المعجم التاريخي للغة العربية
-قضاياه النظرية والمنهجية والتطبيقية-
فاس، 8 ـ 9 ـ 10 أبريل 2022
تنظيم: مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) ومعهد الدراسات المصطلحية فاس
البرنامج مفصل على الرابط أسفله:
اللغة العربية وعلومها
/// قال ابن خلدون:
“ سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن[ الأدب] وأركانه أربعة دوواوين..
هي:
1_ أدب الكاتب لابن قتيبة.
2_ كتاب الكامل لابن المبرد.
3_كتاب البيان والتبيين للجاحظ.
4_ كتاب النوادر لأبي علي القالي.
… وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها”
[ المقدمة 553]
والله أعلم.
أما إذا انتفى الاتصال بين الجملتين أو الكلامين فإنهما تحذفان، وذلك في مواضع ، سأورد منها هنا مواضع صادفتني، وأرجو أن يتم التفاعل من الإخوة والأخوات بشأن المزيد.
نتعلم اللغة في مدارسنا بناء على المشهور منها، وهذا صحيح في التعليم، لكنه لا يكون صحيحا في مجال التعامل مع كتب التراث التي قد تعتمد من القواعد على ما هو غير مشهور، فيعمد المتعامل معها إلى التخطئة السريعة. ولو تمهل وبحث لأدرك أن هناك وجها.
وهنا أضع قاعدة تخالف المشهور في باب تذكير العدد وتأنيثه وفق هذا الاعتبار اعتبار التعامل مع كتب التراث، وهذا الاعتبار نادى به الأستاذ عباس حسن كثيرا في كتابه “النحو الوافي” في كثير من القواعد غير المشهورة في مختلف أبواب النحو.
هذه القاعدة ذكرها الإمام اللغوي أبو عبد الله بن محمد بن الطيب الفاسي، في كتابه “نشر الانشراح من روض طي الاقتراح” بتحقيق الأستاذ الدكتور محمود يوسف فجال- ج2- ص867. وقد أحال إلى التصريح (2/271) وحاشية الصبان على شرح الأشموني (4/61) لكنه لم يذكر معلومات الطبعة.
يقول ابن الطيب: يعتبر التذكير والتأنيث مع الجمع بحال مفرده؛ فإن كان مفرده مذكرا أنث عدده، وإن كان مؤنثا ذكر، نحو: ثلاثة إصطبلات وثلاثة حمامات، بالتاء فيهما اعتبارا بالإصطبل والحمام؛ فإنهما مذكران.
ولا يقال: ثلاث- بترك التاء اعتبارا بالجمع، خلافا للبغداديين والكسائي؛ فإنهم يجوزون مراعاة الجمع كما يجوزون مراعاة المفرد.
بدأ البحث العلمي في اللغة العربية منذ نزول الأمر الخالد ) اقرأ ( العلق؛ فجمعت الأصول الشعرية والنثرية من البادية عند الأعراب، ودُوّنتْ في الكتب، بملابساتها وأحوالها وأخبارها، واستُخرجت منها- مع الأيام والقرون- علوم كثيرة؛ خدمة لها وحفاظاً عليها، في حركة ثقافية واسعة، لم يشهد لها التاريخ الثقافيّ العالميّ مثيلاً.
وإن اللغة العربية ذات خصائص تفكيرية وتعبيرية، تفارق بها كثيراً من لغات العالم الكثيرة، خصائص جعلتها تبقى وتكبُر وتتّسع وتنتشر، وجعلتها تكتب وتستنبط لها القواعد وتستخرج منها العلوم والمعارف والفنون بحسب الحاجات الزمانية.
ولها مشتركات بينها وبين لغات العالم قد تكون بقية في عالم الطيّ، ولم تظهر في الكتابة، لكنها كانت في أذهان أولئك الأقحاح، ولا يحسن بنا تغافلها في الترتيب .
فغاية اللغة هي الإبانة عما في النفس عبر الكلام؛ من أجل التواصل مع الناس، متلقياً وملقياً ومتفهماً، وقد نقول: هي رسالةٌ بين المتكلم والمخاطَب، متوافقةً مع مقتضى الحال؛ فهي عملية لغوية متكونة من أربعة أركان: متكلم، ومخاطب، ورسالة، وسبب داعٍ. وضبط هذه العملية فيه منجاة من فوضى الخطاب الذي نعاني منه اليوم .
وتعلم اللغة ممزوج بتعلُّم ثقافة أهلها؛ إذ كيف نتعلّم لغة من غير أن نتمثل أفعال أهلها وأقوالهم وأغراضهم وتاريخهم ؟.
