الجمهوريـة الجزائريــــة الديمقراطيـة الشعبيـــــة
وزارة التعليــم والبحث العلمـــي
المركز الجامعي زيان عاشوربالجفلةمعهد: الآداب وعلم الاجتمــاع
فرع : علـم اجتماع وديمغرافيا المقياس : ديمغرافياالطالب: الفـوج : مواطن
السنـة : الآخرة
– Jubaإشراف الأستاذ
– المتعلم مدى الحياة
السنة الجامعية
لم يصل إلى الجامعة للأسفخطةالبحث
1/ المقدمـــــــــة
الإشكالية : ماهو أثر النظرية المالتوسية في الدراسات السكانية ؟
المبحث الأول: مؤسس النظرية المالتوسية
المطلب الأول : توماس روبارت مالتوس
– حياته ومؤلفاته
المبحث الثاني : نظريته في السكان
المطلب الأول : مقاله في السكان
المطلب الثاني : نقد نظرية مالتوسالخاتمـــــــــة :
1/ مقدمة :
كان الناس فيما مضى يعتقدون أن زيادة السكان خير وبركة كما أنها عامل على التقدم وأن من ينجب أطفالا كثيرين يؤدي خدمة جليلة للمجتمع ويكون أكثر فائدة من الأعزب الذي يخشى الزواج خوفا من كثرة النسل ومن المتزوج الذي لا ينجب أطفالا وبالتالي لا يترك وراءه أثرا يفيد به مجتمعه وقد ظل هذا الاعتقاد سائدا في أوربا حتى القرن التاسع عشر تقريبا حين بدأ الناس يغيرون موقفهم منه وخاصة في المدن حيث أصبح الكثيرون يخشون كثرة النسل التي يؤدي إلى الفقر والي الكثير من المشاكل الآمر الذي أدى إلى ظهور وسائل منع الحمل ثم انتشار هذه الوسائل بدرجة
شعرت معها كثير من الحكومات بقلق علي مستقبلها نتيجة لانخفاظ نسبة المواليد بشكل واضح وهكذا كان الأمر في أغلب البلاد الأوروبية .
حياته :
ولد توماس رو برت مالتوس في إنجلترا عام 1766 ، درس اللاهوت في جامعة كمبردج كما برع في الرياضيات وأصبح لا يعتقد في شيء ينقصه الدليل وعلى ذلك فقد رفض أن ينساق مع تيار التفاؤل الذي قام على أساس عاطفي يستولي على أفئدة الناس دون تفكير أو مناقشة ولم يتأثر مالتوس بهذا التيار من التفاؤل لأنه كان يحكم عقله في كل شئ وبكل دقة .
ثم التحق كاهنا بكنيسة إنجلترا في سنة 1798 وعمل أستاذا للتاريخ وعام الاقتصاد في سنة 1806 حتى وفاته في سنة 1834 وقد شهد العصر الذي عاش فيه مالتوس في غرب أوربا تغيرت اجتماعية واقتصادية هامة أدت إلي ارتفاع بطئ في معدل زيادة السكان وقد ساد آنذاك أمر هام هو أن الشعب الكثير العدد يكون ذا قوة اقتصادية وعسكرية وذلك بعض النظر عن الظروف الذي يعيش في ظلها أفراد هذا الشعب .مؤلفاته : كتاب : محاولة حول مبدأ السكان سنة 1798 .
مقالات في الاقتصاد والسكاننظريته في السكان :
مقاله في السكان:
نشر مالتوس مقاله الأول في سنة 1798 وهو في 32 من عمره دون ان يذكر أسمه فيه وقد
ظهر بعنوان مطول هو (( مقال عن مبدأ العام للسكان كما يؤثر في تقدم المجتمع في المستقبل
، مع ملاحظات على تكهنات جدوين ودي كوندرسيه وغيرهما من الكتاب )) .
وليس هناك افضل من أن نستعرض بعض فقرات مما كتب مالتوس في مقاله لكي نفهم آراءه
، فقد كتب في الطبعة الأولى يبني قضيته على حقيقتين :* الحقيقة الأولى : أن الغذاء ضروري لحياة الإنسان
* الحقيقة الثانية : أن الشهوة الجنسية بين النوعين ضرورة أيضا وأنها ستبقى على ماهي عليه
ثم أكد بعد ذلك ( أن قوة السكان في التزايد أعظم من قوة الأرض في إنتاج القوت للإنسان ……… والسكان ، إذا لم يعق نموهم عائق ، يتزايدون حسب متتالية هندسية في الوقت الذي يتزايد فيه القوت حسب متتالية حسابية فقط ) ولما كان الإنسان لا يستطيع الحياة بدون غذاء
(( فإن هاتين القوتين غير المتعادلتين لا بد أن يوجها نحو التعادل .)) ولذلك فان العوائق التي تحد من نمو السكان (( دائمة النشاط )) ؛ وكل هذه العوامل ((يمكن حصرها في البؤس والرذيلة )) أما البؤس الذي يرفع نسبة الوفيات ؛فرأى أنه ((نتيجة ضرورية محتومة )) ؛ولكنه لم يكن متأكدا من الرذيلة التي تخفض نسبة المواليد ؛إذ كتب يقول ((إن الرذيلة نتيجة محتملة جدا ‘ولذلك نراها سائدة بكثرة ‘ولكن لا يصح أن يقال عنها إنها نتيجة ضرورة محتومة .)) وأخيرا أنهى إلى أن (( عدم المساواة الطبيعية بين قوة السكان في التناسل وقوة الأرض في الإنتاج ‘وتدخل قانون الطبيعة العظيم الذي يجب أن يحفظ آثار هما في تعادل دائما )) قد يكون صعوبة بدت (( حاسمة ضد البقاء المحتمل لمجتمع يجب أن يعيش كل أعضائه في راحة وسعادة ودعة نسبية ولا يحسبون بأي قلق على تهيئة وسائل البقاء لهم ولأسرهم )) .
ذلك أهم ما أوردة مالتوس في الطبعة الأولى لمقالة الذي أدى إلى تشاؤم الكثيرين ولا غرابة في ذلك ‘فإن ختام مقالة كان مشعبا بالتشاؤم فعلا؛ ولم يكن من السهل التوفيق بين ما نادى به ؛ وبين فكرة أن العالم يقع تحت سيطرة إله رءوف رحيم .ولذلك فقد اتهم مالتوس بنشر كتاب ضد الدين ؛ وكان اتهاما خطيرا بسمعته كرجل دين هو نفسه .وقد دعاه ذلك إلى مراجعة مقالة بإمعان وروية ؛وأن يتعمق في دراسة السكان مدة خمسة أعوام ؛ زار خلالها أوربا مرتين ؛ وجمع مادة كبيرة ؛حللها وناقشها في الطبعة الثانية التي نشرها باسمه في عام 1803 ولذلك كان مقالة المنقح ؛ ولا يزال ؛ من أهم المراجع ذات الشأن في مسألة السكان . ويحسن أن نورد هنا شرحا وافيا لهذا المبدأ العام في السكان كما فصله في مقالة الثاني .
مبدأ مالتوس في السكان كما جاء في مقالة الثاني :
يبدأ مالتوس في عرض مبدئه العام في السكان بقوله أن الغرض الأساسي من مقالة أن يختبر آثار أحد الأسباب المهمة (( التي عاقت تقدم البشر إلي السعادة )) أما السبب فهو (( الاتجاه الثابت لجميع المخلوقات الحية نحو التزايد بدرجة أكثر من الغذاء المعد لها .)) ثم يستطرد قائلا (( أن جرثوميات الحياة التي تحتويها هذه الأرض لو تركت لتنمو بحرية لملأت ملايين القنينات خلال بضعة آلاف من السنين ؛ولكن الضرورة ؛ ذلك القانون الطبيعي العاتي المهيمن يقيدها وفق حدود معينة .إن فصائل النبات والحيوان لتنكمش تحت تأثير هذا القانون المقيد العظيم ؛ ولا يستطيع الإنسان بأي جهود معقولة أن يهرب منه .)) وعلى هذا الأساس فان البشر كغيرهم من أنواع المخلوقات الحية الأخرى يميلون إلى التزايد بسرعة أكثر من ازدياد وسائل المعيشية إلا أن هذا الميل تقيده عوامل مختلفة . وقبل أن يحلل مالتوس هذه العوامل يهتم بتوضيح الموضوع فيقول ، (( ماذا تكون زيادة السكان الطبيعية لو تركت لتمثل في حرية تامة ? وماذا ينتظر أن تكون نسبة الزيادة في غلة الأرض وسط أكثر الظروف ملاءمة للكفاح الإنساني
ثم يقول مالتوس بعد ذلك ، إنه ليس في استطاعتنا بالملاحظة المباشرة أن نتحقق من نسبة الزيادة لسكان لا يعوق نموهم عائق لأننا (( لا نجد حالة ما من الحالات المعروفة إلى الآن ، تركت فيها قوة السكان تبذل نشاطها في التزايد بحرية تامة .)) ولكن يمكننا أن نكون عن ذلك فكرة لا بأس بها مما حدث في أمريكا ، (( ففي الولايات الشمالية الأمريكية حيث كانت وسائل المعيشية أكثر من الكفاية ، وكانت أخلاق الناس أكثر صفاء ولم تكن العوائق ضد الزيجات المبكرة كثيرة … قد وجدنا أن السكان كان يتضاعف عددهم في أقل من خمسة وعشرين عاما وذلك خلال فترة تزيد على قرن ونصف . وعلى الرغم من ذلك فإنه في خلال هذه الفترات كانت الوفيات كثيرة في بعض البلاد بل كانت تزيد على المواليد أحيانا ؛ ولذلك يمكن أن نعلن في أمان أن السكان ؛ إذا لم يعق نموهم عائق ؛ يستمرون في مضاعفة عددهم كل خمسة وعشرين عاما ؛ أو يتزايدون في متتالية هندسية )) .
