التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

تخطئة علَّل والتعليل

تخطئة : علّل والتعليل
محمد خليل الزَّرُّوق

تقديم :
هذا اللفظ المخطَّأ هو : علّلَه تعليلاً ، على معنى : نَظَر في علّته ، أو ذكر علته ، والعلة بمعنى السبب . وهو مستعمل من قديم في العلوم ، كالعربية والكلام والفلسفة ، ومن استعماله في الشعر قول ابن سناء الملك :

ورب مليحٍ لا يُحَبّ ، وضدُّه يُقَبَّلُ منه العينُ والخدّ والفمُ
هو الْجَدّ خذْهُ إن أردت مسلّمًا ولا تطلب التعليل ؛ فالأمر مبهَمُ

( الْجَدّ : الحظّ ) .
ولم أر من تكلم عليه إلا الشيخ الأستاذ محمد علي النجار في كتابه الموسوم بـ ” لغويات ” ، وهو كتاب جمع فيه بعض ما كان ينشره في مجلة الأزهر بهذا العنوان ، وقال في مبحث هذا اللفظ : ” وقد تحدث بعض المعنيين بالعربية في عربية هذا الأسلوب ” ، وقال : ” ومن ثَمّ أنكر بعض الباحثين هذا الاستعمال ” ( ص141و142 ) . وهذا يفيد أن له سابقًا في الكلام عليه ، ولا أدري : أسَبْقُه شفويّ أم كتابيّ ؟
ونقل كلام الشيخ بألفاظه واقتباسه وشواهده : محمد العدناني ، في كتاب : معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة ( ص461 ) ولم ينسبه إليه .

* * *

الأصل :
وأصل هذه المادة : علّ يعِلّ ويعُلّ ، من بابي ضرب ونصر ؛ أي شَرِبَ شُرْبًا ثانيًا ، والمصدر : العَلّ والعَلَل ، والشرب الأول النَّهَل . وذلك أصل واحد ، لا ثلاثة أصول كما ذهب ابن فارس في معجم المقاييس ، فجعل الأصل الأول : تكرارًا ، والثاني : عائقًا ، والثالث : ضعفًا ( 4/12 ) – لأن العلة بمعنى الحدث الذي يشغل ، وبمعنى المرض ، ترجع إلى أصل التكرار ، وما أحسن ما فسّر به الشيخ النجار ! ولم أجده في المعجمات ؛ إذ ردّ العلة بمعنى المرض إلى الحمّى تعتاد الإنسان بعَرَقها ، ثم أُطلق على كل مرض ، والعلة بمعنى الشاغل من تشبيه الشاغل بالمرض الذي يحجِز عن العمل ، والعلة بمعنى العذر من تشبيه العذر بالمرض ؛ لأن المريض يسقط عنه اللوم والمعتبة ، ولما كان العذر سببًا يتمسّك به المعتذر أطلقت العلة على السبب . وأظن أن منه : لعلّ ، وهي حرف رجاء لما يُستقبل وإشفاق ، وما يُستقبَل تالٍ للحاضر .
وجاءت العلة بمعنى العذر أو السبب في حديث عائشة – رضي الله عنها – في صحيح مسلم ( حديث 1211 ) ، وذلك قولها تعني أخاها عبد الرحمن – رضي الله عنه – : ” فيضرب رجلي بعلة الراحلة ” ؛ أي : يُظهر أنه يضرب البعير ، وإنما يضرب رجلها ” .
وجاءت بهذا المعنى في قول البخاري في عنوان باب : لا صدقة إلا عن ظهر غنًى : ” .. فليس له أن يضيِّع أموال الناس بعلة الصدقة ” .
وفي المثل : ” لا تَعْدَمُ الخرقاء علة ” .
وفي المادة من الأفعال : علّ ، وأعَلّ ، وعلّل ، وتعلّل ، واعتلّ ، وعالَل ، وتعالَل .
والمقصود في هذه الكلمة من هذه الأفعال : علّل ، على وِزان : فعّل ، وهو الْمُخَطّأ بالمعنى المذكور ، ومصدره : التعليل . واعتلّ ، على وِزان : افتعل ؛ لما سأبينه ، إن شاء الله ، ومصدره : الاعتلال .

* * *

معنى علَّل :
وما جاء من معنى علّل في المعجمات :
1- علّله : سقاه مرة بعد مرة . ومن ذلك قول رجل من كِنْدة يذكر أخْذ امرئ القيس بثأره :

وأقام يُسقَى الخمرَ في عرَصاتهم ملكٌ يُعَلّ شرابَه تعليلا

( شرح القصائد السبع ص12 ) . والشاهد في قوله : ” تعليلا ” ، وهو مصدر خالف بينه وبين فعله ، كما قال الله تعالى : ) وتبتّل إليه تبتيلا ( .
2- والتعليل : جنْيُ الثمرة مرة بعد أخرى . ذكره صاحب الصحاح . وجاني الثمرة هكذا يقال له : الْمُعَلِّل ، كما في التاج .
3- والمعلِّل : الْمُعين بالبِرّ بعد البِرّ ، عن ابن الأعرابي .
4- وعلّله : طيّبه مرة بعد أخري ، وعليه قول امرئ القيس في القصيدة المعروفة :

فقلت لها : سِيري وأرخي زمامه ولا تُبعديني من جناك المعلَّل

إذا رُوي على اسم المفعول .
5- وعلّله : شغله وألهاه . وفُسّر به قول امرئ القيس إذا روي على اسم الفاعل ، أي : المعلِّل . ومنه يقال : علّلتِ المرأةُ صبيَّها بشيء من المرَق والخبز ؛ ليَجْزَأ به عن اللبن . وقال جرير :

تُعَلِّل – وهي ساغبة – بنيها بأنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ

( السغَب : الجوع ، والقَراح : العَذْب ، والشبِم : البارد ، والنفَس من الماء : الذي يروي ويكفي . يذكر امرأته ، ويسْتَنْزل عطاء عبد الملك بن مروان ) . ويقال : فلان يعلّل نفسه بتَعِلّة . وعلّله بحديث أو طعام . والمعلِّل : يوم في آخر الشتاء يعلّل الناس بشيء من تخفيف البرد .

