون مشاركة.
157 ـ من الوسائل المستخدمة في الملاحظة المنظمة الآت التصوير والتسجيل ـ الخرائط ـ استمارات البحث .
158 ـ الملاحظة المنظمة تصنف السلوك إلى فئات .
159 ـ من أمثلة الفئات في الملاحظة المنظمة ” قائمة بيلز ” لدراسة التفاعل الاجتماعي
160 ـ تستخدم ” قائمة بيلز ” لتصنيف سلوك جماعة من المبحوثين وهم في حالة اجتماع
161 ـ يمكن استخدام ” مقاييس التقدير ” عندما يراد تقييم أداء المبحوثين في نشاط
162 ـ ” المقاييس السوسيومترية ” هي وسيلة توضح بالرسم تكوين العلاقات بين أفراد جماعة معينة في وقت ما .
163 ـ ” المقاييس السوسيومترية ” استخدمها ” مارينو ” لقياس العلاقات الاجتماعية ( التجاذب والتنافر داخل الجماعة



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
علم الاجتـماع

بحث حول الأنثربولوجيا


خطــــــــــــــــــــة البحــــــــــــــــــــث:
مقدمة
I) المفهوم والتطور التاريخي للأنثروبولوجيا.
1. مفهوم الأنثربولوجيا.
2. التطور التاريخي للدراسات الأنثروبولوجيا.
3. فروع الأنثروبولوجيا.
4. الأنثروبولوجيا وعلاقتها ببعض العلوم.
II) مفاهيم مرتبطة بالأنثروبولوجيا.
1. الإيكولوجيا(علم البيئة).
2. الإركيولوجيا (علم الآثار) والجيولوجيا.
3. الإثنولوجيا والإثنوغرافيا.
خاتمة.
قائمة المراجع.

مقدمــــــــــــــــــــــــــــــة:

يرى الكثير من العلماء والباحثين أن جميع المجتمعات تمر من خلال عملية تطورية واحدة من أكثرها بدائية إلى أكثرها تطورا ولأن الأنثروبولوجيا تهتم بالمجتمعات البدائية أكثر، كانت دراسة هذه المجتمعات تمثل ميلاد الأنثروبولوجيا. وإن اختلف المؤرخون عن مدى حياتها إلا أن الأنثروبولوجيا كعلم مستقل له ميدانه ومنهجه وله طريقته الخاصة ومقارنته المستقلة لم يظهر إلا في نهاية القرن التاسع عشر، فالأنثروبولوجيا كانت في الحقيقة في البداية موجودة في المقامات الفلسفية والأمثلة الشعبية أي ضمن نطاق كل ما يدرس الإنسان في شتى جوانب حياته وعلاقته مع ذاته والآخرين ومع الكون وما وراء الكون. ولأن الأنثروبولوجيا علم له صلة بمعظم إن لم نقل كل العلوم الأخرى فإن له عدة فروع متخصصة كما له مصطلحاته ومفاهيمه الخاصة.

المبحث الأول: المفهوم والتطور التاريخي للأنثروبولوجيا
مفهوم الأنثروبولوجيا:
الأنثروبولوجيا هي مصطلح مركب من مقطعين بالغة اليونانية هما “أنتروس وتعني إنسان” و”لوجيا وتعني علم” وبهذا فهي تعني علم الإنسان أو المعرفة المنظمة عن الإنسان، وهي تجمع في علم واحد الجوانب البيولوجية والاجتماعية والثقافية للإنسان وميدان الدراسة الأساسي لها هو الجماعات أو المجتمعات التي تدعى بالبدائية وإن كان هذا الميدان اتسع في الفترة الأخيرة بحيث أصبح يشمل دراسة المجتمعات العليا القديمة وبتأثير المدرسة الثقافية الأمريكية ازداد المجال اتساعا ليشمل مجتمعات أوروبية الأصل تعيش في ظروف تكنولوجية حديثة، وبالتالي أصبحت تدرس الأنماط الحضارية ذات الطابع المعاصر والقديم، كما تدرس المجتمعات الحديثة في الريف والمدينة وتأثير الهجرات في التركيبات الحضارية الثقافية المعاصرة. ومن الناحية الاصطلاحية نجد تصورين أساسيين لهذا العلم: 1)التصور الأول: هو التصور الأمريكي الذي ينظر للأنثروبولوجيا كعلم يهتم بدراسة الإنسان من الناحيتين العضوية والثقافية على حد سواء ويستخدم الأمريكيون مصطلح الأنثروبولوجيا الجسمية أو الفيزيقية للإشارة إلى دراسة الجانب العضوي التطوري الحيوي للإنسان، بينما يستخدمون مصطلح الأنثروبولوجيا الثقافية لمجموع التخصصات التي تدرس النواحي الثقافية والاجتماعية لحياة الإنسان يدخل في ذلك الدراسات المتعلقة بالإنسان القديم (الأركولوجيا)، كما تتناول الأنثروبولوجيا الثقافية دراسة لغات الشعوب الأولية واللهجات المحلية والتأثيرات المتبادلة بين اللغة والثقافة بصفة عامة وذلك في إطار ما يعرف بعلم اللغة. 2)التصور الثاني: هو التصور الأوروبي للأنثروبولوجيا وهو مختلف من بلد لآخر، فقد كان يقصد بالأنثروبولوجيا دراسة التاريخ الطبيعي للإنسان حيث اتسعت في أوربا موضوعات الأنتروبولوجيا بهذا المعنى وتنوعت لتشمل الدراسة المقارنة بين الإنسان والحيوان وبين السلالات البشرية بل وحتى الدراسة المقارنة بين الذكور والإناث وصلة ذلك بالأدوار الاجتماعية. وقد اصطلح الفرنسيون على الأنثروبولوجيا الاجتماعية “بالأثنولوجيا” و”الأثنوغرافيا” وهم يدرسونها تحت مظلة علم الاجتماع، أما الإنكليز فأسموها بالأنثروبولوجيا الاجتماعية وتعاملوا معها كعلم قائم بذاته لا يدرج تحته أي من الأركولوجيا أو علم اللغويات وهذا ما ساعدهم على وضع نماذج نظرية تشرح أبنية المجتمعات وتفسر الآليات والوظائف التي تساعد على استمرارية الحياة الاجتماعية وتماسكها، وبهذا خرج إلى الوجود ما يشار إليه مثلا بأنثروبولوجيا القرابة أو الدين أو الاقتصاد أو النظم السياسية وغير ذلك مما يسير ضمن إطار الأنثروبولوجيا الاجتماعية. وبهذا فالأنثروبولوجيا الاجتماعية في انكلترا وإلى حد ما في أمريكا استعملت للدلالة على فرع معين من الأنثروبولوجيا التي تعنى بدراسة الإنسان ثقافيا واجتماعيا، أما في أوربا فالقاموس اللفظي مختلف، فعندما يتحدث الأوربيون عن الأنتروبولوجيا فهم يذهبون إلى ما يسميه الانجليز الأنثروبولوجيا الفيزيقية الحيوية أما ما يسميه الإنكليز بالأنثروبولوجيا الاجتماعية يسمى في أوربا بالأثنولوجيا أو الاجتماعيات. وبشكل عام يمكن تقسيم الأنثروبولوجيا إلى فرعين رئيسين يتشعب عنهما مجموعة كبيرة من الفروع الأخيرة الفرع الأول: هو الأنثروبولوجيا الحيوية أو الفيزيقية أو الطبيعية، وهي فرع قديم ظهر في أواخر القرن الثامن عشر تحت تأثير الأفكار الداروينية وهو يهتم بدراسة الإنسان من حيث سماته الجسمية والتشريحية كشكل الجمجمة وطول القامة، كما يدرس الإنسان في نشأته الأولى وفي تطوره عن الرئيسيات وفي كيفية اكتسابه السمات والخصائص السلالية التي تميزه عن غيره من الأجناس والأنواع الحيوانية. أما الفرع الثاني: فهو الأنثروبوبوجيا الثقافية (بشقيها الاجتماعي والثقافي) وهي تهم بدراسة منتجات الإنسان الثقافية على اعتبار أنه نوع يتميز عن بقية الأنواع الحيوانية بالثقافة وهذا الفرع تندرج تحته مجموعة من المباحث الأساسية هي علم اللغويات الأنثروبولوجية التي تقوم بدراسة اللغات وتاريخها دراسة بحثية وصفية بغية تحديد أصول اللغات الإنسانية بالإضافة للأنتروبولوجيا الاجتماعية التي تنقسم بدورها إلى عدة فروع سياسية وقانونية.
التطور التاريخي للدراسات الأنتروبولوجية:
تعتبر الدراسات الأنتروبولوجية قديمة جدا قدم الإنسان ذاته حينما عاشت الجماعات المختلفة بعضها مع البعض الآخر أو عندما كانت متجاورة مع بعضها البعض وقد أثار هذا الوضع فضول تلك الجماعات خلال اتصالها فيما بينها، لمعرفة طبائع كل منها للأخر، ربما بهدف السيطرة على الموارد كل منهما وإخضاعها لسلطانها بسبب التنافس على المصادر المعيشية ومن ناحية أخرى، حاول البعض خلال تاريخ الإنسان وصف ثقافات الشعوب وتقديم ملاحظات عن الطبيعة الإنسانية والوجود البشري كما افترضوا بعض التفسيرات التي توضح الاختلافات بين بني البشر سواء من الناحية الفيزيقية أو العادات والتقاليد……….. ومهما يكن من أمر، فإن البدايات الأولى لهذا العلم ترجع إلى الفلاسفة والمفكرين القدامى الذين تناولوا موضوعات تتعلق بالدين والسلالة وتقسيم المجتمع إلى طبقات…… ولكنها اصطبغت بالصبغة الفلسفية ومن ثم فقد تناول العديد من الفلاسفة مثل أفلاطون موضوعات أكثر حداثة مثل طبيعة العلاقات الاجتماعية والجماعات العرقية، كما أن المدرسة النمساوية الألمانية التي تخصصت في الأثنولوجيا تأثرت بنظرية أفلاطون وكتاباته، وحتى ديفيد هيوم الذي كان له دور كبير في نشأة العلم في بريطانيا تأثر إلى حد كبير بنظرية الفيلسوف الإغريقي ديموقريطس. وتعتبر رحلات وتقارير المؤرخين وافدا آخر للدراسات الأنتروبولوجية ومن هؤلاء هيرودوت الذي عاش خلال القرن الخامس قبل الميلاد ويعتبره معظم كتاب التاريخ الأنتروبولوجيا أول باحث أنتروبولوجي في التاريخ فقد جمع معلومات وصفية دقيقة عن عدد كبير من الشعوب غير الأوروبية حيث تناول تقاليدهم وعاداتهم وملامحهم الجسمية وأصولهم السلالية في كتابه “التواريخ” قدم معلومات في تسعة فصول عن حوالي خمسين شعبا من خلال رحلاته وكذلك وصفه الدقيق للحرب –من خلال رحلاته- التي دارت بين الفرس والإغريق إبان القرن السادس قبل الميلاد، كما زار مصر وذكر خصائص سكانها وذكر عبارته المشهورة”مصر هبة النيل” كما وصف بدو ليبيا وعموما يعتبر منهجه الوصفي بداية المنهج الأثنوغرافي المعروف الآن. وغني عن البيان، الأثر العظيم الذي أحدته العلامة العربي ابن خلدون من خلال أسفاره العديدة في عصره والتي تمخض عنها ظهور كتابه الخالد «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» وكذلك المقدمة التي اشتهرت أكثر من شهرت الكتاب ذاته. ومن خلال العنوان ذاته يتضح لنا المسالك التي سافر فيها والشعوب التي زارها سواء العرب أو العجم-الفرس- أو البربر-سكان شمال إفريقيا- وكثرت أسفاره خلال تلك الفترة وسجل تسجيلا أمينا كل ما رآه حتى المكان والطقس والمناخ والمنازل والعادات والتقاليد ومن ثم تداخلت المعلومات الجغرافية والسياسية والاجتماعية في مقدمته وكتابه، وأطلق على العلم الجديد الذي توصل إليه اسم «علم العمران البشري» وكان يقصد به بالطبع علم الاجتماع . ودون الدخول في تفاصيل ماهية العلاقة بين علمي الاجتماع والانتروبولوجيا إلا أنه يمكن القول أن المعلومات الأثنوغرافية-وإن كانت لا تخلو من بعض الآراء التقيمية المتحيزة- تعتبر من أهم روافد المعلومات الإثنوغرافية التي تعتبر ركيزة الدراسات الأنتروبولوجية الآن. واضح إذن ارتباط الدراسات الأنتروبولوجية بغيرها من الدراسات في فروع العلم الأخرى سواء الجيولوجيا أو البيولوجيا أو الحفريات أو الأٍكيولوجيا والعلوم الإنسانية المختلفة، ومن ثم فقد كانت أية دراسات ولو سطحية مبكرة تتم وكان لها صلة ما بالإنسان إلا واعتبرت خطوة على طريق ظهور وتبلور علم الأنتروبولوجيا بفروعه التي أصبحت معروفة الآن.