وإذا ما انتقلنا بعد ذلك إلي آراء مالتوس في زيادة إنتاج الأرض ؛ نجده وقد احتاج إلى مثال واقعي يستند إليه كما فعل فيما يتعلق بزيادة السكان في أمريكا قد اختار حالة بريطانيا في أيامه لهذا الغرض ؛ مع ملاحظة أن الزراعة فيها كانت وقتئذ في المحل الثاني بعد الصناعة ؛وقد رأى أنه إذ اعتنى بالأرض عناية فائقة ؛ فإنها سوف تنتج إنتاجا يبلغ ضعف الإنتاج الأصلي بعد خمسة وعشرين عاما ؛ كما رأى في الوقت نفسه أ-ن الأرض لا يمكنها أن تنتج أربعة أمثال إنتاجها الأصلي بعد خمسة وعشرين سنة أخري كما يحدث في حالة الزيادة بين السكان .
ويقول في الصدد (( سوف يناقض ذلك كل ما نعرفه عن خواص الأرض ؛ فإن إصلاح البقاع البور سوف يحتاج وقتا ومجهودا . ويجب أن يكون واضحا لكل من عندهم أي إلمام بالمواضيع الزراعية ؛ أنه نسبيا كلما اتسعت الزراعة فإن الإضافات التي يمكن للأرض زيادتها سنويا إلى متوسط الإنتاج السابق لابد أن تتناقص تدريجيا وبانتظام )) . ويتضح من ذلك أنه كانت عند مالتوس فكرة واضحة عما أصبح يعرف فيما بعد بقانون الغلة المتناقصة . ولكنه للوصول إلي مقارنة واضحة بين زيادة السكان وزيادة إنتاج الأرض ، كان على استعداد لأن أن يفترض ولوخطأ ، أن الإنتاج الإضافي السنوي للأرض سوف تكون معادلة للإنتاج الأصلي كل خمسة وعشرين عاما ؛ ثم يؤكد أنه لا يمكن لأكثر الناس تفاؤلا أن ينتظر أكثر من ذلك ؛ ولكن علي الرغم من كل هذا التساهل في حساب تزايد إنتاج الأرض ؛ فإن الغلة أو القوات سوف يتزايد في متتالية حسابية .– ولإيضاح هذا المبدأ في مسألة السكان يضرب مالتوس المثل الآتي :
(( إذا أخذنا الأرض كلها … وفرضنا أن السكان الحالين يعادلون ألف مليون ؛ فإن الأنواع البشرية سوف تتزايد حسب الأرقام 1: ؛ 2 ؛ 4 ؛ 8 ؛ 16 ؛ 32 ؛ 64 ؛ 128 ؛ 256… ألخ بينما يزداد القوت حسب الأرقام :1 ؛ 2 ؛ 3 ؛ 4 ؛ 5 ؛ 6 ؛ 7 ؛ 8 ؛ 9 …ألخ . وعلي ذلك فخلال قرنين يكون عدد السكان بالنسبة للمواد الغذائية كنسبة 256 إلى 9 ؛وبعد ثلاثة قرون 496 إلى 13)).
ويختم مالتوس الباب الأول من مقاله بفقرة كثيرا ما تغفل في نقد رأيه وهي (( في هذا الفرض لم توضع أي قيود على إنتاج الأرض ، فقد يزداد على الدوام ويصبح أكثر من أية كمية بعينها ، ولكن مع ذلك فإن قوة السكان تكون أكثر علوا ولايمكن خفض الزيادة في الأنواع البشرية إلي مستوى وسائل المعيشة إلي بالعمل الدائم لقانون الضرورة القوى الذي يعمل كضابط للقوة العظمى ( السكان ) . ))
وفي الباب الثاني من المقال يبحث مالتوس العوامل التي تضبط أو تعيق زيادة السكان . أما العائق النهائي فهو الحاجة إلي الغذاء ولكن في نظره ليس بالعائق المباشر إلا في المجاعات أما العوائق التي تعمل باستمرار وبقوة تزيد تبعا لظروف كل مجتمع فصنفها إلي صنفين :– عوائق إيجابية :
وهي متعددة ومختلفة وتشمل كل عوامل البؤس التي تنقص عدد السكان بتقصير الحياة البشرية ، أي بزيادة نسبة الوفيات ، كالحرف المضرة بالصحة والأعمال الشاقة ، مثل تشغيل الأطفال ، والتعرض لتقلبات الفصول ، والفقر الشديد وتربية الأطفال السيئة ، وازدحام المدن الكبيرة والإفراط بأنواعه ، وكل الأمراض والأوبئة والمجاعات .
-العوائق المانعة :
فتؤثر في نمو السكان عن طريق خفض نسبة المواليد ، وقسمها إلي قسمين :
1/ الرذيلة :
وتشمل الاختلاط الجنسي الفوضوي ، والميول الجنسية غير الطبيعية ،وانتهاك حرمة الزوجية ، والوسائل المختلفة لإخفاء نتائج العلاقات غير الشرعية ،
2/ الضبط الأخلاقي :
فهو الامتناع عن الزواج مع الاحتفاظ بسلوك عفيف طول مدة الامتناع .
ولاشك أن مالتوس فقد خلص نفسه من الاتهام الذي وجه إليه ، وهو نشر مقال ضد الدين ، فالضبط الأخلاقي ليس رذيلة ولا بؤسا ، ولكنه في الوقت نفسه يحفظ عدد السكان في الحدود المناسبة ، وبهذا الرأي الجديد الخاص بالضبط الخلقي محا كل شائبة ظاهرة تشوب رحمة اللهوختم مالتوس الباب الثاني من مقاله بتلخيص مبدئه العام في السكان في
المسائل الثلاث الآتية :
أ / يحدد عدد السكان ضرورة بوسائل المعيشة أي القوت .
ب/ يزداد عدد السكان بشكل ثابت ، حينما تزداد وسائل المعيشة ، مالم يعق ذلك
موانع قوية جدا وظاهرة .
جـ/ هذه الموانع والموانع الأخرى التي تضبط قوة السكان العظمى ، وتجعل آثارها في
مستوى وسائل القوت ، ترجع كلها إلي الضبط الأخلاقي والرذيلة والبؤس .وهناك ملاحظتان جديرتان بالذكر حول المبدأ العام لمالتوس :
الأول :
ليست المتتالية الهندسية التي ذكرها مالتوس أية متتالية ، ولكنها متتالية معينة ، بمعنى أن العدد يتضاعف كل 25 عاما ، ولا يكون ذلك في أي نوع من السكان وإنما في سكان غير معوقين بأي عائق مما ذكر سالفا ، وكذلك الحال في المتتالية الحسابية ، فهي متتالية معينة، وقد اعتبرها حدا أقصى ، ولم يرى أنه من الممكن زيادة وسائل المعيشة كل 25 عاما بكمية تعادل الإنتاج الأول ، ولكنه أفترض ذلك لتوضيح رأيه .
الثانية :
هناك رأي شائع وهو أن مالتوس تنبأ بأن السكان إذا اطردت زيادتهم فسيكون لذلك نتائج مروعة في المستقبل القريب أو البعيد ، ولكن جوهر مقاله يتركز في أن استعداد السكان ليفوقوا وسائل القوت كان ولم يزل دائم التأثير ، ونتج عنه ، ولا يزال ينتج عنه ، أحداث مروعة تنحصر في البؤس والرذيلة ، وهذا رأي جديد من ناحية ، ومفعم بالتشاؤم من ناحية أخرى .
نقد نظرية مالتوس
نقـــــــد 01 :
إن افتراض مالتوس بأن السكان يتزايدون وفق متتالية هندسية هو افتراض صحيح نظريا
( أي من جهة النظر الرياضية ) إلا أن ذلك مستحيل التحقيق من الواقع حيث لا يمكن التصور بأن السكان سيتضاعفون هندسيا إلي مالا نهاية .
وكذلك زيادة الغذاء حسب متتالية حسابية لا يصدق في كل زمان ومكاننقـــــــد 02 :
لم يضع في حسابه التطور العلمي ودوره في ابتكار وسائل منع الحمل لتقليل النمو السكاني
نقـــــــد 03 :
تناول مالتوس في حديثه عن السكان ووسائل المعيشة الموارد الغذائية فقط دون اعتبار لبقية نواحي المعيشية الأخرى التي تتحدد مستوى معيشة السكان مثل ( توفر الموارد الطبيعية – استخدام الأساليب التكنولوجية والتنظيم الاجتماعي )خاتمــــــة:
بغض النظر عن النقد الموجه لنظرية مالتوس إلا أنها تعتبر من أهم النظريات في مجال السكان بحيث أصبحت مرجعا للكلام عن الأفكار السكانية الماضية والتالية له حيث كان له فضل كبير في توجيه الأنظار مبكرا إلي مشكلات السكان بل أن هناك من الباحثين من يعتبره المؤسس الحقيقي للدراسة الحديثة للسكان ، حيث استخدم الحقائق العاصرة له لتأييد مذهبه السكاني يصدد حركة النمو السكاني وعلاقتهما برفاهية الإنسان كما أنه أسهم بدور كبير وربما أكثر من غيره إدخال دراسة السكان في نطاق ميدان العلم الاجتماعي بهدف تحسين الظروف معيشة بنى البشر .المراجع المتبعــــة
1/ د/ حسين ، الساعاتي . د/ عبد الحميد ، لطفي. دراسات في السكان . دار المعرفة الجامعية
2/ د / فتحي ،محمد أبوعياد . علم السكان . دار النهضة العربية . بيروت . لبنان. طبعة الخامسة
.السنة 2000
الوسم: النظرية
النظريات الحديثة في علم الاجتماع التربوي (التفاعلية الرمزية، والنظرية المعرفية(
أولاً: التفاعلية الرمزية Symbolic Interactionalism :
تعتبرُ التفاعلية الرمزية واحدةٌ من المحاور الأساسيةِ التي تعتمدُ عليها النظرية الاجتماعية، في تحليل الأنساق الاجتماعية.