* * *

شواهد من الشعر :
وأكثر ما جاء علّل والتعليل في الشعر على هذا المعنى الأخير ، معنى الإلهاء والشَّغْل والصَّرْف والتسلية عن الشيء .
• قال عبدة بن الطبيب :

ثم اصْطَبَحْتُ كُمَيْتًا قَرْقَفًا أُنُفًا من طيّب الرّاح ، واللّذاتُ تعليلُ

( كُميت : بين الأسود والأحمر ، وقَرْقَف : يُرْعِد شاربَه ، وأُنُف : لم يُشرَب ، واصطبح : شرب صباحًا ) .
• وقال عَدِيّ بن الرِّقاع :

تصطادُ بهجتُها الْمُعَلَّلَ بالصِّبا عَرَضًا ، فتُقْصِدُه ، ولن يصطادَها

( البهجة : الحسن ، وتُقصده : تقتله مكانَه ) .
• وقال جرير :

كم قد قطعن إليك من مُتَماحِلٍ جدْبِ الْمُعَرَّج ، ما به تعليلُ

( متماحل : بعيد الأطراف ، والمعرّج : الْمُناخ ؛ أي للإبل ، ما به تعليل : ما به مرعًى تُعلَّل به الإبل ) .
• وقال جرير أيضًا :

أجِدَّكَ لا يصحو الفؤاد الْمُعَلَّلُ وقد لاح من شيبٍ عِذارٌ ومِسْحَلُ

( أجِدَّك : أحقًّا ، والعِذار : شعر جانب الوجه ، والمِسْحل : ما تحت الذَّقَن ) .
• وقال الأحوص :

أزعمتِ أن صبابتي أكذوبة يومًا ، وأن زيارتي تعليلُ

• وقال ابن الرومي :

فهلاّ بذلتِ الوعد ثم مطلتِه فعلّلْتِ تعليلَ المجامل ذي الْمَطْلِ
* * *

حجج التصحيح :
فهذا هو معنى هذا اللفظ واستعماله ، ولم يجئ بمعنى ذكر العلة أو السبب ، فيما أعلم . إلا في ما لا يُحتَجُّ به أو فيه شبهة سنكشفها ، إن شاء الله .
1- فمن ذلك ما صحّح به الشيخ محمد علي النجار هذا الاستعمال ، وهو أنهم قالوا : الْمُعَلِّل ، لدافع جابي الخراج بالعِلل ، قال : ” فعلى ذلك يُقال : علّل ؛ أي : ذكر العلة أو العِلل ” ( ص142 ) . والصواب أنه إنما سُمّي بذلك لأنه يدفع الجابي ؛ أي يصرفه ويشغله عن المال ، لا لأنه يذكر العِلل ؛ أي الأعذار ، ولو كان المراد ذلك لسمَّوْا كل ذاكر للعِلل مُعَلِّلاً ، ولم نعلمهم فعلوا ذلك .
2- ومن ذلك ما جاء في كتاب الإيضاح في علل النحو للزَّجَّاجيّ ( توفي سنة 337 ) عن الخليل بن أحمد ، قال : ” وذكر بعض شيوخنا أن الخليل بن أحمد – رحمه الله – سئل عن العلل التي يَعتلّ بها في النحو ، فقيل له : عن العرب أخذتها أم اخترعتها من نفسك ؟ فقال : إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها ، وعرفت مواقع كلامها ، وقام في عقولها عِللُه ، وإن لم يُنقَل ذلك عنها ، واعتللْت أنا بما عندي أنه علة لما علّلتُه منه … فإن سنح لغيري علة لما علّلتُه من النحو هو أليق مما ذكرته بالمعلول فليأت بها ” ( ص65-66 ) . فترى أن فيه الاستعمال الذي أخطّئه . ولكن لا ثقة لنا بأن هذه ألفاظ الخليل ، فالخبر غير مسنَد ، وذكره مَنْ بينه وبين الخليل نحو مائتي سنة ، وفيه لفظ مشهور التخطئة عند العلماء وهو : المعلول ، فإن صحت نسبة هذا المعنى إلى الخليل فلن تصح نسبة هذه الألفاظ إليه .
3- ومن ذلك قول العباس بن الأحنف :

خذوا ليَ منها جُرْعةً في زجاجةٍ ألا إنها – لو تعلمون – طبيبي
فإن قال أهلي : ما الذي جئتمُ به ؟ وقد يُحسِنُ التعليلَ كلّ أريب
فقولوا لهم : جئناه من ماء زمزمٍ لنشفيَه من دائه بذَنوب

( الذنوب : الدلو ) فعلى أنه لا يُحتجّ به ؛ لأنه مُحدَث ، هو ظاهر الاستقامة على الاستعمال القديم ، ويدلّك على ذلك أن السؤال في قوله : ما الذي جئتمُ به ؟ عن الماهية لا عن العلة ، فيكون المعنى : تستطيعون صرفهم عن الإلحاح في البحث بأن تعلّلوهم بهذا القول ، وهو أن هذا من ماء زمزم جئناه به ليستشفي به ، وأنتم قد كنتم في الحجاز ، فما أسهل هذا القول عليكم ! وما أسهل أن يصدّقوه ويلهُوا به !

* * *

البديل الصحيح :
والصواب أن يقال إذا أُريدَ : ذَكَرَ العلة : اعتلّ ، وفي المعجمات : اعتلّ عليه بعلة : اعتاقه عن أمر ، والمعنى : ذكر له علة عاقه بها عما يريد . وفيها : اعتلّ : تمسّك بحجة . ومن شواهد ذلك :
1- المثل : يعتلّ بالإعسار وكان في اليَسَار مانعًا .
2- وما أنشده أبو زيد في نوادره ( ص 248 ) :

إن تبخلي – ياجُمْلُ – أو تَعْتَلِّي
أو تصبحي في الظاعن الموَلِّي
نُسَلِّ وجد الهائم الْمُغْتَلِّ
ببازل وَجْناء أو عَيْهَلِّ

