* أولاً: تعريف الجريمة:عرّفها “جارو فالو”1 وهو أحد أقطاب المدرسة الوضعية حيث يرى أن الجريمة هي: “كل فعل أو إمتناع” و يترتب عن هذا التعريف أن الجريمة واحدة عند جميع المجتمعات المتمدنة غير أنها ثابتة الزمان والمكان, إلا أن هذا التعريف تعرض للنقد, لأن الواقع يؤكد أن الجرائم كانت و لاتزال تختلف عبر الأزمنة والأمكنة و التطورات التي طرأت على القوانين الحديثة أصدق دليل, على ذلك ألغيت جريمة الزنا في فرنسا عام 1975م و ألمانيا عام 1969م, أما إيطاليا عام 1968م.
– أما “أنريكو فيري”2 فعرفها بأنها: “كل فعل أو إمتناع يتعارض مع القيم و الأفكار التي استقرت في وجدان الجماعة”, وهذا التعريف لا يختلف عمّا جاء به “جارو فارو” إلا بكونها ربطت الجريمة جميع مبادئ الأخلاق إلا بعضها, إلا أن الغموض لايزال يكتنفها فيما يخص التعريف بماهية المبادئ الأخلاقية فيراه البعض مبدأً خلقياً يراه غيره فالأخلاق تختلف من مجتمع لآخـــــــر.
– تعريف “شوترلاند”3 يعرّفها بتعريف أدّق و هي:“ذلك السلوك الذي تجرّمه الدّولة لما يترتب عنه من ضرر على المجتمع, و الذي تتدخل لمنعه بعقاب مرتكبيه”, ويترتب مع هذا التعريف نسبي زمني يختلف بإختلاف المجتمع و مع ذلك يبقى هذا التعريف لا يتناسب مع العلم, بل يتناسب مع القانون الذي يتسم بالتغير و المرونــة.
*- تعريفــها عند علماء الإجرام: بإعتبارها حقيقة واقعية “بأنها إشباع للغريزة الإنسانية بطرقٍ شاذة”, والغرائز الإنسانية لاتخرج عن ثلاث هدفها هو البقاء:
-الغريزة الأولى: تؤدي إلى القتل والإعتداء بصفة عامــة.
-الغريزة الثانية: تؤدي إلى السرقة و جرائم الإعتداء على المـــال و الأملاك.
-الغريزة الثالثة: تؤدي إلى جرائم الشرف بما فيها القذف, وإذا كانت هذه الغرائز ضرورية للإنسان فلا بد من إشباعها بطرق متعارف عليها لا تلحق الأذى بأحد, وغريزة السرقة لا تلحق الأذى بالآخريــن فإن المجرم هو من يشبع إحدى هذه الغرائز بغير ما هو متعارف عليه.
*- ثانياً: تعريف المجرم:المجرم الذي ينبغي أن يتناوله علم الإجرام بالدراسة: هو كل فرد إرتكب متعمدا سلوكا من شأنه الإضرار بالنفس و بالمال و بالمشاعر, و لا يشترط في السياق ذاته أن يكون السلوك الإجرامي قد أفضى إلى نتيجة ضارّة, فيكفي أن يباشره الجاني و إن لم يحقق النتيجة التي كان يصبو إليها فيدخل ذلك ضمن صاحب “الجريمة الخائبة”. وتصبح دراسة المجرم غير مرتبطة بالسلوك والنتيجة فحسب, بل تنفذ إلى أعماق شخصية المجرم فعلم الإجرام لا يركز على النتائج بقدر ما يركز على الأسباب و الدوافـــــع.
*-ثالثاً: تعريف علم الإجــــرام: هو دراسة علمية للجريمة كسلوك فردي وظاهرة إجتماعية, فهي دراسة تستهدف التنقل من الوصف إلى التحليل إلى بسط العوامل الدافعة إلى إرتكاب الفعل المكوّن للجريمة, ويترتب عن هذا التعريف أن البحث في الجريمة يكون على أساس علمي يعتمد على العلوم المساعدة في الكشف عن عوامل الإجرام الحقيقية بالنسبة للفرد من جهة و المجتمع من جهة أخرى.
تقبلوا تحيات أخوكم رؤوف, من طرف الأستاذة:س.خ.