التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الدور الاتصالي للصورة الصحفية


تعتبر الصورة من أقدم وسائل الاتصال التي عرفها الجنس البشري في عصوره المختلفة ، فهي كغيرها من الوسائل الأخرى ، لها تاريخها وطابعها واستخداماتها في المجالات الإعلامية المختلفة.
فمنذ فجر التأريخ كان للصورة دور في تعليم الإنسان والمحافظة على خبراته وتجاربه الحياتية ، إذ عرفها الإنسان في مرحلة سابقة من تطور اللغة ، فأصبحت أداة تعبير شائعة لديه ، ومعبرة عن الكلمات والجمل في اللغة.

لقد تغير موقع الصورة ومكانتها عبر التأريخ ، إذ كانت تتمتع بطابعها السحري ، كما يدل على ذلك اشتقاق اسمها : Imajerie Image ، إلى اكتسابها الطابع المقدس في العصر القديم بعد أن خدمت الديانات فزينت المعابد والكنائس ، ثم تحولت إلى مادة موجهة إلى النخبة ( الفئة الارستقراطية في المجتمع ) ، تزين بها أماكن إقامتها إلى غاية القرن الثامن عشر ، ثم اكتسبت الصورة الطابع الشعبي بعد انتشار التعليم والقراءة في المجتمع ، خاصة بعد اكتشاف وسائل إعادة إنتاجها بشكل ” جماهيري “

ولعل اختراع الصورة الفوتغرافية قد غير موقع الصورة من ناحيتي الاستعمال والاستهلاك / فهي لم تعد تستهلك بنفس الطريقة التي كانت تستهلك بها اللوحات الزيتية والرسوم ، إذ دفعت بالصورة لتساهم في نقل الأحداث ( الصورة الناقلة للأحداث والمنتجة للربورتاج ) ، وعممت الصورة استعمال البورتري الذي كان مقتصرا على الفن التشكيلي ( اللوحات الزيتية ) الموجهة إلى النخبة في المجتمع.

لقد كان الاعتقاد سابقا بأن الصورة ، خاصة الفوتوغرافية ، تعتبر إعادة إنتاج آلي للواقع ، أي أنها رسالة خالية من أي مدونة . وقد فند الباحث الفرنسي ” رولان بارت ” هذا الاعتقاد ، إذ أكد أنها تحمل بعدين هما : بعد تعييني ( وصف ما هو موجود في الصورة ) وبعد تضميني ( ما نقوله عن الموجود في الصورة ) ، والبعد الثاني لا يفهم بدون البعد الأول.

وتعد الصورة إحدى الركائز الأساسية للغة غير اللفظية ، فهي تشكل موضع توتر بين الفضاء والزمن : الفضاء الفيزيائي ذي البعدين أو الثلاثة أبعاد ، والفضاء الذهبي ذي البعد المجهول . إنها شذرات من المكان والزمان ، اعتقال لحظة أو فعل قصد تخليده .. إنها لحظة الفعل ( فعل الرؤية ) أو التفكير أو الحلم.

كما أن الصورة الفوتوغرافية هي تسجيل حيّ وواقعي وتاريخي للحياة العابرة ، فما يسجل في لحظة قد يكون خالدا إلى فترة من الزمن ، وقد يكون دليلا وشاهدا على العديد من الأحداث التي تمر بسرعة البرق ، ولا يمكن للذاكرة أن تعود بتفاصيلها كما تفعل عدسة المصور الذي يتمتع بخاصية العين الثالثة وهي الكاميرا ليصطاد اللحظات الهاربة من الزمن ليوثقها فوق الشريط الفيلمي زمانا ومكانا.

إن الصورة هي مادة اتصال تقيم العلاقة بين المرسل والمتلقي ، فمرسل الصورة لايقترح رؤية محايدة للأشياء ، والمتلقي “يقرؤها” انطلاقا مما يسميه الباحث الفرنسي ” جون دافينيو ” بالتجربة الجمالية والمخيال الاجتماعي ، ذلك لأن الصورة لا تخاطب حاسة البصر لدى المتلقي فقط ، بل تحرك حواسه وأحاسيسه ، وميراثه العاطفي والاجتماعي.

ويرى بعض العلماء بأن هناك علاقة بين الكلمة والصورة ، إذ يقول ميتز (metz ) ، بأن هناك ضرورة لمد الجسور بين أنماط التواصل على تباينها ، ذلك أن الصورة في تصوره لا تشكل إمبراطورية مستقلة بذاتها ومنطوية على نفسها وعالما منغلقا لا يتواصل مع محيطة ، بل هي كالكلمات ، وكل الأشياء الأخرى ليس باستطاعتها الانفلات من كونها متورطة في لعبة المعنى ، فاللغة الملفوظة تمنح الصورة معنى محدودا من خلال تقليصها المعاني التي يمكن أن تشتمل عليها.

وتتحدد بلاغة الصورة بما تتمتع به من مواصفات فنية وتعبيرية وجمالية وإعلامية وأخلاقية عالية بحيث تعطي الحدث أو الموضوع المصاحب لها حيوية ومصداقية في تجسيد ما تريد تجسيده لخدمة غايات نشاطات الاتصال كالإعلام والإعلان والدعاية والعلاقات العامة.

لقد سمي عصرنا “عصر الصورة” لاحتلالها موقعا متميزا بين وسائل الاتصال فهي تستمد تأثيرها في الصحافة المقروءة بفضل عناصرها وبوصفها علامة مباشرة تنقل معلومات وأخبارا وتوثق أحداثا و مواقف إلى قطاعات عريضة من القراء ، فتسهم بالتأثير في اتجاهات الرأي العام.

وقد ساهم التقدم التكنولوجي في ترويج الصحافة المصورة وعزز من إمكانية تخطيها حدود الزمان والمكان ، فأصبحت سفيرا ناطقا بلسان مالكيها حتى باتت (الصورة) لغة خطاب تتميز بخصائص وصفات محددة رسمت لها أهمية مميزة. واليوم تحتل الصورة في المطبوعات مكانا أساسيا في عملية توضيح أفكار الكاتب ومعلوماته ، وتوصيلها إلى القارئ بعد أن كان استخدامها وقتا ما للزخرفة أو للتجميل فحسب ، وبالتالي فقد أصبحت الصور مواد أساسية من مواد الصحيفة الحديثة ، ولم تعد عنصرا جماليا فقط بل عنصرا إعلاميا وظيفيا ، وأصبحت الصورة تعبر عن الأفكار والآراء ، كما تعبر عن الأخبار والأحداث ، بل إنها من أكبر أدوات الإرشاد والتوجيه. كذلك فإن الصورة هي وسيلة إيضاحية يستعاض بها عن الكلام لتعريف الأهداف وتوضيحها ، بل إنها من أيسر السبل المؤدية إلى المعرفة وأسسها ، فهي التي توضح النص وتدعمه بتقديم البرهان الذي يغني النص بعناصر إضافية إعلامية وتعبيرية ، ولذا فإن تأثيرها قد يكون أعمق بكثير من المادة الإعلامية المكتوبة.

وتقوم الصورة الصحفية بدور اتصالي ثنائي فهي رسالة ووسيلة معاً ، إذ إنها متاحة للجميع بغض النظر عن مستوياتهم الثقافية والعلمية ، كونها لغة عالمية يفهمها الجميع رغم تعدد الأمم والشعوب.

وتمتاز الصورة الصحفية كوسيلة اتصالية بسرعة أكبر في لفت نظر القراء واستيعابهم مضمونها وبالتالي تحقيق التأثير المطلوب من خلال الوضوح في التفاصيل والبساطة في المضمون ، إضافة إلى مقدرتها الإقناعية فهي أصدق أدوات الصحف والمجلات ، إلى جانب دورها في إثراء المحتوى من خلال تسجيلها الأحداث ودعمها المادة التحريرية وإضافة الجديد إليها.

والصورة ضمن إطار الاتصال الجماهيري عبارة عن وسيلة اتصال تنقل الرسالة إلى المتلقي بأقل قدر من التحريف والخطأ ، فهي تشارك المادة التحريرية وتتفاعل معها لتقديم خدمة صحفية متكاملة لقارئ لا يقنع بالقراءة عن الأحداث وإنما يريد معايشتها.

ويتوقف أثر الصورة على مستقبل الرسالة الإعلامية وقدرته على استيعاب مغزاها وفهم أبعادها والقدرة على تأويلها وفك رموزها بدقة وبطريقة سليمة ، وهي عملية تتأثر بتجربته السابقة وخلفيته الثقافية وإطاره المرجعي عن الوسيلة والمعلومات التي تضمنتها واهتمامه الذاتي بهذا النوع من أدوات الاتصال الجماهيري.

ويمكن القول بان فهم الصورة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بثقافة الفرد ، وشأنه في ذلك شأن فهم اللغة اللفظية ، فعلى قدر خبرات الفرد يكون استعداده لتفهم مضامين الصور ( الفوتوغرافية ) التي تعرض عليه وعمق تفسيره لها ، وبتعبير آخر فإن المعنى الذي تثيره الصورة في ذهن الإنسان ليس موجوداً كاملاً وبالضبط في الصورة ، بل يكون جزء منه موجوداً في الشخص المشاهد لها ، وأن الصورة بما تحويه من مكونات ما هي إلا مثير بصري يستدعي هذه المعاني ويرتبها.

ولعل من المعروف أيضاً أن الصحف لاتعتمد على الرموز اللفظية فقط في صياغة رسائلها اللفظية ، ولكنها تعتمد بجانب ذلك على الصورة الصحفية التي تقوم بدور كبير في تأكيد المعاني والأفكار التي تعكسها الرموز اللفظية من جانب أو تقوم الصورة وحدها بنقل الأفكار والمعاني باعتبارها رسالة اتصالية مستقلة ، كما في الموضوعات أو الزوايا المصورة التي تهتم بها الصحف وبصفة خاصة المجلات.

وفي هذه الحالة ،أو في إطار العملية الاتصالية ، فإنه يتم النظر إلى الصورة بوصفها شكلاً يقوم بدور في جذب انتباه القارئ أو إثارة اهتمامه ، ولكن يتم النظر إلى تكوينها وما يحمله من أفكار أو معانٍ ، أو يجسد معالم أو أبعاداً ، أو يركز على شخصيات في إطار الأهداف الاتصالية للمصور والناشر معاً.

وتؤكد العديد من المبادئ التي نجدها في أدبيات علم الاتصال على الدور الاتصالي الذي تقوم به الصورة الصحفية بوصفها رسالة اتصالية ذات رموز خاصة ، تستهدف نفس الوظائف والأهداف التي تستهدفها الرسائل الاتصالية اللفظية ، حتى أن هذا الدور الاتصالي ، وما يرتبط به من أسس أو مبادئ ، أصبح يحكم الأطر الخاصة بعملية التصوير الصحفي من جانب ، واختيار الصورة الصحفية للنشر من جانب آخر ، وذلك بما يقدم تكوين الصورة من أفكار أو معان ، تستهدف الصحف إيصالها إلى القارئ ، حيث إن نشر الصورة الصحفية أصبح يمثل البعد المرئي في الاتصال ، وبصفة خاصة الاتصال الصحفي ، وأصبح مفهوم الاتصال يستخدم للدلالة على العملية التي يعتمد فيها القائم بالاتصال على تكوين الصورة ، في تكوين المعاني والرموز أو الإشارات والإيماءات أو معالم الحركة وغيرها من الرموز المصورة التي تعكس حالة أو فكرة معينة يريد المصور أو الناشر توصيلها إلى جمهور الصورة ، معتمداً على الإدراك البصري لهذه المعالم وتفسيرها في إطار الرموز الثقافية التي تتوحد لدى كل من المصور (قائم بالاتصال ) وجمهور المشاهدين للصورة (القراء في الصحف ).

وعلى هذا كان من السّهل قراءة الصورة في إطار هذه الأسس والمبادئ ، ووصف محتواها الذي لايضم الأشخاص والمعالم فقط ، ولكن أبعاداً كثيرة ترتبط بهما ، مثل النواحي الإيجابية أو السلبية التي تعبر عنها ملامح الحركة التي توقفت عندها آلة التصوير وغيرها من النواحي التي يمكن أن نستشعرها في الصورة ويجتمع على وصفها مشاهدون عديدون لارتباطها بالملامح الثقافية الشائعة.

ومن هنا فإن الاتصال المصور أصبح في السنوات الأخيرة النموذج الاتصالي الأمثل ، وذلك لأن البعد البصري قادر على إثراء الكلمة وإيضاح التفاصيل أكثر من الكلمة المكتوبة والمسموعة.

ولهذا كله لم يتردد المفكر الإعلامي ” مارشال ماكلوهان ” في تصنيف الصورة الفوتوغرافية إلى جهة الوسائل الساخنة باعتبارها تقدم من المعلومات ما تعجز عنه آلاف الكلمات ، فهي تخاطب حاسة واحدة من حواس الإنسان (حاسة البصر).

ومجمل القول فإن الصورة تعد من الوسائل الاتصالية الفعالة في الصحافة المعاصرة ، فهي أضحت أداة فاعلة في التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية ، محققة بذلك دوراً اتصالياً وإقناعياً وحضارياً وجماليا

بالتوفيق لجميع الطلبة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الصحافه نشأة وتطورا


نادين الاسعد

الصحافة
نشأة وتطوراً

الدكتور هلال ناتوت
استاذ في كلية الاعلام والتوثيق

من متطلبات درجة الدكتوراه في الصحافة و الاعلام
انترناشونال كاونسيل – لبنان

الفصل الأوّل

المبحث الاول: تعريف الصحافة

– تعريف الصحافة ومحاولات تأريخها

مقدّمة: تعتبر الصحافة الغذاء الفكري اليومي في تنوير عقول الناس بإطلاعهم على مجريات الحوادث والمعارف يتناولها شؤون الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأدبية.
لهذا قال الأستاذ الجسر من مهام رسالتها… الكشف عن الحقيقة وهي مهمة رسولية ورسالية في آن معاً.

أولاً: تعريف الصحافة في اللغة:
الصحافة في اللغة مصدر مشتق من العمل صحف
كما أن الصحافة هي فن إنشاء الجرائد والمجلات وكتابتها، على حين الصحافي هو من يعمل في الصحف بمعنى الورّاق ،”والجورنال” هي نقلاً عن التسمية الغريبة للدلالة على الصحف اليومية ثم ارتأى رشيد الدحداح إطلاق تسمية “صحيفة” إلا أن نظير الدحداح اللغوي اعتمد لقطة “جريدة” بمعنى الصحف المكتوبة.

ثانياً: تعريف الصحافة في الإصطلاح:
– على حد قول بورك الإنكليزي “الصحافة هي السّلطة الرابعة”
– في معجم الرائد ” الصحافة هي فن إنشاء الجرائد والمجلات وكتابتها”
– يعنى بالمطبوعة الصحافية نوعان: سياسية وغير سياسية.
– المطبوعة الصحفية الدوريّة: والتي تصدر بصورة مستمرة باسم معيّن وبأجزاء متتابعة مثل الجرائد اليومية كالديار…
– المطبوعة الصحفية الموقوتة: وهي التي لا تصدر أكثر من مرة في الأسبوع كالشبكة مثلا.

– وللصحافة أربعة مهام هي:
• الكشف عن الحقيقة
• التأثير في الرأي العام
• التعبير عن جمهور الشعب
• صناعة التاريخ

ثالثاً:
1- تعريف الخبر أو النّبأ
أ- الخبر في اللغة: هو ما أتاك من نبأ عمّن تستخبر
ب- الخبر في الإصطلاح: هو إيراد لحادث وقع حالاً وسرد صحيح وموقوت لأحداث وكشوف وآراء تؤثر في القرار والرأي العام وتثير اهتمامهم.
2- تعريف النبأ في اللغة:
أ- النبأ هو الخبر وإن لفلان نبأ أي خبرا
ب- تعريف النبأ في الإصطلاح: النبأ هو الخبر ذو الشأن وقد يكون النبأ عن الماضي أو عن القادم الآتي بأن شيئاً سيقع في وقت أو مكان يقر فيه.

الفصل الأول
أولاً
– مؤرخو الصحافة الغريبة
– مؤرخو الصحافة الأوروبية
– صحافة فرنسا نموذجاً
ومع إصدار دي كاييه “وقائعه” ثم ضمها في مجموعتين إثنتين توثيقيتين من 1559 إلى 1604 عقدت له الريادة في كونه من مؤرخي الصحافة الفرنسية مع “له مركور فرنسييه” في وقت اعتمدت الأكاديمية الفرنسية تسمية جورنال 1684 “أي رواية ما يحدث من أخبار اليوم”.
– صحافة القرن الثامن عشر
لمع اسم “بانكوك” يشرائه ” لاغاريت” دي فرانس وله مركور والمهجرية مثل “جورنال دي جنيف” ونظيرتها “جورنال دي بروكسل” أشبه بالكارتيل الإعلامي.
شهدت فرنسا ظهور أول جريدة يومية هي “جورنال دي باري” كما ظهرت 1000 صحيفة خلال أربع سنوات رافعة شعار “الصحافة حارس الشعب”.
– صحافة القرن التاسع عشر.
لمع اسم لا بلان – وهاتان بمثابة أهم مؤرخين إثنين للصحافة الفرنسية في هذا القرن وبعد هزيمة نابليون لم يبق سوى 4 جرائد فقط مع السماح بصحيفة واحدة في الأقاليم.
– الصحافة الشعبية: ظهرت عبقرية برودون منظراً للعمال وأصدر أول جريدة شعبية .

صحافة القرن العشرين
مع بداية القرن الجديد وظهور 75 صحيفة في باريس بفترة قياسية وظهور 250 جريدة في الأقاليم باتت ظهور محاولات تنظيم الصحافة مهنياً وقانونياً امرا مفروضا.

الصحافة الفرنسية بالحرب العالمية الاولى
مع اشتداد الضائقة المالية اندمجت عدّة صحف فرنسية في كارتيل إعلامي ورضخت “لمكتب الصحافة العسكرية” اضافة الى حرمان المراسلين من الجبهات المتقدمة، بينما ظهرت الصحافة المصورة وتقدمت صحف “فرانس سوار” على زميلاتها كما ظهرت صحف الأطفال ايضا.

صحافة الحرب العالمية الثانية خلافاً للحرب الأولى لم تحتجب الصحافة الفرنسية بل تراجعت أقاليم الجنوب وبلغت 1000 صحيفة وظهرت وكالة الأنباء الفرنسية الإلمانية.

صحافة خمسينات القرن العشرين بعد الخمسينات وتقدم وسائل الإتصال مثل الراديو والإنترنت… على حساب الصحافة المكتوبة التي غدا دورها مكملاً للإعلام وتأثرت بالتقدم التقني والتضخم الإقتصادي فضلاً عن توظيف خدمات وكالات الإعلام في مؤسسة واحدة متكاملة ، كما أن أذواق الجمهور مال نحو الصحافة المتخصصة والخفيفة المسلية.

مؤرخو الصحافة الأميركيّة
– صحافة الولايات المتحدة نموذجاً
عقدت ريادة ” بنسلفانيا غاريت” لفرانكلين بمثابة أول صحيفة مبتكرة صدرت سنة 1728 في فيلاديلفيا وشقيقتها “بنسلفانيا وبوسطن” لادامس.
– نشأة الصحافة الأميركية :
– تشير الإحصائيات إلى وجود 217 دورية سنة 1800 في 13 ولاية مع أولى كبريات الصحف “ذي صن”.
– أما “نيويورك هيرالد” ففرضت ريادتها التاريخية في تحديث الصحافة الأميركية 1838 لجهة اعتماد مراسلين ميدانيين لها في أوروبا وإصدارها 33000 نسخة يومياً.
– أما “نيويورك تريبيون” ابتدعت مبدأ المناظرة 1841بين الليبرالية والإشتراكية كما شكلت حرب الإنفصال الأميركية 1863 – 1865 قفزة هامة لدى مؤرخي الصحافة لجهة اعتماد مراسلي الميدان وتقنيات المراسلات.
انتشار الصحافة الأميركية : شكلت حرب الإنفصال مفترقاً مهماً فأحصيت 2400 دورية سنة 1910 طبع منها 24 مليون نسخة ثم ظهرت “سلاسل للصحف حيث فاق إصدارها 40 مليون نسخة 1940 ، ومع صدور سلسلة “ريدرز جست” 1923 عرف عالم الصحافة تغييرات جذرية في نمط المجلات الثقافية السياسية.
ازدهار الصحافة الأميركية
حثت الحربين الأولى والثانية على تطور الصحافة الأميركية وشكلت الولايات المتحدة نموذجاً ريادياً لتكاملية وسائل الإعلام فغدت الصحيفة في نفس المستوى الإعلامي دعامة دعائية ووسيلة اتصالية متقدّمة وعقّلتها التقنيات الحديثة ووحدت مناهجها.
وتشير وقائع تاريخ الصحافة اليومية إلى ازدياد إصداراتها حتى 60 مليون نسخة 1960 وأدى ارتفاع النفقات والمصاريف المالية إلى “تجميع سلاسل صحفية” وربما ساهمت بامتلاك وإدارة محطات إذاعية وتلفيزيونية 1760 مؤسسة “نمطية” عادية 1960، أما المجلات الدورية فتقدمت شأن الصحف اليومية فمنها على سبيل المثال صحف الأحد وملاحقها الأسبوعية ونجاح مجلات أخبارية وسياسياً مصدر مثل “لوك” والايف” ومجلات نسائية.

المبحث الثاني

ثانيا: مؤرخو الصحافة العربية

نظراً لحداثة تاريخ الصحافة العربية، لم يخطر على بال أحد القيام بتوثيقها وارشفتها لأسباب عديدة منها سوء توزيع البريد والضائقة الإقتصادية فضلاً أن فن البيبليوغرافيا لم يكن معروفاً باستثناء بعض الأوروبيين بيننا ومنهم “هنري غملياردو” قنصل فرنسا في القاهرة سنة 1884 الذي هب لوضع تقرير مسهب عن الصحف الصادرة في وادي النيل باللغة الفرنسية وهناك نسختان عن التقرير في مكتبة القاهرة وباريس.
ثم تبعه جرجي زيدان بنشر مقالة في الهلال 1892 عن الجرائد العربية في العالم حيث بلغت 147 صحيفة ثم نشر نبذة أخرى في “الهلال” 1910 أحصى فيها 600 صحيفة مؤكداً على المصرية منها وهناك عدّة محاولات لم تكن دقيقة.
أصدر هيرثمان الإلماني كتاباً عن الصحافة المصرية سنة 1899 أحصى 168 صحيفة محفوظة في دار الكتب بالقاهرة ويعتبر من أهم الأعمال البيبليوغرافية الموثقة بالمشاهدة.

في العهد العثماني 1914
– مرحلة ما قبل الدستور كانت الصحف قليلة
– مرحلة ما بعد دستور الحريات 1908 صدرت 150 دورية حتى 1914 منها
5 جرائد رسمية – 3 أطفال – 6 أدبية – 18 جريدة هزلية

في عهد الإنتداب الفرنسي: 1918 – 1943 أعطي 220 إمتياز ترخيص : 4 جرائد رسمية – 6 للأطفال – 10 دوريات أدبية – 23 هزلية.

في عهد الإستقلال الوطني 1943 صدرت عدّة قوانين أهمها منع التوقيف كما فتحت الدولة اللبنانية 575 نوع امتياز كما فتحت إمتيازاً جديد منها دوريتان رسميتان – 20 للأطفال –
10 أدبية – 6 كاريكاتورية.

المبحث الثاني

فوائد تاريخية عن الصحافة عموماً والعربية منها بنوع خاص

1- أول جريدة أنشئت في العالم “كين بان” سنة 911 قبل المسيح.
2- أول جريدة ظهرت في أوروبا “الأعمال اليومية” في روما في أواسط القرن الأول للمسيح.
3- أول جريدة مطبوعة اسمها “كينو” ظهرت محفورة على الخشب في بكين الصين منذ أكثر من أربعة قرون ولا تزال.
4- أول جريدة برزت بعد انتشار فن الطباعة الحرفية تسمى “غزته” 1566 في إيطاليا البندقية.
5- أول مجلة علمية “مجلة العلماء” الفرنسية 1665.
6- أول جريدة يومية “الديلي كوران” الإنكليزية 1702
7- أول جريدة في العالم الجديد “بوسطن ثيولستر” 1704
8- أول جريدة عربية هي التي أنشأها نابليون الأول سنة 1799 القاهرة.
9- أول جريدة ظهرت في السلطنة العثمانية “بريد أزمير” 1825
10- أول جريدة تركية “تقويمي وقائع” 1832 القسطنطينية
11-أول من اعتنى بجمع الجرائد في العالم أندراوس ورزي 1835
12-أول من كتب عن الصحافة أندراوس وزري 1820 ألف تاريخاً يتضمن 300 صفحة أخبار جرائد بلجيكا 1605 – 1844
13-أول جريدة عربية أنشأها رجل عربي هي “مرآة الأحوال” في الأستانة 1854 رزق الله حسون الحلبي.
14-أول جريدة عربية مصورة أخبار عن انتشار الإنجيل 1863 للمرسلين الأميركيين بيروت.
15-أول مجلة عربية مصورة “النحلة” 1877 ألقس لويس الصابونجي في لندن.
16-أول من كتب عن الصحافة العربية هنري غلياردو قنصل فرنسا القاهرة.
17-أول صحيفة عربية مرسومة بألوان جريدة “أبو نظّارة” في باريس 1887
18-أقدم جريدة عربية لا تزال منتشرة حتّى اليوم “الوقائع المصرية” 1828 القاهرة
19-أول نادي للمولعين بجمع الجرائد 1890 بلجيكا.
20-أول جريدة عربية ظهرت في العالم الجديد “كوكب أميركا” 1892
21-أول معرض للجرائد 1892 بروكسل.
22-أول مؤتمر للصحافة أنشأ 1894 في مدينة أنفرس.
23-اول ناد للمولعين بجمع الصحف في بلجيكا
24-أول مدرسة للصحافة 1899 باريس
25-أول مؤتمر للصحافة العربية 1900 نيويورك.
26-أجمل جريدة صدرت بين جميع الصحف العربية “البشير” 1902.
27-أول متحف للصحافة 1907 بروكسل.
28-أول من اخترع آلة لصف حروف الطباعة العربية رشيد أفندي الخوري صاحب جريدة “الرموز” 1908 بوينس أيرس.
29-أول جريدة أقامت احتفالاً رسمياً لمرور 50 سنة “حديقة الأخبار” البيرونية 1908.
30-أشهر مجموعة للجرائد والمجلات يملكها ألبرت دي فوفنت 55 ألف صحيفة.
31-أوسع مجموعة للصحف العربية يملكها فيليب دي طرازي 1300 جريدة ومجلة.

المبحث الثاني

تطور الصحافة عموماً

1- انتشار العلم: إن ثورة الطباعة التي نشرت منجزات الفكر الإنساني على كل البشر فاذا بالإرساليات تنشر مراكزها الصحية والتعليمية في المشرق لا سيما مصر ولبنان,
2- الصراع الفكري: أدى ظهور التيارات الفكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية إلى تباين في أشكال أنظمة الحكم الدولية بحيث غدت الصحافة عامة متمايزة عن بعضها البعض.
3- التقدم الآلي التقني: أعطت الإكتشافات والإنتصارات التقنية العديدة تأثيرها على مادة الجريدة وشكلها وإخراجها و تخصصها وانتشارها فظهور”التيلتيب وجهاز نقل الصور التلفزيوني والهاتف والبرقيات والإنترنت ساعدا على تطور عمل الصحافة ،مما مكن إستعمال الآلة الحديثة البالغة السرعة بعملية الطبع حيث غدت الصحافة عملاً تجارياً ضخماً فظهرت دور الصحافة دار النهار – دار الصياد – دار الأهرام – ودار روز اليوسف أو دار اللومند والباري ماتش فرنسا. أو دار النيويورك تايمز والواشنطن بوست أميركا…
4- التزايد السكاني: النمو المتزايد للمدن ولد في المقام الأول مادة ومصدراً أخبارياً فالحوادث والجرائم موفورة يومياً كما أن دور الحياة العملية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية ومواضيع التحقيقات الصحفية كثيرة،كما ظهرت ايضا الصحافة المتخصصة في التربية والتعليم والفنون فهناك: فئة أهل الفكر – فئة العمليين – فئة اللافكريين.
5- حرية الصحافة: واجهت الصحافة تحديات عديدة عبر الحقب المختلفة فعلى حين أدان البابا غريغوريو السابع حب الإستطلاع واعتبره خطيئة حتى أن ناشرا قطع لسانه في روما – بينما تمنى سلاطين بني عثمان وأد الصحافيين في النار لكن الصحافة صمدت في كل مرة لحين بات في استطاعتها أن تنطق دون خوف كونها السلطة الرابعة في الدولة.

الفصل الأول

أنواع الحقوق والحريات

الحقوق والحريات المتعلقة بالشخصية

أ – حق الحياة: هو من حق كل إنسان في الوجود باعتباره كائناً حياً أراد الله له الحياة.
ب- حق الأمن: حق الفرد أن يعيش بأمان واطمئنان دون رهبة أو خوف
ج-حرية الإنتقال: يقصد بحق الذهاب والإياب أي حرية السفر إلى أي مكان داخل حدود الدولة أو خارجها.
د – حرية السكن: حق العيش داخل مسكنه دون مضايقة أو إزعاج.
هـ – سرية المراسلات: بعدم إفشاء سرية المراسلات المتبادلة بين الأشخاص سواء كانت خطابات طرود أو إتصالات.

الحقوق والحريات المتعلقة بالفكر

أ‌- حرية العقيدة والعبادة: حق الفرد في اعتناق دين معين أو عقيدة محددة
ب‌- حرية الرأي: حق الشخص في التعبير عن أفكاره ووجهات نظره الخاصة.
ت‌- حرية التعليم: تشمل الحق في تلقي العلوم المختلفة وفي تلقين العلم للآخرين.
ث‌- حرية الإجتماع: حرية تمتع الفرد بالحق في الإجتماع مع من يريد وفي المكان الذي يراه مناسباً وذلك في الحدود المقررة قانونياً.
ج‌- حرية تكوين الجمعيات والإنضمام إليها: الحق في تكوين وإنشاء جمعيات ذات أهداف مختلفة.