( الْمُغْتَلّ : الذي اغتلّ جوفُه من الشوق والحب والحزن كغُلّة العطش ، والبازل : الداخل في السنة التاسعة من الإبل ذكرًا كان أو أنثى ، والوجناء : الممتلئة باللحم أو الشديدة ، والعيهلُ : الطويلة أو السريعة ، وتشديد اللام ضرورة ) .
3- وحديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لرجل : ما حبسك عن الصلاة ؟ فذكر شيئًا اعتلّ به ” ( مسند الإمام أحمد 3/85 ) .
4- وحديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -قال للرجل الذي اشتدّ على جابر في تقاضي دينه : ” أيْسِرْ جابرَ بن عبد الله ( أي : أَنْظِرْه إلى ميسرة ) ، فقال : ما أنا بفاعل ، واعتلّ ، وقال : إنما هو مال يتامى ” ( مسند الإمام أحمد 3/398 ، وسنن الدارمي ، حديث 45 ) .
5- وحديث النعمان بن مُقَرِّن – رضي الله عنه – قال : ” قدم رجال من مُزَيْنة ، فاعتلّوا على النبي – صلى الله عليه وسلم – أنهم لا أموال لهم يتصدقون منها ” ( الإصابة 6/449 ، وقال : أخرجه ابن شاهين ) .
6- وقال الفرزدق :

له راحةٌ بيضاءُ يَنْدَى بَنانُها قليلٌ إذا اعتلّ البخيلُ اعتلالُها

نسب الاعتلال إلى اليد ، والمراد صاحبها ، وهو الممدوح .
7- وقال كُثَيِّر :

إذا ذرفتْ عيناي أعتلّ بالقذى وعزّةُ – لو يدري الطبيب – قذاهما
وأنتِ التي حبّبْتِ شَغْبًا إلى بَدَا إليّ ، وأوطاني بلادٌ سواهما
حلَلْتِ بهذا حَلّةً ، ثم حَلّةً بهذا ، فطاب الواديان كلاهما

( شَغْب وبَدَا : موضعان ) .
8- وقال أبو قيس بن الأسْلَت :

وتُكرِمُها جاراتها فيزرْنَها وتعتلّ عن إتيانهن فتُعْذَرُ
والله أعلم
نشر في : مجلة الثقافة العربية – بنغازي 9/2003
مجلة جذور جدة – 3/2004


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

أَخَرَةٍ بفتح الهمزة وضمها ملتقى علوم الأصوات والصرف والنحو والمعجم والإملاء والعر

لكل علم مصطلحاته وتعبيراته وصيغه، وإن صيغة “أَخَرَةٍ” من صيغ علم الجرح والتعديل، فهي لا تغادره إلى غيره. وقد استوقفتني طويلا عند أول لقاء، وقد حملتني الجِدَّة على محاولة تخطئتها، لكن نظرة في “المعجم الوسيط” أوقفتني على النص على الصحة، حيث قال “الوسيط” في “مادة “أ خ ر” صيغة (الأَخَرَة، الأُخَرَة): الأخير. يقال: نلته بأَخَرَةٍ وأُخَرَةٍ: أخيرا.
وطالت وقفتي معها، وأثمرت هذه الرحلة عبر علوم اللغة العربية التي تشكل مستويات اللغة التحتية والفوقية.
كيف؟
كان بدء الرحلة من “علم الأصوات” حيث يخبرنا مبحث “المقاطع الصوتية” فيه أن الوصف المقطعي لهذه الصيغة هو:
أَ خَ رَ ةٍ: ويتمثل مقطعيا بالصورة التالية:
ص ح / ص ح / ص ح / ص ح ص، حيث ص هو الصامت consonant أي الصحيح بلغة الصرف، وح: الصائت vowel أي الحركة والعلة بلغة الصرف.
وتفسير هذا التشكيل المقطعي أن الكلمة تتكون من ثلاثة مقاطع قصيرة ومقطع متوسط مغلق.
وقراءة ذلك صرفيا تعني توالي أربع حركات، وتوالي هذا الكم من الحركات مكروه في لغتنا العربية؛ لذا تعمد إلى التخلص منه بتسكين الحرف الثالث، ويتجلى ذلك عند إسناد الفعل الثلاثي إلى ضمائر الرفع المتحركة.
فالفعل “ضَرَبَ” عند إسناده إلى “تاء الفاعل”- مثال لضمائر الرفع المتحركة- نجد الباء تسكن، وتصير الهيئة “ضَرَبْتُ”.
وتفسير ذلك مقطعيا أن المقاطع القصيرة التي كان يفترض أن تكون أربعة هي ( ضَ: ص ح ) و(رَ: ص ح ) و(بَ: ص ح ) و(تُ: ص ح ) – قد صارت مقطعا قصيرا (ضَ: ص ح )، ثم مقطعا متوسطا مغلقا (رَبْ: ص ح ص) ، ثم مقطعا قصيرا (تُ: ص ح ).
وهكذا تتخلص اللغة العربية من الصورة الإملائية “ضَرَبَتُ”، وتقبل الصورة الإملائية “ضَرَبْتُ”.
ويلقي النحو بصيغة إعراب هذا الفعل ضوءا على المقصود. كيف؟
يقال في إعراب الفعل السابق: فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون منعا من توالي أربع حركات فيما يشبه الكلمة الواحدة.
وليس السابق كل رحلتنا في الصرف مع كلمتنا، فهناك الدلالة الكمية للصيغة، وإذا تأملنا وفق ذلك نجدها تصلح وزنا للمفرد مثل: سمكة، وبلحة، وثمرة ، وما شابه ذلك من كلمات يفرق بين جمعها ومفردها التاء المربوطة، فيكون الجمع اسم جنس جمعي، وتكون المصحوبة بالتاء مفرده.
وتصلح أيضا للجمع حيث نجد في أوزان جموع التكسير أن صيغة “فَعَلَة” جمعا قياسيا لكل مفرد وصف على وزن “فاعل” غير عاقل بشرط صحة لامه، مثل:
ساحر: سَحَرَة، ووارث: وَرَثَة، وكاتب: كَتَبَة، وكامل: كَمَلَة، وخائن: خَوَنَة، وصائغ: صَاغَة، وبائع: بَاعَة، وقاصّ: قَصَصَة.
ومن أمثلتها القرآنية قوله تعالى :” فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ” [ الشعراء: 46] ، وقوله تعالى : ” بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ” [ عبس: 15-16 ]، وقوله تعالى : ” وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ” [ الشعرا : 85 ] ، وقوله تعالى: “أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ” [ عبس : 43 ] ، وقوله تعالى : “وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا” [ الزمر : 71 ] ( ينظر الصرف التعليمي. د. محمود سليمان ياقوت، ص 175-176).
وأظن أن هذه الصيغة أصل في الجمع، وهذا الظن يحتاج إلى استقراء أكبر حتى يتأيد ذلك الظن أو ينفى.
وقبل مغادرة الصرف نعرج على الصيغة الأخرى “فُعَلَة” لنجد الصرف يعلمنا أنها صيغة جمع يجمع عليها قياسا كل وصف مذكر لغير العاقل على وزن “فاعل” بشرط علة لامه بالواو أو الياء، مثل:غازٍ: غُزَاة، طاهٍ: طُهًاة، ورامٍ: رُمَاة، وساعٍ: سُعَاة، وداعٍ: دُعَاة، وقاضٍ: قُضَاة . (ينظر الصرف التعليمي. د. محمود سليمان ياقوت، ص 174-175).
ولا يخفى أن الصيغ السابقة حدث لها إعلال بالقلب فالأصل فيها: غُزَوَة، وطُهَوَة، ورُمَيَة، وسُعَيَة، ودُعَوَة، وقُضَوَة.
تحركت الواو والياء وانفتح ما قبلهما فقلبتا ألفا.
ونغادر الصرف لنصل النحو الذي يخبرنا أن موقع الكلمة النصب على الحالية، يقول الكفوي في “الكليات.. معجم في المصطلحات والفروق اللغوية” : والأخرة كالثمرة بمعنى الأخير { جاءني فلان أخرة وبأخرة } و{ عرفه بأخرة } أي أخيرا ، وهو في موضع الحال ، وحق الحال أن تكون نكرة.

