التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

أنماط الجملة العربية

في كتاب “البنى التركيبية للأمثال العامية .. دراسة وصفية تحليلية” للدكتور علاء إسماعيل الحمزاوى أستاذ العلوم اللغوية المساعد بكلية الآداب، جامعة المنيا- أورد تصنيف الجمل العربية وفق منهج الفرنسي بلاشير الذي قسمها إلى جملة بسيطة وجملة مركبة.
وأنقل هذا التقسيم وهذه الأنماط بتصرف يتمثل في جمع المادة من أكثر من مكان- على النحو التالي:
أولا- الجملة البسيطة phrase simple، وهي نوعان:
1ـ الجملة الفعلية phrase verbale: وهي التي تبدأ بفعل، وهي مكونة من عنصرين: الأول الفعل (المسند)، والثاني الفاعل (المسند إليه).
وهي نوعان: جملة ذات ترتيب اعتيادي، وأخرى ذات ترتيب مخالف (تقديم الفاعل على الفعل، وتقديم المفعول على الفاعل من وجهة نظر بلاشير). ولسنا على وفاق مع بلاشير في إمكانية تقديم الفاعل على الفعل، بل هي جملة مركبة بالتجاور، وبلاشير نفسه فعل ذلك أثناء عرضه لأنماط الجملة المركبة بالتجاور.

2ـ جملة اسمية phrase nominale: وهي التي تبدأ باسم، وهي مكونة من عنصرين: الأول المبتدأ (المسند إليه)، والثاني الخبر (المسند). وهي نوعان : جملة ذات ترتيب اعتيادي، وأخرى ذات ترتيب مخالف (تقديم الخبر على المبتدأ).

ثانيا ـ الجملة المركبة phrase complexe: هى كل جملة تصاغ من جملتين مستقلتين deux propositions أو أكثر، ترتبط فيما بينها برابط لفظى أو معنوى، والبناء اللغوى للجملة المستقلة مماثل للبناء اللغوى للجملة البسيطة، وإحدى الجمل المكونة للجملة المركبة هى جملة أساسية proposition principale، وقد عرفها بلاشير بأنها جملة حاكمة لجملة ـأو عدة جمل ـ لاحقة تسمى الجملة ـ أو الجمل ـ التابعة subordonné أو المعطوفة coordonné أو المتجاورة juxtaposee، وفقا لنوعية علاقة الربط القائمة بين الجملة الأساسية والجملة ـ أو الجمل ـ الفرعية.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

قارئ العصر قراءة في الظلال والهوامش

توطئة:
وقعت عيناي على الأبيات الشعرية المتمحورة حول القارئ “مشاري راشد”. فقرأت الأبيات وقرأت التعليقات؛ فوجدتها برقيات تأييد أو اعتراض. ولم أجد أحدًا وقف أمام هذه الأبيات وقفة دراسة وتحليل؛ حتى اعتراضات الأخ الكريم “وجدان العلي” –بغض النظر عن صوابها أو عدمه- جاءت غير محيَّثة تحييثًا فنيًا؛ إذ جاءت اعتراضاته أحكاماً مختصرة. فدفعني ذلك إلى محاولة مقاربة قراءة الأبيات قراءة تنصب على النص، لا على المتحدَّث عنه ومفاضلته بالقراء كما فعل أحدهم.
وأبتدىء بهذا المدخل من خلال النقاط الآتية:
1) الموسيقى
اختار الأستاذ “سعد الشريف” لمشاعره قالب”الكامل” المتميز بموسيقيته الظاهرة الراقصة التي تبلغ من ظهورها حدًّا يزداد احتمال ترقيص من ليس له إلمام بالعروض أو معرفة بالإيقاع.وتلاءم هذا الاختيار مع المعجم اللفظي الموجود في الأبيات؛ لهذا كان الظل إيجابيا.
2) الخيال
رسم الأستاذ الفاضل من خلال الأبيات لوحة كلية وصورة فنية؛ احتوت داخلها الصور الجزئية موضوع علوم البلاغة. وملامح هذه اللوحة ستتضح تباعاً أثناء التناول.
3) تحقق النصية
النص– أي نص- كيما يكون نصًّا لا بد له من وضوح في الرؤية، وتسلسل في الأفكار، وتماسك في الأجزاء والأوصال. ووجود هذا العنصر الذي هو “تحقق نصية النص” سيتم الحديث عليه نهاية الحديث التحليلي.
4) منهج التناول
المنهج التحليلي الذي يرفع شعار “اللغة العربية.. تداخلُ علومٍ للجمال”؛ فالمتذوق للعلوم اللغوية التحتية [ أصوات – صرف – نحو – معجم ]، والملم بالعلوم الفوقية التي هي فنون أكثر من كونها علوما [ بلاغة – فقه لغة – علم نص – علم الحركة الجسمية – … ] -يكون ذوب اللغة، ويمتلك التذوق التحليلي الفني الممتع.
والآن.. أجدني مضطراً إلى قطع هذا المدخل الذي لم تتم كل عناصره؛ لأجول في أجواء هذه الأبيات؛ ولنبدأ من حيث بدأ الشاعر..
الصوت الساري
سحر الجميع بصوته الفتان … طربًا يرتل أعذب الألحـان
بـترنم ذهل الكثير لحسنه … فكأنه طيـف من الألـوان
قمة الحدث بدء الأبيات، ولنستعير أجواء القصة القصيرة. بدأت الأبيات من ذروة الحدث.
ما الحدث؟
تأثير صوته.
وما صوته؟
عماد الحديث وأساسه. ماذا عن صوته؟ سلب لب الجميع، واستولى على قلوب كل من يستمعه. لماذا؟ لأنه يجعل الجميع مستمالين.”سحر” ذلك الفعل المذخور بالتهاويم والتصاوير والنتائج غير المنطقية، “سحر” ذلك الفعل الذي يصنع لنفسه عالما مملوءا بما يخصه، ولا ينتمي لغيره. إنه السحر الذي ينفرد بمنطقه وقوانينه. هذا السحر المتمرد سيطر عليه الشيخ القارئ، وامتلك زمامه واستخدمه؛ فلم يملك الجميع إزاءه إلا الانفعال الآخذ المستولي الذي يترك صاحبه جذوة انتشاء وانسجام.
“سحر” ذلك الفعل الماضي الذي يجعل الأسلوب خبريًا يفيد التحقق والثبوت، ولقد جاء به خاليا من المؤكدات بكل أنواعها لتأكيد بداهة التأثير الأخاذ الذي يجعل الجميع لا يجول بخاطرهم مثقال ذرة من شك أو رفض أو اعتراض. بم امتلك كل هذا التأثير المهيمن؟! بصوته. صوته الموهوب من ربه الذي يختص من يشاء بما يشاء، صوته تلك القناة الاتصالية مع الآخرين، صوته ذلك الشيء الاجتماعي الذي يجعل صاحبه مركزًا للعيون والقلوب.
“بصوته الفتان” الباء سببية تجعل صوته آلة سيطرته وهمينته، والنعت الحقيقي–هنا- يوضح برمية واحدة قوة صاحبه وتأثيره، وانفعال الآخرين وتأثرهم. “الفتان” ليس فاتنا؛إنما هو فتان. من كثرة من فتنهم صار فتانًا، ومن تكرار تأثر الشخص الواحد صار فتانًا، وهكذا نجد أوجه الفتنة كثيرة ومحاورها متعددة.
ويمكن أن تكون الباء زائدة –على الرأي المرجوح الذي يدعمه السياق- فتكون زيادتها لفظيا ذات دلالة تأكيدية، وتكون كلمة “صوت” عمدة؛ إذ تصير فاعلاً، وهذا أقوى. لماذا؟ لأن الصوت هو أساس الانتشار وسبب السحر، فيلائمه أن يكون فاعلا لفظًا ومعنىً؛ حتى يكون الموقع النحوي دالاًّبلاغيًّا ودلاليًّا. أما أن تكون الباء أصلية – لعدم وجود مسوغ للزيادة حسب الرأي الراجح- فيتعلق الجار والمجرور “بصوته” بـ”سحر”؛ فهذا غير متوافق مع ما يرمى إليه الشاعر من إثبات سحر الصوت وعبقريته. وهذا هو المستوى الدلالي النحوي الذي يضع المواقع الإعرابية علامة بارزة على الدلالة المدعمة أو الناقضة رؤية الشاعر، وهذا ما معناه ” عبدالقاهر في نظرية النظم”.
“سحر الجميع”؛ كم مسحورا؟ إنهم غير محصورين، غير معدودين. صار السحر خاصة ذاتية للصوت الذي يسحر أينما حل. إنهم “الجميع”، هكذا أضاف”أل” الدالة على العموم إلى “جميع” الدالة على العموم أيضًا؛ ليُحدث الأثر المطلوب. إنه يسخر كل خصائص اللغة لتأكيد انفرادية الصوت وتميزه على ما عداه.”طربًا”، ويعود الموقع الإعرابي ليدلي بدلوه. كيف؟ “طربًا” تصلح أن تكون مفعولاً لأجله فتجيب عن السؤال: لماذا يُسْحَر الجميع بصوته الفتان؟! ويكون الشاعر بذلك قد استوفى عناصره المنطقية؛ إذ هناك ساحر، ومسحور، وعلة.
وهذه العلة ليست علة صامتة؛ إنها علة تجعل صاحبها في غير عادته؛ إذ الطرب خفة تصيب الإنسان لفرح أو حزن. هنا الخفة سببها الفرح والانسجام والانتشاء. هذا الاحتمال الإعرابي يضعنا في هذه المنطقة التعبيرية التي تعلل سر سحر الصوت وانسجام المستمع، ويكون ضبط الكلمة بهذا الوجه “طَرَبًا”. أما إذا تغير الضبط فصار “طَرِبًا” فتكون الصيغة مبالغة أو صفة مشبهة–وهما من المشتقات الدالة على المبالغة إما بالمبالغة أو الثبوت-، فيكون الموقع الإعرابي حالاً يبين هيئة الصوت. هل هذا الصوت صوت مألوف؟ لا. إنه صوت يسري ومعه الطرب، إنه صوت يصل محمولاً على بساط الطرب.
وبهذا تتعاضد ألفاظ الدلالة “سحر – الفتان – طرباً”، وتتآلف وتتحد في اتجاهها نحو المركز الدلالي المعنون بـ”عبقرية الصوت”. وكلها ألفاظ تمثيلية تجعلنا نتمثل المسحورين وهم مأخوذين أينما وُجِدوا من الفتنة والطرب. “سحر الجميع بصوته الفتان … طربًا”. متى؟ متى يحدث ذلك؟ وعلى أي وجه يكون؟ ينشأ السؤال وتأتي الإجابة سريعًا وبدون فاصل مكاني. لماذا؟ لأن هذا الصوت “يرتل” يجود ويحسن. ماذا؟ القرآن الكريم. كيف؟ بأفضل طرق الأداء “بأعذب الألحان”.
إذًا: هذا الصوت العبقري شاكر لربه. لماذا؟ لأنه يسخر عبقريته لخدمة قرآنه، وليس لشيء آخر. وهذا منحى آخر من مناحي السيطرة والهيمنة له. لماذا؟ لأن المستسلم له لن يتحرج من الاستماع، ولن يتأثم به. لماذا؟ لأنه يستمع شيئًا يجعل الاستماع والطرب عبادة. إذن؛ فليترك المستمع زمامه؛ فهو في عبادة كلها متعة!! “أعذب الألحان” إنه ليس لحنًا واحدًا، ليس أسلوبًا أدائيًّا واحدًا؛ إنما هي أساليب متعددة تتعدد لتتلاءم مع القراءات المتعددة، ولتتوافق مع المواقف القرآنية المتعددة، تنبع من الحالات النفسية المتعددة.
“سحر الجميع بصوته الفتان … طرباً يرتل أعذب الألحان” ويأتي الضمير هنا علامة ربط كلمات البيت بعضها بالبعض الآخر، وربطها كلها بالعنوان؛ فيتحقق تماسك نص البيت. لماذا؟ لأن الضمير الغائب المقدر بـ”هو” المستتر في “سحر( هوالقارىء) ” -إذا اعتبنار “بصوته…” متعلقاً بالفعل- يجعل القارئ الشعر يعود مكانيًّا إلى العنوان؛ حيث مرجع الضمير. ثم يأتي الضمير البارز في “صوته”، والضمير المستكن في صيغة المبالغة “الفتان( هو)”، والضمير المستتر في “يرتل( هو)” –تأتي كل هذه الضمائر لتربط كلمات البيت بمرجعها في العنوان. ويؤدي تكرار حركة العين –أماماً ووراء- إلى أن القارئ الشعر يروح ويغدو، ويكرر المرور الذهني والدلالي؛ فيزداد إثراء دلاليًّا، وتزداد حيوية اتصاله بالنص موضوع المرور.
إذا تأملنا قاموس البيت وجدناه قاموسًا مرحًا مشعًّا للحيوية، تتسق كلماته مع الحالة النفسية المقبلة الراغبة في “بترنم ذهل الكثير لحسنه … فكأنه طيف من الألوان”. وتستمر السيمفونية الجمالية!! كان البيت السابق يتحدث على الصوت، ثم تحدث على الأداء. وهنا يبدأ بهما معًا، الصوت في حالة أدائه الخاصة “بترنم”. الباء سببية، “وترنم” نكرة للتعظيم، بسبب الترنم يغيب المستمعون عما حولهم، ينسون دنياهم وهمومهم، ينسون أنفسهم. ماذا يتذكرون؟ فيم يعيشون؟ يعيشون في أجواء هذا الصوت الشجي، يتذكرون تلك الأجواء الروحية التي تسمو بهم فوق لحظتهم، ويجعلهم يحلقون عاليًّافي سماوات العلو والسمو. وليس هو “ترنم” فقط؛ بل هو “ترنم حسن”، وليس هو ترنم أحادي النغم؛ بل هو متعدد النغم متداخله كالطيف اللوني الذي تتداخل فيه الألون، وتتضح إذا تعرضت للمنشور الزجاجي.
وهنا ماذا يجعل الترنم يتحلل إلى نغماته؟ إنها النفسية التي تعيش بحبوحة السعادة والارتياح. وإذا حاولنا إجراء التشبيه –هنا- فسيكون بالصيغة الآتية: تشبيه تمثيلي؛ حيث شبة الشاعر نغمات الأداء، وتنغيم الصوت باللون الذي يحتوي داخله بقية الألون في احتواء الشيء المفرد ظاهرًا أشياء باطنًا لتأكيد ثراء الصوت.
هكذا يؤكد هذان البيتان صفة عبقرية الصوت من خلال صورتين: أولاهما كنائية تنتظم البيت الأول الذي يكنى فيه عن صفة عبقرية الصوت من خلال الدليل المادي الملموس في تلك الحالة التي يعيشها المستمعون مسلوبو الإرادة كالمسحور مثلاً بمثل. وأخراهما-أخرى الصورتي- التشبية الذي انتظم البيت الآخر؛ ليؤكد ذات الصفة. ولم يقلل من ذلك الانسجام إلا التعارض -الذي لا يصل حد التناقض- بين لفظي العموم الموجودين في الشطر الأول من البيت الأول والشطر الأول من البيت الآخر.
في الشطر الأول من البيت الأول يقول الشاعر:”سحر الجميع بصوته الفتان”. هنا نجد المبالغة وصلت حد عدم الاستثناء، فدل ذلك على العموم المطابق كل المستمعين، وهذا ينسجم مع فن المديح الذي يقوم على رؤية القارئ –موضوع التجربة الشعرية- جديرًا ببناء شعري يختص به. وفي الشطر الأول من البيت الآخر يقول: “بترنم ذهل الكثير محسنه”. تراجع الشاعر –هنا- عن تعميمه المطابق كل المستمعين؛ وذلك باستثناء القليل الذي جعل “الجميع” “الكثيرة”، وذلك رغم أن “الذهول”-المصاحب للكثير- أخف من “السحر”-المصاحب للجميع-؛ فكيف يكون الصوت العادي ساحرًا للجميع، ويكون الصوت المترنم مذهلاً للكثير؟!!
إن هذا يدفعنا إلى مساحة دلالية غير مقصودة من الشاعر تأكيدًا. ما هي؟ هي أن صوت الشيخ القارىء الخام الذي منحه الله إياه ساحرا؛ لكنه إذا بدأ يلون ذلك الصوت ويتدخل في طبقاته ونغماته أفسد ذلك السحر وقلل الأثر. والمعهود والطبيعي أن تكمل الدراسة الصاقلة الخامة الجيدة؛ فلا بد أن يكون الأداء مدعما للصوت وحاملاً إياه إلى أقصى قم الوصول. إن هذا خلل معنوي لم يفطن إليه الشاعر لعدم وقوفه تحليليًّا أمام الرؤية العامة التي يكونها مجموع كلماته.
وبعد؛ فهذا نموذج أقدمه للرؤية التحليلية الفنية المبنية على استقراء النص استقراء يفجر طاقات إيحاءاته ويعللها فنيًّا بالاستعانة بالأدوات اللغوية والفنية. ولعله بذلك يمنع التعليقات التلغرافية غير الفنية، ولعله يدفع الآخرين إلى محاولة تعديل الفكر من فكر نقدي جزئي إلى فكر تحليلي بناء يحمل سمات الإيجاب والسلب.
وأخيرًا؛ لعل الله تعالى يعطيني فسحة من الوقت لإكمال الأبيات بذات المنهج، إنه على كل شيء قدير.