وهي تبدأ بمستوى الوحدات الصغرى (MICRO)، منطلقةً منها لفهم الوحدات الكبرى، بمعنى أنها تبدأُ بالأفراد وسلوكهم كمدخل لفهم النسق الاجتماعي(1). فأفعالُ الأفراد تصبح ثابتةً لتشكل بنية من الأدوار؛ ويمكن النظر إلى هذه الأدوار من حيث توقعات البشر بعضهم تجاه بعض من حيث المعاني والرموز(2). وهنا يصبح التركيز إما على بُنى الأدوار والأنساق الاجتماعية، أو على سلوك الدور والفعل الاجتماعي.
يواجهُها.3) إرفنج جوفمان Erving Goffman (1922-1982):
وقد وجَّهَ اهتمامَهُ لتطوير مدخلِ التفاعلية الرمزية لتحليلِ الأنساق الاجتماعية، مؤكداً على أن التفاعلَ – وخاصةً النمطَ المعياريَّ والأخلاقيَّ- ما هو إلا الانطباع الذهنيُّ الإرادي الذي يتم في نطاق المواجهة، كما أن المعلوماتِ تسهم في تعريف الموقف، وتوضيحِ توقعات الدَور(8).
4) كما أن هناك عدداً كبيراً من العلماء الذين لم تُناقَش أعمالُهم بشكلٍ واسع، مع أنهم من أعلامِ ومؤسسي النظرية التفاعلية الرمزية. ومنهم:
• روبرت بارك Robert Park، (1864-1944). ووليم إسحاق توماس W. I. Thomas، (1863-1947). وهما من مؤسسي النظرية.
• مانفرد كون Manferd Kuhn، (1911-1963). وهو عالم اجتماع أمريكي، ومن رواد مدرسة (آيوا) للتفاعلية الرمزية.
• وكذلك كل من ميلتزر Meltzer، وهيرمان Herman، وجلاسر Glaser، وستراوس Sturauss، وغيرِهم.مصطلحاتُ النظريّة:
1. التفاعل Interaction: وهو سلسةٌ متبادلةٌ ومستمرةٌ من الاتصالات بين فرد وفرد، أو فرد مع جماعة، أو جماعةٍ مع جماعة.
2. المرونة Flexibility: ويقصد بها استطاعةُ الإنسان أن يتصرفَ في مجموعةِ ظروفٍ بطريقة واحدة في وقت واحد، وبطريقةٍ مختلفة في وقتٍ آخرَ، وبطريقةٍ متباينة في فرصةٍ ثالثة.
3. الرموز Symbols: وهي مجموعةٌ من الإشارات المصطَنعة، يستخدمها الناسُ فيما بينهم لتسهيل عمليةِ التواصل، وهي سمة خاصة في الإنسان. وتشملُ عند جورج ميد اللغةَ، وعند بلومر المعاني، وعند جوفمان الانطباعاتِ والصور الذهنية(9).
4. الوعيُ الذاتي Self- Consciousness: وهو مقدرةُ الإنسان على تمثّل الدور، فالتوقعات التي تكُون لدى الآخرين عن سلوكنا في ظروف معينة، هي بمثابة نصوصٍ يجب أن نَعيها حتى نُمثلَها، على حدّ تعبير جوفمان(10).ثانياً: النظرية المعرفية في علم الاجتماع التربوي:
يُعرّف جورج غورفيتش علمَ اجتماعِ المعرفةِ على أنه: دراسةُ الترابطات التي يمكن قيامُها بين الأنواع المختلفة للمعرفة من جهة، والأطُر الاجتماعية من جهة ثانية(11). فعلم اجتماع المعرفة يركز على الترابطات الوظيفية القائمة بين أنواع وأشكالِ المعرفة، بحدِّ ذاتها، ثم بينها وبين الأطُر الاجتماعية، مما يكشف عن أن عَصَب المعرفة يَكمنُ في وظائفها(12).
أما علمُ اجتماع المعرفة التربوي فيُعرفه يونج M. Young على أنه: المبادئُ التي تقف خلفَ كيفيةِ توزيع المعرفةِ التربوية وتنظيمِها، وكيفيةِ انتقائِها وإعطائِها قيمتَها، ومعرفةِ ثقافة الحسّ العام، وكيف يمكن ربطُها بالمعرفة المقدَّمةِ في المدارس، واعتبارها المدخلَ الحقيقيَّ للتعليم(13).
وبناء على ذلك يهتمُّ علمُ اجتماع التربيةِ المعرفي بالبحث في الثقافات الفرعيّةِ داخلَ المجتمع، وعمليةِ التنشئةِ الاجتماعية، وأثرُ ذلك على قِيَم الطفل واتجاهاتِه، ومستوى تحصيلِه الأكاديمي واللُغوي. ويَهتم أيضاً بالبحث في طبيعة العلاقة المتبادلة بين التعليم والتغيّر الاجتماعي، وتحليلِ المدرسةِ كمؤسسةٍ تربوية، معتمداً في ذلك على استخدام الأسلوبِ السوسيولوجي الدقيق Micro – Sociological Approach(14).مصطلحاتُ النظريةِ المعرفية:
1. نُظُم المعرفة: ويُعنى بها أن المعرفة اجتماعية؛ لأن إنتاج المعرفة ليس عملاً فردياً، وإنما هو عمل جماعي.
2. توزيعُ المعرفة: تأخذ المعرفةُ أشكالاً هرميةً تبعاً لتدرجها في القيمة؛ لأن تميُّزَ بعض المعارف عن بعضها الآخر شرطٌ ضروريٌ لبعض الجماعات، وذلك لكي يكتسب المنتفعون منهم أهميةً وشرعيةً لمكانتهم الاجتماعية العالية.
3. الموضوعية والنسبية: إن المعيارَ الوحيدَ للمعرفة هو تحسينُ الأوضاع الإنسانية، فالمعرفةُ القائمةُ على السياقات الاجتماعية جاءت لحلِّ مشكلةِ الإنسان(15).
4. رأسُ المال الثقافي Cultural Capital: يعرِّفه بوردو على أنه: الدورُ الّذي تلعبه الثقافةُ المسيطرة أو السائدة في مجتمع ما، في إعادة إنتاجِ أو ترسيخ بُنيةِ التفاوت الطبقيّ السّائدِ في ذلك المجتمع.ومن أشهرِ ممثلي النظريةِ المعرفية:
1. مايكل يونج M. Young:
الذي أَعلنَ مَولِدَ علمِ اجتماع المعرفة التربوية عامَ 1971، في كتابه: (علمُ اجتماعِ التربيةِ الجديد). وهو يَرى بأن علمَ اجتماع التربية التقليدي كلِّهِ باءَ بالفشل؛ لأن الباحثين أخَذوا المشكلات مأخَذَ التسليم على أنها مشكلاتُ التربية الجديرةِ بالدراسة، من غير أن يحاولوا فحصَ قيمةِ تلك المشكلات نفسِها، لتبيِّن أهميتَها بالنسبة للتربية. فالمدخلُ الحقيقي للإصلاح هو خلقُ المواقف المشكِلةِ، وأن تضَعَ المعرفةُ التربويةُ نفسَها موضع الشّك والتساؤل، فيتغيّر الجدلُ حولَ قضايا التربية، وتَتولّدُ نظرياتٌ خصبة، وبحوثٌ جديدةٌ في مجال البرامج الدراسية(16).2. برونر J. Bruner:
الذي تزعّمَ حركةَ العودةِ إلى الأساسيات Back – to Basic – Movement. إثرَ محاولاتِ إصلاح التعليم، بعدَ أزمة سبوتنيك عام 1957م. وكان كتابُهُ الشهير (العملية التربوية) The Process of Education. بمثابة إنجيل إصلاح المنهج في التعليم الابتدائي والثانوي.
ولبُّ نظرية برونر هو الدعوةُ إلى تجديدِ البُنية الأساسيةِ للتعليم، مع المحافظة على الحواجز بينَ كلِ مادة وأخرى. وهو يعتمدُ على مُسلّمةٍ مُؤَدّاها: أن كلَ الأنشطة العقلية في أي موقع من ميادين المعرفة هي واحدة، مهما تضخّمت المعرفةُ أو تقلَّصت(17).3. بيير بوردو:
إن المقولةَ الرئيسية التي بَنى عليها بوردو نظريتَه، هي أن الثقافة وسطٌ يتم به، ومن خلاله عملية إعادة إنتاج بُنية التفاوت الطبقي. ويستند بوردو في إثبات هذه المقولةِ وتحليلها إلى نظريتين، هما(18):
• مفهومُ رأس المال الثقافي The Cultural Capital.
• مفهوم الخصائص النفسية The Habitus.فالثقافة عند بوردو تَفرضُ مبادئ بناءِ الواقع الاجتماعي الجديد، كما أنها –كأنساق رمزية- هي بمثابة رأسِِ مالٍ قابل للتحول إلى رأسِ مالٍ اقتصادي أو اجتماعي أو أيّ شكل آخرَ من رؤوس الأموال المختلفة(19).
4. ومن ممثلي النظرية المعرفية في علم الاجتماع التربوي كلٌّ من:
فلود Floud، وهالسي Halsey، ومارتن Martin.تعقيب
إن النظريةَ التفاعليةَ الرمزيةَ، لا تقدّم مفهوماً شاملاً للشخصية، فأصحابُ النظرية وعلى رأسِهم بلومر يقرّون بأن هذه النظرية يجب ألا تُشغِل نفسَها بموضوع الشخصية كما ينشغل بها علم النفس. وهذا سبب واضحٌ، ومبررٌ جوهري على قِلة الاستفادة من هذه النظرية في الميدان التربوي، على الرغم من وجود بعض الأبحاث القليلة المنشورة هنا وهناك.
