التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

سلسلة دروس السنة الأولي علوم إنسانية "تاريخ الكتابة"

تاريخ الكتابة

مقدمة :
إن الكتابة شكل متطور من أشكال الاتصال الإنساني الآني والمستقبلي ، وقد كانت الكتابة في الأساس أسلوبا بدائيا في التسجيل المادي ثم أصبحت وسيلة للتدوين الأفكار وأرقى المكتسبات الإنسانية والكتابة بالتعريف الدقيق هي التعبير الخطي أو المادي عن اللغات ، ووسيلة للقبض على الكلام المنطوق وتجميده .
ومن أهمية الكتاب أنها تقسم التاريخ البشري إلى شقيه الأساسيين ما قبل التاريخ ، والتاريخ . أو ماقبل الكتابة وما بعدها الكتابة . ولا أرنا بحاجة إلى الكثير من التفصيل عن أهمية الكتابة بالنسبة لسلوك الإفراد والجماعات ومذاهبهم وأخلاقياتهم وحضارتهم إجمالا .
إن الكتابة باختصار لصيقة بتطور الفكر الإنساني بكامله مهما كانت أساليبها المستقلة . ولا شك في أن عملية التدوين /التسجيل/ أي الكتابة مرتبطة إلى حد كبير باستقرار الإنسان وإنتاجه للقوات وتخزين فائض إنتاجه والمبادلة عليه أو التجارة به ،طبعاً قام الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ بتنفيذ الأشكال والصور لإغراض أخرى غير اقتصادية كالعبادة والسحر ، أو للإغراض الجمالية ، وان كان لذلك كله أوبعضه مساس بالإنتاج الإنساني ،المهم أن الإنسان كتب لضرورة معاشيه اقتصادية قبل كل شيء ، والمسلم حتى الآن أن مطالع الكتابة ظهرت في بلاد الرافدين أو الهلال الخصيب اجمالاً وفي مصر،وكان ذلك بسبب المناخ والبيئة الزراعية الصالحة التي ساعدت باكراً على الاستقرار والإنتاج من ثم الكتابة.
وقد تم ذلك في كل من المنطقتين بشكل مستقل ، ولكن الكتابة فيهما لم تنشأ فجأة أو بمعزل عن تراكم خبرات السنين أو تطور حاجات المجتمع الإنساني وتفاعل الأقوام والشعوب فيما بينها.
اصل الكتابة :
تفصل ثلاثون ألف سنة ونيف بين رسومات الكهوف في ” لاسو” واتلاميرا في جنوب أوروبا وبين الرسومات الجدارية في مصر . وأننا بالكاد نعرف ، ما هي الخطوة التي ربطت سرد القصص عن طريق الصور وسردها بواسطة الرموز ، ولكننا نعلم ما هي الدوافع التي حدت بالإنسان القديم على رسم فيل الماموث والأيل والثور الأمريكي على جدران الملاجئ التي عاش فيها ” قصة صيدها” فقد حفر الإنسان القديم خطوط هذه الرسوم على العظام بواسطة حجارة مدببة ، كما رسمها ولونها على جدران ا لكهوف بواسطة الفحم وارياش مصنوعة من عيدان وأغصان الأشجار . وصنع الألوان من أصبغة ترابية سحقها ومزجها بشحم الحيوانات .
وحين أتقن الإنسان الزراعة ازداد تناسله وتوطد رخاؤه الاقتصادي كما تجلت حاجته لحفظ السجلات التي تتعلق بمعاملته التجارية وملكية الأراضي والعقارات وتسجيل نشاطاته الدينية أيضا وعلى سبيل المثال ، يمكننا أن نتخيل إن ابسط طريقة اتبعها الإنسان القديم لتسجيل ملكية ثلاث بقرات إنما تمثلت في نقش صورها على الحجر أو رسمها على الجدران .
الكتابة المسمارية
ترجع أقدم النماذج الكتابية إلى المستوطنات السومرية التي تمركزت في الهلال الخصيب منذ قرابة 5500 سنة ، حيث ازدهرت الزراعة عندهم ، وظلت حضارتهم من عام 3500 ق.م إلى أن انتشرت بعد حوالي 1800 عام .في الحقيقة إن نظام الكتابة عند السومريين ، والذي نطلق عليه اسم الكتابة المسمارية بما أنها تأخذ شكل الوتد والإسفين ، ولا يعطينا صورة واضحة عن الطريقة التي طورت رسم الصور البسيطة إلى لغة مكتوبة ومنتظمة فحسب ، بل ويطالعنا على ماهية التأثير الذي نجم عن استعمال أدوات معينة على هيئة وأسلوب الإشكال المكتوبة ذاتها .
فعندما قام البابليون بفتح الأراضي السومرية ، اعتمدوا الكتابة المسمارية عام 1720 ق .م مما أدى انتشارها بين الشعوب السامية في الشوق الأوسط.
إن المراحل الأولى من الكتابة عبارة عن سلسلة من الصور المترابطة كان الغرض منها سرد قصة من القصص لتبقى كرسالة أو كسجل من المعلومات ومرجع للاستخدام في المستقبل . وفي المرحلة التالية تم تخفيض عدد الصور لتأمين سرعة رسم الصور والأشكال ، ويطلق على الأسلوب الذي يرمز للصورة بالـ بيكتوغرام ” صورة تمثل فكرة معينة” ، ويصطلح على الشيءالذي يرمز للفكرة بالايديوغرام ( رمز تمثل فكرة ولا تمثل كلمة ) ، واكتسب السومريين تدريجياً ما لا يقل عن 2000 رمز من البيكتوغرامات والايديوغرامات و فونوغرام حيث تم تخفيضها إلى حوالي 600 أشارة فقط .
الكتابة المصرية :
لقد تطورت أساليب الكتابة المصرية والسومرية والتقت في نقاط متشابهة عبر مراحل البيكتوغرام والايديوغرام الفونوغرام ، لكن المصريين توسعوا أكثر في هذه الطريقة حين ابتكروا العلامات الأبجدية .
فطوروا سلسلة تتألف من 24 رمز تقريباً يمثل كل واحد منها حرفاً ساكناً واحداً ، فمنحهم ذلك أبجدية فعالة وكاملة تقريباً . إلا أنهم فشلوا لعدة أسباب في الاستفادة من الفرص الاقتصادية التي أتيحت لهم نتيجة هذا الانجاز العظيم ، فقد أعاقت الإشارات الزائدة وغير الضرورية نظامهم الكتابي .
وقد أطلق اليونان على المرحلة الأولى من الكتابة المصرية ” الهيروغليفية ” وتعني النقش المقدس وهناك نوعين أخريين للكتابة الفرعونية وهي ” الديموطيقية” ” الكتابة الشائعة والكتابة الهيرية ” أو الهيراطيقية ” وهي كتابة ابسط من الهيروغليفية خاصة بالكهنة” وقد استخدم المصريون في الكتابة الفرشاة القصبية والحبر على الورق البردي وتعد طريقة سريعة وسهلة لاستخدام لدرجة أن الدافع القسري لاختصار الأشكال القديمة أو الاستغناء عنها كلياُ بات أمر قليل الاحتمال . ويعتبر استخدام المصريين للحبر والقلم خطوة ثورية في مجال الكتابة فهم أول من استخدم الحبر ، واستعملوا الحبر الأحمر للدلالة على الألقاب والقوانين .
ظهور الحروف الابجدية :
يختلف العلماء والباحثون حول كيفية انتقال أثار ومراحل تطور أنظمة الكتابة الأولى إلى الحضارات اللاحقة ، لكن معظم الحروف الأبجدية مستوحاة من مصادر متنوعة ، فقد اعتقد الإغريق –وفقاً لكنبات المؤرخ ” هيرودوت ما بين 484 و 425 ق.م أن إسلافهم اكتسبوا فن الحروف من الفينيقيين الذين طوروا حضارتهم لتصبح غنية في كل ميادين الحياة الرغيدة وذلك منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد تقريباً.
واعتمدت حضارتهم على التجارة في جميع أرجاء منطقة البحر الأبيض المتوسط ، إما بالنسبة الأبجدية التي استمدوها من النماذج الكنعانية فقد وصلت إلى مرحلة الكمال على اقل تقدير عام 1000 ق.م ،هذا وقد تناهى إلى عالمنا الآن بأن نظاماً كتابياً جديداً ظهر إلى حيز الوجود عام 3000 ق.م في جزيرة كريت ، حيث ظهرت على الجزيرة نفسها عام 2000 ق.م ، مخطوطة تستند إلى الفونوغرام والمقاطع اللفظية ، تبعتها مخطوطة ثانية بعد مضي 200 سنة ، وتدعى كلتا المخطوطين ” بالخط المنيوي “أ ” و “ب” لكن جرى فك رموز المخطوطة الثانية فقط منها ، علماً كان لهم نظامهم الكتابي في الألف الثانية قبل الميلاد لكنه اندثر جراء الخراب الذي لحق بالثقافة الإغريقية على يد الغزاة الدوريين ، عام 1100 ق.م ، هذا وقد بدأت اليونان تدريجياً بالاستعمال نظام الكتابة الفينيقية بعد حوالي 300-400 سنة من هذا التاريخ . لقد اشتهر الفينيقيون بالتجارة والاستعمار ، وتمركزوا على طول الساحل السوري- في ” جبيل ” بادىءالأمر ثم في مدينتي صيدا وصور المجاورتين ، ثم اتجه الفينيقيون بعد ذلك ولمدة تزيد عن 400 سنة منذ القرن العاشر نحو تأسيس مستوطناتها باتجاه غرب منطقة البحر الأبيض المتوسط وعلى سواحل شمال إفريقيا وجنوب اسبانيا وصقليا وسردينيا وقبرص وفي أواسط ايطاليا واليونان .
ومن خلال هذا الانفتاح الواسع ، صاغ الفينيقيون أبجديتهم بالاعتماد على مصادر مختلفة ، حيث تضمنت المسمارية والهيروغليفية المصرية وخط المنيوي ، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الكتابة استمدوها من شمال مستوطناتهم وشرقها ، ففي اوغاريت ، على سبيل المثال ، وعلى بعد 100 ميل شمال ” جبيل ” قبيل القرن العاشر الميلادي شاع نظام كتابي أبجدي يستخدم حروفاً يعود شكلها أصلا إلى المسمارية البابلية ولها ثلاثون أشارة صامتة .
اتخذ هذا النظام ” الحروف” المبسطة التابعة لأنظمة أخرى ومنحها قيماً جديداً ، وكانت الرموز الفينيقية واضحة وسهلة الكتابة ولا ترتبط الحروف بأية علاقة ظاهرية مع الصور والايديوغرامات ، أنها المبادئ والإشكال التي اتخذها اليونانيون وانكبوا على دراستها واستخدموها ثم اجروا عليها التعديلات فبقيت تلك المبادئ والأشكال شائعة لفترات طويلة في اللغة العبرية القديمة واللغة القرطاجية ولغات أخرى تابعة إلى شمال أفريقيا .
انظمة الكتابة الشرقية:
إن الأبجدية التي طورها الفينيقيون رسخت أيضا في أنظمة الكتابة الشرقية ، فشعوب الآرامية ، التي يشكل الفينيقيون جزء منها ، استوطنت سوريا قبل عام 1000 ق.م ، واشتهرت هذه الشعوب بالتجارة الواسعة والمزدهرة في جميع إنحاء المنطقة الممتدة بين البحر الأبيض المتوسط ووادي الفرات ، إما فيما يتعلق بنظامهم الكتابي وحروفهم الأبجدية فقد حملت شبهاً كبيراً مع نظام الكتابي لدى الفينيقيين وحروفهم التي انتشرت باتجاه الغرب .
وقد قام الغزو الآشوري بعد 733 ق.م ، بإخضاع هذه الشعوب وتفريقها لكنهم سرعان ما استبدلوا اللغة البابلية ومسمارية بلغتهم الخاصة في المنطقة كلها .
إما الخط الإسلامي في اللغة العربية ينحدر من السلالة النمطية للكتابة الارامية ، فقد ظهر بادئ الأمر حوالي عام 500 م ، ولكن من المؤكد ان الأشكال الأولية لهذه الكتابة قد عرفت طريقها إلى حيز الوجود قبل 200 عام من ذلك التاريخ .
ولا يصعب في حقيقة الأمر تعقب أثار الشكل الخارجي لهذه الكتابة التي تنطوي على ما يدل على ارتباطها بالفينيقية وتماسها المباشر مع الكتابة الهيرية والديموطيقية في مصر القديمة .
وعندما أصبح هذا الخط متبعاً في تدوين القران الكريم في أوائل القرن السابع ، انتشرت مع الفتوحات الإسلامية الواسعة في شمال إفريقيا واسيا الصغرى وشرقاً باتجاه الهند والصين ، وتوقفت هذه الفتوحات عن التقدم في غرب أوروبا عندما هزم ” تشارلز مارتل ” جيوش المسلمين في معركة ” بواتييه” سنة 733 م .
الكتابة الصينية :
تعد قديمة قدم الكتابة الآرامية ، واستمرت لمدة 3000 سنة كنظام أساسه البيكتوغرام ، ثم استخدمت الايديوغرام ثم أضيفت الرموز الصوتية ، لكنها عانت من قصور واضح لأنها تألفت عموماً من كلمات ذات مقاطع لفظية واحدة ، ” تستخدم اللغة الصينية حوالي 400-500 صوت قصير ” ولم تنشأ أبجدية صوتية في الصين .
اليونان:
يصعب وصف أثار الغزو ” الدوري” لأراضي اليونان في القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، ولم يتم العثور بعد عام1200 ق.م على نقوش بحروف التخطيط المينيوي /ب/ الذي استعملته الحضارات الأولى التي تتكلم اليونانية ، حيث يعود تاريخ أقدم دليل على وصول الأبجدية الفينيقية إلى 850 ق.م تقريباً .
تتألف الأبجدية الفينيقية من مجموعة محدودة تحتوي على 24 رمزاً ملحقاً بأصوات صامتة منفردة ، وقد اقتبس اليونانيون هذه السلسلة من الإشارات .
روما :
لقد انسجمت الشعوب الرومانية من الالفباء اليونانية واستوعبتها استيعاباً كاملاً إما عن طريق التماس المباشر من اليونانيين أو من خلال تأثير بلاد ” اتروريا” القديمة في ايطاليا ، فاقتبسوا الحروف دون تغييراً يذكر ، ثم ما لبثت الكتابات اللاتينية واليونانية المنقوشة بعد بداياتها الأولى ، أن أظهرت المزيد من الرتابة الأناقة في تصميم وتنفيذ، ومن المعتقد انه في القرن الثالث قبل الميلاد ، امتلك الكتبة الرومان ولايونان رغبة جامحة في استخدام الأشكال المنهجية للحروف الكبيرة .
الكتابة في العصور المظلمة:
لقد انجر الناسخون الايرلنديون في بادئ الأمر نسخاً مليئة بالأخطاء نقلاً عن المخطوطات النفيسة وكتب الإنجيل الرومانية ، فالرسوم التي زينوا بها أعمالهم ،ظهرت في مجوهرات السكسونيين الوثنيين ، كما أنها بلغت مستوى غنياً رفيعاً جداً ، وقد استخدموا الحروف الاستهلالية والحروف نصف النصية ، وحل رق البرشمان ” جلود العجل والغنم ” مكان ورق البردي منذ بدابة انتشار الديانة المسيحية وأصبح المادة الكتابية الرئيسة في الغرب .
الحروف الكارولينجية الصغير :
هناك حدثان رئيسيان فقط في التاريخ الكتابة الغربية تستند إليهما كافة التطورات التي حدثت في وقت لاحق : الأول تمثل الانجاز النهائي للنظام الأبجدي ذاته –يرتكز هذا الانجاز على مبادئ العلوم الصوتية واللفظية – الذي أخرجه اليونانيون القدماء إلى حز التطبيق ثم قام الرومان بتعديله ، والثاني هو ” اختراع سلسلة الأحرف الرسمية الصغيرة” ، التي تنتمي إليها السلالة الكارولينجية والتي تثمل مقياساً للجمال والبساطة على العكس من بقية أنظمة الكتابة كلها ، كما استمرت هذه السلسلة في تأدية خدمات جلى للشعوب الغربية سوية مع الخدمات التي قدمها بلاط شارلمان منذ 1200 سنة خلت بالرغم من التجارب اللاحقة التي حدثت في المرحلة القوطية .
لعب اثر الإسلام في الثقافة الأوروبية دوراً مهماً بأن جعل أسلوب التعليم والتثقيف أسلوبا علمانياً منذ القرن العاشر بعد انحدار احتكار الكنيسة للتعليم ، حيث تم ترجمة العديد من الكتب العربية في مجال الفلك والرياضيات والطب والفلسفة إلى اليونانية واللاتينية .
العصور الوسطى:
استمر الكتابة بالأحرف الصغيرة الكارولينجية حتى القرن الرابع عشر ، واستخدمه النساخ لمدة أربعة القرون منذ القرن العاشر .
وكان الهدف الرئيسي من إنتاج الكتب حتى القرن الثاني عشر تسويق نوعين من الكتب كتب فاخرة مخصصة للأمراء والملوك وقاعات المحاكم ، وكتب لاهوتية تفيد أغراض الكنيسة ثم تطور فن أنتاج الكتاب والزخرفة بشكل كبير في أوروبا.
الناسخ والطباع:
اقتضت التجارب الأولى في مجال الطباعة في أوروبا نقل تصاميم الخطاطين بشكل معكوس إلى سطح قالب خشبي أملس وإزالة الخشب الذي يحيط بإشكال الحروف ، ومن ثم نشر حبر الطباعة على السطح المتبقي من الأحرف ، يمكن عند ذلك ضغط الورق أو الرق على القالب المحبّر الذي ينقل بدوره الأشكال السوداء من الأحرف إلى السطح الأبيض . ويعتبر ” جوهانس غوتبرغ” هو مخترع الالةالكاتبة ، فباشر في سراً في تجاربه للوصول إلى حلول للمشاكل التي تواجهه وكان يعمل في الصياغة .
فقد انهمك غوتبرغ طوال وقته في المشاكل التقنية بإنتاج هذه الحروف الاستهلالية المنمقة ، وبعد أن حصل على مبالغ إضافية من صديقه ” فوست ” ، هنا شعر فوست بالحنق إزاء هذا التأخير وما استغرقه غوتبرغ / هذا المخترع الساذج/ للوصول إلى درجة الكمال في بحثه ، ففي الوقت الذي كان سينشر فيه ” غوتبرغ” أعماله الأولى : الإنجيل ومجموعة الترانيم ، اتخذ فوست إجراء قانونياً بحقه عام 1445 م فجرده من كافة معداته ونماذجه المطبعية ، عندما طبع ونشر أول كتاب في أوروبا عام 1457 م لم يحمل اسم الطابع الحقيقي وتوقيعه : غوتبرغ ، وإنما حمل اسم ” فوست” وشقيق زوجته ” بيتر شوفر” الذي كان يعمل متدرباً ومساعداً لدى غوتبرغ ، كما كلن شاهداً ضده في المحكمة وبعد الخسارة المادية الفادحة التي تعرض لها (غوتنبرغ ) توفي بعد مرور عشرة سنوات عانى منها الفقر المدقع ، وخاصة بعد أن رأى بأم عينه أناسا غيره يجمعون الثروة من أفكاره .
الصفائح ( الكليشيهات ) ومعلمو الكتابة :
ساعد الطباعون الايطاليون في توحيد مقاييس الكلمة المكتوبة ونشرها في سائر إنحاء أوربا وذلك عبر استخدامهم للكتابة بأسلوب ( الحركة الإنسانية ) الرومانية والخط المائل كنماذج في التصاميم المطبعية .
ولكن المر ساعد معلمي الكتابة على تطوير عطاء اتهم الفردية ، بما في ذلك التزيين والزخرفة ، هو ابتكار تقنية جديدة تمثلت في الحفر على الصفائح النحاسية ، استطاعت هذه التقنية الجديدة تقليد أرفع الخطوط والذيول الزخرفية الموجودة في أعلى الحرف أو أدناه والتي اختص بها معلم الكتابة .
الكتابة في عصر الآلة :
تعددت الادعاءات حول لقب ( المخترع الأول ) للأقلام المعدنية ، فقد سجل كتاب مخطوط عام 1748م ادعاء ل
( جوهان جانستن ) حاكم ( ايكسلا ) في أخن انه من دون تبجح ، يدعى حق الشرف في اختراع قلم جديد .
إلا أن صحيفة بوسطن ميكانيك ( نشرت تنويها في أب 1835 م يشير إن مخترع الأقلام الفولاذية عام 1800م كان أمريكيا ) مواطن معروف قي مدينتنا اسمه السيد ( بيرغن ويليامسون ) ، كما نسب منشور ألماني شرف الاختراع إلى معلم مدرسة في ( كوينغزبرغ ) بأنه صنع أقلاما من المعدن عام 1808 م لكن جهوده في هذا الاختراع أوصلته إلى الفقر .
إما الحبر فقد استخدمه الناسخون المحترفون في العهود القديمة حبر الكربون لأنه يدوم لفترات طويلة ، ويشبه في تركيبه سائل الحبر في الكتابة المصرية الذي يعود تاريخه إلى 2500ق .م وكان يصنع الحبر من الهباب الأسود ( الشجار ) والماء والصمغ ، وليس له أثر كيميائي سلبي على الفولاذ .
الكتابة واحدة من الفنون :
إن ( فن الكتابة ) هو بين الحرف الفنية ، فقد عدّ من الخط البديع فرعا نظاميا من الفنون الجميلة ، وهو الفن الذي حلت به الهزيمة قبل غيره من الفنون والمهن الأخرى أمام نظيره الآلي ( الآلة الكاتبة ) .
الشخصية والقلم :
في منتصف العشرينات تم تصنيع معظم أدوات الكتابة ذات الجودة العالية من قبل أضخم أربع شركات لصناعة القلم هي : ووترمان – باركر – شيفر – واهل .
ومع أننا نجري التحسينات على كتابتنا ، ما نزال عاجزين عن إخفاء الجزء الأكبر من شخصيتنا ومشاعرنا في كل مرة نكتب فيها ، سوء كنا متعبين أو نشطين ، يافعين أو مسنين ، فان كتابتنا تنفرد بنوعيتها مثل بصمات الأيدي ، لذلك لا تفشل في التعبير عن أشخاصنا أو عن الزمن الذي نعيش فيه .
الخاتمة :
هكذا نجد إن الطريقة التي تعلم بها الإنسان كيفية تجسيد اللغة بواسطة الكتابة أعظم المعجزات في تاريخ الحضارة البشرية والتي تبوأت وما تزال مركز الصدارة في نجاحه كجنس بشري ، والكتابة هي الطريق التي تحافظ على بقاءالافكار الجماعية وحفظ معلوماتها وهي الوسيلة الوحيدة لسرد التاريخ ، باعتبارها الطريقة المثلى التي تساعد الإنسان على تشييد الإمبراطوريات و بسط نفوذها عليها .
كما أنها قد حملت صفات الفن وأصبحت موضوعا جماليا باهرا في أماكن وعصور مختلفة ، حيث سرد الكتاب تاريخ ( الفن السحري ) منذ نشأته الأولى وبدءا بالكتابة المسمارية لدى السومريين قبل حوالي ستة آلاف سنة عام وحتى يومنا هذا .
وبين لنا الكتاب الرابط بين أدوات الكتابة والطريقة التي تطورت بها تلك الكتابة ، وبين لنا كيف تطورت إشكال بعض الحروف الأبجدية انطلاقا من المادة الرئيسة المعروفة لدى كل الأمم – ألواح الصلصال عند السومريين وأوراق البردي والقلم القصبي عند المصريين و الحفر على الحجر عند الرومانيين ، ويختم الكتاب بقوله :
( وان كتابة الإنسان مرآة شخصيته ) .