ولكل لغة مهارات وفنون، وجامع هذه المهارات والفنون خمسة: الاستماع والقراءة والكتابة والفهم والكلام.
والمهارات قوامها : الإدراك والقواعد والملكة .
وهذه اللغة استخرجت منها العلوم اللغوية ، وعدتها اثْنَا عشر علماً، وهي: علم اللغة. علم التصريف. علم النحو. علم المعاني. وعلم البيان. وعلم البديع. وعلم العروض. علم القوافي. علم قوانين الكتابة. علم قوانين القراءة. علم إنشاء الرسائل والخطب. علم المحاضرات، ومنه التواريخ.
[كما في الكواكب الدرية على متممة الآجرومية ص(5).
وجعلها الفارابي [في إحصاء العلوم 46] سبعة: (1) علم الألفاظ المفردة. (2) علم الألفاظ المركبة. (3) علم قوانين الألفاظ عندما تكون مفردة. (4) علم قوانين الألفاظ عندما تركب. (5) علم قوانين تصحيح الكتابة. (6) علم تصحيح القراءة. (7) علم قوانين الأشعار.]
وقد جعل رفاعة الطهطاوي أركان علوم العربية أربعة: النحو واللغة والبيان والأدب ، وأن معرفتها من أوجب الواجبات (كتابه: أنوار توفيق الجليل).
واللسان العربي بهذه العلوم كلها، يبقى لساناً واحداً، ذا لغاتٍ أو لهجاتٍ، وإنما تلك العلوم خدم مسخرة لوصفه ووصف عمله التصويتيّ والمعنويّ، اللفظي والتركيبي.
وقيل في ذلك: “ومن المسلَّم به أن اللغة وحدة متكاملة، وأنّ تدريب التلاميذ عليها، مقسّمَةً إلى فروع، لا يتّفقُ مع طبيعتها، ولا يتمشّى مع ما أثبته علم النفس الحديث من مبادئ التعليم.
ولهذا نتجه اليوم إلى تدريب التلاميذ على اللغة باعتبارها كُلّاً متكاملاً، والهدف من تدريسها هو الإقدار على الفهم الصحيح، والتعبير الواضح السليم.
والمعلِّم يستطيع بما يصطنع من وسائل التدريس أن يخطو خطوات واسعة، وذلك إذا وضع نصب عينيه، أثناء تدريس الفرع الواحد من فروع اللغة، الهدف الأساسي من التربية اللغوية، وأنّ اللغة وحدة مترابطة”
[منقول عن مقدمة الأستاذ محمد أحمد برانق لكتاب منهجي بعنوان “التعبير اللغويّ” من تأليفه سنة 1973م (وزارة التعليم والتربية بمصر، ووزارة التعليم والتربية بليبيا)، ص5، ووجدت ذلك في كثير من مقدماته لغيرها من السنوات الدراسية.].
وهذه الوحدة الجامعة للسان الواحد ، مع الكثرة الكاثرة من العلوم ، مع الفصام النكد على الذي وقع للغتنا العربية في ذاتها ومع أخواتها من العلوم الشرعية والسلوكية – هذه الوحدة تدعونا إلى إعادة ترتيب هذه العلوم ، في سياق تلك المهارات في إطار تلك الوحدة الثقافية الواحدة والمتواصلة.
اللغة نظام من العلامات: إذا بدأت التأليف من الحرف فالكلمة فالجملة، فستنتهي إلى النص كاملاً، وهذه رحلة شاسعة في عوالم التفكير والتعبير.
إذ لكل حرف شِقّان: شقّ صوتي للنطق (مخارج وصفات) وشق خطي للكتابة (أشكال وقواعد).
ولكل كلمة كذلك شقان: شقّ لفظي مسموع ومقروء؛ وهو قسمان: مفرد (صرفي)، ومركب (نحوي) وشق معنوي مفهوم؛ وهو قسمان مفرد (معجمي)، ومركب (بلاغي).
ولكل شقّ أقسام وأحكام وأصول وفروع.
وكل تركيب إما أن يكون موزوناً فشعر (عروض وقوافٍ وقريض)، أو غير موزون فمنثور (رسائل وخطب وأمثال..). هذا النظام يفضي بنا ولا بد إلى تراتيب للعلوم في أنفسها ومع غيرها من جنسها ، ومع الأجناس الأخرى التي لا ينفك بعضها أن يحتاج إلى بعضها ، ولا سيما للطالب المبتدئ .
ورتّبْتُ علوم اللغة العربية ترتيباً متوافقاً مع ترتيب مهاراتها وفنونها؛ لأن لهذا الترتيب فوائد عملية، وهو تقسيم لها على ثلاثة محاور أو ثلاث آلات كبرى، في كل منها آلات صغرى:
·الأول ( آلة التلقي ): ويدخل فيه: علم قوانين الكتابة. علم قوانين القراءة.
·الثاني ( آلة التفكير ) : ويدخل فيه: علم التصريف. وعلم الاشتقاق. علم النحو. علم اللغة. علم البلاغة (علم المعاني. علم البيان. علم البديع).
·الثالث ( آلة الأداء ): ويدخل فيه: علم العروض. علم القوافي. علم قرض الشعر. علم الإنشاء (إنشاء الرسائل أو الترسّل، والخطب، والأمثال، والمقامات، والأدب، وعلم المحاضرات، ومنه التواريخ).
هذا الترتيب هو مثل الفهرسة ، وأدق منها ، لأنه يتوخى فلسفة اللسان ووواقعه وعلومه ومهاراته ومتلقيه ودرجته من العلم .
الملفات المرفقة حكمة1.doc (23.5 كيلوبايت)
2 – يا قوم
http://www.4shared.com/file/12345866…1f3c/____.html
3 – فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها
http://www.4shared.com/file/12345904…_________.html
4 – فإنك لا تسمع الموتى
http://www.4shared.com/file/12346112…71/______.html
5 – الفرق بين استخدام السين وسوف
http://www.4shared.com/file/12346278…36/______.html
6 – الفرق بين التمام والكمال
http://www.4shared.com/file/12346332…805/_____.html
7 – الفرق بين الضعفاء والمستضعفين
http://www.4shared.com/file/12346410…df/______.html
8 – الفرق بين الصحة والعافية
http://www.4shared.com/file/12346477…3c/______.html
9 – الفرق بين الفقير والمسكين
http://www.4shared.com/file/12346606…fb/______.html
10 – الأسئلة والاستفسارات + الإجابة
http://www.4shared.com/file/12346893…05/______.html
والله ولي التوفيق .
لفت انتباهي انتماء علم العروض في بعض الكليات إلى قسم النحو والصرف، وانتماؤه في كليات أخرى إلى قسم البلاغة والأدب.
لفت هذا انتباهي فسألت نفسي: ما معيار هذا التصنيف؟ وما سر الاختلاف بين هذه وتلك؟
ودفعني هذا السؤال إلى إلى محاولة استجلاء خصائص هذا العلم لعلي أجد سر ما يحدد الانتماء الصحيح سواء كان إلى النحو والصرف أو إلى البلاغة والأدب أو إلى غير ذلك.
وأدت بي هذه المحاولة إلى مفاجأة تتمثل في أن هذا العلم يقتسم العربية مع بقية العلوم.
كيف؟
إنه يناظر بقية العلوم بدءا بالأصوات ومرورا بالإملاء والمعجم والصرف وانتهاء بالنحو والدلالة.
كيف؟
تمتلك العربية معجما يتكون من ثمانية وعشرين حرفا بها تصاغ بقية العلوم، لكن العروض لا يمتلك إلا عشرة أحرف تجمع في جملة “لمعت سيوفنا”.
وتتضام الحروف الثمانية والعشرين لتكون الكلمات التي تمثل المستوى الصرفي، وهنا تتضام هذه الحروف لتكون ما يناظر المستوى الصرفي.
كيف؟
إن كلمات اللغة غير متناهية، لكن الكلمات هنا متناهية، فهي عشر كلمات تسمى الأجزاء أو التفاعيل تحتوي على المقاطع العروضية التي تناظر المستوى الصوتي بمقاطعه.
وتنقسم هذه المقاطع إلى:
1- السبب الخفيف المكون من حركة وسكون، ورمزه: /0
2- السبب الثقيل المكون من حركتين، ورمزه: //
3- الوتد المجموع المكون من حركتين وسكون، ورمزه: //0
4- الوتد المفروق المكون من حركة ثم سكون ثم حركة، ورمزه: /0/
5- الفاصلة الصغرى المكونة من سبب ثقيل وسبب خفيف، ورمزها: ///0
6- الفاصلة الكبرى المكونة من سبب ثقيل ووتد مجموع، ورمزها: ////0
وتجمع هذه المقاطع العروضية في الجملة الآتية:
لَمْ: /0: سبب خفيف.
أرَ: //: سبب ثقيل.
على: //0: وتد مجموع.