كما أن التفاعليةَ الرمزية أغفلت الجوانبَ الواسعةِ للبُنية الاجتماعية؛ لذلك نجدها لا تستطيع قولَ أي شئ عن ظواهرَ اجتماعية كالقوّة والصراع والتغيّر، وأن صياغتَها النظرية مُغرقةٌ في الغموض، وأنها تقدم صورة ناقصة عن الفرد.أما فيما يتعلّق بالنظرية الاجتماعية في علم الاجتماع، فيمكن القول بأنها المجالُ السائدُ حالياً في علم الاجتماع التربوي، وقد انفردَت باسم: (علم الاجتماع التربوي الجديد)؛ لأنها جمعت بين أسلوب البحث الدقيق، باستخدام أسلوب الملاحظة، والملاحظة بالمشاركة داخل الغرفة الصفية، وبين أسلوب البحث الاجتماعي الواسع، الذي اشتمل على قضايا واسعةٍ كالقهر، والصراع، والتغيّر، والحَراكِ الاجتماعي، ودور التربية في ذلك.
ولعل الدراسةَ التي قامت بها نيلّ كيدّي Nell Keddie. في إحدى المدارس الإنجليزية، بعنوان: “معرفة الفصل المدرسي” من بين الدراسات القليلة التي أُجريَت في إطار هذا الاهتمام بالمعرفة التي توجَد لدى المعلمين حول تلاميذهم، وهي نموذج لاهتماماتِ علم اجتماع التربية الجديد.الهوامش
(1) فادية عمر الجولاني.(1997)، علم الاجتماع التربوي، مركز الاسكندرية للكتاب. ص215
(2) إيان كريب. (1999)، النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس، ترجمة محمد حسين غلوم، عالم المعرفة، ع (244)، الكويت. ص130
(3) إيان كريب. (1999)، المرجع السابق. ص131
(4) حمدي علي أحمد. (1995)، مقدمة في علم اجتماع التربية، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية. ص180
(5) علي عبد الرزاق جلبي. (1993)، الاتجاهات الأساسية في نظرية علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية. ص237
(6) فادية الجولاني. (1997)، مرجع سابق. ص216
(7) إيان كريب. (1999)، مرجع سابق. ص132
(8) فادية الجولاني. (1997)، مرجع سابق. ص218
(9) علي عبد الرزاق جلبي. (1993)، مرجع سابق. ص238
(10) إيان كريب. (1999)، مرجع سابق. ص135
(11) جورج غورفيتش. (1981)، الأطر الاجتماعية للمعرفة، ترجمة خليل أحمد خليل، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت. ص23
(12) فاطمة بدوي. (1988)، علم اجتماع المعرفة، منشورات جروس برس. ص69
(13) عبد السميع سيد أحمد. (1993)، دراسات في علم الاجتماع التربوي، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية. ص43
(14) علي السيد الشخيبي. (2002)، علم اجتماع التربية المعاصر، دار الفكر العربي، القاهرة. ص67
(15) عبد السميع سيد أحمد. (1993)، مرجع سابق. ص44-47
(16) عبد السميع سيد أحمد. (1993)، المرجع السابق. ص43
(17) عبد السميع سيد أحمد. (1993)، المرجع السابق. ص56
(18) حسن البلاوي، التربية وبُنية التفاوت الاجتماعي الطبقي: دراسة في فكر بيير بوردو. 125
(19) حسن البلاوي، المرجع السابق. ص127
الأثير وصعود نجم النظرية الموجية
يكمن أصل هذه القصة ضمن إطار التصور الميكانيكي للكون الذي ابتدعه خيال ديكارت قبل ثلاثة قرون ونصف .فوفقا لديكارت :” كل أجسام الكون المرئي إنما تتكون من ثلاثة أشكال للمادة أشبه بالعناصر الثلاث المميزة”… مادة الشمس والنجوم الثابتة ومادة الفضاء ما بين المجرات ومادة الأرض والكواكب والمذنبات . أما مادة الشكل الثاني فهي – على حد تعبير ديكارت ــ ” تنقل الضوء عبر الفضاء ما بين المجرات”.
لقد أطلق على هذا الوسط الذي يعمر الفضاء اسم (( الأثير )) أو (( الأثير الضوئي )) أو (( الأثير الكوني )) [ وهو مصطلح مستعار من العلم الإغريقي الذي أناط بالأثير مهمة ملء المناطق السماوية فكان عنصرا خامسا إضافة إلى الثرى والماء والهواء والنار] . وأمسى وجوده ضرورة فيزيائية في سياق النظرية الموجية للضوء التي يبدو أنها بزغت ــ أول ما بزغت ــ في كتاب ” تنقيح المناظر لذوي الأبصار والبصائر ” لكمال الدين الفارسي . ثم ظهرت هذه النظرية ثانية في عمل “روبرت هوك ” (( الرسوم الصغيرة Micrographia)) عام 1665 واكتملت عناصرها على يد “كريستيان هويغنز” في كتابه العظيم ((رسالة في الضوء Treatise Light )) ( الذي وضعه بالفرنسية عام 1678 ونشره عام 1690 ). فاعتمدت هذه النظرية على فكرة وسط تبث خلاله الموجات الضوئية وتنتشر ( مقارنة مع بث الصوت وانتشاره ).
وهكذا بدأ ــ وبكل براءة على ما يبدو ـــ تاريخ مفهوم الأثير الذي قدر له أن ينهض بدور حاسم في فيزياء النصف الثاني من القرن التاسع عشر .ودعوني ألخص هذا التاريخ في سلسلة من اللمعات الخاطفة :
1- لقد تعثرت ـ في بادئ الأمر ـ النظرية الموجية للضوء نظرا لنفوذ أتباع “نيوتن” الذين فرضوا النظرية الدقائقبة للضوء ( نسبة إلى دقيقة بمعنى جسيم ) مع أن نيوتن نفسه أحجم دائما عن الالتزام بأي رأي قاطع عن ماهية الضوء . عزز هيمنة التصور الجسيمي هذا الاكتشاف الرئيسي في علم البصريات في النصف الأول من القرن الثامن عشر …. أعني اكتشاف “جيمس برادلي” عام 1728 ظاهرة الزيغ النجمي .
فمواقع النجوم الظاهرية تختلف عن المواقع الحقيقية بسبب حركة الأرض ( أو بكلمات أكثر دقة ــ بسبب التغير في متجه سرعة الأرض في أثناء دورانها حول الشمس ) . وقد وجدت هذه الظاهرة تفسيرا مباشرا بدلالة النظرية الدقائقية للضوء وكأن الضوء مكون من دقائق تنجمع سرعتها مع سرعة الإطار المرجعي ( أي الأرض ) جمعا إتجاهيا … . تماما مثل مسألة قطيرات المطر التي يشاهدها مراقب ساكن على الأرض ساقطة بشكل رأسي في حين تبدو لمراقب آخر في مركبة تتحرك بانتظام وكأنها تنحرف عن العمود الرأسي بزاوية ما.
2- لكن نجم النظرية الموجية أخذ في الصعود ثانية بدخول “ثوماس ينغ ” مسرح الأحداث في بواكير القرن التاسع عشر . فأصر على تفوق هذه النظرية في تفسير انعكاس الضوء وانكساره كما صاغ قانون تداخل الضوء الذي استخدمه لتفسير ظاهرة الحيد ( أو الحيود ) وحلقات نيوتن المعروفة . وكان تفسير ينغ لظاهرة الزيغ النجمي كالآتي: إذا أفترض أن الأثير المحيط بالأرض ساكن ولا يتأثر قط بحركة الأرض فإن الموجات الضوئية لن تشارك في حركة المقراب ” التلسكوب” لذا فإن صورة النجم ستزاح مسافة تساوي تلك التي تتحركها الأرض في الوقت الذي يقطع الضوء المسافة المساوية لطول أنبوب المقراب . من هنا فقد اعتقد( ينغ ) بأن الأثير يتغلغل في كل الأجسام المادية دون أي مقاومة تذكر .
3- بعد ذلك تتابعة انتصارات النظرية الموجية خصوصا على أيد عدد من فيزيائيي فرنسا البارزين في القرن التاسع عشر …. “أراغو , فرينل , فيزو , وفوكو ” .وبالتالي استحوذت فكرة الأثير على ذهن العصر كله وأصبح ثمة اعتقاد راسخ بوجود هذا الأثير كإطار مرجعي ثابت تتحرك فيه الأرض حركة مطلقة . ومع ذلك فلم يخل الأمر من مفارقات . فمثلا لتفسير سرعة الضوء الهائلة كان لابد للأثير أن يتسم بجساءة ( أو صلادة) كبيرة تماما كما أن سرعة ذبذبات النابض ( الزنبرك) لا تكون كبيرة إلا إذا كان عالي القساوة …. لكن إذا كان الأمر كذلك فكيف نعلل عدم وجود أي مقاومة تقلل من سرعة الأرض وسواها من الكواكب عبر هذا الأثير المزعوم ؟!