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الصحافة الجزائرية الواقع والآفاق


تعتبر الصحافة في مختلف دول العالم من وسائل الإعلام الأكثر أهمية للتحكم في الأوضاع وتوجيهها لخدمة أغراض وأهداف وطنية أو لخدمة السلطة أو الجهة المالكة للصحافة، ومع التطور الهائل في تكنولوجيا وسائل الاتصال، من أقمار صناعية وشبكات عنكبوتية باتت تغطي جهات المعمورة الأربع وتصل إلى أقصى نقطة فيها، متيحة الفرصة للعاملين في مجال الأخبار لنقل أدق تفاصيل الخبر وآخر تطوراته لحظة بلحظة، والتعليق عليه وتحليله على الهواء مباشرة من موقع الحدث، بالتوازي مع أجهزة الهاتف الجوال التي أضحت ناقلا مهما للأخبار الطارئة التي تأتينا عبر الرسائل القصيرة، تمكنت الصحافة من الازدهار وأصبحت تستأثر باهتمامات مختلف الأوساط، وتمثل مجال استقطاب للعديد من مراكز اتخاذ القرارات ومجموعات المصالح.

غير أن هذا التطور المذهل في عالم الصحافة أدخل الجزائر منذ الانفتاح الديمقراطي الذي أقره دستور 23 فبراير 1989 م في طوفان إعلامي سببه قضية جوهرية، هو أن طبيعة النظام السياسي لا يقبل إلا بهامش يسير من الحرية على ضيقه… وعندما نتكلم عن هامش الحرية في الجزائر اليوم، يقودنا الحديث عن حرية التعبير التي تتميز بها الصحافة الخاصة المكتوبة فقط، رغم أن معظمها ينتهج أسلوب اختلاق الخبر والانتقائية والكيل بمكيالين..

قد يعطي حال الصحافة المكتوبة في الجزائر الانطباع بأنها مشرقة، لكنها في الحقيقة بائسة، بل شديدة البؤس.. وعنوان بؤسها هو احتكار المطابع ففي الجزائر ست مطابع كبيرة تسيطر الحكومة على خمسة منها تطبع لجل الصحف التي تبقى رهينة التوقيت الذي تحدده لها لتسليم الصفحات حتى يمكن سحب الصحيفة، وحتى حجم سحب كل صحيفة مرهون بطاقة هذه المطابع التي تعاني الاكتظاظ، بغض النظر على قدرة كل عنوان على استقطاب القراء. فيما يبقى مشروع مطبعة الجنوب متوقف والمطابع الخاصة بالشرق والغرب تنتظر الفرج، علاوة على أنها بحاجة إلى ضمانات كبيرة..

وما يزيد بؤس الصحافة المكتوبة مشكل الورق المستعمل في الطباعة، فالورق المستعمل مستورد ولا تتوفر فيه أدنى المعايير والشروط المعمول بها عالميا، ناهيك عن تمسك الصحف بالشكل المتوارث من الحقب الماضية واقتصارها على أربعة وعشرين صفحة أو ما يزيد بقليل، وسعيا منها لارتقاء بمستوى الصحافة الإلكترونية من حيث المحتوى والشكل انتهجت طريقة “نسخ لصق” باقتباس المواضيع، بل يزيد بسرقة ما ينشر في المواقع الإخبارية ونسبها لبعض صحفييها…

ويتفاقم بؤسها باحتكار المال حيث أصبحت مداخيل الإشهار تضمنها الوكالة الوطنية للنشر والإشهار للصحف المخنوقة بفضل تعليمة الحكومة الصادرة في ماي 2022، والتي تجبر المؤسسات العمومية على تمرير إعلاناتها على وكالة الإشهار العمومية قبل أن يتم توزيعها على الصحف. وهو قرار يرهن تسليم الإشهار العمومي إلا للتلميذ النجيب الذي يحفظ الدروس، فالكثير من الصحف اختفت لأسباب تجارية، وأخرى متعلقة بعقاب السلطة لها على خطها الافتتاحي حتى باتت الصحف التي فلتت من احتواء السلطة شديد الحرص على توازنها المالي أو ربحها، وتموقعها في بيئة اقتصادية يميزها الفساد والصراع المستميت حول الريع.. وربما يتعدى التغطية على الفساد وأحيانا المشاركة فيه والاغتراف منه..

البؤس يتسع ليشمل الصحافيين الجزائريين بسبب القوانين الزجرية في حقهم، ونذكر في هذا الشأن مرسوم حالة الطوارئ، ثم قانون العقوبات المعدل في جويلية 2001 م، حيث تم تشديد العقوبات على جنح الصحافة لا سيما القذف في حق رئيس الجمهورية والمسئولين السامين في الدولة. ولا زلنا إلى اليوم بقوانين تقر بسجن الصحافي عقابا له على كتاباته، والصحافيون يفتقدون لأدنى حماية في ممارسة مهامهم، فهم أول من يكون محل متابعة وتعنيف لما يكتبون عن الفساد، ويكفي في هذا الشأن ذكر عدد الصحافيين الذين مثلوا أمام المحاكم، أو أدخلوا السجن وعانوا من المضايقات وتلقيهم عشرات الاستدعاءات لأنهم أدانوا سوء التسيير والتجاوزات بالإضافة لحالات حرمان مراسلين أجانب من الاعتماد.

معاناة الصحفي لا تتوقف في حدود الحصار الذي تفرضه الخطوط الحمراء، بل تتعدى ليضيق به مكان عمله في التحرير والعمل، فكثير هي الصحف التي لا تتوفر على مكاتب وحتى وإن وجدت فهي تضيق بأهلها كون ولليوم لم توفر الدولة مكان يسع الجميع رغم الوعود… ويمضى الصحفي في العمل ليواجه حصار أخر عن سابقه يتمثل في شبح الحياة الاجتماعي فالكثير منهم يعانون الويل في حياتهم بحثا على لقمة العيش ويحلمون بالحصول على حاسوب محمول، ناهيك عن معاناتهم في الحصول على سكن يأويهم، أو على الأقل رفع الأجور التي لا يتعدى في أحسن الحالات 300 دولار… إلا أن كرامتهم لا تسمح لهم بالتشهير بوضعيتهم المأساوية… فقد وصل الأمر إلى حد مطالبة أحد الصحفيين بالتبرع بكليته مقابل الحصول على مبلغ مالي لشراء بيت لعائلته التي تعيش في الشارع بعد طردها من مسكنها، والأدهى من ذلك أن المساعدة التي تلقاها المعني جاءت من بلد العراق الذي يقبع تحت وطأة الاحتلال، في وقت أدارت – فيه السلطة والنقابات وحتى مؤسسات عمل فيها من قبل كصحفي – ظهرها ولم تكترث لوضعيته، وكثيرون هم أمثال هذا الصحفي…

الواقع المزري يدفعنا للحديث عن واقع التشغيل في هذا القطاع الذي أصبح استغلاليا بقطاعه العام والخاص، فكثير هي الأقلام الشابة، بل يتعدى حتى ليشمل مختلف شرائح رجال الإعلام الذين يواجهون البيروقراطية والإقصاء في مختلف المؤسسات الإعلامية، زد على ذلك وجود ظاهرة التشغيل بعقود ما قبل العمل لتقليل من النفقات ليجد الإعلامي نفسه بعد عام من الاستغلال عاطل عن الشغل ويبحث عن مصير جديد ليبدأ حياته من جديد.. وما يحمس المدراء والمسئولين هم أصحاب الوظائف المزدوجة ذوى الخبرة في جلب الأموال بطرق إلتوائية، ويكون جزاءهم جزء من ذاك المال وقد يتجاوزه إلى منصب عمل في تلك المؤسسات أو لأحد أقاربهم من لا علاقة له بالصحافة…

ورغم الحصار المضروب إلا أن المحيط القانوني في الجزائر ساعد على وجود حرية إعلامية وتعددية عبر صفحات الصحف ارتبطت بالتعددية السياسية التي عجلت الأحداث المأساوية في تشكلها، فكانت مضربا للمثل عربيا وحتى دوليا، وجعل من الجزائر بلد له السبق في بناء صحافة حرة بلغت الجرأة ما لم تبلغه حتى صحافة بعض الدول الديمقراطية وحرية لتعبير، إلا أن هذه الصورة لم تعمر طويلا فتحول إلى بلد يتلذذ بسجن الصحفيين وملاحقتهم عند كل منعرج وكأنهم مجرد مجرمين…

لقد سمحت تلك الحقبة إلى إصدار ستين يومية ونحو مائة أسبوعية، وفُرض توازي بين الصحف المكتوبة باللغة العربية والمكتوبة باللغة الفرنسية كون الساحة الجزائرية تتميز بثنائية الملكية، والسوق اليوم يضم ست صحف حكومية والباقي خاصة، لأفراد وأحزاب، الخاصة تسعى للإثارة والانتشار’ والحكومية تعمل على التأكيد أن كل شيء على ما يرام..

الوضع الذي آلات له الصحافة الجزائرية يتطلب اتخاذ الإجراءات والضوابط الملائمة لترشيد الصحافة لخدمة الثقافة والفكر بهدف تغيير المجتمع نحو الأفضل، ومواجهة الإعلام الثقيل، والتصدي لهيمنته الدولة التي تتضح جليا من خلال سيطرتها على وكالة الأنباء والتلفزيون والإذاعة، وفرضها رقابة مشددة على مصدر الخبر، زد على ذلك إعلان السلطة صراحة أنها لن تفتح مجال الإعلام السمعي بطري أمام التعددية إلى حين تشاء..