الحقوق والحريات المتعلقة بالنشاط، وتشتمل:

أ‌- حق العمل: لكل فرد الحق في العمل الشريف الذي يناسبه ويختاره بكامل حريته من ناحية النوع والأجر والإنضمام إلى النقابات لحماية مصالحه.
ب‌- حرية التجارة والصناعة: حرية مباشرة للفرد للنشاطات التجارية والصناعية وما يتفرع عنها.
ت‌- حق الملكية: حق إمتلاك واقتناء الأموال من عقارات ومقولات في إطار القوانين.
ث‌- الحقوق والحريات السياسية: وتعني حق المواطنين بالمشاركة في الحياة السياسية والمشاركة في حكم أنفسهم والإشتراك في الإنتخابات والترشيح للهيئات والمجالس وحق التوظيف.

الصحافة اللبنانية وشرعة الإختلاف

تبنت نقابة الصحافة في 25 / 2 / 1974 شرعة الاخلاق التي وضعتها عمدة النقابة برئاسة النقيب رياض طه وفي ما يلي نص شرعة الأخلاق أو “شرف المهنة”.
1- أن الصحيفة مؤسسة تقوم بخدمة عامة ثقافية إجتماعية وطنية قومية إنسانية.
2- تلتزم المطبوعة بمسؤولية أمام الضمير المهني وإزاء القارىء.
3- تلتزم المطبوعة بالصدق والأمانة والدقة وبسرية المهنة.
4- المطبوعة ملك القراء ولهم فرصة التعبير عن حق الرد والتصحيح .
5- للصحيفة أن تعبىء الرأي العام دفاعاً عن البلاد وعن الحق والعدل.
6- تتجنب الصحيفة إثارة التعصب وإثارة النعرات والقدح والتحقير.
7- الأنباء المختلفة أو المحرفة ليست صالحة للنشر.
8- الإفتراء أو الإهتمام دونما دليل يسيء الى الصحافة.
9- تتحاشى الصحيفة نشر الأخبار غير الموثوق بصحتها.
10-تتحاشى الصحافة نشر المواد من شأنها تشجيع الرزيلة والجريمة.
11-احترام سمعة الفرد وتصون كرامته وحياته الشخصية.
12-الشتم والتهويل والإبتزاز من صفات الصحافة الصفراء.
13-المهاترات الشخصية تحط من كرامة المهنة.
14-عدم اللجوء إلى وسائل غير مشروعة لإقتناص الأنباء والأسرار.
15-السبق الصحفي يأتي بعد المصلحة العامة.

الحقوق والحريات بالدستور

1- مبدأ المساواة: إن كل اللبنانيين سواء لدى القانون إذ لا ميزة لأحد إلا من حيث الإستحقاق المادة السابقة.
2- الحريات المدنية والشخصية المادة 8: إن الحرية الشخصية مضمونة في القانون كما أن حرمة المنزل لا يجوز لأحد الدخول إليه إلا في الأحوال القانونية.
3- الحريات الفكرية: مواد 9 – 10 – 13: حرية الإعتقاد مطلقة – حرية التعليم – حرية إبداء الرأي فولاً وكتابة ضمن دائرة القانون.
4- الحريات الجماعية 13: إن حرية الإجتماع وتأليف الجمعيات مضمونة ضمن دائرة القانون.
5- الحريات الإقتصادية: النظام الإقتصادي حر يكفل المبادرة الفردية والملكية الخاصة.

مبدأ حرية الإعلام في القانون اللبناني

1- تعريف الحريات العامة: مجموعة الحقوق التي باتت الشعوب تعتبرها حقوقاً طبيعية كالحرية الفردية – حرية الفكر – حرية التعبير – حرية الإجتماع – حرية الدين – حرية التملك.
2- حرية التعبير والإعلام في الوثائق العالمية: إعلان حقوق الإنسان والمواطن سنة 1789 عن الجمعية التأسيسية للثورة الفرنسية كان بمثابة أول وثيقة رسمية ” لا يجوز التعرض لأي إنسان كان مهما كانت آراؤه شرط أن لا يحدث التعبير عنها تعكيراً للنظام العام الذي يعنيه القانون.

– المادة (11): إن حرية الأفكار والآراء من أهم حقوق الإنسان حيث أن لكل مواطن الحق في الكلام والكتابة والطباعة بحرية على أن يتحمل نتيجة سوء استعماله هذه الحرية أمام القانون.
– المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في باريس عام 1948 لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في طلب المعلومات والأفكار وتلقيها ونشرها بأي وسيلة دون اعتبار الحدود.
– وورد في إعلان إستقلال الولايات المتحدة الأميركية 4 / 7 / 1776 النص التالي: “إن البشر أجمعين إنما خلقوا متساويين وقد منحهم خالقهم بعض الحقوق غير القابلة للتصرف ومن بينها الحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة.”

3- حرية التعبير والإعلام في القانون اللبناني: المادة 13 من الدستور 1926 المعدل عام 1990 “حرية إبداء الرأي قولاً وكتابة وحرية الطباعة وحرية الإجتماع وحرية تأليف الجمعيات وكلها مكفولة ضمن القانون”
– قانون المطبوعات 1962 يؤكد على حرية الإعلام “المطبعة والصحافة والمكتبة ودار النشر والتوزيع حرة ضمن القوانين العامة وأحكام قانون المطبوعات”.

البحث الثالث

ثالثا: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

لبنان في عداد البلدان التي اعتنقت نظرياً مبادىء الوثيقة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ك1 1948 والمعلنة لحقوق الإنسان إعلاناً عالمياً ملتزم ولو معنوياً.
– فإن الجمعية العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
المادة الأولى: يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق.
المادة الثانية: لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات دون أي تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي.
المادة الثالثة: لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه.
المادة الرابعة: لا يجوز استرقاق أو استعباد أي شخص.
المادة الخامسة: لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا العقوبات القاسية الوحشية أو الخاصة بالكرامة.
المادة السادسة: لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية.
المادة السابعة: كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية كافية دون أية تفرقة.
المادة الثامنة: لكل شخص الحق أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية لإنصافه.
المادة التاسعة :لا يجوز القبض على أي إنسان وحجزه تعسفاً.
المادة العاشرة: لكل إنسان الحق أن تنظر قضيته أمام محكمة مستقلة نزيهة “دون تمييز”.
المادة الحادية عشر: كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئاً إلى أن تثبت إدانته قانونياً بمحاكمة علنية تؤمن له الضمانات الضرورية للدفاع عنه.
المادة 12: لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته.
المادة 13: لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة وأن يغادر أية بلاد والعودة إليها.
المادة 14: لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بلاد أخرى هرباً من الإضطهاد.
المادة 15: لكل فرد الحق في التمتع بجنسية ما.
المادة 16: للرجل والمرأة الحق متى بلغا سن الزواج حق التزاوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين دون إكراه.
المادة 17: حق التملك بمفردة أو بالإشتراك مع غيره ولا يجوز تجريده من ملكه تعسفاً.
المادة 18: لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير.
المادة 20: لكل شخص الحق في حرية الإشتراك بالجمعيات السلمية دون إكراه.
المادة 21: لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تولي الوظائف العامة وإن إرادة الشعب هي مصدر السلطات الحكومية.
المادة 22: لكل شخص الحق في الضمانة الإجتماعية.
المادة 23: لكل شخص الحق في العمل بشروط مرضية .
المادة 24: لكل شخص الحق بالراحة في أوقات الفراغ وفي عطلات دورية بأجر.
المادة 25: لكل شخص الحق بمستوى عيش لائق مادياً وصحياً وللأمومة والطفولة والحق بالحماية الإجتماعية.
المادة 26: لكل شخص الحق بالتعلم وللآباء الحق الأول في اختيار نوع تربية أولادهم.
المادة 27: لكل فرد حق المشاركة في التقدم العلمي.
المادة 28: لكل فرد حق التمتع بنظام إجتماعي دولي.
المادة 29: على كل فرد واجبات نحو التمتع الذي يتاح فيه وحده لشخصية أو تنمو نمواً حراً كاملاً.
المادة 30: ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة او فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.

ملحق

اتحاد الصحافة اللبنانية

الفصل الاول-احكام عامة

المادة 77:ينتظم الصحفيون في هيئتين مستقلتين هما:
– نقابة الصحافة اللبنانية
– نقابة محرري الصحافة اللبنانية
ويتألف من هاتين النقابتين هيئة عليا تدعى” اتحاد الصحافة اللبنانية” يرئسها نقيب الصحافة ويتولى أمين السر فيها نقيب المحررين
المادة 78: مركز اتحاد الصحافة بيروت ونطاقه على جميع الأراضي اللبنانية ويتمتع بالشخصية المعنوية.

الفصل الثاني -نقابة الصحافة اللبنانية

المادة 79: تتألف الجمعية العمومية لنقابة الصحافة اللبنانية من جميع مالكي المطبوعات الصحفية في لبنان الذي تنوافر فيهم الشروط وفقاً للمادة 10على أن يكون للمطبوعة عند التصويت صوت واحد.
المادة 80: تعقد الجمعية العمومية دورة عادية في السنة تشرين الثاني وتعقد دورة انتخابي عامة كل 3 سنوات كانون الأول ودورة استثنائية كل ما دعت الحاجة.
المادة 81: يقسم أعضاء الجمعية العمومية الى فئتين:
– الفئة الاولى: الأعضاء الممثلين للمطبوعات الصحفية السياسية.
– الفئة الثانية: الاعضاء الممثلين للمطبوعات الصحفية غير السياسية والوكالات الإخبارية والنقلية والنشرات الإختصاصية.
المادة82: لا يجوز ان تمثل المطبوعة الصحفية الواحدة في جلسات الجمعية العمومية اذا كانت لأكثر من مالك إلا بصوت واحد.
المادة 83 : يدخل في اختصاص الجمعية العمومية:
– المصادقة على الموازنة السنوية
– تحديد بدل الإشتراك ورسم القبول
– مراجعة حسابات السنة المنصرمة وتصديقها
– بحث المسائل التي تهم النقابة
– انتخاب مجلس النقابة وإتمامه إذا انخفض العدد.
– المادة 84 : يؤلف مجلس نقابة الصحافة من 18 عضواً يوزعون كالآتي
– إثنا عشر يمثلون المطبوعات الصحفية السياسية اليومية
– خمسة يمثلون المطبوعات الصحفية السياسية الموقوتة
– واحد يمثل المطبوعات الصحفية غير السياسية.
المادة 85: بعد انقضاء ثلاثة أيام على انتخاب المجلس ينتخب المجلس من بين أعضائه مكتباً للنقابة مؤلفاً من نقيف ونائب نقيب وأمين سر وأمين صندوق.
المادة 86 : يرأس النقيب جميع جلسات النقابة وتكون له الأرجحية عند التعادل في اتخاذ القرارات وينوب عنه نائبه في غيابه.
المادة 87 : تحدد واجبات المجلس بنظام داخلي.
المادة 88: يدخل في اختصاص المجلس النقابي:
1- النظر في القضايا التي تهم أعضاء النقابة
2- وضع نظامها الداخلي وتعديله عند الإقتضاء
3- تعديل نظامها المالي عند الإقتضاء
4- إدارة أموال النقابة
5- انتخاب أعضاء المجلس التأديبي وفقاً للمادة 100
6- تسوية النزاعات التي تقع بين الأعضاء بناءاً لطلبهم ولا يجوز لصحفي تحت طائلة الإحالة إلى المجلس التأديبي أن يقدم شكوى من زميل له0 باللجوء إلى القضاء في شؤون تصل بالمهنة الأبعد إبلاغ الامر إلى المجلس للتوفيق بينهما.
7- إحالة الأعضاء المخالفين إلى المجلس التأديبي.
8- ملاحقة الأعضاء والأشخاص غير الصحفيين بما يتعلق بكرامة المهنة.
9- النظر بالقضايا التي تهم المطبوعات وإبداء الرأي في طلبات الرخص.
10-النظر في جميع القضايا المتعلقة بالمهنة من تحديد حجم الصحف وسعرها ومواعيد صدورها.
11-تحديد وتعديل الرسوم المترتبة لصندوق النقابة على المطبوعات
12-إدخال التعديلات اللازمة على الرسوم المترتبة لصندوق النقابة على المطبوعات عند الإقتضاء.
13-ملاحقة الأعضاء والأشخاص غير الصحفيين أمام القضاء والسلطات الإدارية عند مخالفتهم أحكام هذا القانون عند التعدّي على صفوف زملائهم عن طريق التلاعب بأنواع مطبوعاتهم.

الفصل الثالث-نقابة محرري الصحافة اللبنانية

المادة 89 : تتالف الجمعية العمومية لنقابة محرري الصحافة اللبنانية من جميع الصحفيين العاملين في مطبوعات صحفية تصدر في لبنان دون أن يكونوا من مالكيها على أن يكونوا مسجلين في الجدول النقابي للصحافة.
المادة 90: يجوز للأجنبي أن يمارس التحرير دون الإنتساب للنقابة وله الحق بالبطاقة الصحفية كمحرر صحفي على أن:
– يكون مأذوناً بالإقامة في لبنان وبالعمل فيه
– أن تكون المعاملة بالمثل مطبقة في بلده.
المادة 91 : تعقد الجمعية العمومية لنقابة المحررين دوراتها وتعيين اختصاصها وفق المادتين 80و 83
المادة 92 : يؤلف مجلس النقابة المحررين من إثني عشر عضواً
المادة 93 : تطبيق البنود 1 الى 8 من المادة 88.
المادة 94 : يخضع مراسلو الصحف الأجنبية لنظام خاص.

الفصل الرابع-المجلس الأعلى للصحافة

المادة 95 : يتألف من مكتبي نقابة الصحافة ونقابة المحررين وعضوين من كل نقابة ينتخبها مجلسها لمدة سنة واحدة يجتمع مرة في الشهر على الأقل أو عند طلب مجلس أحد النقابين ويكون رئيس مصلحة الصحافة والقضايا القانونية في وزارة الإعلام مفوضاً للحكومة لدى هذا المجلس.
المادة :96 يدخل في اختصاص المجلس الأعلى للصحافة:
1- النظر في جميع القضايا التي تهم الصحافة والصحفيين بصورة عامة ومشتركة ما عدا القضايا التي تخص كل نقابة.
2- وضع النظام الداخلي لإتحاد الصحافة اللبنانية بعد موافقة وزير الإرشاد والسياحة.
3- العمل على إنشاء صندوق تقاعد للصحفيين.
4- تعيين لجان مشتركة للتمثيل الصحافي في المناسبات الكبرى.

الفصل الخامس- لجنة الجدول النقابي للصحافة

المادة 97 : ينبثق عن اتحاد الصحافة اللبنانية هيئة تدعى ” لجنة الجدول النقابي للصحافة”
تتألف من مكتبي نقابتي الصحافة والمحررين برئاسة نقيب الصحافة
المادة 98 : يدخل في اختصاص لجنة الجدول:
1- النظر في طلب الإنتساب إلى الجدول النقابي للصحافي
2- منح البطاقات الصحفية والمأذونيات بالانتداب الصحفي إلى الخارج
3- منح الشارات الصحفية على اختلافها.

الفصل السادس-المجلس التأديبي

الفصل السابع-أحكام مؤقتة وختامية
مادة 106 : تؤلف لجنة برئاسة مدير عام وزارة الإعلام وعضوية رجلي قانون يختارهما وزير الإرشاد والسياحة وأربعة صحافيين يختارهم مناصفة كل من مجلس نقابتيي الصحافة والمحررين ويعهد لهذه اللجنة.
1- إعداد مشروع قانون بتحديد الإمتيازات التي يتمتع بها الصحفيون
2- تحضير مشروع قانون بإنشاء صندوق تقاعد وإسعاف للصحفيين.

الفصل الثاني
وكالات الاعلام الغربية والعربية

المبحث الاول: وكالات الإعلام الأوروبية
أولاً: وكالة الأنباء الفرنسية
ثانياً :وكالة أنباء رويترز
البحث الأول
وكالة الصحافةالفرنسية

أسس هافاس مكتبة الإتصال والمراسلة في باريس عام 1832 استطاع هافاس اليهودي الأصل تحقيق حلمه وتصوره لوكالة الأنباء مع تطوير عمل مكتبة باسم “وكالة هافاس” إذ ارسى لأوّل مرة في التاريخ أصول تجربة الوكالة الحديثة
فعمل على أن لا يقدم الخبر بمثابة شائعة أو نبأ مزاجي إنما أشبه بتقرير وصفي مختصر وصحيح وسريع وإدراك أن هكذا أخبار تشبع احتياجات القراء ورغباتهم وهي أهم الخدمات التي يمكن أن تقدمها وكالة الأنباء للصحف المستقلة الأخبارية والدينية…
وينبغي أن يكون لها أجهزة متخصصة في جمعها وتحريرها وتوزيعها وهذه الأجهزة هي “وكالات الأنباء” وأن المخبرين هم وكلاء العامة والخاصة في الإعلام.”
غدت إيرادات الإعلانات الدعامة الأساسية للوكالة في خططها وتسويقها وانتشارها عبر مراسليها مما أتاح لها فاس توسيع مؤسسته وشراء أكبر مكتب للإعلانات في فرنسا مكتبة “بولييه” 1860 مما جعله يقدم خدمات ل 200 صحيفة في الأقاليم الفرنسية فضلاً عن توزيع مراسلين للوكالة في معظم عواصم أوروبا لسد حاجات المشتركين حتّى حققت أرباحاً تجاوزت 500 مليون فرانك فرنسي.
مما حدا بأهل السياسة وقادة الرأي على ضرورة فصل الإعلام عن الإعلان وما إن تحقق هذا الإنفصال من الإعلام والإعلان حتى أخذت الأزمات المالية تتوالى على وكالة هافاس في فترة ما بين الحربين كما أن هزيمة فرنسا 1940 عجلت بانهيار كل شيء حيث توقعت الوكالة في بوردو

صحافة المقاومة
ظهرت في فترة الإحتلال النازي لفرنسا, حولت حكومة فرنسا الحرة في المنفى مكتب هافاس إلى “الوكالة الفرنسية الحرة”
ومع عودة السلطة لحكومة فرنسا الحرة كافأت الدولة بالوكالة وسميت “بالوكالة الفرنسية للأنباء عام 1944 وهي مؤسسة عامة تتمتع بشخصيتها المعنوية وباستقلالها المالي وترتبط الوكالة الفرنسية مع 30 وكالة بعقود مهنية لا سيما كبرى العالمية منها مثل الأسوشيت برس ورويترز وانترفاس وولف…. ولها 3 مراكز للإستماع في بيروت وهونغ كونغ وباريس نفسها هذا وتقدم الوكالة الفرنسية بتقديم الأخبار السياسية والديبلوماسية التقليدية واعداد خدمات اقتصادية لرجال المال والأعمال – فضلاً عن خدمات الرياضة.
أما توزيع نشراتها فيتم بواستطها مباشرة عبر وكلائها المنتشرين في اصقاع العالم.
أدخلت عام 1990 تحديثات لنشاطاتها كالمعلوماتية بحيث كتبت حوالي مليون ونصف كلمة يومياً.
تقدم الوكالة الفرنسية خدماتها إلى حوالي 12 ألف مشترك من مختلف الهيئات الرسمية الخاصة و 10 آلاف في قطاع الإعلام والإعلان والتسويق بينها 650 صحيفة و400 محطة إذاعة و200 تلفزيون. 100 وكالة أنباء محلية ووطنية.
كما ترتبط شبكة خدماتها بكل دول العالم مترافقة مع خدمة Flash AFP على أساس عشر نشرات مقتضبة وسريعة مدة الواحدة دقيقتان ونصف.
ثانياً
وكالة رويترز

أسس جوليوس رويترز مكتباً أخبارياً له في لندن سنة 1851 وعني بأخبار البورصة وأخبار المال والسندات والإقتصاد وأثبت كفاءة مهنية على الساحة الإعلامية فكانت ثالث وكالة أوروبية بعد الفرنسية والإلمانية.
ففي القرن التاسع عشر عمدت جريدة التايمس إلى تعيين مندوب مراسلين لها في العواصم الأوروبية لاستقطاب الخبر باكراً مثلما تقدم وكالة رويترز وغدا كلاهما يرتاب من أعمال الآخر.
حفلت سبعينات القرن التاسع عشر بحروب أوروبية وأميركية بين الشمال والجنوب وكانت أخبارهما “مادة ساخنة” لتوزيعها على مشتركيها بفضل خطوط التلغراف السلكية وهنا بدأ الصراع بين وكالات الأنباء محموماً مما رفع قيمة الخبر وبدل تكلفته المادية فوكالة رويترز أول من أذاع نبأ هزيمة نابوليون الثالث واستسلامه وحصل مراسلها على النبأ من يسمارك نفسه مما جعلها موثوقة المصدرية.
وكان لظهور الصحافة الشعبية الزهيدة الثمن أثراً مهما أخذت تتسابق الصحف للإهتمام بزوايا الأخبار على مختلف أنواعها.
ومع تسارع نبض الحياة عند الخبر القصير والسريع بل والمصدر أفضل مادة رائجة.
كذلك يحضر في هذا المقام عنصر المنافسة الشديدة بين الصحف وإصرارها على الإحتفاظ بالريادة والأولوية في عالم الخبر بشكل تتسابق فيه عقارب الساعة على الزمن نفسه.

وكالة رويتر في مصر
على أثر اتفاق الوكالات الثلاثي غدت مصر من نصيب رويتر البريطانية ومع اكتساح الانكليز لمصر عسكرياً اكتسحت رويتر أيضاً الساحة الإعلامية ثم امتدت الى السودان مع امتداد الاستعمار الانكليزي الى السودان بحيث كوفئ الضابط “وينجت” مراسلها الى السودان كحاكم للسودان.
والغريب أن رويتر توزع نشراتها مجاناً على الجنود الانكليز على حين تدفع الحكومة الفرنسية بدلات اشتراكها وثمن النسخ الموزعة على الجنود.

من المنافسة الى الاحتكار
كثرت تجاذب الوكالات الكبرى منافسة حتى انتهى الى تقاسم العالم: سنة 1870
– وكالة “وولف الألمانية” حظيت بمحمية بروسيا والنمسا
– وكالة “رويتر”، فكان نصيبها المستعمرات البريطانية والشرق الأقصى
– “الوكالة الفرنسية”، المستعمرات الفرنسية وقسم من أميركا اللاتينية وحوض المتوسط

وكالة رويتر بخدمة الأمبراطور
مرت رويتر بعدة مراحل منذ تأسيسها
1- مرحلة التأسيس 2- مرحلة الاحتكار 3- مرحلة شركة تعاونية
4- مرحلة الملكية الرباعية الخاصة وهم مالكو الصحف، ومجمعية الصحافة، والصحافة الاسترالية – والصحافة النيوذلاندية

إنهاء وكالة لا تسير في التبعية الرسمية كما أن للوكالة مكاتب كبرى في الخارج مثل نيويورك وباريس وروما – وفرانكفورت والقاهرة – وبيونس أيرس يدير كل منها مدير إنكليزي يعاونه بعض المساعدين الإنكليز والمراسلين المحليين.
– كما أنه لها مكاتب في جينيف وستوكهولم
– كما لرويتر مكتب مهم جداً في نيويورك يغطي القارة الأميركية مع اعتمادها تكنولوجيا الجيل الثالث من الحواسب زاد سوق زبائنها ليبلغ مدخولها الإعلامي 950 مليون جنيه
– يبلغ زبائنها 16 ألف مشترك 60% مؤسسات مالية 25% خدمات تجارية
– أدخلت رويتر عام 1992 نظام ديلينغ 2022 المتطور لعقد الصفقات المباشرة المالية الكترونيا لخدمة القطاع المصرفي
– كما اشترت قسم التصوير والرسوم من وكالة اليوناتدبرس لتحتكر قطاع الصور والرسوم باحترافية عالية فأنشأت بذلك أفلاماً إخبارية مصورة لكل تلفزيونات العالم.
– على حين أعتمدت 1996 نظام سلسلة 3000 المحوسب للمعلومات دفعة واحدة بحسب التوقيت الحقيقي للخبر في وقت فوري خدمات الـ TV المالي والبريد الالكتروني للزبائن.

البحث الثاني وكالات الأنباء الأميركية

أولاً : وكالة الأسوشيتدبرس
ثانياً : وكالة اليونايتدبرس

وكالة الأسوشيتدبرس
تمتل السياق بالحصول على الأخبار الخارجية الواردة بواسطة السفن الأوروبية أشكالاً تمثل بعضها في أول اتحاد صحفي مكون من 6 صحف أميركية في نيويورك وأطلق عليها “اتحاد أخبار الميناء 1848 ” ثم ما لبث أن اتخذ اسماً جديداً هو نيويورك أسوشياتد برس” 1856 وسرعان ما تكونت اتحادات إقليمية في U.S.A مما زاد من حدة الصراع ومنها حصر ملكية الأخبار ولا يمكن قبول أي عضو جديد , كما لا يمكن لأي صحيفة عضو في الإتحاد بيع الأخبار إلى الصحف الأخرى إلا عبر الوكالة. وهكذا اتضح لنا حصرية هذه الوكالة للأخبار وظل حال التنافس إلى حد اقتنع معه جميع فرقاء وكالات الأنباء إلى ضرورة التعاون الحقيقي بينهم بإنشاء وكالة كبرى قوية ظهرت بداياتها في الولايات الغربية الوسطى إلينوي تدعى “وكالة الأسوشياتد برس” 1892
إلا أن نشوة الإحتكار لم تدم طويلاً حين قاضتها صحيفة “نيويورك صن” رداً على احتكارها فتوزيع الأخبار مما دفع القضاء إلى إبطال إحتكار الوكالة الأخبارية وإلزامها بتوزيعها مما حدا بها إلى رحيلها عن إلينوي سنة 1895 لتستقر في نيويورك.

إنتقال الوكالة إلى نيويورك وأوروبا
عمدت الوكالة إلى توسيع أعمالها بافتتاح مكاتب لها في أوروبا دون منافسة نظيراتها الأوروبيات ثم تفاهمت معها على تقاسم العالم إلى مناطق نفوذ للوكالات بحيث تدخل الأوروبية إلى أميركا عبر الاسوشياتد برس لكن الأخيرة شعرت بأن الإتفاقية مجحفة وسعت إلى التخلص منها بكل الوسائل بشعار “لتسقط الحواجز” وهكذا تكون برسم أخبار الشرق الأقصى في اليابان ثم إطلاق يد الوكالات في العالم دون قيود وإذا بالوكالة تعود إلى مبدأ الإحتكار الإعلامي لكن الحكومة الأميركية هددتها بالمقاضاة وإلزامها بتخفيف قيود عضويتها.
– يدير الوكالة مدير لمدّة ثلاث سنوات قابلة للتجديد ولها مئات المكاتب التمثيلية في أميركا وخارجها ومراسلين في مختلف أنحاء العالم ومن أهمها مكاتب سان فرانسيسكو ولندن وطوكيو وتل أبيب وفي الشرق الأقصى.
– تمثلت خدماتها سابقاً تلغرافياً واليوم الكترونياً عبر الاقمارالإصطناعية على شبكات الإنترنت في بث نشراتها وتوزيعها نصوصاً وصوراً وخلافه.
– وتعتبر الوكالة من المؤسسات النادرة في احترافية التصوير الأخباري والإعلامي لا سيما اعتمادها الآلات الرقمية دون أفلام لتبث مباشرة وفوراً الصور الآتية لحديث معين أو صورة عبر الأقمار الصناعية إلى مشتركيها خلال لحظات والذين يفوقون 10 آلاف زبون.
– وتتعاون مع شركة داو جونز للأسهم بتزويد مشتركي الأسهم بأحدث البيانات الفورية في كل أنحاء العالم.

البحث الثاني
ثانياً: وكالة اليونايتد برس اسوسياشن

تعود نشأتها إلى سلسلة( سكريبس – ماكري), (ونيوز اسوسياشن و بابلشرز برس)وأمام حدة المنافسة دمجت الثلاثةباسم “اليونايتد برس اسوسياشن ” 1907
وهي وكالة لا تعترف بالإحتكار بل سارت على سياسة الباب المفتوح لذا كان طريقها صعباً لمقاومة الاسوسياشن برس وسواها من الأوروبيات دأبت الوكالة على تطوير نشاطاتها وخدماتها الإذاعية بلغة إذاعية مباشرة كسباً للوقت حتى أصبح عدد مشتركيها 1700 مشترك في السبعينات موزعين على 52 بلداً
واليونايتد برس ليست اتحاد تعاونيات بل شركة تجارية ذات شخصية معنوية وقانونية تبيع الأخبار والصور والمواد الإعلانية للصحف والإذاعات البالغ عددها 2300 دورية وإذاعة في U.S.A. وتقوم وكالة متفرغة عنها “فيتشر سنديكت” بتوزيع التحقيقات الصحفية والمقالات يضاف إلى ذلك أنها تزود السفن المشتركة في أخبارها في عرض البحر وللوكالة مدير عام للأخبار وثاني تجاري وثالث للخارج ورابع للمبيعات وأخيراً للصور الأخبارية.
وهي لا تتبع أسلوب المركزية وتعطي لمكاتبها الرئيسية صلاحيات واسعة ومكاتبها موزعة في سان فرانسيسكو – وبوينس ايرس ولندن وباريس وطوكيو إضافة إلى 800 مكتباً في سائر العواصم كالقاهرة والرياض والدار البيضاء … لكن ما لبثت أن تكشفت عن أزمات مالية حتى عام 1985 حيث قام الوليد بن طلال بشرائها إلا أن السوق العربية لا تشكل سوى 3% من سوق الإعلام الدولي وانتهى الأمر بأن قادت الوكالة نحوها “مالكين كوريين ” لصن ميونغ موون”

الوكالات كإحتكارات إعلامية
لقد أثرت الأزمة الإقتصادية العالمية خلال الحربين العالميتين على سوق الصحف والوكالات بحيث ارتفعت الأسعار بحيث سقطت صحف كثيرة أو اضطر للإندماج مع صحف أخرى.
إن الوحدات الصغيرة لن تيقى متنافسة لمدة طويلة ولذلك يجب ابتلاع المنافس الصغير وانتهت عمليات التركيز إلى أن اصبحت الصحف تعتمد على مصدرين إثنين همت وكالة الاسوشياتد برس ووكالة اليونايتد برس انترناشيونال.
غير أن الإعتماد على وكالتين اثنتين يقلل من فرص الإختيار وتحقيق الشخصية الصحيفة المستقلة.
لكن الصحف والمجلات تحاول جاهدة أن تتخلص من الطابع الخطي وأن تضفي على نفسها طابعاً شخصياً منجزاً وهو أمر جد عسير في ظروف التقدم التكنولوجي الذي فرض نفقات باهظة ولعل أشهر هذه المحاولات “صحيفة نيويورك تايمز” التي بدأت بأربعة مشتركين ولها الآن 99 مشتركاً داخل U.S.A و 55 مشتركاً خارج الولايات من بينها الأهرام المصرية:.