فروع الأنتروبولوجيا:
أوضحنا سابقا تعدد جوانب الإنسان بل وتشابكها أيضا واتصالها الوثيق ببعضها البعض، وقد تعددت فروع الأنتروبولوجيا بتعدد جوانب الإنسان. فهناك الأنتروبولوجي المتخصص في البيولوجيا البشرية، وآخر متخصص في عظام الحفريات وثالث متخصص في علم الآثار حيث ينقب في المجتمعات القديمة ورابع عالم لغويات يقوم بتحليل أبنية اللغات الإفريقية الغريبة وخامس عالم فلكلور يدرس ميثولوجيا، وسادس متخصص في القرابة والزواج وسابع يعتبر خبيرا في المزارع وكل منهم يمكن أن يكون حاصلا على درجة دكتوراه في الأنتروبولوجيا… ومن هنا نجد أن هناك أنتروبولوجيين متخصصين في البيولوجيا البشرية (التطور والسلالة) وآخرين متخصصون في الجوانب المختلفة للمجتمع والثقافة. وفي هذا الصدد تذكر الباحثة الأنتروبولوجية الأمريكية الشهيرة مارجريت ميد {1910-1979}: نحن نصنف الخصائص الإنسانية البيولوجية والثقافية للنوع البشري عبر الزمن وفي الأماكن المختلفة. ونحلل الصفات البيولوجية الثقافية المحلية كأنساق مترابطة ومتغيرة وذلك عن طريق نماذج ومقاييس ومناهج متطورة، كما نهتم بوصف وتحليل النظم الاجتماعية والتكنولوجيا، ونعنى أيضا ببحث الإدراك العقلي للإنسان وابتكاراته ومعتقداته ووسائل اتصالاته. وبصفة عامة، فنحن الأنثروبولوجيين نسعى لربط وتفسير نتائج دراساتنا في إطار نظريات التطور أو مفهوم الوحدة النفسية المشتركة بين البشر. إن التخصصات الأنثروبولوجية التي قد تتضارب مع بعضها هي في ذاتها مبعث الحركة والتطور في هذا العلم الجديد، وهي التي تثير الانتباه وتعمل على الإبداع والتجديد، كما أن جزءا كبيرا من عمل الأنثروبولوجيين يوجه نحو القضايا العملية في مجالات الصحة والإدارة والتنمية الاقتصادية ومجالات الحياة الأخرى. وتختلف فروع الأنتروبولوجيا من بلد لآخر، ومن عالم لآخر، ففي أوروبا يتم تدريسها من خلال جانبين رئيسيين هما الثقافي والبيولوجي، وهي كما تدرس في الجامعات الرئيسية في الولايات المتحدة الأمريكية تنقسم إلى أربعة مجالات هي: الأنتروبولوجيا الثقافية، وعلم آثار ما قبل التاريخ “الأركيولوجيا”، واللغويات الأنثروبولوجية، والأنثروبولوجيا الفيزيقية. وفيما يلي سنوضح فروع الأنتروبولوجيا العامة وهي كما يلي:
1﴾ الأنثروبولوجيا الفيزيقية: عموما هي تدرس السمات الفيزيقية للإنسان، أي من حيث هو كائن فيزيقي طبيعي، فتدرس الإنسان العضوي في نشأته الأولى وفي تطوره عن الرئيسيات حتى اكتسب الصفات والخصائص الإنسانية في صورة الإنسان العاقل ولذلك فهي تعالج مختلف السمات الفيزيقية مثل حجم الجمجمة وارتفاع القامة ولون البشرة ونوع نسيج الشعر وشكل الأنف ولون العين. كما تتصل الأنتروبولوجيا الفيزيقية بدراسة التغيرات العنصرية وخصائص الأجناس وانتقال السمات الفيزيقية وتتبع مورثات الإنسانية، وكذلك تدرس تطور الإنسان منذ مراحله وأشكاله الأولية التي كانت تربطه بعالم القردة العليا. 2﴾الأنثروبولوجيا الاجتماعية: تدرس السلوك الاجتماعي كالعائلة ونسق القرابة والتنظيم السياسي والإجراءات القانونية والعبادات الدينية وغيرها، كما تدرس العلاقة بين هذه النظم سواء في المجتمعات المعاصرة أو في المجتمعات التاريخية التي لا يوجد لدينا عنها معلومات مناسبة من هذا النوع يمكن معها القيام بمثل هذه الدراسات. والجدير بالذكر أن نفس المعلومات التي تدور حول العادات التي يمارسها أحد الشعوب تصبح-حين تبين على خريطة توزيع- ذات أهمية خاصة لعالم الأثنولوجيا لأنه يستدل منها على تحرك السلالات والأجناس أو هجرة الثقافة أو اتصال تلك الشعوب بعضها ببعض في الماضي. أما الأنثروبولوجي الاجتماعي فإنه يهتم بهذه العادات على أنها جزء من كل الحياة الاجتماعية عند ذلك الشعب وحده وفي الوقت الحاضر دون أن يهتم بأصلها لصعوبة التأكد من ذلك. وبهذا يمكن القول أن الأنثروبولجيا الاجتماعية “المعاصرة” أو ما يعرف باسم الاتجاه البنائي الوظيفي تتوفر على دراسة أنماط السلوك التي يقوم بها البشر في دائرة مجتمعية معينة، هذه الأنماط السلوكية التي تشكل شبكة البناء الاجتماعي والتي يتفق العلماء على تعريفها بأنها تلك الشبكة المعقدة من العلاقات التي تربط بين الأفراد والزمر الاجتماعية وتأخذ شكل النظم والأنساق الاجتماعية وتتميز بالثبات والاستمرار عبر الزمن.

3﴾الأنثروبولوجيا الثقافية: وهي ذلك الفرع الذي يعنى بدراسة السلوك الإنساني في ماضيه وحاضره، والثقافة تشمل قواعد العرف والعادات والتقاليد والمعتقدات والممارسات وغيرها، وتعتبر هي الوسيلة التي تمكنه من الاتصال بالآخرين سواء جماعته المحلية أو الجماعات الأخرى المحيطة بما لها من خصائص اجتماعية في بيئتها الطبيعية المتباينة، ولذلك كان أحد أهداف الأنثروبولوجيا دراسة هذا التباين أو التشابه الثقافي، بالإضافة إلى الاهتمام بتاريخ هذه الثقافات وأصولها ونموها وتطورها. ويمكن القول بصفة عامة أن الثقافة هي كل ما لا يولد به البشر، ومن ثم فهي تشمل مخترعات الإنسان ونتاجه سواء المادي أو غير المادي ومن هنا يمكننا أن نتكلم عن اللغة-الغير مادية- مثلما نتحدث عن السكن-المادي- ضمن المكونات الثقافية. والأنثروبولوجيا الثقافية تغطي مجالا واسعا من المعرفة الإنسانية، ولذلك فهي تنقسم إلى أربعة فروع رئيسية وهي:
الأثنوغرافياEthnography
الأثنولوجيا Ethnology
الأركيولوجيا Archaeology
اللغويات Linguistics

الأنثروبولوجيا وعلاقتها ببعض العلوم:
 الأنثروبولوجيا وعلاقتها بعلم الاجتماع: نجد الكثير من علماء الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع قد أدركوا منذ أمد بعيد أن هناك كثيرا من الوسائط التي تجمع بين العلمين، وأن موضوع الدراسة في كلا العلمين كان مختلفا بعض الشيء حيث كانت الأنثروبولوجيا تركز اهتمامها على دراسة الشعوب البدائية البسيطة المنعزلة (شعوب ما قبل التاريخ) بينما كان علم الاجتماع يركز اهتمامه الأساسي على دراسة الحضارة الأوروبية الغربية وقد أدى هذا الاختلاف في الموضوع إلى أوجه اختلاف في مناهج الدراسة. فالأنثروبولوجي الذي يدرس جماعة صغيرة الحجم نادرا ما يحتاج إلى أن يشغل نفسه بمشكلات العينة مثلا، وكذلك نجد أن كشف الأسئلة وهو أحد أدوات البحث الهامة في يد رجل علم الاجتماع، لم يستخدم على نطاق واسع في الدراسات الأنثروبولوجية إلا أننا نجد من ناحية أخرى أن المشكلات الأساسية في كل من الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع تصل إلى درجة من التشابه تجعل من المحتم في النهاية على كلا العلمين أن يصلا إلى نظرية متقاربة واحدة بالنسبة لكليهما. وقد أصبح مفهوم الثقافة يستخدم على نطاق واسع عند علماء الاجتماع وقد أثبت في هذا الصدد أنه أداة بحث هامة ومفيدة.
 الأنثروبولوجيا وعلاقتها بعلم النفس: فقد كانت الأنثروبولوجيا في الماضي دون ما نتوقعه من قوة وعمق لأن كلا الميدانين يهتم بمشكلات السلوك، إلا أننا نجد أن علماء النفس ظلوا لفترة طويلة من تاريخهم يقتصر اهتمامهم على مشكلات السلوك الفردي في المقام الأول، في حين كان الأنتروبولوجيون يميلون إلى وضع تصميمات جماعية على أسس ثقافية، وكذلك الدراسات المقارنة التي أجراها علماء الأنثروبولوجيا قد ساعدت على تفويض بعض نظريات الغرائز التي كانت شائعة قديما في علم النفس إلا أن العلاقات الوثيقة بين كل من الأنثروبولوجيا وعلم النفس لم تكن لتتكون وتنمو إلا بعد أن وجه علماء الأنثروبولوجيا اهتمامهم إلى موضوع العلاقة بين الثقافة والفرد وقد ظهر الاهتمام بمشكلات الأفراد في الأنثروبولوجيا في الوقت الذي كان علماء النفس يركزون فيه على مشكلات السلوك الحيواني ونتيجة لهذا أخذ الأنثروبولوجيون يوجهون اهتمامهم إلى المختصين في التحليل النفسي والطب النفسي ويستمدون منهم مفاهيمهم النفسية ومازال هذا الاتجاه واضحا في الدراسات الأنثروبولوجية. ولقد كان تطوير مفهوم الثقافة والتأكيد على أن كل ثقافة تمثل كيانا كليا متكاملا هي الإسهامات الأساسية التي قدمتها الأنثروبولوجيا للعلوم الاجتماعية. وهكذا أصبحت فكرة الثقافة والتكامل الثقافي تراثا مشتركا لدى علوم التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع.
 الأنثروبولوجيا وعلاقتها بالعلوم الطبيعية: لقد ارتبطت الأنثروبولوجيا منذ تاريخها القديم ارتباطا وثيقا بعلم الحياة ولعل هذا الموقف يرجع إلى تطبيق المفهومات التطورية في النظريات الأولى التي وضعها علماء الأنثروبولوجيا الثقافية الأوائل كما يرجع التصور السريع الذي تركته الأنثروبولوجيا البيولوجية في مراحلها الأولى، وعلى الرغم من أن المفاهيم البيولوجية عن التطور لم تعد تستخدم في الأنثروبولوجيا الثقافية إلا أن فهم التركيب البيولوجي للإنسان يمثل شرطا أساسيا وعنصرا جوهريا من عناصر النظرية الثقافية، حقيقة أن الثقافة أكبر من أن تكون ظاهرة بيولوجية إلا أنه يبدو لنا من الواضح أن كل مجتمع يحاول من خلال ثقافته أن يشبع الاحتياجات البيولوجية والسيكولوجية الأساسية عند الإنسان. وقد تؤدي الثقافة في بعض الأحيان ومن خلال نفس الوسائل إلى تعديل تأثير العوامل البيولوجية تعديلا عميقا وجوهريا، فالدراسة الثقافية والدراسة البيولوجية الإنسانية دراستان متداخلتان ومترابطتان باستمرار.