ونصل إلى العروض ليخبرنا أن هذه الصيغة تمثل الوحدة العروضية الكبرى من وحدات بناء التفاعيل.
كيف؟
إنها الفاصلة الكبرى الذي رمزها هو ////0، وهذه تتحقق في تفعيلة /0/0//0 مُسْتَفْعِلُنْ بحذف الثاني الساكن “زحاف الخبن” والرابع الساكن “زحاف الطي”، فتصير ////0 “مُتَعِلُنْ”، وتتحول إلى “فَعَلَتُنْ” تحسينا.
وهناك من ينكر هذه الفاصلة كمكون من مكونات وحدات العروض اعتمادا على أنها تتكون من وحدتين صغيرتين هما السبب الثقيل //، والوتد المجموع //0

ونختم الجولة مع علم الدلالة في مستواه الصرفي الذي يخبرنا أن هاتين الصيغتين من صيغ جموع الكثرة المختلف في بدئها ما بين فريق يرى أن بدء جمع الكثرة عشرة إلى ما لا نهاية، وآخر يرى أن البدء من الثلاثة إلى ما لا نهاية.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

عجبا ألفاظ عربية في لغتنا التاملية أيها الإخوة الأجانب هل تجدون في لغتكم تلك الفضيلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللغة العربية هي لغة القرآن ولسان نبينا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم فلا جرم أنه لا بد لكل لغة يتكلم بها أبناء الإسلام من كافة أصقاع العالم من مساس ببعض الألفاظ العربية المتعلقة بالعبادات والأحكام مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج والكلمة والنكاح والطلاق والمسجد والمصلى والأذان والإقامة و و و و و إلخ )اللغة التاملية بسريلنكا) اللغة التاملية لغة قديمة كاللغة العربية وأمرها مشهور يعلمه علماء اللغة فلا يحتاج إلى توضيح.وهي لغة المجوسيين (الهندوس) وأكثر النصارى والمسلمين في كلامهم وكتابتهم.ولكن هناك فرق جلي بين اللهجة التي يتكلمها المسلمون وبين لهجة الهندوس والنصارى والأمر جلي لمن أمعن النظر في لهجات القوم وليس في نطق الكلمات فحسب بل في اختيارها واستعمالها أيضا وقد تكون القرية مقر الهندوس أو النصارى من بداية تاريخها والمسلمون فيها أقل من القليل ولكنهم لم يتغيروا في تلادهم تراهم لا تتأثر لهجتهم بلهجتهم بمضيهم بالأعوام والقرون فهذا من أكبر الأدلة أن لغة المسلمين غير اللغة التي اختلفت بها ألسنة عباد النارالعواوير ومن بهم مس من القردة والخنازير ثم افتقدوا خطوط هذه اللغة بمكر من الذين قالوا إنا نصارى وقد أشعلوا بين اللغات فحميت الوطيس واحترقت الخطوط نارا والكلمات العربية التي لا علاقة لها بالعبادات والأحكام كثيرة في لهجتنا بنفس المعاني الموضوعة لها تلك الكلمات بالعربية بدون استثناء .العالم والعامي فيه سواء الكل يستعملونها. وهذا حزب من جزئها ونحن ننطق هكذا باللغة التاملية ولكن في الكتابة نستعمل مستعمل الأجانب التامليين (وللحديث بقية) فأرجو منكم أن تضعوا لبنة لداري فوق لبنتها ثم نكملها ونحسنها ونشم بنتها 1-عريان – عُرْياَنَمْ 2-أصل -أَصَلْ 3-إناء -آنَمْ (بإمالة الفتح) 4-رصيد -رَشِيْدْ 5-شرط -شَرَطُّ 6-منام -مَنَامْ 7-شربة -شَرْبَتْ (للعصيرات) 8-باقي -باقِيْ 9-خَرَبان -خَرَبا 10-قَلْبٌ -قلْبْ 11-وَلْوَلَ -وَلَوَلَا (كثير الكلام بلا فائدة) 12-وَشْوَشَ- وَجَوَجَ (كثير الكلام غير المفهومة) 13-وَسْوَسَ –وَسْواسْ 14-صَحَنٌ -صَحَنْ 15-بَرْبَرَ -بَرَبَرَ (يقال للرجل الغاضب المكثر من الكلام في جلبة) 16-سُفْرَةٌ -سُفْرا 17-راحة -راحَتْ 18-نصيب -نَصِيْبُ 19-ميت -مَيَّتُّ 20-مسافر -مُساوَرْ (بمعنى السائل المسكين الذي يدق الباب (لا أقول يطرق) ) 21-حاجة -حاجَتُّ 22-صندوق –صَنْداقُّ (للصندوق الذي يوضع فيه الميت للنقل إلى المسجد) 23-صبر -صبُورْ (بمعنى مصدر صبر) 24-أين -أَيْنَ (بإمالة فتحة الألف في شرق سريلنكا) 25-سور -سُوَرْ 26-شواظ –شُواظَيْ 27-نحس -نَحْسُ 28-قميص –قَمْشَ 29-شالٌ -شالْوَيْ 30-حرامي –حَرامٍيْ (للسب ) 31-فنجان –فِيْنْجانْ 32-حوض –حَوْلْ 33-جواظ –جُوالْ (لغضب الرجل وضجره) 34-شوْبٌ-سُوْبْ (ليقال لشراب يصنع بتخليط الخضراوات والتوابل واللحم) 35-حياة –حَياتْ 36-مَوت –موْتْ 37-بزار –بَزارْ 38-خالي –قالِيْ 39-بلاء -بَلايْ 40-مصيبة -مُصِيْبَتْ ولكن لا أدري كيف ولدت فينا مع أنه لم يعقد بينهما نكاح ولم يعرف من مهدهما إلى هذا العهد لقاء