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

إمام في النحو والعروض والبلاغة وغيرها يعجز عن نظم بيت من الشعر!!!

إمام في النحو والعروض والبلاغة وغيرها يعجز عن نظم بيت من الشعر!!!
استوقفني ما ستراه أدناه في ترجمة الصفدي في الوافي بالوفيات للإمام بدر الدين بن الإمام جمال الدين بن مالك ، وهو البحر بن البحر .
فهل تصدق هذا؟
قال الصفدي:
الشيخ بدر الدين ابن مالك
محمد بن محمد بن عبد الله ابن عبد الله بن مالك الإمام البليغ النحوي بدر الدين ابن الإمام العلامة جمال الدين الطائي الجياني ثم الدمشقي كان إماماً ذكياً فهماً حاد الخاطر إماماً في النحو إماماً في المعاني والبيان والبديع والعروض والمنطق جيد المشاركة في الفقه والأصول أخذ عن والده وجرى بينه وبين والده صورة سكن لأجلها بعلبك فقرأ عليه بها جماعة منهم بدر الدين ابن زيد، فلما مات والده طلب إلى دمشق وولي وظيفة والده وسكنها وتصدى للأشغال والتصنيف، وكان اللعب يغلب عليه والعشرة، حكى لي الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين محمود الكاتب رحمه الله تعالى حكاية جرت له مع الأمير علم الدين سنجر الدواداري وهي غريبة ما أوثر ذكرها وحكى لي غيره عنه ما يوافقها من اللعب وكان إماماً في مواد النظم من العروض والنحو والمعاني والبيان والبديع ولم يقدر على نظم بيت واحد ولقد حضرت إليه رقعة من صاحبه فيها نظم أراد أن يجيبه عنها بنظم فجلس في بيته من بكرة إلى صلاة العصر ولم يقدر على بيت واحد حتى استعان بجار له في المدرسة على الجواب بعد ما حكى ذلك لجاره،

وقيل لي أنه أملى على قول أبي جلنك.
والبان تحسبه سنانيراً رأت … قاضي القضاة فنفشت أذنابها
كراسة وتكلم على ما في هذا البيت من علوم البلاغة سبحان الله العظيم،
ووالده كان ينظم العلوم في الأراجيز ويدرج المسائل الكثيرة في الألفاظ القليلة وهذا دليل القدرة على النظم، ومن تصانيف الشيخ بدر الدين شرح الفية والده المعروفة بالخلاصة وهو شرح فاضل منقى منقح وخطأ والده في بعيض المواضع ولم تشرح الخلاصة بأحسن ولا أسد ولا أجزل على كثرة شروحها وأراها في الشروح كالشرح الذي لابن يونس للتنبيه، والمصابح اختصر فيه معاني وبيان المفتاح وهو في غاية الحسن وقيل إنه وضع أكبر منه وسماه روضة الأذهان والي الآن لم أره ورأيت له مقدمة ف يالمنطق ومقدمة في العروض، ومات قبل الكهولة من قولنج كان يعتريه كثيراً في سنة ست وثمانين وست مائة بدمشق ودفن بمقبرة باب الصغير وكثر التأسف عليه، وولي إعادة الأمينية بعده الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني وكثر تأسف الناس عليه، وقيل إنه حضر مجلس الشيخ شمس الدين الأيكي وكان يعرف الشكاف معرفة مليحة فقعد لا يتكلم والأيكي يذكر درسه إلى أن أطال الكلام فقال له يا شيخ بدر الدين لأي شيء ما تتكلم فقال ما أقول ومن وقت تكلمت فيه إلى الآن عددت عليك إحدى وثلاثين لحنة أو كما قيل.
الوافي بالوفيات – (1 / 90)


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

مشكل إعراب القرآن د. محمد الخراط حفظه الله الحلقة الأولى .

بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي الكرام: يسرني أن أقدم لكم في هذه المشاركة بحثا في مشكل إعراب القرآن لـ أ.د. أحمد بن محمد الخراط ،مستشار مجمع الملك فهد رحمه الله لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. وسيكون على حلقات عدة بإذن الله عزوجل ؛؛
سورة الفاتحة

آ:1 تعليم_الجزائر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تعليم_الجزائر
“بسم”: الباء حرف جر، “اسم” اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ محذوف، تقديره: ابتدائي كائن بسم الله، وجملة التقدير ابتدائية. “الرحمن الرحيم”: صفتان مجرورتان بالكسرة.
آ:2 تعليم_الجزائر الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ تعليم_الجزائر
“رب”: بدل مجرور بالكسرة، “العالمين”: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم؛ وقد أُلْحِقَ به لأنه ليس عَلَمًا ولا صفة، و “عالَم” المفرد يشمل المذكر والمؤنث، والعاقل وغيره، و”عالَمون” مع الجمعية لا يُطلق إلا على المذكر العاقل، فاختلف المفرد عن الجمع.
آ:4 تعليم_الجزائر مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ تعليم_الجزائر
“مالك”: نعت للجلالة المعرفة، وإضافة “مالك” محضة فيتعرَّف بالإضافة.
آ:5 تعليم_الجزائر إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ تعليم_الجزائر
“إيَّاك”: ضمير نصب منفصل مبني على السكون، في محل نصب مفعول به مقدم للاختصاص. والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب. جملة “نعبد” مستأنفة.
آ:6 تعليم_الجزائر اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ تعليم_الجزائر
“الصراط”: مفعول به ثانٍ منصوب بالفتحة. وجملة “اهدنا” استئنافية لا محل لها. وأصل تعليم_الجزائر نَسْتَعِينُ تعليم_الجزائر نَسْتَعْوِن من العون، فاستثقلت الكسرة على الواو، فنقلت إلى الساكن قبلها، فسكنت الواو بعد النقل، وانكسر ما قبلها فقلبت ياء.
آ:7 تعليم_الجزائر صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ تعليم_الجزائر
“صراط”: بدل كل من كل من تعليم_الجزائر الصِّرَاطَ تعليم_الجزائر منصوب. وهو بدل معرفة من معرفة. “غير”: بدل من “الذين” مجرور. والجار والمجرور “عليهم” نائب فاعل لاسم المفعول “المغضوب”. “ولا الضالين”: “لا” زائدة لتأكيد النفي، “الضالِّين” اسم معطوف على “المغضوب” مجرور بالياء. آمين: ليست من القرآن، وهي اسم فعل أمر بمعنى استجب.