أسعار بعض وكالات الأنباء حتى 1993
تختلف باختلاف البلد وإمكانية القيمة الشرائية.
مثلاً:
1- وكالة المغرب العربي للأنباء تدفع ستوياً للصحافة الفرنسية 57800$
2- الأنباء اليمنية سيأ تدفع سنوياً للصحافة الفرنسية 17300$
3- الأنباء اليمنية سيأ تدفع سنوياً لرويترز 18000$
4- وكالة السودان للأنباء تدفع سنوياً للصحافة الفرنسية 24000$
5- وكالة الأنباء الكويتية تدفع سنوياً للصحافة الفرنسية 78104$

البحث الثالث
وكالات الأنباء العربية
أولاً: وكالات الأنباء في مصر
ثانياً: الوكالة الوطنية للإعلام
وكالات الأنباء في مصر
– عرف القطر المصري على عهد الخديوي اسماعيل ما يدعى “بوكالة الأنباء” عام 1877 إلا أن البدايات الفعلية لوكالات الأنباء في مصر فظهرت مع أربع مكاتب للأخبار وهي:
وكالات الشرق العربي- وكالة أبناء العروبة – وكالة الأنباء المصرية ووكالة مصر
1935 1940 1950 1952.
وكالة أنباء الشرق الأوسط: و-أ-ش
ارتأى مجلس الثورة نهاية 1955 إنشاء وكالة ذات شأن ظهر تأسيسها في شباط 1956 دعيت “وكالة أنباء الشرق الأوسط” على شكل شركة مساهمة رأس مالها 20000 جنيه على أن تمتلك أسهمها الصحف المصرية متضامنة وهي الأهرام – ودار أخبار اليوم – ودار الهلال – ودار التحري.
– أصدرت الوكالة أولى نشراتها 31 آذار 1956 في القاهرة و افتتحت فروعاً لها في الخرطوم وغزة وعمان وبيروت ودمشق سنة 1956 وكان إن حولت الدولة هذه الوكالة إلى “شركة توصية بسيطة” سنة 1959 بنفس التسمية السابقة ونصبت عليها أحد العسكريين كمال الدين الحناوي وجاء في أغراض إنشاء الشركة الجديدة لأسباب إعلانية ظاهرياً ولكنها سياسته باطنياً. ثم ألحقت بالقطاع العام 1962 ثم تحولت إلى شركة مساهمة 1964 تحت اسم وكالة أنباء الشرق الأوسط مهمتها تنوير الرأي العام ومحاربة الأخبار المدسوسة ضد الجمهور والعالم العربي وطبع الكتب وتوزيعها.
– ومع الاضطراب المستمر في وضعها الإداري نتيجة لتدخل السلطة والعسكر في غير اختصاصهم وبدء اهتزاز مركز الوكالة صدر قرار رئاسي سنة 1967 بتصفية الشركة ونقل كل أصولها إلى “وكالة الصحافة العربية المتحدة” التابعة للأهرام ودار المعارف وأخبار اليوم.
– ومع عهد السادات الحق بالوكالة اتحاد الإذاعة والتلفزيون لتجانس الاختصاص.
– كما وأن الوكالة أبرمت عقوداً مهنية مع أغلب الوكالات العالمية المشهورة لتبادل المعلومات وترجمتها الفورية وبثها ونشرها وتوزيعها على المشتركين والعملاء.
ورغم كل التحولات الداخلية والخارجية لوكالة أنباء الشرق الأوسط ظلت متماسكة في هيكليتها احترافية في أدائها ديناميكية في تحركها وطنية في توجهاتها إقليمية في عروبتها دولية في عصاميتها مهمة في انتشارها موثوق في مصادرها جيدة في تحريرها.
بناءً عليه فقد اعتمدتها في السبعينات – الصحف ومحطات T.V العربية والآسيوية والأفريقية فضلاً عن الأوروبية والأميركية بمثابة المصدر الموثوق والديناميكي عن أخبار الشرق الأوسط يتراوح ما بين 150-200 خبر يومي 300 تسجيلي وأكثر من 150 تحقيق و300 صورة شهرياً.

معطيات قبول الأخبار العربية بوكالات الأنباء الدولية
لقد استغرق أمر معرفة ذوق وكالات الأنباء الدولية وما ترغبه من أخبار ما يقارب الخمس سنوات ولم تكتف الوكالات العربية الطلب من الوكالات الدولية الثلاث بل تجاوزتها إلى وكالة الصحافة الألمانية التي لها امتدادات واسعة في الدول العربية.
بعد استطلاع آراء الوكالات الأنباء رويتر والأسوشياتد برس والألمانية مكتوبة وما هي المعطيات التي تراها مناسبة لقبول الأخبار العربية في نشراتها خرجنا بالوصايا الـ14:
1- يجب أن لا تبقى أي أسئلة دون إجابة مع توضيح الخبر بغية فهمه.
2- ضرورة تحقيق التوازن في الخبرين المتناقضين
3- أن يكون الخبر صالحاً للاستعمال
4- أن يكون بمقدور المحرر تقييم قدرة المتلقي على استيعاب الخبر ومدى احتياجه له.
5- الاهتمام بدقة الخبر لأن الخبر غير الدقيق لا يمكن الفهم منه إذا كان هو رد فعل على حدث ما أم هو سياسة دولة تجاه حدث ما.
6- في حال اقتباس جزء من التصريح ضمن خبر فيجب وضعه داخل قوسين.
7- على المحرر مراعاة استخدام طريقة الاقتباس المباشر عندما يتعامل مع افتتاحيات الصحف.
8- عندما تقوم وكالات الأنباء العربية بتوزيع نشراتها الأخبار باللغة الانكليزية من المفيد وبقدر الإمكان نشر الترجمة الحرفية الكاملة والمباشرة للخبر.
9- على محرري الوكالات العربية استخدام تفاصيل للسيرة الشخصية للأشخاص الواردة ذكرهم في البلاغات وأخبار التعيينات كما في الوفيات وذكر الأعمار.
10- على الوكالات ذكر مصادر الجوانب المختلفة للقصة الإخبارية.
11- السرعة مهمة لكن دون الإضرار بالدقة.
12- من المفيد التحقق مرتين من الأرقام الواردة في بنود الأخبار.
13- من الضروري نشر تقارير إخبارية عن مواضيع خفيفة تثير اهتمام القارئ إضافة إلى الأخبار السياسية.
14- من الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن مهمة الوكالة إيراد الأخبار وليس إعطاء تفسيرات لها.

البحث الثالث
الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان
1- تأسيس الوكالة الوطنية وصلاحيتها
تأسست بمرسوم 7276 سنة 1961 وتخضع لإشراف مدير عام الوزارة وصلاحيتها لحظها المرسوم 8588 سنة 1962 حيث أصدرت نشرة باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية.
– ومهمتها “جمع الأخبار والتعليقات والبيانات المتعلقة بالأحداث الآنية الوطنية ومحيطنا ونشرها.
والغاية تأمين مجموعة يومية من الأخبار تعمد إلى نشرها في الإذاعة والتلفزيون والصحافة.
فمهمة المدير بالوكالة “كونه الحارس على التوجيه الإعلامي الرسمي،
– وتتكون الهيكلية الإدارية للوكالة من:
– أمانة السر الإدارية ودائرة الأنباء العامة، ودائرة الأنباء الإذاعية ومعظم الجهاز من الصحفيين.
1- دائرة الأنباء العامة:
تتولى هذه الدائرة “تحري” وجمع الأنباء وتحريرها ونشرها مع التعليقات والبلاغات وخاصة بما يتعلق بأوجه نشاط الدولة والحياة السياسية في البلاد وتضم 6 أقسام.
أ- أمانة التحرير: مهمته جمع ما تنتجه دائرة الأنباء العامة لتبويبه وإعداده.
ب- قسم الأخبار والتعليقات: جمع الأنباء وتحريرها لاسيما نشاط الدولة وأحداثها.
ج- قسم الريبورتاج: مساعدة الصحافة على نشر المعلومات التي تحتاج إلى جهد للحصول عليها.
د- قسم الدراسات واستعراض الصحف: فرع لتخليص تعليقات الصحف والمجلات اللبنانية يومياً.
استعراض الصحف الأجنبية: يترجم كل ما ينشر في الصحف العالمية ومتابعة الصحف العربية فيما يختص بلبنان.
فرع الاستماع الإذاعي: يصدر نشرة يومية تلخص التعليقات السياسية عربياً وعالمياً.
هـ- قسم المحفوظات والأرشيف: مهمته حفظ الأخبار العالمية والمحلية الهامة
و‌- قسم الشبكة الدولية: يقدم عن طريق التعاون مع الوكالات الدولية والأجنبية التي يمكن الاستفادة منها على عنوان صفحة الوكالة: الوكالة الوطنية للاعلام
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)

2- دائرة الأنباء الإذاعية
مهامها:تهيئة برامج الأنباء المنتظمة المعدة للإذاعة لاسيما نشرات الأخبار اليومية باللغات الثلاث وتضم هذه الدائرة قسمين:
أ‌- قسم الصحيفة الإذاعية: تقوم بإعداد نشرات الأخبار والصحفية الإذاعية بناءً على العناصر التي تزوده بها وكالة الأنباء الوطنية والإذاعة والوكالات اللبنانية الأخرى.
ب‌- قسم الأحداث الآنية السياسية:
ويعني بإعداد إذاعات خاصة نشرات مقابلات اجتماعات حلقات ومقتطفات من أقوال الصحف كما يوجد 24 مراسلاً في مختلف الأقضية وخمس مراكز في المحافظات ومكاتب في القاهرة، باريس، لندن وواشنطن.
مركز النشر اللبناني
حدد المرسوم الاشتراعي 25 سنة 1983 لتفعيل “مركز النشر اللبناني” وحددت مهماته بما يتلاءم مع السياسية العامة الوطنية ويضم:
1- دائرة العمل الداخلي: تتابع الرأي العام اللبناني وشرح الأهداف العامة لسياسة الدولة وتضم قسمين:
أ- قسم القضايا الاجتماعية.
ب- قسم التوجيه العام
2- دائرة العمل الخارجي: تعنى بالتواصل مع المغتربين خصوصاً العلاقات العامة مع الآخرين عموماً وتضم ستة أقسام:
أ‌- قسم النشر بالعربية
ب‌- قسم النشر بالفرنسية
ت‌- قسم النشر بالإنكليزية
ث‌- قسم النشر بالإسبانية
ج‌- قسم النشر بالبرتغالية
ح‌- قسم المنشورات المختلفة.
3- دائرة الدراسات والأبحاث: وتهتم بإعداد الدراسات والأبحاث وتحليلات الرأي العام للمساعدة على توجيه نشاطات وزارة الإعلام.

من خطوات تطوير الوكالات الوطنية: ينشر لها 24 مكتباً لمراسيلها في الأقضية والمحافظات واستحدثت 3 أقسام جديدة هي:
– قسم الكمبيوتر – قسم البيئة – والدائرة التقنية
كما عقدت اتفاقيات مع أغلب وكالات الإعلان العربية وعقدت اتفاقيات مع أهم وكالات الأنباء العالمية مثل وكالة الشرق الأوسط ووكالة الاسوسييتيد برس- ووكالة اليونايتد برس- ووكالة رويتر.
كما يجدر الذكر على عقدين مميزين مع وكالة الصحافة العالمية N.P.A والوكالة الفرنسية تتعهدان بإرسال مواد إعلامية إلى الوكالة الوطنية مباشرة عبر (5) أقمار اصطناعية لهذه الخدمة.
فالوكالة تعتبر من أهم المراجع الموثوقة.

الفصل الثالث
تطور الصحافة الفرنسية:
من طبع الإنسان شغفه بالأخبار نظراً لحاجته التبادلية مع الآخرين.
نشأة الصحافة الفرنسية:
ظهرت بدايات الصحافة الأوروبية عبارة عن وريقات مخطوطة طائرة بمبادرة فردية طوال أربعة عقود ” نشرة الوقائع” ثم أجمعت وقائع سنوية 1611 لتأريخ الثوابت الصحفية عرفت بوقائع “له مركور فرنسية” وهي أول دورية غير موثوقة وفي باريس حددت أول دورية غير موثوقة تدعى “نوفيل أوردينير” 1631 إلا أن ظهور “لاغازيت” 1631 كانت أول دورية رسمية في فرنسا
سنة 1650 قام رينودو بجمع افتتاحيات إعداده وملاحقتها سنوياً في مجلدات مستقلة فكان رائداً في تاريخ التوثيق الإعلامي.
– حافظت لاغازيت على رسميتها رغم تبديل اسمها إلى “لاغازيت دي فرانس 1660.
– اعتمدت الأكاديمية الفرنسية تسمية “جورنال” 1648
وبالمقابل ظهرت غازيل 1631 رينودو، جورنال دي سافان 1665. دي ساللو، وميركور 1672.
ومن ثم سنلاحظ ظاهرة الصحافة الفرنسية المهاجرة إلى الجوار انكلترا – وبلجيكا – وهولندا لأسباب مهنية أمنية أو اقتصادية.
صحافة القرن الثامن عشر:
أحد الأثرياء يشتري “لاغازيت” يدعى بانكوك” ويجددها باسم “لا غازيت دي فرانس” 1761 وأيضاً اشترى “ميركور” ويسميها “ميركور دي فرانس”.
وأسس أيضاً صحيفتين مهجرتين “جورنال ده جنيف” و”جورنال ده بروكسل” وبالمقابل ظهرت طفرة للصحافة الأدبية، بموازاة الرسمية ومنها “له سبيكتارتور فرانسيه” 1722 و”له جورنال ديتراجنيه” و”له نوفيل دي باريس” 1735 ثم ظهرت مقاهي ومكاتب المطلعة حيث تأسست صالة كبيرة جداً 1779 تضم أغلب الدور الفرنسية والأوروبية.
بالإضافة إلى إدراج مجالس ورواة الأخبار “وصالوناتها في مجال حركية الصحافة الشفهية أو المحلية على نمط الحكواتي” “الكونت دي ليون”
كما نذكر صالون مدام دوبليه سنة 1570 إذ خصصته لمذكرة “الصحافة السرية” ومنها جريدة “ايكليز تينيك” حتى 1771.
– في هذه الفترة شهدت باريس أول جريدة يومية هي “جورنال دو باري”1771.
صحافة الثورة:
مع عهد التنوير نهض الأديب ميرابو مطالباً بحرية الصحافة فعمد إلى إصدار جريدتين “ايتا” جينرو وبروفانس 1789″ حيث وقعت ثورة نابليون واتسعت حرية الصحافة بحيث صدرت 100 صحيفة في أربع سنوات لغاية 1792 رافقه شعار الصحافة “حارس الشعب” وتميزت بالمزاجية والعفوية في سجالات بين الملكية والجمهورية فأوجس نابليون خفية لاسيما عودة مليونير الصحافة بانكوك لإصدار عدة صحف ثورية منها “له مونيتر أونيفرسال” 1789.
– ويعتبر “هاتان” من أهم مؤرخي صحافة الثورة.
– أولى نابليون صحيفة “له مونيتر” كامل عنايته الرسمية فكان يراجع موادها شخصياً لولعه بالصحافة.
صحافة القرن التاسع عشر:
تميزت بوضع متذبذب للحرية حيث صدر مرسوم عام 1811 يسمح بمصادرة تأميم ملكية الصحف لم يبق في باريس سوى أربعة صحف لكن التأميم زال مع هزيمة الإمبراطور فعادت الحرية ومع عهد الرجعية (1815-1830) بتحريض من مارتينال إلى الملك بأن الصحف ليست سوى أدوات للفوضى لكن الغريب أن السلطة نفسها عمدت بالمقابل إلى شراء ذمم بعض الصحف لتسير في ركاب الحكم ليصدر مرسوم 1830 يقضي باستصدار تصريح كل 3 أشهر لصدور أية جريدة مما حرك الشغب في الشارع حيث فرض لويس فيليب رقابة غير مسبوقة باعتقاله 75 صحفياً ورفع 400 قضية بوجه الصحافة وغرامات 90 ألف فرنك.
الصحافة الشعبية:
ظهرت الصحافة الشعبية “له بتي جورنال” 1863 إثر اضطرابات سياسية متعددة حيث بلغ عدد الصحف عموماً 200 صحيفة سياسية و 400 جريدة متنوعة أشهرها “له طان و لو فرانس”
انتهى الوضع السياسي بانتصار بسمارك على نابليون الثالث سنة 1880 للعودة إلى تنظيم الصحافة مما سمح بظهور صحيفة “الكاريكاتور” 1830 مع فيليبون.
الصحافة الفرنسية في القرن العشرين
نعمت الصحافة الفرنسية بمساحة أوسع من الحرية مطلع القرن فظهر في باريس 75 جريدة مختلفة بـ 4 ملايين نسخة.
وأحصي 250 صحيفة من دوريات الأقاليم 1914 تهتم بشؤون مناطقها.
1- الصحافة والحرب العالمية الأولى
اشتدت الضائقة الاقتصادية على الصحافة فاضطر بعضها للاندماج في مؤسسة واحدة وخضعت للرقابة العسكرية.
أسفرت الحرب عن شحن الرأي العام المدني والعسكري.
فالإعلام في الداخل بخلاف المعلومات على الجبهة وعندما استعيد السلام فقدت ثقة الشعب بالسلطة حيث ساهمت الصحافة الإخبارية المصورة وكذلك الكاريكاتورية كدور أساسي في التسويق والترويج.
2- ركود الصحافة الفرنسية:
بدأ تطور الصحافة الفرنسية مبتكراً مقارنة مع سواها من الأوروبيات فارتفع توزيعها إلى 12 مليون سنة 1929 وتقدمت “فرانس سوار” على غيرها ولمع نجم الصحف المصورة وخاصة للأطفال والكاريكاتور.
إلا أن الملاحظ غياب صحافة الرأي المتعلقة بالقرار وأصحابها وعليه نجد تراجع صحف باريس تدريجياً إلى 30 دورية بعدما كانت قبل الحرب 75 صحيفة هذا بالإضافة إلى ظهور أثرياء الصحافة مثل “كورتي الكورسيكي” الذي لا يمت للصحافة إلا بصلة المال.
وأيضاً ركدت خلال الحرب الثانية ونزحت من باريس إلى نحو الجنوب هرباً من حكومة فيشي في وقت يوزع الألمان المساعدات على الصحف الموالية وكان من الطبيعي ظهور صحافة سرية لمقاومة الاحتلال.
نخلص للقول أن الربع الثاني من القرن العشرين كان فترة توقف وركود وتراجع للصحافة الفرنسية.
3- الصحافة الفرنسية بعد خمسينات العشرين
تشير دراسات تاريخ الصحافة الغربية الحديثة إلى نقلة نوعية في مجال الإعلام عموماً وتقدم وسائل الاتصال مثل الراديو وال TV والانترنت وغيرها على حساب الصحافة المكتوبة التي غدا دورها مكملاً.
التقدم التقني غير حياة الصحافة نحو الأفضل استناداً إلى تقنيات الاتصال والهاتف النقال إلى الخليوي المصور.
كما تميل الدراسات إلى ميل شرائح الجمهور نحو الصحافة المتخصصة.
إن غالبية الصحف الباريسية وجدت صعوبة في المحافظة على قرائها باستثناء “له فيغارو” و”اللومند” التي جاوز إصدارها 400 ألف نسخة يومياً 1967.
إن بقاء الصحيفة المكتوبة وسيلة ضرورية للتأمل الجماعي للعالم اذ لا يمكن الاستعاضة عنها في الدراسات الجادة بالبرامج التلفزيونية إجمالاً.

البحث الثاني
تطور الصحافة الإنكليزية
أولاً: نشأة الصحافة الانكليزية وتطورها.
بعد توفر صدور الدوريات في بعض أقطار أوروبا أخذت لندن تروج للصحافة الهولندية 1609 إلا أنه لم يكن لها التأثير الكافي.
– تطور الصحافة الإنكليزية
صدر أول كتاب أخبار منظم الصدور في إنكلترا سنة 1622 وكان يصدر رسمياً باسم السلطات الحكومية.
أما أول صحيفة إنكليزية بالمعنى المفهوم من اللفظ الحديث من حيث الشكل وثبات الاسم وانتظام الصدور “صحيفة” اكسفورد جازيت” 1665 ثم تحول اسمها إلى “لندن جازيت” ولا زالت حتى يومنا فصدرت أول صحيفة يومية 1702 وهي “ديلي كرنت” كما ظهرت صحف إقليمية عديدة.
– غير أن الثورة الحقيقية في الفن الصحافي الإنكليزي كانت على يد اللورد نورتكليف الذي أصدر صحيفة “ديلي ميل” سنة 1896 فكانت ثورة في التحرير والإخراج وتبعتها صحيفة “ديلي اكسبرس” 1900.
وقد أتاح نمو التعليم إلى زيادة عدد القراء فكان ظهور الصحافة الشعبية.
نشأة الصحافة الإنكليزية وتطورها
1- الصحافة الإنكليزية في القرنين 17-18م
وسمت الصحافة الانكليزية بالدينامية حتى أواخر القرن الثامن عشر حتى لقبت “السلطة الرابعة صاحبة الجلالة” سنة 1770 نظراً لاتساع الحرية.

1- الصحافة والحرية:
بعد صراع مرير بين السلطة والصحافة منحتها مساحة واسعة من الحرية لكن الصحافة الهامة لم تعمر طويلاً كغازيت وبالمقابل ظهرت “نورث بريتون” 1762 في مناوأة السلطة والبرلمان وبين هذا وذاك ظهر مسلسل “روبنسون كروز” في الدايلي بوست 1719.
2- التطور التقني في الطباعة والتكنولوجيا.
انصب التطور التقني هذه الفترة على الإنتاج الصحفي حيث بدأت الدوريات عموماً.
– تأسيس وكالة رويترز
أنشأ يوليوس رويترز سنة 1851 مكتب خدمات الأخبار 1848 وهو متعامل سابق مع هافاكس بواسطة الحمام الزاجل بداية الأمر حتى شهدت له “التايمز” بنوعية خدمته واضطرت للاشتراك فيها 1858.
ثانياً: صحافة القرن التاسع عشر
دأبت السلطة على تشديد الرقابة على الصحف خشية من تقدمها السريع بفرضها ضرائب الدمغة ورسوم البريد من أثار سخط الشارع فاضطرت السلطة لتخفيض الضرائب 1633 تم إلغائها 1861.

1- صحيفة التايمز:
تأسست باسم “ديلي يونيفرسال ريجستر” لجون وولتر 1785 ثم استقرت على التايمز واشتهرت مع مديرها “بين” 1841 وتميزت بنزعتها الاستقلالية وسايرت مبدأ الإصلاح وتحسنت أوضاعها لتوزع 40 ألف نسخة سنة 1850.
2- الصحافة الشعبية
كان من حسنات إلغاء الضرائب على الصحافة أن ارتفع عدد الصحف مباشرة.
– واجهت التايمز منافسة شديدة فاضطر يوليوس إلى حركة التفافية صحيفة على صحيفة ستاندر 1857 وعلى الديلي تلغراف 1855.
– ساهم انتشار الطباعة في ظهور بدعة “صحف الأحد” وتتميز بكونها مصورة وللتسلية في آن يتناولها العامة دون السياسية ومن أشهر الباقيات “الدايلي تلغراف” 25 ألف نسخة 1845 ثم ظهرت المجلات المصورة الإحترافية مثل “بتي ماغازين” 1830 ثم “ايفنيغ نيوز” 1881 و”ذي ستار” 1888 كذلك ظهرت صحافة الأقاليم.
3- إمبراطور الصحافة اللورد نورتكليف
يذهب البعض إلى أن التجدد في الصحافة الإنكليزية مردود إلى هارموست من أثرياء الصحافة وقد منح لقب ” اللورد نورتكليف” لاحقاً 1905 لرعاية مجموعته الصحفية الشعبية “تروست” إذ اشترى صحف “انسرز” 1888 و”ايفنينغ نيوز” 1894 و”الديلي ميل” 1896 ومن خلالها مارس الصحافة الإنكليزية المتميزة وابتدع صفحات نسائية حيث طبع مليون نسخة عام 1901.
وفي مطلع 1904 أسس “ديلي الوسترتيدميرور” على النمط الأميركي حيث احتلت الرسوم والصور مكاناً لهما.
ثالثاً: الصحافة الإنكليزية في القرن العشرين
غدا الصراع التجاري والمنافسة المهنية بمثابة قاعدة التعاطي الاحترافي إعلامياً فنشأت الصراعات وأصبحت الوكالات أبواقاً دعائية سياسية لكل دولة تنتمي إليها وعليه يمكن اعتبار كل الاتفاقيات بين الوكالات العالمية أصبحت ملغاة نهائياً عملياً.
– تسويق مجموعات الصحف الإنكليزية
نظراً لأحداث الحرب والانتصارات البريطانية ارتفع مجموع عدد نسخ الصحف اللندنية إلى 45 مليون نسخة 1920 ثم على حين خرجت مجموعات اللورد نورتكليف من الحرب أكثر ثوة وانتشاراً بل تقدمت على غيرها لكن وفاة صاحبها شكل مفترقاً مهنياً صعباً في الصحافة اللندنية.

الملاحظ أن هذا التطور في الصحافة الإنكليزية شكلاً ومضموناً وعدداً إنما جاء على حساب المستوى الصحفي العام الأوروبي والنوعي إذ أن التنافس الضاري بينهما من جهة والمجموعات الإعلامية من جهة أخرى إلى توظيف الأحداث الساخنة والمميزة بشكل استغلالي وتهويلي واحتكاري بصورة بعيدة عن التقاليد المهنية والأخلاق الصحفية الإنكليزية المألوفة.
وبعد انتهاء الحرب أغرقت سوق الصحافة الإنكليزية بدوريات فردية جديدة مما حشد منافسة المؤسسات الصحفية الكبرى في وجهها مما أدى إلى اعتراف أكثر “الفرديات” بينما ظلت مؤسسات الصحف الراقية مستمرة لثبات رصيدها.
وقد طبع سنة 1937 من الصحف البريطانية ما مجموعه 18 مليون نسخة وصول عام 1961، 27 مليون نسخة بينما قفز العدد من صحف الأحد من 13 مليون نسخة إلى 30 مليون نسخة.
حيال هذا الاضطراب والتفاوت في آن معاً تآلفت لجنتان لدراسة مطولة عن أزمة السوق ما بين 1945-1962 حيث أنشأ “مجلس الصحافة الأعلى” أوكل إليه نوع من إقامة وصاية معنوية على الصحافة.
بالمقابل أدت الأزمة الاقتصادية سنة 1960 إلى خسائر فادحة أي ميدان الصحافة فاحتجب عدة صحف مثل “ذي ستار” و”نيوز كرونيل” ثم اندمجت صحف أخرى مثل “بابلشينغ” مع “ادهامس”العامل.