وأمام هذا السد يلجأ المواطن إلى الفضائيات العالمية التي تلقى صدى كبير أمام شح التلفزيون والإذاعة للأخبار والبرامج والأعمال الهادفة كما ومضمونا حتى باتت هذه الوسائل يتيمة غائبة من قائمة القنوات المفضلة لدى أفراد المجتمع، وما يزيد نفور الفرد لها اتباع هذه الوسائل لغة إعلامية لا تزال أسيرة لغة فارغة ومطنبة بمفردات الثناء على كل ما هو رسمي بغية التلميع الدائم للسراب.. والكل يعلم مدى التأثير الكبير لهذه الوسائل الإعلامية في بلد بلغت نسبة الأمية فيه الـ 30 % من مجوع السكان، ونفهم لماذا تصر السلطة على احتكارها، وتشجيعها للبرامج الهزيلة وعديمة المنفعة والمصداقية ومثيرة السخرية، فالسبب يكمن في مستوى ومدى وعي المسئولين المسيرين للتلفزيون بقنواته الثلاث والإذاعة بقنواتها الوطنية ومحطاتها الجهوية…

من الترف الحديث عن صحافة حرة ومتطورة في الجزائر، في ظل انعدام منظمات قوية لأهل المهنة ونواد وتقاليد نقابية، وفضاءات حرة لمناقشة القضايا الأخلاقية والمهنية والاجتماعية. هذا الوضع غذته انقسامات فكرية وولاءات سياسية ودوافع مصلحية، والقوى التي تخيفها حرية التعبير لا تقبل بوجود هذه الفضاءات. لذلك لا عجب أن تصنف الجزائر في الرتبة 129 من بين 167 دولة تعاني من غياب حرية التعبير، في ترتيب منظمة “محققون بلا حدود” غير الحكومية الصادر في العام المنصرم 2022، بمعنى أن الجزائر فقدت 34 نقطة مقارنة بأول ترتيب أقامته نفس المنظمة سنة 2022 وهي عام بعد عام تتأخر في الترتيب ومن غير شك أن مرتبة العام 2022 لن يؤشر عليها بالأخضر، طالما أن هناك قوانين تجرّم الصحافيين بحجة القذف والتشهير فالصحفي وإن انحرف بكتاباته أو تمادى ربما في الإساءة لا يمكن أن يعامل معاملة المجرم لأن الرأي حتى وإن كان لم يعجب البعض يبقى رأيا، إضافة للقائمة السوداء التي تتضمن أزيد من 60 صحيفة تم تعليقها وتمنع من الصدور لعدة تبريرات، فضلا عن سياسة التضييق المتواصل على مصادر الخبر والتوزيع غير المنصف للإشهار، والأهم لماذا تعجز الحكومات المتوالية عن إنجاب قانون للإعلام يكون في مستوى طموحات كل المهتمين بهذا القطاع الاستراتيجي ؟

لقد تلقى الوسط الإعلامي عدة دعوات من مختلف الوزراء المتعاقبين على قطاع الإعلام من رحباني إلى هيشور مرورا بمحي الدين عميمور وخليدة تومي ومحمد عبو، فكل هؤلاء جمعوا الصحفيين في لقاءات لإثراء مسودة مشروع قانون للإعلام لم ير النور أبدا، شأنه شأن مجلس أخلاقيات المهنة… واليوم الدور على الوزير الهاشمي جيار لتنشيط المشاريع المتأخرة خاصة أنه أكد أنه هناك إرادة سياسية قوية لتأهيل قطاع الإعلام بمختلف تشكيلاته.

والواقع اليوم ورغم الصورة المحتشمة للصحافة الجزائرية إلا أنها سجلت حضورا في ميدان جديد قد يجهله الكثير هو الإعلام الإلكتروني من خلال إطلالة مجموعة من المواقع الإعلامية المهتمة بالأخبار وتحاليل الأحداث أو حتى الإطلالة الإلكترونية للصحف المطبوعة، فكان لهذه المواقع إسهامات مهمة في استخدام الإنترنت كوسيلة صحفية، باعتبارها وسيلة تكنولوجية مفتوحة المجال نحو العالمية للحريات عبر كل المجتمعات.

الظاهرة ورغم حداثتها وجدت صدى لدى الجزائريين في الداخل والخارج أيضاً، رغم أنه من المبكر جداً الحكم عليها ومدى تأثيرها على مستقبل الصحافة بالنظر إلى أن صحافة الورق لا تزال إلى اليوم سيدة الموقف، فإن ذلك لا ينسينا ما نراه في جيل الشباب من افتتان بالمواقع الإلكترونية متابعة لها واستفادة مما تضخه من معلومات بسرعة ومهنية عالية رغم حداثتها”.


السلام عليكم و رحمة الله و بركاتهن بارك الله فيكم على ما تقدمونه من خير للطلبة و الاساتذة.

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

ماجستار 2022/2022م

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مسابقة الماجستار بدا التسجيل بخصوصها في جامعة الاعلام و الاتصال / ج الجزائر 3

الملف :

– صورتان
– نسخة طبق الاصل لشهادة التخرج
– نسخة طبق الاصل من كشوفات نقاطة السنوات الاربع
– طلب خطي يتضمن الاسم و اللقب رقم الهاتف و الايمايل
– نسخة طبق الاصل لكشف نقاط البكالوريا
– ظرف بريدي كبير

التخصصات المتاحة :
* سيميولوجيا الاتصال 10 مناصب
* الاتصال البيئي 10 مناصب
* التشريعات 10 مناصب
*تلفزيون و سينما 11 منصب

اخر اجل للتسجيلات يوم 11 اكتوبر

تاريخ اجراء الامتحان يوم 17 اكتوبر 2022 م

الساعة الثامنة صباحا

هذا ما تذكرته … ارجو ان لا اكون قد نسيت شيئا

وفقني الله و ايااكم
أختكم أم معاوية


ممكن تقولولي امتى تطلع نتائج الماجستير اعلام واتصال

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobaker2013 تعليم_الجزائر
ممكن تقولولي امتى تطلع نتائج الماجستير اعلام واتصال


تم اعلان النتائج متوفرة على الشبكة


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

محاضرة لدراسة الجمهور


تحت عنوان الفضاء العمومي

انا سمعت الاستاذ بنفسي يقول انها داخلة الا اذا سمعي خانني و لا اظن ذلك

من هنا التحميل

http://www.4shared.com/file/108199461/6d613ba6/___.html


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الاتجاهات العشرة للإعلام الجديد


الاتجاهات العشرة للإعلام الجديد

بث حي وتكامل بين الوسائل ومحتوى أكثر تزامنية ونابض بالمصداقية

فاطمة فايز

التطورات التي ستلحق بعالم الميديا لن تقف عند حد معين
في عصر تكنولوجيا المعلومات، عصر التدفق الإعلامي وثورة الاتصالات والتي تستعر كل يوم متجاوزة معها مقولة “مارشيل ماكلوهان” “العالم قرية صغيرة”.. في هذا العصر لا يمكن لأحد أن يعيش بعيدا عما يجري حوله من أحداث محلية كانت أو عالمية.
فوسائل الإعلام من راديو وتليفزيون وسينما وإنترنت -والموبايل مؤخرا- أصبحت تحاصر الإنسان بكافة الأحداث التي وقعت في الداخل والخارج من الصباح وحتى المساء، بل والمتابعة المستمرة للأحداث لحظة بلحظة، والمتأمل يرى أن الإعلام الذي يقدم من خلال تلك الوسائل الآن يختلف عن إعلام السنوات الماضية سواء على مستوى الشكل أو المضمون؛ حيث اختلف المحتوى الاعلامى واختلف الوعاء الذي توضع فيه الرسالة الإعلامية وتعددت اتجاهات هذا الإعلام وتنوعت كي تتواءم مع التدفق الإعلامي والتكنولوجي الواقع والتطور التقني على مستوى الوسائل التي تضافرت معاً في عصر الإنفوميديا والتقارب التقني والإعلامي.

نعرض هنا لمقال جديد حول تطور اتجاهات الميديا والمعنون بالاتجاهات العشرة للإعلام الجديدةTop Ten Trends in Streaming Media Application Development كتبه Frank Daysالنائب الأول لرئيس التسويق بشركة Media pearl والمبدع في مجال تطوير منتجات البث الحي، وMark holiday رئيس شركة Media pear تناولا فيه الاتجاهات العشرة الأولى في تطوير تطبيقات البث الحي للمحتوى بالتركيز على شبكات (محطات الإذاعة والتليفزيون)، وأنظمة software&hardware التي تغير الطريقة التي نختبر بها الوسائط السمعية والبصرية في المؤسسات التجارية.

المحتوى الفعال محل الساكن

الاتجاه الأول: المحتوى الديناميكي الفعال سيحل محل المحتوى الساكن.

نجد اليوم أن طريقة إنشاء محتوى حي تختلف عن ذي قبل، ففي منتصف التسعينيات حيث كان تأليف المحتوى الشبكي في بداياته، ومعظمنا يذكر الأيام الأوائل عند بداية ظهور الويب عندما كان يتم بناء المواقع يدويا، أما اليوم فيقوم الفنيون المهرة بتطوير لغة توصيف النص المتشعب HTML (hyper text markup language وهى لغة التأليف المستخدمة لإنشاء وثائق علي الشبكة العنكوبتية، تلك اللغة المستخدمة لتحديد الهيكل والشكل التخطيطي لوثيقة شبكية وتستعين في ذلك بمجموعه متنوعة من العلامات والصفات، ويبدأ الهيكل الصحيح لوثيقة ما بلغة بـ حيث يتم هنا إدخال معلومات من مثل: هذه الوثيقة عن ماذا؟ وتنتهي بـ ،. وكل المعلومات التي يرغب المستخدم في تضمينها داخل صفحات الويب والتي تتناسب مع الهيكل وهيكل العلامات tags على نحو دؤوب ومتواصل فينشئون صفحة صفحة حتى يتأسس الموقع وتبدو المواقع للوهلة الأولي جيدة، ولكن ومع ذلك، أدركت الشركات سريعاً أن هذه المواقع يصعب الحفاظ عليها دون تدخل يدوي كبير.

وبعد ذلك بوقت قصير خرجت علينا خدمات التطبيق التي تقوم ببناء صفحات ويب فردية من بيانات مخزنة في قاعدة البيانات الرئيسية، مع تفجر التقنيات التي تقوم بتكييف المحتوى وفقًا لاحتياجات المستخدم personalization technologies بدأت هذه التقنيات تصل للسوق الواسع.

وبقدر ما بدأ الناس يضاعفون جهودهم مع المحتوى الإعلامي النشط، فإن الحاجة لسبل أفضل لإنشاء وإدارة محتوى سيصبح أمرًا حرجًا؛ فعلى سبيل المثال، في قسم التسويق الخاص بك، ستجد سبلا تتيح لك إرسال رسائل معينة لمستهلكين بعينهم، وسينجم عن هذا الدعم منتجات أكثر، من خلال إنشاء المحتوى النشط والعمل بانتظام مع خدمات التطبيق، وإدارة العلاقات مع العملاء ونظم إدارة المعرفة.

البث الحي بين الإنترنت الفيديو

محتوى متطور يتم اعداده في الوقت الذي يستغرقه طاقم تصوير سينمائي

الاتجاه الثاني: بث حي بين تكنولوجيا الإنترنت وتكنولوجيا الفيديو (مثل: التلفزيون التربوي، التلفزيون العادي، الفيديو المتفاعل، وأشرطة الفيديو، وأقراص الفيديو).
بدأنا مؤخرا نرى أن البث الحي يتم إنشاؤه بالطريقة ذاتها التي يجرى بها إنتاج محتوى الفيديو التسويقي؛ حيث يتكون فريق العمل من طاقم صغير قد يكون: منتجا، مصورا، أو مهندس صوت ثم بعد ذلك يتم عرض الحدث وفقا لنظام betacam””.

وبعد عملية التحرير، Digitizing، (هي أداة إدخال تمكن المستخدم من إدخال الرسومات إلى جهاز الكمبيوتر وتتكون من قرص إلكتروني وقلم أو كرسور “مؤشر”) والتشفير، ينتهي دور الشركة بإعداد المحتوى ليصبح جاهزا لبثه على الشبكة، وتكمن مشكلة هذه العملية في أنها على الرغم من كونها سلسة فإنها باهظة التكلفة، ولا يمكن فصلها، وغير فعالة بالنسبة للشبكة.

وهناك طريقة واحدة لإنشاء محتوى أفضل على الإنترنت تسمى”guerilla streaming”، والتي تقوم على شخص واحد وباستخدام كاميرا فيديو رقمية ذات جودة عالية، تعمل خلال فيديو رقمي صغير، ويلتقط المصور الحدث بسرعة خلال مرة واحدة أو اثنين، وتتم عملية الإنتاج الرئيسية عبر جهاز كمبيوتر شخصي باستخدام software رئيسي موحد كـ “adobe premier”. وبعد إجراء هذه العملية ينتج محتوى متطورا معدًّا خصيصاً للبث علي شبكة الإنترنت، يتم إعداده في إطار الوقت الذي يستغرقه طاقم التصوير السينمائي، وقد شاهدنا إنشاء مواقع مخصصة بأكملها لعروض الفيديو باستخدام برنامج “power point” يجرى تحريرها أثناء إنتاجها أو في أقل من يوم، وهذه التقنيات الجديدة تسمح بتكوين فريق عمل إلكتروني ينتج المحتوى الإلكتروني الحي على الشبكة.

معركة ضارية وفائز واحد

الاتجاه الثالث: معركة ضارية بين البرامج المستخدمة.

هناك العديد من البرامج المستخدمة داخل المواقع والتي تتنافس فيما بينها؛ فهناك Real Networks, ******s Media Player, Apple QuickTime, MPEG4, MPEG7, SMIL, SMIL 2 . ومعايير هذه المعركة سوف تنتج واحدا أو اثنين من الفائزين.

فاليوم معظم المواقع تستخدم برامج إما real فقط أو ******s وreal، وفيما يبدو، فإن real networks وMicrosoft سوف تتحكم في المستقبل القريب في عملية البث على desktop (هو تشبيه يستخدم مجازا لتصوير الملفات وأنظمتها وتعرض لمجموعة الملفات الفردية files والملفات المجمعة داخل ما يسمى folder والمستندات documents (من حروف، تقارير، وصور) وكل تصوير لملف أو صورة يسمى أيقونة icon ويمكن ترتيب هذه الأيقونات على سطح المكتب الإلكتروني بنفس الطريقة التي نرتب بها أدواتنا على المكتب) كحروب المتصفحات “browser wars”، التي ستستغرق بعض الوقت حتى تتمكن إحداها من الانفراد بنفسها.

وفي حالة فوز أحد المتنافسين، فإنه يبدو واضحا أن الشركات كانت ستظل تدعم أكثر من تطبيق إعلامي، وما يحدث يشبه المعركة التي كانت قائمة بين internet explorer – Netscape” وانتهت بتوزيع حصص المعركة بينهما 80 إلى 20، وستدفع كلتا الشركتين صيغ الملكية الخاصة بهما، فما يهم مطوري التطبيقات Application Developer هو أن الشركات ستحتاج إلى دعم كلا التطبيقين والتفكير في التقنيات التي يمكنها العمل معهما بسهولة.

ولكن ماذا عن كل الوسائط الإعلامية التي تشغل بسهولة تامة، كخدمة إمكانية الاتصال التليفزيوني السريع من خلال الهاتف؟ ففي حين أن فوائد تلك المنتجات تفرض بالقوة، فإنهم يواجهون عقبات جمة في شكل الحصول على كتلة حرجة من المحتوى المشفر وبرامج ملفات الصوت والصورة التي تم تنصيبها مسبقا على سطح المكتب.

محتوى نشط أكثر تزامنية

فرانك دي

الاتجاه الرابع: المحتوى النشط على الإنترنت سيصبح أكثر تزامنا مع وسائل الإعلام الأخرى.
اعتاد مستخدمو الإنترنت على التجربة الغنية من خلال عملية التصفح والإبحار بين الصفحات، والتنقيب عن المعلومات، وتنامت هذه التجربة الغنية من خلال تطور المحتوى الشبكي الذي لم يعد مجرد نص صامت.. بل نص فعال وموثق بأدلة فيديو تعزز مصداقيته، فنجده اليوم يتكون في معظمه أو في جزء منه من ملف صوت أو صورة يتم تسليمها عبر ملفات تشغيل الصوت والصورة مستفيدا في ذلك من تطور تقنيتي البث التليفزيوني والإذاعى على الإنترنت وآلية الدمج بين الوسائل “الإنفوميديا”.

فنجد الشركات تنشئ “المحتوى المتزامن” (يقوم على الآنية في التواصل والاستجابة) كما هو شائع الآن داخل المواقع عندما يتم توثيق المحتوى بمقاطع فيديو كتلك التي تصاحب حوارا منشورا لمسئول تصوره عبر الفيديو باستخدام شرائح “Power Point” تتحرك باستمرار طول زمن الحديث.

ويرى الكاتبان أنه في الوقت الذي ستتحسن فيه التكنولوجيات المتزامنة، فإنها ستمكن المستهلكين من عملية تفاعل أعمق مع المحتوى المبث وكما هو الحال في برامج الفيديو التي تستجيب مباشرة لتفاعل المستخدم معها، والدورات التعليمية التي تتبنى رأي المستخدم في الوقت الحقيقي، فاليوم، نجد مطوري الشبكات يستحدثون أدوات جديدة لإنشاء تجاربهم الغنية وربطها مع النظم الخلفية القائمة والتي على أساسها يتم إنتاج البيانات ديناميكيا من خلال تجميع الخبرات والتجارب.

بث مباشر تحت الطلب

الاتجاه الخامس: خدمة طلب البث المباشر للمحتوى الحي.

وعلى الرغم من أن ذلك يحتاج إلى تكاليف كبيرة، فإن السؤال هو: أي المعلومات يتطلب بثها مباشرة؟، فهناك معلومات هامة وحرجة ويتعين بثها مباشرة، مثل طلب عائدات مالية، أو المعلومات الضرورية التي يتعين تسليمها لبعض الشركات، وبعد ذلك فإن القائمون على تلك الخدمة يقومون بالموازنة بين ما يقدمونه للجمهور من فوائد كتقديم المعلومات في الوقت الحقيقي، وبين ظروف العمل تحت ضغوط الكلفة، والوقت، ومجهودهم لإثراء الحدث وتفعيله،وهناك العديد من الشركات التي تحقق عائدات من خلال خدمة الطلب على المحتوى تلك التي تقدم مقابل دفع المستخدم لمبلغ من المال في مقابل ما يبذله القائمون على تلك الخدمة من جهد لتفعيل الحدث وإضافة بعض العناصر لإثراء الخدمة كالـ”الدردشة”، و”التصويت”، والاتصال عبر الإنترنت بما يمكنهم في النهاية من بث الحدث لحظة وقوعه وإتاحته للمستهلك المشترك في الخدمة.