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

موقع قُطرب!! برنامج لتصريف الأفعال العربية‏

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

هذا عبارة عن برنامج لتصريف الأفعال العربية

اسم البرنامج : قُطرُب

هدف البرنامج هو تمكين تصريف اﻷفعال العربية تصريفا آليا مبسطا.

يقوم البرنامج بتصريف اﻷفعال المدخلة مع بعض المعلومات الضرورية لتوليد جميع

أشكال التصريف في اﻷزمنة المختلفة.

رابط الموقع:
http://musaref.appspot.com
تعليم_الجزائر


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

الاستدلال بالأولى عند النحاة

يعبر عنه أحيانا بالأولى وأحيانا بالأجدر وهو أن يتبين في الفرع المعنى الذي تعلق به الحكم في الأصل وزيادة .
مثاله : أن يستدل على بناء اسم الإشارة و “ما” التعجبية بأن النحاة أجمعوا على أن الاسم إذا تضمن معنى حرف منطوق به فإنه مبني واسم الإشارة و “ما” التعجبية تضمنا معنى حرف غير منطوق به فبناؤهما أجدر وأولى من بناء غيرهما المتضمن لمعنى حرف منطوق به

مشكوووور على الموضوع

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

مشروع اختبار العين لقياس الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية

السلام عليكم

في جامعة الإمارات العربية المتحدة قامت (لجنة الكفاءة اللغوية) في وحدة المتطلبات الجامعية العامة بالبدء في مشروع كبير النفع عظيم الفائدة، وهو (اختبار العين لقياس الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية)، والحق أن هذا المشروع قد بُدِئ في تنفيذه ليبدأ تطبيقه على الآلاف من الناطقين بالعربية، وسيتم فتح باب الاشتراك للجميع.

المشروع يقوم عليه أناس جمع بينهم (الوعي) و (الإخلاص) و (التخصص) و (الإبداع) و(الحرص على اللغة *********، ولا نغالي إذا اقتبسنا كلمة لأحد الإخوة في وصف المشروع حيث قال:

(أراه مشروعاً عظيماً يليق بدولة عظيمة مثل دولة الخلافة القادمة) وقد صدق فيما قال.

أما عن المشروع فإليكم بياناً موجزاً عنه، ولمن أراد المزيد فعليه بالرابط الموضوع آخر البيان.

– ما هو مشروع اختبار العين ؟
مشروع (الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية) هو منظومة اختبارية متكاملة، تقيس كفاءة أبناء العربية في التواصل باللغة الفصيحة، ويوفر المشروع مادة علمية ثرية متنوعة تتيح للمُقبلين على الاختبار فرصة تعزيز المهارات اللغوية التطبيقية، واختبارات تجريبية تهيئهم للتعامل مع الاختبار، كمايمكنه أنيوفر دورات لغوية مكثفة تهدف إلى الارتقاء بالمهارات اللغوية ومعالجة مظاهر الضعف اللغوي. ويقدم المشروع لكل مختبر شهادة موثقة؛ تحتوي على توصيف علمي مفصل لمهاراته وقدراته اللغوية في الاستماع والقراءة والكتابة والإصدار الشفوي.
والمشروع خاص بالناطقين بالعربية المحتاجين إلى الدراسة، أو المتقدّمين إلى العمل، في بيئات تكون العربية لغةالتواصلفيها. وتقوم بإعداد المشروع وتنفيذه (لجنة الكفاءة اللغوية) في وحدة المتطلبات الجامعية العامة بجامعة الإمارات العربية المتحدة.


– لماذا سمي المشروع باسم اختبار العين ؟• حرف العَين (ع) هو الحرف الأول من كلمة (عربي وعربية) وهو الدال على اللغة العربية في مقابل حرف (E) الدال على الإنجليزية.
• صوت العَين (ع) يميز اللغة العربية عن غيرها من معظم اللغات.
• حرف العَين (ع) هو أول حرف في ترتيب الحروف العربية عند العلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي، و(العَين) اسم أول معجم في اللغة العربية، واختبار (العَين) هو أول اختبار في قياس الكفاءة التواصلية في اللغة العربية.
• انطلق الاختبار من مدينة (العَين)؛ فقد صمّمه فريق من وحدة المتطلبات بجامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العَين، ومن المنتظر أن يتم نشره في العالم العربي، ومن المناسب أن يحمل اسم المدينة التي شهدت انطلاقه.

– ما مدى أهمية اختبار العين ؟
العربية من أقدم اللغات الحية؛ إذ يتجاوز عمرها سبعة عشر قرنًا من الزمان، وهي لغة التواصل بين ملايين العرب، ولغة الشعائر الدينية لمئات الملايين من المسلمين، وقد ظلّت العربية لغة للعلم والحضارة فترات طويلة من تاريخ العالم، وبذل أجدادنا جهودًا كبيرة في خدمتها وخدمة علومها المتعددة، وعلى الرغم من هذا الماضي العريق للعربية وعلومها فإنها ـ وفق علمنا ـ ما زالت تفتقد وجود معيار علمي دقيق يقيس كفاءة المتواصلين بها؛ إذ جرت العادة على استخدام عبارات تقييمية فضفاضـة نحو: فلان متميّز في اللغة العربية، وفلانة جيّدة، وفلان ضعيف، دونما تحديد لمعاني التميّز والجودة والضعف، ودونما تحديد لمجالات التقييم: أهي المعارف اللغوية، أم المهارات التواصلية، ودونما تحديد للمستوى اللغوي المقيس: أهو فصحى التراث أم فصحى العصر أم مزيج منهما؟

ولم يعد هذا الوضع مقبولاً في هذا العصر العلمي الرقمي الذي وضعت فيه المعايير العلمية والمقاييس الدقيقة لمعظم المناشط البشرية.