سورة البقرة

آ:1 تعليم_الجزائر الم تعليم_الجزائر
“الم”: حروف لا محل لها من الإعراب.
آ:2 تعليم_الجزائر ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ تعليم_الجزائر
“الكتاب”: بدل مرفوع بالضمة، “هدى”: حال منصوبة. جملة “لا ريب فيه” خبر المبتدأ “ذلك”،الجار “فيه” متعلق بخبر “لا”، “هدى” حال من “الكتاب”. الجار “للمتقين” متعلق بنعت لـ “هدى”.
آ:3 تعليم_الجزائر الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ تعليم_الجزائر
“الذين” اسم موصول مبني على الفتح في محل جر نعت للمتقين. الجار “مما”: متعلق بـ “ينفقون”.
آ:4 تعليم_الجزائر وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ تعليم_الجزائر
جملة “هم يوقنون” الاسمية معطوفة على الفعلية “يؤمنون” لا محل لها. الجار “بالآخرة” متعلق بـ “يوقنون”. والآخرة تأنيث آخِر المقابل لأوَّل، وهي صفة في الأصل جرت مجرى الأسماء، والتقدير: الدار الآخرة. و “يوقنون” ماضيه أيقن، أصله يُؤَيْقِنون حذفت همزة أفعل حملا على حذفها من المضارع المسند للمتكلم فصار يُيْقِنون، وقعت الياء ساكنة بعد ضمة فقلبت واوًا.
آ:5 تعليم_الجزائر أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ تعليم_الجزائر
“هم”: ضمير فصل لا محل له من الإعراب. “المفلحون”: خبر مرفوع بالواو لاسم الإشارة “أولئك”. وجملة “أولئك على هدى” مستأنفة لا محل لها.آ:6 تعليم_الجزائر إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ تعليم_الجزائر
“سواء”: خبر مقدم مرفوع، الجار “عليهم” متعلق بالمصدر (سواء). “أأنذرتهم” الهمزة للتسوية، والمصدر المؤول منها ومما بعدها مبتدأ مؤخر، والتقدير: إنذارك وعدمه سواء، والجملة معترضة، وجملة “لا يؤمنون” خبر “إنَّ”.
آ:7 تعليم_الجزائر خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ تعليم_الجزائر
جملة “ختم الله” مستأنفة لا محل لها. جملة “وعلى أبصارهم غشاوة” معطوفة على جملة “ختم” لا محل لها. جملة “ولهم عذاب” معطوفة على جملة “على أبصارهم غشاوة” لا محل لها.
آ:8 تعليم_الجزائر وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ تعليم_الجزائر
الواو مستأنفة. قوله “وما هم بمؤمنين”: الواو حالية، “ما” نافية تعمل عمل ليس. والباء في “بمؤمنين” زائدة، والاسم معها مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر “ما”، والجملة في محل نصب حال.
آ:9 تعليم_الجزائر يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ تعليم_الجزائر
جملة “يخادعون” استئنافية لا محل لها. وجملة “وما يخدعون” حالية من الواو في “يخادعون”، وجملة “وما يشعرون” حالية من الواو في “يخدعون” في محل نصب.
آ:10 تعليم_الجزائر فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ تعليم_الجزائر
جملة “فزادهم الله” معطوفة على جملة “في قلوبهم مرض” لا محل لها. “مرضا”: مفعول به ثانٍ. جملة “ولهم عذاب” معطوفة على جملة “فزادهم الله” لا محل لها. جملة “كانوا” صلة الموصول الحرفي “ما” لا محل لها، والمصدر المؤول “بما كانوا” مجرور متعلق بالاستقرار المقدر في “لهم”.
آ:11 تعليم_الجزائر وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ تعليم_الجزائر
نائب فاعل “قيل” ضميرٌ مستتر تقديره هو، يعود على مصدره، والتقدير: وإذا قيل لهم قول هو. واخترنا أن يكون النائب ضمير المصدر لأنه أكثر فائدة من الجار والمجرور، وجملة “وإذا قيل لهم” معطوفة على جملة تعليم_الجزائر يَقُولُ تعليم_الجزائر في الآية (8).
آ:12 تعليم_الجزائر أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ تعليم_الجزائر
“ألا” حرف تنبيه، “هم”: تأكيد لاسم “إن”، والضمير المرفوع المنفصل يؤكَّد به جميع ضروب المتصل. جملة “ولكن لا يشعرون” معطوفة على جملة “إنهم هم المفسدون”.
آ:13 تعليم_الجزائر وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ تعليم_الجزائر
قوله “آمنوا كما آمن الناس”: الكاف اسم بمعنى مثل في محل نصب نائب مفعول مطلق؛ لأنه نعت لمصدر محذوف، و “ما” مصدرية أي: آمنوا إيمانا مثل إيمان الناس، والمصدر المؤول من “ما” وما بعدها في محل جر مضاف إليه. ومثلها “كما آمن السفهاء”. وجملة “ولكن لا يعلمون” معطوفة على جملة “إنهم هم السفهاء”.
آ:14 تعليم_الجزائر وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ تعليم_الجزائر
جملة “وإذا لقوا” معطوفة على جملة تعليم_الجزائر وَإِذَا قِيلَ تعليم_الجزائر قبلها لا محل لها. “لقوا”: فعل ماض مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين بعد تسكينها، والأصل لقِيُوا. والواو فاعل. “خلَوا”: فعل ماض مبني على الضم، المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، لاتصاله بواو الجماعة. والواو فاعل. “معكم”: ظرف مكان يدل على الصحبة متعلق بخبر “إنَّ” المقدر أي :إنَّا كائنون معكم. جملة “إنما نحن مستهزئون” مستأنفة في حيز القول.
آ:15 تعليم_الجزائر اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ تعليم_الجزائر
جملة “الله يستهزئ بهم” مستأنفة لا محل لها. جملة “يعمهون” حالية من مفعول “يمدهم” في محل نصب.
آ:16 تعليم_الجزائر أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ تعليم_الجزائر
جملة “فما ربحت تجارتهم” معطوفة على جملة “اشتروا” فهي مثلها لا محل لها. آ:17 تعليم_الجزائر مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ تعليم_الجزائر
جملة “مثلهم كمثل” حالية من الواو في تعليم_الجزائر كَانُوا تعليم_الجزائر في الآية السابقة. “فلما”: الفاء عاطفة، “لما” حرف وجوب لوجوب، وهي حرف شرط غير جازم. جملة “فلما أضاءت” معطوفة على جملة “استوقد” لا محل لها. جملة “لا يبصرون” حالية من الضمير في “تركهم”.
آ:18 تعليم_الجزائر صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ تعليم_الجزائر
“صم”: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم صم، وجملة “هم صم” حالية من واو “لا يبصرون”. جملة “فهم لا يرجعون” معطوفة على جملة “هم صم” في محل نصب.
آ:19 تعليم_الجزائر أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ تعليم_الجزائر
“كصيب”: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: مثلهم كصيب. وجملة “مثلهم كصيب” معطوفة على جملة “مثلهم كمثل” في الآية(17). جملة “فيه ظلمات” نعت ثانٍ لصيِّب في محل جر. جملة “يجعلون” مستأنفة لا محل لها، وكذا جملة “والله محيط”.
آ:20 تعليم_الجزائر كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ تعليم_الجزائر
“كلما”: “كلَّ” ظرف زمان منصوب متعلق بـ “مشَوا”، و “ما” مصدرية زمانية. والمصدر المؤول من “ما” وما بعدها في محل جر مضاف إليه، والتقدير: مَشَوا فيه كل وقت إضاءة، وجملة “أضاء” صلة الموصول الحرفي لا محل لها، وجملة “مَشَوا” مستأنفة. جملة “وإذا أظلم” معطوفة على جملة “مشوا” لا محل لها. جملة “ولو شاء الله” مستأنفة لا محل لها.
آ:21 تعليم_الجزائر يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ تعليم_الجزائر
“يا أيها”: “يا” أداة نداء، “أيها” منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب، “ها” للتنبيه، “الناس” عطف بيان. “والذين”: اسم موصول معطوف على الضمير المنصوب في “خلقكم”. الجار “مِن قبلكم” متعلق بالصلة المقدرة، والكاف مضاف إليه. جملة “اعبدوا ربكم” جواب النداء مستأنفة، وكذا جملة “لعلكم تتقون”.
آ:22 تعليم_الجزائر الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ تعليم_الجزائر
“الذي”: اسم موصول بدل من تعليم_الجزائر رَبَّكُمُ تعليم_الجزائر في محل نصب. “والسماء بناء”: الواو عاطفة، “السماء” اسم معطوف على “الأرض”، و “بناء” اسم معطوف على “فراشا” منصوب بالفتحة، فالواو عطفت اسمين على اسمين. الجار “لكم”: متعلق بنعت لـ “رزقا”. “لا”: ناهية جازمة. الجار “لله” متعلق بالمفعول الثاني المقدر أي: فلا تصيِّروا أندادا كائنين لله. جملة “فلا تجعلوا” جواب شرط مقدر في محل جزم أي: إن أعطاكم هذا فلا تجعلوا.جملة “وأنتم تعلمون” حالية من الواو في “تجعلوا”.
آ:23 تعليم_الجزائر وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ تعليم_الجزائر
جملة “وإن كنتم” مستأنفة. الجار “مما” متعلق بصفة لـ “ريب”. الجار “من مثله” متعلق بنعت لسورة. الجار “من دون” متعلق بحال من “شهداءكم”. جملة “إن كنتم صادقين” مستأنفة لا محل لها، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
آ:24 تعليم_الجزائر فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ تعليم_الجزائر
جملة “فإن لم تفعلوا” معطوفة على جملة تعليم_الجزائر وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ تعليم_الجزائر السابقة. جملة “وقودها الناس” صلة الموصول الاسمي. جملة “أُعِدَّت” حال من “النار” في محل نصب.
آ:25 تعليم_الجزائر وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ تعليم_الجزائر
“أنَّ” وما بعدها في تأويل مصدر منصوب على نـزع الخافض الباء. “كلما”: “كل” ظرف زمان منصوب متعلق بـ “قالوا”، و “ما” مصدرية زمانية، والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: قالوا كلَّ وقت رزق. الجار”من ثمرة” بدل اشتمال من “منها” متعلق بـ “رُزقوا”، ولا يتعلق حرفان بمعنى واحد بعامل واحد إلا على سبيل البدلية أو العطف. “وأُتُوا”: الواو حالية، والجملة حالية. جملة “قالوا” مستأنفة، وجملة “رزقوا” صلة الموصول الحرفي. “متشابها” حال من الضمير في “به”. جملة “ولهم فيها أزواج” معطوفة على جملة “وأُتوا” في محل نصب. الجار “فيها” متعلق بالاستقرار المقدر في الخبر المحذوف.
آ:26 تعليم_الجزائر إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ تعليم_الجزائر
المصدر المؤول “أن يضرب” منصوب على نـزع الخافض “مِنْ”، و “مثلا” مفعول “يضرب”، و “ما” زائدة، و “بعوضة” بدل من “مثلا”. الفاء في “فما فوقها” عاطفة، “ما” اسم موصول معطوف على “بعوضة”. قوله “ماذا أراد”: “ما” اسم استفهام مبتدأ، و “ذا” اسم موصول خبر، و “مثلا” تمييز، “كثيرا” مفعول به، وجملة “يُضل به كثيرا” مستأنفة، وجملة “وما يُضِل به” معطوفة على جملة “يُضل به” الأولى لا محل لها.
آ:27 تعليم_الجزائر الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ تعليم_الجزائر
“الذين”: اسم موصول مبتدأ، والمصدر المؤول “أن يوصل” بدل من الضمير في “به” أي: ما أمر الله بوصله. “هم الخاسرون”: “هم” ضمير فصل لا محل له، و”الخاسرون” خبر الإشارة، وجملة “أولئك الخاسرون” خبر “الذين”.
آ:28 تعليم_الجزائر كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ تعليم_الجزائر
جملة “تكفرون” مستأنفة. “كيف” اسم استفهام حال من الواو في “تكفرون”، وجملة “وكنتم” حالية، وجملة “تُرْجَعون” معطوفة على جملة “يُحْييكم” في محل نصب.
آ:29 تعليم_الجزائر هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ تعليم_الجزائر
الجار “في الأرض” متعلق بالصلة المقدرة أي: استقر في الأرض. “جميعا” حال من “ما”. “سبع”: مفعول ثانٍ. جملة “وهو بكل شيء عليم” معطوفة على جملة “هو الذي” المستأنفة لا محل لها. الجار “بكل” متعلق بـ “عليم” . وقد خالفت صيغ المبالغة أفعالها في التعدي، وأشبهت أفعل التفضيل فتعدَّت بالباء.

يتبع في مشاركة قادمة بإذن الله


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

أنا البحر أركبت البحر ؟ .

أنا البحر .. أركبتَ البحر ؟.

روى الحاكم بسنده عن معاذ بن جبل رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “… وإن شئتَ أنبأتُك بمِلاك ذلك كلِّه! فسكَتَ؛ فإذا راكبان يُوضِعان قِبَلَنا، فخشيتُ أن يشغلاه عن حاجتي، قال: فقلتُ: ما هو يا رسول الله؟ قال: فأهوى بإصبعه إلى فيه؛ قال: فقلتُ: يا رسول الله، وإنا لنؤاخذ بما نقول بألسنتنا؟ قال: ثكلتْكَ أمُّك ابنَ جَبَلٍ! هل يكُبُّ الناس على مناخرهم في جهنّم إلا حصائدُ ألسنتهم”.(1)
أما بعد، فاللغة والبحر آيتان من آيات الله تعالى.. وما أكثر ما اجتمعتا في مخيّلة الناس، شاهدتين على مبلغ تشابه العظمة الكامنة فيهما معاً؛ حتى لكأنهما كفلقتي حبة، أو كصفحتي كتاب.
هداني إلى هذا ما قاله الشاعر حافظ إبراهيم، رحمه الله، متحدثاً بلسان حال العربية لمّا كسَد سوقها في هذا العصر:
أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ .. فهل سألوا الغواص عن صدفاتي. (2)
وسمّى الفيروزابادي معجم اللغة قاموساً، وهو البحر الخضمّ، وسمّوا معاجمهم: العبابَ والمحيطَ والبحرَ والعين… وهذا من ذلك.
وقالوا في اللسان إذا كثُرت مسائله وأُحكمت: “اللغة بحر”.. وقالوا في الإنسان إذا تنوّعت مسالكه وهُذّبت: “هو بحر”.. فإذا عبروا بذلك سكن العقل إلى هذا التشبيه، وهاج إلى عقد مقابلة كَوْنيّة بينهما؛ لتجتمع حالتان متكاملان، في آيتين متناظرتين، ولا تجتمعان إلا في عظيم: حالة سكون في اضطراب وحالة اضطراب في سكون.
ألا ترى إلى ما بينهما من تشابُه في أوجُهٍ كثيرة، فهما متشابهان في: السعة والعمق والغنى والكِبَر والجمال واللّطافة والطلاقة والقوّة والدؤوب والتجدّد والتنوّع والانسجام والوصل والقطع والمدّ والجزر… كلاهما زاخر بخيراته وبركاته، متجاذب مع ما حوله من الأرض والسماء، هادئ في تقلّباته وهيَجانه وموجه وزبده، دالٌّ بمكوناته الغضّة الطريّة على مقدرة الخالق البديع.
ومن لم يتأملها في البحر بأوصافه، فقد تغيب عنه في اللغة بسعتها، وعمق أصولها، وغنى نُظُمها، وكِبَر معجمها، وجمال ألفاظها ومعانيها، ولطافة مأخذها، وتركّب علومها، وتجدُّد أساليبها، وانسجام مهاراتها، وحركتها مع التاريخ الطويل، وأنها مع كل ذلك أصوات طرية ذوات معانٍ تعبُر الأثير.
ومن وراء اللسان الهاذر نار، وهو معنى ظاهر في الحديث الفريد الذي رواه فقيه الأمة القانت معاذ بن جبل، مسبوقاً بعَجب نبويّ من غفلة معاذ عن هذا المعنى (ثكلتك أمك يا معاذ!، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم!)، كما أن من وراء البحر الموقر ناراً موقدة ستملؤه ناراً كما امتلأ ماءً، قال تعالى: (والبحر المسجور) الطور 6، وجاء في مأثور التفسير أنه: البحر الموقر، والمُوقَد، ومثله قوله تعالى: (وإذا البحار سُجّرت) التكوير 6.
وما تحرّس الناس في ركوبهم البحر المسخّر بأولى من تحرسهم في ركوبهم بحر الكلام.. وإلا كانوا في غمرته من الهالكين ، و(لا عاصم اليوم من أمر الله!). هود 43
وعذّب الله تعالى قريشاً بعذبين؛ عذبهم بأيدي المؤمنين، كما عذبهم بلسان حسان بن ثابت المؤيّد بروح القدُس جبرائيل: (والشعراء يتبهم الغاوون) الشعراء (الآيات 224- 227)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اهجهم وروح القدس معك”؛ كما عذب ناساً بالبحر بقيادة روح القدس نفسه: (فغشيهم من اليمّ ما غشيهم) طه 78.
(2) وسمّى العرَبُ من جمع إتقان الكتابة والعَوْم: “الكامل”؛ وذلك لأن تعلّم كتابة ما ينطقه اللسان بأنواعها (وهي من أعظم مهارات اللغة) يخرج المرء من ظلمة الأمية؛ لتنفتح أمامه أبواب العلوم والحياة، وتعلّم العوم بأنواعه (وهو من أعظم مهاراتِ السعي في الأرض) يخرج المرء من ظلمة البحر؛ لتنفتح أمامه أسباب الرزق والنجاة؛ وما الحياة إلا علم نافع من الأوراق ومضطرب واسع في الآفاق. والعجب أن توازن كلّ واحدة من هاتين المهارتين العظيمتين؛ الكتابة والعَوْم، تتنادى له كلّ ملكات الإنسان الظاهرة والباطنة، فالكاتب أقوى الناس فكراً، والعوّام أقواهم بدناً، فلا جرم أن يكونا معاً كمالاً متوازناً في إنسان، وأن يسدّ بهما حاجة قومه إليهما!.
وكان أبو العباس المبرّد (ت285هـ) إذا جاءه من يستقرئه كتاب سيبويه (ت180هـ) في النحو (بمعناه الواسع: معرفة قوانين لسان العرب) يقول له: “أركبتَ البحر ؟!”.. فشبّه معالجة علم اللسان بمعالجة البحر، تشبيهَ غائب بحاضر ومسموع بمنظور وخضمّ بخضمّ.
والناس- منذ كانوا- يَرُوعهم البحر، فيحبونه إذا سجى، ويُرَوّعهم، فيخافونه إذا طغى؛ ففيه اجتمع الحبّ والخوف في آنٍ.
ولا تجرِّئهم المحبّة على الاقتحام، حتى يصدّهم عنه الخوف منه، إلا بسباحة ومرانة ومهارة وفطانة، وبسفين يمخر العُباب، ورُبّان يخبُر الأسباب، وأعوان يحاربون الأمواج ويسالمون الرياح، ويرمقون مواقع النجوم وساعة الشَّمال.
ومَن ركب البحر الرائع المريع سلّم خاضعاً لقوانينه الطاغية الثابتة، وتبرأ من أوهام الشموخ المحدودة والحماقات العابثة، ونزل به نزول الضيف على حكم المضيف، والغريب على المقيم، والضعيف على القويّ، والصغير على الكبير.
(3) واستبحار اللسان العربي وسعته وثراؤه جاءه من أنه عبَر كلّ لغات التاريخ، وجاور كلّ لغات الحاضر، وحاضرَ في كلّ نادٍ وسوق، فما تبدّلت نُظُمه ولا قوانينه، وما زاده العبور والجوار والحضور إلا صموداً وسعة وثراءً.
وأجلّ مظاهر سعة هذا اللسان وثرائه كان منذ أن وسع القرآنَ المبين، فحلّت به بركاتُ كلّ شيء، واصطبغ بصبغة الله تعالى، التي تبقى ولا تزول أبداً. كان ذلك بيّناً في حديثه الحكيم عن مشهد الحياة بكل أبعادها: الزمان والمكان والحدث؛ أما الزمان فقد وسع هذا اللسان الأزلَ والأبد والأولى والآخرة، وأما المكان فقد وسع آفاقَ السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، وأما الحدث فقد وسع أنباءَ ما يجري في الغيب والشهادة.
وإذا قيل: “أسرع الطرق إلى جمع الذهب هو السفر عبر البحار”.. وهذا في جمع الثروة الماديّة. فإن جمع الثروة العقلية يكون بالارتياض أولاً في بحر اللسان واللغات، باكتشاف أسماء المسمّيات، وضبط الأشباه والنظائر، ولقط الدُّرَر والجواهر، وربط الأول بالآخِر.. وبالتأدّب- ثانياً- في بحر الشريعة.. والانطلاق- ثالثاً- في بحر الحياة.. ورابعاً في بحر الاجتهاد.. وخامساً في بحر الإبداع.. وإلا كان المرء (في بحر لجيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور). النور 40
وضيق عطَن المرء عن فهم أعماق هذا اللسان قد يجعله يجتزئ منه بُحَيْرة آسنةً، يظنها إياه؛ فيضيع خير وعلم كثير، وطيش الرأي قد يحمله على مغالبة جبال أمواجه بزعانف سمكة، يظنها تنجيه؛ فلا تحابيه السُّنَن الغلاّبة، وغباء العداوة قد يقنعه بأن نزحه قد يتحقق بطريق التسخين والتبخير!، أو أن تحليته وتصفيته تكون بالترشيح أو التقطير!، يظنها تُبلغه؛ فيكون أضحوكة القرون!.
وما أعقل الأطفال وهم يناغون شاعراً أو خطيباً! بل ما أوسع عقولهم وهم يقاربون من شاطئه ويغترفون من بحره، لمّا هدتهم فطرتهم إلى احترام ضعفهم أمام عظمته!، وما أغربهم وهم يحاولون العَوْم على الرمال، لمّا لم يجدوا من يعلمهم السباحة ويرشدهم!، وما أشد إصرارهم وهم لا يُخفون شوقهم إلى العودة إليه من جديد.
(4) ومن أحكام اللسان في هذه الأجواء: أنه لا يحيط بأحكامه إلا نبيّ مؤيّد من الله المحيط بكلّ شيء؛ وذلك أنه يخاطب به كل القرون التي يخاطبها، في كل الشؤون التي يجب أن يهتموا بها.. ولكن غير النبي لا يلزمه من ذلك الخضم الهائل من علومه إلا ما اقتضته ضرورات حياته وواجبات دينه ومؤانسات مجتمعه.. (وفوق كل ذي علم عليم). يوسف 76.
قد تسع ببصرك آفاق البحر وأنت تتملاه وتنتشي به، ولكنك تعجز أن تحمل منه بضعة دِلاء، وقد يحملها غيرك.. وقد ترث معجماً عظيماً يملأ مكتبتك أو ذاكرتك، ولا تستعمل منه إلاّ ألفاظاً معدودة، وقد يكون غيرك أبلغ، وأمهر الناس من يوغل برفق. وسبحان من تنفد الأبحر ولا تنفد كلماته!. (وقل رب زدني علماً). طه 114
وأن من يقتحم بلا دليل يوجّهه يحكم على عقله بعطَب ملكة لسانه ونقصانها من أطرافها أو بتضخم أمور منها على أخرى، وقد يبحر في أُجاج مرّ، لا ساحل له ولا قاع، والحصيلة غرق العقل في متاهات سحيقة وعُجمة القلب لا تنقطع؛ فلا يكاد يُبين، ولا يصل إلى معنى.
وأنّ تلك الملكة اللسانية إذا استحكمت في العقل تدفقت بها المعاني السامية عبر الأُذنين من الجانبين، فتُلمح إلى الروح، فتنبض وتقتات وتتهذّب وتتقدّم وتسمو.. وتفيض منك بلسان واحد، فكن على ما تسمع أحرص مما تقول، فإذا قلت فليكن لسانك مرآة عقلك وقلبك وروحك.
(5) تعلّم ما قلّ ودلّ من المجملات، مقرونة بما يلزمها من تفاصيل، توصل المرء- بإذن الله- إلى المراد!؛ كما أن كوز ماء قد يرويك من ظمإ، ويكشف لك عن نِسَب البحر وقوانينه، وسباحة الشاطئ قد تروض الطفل الغرير، على التوغل، وتكرار ذلك يكسب مهارة الماهرين.
لكل علم مفتاح، يُعمله الطالب في بابه الذي يعالجه، فيَنفَتِح له!.. فإذا علمت أن اللسان أنحاء متراكبة كثيرة، وأبواب بعضها في إثر بعض، وكلّ باب موصدٌ على ما فيه، وكلُّ مفتاح لا يعمل إلا في بابه.. بدا لك أهمية ترتيب العلوم، ونسق الأبواب، واستخراج المفاتيح.. وإلا كان الوقت في ضياع والعلم في شتات.
أَمَا إن لغتنا لا زالت مستبحرة ثريّة واسعة، وإن سكنت الرياح، مراغمةً المكائد، وإن كثرت الآفات والأمراض، مبطلة كلّ دعوى أقيمت للقصاص منها أو الطعن فيها أو إبعادها من حياتنا.
ولو عجز أهل جيل عن أن يتحدثوا عنها ويصنعوا لها القواعد والأحكام ويقوّموا فساداً ظهر بها، لأنبرت بفيضها من تلقاء نفسها، تتحدث إلى الصخور بأمواجها، عن تاريخها وأسرارها وبهائها.