ولكن الآن يمكننا أن نشاهد في العديد من مواقع الإنترنت بثا مباشرا للمحتوى دون تكاليف كبيرة، بل إن معظم المواقع إن لم يكن كلها تقوم بالتحديث المستمر للمحتوى المنشور وتدعيمه بلقطات الصوت والصورة، فالمحتوى على الشبكة يلازمه وسيط تزامني، وفى النهاية فإن خدمة الطلب على المحتوى ستصبح أمرا شائعا.

الاتجاه السادس: استكمال تحسن تكنولوجيا فيديو البحث والمتابعة.

ففي الوقت الذي تضاعف فيه الشركات من استخدامها للبث الحي، فإن تطبيق ذلك سيتطلب منها تخير أفضل اللقطات، )تحديد الكلمات الرئيسية والمفاهيم والمشاهد)، وسيصبح الفيديو جزءا لا يتجزأ من المحتوى لأجل تفعيل الحدث.

وتقوم معظم تطبيقات البحث الحالية على نوعين أساسيين من التقنيات تقدم صورة معبرة ونابضة مع اهتمام خاص بالصوت، حيث أصبح البحث عن الصورة الحية النابضة بكل ملابسات المشهد وظيفة ملحة لصناعة المشهد بكل أنواعه وتغييراته عبر الفيديو، كما أن عملية تطوير الأداء الصوتي ستكمل تحسنها بشكل أوسع كوحدات معالجة مركزية، وإلى جانب ذلك فإن معظم الشركات تفكر فقط بشان كيفية جعل البث الحي أونلاين، وسيصبح غدا بث المحتوى الحي أونلاين ميزة تقيم على أساسها أي مؤسسة، والتحدي القادم سيكون في كيفية إدارة المحتوى على الإنترنت، ويمكنك أن تتوقع كيف يمكن أن تكون Extensible Markup Language) xml ) (لغة الترميز القابل للامتداد) وسيلة لتسهيل عملية تبادل المحتوى.

الاتجاه السابع: القدرة على بث محتوى حي على قدر عالٍ من الجودة.

وهو الشيء الأخير الذي يمكنه أن يكون حاجزا بالنسبة للمستهلك، ففي المستقبل المنظور فإن القدرة على بث محتوى حي على قدر عالٍ من الجودة تتطلب اتصالا بخطوط إنترنت فائقة السرعة broadband (وهي الخطوط التي تمد الحاسبات الإلكترونية بالبيانات التي تحتاجها من شبكة الإنترنت بسرعات فائقة تصل إلى عشرات الأضعاف لخطوط التليفون التقليدية التي نستخدمها في منازلنا‏) ويمكن للشركات الاستمرار في بث المحتوى الصوتي إلى مستخدمي إذاعة ALO (أمريكا أون لاين)، ولكن بث محتوى التليفزيوني لمستخدمي الإنترنت من خلال خطوط التليفون بسرعة 56k تتقيد بأحجام صغيرة للفيديو، ومعدل سرعة أقل في عملية بث الصورة التليفزيونية، وكل ذلك يؤدي إلى مستوى جودة منخفض، وما يبدو واضحًا أن بث المحتوى الصوتي يعد حلا جذابا لجماهير النطاق العريض الأقل جودة، ومع ذلك فإن بعض المنظمات مثل NFLfilms.com تقدم تنازلات عن حقها عندما تعلن على الصفحات الرئيسية أن الموقع صمم لمستخدمي عرضة الحزمة bandwidth (مقدار حركة مرور البيانات الذي يمكن أن تستوعبه في لحظة واحدة ويقاس بوحدة بت في الثانية).

لغز التقارب

مارك هوليدي

الاتجاه الثامن: التقارب الحقيقي بين الإنترنت والتلفزيون.
وهو تقارب قال الباحثان بأنه ظل لغزا، فبينما سيظل المبتكرون يتحسرون على فشل جهودهم في أوائل 1990 لتطوير التليفزيون التفاعلي، وكثير من فرق الموهوبين استكملوا تجاربهم لمحاولات استخدام الإنترنت والتليفزيون في آن واحد كوسيلة واحدة، وبرغم ذلك فإنه لا أحد يعرف أين ذهبت جهودهم.

وحكى الكاتبان عن زيارتهما لوكالة إعلانات تقوم بالترويج الإعلاني لأهم المنتجات المنزلية الشهيرة في الولايات المتحدة حيث شكلت الوكالة فريقا لتجريب مجموعة واسعة من الأحداث لأجل “تطوير التليفزيون” كما هو الحال في البرامج التي تذيع المباريات الرياضية والمحتوى الشبكي المتزامن خلال البرامج التعليمية، وبالرغم من ذلك فقد اعترفوا بأنهم لم يعرفوا أين تم توجيه التقارب بين التليفزيون والإنترنت، وإنما عرفوا فقط أنهم لا بد أن يكونوا جزءا منه.

والسؤال ماذا يمكن أن يعنى ذلك لمطوري التطبيقات التجارية؟ فمن المتوقع أن فريق التسويق سيبتكر سبل جديدة لاستخدام المحتوى الشبكي جنبا إلى جنب مع المحتوى الإعلامي التقليدي.

ومع ذلك فإن الوسائط الصوتية والتليفزيونية ستجد في النهاية طريقها لشركات المواقع الإلكترونية، ويبقى غير واضح أي الأعمال التي يمكنها أن تصل بجمهورها إلى مستوى التوائم والتكيف مع هذا التقارب التكنولوجي.

نمو البنية التحتية للشبكات

الاتجاه التاسع: مواصلة الشركات تحسين البنى التحتية للشبكات.

فعلى الرغم من التباطؤ الذي حدث للتكنولوجيا الحالية عالية الجودة، فإن الاعتماد على شبكة الإنترنت أصبح نهجًا أساسيًا بالنسبة لأدق المعلومات، والزيادة التي حدثت تمثلت فقط في الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات (أي تطور على مستوى البنية الفوقية)، ولكن ستنمو إلى جانبها البنية التحتية للشبكة.

ويعد أعظم تحدٍ بالنسبة للبث الحي في المؤسسات التجارية هي bandwidth (مقدار حركة مرور البيانات الذي يمكن أن تستوعبه في لحظة واحدة ويقاس بوحدة بت في الثانية)، كما أنشئت منتجات جديدة لتتغلب على المشكلات المرتبطة بالتحول المتزايد نحو التطبيقات الكثيفة للـbandwidth مثل: البث الإعلامي الحي، كما أن أسلوب الدفع منخفض التكلفة لطلب البث الحي للمحتوى يمكنه أن ينقل المحتوى إلى الشبكة ويقلل من الأعباء المتزايدة عليها، بالإضافة إلى أن التحسن في التشغيل المزدوج مع نظام الدفع المنخفض الكلفة يمكنه أن يساعد فقط في تكثيف تطبيقات النطاق الترددي.

الاتجاه العاشر: عائدات ترفيه إيجابية.

فبينما لا تزال صناعة الترفيه تعانى الكثير بسبب إخفاقاتها المتعددة، وجد مديري الأعمال أن البث الحي وسيلة مالية فعالة لجذب المزيد من المساعدين والشركاء، كونها تحقق مبيعات أعلى وأسرع، وتعزز العلاقات القائمة.

فعلى سبيل المثال: أحد العملاء يستنتج أن تكلفة إرسال شخص واحد في رحلة إلى أوروبا لتدريب شركاء المبيعات تكلفهم ما بين 3 إلى 5 آلاف دولار، ولذلك فإن البديل، إنشاء عروض طلب المستهلك للمحتوى، والتي يمكنها أن توصل الرسالة بتكلفة أقل من كلفة سفر أحد الأشخاص إلى أوروبا.

وفي قضية كهذه فإن قياس العائد على الاستثمار بسيط، فأنت لا تقلل فقط من كلفة السفر ولكنك أيضا تسلط الأضواء على حدث و”تؤرشفه” للرجوع إليه عند الحاجة، ويتوقع زيادة حجم الأعمال مع تعاظم المحتوى المتدفق.

واليوم، يواجه المستهلكون ورجال الأعمال عقبة أساسية في كيفية خلق محتوى يتكامل مع البنية التحتية الموجودة والتي تحول دون توسع انتشار استخدام البث الحي في المستقبل القريب. أصبحت لغة java و xml ضروريتان لبناء تطبيقات البث الحي، والى الآن فإن معظم أعمال البث الحي باستخدام أجهزة الكمبيوتر حيث يطورها فنيون ومبدعون إلى جانب مهندسي البرمجيات.

وسيعتمد الجيل القادم من تطبيقات البث الحي على بيئة أكثر تطورا بالإضافة إلى الأدوات التي يمكنها أن تعالج محتوى إعلاميا ثريا.

وفى النهاية فإن التطورات التي ستلحق بعالم الميديا لن تقف عند حد معين وستظهر العديد من السيناريوهات المبتكرة في ظل التطور التكنولوجي المتلاحق وما صحبه من تطور على مستوى الممارسة الإعلامية والتي غذتها وأثرتها آلية الدمج والتكامل بين الوسائل الإعلامية، وسيأتي اليوم الذي لا نكاد نرى فيه وسيلة إعلامية تعمل وحدها.. بل تندمج كل الوسائل معا إيذانا بزوال محاولات التعتيم وانتفاء المصداقية، ولن تكاد تخلو مادة تنشر من أدلة توثيقية مسموعة ومرئية


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

القيم الاخبارية و العوامل المؤثرة فيه

مقدمــــــة :
لا يوجد فرق كبير في نوعية الأخبار المعروضة اليوم على التي كانت تنشر في الماضي ، فالكم الكبير من الأخبار كان ولا يزال يتناول الأنشطة الرسمية والاقتصادية والتجارية والأحداث الكبرى إضافة إلى الأخبار الاجتماعية والمتعلقة بالمشاهير ذات الأهمية.
إن الاختلاف الوحيد يكمن في وجود جمهور واسع لوسائل الإعلام الجماهيرية والذي يتميز بالعدد الكبير والتنوع الكثير ، من هنا أصبح لزاما على المؤسسات الإعلامية مهما كان نوعها أن تتبع سياسة تنويع الأخبار لكسب عدد أكبر من الجمهور ، ويكون ذلك بتقديم الأخبار ذات الأهمية أو الجدارة لنشرها أو عرضها ، وذلك ما يسمى بالقيمة الإخبارية ..
ولكننا أيضا نلاحظ من خلال تتبعنا للأحداث اليومية وتناول وسائل الإعلام لها يكون متباينا من وسيلة إلى أخرى ومن مؤسسة إلى أخرى ، فهناك من الصحف من يتناول خبرا ما في الصفحة الأولى أو يعطيه ملفا كاملا، وهناك من لا يتناوله أصلا أو قد يشير إليه في بضع أسطر ، كما أن هناك من النشرات الإخبارية الإذاعية أو التلفزيونية ما يهتم بموضوعات محددة ويتبع سياسة ما في طرح وترتيب الأخبار، وأخرى تخالفها تماما في التوجه ، وحتى عرض الصور المرتبطة بالخبر تخضع إلى نوع من القص فنشاهد صورا متباينة لخبر واحد من قناة إلى أخرى .
إذن بعدما قلنا أن المؤسسات الإعلامية تتبع سياسة تنويع الأخبار في نشراتها وتقديم الأخبار ذات الأهمية والجدارة أو بإتباع ما يسمى بالقيمة الخبرية ، نجد الآن اختلاف أهمية الأحداث ونسبة الجدارة والاستحقاق لنشرها بالنسبة لكل مؤسسة إعلامية ، أي أن كل مؤسسة لها وجهة نظرها حول الأحداث ولها قيمها الإخبارية الخاصة بها ، ولتكوين تلك النظرة هناك عوامل عديدة ومؤثرات في القيم الإخبارية .
سنحاول في هذا البحث أن نبين ما هي القيمة الخبرية في نشرات الأخبار من خلال تحديد بعض المفاهيم والمصطلحات أولا وهي القيمة والخبر والقيمة الخبرية ، ثم العلاقات التي ترتبط بالقيم الإخبارية وهي عناصرها ومحدداتها والعوامل المؤثرة فيها وتدخلها في بناء النشرات وتصنيف الأخبار، فما العناصر التي تحددها حتى نقول عن خبر ما أنه يحمل قيمة خبرية ؟وما الظروف والعوامل التي يمكن أن تؤثر في القيم الإخبارية في كل وسيلة إعلامية لنشراتها أو أخبارها ؟
إضافة إلى أنه خلال إجرائنا للبحث توصلنا إلى تصنيف للأخبار حسب القيم الخبرية فيها ومراعاة لعناصر القيمة الخبرية والعوامل المؤثرة فيها، هو عنصر من اجتهادنا الشخصي ونتيجة نابعة من المقدمات التي بحثنا فيها وتوصلنا إليها فيما يتعلق بالقيم الإخبارية.
ثم نقوم بدراسة مقارنة بين نشرات الأخبار في ثلاث قنوات تلفزيونية كل واحدة تتميز بطبيعة وخصائص معينة ومتباينة، وهي التلفزيون الجزائري وقناة الجزيرة الفضائية وTF1 الفرنسية، وذلك بهدف الكشف عن تأثيرات مختلف العوامل على قيمها الإخبارية.

الفصل الأول :
تحديد المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالبحث
المبحث الأول: مفهوم القيمة
تشتق كلمة القيمة في اللغة العربية من القيام، وهو نقيض الجلوس، والقيام بمعنى آخر هو العزم، ومنه قوله تعالى: (وَأنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللّهِ يَدْعُوهُ) .أي لمّا عزم. كما جاء القيام بمعنى المحافظة والإصلاح، ومنه قوله تعالى: (الرِِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) . وأما القوام فهو العدل، وحُسن الطول، وحُسن الاستقامة “
كما تدل كلمة القيمة على الثمن الذي يقاوم المتاع، أي يقوم مقامه،وهي ما يقدر به الشيء للتثمي والتمييز، وجمعها قيمُ، وقيمة الشيء في الدور الذي يقوم به ، مثل قوله تعالى (فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَة) وهنا دلالة على القيمة المرتفعة.
ومع مرور الأيام شاع استعمال كلمة القيمة، فأصبحت تدل على معانٍ أخرى متعددة، فيرى علماء اللغة مثلاً أنّ للكلمات قيمة نحوية تحدد معناها ودورها في الجملة، وأنّ قيمة الألفاظ تكمن في الاستعمال الصحيح لها، كما يستعمل علماء الرياضيات كلمة القيمة للدلالة على العدد الذي يقيس كمية معينة، ويستخدمها أهل الفن كونها تجمع بين الكم والكيف، وهي بهذا تعبّر عن كيفية الألوان، والأصوات، والأشكال والعلاقة الكمية القائمة بينها، كما يستخدمها علماء الاقتصاد للدلالة على الصفة التي تجعل شيئاً ممكن الاستبدال بشيء آخر، أي قيمة المبادلة.
يتضح مما سبق أن مفهوم القيمة (Value) من المفاهيم التي يشوبها نوع من الغموض والخلط في استخدامها، وهذا نتيجة لأنها حظيت باهتمام كثير من الباحثين في تخصصات مختلفة، ولهذا اختلف الباحثون في وضع تعريف محدد لها، ومرد ذلك الاختلاف يعزى إلى المنطلقات النظرية التخصصية لهم، فمنهم: علماء الدين، وعلماء النفس، وعلماء الاجتماع، وعلماء الاقتصاد، وعلماء الرياضيات، وعلماء اللغة .. إلخ. فلكل منهم مفهومه الخاص الذي يتفق مع تخصصه. ومن هؤلاء العلماء ( بريParry) الذي يعرّف القيم بأنها الاهتمامات، أي إذا كان أي شيء موضع اهتمام فإنه حتماً يكتسب قيمة، ومنهم من يعرفها بالتفضيلات مثل (ثورندايك، وهناك من يعرّف القيم بأنها مرادفة للاتجاهات مثل (بوجاردس). وكثير من علماء النفس يرون أن القيمة والاتجاه وجهان لعملة واحدة. أما (كلايدكلاهون فيعرّف القيم بأنها أفكار حول ما هو مرغوب فيه أو غير مرغوب فيه.
واستناداً إلى ما سبق من تعريفات يمكن تعريف القيم بأنها: عبارة عن المعتقدات التي يحملها الفرد نحو الأشياء والمعاني وأوجه النشاط المختلفة، والتي تعمل على توجيه رغباته واتجاهاته نحوها، وتحدد له السلوك المقبول والمرفوض والصواب والخطأ، وتتصف بالثبات النسبي.