ومن هنا تبدو أهمية تصميم أداة قياس معيارية موحّدة قادرة على قياس الكفاءة التواصلية بالعربية الفصيحة، ومن هنا أيضًا تظهر أهمية هذا المشروع الذي يأتي ليسد ثغرة كبيرة في مجال التواصل اللغوي بالعربية، ولينتقل بالعربية من مرحلة تعتمد على الذاتية في التقييم إلى مرحلة أخرى مؤسسة على معايير موضوعية علمية دقيقة.

– المنطلقات التي يقوم على أساسها اختبار العين :
يصدر مشروع قياس الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية عن رؤية مؤسَّسة على المنطلقات الآتية:
• الوظيفة الأساسية للغة هي التواصل.
• الكفاءة في اللغة العربية مطلب دينيّ وقومي واجتماعي ومعرفي وتربوي.
• كفاءة لغوية أفضل تعني تحقيق تواصل أفضل وظيفيًا وإبداعيًا.
• أنسب طريقة لاكتساب الكفاءة اللغوية هي تعلّم اللغة باللغة.

– من هم القائمون على مشروع الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية واختبار قياسها (اختبار العين) ؟
تقوم بإعداد المشروع وتنفيذه (لجنة الكفاءة اللغوية) في وحدة المتطلبات الجامعية العامة بجامعة الإمارات العربية المتحدة، ولكن هناك نقاط مضيئة حق أن نذكرها في هذا المقام وهي :
• كان د. عبد الله الخنبشي (مدير جامعة الإمارت العربية المتحدة) أول من نبه إلى أهمية تبني مشروع الكفاءة اللغوية في العربية، وكان ذلك عام 2022م، عندما كان مديرًا لوحدة المتطلبات الجامعية العامة، وعندها بدأت مرحلة التنظير والدراسات والعصف الذهني.
• وفي عام 2022م قام د. محمد أحمد الزرعوني (عميد وحدة المتطلبات الجامعية) بتكليف مساق اللغة العربية بالبدء في تنفيذ المشروع، وظل يرعاه ويدعمه في كل مراحله.
• بناء على ذلك انطلق فريق من محاضري قسم اللغة العربية في وحدة المتطلبات الجامعية في تحويل الدراسات النظرية إلى واقع ملموس، وذلك بمتابعة أ.رامي حمدان (مدير الخدمات الأكاديمية، ومدير المشاريع الخارجية بالوحدة).
• تشكل فريق المشروع عند انطلاقه من كل من: د. إبراهيم محمد علي (منسق مساق اللغة العربية والمشرف على المشروع)، والزملاء: د. أحمد محمود الخليل، ود. نورة علي خليل، ود. محمد عبدالباقي أبو عيانة، ود. باسلة موسى جلو، وأ. بلال فتحي سليم، ود. يسري صبحي الصاوي.
• ثم تم رفد الفريق بمجموعة من الزملاء في قسم اللغة العربية لإتمام عمليات التقييم والتزويد، هم: د. عمرو مدكور، وأ. إسلام مصطفى، ثم الزملاء: د. محمد عديل عبدالعزيز، ود. عبدالرحمن دركزللي، وأ. عبدالله محمد العبد. كما يشارك معظم محاضري القسم في عمليات المراقبة والتصحيح.


ما هي مخرجات اختبار العين ؟
تقوم فكرة الاختبار على تقديم توصيف علمي دقيق للحالة اللغوية للمرشح بعد دخوله الاختبار، ولا يعتمد الاختبار على معيار النجاح والرسوب، فليس هناك راسب وناجح في هذا الاختبار، وإنما هناك درجة يحصل عليها المرشح، وتترجم تلك الدرجة إلى توصيف للمهارات اللغوية والقدرات التواصلية التي يمتلكها، وإلى تحديد دقيق لمكانه على سلم المستويات اللغوية الخاص بالاختبار، وفيما يلي توضيح لهذا السلم:
9 ممتاز
8 جيد جدًّا
7 جيد
6 مؤهل
5 متوسط
4 دون المتوسط
3 محدود
2 محدود جدًا
1 ضعيف
0 ضعيف جدًا

لمزيد من التفاصيل يمكنكم زيارة الرابط التالي :

http://www.ugr.uaeu.ac.ae/alpt/index.shtml

والحق يقال أنني قد تابعت تفاصيل هذا المشروع ووجدت أنه بحق مشروع يليق بأمة عظيمة كأمة الإسلام، ودولة عظيمة كدولة الخلافة القادمة بإذن الله، فهذا المشروع يقوم على وضع معيار لتصنيف مدى الكفاءة اللغوية للناطقين بالعربية، وقد رأينا أمثلة شبيهة بذلك في اللغات الأجنبية، مثل امتحان (التويفيل) الخاص بالإنجليزية ومثله للألمانية وللفرنسية وهكذا.

إن من حق لغتنا، اللغة العربية، لغة كتاب الله، لغة التشريع في الإسلام، من حق هذه اللغة علينا أن نوفيها حقها، بوضع هذا المعيار الذي يعتبر خطوة أولى في مشروع الأمة الأعظم، فاليوم نقيس الكفاءة اللغوية، وغداً توضع المعالجات لرفع الكفاءة اللغوية، وهكذا نسير حتى يعود مزج الطاقة العربية بالطاقة الإسلامية وتعود لغتنا العربية إلى ما كانت عليه أيام الخلافة الراشدة الأولى.

ننصح بزيارة الصفحة ومتابعتها تأهباً للمشاركة في حال فتح باب المشاركة للجميع، وفي الموقع هناك فيلم مدته نصف ساعة يقدم شرحاً موجزاً وكافياً عن اختبار العين وكيفية التعامل معه والتدرب عليه.