ــــــــــــــــــــ
(1) قال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وأولّه: “بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وقد أصاب الحر، فتفرّق القوم، حتى نظرت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقربُهم منّي، قال: فدنوتُ منه، فقلتُ: يا رسول الله! أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألتَ عن عظيم، وإنه ليسيرٌ على من يسره الله عليه؛ تعبدُ الله ولا تشركُ به شيئاً، وتقيمُ الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصومُ رمضان. قال: وإن شئتَ أنبأتُك بأبواب الجنة! قلتُ: أجَلْ يا رسول الله، قال: الصومُ جنة، والصدقةُ تكفِّر الخطيئة، وقيامُ الرجل في جوف الليل يبتغي وجهَ الله، قال: ثمّ قرأ هذه الآية (تتجافى جنوبُهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً وممّا رزقناهم ينفقون). قال: وإن شئتَ أنبأتُك برأس الأمر وعموده وذِرْوة سنامه! قال: قلتُ: أجلْ يا رسول الله، قال: أما رأسُ الأمر فالإسلامُ وأما عمودُه فالصلاةُ وأما ذروةُ سنامه فالجهادُ في سبيل الله. وإن شئتَ أنبأتُك بمِلاك ذلك كلِّه…”. وأخرجه أحمد والترمذيّ وصححه والنسائيّ وابن ماجه، وذكره ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وحفظ اللسان.
(2) ديوان حافظ إبراهيم 254.

مقال نشر في موقع المنارة وجيل ليبيا 4 / 2022 م


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

مختصر روح التعليم بمواضع استعمال علامات الترقيم

بسم الله الرحمن الرحيم

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها” . ‌

الملفات المرفقة تعليم_الجزائر مختصر روح التعليم بمواضع استعمال علامات الترقيم.pdf (146.5 كيلوبايت)


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب

أسباب نشأة علم الأصوات عند العرب:

  • مقاومة اللحن والحفاظ على اللغة:

دفعَ دخول الأعاجم في الإسلام ،واختلاط العرب الفاتحين بأهل البلاد المفتوحة إلى تفشي اللحن، وفساد السلائق، حتى وصلت الآفة إلى البلغاء من خلفاء وأمراء، كعبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي ،وبلغ الأمر حتى أصاب قراء القرآن، مما استدعى القيام بضبط الأصوات والكلام، فنشأ علم النحو ،وزادت أهمية مقاومة اللحن مع امتداد الزمن، و تطاوله ،والابتعاد عن موطن الفصاحة في الجزيرة العربية.

  • خدمة القرآن الكريم:

دفع وصول إلى القرآن إلى إيجاد علم يضبط أصول القراءة، للوصول إلى النطق السليم، ومن هنا كان الاهتمام بالقراءات القرآنية ،وضبط قواعدها، من اتصال السند بالنبي، وموافقة رسم المصحف الشريف ،وخضوعها لقواعد اللغة العربية ،وقد جاء علم التجويد ،هذا العلم السماعي لمساعدة الأجيال الجديدة ،من عرب وعجم على قراءة القران، وضبط قراءاته

  • استكمال الدرس اللغوي:

ضبط النحو والصرف جانباً مهماً من اللغة، ثم جاء علم الأصوات ليستكمل جهود هذين العلمين، وقد بدأ هذا العلم الخليل في معجمه العين، وتابعه سيبويه والنحاة من بعده
4. الاستجابة للنهوض العلمي والثقافة الجديدة :دفعت ثقافة العصر الجديدة والمتأثرة بالاتصال بالثقافات الأخرى إلى إيجاد حضارة عربية إسلامية، شارك فيها الجميع ،وجنى الكلُّ ثمراتها
مصادر علم الأصوات :

  • القراءات القرآنية:

القراءات القرآنية علم سماعي ينقل مشافهة غايته ضبط نطق قراءة القرآن بشكل سليم أما الكتابة القرآنية فضبطت من زمن عثمان وصارت مرجعاً وحجةً عند الاختلاف وقد ركزت القراءة القرآنية على مسائل صوتية، كالتقاء الساكنين والترخيم، فأداء القراءات الصوتي لفت انتباه اللغويين الذين كانوا قراء أيضا كأبي عمرو بن العلاء
2. المعارف اللغوية:
لم يعرف العرب العلوم بشكلها الحديث، بل إن غاية ما يقصد بالعلم عندهم عبارةٌ عن معارفَ يشوب بعضها عدم الدقة ،والكثير من عدم التنظيم ،وعدم وجود منهج محدد،وخاصة في ميدان اللغة، ففي جمع اللغة مثلاً ،جمع اللغويون اللهجات واللغات دون ضوابط،ثم بدأ ذلك الجمع يأخذ شكل الرسائل المحددة الموضوع، فالمعاجم،ثم المعاجم المخصصة مثل المخصص التي ضمت أبواب من مثل خلق الإنسان. فالعرب عرفوا وسموا كل دقائق الجسم الإنساني وقارنوا بينه وبين المخلوقات الأخرى وضبطوها ومن هنا كان عمل الخليل ومصطلحاته في مقدمة العين(الحلق.اللسان .اللهاة) نابعة عن بيئة عربية ومنها نستنتج ألا تأثير للثقافات الأخرى في نشوء علم الأصوات. العرب طوروا ما كان عندهم أما الأمم الأخرى فالعلوم عندها نشأت حديثا .
3. التجارب العلمية:
من مثل عمل الخليل في معجمه العين في تجربته في ذوق الحروف ونطقها ساكنة مسبوقة بهمزة وصل ،و نظره ،وتدبره ،كلها من طرق العلم في الملاحظة والتجربة

  • العلوم الطبيعية والفيزيائية :

مصدر متأخر زمانا نشأ عن اختلاط العرب بالأمم الأخرى و تعتبر رسالة أسباب حدوث الحروف لابن سينا خير معبر عن هذا التأثير

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب:

الاتجــــــــاه الـلــــــغـوي:
رائده الخليل بن أحمد في مقدمة معجمه العين، ومابثَّ فيه من معلوماتٍ صوتيةٍ رائدةٍ بالنسبة إلى عصره ،غير أنَّنا لا نستطيع حصر جهود الخليل وتأثيره في من تلاه من اللغويين، وعلى الرغم من اللمز الكثير الذي تعرض له المعجم، إلا أن جهد الخليل وفكره واضحٌ وجليٌّ فيه.
أمَّا سيبويه فقد صب معلوماته الصوتية المركزة في باب الإدغام، وعلى الرغم من إيجاز الباب فإنه عالج جوانب صوتية هامة، كانت الأساس لمن تلاه من بعده، كالترتيب المخرجي للأصوات وصفات الحروف من جهر وهمس وشدة ورخاوة ،تابع سيبويه المبرد في المقتضب في باب الإدغام، وابن دريد في معجمه جمهرة اللغة الذي نقل فيه الكثير من آراء الخليل، ومثل هذا الكلام يمكن قوله عن الزجاجي في الجمل ،والأزهري في تهذيب اللغة أما ابن جني في كتابه سر صناعة الإعراب فقد كان لأستاذه أبي علي الفارسي كسيبويه بالنسبة للخليل، فقد شرح الكثير من علمه ،وقد بسط ابن جني في كتابه الكثير من كلام سيبويه وشرحها وان كان ينقل عن الخليل على الرغم من وسمه كتاب العين بالاضطراب وقد عرف في كتاب الصوت وتناول الحروف حرفاً حرفاً وأفرد قسماً منه للصوائت بعد ابن جني لم يضف النحاة جديداً كما نجد عند الزمخشري في المفصل وشرحه عند ابن يعيش
الاتجـــــــاه التجـــــويدي:
استثمر علماء التجويد جهود علماء النحو والصرف في القراءات القرآنية وقد نشأ علم التجويد في القرن الرابع الهجري وهو اسبق من علم القراءات القرآنية الذي هو علم سماعي مبني على قراءات منقولة مشافهة من لدن النبي وهي وجوه سماعية لا علاقة لها بالقياس يشترط فيها اتصال السند وموافقة رسم المصحف وقواد العربية بدا هذا الاتجاه مع موسى الخاقاني صاحب أول منظومة في علم التجويد وابن مجاهد صاحب السبعة في القراءات الذي يعود إليه الفضل في إرساء قواعد هذا العلم إن غاية علم التجويد تطبيق المعلومات الصوتية وللنحوية وتريب الطلبة على أداء قراءة القران الكريم بشكل صحيح كما وردت عن النبي فعلم التجويد علم تطبيقي هدفه تعليمي بامتياز ويبرز كتاب الرعاية لتجويد القراءة و تحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب القيسي وهو كتاب نادر في بابه عرف بآداب قراءة القران ثم تحدث عن صفات الحروف العربية وبعض التطبيقات الصوتية كالإدغام وأحكام النون الساكنة والتنوين
ومن رواد هذا الاتجاه أبو عمرو الداني في كتبه (المحكم في نقط المصحف ومرسوم قراءة أهل الأمصار وابن البنان وابن الجزري صاحب كتاب النشر في القراءات العشر والقاضي زكريا الأنصاري ومن المحدثين الدكتور غانم قدوري الحمد في دراسته( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد )
الاتجـــــــــاه البــــلاغــي :
رواده المفسرون والبلاغيون الذين اعتنوا بقضية إعجاز القرآن كالخطابي والرماني و الجرجاني صاحب دلائل الإعجاز وابن الأثير وابن سنان الخفاجي في سر الفصاحة وبهاء الدين السبكي وأبي هلال العسكري في كتابه( الصناعتين) وقد تناول هؤلاء قضية انسجام الحروف عند تأليف الكلمة العربية وفصاحة الحروف والإيقاع الموسيقي الذي تتركه في الكلمة إن هذه المباحث والجهود تبقى قليلة أمام جهد اللغويين وعلماء التجويد
الاتجاه العلمي :
كان الاتجاه العلمي ولا يزال محدود الأثر في الدراسات الصوتية العربية وأثره مستجلب متأثر بالترجمة من علوم الأمم الأخرى كالطب والتشريح وتبدو رسالة ابن سينا في أسباب حدوث الحروف يتيمة ونادرة في بابها فهي لم تتأثر بجهود عربية سبقتها ولم تؤثر فيما بعدها وتبقى جهدا يستحق التنويه والإشادة من هذا العقل المسلم ابن حضارة استوعبت ما سبقها و أخرجته سائغا لشاربيه وناهليه.