نشأة الصحافة الأميركية وتطورها
بدايات:
أن أول صحيفة مبتكرة هي “بنسلفانيا غازيت” 1828 بنيامين فرانكلين وفي كل الأحوال كانت معظم مواد الصحف الأميركية في بداية أمرها تنقل من الصحف الإنكليزية الواردة من اوروبا ومثلت صحيفتا بوسطن وبنسلفانيا دورهما الصحفي الحقيقي في إشعال ثورة 1776.
وفي دستور 1791 “لن يأتي الكونغرس بأي قانون يحد من حرية الكلمة أو الصحافة”
بانتظار عام 1830 بدأت بوادر نهضة الصحافة الأميركية بالظهور وتشير الدراسات إلى وجود 17 صحيفة و200 دورية في 13 ولاية سنة 1800 فقد حققت “نيويورك هولد” تحقيقات ميدانية ونقل الأحداث بسرعة باعتماد مراسلين للصحيفة في الخارج فغدا الأمر صرعة فظهرت منافسة الأخريات لاسيما “ويكلي تريبون” سنة 1860 في وقت بلغت الصحف255 دورية
ثانياً: صحافة القرن التاسع عشر
شكلت حرب الانفصال بين الشمال والجنوب (1863-1865) محطة أساسية في تاريخ الصحافة الأميركية وارتفع عدد نسخ الصحف وكان للتلغراف دوره الهام في توصيل برقيات الجبهات الساخنة لمراسلي الحرب بمثابة إعلان ساخن.
1- الصحافة الشعبية:
إن الاضطرابات والأزمات شكلت المادة الساخنة للمحررين والمراسلين ورفعت مداخيل الصحف وأحرزت صحافة الولايات المتحدة مع حرب الانفصال وبعدها تقدماً مذهلاً إذ أشارت الإحصاءات إلى وجود 2500 صحيفة سنة 1910 تصدر 24 مليون نسخة في وقت تابع تقدم صحف السنتين” إنطلاقه وغدا لكل مدينة كبيرة عدة صحف مع رياسة نيويورك لزعامة أكبر مركز لنشر الصحف اليومية حيث صدر فيها 22 صحيفة كبرى يومية 1910.
2- صحافة السنت الواحد
شكلت الصحافة الشعبية قطب جذب ساحر باستمرار إذ راجت بأسعار زهيدة إنما بأعداد كبيرة ونذكر في هذا المجال اسم قطبين:
“بوليترز اليهودي” وهيرست الأميركي، وتحتل صحفهما الرخيصة بسنت واحد آخر حقبة من تاريخ الصحافة الشعبية الأميركية.
أما الأول: بوليترز الهنغاري الأصل فقد ارتحل إلى أميركا بفترة حرب الانفصال فأغرته الصحافة فاشترى امتياز صحيفتين قديمتين وأصدر بديلاً عنهما صحيفة “سانت لويس ديسيباتش” سنة 1878 كصحيفة شعبية ثم اشترى صحيفة “نيويورك وورلد” 1883 واتجه بها إلى عالم الصحافة الصفراء موظفاً بدون خجل الجرائم الدموية والأحداث المثيرة للفضائح فنجح بشكل مذهل.
أما الثاني هيرست كان مواطناً أميركياً أصيلاً وابن أحد الأثرياء بدأ متدرجاً صحفياً في “إكزا مينر” ثم ارتحل إلى نيويورك ليؤسس “نيويورك جورنال” الشعبية بسنت واحد وتميز بطموحه وكان أن أسعفته نشوب الحرب ضد أسبانيا لينفرد في استئثارها من خلال مقالات وتحقيقاته عن كوبا والباخرة “مين” في مرفأها هافانا وقد عرف بوطنيته المتطرفة وبطموح سياسي وظفه في إسقاطاته ضد خصومه على صفحات جرائده كما عرفت صحف الأحد انطلاقاً مماثلاً إذ طبع من “ساتردي ايفنينغ بوست” 1.5 مليون نسخة.
فمن الملاحظ انسجام هذه الصحف شكلاً ومضموناً مع مفهوم عقلية المهاجرين الجدد المتميزة بالخشونة ومن ذوي الثقافة الضحلة والراغبين دائماً بالصحافة المصورة والمرسومة.
ويعود سبب قلة النسخ المطبوعة في الصحف الأميركية إلى اتساع مساحة البلاد جغرافياً بالمقابل عرفت سلاسل الصحف حتى بلغت 13 سلسلة عام 1910 تضم 63 صحيفة يومية أهمها مجموعة هيرست ومجموعة سركيبس في وقت لعبت النقابات دور وكالات للمقالات و لتأمين الصور والرسوم التخزينية.

ثالثاً: صحافة القرن العشرين
شهدت الصحافة في القرن العشرين عدة عوامل تجاذبيتها التكنولوجيا الجديدة وفلسفات سياسية وعوامل اقتصادية أثرت في مجمل وضعها.
1- عناصر مستجدة ومنها:
أ- تحول وظيفة الصحافة: فقد نافست الإخبارية المصورة سائر الصحف المتخصصة التقليدية وعندما انتشر الراديو خسرت الصحافة قراءها بعد الحرب الثانية.
ب-ظهور القوميات الأوروبية لاسيما وقوف الأنظمة وراء المعسكر الليبرالي الأوروبي والشيوعي السوفياتي والتمايزي الأميركي وسعت أميركا لتصدير ديمقراطيتها إلى أوروبا.
ج- التجمعات الصحفية: أسفرت إلى زوال الصغيرة منها بسبب الأزمات الاقتصادية وتجميع الباقيات في “تروستات” لتضمن استمرارها.
د- التقدم التقني: على مستوى المطابع وعبر وسائل الاتصال بهاتف أو الفاكس أو الانترنت أو الأقمار الاصطناعية لتأمين الخبر الساخن.
هـ-أخيراً وكالات الأنباء: وهي الدم الحيوي اللازم لكل صحيفة لتواكب الحدث بمصداقية واحتراف.
2- الصحافة الأميركية والمجموعات:
أ- جهدت الصحافة الأميركية في المحافظة على تقدم انطلاقتها إلا أن الأزمة الاقتصادية بعد الحرب الثانية كبحت جماحها حيث تفاوت عدد نسخ الصحف بين 24 مليون سنة 1910 ليرتفع إلى 40 مليون 1940 وازداد صحف الأحد من 17 مليون نسخة إلى 23 مليون نسخة في نفس الفترة.

ب- المجموعات الصحفية: لم يكن لها سوى تأثير بسيط على تجميع الصحف حيث انخفض عدد اليوميات ما بين 1910- 1940 من 2500 دورية إلى 1800 دورية.
بالمقابل ازدادت محطات الإذاعة والراديو تدريجياً على حين أفلست مجموعة هيرست المشهورة لمنوأتها روزفلت”.
ج- ابتدعت الصحافة الأميركية صيغة “التايلوييد” اليومية بنصف حجم الصحيفة العادية بعناوين فخمة وصور مدهشة ومثيرة مع زوايا صغيرة للسياسة الخماسية هذا فضلاً عن ظهور نمط آخر جديد في الصحافة مع “ريدز جست” لوالاس 1923 لتفردها بنوعية خاصة من المعرفة والثقافة السريعة.
ازدهار الصحافة الأميركية: رغم تداعيات الحرب العالمية الثانية ظلت الولايات المتحدة تحتل نموذجاً فريداً في وسائل الإعلام.
إلا أن الصحافة انتقلت بعد الخمسينات إلى الاحتراف المهني والإداري.
– الصحافة اليومية: تشير الإحصائيات إلى ازدياد إنتاج الصحف اليومية باستمرار كما ارتفع عدد النسخ من 40 مليون إلى 60 مليون.
ما بين 1940- 1960 في وقت عجزت صحف الملحقات وبعض الأقاليم عن مقاومة المطالب العمالية المستمرة فلاغرو إذ بقي في نيويورك اليوم 3 صحف بدل 10 صحف في الخمسينات.

الفصل الرابع

تطور الصحافة العربية:
تدين الصحافة العربية في نشأتها إلى الصحافة الغربية وتحديداً مع الصحافة الفرنسية مع بونابرت سنة 1798 غزوته إلى مصر وتبعه الخديوي محمد علي باشا الكبير فأصدرا جرنال الخديوي 1827 أتبعها بالوقائع المصرية.
أما الجريدة الرسمية يعود إلى الضرورات التي يقتضيها الواقع الرسمي لتنطق.

الصحافة الرسمية في مصر.
أولاً: أولياتها الرسمية مع بونابرت 1798
أثناء حملته على مصر وتزويده بجهاز طباعي متكامل مع فنيين ومعدات ولوازمها مما ساعد على “إصدار أول منشور رسمي” باللغة العربية تاريخ 28 حزيران 1798 موجه للجمهور المصري من على الباخرة “لوريان”.
وبعد احتلاله الثغر في تموز أمر بإنزال المطابع في الإسكندرية ووزع أربع آلات نسخة من المنشور الرسمي الأول شكل ذلك دعاية لحكم نابليون عبر:
– منشورات باللغة العربية والفرنسية في الإسكندرية ثم بالقاهرة.
– جريدة “بريد مصر” باللغة الفرنسية في آب 1798 بالقاهرة.
– مجلة “العشرة المصرية”، باللغة الفرنسية آب 1798.
جريدة بريد مصر: 29 آب 1798 “لو كرييه”
هي الوجه الإعلامي لحملة نابليون أو لجيش الشرق وهكذا تقارب صحيفة لوكورييه الإعلام المتخصص كونها الجريدة الرسمية لجيش الشرق وتحت إشراف قوادها أنفسهم مباشرة على ثلاث عناصر:
أ‌- الوجه الرسمي: ينشر الأوامر والقرارات العسكرية على قواد جيش الشرق ونقل أخباره
– تعريف الجنود الفرنسيين بالمجتمع المصري وإدارته.
– متابعة سياسة باريس.
ب- الوجه التثقيفي: إطلاع الجنود على نشاط أعضاء المجمع العلمي المصري وثقافتهم وذكر طرائف ادبية .
ج- الوجه الإعلامي: ما يتعلق بحياة الجندي الفرنسي الشخصية من حاجات وغذاء بل تعمد نابليون توصيلها إلى الأسطول البريطاني الذي يحاصره.
ثانياً: تأسيس الوقائع المصرية عام 1828 مع الخديوي
1- جرنال الخديوي 1827: يمثل جرنال الخديوي 1813 الحلقة الأولى من سلسلة الجرائد الرسمية على عهد محمد علي وكان على دواوين الأقاليم إرسال خلاصة اسبوعية الى ديوان الجرنال “في اليوم من كل أسبوع.”
1- ظروف تأسيس الوقائع المصرية تكون جرنال الخديوي هي النواة الأول للوقائع.
2- أسباب ظهورها: 1827 أوعز الخديوي محمد علي باشا بتأسيسها نظراً لشغفه بصحافة الأستانة وأوروبا وطلب إلى رؤساء الدواوين تزويدها بخلاصة خصوصية عن الوقائع التي تحصل بالجبهات.
3- وصف الجريدة: بداية أربع صفحات ثم أصبحت 8 صفحات وبلغ اشتراكها السنوي 77 قرشاً بداية الأمر ثم بلغ 100 ق سنة 1900 وظهرت ثلاث مرات أسبوعياً.
– هويتها: وردت تسميتها بالخط الديواني “وقائع مصرية”.
4- فهرس الوقائع: ضمت الأنباء الداخلية ومجالس الأقاليم ثم زيد عليها أخبار الآستانة.
5- مواد الوقائع: هيأ الخديوي كل الشروط اللازمة لإخراج الوقائع على الصورة الرسمية المرجوة وتولى تحرير موادها باللغة التركية وعاونه محرر المواد للعربية.
6- تطور الوقائع مع الطهاطاوي: 1841 أشار الخديوي بتطور وتجديد الوقائع كصحافة ممالك أوروبا حيث وضع الشيخ الطهطاوي أصول الجريدة بحسب تنظيم اللغة العربية وتنظيم موادها حسب النظام التركي حيث طرأ تطوير جذري من أخبار بسيطة إلى التجديد والغلو في موضوعات في مختلف ضروب المعرفة.
7- تطور الوقائع مع محمد عبده 1880: احتواء أخبار الدواوين والمحاكم والأمن – على أعمال المديريات والنظارات – تقسم الوقائع إلى عدة أقسام: أوامر الخديوي وللنظارات العليا- والعلوم والآداب- والحوادث الخارجية والإعلانات.
8- التطور اللغوي: مع الشيخ محمد عبده وضلوعه باللغة العربية غدت الوقائع مدرسة صحفية لمحرريها حيث رفع أسلوبها لمستوى الحدث والأهم هو اتفاقه مع وكالات الأنباء العالمية رويتر – وهافاس لتزويد الوقائع بالأخبار الدولية.
وما إن احتل الإنكليز مصر حتى اعتقلوا الشيخ عبده ونفوه لتبدأ الوقائع مع الشيخ عبد الكريم سلمان عام 1882.
ثالثا: الوقائع في العهد الإنكليزي 1882-1952.
بعد الاحتلال الإنكليزي اتسمت بطابعها الرسمي المتخصص بنشر محاضر جلسات مجلس شورى القوانين والمقررات الرسمية وغدت جريدة رسمية للحكومة المصرية تصدر مرتين أسبوعياً في أربع صفحات على نسختين انكليزية وعربية مع ابتداعها “حروف التاج MAJUSCULE .

رابعاً: الوقائع في عهد الثورة الجمهورية 1952.
كان ضرورياً مواكبة الوقائع المصري لمستجدات الواقع لثورة 1952 وجاءت في ثلاثة أقسام:
– القسم الأول: هو القسم الرسمي للتشريعات: قوانين مراسم قرارات.
– القسم الثاني: للإعلانات ما كان رسمياً أو خاصاً مسموح به.
– القسم الثالث: المتعلق بنشر محاضر جلسات مجلس الشعب النواب أما في السبعينات فغدت ملحقاً بالجريدة الرسمية لجمهورية مصر العربة في عهد السادات.
– ونخلص إلى تنقل الوقائع المصرية بين ثلاثة عهود: خديوية – إنكليزية- وجمهورية وتبقى في النهاية المصدر الموثوق لتاريخ التشريع الدستوري والسياسي والإداري فيمصر حتى يومنا هذا.

الفصل الرابع
الصحافة الأدبية
– من المعلوم أن الجريدة أسبق في ظهورها من المجلة إلا أن الأخيرة لا زالت تمثل ظاهرة من ظواهر الحياة الحديثة.
وقد عرفت أولى المجلات الأدبية العربية في مصر باسم “روضة المدارس” 1870 وهي أشبه كونها “لسان حال إعلام الفكر والأدب”.
ومهما يكن من أمر فالصحافة الأدبية كما هو معلوم ليست للجميع وإنما لفئة متخصصة من الرأي العام.
تبقى الإشارة إلى أن الصحافة الأدبية المتخصصة لم تجذب إليها أحداً من أصحاب رؤوس الأموال أو المثقفين الميسورين لتوظيف أموالهم في قطاعاتها فظلت “رسالة الفكر والأدب” وفقاً على اهل القلم الذين يحملون رأس مالهم في عقولهم.
مجلة الثقافة سنة 1939
تأسيسها وهدفها: أصدرت لجنة التأليف والترجمة والنشر مجلة الثقافة في كانون الثاني 1939 تحت إشراف أحمد أمين وإدارته لها وهدفها
أولاً: مزاوجة تراث الشرق السابق وحضارته مع الفكر الأوروبي
ثانياً: نشر التراث والإنتاج الفكري العربي والاجنبي الحاضر والسالف.

الثقافة: مجلة أسبوعية للاجتماع والآداب والعلوم والفنون “صاحب امتياز المجلة رئيس لجنة التأليف والترجمة والنشر” أحمد أمين رئيس التحرير المسؤول:محمد عبد الواحد خلاف”
كما أن اغلب أعضاء لجنة التأليف والترجمة والنشر من أهل الفكر وأساتذة الجامعات.
أسرتها وموضوعاتها: مجلة الثقافة
وهكذا كان عماد الثقافة نخبة من الشباب المثقف منذ عام 1914 ومع ثورة 1919 مع جريدة السفور منبراً لهم ثم مع مجلة الرسالة سنة 1932 إلى مجلة الثقافة 1939 وذلك بهمة 80 شخصاً من خيرة أقلام مصر فهذا توفيق الحكيم يتناول موضوع الاشتغال بالأدب والكتابة – وأحمد أمين النقد الأدبي والتراجم – وعائشة عبد الرحمن في التربية والفقه – ومحمد بنوته بالزراعة – ومصطفى الديواني في العلم والطب…
ولم تأل المجلة جهداً في تجديد مقالاتها موضوعاً وأسلوباً وفي مطلع الخمسينات تطعمت المجلة بأقلام شابة متجددة يؤازرها جيل الشيوخ.
الثقافة ومعاجم اللغة العربية دأبت المجلة على الاهتمام بموضوع اللغة العربية عرضاً ونقداً وقد أولى اللغوي الكبير انستاس الكرملي اللغة كل اهتماماته ودورها في حفظ اللغة وصون التراث وبعد ذكره أهم المعاجم اللاتينية مع كليمكس “الموسيون” وفريوس “معاني الألفاظ” و”المعجم” المماثل لدوائر المعارف اليوم وقد نشر في باريس سنة 1502 ثم ينتقل إلى أول معجم عربي بالمعنى الحقيقي للكلمة فيقف عند الخليل أبن أحمد الفرا هيدي مع “معجم العين” ويفصل لنا إنشاءه وابتداعه طريقة خاصة في أسلوبه المعتمد على منطق فلسفي صرف.
وبعد عرض سريع لظروف تأليف كل معجم مع صاحبه وطريقة تصنيفه وعرضه بعض المآخذ يتجه الأب انستاس ليجمل بعض الشوائب والعيوب المشتركة بين المعاجم وقواميس المرحلة السابقة.
1- صعوبة البحث عن الكلمة
2- جهل اللغويين لأصول الأعجميات مثل الشطرنج الهندية الأصل
3- كثرة التصحيفات في الكلام مثل الحال والخال والجال
4- كثرة التصحيفات في التفسير
5- تفسير الواضح بالغامض مثل المبرد أي السوفان بالفارسية
ويختم حاولنا الاختصار واجتزأنا ما تقدم ليكون مثالاً لنا في تلك المعاجم

أثرها وقيمتها: حاولت مجلة الثقافة الوصول إلى اكبر عدد ممكن من القراء والمثقفين رائدها اختيار الأفضل وعرض غزير للمادة وكادت تمثل تزاوج تراث بين الشرق ومدنية الغرب ونشر النشاط الثقافي.
وتوفر للمجلة لجنة غنية بأعضائها مادياً وفكرياً واجتماعياً وسلطوياً وهكذا تبدو قيمتها في ثبوتها الصدارة في عالم الصحافة الأدبية بشأن مثيلاتها من المجلات العربية التي ساهمت في إيقاظ الفكر العربي إذ تناولت شتى ضروب الإنتاج الفكري من أدب وعلم وفن وسياسة واجتماع فإذ بها تعرض لشتى الآراء والأبحاث لكبار الأعلام أمثال عبد الوهاب عزام محمود تيمور وطه حسين.
وأخيراً سارت المجلة على سنة النشوء ففي الطفولة رعاية وفي الشباب كفاح وازدهار وفي الرجولة مثابرة ومعاناة وأخذت في الانحدار أواخر 1952 بسبب تراكم الديون وقيام الثورة المصرية كما يعزى توقفها أيضاً إلى كثرة المجلات في الوطن العربي وتنوعها.
نخلص إلى أن المجلة الأدبية تشكل عاملاً مهماً عن عوامل حركة الفكر كونها
1- بيئة ثقافية متجددة يجد المتعلمون في المجلات المتخصصة من أدبية وفنية وعلمية فرصتهم للتحصيل والاستزادة.
2- بيئة فكرية وخلقية: فدورها المساهمة في بناء صرح الفكر الأدبي والإنساني من خلال الإبداع والاصطفاء في تهذيب الروح العلمية والأدبية.

الفصل الرابع تطور الصحافة في مصر
يعتبر الصحافيون النابهون أن الفكاهة من العناصر الهامة في تحريك القارىء أما عند العرب فكانت بداياتها مع يعقوب صنوع المصري سنة 1877 اقتباساً من الصحافة الفرنسية فدخل عالم الصحافة الهزلية ليهاجم الخديوي اسماعيل الذي لاحقه فهرب بحراً إلى فرنسا 1877.
يقول صنوع عن الصحافة الهزلية: “ليس الغرض منه مجرد الضحك بل معه الاشتمال على الحكم والمواعظ الحسنة وعلى وجه لا تمل منه النفوس”
وكان لتمييز صنوع معرفته عدة لغات أوروبية أعطته قوة الحضور وتألق الشخصية حتى أن الشيخين الأفغاني وعبده أشارا عليه بتنمية جريدته “أبو نظارة” تمثلاً بنظارتيه المشهورتين.

مجلة أبو نظارة 1877
– الكاريكاتور فن السخرية التي تدخل السرور إلى القلب بشكل بالغ دون استئذان مع إضافة البسمة الظاهرة لتضحك من الواقع المحبط.
– فالكاريكاتور هو فن (اللا) الصريحة المتخفية تارة والساذجة طوراً إلا أنه من نزق صدامي هزلي ساخر يقض مضاجع الحكام ويأخذ بيد المظلومين ناشداً لسان حال الحق والحقيقة في آن معاً.
1- تعريف الكاريكاتور في اللغة: هناك معلومات متفاوتة حول نشأة هذا الفن وتسميته وتعريفه فالبعض ينسبه إلى إيطاليا أو بريطانيا أو فرنسا أو هولندا حتى أن التسمية (كاريكاتور) يشوبها اضطراب في تفسير معناها من الناحية اللغوية فمن يقول أصلها لاتيني “كاريكار” Caricare أي حمل ما لا يطاق في حين يقابلها في الفرنسية المصطلح Caricature الذي اعتمدته الأكاديمية الفرنسية 1762 ويذهب البعض من اشتقاق التسمية من عائلة أنيبال كاراكشي الهولندية لبراعته في الرسوم الهزلية.
لذلك يؤلف هذا الفن بأنه عبارة عن رسم تصويري يراعى فيه التهويل بإبراز السمات الفاقعة الشاذة لإحداث أثر ضاحك.
2- الكاريكاتور في الإصطلاح
تذكر أحدث موسوعة عربية أن الكاريكاتور في الاصطلاح هو من يشير إلى صورة رسم يبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية لشخص ما أو ظاهرة معينة حيث يتعمد الرسام إضفاء السخرية على موضوعاته سواء الخاصة أو العامة.
وأصبح يحتل منذ منتصف القرن الثامن عشر مكاناً بارزاً في الصحافة الغربية والشرقية وهو قيمة مجالسية في حد ذاته نراه يعرض التناقض بين ما هو قائم وبين ما هو مأمول.
فالرسم الكاريكاتوري يدين بالشيء الكثير لما في التراث الإنساني من مواد ومظاهر هزلية ساخرة يتمثلها من خلال الفن التشكيلي الحديث.
جريدة أبو نظارة لصنوع 1877
تجدر الإشارة إلى إصدار صنوع ثلاث صحف بسيطة في محاولاته الصحفية المتخصصة الأولى وهي هزلية الطابع.
أ- البعوضة LA MOUSTIQUE
ب- النظارة باللغة الإيطالية LOCHIALINO
ج- الثرثار المصري LE BAVAR EGYPTIAN
بثماني لغات حية وهي ظاهرة فريدة من نوعها في عالم الصحافة إلا أن هذه النشرات الصحفية لم تعمر بدليل عدم العثور على أي منها ولملاحقة الخديوي لتحركاته وعاشت مدرسته الهزلية معه واستمرت مع نظراته ومن أهم صحفه: – أبو نظارة زرقا 1877 في القاهرة
– أبو نضارة 1885 ي باريس
1- جريدة أبو نظارة زرقاء 1877 القاهرة
أصدرها يعقوب صنوع في القاهرة باللغة العربية بأربع صفحات.
– هويتها: إذ يقول : لا نتعرض في هذه الفكاهة لا للديانة ولا للسياسة الوطنية ففي الافتتاحية يتحدث عن نفسه ومجتمعه المصري وقصده من جد لبس لباس الهزل وأسف تحلى بحلى الفكاهة والغزل، وتتطور مسيرة الصحيفة رويداً وتكشف عن عدائها الساخر للخديوي عبر محاورات وهكذا تجاوز صنوع حدود الخطر ولم يتورع عن مهاجمة الوزراء والأمراء حتى أنه لم يوفرا أفراد الأسرة الحاكمة.
واضطر آخر الأمر للجوء إلى القنصلية الإيطالية ومنها غادر مصر 22 حزيران 1878 على ظهر باخرة فرنسية زاعماً أن الجماهير على رصيف الميناء كانت تناشده “لا تتركنا بين مخالب شيخ الحارة” أي الخديوي اسماعيل.
لغة الجريدة: تميزت بلغة محاوراتها وفكاهاتها وهي اللغة العامية الدارجة المصرية وتضمن هذا الأسلوب 1- عدة لهجات. 2- عدة لغات.
هكذا تمكن صنوع من عرض النكتة وجعل في خدمته اللهجة العامية ونجح أيما نجاح كونه يتقن ثماني لغات حية ترسلها في تعريب ما يناسبه من صحف الغرب الفكاهية.
2- صحف أبو نظارة في باريس
عمل كمدرس للغة العربية في باريس ليتدبر أمر معيشته.
2- جريدة أبو نظارة: مصر للمصريين 1885.
إن تواصل صدور حلقة جرائده في باريس تحت أسماء مختلفة وبنفس المضمون والشكل لدليل على استقراره المادي والاجتماعي في فرنسا.
والجدير فيها شكلاً وروعة ومنظراً هذه الصور الممتعة الملونة عدة ألوان 1887 وهي تنافس ما نراه اليوم، صدورها مرة في الشهر ثم مرتين 1890.
نشرت موادها باللغة العربية والفرنسية وأحياناً مع اللغة التركية وخصص لمراجع الساعة قضية السودان واسماعيل والإنكليز أما جديده فكان ذكره لسيرة حياته خوفاً من أن ينساه مواطنوه.
ونوجز: تمثلت الملامح الفنية لدى صنوع بما يلي:
1- تمثلت الملامح الفنية عبر نصوص شبه مسرحية دعاها “اللعبات التياترية”
2- نشر الرسومات الكاريكاتورية بالمجلة في جميع أعداد صحفه بلا استثناء بمثابة لوحات تشكيلية ساخرة.
3- اعتماده المبالغة في النموذج الفني الكاريكاتوري.
4- لجوءه إلى الحوار المباشر باللهجة العامية الدارجة.
لهذا يصرح: “الجرائد ترجمات الأفكار وحدائق الأخبار خصوصاً الجرايد الهزلية اللي بالبدايع محلية وبالنكات مطلية.
خلاصة عن تطور الصحافة المصرية
– واكبت الصحافة المصرية منذ وقائعها الرسمية 1828 لاسيما مع الإنكليز بحدود معينة.
– خضعت مصر للحماية البريطانية بعد الحرب العالمية الأولى فاحتج الشعب مطالباً بالحرية.
– نفى الإنكليز سعد زغلول إلى مالطا 1919.
– أقفلت الرقابة معظم الصحافة المصرية المناوئة ولم تبق سوى الأهرام والمقطم .
– استبدال الدستور بتنظيمات أخرى لم تنجح فأعيد العمل بالدستور ليعلق سنة 1953.
– لم تزل الصحف المصرية تناصر التحرر العربي عموماً.
– عانت الصحف المصرية من تعنت الأجهزة العسكرية.
– فرق قانون المطبوعات بين جريمة الصحافي والمواطن العادي. بإحالة الصحافي إلى محاكم الجنايات بمثابة إرهاب الدولة للصحافيين.
– باركت الصحافة قيام الثورة 1952 إلا أن تجاوز بعضها حدود حرياتها حملت السلطة على الاستيلاء على ممتلكاتها.
– جرت محاولات متكررة لوضع قانون خاص للصحافة لكنها باءت بالفشل.
– ظلت الصحف العاملة تمتثل لتوجهات الاتحاد الاشتراكي حتى غدت الأهرام والأخبار لسان حال الثورة والنظام العسكري.
– في عام 1960 صادرت الدولة كبريات الصحف وأممتها.
– ظهر تشدد صارم جداً إلى حد استحالة الحصول على امتياز لدورية سياسية.
– استندت فلسفة النظام بوجه الصحافة على “ملكية الشعب لوسائل الإعلام”
– ا ما من الناحية الفنية: تطورت في مصر بعد الحرب الأولى بشكل ملحوظ واحتراف مهني بفضل تأسيس معهد الصحافة والإعلام منذ الأربعينات.
بلغ عدد الدوريات 160 صحيفة ومجلة قبل الحرب الأولى وبعد الحرب إلى 50 دورية.
– قلة الصحف الصادرة باللغة الأجنبية.
– ما زال عدد الصحف في تناقص.