بارك الله بكل القائمين على هذا المشروع وزادهم علماً واخلاصاً وابداعاً، وقد علمنا منهم رجالاً نذروا أنفسهم لحمل قضايا الأمة واستئناف الأمة السير على دروب العزة.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

استعمال لفظَيْ

استعمال لفظـَيْ ( ولد وبنت )

محمد خليل الزروق

… ومن الأخطاء – ويوجد في بعض الكتب المدرسية – أنهم يذكرون لفظي : ( ولد وبنت ) على أنهما متقابلان ، وعلى أن لفظ : ( ولد ) للمذكر ، وعلى أن اللفظين يراد بهما الصغار من الناس . وهذا كله خطأ .
فمقابل لفظي ( بنت ) و( ابنة ) هو : ( ابن ) ، ولا تدل هذه الألفاظ إلا على معنى البنوّة .
ولفظ ( ولد ) عام في المذكر والمؤنث ، وهو بمعنى ( مولود ) ، ولا يدل إلا على المولودية . قال الله – تعالى – : ( واخشوا يومًا لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا ) .
ولا تدل ( ابن ) و( ابنة ) و( ولد ) على صغر ولا كبر .
فالإنسان إذا وُلد : وليد ، والأنثى : وليدة ، والجمع : وِلدان .
ثم هو إلى الفطام : صبيّ ، والجمع : صِبيان ، والأنثى : صبية ، والجمع : صبايا .
وهو : طفل ، من ولادته إلى الحلم ، والأنثى : طفلة ، ويصلح طفل للجمع ، كما قال الله – تعالى – : ( ثم يخرجكم طفلاً ) ، ( أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ) ، ويجمع على أطفال ، وفي القرآن الكريم : ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم ) . وله مصدر ، فيقال : الطفولة ، والطفولية .
ثم هو : يافع ، إذا ارتفع ولم يبلغ الحلم .
وهو : غلام من فطامه إلى نحو من بلوغه .
فإذا بلغ فهو : ناشئ ، والأنثى : ناشئ وناشئة .
ثم هو : شاب ، إلى زمن الكهولة – والكهولة من أوساط الثلاثين إلى زمن الشيخوخة ، وهو الخمسون ، ويخطئون فيه ، فيظنون الكهل الشيخ الكبير – والجمع : شباب وشُبّان ، والأنثى : شابة ، والجمع : شوابّ . وأما الشبيبة فمصدر لا جمع ، ويخطئون فيه ، فيستعملونه جمعًا . وشباب يصلح مصدرًا وجمعًا .
وبمعنى شاب : فتى ، والجمع فِتيان وفتية ، والأنثى : فتاة . وبمعنى فتاة : جارية ، ويخطئون فيه ، فيظنونه خاصًّا بالأَمَة ؛ أي المملوكة .
ملخص من كتب كثيرة مع التحرير والترجيح ، منها : المخصص لابن سيده ، وفقه اللغة للثعالبي ، والتلخيص للعسكري ، والتاج للزَّبيدي .
فالصحيح إذًا أن يقال مكان : ( ولد وبنت ) : ( طفل وطفلة ) .


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

اعتماد اليهود على العربية لإصلاح العبرية

بسم الله الرحمن الرحيم ..
باحث مغربي يؤكد اعتماد اليهود على العربية لإصلاح العبرية

مفكرون وأكاديميون يشاركون في تكريم الدكتور عبد العزيز بن عبد الله (الجزيرة نت)

الحسن السرات-الرباط

أكد الدكتور عبد العزيز بن عبد الله عضو أكاديمية المملكة المغربية أن اللغة العربية كانت لغة العلم والحضارة والآداب والفنون قرونا طويلة، وأن هذه المكانة الرفيعة لم تكن عند العرب والمسلمين فقط، بل لدى الأعاجم الأوروبيين واليهود الذين تركوا مؤلفات ومخطوطات تبرهن على ذلك.

وقدم عبد العزيز الذي كان يتحدث في حفل تكريمه من قبل الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بالمغرب مساء أمس نماذج وشهادات عن تلك المؤلفات والمخطوطات. وأضاف الرئيس الأول لمكتب تنسيق التعريب طيلة ثلاثة عقود أن اليهود اعتمدوا على مؤلفات سيبويه العالم اللغوي في العربية لإصلاح نحو اللغة العبرية.

منجزات التعريب
وكشف المتحدث المعروف بمؤلفاته التاريخية أن الأمازيغ المغاربة تعلموا اللغة العربية وتفوقوا فيها، وجعلوها حاملة لثقافتهم وتاريخهم، وأن تعلقهم بها جعلهم يتوقون إلى التخلي عن انتماءاتهم القبلية والجنسية. وشدد على أن تطوير اللغات الأمازيغية والحفاظ على تراثها وثقافتها لن يتأتى بغير اللغة العربية، وأن كتابتها بشارات أشبه ما تكون باللغة الصينية لن يحقق التطوير المطلوب.

الدكتور عبد العزيز بن عبد الله (الجزيرة نت)
وقال إن أهم إنجاز حققه مكتب تنسيق التعريب هو “التوصل إلى توحيد جميع المصطلحات في ثلاث لغات بالعلوم والتقنيات والذهنيات والاجتماعيات”، منوها إلى أن أحد خبراء التعريب أصبح فيما بعد وزيرا للتعليم بالمغرب.

صعوبة الفرنسية
الدكتور موسى الشامي رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية أوضح من جهته، أن تكريم عبد العزيز بن عبد الله “وفاء للرجال العظام الذين قدموا خدمات جليلة للغة العربية بالمغرب”.

وأضاف أن الجمعية ارتأت أنه لا يمكن لها أن تبدأ أي نشاط دون أن تنظر إلى الماضي، خاصة إلى العمالقة الذين نافحوا عن العربية، مضيفا أن المحتفى به هو الذي تحمل رسميا مسؤولية كبيرة بعد الاستقلال في العالم العربي. ومضى الشامي إلى القول “إن جمعيتنا تتميز بميزة هامة، وهي أن معظم أعضائها أساتذة للغة الفرنسية، فهم أعرف الناس بها وبصعوبتها المضاعفة مقارنة مع يسر اللغة العربية وبساطتها”.

وشارك في حفل التكريم ثلة من الأساتذة والمفكرين والأكاديميين المدافعين عن اللغة العربية.