المبحث الثاني: مفاهيم مرتبطة بالأنثروبولوجيا
الإيكولوجيا (علم البيئة):
كلمة يونانية مكونة من مقطعين “إيكو” وتعني مسكن أو بيئة و”لوجيا” وتعني علم وهي دراسة التفاعلات بين الكائنات الحية ومحيطها، اكتشفت من طرف العالم الألماني «أرنست هايكل» بالرغم من أن «هنري ديفيد» استخدمها منذ 1852. وعلم البيئة هو الدراسة العلمية لتوزع وتلاؤم الكائنات الحية مع بيئتها المحيطة وكيف تتأثر هذه الكائنات بالعلاقات المتبادلة بين الأحياء كافة وبين بيئتها المحيطة، فبيئة الكائن الحي تتضمن الشروط والخواص الفيزيائية التي تشكل مجموع العوامل اللاحية إضافة للكائنات الحية الأخرى التي تشاركها موطنها البيئي والتي تشكل فيما بينها الشبكة الغذائية وانتقال الطاقة كما تشكل النظام البيئي وأنواعه وتوزيعه. أماكن ارتباط الأيكولوجيا بالأنثروبولوجيا: تولد علم البيئة عن علم الأحياء والذي يختص بالكائنات الحية، وهناك عدة مستويات في البيولوجيا: البيولوجيا الجزئية، الخلوية، العضوية، دراسة السكان، التجمعات، الأنظمة البيئية والمحيط الحيوي فعلم البيئة علم شمولي يدرس علاقة كل عنصر مع الآخرين وكذلك تطور العلاقات والتعديلات التي تؤثر في الوسط. ومن فروع الإيكولوجيا:
 الإيكوفيزيولوجيا: يدرس العلاقات بين التقدم الفيزيولوجي والعوامل البيئية.
 الإتوايكولوجيا: يدرس نوع من الأعضاء وعوامل محيطه.
 ايكولوجيا السكان: يدرس أفراد من السكان من نوع واحد ومحيطهم.
 سيتوكولوجيا: تدرس تجمع واحد ومحيطه.
 دراسة الأنظمة البيئية
 الإيكولوجيا الجامعة: تدرس المحيط الحيوي {كل الأوساط التي تشغلها الكائنات الحية}.
 الاقتصاد والمحيط: يدرس استهلاك الموارد الطبيعية وتنظيم الاقتصاد لترشيد الاستهلاك والتخفيض من التلوث.

الإركيولوجيا (علم الآثار) والجيولوجيا:
الإركيولوجيا:
هو علم حديث نسبيا لا يزيد عمره عن مائتي عام، وهو أحد المجالات الفرعية في الأنثروبولوجيا الثقافية وعلى خلاف علماء الآثار الكلاسيكيون فإن الإركيولوجيين لا يعتمدون في دراستهم على التنقيب على الآثار والمعابد القديمة بل يدرسون الشعوب دون الاعتماد على السجلات المكتوبة ويحاولون إعادة بناء الأساليب القديمة للحياة وهذا يقودهم إلى التعامل مع آثار قديمة جدا ولكن اهتماماتهم الرئيسية تكون ببناء النظريات الخاصة بالعملية الاجتماعية وليس بالحضارات القديمة في حد ذاتها، لهذا يستعين الإركيولوجيين بالعديد من العلوم مثل علم الآثار واللغات لهذا يعتبر الإركيولوجيين هم أنثروبولوجيون متخصصون في إعادة بناء وتحليل ثقافات الماضي من خلال بقايا ما يجدونه سواء كانت مادية أو غير مادية والتي استطاعت أن تبقى وتقاوم عمليات التحليل وهذا يعكس عمليات التأثير المناخ على تلك المواد أو تعرضها للأنشطة الإنسانية مثل الحروب وغيرها وهذا ما مكن الإركيولوجيين من اكتشاف عناصر معينة وتتبع مدى انتشارها من مكان لآخر ومن ثقافة لأخرى وتوزعات المناطق الأثرية في مناطق الجغرافيا وتوزيع السكان وتطور البشر واستخلاص بعض الحقائق عن المناخ ونوع الغذاء السائد وأنواع الحيوانات. وللإركيولوجيين طرقهم الخاصة في البحث والتنقيب في المواقع الأثرية فعمليات الحفر يجب أن تكون بطيئة وبعناية بغية الحفاظ على الأجزاء المختلفة التي تشكل الأدلة الهامة التي يستخدمونها. ويتميز الإركيولوجيين مقارنة بالأنثروبولوجيون بأنهم أكثر دقة في تصوير وتسجيل أدلتهم الأثرية ولكنهم يفتقرون إلى إمكانية مقابلة إخبارييهم أو ملاحظة السلوك الطقوسي لهذا يعتبر منهجهم الرئيسي هو ”الاستدلال” وللإركولوجيا علاقة بالعديد من الفروع العلمية الأخرى مثل علاقة الإركيولوجيا بالتاريخ أو الجيولوجيا فالجيولوجي مثلا يفسر ترتيب الطبقات المختلفة للتربة والصخور إلى جانب الرواسب الإركيولوجية التي تحدد الإطار الزمني، كما لها علاقة بعلم التربة وذلك يفيد في تحديد القدرة الإنتاجية لتلك التربة وغيرها…..الخ. للإركيولوجيا وسائلها ومناهجها الخاصة في الدراسة ومن أهم هذه الوسائل التحليلات الراديوكربونية وأشعة اكس…..الخ
الجيولوجيا (علم الأرض):
هو العلم الذي يهتم بدراسة الأرض وتاريخها وتركيبها الداخلي والعوامل الداخلية كالزلازل، والبراكين، والخارجية كالتعرية وغيرها التي أثرت ولا تزال تِؤثر على سطح الأرض وعلاقتها بالأجرام السماوية ومن فروعها:
الجيولوجيا الحيوية علم الصخور علم البلورات علم الجيوفيزياء علم المعادن جيولوجيا النفط الهيدروجيولوجيا  الهندسة الجيولوجية.

الإثنولوجيا والإثنوغرافيا:
الإثنولوجيا:
أو علم تحليل الظواهر الثقافية والاجتماعية السائدة لدى شعوب الأرض وموضوعها الرئيسي هو الثقافة، وترتكز على دراسة سلوك الإنسان أينما وجد سواء في المنطقة القطبية الشمالية أو في الصحراء في الشرق أو الغرب في جزر منعزلة أو مدن كبرى في الأودية أو المحيطات وكلمة الأثنولوجيا ذات أصل يوناني «أثنوس» بمعنى دراسة الشعوب فهي تدرس خصائص الشعوب اللغوية والثقافية والسلالية أي دراسة الصفات والخصائص المميزة لأجناس الإنسان من حيث الملامح الفيزيقية والخلقية السائدة بين بني البشر وكذلك العلاقات القائمة التي تربط بين الأجناس والشعوب، كما تهتم الأثنولوجيا بمشكلة تفسير أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافات الإنسانية ومثال ذلك دراسة تاريخ شعب ما: من أين أتى؟ أي طريق سلك؟ كيف ومتى احتل منطقته؟ اتصاله بغيره أو عدمه؟ تحديد أوجه التشابه والاختلاف بغيره، وبالتالي فالأثنولوجيا علم تاريخي يفترض عند إعادة التركيبات التاريخية بعض التصميمات على أساس دراسة استقرائية واسعة. غالبا ما يعطي الإثنولوجيين جانبا من اهتمامهم لدراسة المجتمعات البدائية أو الأقل التقدما لإلقاء الضوء على هذه الجماعات وثقافاتها المتمايزة.
الإثنوغرافيا:
تعني الدراسة الوصفية لطريقة وأسلوب الحياة لشعب من الشعوب أو مجتمع من المجتمعات، واصطلاح الإثنوغرافا في بريطانيا يعني البحوث الوصفية والتحليلية التي قام بها علماء الأنثروبولوجيا البريطانيون حول الشعوب والأقوام البدائية التي درسوها دراسة ميدانية، وبالرغم من أن الإثنوغرافي يهتم بالدراسة الوصفية للمجتمعات البدائية والأنثروبولوجي الاجتماعي يهتم بالتحليل البنائي أو التركيبي للمجتمعات البدائية فان هناك ارتباطا وتداخلا وثيقا بين هذين العلمين بخصوص الدراسات العلمية التي يقومان بها. غير أنه في الولايات المتحدة الأمريكية لا توجد هناك علاقة وثيقة بين علم الإثنوغرافيا وعلم الانثروبولوجيا الاجتماعي بل توجد علاقة مرتبطة بين علم الاثنوغرافيا والاثنولوجيا. فالعالم هيرز كوفنتر يرى في كتابة (الإنسان وأعماله) بان الاثنوغرافي هو وصف للحضارات وبحث مشاكل النظرية المتعلقة بتحليل العادات البشرية للمجتمعات الإنسانية المتباينة. والاثنوغرافيا من أقدم فروع المعرفة في علم الأنثربولوجيا عندما قام الأوربيون بوصف القبائل والشعوب المحلية في أمركا وإفريقيا واستراليا واسيا حيث وصفو أدواتهم وعاداتهم وتقاليدهم وكل مايتصل بثقافاتهم المادية المختلفة وسرعان متبني الانثروبولوجيون هذه المعلومات واستخدموها في دراساتهم لتطوير المجتمع البشري ، إما في علم الآثار فقد استخدمت هذه المعلومات من المجتمعات البدائية والبسيطة والتقليدية لنماذج لمجتمعات ماقبل التاريخ والتاريخ القديم وذلك عن طريق عقد المقارنات البسيطة وحتى أسماء ووظائف الأدوات التي توجد في المواقع الأثرية أخذت من ماهو معروف لدى الشعوب البسيطة التي درسها ووصفها الاثنوغرافيون . وهكذا فإن استخدام الاثنوغرافيا في الآثار قديم قدم العلم نفسه.

الخاتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة :

ولأن مشروع الأنثروبولوجيا يهتم بدراسة الإنسان وثقافته من خلال البحث الميداني والتجريبي إضافة إلى استخدام الأطر النظرية التفسيرية، ولأن الإنسان مرتبط ومحاط بمجموعة من العوامل البيولوجية والفيزيائية والكيميائية والنفسية والاجتماعية والبيئية….إلخ. ولأن هدف الأنثروبولوجيا هو توفير حساب شامل للبشر والطبيعية البشرية فكان عليها الغوص في عدة مجالات واستخدام عدة علوم كعلم الوراثة، البيولوجيا، العلوم الأثرية، الديانات، اللغويات، الطقوس، الطب، الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، علم النفس، علم الاجتماع، الجغرافيا، التاريخ، علم الحفريات……….إلخ من العلوم الأخرى. لهذا يمكن اعتبار الأنثروبولوجيا المرآة العاكسة للمجتمعات القديمة جدا وهمزة الوصل بين كل العلوم الأخرى ولأن المجتمعات القديمة زالت وتغير العالم حتى أصبح كل البشر حتى البدائيون منهم يرون شروط حياتهم قد تحددت بقرارات تنتج بعيدا عنهم ويخضعون لسيطرة اقتصادية وسياسية وثقافية تمارس من قبل سلطات وقوى خارجية وهذا ما يقارب بين المجتمعات فلا يسعنا سوى إعادة طرح سؤال كل من ‘لابورت تولرا’ ‘وجون بيار فاريني’ في كتابهما الأنثروبولوجيا:
«هل ستختفي الأنثروبولوجيا مع أواخر البدائيين الذين حددت لنفسها مهمة دراستهم؟».

قائــــــــــــــــــــــــــــــــمة المراجــــــــــــــــــــــــع:

محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا أسس نظرية وتطبيقات عملية، درا المعرفة الجامعية، الإسكندرية، مصر، 2022م.
عبد الله محمد عبد الرحمن وآخرون، مناهج وطرق البحث الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، مصر، السنة غير مذكورة.
يحي مرسي عيد بدر، أصول علم الإنسان الأنثروبولوجيا، ط1، الجزء الأول، دار الوفاء للطباعة والنشر، الإسكندرية، مصر، 2022م.
سامية محمد جابر، منهجيات البحث الاجتماعي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، مصر، السنة غير مذكورة.
Al- Hakawati


الله يبارك فيك

شكرا على هذه المجهودات

الاقتباس غير متاح حاليا

شكراااااا بخث في القمة

التصنيفات
علم الاجتـماع

بحث حول الحضارات القديمة

أولا الحضارة الفرعونية
منذ 250 ألف سنة ق.م. في عصور ما قبل التاريخ كانت مصر موئلا للإنسان البدائي الذي كان يصيد الحيوانات حيث كانت المنطقة في أقصى الجنوب عند النوبة غنية بالحشائش.
منذ 35 ألف سنة ق.م. تعرضت هذه المنطقة للتصحر الذي توقف بهطول الأمطار مما أوجد مجتمعات زراعية بمصر الوسطى والدلتا بالشمال.وقامت أول حضارة مصرية في منطقة البداري بالصعيد تقوم على الفلاحة والصيد وتربية الطيور والمواشي وصناعة الفخار والتعدين.
في سنة 4000 ق.م. ظهرت نظم الري وأصبحت مصر ممالك قبلية صغيرة وكان الوجه القبلي يرمز له بالتاج الأبيض والوجه البحري يرمز له بالتاج الأحمر ووحد الملك مينا من الجنوب القطرين منذ 3200سنة ق.م وجعل العاصمة منف (ممفيس). وهذا التوحيد جعل مصر بلدا آمنا وعاصمتها ممفيس وهذا يتضح من خلال سجلاتها الكثيرة الذي حافظ عليها مناخها الجاف لتكون رسالة محفوظة عبر الأزمان المتلاحقة وماكتب على ورق البردي.
وهناك تاريخ دقيق مثبت لمسيرة هذه الأمة عبر الأزمان والقرون فنجد، مثل ذلك الذي كتبه مانيتو في العهد البطلمي:
تقسيم تاريخ مصر لثلاثين أسرة حتي دخول الإسكندر الأكبر مصر وهذا التاريخ فيه ثغرات أغفلت فيها فترات حكم العديد من حكام مصر. انظر: مانيتو.
ظل حاكم مصر يضفي عليه الألوهية منذ توحيد مصرعام 3200 سنة ق.م. وحتي احتلال الرومان مصر.
2772 ق. م. عرف المصريون أن تقويم السنة 365 يوم.
2700 ق.م. الملك زوسر شيد هرمه المدرج المعروف بهرم سقارة.
2560 ق.م. بنى الملك خوفو الهرم الأكبر الذي ظل أعلى بناية في العالم حتي القرن 13.
2050 ق.م أصبحت طيبة الأقصر حالياً أثناء الدولة الوسطى عاصمة مصر.
2000 ق.م. مصر روضت القطط لإصطياد الثعابين والتقدم في الفلك والتنبؤ بميعاد الفيضان.
1786 ق.م. الهكسوس الذين قدموا إلى مصر كتجار وأجراء في القرن المضطرب السابق، يحتلون شمال مصر ويستقدمون الحصان والعجلة وقوي نفوذهم بسبب المشاكل الداخلية بمصر.
1600 ق.م. ثورة ضد الهكسوس في مصر العليا إنتشرت بكل أنحاء مصر.
1560 ق.م. أحمس طرد الهكسوس وباقي القبائل الآسيوية، مؤسسا الدولة الحديثة وأصبحت مصر دولة استعمارية وسيطروا على معظم العالم القديم.
1500 ق.م. استعمل الشادوف.
1443 ق.م. تولى الملك تحتمس الثالث حكم مصر واسس الامبراطورية المصرية أو ما يوصف بالدولة الحديثة

1375 ق.م.
دعوة التوحيد إخناتون ونقل العاصمة من طيبة لتل العمارنة ومنع عبادة الشمس وهو ما ادى لتفكك اجزاء كبيرة من الامبراطورية المصرية
1271 ق.م. الملك رمسيس الثانى يحارب الثوار الحيثين وينتصر عليهم قي معركة قادش الثانية
1285 ق.م. ملك الحيثيين يعقد اتفاقية سلام مع رمسيس الثانى وتعد أول اتفاقية سلام مدونة في التاريخ
1236 ق.م. الملك مرنبتاح، فرعون مصر (1236 ـ 1223)، يصد هجوم شعوب البحر والليبيين ورد في سجلاته أنه هاجم (يسرائيل) وقضى عليها في (1231)
1167 ق.م ـ وفاة رمسيس الثالث (1198 ـ 1167) آخر فراعنة مصر العظام وضعف الدولة المركزية والكهنه وحكام الأقاليم يسيطرون على مصر وبداية عصر الإضمحلال الفرعونى الثالث
750 ق.م.
الملك كاشتا ملك النوبة يستولي على مصر ويعلن نفسه فرعون وابن للاله آمون.
671 ق.م.
الآشوريون يحتلون مصر ويقضون على الاسرة النوبيه الاحتلال الآشورى لمصر.
661 ق.م.
طرد المصريون للآشوريون على يد بسماتيك الأول.
601 ق.م
الفرعون نكاو الثانى يصد الغزو البابلى الحرب المصرية البابلية
525 ق.م.
الاخمينيون يغزون مصر وحكموها لسنة 405 ق م.
405 ق.م.
طرد المصريون للفرس على يد ايميريتى
343 ق.م.
الفرس يحتلون مصر مرة ثانية حتي 332 ق م.
332 ق.م.
الإسكندر الأكبر يغزو مصر ويؤسس الإسكندرية.
305 ق.م.
بداية حكم البطالمة.
30 ق.م.
كليوباترا تنتحر – نهاية حكم البطالمة وبداية حكم الرومان.
330
م حكم البيزنطيين الروم لمصر.
639
م دخول الإسلام مصر بعد 33 سنة من ظهوره بمكة.
التاريخ