الفصل الرابع
أولاً: تطور الصحافة العربية
تطور الصحافة اللبنانية
أولاً: الصحافة الرسمية:
أسفرت فتن 1860 عن قيام نظام المتصرفية مما حمل المتصرفين على الاهتمام بموضوع الصحافة عامة والصحافة الرسمية خاصة فإن إصدار جريدة رسمية في أي عهد سياسي يعود للضرورات التي يقتضيها الواقع الرسمي لتنطق بلسان الحكومة الموجودة لتخدم أغراضها كون الحاكم المولج شؤون البلاد بحاجة إلى جريدة رسمية تنشر نصوص أنظمته التشريعية الرسمية على أفراد الشعب.
تعريف الجريدة: جرد الشيء أي قشره والجريدة في الاصطلاح هي لفظة أول من ابتدع اعتمادها في الصحافة العلامة أحمد فارس الشدياق بإطلاقه “جريدة الجوانب” على صحيفته 1860.
الجريدة الرسمية “بيروت” 1918
2- سبب ظهورها
بعد سقوط سوريا في يد الملك فيصل وانهيار السلطة العثمانية في بيروت حيث استلم مقاليدها عمر الداعوق الذي أعلن الحكومة العربية فيها ورفع الأعلام الشريفية على المباني العامة ورافق ذلك “صدور الجريدة الرسمية بيروت 1918” متضمنة بيانات وأوامر.
3- وصف الجريدة تصدر يومياً ما عدا الجمعة والأحد وباللغة العربية فقط وجاءت على صفحتين اثنتين بحجم 24x 36سم.
4- فهرس الجريدة خلت من أي فهرس يذكر.
الصفحة الأولى – بيان عمومي بتأسيس الحكومة العربية.
الصفحة الثانية: البرقيات الأخيرة إلى رئيس البلدية – إعلانات رسمية – إعلانات خصوصية.
5- لغة الجريدة: اعتماد اللغة العربية الفصحى في تحرير الأخبار والمقالات والتقارير.
أما من ناحية الشكل العام فإن أسلوب البيان المذكور ورد بصيغة الأمر الجازم والمحدود قطعاً نظراً لمتطلبات المرحلة الانتقالية.
وبكلمة نجد جريدة بيروت الرسمية وقد سيطرت عليها النفحة الأدبية أسلوباً ومضموناً.
6- تطورها: لم يتسنى لنا الوقوف على مجموعات متكاملة من “بيروت” الجريدة الرسمية لكن المرجح أن الانتداب على سوريا ولبنان حال دون كل التيارات العروبية.
7- قيمتها: تكمن قيمتها في عدة نقاط
– الأول: كونها المحاولة الأولى الرائدة على الصعيد الرسمي.
– الثانية: إنها تقدم مواد إخبارية وسياسية ودقيقة موثوقة مع بدايات الحكم العربي في بيروت.
– الثالثة: إنها الجريدة البكر التي تجاوزها الباحثون دون التمعن فيها.
الجريدة الرسمية للجمهورية اللبنانية 1943
2- سبب ظهورها: تعتبر الصحيفة السابعة عشر في سلسلة الجرائد الرسمية التي تزامن صدروها مع موافقة المجلس النيابي بجلسته التاريخية 8 تشرين 1943 لجهة إلغاء قانون الانتداب الفرنسي.
3- وصف الجريدة: قد تكون من الصعوبة أن تقع على هذا العدد لعدة عوامل أحاطت بصدوره لناحية السرية والسرعة ولماهيته وقيمته مضموناً واعتباره أهم وثيقة وطنية دستورية تجسد رغبة الشعب اللبناني في الاستقلال جاء عدد 10 تشرين الثاني في 17 صفحة بالحجم الصغير وتضمن قسمين القسم الرسمي وقسم الإعلانات والأحكام القضائية.
الأربعاء 10 تشرين الثاني سنة 1943 العدد 4106 تأسست 1860 صفحة 11500.
4- هويتها: الجريدة الرسمية للجمهورية اللبنانية.
5- فهرس العدد: شغل النصف الأسفل لصفحة الغلاف.
محرروها: ظلت الهيئة الإدارية التي تتولى إصدار الجريدة الرسمية في السراي الكبير.
6- لغة الجريدة: نصت المادة الثانية من الدستور اللبناني حرفياً “اللغة العربية هي اللغة الوطنية الرسمية” أما اللغة الفرنسية فتستعمل بموجب قانون.
7- تطور الجريدة: ألحقت الجريدة الرسمية منذ مطلع الاستقلال في الخمسينات بوزارة العدلية.
إلا أن السلطة عادت وألحقتها منذ الستينات برئاسة مجلس الوزراء.
مع حركة الإصلاح في عهد الرئيس فؤاد شهاب أخذت تصدر مرتين في الأسبوع يومي الاثنين والخميس على التوالي دونما انقطاع لأدوار انعقاد جلساء المجلس النيابي اللبناني.
أما الجريدة نفسها فتناقص ظهورها إلى مرة واحدة في الأسبوع في كل يوم خميس فقط وخفض عدد نسخها من 4500 إلى 2500 نسخة وغدا اشتراكها اليوم 240 ألف ليرة وسعر العدد 5 آلاف ليرة والطريف في الأمر أن القوانين والمراسيم والقرارات مرتبطة بمهلة زمنية لتصبح سارية المفعول حسب منطوق المرسوم الاشتراعي رقم 9 سنة 1939 لكن مع الظروف الاستثنائية فقد أصبح مفعول نفاذ كافة التشريعات الصادرة عن الجهات الرسمية مرتبطاً بلحظة توقيعها من مصادرها وتعليقها لصقاً على باب رئاسة مجلس الوزراء أو القصر الجمهوري.
ملاحظة: إن بحث الصحافة الرسمية يقدم لنا معلومات قيمة عن جانب من ماضينا القانوني والاجتماعي والثقافي وان الصحافة الرسمية وغير الرسمية كانت تفتقران إلى عناصر الدقة والأمانة أحياناً ما خلا الأخطاء اللغوية والأسلوبية كما قدمت لنا صورة عن أوضاعنا السياسية والاقتصادية طوال فترة صدورها في العهد العثماني وخلال الانتداب الفرنسي وتظهر مدى تشبث اللبنانيين بلغتهم الصرفية.

الصحافة الأدبية
تميزت الصحافة العربية منذ نشأتها وحتى الحرب العالمية الأولى بسمة الأدب الصرف فهي صحافة أدبية في جوهرها فمعظم صحفي الفترة الأولى يأتون عن طريق الأدب.
– مرت الصحافة الأدبية في العالم العربي بأطوار عديدة أهمها فترة الربع الثاني من القرن العشرين حين عرفت المجلات الأدبية في كل من مصر ولبنان وسوريا والعراق عهداً زاهراً بلغت فيه الذروة من الإنتاج الفكري حتى رأينا مجلات أدبية ثقافية جامعة كالبلاغ الأسبوعي 1926 لعبد القادر حمزة – والثقافة 1939 لأحمد أمين والكاتب 1944 طه حسين والعرفان سنة 1909 لأحمد عرف الزين والمعرض الأسبوعي سنة 1929 لميشال زكور.
وقد قامت هذه المجلات بدورها في خلق نهضة ثقافية جبارة عمت العالم العربي بأسره.

ثانياً:
مجلة العرفان 1909
تأسيسها: أسسها الشيخ علي الزين بعد حصوله على امتياز من الدولة العثمانية ثم أصدرها الشيخ أحمد عارف الزين 5 شباط 1909 في مدينة صيدا “مجلة علمية أدبية أخلاقية اجتماعية تصدر في غرة كل شهر عربي”.
– هدف المجلة: تنوير الأذهان ونشر الثقافة والآداب وبفضل مؤازرة أهل الفكر لمؤسسها أبصرت العرفان النور لتزيل ظلمات الجهل عن حبل عامل حيث امتلأت الجدران بعبارة “هيا إلى العلم”…
– أسرتها: تولى تحريرها ثلاثة أعلام (الشيخ الزين- الشيخ محمد علي حامد حشيشو 1918) وسليمان مصوبع ومع ازدياد قراءها ازدادت أسرتها.
– موضوعاتها: تنحصر في أربع: علم – أدب – أخلاق – اجتماع.
– موقف العرفان من اللغة العربية: انطلاقاً من عروبة المجلة ووطنية الشيخ الزين قادت مجلته حملة إعلامية بمبادرة ذاتية لنصرة اللغة العربية واقتراح اعتماد الفصحى وتحسينها- فخصصت المجلة ردوداً متواصلة للرد على المنادين باعتماد العامية بدلاًً من الفصحى ومحاربة دعوة التعريب كما تابعت المجلة رسالتها في الذود عن اللغة العربية بتصديها للجهات المستترة وراء أشخاص بعبنهم أو مؤسسات عامة فاعلة على الصعيد التربوي زعمت أن غايتها “تيسير اللغة”.
وهكذا بفضل الوعي الثقافي والمحافظة على مستوى اللغة العربية فقد صرف النظر عن منهج بلاغة عقل”
أثرها وقيمتها: صادفت مجلة العرفان منذ تأسيسها مشقة بالغة في بيئة يخيم عليها الجهل والأمية فرفعت شعار “هيا إلى العلم”. وجهدت في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء والمثقفين رائدها اختيار الأفضل وعرض غزير المادة فانتشرت في بلاد الشام والعراق ثم تناولها المهاجرون في افريقا والأميركتين ووزعت مطبوعات مجانية.
والملاحظ أن خطها الدولي الذي نهجته أدباً وثقافة واجتماعاً وسياسة أثار حفيظة البعض فدافعت حتى غدت مرهوبة الجانب وأقيم لها احتفال اليوبيل الذهبي 1952 وهكذا تتجلى قيمة مجلة العرفان في استمرار جهادها طوال ثلاث أرباع القرن.
وبكلمة فمجلة العرفان مجلة نهضوية مستقبلية وليست سلفية متزمتة وهكذا تركت بصماتها على الحياة الفكرية عامة والأدبية خاصة في الوطن العربي وأخيراً انتقلت ملكيتها إلى الابن نزار أحمد الزين 1961 لكن وقوع الأحداث اللبنانية 1975 أثر كثيراً على المجلة ولهجرة الأدمغة.
ومع وفاة نزار في الثمانينات تخلفت عن الركب إلا أن ذلك لم يفت من عضدها فأعاد إليها فؤاد الزين الحفيد رونقها ولم تزل.
بيئة فكرية وخلقية: إن دور المجلات الأدبية بناء صرح الفكرالادبي و الإنساني من خلال الإبداع والاصطفاء وقد ظلت المجلات الأدبية في لبان أمينة على هذا التراث تراث الحرية والانفتاح والأصالة ولا تزال تناضل من أجل أن تبقى حرة مستقلة.

البحث الثاني
صحافة الكاريكاتور
بدأ فن الصحافة الهزلية ضعيفا في المشرق مادة وتحريراً وكماً إلى أن أخذ يتطور تدريجياً في مصر ولبنان بحيث خلقت الصحافة الهزلية الكاريكاتورية لوناً جديداًً في أساليب الهجاء والنقد والسخرية لارتباطه بنفوس الجماهير باللهجات العامية والفكاهة والصورة المضحكة.
– تأسس في لبنان بعد الانتداب 25 صحيفة مختلفة منها 23 هزلية كاريكاتورية قلما عمر بعضها لسنة واحدة على حين استمرت “مجلة الدبور” حتى يومنا.
– كذلك في الاستقلال تأسست 6 مجلات كاريكاتورية لم يبق منها سوى واحدة “الصياد” تنتج الكاريكاتور السياسي.

سيرة الدبور رحلة في عالم الكاريكاتور
تأسيس الدبور: حصل يوسف مكرزل على امتياز إصدار الدبور باسمه شخصياً بمثابة أول جريدة كاريكاتورية انتقادية.
– صدر العدد الأول 1923 هدفها التنبيه على مواضع الخلل والنهوض بالوطن وجاء في افتتاحيتها “أصدرنا هذه الجريدة وطنية غايتها الإدلال على النقص والتنبيه إلى الجد وهي لا تتأخر عن أعمال المبضع حيث ترى الدمل، ولا يعجب القارئ إذ يرى تحت ثوب الهزل طنيناً منبهاً كطنين الدبور ولسعاً كلسعته فمن أراد أن يتحايده فليسلك المسلك المحمود.
– ثم ذهب مكرزل لاحقاً بتأسيسه “الدبور اليومي” 1935 لحمل نفس الرسالة لكنها ما لبثت أن توقفت بعد الحرب الثانية لتبقى الدبور الأسبوعية.
الدبور في مرحلة الانتداب: تزامن صدور الدبور في مرحلة سياسية مفصلية من تاريخ لبنان الحديث مع الإعداد لدستور وطني انتدابي فواكبت التطورات والمتغيرات من زاوية التنبه للخطأ.
1- الدبور والسياسة:
أ- الدبور ومجلس النواب
تصف الدبور وضع مجلس النواب في مرحلة الإعداد لمشروع الدستور 1925 بأسلوبها في النقد النثري:
“رن مجلس النواب للفصاحة والخطابة يدخل بالمواضيع من الشباك مش من الباب ويتلهى بالقشور ويترك اللباب”، ويبعزق من دون حساب على ضهر الجناب، ودولة لبنان الكبير رح تكبر وتصير لبنان صغير مثل أيام المير بشير” ثم تتابع منبهة “أصبحت جوانح الدبور كبيرة وعقوصته حامية لخدمة الوطن”… وسيعقص كل خاين وقرص كل متاجر بالوطنية لنوصل لاستقلال البلاد” لذلك تنبهوا يا سادة من عقوصة الدبور وزنبوره…
ويعتمد اللهجة العامية المطعمة بالفصحى.
ب- الدبور وقطار السلطة: فأوردت الدبور رسماً كاريكاتورياً لقطار السلطة رقم 2 عام 1931 عهد إميل إده، في بيت شعر ركب ركباً ركبوا قبض قبضاً قبضوا.
وينتقد فكرة قبول بعض الصحف لرشوة السلطة.
2- الدبور والإدارة: رغم جهود الفرنسيين لتطوير الإدارة ظلت مقولة “تنابلة السلطان”معشعشة في نفوس الموظفين ومكاتبهم.
أ- الدبور والإداريون: ترفع الدبور صوتها “بالنقد الفكري إلى حد لسع الإدارة الانتدابية في منهجية “إشاعاتها” التحديثية بترويجها لمستحدثات غربية فتذكر المجلة: “أما المستشارون فلا يحكمون وكأنهم هامان وفرعون، ويضربون على أوتار القانون كل ذلك على شرب الويسكي والأفيون ونغم الغرامافون وحالتنا معهم فون فون، وما منعلم إذا جبت لهم فرساي والبانتيون”.
وهذا ما يجسد حالة المسؤولين السكارى متجاوزين القانون.
ب- الدبور ومحدلة السلطة: تزامن الموضوع مع إنشاء مكتب لمراقبة الصحافة والمطبوعات في نهاية 1922 أي مع تأسيس الدبور فتنشر المجلة رسماً كاريكاتورياً “المحدلة السلطة” الضخمة تسير وتقضي على بعض الموظفين لتتخلص منهم بينما يفر الآخرون.
وهكذا حملت الصحافة الهزلية رسالتها الإصلاحية الملتزمة في الانتداب خلال الكلمة والنص والرسم والصورة.
أولهما: على صعيد الإصلاح السياسي والإداري والاجتماعي بمعارضتها وجود الانتداب الفرنسي ومناوأتها لزبانيته ومواليه.
ثانيهما: على صعيد الرسم والصورة فقد تطور نسبياً عما كان عليه في العهد العثماني وانتشر الرسم والتصوير على طريقة الزنكوغراف بداية الامر ثم تطور في “توليفه ودمجه” مع الفوتوغرافيا تدريجياً.
الدبور في مرحلة الاستقلال
يقول النقيب طه: “إن صحافة لبنان هي مرآة المواطن”
1- الدبور والسياسة
أ- الدبور ومجلس النواب
جرت العادة التئام مجلس النواب في دورات عقود استثنائية لدراسة وبت أمور ملحة تهم المواطنين فتنعقد الدبور إحداها في صيف 1956 غير المجدية.
“فكانت لنا دورة أطول من شهر الجوع أو من حبل الكذب فماذا استفادت البلاد من هذه الدورة كله واحد!!
فما الفائدة من اجتماع المجلس أو عدمه: فماذا عملوا أو قرروا ونلاحظ كثرة علامات التعجب والاستفهام في النص الانتقادي.
ب- الدبور والحقوق السياسية للمرأة جهدت المرأة اللبنانية في الحصول على حقوقها السياسية التي روجت لها سلطة الانتداب لكنها لم تقرها فشكلت الظاهرة موضوعاً دسماً للدبور فنشرت رسماً كاريكاتورياً ساخراً بريشة ديران 1948 يجسد تظاهرة نسائية صاخبة تلحق بالرئيس سامي الصلح في مشهدية ديناميكة صارخة وقد أطلق ساقيه للريح هرباً من المطاردة والعويل وقاذورات الماكياج من مختلف الأصناف والأحجام والماركات مع عنوان “عندما وقف سامي بك الصلح في وجه المرأة يعارضها”
2-الدبور والإدارة والاقتصاد:
فمع إقرار قانون من أين لك هذا سنة 1953 بسبب كثرة الصفقات فكان على خلاف الدبور “رسماً كاريكاتورياً هزلياً ساخراً لغني ذي كرش ضخم جداً يحاوره مواطن فقير بائس مشيراً متسائلاً بلهجة ساخرة من أين لك هذا؟ بصيغة تجاهل العارف…
ب- الدبور واحتكار الاقتصاد
تعمدت الدبور عرض مظاهر الاقتصاد ” المختلة” في نظام قائم على الاحتكارات السياسية والعشائرية فتنشر الدبور على كامل غلافها “رسماً كاريكاتورياً يحتل احتكار شركات الريجي والمرفأ والإقطاع المتمترسين وراء حصانه السلطة والنظام حيث نشاهد “الرئيس الباقي يتهيأ خلف مدفع 155 لقصف قلاع الاحتكار ويقف أبو طنوس مشيراً عليه بإطلاق قذائف لتهديم احتكار الاقتصاد”.
– أبو طنوس – يالله يا بيك بلش انسفهم بالمدفع.
– الرئيس الباقي – طول بالك يا بو طنوس عم أعمل بروفة تانصيب منيح!
– ونورد دعابة طريفة في الدبور عن حقوق العمال تجاه الغلاء حيث تظهر سيدة في مقدمة مظاهرة عمالية تحمل يافطة عن حقوقها المتمثلة في “وعدونا بالحرير – وصلونا للتعتير – ولعونا بالبنزين ركبونا على الحمير مش رح نسكت يا كبير.
خلاصة عامة:
ازدادت مساحة حرية الصحافة في الاستقلال وغدت مشهدية الكاريكاتور أكثر حرية وتنوعاً بل أكثر من لغة ومدرسة وفن ولون كما احتلت الشخصية النمطية قدراً هاماً في الرسوم الكاريكاتورية، وبدا احتراف الكاريكاتور رائجاً بل ذاع صيت عديدين منهم المهم أن يعيش الكاريكاتور – ويعايش هم الإنسان اللبناني والعربي العادي في تعرية قضايا مجتمعه.

الفصل الرابع الصحافة العربية المهاجرة حديثاً
أولاً: الصحافة المصرية المهاجرة حديثاً
إنها بهدف الخلوص إلى نتيجة منطقية للتفلت من عقال الصحافة الأم المحلية بحثاً عن رسالة للحرية أوسع تمارس معارضتها باطمئنان في وجه أنظمة أقطارها.
بدايات هجرة الصحافة المصرية مع أديب اسحق المتمصر فأسس جريدة “مصر القاهرة” بدعم من الحزب الوطني الأهلي المعارض لسياسة رياض باشا رئيس الوزراء المصري في هذا الجو حضر اسحق إلى باريس ليصدر صحيفة مصر القاهرة 1879 وهي أول جريدة مصرية مهاجرة وجهد اسحق في تهريب صحيفته إلى داخل القطر المصري حيث كانت السلطة بالمرصاد ثم توقفت الجريدة في1881 حيث أسس اسحق “التجارة” في بيروت.
– ومن أهم الصحافيين المهاجرين الشيخ محمد عبده 1884 حيث رحلة الإنكليز مع الأفغاني فاستقرا في باريس حيث أصدرا “العروة” 1884 ثم توقفت بعد ستة أشهر.
والسبب في رعاية باريس للمجلة يستبطن أهدافاً سياسياً للهجوم على الإنكليز.

الصحافة المهاجرة على عهد عبد الناصر:
مع استقرار الوضع السياسي في مصر عند صدور دستور 1923 توقفت الهجرة للصحافيين إلى الخارج حتى ثورة 1952 لكفالة الدستور حرية الصحافة لكن أزمة الصحافة 1954 بإغلاق السلطة للصحف المعارضة ومصادرتها عاودت الصحف سيرتها الأولى في المهاجرة ومن أشهر الصحفيين.
– في الخمسينات نذكر أحمد ومحمد أبو الفتوح أصحاب جريدة المصري متنقلين بين الدول العربية.
– أما في الستينات فنذكر علي أمين أحد صاحبي “أخبار اليوم” الذي عمل مراسلاً للأهرام في لندن 1965 وحضر إلى بيروت لتطوير إصدارات دار الصياد في الأنوار رغم مخالفته هيكل للفكرة وظل علي ابنه مهاجراً تسع سنوات أخيراً عفا عنه الرئيس أنور السادات وعين رئيس تحرير الأهرام بعد إقالة هيكل 1974

هجرة الصحافة في عهد السادات:
حسم الصراع السياسي في السبعينات لصالح السادات مما حمل بعض الصحافيين على الهجرة إلى عدد من الدول العربية أو الأوروبية فإلى ليبيا ارتحل احمد وحبيب والجبرتي وسرحان وغيرهم وإلى العراق ذهب صالح والتائه والسيد ومبارك وغيرهم.
أما باريس فهاجر إليها – العالم وشكري واسكندر بينما ارتحل محمد السعداني إليها ليؤسس صحيفة 23 يوليو شاركه فرح والشرقاوي.
صحيفة 23 يوليو 1979 في لندن
أسفرت أحداث مراكز القوى عن اعتقال محمود السعداني وسجنه ثم هاجر ليؤسس صحيفة 23 يوليو 1979 وهي مجلة مصرية تصدر بلندن لمصر والعالم العربي وشكلها تقتبس عن روز اليوسف وصباح الخير وقد صدرت في 64 صفحة من الحجم الوسط ومجلس إدارتها فيضم محمود السعداني ونور السيد ومحمد محفوظ وغلافها يزينه الكاريكاتور باستمرار الليثي أو البهجوري.
تبويبها: ترتيب موادها كروز وصباح – صفحتها الثانية ترويسة وصورة كبيرة مع تعليق صغير – أما الثالثة لتحقيق صحفي لرئيس المجلة قضية هامة وكذلك باب إخباري بعنوان أسرار حول مصر وآخر داخل الحدود.
محرروها وجمهورها: وجمهورها: فضلاً عن مؤسسيها السعدني والسيد ومحفظ اشترك في تحريرها فريد فرح وفتحي خليل وبكر الشرقاوي وعبد الحكيم قاسم وجمال إسماعيل ومحمد محفوظ فضلاً عن رسامي الكاريكاتور صلاح الليثي وجروج بهجوري.
– تشير 23 يوليو إلى أنها من المصريين المهاجرين وداخلها لنسمع صوتنا لشعب مصر عن الحقائق والرأي الآخر.
ختاماً وقد توقفت المجلة بعد صدور 45 عدداً الأسباب عديدة:
عدم تمويلها من قبل شيخ خليجي مناوئ للسادات بعد حين
لم تؤمن لنفسها مصادر إعلانية أو مساهمات
ومن الصحف المصرية المهجرية نذكر صحيفة الدعوة عن المركز الثقافي الإسلامي في النمسا 1981.

البحث الثالث
ثانياً: هجرة الصحافة اللبنانية حديثاً
عرفت الصحافة العربية المهاجرة مع رزق الله حسون الحلبي سنة 1855 حين ارتحل إلى الآستانة ليؤسس فيها أول جريدة عربية “مرآة الأحوال” 1855 إلا أن الاضطراب السياسي والأمني عام 1860 أدى إلى هجرة صحافتنا حتى أن عبد الحميد الثاني استجلب أنطوان زريق من نيويورك صاحب “جواب الكردي الهزلية ليعدمه وقال عند تنحيته عن العرش 1908: لو عدت إلى قصر يلدز سأرمي بالصحافيين في أتون النار”
وهكذا كان هاجس الحرية هو السبب في هجرة الصحافيين في العهد العثماني إلى فرنسا وتتكرر نفس الظروف سنة 1973 لتعاود الصحافة اللبنانية سيرتها المهاجرة إلى باريس.

– وتعزى الحرب اللبنانية إلى:
1- أسباب سياسية تتعلق بتجاوز “الدستور العرفي” سنة 1943 وتمايز طائفة الرئاسة أشعر البعض بالغنى فكان اغتيال معروف سعد وتفجير بوسطة عين الرمانة ودخول قوات الردع العربية 1976 ومعاودة ظهور ميلشيات معينة أن استهدفت مؤسسات صحفية عريقة كالنهار والسفير والمحرر والدستور بالابتزاز أو التفجير مما حملها على الهجرة إلى أوروبا حيث الحرية أرحب والسلطة لم تكبح جناح بعض الصحف في تطرفها والزعم بأن الصحافة تشحن الرأي العام طائفياً فضلاً عن انتفاء الحس الوطني فكانت الصحافة أولى ضحايا الحرب العبثية المسماة حرب الغرباء تبقى الإشارة إلى أن المرسوم الاشتراعي رقم 1 تاريخ 1/1/1977 ينص “الرقابة المسبقة” على مواد المطبوعات وهذا أمر مرفوض مهنياً وحقوقياً ودستورياً.
هجرة الصحافة اللبنانية حديثاً
1- الهجرة إلى باريس
أ- مجلة الوطن العربي: أسسها وليد أبو ظهر سنة 1977 على أنها مجلة إخبارية أسبوعين تصدر عن “مؤسسة الوطن العربي” في باريس وتعتبر وريثة جريدة المحرر لهشام أبو ظهر 1971 في بيروت سابقاً وقد اضطر وليد للهجرة إلى فرنسا لأسباب أمنية لاسيما بعد قصف مبنى المحرر بالصواريخ والرشاشات في نيسان 1973.
هيئة المجلة وإدارتها: هيئة التحرير بداية: المشرف العالم وليد أبو ظهر، مدير التحرير المفوض نبيل مغربي، المدير الفني فؤاد خربوطلي إلى أن تولى أبو ظهر رئاسة التحرير 1985 وطورت طاقمها التحريري المهني والإداري مع جريدة الأهرام لتبادل المعلومات ثم ألغي ليستبدل باتفاق جديد مع أهم الصحف الأميركية “نيوزويك”.
تبويبها: التزمت أسلوب التبويب الصحفي المتخصص كما في الصحافة العربية بحيث ضم الغلاف صورة الحدث الأهم لأبرز أحداث الأسبوع ثم في تقديم موادها الإخبارية تنطلق مع وكالات الأنباء العربية مشرق ومغرب ثم المقالات والتحقيقات والاقتصاد والثقافة والفنون والتراث والكلمات المتقاطعة والأبراج والسينما.
محرورها: عمدت إلى استكتاب كبار أهل الفكر والسياسة والصحافة والأدباء مشرقاً ومغرباً مثال السيدة جيهان السادات بمقالها السياسي الدوري وشفيق الحوت واسكندر غالي ومحمود درويش وغادة السمان والمرحوم نزار قباني كما اهتمت بنشر مذكرات لكبار السياسيين والقادة العرب “مذكرات عبد الناصر” وبخط يده والشاذلي بطل العبور 1973 وفهمي نائب رئيس الوزراء المصري 1978 لمعارضته زيارة القدس للسادات ومذكرات جنبلاط ومقابلات شخصية من عدة رؤساء لبن بيلا وياسر عرفات وولي العهد عبدالله.
سياسة المجلة: المجلة ليست حزباً ولا تطمح إلى أن تكون نشرة حزبية وبالتالي تحرص على تقاليد الصحافة وأخلاقياتها في نقل الحوادث كما هي وأنها ليست حكراً على اتجاه فكري أو سياسي معين بحيث أفسح المجال الرأي لمختلف اجتهادات الفكر العربي المعاصر بأقلام كتاب مختلف الإنتماءات السياسة والقضائية وتحدد موقفها من الأنظمة العربية بشكل عام فتؤكد “أننا في الوطن العربي لا نعتبر أنفسنا في خصومة مع أحد شخصياً رئيس أو حاكم أو نظام وكل ما نريده أن تكون لنا ولأي مواطن عربي عادي الحرية من أن يقول مؤيداً أو معارضاً دون خوف أو تردد.
رسالة الصحافة المهاجرة
وفي وطن تغيب عن معظمه الحريات والمؤسسات الدستورية والتشريعية والنقابية الحقيقية المنبثقة عن إرادة الشعب تصبح الصحافة المهاجرة رسالة تؤديها نيابة عن الصوت المكتوم هناك بإرادة القهر والتخويف والترويع.
ب- المستقبل: أسسها نبيل خوري ت 2022 وسنة 1977 صدرت عن الشركة العربية الفرنسية للنشر والطباعة.
هويتها: يبدو أنها استمرار لنظيرتها الفرنسية سابقاً في باريس 1919 وقد جاءت بحجم التايمز والنيوزويك الأميركيتين.
هيئتها وإدارتها: نبيل خوري رئيساً ومديراً مسؤولاً شكري نصرالله للتحرير وعصمت شبنور وسيسل الساك وسامي صفير من الصحافيين اللبنانيين المهاجرين.
تبويبها: تشبه مجلتي التايمز والنيوزويك وتستخدم مبدأ المدرسة الأميركية وبالتالي نوزع المواد التحريرية بمواصفات “الوطن العربي”،
محرروها: فضلاً عن هيئتها الدائمة أحمد بهاء المصري عن مصر ظل محايداً في حين فتح ناصر الناشيبي نار المعارضة بوجه السادات في وقت ناصر الرئيس الأسد بوجه السادات كما نذكر فؤاد مطر – رياض نجيب الدين – سمير عطالله – كوليت خوري – ناصيف مجدلاني.
سياسة المجلة: لخص نبيل خوري سياسة المستقبل الاهتمام بالقضية الفلسطينية ووحدة أرض لبنان واستقلاله والتضامن العربي فالصحافة المهاجرة ونحن منها هرباً من الرقابة والضغط تتعرض لأكثر من محنة أقلها منعها دخول أكثر من بلد عربي أخيراً كانت تتعاطف مع النظام السوري وتنشر مقالات تعليم اللواء مصطفى طلاس وغيره من زعماء البعث ومع غياب السادات خف وهج المجلة وأخيراً تم مقطع الخبط مع النظام عند الحركة الانشقاقية عن فتح
ج- النهار العربي والدول 1979
صدر العدد الأول منها في باريس 28 تشرين الثاني 1979 وتعتبر امتداداً لنظيرتها السابقة في بيروت.
د- كل العرب 1982 وسمت نفسها بمجلة الحدث والصورة عند تأسيسها.
2- هجرة الصحافة إلى لندن
اختارت بعض الصحف اللبنانية لندن معقلاً لهجرتها بسبب مساحة الحرية المتوفرة هناك ولكون ثقافة أصحابها تعتمد الإنكليزية أساساً وهكذا ارتحلت “الحوادث والدستورالى عاصمة الضباب لندن.
أ‌- الدستور أسسها علي بلوط 1974 وأصدرها في لندن وسياستها آنذاك تدعم النظام العراقي.
ب‌- الحوادث: هاجر بها سليم اللوزي سنة 1978 إلى لندن هرباً من الحرب التي استجلبته مجدداً لتغتاله من قبل مليشيات مرتزقة.
ثالثاًً: الصحافة السعودية المهاجرة
تميزت هجرة الصحافة السعودية بداية الأمر بكونها محدودة وبينية عربية إلى مصر تحديداً.
1- الصحافة المهاجرة الأولى:
أ- جريدة الحرم 1920: أصدرها فؤاد شاكر في القاهرة 1930 وجاءت أسبوعية وإشارة هويتها إلى أنها أدبية اجتماعية مصورة، وسبب إصدارها لكي تنطق باسم السعودية ونتحدث عن سياسة الحكومة في مصر ومنها إلى البلاد العربية ثم توقفت مطلع 1934.
ب- مجلة صرخة العرب 1955: للكاتب أحمد عبيد وتشير هويتها إلى كونها “مجلة سياسية جامعة” تصدر شهرياً وتولى تحريرها المصري اسماعيل الحيروك أما سياستها فجاءت عربية إسلامية تعنى بخدمة القضايا العربية وكان الغرض أيضاً إسماع صوت الحكومة السعودية في الخارج عبر مصر لكنها توقفت بعد سنة من صدورها.

