الوسم: النثر
أولا :أشرح لك الموضوع بشكل عام :
الفرق الأساسي بنهما هو أن الناثر للشعر أكثر حرية من الملخص فاناثر يتقمصشخصية الشاعر و يحول معاني شعره مثرا و يزيد عليها من البيان و البديع مايجعل نثر البيت أجمل من البيت نفسه….
فنثر القصيدة تعني نثر أبياتها بيتا بعد بيت و قد ينثر البيت الواحد في ثلاثة أسطر….حسب المعنى و قدرة الناثر
أما التلخيص فهو تلخيص النص سواء أكان نثر أم شعرا فقرة بعد فقرة و لا يتجاوز التلخيص للنص كله ثلث النص ….
ثانيا :أقدم لك تفصيلا آخر منقولا :
أما إذا أردت التفصيل و الأمثلة كما وردت في الكتب فهي كالتالي :
ما المقصود بالتلخيص ؟
هو إبراز النص الأصلي في عدد قليل من الكلمات مع الحفاظ على صلب النصالمكتوب دون إخلال بالمضمون أو إبهام في الصياغة , فنحن حين نلخص عبارةفإننا نستخلص منها الفكرة الأساسية التي تتضمنها
خطوات التلخيص :
1ـ قراءة النص قراءة استكشافية : لإدراك الفكرة الأساسية التي يتضمنها النص .
2ـ التمييز بين ما هو ضروري في الفقرة لفهم الفكرة الأساسية ،وما ليسبضروري ؛لذلك فقارئ التلخيص لا يحتاج إلى التمثيل والتوضيح الذي يسوقه كاتبالفقرة .
3ـ كتابة التلخيص : وأسلم طريقة لكتابة التلخيص هي أن نضع النص الأصليجانبا بعد تمام الخطوتين السابقتين ،ثم نكتب التلخيص من استيعابنا للفقرة .هذه الطريقة تجنبنا الوقوع في خطأ وضع النص الأصلي أمامنا والتقاط بعضالجمل بنصها منه ، ثم ربط بعضها ببعض فنخرج بهذه الطريقة غير السليمةباقتباس وليس تلخيصا ،بل ربما ينتج عن ذلك إفساد للمعنى الذي يقصده الكاتب،وبالتالي نخرج بتلخيص مهلهل وغير سليم .
4ـ مراجعة التلخيص بعد كتابته بالطريقة التي ذكرناها؛ وذلك للتحقق من صحةالتلخيص للأصل وما تقتضيه المراجعة من تعديلات على التلخيص نحوا وإملاءوأسلوبا.
مبادئ أساسية يجب أن تراعى في التلخيص :
1. الاستغناء عن التفاصيل والمناقشات المتعددة الواردة في الأصل .
2. تحريف أو تشويه المعلومات الواردة في الأصل .
3. عدم إهمال المراجع والأدلة التي اعتمد عليها النص.
4. لا بأس من ذكر تعليقات أو تنويهات يضيفها الكاتب إذا رأى في ذلك إثراء للنص الأصلي.
5. إدراك أن نسبة طول الملخص إلى طول الموضوع الأصلي تختلف باختلاف تكثيفالنص الأصلي .فقد يكون النص الأصلي مركزا تركيزا واضحا لا تستطيع أن تختصرهكثيرا ، مثل التعريفات أو الخلاصات النحوية .
كيف تلخص الفقرة ؟
• من السهل عليك أن تلخص الفقرة إذا حصلت على مفتاحها .
• للحصول على مفتاح الفقرة طريقتان :
1. أن تضع لها عنوانا ؛فيكون العنوان مفتاح التلخيص .
2. أن تختار من الفقرة جملة تكون مفتاح التلخيص .
كيف تلخص موضوعا أو رسالة ؟
يراعى في تقدير درجات التلخيص المهارات الآتية :
1. أن تهتم بالأفكار الأساسية .
2. أن تراعي التسلسل المنطقي في عرض الأفكار .
3. التحرر من لغة الموضوع الأصلية .
4. مراعاة الوقف والترقيم .
5. تجنب التكرار .