لم تكن حضارة قدماء المصريين فلتة حضارية في عمر الزمن. لأن حضارتهم كانت منفردة بسماتها الحضارية وإنجازاتها الضخمة وأصالتها. وهذا ما أضفي عليها مصداقية الأصالة بين كل الحضارات. مما جعلها أم حضارات الدنيا بلا منازع. وهذه الحضارة أكثر مكوثا وانبهارا وشهرة بين حضارات الأقدمين. فلقد قامت حضارة قدماء المصريين The Ancient Egyptians Civilization بطول نهر النيل بشمال شرق أفريقيا منذ سنة 5000 ق.م. إلي سنة 30 ق.م.. وهي أطول حضارة استمرارية بالعالم القديم، ويقصد بالحضارة المصرية القديمة من الناحية الجغرافية تلك الحضارة التي نبعت بالوادي ودلتا النيل حيث كان يعيش المصريون القدماء. ومن الناحية الثقافية تشير كلمة الحضارة للغتهم وعباداتهم وعاداتهم وتنظيمهم لحياتهم وإدارة شئونهم الحياتية والإدارية ومفهومهم للطبيعة من حولهم وتعاملهم مع الشعوب المجاورة وهم أول شعب استأنس القطط.
ويعتبر نهر النيل الذي يدور حوله حضارة قدماء المصريين بنبع من فوق هضاب الحبشة بشرق أفريقيا ومنابع النيل بجنوب السودان متجها من السودان شمالا لمصر ليأتي الفيضان كل عام ليغذي التربة بالطمي. وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية جعلت اقتصاد مصر في تنام متجدد معتمدا أساسا علي الزراعة. ومما ساعد عل ظهور الحضارة أيضا خلو السماء من الغيوم وسطوع الشمس المشرفة تقريبا طوال العام لتمد المصريين القدماء يالدفء والضوء. كما أن مصر محمية من الجيران بالصحراء بالغرب والبحر من الشمال والشرق ووجود الشلالات (الجنادل) جنوبا بالنوبة على النيل مما جعلها أرضا شبه مهجورة. وفي هذه الأرض ظهر اثنان من عجائب الدنيا السبع. وهما الأهرامات بالجيزة ومنارة الإسكندرية. وكانت نبتة أقدم موقع أثري بالنوبة. وكان منذ 6000 سنة منطقة رعوية تسقط بها الأمطار الصيفية ترعي بها الماشية حتي منذ 4899 سنة عندما إنحسرت عنها الأمطار. اكتشف بها دوائر حجرية وقد قام بالمنطقة مجتمعات سكانبة من بينها قرية كان يمدها 18 بئر بالمياه تحت سطح بلاطات بناء ميجوليثي كبير عبارة عن تمثال يشبه بقرة نحت من صخرة كبيرة. وكانت تتكون القرية من 18 بيتا. وبها مدافن كثيرة للمواشي حيث عثر علي هياكلها في غرف من الطين. وهذا يدل علي أن السكان كانوا يعبدون البقر. ووجد مواقد كانت تستعمل. وعظام غزلان وأرانب برية وشقف فخار وقشر بيض نعام مزخرف. لكن لايوجد مدافن أو مخلفات بشرية في نبتة. وهذا يدل أن البدو كانوا رحلا يأتون لنبتة كل صيف حيث الماء والكلأ. والزواج والتجارة وإقامة الطقوس الدينية.
في مجال علوم الفلك نجد أن قدماء المصريين قد أقاموا أقدم مرصد في العالم وقبل عصر بناء الأهرامات منذ فترة زمنية حسب الشمس والنجوم حيث أقاموا الشواهد الحجرية ميجاليثات Megaliths. وهي عبارة عن دائرة من الحجر أقيمت منذ 7000 سنة في الصحراء الجنوبية بمصر. قبل إقامة مواقع الميجاليثات بإنجلترا وبريطانيا وأوروبا بألف سنة كموقع ستونهنج الشهيرة.
وقد أكتشف موقع نبتة منذ عدة سنوات ويتكون من دائرة حجرية صغيرة. وبه عظام ماشية وخمس خطوط من الحجارة المائلة والبلاطات الحجربة التي كشف عنها مائلة على بعد ميل من الموقع وبعضها بارتفاع 9 قدم. وكل بلاطة مدفونة بالتربة وهي فوق صخرة منبسطة. وهذا الموقع يتجه للجهات الأصلية الأربعة ويحدد الإعتدال الشمسي. وبالموقع دائرة حجرية صغيرة بها عظام الماشية وخمسة خطوط من ميجوليثات مائلة. وكان هذا الموقع قد بني علي شاطيء بحيرة يتجمع بها ماء المطر صيفاً وقتها. حيث كانت قطعان المواشي تُقاد إلى نبتة في العصر الحجري الحديث منذ 10 آلاف سنة. وكان البدو الرعاة يفدون إليها في موسم أمطار حتي منذ 4800 سنة حيث إنحسرت الرياح الموسمية باتجاه جنوب غلاب لتصبح المنطقة جرداء. وكانت هذه الدائرة الصغيرة قطرها 12 قدم تضم أربعة مجموعات من البلاطات القائمة حيث يمكن رؤية الأفق. وكانت مجموعتان تتجها ناحية الشمال والجنوب والمجموعتان الأخريتان تتجها ناحية أفق الإعتدال الشمسي الصيفي. وسلالة هؤلاء بعد 2000 سنة قد نزحوا ل وادي النيل وأقاموا الحضارة المصرية القديمة ولاسيما بعدما أقفرات هذه المنطقة الرعوية وتغير مناخها. واستقروا سنة 4000 ق.م. بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة ونقادة وأبيدوس (أنظر : بداري). وهذا الاستقرار المكاني جعل قدماء المصريين يبدعون حضارتهم ومدنيتهم فوق أرضهم. فأوجدوا العلوم والآداب والتقاليد والعادات والكتابات والقصص والأساطير وتركوا من بعدهم تسجيلات جدارية ومخطوطة على البردي لتأصيل هذه الحضارة المبتكرة. فشيدوا البنايات الضخمة كالأهرامات والمعابد والمقابر التي تحدت الزمن. علاوة علي المخطوطات والرسومات والنقوشات والصور الملونة والتي ظلت حتي اليوم.
وكانوا يعالجون نبات البردي ليصنعوا منه اطماره الرقيقة وكتبوا عليها تاريخهم وعلومهم وعاداتهم وتقاليده لتكون رسالة لأحفادهم وللعالم أجمع. فكانوا يكتبون عليها باللغة الهيروغليفية وهي كتابة تصويرية التي فيها الرمز يعبر عن صورة معروفة. وابتدعوا مفاهيم في الحساب والهندسة ودرسوا الطب وطب الأسنان وعملوا لهم التقويم الزمني حسب ملاحظاتهم للشمس والنجوم. ورغم أن قدماء المصريين كانوا يعبدون آلهة عديدة إلا ان دعوة التوحيد الإلهي ظهرت علي يد الملك إخناتون كسمة عقائدية. كما أنهم أول من صوروابتدع عقيدة الحياة الأخروية. وهذه المفاهيم لم تكن موجودة لدي بقية الشعوب. وبنوا المقابر المزينة والمزخرفة وقاموا بتأثيثها ليعيشوا بها عيشة أبدية. وكانت مصر القوة العظمي بالعالم القديم وكان تأثيرها السياسي في أحيان كثيرة يمتد نفوذه لدول الجوار شرقا في آسيا وغربا بأفريقيا. وجنوبا بالنوبة وبلاد بونت بالصومال. وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرضهم كيمت Kemet أي الأرض السوداء لأن النيل يمدها بالطمي وكان يطلق عليها أيضا ديشرت Deshret أي الأرض الحمراء إشارة للون رمال الصحراء بها التي تحترق تحت أشعة الشمس. وكانت وفرة مياه الفيضان قد جعلهم يفيمون شبكة للري والزراعة وصنعوا القوارب للملاحة والنقل وصيد الأسماك من النهر. وأعطتهم الأرض المعادن والجواهر النفيسة كالذهب والفضة والنحاس. وكانوا يتبادلون السلع مع دول الجوار. وتاريخ مصر نجده يبدأ منذ سنة 8000 ق.م. في منطقة جنوب شرق مصر عند الحدود السودانية الشمالية الشرقية. وقد جاءها قوم رعاة وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشاشية للرعي ومناخها مضياف وكان بها بحيرات من مياه الأمطار الموسمية. وآثارهم تدل علي أنهم كانوا مستوطنين هناك يرعون الماشية. وخلفوا من بعدهم بنايات ضخمة في سنة 6000 ق.م.
وقد بدأت الزراعة في بلدة البداري منذ ستة 5000 ق.م. وكان بالفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة. وكانت مدينة مرميد بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500 ق.م. وفي مدينة بوتو ظهرت صناعة الفخار المزخرف يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا. وكان هناك اختلاف بين المصريين القدماء ما بين مصر العليا ومصر السفلي في العقيدة وطريقة دفن الموتي والعمارة.وجاء الملك مينا عام 3100 ق.م. ووحد القطرين (مصر العليا ومصر السفلي). وكان يضع علي رأسه التاجين الأبيض يرمز للوجه القبلي والأحمر للوجه البحري. وجعل الملك مينا منف Memphis العاصمة الموحدة وكانت تقع غرب النيل عند الجيزة وأبيدوس المقبرة الملكية والتي انتقلت لسقارة إبان عصر المملكة القديمة. أنظر: أهرام. وكان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات(5000ق.م. – 3000ق.م.) لايتعدي مئات الالآف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. – 2134 ق.م.) بلغ عددهم 2مليون نسمة وإبان المملكة الوسطي (2040 ق.م. – 1640 ق.م.) زاد العدد وأثناء المملكة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م.) بلغ العددمن 3- 4مليون نسمة. وفي العصر الهيليني (332 ق.م.- 30 ق.م.) بلغ العدد 7مليون نسمة. وبعدها دخلت مصر العصر الروماني. وكان المصريون يجاورون النهر. لأنها مجتمع زراعي وكانت منف وطيبة مركزين هامين عندما كانت كل منهما العاصمة. والتعليم والكتابة كان مستقلا في مصر القديمة وكانت الكتابة والقراءة محدودتين بين نسبة صغيرة من الصفوة الحاكمة أو الكتبة في الجهاز الإداري. وكان أبناء الأسرة الملكية والصفوة الحاكمة يتعلمون بالقصر. وبقية أبناء الشعب كانوا يتعلمون في مدارس المعابد أو بالمنزول. وكان تعليم البنات قاصرا علي الكتابة والقراءة بالبيت. وكان المدرسون صارمين وكانوا يستعملون الضرب. وكانت الكنب المدرسية تعلم القراءة والكتابة وكتابة الرسائل والنصوص الأخرى. وكانت المخطوطات تحفظ في بيت الحياة وهو دار الحفظ في كل معبد وأشبه بالمكتبة.وكان المتعلمون في مصر القديمة يدرسون الحساب والهندسة والكسور والجمع والطب. ووجدت كتب في الطب الباطني والجراحة والعلاج الصيدلاني والبيطرة وطب الأسنان. وكانت كل الكتب تنسخ بما فيها كتب الأدب والنصوص الدينية.
وكان حجر رشيد قد إكتشف عام 1799 إبان الحملة الفرنسية وقد نقش عام 196 ق.م. وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية (القبطية ويقصد بها اللغة الحديثة لقدماء المصريين) والإغريقية. وكان وقت اكتشافه لغزا لغويا لايفسر منذ مئات السنين. لأن اللغتين الأولتين كانتا وقتها من اللغات الميتة. حتي جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون وفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص الإغريقي ونصوص هيروغليفية أخرى. وهذا يدل علي أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من 150 عاما. وكانت الهيروغليفية لغة دينية متداولة في المعابد واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية والإغريقية لغة الحكام الإغريق. وكان محتوي الكتابة تمجيدا لفرعون مصروإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر. وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة. واستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822 ليفتح أفاق التعرف علي حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد مواتها عبر القرون.وكانت الهيروغليفية وأبحديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات. ثم تطورت الهيروغليفية للهيراطقية ثم للديموطقية ثم للقبطية.
وكان لقدماء المصريين تقويمهم الزمني منذ مرحلة مبكرة وكان يعتمد علي ملاحظانهم للشمس والنجوم بالسماء ومواعيد فيضان النيل في كل عام. وكانوا يستعملون تقويمهم في تسجيل الأحداث التاريخية وجدولة أعيادهم ونأريخ القرارات الملكية. وكان أول محاولة لصنع تقويم عام 8000 ق.م. عندما صنع الدوائر الحجرية (أنظر: آفبيريستونهنج) في ركن بأقصي جنوب غربي مصر حاليا. وكانت تستخدم لمراقبة النجوم وحركاتها. وقسموا اليوم 24 ساعة (12 نهار و12 ليل)والأسبوع 10 أيام والشهر 3 أسابيع أو 30 يوم. والسنة 12 شهر. وكانت تقسم لثلاثة فصول كل فصل 4 شهور. وكانت السنة تعادل 360 يوم. وكان قدماء المصريين يضيفون بعدها 5 أيام كل يوم من هذه الأيام الخمسة تشير لعيد ميلاد إله. وبهذا تكون السنة الفرعونية كاملة 365 يوم. وهي تقريبا تقارب السنة الشمسية حاليا ماعدا ربع يوم الفرق في كل سنة شمسية ولم يكن يعرفون إضافة يوم كل 4 سنوات.
وقام قدماء المصريين بالغديد من الأعمال الإبداعية المبتكرة والمذهلة للعالم سواء في التحنيط (مادة)والموسيقى والنحت والأدب والرسم والعمارة والدراما. وبعد توحيدها أيام مبنا أصبحت العقيدة الدينية لها سمات رسمية من التعددية قي الآلهة والإلهيات وكانت البيئة لها تأثيرها علي الفكر الديني والعبادات الفرعونية حيث إتخذت الآلهة أشكالا بشرية أو حيوانية أو خليطا منها. وهذه الأشكال جسدفيها قدماء المصريين قوي الطبيعة وعناصرها.وتأليف الأساطير والقصص حول آلهتهم وعالمهم لفهم التداخل المعقد في الكون من حولهم. ولعبت العقيدة الدينية دورا كبيرا في حياتهم وكان لها تأثيرها علي فنونهم وعلي فكرهم عن الحياة الأخروية وفكرة البعث والنشور وعلاقاتهم بحكامهم. وكان الفن التشكيلي كالنحت والرسم بالأبعاد الثنائية علي جدران المعابد والمقابر وأكفان الموتي وتوابيت الموتي وورق البردي. وكان الفنانون المصريون يجسمون الصور الشخصية بملامحها التعبيرية متحطين معدل الزمن والفراغ في هذه الصور اتعبر عن الخلودمن خلال الرسومات الهيروغليفية التي تصاحبها وتكون جزءا من العمل الفني الرائع. وكان يوضع اسم صاحب التمثال علي القاعدة أو بجانبه.
والأهرامات نجدها تعبر عن عظمة العمارة لدي قدماء المصريين. وهذه الأوابد الضخمة مقابر لها أربع جدران مثلثة تتلاقي في نقطة بالقمة وهي تمثل التل البدائي أصل الحياة في أساطير الخلق أو تمثل أشعة الشمس القوية. ولقد بنوا حوالي 100 هرم كملاذ وبيت راحة لحكامهم بعد الموت. وكانت المعابد مربعة الشكل باتجاه شرق غرب علي خط شروق وغروب الشمس.وكان قدماء المصريين يعتقدون أن نموذج المعبد الذي يبنيه البشر يمكن أن يكون بيئة طبيعية مناسبة للآلهة. وقد استفاد الأغريق من قدماء المصريين في النحت والعمارة والفلسفة والإلهيات (أنظر : أمنحتب).. فلقد كان المصريون القدماء سادة فنون الأعمال الحجرية والمعدنية وصنع الزجاج العادي والملون. وكشف التنقيب عن آثار عصر ماقبل التاريخ بمصر منذ 6000 سنة ق.م. وجود مواقع أثرية علي حدود مصر الجنوبية مع السودان حيث عثر بها علي أماكن دفن وإقامة الأعباد والإحتفالات ومقابر للماشية مما يدل علي تقديسها. وعثر بالمقابر البشرية علي مشغولات يدوية وأسلحة وأوان ترجع لهذه الحقبة مما يدل علي وجود عقيدة ما بعد الموت. وكانت عقيدة قدماء المصريين تقوم علي الشمس ممثلة في عقيدة رع وحورس وأتون وخبري. والقمر ممثلا في عقيدة توت وخونسو والأرض ممثلة في عقيدة جيب. وكانت نوت ربة السماء وشوو تفنوت إلها الريح والرطوبة. وأوزوريس وإيزيس حكام العالم السفلي. ومعظم هذه الآلهة دارت حولهم الأساطير. وأصبح رع وآمون بعد إندماجهما يمثلان عقيدة آمون – رع كملك الآلهة.
وكان هناك آلهة محلية تعبد خاصة بكل إقليم بمصر. وكان الملك الكاهن الأكبر يمارس الطقوس في الأعياد والكهنة كانوا يؤدونها في الأيام العادية بالمعابد. وكان عامة الشعب لايدخلونها إلا لخدمتها. وكان المصريون يهتمون بالحياة بعد الموت ويقيمون المقابر ويزينونها ويجهزونا بالصور والأثاث. وكانوا بعد الموت يهتمون بتحنيط (مادة) الميت. وكانوا يضعون في الأكفان التعاويذ والأحجبة حول المومياء. وكانوا يكتبون نصوصا سحرية فوق قماشه أو علي جدران المقبرة وأوراق البردي لتدفن معه. وكانت هذه النصوص للحماية ومرشدا له في العالم السفلي.
وفي مصر القديمة كان الملك هو الحاكم المطلق والقائد الروحي والصلة بين الشعب والآلهة. وكان يعاونه الوزير والجهاز الإداري ويتبعه الكهان. وكان الملك قائد الجيش وقواده وكان الجيش جنوده من المصريين قي عمر الخامسه والعشرين حتى اربعين عام. وكان الحكم وراثيا بين الأبناء في معظم الوقت باستثناء حورمحب (1319 ق.م.)الذي كان قائدا ورمسيس الأول الذي خلفه لم يكن من الدم الملكي. وقلما كانت امرأة تحكم مصر ماعدا حتشبسوت التي حكمت في الأسرة 18 بعد وفاة زوجها تحتمس الثاني عام 1479 ق.م. وتقاسمت الحكم مع تحتمس الثالث. وكان المصريون يعتقدون أن مركز الملك إلهي والملك إله. وبعد موته تؤدي له الطقوس ليظل إله. وكان يلقب عادة بمالك وملك الأرضين مصر العليا ومصر السفلي (الدلتا بالشمال والوادي بالجنوب. وكان اقتصاد مصر قوم علي الزراعة معتمدة علي النيل الذي كان يمدمصر بالمياه والمحاصيل المتنوعة كالحبوب ولاسيما الشعير والقمح والفاكهة والخضروات.وممعظم الأراضي الزراعية كانت ملكا للملك والمعابد. وكان الشادوف وسيلة الري بعد انحسار الفيضان. ولقد إكتشفت مومياوات عديدة محفوظة تم العثور عليها في كل أنحاء العالم بكل القارات حيث إتبع التحنيط mummification بكل القارات.و كلمة مومياء أصلها الكلمة الهيروغليفيه "مم"التي تعني شمع أو القار والذي كان يستخدم في عمليات التحنيط. وقد إشتُقت منها لاحقا الكلمه Mummy واانتشرت بعد ذلك إلى اللغات الهندواوروبيه. وهذه الكلمة مومياء تطبق علي كل البقايا البشرية من أنسجة طرية. والتحنيط قد يكون موجودا في كل قارة لكن الطريقة ترتبط بطريقة قدماء المصريين لهذا ينسب إليهم. وكانت أول دراسة للمومياوات كانت في القرن 19. وليس المومياوات المصرية مجرد لفائف من قماش الكتان تلف بها الأجساد الميتة فقط. ولكنها طريقة لوجود بيوت دائمة للأرواح. وهذه طريقة تحايلية علي الموت.
وهذه بعض الصور
تعليم_الجزائرإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.تعليم_الجزائر
تعليم_الجزائرإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.تعليم_الجزائر
تعليم_الجزائر
___________________________________
الآراميون هم أحد الشعوب السامية، هاجر هذا الشعب من شمالي الجزيرة العربية حتى أنتشر تدريجيا في وسط وشمالي بلاد الشام والجزء الشمالي الغربي من (بلاد ما بين النهرين)، استعمل الآراميون لغتهم الخاصة وهي اللغة الآرمية بلهجاتها المتعددة. وقد استطاعت هذه المجموعات الآرامية ما بين القرنين الثاني عشر والثامن قبل الميلاد أن تكون دويلات عديدة سيطرت على بلاد واسعة في الجزيرة الفراتية في سوريا بين دجلة والفرات، وأن تؤسس مجموعات زراعية مستقرة. وقد أُطلق اسم الآراميين على البلاد التي سكنوها، فدُعيت باسم بلاد آرام قرونًا عدة قبل أن تعرف منذ العصر الهلنستي السلوقي باسم سوريا وكان ذلك في (القرن الرابع قبل الميلاد).
-تاريخ الحضارة:-
إن أقدم ذكر للآراميين هو من قبل الآشوريين حيث ذكروهم على هيئة قبائل تسمى "الأخلامو"، وبعد ازدياد قوة الآراميين استقروا في المناطق الواقعة بين تدمر وجبل البشري وسط سوريا وتل حلف في الجزيرة الفراتية حيث استقروا وكونوا ممالك آرامية ثم اتسعت مناطق استقرارهم في أواخر الألف الثاني ق.م، في أنحاء الهلال الخصيب شرقي الفرات وغربه، وذلك بعد انهيار التوازن في بلاد المشرق القديم بتزايد حدة غارات شعوب البحر وتحركاتهم، وانهيار الإمبراطورية الحيثية في الأناضول وسوريا الشمالية، وانحسار النفوذ مصر القديمة عن بلاد كنعان وضعف بابل الكاشية.
ويرتبط اسم الآراميين في هذا العصر المبكر بجماعات من البدو الرحل كان يُطلق عليهم اسم (الأخلامو). ويمكن تتبع تحركات المجموعات الآرامية منذ القرن الرابع عشر ق.م. من المصادر الحيثية (حوليات حاتوشيلي الثالث) والمصادر الآشورية (حوليات الملك أددنيراري الأول 1307-1275 ق.م.)، ومن الوثائق المعروفة برسائل تل العمارنة (أخيت – أتون) حيث ورد ذكر الأخلامو الآراميين في بعضها من عهد إخناتون (نحو 1375ق.م) عندما كانوا يتجولون على ضفاف الفرات. وبعد أن تمكن هؤلاء من الاستيطان والاستقرار على ضفاف نهر الخابور وعند مجرى الفرات الأوسط في سوريا وهي المنطقة التي عرفت باسم آرام النهرين منطقة الجزيرة السورية اليوم، ومن هناك بدؤا يؤسسون ممالك وإِمارات ودول هي الممالك الأرامية السورية.
ذكر تعبير الآراميون في وثائق الملك الآشوري تگلات بلاصّر الأول (1116-1076 ق.م.) للدلالة على الحضارة الآرامية، بدون أن يقرن ذلك اسمهم بالأخلامو. ويتباهى هذا الملك بأنه شن عليهم وعلى الأخلامو أيضًا ثمانية وعشرين حملة على جبهة امتدت من جبل باسار (جبل البشري) وتدمر إِلى عانة ورابيقو على ضفاف الفرات. وفي نهاية القرن الحادي عشر ق.م أسس الآراميون مملكة بيت عديني على ضفتي الفرات في المنطقة الواقعة جنوبي كركميش (جرابلس اليوم) وأسسوا في وادي الخابور إِمارات لاقي وبيت بخياني وتل حلف، وبيت خالوب واستقرت قبيلة تمناي في نصيبينا (نصيبين اليوم)، وحزيرانا وحيدادا جنوب غربي ماردين في الجزيرة السورية العليا.
أما الحد الأقصى للتوسع الآرامي في الشمال فهو صورو (أي الجبل)، والمقصود هنا هضاب طور عبدين. أمّا في غربي الفرات، فقد تبسط الآراميون بالتدريج غربًا حتى جبال الأمانوس الساحل السوري واستوطنوا في سمآل (زنجرلي في تركيا). وكثر عددهم حول أرفاد قرب أعزاز في محيط حلب حيث تأسست مملكة بيت أجوشي التي امتدت على منطقة حلب كلّها. كما أنتشروا في حوض العاصي في سوريا، وصارت حماة في أيدي حكام آراميين. وفي سهل البقاع وعلى سفوح الجبال غرب دمشق قامت مملكة صوبة التي ضمّت أراضي البقاع الجنوبي وجزءًا من وادي بردى في دمشق وعين جر (عنجر اليوم)، ويمكن أن تكون قد أقامت اتحادًا مع مملكة بيت رحوب على نهر الليطاني، وبيت معكة على سفوح حرمون السورية، وجشور شرق بحيرة طبريا ومملكة دمشق في حوضي بردى والأعوج وسفوح قاسيون وغوطة دمشق.
ورد ذكر ملك دمشق الآرامي في الوثائق الآشورية باسم أدد ـ إِدري (هدد عزر)، نجح شلما نصر الثالث الذي ضم مملكة بيت عديني الآرامية على الفرات (856 ق.م.) إِلى مملكته، وتقدم بعدئذ غربًا إِلى حوض نهر العاصي ليواجه عند قرقر شمال حماة تحالفًا كبيرًا بزعامة برهدد ملك آرام دمشق ضمّ اثني عشر ملكًا وأميرًا في سوريا الساحلية والداخلية وذلك سنة 853 ق.م. واستطاع الجيش الآرامي، أن يهزم جيش الملك الآشوري شلما نصر الثالث
<H2> مملكة آرام دمشق