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

اتجاهات الدرس الصوتي عند العرب- سيبويه

الدرس الصوتي عند سيبويه
(عرض ،مشكلات ،تقييم)

أولاً العرض :بيان نقاط الدرس :
Ý- مقدمة:
ȝ- الحروف(أصول وفروع )
ʝ- الترتيب المخرجي للحروف (الأصوات)
˝- صفات الحروف (الأصوات)
ثانياً:مشكلات الدرس الصوتي عند سيبويه.
ثالثاً:تقييم الدرس الصوتي عند سيبويه
رابعاً: بين الخليل والدرس الصوتي الحديث.
مقدمة:
يتجلى الدرس الصوتي عند سيبويه في الكتاب في باب الإدغام خاصةً وما تفرق من معلومات صوتية منثورة في ثنايا الكتاب. وقد رأى أنَّ دراسةَ الأصواتِ مقدمةٌ لا بدَّ منها لدراسةِ اللغةِ وأنَّ النظام الصوتي ضروري لمن أراد دراسة النظام الصرفي لذا نراه يضع الدراسات الصوتية في باب صرفي هو باب الإدغام ،وقد اتهم سيبويه بتضييق مجال دراسة الأصوات العربية بوضعه الدراسات الصوتية تحت باب الإدغام لأن الإدغام ليس جزءاً من النظام الصوتي وإنما هو ظاهرة موقعية سياقية ترتبط بمواقع محددة يلتقي فيها صوتان الأول منهما ساكن والثاني متحرك[1] لكن الأمر ليس كذلك فقد مهد بعمله هذا لدراسة الأصوات العربية ووصفها ورتبها ودرسها دراسة جعلت من تبعه لا يخرج عن دراسته إلا في القليل والقليل القليل .
أولاً:الحروف : حدد سيبويه عدد الحروف العربية بتسعة وعشرون حرفاً وهو نفس العدد عند الخليل[2] ورأيه هذا رأي علماء العربية كافة ولم يشذ عنهم إلا المبرد الذي رأى أنها ثمانية وعشرين حرفا وهذه الحروف أصول ٌومعنى ذلك أن لها فروعا تتفرع منها وتنحرف عنها إلى أصوات تماثلها وقد ذكرها مرتبة على ترتيب يخالف ترتيب الخليل وهيتعليم_الجزائر الهمزة، والألف، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، والكاف، والقاف، والضاد، والجيم، والشين، والياء، واللام، والراء، والنون، والطاء والدال، والتاء، والصاد، والزاي، والسين، والطاء، والذال، والثاء، والفاء، والباء، والميم، والواو.)
يضاف إلى هذه الأصول ستة حروف (ألفونات)فتكون خمسةً وثلاثين حرفاً وهذه الستة فروعٌ من التسعة والعشرين، وهي كثيرةٌ يؤخذ بها وتستحسن في قراءة القرآن والأشعار، فلها وجود في القراءات القرآنية و الشعر مما يكسبها صفة الفصاحة وهي :
(النون الخفيفة، والهمزة التي بين بين، والألف التي تمال إمالة شديدة، والشين التي كالجيم، والصاد التي تكون كالزاي، وألف التفخيم)
1. النون الخفيفة :يرى الدكتور تمام حسان أن الأصح الخفية لأن الخفيفة تقابل الثقيلة في التوكيد في علم النحو .وهي النون الساكنة المتبوعة بحروف الإخفاء مما يؤدي إلى ضياع الكثير من خصائصها الصوتية، واكتسابها من خصائص الحرف الذي يليها ،على خلاف النون المتحركة الواضحة الصوت وقد بحث علماء التجويد التأثيرات التي تتعرض لها النون الساكنة مع تلك الحروف.
2. الهمزة التي بين بين:قيل مصطلح (بين بين)من ابتداع سيبويه وقيل ومن الشعر العربي [3]ويعني بها الهمزة التي تسهل تبعاً لحركة الحرف السابق لها ،مثل همزة كأس التي تسهل فتصبح كاس،ذئب تصبح ذيب
3. الألف التي تمال إمالة شديدة:غاية الإمالة التسهيل وتوفير الجهد النطقي والإمالة معروفة مشهورة غير أن هذه الألف تمال حتى تفقد الألف خاصيتها باتساع الفم عند النطق بها إلى النحو بها إلى الياء المحضة كنطق أهل حلب لعبارة (بيت جنان )بيت جنين .
4. الشين التي كالجيم : وهي الشين المجهورة التي تشبه صوت الجيم في اللهجة السورية واللبنانية كما في قولنا (أشدق،أجدق)ولعل السبب في ذلك أن الجيم حرفان شجريان ومخرجهما واحد
5. الصاد التي كالزاي :وهي صاد مجهورة مفخمة تشبه نطق العامة في مصر للظاء في ظالم (زالم)وقد نطقت به العرب فقالوا :زقر في صقر وقالوا في المثل :ما حرم من فزد له يريدون ما حرم من فصد له.أي ماحرم القرى من فصد له دم الناقة أي أكل دمها .
6. ألف التفخيم :وهي الألف بلغة أهل الحجاز ومن ذلك ألفاظ الصلاة والزكاة التي رسمت في القرآن بالواو إشارة إلى تفخيمها لمجاورتها أصواتاً طبقية الصاد والزاي
ثم يضيف سيبويه إلى هذه الحروف حروفاً ثمانيةً يصفها بأنها غيرُ مستحسنةٍ ولا كثيرةٍ في لغةِ من لا ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن و لا في الشعر وهذه الفروع هي :
الكاف التي بين الجيم والكاف، والجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين، والضاد الضعيفة، والصاد التي كالسين، والطاء التي كالتاء، والظاء التي كالثاء، والباء التي كالفاء.
وهذه الحروف التي تتمتها اثنين وأربعين جيدها ورديئها أصلها التسعة والعشرون، لا تتبين إلا بالمشافهة.
1. الكاف التي بين الجيم والكاف:لم يمثل لها سيبويه لكن ابن عصفور مثل لها بكلمة (كمل ) حيث تلفظ الكاف كما في الكشكشة أي كما يلفظ العراقيون وأهل المنطقة الشرقية كلمة (كيف؟)تشيف
2. الجيم التي كالكاف:لم يمثل لها سيبويه لكن ابن عصفور مثل لها بكلمة (رجل )التي تلفظ (ركل)ويبدو أن المقصود بالجيم التي كالكاف الجيم القاهرية التي تضارع لفظ حرف (g)
3. الجيم التي كالشين:لم يمثل لها سيبويه لكن ابن عصفور مثل لها بكلمة (اجتمعوا)التي تلفظ (اشتمعوا) ومن ذلك نطق أهل الشام لكلمة (وجه) (وش)
4. الضاد الضعيفة: الضاد الفصيحة التي وصفها سيبويه مختلفة عما يعرفها العرب اليوم، فالضادُ الفصيحةُ (شجرية) مخرجها من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس ،ولكنها متكلفة صعبة،
5. الصاد التي كالسين:الصاد مفخمة والسين مرققة فالصاد إذا رققت انقلبت سينا والعكس صحيح وقد مثل لها ابن عصفور بكلمة صابر التي ترقق فيها السين فتنطق سابر وهذا الوجه النطقي موجود عند النسوة المتشبهات بالأجنبيات
6. الطاء التي كالتاء:الطاء مفخمة والتاء مرققة فالتاء إذا فخمت انقلبت إلى تاء والعكس صحيح ولم يمثل لها سيبويه لكن ابن عصفور مثل لها بكلمة طال التي تلفظ تال وهذه الطاء المرققة توجد عند نساء الطبقة الراقية
7. الظاء التي كالثاء:الظاء مجهورة مفخمة والثاء مهموسة مرققة ولم يمثل لها سيبويه لكن ابن عصفور مثل لها بكلمة ظالم التي تنحرف فيها الظاء لتتحول على ثاء ظالم =ثالم
8. الباء التي كالفاء:وهي الباء الفارسية ،أو حرف ال(P)في اللغات الأجنبية والمعروف عن العرب أنهم كانوا يحولون هذا الصوت (P) إلى فاء كما يظهر في تعريبهم لكلمة (برزده) فقالوا (فرزدق)
الملاحظ على ما سبق أن سيبويه غالباً لم يمثل لهذه الأصوات لأنها ليست فصيحة لا تستحسن في قرآن ولا شعر و لأنه ذكر في المقدمة بعد تحديد عددها أنها لا تعرف إلا بالمشافهة فالحرف عاجز عن إيصال حقيقتها للقارئ أما الأمثلة فهي لابن عصفور في المقرب كما ذكر الدكتور تمام حسان في كتابه اللغة العربية معناها ومبناها والشرح له مع بعض التصرف
ترتيب سيبويه للحروف:حصر سيبويه المخارج بستة عشر مخرجاً ولم يؤثر عن الخليل ذكر عدد للمخارج لكن نُسِبَ إليه أنه حصرها بسبعة عشر مخرجاً وكذلك فعل علماء التجويد الذين جعلوها سبعة عشر مخرجا مضيفين مخرجا لحروف العلة جعلوه أول المخارج لأنهم ظنوها جوفية وهذا غير صحيح فحروف العلة لا مخرج له
o للحلق ثلاثة مخارج :
1. . أقصى الحلق : الهمزة والهاء والألف.
2. من أوسط الحلق :مخرج العين والحاء.
3. أدنى الحلق: مخرج الغين والخاء.
4. من أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى مخرج القاف.
5. من أسفل من موضع القاف من اللسان قليلاً ومما يليه من الحنك الأعلى مخرج الكاف.
6. من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى مخرج الجيم والشين والياء.
7. من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد.
8. من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان ما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى وما فويق الثنايا مخرج اللام.
9. من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا مخرج النون
10. من مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلاً لانحرافه إلى اللام مخرج الراء.
11. مما بين طرف اللسان وأصول الثنايا مخرج الطاء، والدال، والتاء.
12. مما بين طرف اللسان وفويق الثنايا مخرج الزاي، والسين، والصاد.
13. مما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا مخرج الظاء والذال، والثاء.
14. من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى مخرج الفاء.
15. ومما بين الشفتين مخرج الباء، والميم، والواو.
16. من الخياشيم مخرج النون الخفيفة.

صفــــــات الحروف عند سيبويه في باب الإدغام :
1) الحروف المجهورة عددها تسعة عشر حرفاً يجمعها قولك:عظم وزن قارئ ذي غض جد طلب.
الحرف المجهور : حرفٌ أشبع الاعتماد في موضعه، ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجري الصوت. فهذه حال المجهورة في الحلق والفم؛ إلا أن النون والميم قد يعتمد لها في الفم والخياشيم فتصير فيهما غنةٌ
الدرس الحديث يخرج حروف ال(ء،ق،ط)من المجهورة ويضيفها إلى المهموسة وقد يكون السبب في ذلك تطور الأصوات وهو-الدرس الحديث-يذكر أن الجهر سببه اهتزاز الوترين الصوتيين مما يؤدي على تضخم الصوت في الحنجرة سيبويه أدرك الأثر لكنه لم يعرف الآلية والسبب والعلماء العرب جميعهم لم يعرفوا الوترين الصوتيين
2) الحرف المهموس :بقية الحروف (عشرة حروف) والمهموس: حرفٌ أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النفس معه.
3) الحروف الشديدة : (وهو الذي يمنع الصوت أن يجرى فيه وهو الهمزة، والقاف، والكاف، والجيم، والطاء، والتاء، والدال، والباء. وذلك أنك لو قلت ألحج ثم مددت صوتك لم يجر ذلك.)
الشديد :هو الصوت الحبسي .التوقفي.الانفجاري ويحدث نتيجة التصاق عضوين من أعضاء النطق مع بعضهما ،ثم يتلبث(يتوقف) فجأةً ثم ينفتح العضوان فينفجر الصوت لذا وصف الحرف الشديد بأنه _وقفي حبسي انفجاري –لأنه يمر بالمراحل الثلاث التي ذكرناها أما الحروف الشديدة ففيها نظر فقد جمعها القدماء في قولك تعليم_الجزائرأجدك قطبت)الدرس الحديث يضيف اليها الضاد ويحذف الجيم فتصبح الحروف الشديدة (ء،د،ك،ق،ط،ب،ت،ض)
4) الحروف الرخوة: الهاء، والحاء، والغين، والخاء، والشين، والصاد، والضاد، والزاي، والسين، والظاء، والثاء، والذال، والفاء
5) مابين الرخوة والشديدة(المركب):وهو حرف الجيم
6) المنحرف: هو حرفٌ شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت، ولم يعترض على الصوت كاعتراض الحروف الشديدة، وهو اللام. وإن شئت مددت فيها الصوت. وليس كالرخوة؛ لأن طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه. وليس يخرج الصوت من موضع اللام ولكن من ناحيتي مستدق اللسان فويق ذلك.
7) المكررتعليم_الجزائر وهو حرفٌ شديد يجري فيه الصوت لتكريره وانحرافه إلى اللام، فتجافى للصوت كالرخوة، ولو لم يكرر لم يجر الصوت فيه. وهو الراء.) وقصد به الراء الساكنة أما الراء المتحركة فليست تكرارية .
8) اللينة: هي الواو والياء، لأن مخرجهما يتسع لهواء الصوت أشد من اتساع غيرهما. جعل سيبويه لها مخرجاً وليس الأمر كذلك فلا مخرج لها والواو والياء لها شكلان الأول :صورة الاعتلال .والثاني :أن تكون نصف صئت نصف صامت أي تسبق بحركة لا تناسبها وهذان الحرفان يمدان إن سبقا بحركة تناسبهما
9) الهاوي: وهو حرفٌ اتسع لهواء الصوت مخرجه أشد من اتساع مخرج الياء والواو، لأنك قد تضم شفتيك في الواو وترفع في الياء لسانك قبل الحنك، وهي الألف، يبدو أن سيبويه استمدَّ التسمية من شيخه الخليل الذي دعا حروف المد بالهاوية في الهواء
10) المطبقة:هي فالصاد، والضاد، والطاء، والظاء. وسميت كذلك (لأنك لا تطبق لشيءٍ منهن لسانك، ترفعه إلى الحنك الأعلى).رأى العلماء القدامى أن الإطباق يحدث نتيجة ارتفاع جذر اللسان -مؤخر اللسان-إلى الحنك المحدثون قالوا :رجوع اللسان إلى الخلف هو المهم لذلك تسمى هذه الظاهرة عند الغربيين التحليق وليس الإطباق فالإطباق هو رجوع جذر اللسان إلى الجدار الخلفي للحلق فالقضية برجوعه وليس بارتفاعه وحصر سيبويه حروف الإطباق ووصفه لكيفيته يدل على سعة علمه الدقيق .
11) المنفتحة:كل ما سوى حروف الإطباق