المبحث الثاني: مفهوم الخبر.
فيما يخص التعريف اللغوي العربي فإن البلاغيين العرب لم يتفقوا على تعريف واحد للخبر؛ وإن شاع تعريف القزويني لـه قديماً وحديثاً وهو أن الخبر كل كلام يحتمل الصدق والكذب لذاته…
ويؤكد ذلك تعريف فخر الدين الرازي بقوله: إنه “القول المقتضى بتصريحه نسبة معلوم إلى معلوم بالنفي أو بالإثبات. ومَنْ حَدَّه بأنه المحتمل للصدق والكذب المحدودين بالخبر لزمه الدور. ومن حَدَّه بأنه المحتمل للتصديق والتكذيب المحدودين بالصدق والكذب وقع في الدور مرتين”
أما اصطلاحا في علوم الإعلام والاتصال فكثيرا ما كنا نقرأ في كتب الصحافة تعريفات للخبر تكاد تلتقي في مفهوم عام وهو ان الخبر وصف لحدث اني يحظى بالاهتمام.
وقد مضت عقود طويلة ظل فيها هذا المفهوم العام راسخا في أذهان كتاب الخبر والمحررين والمراسلين الذين وجدوا إن مهمتهم الصحفية تقوم على اطلاع القراء وتنويرهم بما يجري من أحداث.. فقد عرف فور تكليف الخبر ونشره عام 1865 بأنه الإثارة والخروج عن المألوف.. فعندما يعض الكلب رجلا فهذا ليس بخبر ولكن عندما يعض الرجل كلبا فهذا هو الخبر.
وعرف د. عبد الستار جواد الخبر بأنه شيء لا نعرفه من قبل، شيء نسيته أو انك لم تفهمه .
أما الدكتور سعيد السيد فيقول في تعريفه للخبر : هو أي حدث له مدلول اجتماعي له تأثير على حياة الناس .
والخبر الكامل هو الذي يعطي الإجابات الوافية والكاملة على الأسئلة الستة التالية:
1-من.. من الذي لعب الدور الأول في وقوع الحدث
2-متى.. زمن وقوع الحدث.
3-أين.. مكان وقوع الحدث.
4-ماذا.. ماذا حدث.
5-كيف.. تفاصيل الحدث.
6-لماذا.. أوليات أو خلفيات الحدث.
وليس بالضرورة ان تتوفر في الخبر الإجابة على الأسئلة الستة ولكن المحرر الصحفي يسعى دائما ليضمن خبره الإجابات على ما يستطيع من هذه الأسئلة.
ويمكن تحديد وظائف الأخبار لتتمثل فيما يلي:
وظائف الأخبار :
(بالنسبة للأفراد)
1- مراقبة البيئة : ( تجنب المخاطر التي تهدد وجود الإنسان واقتناص الفرص التي تكفل استمراره )، حيث تنوب وسائل الإعلام عن الجمهور في جمع وتفسير الأخبار بغرض مراقبة البيئة التي تحيط بهم لفهمها والتكيف معها.
2- الإثارة : فقد يتوجه البعض لمتابعة الأخبار بسبب الرتابة والملل، وهذا العنصر يتغير من يوم لآخر ومن شخص لآخر.
3- زيادة الإحساس بالمشاركة في الأحداث العامة : ويكون ذلك بسبب الاطلاع المستمر على مجريات الأمور أو يؤدي به إلى المشاركة السياسية.
(بالنسبة للسلطة التنفيذية)
1- توجيه الأفراد نحو ما يراه النظام :
أهداف ظاهرة مباشرة : المشاريع والقوانين والإنجازات.
أهداف غير مباشرة : الدفاع عن سياسة الحكومة والدعاية لها.
2- تأكيد شرعية النظام .

المبحث الثالث: تعريف القيمة الإخبارية.
تعرف القيم الخبرية على أنها مجموعة المعايير المادية والذهنية التي على أساسها يتم تحويل الحدث إلى خبر صحفي ، فالقيم الإخبارية هي الصفات التركيبية المرتبطة بالتفاعل بين الحدث والجمهور وهي التي تكشف عن جوهر الحدث وعن استخدامه الاجتماعي أي تحويله إلى موضوع للاطلاع والمعرفة والفهم .
وللقيم الإخبارية مجموعة من العناصر التي تقوم عليها كي تجعل من الحدث يرتقي إلى مستوى الخبر الذي يهم الجمهور ، وهذه العناصر تختلف يبن الباحثين في مجال الإعلام
كما أن القيم الإخبارية هي من أعوص معاني البنيات في المجتع المعاصر وذلك لما تحمله من معان إيديولوجية وذهنية ، أي أن التمايز في الأنظمة الاجتماعية والسياسية والقيمية والإعلامية على مستوى العالم له أثر في إيجاد اختلاف للقيم الإخبارية التي يقدمها كل نظام.
إذن فدلالة القيم الإخبارية تدل على وجود بنية معقدة للخبر على أساس أبعاد القيمة المتعددة ، نظرية أو نفعية ، فكرية أو إيديولوجية أو دينية.
ويقوم الفهم الدقيق للقيم الإخبارية على أساس فهم مغزى الحادثة التي ستنقل إلى الجمهور، وتفاعلها مع الوسيلة الإعلامية، فكل وسيلة لها قيمها الإخبارية الخاصة بها التي تنبع من طبيعتها.

الفصل الثاني:
العلاقات المساعدة على فهم القيم الإخبارية

المبحث الأول : العناصر المحددة للقيمة الإخبارية
1- الجدة ( الحداثة):
ان عنصر الجده أساسي للغاية في الأخبار فهي/ أي الأخبار/ تفقد ثقلها وأهميتها في الأغلب عندما تكون قديمة وتمثل الجده في الأخبار عنصر استقطاب اهتمام الشخص المتلقي (قارئ، مستمع، مشاهد).
ويتعلق عنصر الجدة وحداثة الأخبار أيضا ويتأثر بتطور أدوات الإنتاج والتوزيع التي شهدت – سواء المطبــوع منــــــه أو المسموع أو المرئي- تطوراً كبيراً حيث ظهرت تقنيات جديدة في مجالات الجمع الإلكتروني والطباعة والتصوير والإنتاج التلفزيوني أدت إلى اختصار الوقت وزيادة الجاذبية والإبهار. كما تطورت صناعة الكمبيوتر في مجال خدمة المعلومات جمعاً وصناعة وتوزيعاً. وارتبطت بتقنية الكمبيوتر تقنية الاتصال سواء في مجال الإنتاج أو التوزيع أو البث فزادت من كفاءة كل منهما. وأكملت التطورات الكبيرة في مجال تقنية الأقمار الصناعية وشبكات التوزيع الأرضية والكوابل وغيرها حلقات التطور الإعلامي وفتحت أمام الإعلام آفاقاً رحبة وواسعة للانتشار والتأثير .

2- التأثير:
يقصد به إثارة اهتمام أكبر عدد من الناس . فمن الأخبار ما يمس جماعة قليلة من الناس في المجتمع فلا يؤبه له كثيراً في الصحف ووسائل الإعلام . و من الأخبار ما يمس أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع ، أو يمس مرفقاً من أهم المرافق الحيوية في هذا المجتمع ، أو يمس مشكلة من أكبر المشكلات السياسية أو الخلقية أو الاقتصادية التي تهم المجتمع ، و إذ ذاك ترى وسائل الإعلام تخصص لهذا الخبر الضخم مكاناً ظاهراً في صدرها.
وعنصــــــــر الضخامة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدلالة الإعلامية، ومدى اهتمام الناس بها. تقول القواعد الأولى في علم حساب الأخبـار أن نبأ حادثة أصابت ألف شخص أهم من نبأ حادثة أخرى أصابت 100 وقرار قاض في المحكمة أو تفسيره لإحدى مواد القانون إجراء فني بحث ، ولكنه في الوقت ذاته يؤثر في حياة الملايين ويستطيع الصحفي أن يكتب موضوعاً مثيراً يبين فيه نتائج القرار على حياة العامة. ( و يجب التأكيد على تأثير الخبر لأنه قد لا يفهم الجمهور تأثيرات بعض الأخبار في بعض الأحيان لتشابك الموضوع أو لتداعياته التي تكون معقدة الفهم) .
3- الشهرة:
يقال أن (الأسماء تصنع الأخبار) وأن (الأسماء اللامعة تصنع الأخبار الهامة)
وكل إنسان يحب الأبطال و الساسة البارزين في الهيئة الاجتماعية، وكذلك يحب الرياضيين والفنانين وملايين من الناس يقبلون منهم على قراءة قصص المكتشفين و الرحالة ومغامرات أصحاب الملايين.
وقـــــــــد تكون الشهرة مؤقتة سواء كانت لأشخاص أو أماكن أو أشياء أو حوادث تثير اهتمام القراء، مثل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون أو معركة انتخابية، أو أحداث لبنان، أو أنفلونزا الطيور وقد يستمر أثرها على الناس مثل قضية ووتر جيت أو قضية “مونيكا لوينسكي” أو موضوع تحديد النسل أو استنساخ البشر، وسيصر ملايين الناس على معرفة التفاصيل إذا وقع حادث لإنسان مثل رئيس الجمهورية أو الملك أو فنان ما أو أحد الرياضيين.
وإذا قـــــال أحد الأساتذة: ينبغي إعادة النظر جيدا في قانون الأسرة الأخير فليس في هذا القول خبراً، لأنه إنسان غير مسئول و لا يهم الرأي العام ولكن إذا أعلن وزير الشؤون الدينية هذا التصريح أصبح خبراً ينشر في مكان بارز.
ولكننا في المقابل لا ينبغي أن نسلم بالمبدأ القائل أن الأسماء تصنع الأخبار، لأنه ليست كل أفعال الشخصية الشهيرة تعد أخبار ولكن يجب وجود عناصر أخرى من عناصر القيمة الخبرية.
4- الصراع:
هناك مثل هولندي يقول الأخبار الجيدة تمشي والأخبار السيئة تجري.
وكهذا المثل فإن وسائل الإعلام تتبع دوما الأخبار التي تتمتع بالسلبية وخصوصا إذا وجد الصراع بين جهتين أو أكثر
” كما أصبحت ظاهرة الإرهاب تتصدر اهتمامات وسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأنواعها… فرض الإرهاب نفسه وأصبح اللغة الأكثر تداولاً في العالم وأصبحت ظاهرة الإرهاب من القيم الخبرية التي تعتمدها الجرائد والمجلات ومختلف وسائل الإعلام، كما أصبحت نشرات الأخبار تتفنن في تقديم صور مختلفة عن الأعمال الإرهابية التي أصبحت تنشر يوما بعد يوم في دول عديدة من العالم ..وبالنسبة لمعظم وسائل الإعلام الغربية وخاصة تلك التي تركز على الإثارة وعلى بيع الغرابة والعنف والجريمة فإن الإرهاب يعتبر مادة دسمة مربحة تساعد المؤسسة على زيادة المبيعات وجني أرباح طائلة، فالإرهاب أصبح لغة هذا القرن ”

5- القرب:
فالقرابة مثلاً في وسائل الإعلام الغربية لها مفهوم جغرافي ونسبة مكانية. وهذا المفهوم يستخدم بمعنى أخص منه في العالم الإسلامي. فالأخبار القادمة من أماكن بعيدة مثل أندونيسيا، الصين، أفريقيا، وأمريكا اللاتينية، تحذف من وسائل إعلامهم عندما يكون مخاطبوها في أماكن أخرى مثل أمريكا والشرق الأوسط. أما القرابة في الإسلام، فليس لها مفهوم جغرافي ولا مكاني، وإنما لها مفهوم ثقافي. أي أن حوادث الأمة الإسلامية تتعلق بالعالم الإسلامي، بقطع النظر عن القوميات والدول. فالمصالح الشخصية لا تتدخل في صياغة الخبر، والأخبار والمعلومات بالنسبة للأمة الإسلامية هي بضاعة اجتماعية لا صناعة ثقافية .
6- التداول:
وهذا العنصر يمثل خاصية الاستمرار في تداول الخبر حتى يأخذ جدارته وأهميته الصحفية ويجعل من المجتمع يتغير تجاه قضية ما كانت تبدو صغيرة ولكن مع الاستمرارية في تداول هذا الموضوع يصبحا حدثا هاما بالنسبة للجمهور .
7- الغرابة :
ويمكننا لتوضيح هذا العنصر بطريقة سهلة وخفيفة بالعتماد على معادلة تشرح عنصر الغرابة أو الإثارة:
نبأ عن: رجل عادي عمره 80 سنة + حياة عادية = صفراً.
ونبأ عن رجل عادي عمره 80 سنة + رحلة مغامرة = خبراً.
رجل عادي عمره 80 سنة + زوجة شابة 18 سنة = خبراً.
رجل عادي 80 سنة + زوجة شابة 18 سنة + 3 توائم = خبر أكثر أهمية.
ومثل هذا النوع من القصص الطريفة لا يمكن أن يهمل بمجرد اختفاء العناصر الإخبارية الأخرى ، بل يكفي أن يكون ” غريباً ” لكي يكون ” خبراً” ذلك أن مثل هذا الخبر قد يعيش في أذهان جمهور القراء أكثر مما يعيش خبر استقالة موظف كبير بسبب خلافه مع بعض زملائه في العمل، وتــــذهـــــب بعض الصحف إلي أن عناصر التسويق و الإثارة والطرافة و الروعة من أهم سمات الخبر الجيد.
تباين عناصر القيمة الخبرية :
وفي كثير من الكتب المنهجية التي تدرس في المعاهد والجامعات في العالم تباينت عناصرالقيمة الخبرية أو شروط الخبر فقد ذكر الألماني كاسبر ستيلر في عام 1695 العناصر التالية.
1ـ الجد والطرافه 2ـ قرب المكان 3ـ التأثير4ـ الأهمية5ـ السلبية
ومن أكثر الدراسات التي تناولت عناصر الخبر جدلا هو ما ذهب إليه كالتونك وماري روج في الدراسة التي نشرت في كتاب (صناعة الأخبار) لمؤلفيه كوهين وبونك.. وهذان الباحثان النرويجيان يريان ان هناك احتمالا اكبر لنشر الأحداث إذا كانت تلبي أيا أو بعض أو عدة معايير من المعايير الآتية:
1ـ نسبة الحدث: وهي تتعلق بالوقت الذي يستغرقه وقوع الحدث بشكل يتناسب مع وقت الوسيلة الإخبارية فحادث اغتيال مثلا أكثر جدارة صحفية من تقدم بطئ لأحد بلدان العالم الثالث.
2ـ الضخامة: كلما كان الحدث اكبر كان أفضل وكلما كان دارماتيكيا كلما زادت قوة تأثيره وتحقيقه لما يسمى باندفاع الجمهور.
3ـ الوضوح: كلما كانت الأحداث واضحة ومحدده كلما سهل على الجمهور ملاحظتها وسهل على المراسلين التعامل معها.
4ـ الالفه: وهذه الخاصية الخبرية تتعلق بالجماعة وبالقرب الثقافي وبما يتناغم مع الجمهور المتلقي فالأشياء القريبة منا تعنينا أكثر من سواها.
5ـ التماثل: هذا يعني درجة التقاء الأحداث مع توقعات الجمهور وتنبؤاته.
6ـ الدهشة المفاجأة.. لابد ان يكون الحدث مفاجئا وغير متوقع أو نادر ليكون الخبر جيداً.
7ـ الاستمرارية: وهذه الخاصية تفترض ان يكون الخبر جديداً ليقع في عناوين الصحف ونشرات الأنباء وان تستمر جدارته الصحفية حتى عندما تتضاءل ضخامته.
8ـ التشكيل/ التركيب: ان الحاجة في تحقيق التوازن في نشر الأخبار تجعل المحرر أو الناشر بطرح بعض العناصر المتناقضة، مثل نشره بعض الأخبار المحلية إذا كانت غالبية الأخبار المنشورة في الصحيفة هي أخبار خارجية أو أن ينشر بعض الأخبار الحقيقة والمشوقة إذا كانت نسبة الأخبار التي تبعث على التشاؤم عالية .
وفي كتابة المشهور الرأي العام الذي صدر عام 1922 ذكر وولتر لييمان العناصر التالية
أ-وضوح الحدث ب-الغرابة والدهشة ج-القرب الجغرافي د-التأثير الشخصي هـ- الصراع
وقد سرد الباحثين العناصر الأساسية المعتمدة في صحافة العالم الثالث والتي تؤكد على التنمية الاقتصادية والثقافة الوطنية وإبراز صورة مشرقة عن العالم الثالث وهي :
1ـ التنمية 2ـ المسؤولية الاجتماعية 3ـ التكامل الوطني 4ـ التثقيف 5ـ قرب المكان 6ـ الاهتمام الشخصي
وتتجلى هذه العناصر في طريقة عرض الأخبار في صحافة العالم الثالث حيث يتم إبراز الأخبار الايجابية وإنشاء المشاريع والمصانع وحملات التطعيم ضد الأوبئة ومحو الأمية ونشاطات زعماء هذه الدول.. كما يتم حجب أخبار العنف والجريمة والفساد والفضائح والسياسات الخاطئة.
ومن الناحية العملية فهناك عناصر أساسية تدخل في تشكيل بنية الخبر وتتكامل داخل هيكلة العام بشكل متجانس يعطين خبرا وهي:
1- ان يكون الخبر حقيقيا اي وقع فعلا.
2- أن يكون مثيرا أو يهم اكبر عدد ممكن من الناس.
3- ان تكون لغته بسيطة وموجزه لكنها متينه البناء
4- الجده أو الحداثة