ظهْر: /0/: وتد مفروق.
جبلٍ: ///0: فاصلة صغرى.
سمكةً: ////0: فاصلة كبرى.
من هذه المقاطع تتكون الكلمات العروضية العشرة التي تنقسم إلى:
1- ثنتين خماسيتين، هما:
أ- فعولن: //0/0
ب- ومقلوبها /0//0 فاعلن.
2- ثمانية سباعية، هي:
أ- //0///0 مفاعلتن.
ب- ومقلوبها ///0//0 متفاعلن.
ج- //0/0/0 مفاعيلن.
د- ومقلوبها ذو الوتد المجموع المتطرف /0/0//0 مستفعلن.
هـ ومقلوبها ذو الوتد المجموع المتوسط /0//0/0 فاعلاتن.
و- /0/0/0/ مفعولاتُ.
ز- ومقلوبها ذو الوتد المفروق المتوسط /0/0/ /0 مستفع لن.
ح- ومقلوبها ذو الوتد المفروق البادئ /0/ /0/0 فاع لاتن .
هذه هي كلمات العروض التي تمثل بنيته التي تناظر المستوى الصرفي، ويظهر فيها الرسم العروضي الذي يناظر الرسم الإملائي، ويختلف عنه في أن الضابط الحاكم هنا هو أن كل ما ينطق يكتب وكل ما لا ينطق لا يكتب.
وتتعرض هذه الكلمات العروضية إلى ما تتعرض له الكلمات الصرفية من تغييرات بأنواع الإعلال والإبدال وبقية التصريفات، فنجد:
1- الزحاف المفرد والمركب.
2- علل النقص وعلل الزيادة.
3- الزحاف الجاري مجرى العلة في اللزوم.
4- العلة الجارية مجرى الزحاف في عدم اللزوم.
5- تغييرات الأبيات من جزء وشطر ونهك وغير ذلك.
كل هذه التصريفات العروضية تعطينا احتمالات غير متناهية تتسع لبناء الجمل العروضية التي تقابل المستوى النحوي.
كيف؟
كما تلتئم الكلمات في المستوى الصرفي لتكون المستوى النحوي نجد الكلمات العروضية تلتئم لتكون الجمل العروضية المتمثلة في الأبيات بمصاريعها.
وكما نجد الجملة تنقسم إلى اسمية وفعلية حسب رأي، وإلى اسمية وفعلية وشرطية حسب رأي آخر- نجد ألقاب الأبيات الشعرية تأخذ أنواعا متعددة منها البيت التام والبيت الوافر والبيت المجزوء والبيت المشطور والبيت المنهوك و…
وكما تأتي علوم البلاغة والدلالة لتعالج النص المكون من جمل نجد اتجاها عروضيا يحاول فهم أسرار الأوزان وعلاقتها بالمعاني. وهذه قضية معروفة منذ القديم، وتتمحور حول السؤال: أتختص البحور بميزات ذاتية تجعلها ملائمة لأغراض معينة؟ أم يكون الأمر متمثلا في أن البحر يلائم كل المعاني؟
ونجد في جامعة الأزهر فرع منوف دراسة ثنائية تتمثل في مستويين:
المستوى الأول: يتناول العروض العام.
المستوى الآخر: يتناول الأوزان وخصائصها.
وقد هاتفت الدكتور عطايا أحد الأساتذة العاملين في هذا القسم ، فأخبرني أنه أجرى دراسة دلالية حول بحر الرمل وتتبع نماذجه عبر تطوره التاريخي ، وانتهى إلى أن هذا البحر يلائم التطور الحضاري.
وبالمستوى الدلالي نكون قد وصلنا إلى نهاية الرحلة وإن لم تنته الفكرة، لكن ما يجعلني أنهي هذه الرحلة أن الخصائص ظهرت جلية وحسمت قضية انتماء العروض.
ماذا أظهرت هذه الرحلة؟
أظهرت أن العروض علم منفرد مستقل لا يجب أن يلتحق بغيره، بل ينبغي أن يختص بقسم لعله ينمو وتزداد فروعه الدراسية!
قال عمر : فإن لم أفعل ؟
قال الأعرابي : إذا أبا حفص لأذهبنه
قال عمر : ثم ماذا ؟
قال الأعرابي :
والله عن حالي لتسألنه – يوم تكون الأعطيات منه
وموقف المسؤول بينهنه – إما إلى نار وإما إلى جنه
فبكى عمر وقال : ياغلام أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لشعره , والله لا أملك غيره .
{ رضي الله عنك يا أبا حفص }