ازدهرت مملكة آرام دمشق وازدادت قوةً ونفوذا بعد إبعاد الخطر الآشوري عن العالم الآرامي في غرب الفرات وأحرزت مملكة آرام دمشق مكانة مهمة في النصف الثاني من القرن التاسع ق.م. عندما تولى الحكم فيها حزائيل ويعني اسمه (إيل يرى) (841-805 ق.م.) الذي أنهى حكم أسرة برهدد ،و بقي ملك آرام دمشق سيد الموقف في معظم أصقاع العالم الآرامي فبسط سلطانه على جنوب سوريا، ومدّ نفوذه من وادي نهر اليرموك إِلى أرنون وربما وادي الموجب، وفلسطين ووصل إِلى بلدة جات شرق عسقلان. وامتدت مملكة آرام دمشق لتضم مناطق كثيرة من بلاد آرام في سوريا والمنطقة المجاوره.
وللأسف لم أجد لها أي صور
______________________________________
الحضارة الفينيقية
الفينيقيون مجموعة سامية الأصول، فرع من الكنعانيين من العماليق. سكنوا سواحل البحر الأبيض المتوسط أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد. وفي فترات محددة، سيطر الفينيقيون على معظم جزر البحر المتوسط حتى امتدت مستعمراتهم من قرطاج في شمال أفريقيا إلى كورسيكا وجنوب إسبانيا. دعا الإغريق سكان هذه المناطق بالفوينيكوس (phoinikies) والتي تعني البنفسجيين وذلك بسبب لون ملابسهم وأقمشتهم الأرجوانية والتي اشتهروا بصباغتها من أصداف الموركس البحرية. اشتهر الفنيقيون بالأبجدية الخاصة بهم وكتاباتهم الأكثر تطوراَ، والتي اعتمدت على مخارج الحروف بدلا من الكتابة التصويرية مثل الهيروغليفية والمسمارية[1] وكانت أصل الأبجدية المعاصرة لكل من اللغة العربية والعبرية واليونانية واللاتينية. و يرجح ان يكون سكان كل من سواحل سوريا ولبنان وتونس ومالطا يحملون جذورا فينيقية
أصل الفينيقيين
رغم تعدد البعثات الأثرية التي عملت في جميع المواقع الفينيقية القديمة، فإن الكشف في هذه المواقع لم يتعد الطبقات الأرضية التي ترجع إلى العصور البيزنطية والرومانية وفي بعض المواقع إلى الفينيقيين وقد ذكرت العديد من المصادر التاريخية البابلية والاشورية والفرعونية واليونانية .
والمتفق عليه أن نشأة المدن الفينيقية ترجع إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. وقد اختلف المؤرخون في أصول نشأتهم[2]. منهم من قال أنهم أتوا من شواطئ البحر الأحمر ومنهم من أرجعهم إلى شعب دلمون في الخليج العربي. إلا أنهم اتفقوا على أن الفينيقيين هم كنعانيون ساميون من صلب سام بن نوح. وربطهم الطبري بالعماليق من العرب البائدة.
وهذه صور للحضارة
تعليم_الجزائر
الحضارة البابلية
بابل تعني بالأكّدية (بوابة الإله) كان الفرس يطلقون عليها بابروش دولة بلاد ما بين النهرين القديمة. كانت تعرف قديما ببلاد سومر وبلاد سومر كانت تقع بين نهري دجلة والفرات جنوب بغداد بالعراق. فظهرت الحضارة البابلية ما بين القرنين 18ق.م. و6 ق.م. وكانت تقوم على الزراعة وليس الصناعة. وبابل دولة أسسها حمورابي عام 1763ق.م. وهزم آشور عام 1760 ق.م* وأصدر قانونه (شريعة حمورابي) وفي عام 1603ق.م. إستولى ملك الحيثيين مارسيليس علي بابل واستولى الآشوريون عليها عام 1240 ق.م. بمعاونة العلاميين. وظهر نبوخدنصر كملك لبابل (1245ق.م.- 1104 ق.م.) ودخلها الكلدان عام 721 ق.م.( ثم دمر الآشوريون مدينة بابل عام 689 ق.م. إلا أن البابليين قاموا بثورة ضد حكامهم الآشوريين عام 652 ق.م. وقاموا بغزو آشور عام 612 ق.م. واستولى نبوخدنصر الثاني علي أورشليم عام 578 ق.م. وسبي اليهود عام 586 ق.م. إلى بابل. وهزم الفينيقيين عام 585 ق.م. وبني حدائق بابل المعلقة. ثم إستولى الإمبراطور الفارسي قورش علي بابل عام538 ق.م. في زمن الملك الكلداني بلشاصر وضمها لإمبراطوريته.