4- على صعيد آخر كان مفهوم المجال قد أخذ يلقي ظلاله الكاسحة على الفكر الفيزيائي بدءا من إنجازات ” فارادي ” في عام 1831 , وكان السؤال: كيف تنقل التأثيرات الكهربائية والمغناطيسية عبر الفضاء ؟هل ثمة أثير آخر متميز عن الأثير الضوئي ؟ فأتى الجواب على يدي ” ماكسويل ” عام 1861 ضمن إطار النظرية الكهرومغناطيسية للضوء إذ أن الضوء ــ بموجب هذه النظرية ــ إن هو إلا ذبذبات المجالين الكهربائي والمغناطيسي المتعامدين مع اتجاه البث والانتشار . فالسرعة التي تنقل بها التأثيرات الكهربائية والمغناطيسية هي سرعة الضوء نفسها التي يمكن حسابها لأي وسط من خصائصه الكهربائية والمغناطيسية …. إنجاز رائع وحد ظواهر الضوء والكهرباء والمغناطيسية تحت مظلة واحدة . لكن الأثير بقية حقيقة لا فكاك منها ! (( للمزيد الرجوع إلى مقالة ماكسويل عن هذا الأثير في الطبعة التاسعة من دائرة المعارف البريطانية )) .
5- وأخيرا نأتي إلى تجربة “نكلسون ” الشهيرة عام 1881 التي أعادها “نكلسون و مورلي” عام 1887 , الفكرة الرئيسية هنا تكمن ــ باختصارــ في مقارنة الزمنين الذين يستغرقهما مساران ضوئيان متساويان يبدأن من نقطة معينة ويعودان إليها… أولهما موازي لحركة الأرض المزعومة عبر الأثير .. وثانيهما متعامد مع اتجاه هذه الحركة . فالمفروض أن نلاحظ فرق يمكن حسابه من تفحص نمط تداخل الشعاعين وهذه هي الفكرة الأساسية فيما يدعى “مقياس التداخل أو المدخال” .[ والحق أن المسألة هنا أشبه بمسألة السباحين اللذين يتمتعان بقدرات مماثلة ويقطعان مسافتين متساويتين من نقطة بداية مشتركة وعودة إليها فيسبح أحدهما بموازاة التيار المائي ( معه وضده ذهابا وإيابا ) ويسب الثاني باتجاه متعامد مع التيار ] فماذا كانت نتيجة التجربة ؟ …سلبية أي لا فرق مطلقا في الزمانيين وتستطيعون أن تتخيلوا ارتباك العالم الفيزيائي وحيرته .
غير أنه تشبث بأثيره تشبث الغريق بالقشة…..!!
المصدر :
( السندباد الفيزيائي ونسبية آينشتاين )
آسف الموضوع طويل لكنه مفيد جدا لفهم النضرية الموجية:su1n_::zx35:
النظرية الاجتماعية التقليدية
الوضعيـــــــــــة 1 –
سان سيمون S. Simon
( 1825 – 1760 )
المقاربة الوضعية هي منهجية تحليله تقوم على استبعاد لأنماط الفكر والتحليل اللاهوتي ( الديني ) والميتافيزيقي ( التجريدي = الطبيعة ) من أي تحليل مقترحة بديلا عنهما الإنسان الذي بات يتمتع بقيمة مركزية في الكون ، بهذا المضمون سنكون على إطلالة لمعادلة جديدة تحكم سير الحياة الاجتماعية برمتها على النحو التالي :
الظاهرة الظاهرة الظاهرة
مرجع لاهوتي مرجع ميتافيزيقي مرجع إنساني / الوضعية
الدين الطبيعة = التجريد العقل
هذه المعادلة التي ستمثل لدى أوجست كونت المراحل التي مرت به الإنسانية ومصدر قانون الحالات الثلاث تبين لنا أن الإنسان لم يكن موضع ترحيب في المرحلتين السابقتين , إذ أن الإنسان عجز عن أن يجد له موقع أو مكانة فيما مضى لذا فقد استبعد من أي تحليل للظواهر مفسحا المجال أمام القوى الدينية أو قو ى الطبيعة . وبما انه لم يكن للإنسان أية قيمة فلم تكن أيضا للمجتمع آية قيمة, ولهذا تطورت الوضعية العلمية التي تناولت ظواهر طبيعية بينما لم تتطور ذات الوضعية حينما كانت تتناول ظواهر متعلقة بالإنسان والمجتمع , وسنرى كيف وضع أوجست كونت حدا لهذه الازدواجية في التفكير والتي يسميها الفوضى العقلية التي تسببت في ثلاث ثورات برجوازية وقعت في أعقاب الثورة الفرنسية 1789 حتى سنة 1848 ، ولكن قبل الوصول إلى أوجست كونت علينا العودة الي جذور الوضعية لدى أستاذ كونت وهو المفكر سان سيمون .
عاش سان سيمون في نظام إقطاعي سليلا لأسرة أرستقراطية ، ويحمل لقبا اجتماعيا هو الكونت وكان ضابطا برتبة ملازم أول لما كانت فرنسا تخوض حربا ضد الإنجليز في شمال القارة الأمريكية ، وقد نضج فكره حلال الثورة الفرنسية التي كانت بمثابة ثورة على النظام الاجتماعي والاقتصادي في أوروبا عامة وفرنسا خاصة وثورة على النظام المعرفي التقليدي السائد في فرنسا وثورة على النظام السياسي الملكي .
بداية المقاربة الوضعية :
بدأت المقاربة الوضعية في مرحلة الفكر الموسوعي الذي عرفه في القرن 18 واتخذت عند سان سيمون طابعا تطبيقيا عمليا وليس نظريا مثلما كان سائدا في المرحلة التجريدية أي العلم النظري المجرد ، ففي القرن 18 طور الفكر الموسوعي آليات تحليل جديدة تقوم على الترابط بين المعرفة والواقع الإنساني لذا سيمثل هذا الفكر مرجعية سان سيمون . فمن أين البداية إن لم تكن من المقاربة الوضعية للدين ؟
أ. تعريف سان سيمون للدين :
في كتابة الشهير ( المسيحية الجديدة ) يعرف الدين بأنه :
” جملة تطبيقات العلم العام التي يمكن بواسطتها أن يحكم الرجال المستنيرون غيرهم من الجهلة ” .
بهذا المضمون فان الديانة عند سان سيمون هي أداة مدنية للحكم المستنير لغير المستنيرين . وبما أن الدين يلعب دورا في التربية لذا فان التربية هي العنصر الذي يساعد على توطيد المشاعر الديمقراطية وتحقيق القيم الأساسية .
مفهومي ” السياسة ” و ” الديمقراطية = الحرية “
• السياسة هي علم الإنتاج .
• الحرية هي نبذ الميز العرقي والثقافي والسياسي .
فما الذي يحدث عندما يلتقي المفهومان ؟ سنلاحظ تغييرا في مفهوم الأمة. وإذا أعطينا هذين المفهومين مدلولا وضعيا وتصورا موضوعيا ( أي محاكمة المفهومين وتحليلهما علميا وليس دينيا ولا تجريديا ). فالذي سيحدث أن أمة جديدة ستنبثق .هذه الأمة متحررة من الميز الديني والانغلاق مثلما ستكون متحررة من تبعات الإقطاعية . ومثل هذه الأمة الجديدة يسميها سان سيمون بـ ” الأمة العاملة ” .
استنتاج أولى :
من الملاحظ أن تغير القاعدة المعرفية تسبب في تغير النتائج . فلو نظرنا إلى المفهومين في المراحل السابقة على الوضعية فلا يمكن الحديث عن أمة عاملة بالمعنى السان سيموني لان السياسة كانت حكرا على طبقة معينة ولان المجتمع ليس حرا ولا يتمتع بأية عدالة , ومثل هذه السياسة والعبودية كانتا تجدان لهما شرعية ذات طابع ديني أو طبيعي . بيد أن الوضعية بوصفها استعمال للعقل ورفع من مكانة الإنسان قدمت السياسة كأداة حيوية في تنشيط الحياة الاجتماعية والاقتصادية ونقلت الأمة من طور الخمول والكسل إلي طور العقل والإنتاج ووضعت الجميع على قدم المساواة وأصبح الإنسان سيد نفسه حرا من ا ي تمييز عرقي أو ثقافي أو سياسي .
هكذا فالانتقال من المرحلة الإقطاعية اللاهوتية إلى المرحلة الصناعية العلمية هو انتقال من ساحة العلم النظري إلي ساحة العلم التطبيقي العملي . فالوضعية تأبى الاعتراف بفواصل مابين النظري والعملي إذ ثمة ترابط بين المعرفة والواقع ألإنساني .
المواطنة والعدالة الاجتماعية :
يربط سان سيمون بين مفهوم المواطنة الذي جلبه معه من أمريكا حيث كان يقاتل الجيش الإنجليزي في بلد تعج فيه الثورات الأهلية الكبرى والعارمة وبين العدالة الاجتماعية بل انه ينحاز إلى مفهوم المواطنة معلنا في كتابه ( المسيحية الجديدة ) تخليه عن لقبه الكونت :
[ لم يعد ثمة أسياد .نحن جميعا متساوون .وأعلمكم بهذه المناسبة أنني أتخلى عن صفتي الكونت التي اعتبرها وضعية جدا أمام صفتي كمواطن ..]
تبع هذا الإعلان حسما لتردد سان سيمون في تأييده للثورة الفرنسية في البداية ثم نال لقب المواطن الصالح مرتين متتاليتين مما يعني انه بات رمزا للتحرر والمساواة والتجديد . هذه النقلة في حياة سان سيمون – المواطن الصالح – ليست نقلة سياسية فحسب بل نقلة اجتماعية وفي هذا الأساس نقلة فكرية ومعرفية في ذات الوقت . كما أن هذه النقلة أيضا جهد سان سيمون في ترجمتها من خلال عمله الدؤوب من اجل تغير مضمون المسيحية من الداخل وإكسابها مضمونا جديدا علميا يقوم على مبدأ الحرية والمساواة . هكذا يبدو الدين هو العلم العام كما يصرح سان سيمون .
عودة إلى مفهوم الدين :
إذن الدين ليس حالة ثابتة بقدر ما هو حالة تطورية ولما يتساءل عن الدين وماهية الأديان نراه في كتاب ( المسيحية الجديدة ) يقول بتطورية الأديان وعدم بقائها على حالها .