مشكلات الدرس الصوتي عند سيبويه:
9. 1.وصفُ سيبويهِ للضادِ الضعيفةِ مبهمٌ و غامضٌ كما خلَّطَ مَنْ جاءَ من بعده في وصفها ، الضاد الفصيحة التي وصفها مختلفة عما يعرفها العرب اليوم، فالضادُ الفصيحةُ (شجرية) مخرجها من بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس ،ولكنها متكلفة صعبة،أما الضاد الضعيفة فهي أسنانية لثوية، وقيل إنَّ سيبويهِ أخطأ في وصفها وهذا لا يعقل لأنه لو أخطأ لاستدرك عليه العلماء خطأه وقيل :إن الخطأ في القراءات القرآنية وهذا محال فالقراءة سنة متواترة لا يصح فيها أدنى خطأ وقيل إن الضاد التي وصفها سيبويه لغة عرب فصحاء لكنها متكلفة ،والضاد التي نعرفها اليوم فصيحة أيضاً ولكن النبي rاختار الأيسر [4]وخفف على أمته فقرئ بها القرآن .رأي الدكتور
2.عدم فهمه للجهر والهمس فوصفه للمجهور يطابق الشديد في الدرس الحديث كما أن حديثه عن الرخو يطابق وصف الحرف المهموس
3.خلط في مفهوم الشدة والرخاوة عندما وصف الجيم بالتوسط ثم بالشدة إن كان النص الذي وصلنا عن سيبويه سليما لم تلمسه يد التحريف
4.أغفل معالجة حروف العلة (الصوائت)
تقييم الدرس الصوتي عند سيبويه:
1. ليس مقصوداً لذاته فغايته صرفية تشكيلية لفهم باب الإدغام
2. موجزٌ جداً وكان يستحق بسطاً أكثر من المؤلف لكنه مع ذلك شامل، درسَ الحروفَ جميعَها ،ووصفها وإن شاب وصفه شيء من الغموض .
3. يخلو من ذكر الخليل وهذا أمر نادر إذ طالما ذكره في بقية أبواب الكتاب و كان دائماً يعزو المعلومات إلى الخليل حتى قيل عنه إنه ألف ورقة من علم الخليل، كما أنه يخلو من إيراد الآراء المختلفة للعلماء على غير عادته.
4. بابُ الإدغامِ جزء ٌمن معطياتِ الدرسِ الصوتي عند سيبويهِ،وإنْ حوى الكتابُ عامةً معلوماتٍ تطبيقيةً وصوتيةً بثها سيبويهِ في تضاعيفِ كتابهِِ
5. مؤثر في المؤلفات التالية له والتي نهلت من معينه تارة وقلدته تارة أخرى ،ورأى فيه بعضهم –ابن جني –مصدراً موثوقاً للمعلومات الصوتية على عكس كتاب العين المشكوك بنسبته للخليل .
6. يختلف عما لدى الخليل من معلومات صوتية ولاسيما المخارج.
o أخذ علماء التجويد بترتيب سيبويه للأصوات ,فأعادوا لحروف العلة مخرجها لكنهم جعلوا مخرجها أول المخارج لأنهم ظنوا أنها جوفية وأنه يسبق بقية مخارج الحروف وهذا غير صحيح إذ لا مخرج لها.
o الدرس الصوتي الحديث :
جعل الدرس الصوتي الحديث مخرج الحروف عشرة بدلاً من ستة عشر ،ورتبها بدءاً من الشفتين على عكس الترتيب المتبع عند العلماء العرب الذين رتبوها بدءاً من الحلق وهذه المخارج هي :
1. شفويتعليم_الجزائرب،م،و)
2. شفوي أسنانيتعليم_الجزائرف)
3. أسنانيتعليم_الجزائرث،ظ،ذ)
4. أسناني لثوي تعليم_الجزائرض،ط،د،ت،ص،س،ز)
5. لثويتعليم_الجزائرل،ن،ر)
6. غاري (ش،ج،ي)
7. طبقيتعليم_الجزائرغ،خ،ك)
8. لهوي تعليم_الجزائرق)
9. حلقيتعليم_الجزائرع،ح)
10. حنجري تعليم_الجزائرء،ه)
ملاحظات :بين ترتيب سيبويه والترتيب الصوتي الحديث
o نقل الترتيب الحديث الضاد إلى مخرج جديد فبعد أن كانت شجرية صارت اليوم أسنانية لثوية اعتداداً بالصورة الحاضرة لنطقه وليس تخطئة لسيبويه
o جمع بين الأسلية و النطعية في مخرج واحد (أسناني لثوي)
o نقل الغين والخاء إلى مخرج جديد سماه الطبقي
o سمَّى الهمزة والهاء حنجرية والدرس الحديث مسبوق بابن سينا الذي سماهما حنجريتان
o جعل (ل،ن،ر)في مخرج واحد فيما جعل سيبويه مخرجاً لكل حرف

[1] اللغة العربية معناها ومبناها .تمام حسان ص 50

[2] العين ص48 .الكتاب ج 4ص431

[3] قال عبيد بن الأبرص : نَحمي حَقيقَتَنا وَبَعـ ضُ القَومِ يَسقُطُ بَينَ بَينا

ما خير رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه [4] صحيح البخاري ج 3 ص :1306 عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت[4]

وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

غاية طالبي الإفادة في بيان حروف الزيادة

الفصل الثالث

حروف الزيادة (الزائدة)في الإملاء

M :
مصطلحات ينبغي إيضاحها قبيل الشروع في البحث :
عبر العرب عن الكتابة بأشياء كثيرة منها
الكتابة –الرسم –الخط –النقش –الإملاء –التصوير-النسخ
8 أولاً:الكتابة:مصدر الفعل كتب كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً وكَتَّبَه خَطَّه.
قال أَبو النجم: أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ
تَخُـطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ
تُكَتِّبانِ في الطــَّريقِ لامَ أَلِفْ [1]
وفي المقاييس الكاف والتاء والباء أصل صحيح يدل على جمع الشيء إلى الشيء ومن ذلك الكتاب والكتابة [2] والمقصود جمع الألفاظ بحروف ورموز تدل عليها وتعبر عنها
الرسم[3]: الرَّسْمُ الأَثَرُ وقيل بَقِيَّةُ الأَثَر والجمع أَرْسُمٌ ورُسومٌ الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأَثر ورَسَمَ على كذا و رَشَمَ إذا كتب .
أما الخط : فهو الكتابة ونحوها مما يُخَطُّ[4]
النقش : نَقَشَه يَنْقُشُه نَقْشاً وانْتَقَشَه نَمْنَمَه فهو مَنْقُوشٌ ونَقَّشَه تَنْقِيشاً والنَقّاشُ صانِعُه وحِرْفتُه النِّقَاشةُ والمِنقاشُ الآلةُ التي يُنْقَش بها[5] أي ينحت ويكتب بها على الحجر خاصة
الإملاء:
التصوير: نقل المصور من حال إلى حال غير أنها لا تتم من قبل الكاتب (المملي )بل من قبل السامع (المملى عليه)
النسخ:عملية الكتابة نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً و انتسَخَه واستنسَخَه اكتتبه عن معارضه[6]

وكلُّها تفيدُ بمعنىً أو بآخرَ نقلَ الشيءِ من حالٍ إلى حالٍ، وهذا الشيء الذي نقصده في بحثنا هو اللفظ أو الصوت إلى واقعٍ ماديٍّ محسوسٍ(الكتابة).
فالكتابةً والخط تصوير اللفظ بحروف هجائه غير أسماء الحروف، مع تقدير الابتداء والوقف[7] وفي كشاف اصطلاح الفنون والعلوم: الخط تصوير اللفظ بحروف هجائه المعبر عنه[8]
ومراعاة تصوير اللفظ بالحرف هي الأصل المعتبر ،أي كتابة كل الملفوظ والتعبير عنه برموزه المتفق عليها وقد نقل القلقشندي تعريفاً للخط بأنه علمٌ تتعرف منه صور الحروف المفردة وأوضاعها وكيفية تركيبها خطا أو ما يكتب منها في السطور وكيف سبيله أن يكتب وما لا يكتب وإبدال ما يبدل منها في الهجاء وبماذا يبدل[9]

ومن جميل تعريف الخط قول أرسطو: الخط هندسة روحانية وإن ظهرت بآلة جسمانية[10]
و جمال الخط وحسن تقويمه من الآداب التي ينبغي على الخطاط أن يتقنها، ومما جاء في ذلك قول ابن قتيبة في أدب الكاتب تعليم_الجزائر الْكُتَّاب يزيدون في كتابة الحرف ما ليس في وزنه ليفصلوا بالزيادة بينه وبين المُشْبِهِ له ويسقطون من الحرف ما هو في وزنه استخفافاً واستغناء بما أُبْقِيَ عما أُلْقِيَ إذا كان في الكلام دليل على ما يحذفون من الكلمة.)[11]، وقد فطنوا منذ القديم إلى ضرورة معرفة الزائد من الحروف في الكتابة العربية وفطنوا إلى اختلافها عن خط المصحف وتميزه عنها فقد نقل السيوطي قول ابن درستويه أنهم نصوا على أن تعليم_الجزائر خطان لا يقاسان خط المصحف والعروض )[12] إلا أنهم خالفوا فجاروا المصحف في اللفظ مثل لكن والسموات في كتابتهم ومن الكتاب من كتب بعض الكلمات ككلمة الليلة بلام واحدة معتبرا كتابته أجود إتباعاً لرسم المصحف[13].
وتنتصر الكتابة العربية للحروف الصوامت (السواكن)فتثبتها في الكتابة فيما تهمل كتابة الإشارات الصوتية كالإشمام في الوقف وأنصاف الصوائت من فتحة وضمة وكسرة ضمن الكلمات وترمز لها رمزا بإشارات فوق الحرف أو تحته فالعربية تعبر عن فعل الكتابة بـ (كتب ) ولا تكتب (كا تا با )وفي ذلك اختصار وإجمال على عكس الكتابة في اللغات الأخرى كالفرنسية التي تعبر عن فعل الكون etre)) مع المفرد المذكر فتقول: il est)) فيلفظ القارئ بها (إيل أيي فتضيع حروف الـ (e)والـ (s) والـ (t) في اللفظ .
والعربية تتفوق على الفرنسية مثلاً في أن الكاتب لحروفها وكلماتها يسجل ما يسمع دون تخلف الحروف في الكتابة إما إقلالا وإما زيادة فالعربية تعبر عن فعل الكون للمفرد المتكلم مثلا بـ(أكون) فيما الفرنسية تعبر عنه بـ (je suis) فأين ال ( s) الأخيرة ؟مثل هذا كثير في الإنكليزية و….إلخ
أما حُروفُ الزِّيادة التي تثبتها الكتابة العربية فهي التي تُكْتب ولا يُنْطَق بها، وهي على الترتيب
(الألــف والــواو والهــاء (هاء السكت ))

أولاً الألف وهي أقسام :

الأول : بعدَ واوِ الجماعَةِ المُتطرِّفَة وهي ألف التفريق[14] ، ويسميها بعضهم ألف الفصل [15] وهي المتَّصلَةِ
بفعلٍ ماضٍ نحو (فعلوا)
أو فعل أمرٍ نحو ” “افعلوا”
أو مضارعٍ مَنْصوبٍ أو مَجْزُومٍ كما في قوله تعالى: (ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ }[16].
أما إن تلا الفعل المتصلة به واو الجماعة ضمير فتحذف هذه الألف لفوات الحاجة إليها نحو “أتوك
وقيل في سبب زيادتها التفريق بين هذه الحالات والفعل الماضي الذي تكون لامه واوا نحو (ندعو )وكذلك الاسم المجموع جمعا سالما المحذوفة نونه للإضافة نحو (جاء لاعبو الكرة ) وقيل للتفريق بين واو الأفعال المنتهية بواو و واو النسق نحو (ندعو ونسمو)[17].

الثاني زِيادَتُها في: “مائة”[18]:

زيدت فَرْقاً بَيْنَها وبَيْن “مِنه” (هذا حينَ لَمْ يكُنْ همزٌ ولا إعْجَامٌ – أي تَشْكيل أمَّا وقَدْ اخْتَلَفَ الحال فينبغي أنْ تَرْجع إلى أصْلها، فتكتب “مئة” نحو “فئة” وكَتَابتها “مائة” أفسد على كثير من الناس النطقَ بها على ما يجِب أن تُنطق به، وإنما ينطقون بها بألف، وكذا الخمسمائة مثلاً، والأولى أن تكتب خمس مئة، ولا داعي أيضاً لاتصالهما) وبعضهم كتبها “مِأة” على أساس رأي بَعْضهم أن الهَمْزَة في الوسط تُكْتَبُ ألفاً في كلَّ حَالٍ، وهذا خلاف المشهور. ومن العلماء كالسيوطي من يَحذِفُ الألِفَ من “مِئةٍ” في الخطِّ وهو أَقْرَبُ إلى الصواب وقد قرر مجمع اللغة العربية في القاهرة حذف الألف من مئة وجاء نص القرار كالتاليتعليم_الجزائرنظراً إلى أن المجمع أقر حذف ألف مائة، والتزام ذلك مع وصل كلمة “مئة” بثلاث ونحوها يزيد صورتها غموضاً، فالفصل أقرب إلى الهداية. ونظراً إلى أن الإعراب يقع على ثلاث ونحوها، فيجب الفصل لبيان حركة الإعراب على آخر الكلمة. ونظراً إلى أن الفصل فيه تيسير على الناشئين. توافق اللجنة على أن نفصل الأعداد من ثلاث غلى تسع عن “مئة”، فتكتب هكذا ثلاث مئة، أربع مئة… إلى تسع مئة.)
القسم الثالث :ألف الإطلاق[19] :
:وهي المزيدة لغاية إطلاق الصوت بالحرف المتحرك بالفتحة وهذه الزيادة خاصة بالشعر دون النثر نحو قول أحمد شوقي[20]:

قِفي يا أُختَ يوشَعَ خَبِّرينا أَحاديثَ القُرونِ العابِرينا

إذ الأصل :العابرينَ فزيدت الألف إشباعا لحركة الفتحة المشكولة بها نون جمع المذكر السالم العابرين.