أعظم ملوكها حمورابي (توفي عام 1750 ق.م.) والذي اشتهر بمجموعة القوانين المعروفة باسمه. وبعد حمورابي بفترة يسيرة أفل نجم هذه الأمبراطورية لتعود وتزدهر من جديد وتتسع رقعتها فتشمل فلسطين وتبلغ الحدود المصرية وذلك في الفترة التي سيطر خلالها الكلدانيون على بابل ابتداء من عام 625 قبل الميلاد. ويطلق على الإمبراطورية البابلية في هذه المرحلة اسم " الإمبراطورية البابلية المحدثة". ويعتبر نبوخذ نصرالثاني أعظم ملوك بابل (605-562 ق.م.) في عهدها الجديد هذا، وكانت انذاك مطوقة بأسوار ضخمة ذات أبواب عريضة. وما هي إلا فترة قصيرة حتى سقطت بابل في يد كورش الثاني ملك الفرس (عام 539ق.م.). والحضارة البابلية من أعظم الحضارات القديمة. وقد حققت إنجازات ذات شأن في الفلك والرياضيات والطب والموسيقى.
تعليم_الجزائر
وهذه بوابة عشتار لمدينة بابل القديمة حاضرة الكلدان، تاريخ عريق تضرب جذوره في عمق التاريخ ـ محفوظة في معرض برلين الدولى


التصنيفات
علم الاجتـماع

الثفاقة التنظيمية في المؤسسة


الثقاقة التنظيمية
:هي القدرة الجماعية للفعل لحل المشاكل بإتفاق جماعي علني أو ضمني في اطار تفاعلي لزيادة القدرة على الإندماج الداخلي لتحقيق توازن النسق الإجتماعي تلك القدرة الجماعية تعبر عن دمج مختلف الذهنيات الفردية في ذهنية جماعية للعمل في شكل عقلنة نموذجية للعمل .تتميز تلك المجموعة في حل مشاكلها وطريقة تعاونها تتجسد تلك الذهنية أو العقلية الجماعية للعمل في ذهنيات مبدعة ومخاطرة متحملة للمسؤولية ومشاركة جماعية ومبادرة ومتقبلة للخلافات و مناقشتها علنا في الإنتماء للمنظمة .
وتعتبر الثقافة التنظيمية نسيج ثقافي لبناء نمط من أنماط السلوكات المشتركة ,فهي الطريقة المميزة التي تمارس بها المنظمة نشاطها ,وهي البعد الانساني الذي يخلق التوحد في المعنى,ويوحي بالإلتزام والإنتاجية,عند القيام بتغيرات استراتجية في المنظمة .
بهذا المعنى هي نتاج للسلوك الجماعي لأعضائها ,الذين ينظمون الروابط الإجتماعية فيما بينهم لتصبح تفاعلات ,من خلال انتاج مجموعة من الإفتراضات ,والقواعد والقيم وتطويرها بطريقة مشتركة ,لتصبح مرجع للسلوك النموذجي داخل المنظمة ,بشرط أن تعبر عن تجربة جماعية,أو في شكل ذاكرة مشتركة ,كبرمجة فكرية جماعية للحلول بالنسبة لمشاكل الإندماج الداخلي ,ثم يصبح هذا الإرث المشترك الفاعل ,في صناعة السلوك الفردي فيما بعد.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
علم الاجتـماع

بطاقة قراءة " علم الإجتماع النشأة والتطور"


بطاقة قراءة ” علم الإجتماع النشأة والتطور”
الدكتور “المصري” عبد الله محمد عبد الرحمان أستاذ ورئيس قسم علم الإجتماع كلية الآداب في جامعة بيروت العربية ، أثرى المكاتب العربية بالكثير من المؤلفات في علم الإجتماع ومنها علم الإجتماع الإقتصادي ، علم الإجتماع التنظيم ، علم الإجتماع ، علم الإجتماع التربية ، علم الإجتماع القانوني وعلم الإجتماع المدرسة وغيرها، وكتابنا الذي نحن بصدد تلخيصه هو علم الإجتماع النشأة والتطور ، من دار المعرفة الجامعية بالإسكندرية ، الذي يحتوي على 407 صفحة .
والمؤلف عاش في فترة زمنية عرفت الكثير من الأحداث والظواهر التي هي جديدة ودخيلة في المجتمع وقلة البحوث التي قدمها الباحثين والمتخصصين ، وإنطلاقا من ذلك حرص على أن يقدم خبرته في مجالات وفروع علم الإجتماع المختلفة التي تزيد عن أكثر من خمسة وعشرين عاما إهتم فيها بتناول نظريات وموضوعات ومناهج وقضايا ومشكلات هذا العلم سواء من الناحية النظرية السوسيولوجية ، أو من الناحية إجراء البحوث الميدانية التطبيقية المتنوعة ، وسعى لأن يتناول موضوعات علم الإجتماع بصورة مبسطة تساعد القارئ للتعرف على أهم هذه الموضوعات والمجالات ، التي تنوعت وتعددت ولاسيما في السنوات الأخيرة .
وفي ضوء ذلك هدف المؤلف إلى تقديم للقارئ موضوعات هذا العلم ” علم الإجتماع ” والذي يشتمل على طبيعة النشأة التطورية له وعوامل ظهوره الذي ركز فيه بصورة موجزة على دراسة أهم ملامح الفكر الإجتماعي خلال العصور القديمة ، خاصة عصور الشرق القديم ، وطبيعة إختلاف هذا الفكر عن المجتمعات القديمة الغربية التي مهدت إلى ظهور وتغير الفكر الإجتماعي خلال العصور الوسطى كما سعى لتحليل الجذور الأولى لنشأة هذا العلم .
ثم عرج المؤلف ثم عرج المؤلف إلى فصل طرح فيه عدد من القضايا والموضوعات التي تشغل إهتمام القارئ والباحث والمتخصص في علم الإجتماع حول طبيعة هذا العلم وماهيته ونوعية التسميات والتعريفات ومشكلة تصنيفها ، وإلى أي إرتبطت بعملية تطور علم الاجتماع و نظريته وفهمه و علمائه أيضا.
كما عالج في فصل أخر العلاقة المتداخلة بين إهتمامات علماء الإجتماع و العلوم الإجتماعية الأخرى مثل الإقتصاد ، والسياسة ،التاريخ ،الجغرافيا ،الأنثروبولجيا ، والإدارة ، وعلم النفس ، والخدمة الإجتماعية ، واللغة ” خاصة وأن هذه العلاقة تمتد إلى بدايات الأولى لنشأة علم الإجتماع ذاته ، حيث كانت جميع هذه العلوم مرتبطة في إطار واحد من العلوم وهي الفلسفة …… إلا أن جاءت ظروف العصر الحديث لتغير طبيعة الإهتمامات والمجالات المختلفة ويركز علماء العلوم الإجتماعية جهودهم لضرورة التخصص العلمي …..”.