[ الأديان مثلها مثل بقية المؤسسات تتمتع بطفولة وفترة قوة ونشاط وأيضا مرحلة انهيار وحين تكون في مرحله انهيار فأنها تكون ضارة ,أما في مرحلة الطفولة فهي غير كافية ..]
ب. قراءة في المقاربة الوضعية للأديان عند سان سيمون :
السؤال : لماذا ينظر الكثير إلى سان سيمون على انه من مؤسسي علم الاجتماع الديني؟
لانه في واقع الأمر ساهم ولو بشكل محدود في تأسيس هذا العلم . ومن حيث الجوهر لان سان سيمون قدم الأديان بوصفها ظواهر اجتماعية وإنسانية من الممكن تحلياها تحليلا علميا كبقية الظواهر الأخرى . بل أن سان سيمون قاربها كما فعل ابن خلدون في نظريته حول تداول الحضارات التي تنشأ ثم تقوى ثم تنهار, وهكذا بدا له الدين . إذن الوضعية تخلصت من كل الثوابت المقدسة .
ت. ما هو الدور الذي تلعبه الفلسفة الوضعية ؟
يلاحظ أن الوضعية الجديدة كما مارسها سان سيمون لا تهدف فقط إلى تغيير شروط إنتاج المعرفة بل الى تغيير النظام السياسي والمؤسساتي والاقتصادي . بمعنى أن الوضعية تمثل نقلة جذرية في النظام السياسي والاجتماعي القائم . وما لم تحدث هذه النقلة فمن المستحيل أن نتحدث عن أمة عاملة .
إذن ثمة تغييرات تجعل من المجتمع عنصرا إيجابيا .
والسؤال هو: ما هي مستويات التغيير الجديد بحسب المقاربة الوضعية ؟
أولا : تحقيق العدالة في مضمونها السياسي والاجتماعي واستبعاد الدين من الحياة الاجتماعية
ثمة مبدأ يحكم تحقيق العدالة المنشودة ذو بعد شخصي وعلمي لدى سان سيمون . هذا المبدأ هو وجوب جبر الهوة الفاصلة بين النظري والتطبيقي للوصول إلى علاقة تكاملية بين المستويين ، ودون ذلك سيظل هناك ازدواجية تحافظ على استمرارية الهوة الفاصلة لذا لابد من إنجاز منظومة ابستيمولوجية ومعرفية جديدة تقوم على التكامل بين البعدين النظري والتطبيقي ولعل أوضح مثال هو ما طبقه سان سيمون على نفسه تعلق في دعوته إلى تحقيق العدالة تخليه عن لقب الكونت وإعلائه لشأن المواطنة ( لم يعد بيننا أسياد…).
هذه المقاربة الوضعية الباحثة عن العدالة السياسية والاجتماعية ستسعى عمليا إلى :
• هدم العناصر السياسية والمؤسسية المكونة للنظام السياسي والاجتماعي القديم والتي من بينها التميزات الطبقية والاجتماعية والمسيحية في شكلها التقليدي
• لذا فان سان سيمون سيرسي دعائم تعامل معرفي جديد مع الظاهرة الدينية بمختلف تنظيماتها ومؤسساتها ، تعامل يقوم على اعتبار الظاهرة الدينية ظاهرة اجتماعية إنسانية من خلال إخراجها من دائرتها المقدسة والنظر إليها باعتبارها ظاهرة إنسا نية ، هذا المبدأ المعرفي الجديد تجاه الظاهرة الدينية سنجده حاضرا وقائما في كتابات الكثير من العلماء مثل غاستون لبلوس G.lebles و هنري و دوركايم و مارسيل موس , هذه الأسماء بالإضافة إلى ماكس فيبر سيكونون أهم المتخصصين في علم الاجتماع الديني مستنيرين بأطروحات سان سيمون ومفهومه للدين ومنهج التعامل معه .
ولكن لماذا يجهد سان سيمون لاستبعاد الدين من الحياة الاجتماعية ويشدد على تشجيع التعامل الجماعي بين أفراد المجتمع ؟ ثم لماذا تنقل سان سيمون بين الكنائس مبشرا بالمسيحية الجديدة ؟
مجتمع سان سيمون
إن مجتمع سان سيمون هو مجتمع صناعي علمي , ومثل هذا المجتمع يبحث عن دماء جديدة لضخها في عروقه كما انه يحتاج إلى وحدة معرفية ومعيارية وبالتالي لابد من القضاء على مخلفات النظام القديم بكل منظوماته وتشكيلاته ومعتقداته وتصوراته وبناه وأنماط تفكيره وتحليله إذا ما أردنا تحقيق العدالة والتقدم فكيف العمل ؟ وما العلاقة بين الدين والمجتمع الجديد ؟
يحرص سان سيمون على تجاوز الدين اعتقادا منه انه العقبة التي تشجع الفراغ . ولأنه ثمة تناقض بين الفراغ والعمل الجماعي المنتج لذا ينبغي أن نغير مضمون الدين بان نكسبه مضمونا جديدا يتمثل في نظام بشري جديد. ولان الإنتاج الجماعي أو الخلق الجماعي تحديدا يقوم على الإنتاج البشري ، لذا ينبغي فك التناقضات التي يعاني منها مجتمع ما بعد الثورة – أي المجتمع الصناعي – إذ يلاحظ سان سيمون أن المجتمع ما زال في حالة صراع قائم على:
• معرفة لاهوتية ومعرفة علمية .
• سلطة إقطاعية وسلطة صناعية .
إذن ثمة تحالف بين المعرفة اللاهوتية والسلطة الإقطاعية ضد المعرفة العلمية والسلطة الصناعية ولفك هذا التناقض أو التحالف ينبغي استبعاد الدين للسماح بمرور العمل الجماعي المنتج وقتل الفراغ .
ثانيا: تشجيع العمل والإنتاج
إن التغيير الجديد التي تريد إرساءه المقاربة الوضعية يقوم أساسا على العمل والإنتاج كيف ذلك؟
بانتشار الأفكار الوضعية بفعل انتشار الصناعة .
إذ يعتقد سان سيمون أن انتشار الأفكار الوضعية ستساعد وستشجع على انتشار الصناعة التي هي الشرط الأساسي والوحيد لقيام مجتمع وضعي ومعرفة وضعية ، فالصناعة بطبيعتها تخلق مجتمعا وضعيا وتصورات وضعية في نفس الوقت استنادا إلى مبدأ يعتبر أنا لمعرفة العملية تعني المعرفة العلمية . إذن الصناعة هي مبدأ مركزي في كل النظريات المعرفية ،هذا المبدأ نجده لدى الفكر الاشتراكي الطوباوي الذي يشمل ويعبر عنه سان سيمون و قودوين و بودون .إذ أن الفكر الاشتراكي الذي يعد سان سيمون عميده بني على مركزية مبدأ الصناعة . بمعنى أن الصناعة تشجع بطبيعتها على خلق القيم الوضعية المستقلة عن الفكر الديني والكنسي في نفس الوقت . كما نجد مركزية مبدأ الصناعة عند دوركايم من خلال كتابيه ” تقسيم العمل الاجتماعي “و” الانتحار ” وكذا مع ماكس فيبر في كتابه ” الأخلاق البروتستانتية والروح الرأسمالية “.
قيمة الصناعة ومكانتها :
إذن الصناعة في الفكر السياسي والاجتماعي الغربي عامة والفرنسي خاصة هي شرط كل التحولات النوعية والفكرية والاجتماعية .
مثال 1 :
العقلانية كما عبر عنها ماكس فيبر هي قيمة بيروقراطية وصناعية قبل كل شيء فالمجتمع الذي لا يملك بيروقراطية و أبنية صناعية لا يمكن ولا يحق له أن يدعي العقلانية.
مثال 2 :
يقيم سان سيمون مقاربة بين الإنتاج والكسل وأمة كسولة وأمة عاملة ويتساءل في إطار المقاربة الوضعية : هل يمكن أن يحصل تعايش بين الأمتين ؟ لذا يطالب سان سيمون بالحزم مع الأمة الغير منتجة بضرورة إزاحتها ولتحل محلها الأمة المنتجة ولكن ما هي أداة التغيير ؟
وفي المجتمع الإقطاعي يعود سان سيمون ليؤكد على استعمال أدوات المعرفة الوضعية والعمل على القضاء على الهوة الفاصلة بين البعد النظري والبعد التطبيقي للوصول الى وحدة المعرفة , هذا هو جوهر المقاربة الوضعية . لذا نجد سان سيمون يصر على استبدال المضمون القديم للمسيحية بمضمون جديد يعمل على تطويرها من الداخل ، هذا المضمون الجديد يتمثل في كتابه ” النظام الصناعي ” من خلال :
• التأكيد على سعيه إلى تكوين مجتمع حر .
• التأكيد على نشر المبادئ والقيم التي ستكون أرضية النظام الجديد .
• التأكيد على إن النظام الاجتماعي يستند على ثلاث فئات :
أ. الفنانون لأنهم يفهمون قيم التغير ويشكلون أداة تشجيع للمجتمع حتى يغير أوضاعه القائمة .
ب. العلماء الذين يقترحون تصورات وبدائل ووسائل عامة يمكن استعمالها لتحسين حال الأغلبية.
ت. الصناعيون الذين يشجعون المجتمع على القبول بالمؤسسات الجديدة .