نموذج للتلخيص وهو مقال بعنوان ( تعريب التعليم العالي ) :
" إنها لحالة غريبة وشاذة ؛حقا أن لا يتسنى لأبناء بلاد ذات حضارة وعزةوسيادة التعلم وطلب العلم إلا بلسان أجنبي لا يمت إلى لغة أهل البلادوتراثهم بصلة من قريب أو بعيد . والحقيقة أنه لم يكن بيد الاستعمار أداةأطوع في تفتيت وحدة الثقافة العربية وتفريق كلمة العرب من طمس لغتهمالقومية باتباع الوسائل المختلفة من إبراز العاميات المحلية ومن القول بفضلالحروف اللاتينية على الحروف العربية إلى المناداة بعدم صلاح العربيةللعلم والتعلم . وبذل الجهود المتصلة لاتخاذ اللغات الأجنبية عوضا عنها , بل حتى إحلال تلك اللغات محل العربية في الحديث والتسامر في بعض الأوساط .ـوليس خافيا أن العربية كانت وما تزال وستبقى من أقوى الروابط التي تجمعبين أفراد أمتنا العظيمة وشعوبها ،وأن إضعافها والقضاء عليها معناه القضاءعلى أقوى مقومات وحدتنا القومية ومستلزماتها ؛ومن هنا فإن الدول الطامعةبخيرات بلادنا لاتريد للغتنا أي تقدم أو ازدهار " .
التلخيص
: إنه لأمر غريب وشاذ أن يدرس أبناء أمتنا بلغة أجنبية , ولقد شجعالاستعمار الدعوات المنادية باستخدام العاميات والحروف اللاتينية من منطلقأن العربية تقصر عن مواكبة التطور العلمي , ولكن العربية ستظل رابطا وثيقابين العرب , قوتهم في قوتها ،وضعفها ضياع لهم .
الخلاصة : إنه لمن المؤسف أن تظل فروع التعليم العالي تدرس بلغة أجنبيةوكأنه أثر من آثار الدعوات الاستعمارية لهدم اللغة العربية وثقافتها .
2-نثر الشعر :
كيف تنثر الشعر؟
نثر الشعر:نثر الشعر هو أن يعمد الكاتب إلى الأبيات من الشعر ذوات المعاني، فيحلها و يسكبها في كلامه المنثور.
أضربه:
جعل الأقدمون نثر الشعر ثلاثة أضرب:
الضرب الأول:
أن يأخذ الناثر البيت من الشعر فينثره بلفظه، و حل الشعر بلفظه لا يخرج عن حالين:
1.أن يكون الشعر مما يمكن حله بتقديم بعض ألفاظه و تأخير بعضها بزيادة بسيطة على لفظه أو بدون زيادة.
و منه نثر هذ ا البيت:
أطل جفوة الدنيا و تهوين شأنها فما الغافل المغرور فيها بعاقل
ونثره: [ أطل تهوين شأن الدنيا و جفوتها، فما المغرور الغافل فيها بعاقل]
2.و أن يكون الشعر مما لا يكن حله بتقديم بعض ألفاظه و تأخير بعضها، فيحتاجفي نثره إلى الزيادة فيه، و النقص منه، و تغيير بعض ألفاظه حتى يستقيم.
و منه نثر هذا البيت:
لسان الفتى نصف، و نصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم و الدم
قيل في نثره: [ فؤاد الفتى نصف و لسانه نصف، و صورته من اللحم و الدم فضلة لا غناء {نفع} بها دونهما، و لا معوّل عليها إلا معهما]
أو نثر هذا البيت:
ألا يا بن الذين فنوا و بادوا أما و الله ما ذهبوا لتبقى
قيل في نثره: [ ألا يا بن الذين ماتوا و مضوا، و ظعنوا و نأوا. أما و اللهما رحلوا لتقيم بعدهم، و لا موّتوا لتحيا، و لا فنوا لتبقى، و إنما أنتلاحق لسابق !]
الضرب الثاني:
و هو أعلى من الضرب الأول: أن ينثر المنظوم ببعض ألفاظه، و يبدل بعض ألفاظه بألفاظ أخر للتوضيح، كما تجد في نثر هذا البيت:
و تراه يصغي للحديث بقلبه و بسمعه… ولعله أدرى به
و إذا حدثته أقبل عليك مصغيا بقلبه و بسمعه ، يتلقف حديثك كلمة كلمة. وربماكان عارفا بجملة حديثك و قصتك، و لكنه يتكلف الاهتمام مراعاة لأدب الحديث.
الضرب الثالث:
و هو أعلى من الضربين الأولين: أن يأخذ المعنى فيكسوه ألفاظا من عنده، ويصوغه بألفاظ غير ألفاظه. [ وفي هذا النوع يتبين حذق الصائغ في صياغته، فاناستطاع الزيادة على المعنى فتلك الدرجة العالية، على أن تكون الزيادة لاتخرج عن كونها توضيحا للمعنى].
من ذلك نثر هذا البيت:
تردى ثياب الموت حمرا، فما دجا لها الليل إلا و هي من سندس خضر
[لم تكسه المنايا نسج شفارها )حد السيوف( حتى كسته الجنة نسج شعارها )ثوبها(، فبدّل أحمر ثوبه بأخضره، و كأس حمامه بكأس كوثره.
ملحوظة:
يراعي الطالب في نثر البيت ما يقتضيه الشرح و التفسير الواضح.
منقوووووووووووووووووول للافادة
قصيدة النثر
كاتب الموضوع: باسم الأنصار – 11-07-2006
قصيدة النثر
حينما كتب الشاعر الفرنسي ( برتران ) مجموعة قصائده النثرية اليتيمة ( غاسبار الليل ) ، لم يكن يعلم بأنه من الممكن أن يُكتب الشعر من دون اوزان جاهزة ، ولهذا فهو ربما لجأ الى النثر لتفريغ شحناته الشعرية المنفلتة من قيود تلك الاوزان . أي بمعنى ، أنه لم يفكر بالخروج والتمرد على قصيدة التفعيلة في شكلها المعروف في زمنه حينما كتب قصائده النثرية . أي أن وعيه الشعري لم يسعفه في أكتشاف الشعر المتحرر من الاوزان في السياق الشعري العام ، لذلك راح يبحث عنه في سياق النثر العام . وسقط ( بودلير) بالقصور ذاته ، حينما لجأ الى النثر لكتابة شحناته الشعرية الثرية التي لاتقبل التأطير في أطار الاوزان الشعرية التي كان يسير على منوالها . أي أن ( بودلير ) لم يكن يعلم بأنه كان بالامكان كتابة الشعر الموسيقي اللاموزون ضمن سياق الشعر الخالص ومن دون الحاجة الى اللجوء الى النثر ، مثلما صنع الشاعر الامريكي ( والت ويتمان ) حينما كتب تنهداته الشعرية المنفلتة من الاوزان ( اوراق العشب ) ضمن أطار الشعر وليس النثر . بحيث صار ( ويتمان ) الرائد الاول للقصيدة الحرة التي ظهرت نتيجة تمردها على قصيدة التفعيلة .
ولكن هل أن عدم اكتشاف بودلير مثلا القصيدة المتحررة من الاوزان والمتمثلة ( بالقصيدة الحرة ) هو السبب الوحيد او الدافع الحقيقي الذي دفعه لكتابة قصيدة النثر ؟ وكيف سيكون الحال ، لو افترضنا مثلا أن ( بودلير ) قد توصل الى قناعة ( ويتمان ) في كتابة القصيدة الحرة ، فهل ان هذه القناعة ستغير من رغبته في كتابة قصيدة النثر ؟
الاجابة على السؤال الاول برأينا ستكون : لا . بينما أجابتنا على السؤال الثاني ستكون : نعم .
وذلك لان بودلير لجأ الى قصيدة النثر ليس هربا من قيود الاوزان فقط ، وأنما لانه أكتشف أمكانية أستخراج الشعر من السياق النثري ( وهذا مانعتقد أنه السبب الدفين من قبل بودلير في كتابته لقصيدة النثر ) . أي أن الهرب من الاوزان كان الحجة الظاهرة لكتابة قصيدة النثر ، بينما الحجة او الدافع الحقيقي لكتابتها هو قدرة النثر على انجاب القصيدة .
والشئ الذي يرسخ قناعتنا هذه هو أن بودلير لم يقصد في كتابته لقصيدة النثر ، التخلي عن قصيدة التفعيلة التي كان يكتبها وكتبها في مجموعته الشهيرة ( أزهار الشر ) . وهذا يعني أن قصيدة النثر لم تظهر نتيجة تمردها على قصيدة التفعيلة ، مثلما حدث مع القصيدة الحرة ، وأنما للسبب الذي ذكرناه قبل قليل .
فقصيدة النثر بأختصار لاتنتمي الى السياق الشعري المألوف ، وانما هي تنتمي بالاساس الى السياق العام للنثر اولا وللسياق الشعري العام ثانيا ، بفعل أدخال الادوات الشعرية الاساسية عليها . وأيضا يمكننا القول ان قصيدة النثر ليست مزجا بين الشعر والنثر كما يعتقد البعض ، وأنما هي خارج هذه المعادلة تماما ، على أعتبار أن المزج بين الشعر والنثر يؤدي بنا الى مايسمى ( بالنص المفتوح ) .
قصيدة النثر بأختصار ، هي نثر غايته الشعر .
سأوضح الامر بطريقة أخرى : حينما نتحدث عن الشعر العمودي الكلاسيكي ، فاننا لانتذكر شعريته فقط ، وانما نتذكر الاوزان التي تتحكم به . لذا حينما برزت الحاجة الى قصيدة التفعيلة ، فأن هذه الحاجة أتت من خلال رغبة الشاعر بالخروج عن قوانين الاوزان التقليدية . أي أن قصيدة التفعيلة نتجت بسبب جدلها مع القصيدة العمودية . وهذا الحال ينطبق على القصيدة الحرة ، التي نتجت من حاجة الشاعر الى الخروج على أوزان قصيدة التفعيلة المعروفة . أي انها ظهرت نتيجة جدلها مع قصيدة التفعيلة .
أما قصيدة النثر ، فأن بروزها الى الساحة الشعرية لم يكن نتاج جدلها مع القصيدة الحرة ولا مع قصيدة التفعيلة ولا مع القصيدة العمودية ، وانما هي نتجت بسبب رغبة الشاعر في استخراج الشعر من سياق النثر . أي ان قصيدة النثر ، تجربة شعرية متنوعة ومتحررة آتية من سياق آخر غير السياق الشعري المتعارف عليه .
ولهذا السبب ، أحتفظ الشعراء الفرنسيين والاوربيين والامريكيين فيما بعد على القوانين الاساسية لقصيدة النثر في كتابتهم لها على الرغم من مرور اكثر من مئة عام على ظهورها . أي أنهم لم يتجاوزوا شروطها الاساسية لكتابتها الا وهي ( الاختزال ، التكثيف ، اللاغرضية ، وشكلها المقطعي ) .
وحينما حاول البعض منهم أضافة بعض اللمسات الفنية عليها ، فأنهم لم يفكروا بتحطيم شروطها الاساسية المذكورة أعلاه ، وأنما فكروا بأجراء بعض الاضافات على الشروط الاخرى التي تتحكم بها . ولهذا ظهرت لنا اشكال وأساليب جديدة في كتابتها ودُبجت تحت تسميات مختلفة مثل ( قصيدة النثر السريالية ، قصيدة النثر المفتوحة ، قصيدة النثر الكتعيبية ) .
فعدم خروج شعراء فرنسا وامريكا مثلا ( وهم روادها القدماء والحديثين ) على شروط قصيدة النثر الاساسية ليس نابعا من عدم ديناميكتهم ، وأنما نابع من أيمانهم بأن الخروج عليها معناه خلق نص شعري مغاير ومختلف عن قصيدة النثر ، وبالتالي يتحتم عليهم أطلاق تسمية أخرى على هذا النص ، غير تسمية قصيدة النثر .
وأذا أنتقلنا الى التجربة العربية في كتابة قصيدة النثر فأننا نرى أن بعض الشعراء العرب البارزين ، ألتزم بالقوانين الاساسية المتحكمة بقصيدة النثر بحكم أستيعابهم لها بشكل صحيح ، ولكن الغالب الاعم من الشعراء العرب لم يلتزم بهذه القوانين ، ليس رغبة منهم بالتمرد على الشكل الاساسي لها ، او رغبة منهم بأجراء الاضافات عليها ، وأنما بسبب سوء فهمهم لشروط قصيدة النثر . فصار البعض منهم مثلا يشيع مصطلح ( قصيدة النثر المشطرة ) وهو مصطلح ( مع اعتزازنا وتقديرنا لمن أطلق هذه التسمية ) ليس تمرديا او نابعا من رغبة حقيقية لخلق خصوصية عربية في كتابة قصيدة النثر . فهذا المصطلح ظهر بعد أن كتب الكثير من الشعراء العرب قصيدة النثر بشكل خاطئ . أي أنهم كتبوا قصيدة النثر على طريقة الشطر بسبب سوء فهمهم لها وليس حبا منهم للمغايرة . ومن اطلق هذه التسمية كان يريد أن يغطي على تنظيراته الخاطئة بعد أن أكتشف خطأها ، ولكنه لم يصرح بذلك لأسباب لاعلم لنا بها .
فكل من يفكر بالتمرد على حالة ما موجودة من اجل خلق المغاير والمختلف عليه أن يوضح لنا شيئين :
الاول : لماذا يتمرد على الشكل السائد ؟
والثاني : ماهي الاضافة التي يريد أضافتها على الشكل السائد ؟
وكذلك هناك نقطة اخرى في غاية الاهمية مرتبطة بنفس القضية ، ألا وهي أن من يتمرد على شكل فني او شعري ما عليه أن يستوعب أولا حد التخمة هذا الشكل الفني او الشعري قبل أن يتمرد عليه . والسؤال يبرز هنا تلقائيا : هل أن الشعراء العرب هضموا وكتبوا قصيدة النثر بشكلها المتعارف عليه في اوربا وامريكا حد التخمة لكي يظهر لديهم مبرر التمرد عليها ؟ وهل أن خروجهم على قوانين قصيدة النثر الاساسية نابعة من رغبة حقيقية لخلق شكل مغاير لها أم انه تمرد ناتج من سوء الفهم لها ؟
نحن نظن بأن قصيدة النثر العربية المشطرة خاطئة لأنها خرجت أولا على واحد من أهم شروط قصيدة النثر ، ألا وهو شرط شكلها المقطعي ، وهو شرط لم ينتج أعتباطا ولم يوضع لكي يتميز بشكله عن شكل قصيدة التفعيلة في زمن نشوءها فقط ، وأنما هو شرط نابع من طبيعة شكل النصوص النثرية الذي تنتمي اليه قصيدة النثر .
وكذلك هي خاطئة بسبب نسيانها دوافع التشطير في الشعر . فتشطير القصيدة ، يعني وجود ايقاع وموسيقى داخلية او خارجية مفروضة عليها من قبل النظام الذي تكتب به ( كقصيدة التفعيلة ) واحيانا من قبل الشاعر الذي يكتبها ( كالقصيدة الحرة ) . بمعنى أن حجم وشكل الشطر الشعري يتبع شروط الاسلوب الشعري الذي تُكتب به .
ولهذا نقول بأن بناء الجملة في القصيدة الحرة أو شكلها العام لم يظهر أعتباطا بشكلها المشطر . فعلى الرغم من أن شكل القصيدة الحرة لايتبع الاوزان المعروفة ، الا أن هندستها بالشكل المشطر ظهر بسبب الايقاع أو الموسيقى الشعرية التي تملى على الشاعر من أعماقه في لحظة كتابته ، وهي ايقاعات مستمدة بالاساس من مزاجه النفسي والذاتي ومن المزاج العام الموضوعي المحيط به ، أي من طبيعة حركة وأيقاع الحياة المحيطة بالشاعر ، غير أن الفرق بينها وبين ايقاعات قصيدة التفعيلة ، أن الاولى تكتب من دون اطار محدد مسبقا لموسيقاها وايقاعاتها ، بينما الثانية تُكتب حسب أطر أيقاعية مسبقة وثابتة . ومن يدري ربما سيظهر لنا ( فراهيدي ) آخر في زمن ما ، ويحدد للشعراء طبيعة الايقاعات التي كتب على غرارها شعراء القصيدة الحرة .
والشئ الاخر الذي يدعونا للتحفظ على قصيدة النثر العربية المشطرة ، هو تجاوزها على الشكل العام للقصيدة الحرة ولقصيدة التفعيلة أيضا . فلايجوز مثلا أن نقول عن القصيدة العمودية بأنها قصيدة تفعيلة سيّابية مثلا ، وكذلك لايجوز أن نقول عن القصيدة السيّابية أنها قصيدة حرة ، مثلما لايجوز أن نقول عن قصيدة التفعيلة أنها قصيدة نثر ، وهكذا . فلكل هذه الاشكال الشعرية شروطها وقوانينها الاساسية التي خلقتها ومن ثم خلقت تسمياتها .
أن مايكتبه الشعراء العرب بشكل عام هو القصيدة الحرة وهو النمط الشائع الان تقريبا في اوربا وامريكا وربما في العالم . ولكن تسميتهم لهذا النوع الشعري خاطئ . ففي غالب الاحيان يطلقون هذا المصطلح على قصيدة التفعيلة ، وأحيانا أخرى يطلقون مصطلح قصيدة النثر على القصيدة الحرة ، الى الحد الذي أوصلنا الى عدم تناول مصطلح القصيدة الحرة في الشعر العربي المعاصر مع أن الكثير منه ينتمي الى سياقها .
قد يظن البعض أن قضية التسمية والمصطلحات ليس لها أية أهمية تذكر ، بل وليس لها أية علاقة بشعرية النص الشعري . ونحن نقول أن هذا التصور خاطئ أيضا . لأننا حينما نكتب قصيدة نثر ، فأنه سيتبادر الى أذهاننا أن بناء الجملة فيها وبناءها العام هو بناء نثريا ، أي أن اللغة المستخدمة فيها في الغالب وليست دائما لكي نتوخى الدقة في الكلام ، هي لغة نثرية بالاساس اكثر مماهي لغة شعرية . بينما لغة القصيدة العمودية والتفعيلة والحرة ، هي لغة شعرية بالاساس ونثرية احيانا قليلة . ولهذا فحينما يكتب البعض قصيدة حرة بلغة غير لغتها ، أي بلغة قصيدة النثر مثلا ، فأنه يُحدث خللا لايستهان به في شعرية القصيدة الحرة ، وهنا مكمن الاساءة الى الشعر بشكل عام .
حينما يكتب شاعر ما أعتقادا منه بأن قصيدة النثر هي الشكل الاخير للشعر ( وهي ليست كذلك طبعا ) ، ولأعتقاده بأنها نتاج السياق الشعري الخالص فأنه سيكتب الشعر وخصوصا القصيدة الحرة بلغة النثر أكثر مما يكتبها بلغة الشعر . أي انه سيجعل الجملة وسيلة توصله الى الصورة الشعرية ، أكثر مماهي كائن مستقل يمكن أستخراج السؤال والرؤى والتصورات الشعرية منها .
الشئ الذي نود قوله أن الخلط بالتسميات للاشكال الشعرية ليس هينا وليس عابرا ، لانه يؤثر بشكل أو بآخر على شعرية القصيدة . فقصيدة النثر ليست الشكل الاخير للشعر ، وأنما برأينا أن ( القصيدة الحرة ) هي الشكل الشعري الاخير النابع من السياق الشعري العام .
وحتى هذه اللحظة فأن الكثير من شعراء اوربا وامريكا والعالم يكتبون القصيدة الحرة بالدرجة الاساس على اعتبار انها الشكل او القالب الاخير في كتابة القصيدة الشعرية الذي يناسب أيقاع العصر وموسيقاه ويناسب مزاج الشاعر النفسي في الوقت ذاته . بينما تأتي كتابتهم لقصيدة النثر لانها تستوعب شحناتهم الشعرية الانفعالية المتشكلة على هيئة النثر في اعماقهم وليس على هيئة الشعر المعروفة .
فكما هو معروف أن النثر سلسلة متواصلة من الجمل ، وهذه السلسلة تكون مترابطة عبر ادوات النثر المألوفة ، بينما جمل الشعر المشطرة غير مترابطة او متواصلة بطريقة النثر ، على الرغم من ترابطها وتواصلها الظاهر والباطن . وسبب اختلاف شكل الشعر عن شكل النثر برأينا هو بسبب أن الاول شعر ، وأن الثاني نثر . أي أن سبب أختلاف الشعر عن النثر ، ليس بسبب تحكم الاوزان التقليدية به ، وأنما لانه شعر قبل كل شئ . والشعر ، لايختزل بالاوزان والايقاعات ، وانما هو اكبر واوسع من هذا الجانب . ومن هذا المنطلق نقول ان الشعر يكمن في كل شئ في الوجود ، بما فيه النثر .
الشئ الذي نود قوله أن قصيدة النثر بالاساس لم تظهر لكي تزيح شكلا شعريا سابقا لها ، وأنما ظهرت لكي تصبح اضافة فنية راقية للاشكال الشعرية السائدة ، كالاضافة الشعرية الجميلة التي ستنتشر بالمستقبل أكثر من قبل والمتمثلة ( بالنص المفتوح ) أو ( النص متعدد الاجناس ) كما يحلو لنا التعبير عنه . حينذاك سنجد أن الشعراء سينشغلون بهذا النوع الكتابي أيضا وسينشغلون بالتنظير للشعرية الكامنة فيه ، وهي موجودة طبعا ، ولكن ليس ليثبتوا بأنه الشكل الشعري الاخير لانها ليست كذلك برأينا ، وأنما لان النص المفتوح سيكون مؤهلا لاستيعاب الشحنات الشعرية والنثرية أكثر مماتستوعبه قصيدة النثر او القصيدة الحرة ، مثلما لايستوعب النص المفتوح الشحنات الشعرية لقصيدة النثر وللقصيدة الحرة . ومن هنا نصل الى قناعة ان ضرورة قصيدة النثر نابعة كونها تستطيع استيعاب الشحنات الشعرية الكامنة في اعماق الشاعر التي لاتستطيع استيعابها القصيدة الحرة ، مثلما لاتستطيع قصيدة النثر استيعاب الشحنات الشعرية التي تستوعبها القصيدة الحرة .
فالعلاقة بين قصيدة النثر والقصيدة الحرة ، علاقة قائمة على المودة والصداقة وليس على النزاع والصراع ، لسبب بسيط جدا هو لانهما يسيران بخطين متجاورين وليس متصادمين . اذن لندعهما هكذا ولنبعد عنهما شروط الصراع لان الشعر لايصارع نفسه ليقهرها وانما ليجعلها تتوهج اكثر فاكثر كتوهج النار في المواقد القديمة .
الفرق بين الشعر و النثر
النثر والشعر
النثر والشعر جنسين من اجناس الادب وكل منهما له قواعده وانواعه ومسمياته وخواصه . فالنثر مثلا من انواعه الخطابة والرواية والقصه والرساله والخاطرة
والمقالة وكتابة السير وغيرها من الكتابات النثرية المختلفة التي تعتمدعلى السرد والتقرير والانشائية والاسلوبيه في اغلب احوالها ولكل من هذه الانواع مميزات وخصائص يجب ان تتوفر فيه لتميزه عن غيره
وله شروطه ومميزاته و اسسه التي يعتمد عليها والتي لا يتسع المجال لذكرها الان.
اما الشعر فن له تنواعه ايضا وخصائصه ومميزاته ومسمياته . وهو يعتمد في الغالب على الإيجاز والاختزال وشحن الكلمات بطاقات ثأثيريه كما يحتاج ايضا الى المسيقى والايقاعات التي تربط بينكلماته وعباراته والايقاع الذي يعتمد عليه الشعر نوعين هما االايقاع الداخلي والذي يسمى الجرس وهو الذي ينتج عن ترابط الكلمات والتناسق فيما بين حروفها وتسمى المسيقى الداخليه واي خلل فيها يسمى بالهنة الايقاعيه وهي كسر خفيف يحدث من جراء عدم التنسيق . والإيقاع الخارجي وهو الذي يسمى الوزن ويحدث من جراء اتقاننا للبحور التىيكتب عليها الشعر هي معروفه وتعتمد على التناسق فيما بين الجمل الشعريه واي خلل فيهذه البحور يسمى ( كســـرا) ويقوم الشعر على الانشاد وهو ما يتحقق من ضبط الايقاعات المختلفه في النص .
وينقسم الشعر الى قسمين رئسيين هما ( الشعر العامودي ،والشعر الحر )
ويعتمد الشعر العامودي على القافيه والوزن ( البحر) اما الشعرالحر فهو طليق متمرد على القافيه ومتحرر منها .
والشعر العامودي ينقسم الى قسمينهما
1- شعر تقليدي يعتمد على الاسلوب المباشر والكلمات التقليدية البسيطه ولايحمل في كثير من اساليبه أي فكرة او تخيل وانما يعتمد على الوصف والواقعيه ويعتبرشاهدا على انجازات الماضي ومؤرخا لاحداثه المختلفه. ومن رواد هذا النوع من الشعر ( الهزاني والوقداني وغيرهم من الشعراء القدامى.
2- شعر حديث وهو شعر يعتمد في الدرجة الاولى على عنصرين رئسيين هما ( الفكرة و الخيال) ويتميز بتكثيف الصورة ممايعطي العقل مساحة من التفكير والتأمل .ومن رواد هذا النوع من الشعر سمو الامير بدربن عبد المحسن ومن حذا حذوه من الشعراء الشباب.
والشعر العامودي يعتمد على الوزنوالقافيه وينقسم من حيث القافيه الى :
1-شعر بقافيتين في الصدر والعجز ( شطريالبيت) ومن شروطه ان تختلف القافيتين عن بعضهما فتكون هناك قافية للصدر واخرى للعجزتختلفان فيهما احرف الروى كما في قول الشاعر بديوي الوقداني :
البارحه يومالخلايق نيــــاما
بيّحت من كثر البكا كل مكنــــون
قمت اتوجــد به وانثرعلامــا
ومن موق عيني دمعها كان مخـزون
هذه القصيده مقفاة الشطرين فنلاحظ في الشطر الاول قافيه احرف الروى فيها (الالف و الميم والالف) وفي الشطر الثاني اختلفت احرف الوى فصارت (الواو و النون)
2-وشعر بقافية واحده تكون في العجز( الشطرالثاني من البيت ) وتترك قافية الشطر الاول حرة غير مقيده
وقد اشتهر الهلالين بمثل هذه الابيات ومن امثلة ذلك قول الشاعر محمد الاحمد السديري:
مضا لي خريف العمر في لذة الصبــا
امشي بجنـــاتٍ تجاري نهـــــــــورها
وعقبه ربيع العمــر جتني بشـــــايره
وربّعت برياض ٍتخـــــــالف زهورهـا
فصلين ماانســـا لذة العمــر بينهــــن
ولا ناشني من كود الايام جــــــورهـا
ونلاحظهنا ان صدر البيت لا يتقيد بقافيه معينه بعكس عجزه الذي قيد بقافيةهي ( الواوـوالراءـ والهاءـ والالف)
3-شعرٍ يتكون من اربعة اشطرٍ (بيتين) يشترك فيها ثلاثةاشطرٍ في قافية موحده هم البيت الاول بشطريه والشطر الاول من البيت الثاني اماالشطر الرابع فتختلف قافيته وهذا الشعر تتغير قوافي الاشطر الثلاثة الاولى حسب مزاجية الشاعر ويبقى الشطر الرابع مقيد بقافيه واحده حتى نهاية القصيده ومن امثلة ذلك قول الشاعر ناصر العدواني :
يا الله اني طلبتك يا كريم
من خيال كنه الليلالظليم
حاز في المنشأ وجانا به النسيم
امطر الربان ومزونه تقود
وتستمر على هذا المنوال حتي نهايتها ثلاتة اشطر مختلفة القافيه والشطر الرابع يتقيد بقافية هي ( الواو والدال)
4_اما النوع الرابع فهو ما يعرف بالرباعيات وهذه عباره عن اربعةابيات فقط تشترك ثلاثة اشطر فيها بقافية واحده وهي البيت الاول بشطريه والشطرالرابع ويبقي الشطر الثالث حر القافيه ويكثر استخدام هذا النوع في الشام ومصر وبعض الموشحات اليمانيه مثل الانواع الشعريه المسماه ( بـ الحميني و القار) وهناك شاعرمن الكويت استخدم هذا النوع من الشعر وصدر له كتابا سمي ب ( الزهيريات ) وهذا النوع يستخدم في نوع من انواع الشعر من حيث الالعاب يسمى بالموال
ومن امثلة ذلك قول الشاعر المصري صلاح جاهين في رباعياته المشهورة:
يأسك وصبر بين ايديك وانتهحـر
تيأس ما تيأس الحيــــاه بتمـــــــر
انا دقت مندا ومندا عجبيلقيــــت
الصبر مر .. وبرضــك اليأس مــر
وكذلك هناك رباعيات جميله للشاعربيرم التونسي يقول فيها:
قضيت يا فلاح حياتك في سواد العيش
ولبسك الخيشهوياليتك تطول الخيش
شوف ضربة الجيش اعادة حقك المغصوب
ورجّعت للصواب اهلالغرور والطيش
هذا بالنسبة للشعر الموزون المقفى وهناك انواع اخرى لكنها لا تشذعن هذه القاعده
اما من ناحية الشعر الحر فهو ينقسم الى قسمين ايضا وهما الشعرالمنثور ( قصيدة النثر ) والشعر المزون( قصيدة التفعيله في الشعر الفصيح او القصيده التى تعتمد على البحر في الشعر العامي)
اما الشعر المنثور اوقصيدة النثر فهي تعتمد على الفكرة ووفرة المجاز والصورة المكثفة وقوة العاطفه مما يغلب الروح الشعرية عليها يقول ادونيس : ان اهمية قصيدة النثر تكمن في ادخال العقل في اللعبة الشعريه .اذ أن التخيل هو اساس الفكرة فيى قصيدة النثر كما إن الجملة هي الوحدهالاساسية للبناء بعكس الشعر حيث يكون البيت هو الوحده الاساسيه. ولا بد لمن يتطرق الى قصيدة النثر ان يكون عظيم الشاعرية واسع الخيال كما ان قصيدة النثر تعتمد على الصوره بالدرجه الاولى اكثر من اعتمادها على الايقاع.
اما الشعر الموزون فهو يعتمد مع ما اوردناه في قصيدة النثر على الوزن وهو( مجموعة البحور الشعريه المعروفه) اذ انه يعتمد في المقام الأول على الجرس والايقاع المسيقي .
ارجو اناكون قد وضحت في هذا الطرح الفرق بين الشعر والنثر وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثروالشعر العامودي.
في الحلقات القادمه ان شاء الله سوف اتناول
1 – انواع الشعرالعامودي من حيث التسميه والالعاب التي تعتمد عليه
2- الفرق بين الشعر العاموديوالشعر الحر.
3- بحور الشعر مع امثله على كل بحر.
4- الحان الشعر وتنوعاتهاوبيئاتها والفرق بينها وبن بحور الشعر.
وكلي امل ان اضيف شيئا جديدا للمنتدانا الجميل