كما ركز المؤلف في الفصل في الفصل آخر أيضا على تناول بصورة مبسطة على أهم النظريات السوسيولوجية التقليدية والتي تندرج عموما تحت إطار النظريات البنائية الوظيفية والنظريات الماركسية ، وأخيرا يشير بإيجاز إلى أهم المداخل النظرية السوسيولوجية التي تسيطر على إهتمامات وتصورات وأفكار الباحثين وتوجه إهتماماتهم عند إجراء دراساتهم على المستوى النظرية أو على المستوى الميداني .
علاوة على إهتم المؤلف بنوعية المناهج وطرق البحث الإجتماعي وفيه قال ” إن دراسة كل من المناهج وأدوات جمع البيانات ، وطرق البحث الإجتماعي تعزز من عملية تحليل التراث السوسيولوجي ” المنهجي ” والذي يرتبط بالتراث النظري الذي يوجه متطلبات مراحل البحوث وفروضها وتساؤلاتهم العامة ، هذا ما يجعل وجود إتفاق مشترك بين علماء الإجتماع وغيرهم من العلوم الإجتماعية الأخرى ، على ضرورة إستخدام المنهج وطرق البحث وأدوات جمع البيانات التي لديهم حتى يعزز ذلك من الخبرة المنهجية …….”
لقد ولى المؤلف إهتمامه أيضا بتناول قضايا هامة أخرى مثل الثقافة و المجتمع ، والفرد والتنظيم الإجتماعي والعلاقات والعمليات الإجتماعية ، حيث قال عن هذا ” ……إن مكونات الثقافة سواء كانت مادية أو لامادية فجميعها تتمتع بمجموعة من خصائص وسمات التي تميزها مثل الإستقلالية والإستمرارية ، والتكامل ……” .
كما يعالج هذا الكتاب أهم النظم الإجتماعية مثل النظام الأسري أو العائلي ، والنظام الإقتصادي والسياسي والتعليمي ، وأشار في ذلك ” لا تزال تعتبر الأسرة من أهم الموضوعات والمجالات التي يتناولها علماء الإجتماع بالدراسة والتحليل والمناقشة على المستويين النظري والأمبريقي الميداني “.
وأيضا ” إن تحديد مفهوم الأسرة من اللغات الأجنبية والعربية يزداد تداخلا وغموضا عندما ندرس مفردات ومصطلحات متعددة مثل الأسرة ، القرابة ، والعشيرة ، والقبيلة ، والعلاقات الأسرية…..”
وعن النظام السياسي قال ” ….كيف تغير هذا النظام حسب طبيعة التغير الشامل الذي يحدث على مستوى البناءات وأيضا النظم الإجتماعية ……ليشارك على المستويين النظري والميداني بدراسته أبعاد النظام السياسي في العقد الحاضر”
وأما عن النظام الإقتصادي تلخصت أفكاره أن هذا النظام يعد أهم إهتمامات الفلاسفة والمفكرين ورجال الإقتصاد وخلال القرن 18 و19 أولى بدراسة الإقتصاد السياسي وفي القرن 20 ظهر إختلاف كبير بين علماء الإجتماع وعلماء الإقتصاد على أحقيت الظواهر الإقتصادية ، إلا أن علم الإجتماع حاز عليه وهو ما يعرف اليم بعلم الإجتماع الإقتصادي وأصبح يدرس في كبرى الجامعات الأوروبية والأمريكية .
و عن النظام التعليمي فقد أجاب عن كثير من التساؤلات فقد عرف النظام التعليمي وما مدى إهتمام علماء الاجتماع بدراسة التعليم ؟ و ما هي أهم وظائفه الأساسية ؟ و ما علاقة التعليم بالتنشئة الإجتماعية والضبط الإجتماعي في الاجتماعات الحديثة ؟ وفي الأخير علاج الواقع المؤسسات التعليمية وقد قال في هذا الصدد ” فالتعليم عملية معقدة لا يستطيع الفرد أن يحصل عليها إلا من خلال طرق الإكساب أو التعليم سواء عن طريق المحاكاة أو التقليد أو التجربة أو غيرها ”
هذا بالإضافة إلى اهتمامه بتناول قضايا سويسيولوجية هامة أخرى ومتنوعة مثل التغير والتخطيط والسياسة الاجتماعية التي لا تزال تشغل إهتمامات كل من الفرد العادي والمتخصص عموما في مجالات العلوم الاجتماعية والطبيعية المختلفة وقد سعى المؤلف إلى الإجابة عن المفاهيم المطروحة حاليا وهي كيف يفسر علماء الاجتماع هذا التغير الاجتماعي ؟ وما هي المفاهيم و التصورات التي يستخدمونها عند دراسته ؟ ما أنواع التغير أو أنماطه المختلفة ؟ … إلى غير ذلك علاوة على ذلك فقد قال : ” إرتباط مفهوم التغير الاجتماعي بمجموعة من التعريفات التي حاولت أن تميزه وتشير إليه في دراسة التغيير في بناء الاجتماعي الذي يشمل جميع مكونات التغيير …… ”
أما عن التخطيط والسياسة الاجتماعية فقد قال :” وجاءت دراسة مشكلة التخطيط والسياسة الاجتماعية من المشاكل التي جعلت من علم الاجتماع علما تطبيقيا . يهتم بوضع المخطط ورسم السياسات الاجتماعية الإستراتجية . وذلك بهدف تطوير وتحديث أساليب الحياة المعيشة الإجتماعية


من فضلك بطاقة قراءة حول علم اجتماع المنظمات موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


الاقتباس غير متاح حاليا
فروع علم الاجتماع و العلاقة بينهما ارجو الرد و شكرا

التصنيفات
علم الاجتـماع

فروع علم الاجتماع

علم الاجتماع الحاسوبي
علم الاجتماع البيئي
تفاعلية تعرف ب نظرية الفعل الاجتماعي و تفاعلية رمزية
تطور اقتصادي
علم الاجتماع الاقتصادي
علم الاجتماع الأنثوي
الوظيفية
علم البيئة الانساني
علم الاجتماع الصناعي
علم اجتماع الإعلام Media Sociology
علم الاجتماع الطبي
علم الاجتماع السياسيPolitical social studies
تقييم برنامج Program evaluation
علم الاجتماع العام Public sociology
علم الاجتماع البحت Pure sociology
علم الاجتماع الريفي Rural sociology
تغير اجتماعي و سوسيولوجيا التغير
ديمغرافيا اجتماعية Social demography
لا مساواة اجتماعية
حركات اجتماعيةSocial Movements
علم اجتماع الثقافة
علم اجتماع الصراع تعرف أيضا ب نظرية الصراعThe Theory of Conflict
علم الإجرام
علم اجتماع الكوارث
علم اجتماع العائلة
علم اجتماع السوق
علم اجتماع الدين
علم اجتماع العلم و التكنولوجيا
علم اجتماع الرياضة
Sociography
علم الاجتماع المدني Urban sociology
علم الاجتماع المرئي Visual sociology
علم الإجتماع الماركسي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


التصنيفات
علم الاجتـماع

علم الجريمة و الإنحراف

* أولاً: تعريف الجريمة:عرّفها “جارو فالو”1 وهو أحد أقطاب المدرسة الوضعية حيث يرى أن الجريمة هي: “كل فعل أو إمتناع” و يترتب عن هذا التعريف أن الجريمة واحدة عند جميع المجتمعات المتمدنة غير أنها ثابتة الزمان والمكان, إلا أن هذا التعريف تعرض للنقد, لأن الواقع يؤكد أن الجرائم كانت و لاتزال تختلف عبر الأزمنة والأمكنة و التطورات التي طرأت على القوانين الحديثة أصدق دليل, على ذلك ألغيت جريمة الزنا في فرنسا عام 1975م و ألمانيا عام 1969م, أما إيطاليا عام 1968م.

أما “أنريكو فيري”2 فعرفها بأنها: “كل فعل أو إمتناع يتعارض مع القيم و الأفكار التي استقرت في وجدان الجماعة”, وهذا التعريف لا يختلف عمّا جاء به “جارو فارو” إلا بكونها ربطت الجريمة جميع مبادئ الأخلاق إلا بعضها, إلا أن الغموض لايزال يكتنفها فيما يخص التعريف بماهية المبادئ الأخلاقية فيراه البعض مبدأً خلقياً يراه غيره فالأخلاق تختلف من مجتمع لآخـــــــر.

– تعريف “شوترلاند”3 يعرّفها بتعريف أدّق و هي:“ذلك السلوك الذي تجرّمه الدّولة لما يترتب عنه من ضرر على المجتمع, و الذي تتدخل لمنعه بعقاب مرتكبيه”, ويترتب مع هذا التعريف نسبي زمني يختلف بإختلاف المجتمع و مع ذلك يبقى هذا التعريف لا يتناسب مع العلم, بل يتناسب مع القانون الذي يتسم بالتغير و المرونــة.

*- تعريفــها عند علماء الإجرام: بإعتبارها حقيقة واقعية “بأنها إشباع للغريزة الإنسانية بطرقٍ شاذة”, والغرائز الإنسانية لاتخرج عن ثلاث هدفها هو البقاء:
-الغريزة الأولى: تؤدي إلى القتل والإعتداء بصفة عامــة.
-الغريزة الثانية: تؤدي إلى السرقة و جرائم الإعتداء على المـــال و الأملاك.
-الغريزة الثالثة: تؤدي إلى جرائم الشرف بما فيها القذف, وإذا كانت هذه الغرائز ضرورية للإنسان فلا بد من إشباعها بطرق متعارف عليها لا تلحق الأذى بأحد, وغريزة السرقة لا تلحق الأذى بالآخريــن فإن المجرم هو من يشبع إحدى هذه الغرائز بغير ما هو متعارف عليه.

*- ثانياً: تعريف المجرم:المجرم الذي ينبغي أن يتناوله علم الإجرام بالدراسة: هو كل فرد إرتكب متعمدا سلوكا من شأنه الإضرار بالنفس و بالمال و بالمشاعر, و لا يشترط في السياق ذاته أن يكون السلوك الإجرامي قد أفضى إلى نتيجة ضارّة, فيكفي أن يباشره الجاني و إن لم يحقق النتيجة التي كان يصبو إليها فيدخل ذلك ضمن صاحب “الجريمة الخائبة”. وتصبح دراسة المجرم غير مرتبطة بالسلوك والنتيجة فحسب, بل تنفذ إلى أعماق شخصية المجرم فعلم الإجرام لا يركز على النتائج بقدر ما يركز على الأسباب و الدوافـــــع.

*-ثالثاً: تعريف علم الإجــــرام: هو دراسة علمية للجريمة كسلوك فردي وظاهرة إجتماعية, فهي دراسة تستهدف التنقل من الوصف إلى التحليل إلى بسط العوامل الدافعة إلى إرتكاب الفعل المكوّن للجريمة, ويترتب عن هذا التعريف أن البحث في الجريمة يكون على أساس علمي يعتمد على العلوم المساعدة في الكشف عن عوامل الإجرام الحقيقية بالنسبة للفرد من جهة و المجتمع من جهة أخرى.

تقبلوا تحيات أخوكم رؤوفتعليم_الجزائر, من طرف الأستاذة:س.خ.


جزيل الشكر

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .