التصنيفات
علم الاجتـماع

الحاجات الانسانية لأبراهام ماسلو


لو كنت تقصد تدرج الحاجات الانسانية لأبراهام ماسلو فهذه هي

تعليم_الجزائر سعد صالح الحمودي تعليم_الجزائر “التحفيز عن طريق إشباع الحاجات”

نظرية ماسلو
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

كثيراً ما نسمع عن حاجات “ماسلو” أو عن هرم “ماسلو”، واليوم سنتعرف على تلك الحاجات من خلال تطبيقها وتوفيرها في العمل.
نـظرية “ماسلـو” في تـدرج الحاجات من أفـضل النـظريات التي غـطـت الحاجات الإنـسانية، قدمها “أبراهام ماسلو -Abraham Maslo “، ويحلو للبعض أن يسميها “نظرية تدرج الحاجات”، وقام “ماسلو” بملاحظة المرضى الذين يترددون على عيادته باعتباره متخصصاً في علم النفس التحليلي.
الافتراض الأساسي لهذه النظرية .. أن الفرد إذا نشأ في بيئة لا تشبع حاجاته فإنه من المحتمل أن يكون أقل قدرة على التكيف، وعمله يكون معتلاً، وقام “ماسلو” بتقسيم الحاجات الإنسانية إلى خمس فئات تـنتـظم في تدرج هرمي بحيث يبدأ الشخص في إشباع حاجاته الدنيا ثم التي تعلوها وهكذا، كما هو موضح بالشكل المرفق .. تعليم_الجزائر
سوف نقوم بشرح تلك الحاجات بشيء من التفصيل، وقبل أن نبدأ يجب أن تعلم أنه لا يمكن أن يتم الانتـقال إلى فئة قبل إشباع الفئات التي قبلها، ولا أعني بالإشباع هنا بدرجة 100 %، وإنما الإشباع حسب معايير الشخص وتـقيـيمه لتلك الحاجات.
1. الحاجات الفسيولوجية :
وهي قاعدة الهرم، وتمثل أهم الأشياء الأساسية بالنسبة للإنسان ومنها (الطعام – الهواء – الماء – المسكن)، وهذه الفئة يمكن أن يتحصل عليها العامل عن طريق الراتب الذي يتـقاضاه، بحيث يكون ذاك الراتب كافياً لتلك الحاجات.
2. الحاجة إلى الأمن:
بعد أن يتم إشباع الحاجة الفسيولوجية، يبدأ الإنسان بالتطلع إلى الأمن، والشخص في هذه الفئة يبحث عن بيئة عمل آمنة وخالية من الأضرار المادية والنفسية، والمنظمات تقوم بإشباع تلك الحاجة عن طريق (تزويد العاملين بمواد ومعدات الوقاية من الأخطار –التأمين الصحي– التأمينات الاجتماعية – عقود العمل الرسمية والدائمة – اتباع تعليمات الدفاع المدني).

3. الحاجات الاجتماعية: وهذه الفئة تبدأ بالانتعاش بعد أن يتم إشباع الفئتين التي أسفل منها (ولا أعني بالإشباع هنا، أي الاكتفاء في ذاك الجانب أو الفئة بنسبة 100 % وإنما يتم إعطاء تلك الفئة حقها من خلال معايير ومتطلبات الشخص نفسه)، الحاجة الاجتماعية تعني حاجة الفرد إلى الانتماء، ومن الأمور التي تغطي أو تشبع تلك الحاجة (تكوين صداقات – قبول الآخرين للشخص)، وتقوم المنظمات بإشباع تلك الحاجة عن طريق (إنشاء النوادي الاجتماعية – تشجيع المشاركة في فرق العمل – عمل المسابقات).
4. الحاجة إلى التقدير:
وهي حاجة الفرد لتنمية احترام الذات والحصول على قبول الآخرين له، والرغبة في تحقيق النجاح، والرغبة في الحصول على مكانة مرموقة وشهرة بين الناس، ويمكن للمنظمات تحقيق ذلك لموظفيها عن طريق (وضع جوائز للأعمال المتميزة – وضع حوافز مادية للمقترحات التي من الممكن أن تفيد المنظمة – خطابات شكر – شهادات تفوق – وضع صحيفة للشركة ونشر الأعمال المميزة بها).
5. الحاجة إلى تأكيد الذات: تعليم_الجزائر
وهذه الحاجة تأتي في قمة الهرم، وتبدأ بالتحرك عندما يتم إشباع جميع الحاجات التي أسفل منها، وهذه الحاجة تشير إلى حاجة الفرد إلى توفر الظروف التي تساعد على إبراز قدراته على الابتكار، ولكي يقدم أفضل ما عنده حتى يستطيع أن يشعر بوجوده وكيانه، وعندما تقوم المنظمات بالاستفادة من هؤلاء الأفراد الذين ترتفع لديهم هذه الحاجة، فإنها تستطيع استثمار طاقاتهم أفضل استثمار وتوظيف.

وقفة أخيرة:
لقد قام “ماسلو” بتقسيم الحاجات إلى نوعين، حاجات النقص وحاجات النمو، أما حاجات النقص فتضم الثلاث فئات الدنيا وهي (الفسيولوجية – الأمن – الاجتماعية)، فحاجات النقص إذا لم يتم إشباعها فإنها تؤدي إلى عدم نمو الفرد بشكل سليم نفسياً وبدنياً.
وبالطرف الآخر حاجات النمو وهي تضم الفئتين العليا وهي (التـقدير – تأكيد الذات) وإشباعها يساهم ويساعد في نمو الفرد وبلوغه مستوى الكمال البشري.
وللأسف فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن أغلب المنظمات لا تقوم بإشباع الحاجات العليا (حاجات النمو) في العمل، فقد وجد الباحث “بورتر –Porter ” أن المدراء في المستويات المتوسطة وما دون في المنظمات يستطيعون فقط إشباع حاجات النقص، ولذلك نجد في كثير من الأحيان أناسا يستقيلون من العمل بالرغم من كفاءاتهم العالية، وقد يكون أحد أهم الأسباب التي تدفعهم هو بحثهم عن حاجات لم تقم منظماتهم بتحقيقها لهم بالرغم من قدرتها على ذلك، وكذلك قد يحصل ذلك على مستوى الدول، فتجد أن أرباب الدولة يقولون ما دمنا نوفر التعليم والصحة والمسكن والضروريات بالنسبة للناس فذلك كافي .. والحقيقة غير ذلك فإن تلك الحاجات قد تشبع حاجات البعض من الناس ولكن هناك شريحة – قد تكون من أهم شرائح المجتمع – تتطلع إلى الحاجات العليا وتبحث عنها، وإذا لم يتم إشباعها بطرق مشروعة قد تبحث عن طرق غير مشروعة لتشبع تلك الحاجات، أو قد تـتخذ طريق الهجرة لتبحث عن مجتمع يحقق لها تلك الحاجات.




شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
علم الاجتـماع

النظريات الحديثة في علم الاجتماع التربوي (التفاعلية الرمزية، والنظرية المعرفية(

النظريات الحديثة في علم الاجتماع التربوي (التفاعلية الرمزية، والنظرية المعرفية(

أولاً: التفاعلية الرمزية Symbolic Interactionalism :

تعتبرُ التفاعلية الرمزية واحدةٌ من المحاور الأساسيةِ التي تعتمدُ عليها النظرية الاجتماعية، في تحليل الأنساق الاجتماعية.
وهي تبدأ بمستوى الوحدات الصغرى (MICRO)، منطلقةً منها لفهم الوحدات الكبرى، بمعنى أنها تبدأُ بالأفراد وسلوكهم كمدخل لفهم النسق الاجتماعي(1). فأفعالُ الأفراد تصبح ثابتةً لتشكل بنية من الأدوار؛ ويمكن النظر إلى هذه الأدوار من حيث توقعات البشر بعضهم تجاه بعض من حيث المعاني والرموز(2). وهنا يصبح التركيز إما على بُنى الأدوار والأنساق الاجتماعية، أو على سلوك الدور والفعل الاجتماعي.
يواجهُها.

3) إرفنج جوفمان Erving Goffman (1922-1982):

وقد وجَّهَ اهتمامَهُ لتطوير مدخلِ التفاعلية الرمزية لتحليلِ الأنساق الاجتماعية، مؤكداً على أن التفاعلَ – وخاصةً النمطَ المعياريَّ والأخلاقيَّ- ما هو إلا الانطباع الذهنيُّ الإرادي الذي يتم في نطاق المواجهة، كما أن المعلوماتِ تسهم في تعريف الموقف، وتوضيحِ توقعات الدَور(8).

4) كما أن هناك عدداً كبيراً من العلماء الذين لم تُناقَش أعمالُهم بشكلٍ واسع، مع أنهم من أعلامِ ومؤسسي النظرية التفاعلية الرمزية. ومنهم:
• روبرت بارك Robert Park، (1864-1944). ووليم إسحاق توماس W. I. Thomas، (1863-1947). وهما من مؤسسي النظرية.
• مانفرد كون Manferd Kuhn، (1911-1963). وهو عالم اجتماع أمريكي، ومن رواد مدرسة (آيوا) للتفاعلية الرمزية.
• وكذلك كل من ميلتزر Meltzer، وهيرمان Herman، وجلاسر Glaser، وستراوس Sturauss، وغيرِهم.

