التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

قصيدة أسْرية مؤثرة بعنوان : حتى لا أفقد الحنان للشاعر أبي رواحة الموري

براعة استهلال

.. إنها تأوهات طفلة … ، وهتافات بُنَيَّه … ، وتوسلات محزونة … ، وتطلُّعات محرومة .. ، تتجسَّد في نداءاتٍ جيَّاشة .. تُطلقها فتاةٌ صغيرة لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات .. ، تُدْعى عائشة مخاطبةً أبويها قبل أن يتفرَّقـا .. ، عبْر قصيدة كتبها الشاعر أبو رواحة عبد الله بن عيسى الموري على لسانها بعنوان :

حتى لا أفـقـد الحــنـان !!

ذِكـرِيـاتٌ جَميلـةٌ رَيَّانـهْ * * * فـي فُؤادِي قَدْ هيَّجتْ أَشجانهْ
كَـم تَذَّكرتُ دَوحَةً كُنتُ فيها * * * عُـودَ بَـانٍ مُحَـرِّكاً أَغْصـانَهْ
كَـم تَذكَّرتُ مَنزلاً عِشتُ فيه * * * وبـِهِ السَّعـدُ مالِئـاً أَرْكـانَهْ
كَـم تَذكَّرتُ بَسْمَةَ الأُمِّ يوماً * * * وهـي تَبْـدُو كأنَّهـا رَيحَانَهْ
وإِذا وَالِـدِي أَتاهـا بِحُـزْنٍ * * * أَفْـرَحَتْهُ وبَـدَّدتْ أحْـزَانَهْ
وأَنـا فِيهِمـا كأنَّ حَـديثِي * * * نَظْـمُ دُرٍّ قَـدْ قَـدَّما أَثْمانَهْ
وأَنـا فيهِمـا كأنَّ حَيـاتِي * * * حَقْـلُ رَوْضٍ تَفَيَّئَـا بُـسْتـانَهْ
وأَنـا فيهِمـا بِقَلْبٍ سَعيـدٍ * * * مِـنْ حَنـانٍ جَـوانِحِي مَـلآنَهْ

فَإِذا اليـَومَ قَـدْ دَهَتْـهُ هُمومٌ * * * غَيَّـرَتْهُ وَقَـوَّضـتْ أرْكـانَهْ

دَمَّـرتْ فيـه كُلَّ ذِكْرٍ جَميلٍ * * * مِـنْ قَـديمٍ وأضـرَمَتْ نِـيرانَهْ
حِين دبَّ الخلافُ فـي عُقرِ دارٍ * * * بَعـدَ تَخبيـبِ أنفُـسٍ خَـوَّانَهْ
كانَ بالأمسِ دارُنا فـي وِفاقٍ * * * والشِّقاقاتُ ما لَها مِـنْ مَكـانَهْ
وبِهـا وَالِـدِيْ عَظيـمُ المحيَّا * * * فِـي رُبَى العِلـمِ فائِقـاً أَقْـرانَهْ
وَكـذا الأمُّ مِثلُ شَمسٍ أضاءَتْ * * * فـي رُبَى الخَـيرِ بالهُـدَى مُزدَانَهْ
يَغمُـرُ الأنْسُ كلَّ مَن عاش فيها * * * هـادِئَ البَـالِ تالِيـاً قُـرآنـَهْ
وغَدَا اليـومَ كلُّ مَن كان فيها * * * بِالخـلافاتِ ناشِـراً ديـوانَـهْ
فَإِذا الأمُّ تَتـرُكُ الـدَّارَ عَمْـداً * * * وتَناسَـتْ حياتَهـا الـرَّيَّانَـهْ
وكـذا الـوالدُ الحبيبُ تَناسَى * * * ذِكْـرَ أُمِّي مُحَطِّمـاً وجْـدانَهْ
وأنا بعـدهُـم بغـيرِ كَيـان ٍ* * * هـل تُراني مِـن غيرِهِم إِنسانَهْ
صِرتُ في وحشةٍ وحُزنٍ عَميقٍ * * * خِلْـتُ أنِّي مِـن دونِهِم شَيطانَهْ
كيفَ أنْسَى مَجيءَ جَدِّيَ يوماً * * * عِنـدَ أَخذِي فـي ليلةٍ وَسْنانَهْ
ودُموعي تُهراقُ مِن فَوقِ خَدِّي * * * وفُـؤادِي لا لم يَجِـدْ سُلـوانَهْ
أَصحيحٌ ما قَد جَرَى يا فُؤادي؟ * * * لم تَعُـدْ لي بين الوَرَى مِن مَكانَهْ
أنَسيـتِ أمَّاهُ ماكان منِّي * * * مِن حـديثٍ ونَـبْرةٍ رنَّانـهْ؟!
كيـف تَنْسَيْنَنِي وتمضِين عنِّي * * * وأنا لم أزَلْ هُنـا ظَمـآنَـهْ؟!
لسْـتُ أنْسَى حنانَ أُمِّيَ يوماً * * * وهي تُلقِي عنِّي الأَذَى جَذلانَهْ
فاسألوها أنْ كيفَ أصبحَ حالي * * * بعْـدَ تَـرْكي هُنا بغيرِحَضانَهْ

هل تُراها تُجيبُ أم أنَّ سُؤْلِي * * * قاتـلٌ قَلـبَ أُمِّـيَ الحَنَّانَـهْ
هل تُراها.تجيبُ ؟ لازلتُ أرجو * * * أنَّ أمـيْ فـي بنتها طمعانة

كُلُّ خَوفي مِن أنْ أُشاهِدَ أُخْرَى * * * فَأُقاسِي مِـن كيـدِها أَلـوانَهْ
فَلْتَعـودي أُمَّاهُ مِن أجْل بنْتٍ * * * شرِبَتْ بعدَكم كُؤوسَ المهانَهْ

ولْتُعِدْها أبـي إلَـى بيْتِ عِزٍ * * * تَجمعُ الكلَّ تحْتَ سَقْفِ الحَصَانهْ
إنَّما نحـنُ فـي البُيوت عَوانٌ * * * عندكُم فاحفَظُوا هناك الأمانهْ
علَّـني أنْ أنالَ فيـه حَنـاناً * * * كلُّ خَوفـي أنْ أفْقِدَنَّ حنانَهْ
وجَزَى اللهُ شاعراًخطَّ شِعراً * * * مِـن فُـؤادي مُوَشِّياً ديوانَهْ
بِجِنان الخُلـود في دارِ عَدْنٍ * * * عنـد ربِّـي ونائلاً إحسانَهْ

ثُمَّ صلَّى الإلهُ ماحلَّ خَطبٌ * * * أو تَـولَّى مُخَلِّفـاً أحـزانَهْ
عَ النَّبـيِّ الكريمِ خيرِ مِثالٍ * * * فـي إداراةِ أُسْـرةٍ مِعْوانَه

كان الفراغ منها

في صبيحة يوم الخميس الموافق للسادس عشر
من شهر ذي القعدة لعام 1443ﻫ
بحي الصواعد جــدة .

بقلم الشاعر
أبي رواحة عبد الله بن عيسى بن أبكر الموري

المصدر



قصيدة في غاية الروعة

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[قصيدة] المُدوِّيـة : قصيدة من جديد الشاعر أبي رواحة الموري في الكشف عن بعض عقائد الحوثية الرافضة وب

الـمُــدَوِّيـَـــــةُ

قصيدة في الكشف عن بعض عقائد الرافضة وبيان خطرها على الجزيرة العربية عموماً *

وعلى"دماج"مركز الإمام الوادعي رحمه الله على وجه الخصوص

هاك شِعْراً كسرتُ فيه الجمودا * * * وقصيداً ألَنْتُ فيه الحديـدا

وقريضاً قد كان ضرغامَ غابٍ * * * راسِفاً في القيود دهراً مديدا

يتلوَّى عندي يريد خلاصاً * * * وله اليوم قد فككتُ القيودا

كي يُدَوِّيْ زئيرُه كلَّ قطر * * * ليس يخشى في الخافقين الفُهودا

إن نهري العريضَ لا زال يعطي * * * لم يكن خاملاً يحب الرُّكودا

حاملاً منهجاً عتيقاً أبيـاً * * * سرمديـاً فلا يزال عتيـدا

فهو يدعو القريضَ من كلِّ بحرٍ * * * كي يمدُّوا مشاعراً ووريـدا

حين يستلْهِم البسيط وهزْجاً * * * وطويـلاً ووافـراً والمديـدا

فاقتضِبْ منه كلَّ معنىً جميلٍ * * * حين تجتث عقدَه والفريـدا

سترى سيرَه عليك خفيفـاً * * * وسريعاً يجتاز منك الحـدودا

حسْبُه كاملَ العروض عريضاً * * * وقريضاً يريك مجـدا تليـدا

مجدَ من أشهروا اللسانَ حساماً * * * وفصيحَ المقال صخراً صليـدا

مجدَ حسانَ والقوافي وقـومٍ * * * في نِزال القصيد كانوا أُسـودا

يا قصيدي عذراً فلستُ جبانا * * * فلقد كنتُ شاعـراً خنذيـدا

أَمتطي الحرفَ أرتديه دروعاً * * * في دروب الوغى أَفُلُّ الحديدا

يوم كان الإمامَ فينا ابنُ هادي * * * ينصر الحقَّ يستحبُّ القصيدا

وأنا عنده أُغـرِّد شِعـراً * * * مشْمَخِرَّاً أتحفتُ فيه الوفودا

إن لي في البيان مِقْوَلَ صِدْقٍ * * * سوف يبقى لينصر التوحيدا

فهو والله لا يزال فتِيّـَاً * * * وقويَّـا يحطِّـم الجلمـودا

إن سكتْنا نُلامُ أو إنْ نطقنا * * * سوف نلقى شتائماً وصدودا

فمضينا نسوق ركب المطايـا * * * في صمود لنحرز المقصـودا

ونباح الكلاب من كل صوْبٍ * * * ليس يثني مرادنا المنشـودا

يا قصيدي أردتُّك اليوم خِلْواً * * * لا لتشكوْ أو تبعثَ التهديدا

إنما كي أراك عضْبا ً رهيفـاً * * * تفلق الهـام أو تجز الوريدا

إنمـا كي أراك فيلَقَ جيشٍ * * * تدحرُ البغيَ تفضحُ العربيدا

أرْعني السمع كي أريك بيانا * * * عن أناسٍ تحـاربُ المعبودا

عن أناسٍ أحطَّ في الناس قدراً * * * لا يساوون في البرايا قرودا

هم كلابٌ والله في زي ناس * * * وذئابٌ في الحقد فاقتْ يهودا

حرَّفـوا آيـاتِ ربٍّ عزيزٍ * * * دنَّسوهـا وغيَّروا المقصودا

عظَّموا في الألى مقـام علي * * * جعلوا منه خالقـاً معبودا

لم يمت إنمـا علا لسحـاب * * * مثْلُ عيسى آمالُهم أنْ يعودا

طعنوا في عِرْض أزكى نبيٍّ * * * لمزوا زوجَه تعَدّوا الحدودا

لعنوا صحبَه الكـرامَ وسبُّوا * * * كلَّ من كان ينشر التوحيدا

جوَّزوا متعةَ النسـاءِ فأغرَوا * * * بالزِّنا أشمطاً وغِرَّاً وليدا

جعلـوا منهجَ التقيَّةِ دِينـاً * * * كي يغطُّوا فضائحاً لن تبيدا

حين كانتْ مراجعَ القوم كتْبٌ * * * للخميني ومَنْ قفاه مُريدا

إنه الرفض منهجٌ ليس يخفى * * * شرُّه في الزمـان دهراً مديدا

تلك آثـارُه الخبيثةُ ُ تبدو * * * كلَّ يومٍ قبيحةَ الشَّكْل سُودا

فسلوا كـربلا وآثـار قمٍّ * * * لتروا منهجـا هنـاك فريدا

لو رأيتم عقيدةً كيف صارت * * * تجعل الشرْك في الورى توحيدا

فسلوها ماذا حوَتْ من ضريح * * * حين يبدو هناك قصْراً مشيدا

خالفوا شرْعة الرسول وصاروا * * * خلْف آياتهم تحثُّ الوفودا

واستباحوا محارمـاً ودمـاءً * * * لذوي سنةٍ وشقـوا الوريدا

قتلـوا شيخَ سنةٍ وعجـوزاً * * * وغلامـاً ومَـرْأةً ووليـدا

ليس يرعَون حـرمةً لحجيجٍ * * * شرَّدوهم ليبعثـوا التهـديدا

لا ولا حرمةً لبيتٍ شريفٍ * * * دنَّسوا طُهرَه وداسوا العبيدا

فسَلُوا تـاريخَ قـومٍ لئـامٍ * * * سيريكُم صفْحاتِهم صرْن سُودا

من لدُنْ عهد اليهودي قِدْماً * * * جدِّهم من كان يُدعى ابنَ سَودا

ومروراً بالعلقمـيِّ إلى أن * * * جاءنا الصَّدْرُ حاقداً مفؤودا

فهو من دولة العراق وفيها * * * أهلُ رفضٍ تنقاد للشَّرِّ قَودا

شيعة في العـراق عـاثت بديني* * * تنصـر الرفضَ ترفضُ التوحيدا

وهي في الرفض لم تكن مثلَ قُمٍّ * * * تلك في الحقد فاقتِ المعهودا

إنْ سألتم عن دولة الرفض فينا * * * فهي إيرانُ من تحاكي اليهودا

فهي تسعى إلى قيام كيانٍ * * * رافضيٍّ في الأرض حتى تسودا

همَّها أنْ يقومَ في أرْض عُرْبٍ * * * دينُ رفضٍ كي تُحكِمَ التسديدا

تنشر الرفضَ كلَّ يـوم بقُطْـر * * * وتغـذِّي ينبـوعـه والحقـودا

فمضتْ نحو صعدةٍ حيث فيها * * * من بني جنسها تُريك الشُّهودا

نشروا في ربوعها دينَ رفضٍ * * * فهي كرسيُّـه وترجـو المزيدا

فشيوخ التشيُّع اليوم فيها * * * ناصروا الرفضَ أَظهِروا التأييدا

ولهـمْ إيرانُ شدَّتْ إزاراً * * * وتبنَّتْ جِهـادَهم والجنـودا

جعلتْ من مدينة السِّلم داراً * * * لحروبٍ وصوَّبـوا التسـديدا

أشعلوا النار في منابت كرْم * * * أحرقوا أهلها ودَكُّوا العَدِيدا

ثم مالوا لأرض دماج ظنـاً * * * أنهم حقَّقـوا بـذا المقصودا

فانبرى دونهم رجالٌ أسـودٌ * * * أهلُ علمٍ قد ناصروا التوحيدا

فـأَرَوهم يوماً كيومِ تتـارٍ * * * من لظى شقْحَبٍ فصاروا حصيدا

واجهوهم على رؤوس جبالٍ * * * فسلوهم هل صـادفوهم فُهودا

فانجلَـوا خاسئين من بعد حرب * * * بُرهـةً ليس يلتقـون عضيـدا

واستكانـوا في ذلـةٍ وخنوعٍ * * * كي يُعيـدوا صفوفهم والحشودا

واستمـدوا ذخـائراً وجنـوداً * * * في خفـاءٍ وأظهـروا التهـديدا

حين عـادوا لكي يقيموا حصـاراً * * * حول دماج ناقضـين العهـودا

بشباب الإجـرام يـوم تسمَّوا * * * بشبـاب الإيمـان زُوراً فريـدا

إذ تربَّـوْ في أرض إيران قِدْمـاً * * * ليكـونوا متـابعين الجـدودا

فتلقَّـوا عقـائـداً ونقـوداً * * * من رُبـاها كي يشعلوها وقِيـدا

رحـم الله شيخَ علـمٍ إمـامـا * * * وادعـياً قـد كان دُراً نضيـدا

كان في النصح للبـلاد وديـنٍ * * * لا يُجـارى إذ كان شيئـاً فـريدا

عرفَ الكلُّ نصحَـه حين ولَّـى * * * وتمنَّـوا لو كان فيهـم وليـدا

وأَدَ الرفـضَ بُرهـةً وأراهـم * * * عهْـدَ ذلٍّ وأحـكمَ التسديـدا

فـي تـآليفـه يـدكُّ عروشـاً * * *للذي شـوَّهَ الطـريق الرشيـدا

كان في البأس ثابتـاً وشجـاعاً * * * كان للبائسـين ركنـاً شديـدا

وتولَّـى * لكنَّـه مـا تولَّـى * * * نهجُـه لا يـزال فينـا عتيـدا

حين أرسـى قواعـداً ثابتـاتٍ * * * تنصـر الحقَّ تفضح العـربيـدا

في شيوخ في أرض دمـاجَ كانوا * * * كلُيوثٍ تـواجـه الصنـديـدا

وعلى رأسهم هنـاك الحجـوريْ * * * فهو حربٌ عَ القاطعين الحدودا

يـا إمـام الجهـاد في دار علم * * * واصل السير واستحثَّ الوفـودا

دعـوةً للجهـاد حسَّـاً ومعنىً * * * في صمودٍ كي تنصـروا التوحيدا

يا بني المنهـج القـويم تعالـوا * * * فانصـروا أهلَه وردوا الحقـودا

واستجيبوا فقـد دعاكم ربيـعٌ * * * في جـلاء فأعلِنـوا التـأييـدا

فهو والله في الصِّعـاب نصـيرٌ * * * و نصـوحٌ كم يبـذل المجهـودا

يا بني الدينِ فانصروا الدينَ جهراً * * * آزروا الحـقَّ رائـداً وعميـدا

وادفعـوا عن تراثنـا كلَّ رفض * * * شرِّدوهم وأَضْرِمـوا الأُخدودا

ولتفكُّـوا الحصـار عن دار علم * * * كـي تبثَّ التعليـمَ والترشيـدا

يا بني الشِّعـر أين منكم قصيدٌ * * * يدحـر الرفضَ أو يردُّ القـرودا

هل تُرى قد تلعثم الحرفُ فيكم * * * لم تعـودوا تحبّـِرون القصيـدا

أين شعـرٌ من غيلـزانَ وتبْسٍ * * * أين منـه من تلمسانَ نضيـدا

أينـه من سكيكـدانَ وميـلٍ * * * أم تُـرى قد غـدا بهـا موؤودا

كل قوم يلقَون منكم قصـيداً * * * غير دمـاجَ لا تلاقـي قصيـدا

يا قصيدي كفاك في الناس فخْـراً * * * أنْ تكون المجاهـدَ الصنـديدا

فـامضِ فـي درْب عـزةٍ وإبـاءٍ * * * مشْمخِـرَّاً كي تحرز المقصودا

وانصـرِ الدينَ كلما حلَّ خطْبٌ * * * ولتغـرِّدْ عنـد اللقـا تغـريدا

ولتكن في النزال عضْبـاً رهيفـاً * * * تحلـق الشَّعْـرَ تفلـق الجلمودا

يـا بني معهد الحديث فصـبراً * * * في البلايـا وأكثـروا التحميـدا

واسنعينـوا بـالله في كل كرب * * * واستمـدوا عطـاءه المنشـودا

واثبتوا في النِـزال إذ ذاك منكم * * * سـوف يبقى مخلِّـداً تمجيـدا

لا تحابوا من عـاش يُظهر جُـرماً * * * أو يُعـادي الإسلام والتوحيدا

واطمئنُّـوا فنصـرُ ربي قـريبٌ * * * سوف يأتي فعظِّمـوا المعبـودا

إنْ أتتْـكم قصيـدتي فاقبلُـوها * * * فهي ترجـو لكم مكانـاً حميدا

وصـلاةً على النبـيِّ المفـدَّى * * * من سيلقـى مقـامَه المحمـودا

كتبت في يوم الأربعاء الموافق لليوم الخامس من شهر صفر عام 1443هـ

بحي الفيصلية – بجدة

وتم تحريرها مع الإضافة عليها في مساء يوم الأربعاء الموافق لليوم الثالث عشر

من شهر ذي الحجة من عام 1443هـ

بحي المروة – بجدة

بقلم الشاعر

أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري

وفقه الله


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

قصيدة كشف الأوراق المطويات عن مفاسد الانتخابات .للشاعر السلفي أبي رواحة الموري


كشف الأوراق المطويات عن مفاسد الانتخابات

يايراعا(23) خاض في بحر الرمل(24) ****وقريضا ينشد اليوم الأمل
وقصيدا قد مضى يحدوا بنا ****يطلب الحق لدى أحلى جمل
قد بدت أبياته في ألق ****مثل شمس أخفت اليوم زحل
كلها تطلب شيئا واحدا ****أن نروم الحق في الأمر الجلل
كشفت أوراقه في وضح ****فإذا في الأمر أصناف الخلل
ذلك الأمر الذي ننكره ****انتخابات تراءت بالمقل
فلنكن ياقوم صفا واحدا ****نأخذ التشريع من خير الرسل
ولنسر ياقوم في درب الهدى ****إن من سار على الدرب وصل
إنما الشورى هي النهج الذي ****عاش فيه الناس والقوم الأول
قام أهل الدين بالشورى وكم ****قام أهل العلم من عقد وحل
فانتخابات تمادى زيفها ****وإذا الإفساد فيها قد حصل
لم يقم فيها سوى قوم لهم ****طعن هذا الدين في ثوم الدجل
كاشتراكي وبعثي ومن ****قام بالتنسيق معهم لا خجل
إن مضينا سوف نلقى دفترا ****مثخنا بالشر شبها بالرسل(25)
إذ بها التقليد للأعدا فكم ****شابهوا في الفعل أشرار الدول
مثل أمريكا تجاروا خلفها ****يدخلون الجحر طبقا للمثل(26)
ورسول الله ألقى بيننا *****من تشبه صار منهم في العمل(27)
وابن عمرو جاء في ثوب له ****ورسول الله يلقي بالجمل
أبهذا أمرت أمك أن ****تشبه الكفار في اللبس المخل
قال عبدالله: هل أغسلهما؟ ****قال: بل احرقهما(28) تمس البطل
وبها تنفيذ تخطيط مضى ****من بني صهيون أمسى معتقل
وبها خوض بغير الحق في ****مال ربي أنه شيء جلل
إذ روى الجعفي(29) عن خولة في ****مسند صدق لمعنى ما نقل
أن من خاض له النار غدا(30) ****وجزاء الفعل أن يبقى مغل
كم عداوات بدت في أرضنا ****قطعت شملا غدا فينا وصل
كم جهود لدعاة ضيعت ****بانتخاب إنه الفعل الأشل
شغلوا الأمة عن تاريخها ****من علوم وحديث كالحلل
جعلوها تطلب الدنيا وقد ****تطلب الناقة أيضا والجمل
تطلب الدولار من أعدائها ****وتريد النصر والنصر فشل
إذ تساوي بين صدق واضح ****وعظيم الأفك فيمن قد رحل
بل تساوي بين حق صادق ****ومع الباطل قامت بالعمل
أتساوي بصلا في أكله ****بالذي يشرب من ذاك العسل؟
وانتخاب قد ترامى شره ****يخرج المرأة من جحر الخجل
بعد أن خاطب ربي نسوة ****أن وقرن(31) ذلك الفعل الأجل
أمر رب خالق سبحانه ****في كتاب فهو بالحق نزل
جعل الزوج ليرعى أهله ****وهو مسئول إذا شر حصل(32)
وإذا الزوج تخلى مرة ****عن قوامته وأرخى للكسل
عاقب الرحمن من ذا صنعه *****بعقاب قدره قدر الزلل
لم يجد في دربه رائحة *****من جنان(33) بل تردى بالشلل
كم فتاة خرجت من خدرها *****تطلب النصرة في ليت لعل
إذ بها راجعة خائبة ****بعظيم الأفك باءت والفشل
جعلوها سلعة معروضة ****لكلاب همها ذاك الأكل
عبر تصوير حرام قد مضى ****علما يظهر عن خير الرسل
كل من صور يوما صورة ****نفخ الروح بها(34) يا للخجل
إن شر الناس ذا منزلة ****من يضاهي(35) خلقه عز وجل
كم فتاة خرجت في عطرها ****في جميل اللبس في أحلى الحلل
فغدت في شرعنا زانية(36) ****حسبها في ذلكم أن تغتسل
ربما في بلدة قد رشحت ****وإذا الشر عليهم قد هطل
أنه لا يفلح القوم إذا ****سودوا المرأة عن ذاك الرجل(37)
جاء مصداقا لما قد قاله ****خير رسل الله عن هذا الخلل
كم فتاة خرجت كاشفة ****وإذا الزينة تبدو والكحل
فتراها ثلة مسعورة ****لا تغض الطرف إلا من غفل
يترك الصندوق ذو صندوقه ****صار ولهانا وأمسى في الغزل
عجبي من ثلة خائبة ****تطلب النصرة ممن قد سفل
كم قبيلي تولى ساخرا ****ولسان الحال يزري بالأسل
أن يرى قوما أضلوا نهجهم ****ماتت الغيرة فيهم والخجل
فانتخابات حرام حسبها ****عند شيخي مثل طاغوت أطل
وادعي الخير قولا راشدا ****قلته أمسى نصيرا للأول
وابن باز لو رأى آثارها ****في بلادي لارتضى الحكم الأجل
لن يقر الشر في أمته ****إذ به قد صار للخير محل
وصلاة الله تغشى المصطفى *****دائما تتلى على مر الأزل

(23) اليراع: هو القلم.
(24) الرمل، بتشديد الراء وفتح الميم: بحر من بحور الشعر.
(25) الرسل، بتشديد الراء وفتح السين: هي الإبل المرسلة جماعات، كناية عن تتابع الشر.
(26) إشارة لما في «صحيح البخاري ومسلم» عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟، قال: «فمن»؟.
(27) إشارة لما في «سنن أبي داود» بإسناد صحيح عن ابن عمر مرفوعا: «من تشبه بقوم فهو منهم»، وهو في «الصحيح المسند» لشيخنا حفظه الله، و«الارواء» برقم (1269).
(28) إشارة لما في «صحيح مسلم» عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: رأى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- علي ثوبين معصفرين، فقال: «أأمك أمرتك بهذا؟»، قلت: أغسلهما!، قال: «بل أحرقهما».
(29) المراد به الإمام البخاري.
(30) إشارة لما في «صحيح البخاري» عن خولة الأنصارية -رضي الله عنها- مرفوعا: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة». (6/153)
(31) إشارة لقوله تعالى: ﴿وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى﴾ سورة الأحزاب، الآية: 33.
(32) إشارة لما رواه الشيخان عن معقل بن يسار -مرفوعا- ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة».
(33) إشارة لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر مرفوعا: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
(34) إشارة لما رواه «الشيخان» عن ابن عباس مرفوعا: «من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ».
(35) إشارة لما رواه «الشيخان والنسائي» عن عائشة مرفوعا: «أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله».
(36) إشارة لما رواه «أحمد وأبوا داود» عن أبي موسى مرفوعا: «أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية».
(37) إشارة لما رواه البخاري في «صحيحه» عن أبي بكرة مرفوعا: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