المبحث الثاني: العوامل المؤثرة في القيم الإخبارية
في دراسة العوامل المؤثرة في القيم الإخبارية نجدها تختلف من عوامل سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية وأيضا أخلاقية ، سوف نتطرق في البداية إلى العوامل السياسية والفكرية أي علاقة البنية الفكرية للسلطة وللمؤسسة الإعلامية وتأثيرها المباشر في القيم الإخبارية ، ثم ننظر في العوامل الأخرى وهي أقل تأثيرا أو ذات تأثير غير مباشر.
أولا : السلطة السياسية :
العلاقة الموجودة بين السلطة السياسية و وسائل الإعلام موجودة في كل دول العالم وتطرح على أنها إشكالية تتمثل في تحكم السلطة السياسية في وسائل الإعلام ، وهذا التحكم يرجع إلى الطبيعة البنيوية للمؤسسة السلطوية المتمثلة في الدولة أو الحكومة والتي تقوم على أساس ممارسة السلطة الحكم ، في حين أن المؤسسة الإعلامية تقوم على الإسهام في تشكيل وعي الأفراد ولها دور فعال في تشكيل الرأي العام ، وبالتالي لابد أن تقوم السلطة السياسية في محاولة لاستمرارها بالهيمنة على وسائل الإعلام والسيطرة على إنتاج الأفكار والمعلومات لتكييفها حسب رأي السلطة ، فتصبح القيم الإخبارية للوسيلة الإعلامية تتماثل وتتماشى تماما مع رأي السلطة السياسية فيما ينشر وما لا ينشر .
الالتفات حول وسائل الإعلام من طرف السلطة يرجع إلى أن الدولة لها أفكارها الخاصة بها ترغب بإيصالها إلى الناس ليلتفوا حولها و لتستمر وتقوى وهذه هي طبيعة السلطة ، يقول الكاتب والمنتج التلفزيوني الأسترالي :” الحكام الجدد هم نفسهم الحكام القدامى ، لكن بوجوه جديدة وتقنيات سيطرة جديدة ، هناك إمبريالية غير مباشرة ، ناعمة أحيانا وخشنة أحيانا ، تستخدم التكنولوجيا والشركات العابرة للقوميات والإعلام والمعلومات والشعارات المعولمة”
وفي الجزائر عل سبيل المثال كان المفروض على الصحافة أن تعمل على منهاج الحزب الواحد وتحقيق المبادئ الاشتراكية حين كانت الجزائر تتبنى النظام الاشتراكي ، ثم ( كانت الإدارة السياسية موجودة بعد 1990 لجعل الصحافة المستقلة الناشئة أحد أشعة الإصلاحات السياسية و الاقتصادية في مواجهة تردد بعض القوى المستقلة )
وتجدر الإشارة إلى أن ( اختلاف الأنظمة الفكرية والاجتماعية و الاقتصادية لها دور كبير في تحديد العلاقة بين السلطة السياسية و وسائل الإعلام ) فيمكن لهذه الأخير أن تكون سلطة رابعة بينما يمكنها أن تكون جهازا من أجهزة الدولة ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية “لا يجوز أن يُصدر الكونغرس أي قانون … يحدّ من حرية الصحافة…” بحسب (التعديل الأول، وثيقة الحقوق، دستور الولايات المتحدة، 1791) مثلاً، وقفت المحكمة العليا الأميركية إلى جانب الصحف ضد الحكومة في مسألة السماح للصحف بنشر ما عُرف فيما بعد “بوثائق البنتاغون”. وقد نشرت الصحف هذه الوثائق السرية لحرب فيتنام، بعد أن حصلت عليها بصورة غير رسمية، رغم الاعتراضات الحكومية ، ( وفي الجزائر السلطة لا تتعامل مع المعطى الإعلامي باعتباره إحدى سلطات المجتمع المدني وإحدى الركائز الأساسية للنظام الديمقراطي وأداة لتحقيق التنمية ، فالشغل الشاغل للسلطة اليوم هو المزيد من التعتيم والقمع لمنع كشف الفساد الذي ينخر المجتمع الجزائري ) بالرغم من أن الجزائر تبنت الرأسمالية والتعددية الحزبية والإعلامية وهي معطيات يجب أن تضع حدا للهيمنة على أفكار وسائل الإعلام .
ويلاحظ أن هناك تباينا في حدة العلاقة بين السلطة السياسية ووسائل الإعلام في الغرب ودول العالم الثالث – أي أنها موجودة دائما في كل الدول – ورغم ذلك التباين هناك تحكم في وسائل الإعلام بميكانيزمات تختلف من دولة إلى أخرى وتتمثل في : الميكانيزم التشريعي ، الميكانيزم المالي ، ميكانيزم الرقابة .
أ‌- عن طريق التشريع : حيث تسن السلطة مجموعة من القوانين يجب على الرسالة الإعلامية التقيد بها ، والسلطة الجزائرية مثلا تعتقد أن ( دفع الصحافة نحو الالتزام أكثر بالمسؤولية يمر عبر تضييق أكثر لهامش الحرية من خلال سن قوانين ردعية ، كما حدث في تعديل قانون العقوبات وإجراءات تعسفية ومساومات سياسية وتجارية ) ، وبالتالي فإن هذه القوانين تحدد القيم الإخبارية للوسيلة الإعلامية كما أن حرية التعبير(تنتهي بمجرد استغلال السلطة لسلطتها و توظيف العدالة لضرب كل من يتجرأ على انتقادها ) .
وإذا نظرنا إلى التشريع الأمريكي فإلى جانب المبادئ المستندة على الدستور، لا يوجد هناك ما يُذكر من القوانين أو الأنظمة التي تتعلّق بممارسة العمل الصحافي. فالحكومة الأميركية لا تمنح تراخيص لممارسة العمل الصحفي، ولا تتحكّم بمستلزماته من ورق الصحف وحبر الطباعة. لكن من جهة أخرى، يخضع الصحافيون إلى نفس القوانين المطبقة عموماً على بقية المواطنين.

ب‌- عن طريق التمويل : أو سلطة المال ، حيث أن تمويل وسائل الإعلام يعود إلى المصلحة الذاتية للممول ( مهما كانت : السلطة السياسية أو الجماعات المالية أو جماعات الضغط )
وسلطة المال لها فاعلية كبيرة حيث أن السيطرة المالية تجعل من وسائل الإعلام في موضع التأييد للممول دائما وتضع قيم الممول في موضع قيمها ، وفي الجزائر دائما ( يكفي توقيع الإشهار الممنوح وتواطؤ المطابع وحدهما لبيان طبيعة الضغوط وتفسير الخط المنتهج ) ، هذا الخط المنتهج من طرف الدولة سوف يؤثر في إيجاد حرية خرافية للتعبير، فاحتكار الدولة للإشهار المؤسساتي والمطابع تعد عراقيل أمام حرية التعبير.
وسوف نزيد من شرحنا لتأثير سلطة المال على القيم الإخبارية من خلال دراستنا لنوع الملكية وتأثيرها على القيم الإخبارية للمؤسسات الإعلامية.

ج- عن طريق الرقابة : وهنا حسب رؤية الأستاذ سمير لعرج فإن الميكانيزمين السابقين أي التشريعي والمالي لا يكفيان لإحكام القبضة على مضمون وسائل الإعلام ، والأنظمة السياسية تستدعي فرض رقابة معينة لا تتعارض مع إيديولوجيتها ، ففي الغرب يؤكد على ما يريده الجمهور بينما في دول العالم الثالث فيركز على ما يحتاج إليه الجمهور ، ولا شك أن ممارسة هذه الرقابة يؤدي إلى انعدام المراقبة الذاتية وطبعا إلى توجيه القيم الإخبارية للمؤسسة الإعلامية بمراقبة ما ينشر وما لا ينشر.
وفي دول العالم الثالث والوطن العربي عموما هناك من الرقابة المفروضة على الأداء الإعلامي ما يحد من حرية الإعلام ويجعل القيم الإخبارية خاضعة للدولة، مع تفاوت تلك الرقابة المفروضة من نظام لآخر:
– رقابة مسبقة على مضمون الرسالة الإعلامية المحلية .
– رقابة قضائية على القرار الإداري بإلغاء الصحيفة أو تعطيلها .
– رقابة على مضمون الرسالة الإعلامية الواردة من الخارج .
– رقابة على بيع وتداول المطبوعات .

ثانيا : تأثير سياسة المؤسسة الإعلامية في القيم الإخبارية:
بعد دراستنا لهيمنة السلطة السياسية على الوسيلة الإعلامية النابع من بنية السلطة وطبيعتها ، سوف نحاول التطرق إلى تأثير الوسيلة الإعلامية في حد ذاتها على القيم الإخبارية ، ذلك لكونها دائما تعبر عن السلطة السياسية والإيديولوجية الفكرية لها أو أنها تحمل أفكارا أخرى تريد أن توصلها إلى الناس حتى وإن كانت تناقض الحكومة ، فالوسيلة الإعلامية عنصر من العناصر المحددة للقيم الإخبارية والعوامل المؤثرة فيها حيث تتجلى السياسة الإعلامية لأي مؤسسة في قيمها الإخبارية . </SPAN



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الموضوع: بحث حول قانون الاعلام الجزائري 1982

مقدمة:

تميزت الأوضاع الإعلامية في الجزائر منذ الفترة 1979 إلى 1990, ببروز عدة أحداث , و اتخاذ عدد من القرارات التي اعتبرت الأولى من نوعها منذ الاستقلال, مثل لائحة الإعلام الصادرة عن مؤتمر جبهة التحرير الوطني لسنة 1979, و قانون الإعلام لسنة 1982 , و قرار السياسة الإعلامية الجديدة لسنة 1990, الذي كرس و لأول مرة مبدأ التعددية الإعلامية.

* فما هو مضمون قانون 1982, و ما مدى تجسيد مواده على أرضية الواقع؟

خطة البحث:

المقدمة

الفصل الأول: قانون النشر 1982, صدوره و مضمونه.

المبحث1: صدوره.

المبحث2: مضمونه.

الفصل الثاني: المسؤولية, السر المهني,الحق في التصحيح و الرد

من خلال قانون 1982.

المبحث1: مسؤولية المقال.

المبحث2: السر المهني.

الفصل الأول: قانون 1982 ,صدوره و مضمونه
المبحث 1: صدوره

جاء قانون 1982 بمثابة تطبيق لما ورد في الميثاق الوطني لسنة 1976 الذي أكد على ضرورة تحديد دور الصحافة و الإذاعة و التلفزيون بواسطة القانون, و الذي يكرس بدوره حق المواطن
في الإعلام
و إصدار هذا القانون, أتى بعد مرور عشرين سنة على الاستقلال , وكانت الصحافة آ نذاك تعاني من جميع أنواع الضغوطات و الكبت في ظل الفراغ القانوني , حيث لجأت السلطة الحاكمة إلى مصادرة حرية الممارسة الصحفية عن طريق مديري المؤسسات الإعلامية, تحت أقنعة مختلفة مثل وحدة التوجيه , وحدة الفكر و الانسجام في العمل٭.
تم تقديم نص مشروع هذا القانون من طرف الحكومة إلى مكتب المجلس الشعبي الوطني بتاريخ 25 أوت 1981, و بعد عدة مناقشات تم ضبط هذا المشروع في شكله النهائي و اصدر قانون الإعلام في صورته الرسمية بتــــاريـــــخ:06/02/1982

المبحث2: مضمونه
تكون الهيكل العام لقانون النشر 1982 من 128 مادة موزعة على 59 مادة كمدخل يحتوي المبادئ العامة , و خمسة أبواب مرتبة كما يلي :
الباب الأول: النشر و التوزيع
و يحتوي على فصلين :
الفصل 1 :النشرات الدورية
و هي كل الصحف و المجلات بكل أنواعها, و تصدر على فترات منتظمة.
و تصنف إلى صنفين :
– صحف إخبارية عامة .
– نشرات دورية متخصصة.
ويحتوي هذا الفصل على 14 مادة , من المادة 10 إلى غاية المادة 23.

و المادة 12 منه تنص على أن إصدار الصحف الإخبارية العامة من اختصاص الدولة أو الحزب لا غير.
الفصل 2: إنتاج و توزيع الإعلام المكتوب و المصور.
ويحتوي على 9 مواد من المادة 24 إلى غاية المادة 32 , و المادة 24 منه تنص على أن الدولة تتولى احتكار كل نشاط خاص بتوزيع الإعلام المكتوب و المصور .

الباب الثاني : ممارسة المهنة الصحفية .
ويحتوي على فصلين:
الفصل الأول: الصحافيون المحترفون الوطنيون
ويحتوي على 20 مادة , من المادة 33 إلى المادة 52,و المادة 33 منها تنص على أن الصحفي المحترف هو كل مستخدم في صحيفة أو دورية تابعة للحزب أو الدولة, حيث يكون دائما متفرغا للبحث و جمع الأخبار , و أن يتخذ من هذا النشاط مهنته الوحيدة.
الفصل الثاني :المبعوثون الخاصون و مراسلو الصحف الأجنبية.
يحتوي على 6 مواد , من المادة 53 إلى المادة 58. و المراسل الصحفي هو الذي يوظفه جهازا من أجهزة الصحف الأجنبية المكتوبة أو الناطقة أو المرئية, يوظف لجمع الأخبار الصحافية قصد نشرها , و يكون هذا النشاط مهنته الوحيدة التي يتلقى عليها أجرا. أما المبعوث الخاص فيعتمد اعتمادا قانونيا و يقوم بمهمة إعلامية مؤقتة قصد النشر أو تغطية حدث من أحداث الساعة. و يجب على كل من المراسل الصحفي و المبعوث الخاص أن يحترسا من إدخال أو نشر أخبار خاطئة أو غير ثابتة

الباب الثالث: توزيع النشرات الدورية و التجول للبيع
يحتوي على فصلين :
الفصل الأول: التوزيع و الاستيراد و التصدير
يقصد بتوزيع النشرات الدورية بيعها عددا بعدد أو عن طريق الاشتراك و توزيعها مجانا أو بالمقابل في الأماكن العامة أو في المنازل. و الدولة هي التي تتولى احتكار استيراد النشرات الدورية الأجنبية و تصدير النشرات الدورية الوطنية.
ويحتوي هذا الفصل على 8 مواد من المادة 59 إلى المادة 66.
الفصل الثاني: التجول للبيع.
يخضع هذا التجول للبيع في الأماكن العامة لتصريح مسبق للبلدية التي يتم فيها التوزيع.
يحتوي على مادتين: المادة 67 و المادة 68.
الباب الرابع: الإيداعات الخاصة و المسؤولية و التصحيحو حق الرد.
يحتوي ثلاث فصول:
الفصل الأول: الإيداعات الخاصة
يحتوي على مادتين 69 و 70 , و المادة 69 منه جاء فيها أن تكون النشرات الدورية موضع إيداع في عشر نسخ لدى وزارة الإعلام و 10 نسخ لدى المكتبة الوطنية, و موقعة من مدير النشرية.وذلك قبل نشرها.
الفصل الثاني: المسؤولية
وجاء في هذا الفصل ثلاث مواد 71 , 72 و 73 .
المادة 71 منه تنص على أن المدير و صاحب النص أو الخبر يتحمل مسؤولية ما كتبه أو ما تم نشره عبر الوسائل السمعية البصرية. ويتحمل مسئول المطبعة مسؤوليته مثله مثل المدير و صاحب النص.
الفصل الثالث: التصحيح و حق الرد.
يحتوي 16 مادة ,من المادة 74 إلى المادة 100, حيث يجب على مدير أية نشريه دورية أن يدرج, مجانا كل تصحيح يوجه اليه , و يكون طلب التصحيح مصحوبا بكل وثائق التبرير.
الباب الخامس: الأحكام الجـزائـية
يحتوي ثلاث فصول:

الفصل الأول: مخالفات عامة
يتكون من16 مادة , من المادة 85 إلى المادة 100 .
حيث المادة 91 منه تنص على انه يعاقب على البيع أو التوزيع المجاني للنشريات الدورية
الأجنبية الممنوع استيرادها و نشرها في الجزائر بالحبس من شهر إلى سنة و بغرامة مالية
من 1000الى 10.000 دج دون الإخلال بتطبيق قانون الجمارك.

الفصل الثاني : مخالفات بواسطة الصحافة
يتكون هذا الفصل من 17 مادة , من المادة 101 إلى المادة 117.
حيث يعاقب بالحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات و بغرامة مالية من 5.000 دج إلى 20.000 دج كل من يتعمد نشر أو إذاعة أخبار خاطئة أو مغرضة التي تمس بأمن الدولة و قوانينها.
و لا يجوز رفع دعوة قضائية على الصحفي إلا بعد تأكد الهيئة المعنية من صحة التهمة.
كل تحريض على ارتكاب الجنايات أو الجنح عبر جميع وسائل الإعلام, يتعرض مدير النشرية أو صاحب النص إلى متابعات جنائية.وكذلك يتعلق الأمر بكل تحريض على العصيان يوجه للخاضعين للخدمة الوطنية.
الفصل الثالث: حماية السلطة العمومية و المواطن
يتكون من 11 مادة , من المادة 118 إلى المادة 129.
يعاقب على الاهانة المتعمدة الموجهة لرئيس الدولة , بالحبس من شهرين إلى سنتين , وبغرامة مالية من 3000 دج غالى 30.000 دج .
كل قذف موجه لأعضاء القيادة السياسية و الحكومة , أو الأحزاب , يعاقب عليه بالحبس من 10 أيام إلى سنة , وبغرامة مالية من 3000 دج الى10.000 دج.
لا يعتبر النقد البناء من جرائم القذف , وكذلك بالنسبة للنقد الهادف و الموضوعي بالنسبة لصاحب العمل الفني , إذا كان الدفع من هذا تحسين و ترقية الفن.
* يتبين من خلال النظرة إلى الصياغة اللغوية و القانونية , أن معظم المواد الواردة قي هذا القانون تغلب عليها صفة القاعدة القانونية الآمرة .