الصحافة المهاجرة حديثاً:
أ- صحيفة الشرق الأوسط 1978 : صدرت في لندن لأسباب خاصة بالعمل وليس افتقادها الحرية في السعودية وتهتم بإبراز شؤون العالم العربي وأخباره والتركيز على أخبار المملكة السعودية والخليج مع اعتمادها منهج الاعتدال.
– محرروها: جهاد الخازن رئاسة تحريرها وكتب فيها مصطفى أمين عماد الدين أديب إحسان عبد القدوس أنيس منصور أحمد حجازي عبدالله الجعفري…

كما تتميز بشبكة واسعة من المكاتب المنتشرة في عواصم هامة.
ورغم كونها تصدر من لندن ترفض تسميتها بالمهاجرة كون شركتها مؤسسة سعودية مسجلة في لندن وتعتبر الشرق الأوسط من الأهمية في سوق الصحافة العربية والإقليمية والدولية.

ب- مجلة سيدتي 1981: مجلة نسائية متخصصة تتولى رئاستها د. فاتنة شاكر وهي من أوائل الإعلاميات السعوديات ثم خلفها عماد الدين أديب وقسمت إلى ثلاثة ابواب – للأخبار والتحقيقات النسائية ثم باب الأزياء والماكياج والجمال ثم باب الأسرة لذا اتسم إخراجها بالبساطة والأنوثة.

………………………………………….. ……………………………………….

منقول عن الكتاب المذكور اسمه واسم كاتبه اعلاه
ان شاء الله تستفيدون منه

والسلام عليكم


بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

انا مب قادر اقتبس المعلومات ممكن احد يساعدني بسوي بحث

السلام عليكم موضوع رائع شكراااااااااااااااا على المعلومات ولكن للاسف محبش يتكوبالي علاه الرجاء تسهيل العملية فانا عضو جديد ؟

شكرا :d


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

أسئلة إمتحان فنيات التحرير

1إستغرقت الكتابة الصحفية و استقلالها عن الكتابة الأدبية فترة طويلة و ذالك لعدة أسباب أذكرها و ناقشها

2من أهم المستويات التي ترتكز عليها في المقارنة بين التحرير الأدبي و التحرير الإعلامي ( مستوي الإبداع ) الذي نلمحه بوضوح في الكتابة الأدبية .لكن قد يقول البعض انه ينتفي قي الكتابة الإعلامية كيف ترد علي هذا القول ؟ وماهية أكثر الأنواع الصحفية إبداع .

2-يعتقد البعض الباحثين أن القيم الإخبارية الليبرالية و الاشتراكية لا نجد لها سندا في العالم الثالث. كيف برر ذالك ؟

3-يثار انتقاء الأخبار بعوامل كثيرة منها (ثاثيراث وكالات الانباء ) أشرحها ؟



مششششششششششششششششششششششششششششششككككككككككككككككككك ككككككككككككوووووووووووورررررررررررررررررررررررررر ررر

التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الإعلام والدعاية وتأثيرها على الرأي العام

أصبح الإعلام في عصرنا علماً له قواعد وأصول ولم تعد الممارسات العملية وحدها كافية للتقدم في مجالات الإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفزيون وسينما وغيرها من وسائل الاتصال.

ولما كان عصرنا هو عصر التقدم والعلم الذي يحتم مسايرةٍ الأفكار العالمية في مختلف المجالات ،ويؤكد أن كل نهضته علمية لابد لها من الارتباط بالمستوى العالمي في الفكر.

إن دراسة الموضوعات المتخصصة في مجالات الإعلام على اختلافها وتعددها لابد وأن ترجع أولاً إلى معرفة الإنسان الذي تتعرض له وسائل الاتصال، ومعرفة هذا الإنسان هي دراسة الرأي العام ،وهذا بطبيعته يتطلب معرفة مدى تأثره بالدعاية والإعلام.

مفهوم الرأي العام

لإعطاء تصور واضح عن مفهوم الرأي العام ارتأينا أن نستعرض في البداية التطور التاريخي لهذا المفهوم من البداية إلى أن أصبح مصطلحاً شائع الاستعمال والتداول، فالأشياء توجد أولا ثم تعرض أسماءها،ومنها الرأي العام فهو قديم قدم البشرية، وإن كان كاصطلاح من مصطلحات العصر الحديث الذي تعددت فيه وسائل التعبير عن هذا الرأي العام من الصحيفة إلى الإذاعة إلى التلفزيون.

وعندما اكتشف الإنسان الكتابة وما رافقها من ظهور الحضارات زادت أهمية الرأي العام، فكان حكام (سومر) و (بابل) و(آشور) يقيمون للرأي العام وزناً لا بأس به، كما تكشف آثار مصر القديمة عن إدراك واضح للرأي العام وتكشف عن أساليب راقية للتأثير فيه وتوجيهه الوجهة المطلوبة مثل (تأليه) الفرعون وتقديس الكهان وتشييد المعابد وإقامة الأهرامات، ولم يكن هذا كله سوى أساليب متطورة للتأثير في الرأي العام.

وكانت المدن اليونانية القديمة أول من أعطى للرأي العام مجالاً واسعاً لتنظيم شؤون المجتمع.

لقد تحدث الرومان بعد ذلك عن (الآراء الشائعة) ووصلوا إلى مفهوم (صوت الجمهور أو (صوت الشعب) ،وإن الكلمات الإغريقية (casa pfeme nomos) واصطلاح (vxo populi) تدل على رأي المواطنين الراغبين في التأثير في الأمور العامة.

ثم جاءت الحضارة الإسلامية ومن خلال القواعد التي أرستها نستطيع القول، إنها قد اهتمت بالرأي العام وأعطته سلطات كبيرة تصل إلى حد معصية الحاكم والثورة عليه، إن هو خرج عن حدود سلطته المحددة له، وقد وضع الإسلام أصولا عامة منها (مبدأ الشورى) كما اعترف الإسلام بالحقوق والحريات كحق الملكية الفردية والجماعية. وأقام الإسلام حرية الرأي وحرية العقيدة وغير ذلك من الحريات الأخرى.

وابتداء من كتابات ميكيا فيلي (1469- 1527) حدث تطور معتبر في الكيفية التي تناول الفكر الفلسفي ما يسمى (بالرأي العام)، فقد اعتبره عنصراً يجب أن يؤخذ بالحسبان في عملية الصراع من أجل السلطة.

فيما كان روسو (1712- 1778) أول فيلسوف يستخدم تعبير الرأي العام ومن أهم كتابات روسو العديدة كتابه في العقد الاجتماعي، ويمكن اعتبار الفكرة الأساسية وراء العقد الاجتماعي هو موضوع الوحدة… وحدة البناء الاجتماعي وذلك بإخضاع المصالح الخاصة للإدارة العامة. فالحكومة دورها مساعد لأن الإدارة العامة هي مجموع إرادة الشعب الذي يضع القوانين والحكومة ما هي إلاالافراد الذين يقومون بتنفيذ القوانين، وواضح أن مفهوم إرادة الشعب يشير في المعنى العملي التطبيقي إلى جوهر الرأي العام في معناه المعاصر.

في القرن الثامن عشر المسمى بـ (عصر التنوير) جاءت الثورة الأمريكية وبعدها الفرنسية كأبرز حدثين يعبران عن دور وقوة الرأي العام.

ثم جاء القرن التاسع عشر الملىء بالأحداث والتغيرات حيث قامت الثورة الصناعية، وتطورت الكشوفات العلمية واختراع وسائل الاتصال الجديدة حتى أصبح الرأي العام ذو سطوة وسلطان كبير، كان من نتائجه مطالبة العمال بوضع التشريعات التي تضمن حقوقهم ومصالحهم.

وشهدت نهاية القرن التاسع عشر كتابات (جوستاف لوبون) العالم الاجتماعي الذي كان أحد الأوائل الذين أدركوا فكرة (الجمهور) و (التكتل) الشعبي، وتأثيرها في العمل السياسي.

وأخيراً جاء القرن العشرين فتوج انتصارات الرأي العام بمزيد من الانتصارات ذلك أن ظهور الراديو والتلفزيون والسينما قد جعل هذا القرن قرن الرأي العام، وكان للحرب العالمية الأولى التي شهدها هذا القرن أثرهام في تدعيم الرأي العام فظهور الدراسات النفسية في القارة الجديدة بعد هذه الحرب التي ركزت على دراسة السلوك، قادت إلى اكتشاف أن أصل السلوك ما هو إلا بعض صور التهيؤ للعمل وأطلقت عليه مفهوم (المواقف) أو (الاتجاهات) وهذا المفهوم ليس إلا الرأي العام في جوهره، أو القاعدة التي يقوم عليها الرأي العام.

ومنذ بداية الثلاثينات بدأ ما يسمى بأبحاث قياس الرأي العام حيث تقوم هذه الأبحاث بقياس المواقف وردود الأفعال على القضايا والموضوعات التي تشهدها الحياة السياسية والاجتماعية. إن الأحداث الضخمة التي شهدها القرن العشرين والتي هزت الوجدان العالمي بأسره بدءاً من الحرب العالمية الأولى (1929-1932) والحرب العالمية الثانية، قد أثرت بهذا الشكل أو ذاك بالرأي العام وبدوره في الحياة السياسية الوطنية والدولية ،وأصبح للرأي العام دور كبير في صياغة الأحداث وفي توجيهها وبات أصحاب القرار السياسي يضعونه في حساباتهم سواء صرحوا بذلك أم لم يصرحوا به.

ولتوضيح مفهوم الرأي العام ذهب بعض الباحثين إلى تفسير معنى كلمتي (الرأي) و (العام) المكونة لمصطلح الرأي العام وإننا نلجأ إلى الطريقتين معاً لتوضيح هذا المفهوم ودلالته.

فهناك من وصف الرأي العام كعاطفة إزاء موضوع معين التي يرحب بها أكثر أعضاء الجماعة اطلاعاً وذكاء، ثم لا تلبث هذه العاطفة أن تنتشر وتعتنق من قبل معظم الأشخاص الذين تتكون منهم جماعة متعلمة ذات مشاعر سوية تعيش في دولة متمدنة ومتحضرة.

فيما أعتبر آخرون أن كل ما يمكن أن يحث على عملية التفكير والإعراب عن ذلك حول قضايا المصلحة العامة يدخل في تكوين الرأي العام، وبالتالي يمثل الرأي الأكثر فعالية لأكبر عدد ممكن من المواطنين الواعين.

والرأي العام إنما يصبح ذا معنى، حين يكون متعلقاً بموقف يتخذه أفراد كثيرون يعبرون أو يمكن مناشدتهم للتعبير من خلاله عن أنفسهم في شكل تحبيذ أو تأييد أو بالعكس في شكل رفض ومعارضة لحالة محددة، أو شخص معين بالذات، أو اقتراح محدد ذي أهمية واسعة النطاق، بشرط ان يكون هذا متمتعاً بقدر كبير من القوة العددية والشدة بحيث يسمح باحتمال اتخاذ إجراء مباشر أو غير مباشر إزاء الهدف المقصود.

ويؤكد العلماء على هذه الطبيعة المائعة للرأي العام، فهو قوة حقيقية شأنها شأن الريح، له ضغط لا تراه ولكنه ذو ثقل عظيم، وهو كالريح لا تمسك بها ولكنك تحني لها الرأس متطبعاً.

والرأي جزء من منظومة متكاملة تبدأ بالمعلومات وتنتهي بالسلوك وتشمل (المعلومات والآراء والإتجاهات والقيم والمعتقدات والسلوك) وهناك تداخل بين هذه المسميات المختلفة وحسب الضرورة للتمييز بينها لمعرفة المعنى الدقيق لكلمة الرأي الذي نقصده في مصطلح الرأي العام.

إن أهم ما يميز الرأي هو مجموعة من الخصائص التي من شأنها أن تحكم جوهره:

1- إن الرأي عمل من أعمال الإرادة وعلى هذا الأساس فإن الموقف إزاء الكوارث الطبيعية لا يمكن أن يسمى رأيا.

2- يتميز الرأي بأرتباطه بالوعي..إن الرأي يوجد عندما تطرح أمام الشخص أو أمام أعضاء الجماعة قضايا فتتجاوز بتأثيرها نطاق العواطف لتدخل نطاق الوعي وهذا التجاوز هو الذي يتيح فرصة ضمان ثبات الرأي ووضوحه.

(فالرأي أكثر من مجرد انطباع وبنفس الوقت لا يصل إلى مرحلة اليقين أو الحقيقة الشاملة).

لقد اطلق العالم الأمريكي (ليوكومب) في كتابه علم النفس الإجتماعي مصطلح (الإتجاهات الجماعية) على الرأي العام، وعلى الرغم من أننا غالبا ما نجد في الرأي علامة في الاتجاه والرأي العام من غير اتجاه.

فالاتجاه (استعداد نفسي لاستجابة سلوكية معينة تجاه موقف معين لم يتحدد بعد، إن الاتجاه كامن إذا توفر أحد شروط الرأي العام وهو أن يكون ظاهراً، إلا أن الاتجاه له تأثير توجيهي على استجابة الفرد لجميع الموضوعات والمواقف التي تستثير هذه الاستجابة.

والرأي يقسم إلى (الرأي الشخصي) و (الرأي الخاص).

أما الرأي الشخصي: فهو ذلك الرأي الذي يكونه الفرد لنفسه في موضوع معين بعد تفكير في هذا الموضوع ويجاهر به دون أن يخشى شيئاً.

أما الرأي الخاص: هو ذلك الجزء من الرأي الشخصي الذي لا يجاهر به الشخص، أمام الناس ولكنه يحتفظ به لنفسه خشية أن يعرض نفسه للخطر وتظهر أهميته في الانتخابات والاقتراعات السرية.

أما كلمة (عام): فأنها تشير إلى المسائل والمصالح المشتركة والشؤون التي يشترك في الاهتمام بها كل أو أغلب الأعضاء البالغين في جماعة أو أمة.

تعرف الموسوعة الفلسفية الرأي العام بأنه:

(مجموع معين من الأفكار والمفاهيم التي تعبر عن مواقف مجموعة أو عدة مجموعات إجتماعية إزاء أحداث أو ظواهر من الحياة الإجتماعية إزاء نشاط الطبقات والأفراد).

ويعّرفه قاموس وبستر بأنه:

(هو الرأي المشترك خصوصاً عندما يظهر أنه رأي العامة من الناس).

ويعرفه معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية بأنه:

(هو وجهات النظر والشعور السائد بين جمهور معين في وقت معين إزاء موقف أو مشكلة من المشكلات).

ويعرفه ليونارد دوب بأنه:

(يشير إلى اتجاهات أفراد الشعب إزاء مشكلة ما في حالة انتمائهم إلى مجموعة اجتماعية واحدة).

ويعرفه وليم البيج بأنه:

(نتاج التفاعل بين جماعات الأفراد يتناولون بالمناقشة قضية أو موضوعاً جدليا تتعارض فيه الآراء أو تتساوى).

أما جون ستور فيعرفه بأنه:

(هو كل ميول ورغبات المجتمع وما ينفر عنه).

من خلال هذه التعريفات فأننا نستطيع أن نتبين قواعد عامة تحكم الرأي العام وهي:

1- الرأي العام موقف اختباري يتخذه المرء إزاء قضية مثيرة للجدل.

2- أن يكون ظاهراً، فشرط الرأي العام هو التعبير عنه.

3- يتصف بالديناميكية والحركة، أي أنه استجابة لمعطيات الحياة المتنوعة، فهو بذلك يختلف عن العقائد التي تتصف بالثبات والاستقرار.

4- الرأي العام نتاج اجتماعي لعملية اتصال متبادل بين العديد من الجماعات والأفراد في المجتمع، ويشترط وجودهأتفاقاً موضوعياً كما يفترض المناقشة العلنية لموضوع الرأي العام.

5- يستمد الرأي العام شكله من الإطار الاجتماعي الذي يتحرك بداخله.

6- إن الرأي العام يمثل آراء جمع كبير من الأفراد، وأن هذه الآراء تتصل بالمسائل المختلف عليها وذات الصالح العام، وإن هذه الآراء لا تمارس تأثيراً على سلوك الأفراد والجماعات السياسية الحكومية.

تقسيمات الرأي العام:

خرج الباحثون بتقسيمات للرأي العام وعلى شروط أو ملامح معينة، ولعل من أبرز هذه التقسيمات هي:

أولاً: التقسيم الزمني-

1- رأي عام يومي: وهو الفكرة اليومية التي يعتنقها معظم الناس نتيجة لحادث مفاجىء أو كارثة حلت بالجماعة وهو رأي متقلب سريع التغيير.

2- رأي عام مؤقت: وهو محدد بعوامل زمنية تمثله منظمات معينة كالأحزاب.

3- رأي عام دائم: ويتركز على أسس تأريخية وثقافية ودينية ويمتاز هذا الرأي بأنه أكثر تأثيراً في الناس كما يمتاز بالأستقرار والثبات.

ثانياً: التقسيم الكمي-

1- الرأي الساحق: وهو رأي أكثرية الجماعة ويتكون غالباً نتيجة لاندفاع الجماهير وحماسها إزاء مسالة معينة ونادراً ما يكون نتيجة الدرس والبحث والرؤية.

2- رأي الأغلبية: ويمثل ما يزيد عن نصف الجماعة وهو رأي الأغلبية الفعالة ذات التأثير.

3- رأي الأقلية: وهذا الرأي يمثل ما يقل عن النصف في الجماعة ولكن ليس معنى هذا بلا قيمة فقد يضم رأي بعض الصفوة وقد يصبح أحيانا رأي الأغلبية.



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الإعلام الثقافي والهوية


  • الإعلام الثقافي والهوية

    الإعلام الثقافي والهوية

    :

    يصعب على غير المشتغلين أو المهتمين بالثقافة والإعلام أن يقوموا بدور فاعل وحيوي في الإعلام الثقافي ، سواء أكان ذلك في الإذاعة أو التليفزيون أو الصحافة أو أية وسيلة من الوسائل الإعلامية أو التثقيفية المقروءة أو المسموعة أو المشاهدة ، فإن لم يتوفر قدر مناسب من الثقافة والمعرفة فلن يتمكن هؤلاء من القيام بهذه المهمة الصعبة ، التي لها آثار ونتائج بعيدة المدى في إنجاح خطط التنمية ، وزيادة وعي ومشاركة وتفاعل الأفراد في المجتمع . ومن هذه الرؤية يتضح أهمية أن يكون الإعلامي الذي يود أن يضع أو يصيغ أو يخطط أو ينفذ برامج وسياسات الإعلام الثقافي على دراية بالثقافة والتثقيف وأهمية المثقف ، وأثر الواقع عليه ، وأهمية الهوية والحفاظ عليها ، وطبيعة الهوية الثقافية للمجتمع العربي ، والهوية وأزمات المثقف العربي ، ودور المثقف في الحفاظ على الهوية ، وما يطرح من قضايا العولمة وسعي بعض أصحاب الثقافات للهيمنة ، إن مدى وعي وإدراك الإعلامي الراغب في العمل في مجال الإعلام الثقافي لهذه القضايا يجعله على المستوى اللائق للعمل الجاد في هذا المجال
    .

    المثقف وتحديات الواقـع

    على المشتغل في وسائل الإعلام عامة والإعلام الثقافي خاصة أن يدرك أن المثقف العربي يواجه تحديات راهنة عميقة ، داخلية وخارجية ، وقد اعتدنا أن نستمرئ إحالة الانكسارات إلى المفاعيل الخارجية في هروب واضح من تحميل أنفسنا المسؤولية إزاء الكثير من أوضاعنا المحلية ، التي تراكمت سلبياتها داخل حياتنا عبر قرون عديدة ساهمت فيها منظومات الاستعمار والاحتلال والتخلف والاستغلال الاقتصادي والأفكار الجامدة ، والتي مجتمعة عطلت التفكير ، وأدت هذه المنظومات إلى أن يكون التخلف العلمي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي من نصيب شعوب كثيرة ومنها منطقتنا العربية ، وعليه ازداد العبء الذي يواجه المثقف العربي والدور المناط به ، فعليه الآن أن يدخل إلى جوهر الصراع بين التقدم والتخلف ليكون له دورٌ مؤثرٌ وإيجابي في تخليص النظم الاجتماعية والفكرية من جمودها
    .
    ليس من اللائق بالمثقف العربي أن يربأ بنفسه عن حاجات مجتمعه وقضاياه الكبيرة ليدخل إلى التنظير والتجريد ، ويضع نفسه في صف النخبة متجاهلاً رسالته الثقافية والاجتماعية ، وعليه أن يتصدى بشكل واضح ضد النظم التربوية والتعليمية التي تجعل من العقل العربي مقلداً وناقلاً ومستظهراً، وكأن هناك مخططا لإماتة ملكة الإبداع والبحث والتفكير العلمي.
    فالمثقف الذي يلتزم بقضايا أمته هو الذي يتفاعل إيجابياً مع مشاكلها ويستغرق في همومها ، ولا بد أنه سيصدم حين يعاين النسبة المرتفعة للأمية، أمية القراءة والكتابة ، ويرى تَعَطُّل التفكير المنهجي ، وكيف يزدحم التفكير العربي بالخرافة والإشاعة والاستسلام مما يقعده عن العمل للمستقبل ، المثقف العربي يكتشف يومياً عمق الرداءة الثقافية التي تبثها الفضائيات إلى جمهور عريض يظن نفسه قد أصبح مثقفاً ، لذا عليه أن يتصدى لهذه الرداءة وأن يتفاعل مع الوسائل المختلفة للإعلام ليقدم رؤيته وآرائه .
    إن الإنسان بشكل عام يكون مغلوباً على أمره إزاء القهر الذي يمارس عليه ، وعلى حقوقه السياسية والأساسية ، لدرجة قد يظن البعض أنه لا يعي ذلك ، وإذا وعاه لا يملك أدوات مقاومته ، والدفاع عن المقهورين هو الدور الطليعي للمثقف . ولنا أن نتساءل عن تحديات عديدة تواجه المثقف العربي ، تحتاج منه إلى موقف وجرأة النقد والتناول ، حيث يشيع لدى المواطن العربي الإحباط السياسي ، والثقافي ، وجلد الذات ، والانكسارات المتوالية ، والبيروقراطيـة ، في حيـن أن رغبته هي في حيـاة ديمقراطية حقيقية في مجتمع يحترم مواطنيه ويعمل على رفاهيتهم … الخ
    .
    ويلاحظ ظهور العديد من الهيئات الثقافية التي تتجاوز القطرية والقومية إلى الإقليمية أو الدولية بهدف التأثير ثقافياً في الشرائح الاجتماعية المختلفة ، خاصة في البلدان المتخلفة والفقيرة لتغيير نظم وأنماط الحياة السائدة لمصلحة القوى المتحكمة في الاقتصاد والاستهلاك .. فأين يقف المثقف والإعلام الثقافي أمام هذا الواقع وهذه التحديات ؟!
    إن انصباب جهود بعض المثقفين العرب على النقل النظري لأفكار الغرب بحجة الإطلاع إن لم يصاحبها إعمال لطاقة العقل العربي في الخلق والإبداع والمقارنة ، ستحيلنا إلى هيمنة أعمق تحوّل المثقف إلى مجرد ناقل ، ونحن نريده قادراً على تنوير وقيادة فكر وثقافة الأمة للنهوض والمستقبل. يقول الكاتب محمد سعيد مضية : أنه” في ظروف العزلة والاغتراب اقتصرت جهود المثقفين العرب على مهمة نقل أنساق فكرية من الغرب إلى الوطن العربي أفلحت في تعميق التبعية وإطالة أمدها وأوهنت طاقة الإبداع وإنتاج المعرفة بالواقع العربي ومشكلاته وبقضاياه العيانية وأوهنت من قدرة المثقف على قيادة الأمة على دروب النهوض الحضاري وتحرير الإنسان العربي” (1) .
    فالمثقف العربي أمامه تحدي خلق الاستجابة المجتمعية للتفكير العلمي ، وأن يكون في طليعة الرافضين للاحتواء والقطرية والمحلية ، فالانفتاح على العالم لا يعني الهيمنة . إن التحدي الحقيقي للمثقف العربي هو في قدرته على تخليص المجتمع العربي من إحباط وفشل التجارب السابقة التي تسعى ثقافة الهيمنة إلى ترسيخها ، ليصبح العجز والفشل جزءاً من مكونات العقل العربي، لذا فهو من خلال مثابرته بنشر أفكاره من خلال الوسائل الإعلامية ووسائل الإعلام الثقافي يمكن أن يشكل مع غيره التغيير المطلوب
    .

    الهويـــة
    :

    ” إن معرفة القائمين على برامج الإعلام الثقافي بمدلولات هويتنا التي ترتكز على مجمل تراثنا الحضاري يساعد في وضع برامج ثقافية ذات خصوصية للحفاظ على جوهر الانتماء ، وتبقى هويتنا في ثقافتنا العربية الإسلامية هي ” الامتياز عن الغير من كافة النواحي ” ، والجرجاني عرّف الهوية بأنها ” الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب المطلق ” ، وفي الكتابات الأدبية والنقدية والفكرية تعريفات عديدة منها أن الهوية تعبر عن ” خاصية المطابقة ، مطابقة الشيء لنفسه أو مطابقته لمثيله”، والهوية هي حقيقة الشيء .. التي تميزه عن غيره ” .
    يقول يوسف مكي عن الهوية ” هي مجموع السمات الروحية والفكرية والعاطفية الخاصة التي تميز مجتمعا بعينه وطرائق الحياة ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات وطرائق الإنتاج الاقتصادي والحقوق ، وهي الوعي المتطور للفكر الإنساني والإنجاز الرائع “
    (2) .
    وعليه فالهوية في معناها العام رغم اختلاف التوصيفات هي خصوصية الفرد أو المجتمع عن أفراد أو مجتمعات أخرى ، من حيث القيم والمعتقدات والموروثات والتراث ، بحيث يصبح للمجتمع أو الأمة ما يميزها عن غيرها ويطبعها بطابع حضاري خاص تُعرف به .
    ويمكن أن نلاحظ أن أي جزء من الهوية الفردية أو الجماعية يشكلها النقاش والحوار والصراع مع الآخر ، فليس هناك هوية تكون منقطعة الوشائج مع غيرها نهائياً ، أو تشكلت من ذاتها دون أن يكون لعوامل كثيرة أثراً في تشكلها
    .
    لذا فيمكن ملاحظة تعدد الهويات في مجتمعنا الإنساني الذي حتما تصاحبها تعدد في الخصوصيات ، لذا نشأت العلاقات الثقافية والحضارية والإنسانية بين الشعوب في شكل من التأثر والتأثير دون تنازل عن الخصوصية أو ذوبان الأنساق الخاصة المكونة لكل هوية من الهويات . وهذه الأنساق التي تشكل الهويات للمجموعات الإنسانية المختلفة وعلى مر الصراع الإنساني في البيئات البشرية المتعددة لم تؤدِ ـ ولن تؤدي ـ إلى وجود هوية واحدة للجميع مهما اشتد الصراع والرغبة في الهيمنة ، ذلك لأن الهوية مُكوِّن يدخل في صلب وجود الجماعات وتمايزها .
    إن انطلاق الإعلامي والمثقف من وعيه لطبيعة مكونات هوية أمته التي ينتمي إليها ، وقناعته بهذه المكونات ، هو الذي يشكل له خطة وخطاب الدفاع عن الهوية ، وبرنامج العمل والفكر والإبداع والانطلاق ، ليعمل من خلال الإعلام وغيره على تحصين ثقافة أمته ضد التيارات الثقافية الغازية ، ويدعوه لمنطلقات تجديدية مدروسة تفتح آفاق المستقبل والفكر والوعي ، والأخذ من الثقافات ما يناسب هوية الأمة للتحسين والتطوير دون انغلاق على الذات أو استسلام إلى الآخر .
    جاء في إعلان مبادئ التعاون الثقافي الدولي ” تتشكل جميع الثقافات بما فيها من تنوع خصب وما بينها من تباين وتأثير متبادل كجزء من التراث الذي يشترك في ملكيته البشر جميعاً ” . وهنا حض على التنوع والتباين والتبادل وليس على هيمنة هوية ثقافية على أخرى ، فالمثقف العربي أمامه تحد كبير في هذا الجانب ، وعليه مسؤولية جسيمة في التصدي ، وفي فتح فضاءات جديدة عصرية مفيدة وضرورية يسانده في ذلك إعلام قوي

    المصدر :

    اسم الكتاب :الاعلام الثقافي في الاذاعة والتليفزيون

    اسم المؤلف: د.عبدالله تايه

    تعليم_الجزائر
    [تعليم_الجزائر



    تعليم_الجزائررد مع اقتباس

  • 08-09-2009 17:50
    #2


    تعليم_الجزائرالملاك
    تعليم_الجزائر تعليم_الجزائر تعليم_الجزائر تعليم_الجزائر l عضو مميز l <a href="http://javascript://” target=”_blank” rel=”nofollow”>تعليم_الجزائر <a href="http://javascript://” target=”_blank” rel=”nofollow”>تعليم_الجزائر <a href="http://javascript://” target=”_blank” rel=”nofollow”>تعليم_الجزائر

    حـالـة التـواجـد : تعليم_الجزائر


    تاريخ التسجيل : Feb 2022


    مكان الإقــامــة : الجزائر – سطيف – العلمة


    الـجـــــنـــــس : ذكر


    الــــعـــــمـــــر : 21


    المشـاركــــات : 255


    معدل تقييم المستوى:466


    قــوة الترشيح : تعليم_الجزائر

    رقمية، الإعلام والثقافة بالمغرب
    محمد أسليـم

    تتيح ورقة عمل هذه الندوة التقاط ثلاثة مفاهيم تقع في صلب الراهنية، وهي: الرقمية، الإعلام والثقافة، وستشكل محور هذه المداخلة التي تتمحور حول الفكرة البسيطة التالية: نحن في مجتمع يباشر، كسائرمجتمعات دول العالم الثالث والجنوب عموما، الخطوات الأولى في عملية التحديث، مما يعني عدم اكتمال عصرنة جميع قطاعاته ومؤسساته بعد، بل إن مجموعة من هذه المؤسسات لا زالت قيد التشكل لا غير، لكنه يشهد الآن مداهمة تحولات قسرية كبرى تفد إليه من المكان نفسه الذي داهمتنا منه الحداثة، وهو الغرب الذي يطالب سائر المجموعات البشرية اليوم الانخراط في عملية ما يسمى بـ « ما بعد الحداثة». فهل يكون هذا مناسبة لحرق المراحل عبر إجراء طفرة تتيح تدارك ما فات الوصول إليه على نحو ما يتحدث البعض عندما يعتبر الرقمية فرصة جديدة أمام دول الجنوب للحاق بالغرب أم سنخطئ هذا الدخول مثل سابقه؟ للاستجابة لهذا النداء، أيجب التخلي عن الورشات المفتوحة أم يتعين إغلاقها لفتح أخرى جديدة أم يجب العمل على واجهتين: واجهة مواصلة التحديث مع الدخول في ما بعد الحداثة في آن؟ لا تزعم هذه الورقة الإجابة عن هذه الأسئلة ولا تقديم وصفة سحرية للخروج من مأزقنا الجديد، وفي المقابل ستكتفي بمحاولة وصف بعض مما يجري الآن في القطاعات الثلاثة موضوع التأمل.