المصدر: الجزيرة

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2…D7CDBFD1C2.htm


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

النَّقد الأدبيُّ .وأشباه النُّقَّاد

قال أبو فهر محمود محمد شاكر: ( وإذا نُزِعَ الحياء كثر البلاء ) [ جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر 2 / 828 ].
لهذا المقال قِصَّةٌ أسوقها إليك – أيها القارئ الكريم – لِتَفْهَم عنِّي ما أقولُ ، وتُقْبِل إليَّ بوجه الرِّضى والقَبُول.
حدَّثني صاحبي – وهو شاعرٌ مُفْلِقٌ ثِقَةٌ – أنَّ أَحَدَ النُّقَّاد عَرَضَ عليه أن يُصَنِّفَ كتابًا يحشوه بدراسات نقديَّة لقصائد صاحبنا تُعْلِي ذِكْرَه وتُظْهِر أَمْرَه ، فلمَّا رَدَّهُ صاحبي وأَنْكَرَ عليه ، تَغَيَّرَ له ، وعاب عليه شِعْرَهُ وذَمَّه!
هذا النَّاقِدُ وأمثاله مِنْ أشباه النُّقَّادِ لهم ظهورٌ على السَّاحة النَّقدية العربيَّة الحديثة أَفْسَدَ رَوْنَقَ النَّقْدِ الأدبيِّ وأَضَرَّهُ ، وَخَرَجَ على أصوله وقواعده…فلا أمانة في النَّقْدِ ، ولا نزاهة في إطلاق الأحكام ، ولا إنصاف في دراسة النَّصِّ. ولا غرو! فهؤلاء يصدرون عن نفوسٍ تسوسها الشَّهوات ، تراهم رُكَّعًا سُجَّدًا بين يَدَيْ نصوصٍ زَيَّنَتْها لهم أهواؤهم الجامحة ، فلا يلتفتون إلاَّ إليها ، ولا يحتفلون إلا بها…يَقِفُونَ على ما لا يستحقُّ الوقوف ، ويتَخَيَّرون مِنَ النُّصوص ما يتخيرون ، وَيَسْتَبْدِلُونَ الذي هو أدنى بالذي هو خير ، مستفرغين مجهودهم في دِراساتٍ لم تَسْلَم مِنْ فَسَادِ التَّكَلُّفِ ، وَسَمَاجَةِ التَّمَسُّحِ والتَّزَلُّفِ!
والنَّقْدُ في يد هؤلاء كالسَّيف البَتَّار يَضْرِبُونَ به رقاب مَنْ يُبْغِضُون ، ويذودون به عَنْ حِياضِ مَنْ يَتَقَرَّبون إليهم ، يَرفعون أقواما ، ويضعون آخرين! ولسان حالهم يُنشِدُ:
وَمَنْ لم يَذُدْ عن حَوْضِه بِسِلاَحِهِ ** يُهَدَّمْ ومَنْ لاَ يَظْلِمِ النّاسَ يُظْلَمِ!
وإنْ كانت غايةُ النَّقْدِ التَّمْيِيزَ بين الجَيِّد والرَّدِيء مِنَ النُّصوص ، فأين هؤلاء مِمَّا نَقُولُ!
ويا ليت شِعري ، كيف يكونُ النَّاقِدُ – إن كان حَالُهُ كَحَالِ هؤلاء – صادقًا في أحكامه ، نزيها في تحليلاته ، لا يُخاتِلُ ولا يُجَامِلُ؟!
إنَّ النَّقْدُ الأدبيُّ عِلْمٌ له أصولٌ وقواعدُ ومُصْطَلَحاتٌ وأدواتٌ ، وهو فَنٌ صَعْبُ المرتقى ، لا يُحْسِنُهُ إلا ذو عِلْمٍ وَخِبْرَة وَدِرَاية ، وإنَّما يقوم على الفهم
والتَّحليل ، والفَحْصِ والتَّعليل ، والإنصاف والنَّزاهة في الحُكْمِ على المَنْقودِ ، ولا يكونُ النَّقْدُ صَادِقًا سَدِيدًا إلا إذا تَبَرَّأَ مِنْ كُلِّ ما قد يُؤثِّرُ في أحكامه
أو يُفْسِدُها.
وإنَّ مِنْ أضرّ ما ابتليت به حركة النَّقد العربية الحديثة غياب النُّقَّاد المُنْصِفين عن السَّاحة النَّقدية ، أو ضَعْف حضورهم وقِلَّة إنتاجهم…فَغَلَبَ السَّوادُ البياضَ ، والرَّديءُ الجَيِّدَ.
فما أحوجنا إليكم معشر النُّقاد المنصِفين! وما أحوجنا إلى نَقْدٍ عِلْمِيٍّ نزيهٍ يُصْلِحُ ما فَسَدَ ،ويُقَوِّمُ ما اعْوَجَّ ، ينسبُ الفضل إلى أهله ، ويَرُدُّ الحقَّ إلى أصحابه ، وَيُعِيدُ قافلة النَّقد إلى طريق الاستقامة والعدل والإنصاف.

عَمَّار محمد الخطيب
[ مقالٌ منشور في رابطة أدباء الشام ، العدد: 303 بتاريخ 2022/5/23


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

صَعْفُوق والمثال النادر

القاموس المحيط
الصَّعْفوقُ : اللَّئيمُ وة باليَمامَةِ لهُمْ فيها وَقْعَةٌ ويُقالُ : صَعْفُوقَةُ وليسَ في الكلامِ فَعْلولٌ سِواهُ . وأمَّا خَرْنوبٌ فَضَعيفٌ ، وأمَّا الفَصيحُ فَيُضَمُّ خاؤُهُ أو يُشَدُّ راؤُهُ . والصَّعافِقَة : خَوَلٌ لبَني مَروانَ ويُقالُ لهم : بَنو صَعْفوقَ ويُضَمُّ صادُه مَمنوعٌ للعُجْمَةِ سُمُّوا لأَنهم سكَنوا صَعْفوقَ و: القومُ يَشْهَدونَ السُّوقَ للتِّجارَةِ بِلا رأسِ مالٍ فإذا اشْتَرى التُّجَّارُ شيئاً دَخَلوا معهم ، الواحدُ : صَعْفَقِيٌّ وصَعْفَقٌ وصَعْفوقٌ بالفتح ج : صَعافيقُ أيضاً.

بارك الله فيك


جزاك الله الف خير