الفصل الثاني: مسؤولية المقال،السر المهني والحق في الرد

1- مسؤولية المقال:

ويعنى بها أن كل من مدير النشرية أو صاحب النص أو النبأ مسؤولية كل ما نشرته وسائل الإعلام. و هذا ما يظهر جليا في المواد 71, 72 و 73.
المادة 71:
يتحمل المدير و صاحب النص أو النبأ مسؤولية كل نص مكتوب في نشرية دورية أو كل نبأ تنشره الوسائل السمعية البصرية.
ويجب على كل من يستعمل حقه في التعبير عن رأيه طبقا للحقوق الدستورية للمواطن, من خلال وسائل الإعلام الوطنية, أن يمارس ذلك ضمن أحكام هذا القانون .
و على المدير أن يتأكد من قابلية التعرف على صاحب النص قبل نشره .
المادة 72:
يجب على النص أو النبأ أن يوقع مخطوط ما يكتبه وتنشره أو تبثه الوسائل المنصوص عليها في المادة
71 أعلاه.
المادة 73:
يتحمل مسؤول المطبعة , مسؤوليته تماما كالمدير و صاحب النص المكتوب , مشمولا في الإطار الذي تنص عليه المادة 100 من قانون العقوبا
2- السر المهني:
ومعناه من حق الصحفي الوصول إلى مصادر الخبر, و له في ذلك الحرية التامة في إطار ما يخوله له القانون. ومن حق الصحفي أيضا عدم الإدلاء بمصادر الخبر.

ويتجلى ذلك من خلال المواد 45, 46, 47 والمادة 48.



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

فن التحرير الصحفى


فن التحرير الصحفى

تشير معاجم اللغة إلى أن “تحرير الشيء” أى كتابته ، ومعنى التحرير أى الكتابة، ويقولون تحرير صحفى يعنى الكتابة فى الصحفية، والمعنى فن الكتابة للصحف، حيث أنه باستطاعة أى إنسان أن يكتب ويحرر موضوعات ، ولكن ليس كل ما تم تحريره أو كتابته يصلح للعمل الصحفى .
ومن هنا يمكن تعريف التحرير الصحفى على أنه: فن نقل الوقائع والأحداث المهمة على صفحات الجريدة ، حيث لا ترصد الصحف إلا كل ما هو مهم ومثير ويترجم الأحداث اليومية بصورة أقرب إلى الموضوعية ، على الرغم من أن الموضوعية ُتعد من القيم النسبية فى الكتابة للصحف والمجلات ، فليست فى تحرير الصحف أخبار أو موضوعات يتم تحريرها بموضوعية كاملة ، دون حذف أو إضافة بعيداً عن تدخلات المحرر الصحفى نفسه ، أو رئيس القسم المباشر التابع له المحرر الصحفى ، أو حتى السياسة التحريرية والتى تمثل مجموعة المبادىء والقيم والقوانين والتشريعات التى تحكم عملية الكتابة لكل العاملين بالصحيفة بما فيهم رئيس التحرير نفسه، وُكتاب المقالات الذين تستعين بهم الصحيفة ضمن أبوابها المختلفة .

وعلى هذا فإن علم التحرير الصحفى يقوم أساساً على فن صناعة الكلمة والقدرة على صياغتها واختيار أفضل الكلمات والألفاظ الأقرب إلى التعبير الصحيح عن الحدث أو الواقعة التى يرصدها المحرر الصحفى .

وبالتالى فإن الكلمة التى نصف بها قطاً غير الكلمة التى نصف بها أسداً، كما أن الكلمة التى تنقل وقائع مباراة لكرة القدم من ملعب رياضى بالقاهرة ، غير الكلمة التى تنقل وقائع حريق قطار ، أو إنهيار عمارة سكنية ، أو غرق سفينة ركاب فى البحر ، أو سقوط طائرة بكل من فيها فى المحيط .

ومن هنا يمكن القول أن الإعلام عموماً (صحافة – إذاعة – تليفزيون) لعب دوراً مهماً عندما قام بنشر وبث قيماً وموضوعات من شأنها أن تخفف من حجم الكارثة أو الواقعة التى كانت مسيطرة على عقول واهتمامات الشعب بكاملة، وبالتالى فإن الصحف تتنافس فيما بينها بمقدار ما تتميز الصحف عن نظيراتها فى تحرير موادها الصحفية، فليس معنى أن تزداد مبيعات صحيفة وتحقق رواجاً بالسوق أنها أفضل من غيرها ، ولو تم الأخذ بهذا المعيار لقلنا أن جريدة (النبأ) المستقلة كانت تحقق فى يوم ما توزيعاً فاق كل الصحف القومية والحزبية ، كما أن جريدة (الدستور) استطاعت فى أعدادها الأولى بعد عودتها أن تحقق توزيعاً لم يحدث من قبل، إلا أنه وبعد أن أصبحت جريدة يومية هبط توزيعها إلى معدل يجعلها من الصحف التى يقبل عليها القراء بجانب نسب تكاد تكون متفاوته مع صحف أخرى مثل (المصرى اليوم – الوفد – العربى – وصوت الأمة – والأسبوع – والميدان – والجمهورية الأسبوعى – وأخبار اليوم – وأهرام الجمعة).
ورغم أن الخبر هو الخبر، والمعلومة بكل تفاصيلها تتناولها كل الصحف وتضعها ضمن أولويات النشر لديها ، إلا أن صياغة المعلومة ذاتها قد يختلف من صحيفة لأخرى، كما يختلف من محرر لآخر وفى الصحيفة الواحدة ؛ وبالتالى فالقيم التى يحملها الخبر أو المعلومة الجديدة يعاد ترتيب ألفاظها ومضمونها لتتفق مع سياسة تحرير كل صحيفة من الصحف التى فى طريقها لنشر الحدث أو الواقعة أو المعلومة .
كما أن قيم الخبر ذاته قد يختلف من وسيلة لأخرى ، فالإذاعة مثلاً لابد أن يرتكز تفوقها فى عملها ونقلها للأحداث والوقائع على دقة تحرير مادتها الإعلامية قبل إذاعتها، حيث يقوم المذيع قبل الحديث أمام الميكرفون بإعداد النص وتجهيزه والتأكد من مخارج الحروف والألفاظ لديه حتى يتأكد من سلامة النطق الجيد قبل إذاعتها على الجمهور بلا أخطاء.
أما تحرير الخبر التليفزيونى فيكاد يختلف حيث أنه وعلى الرغم من قيمة الحدث أو المعلومة وسرعة نقلها للجمهور فى التو واللحظة ، إلا أن الجانب المصور يصبح هو المهم مع المادة التحريرية المعبرة عن الحدث أو الواقعة، حيث يغلب الجانب المصور على الجانب التحريرى ، وبالتالى فالمذيع التليفزيونى يميل إلى اختيار الكلمات التى تعطى المضمون بسرعة ، حيث يتم اختصار كلمات الحدث ليكون دور الكاميرا هو المهم، فالجمهور الذى عرف بغرق العبارة المصرية بالبحر الأحمر لا يحتاج إلى كلمات تعبيراً عن الحدث بأكثر ما هو فى حاجة إلى رؤية ما يتم من عمليات إنقاذ لركاب العبارة الذين تم انتشالهم قبل أن تلتهمهم الأسماك المتوحشة بالبحر، وذلك وفق الرؤية التى تؤكد أن الصورة قد تعوض القارئ عن الكثير من الكلمات والمعانى ، هذا بالنسبة للصورة الصماء، فما هو الحال لو كانت الصورة متحركة وتدور الكاميرا فى جوانب المكان لتنقل بكل التفاصيل ما يحدث دون حجب للمعلومات المتداولة عن الحدث ذاته.
وعلى هذا فإن تحرير المادة الصحفية تكاد تكون مختلفة من وسيلة إعلامية لأخرى، وذلك وفق ما تتسم به كل وسيلة عن أخرياتها من إمكانيات وخصائص حيث تقوم كل وسيلة بإبراز أفضل عناصرها لنقل الأحداث والوقائع للجمهور الذى ينتظر الجديد عن الحدث، وإن كان الكل قد يتفق على أن الحدث نفسه لابد وأن يكون مهماً ومثيراً ويستحوذ على اهتمام الجمهور عند نشره ،أو إذاعته، أو رؤيته تليفزيونياً.
ومن هنا يصبح الخبر هو المعلومة الجديدة التى لن يعرفها القراء أو الجمهور من قبل والرغبة فى الإحاطة الكاملة بكل تفاصيلها، ونظراً لما للكلمات من تأثيرات مختلفة وبما تثيره من معانى ومفاهيم متباينة فإن الأخبار والموضوعات الصحفية ترتبط بثلاثة أنواع من الصحف هى:

(1) الصحف المحافظة:

وهى الصحف التى تلتزم تقريباً بالجدية والاتزان والموضوعية فيما تنشره من أخبار وموضوعات، وفيما تستخدمه من أساليب فنية فى تجهيز وإخراج الصحيفة.

(2) الصحف الشعبية:

وهى تلك الصحف التى تميل إلى أن تأخذ بالطابع الجماهيرى، والنزول إلى مستوى القراء، بما فى ذلك القارئ العادى ، وتسعى إلى جذب أكبر عدد من القراء وبالتالى تقوم على نشر كل ما يثير اهتمامات القراء وذلك باستخدام الأساليب الجذابة فى كتابة الموضوعات والأخبار وصياغة العناوين المصاحبة لهما ، وكذلك البهرجة فى الإخراج الفنى للصفحات، وعلى هذا فقد غالت وتمادت بعض الصحف المصرية والعربية فى السير فى هذا الاتجاه ، وعرفت بصحف الفضائح أو الصحافة الصفراء، أو القبرصية ، أو صحافة الإثارة ، أوالصحف الطائفية .

(3) الصحف المعتدلة :

وهى الصحف التى تسعى إلى أن تقف فى ( الوسط ) بين الصحف المحافظة والصحف الشعبية، وتأخذ من الإثنين معاً ؛ حيث تأخذ من الصحف المحافظة بعض ما تلتزم به من جدية واتزان فى اختيار الأخبار والموضوعات وأساليب وطرق الإخراج الفنى للصفحات، وتأخذ كذلك من الصحف الشعبية بعض أساليبها فى جذب أكبر عدد من القراء عن طريق العناوين المثيرة ، والصور الملفتة للنظر ذات الاتساعات الكبيرة، والألوان الجذابة بما يدفع القراء إلى متابعتها ، والحرص على شراء كل عدد يصدر منها.

وبخلاف التقسيم السابق فإن تحرير الخبر فى الدول المتقدمة يختلف بصورة كبيرة عن الأسلوب والطريقة التى يتم بها تحرير الخبر بها فى الدول النامية، حيث ما يزال الفرق شاسعاً، وأن الحرية الصحفية فى الدول المتقدمة تكاد تعكس الصورة الحقيقة لوضع الصحافة فى الدول النامية.

ماهى الصحافــة

تعرف الصحافة على أنها مطبوع دورى يصدر بصفة منتظمة ، وتحت عنوان ثابت وينشر الأخبار والموضوعات السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية والاقتصادية ويشرحها ويعلق عليها، وهى تختلف بالتالى عن الدورية الصحفية. فالدورية كما عرفتها منظمة اليونسكو (Unisco) هى كل المطبوعات التى تصدر على فترات محددة أو غير محددة ، ولها عنوان واحد ينظم جميع حلقاتها، ويشترك فى تحريرها العديد من الكتاب والمحررين الصحفيين ويقصد بها أن تصدر إلى مالا نهاية. وقد قسمت منظمة اليونسكو الدوريات الصحفية إلى فئتين هما:-

(1) الصحف News paper:

وهى الجرائد ومنها الصحف اليومية ، والصحف غير اليومية (مرتين فى الأسبوع أو أكثر ) ، أو الصحف الأسبوعية، أو حتى النصف شهرية.

(2) المجلات Magazines:

وتنقسم إلى مجلات عامة تهم المثقف العام وتتناول كل مجالات الحياة المختلفة ، وأخرى متخصصة فى علم من العلوم المختلفة كالطب، الرياضة، الأدب، الفن، السينما، الاقتصاد، المرأة، الطفل، الشباب، ….) أما الدوريات العامة فهى تلك الصحف والمجلات التى تصدر فى مواعيد منتظمة تحت عنوان واحد سواء أكانت يومية أو أسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية.

والصحافة بهذا المعنى لا تعمل من فراغ، ولكن تدخل مع بقية النظم والمؤسسات الاجتماعية الأخرى القائمة فى المجتمع فى شبكة محكمة من العلاقات التبادلية فيما بينها.

ومن ناحية أخرى تخضع الصحيفة فى ممارستها لوظائفها وفى كافة عملياتها لطبيعة البناء الاجتماعي والسياسى السائد فى المجتمع، باعتبار أن هذه الطبيعة هى التى تحدد نمط ملكية المؤسسات الصحفية وأساليب إدارتها، ويفرض الخط الفكرى والأيديولوجي الذى تعمل الصحافة فى إطاره، ويحدد الوظائف والمهام التى تؤديها فى المجتمع ومن ناحية أخرى يمثل البناء الاجتماعي والسياسى مصدراً مهماً من مصادر المعلومات التى تستقى منه الصحافة الوقائع والأحداث، ويؤثر بالتالى على نوعية ما يتم طرحه فى الصحافة من أفكار ومفاهيم.

ورغم ما سبق لا يمكن تجاهل الدور الذى تلعبه المؤسسات الصحفية حيث تؤثر على الأنظمة الاجتماعية والسياسية القائمة، فالحدث الذى حمل الإساءة للرسول ) من بابا الفاتيكان أو فى الصحافة الدانماركية دفع الصحف المصرية بكل توجهاتها( وميولها إلى رد فعل قوى تجاه ما تم نشره من رسوم كاريكاتيرية تسيء إلى الإسلام والإعلان عن مقاطعة البضائع والمنتجات الأوربية، والمطالبة باعتذار رسمى للمسلمين فى كل دول العالم ، وكذلك احتجاج بعض الدول الإسلامية وقامت بسحب سفرائها وبعثاتها الدبلوماسية من دولة الدانمارك وغيرها من الدول التى أعادت نشر هذه الصور فى صحفها، مما يؤكد طبيعة العلاقة القوية بين الصحيفة من ناحية والأنظمة السياسية والإجتماعية القائمة فى المجتمع من ناحية أخرى.

فإذا كانت الصحيفة تتأثر بطبيعة المجتمع التى تعمل فى إطاره فإن قدرة الصحيفة على القيام بمهامها وتحقيق اتصال فعال يتوقف على ما يدور داخل هذه الصحيفة أو المؤسسة التى تصدر منها حيث يحكم عملياتها فى ذلك العديد من القيود والقواعد والتنظيمات فضلاً على ما تفرضه متطلبات العمل والنشر، وملء الصفحات التى تضمها الصحيفة كما أن الصحيفة مطالبة فى نفس الوقت بتقديم إنتاج صحفى متميز بعيداً عن التكرار والتفاصيل البعيدة عن اهتمامات القراء، وهى ضغوط تفرض على العمل داخل المؤسسات الصحفية وتؤثر فى النهاية على المنتج الصحفى، فضلاً عن الضغوط التى تتعلق بعامل الوقت والإمكانات المتاحة، والمنافسة الصحفية، وسياسة الصحيفة وتأثير النظام السياسى للدولة على الأنظمة الإعلامية التى تعمل فى إطاره بما يدفع إلى تجنب الاصطدام به، وانتقاء المواد الصحفية قبل نشرها لتفادى ما سبق الإشارة إليه.

هذا فضلاً عن أن كل صحيفة شخصية تميزها عن غيرها من الصحف تحريرياً وإخراجياً، كما أن لكل فرد شخصيته المتميزة والمتفردة، ولكل أمة شخصيتها القومية وهويتها الخاصة.
وعلى هذا فإن شخصية الصحيفة تحددها سياستها التحريرية من ناحية وجمهور القراء الذى تخاطبه من ناحية ثانية وأسلوبها التحريرى والإخراجى من ناحية ثالثة، فقد يجد المحرر الصحفى والجهاز التحريرى نفسه سيل من التساؤلات التى لا حدود لها حول المفيد وغير المفيد، والصالح وغير الصالح من الأخبار حيث يحسم الأمر فى النهاية القناعات الذاتية للعاملين بكل صحيفة ومدى فهمهم للواقع الحضارى والاحتياجات الأساسية للمجتمع الذى ينتمون إليه، حيث أن هذه القناعة وهذا الفهم لا يتأثر من فراغ وإنما هو وليد سياق اجتماعي وثقافى ومؤسسى معين يحدد رؤى العاملين بكل صحيفة ويوجه عملية انتقاء ونشر الأخبار بحيث تأتى فى النهاية تعبيراً عن هذا السياق وإفرازاً له
.