أما منطق الترتيب أعلاه فهو التقاء الإلهام مع التفكير ومع الإبداع والمهم في هذا التصنيف أن الصناعيين يتربعون على قمة المجتمع الصناعي وفي أعلى مراتب النظام الاجتماعي الجديد . ولنقرأ أهميه المقولة التالية لـ سان سيمون :
[ لو حدثت في ليلة صماء فاجعة مفاجئة ذهبت بأكثر الشخصيات الكبرى من الأسرة المالكة والوزراء وكبار القضاة…وسواهم ممن هم في هذه الطبقة , فان الشعب الفرنسي سيبكيهم حتما لأنه شعب حساس , ولكن هذه الفاجعة لا تبدل شيئا مهما أو تغير تغييرا ذا اثر في أعماق الشعب , أما لو ذهبت هذه الفاجعة برؤوس العلماء والصناعيين وأرباب المصارف والبنوك … فان خسارة المجتمع فيهم كبيرة جدا لان مثل هؤلاء لا يمكن تعويضهم بسهولة !!] ( راجع : تاريخ السوسيولوجيا / غاستون بول ) .
استنتاجات
أ.) في مجتمع العدالة والمساواة ، هو المجتمع الحر الذي يقوم على حركة جمعانية أي مجموعة من المواقف لم يعد الفرد فيه خاضعا
• هذا المجتمع أُخرج الفرد من مرحلة الفكرة ليصبح مواطنا . وهذه نقلة سياسية واجتماعية .
• أشرك الفرد مع الآخرين ( المجتمع ) في عمل جماعي واحد وإبداع واحد وخلق واحد .
هذا يعني أن الوضعية بالمضمون السان سيموني تعبر عن مردودية الفرد وليس فقط تغيرا في الأوضاع الاجتماعية والسياسية . كما يعني أن سان سيمون يراهن على دور المجموعة على التغير ، هذه المجموعة التي تبنى على ثلاث مستويات وهي :
• الإنتاج
• التقنية
• الصناعة
ب.) العناصر الأساسية التي اعتمدتها المقاربة الوضعية مع سان سيمون هي :
1. تحييد الدين والفكر اللاهوتي عن كل مشاركة في الحياة العملية .
2. وضع أسس مشروع علمي وفكري ومعرفي يقوم على مبدأين أساسين هما:
ـ مبدأ العلمية ؛ فلا تعامل بعد الآن مع الظواهر والأشياء إلا من منظور علمي .
ـ مبدأ العلمنة وفيه تحييد وإقصاء صريح للدين .
هذه هي آليات التحليل العلمية التي ضمنها سان سيمون للمقاربة الوضعية وهي الآليات التي سنجدها مستعملة في النص الكونتي بطريقة أو بأخرى . هذه أيضا هي الأرضية المعرفية والعلمية التي سينطلق منها أوجست كونت ليجعل من المقاربة الوضعية أكثر قربا من الواقع والتحليل . ومبدئيا فالمقاربة الوضعية ستجمع بين مستويين رئيسيين :
1. المستوى النظري : عبر قراءة العلوم وتنظيمها وتثبيتها وهو ما قام به سان سيمون
2. المستوى التطبيقي : وهو تطبيق عناصر المقاربة الوضعية في تحليل واقع المجتمع
ومن هذه الأرضية المعرفية سينطلق أوجست كونت في ترتيب بيت العلوم.
اختلفت الآراء وتناقضت النظريات بالنسبة لأصل النفط وكيفية تكونه وحفظه تحت الأرض . النفط بصورة عامة يمكن ان يكون قد تكون من المواد اللاعضوية (Inorganic ) او من مواد عضوية ( Organic ) ولكن بصورة عامة هناك أسباب عديدة تؤيد صحة النظرية العضوية في تكوين النفط .
في عام ( 1956 ) اقترح العالمان ( Hunt و Jamieson ) بان النفط متكون جزئيا من الكائنات الحية ثم ترسب في الصخور الرسوبية وان الجزء الأخير من النفط تكون فيما بعد داخل الصخور الرسوبية نتيجة بعض التغيرات الكيماوية .
فيما بعد لوحظ ان النفط الخام يحتوي على مشتقات الكلوروفيل ( Chlorophyll ) ومشتقات ( الهمين )
( Hemin ) ان الكلوروفيل هو الصبغة الخضراء الموجودة في النباتات اما الـ (همين ) فهو صبغة دم الحيوان .
في عام 1934 وجد العالم (Treibs) ان مشتقات الكلوروفيل أكثر بثلاثين مرة من مشتقات ( الهمين ) ولهذا فقد اقترح الأصل النباتي لتكوين النفط وذلك لكثرة مشتقات الكلوروفيل في النفط الخام .
في سنة 1952 تمكن (Oakwood) من فصل وعزل المركبات النشطة ضوئيا (Optically active Compounds) من النفط الخام وقد لاحظ ان هذه الاجزاء او المركبات هي عبارة عن هايدروكاربون متبلور.
ان المركبات النشطة ضوئيا لاتتكون على الإطلاق الا من الكائنات الحية وهذا فان أصل النفط يمكن اعتباره من الكائنات الحية .
في عام ( 1962 ) استطاع العالم (Mair) من عزل نواة ( السترويد ) (Steroid Nuclei) وهذه النواة توجد في الكائنات الحية فقط ، فمعنى ذلك ان النفط قد تكون من اصل كائنات حية وجاء اكتشاف (Mair) تاكيدا لنظـــــــــــــــرية (Oakwood) وفيما بعد جــــــاء العالمان (Sokolov and Veber ) واعلنا نتيجة بحث طويل على مركبات الهيدروكاربون الموجودة في الرسوبيات الحديثة المترســـــــــبة في البحر الاسود وبحر الكاسبيان (Black Sea) و (Caspian Sea) بان هذه الرسوبيات الحديثة تحتوي على مركبات عضوية متجمعة لها خواص النفط ولاكن لاتحتوي على أي هايدروكاربون ضمن حدود (C2-C14) ولهذا فقد اكد بان الهايدروكاربون الموجود في الرسوبيات الحديثة لايمكن اعتباره نفطا بالمعنى الصحيح ، وذلك لفقدان وعدم توفر الجزء المكون من C14 والذي يؤلف حوالي 50% من النفط الخام . والهايدروكاربون الموجود في الرسوبيات الحديثة في البحر الاسود وغيره من البحار لاتحتوي على أي نوع من البرافين (Paraffin’s) او نفتين (naphthenic) او أي نوع من انواع (aromatic hydrocarbons) الحاوية على اقل من تسع ذرات كاربون التي هي في الواقع لاتتكون من الكائنات الحية ولهذا فان مثل هذه المركبات الموجودة في النفط الخام لابد وان يعتبر تكوينها ثانويا ويحدث فيما بعد وبالذات بعد تغطية الرسوبيات الحديثة بطبقات رسوبية أحدث .
بالنسبة للبيئة التي يتكون فيها النفط يمكن اعتباره بيئة اختزالية وليست بيئة تاكسد ، وابسط دليل على ذلك هو قلة الاوكسجين الموجودة في النفط الخــــام ( 2%بالوزن ) .
يمر المستودع الخازن للنفط الخام بدرجات مختلفة ومتباينة من حرارة وضغط ومثل هذه التغيرات قد تنتج بسبب الحركات الارضية ، الترسيب ، دفن الرواسب الحاوية على النفط وغيرها من الاسباب بالنسبة للضغط المسلط على النفط الخام فانه يتراوح بين الضغط الجوي وضغط ( 80000 ـ 10000 ) psi كذلك بالنسبة لدرجة حرارة النفط داخل الأرض فقد تكون عالية وتصل إلى أكثر من ( 250 ) درجة فهرنهايت . إذن فان النفط يعاني تغيرا كبيرا في درجات الحرارة وأيضا في الضغط من دون إن يحدث تغير واضح في خواصه الفيزياوية ولكن بعض التغيرات الكيمياوية تحدث نتيجة مثل هذه التغيرات الحرارية والضغط .
درجة حرارة المستودع النفطي نادرا ما تتعدى ( 7ر100م ) ولكن درجة حرارة ( 114 م ) قد سجلت بالفعل في بعض الآبار النفطية العميقة .
طبيعة المواد العضوية المكونة للنفط The Nature of Organic Source Material )
لايوجد أي دليل قاطع على نوعية المواد العضوية الاولية المكونة للنفط وهل هي مكونة من نوع واحد او من عدة انواع من المواد العضوية .
1ـ البروتينات ( (Proteins :
تعتبر البروتينات من مركبات النتروحين المكونة للجزء الاكبر من النباتات والحيوانات وتحتوي هذه البروتينات على حوالي 16% الوزن من النتروجين .
ايضا يوجد الكاربون ، والهيدروجين ، والاوكسجين ، والكبريت ، الفسفور والحديد
ان العديد من الحوامض الامينية وجدت في الصخور الرسوبية القديمة والكثير منها موجود الان في الصخور الروبية الحديثة في معظم البحار ولهذا فقد تكون البروتينات من المواد الضرورية لتكون النفط الخام .
2ـ الكاربوهايدرايت ( Carbohydrate ) :
توجد الكاربوهايدرايت ( المواد النشوية ) في الأجزاء الحيوانية والنباتية على السواء وهذه المواد تتكون بصورة رئيسية من :ـ
سكر الكلوكوز (glucose sugar) C6H12O6
النشاء (Starches) (C6H10O5)n
السليلوز(Cellulose) (C6H12O5)
وجميع المواد النشوية تتكون من جزيئات طويلة متعددة الحلقات وجميع هذه الجزيئات يمكن تحليلها لتعطي الحوامض التالية:
Humus (هيومس) و Humic acid (هيوميك) ويمكن اعتبار هذه الحوامض من المكونات الرئيسية في تكوين النفط الخام.
3ـ الشحوم والحوامض الدهنية Fats, fatty acids :
تدخل الشحوم والحوامض الدهنية في تركيب الأجزاء النباتية والحيوانية وهذه المواد قد تتدخل في تكوين النفط
4ـ الهيدروكاربون Hydrocarbons :
تحتوي هذه المواد على الكاربون والهيدروجين والأوكسجين وقد تلعب دورا رئيسيا في تكوين النفط .