    1. الرقمية:
    بتعريف بسيط هي الثورة الصناعية الثالثة، ومثلما كان للثورتين السابقتين عناوين بارزة للحالية أيضا سماتها الجلية؛

    – الثورة الأولى انطلقت باكتشاف الفحم الحجري والآلة البخارية، مما أدى إلى تغيير في إدراك مقولة المكان وفتح الباب أمام التوسعات الاستعمارية الكبرى؛

    – في الثانية تم اكتشاف الكهرباء والبترول، ما أدى إلى تغيير في مقولة الزمان عبر البث المباشر بواسطة المذياع والتلفزة، وظهور وسائل نقل جديدة، مما سيؤدي إلى كثافة الاتصال والتواصل وإعادة هيكلة المدن، الخ.

    – أبرز ما يميز الثورة الرقمية التي انطلقت منذ سبعينيات القرن الماضي ظهور ما يسمى بـ «الآلات المفكرة» التي يتوقع أن ينجح بعضها في أداء مهام وعمليات ذهنية تفوق نظيرها لدى الإنسان متوسط الذكاء[1]. هذه الآلات تتيح مضاعفة الإنتاج وخفظ كلفته، مما يغرق الأسواق بالمنتوجات الصناعية بشكل غير مسبوق، من جهة، ويخفظ تدخل الإنسان في عمل أهم قطاعات الشغل في الأزمنة الحديثة، وهي الفلاحة والصناعة والخدمات، من جهة ثانية، وبالتالي انتشار البطالة بشكل غير مسبوق أيضا في الأزمنة الحديثة. ثمة من يرى أن الثورة الرقمية ستضع نهاية للعمل البشري المأجور نفسه، مما يحتم على المجتمعات الحالية إعادة التفكير في توزيع الترواث، وهو ما سيؤدي بالتأكيد إلى ظهور ثقافة جديدة[2]. وبما أن الرقمية تدشن حضارة جديدة، فحديث النهايات صار يتردد اليوم في كل مكان: «نهاية التاريخ»، «نهاية العمل المأجور»، «نهاية السياسة»، «نهاية الأدب»، الخ.

    الحاسوب الذي بدأ انتشاره منذ أوساط السبعينيات ويتوقع أن يتزايد انتشاره بشكل كبير بالنظر إلى أن أحد أهداف ما يسمى بـ «الأهداف الألفية للتمنية» OMD التي صاغتها الأمم المتحدة عام 2000 وضعُ التكنولوجيات الجدية، بالخصوص تكنولوجيات الإعلام والتواصل في متناول الجميع»[3]، نقول: الحاسوب هو أحد هذه الآلات المفكرة. وهو يتجاوز مجرد وسيط إلى كونه جهازا يختزل مجموعة من الأجهزة، ويتيح القفز على مؤسسات عريقة النشأة والرسوخ في المجتمعات البشرية. إليكم بعض الأمثلة:

    – ثمة برامج في مجال تعدد الوسائط تتيح للمستخدم الفرد إذا ما تعلمها وأجاد استعمالها أن يمتلك بمفرده ما يعادل استدويو إذاعيا بكامله؛

    – ثمة برامج معلوماتية تتيح للمستخدم بمفرده إنشاء محطة بث إذاعي، عبر شبكة الأنترنت، انطلاقا من منزله، تغطي مجموع أنحاء الأرض، مستغنيا ليس عن سائر آليات وطواقم محطات البث التقليدية فحسب، بل وكذلك عن الإجراءات الإدارية والقانونية الضرورية لإنشاء محطة مماثلة في العالم الواقعي ؛

    – المراسلة بالبريد الإلكتروني تتيح التواصل السريع بين المرسل والمرسل إليه في وقت قياسي، وبتكلفة تكاد تبلغ الصفر، مما يجعل مقارنته بنظيره التقليدي غير واردة؛ لإرسال رسالة بالبريد العادي يجب: تحرير الصفحة، طيها، إدخالها في ظرف بريدي، تحرير العنوان في واجهة الظرف، إلصاق طابع البريدي في الظرف، إيداع الرسالة في صندوق رسائل البريد لتدخل في دورة من التدخلات: الفرز، الشحن برا أو جوا، الإيداع في مؤسسة بريد الاستقبال، الفرز، التسليم لساعي البريد، لتصل أخيرا، وبعد هذا كله، إلى المتلقي. مقابل ذلك، لدى استخدام البريد الإلكتروني، لا يتطلب وصول الرسالة إلى متلقيها سوى تحريرها والضغط على زر الإرسال، وها هو يستلمها في بضع ثوان أنى كان مسكنه في أرجاء الكوكب الأربعة.

    وما قيل في الأمثلة السابقة يصدق أيضا على النشر الإلكتروني عبر الحاسوب والشبكة؛ امتلاك جهاز حاسوب ومساحة استضافة صار اليوم معادلا لامتلاك دار نشر بكاملها لبث سائر أنواع الملفات التي ظلت مهمة إيصالها إلى القراء حتى اليوم مقصورة على – بل ومن اختصاص – المطابع ودور النشر الورقية: كتب، مجلات، صحف. أكثر من ذلك، كلفة النشر الإلكتروني هي من القلة بحيث لا فائدة في المقارنة بينها وبين نظيرتها المادية، مما جعل المسألة نظريا في يد الجميع. وكون الشبكة قارة جديدة مفتوحة لكل الناس، لا تعود ملكيتها لأية جهة، فمن الطبيعي ألا تشهد عملية النشر كثافة غير مسبوقة فحسب، بل وتشهد أيضا ما يمكن أن يوصف بـ «الفوضى» و«التسيب» من منظور مصافي النشر التقليدي متمثلة في لجان القراءة بدور النشر وهيآت تحرير الصحف والمجلات. لم يعد إنتاج الخطاب اليوم مقصورا على أهله؛ صار بإمكان أي كان أن يلتقط أحداثا بجهازه الخلوي ويبثها في أحد مواقع مشاركة الأشرطة، مثل اليوطوب والـ myspace والـ dailymotion وغيرها، وها هو يستولي على قسم من عمل الصحافة وهو تقديم الروبورتاج الحي لحدث ما. والأمر نفسه ينطبق على قطاعات الأدب ونشر الخبر سياسيا كان أم ثقافيا؛ بالمثل، صار بإمكان أي كان أن يكتب ما شاء، ويودعه في الشبكة، مقدما إياه بالصفة التي يشاء، ناعتا نفسه بـ «الشاعر» أو «الكاتب» أو «الناقد»، بل وحتى بالصحفي، الخ.

    2. الإعـلام
    أ) لمحة تاريخية موجزة جدا:
    الإعلام بتعريفه البسيط هو تدوين معلومة وإشاعتها في المكان. يرتبط تاريخه بتاريخ الكتابة نفسها، ولكن نشأته الحقيقية ترتبط بظهور المطبعة عام 1448؛ فلكي يكون إعلام لابد من توفر عناصر: الطباعة، انتظام الظهور، وجود جمهور من القراء الفضوليين.

    أول منشور منتظم الظهور صدر في فرنسا عام 1631، هو La gazette، ولكن يجب انتظار حوالي قرنين عن ظهور المطبعة لتصدر أول يومية في فرنسا وهي صحيفة لوفيغارو، ومن ثمة يشهد الحقل الصحفي بداية تشكل حقيقية له، حيث ستظهر وكالات للأنباء، وستظهر مهنة «الصحفي» بعد كانت الحدود بين الصحافة والأدب غير واضحة تماما في البداية.

    في عام 1917، بلغ مجموع سحب اليوميات الباريزية وحدها 6.5 مليون نسخة.

    بيد أن ظهور الراديو سنة 1930 والتلفزة عام 1950 سيعرض هذا القطاع لمنافسة حقيقية، ستشهد ذروتها في الثورة الرقمية التي نعيش بدايتها الآن، وذلك بظهور منافس جديد يدعى بـ «الصحافة الإلكترونية المجانية». هكذا، ففي فرنسا وحها فقدت الصحف الباريزية 12% من قرائها، أي ما يعادل 000 800 قارئ يومي[4]، وفي أمريكا، في عام 2022، سيفقد 000 18 صحفي وظائفهم بسبب التمدد المتزايد للصحافة الإلكترونية في شبكة الأنترنت[5].

    ب) المشهد الإعلامي المغربي في الشبكة:
    يشكل قطاع الإعلام بالمغرب، وضمنه الإعلام الثقافي، مثالا حيا لما تحدثنا عنه في مستهل هذا العرض، وهو: في غمرة انغماس مجموعة من الحقول في عملية التحديث، بل وحتى قبل اكتمال تشكل مجموعة منها، بحكم جدتها الكاملة، ومنها قطاع الإعلام، يُداهمها إكراه وجوب اللحاق بتحولات ما بعد الحداثة؛

    في سياق تتجاوز نسبة الأمية بمعناها التقليدي (عدم معرفة القراءة والكتابة) نسبة 50% من مجموع السكان، مما يعني غياب قاعدة واسعة من القراء تتيح الحديث عن وجود صحافة حقيقية احترافية، وهو ما يعاين واقعيا، حيث لا يتجاوز سحب أول يومية مقروءة في المغرب اليوم 000 186 نسخة (صحيفة المساء). في هذا السياق، يفاجأ قطاع الصحافة قيد التشكل بميلاد الصحافة الإلكترونية المجانية ومنافستها الشرسة للإعلام المكتوب. وبقدر ما يصعب التكهن بما ستؤدي إليه هذه المنافسة يصعب اقتراح حل سحري للخروج من هذا الوضع، ومن ثمة، وقوف هذا التأمل عند حدود وصف ما يجري لا غير:

    مجموع مواقع البث الإعلامي المغربية بالشبكة 33 يومية، وهو ما يجعله يحتل المرتبة الثانية على صعيد شمال إفريقيا بعد مصر التي تتوفر على 42 موقعا، ويحتل الرتبة الرابعة عربيا بعد لبنان التي تتوفر على 59 موقعا والعراق التي تملك 50 موقعا، ثم مصر التي لها 42 موقعا[6]. تقتضي هذه الإشارة الإحصائية وقفة لمقارنة حجم الإصدارات الإلكترونية مقارنة مع نظيرتها الورقية، من جهة، ثم مقارنة عدد الإصدارات الإلكترونية بالعدد الإجمالي لسكان كل بلد على حدة أيضا، من جهة ثاية، وهو ما لا نزعم القيام به في هذا السياق. في المقابل نود إبداء ملاحظاتين:

    – معظم ما ينشره الإعلام المغربي الرقمي هو إعادة نشر لما يصدر في الورق، ولكن بخصم، إن جاز هذا التعبير؛ باستثناء صحيفة الصباح التي تتطابق نسختاها الرقمية والورقية كل الصحف تحذف العديد من مواد إصداراتها الورقية كما لا توظف تقنيتي الصوت والصورة. الاستثناءات في هذا الباب تتجسد في المواقع الإسلامية وبوابات، مثل منارة، ومواقع صحفية غير مهنية مثل هسبريس.

    – جل المواقع لا تجدد أخبارها على مدار الساعة. وسبب ذلك يعود دون شك إلى اعتماد هذه الصحف في بناء مواقعها وتحيينها على معلوماتيين وليس على صحفيين، وهو ما يعكس غياب التكوين المعلوماتي لدى الصحفيين، من جهة، ويولد تبعية معلوماتية تبلغ حد انقطاع تحيين بعض المواقع لمدة طويلة كما في حالة موقع صحيفة «العلم» الذي يوجد منذ عدة أسابيع ظاهريا تحت الصيانة والتطوير وباطنيا ربما في مشاكل أو صعوبات تقنية، وتعذر تصفح مواقع أخرى مثل «الأحداث المغربية» و«المساء» و«بيان اليوم» وملازمة مواقع أخرى مرحلة البناء منذ عدة شهور، كموقع «نيشان»؛

    يستنتج مما سبق وجود ما يمكن تسميته بـ «مكان فارغ» في حقل الإعلام الرقمي. هذا المكان الفارغ الذي له نظيره في الفن ويستغله في المغرب شباب ضعيف التكوين فنيا وثقافيا، استحوذ عليه على صعيد الإعلام الثقافي أيضا شباب لا يبدو أنهم ذوي تكون صحفي أو فني. مكنهم من هذا الاستيلاء امتلاك المعرفة والتقنية المعلومياتيين، فأسسوا بذلك منابر نجحت في استقطاب رقميا ما لم تنجح في تحقيقيه معظم الصحف الورقية. باستثناء موقع صحيفة هسبريس الإلكترونية، المحتويات التي تروجها هذه المواقع هي: الغناء والأفلام والبرامج المعلوماتية والدردشة والشات وكرة القدم والفكاهة؛ الموقع المغربي الأول الذي لا منازع له في الوقت الراهن هو موقع «الحيوح» No title المتخصص في الغناء والفيديوكليبات: أقل عدد زيارات شهدها في الشهر الأخير كان 867 642 زائر يوم 25 شتنبر 2022 وأكبر عدد: 774.158 يوم 13 من الشهر نفسه متجاوزا ثاين موقع في الترتيب، وهو «هسبريس» بحوالي 7 مرات.

    3. الثقافـة:
    تتيح الثورة الرقمية وإحدى أبرز مُلازمتيها في الوقت الراهن، وهما العولمة والشوملة، إجراء مراجعة جذرية لمفهوم الثقافة على نحو ما صاغه الحقل الأنثروبولوجي سابقا. من هذه المراجعات التعريف الذي يحددهها باعتبارها حقلا لتوترات ثلاثة تُضفي عليها (أي الثقافة) صبغة الدينامية: توتر (فرد – جماعة)، توتر (داخل – خارج)، ثم توتر (ماضي – حاضر).

    – في الأول يُحدد الفرد باعتباره عنصرا داخل جماعة، ولكن لا يمكن اختزاله إلى حاصل مجموع سمات ثقافة أفراد الجماعة مقسوما على عددهم. على هذا النحو يتم الحديث عن فرد أكثر ثقافة من الآخر داخل الثقافة الواحدة (الروسي الذي يقرأ شكسبير والمغربي الذي يقرأ فوكو، الخ)؛

    – في الثاني يتم الحديث عن مجالات ثقافية محددة جغرافيا، ولكن هذا الانغلاق لا يكون كاملا كما يبدو لأول وهلة؛ فالثقافة كانت على الدوام – ولا زالت – حصيلة اتصالات وتفاعلات مع الخارج (حروب، علاقات اقتصادية، تبادل الديانات، النساء، الخ.)؛

    – في التوتر الثالث: الثقافة تراكم ماض، ولكن لا حياة لها إذا لم تتطور ولم تنفتح على المستقبل[7].

    هذه التجاذبات تشهد اليوم، في سياق الرقمية، حركة قوية بسبب كثرة التنقلات (شمال – جنوب عبر السياحة والاستثمار ثم جنوب – شمال عبر الهجرة)، واجتياح الصورة ووسائل الإعلام السمعية – البصرية لحياتنا. صار اليوم بإمكان الفرد، داخل بيته ومن وراء شاشته، أن ينظم إلى أية جماعة بشرية في أي نقطة من الكوكب، بمعنى أنه صار بإمكانه أن يتواصل مباشرة مع المجموعة البشرية الكونية، وهو ما يرى فيه بعض الباحثين أحد مظاهر تحول عميق تشهده كافة الثقافات البشرية اليوم، يتميز بظهور تقنيات جديدة لتخزين المعارف وإيصالها، من جهة، وبتحول المرجعيات التقليدية للهوية[8]. والأمر نفسه يقال عن التوتر الثاني (داخل – خارج)، حيث زحف العولمة والفرضنة virtualisation يُزيحان بشكل منهجي حدود ما يُسمى بالدولة القطرية المؤطرة بحدود جغرافية مادية كانت إلى وقت قريب هي ما يتيح الحديث عن جهات أو مناخات ثقافية. في هذا المستوى، يمكن طرح السؤال: أين تقف حدود ما هو مغربي عن غيره عندما نكون إزاء منبر ليس له من المغربية إلا جنسية صاحبه في حين يتكون قراؤه وكتابه من خليط من الأفراد متعددي الجنسيات على نحو ما نجد في العديد من المنابر الرقمية وفي مقدمتها المنتديات التفاعلية والمجلات الثقافية الرقمية؟ تتضح هذه النقطة أكثر بالنظر إلى إمكانيات النشر والانتماء الثقافيين المتاحين لرواد الشبكة المغاربة.

    ب ) فضاءات وأشكال رواج الثقافة في شبكة الأنترنت:
    – قوائم الاتصالات الفردية: تتيح جميع الحسابات البريدية الرقمية للمستخدم إنشاء قائمة عناوين للاتصال، وبذلك يمكنه أن ينشر، وبضغة زر واحدة، أية معلومة ثقافية أو إبداع شخصي إلى مجموع أعضاء قائمة اتصاله ولو عُدَوا بالمئات. هذه الإمكانية مستغلة بكثرة من لدن المغاربة؛

    – المجموعات البريدية: خدمة مجانية تقدمها العديد من الشركات، مثل قوقل والياهو ومكتوب. وعبر إنشاء مجموعة أو الانضمام إليها يُتاحُ للعضو الحصول على نُسخة من كل رسالة يبثعها باقي أعضاء المجموعة الذين يمكن أن يبلغوا الآلاف، كما يتاح للمستخدم نفسه أن يُبلغ أي معلومة ثقافية إلى مجموع زملائه برسالة واحدة تصل نسخة منها للجميع؛

    – المدونات: خدمة مجانية تقدمها العديد من الشركات، مثل مكتوب وموقع www.blogger.com وغيرهما، تمكن كل فرد من الحصول في بضع دقائق على ما يشبه موقعا جاهزا يمكنه أن ينشر فيه ما شاء (أخبار، شعر، حكي، خواطر، فيديوهات، صور، أغاني، الخ.)، عمليا خارج أية رقابة. هذه الخدمة يستفيد منها المغاربة بكثرة، بل وينتضمون في هيأة لهم تسمى «تجمع المدونين المغاربة».

    – مواقع نشر أشرطة الفيديو: تقدمها شركات عديدة، مثل غوغل وMyspace وDailymotion، على أن أشهرها هو موقع اليوتوب الذي يعرفه جل المغاربة للتداعيات المترتبة عن نشر أشرطة فيه استقطبت الرأي العام المغربي (قناص تارجيست، حفل الشواذ بالقصر الكبير؛

    – المنتديات الثقافية: تعد بالمئات، وتتيح لكل منخرط أن ينشر أعماله الإبداعية والفكرية والفنية بغاية القراءة والمناقشة بقدر ما تتيح له مناقشة أعمال باقي الأعضاء. هنا أيضا ينتشر عدد كبير من الكتاب والمبدعين المغاربة؛

    – الصحف الإلكترونية: هي الأخرى عديدة، والنشر فيها متيسر جدا لمن شاء.

    – المجلات الرقمية: عديدة أيضا، وينتشر فيها المغاربة بكثرة، لا سيما في المنابر التي تعرف احتشادا كبيرا مثل دروب وكيكا.

    – تجمعات ثقافية عبارة عن خليط من هيئات ومؤسسات ومنتديات، كاتحاد كتاب الأنترنت العرب والجمعية الدولية للمترجمين العرب والمركز الاستراتيجي العربي ومنتدى من المحيط إلى الخليج…

    ترتب عن تعدد هذه الفضاءات الناتجة عن هذا المنعطف الكبير المتمثل في ظهور تقنيات جديدة لتسجيل المعلومات وتخرينها وإيصالها نتيجتان أساسيتان على الأقل:

    الأول: وجود الخبر في جميع الأمكنة دون أن يكون في مكان بعينه؛ صار من المتعذر مواكبة كل ما يُنشر بقدر ما صار عمليا من المستحيل حصر جميع أماكن تنقل المثقفين والمبدعين مغاربة كانوا أو غيرهم والإحاطة بكل ما ينشرونه. والسبب في ذلك أنه مع حادث الشبكات دخل العالم إلى مرحلة لم يعد يوجد فيها أي مركز سمته الأساسية تدفق المعلومات بما يتيح الحديث عن «الطوفان الثاني»[9].

    الثاني: دمقرطة بث المعلومة والخبر الثقافيين والوصول إليهما. بيد أن هذه الدمقرطة وإن كانت إيجابية من حيث إنهائها احتكار مؤسسات ومنابر الإعلام التقليدية الكتابية والسمعية البصرية امتلاك المعلومة ونشرها، فإنها (الدمقرطة) في إتاحتها لأي كان أن ينشر ما شاء، بمنتهى السهولة وخارج أي رقابة، تعيد حقل الإعلام بمعنى ما إلى مرحلة بداية تشكله، حيث كانت تسود النميمية والمشافهة، مما يجعل سؤال المصداقية يُطرح بحدة.

    خلاصة:
    الثورة الرقمية التي نعيش بداياتها الآن هي بصدد التأثير جديا على عدد كبير من مؤسسات العالم القديم، عالم ما قبل الرقمية. وقطاع الإعلام عموما، وضمنه الإعلام الثقافي، لا يسلم من هذا التأثر الذي تتجلى أبرز مظاهره في ما يُشبه عودة إلى حقبة ما قبل تشكل قطاع الإعلام. هل هو مؤشر نهاية لهذه المؤسسة أم هو بداية إعادة تشكل لهذا الحقل؟

    في السياق المغربي، التغيير على صعيد الإنتاج الثقافي عموما، وضمنه الإعلام الثقافي، هو من السرعة والمداهمة بحيث يُدخل تغييرات عميقة على ما لم يكتمل تشكله بعد. نشأة الصحافة المغربية حديثة جدا، وشريحة القراء لازالت ضعيفة جدا، ومع ذلك نجحت بعض الصحف الرقمية في استقطاب من القراء ما لم تنجح في استقطابه معظم الصحف الورقية.

    لاستمرار منابر النشر الحالية يجب عليها استغلال جميع الإمكانيات التي تمنحها الرقمية، من تكوين معلوماتي للصحفيين، وتجديد الخبر على مدار الساعة، والتكيف مع البيئة الجديدة لرواج المعلومات، هذه البيئة التي توفر وثائق من الكثرة والمجانية بما يجعل القراءة تأخذ شكل ترحال متزايد من لدن مبحري الشبكة.




التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

نظريات الإعلام: . كاملة

مفهوم نظريات الإعلام:

يقصد بنظريات الإعلام خلاصة نتائج الباحثين والدارسين للاتصال الإنساني بالجماهير بهدف تفسير ظاهرة الاتصال والإعلام ومحاولة التحكم فيها والتنبؤ بتطبيقاتها وأثرها في المجتمع ، فهي توصيف النظم الإعلامية في دول العالم على نحو ما جاء في كتاب نظريات الصحافة الأربع لبيترسون وشرام.

علاقة نظريات الإعلام بفلسفة الإعلام:

هناك علاقة بين نظريات الإعلام وفلسفة الإعلام ففلسفة الإعلام هي بحث العلاقة الجدلية بين الإعلام وتطبيقاته في المجتمع ، أي تحليل التفاعل بين أسس الإعلام كعلم وبين ممارساته الفعلية في الواقع الاجتماعي، ويرى النظريون أن نظريات الإعلام جزء من فلسفة الإعلام، لأن فلسفة الإعلام أعم واشمل من النظريات ، وكثيرا ما شاع استخدام نظريات الإعلام باعتبارها فلسفة الإعلام أو مذاهب الإعلام، ولكن في واقع الأمر أن استخدام تعبير نظريات الإعلام كان في مجمله انعكاسا للحديث عن أيديولوجيات ومعتقدات اجتماعية واقتصادية أو الحديث عن أصول ومنابع العملية الإعلامية(مرسل، ومستقبل، ووسيلة …الخ)

وترتبط النظريات بالسياسات الإعلامية في المجتمع، من حيث مدى التحكم في الوسيلة من الناحية السياسية، وفرص الرقابة عليها وعلى المضمون الذي ينشر أو يذاع من خلالها، فهل تسيطر عليها الحكومة أم لها مطلق الحرية أم تحددها بعض القوانين.

1-نظرية السلطة

ظهرت هذه النظرية في إنجلترا في القرن السادس عشر ، وتعتمد عل نظريات أفلاطون وميكافيللي، وترى أن الشعب غير جدير على أن يتحمل المسؤولية أو السلطة فهي ملك للحاكم أو السلطة التي يشكلها.

وتعمل هذه النظرية على الدفاع عن السلطة، ويتم احتكار تصاريح وسائل الإعلام، حيث تقوم الحكومة على مراقبة ما يتم نشره، كما يحظر على وسائل الإعلام نقد السلطة الحاكمة والوزراء وموظفي الحكومة؛ وعلى الرغم من السماح للقطاع الخاص على إصدار المجلات إلا انه ينبغي أن تظل وسائل الإعلام خاضعة للسلطة الحاكمة.

وتمثل تجربة هتلر وفرانكو تجربة أوروبية معاصرة في ظل هذه النظرية ، وقد عبر هتلر عن رؤيته الأساسية للصحافة بقوله:

“انه ليس من عمل الصحافة أن تنشر على الناس اختلاف الآراء بين أعضاء الحكومة، لقد تخلصنا من مفهوم الحرية السياسية الذي يذهب إلى القول بأن لكل فرد الحق في أن يقول ما يشاء”.

ومن الأفكار الهامة في هذه النظرية أن الشخص الذي يعمل في الصحافة أو وسائل الإعلام الجماهيرية ، يعمل بها كامتياز منحه إياه الزعيم الوطني ويتعين أن يكون ملتزما أمام الحكومة والزعامة الوطنية.

2-نظرية الحرية:

ظهرت في بريطانيا عام 1688م ثم انتشرت إلى أوروبا وأمريكا، وترى هذه النظرية أن الفرد يجب أن يكون حرا في نشر ما يعتقد انه صحيحا عبر وسائل الإعلام، وترفض هذه النظرية الرقابة أو مصادرة الفكر.

ومن أهداف نظرية الحرية تحقيق اكبر قدر من الربح المادي من خلال الإعلان والترفيه والدعاية، لكن الهدف الأساسي لوجودها هو مراقبة الحكومة وأنشطتها المختلفة من أجل كشف العيوب والفساد وغيرها من الأمور، كما انه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمتلك الحكومة وسائل الإعلام؛ أما كيفية إشراف وسائل الإعلام في ظل نظرية الحرية فيتم من خلال عملية التصحيح الذاتي للحقيقة في سوق حرة بواسطة المحاكمة.

وتتميز هذه النظرية أن وسائل الإعلام وسيلة تراقب أعمال وممارسات أصحاب النفوذ والقوة في المجتمع، وتدعو هذه النظرية إلى فتح المجال لتداول المعلومات بين الناس بدون قيود من خلال جمع ونشر وإذاعة هذه المعلومات عبر وسائل الإعلام كحق مشروع للجميع.

نقد النظرية:

لقد تعرضت نظرية الحرية للكثير من الملاحظات والانتقادات ، حيث أصبحت وسائل الإعلام تحت شعار الحرية تُعرض الأخلاق العامة للخطر، وتقحم نفسها في حياة الأفراد الخاصة دون مبرر، وتبالغ في الأمور التافهة من أجل الإثارة وتسويق المادة الإعلامية الرخيصة، كما أن الإعلام اصبح يحقق أهداف الأشخاص الذين يملكون على حساب مصالح المجتمع وذلك من خلال توجيه الإعلام لأهداف سياسية أو اقتصادية ، وكذلك من خلال تدخل المعلنين في السياسة التحريرية ، وهنا يجب ان ندرك ان الحرية مطلوبة لكن شريطة ان تكون في إطار الذوق العام، فالحرية المطلقة تعني الفوضى وهذا يسيء إلى المجتمع ويمزقه.

3- نظرية المسؤولية الاجتماعية:

بعد ان تعرضت نظرية الحرية للكثير من الملاحظات لابد من ظهور نظرية جديدة في الساحة الإعلامية ، فبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت نظرية المسؤولية الاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم هذه النظرية على ممارسة العملية الإعلامية بحرية قائمة على المسؤولية الاجتماعية ، وظهرت القواعد والقوانين التي تجعل الرأي العام رقيبا على آداب المهنة وذلك بعد ان استُخدمت وسائل الإعلام في الإثارة والخوض في أخبار الجنس والجريمة مما أدى إلى إساءة الحرية أو مفهوم الحرية.