القسم الرابع :بعد الاسم المنصوب[21] :

عدا المنتهي بهمزة فوق الألف نحو (سمعت نبأ) والمنتهي بهمزة على السطر مسبوقة بألف نحو (سمعت أنباءً سارة ) والمنتهي بتاء مربوطة نحو (اشتريت قطعةً من قماش ناعم ) نحو سافرت صباحاً
القسم الخامس :الألف في ضمير المفرد المتكلم (أنا):

وممن قال بزيادتها ابن الحاجب[22] وذكر السيوطي في الهمع [23]زيادتها و بأنها تسقط وصلا لكن القارئ إذا وقف عليها يقف بالألف[24]
ثانيًا الواو[25]:

تزاد الواو في وسط الكلمة وآخرها وتمتنع في أولها وزيادتها مضبوطة المواضع :
1. في اسم الإشارة للجمع (أولئك )[26]غير المقترن بهاء التنبيه (يقول صاحب جامع قواعد اللغة العربية [27]:” فقد تَظَاهَرَتِ النُّصوصُ على أَنَّهم زَادُوا الوَاوَ فَرْقاً بينَها وبين “إلَيْكَ” وكانتِ الوَاوُ أوْلَى من الأَلفِ لِمُنَاسَبَةِ الضَّمَّةِ، وأوْلَى مِن الأَلِف أيضاً لاجْتِماع المِثْلَيْن.
2. وزَادُوا الواو أيضاً في “أُولُو” و “أولاَتُ” من غير ما عِلَّةٍ.[28] والراجح المناسبة بين الهمزة المضمومة المبدوء بها
3. وزَادَ بعضُهم الواوَ في نحو “أُوخَيّ” المصغر فَرْقاً بينها وبَيْنَ “أَخِي” المكبَّر، وهذا جِلافُ المَشْهور، والأكْثَرون لا يَزِيدونُها لأنَّ الأصلَ عدمُ زِيادَتها. [29]
4. وزِيدَتِ الوَاوُ أَيْضاً في “عَمْرو” للفَرقِ بينَهُ وبينَ “عُمَر” واختَصَّت الواوُ بحَالَتَي الرَّفْعِ والجَرِّ، أمَّا في حَالَةِ النّصب فيُكتبُ بألفٍ نحو: “رأيتُ عَمْراً” لأنّ “عُمَر” مَمْنُوعٌ من الصرف. ويبدو أن الكلمة من بقايا الخط النبطي الذي يقال إن العرب اشتقوا منه كتابتهم إذ كانوا يضيفون واوا على الأسماء المنونة فسارت العربية على نمط الخط النبطي في ذلك [30]وقيل زيدت للتفريق بين عمرو وعَمْري التي للقسم كقولنا لعمر الله[31]
وقد اشترط بعضهم لزيادتها شروط منها [32]:
· ألا تضاف إلى ضمير نحو عمرهم
· ألا تصغر نحو عمير
· ألا تعرف بال نحو العمير
· ألا تكون منسوبة (عمري

5. وقد تزاد لإشباع ضمة ميم جمع الذكور العقلاء في الشعر [33]نحو قول بشار بن برد:

إِذا نَأَيتِ دَعاني مِنكُمو نَكَدٌ فَإِن دَنَوتِ مَنَعتِ النائِلَ النَكِدا

و عند من يشبعون ضمة ميم السلام نحو السلام عليكمو =السلام عليكم[34]

زيادة هاء السكت [35]:

وهي زيادة لفظية اقتضتها رغبة الناطق بالراحة ومد النفس بالحرف بعد حرف محذوف غالبا أو الرغبة في المحافظة على الحرف المحذوف لفظيا و(الاعتناء بالحرف الباقي لأنه سيبقى حرفا واحدا[36] نحو( لمه) والأصل (لم ) )وتكون في
· أمر اللفيف المفروق نحو (فه) من وفى لكنها تحذف إن اتصلت بضمير نحو عي درسكِ
· ما الاستفهامية نحو (مه) مه فعلت؟=ما فعلت
· ويجوز إلحاقها بكل متحرك بحركة بناء أصلية كالضمائر وأسماء الإشارة وأسماء الموصول وأسماء الاستفهام وأسماء الأفعال[37] ومن هذا قوله تعالى :چ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯸ ﯹ ﯺ ﯻ [38]}:

توصيات يرجى الأخذ بها :
ينبغي التسليم بأن الكتابة العربية والعالمية لم تستقر بعد فهي عرضة للتطور والتغير وتاريخ الحروف العربية خير شاهد على ذلك فهي كانت منفصلة ثم اتصلت ثم أعجمت ثم ضبطت حركاتها بقواعد أهل اللغة والنحو من هذه التوصيات
1. جعل الكتابة العربية معبرة عن اللفظ من ذلك كتابة (لكن )هكذا(لاكن)وكتابة الرحمن (الرحمان) كتابة كلمات من مثل (داود هكذا (داوود) وإسحق (إسحاق)
دائماً لأن هذه الكلمات تأثرت بكتابة المصحف وخط المصحف كما سبق لا يقاس عليه
2. مراعاة كتابة الهمزة الأولية قطعاً كانت أم وصلاً وخصوصاً في الأعلام من مثل (إسبانيا) وعدم كتابتها (اسبانيا)لأن الكلمات التي همزتها همزة وصل معدودة ومشهورة .
3. ضبط الهمزة بالقاعدة القياسية المدرسية أينما كانت
4. تعليم الإملاء من خلال النصوص لا القواعد الجامدة لأن النص سابق للقاعدة مصحح لها ومعزز وليس العكس .
5. إعطاء أولوية لمادة الإملاء في الصفوف الأولى وإدراجها كمادة لها خصوصيتها مثل النحو والأدب في الجامعات
6. التشدد في محاسبة المخطئين إملائياً لأن الكتابة هي صورة الفكر فإذا جاءت الكتابة مشوَّهة كان ذلك دليلاً على تشوه تصور المفكر والدارس للعلم الذي يبحث فيه .

[1] اللسان مادة كتب م 6 ص1429

[2] مقاييس اللغة ج5ص158

[3] للسان م3ج18ص1646

[4] اللسان م2ج14ص1198

[5] اللسان م6 ج50ص4522

[6] اللسان م6 ج50ص4407

[7] همع الهوامع السيوطي ج3ص460 شرح شافية ابن الحاجب – (ج 3 / ص 312)

[8] كشاف اصطلاحات العلوم والفنون ج ا ص746

[9] صبح الأعشى ج 3 – ص 6

[10] تاريخ الخط العربي وآدابه ص8

[11] أدب الكاتب .ابن قتيبة ص 213

[12] همع الهوامع السيوطي ج3ص460

[13] الكتابة العربية من النقوش إلى الكتاب المخطوطص365

[14]أدب الكاتب لابن قتيبة ص 225همع الهوامع السيوطي ج3ص474الإملاء العربي .عبد السلام هارون ص35الإملاء العربي .أحمد قبش ص77 الوسيط في قواعد الإملاء الإنشاء ص101 الإملاء و الترقيم في الكتابة العربية” – عبد العليم إبراهيم ص71ا اللغة العربية أداء و نطقا و إملاء و كتابة. فخرى محمد صالح ص163.شرح شافية ابن الحاجب ج3ص327

[15]أدب الكاتب لابن قتيبة ص 225 الوسيط في قواعد الإملاء والإنشاء –عمر فاروق الطباع ص (101 )

[16] – فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } البقرة24

[17] أدب الكاتب لابن قتيبة ص 225

[18] جامع الدروس العربية ص 268 اللغة العربية إملاء ونطقا و كتابة –فخري محمد صالح ص( 167)قاموس القران الكريم ص20الموجز في قواعد اللغة العربية سعيد الأفغاني ص371 أدب الكاتب لابن قتيبة ص246همع الهوامع ص475
النحو العصري –سليمان فياض ص(342)

[19] اللغة العربية إملاء ونطقا –فخري محمد صالح ص( 167)- الإملاء و الترقيم في الكتابة العربية” – عبد العليم إبراهيم ص(61) الوسيط في قواعد الإملاء الإنشاءص103الإملاء العربي .أحمد قبش ص77 قواعد الإملاء العربي بين النظرية و التطبيق . حسن شحاته و احمد طاهر حسنين ص82

[20]الشوقيات – أحمد شوفي ص214

[21] الإملاء و الترقيم في الكتابة العربية” – عبد العليم ابراهيم ص(61-62)

[22] الشافية في علم التصريف – (ج 1 / ص 16)

[23] همع الهوامع فى شرح جمع الجوامع ـللإمام السيوطى ج3ص461

[24] للتوسع ينظر بحوث في التصريف المشترك للدكتور محمود راشد أنيس ص99

[25] -جامع الدروس العربية ص268 – الإملاء و الترقيم في الكتابة العربية .عبد العليم إبراهيم ص(62-63) قاموس القرآن الكريم ص21

[26] همع الهوامع فى شرح جمع الجوامع ص446

[27] جامع قواعد اللغة العربية عبد الغني الدقر

[28] جامع قواعد اللغة العربية عبد الغني الدقر

[29] الكتابة العربية ص369 أدب الكاتب لابن قتيبة ص246همع الهوامع ج3 ص474

[30] الكتابة العربية من النقوش إلى الكتاب المخطوط ص368

[31] أدب الكاتب .ابن قتيبة ص 245-246

[32]الإملاء و الترقيم في الكتابة العربيه” – عبد العليم ابراهيم ص83

[33]

[34] اللغة العربية إملاء ونطقا –فخري محمد صالح ص (170)

[35] اللغة العربية إملاء ونطقا –فخري محمد صالح ص(170)

[36] الموجز في قواعد اللغة العربية سعيد الأفغاني 368

[37] نفس المصدر ص 69

[38] القران –سورة الحاقة الآيات25.26……28.29)


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

غاية طالبي الإفادة في بيان حروف الزيادة ج2

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل التالي جزء من بحث طويل لي فأرجو إزجاء الملاحظات .
حــروف الزيادة مواضعها ومعاني زيادتها:

8 الــلامُ :

لا تزادُ اللامُ في الأفعالِ مطلقاً[1]،وإنما تنحصرُ زيادتها في الأسماءِ وأكادُ أقولُ في أسماءِ الإشارةِ حصراً من مثلِتعليم_الجزائرتلك،ذلك،هنالك،..)بل إن الجرميَّ لا يعدُّها من حروفِ الزيادة[2]ولعلَّ ما قللَ زيادتَها بعدُها عن طبيعةِ حروفِ المدِّ.[3]
8 الهــاءُ :

أجمع النحاةُ ومنهم أبو العباس المبرد على زيادتها، وقد أفردت المبرد عن غيره من النحاة، لأنَّ كتب النحو التي استفدت منها طالما رمت هذا العالم الجليل بالاضطراب في القول بزيادة الهاء والتخبط بالحكم عليها بأنَّها حرف زيادة أو أنَّها حرف بدل، وهو يرى أنَّها حرفٌ زائدٌ لكنه يبين أنها تلحق بالكلمات في الوقف فقط نحو اخشه ،ارمه[4]وقيل زيدت لبيان الحركة عند الوقف[5] وللتأنيث[6] كما حكم المبرد نفسه على الهاء بالزيادة[7] في كلمة أمهات فهو يرى أن الأصل فيها أمات والنظرُ في كتب الصرف والنحو يجعلنا نميل إلى قصرها على المواضع التي ذكرها المبردُ لزيادتها كزيادتها هاءً للسكت في الوقف و وا زيداه وفي أمهات على الرغم من عدم اتفاقهم على هذا الموضع فقد ذكر شارحُ المفصل أن الهاء في أمهات أصلية وليست زائدة وضرب مثالاً على ذلك قول الراجز :

أمهتي خندف والياس أبي
وحاتم الطائي وهاب المئي

وقيل قد غلبت الأمهاتُ في الناس والأماتُ في البهائم.[8] ، وقيل زيدت الهاء أولاً في كلمة هجرع وهراق [9]

8 السـين :

لا تزاد السين أولاً ولا آخراً ،وإنما تزاد حشوا فقط وهي لا تزاد منفردة بل تزاد حصراً مع الهمزة والتاء متقدمتين في صيغة(استفعل) ومشتقاتها ومصادرها[10] وقد تزاد بدون التاء في كلمة (اسطاع)فهي من( أطاع )[11]وتزاد أولا مع حرف المضارعة دالة على الاستقبال (سأذهب) وابن الحاجب لا يرى زيادتها[12] ويعدها حرف معنى وهي كذلك بينما يسميها ابن السراج—حروف المضارعة -بالحروف الزوائد[13]
8 التــاء[14]:

تزاد التاء أولاً وحشواً ونهايةً كما تزاد مفردة ومع غيرها وزيادتها على ضربين :قياسية وسماعية
الزيادة القياسية:
-أن تكونَ حرفَ مضارعةٍ، (تكتب ،تقبل،تنتصر،تستقبل) وزيادتها هنا للدلالة على المخاطَب[15]،
-المطاوعة مع الفعل الماضي (قدمته فتقدَّم كسرته فتكسر ،قاتلته فتقاتل )وكذلك في مصادر هذه الأفعال(التقدم ،التكسر ،التقاتل)
-التفاعل :التعاون ،التعاضد .
-الافتعال:هي التاء الزائدة(المبدلة) في صيغة افتعل .
-الاستفعال: نحو استقبل.
-وتأتي للتأنيث نحو تاء الخطاب أنتِ.
-في جمع المؤنث السالم مع الألف، نحو جموع المؤنث في قوله تعالى:چ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ چ [16].وقد ذكر ابن مالك في ألفيته زيادتها بقوله[17]:

والتاء في التأنيث والمضارعة ونحو الاستفعال والمطاوعة

الزيادة السماعية :
تزاد التاء أولاً نحو كلمة (تمثال)فهي من مثل .
تزاد حشواً نحو كلمة (سنبتة ) وهي القطعة من الشيء
تزاد آخراً نحو كلمة (جبروت ) من جبر ،و(ملكوت) من ملك

8 النــون:[18]

تزاد النون أولاً وحشواً وآخراً مفردة و ومع غيرها من حروف الزيادة(الهمزة ،التاء ) وذكر النحاة سبب زيادتها بأنه شَبهها بالواو[19] وزيادتها قياسية وسماعية
الزيادة القياسية :
-تزاد أولاً كحرف من حروف المضارعة (نذهب ) وزيادتها تدل على جمع المتكلمين
-كما تزاد مع الهمزة في صيغة انفعل ومشتقاته
-مع الألف في الرفع والياء و في النصب والجر في المثنى
-مع الواو في الرفع والياء في النصب والجر في جمع المذكر السالم
-علامة لرفع الأفعال الخمسة نحو تذهبون
-للتوكيد (نون التوكيد الثقيلة والخفيفة (لتذهَبُنَّ،لتذهبَنْ)
-للوقاية :وهي نون الوقاية التي تقي الفعل من حركة الكسر المصاحب لياء المتكلم و النون هنا جسر للتوصل إلى قراءة الياء مع الفعل إذ يصح أن نقول (ساعدني ) ولا يمكن القول: (ساعدي)
-في جمع التكسير على وزن (فِعلان) (غربان )و(فُعلان ) (قُضبان)
-وبعد ثلاثة حروف أصلية مسبوقة بألف شأنها في ذلك شأن الهمزة نحو (حسّان عطشان)وضبطها ابن مالك بقوله :[20]

والنون في الآخر كالهمز وفي نحو غضنفر أصالة كفى

الزيادة السماعية :
زيدت النون سماعياً في كلمات مثل(فرناس ،جندب )فهي من فرس وجدب وكذلك إن وقعت بعد حرفين وبعدها حرفان نحو غضنفر
8 الميــم[21] :

أنها لا تزاد في الأفعال مطلقاً[22]،ولعل أشهر زيادة للميم هي زيادتها أولية في المشتقات (اسم الفاعل من الفعل فوق الثلاثي واسم المفعول من الثلاثي وفوق الثلاث وصيغة مبالغة اسم الفاعل مفعال واسم المكان و اسم الزمان واسم الآلة …إلخ.)
-تزاد مع الضمائر حرفاً للعماد غايته التوصل إلى نطق الألف بعدها[23]
وتزاد آخراً نحو زرقم من زرق [24]
و ضابط زيادة الميم تصدرها قبل ثلاثة حروف أصلية نحو مضرب[25] وقد نظمها ابن مالك بقوله[26]:

هكذا همز وميم سبقا ثلاثة تأصيلها تحققا

8 الهــمــزة :

هناك ضابطان لا يتخلفان لمعرفة زيادة الهمزة هما :
الأولُ: ضابطُ كضابطِ زيادةِ الميمِ وهو تصدُّرُها قبلَ ثلاثةِ حروفٍ أصولٍ[27]،كما في بيت ابن مالك السابق ،فإنْ وقعَ بعدها حرفان أصلان فهي أصل نحو (أكل ،أخذ) ,وإن وقع بعدها ثلاثةُ حروفٍ أحدُها زائدٌ نحو(إزار ،أمين )فهي أصلٌ أيضاً،فإنْ وقعَ بعدَها أربعةُ حروفٍ كلُّها أصلٌ نحو (إصطبل)فهي أصلٌ أيضاًٌ،[28]
الثاني: وقوعها آخراً مسبوقة بألف وقبلها ثلاثة حروف أصول فهي زائدة نحو كلمة (كرماء ،شعراء ،حمراء)إذ إن أصلها على الترتيب (كرم ،شعر،حمر) وهذا ضابط دقيق يمكن الدارس من الحكم عليها مباشرة بالزيادة،وقد ضبطه ابن مالك في ألفيته فقال[29]:
كذاك همز آخر بعد ألف أكثر من حرفين لفظها ردف

لذلك إن سبقت بألف وقبلها حرفان أصيلان فهي أصل لا زائدة نحو(كساء)فالهمزة فيها أصيلة منقلبة عن واو
أما زيادتها حشواً فسماعية نحو كلمات (شمأل ،شأمل، جرائض(البعير الضخم)[30]
الهمزة الزائدة صدراً:
أ-همــزة الـقـطـع :تدخل هذه الهمزة لتضيف للفعل المجرد معانيَ جديدة
¬ التعدية:فهي تجعل الفعل اللازم متعدياً ففعل نزل اللازم(نزل المطر) يغدو بزيادتها متعدياً،(أنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً)[31]كما تزيد مفاعيل الأفعال المتعدية
¬ الدلالة على الدخول في زمان الفعل أومكانه(أصبح ،أمسى)،(أنجد:قصد نجداً)
¬ السلب :شكا، أعلن شكواه، أشكى أزال شكواه
¬ صيرورة الشيء ذا شيء من معنى الفعل:أطفلت المرأة ،صارت ذات طفل بعد أن كانت غير ذلك.
¬ وجود الشيء على صفة مستقاة من الفعل نحو:أحمدت الرجل،وجدته محموداً.
ب-همزة الوصل :همزة الوصل زائدة في جميع مواضعها وغايتها تمكين النطق بالساكن بعدها
وهمزة الوصل في جميع مواضعها تلفظ في صدر الكلام وتسقط في درجه(لفظاً) لانتفاء الحاجة إليها
لكنها تسقط لفظاً وخطاً كما في كلمة اسم إن سبقت بحرف الجر الباء كما في قوله تعالى[32] :
چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ چوفي كلمة ابن إن وقعت بين علمين ثانيهما أب للأول أو أم له وكانت نعتاً له ما لم تقع في أول السطر (عمر بن الخطاب)
وقد تحذف إن كانت مكسورة وسبقتها همزة الاستفهام كقوله تعالى :چ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ چ[33]
أما إن كانت مفتوحة فتبدل ألفاً ثم تسهل بين بين كقوله تعالى[34]: چ ہ ہ ھ ھھ ھ ے ے ﮰ ﮱ چ
كما تحذف إن دخلت عليها لام الجر كقوله تعالى[35]: چ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤچ
أو لام التوكيد كقوله تعالى[36]:چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ چ
حركتها:

يرى البصريون أنَّ الأصل فيها الكسرُ وإنَّما تضمُّ ليسهلَ الدخول على الحرف المضموم مثل(اُكْتُبْ)لأنه مستثقل ،إذ ليس في العربية (فِعُل)كسر فضم من أبنية الأفعال بينما رأى الكوفيون أنا-الهمزة-تتبع حركة عين الفعل تبعا للمجانسة[37]،ويجب فتحها في أل التعريف وضمها إذا كان عين الفعل مضموما [38]
مواضعها :
الحروف :لا توجد إلا في أل التعريف
الأفعال :1-أمر الفعل الثلاثي :اِذهب ،اُكْتُب
2-ماضي الفعل الخماسي والسداسي(انتصر،استشهد)
3-أمر الفعل الخماسي والسداسي(انتصرْ ،استقبلْ)
الأسماء:-مصادر الأفعال الخماسية والسداسية المبدوءة بهمزة وصل (انتصار،استقبال)
-الأسماء العشرة[39] ابن ،ابنة ،ابنم فالهمزة فيها للتعويض عن محذوف وهو لام الكلمة
-اسم والهمزة فيها تعويض عن لام الكلمة المحذوف [40]
-امرؤ ،امرأة
-اثنان واثنتان
-ايمن الله للقسم
-است لما يستقبح ذكره أصله سته والجمع أستاه فهمزة الوصل تعويض عن الهاء المحذوفة.

8 الألـــف:

لا تكون الألف أصلاً في اسم ولا فعل أي أنها لا تكون إلا زائدة أو بدلاً،وذلك لأنها ساكنة والعرب لا تبدأ كلامها بساكن ،وتقع حشواً أوآخراً
لذلك تزاد ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وسادسة في الأسماء والأفعال
-زيادتها ثانية قياسية في صيغة فاعل(اسم فاعل من الثلاثي) وكذلك في الفعل الثلاثي على نفس الوزن قاتل شارك والزيادة للمشاركة و المفاعلة
-زيادتها ثالثة كثيرة في الأسماء (كتاب،غراب ،سحاب )أما في الأفعال فلا تزاد الألف منفردة إذ تصاحبها التاء في صيغة (تفاعل): تقاتل تعاون
-زيادتها رابعة لا ضابط لها من مثل كلمات(حبلى،قرطاس،مفتاح )
-زيادتها خامسة :تزاد في أسماء سمعت عن العرب نحو (دلنظى)(الجمل السريع )لكنها مقيسة في مصادر الأفعال الخماسية نحو (انطلاق ، اجتماع )والسداسية (استقبال ،استغفار)أما الأفعال فزيادتها قليلة نحو (ارعوى)(تاب عن جهله ورجع
-زيادتها سداسية :زيادتها قليلة فمن الأسماء قبعثرى ومن الأفعال (احرنبى )انتفش ريش الديك
كما سمع زيادتها سابعة في الأسماء فقط نحو (أربعاوى)وهو قليل
وقيل إن زيادتها حشوا لإطالة الكلمة وتكثير حروفها أما زيادتها آخراً فللتأنيث (حبلى)وللإلحاق ولإطالة الكلمة .

8 اليـــاء[41]:
-تزاد الياء مع الأفعال متصدرة للمخاطبة نحو (يكتب)
– تزاد ثانية في صيغة فيعل (فيصل ،ضيغم ) أما في الأفعال فزيادتها للإلحاق بوزن فَيْعَل نحو (بيطر ،سيطر)
-تزاد ثالثة في الأسماء في الصفة المشبهة على وزن فعيل (كريم ،عظيم)ومن غيرها نحو(قضيب ،رغيف)
وفي أفعال لا نستخدمها ذكرتها المعاجم وكتب الصرف مثل (رهيأ)
-تزاد رابعة نحو (حذرية)
-تزاد خامسة :نحو (بلهنية ورفاهية )رخاء العيش
-تزاد سادسة نحو (مغناطيس)
-تزاد سابعة نحو (خنزوانية) الكبر
8 الــواو[42] :
لا تزاد الواو أولاً ولا آخراً لكنها تزاد حشواً فهي:
– تزاد ثانية في الأسماء نحو (كوكب ،كوثر)والأفعال نحو (حوقل )
– تزاد ثالثة في الأسماء(عمود،جدول،ترقوة)والأفع ال(جهور)
– تزاد خامسة في الأسماء فقط نحو(قلنسوة)
تزاد سادسة في كلمة محفوظة هي (أربعاوى)

[1] الممتع في التصريف ص145 المبدع في التصريف ص120.دروس في التصريف ص50

[2] .دروس في التصريف ص50

[3] اللباب علل البناء والإعراب ج 2 ص 279

[4] المقتضب ج1 ص 198 سر صناعة الإعراب ج2ص563

[5] الممتع ص 148 المبدع في التصريف ص122المفتاح في الصرف ص 89 دروس في التصريفص49أشار ابن مالك إلى زيادتها بقوله :
والهاء وقفا كلمه ولم تره … واللام في الإشارة المشتهره ينظر شرح ابن عقيل ج2ص543

[6] تاج العروس من جواهر القاموس مادة زيد

[7] المقتضب ج1 ص194 وفي الحاشية برأ الدكتور محمد عبد الخالق عظيمة المبرد من فرية عدم اعتماد الهاء من حروف الزيادة وبين زيف الناقلين عنه والقائلين بأنه لم يعدها من حروف الزيادة بل عدهامن حروف البدل والحقيقة أنه عدها من حروف الزيادة وصرح بذلك أكثر من مرة في المقتضب

[8] شرح المفصل لابن يعيش ج5ص242

[9] حكم صاحب المبدع بأصالة الهاء في هجرع المبدع ص123كما حكم على الهاء بالإبدال من الهمز (هراق أصلها أراق )على هذا فلا تزاد إلا حشواً ونهاية

[10]الممتع ص151 المبدع في التصريف ص122-123 دروس في التصريف ص49

[11] المبدع في التصريف ص 124دروس في التصريف ص50

[12] شرح شافية ابن الحاجب ج 2 ص 376

[13] الأصول في النحو ج 2 ص 146

[14] الممتع في التصريف ص 185.184.183.182.181تصريف الأسماء والأفعال ص 56.55.دروس في التصريف ص 49.48.47 المبدع في التصريف ص ص135134تصريف الأسماء والأفعال والمشتقات ص89.88

[15]شرح ابن عقيل ج2ص543. دروس في التصريف ص47

[16] {عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً }التحريم5

[17] شرح ابن عقيل ج2ص5843

[18] الممتع في الصريف ص176.175.174.173.172.171

[19] اللباب علل البناء والإعراب ج 2 ص 260

[20] شرح ابن عقيل ج2 ص542 المبدع في التصريف ص131. دروس في التصريف ص 46

[21] المنصف ج1ص129

[22] المقتضب ج1 ص 196دروس في التصريف ص45

[23] المبدع في التصريف ص127

[24] الصاحبي في فقه اللغة وسنن العربية ص87

[25] سر صناعة الإعراب ج 1 ص426

[26] شرح ابن عقيل للألفية ابن مالك ص541

[27] المنصف ابن جني ج1 ص99

[28] المبدع في التصريف ص125

[29] نفس المصدر والصفحة

[30] الممتع ص 154

[31] {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة22

[32] الفاتحة 1

[33] المنافقون 6

[34]يونس: 59

[35]التوبة: 60

[36]الضحى: 4

[37] الإنصاف في مسائل الخلاف .المسألة 110ص 594-595-596-597-598

[38] شذا العرف في فن الصرف ص197

[39] شرح شافية ابن الحاجب ج2ص 250

[40] الإنصاف في مسائل الخلاف .المسألة الأولى ص (4….12)

[41] المنصف ج1ص112.111 الممتع في التصريف ص 193.192.191تصريف الأسماء والأفعال ص 47.46.45.44.دروس في التصريف ص44.43 المبدع في التصريف ص ص136.135 تصريف الأسماء والأفعال والمشتقات ص82

[42] المنصف ج1ص 112 الممتع في التصريف 194تصريف الأسماء والأفعال ص 44.دروس في التصريف ص 45 المبدع في التصريف ص ص136.135 تصريف الأسماء والأفعال والمشتقات ص84