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

إمتحان الإعلام الثقافي.

جامعة دالي إبراهيم.
كلية العلوم السياسية و الإعلام.
قسم علوم الإعلام و الإتصال.
السنة الثالثة.
تخصص:سمعي -بصري+صحافة مكتوبة.
السنة الجامعية:2009/2010.

الأستاذة :ص.بودفة

إمتحان السداسي الأول في مقياس الإعلام الثقافي.

الأسئلة
أجب على سؤالين اثنين فقط:

س1/ ناقس السياقات التي سمحت بالحديث عن فكرة الإعلام الثقافي ، مركزا على دور المؤسسة الإعلامية خذ بيئة -ما- نموذجا ؟

س2/ يصر التيار المعرفي في المدرسة الفرنسية (Edgar Morin نموذجا) _ على دعم فكرة “الثقافة” _ناقش لماذا يحدث ذلك خصوصا الآن ؟

س3/ و فكرة “الزمن” أيضا ظهرت الآن – على الواجهة المعرفية مرتبطة بأبعاد ثقافية واضحة – ناقش ذلك ؟

بالتوفيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

المنهج المسحي

*مــــــقدمــة:

قبل التعرض لماهية المنهج المسحي والخوض في تفاصيله لا بدمن إلقاء الضوء على تاريخ هذا المنهج وبدايته باعتباره من أقدم الطرق المستخدمة فيالبحث العلمي. وهو طريقة متميزة تدين بتطورها إلى علمالاجتماع ، فعلي الرغم من أنها تعتبر من الطرق الحديثة إلا أن جذورها التاريخيةترجع لعهود قديمة ؛ فقد بدأت مع الفراعنة في تعداد السكان ، وحصر المحصول .

أما بداياتها في العصر الحديث فتبلورت في منتصف القرن الثامن عشر فيما قامبه “جون هوارد(1726-1795م) من مسح لنظام السجون في انجلترا.
و استخدم كطريقة للبحثبصورة موضوعية منتظمة في عام 1886م بدراسة “بوث” المسحية (1889-1902م) عن عمل وحياةسكان مدينة لندن ؛ وبذالك يعتبره البعض أب المسوحات الاجتماعية كطريقة علمية.

كما يعد منهج البحث المسحي من أكثر طرق البحثالتربوي استعمالا؛لأنه يمكننا من جمع وقائع ومعلومات موضوعية قدر الإمكان عن ظاهرةمعينة ، أو حادثة مخصصة ، أو جـماعة من الجـماعات ، أو ناحية من النواحي (صحية ،تربوية ، اجتماعية…).
ويعمل الباحث فيه على تحليل واقع الحال للأفرادفي منطقة معينة من أجل توجيه العمل في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب.
وقدتطور المنهج المسحي بتطور البحوث العلمية فصار من أكثر الطرق استخداما فنجده فيصفحات الانترنت لمسح آراء المتصفحين في قضية ما ، أو في شاشات التلفزيون عند مناقشةسلوك أو ظاهرة معينة ، لذا فقد حضي المنهج المسحي في وقتنا الحاضر بممارسات جعلتمنه منهجا علميا حيويا وفاعل .

*مـفهـوم المنهج المسحي:

عبر الكثير منالتربويين عن ماهية المنهج المسحي ولكن كل بطريقته الخاصة وسأعرض بعض هذه التعبيراتبعد التعرض لمفهوم المسح ومن ثم نعقب عليها بتعريفنا له كما يلي :

1/المسح لغة :

هو: ” إلقاء نظرة شاملة وفاحصة على موضوع معين بغرض فهمه و إدراك مختلف جوانبهوتداخلاته وأبعاده”.

2/مفهوم المنهج المسحي:

“- هو البحث الذي يهدف إلى وصف الظاهرة المدروسة ، أو تحديد المشكلة أو تبرير الظروفوالممارسات ، أو التقييم والمقارنة ، أو التعرف على ما يعمله الآخرون في التعامل معالحالات المماثلة لوضع الخطط المستقبلية ” .

“-هـو ذلك النوع من البحوث الذي يتم بواسطته استجواب جـميع أفراد مجـتمعالبحث أو عينة كبيرة منهم ، وذلك بهدف وصف الظاهرة المدروسة من حيث طبيعتها ودرجةوجودها فقط ، دون أن يتجـاوز ذلك دراسة العـلاقة أو استنتاج الأسباب “.

-و هو” عدد من مناهج البحث التي تشترك في هدف واحد هو الحصولعلى المعلومات من مجموعة من الأفراد بشكل مباشر ” .

-” الدراسةالمسحية دراسة شامـلة لعدد كبير من الحالات في وقت معين”.

*تعليق على التعريفات السابقة:

من خلال الطرح السابقةيتضح لنا أشترك كل التعريفات السابقة في كون المنهج المسحي يهدف بشكل مباشر لدراسةالظاهرة في الوقت الحاضر بهدف تحديدها ،ويرجع اختلاف التربويين في تعريف هذا المنهجللتصنيفات التي ضمنوها تحت هذا المنهج ،والمتصفح لكتب المناهج يظهر له الاختلافالكبير في تحديد هذا المفهوم تبعا لنظرة الكاتب المنهجية له ، فتارة يكتفونبوصف الظاهرة كميا وتارة يضاف للوصف الكمي وصفا كيفيا ؛ “فالعساف” مثلا يركز على وصفالظاهرة بهدف وصـف الواقـع فقط ولا يتجاوزه إلى معرفـة العلاقة أو استنتاج الأسباب.
وتارة أخرى يتجاوز الوصف والتحديد للتقييم والمقارنةكما جاء في تعريف “القحطاني”. وآخرون.

و من خلال ما سبق يمكننا الخروج بتعريفإجرائي للمنهج المسحي على أنه:
“منهج بحثي يهدف إلى مسح الطاهرة موضوع الدراسة ،لتحديدها ، والوقوف على واقعها بصورة موضوعية ، تمكن الباحث من استنتاج علميلأسبابها و المقارنة فيما بينها وقد تتجاوز ذلك للتقييم تبعا لما تخلص له من نتائج” .

*المفاهيم المتعلقة بالمنهج المسحي:

عند تناول المنهج المسحي تظهر لناكثير من المفاهيم التي لابد لنا كباحثين في المنهجية البحثية من الوقوف عليهاوتحديدها وأهم هذه المفاهيم هي :

1-المسح: ونعني به أن يجمع الباحثبيانات مجتمع الدراسة كله .

2-مسح عينة:ونعني أن يجمع الباحثبياناته عن عينة للمجتمع فقط .

3-الحقائق: وهي أي شيء يمكنالتحقق منه بشكل مستقل وموضوعي.

4-الآراء: وهي تعبير عما يعتقد الشخص أو يؤمنبه أو يشعر به وهي أمور نسبية تختلف من شخص لآخر.

5-السلوك: وتشير إلى فعل قامبه المستجيب.

*وتعتبر هذه المفاهيم من الأهمية بمكانعند تناول أي دراسة مسحية لذا لابد للباحث من تحديد كنه متغيراته وعينته بشكل دقيق .

*تصنيف البحوث المسحية:

فقد صنف الكثير من كتاب المناهج البحثية المنهجالمسحي كلا حسب منظوره ومفهومه للمنهج المسحي وفيما يلي نظرة لبعض هذه التصنيفات :

1/التصنيف وفق الميدان الذي يقوم الباحث بمسحه فيمكن أن تصنف وفق ذالك إلى :

أ-المسح المدرسي:

الذي يدرس الميدان التربوي بأبعاده المختلفة.مثل:المعلم،المتعلم،الوسائل،الطرق،الأهداف،المناهج،و غيرها. هادفة إلى تطويرالعملية التربوية،ووضع الخطط المناسبة لذالك؛إذا فالمسح المدرسي يمثل الخطوة الأولىالتي يتم فيها جمع البيانات لوضع خطط التطوير .

ب-المسحالاجتماعي:

فيتعلق بدراسة قضايا المجتمع المختلفة مثل توزيعالسكان، العادات، الأسرة، والتي تمثل خطوة مبدئية مهمة لتطوير المجتمع .

ج-دراساتالرأي العام:

وتتعلق دراسات الرأي العام بمسح أراء الجماعة ومشاعرها وأفكارهاومعتقداتها.وهي دراسة حيوية تحقق عدد من الفوائد أهمها تساعد في الحصول على معلوماتوبيانات ضرورية لأي عمليه تخطيط؛فتساعد على اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية.

2/التصنيف وفق المجال :

أ-مسحالتعداد:وهو الذي يغطي مجتمع الدراسة بأكمله.

ب-مسح العينات :وهو الذي يدرس عينة منالمجتمع.

ج-تعداد المحسوسات:تقتصر الدراسة فيه على حصر بعض العناصرالمحسوسة، وتتعلق معلومات هذه الدراسة بمجتمع صغير والحصول على البيانات فيه سهلومباشر وغير قابل للشك مثل عدد الكتب في مكتبة المدرسة.

د-تعداد غير المحسوسات:
وفيه نحصر العناصر الغير محسوسة ،ويتناول تكوينات ومفاهيم غير قابلة للملاحظةالمباشرة ويمكن استنتاجها من مقاييس غير مباشرة ؛ لذا فلا بد في هذا النوع منالتأكد من ثبات وصدق الأدوات والتركيز على التعريف المجرد الواضح لمفاهيم الدراسةمثل حصر مستوى التلاميذ في المدرسة وروحهم المعنوية.

هـ-مسح العينات لمتغيراتمحسوسة:

وهنا نلجأ للمعاينة لأن مجتمع الدراسة كبير كحصر نسب التعليم بين البنينوالبنات في الحضر والريف الجزائري فنلجأ لعينات كبيرة لنتمكن من تمثيل المجتمع وتعميمالنتائج عليه.

و-مسح العينات للمتغيرات غير المحسوسة:

فنلجأ فيهكذلك للاكتفاء بعينة ممثلة للمجتمع مثل دراسات استطلاع الرأي .

3/التصنيف وفق العينة :

أ-المسح العام لمجتمع الدراسة.

ب-مسح عينة كبيرة من هذا المجتمع.

4/التصنيف وفق البعد الزمني:

أ-البحوث المسحيةالطويلة:

وفيه تجمع البيانات على فترات زمنية مختلفة بهدف دراسة التغير على مديفترة زمنية طويلة ولها ثلاث تصميمات هي المجموعة المختارة وتدرس نفس الأفراد عبرفترة زمنية طويلة نسبيا ، و دراسة التوجهات وفيه تيم دراسة أفراد مختلفين في نفسالتوجهات خلال فترات زمنية مختلفة . ودراسة المجتمع الخاص وفيه تيم تتبع مجتمع خاصخلال فترة طويلة من الزمن.

ب-البحوث المسحية العرضية:وفيه تدرس عينة منالمجتمع في فترة زمنية محددة .

5/التصنيف وفق الهدفمن المنهج المسحي :
وهو منحي لبعض كتاب المناهج البحثية ويتبنى أصحاب هذاالاتجاه تصنيف مناهج بحثية عديدة تحت مسمى المنهج المسحي ما عدا المنهج التجريبيوشبه التجريبي ، والبحوث الحقلية ، والتاريخية، باعتبار أنه منهج شامل لجميعالمناهج الباقية مثل:

أ-المسح الوصفي:ويعنى بوصف الظاهرة وحديدها ، وتبريرالظروف والممارسات ،أو التقييم والمقارنة .

ب-المسح الارتباطي: يدرسالعلاقات الارتباطية بين المتغيرات .

ج-المسح التنبؤي:ويدرسالأسباب المحتملة للنتيجة المدروسة، وإيجاد العلاقات بين المتغيرات المستقلةوالتابعة .

د-المسح التطوري:ويدرس أنماط ومراحل نمو أو تغيير الظاهرة عبرالزمن .

ويظهر لنا مما سبق أن تصنيفاتالمنهج المسحي قد تتداخل لدرجة إدراج بعض المناهج المستقلة عنة فيه تبعا لوجهة نظرالكاتب وأفكاره لتصنيف هذا المنهج.

*خطوات البحوث المسحية:

1-خطةالبحث:

التي تبدأ بسؤال يعتقد الباحث فيه بأن أفضل إجابة له تتم باستخدام المنهجالمسحي ، وهو سؤال يتعلق عادة بسلوك يمكن الحصول على بيانات عنه عن طريق التقريرالذاتي للأفراد ، كما لابد من تحديد مجتمع الدراسة ، وأسلوب جمع البيانات.

2-المعاينة:

ويحدد فيها حجم العينة ، وأسلوبالمعاينة ، ليتمكن من تعميم النتائج.

3-بناء الأدوات:

وتتمثل في الاستبيانوالمقابلة .

4-إجراءات الدراسة المسحية:

يعمل فيه الباحث على التحققميدانيا من صلاحية أدوات الدراسة وطرق تطبيقها ، ومن ثم تطبيقها .

5-معالجةالبيانات:
وتتضمن ترميز البيانات ، والتحليل الإحصائي ، وتفسير النتائج ، وإعدادالتقرير النهائي للبحث .

*ويظهر أن خطوات المنهج المسحي تكمن في تحديد الظاهرة موضوعالدراسة مع مراعاة المفاهيم المتعلقة بهذه الظاهرة والتي سبق عرضها في هذا البحثتحت عنوان مفاهيم متعلقة بالمنهج المسحي ، وصياغة مشكلة الدراسة في أسئلة بحثيةتقود إلى تصميم أدوات البحث المسحي المتمثلة في الاستبيان أو المقالة أو كلاهما معابهدف الوقوف على الظاهرة موضوع الدراسة وتكميمها ،وبعد التأكد من صلاحية الأدواتوصدقها ، يعمل الباحث على تحديد عينة بحثه بما يتناسب مع الظاهرة والفئة المستهدفةفي بحثه ، ومن ثم يطبق الأدوات ، ثم يخضع النتائج للمعالجة الإحصائية المناسبة مثلكا2 .، وبعدها يأتي دور الباحث في استخلاص النتائج لإيجاد العلاقات والأسبابالمرتبطة بالظاهرة والتي بدورها تنير الطريق لبحث أخر قد يستخدم المنهج السببي أوالارتباطي.

*مميزات وعيوب المنهج المسحي:

1/المميزات:

يتميز المنهجالمسحي بأنه أشبه ما يكون بالأساس لبقية أنواع البحوث في المنهج الوصفي ،إضافة إلىقابليته للتطبيق، وسهولة تطبيقه وتعدد مجالاته في التطبيق.

2/العـيوب:

ويعاب عليه صعوبة السيطرة على كل متغيرات الدراسة فيه، إضافة إلى اختلاف العلماء حول ما يدخل تحت مفهومه من الدراسات.

4-ملاحظات عن المنهج المسحى:
أ- المنهج المسحى هو أحد انواع الدراسات الوصفية ومن خلاله يقوم الباحث بجمع بيانات تفصيلية عن مؤسسات ووحدات اداريةاو اجتماعية أو تعليمية أو ثقافية أو منطقة جغرافية وذلك من اجل دراسة الظواهر والأنشطة والأوضاع القائمة بها للتعرف عليها و مقارنتها بوحدات أكثر تطورا بهدف الوصول الى خطط افضل لتحسين الاداء فى المجتمعات الممسوحة.
ب – قد يتم دراسة كافة المؤسسات والوحدات الموجودة فى المجتمع أو وتجميع البيانات من افراد المجتمع أو قد يكتفى بنماذج أو عينات يحددها الباحث مسبق اذا كان المجتمع كبير.
جـ – تتمثل اهم وسائل جمع البيانات فى الاستبيان والمقابلة وقد يحتاج الباحث للعودة للسجلات والوثائق الخاصة بالوحدات المطلوب دراستها.
د- اثبت المنهج البحثى فعاليته فى دراسة العديد من المجالات مثل المسح التعليى والاجتماعى و الاقتصادى ,كما اثبت المنهج فعاليته فى دراسة العلاقات السببية مثل علاقة التدخين بالسرطان وعلاقة المستوى الثقافى باستخدام المكتبة.

المراجع

جابر، جابر عبد الحميد ، أحمد، كاظم : مناهج البحث في التربية وعلمالنفس ، القاهرة :دار النهظة العربية ، ط2 ، 1978م .
الجزولي ،عبد الحفظ عبدالحبيب ؛ الدخيل ، محمد عبد الرحمن : طرق البحث في التربية والعلوم الاجتماعيةالأسس والإجراءات والتطبيق والتحليل الإحصائي الرياض : دار الخريجي للنشر ،2000م .
ذوقان عبيدات وآخرون : البحث العلمي مفهومة،أدواته،أساليبه مصححة ومنقحة ،عمان : دار الفكر ، 1984م ،202-207 .
فاخر، عاقل : أسس البحث العلمي في العلومالسلوكية ، بيروت : دار العلم للملايين .
القحطاني ، سالم سعيد ؛ العامري ،أحمدسليمان ؛ آل مذهب،معدي محمد ؛ العمر ، بدران عبد الرحمن :منهج البحث في العلومالسلوكية ،الرياض : د. د ،2004م.
العساف، صالح: المدخل إلى البحث في العلومالسلوكية ، الرياض : مكتبة العبيكان ، 1989م.
أبو علام ،رجاء محمد : مناهج البحثفي العلوم النفسية والتربوية ، القاهرة : دار النشر للجامعات ،2006م.