ويرى أصحاب هذه النظرية ان الحرية حق وواجب ومسؤولية في نفس الوقت، ومن هنا يجب ان تقبل وسائل الإعلام القيام بالتزامات معينة تجاه المجتمع، ويمكنها القيام بهذه الالتزامات من خلال وضع مستويات أو معايير مهنية للإعلام مثل الصدق والموضوعية والتوازن والدقة – ونلاحظ ان هذه المعايير تفتقد إليها نظرية الحرية – ويجب على وسائل الإعلام في إطار قبولها لهذه الالتزامات ان تتولى تنظيم أمورها ذاتيا في إطار القانون والمؤسسات القائمة، ويجب ان تكون وسائل الإعلام تعددية تعكس تنوع الآراء والأفكار في المجتمع من خلال إتاحة الفرصة للجميع من خلال النشر والعرض، كما ان للجمهور العام الحق في ان يتوقع من وسائل الإعلام مستويات أداء عليا، وان التدخل في شؤون وسائل الإعلام يمكن ان يكون مبرره تحقيق هذه المصلحة العامة؛ أضف إلى ذلك ان الإعلاميين في وسائل الاتصال يجب ان يكونوا مسؤولين أمام المجتمع بالإضافة إلى مسؤولياتهم أمام مؤسساتهم الإعلامية.

وتهدف هذه النظرية إلى رفع مستوى التصادم إلى مستوى النقاش الموضوعي البعيد عن الانفعال، كما تهدف هذه النظرية إلى الإعلام والترفيه والحصول على الربح إلى جانب الأهداف الاجتماعية الأخرى .

ويحظر على وسائل الإعلام نشر أو عرض ما يساعد على الجريمة أو العنف أو ماله تأثير سلبي على الاقليات في أي مجتمع، كما يحظر على وسائل الإعلام التدخل في حياة الأفراد الخاصة؛ وبإمكان القطاع العام والخاص ان يمتلكوا وسائل الإعلام في ظل هذه النظريات ولكنها تشجع القطاع الخاص على امتلاك وسائل الإعلام.

4- النظرية السوفيتية(الاشتراكية):

ان الأفكار الرئيسية لهذه النظرية التي وضع أساسها ماركس وانجلوس ووضع قواعد تطبيقها لينين واستالين يمكن إيجازها في ان الطبقة العاملة هي التي تمتلك سلطة في أي مجتمع اشتراكي ، وحتى تحتفظ هذه الطبقة بالسلطة والقوة فإنها لابد ان تسيطر على وسائل الإنتاج الفكري التي يشكل الإعلام الجزء الأكبر منها، لهذا يجب ان تخضع وسائل الإعلام لسيطرة وكلاء لهذه الطبقة العاملة وهم في الأساس الحزب الشيوعي .

ان المجتمعات الاشتراكية تفترض أنها طبقات لا طبقية، وبالتالي لا وجود صراع للطبقات، لذلك لا ينبغي ان تنشأ وسائل الإعلام على أساس التعبير عن مصالح متعارضة حتى لا ينفذ الخلاف ويشكل خطورة على المجتمع.

لقد حدد لينين اختصاصات الصحافة وأهدافها :

* زيادة نجاح واستمرارية النظام الاشتراكي وبوجه خاص دكتاتورية الحزب الشيوعي.

· يكون حق استخدام وسائل وقنوات الاتصال لأعضاء الحزب المتعصبين والموالين أكثر من الأعضاء المعتدلين.

· تخضع وسائل الإعلام للرقابة الصارمة.

· يجب ان تقدم وسائل الإعلام رؤية كاملة للمجتمع والعالم طبقا للمبادئ الشيوعية ووجود قوانين موضوعية تحكم التاريخ.

· إن الحزب الشيوعي هو الذي يحق له امتلاك وإدارة وسائل الإعلام من أجل تطويعها لخدمة الشيوعية والاشتراكية.

5- النظرية التنموية:

نظرا لاختلاف ظروف العالم النامي التي ظهرت للوجود في منتصف هذا القرن هي بالتالي تختلف عن الدول المتقدمة من حيث الإمكانيات المادية والاجتماعية ، كان لابد لهذه الدول من نموذج إعلامي يختلف عن النظريات التقليدية الأربع التي استعرضناها، ويناسب هذا النموذج أو النظرية أو الأوضاع القائمة في المجتمعات النامية فظهرت النظرية التنموية في عقد الثمانينات، وتقوم على الأفكار والآراء التي وردت في تقرير لجنة “واك برايل” حول مشكلات الاتصال في العالم الثالث، فهذه النظرية تخرج عن نطاق بعدي الرقابة والحرية كأساس لتصنيف الأنظمة الإعلامية ، فالأوضاع المتشابهة في دول العالم الثالث تحد من إمكانية تطبيق نظريات الإعلام التي أشرنا إليها في السابق وذلك لغياب العوامل الأساسية للاتصال كالمهارات المهنية والمواد الثقافية والجمهور المتاح.

ان المبادئ والأفكار التي تضمنت هذه النظرية تعتبر هامة ومفيدة لدول العالم النامي لأنها تعارض التبعية وسياسة الهيمنة الخارجية.

كما ان هذه المبادئ تعمل على تأكيد الهوية الوطنية والسيادة القومية والخصوصية الثقافية للمجتمعات؛ وعلى الرغم من أن هذه النظرية لا تسمح إلا بقدر قليل من الديمقراطية حسب الظرف السائدة إلا أنها في نفس الوقت تفرض التعاون وتدعو إلى تظافر الجهود بين مختلف القطاعات لتحقيق الأهداف التنموية، وتكتسب النظرية التنموية وجودها المستقل من نظريات الإعلام الأخرى من اعترافها وقبولها للتنمية الشاملة والتغيير الاجتماعي.

وتتلخص أفكار هذه النظرية في النقاط التالية:

· ان وسائل الإعلام يجب ان تقبل تنفيذ المهام التنموية بما يتفق مع السياسة الوطنية القائمة.

· ان حرية وسائل الإعلام ينبغي ان تخضع للقيود التي تفرضها الأولويات التنموية والاحتياجات الاقتصادية للمجتمع.

· يجب ان تعطي وسائل الإعلام أولوية للثقافة الوطنية واللغة الوطنية في محتوى ما تقدمه.

· ان وسائل الإعلام مدعوة في إعطاء أولوية فيما تقدمه من أفكار ومعلومات لتلك الدول النامية الأخرى القريبة جغرافيا وسياسيا وثقافيا.

· ان الصحفيين والإعلاميين في وسائل الاتصال لهم الحرية في جمع وتوزيع المعلومات والأخبار.

· ان للدولة الحق في مراقبة وتنفيذ أنشطة وسائل الإعلام واستخدام الرقابة خدمة للأهداف التنموية.

6- نظرية المشاركة الديمقراطية:

تعد هذه النظرية أحدث إضافة لنظريات الإعلام وأصعبها تحديدا، فقد برزت هذه النظرية من واقع الخبرة العملية كاتجاه إيجابي نحو ضرورة وجود أشكال جديدة في تنظيم وسائل الإعلام، فالنظرية قامت كرد فعل مضاد للطابع التجاري والاحتكاري لوسائل الإعلام المملوكة ملكية خاصة، كما أن هذه النظرية قامت ردا على مركزية مؤسسات الإذاعة العامة التي قامت على معيار المسؤولية الاجتماعية وتنتشر بشكل خاص في الدول الرأسمالية.

فالدول الأوروبية التي اختارت نظام الإذاعة العامة بديلا عن النموذج التجاري الأمريكي كانت تتوقع قدرة الإذاعة العامة على تحسين الأوضاع الاجتماعية والممارسة العاجلة للإعلام، ولكن الممارسة الفعلية لوسائل الإعلام أدت إلى حالة من الإحباط وخيبة الأمل بسبب التوجه الصفوي لبعض منظمات الإذاعة والتلفزيون العامة واستجابتها للضغوط السياسية والاقتصادية ولمراكز القوى في المجتمع كالأحزاب السياسية ورجال المال ورجال الفكر.

ويعبر مصطلح “المشاركة الديمقراطية” عن معنى التحرر من وهم الأحزاب والنظام البرلماني الديمقراطي في المجتمعات الغربية والذي أصبح مسيطرا على الساحة ومتجاهل الاقليات والقوى الضعيفة في هذه المجتمعات، وتنطوي هذه النظرية على أفكار معادية لنظرية المجتمع الجماهيري الذي يتسم بالتنظيم المعقد والمركزية الشديدة والذي فشل في توفير فرص عاجلة للأفراد والاقليات في التعبير عن اهتماماتها ومشكلاتها.

وترى هذه النظرية ان نظرية الصحافة الحرة (نظرية الحرية) فاشلة بسبب خضوعها لاعتبارات السوق التي تجردها أو تفرغها من محتواها، وترى ان نظرية المسؤولية الاجتماعية غير ملائمة بسبب ارتباطها بمركزية الدولة ، ومن منظور نظرية المشاركة الديمقراطية فإن التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام لم يمنع ظهور مؤسسات إعلامية تمارس سيطرتها من مراكز قوى في المجتمع، وفشلت في مهمتها وهي تلبية الاحتياجات الناشئة من الخبرة اليومية للمواطنين أو المتلقين لوسائل الإعلام.

وهكذا فإن النقطة الأساسية في هذه النظرية تكمن في الاحتياجات والمصالح والآمال للجمهور الذي يستقبل وسائل الإعلام، وتركز النظرية على اختيار وتقديم المعلومات المناسبة وحق المواطن في استخدام وسائل الاتصال من أجل التفاعل والمشاركة على نطاق صغير في منطقته ومجتمعه، وترفض هذه النظرية المركزية أو سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام ولكنها تشجع التعددية والمحلية والتفاعل بين المرسل والمستقبل والاتصال الأفقي الذي يشمل كل مسؤوليات المجتمع؛ ووسائل الإعلام التي تقوم في ظل هذه النظرية سوف تهتم أكثر بالحياة الاجتماعية وتخضع للسيطرة المباشرة من جمهورها، وتقد فرصا للمشاركة على أسس يحددها الجمهور بدلا من المسيطرين عليها.

وتتلخص الأفكار الأساسية لهذه النظرية في النقاط التالية:

· ان للمواطن الفرد والجماعات والاقليات حق الوصول إلى وسائل الإعلام واستخدامها ولهم الحق كذلك في أن تخدمهم وسائل الإعلام طبقا للاحتياجات التي يحددونها.

· ان تنظيم وسائل الإعلام ومحتواها لا ينبغي ان يكون خاضعا للسيطرة المركزية القومية.

· ان سبب وجود وسائل الإعلام أصلا هو لخدمة جمهورها وليس من أجل المنظمات التي تصدرها هذه الوسائل أو المهنيين العاملين بوسائل الإعلام.

· ان الجماعات والمنظمات والتجمعات المحلية ينبغي ان يكون لها وسائلها الإعلامية.

· ان وسائل الإعلام صغيرة الحجم والتي تتسم بالتفاعل والمشاركة افضل من وسائل الإعلام المهنية الضخمة التي ينساب مضمونها في اتجاه واحد.

· ان الاتصال أهم من ان يترك للإعلاميين أو الصحفيين.



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

: مدخل لعلم الاعلام مفاهيم عامة

ارجو الردود قبل التحميل

____ ___ ____ _______ ______ ____.rar



التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

ميثاق اخلاقيات و قواعد المهنة للصحفيين الجزائريين

ميثاق اخلاقيات و قواعد المهنة للصحفيين الجزائريين
بيان الواجبات و الحقوق
الصحفي المحترف –مهما كان وضعه – هو من يمارس بصفة اساسية مهنته بطريقة منتظمة و مقابل اجر ,في وسيلة او عدة وسائل اعلامية . و منها يستمد موارده الاساسية .
ان الحق في الاعلام . و حرية التعبير. و النقد. هو من الحريات الاساسية التي تساهم في الدفاع عن الديمقراطية و التعددية . و من هذا الحق في معرفة الوقائع و الاحداث. و التعريف بها تنبثق مجموعة واجبات و حقوق الصحفيين .
ان مسؤولية الصحفي ازاء الجمهور تعلو على كل مسؤولية اخرى و خاصة ازاء مستخدمة و ازاء السلطات العمومية.
تتضمن مهمة الاعلام بالضرورة حدودا يفرضها الصحفيون على انفسهم و يطبقونها بحرية. وهذا هو موضوع بيان الواجبات المصاغ هنا.
لكن الواجبات لا يمكن ان تحترم فعليا اثناء ممارسة المهنة الا اذا توافرت الظروف العملية لاستقلالية الصحفي . و هذا هو موضوع بيان الحقوق.
ان هذا الميثاق ليس بالقانون المسلط و الرادع . و لا بالنظام الذي يفرض و يجبر . و انما هو ميثاق اخلاقيات يحدد مجموع قواعد السلوك القائمة على المبادئ المعمول بها عالميا.لظبط علاقة الصحفيين فيما بينهم.و علاقتهم بالجمهور.
و ينبغي ان تتخذ هذه القواعد المتبناة بحرية و المصادقة عليها ديموقراطيا. كدليل سلوك في ممارسة مهنة الصحافة .
ان المجلس الأعلى لاخلاقيات المهنة. الذي يتشكل من الزملاء. يسهر على احترام هذه المبادئ.
بيان الواجبات:
يلتزم الصحفي بواجب:
1-احترام الحقيقة مهما كانت التبعات التي تلحق به,بسبب ما يمليه حق الجمهور في المعرفة.
2-الدفاع عن حرية الاعلام ,و الرأي,و التعليق ,و النقد.
3-الفصل بين الخبر و التعليق.
4-احترام الحياة الخاصة للأشخاص,و حقهم في رفض التشهير بهم عن طريق الصورة.
5-نشر معلومات المتحقق منها فقط,و الامتناع عن تحريف المعلومات و الحرص على سرد الوقائع ضمن سياقها.
6-الامتناع عن نشر الاشاعات.
7-تصحيح كل معلومة يتبين بعد نشرها أنها خاطئة.
8-الحفاظ على السر المهني و عدم الافشاء بالمصادر.
9- الامتناع عن الانتحال ,و الافتراء ,و القذف و الاتهامات غير المؤسسة.
10-عدم الخلط بين مهنة الصحفي أو الاشهاري أو الادعائي,و عدم قبول أي تعليمة من المعلنين سواء كانت مباشرة او غير مباشرة.
11-عدم قبول تعليمات في التحرير ,سوى من مسؤولي التحرير ,و في الحدود التي يمليها وازع الضمير.
12-الامتناع عن الترويج ,بأي شكل من الأشكال ,العنف,الارهاب ,الجريمة ,التعصب,العنصرية,التمييز الجنسي و اللاتسامح.
13-كل صحفي جدير بهذا الاسم,و معترف بالقوانين المعمول بها في كل بلد,لا يقبل في اطار الشغل المهني الا بحكم زملائه بعيدا عن كل تدخل حكومي أو غيره .
14-الامتناع عن الحصول عن أي إمتياز ناتج عن وضع تكون فيه صفته كصحفي و علاقاته و نفوذه عامل إستغلال مناسب.
15-الإمتناع عن طلب منصب زميل, أو التسبب في طرده أو التنزيل من رتبته من خلال قبول عرض عمل بدله بشروط أدنى.
16-عدم الخلط بين دوره كصحفي و دور قاضي او شرطي.
17- احترام افتراض البراءة.
18- عدم استعمال الاساليب غير الشريفة للحصول على المعلومات او الصور و الوثائق.

بيان الحقوق :
من حق الصحفي :
1-الوصول الى كل مصادر الخبر و الحق في التحقيق الحر في كل الوقائع التي تتعلق بالحياة العامة. و لا يمكن ان يمنع من الوصول الى المصادر الا استثناء و بموجب اسباب معبر عنها بوضوح.
2-التحلي بوازع الضمير.
3-الابلاغ بكل قرار هام من شانه الاضرار بحياة المؤسسة.
4-التمتع بقانون اساسي مهني.
5-الاستفادة من تكوين متواصل و تحسين مؤهلاته المهنية.
6-التمتع بالشروط الاجتماعية و المهنية الضرورية لممارسة مهنته و عقد عمل فردي في اطار اتفاقية جماعية. ضامنة لامنه المادي و استقلاليته الاقتصادية.
7-الاعتراف له بحقوق التاليف. و الاستفادة منها.
8-احترام المنتوج الصحفي . و الوفاء لمضمونه.

الجزائر في : 13 افريل 2000.


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

محاضرات مقياس نظريات الاتصال للسنة الثالثة علاقات عامة


المستوى
: السنة الثالثة اتصال وعلاقات عامة.
المقياس: نظريات الاتصال
الأستاذ: غالم عبد الوهاب
الهدف من المحاضرة
1. تحديد المفاهيم ونقصد بالطبع تحديد مفهوم كل من النظرية والاتصال مع التركيز على تبيان أمثلة حول اختلاف مرجعيات البحث في تحديد المفهوم الثاني.
2. تبيان مستويات التنظير الخاصة بعلوم الإعلام والاتصال

يتكون هذا المقياس في شقه المفهوماتي في الأساس من مفهومين أساسيين، حيث سنعمل في مرحلة أولى إلى تحديد مفهوم النظرية، قبل أن ننتقل في مرحلة ثانية إلى الوقوف على مفهوم الاتصال، ليتم الجمع بينهما فيما بعد من أجل الوصول إلى بناء قاعدة مفهوماتية لهذا المقياس.
مفهوم النظرية
يعد مفهوم النظرية من بين المفاهيم الزئبقية التيعرفها تاريخ البحث العلمي، حيث لا يمكن أن نجدتحديدا واحدا له، بل أنه يختلق من مدرسة إلى أخرى، بل بين الباحثين في التيار الفكري الواحد.
النظرية هي مجموعة مترابطة من التعريفات والمفاهيم والقضايا التي تكون رؤية منظمة للظواهر عن طريق تحديدها للعلاقات القائمة بين المتغيرات بهدف تغييرها والتنبؤ بتطوراتها في المستقبل.
مونت بالنر “إذا كان الفرض هو إقرار غير حقيقي بوجود علاقة بين متغيرين أو أكثر، فإن النظرية هي إقرار حقيقي بوجود علاقة بين متغيرات محققة إمبريقيا.
كما يعرفها كارل بوبر على أنها مجموعة من المقدمات والفرضيات المتسقة، غير أن النظرية مشكلة من فرضيات صحيحة بشكل مطلق، أي أنها يجب أن تخضع لعامل الإختبار من أجل التأكد من صحتها أو خطئها.
أما يورقن هابرماس فيعرف النظرية على أنها ” تملك ثنائية نتحصر بين بنائها الهيكلي وواقع دراستها، وبذلك يتطلب من النظرية أن تكون وحدات بنائية دقيقة ومتناسقة في الوقت نفسه تعكس جزئيات واقع الدراسة”.
تكسي النظرية أهمية كلما زادت قابليتها للتطبيق واتسمت بالوضوح، وتزداد شهرة كلما اتسمت بالشمول والقدرة على استيعاب ظواهر متعددة وفهمها وتفسيرها.
بعد تحديد مفهوم النظرية ننطلق إلى تحديد المفهوم الثاني المكون لأساس المقياس، إنه طبعا مفهوم الاتصال، حيث سنركز في التعامل معه على تحديد المصطلح اللغوي قبل التعرف على الاتجاه اللغوي والسلوكي في تحديد هذا المفهوم.
مفهوم الاتصال
إن الاتصال باعتباره من المفاهيم المكونة للعلوم الإنسانية لم يظهر إلا مع الحرب العالمية الثانية،حيث عرف عديد التطورات من حيث المفهوم،فهو يستخدم في أحيان للدلالة على نقل معلومات من طرف إلى آخر،ويستخدم مرادفا لمفهوم البلاغ أو المواصلات أو التواصل وهذا يرجع في نظر الباحثين إلى الارتباط الوثيق بينه وبين العلوم الأخرى،إذ أن البدايات الأولى لتوثيق مفهوم الاتصال ساهم فيها باحثون من شتى التخصصات كعلم السياسة،الاجتماع والنفس.
كلمة اتصال أصلها مادة وصل وتعني الصلة وبلوغ الغاية،نقوا وصلت الشيء وصلا و صلة والوصول خلاف الفصل.
أمل عن المغنى اللغوي الأجنبي فأصل كلمة اتصال(communication) يرجع إلى الكلمة اللاتينية(communis) ومعناها(commun)أي مشترك وعام وبالتالي فإن الاتصال باعتباره عملية يتضمن المشاركة والتفاهم حول شيء أو فكرة أو إحساس،اتجاه،سلوك أو فعل ما.
لعل الاتصال من الأمور الأساسية في حياة أي إنسان مهما كانت خصائصه ووظائفه،حيث إذا طلبنا من أي كان أن يصف لنا حياته البسيطة ومما تتكون فإن الإجابة المؤكدة التي لا يمكنه الخروج عنها ستكون إما القيام باتصال(communicating) أو تلقي اتصال(being communicated to).
أما عن المفهوم الاصطلاحي، فهناك تعاريف ركزت على التفسير اللغوي لكلمة اتصال(communicare)بمعنى يشيع أو يجعل الشيء شائعا.فالاتصال يتحقق عندما تتوفر مشاركة عدد من الأفراد في أمر ما كما يعرفه موريس(CH.MORRIS).ويرى ولبر شرام (WILBER SCHRAMM) في تحديد مفهوم الاتصال أنه عندما نتصل فإننا نحاول أن نشترك في المعلومات والاتجاهات والأفكار.ويرى أيضا سارفن وتنكرد(SERVEN ET TANCARD) أن الاتصال هو العملية التي تشيع وتنشر ما كان قاصرا على فرد واحد بين اثنين أو أكثر.
أما المدرسة السلوكية فكانت لها أيضا عدة إسهامات،نذكر من إسهاماتها مفهوم كارل هوفلند(C ;HOVLAND)الذي يرى أنه العملية التي يقوم بمقتضاها الفرد بإرسال مثيرا عادة ما يكون لفضيا لكي يعدل من سلوك الآخرين.وكذلك يشير ديفيد بيرلو(D ;BERLO) في تقريره على أن الفعل الاتصالي أو السلوك الاتصالي يهدف إلى الحصول على استجابة معينة من شخص ما،أي أن الاتصال هو الاستجابة لفرد معين اتجاه مثير معين.
إذن المتتبع لهذه المفاهيم يدرك جيدا العنصر المشترك،حيث تشير كل التعريفات إلى أن الاتصال هو عبارة عن عملية تفاعلية بين طرفين تهدف إلى التأثير وإحداث التغيير..
إذن المتتبع لهذه المفاهيم يدرك جيدا العنصر المشترك، حيث تشير كل التعريفات إلى أن الاتصال هو عبارة عن عملية تفاعلية بين طرفين تهدف إلى التأثير وإحداث التغيير أو مهما كان الهدف الذي يسعى إليه القائم بالاتصال، وقد كانت هذه النقطة مشتركة بين كل الباحثين من مختلف التخصصات لاعتبار أن الاتصال بدأ في حضن العلوم الاجتماعية الأخرى.
لقد كان الاتصال ولا زال فعلا ضروريا في حياة ونشاط المجموعات الإنسانية داخليا وخارجيا، إذ بدون اتصال لا يمكن تصور قيام حياة بشرية، فهو ضروري لها مثل الهواء والماء، وإذا كان الاتصال تمّ في بداياته الأولى عن طريق وسائل بسيطة على غرار اللغة المنطوقة والكلمة المكتوبة والحركات والإيحاءات الجسمانية والإشارات، فإنه الآن يخضع لعامل التطور خصوصا ما تعلق بجانبه المرتبط بالوسائل المستخدمة فيه التي أصبحت تتميز بالتعقيد والتنوع.
لقد أدى تراكم وتواتر هذه التطورات إلى إحداث العديد من التغييرات في العلاقات الاجتماعية، هذه الأخيرة أصبحت تتسم بنوع من التعقيد بعد أن ألغت هذه التطورات حدودها الجغرافية، في إطار التطور المادي لمفهوم الاتصال، أما عن التطور المصاحب لهذه الحركية فقد تعلق بجانب التنظير لهذا العلم من خلال محاولة إرساء قاعدة نظرية تمكنه من أن يحتل مكانة بين العلوم.
في هذا الإطار أصبح الحقل المفهوماتي لهذا العلم الذي كان يوصف إلى وقت قريب بالفتي غني بالعديد من المفاهيم على غرار الطرق السريعة للمعلومات والثقافة الافتراضية ومجتمع الاتصال ومجتمع الإعلام ومجتمع المعرفة وإلى غيرها من المعلومات التي ارتبطت أساسا بتطور البحوث في هذا المجال.
مستويات التنظير في مجال علوم الإعلام والاتصال
شكلت التطورات التي عرفتها الظاهرة الاتصالية على مر مراحل تطورها هاجسا بالنسبة إلى الباحثين من أجل معالجة العديد من الإشكاليات، حيث يميز الباحثون في مجال علوم الإعلام والاتصال بين ثلاث مستويات للتنظير.
المستوى الأول: وسائل الإعلام والاتصال والمبلغين
تركز جهود التنظير في هذا المجال على إيجاد إجابات للعديد من الأسئلة المكونة لمجموعة من الإشكاليات، فالباحثون في هذا المستوى كانوا يسعون إلى الإجابة عن مثل
ü ما هي وسائل الإعلام؟
ü ماهي وسائل الاتصال؟
ü الفرق بين المفهومين؟
ü أيهما أشمل؟…إلخ

بالإضافة إلى محاولة حصر دور هذه المؤسسات في المجتمع من خلال التركيز على البحث في طرق تحديدها وآليات تنظيمها، وما هي الوظائف التي تحويها هذه الوسائل باعتبارها مؤسسات اجتماعية وعلاقتها بالنظم الاجتماعية الأخرى ومكونات المجتمع وفئاته المهنية المختلفة.
كما أن الباحثين في هذا المجال لم يغفلوا الإشكاليات المرتبطة بهذه الوسائل في شقها المادي من خلال محاولة معرفة التكنولوجيا المستخدمة وضوابط استعمالها وتأثيرها في مكونات المجتمع الأخرى، إضافة إلى تتبع التطور التاريخي لهذه الوسائل وحتى تطور أدوارها وتنوع وظائفها الاجتماعية وتأثيراتها على العلاقات الاجتماعية…إلخ

المستوى الثاني: منتجات وسائل الإعلام (الرسائل الإعلامية والاتصالية )

ركز الباحثين من خلال هذا المجال على دراسة طبيعة الرسائل الاتصالية التي تنتجها وسائل الإعلام والاتصال وطرق تحليلها ومنهجيات التعامل معها بالبحث للوصول إلى أثرها على المجتمع بفئاته المختلفة من خلال ربطها بالأثر على الوجود الاجتماعي والوعي الإنساني، وحتى مصاحبتها للتغير الاجتماعي.
كما ظهرت في هذا الإطار العديد من الإشكاليات التي تمحورت أساسا في الدراسات النقدية على غرار التعامل مع مفهوم الثقافة الجماهيرية وثقافة النخبة وعلاقاتها بالتنشئة الاجتماعية وغيرها من المفاهيم الأخرى.


المستوى الثالث: سياقات وسائل الإعلام

ويركز الباحثون في هذا المجال على دراسة وتحليل العلاقات الاجتماعية والعمليات الاجتماعية التي تقع ضمنها وسائل الإعلام والتي هي جزء منها، وبعبارة أخرى يحاول الباحثون التعامل مع مفهوم التمفصل الاجتماعي(l’articulation sociale) لوسائل الإعلام والاتصال كنموذج البنية الاجتماعية الذي يعكس إلى حد بعيد تعقد العلاقات الاجتماعية التي تميز العالم الاجتماعي الحقيقي.
التمفصل الاجتماعي هو الربط بين المفاصل المختلفة لجسم واحد، وهنا نحاول الإشارة إلى كيفية ارتباط وسائل الإعلام والاتصال في علاقات عضوية بالبنيات الاجتماعية الأخرى، كأنها ربط حقيقي بين هذه الوسائل.
كل مجتمع له له خصائصه التي يكسبها لهذه الوسائل، فالمجتمع من هذا المنظور هو مجموعة من المؤسسات التي تكون في علاقاتها ما يسمى بالنسق أو بنية اجتماعية والعلاقة الموجودة هنا تسمى بالتمفصل الاجتماعي.
تتولى دراسة هذا المجال النظريات الاجتماعية الكبرى أو النظريات الإعلامية المتأثرة بها، حيث تجدر الإشارة إلى أن قضية التنظير تعتمد أساسا على الموقف الذي يتخذه المنظر الاجتماعي من مساءلة العلاقة بين وسائل الإعلام والاتصال وبنيات المجتمع الأخرى في الإطار الاجتماعي الأوسع وهو موقف يعكس في كثير من الأحيان الأطر المرجعية الإيديولوجية والسياسية والحضارية لمجتمع البحث.

نقدم شكري الخاص للأستاذ المحترم غالم عبد الوهاب والى كافة طلبة السنة الرابعة اتصال وعلاقات عامة بمستغانم


التصنيفات
علوم الإعلام والإتصال

الامتحان الجزئي الاول في مقياس مناهج و ابحاث الاتصال


جامعة محمد خيضر بسكــــرة
شعبة علوم الاعلام و الاتصال السنة الثالثة : اتصال و علاقات عامة
المقياس : مناهج وابحاث الاتصال التوقيت : 08.00/09.00
استاذ المقياس : بوزيد رملي
س1- لماذا صنف علماء المنهجية تحليل المحتوى الى اتجاهين و ليس اتجاها واحدا فقط ؟
س2- حدد كارل اريك و ديكسر سمات اساسية لاحد الاتجاهين السابق ذكرهما . حدد هذا الاتجاه و اذكر سماته ؟
س3- يذكر بيرلسون ان مطلب التنظيم كخاصية اساسية في دراسة المضمون يحتوي امران اساسيان و ان تحليل المضمون يستند على عدد من المنطلقات حتى يضمن مصداقيته . اذكر هذه الافكار مع شرح وافي ؟
س4- تعتبر الفرضية : تصورا لعلاقة بين متغيرين او اكثر . و لكن على الباحث ان يضبطها جيدا آخذا بعين الاعتبار مفهومي : الحركة و التفاعل في هذه العلاقة – ما المقصود من هذا الكلام ؟ دعم شرحك بمثال .