"من حديث الشعر عن الشعر في أقوى صوره البلاغية " من أقوال الشاعر أبي رواحة الموري حفظه

فهذه بعض أقوال الشاعر أبي رواحة الموري

وفقه الله
في حديث الشعر عن الشعر في أقوى صوره البلاغية

شِعْري بأحداث الحقيقة يصْدَعُ * * * لا ليس يَـجْـبُنُ في البيان ويهْلعُ

شِعْري إذا سُلَّتْ سِهامُ حروفِه * * * ألْفَيتَ ذاك الخصْمَ منه يُـروَّعُ
@@@
والشِّعرُ دربي ونارُ الشِّعرِ محرقَةٌ * * * وسوف أَكْوي بها من ضَلَّ مُعتَقَدا
فإنَّ للشِّعرِ وَسْماً ليس نجعلُهُ * * * إلا على جبهةِ الأنذالِ والبُلَدا
@@@
فحروفُ شِعْري أَحْرُفٌ سلفيةٌ * * * كجواهر الدُّرِّ الثَّمِين تُرَصَّـعُ
وحروفُ شِعْري أَحرُفٌ عربيةٌ * * * طبْلُ البلاغةِ صار فيها يُقْـرَعُ
@@@
سَلُوا عن الشِّعرِ أحزاباً مضلِّلَةً * * * وكُلَّ جمعيَّةٍ قد فَرَّقَتْ بَـلَدا
يُنْبِئْكَ كلُّ حَقودٍ أنَّ قافيتي * * * قد شوَّهَت منهُمُ الأطْرافَ والجسَدا
@@@
الشِّعـرُ صِنْـوُ الرُّوح إلا أنَّـه * * * متَحـدِّث عنهـا وفيهـا راكضُ
الشِّعـرُ ديوانُ الحيـاةِ ورسْمُـها * * * يحكي صـداها بالمعـاني نابِـضُ
@@@
فصيَّرتُ أبياتي رحىً دونَ نظِمه * * * لتطحنَه طحْنـاً كحبَّات فُلْفُـلِ
@@@
وليس شيطانُ جـنٍّ سـوف ينفعني * * * فينفثُ الشِّعْرَ َفي رُوعي وأطماري
لكنَّ تأييدَ ربي سـوف يدفعُني * * * في صفِّ حسانَ مثْلَ السَّلْسلِ الجاري
@@@
فليس الشِّعرُ بالأوزانِ لكنْ * * * جميلُ الشِّعرِ مَنْ مدحَ الكراما
وليس الشِّعرُ أُغنيةً بِلَيلَى * * * ولكنْ منهـجٌ يَعلو مقاما
@@@
وكيفَ أكْتُبُ شِعْراً حين أكتُبه * * * وقد تربَّصَ بـيْ مليونَ غدَّار
فرُبَّ معنىً جميلٍ كنتُ أكتبُه * * * والآن لا يُرتضى إلا بمقْـدار
@@@
وما قد كنـتُ حـسَّانًـا ولكن * * * أَسيـرُ بـدربـه دربِ الرَّشـاد
ولا ابـنَ رواحـةٍ لكن أُكَنـَّى * * * بِكُنيتـه دلـيـلٌ فـي الـوداد
@@@
إنَّ لي في القَصيدِ عَضْباً رَهيفـاً * * * يحلقُ الشَّعْـرَ يَفلِقُ الجُلمودا

المصدر