يمكن تقسيم الكائنات الحية التي تجهز المواد الأولية العضوية لتكوين النفط الى :
1ـ النباتات : مثل الفطريات ، البكتريا ، الاعشاب البحرية وغيرها .
تستطيع النباتات المائية صنع وتكوين مركبات عضوية معقدة من مركبات لا عضوية مذابة في ماء البحر .
2ـ الحيوانات : ان وجود النفط مخزونا في صخور كلسية limestone او رملية sandstone حاوية على متحجرات دليل ثانوي على الاعتقاد بان بعض الحالات يكون النفط فيها ناتجا من تحلل الاجزاء الغير صلبة للحيوانات القديمة وبهذا تختفي الأجزاء الغير صلبة وتبقى الاجزاء الصلبة للحيوان محفوظة داخل النفط الموجود في طبقة الفارس الأسفل الموجود في حقل الرميلة وبالذات في الحجر الكلسي الحاوي على حيوانات متحجرة Shelly limestone)) .
مواد عضوية غير بحرية :
بعض المواد العضوية تتكون على اليابسة وثم تنتقل الى البحار وهذه المواد هي :
Humic acid C20H10O6 (هيوميك)
Geic acid C20H12O7 (جيك)
Ulmic acid C20H14O6 (ألميك)
مثل الحوامض اعلاه توجد في التربة الحاوية على مواد نباتية محللة .
يمكن اعتبار الاصماغ النباتية والمواد الشمعية من المواد العضوية الاخرى المهمة في تكوين النفط .
تحول المواد العضوية الى نفط .
يحدث تحويل المواد العضوية نتيجة :ـ
1ـ تاثير البكتريا ( Bacterial Action ) :
تلعب البكتريا دورا هاما في تحويل المواد العضوية وتفسيخها على اليابسة اما في البحار فتكثر البكتريا الاختزالية والتي تعيش في الرسوبيات البحرية .
2ـ الضغط والحرارة ( Pressure and temperature ):
الحرارة والضغط او الضغط لوحده يمكن اعتباره من العوامل الرئيسية في تحويل المواد العضوية الى نفط .
ان التفاعلات الناتجة بسبب زيادة الحرارة والضغط قد أو قد لا تحتاج إلى مواد مساعدة تساعد على زيادة سرعة التفاعل بدون ان تدخل في التفاعل .
يعتبر عامل الوقت (Time ) من العوامل الأساسية في تحويل المواد العضوية إلى نفط بواسطة الحرارة والضغط ، بمعنى أخر إن بعض التفاعلات لو أعطيت وقتا جيولوجيا طويلا فإنها قد تحدث في درجات حرارة اقل مما لو كان وقت التفاعل قصيرا.
3ـ المواد المشعة (Radio active Matter):
تكثر المواد المشعة في الصخور والمعادن المكونة للصخور البحرية وهذه المعادن المشعة في حالة تحول مستمر محررة حرارة وهذه الحرارة الموضعية قد تساعد على تحليل المواد العضوية وتزيد من سرعة تفاعلها
بعض المواد العضوية البسيطة قد تكون مواد عضوية معقدة لها خواص كيمياوية وفيزياوية جديدة وذلك نتيجة اتحاد المواد العضوية البسيطة مع بعضها البعض تحت ظروف معينة وتسمى تلك العملية ( البولي مرزشن ) ( Poly merisation ).
تلعب الحرارة والضغط والعوامل المساعدة دورا هاما في تفاعل ( البولي مرزشن )
6C2H2 Prt C6H6
بنزين Catalyst استيلين
في التفاعل أعلاه تم اتحاد ستة جزيئات من الاستلين تحت درجة حرارة وضغط معينين وبمساعدة عامل مساعد ملائم تم الحصول في المختبر على البنزين والذي هو عبارة عن مادة جديدة تختلف نهائيا عن المادة التي تكون منها .
تلعب عملية ال ( Poly merisation ) دورا فعالا في تكوين مركبات جديدة ومعقدة من مركبات بسيطة وتلعب دورا فعالا في تكوين المركبات العديدة المكونة للنفط الخام .
بناء وتنمية المجموعات في المكتبات ومراكز المعلومات : دراسة في الأسس النظرية والتطبيقات العملية/ د شعبان عبد العزيز خليفة
الحجم : 10.06 MB
ديباجة :
لقد خلت على الدعوة إلى إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية عشرات السنين، ولما يُكتب له الإنجاز، رغم محاولة هنا أوهناك أو هنالك، لا تكاد تقوم حتى تكبو أو تخبو، أو تنقصها الوسائل فلا تربو.
وظلت اللغة العربية للأسف الشديد حتى اليوم، دون معجم لألفاظها؛ يرصد نشأتها وتطورها، واستعمالاتها وامتداداتها، مع أنها اللغة التي عُمِّرت أكثر مما عُمِّرنوح عليه السلام، وانتشرت في أصقاع الأرض انتشار الإسلام.
الأهداف:
1. إتاحة الفرصة للمتخصصين والمهتمين بالمشروع للتواصل والتشاور والتنسيق.
2. دراسة أنضج التجارب الأجنبية في إنجاز المعاجم التاريخية للغات.
3. تقويم التجارب السابقة في محاولة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية.
4. الاستعانة بالتقنيات الحاسوبية الجديدة في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية.
5. وضع إطار نظري ومنهجي وتطبيقي لمشروع المعجم التاريخي للغة العربية.
المحاور:
المحور الأول : القضايا النظرية
– أسس ومبادئ إنجاز المعجم التاريخيللغة.
– مادة المعجم التاريخي للغة (مصادرها- توثيق نصوصها- تداخلها معغيرها- تحديد بدايتها ونهايتها – معايير قبولها أو رفضها…).
–بناء المعجم التاريخي للغة (خصائصه المميزة – مداخله المعجمية…).
المحور الثاني : القضايا المنهجية
– الضوابط المنهجية للصناعة المعجمية عموما.
– الضوابط المنهجية الخاصة بالمعجم التاريخي للغة العربية.
– خطة إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية ومراحلها وما يرتبط بها.
المحور الثالث : القضايا التطبيقية
– تقويم نماذج من المعاجم التاريخية لبعض اللغات الأجنبية )معجم أكسفورد للغة الإنجليزية لوليام ليتل وآخرين – المعجم التاريخي للغة الفرنسية لألين ري وآخرين – المعجم الإتيمولوجي والتاريخي الجديد لألبر دوزاوآخرين…).
– تقويم نماذج من التجارب السابقة المرتبطة بإنجاز المعجم التاريخيللغة العربية (تجربة فيشر بالقاهرة– تجربة الجمعية المعجمية العربية بتونس – تجربة معهد الدراسات المصطلحية بفاس…).
– اقتراح برامج حاسوبية تيسر إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية.
الجهات المنظمة :
• مؤسسةالبحوث والدراسات العلمية (مبدع) بفاس.
• معهد الدراسات المصطلحية بكلية الآدابـ ظهر المهراز بفاس.
الجهات المشاركة :
• المجامع اللغوية.
• الجامعات.
• الجمعيات العلمية المتخصصة.
• المؤسسات والمراكزالعلمية المتخصصة.
• المنظمات الدولية ذات الصلة بموضوع الندوة.
شروط المشاركة :
1. يقدم الباحث ملخّصَا في حدود (200-250) كلمة.
2. يستحسن ألا يزيد البحث عن (30) صفحةَ بما في ذلك المراجع والملاحق.
3. يكتب البحث ببرنامج (وورد) بمقياس (16) للمتنو(14) للهامش والكل بخط Traditional Arabic .
4. يرسل البحث بالبريد الإلكتروني مع تقديم نسخة مطبوعة للجنة العلمية للندوة.
5. تكتب قائمة بمصادر البحث ومراجعه في صفحة مستقلة مرتبة حسب أسماء الكتب.
6. توضع الهوامش مرقمة في أسفل كلصفحة.
7. يرسل الباحث نبذة من سيرته العلمية.
8. على كل راغب في المشاركة،التكرم بتعبئة استمارة المشاركة أدناه وإرسالها إلى السيد رئيس اللجنة التحضيرية للندوة.
9. تخضع جميع البحوث للتحكيم العلمي.
10. تتكفل الجهة المنظمة بإقامة من قبلت بحوثهم.
مواعيد مهمة :
تاريخ التوصل بملخصات البحوث: 15/9/2009
تاريخ الإعلان عن القبول الأولي للبحوث: 15/10/2009
تاريخ التوصل بالبحوث كاملة: 15/1/2010
تاريخ الإعلان عن القبول النهائي للبحوث: 15/2/2010
تاريخ انعقاد الندوة: 8-10/4/2010
الاتصال والمراسلة :
• عنوان المراسلة :
أ.د. الشاهد البوشيخي، ص.ب: 6012، فاس30024 – المملكة المغربية
• البريد الإلكتروني: mobdiinadwa@gmail.com هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و spambots, تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
• الهاتف212)5 35 96 28 84 الناسوخ: 0 53596292 (212).
استمارة المشاركة والحضور :
1. البيانات الشخصية :
الاسم الكامل:
الوظيفة:
مؤسسة العمل:
العنوان:
الهاتف :
الناسوخ (الفاكس):
البريد الإلكتروني:
2. نوع المشاركة :
المشاركة بتقديم بحث
المشاركة بالحضور والمناقشة
عنوان البحث
محور البحث
ملخص البحث
—————————
مصدر الخبر : د. عزالدين البوشيخي
الوصف الأرشيفي بين النظرية والتطبيق/ أ د ناهد حمدي أحمد
الحجم : 5.3 MB
علم المعلومات والمكتبات : دراسات في النظرية والإرتباط الموضوعية/ د أحمد أنور بدر
الحجم 14.83 MB
http://www.mediafire.com/?i962mgpc16343u1