مصطلحاتُ النظريّة:

1. التفاعل Interaction: وهو سلسةٌ متبادلةٌ ومستمرةٌ من الاتصالات بين فرد وفرد، أو فرد مع جماعة، أو جماعةٍ مع جماعة.
2. المرونة Flexibility: ويقصد بها استطاعةُ الإنسان أن يتصرفَ في مجموعةِ ظروفٍ بطريقة واحدة في وقت واحد، وبطريقةٍ مختلفة في وقتٍ آخرَ، وبطريقةٍ متباينة في فرصةٍ ثالثة.
3. الرموز Symbols: وهي مجموعةٌ من الإشارات المصطَنعة، يستخدمها الناسُ فيما بينهم لتسهيل عمليةِ التواصل، وهي سمة خاصة في الإنسان. وتشملُ عند جورج ميد اللغةَ، وعند بلومر المعاني، وعند جوفمان الانطباعاتِ والصور الذهنية(9).
4. الوعيُ الذاتي Self- Consciousness: وهو مقدرةُ الإنسان على تمثّل الدور، فالتوقعات التي تكُون لدى الآخرين عن سلوكنا في ظروف معينة، هي بمثابة نصوصٍ يجب أن نَعيها حتى نُمثلَها، على حدّ تعبير جوفمان(10).

ثانياً: النظرية المعرفية في علم الاجتماع التربوي:

يُعرّف جورج غورفيتش علمَ اجتماعِ المعرفةِ على أنه: دراسةُ الترابطات التي يمكن قيامُها بين الأنواع المختلفة للمعرفة من جهة، والأطُر الاجتماعية من جهة ثانية(11). فعلم اجتماع المعرفة يركز على الترابطات الوظيفية القائمة بين أنواع وأشكالِ المعرفة، بحدِّ ذاتها، ثم بينها وبين الأطُر الاجتماعية، مما يكشف عن أن عَصَب المعرفة يَكمنُ في وظائفها(12).

أما علمُ اجتماع المعرفة التربوي فيُعرفه يونج M. Young على أنه: المبادئُ التي تقف خلفَ كيفيةِ توزيع المعرفةِ التربوية وتنظيمِها، وكيفيةِ انتقائِها وإعطائِها قيمتَها، ومعرفةِ ثقافة الحسّ العام، وكيف يمكن ربطُها بالمعرفة المقدَّمةِ في المدارس، واعتبارها المدخلَ الحقيقيَّ للتعليم(13).
وبناء على ذلك يهتمُّ علمُ اجتماع التربيةِ المعرفي بالبحث في الثقافات الفرعيّةِ داخلَ المجتمع، وعمليةِ التنشئةِ الاجتماعية، وأثرُ ذلك على قِيَم الطفل واتجاهاتِه، ومستوى تحصيلِه الأكاديمي واللُغوي. ويَهتم أيضاً بالبحث في طبيعة العلاقة المتبادلة بين التعليم والتغيّر الاجتماعي، وتحليلِ المدرسةِ كمؤسسةٍ تربوية، معتمداً في ذلك على استخدام الأسلوبِ السوسيولوجي الدقيق Micro – Sociological Approach(14).

مصطلحاتُ النظريةِ المعرفية:

1. نُظُم المعرفة: ويُعنى بها أن المعرفة اجتماعية؛ لأن إنتاج المعرفة ليس عملاً فردياً، وإنما هو عمل جماعي.
2. توزيعُ المعرفة: تأخذ المعرفةُ أشكالاً هرميةً تبعاً لتدرجها في القيمة؛ لأن تميُّزَ بعض المعارف عن بعضها الآخر شرطٌ ضروريٌ لبعض الجماعات، وذلك لكي يكتسب المنتفعون منهم أهميةً وشرعيةً لمكانتهم الاجتماعية العالية.
3. الموضوعية والنسبية: إن المعيارَ الوحيدَ للمعرفة هو تحسينُ الأوضاع الإنسانية، فالمعرفةُ القائمةُ على السياقات الاجتماعية جاءت لحلِّ مشكلةِ الإنسان(15).
4. رأسُ المال الثقافي Cultural Capital: يعرِّفه بوردو على أنه: الدورُ الّذي تلعبه الثقافةُ المسيطرة أو السائدة في مجتمع ما، في إعادة إنتاجِ أو ترسيخ بُنيةِ التفاوت الطبقيّ السّائدِ في ذلك المجتمع.

ومن أشهرِ ممثلي النظريةِ المعرفية:
1. مايكل يونج M. Young:
الذي أَعلنَ مَولِدَ علمِ اجتماع المعرفة التربوية عامَ 1971، في كتابه: (علمُ اجتماعِ التربيةِ الجديد). وهو يَرى بأن علمَ اجتماع التربية التقليدي كلِّهِ باءَ بالفشل؛ لأن الباحثين أخَذوا المشكلات مأخَذَ التسليم على أنها مشكلاتُ التربية الجديرةِ بالدراسة، من غير أن يحاولوا فحصَ قيمةِ تلك المشكلات نفسِها، لتبيِّن أهميتَها بالنسبة للتربية. فالمدخلُ الحقيقي للإصلاح هو خلقُ المواقف المشكِلةِ، وأن تضَعَ المعرفةُ التربويةُ نفسَها موضع الشّك والتساؤل، فيتغيّر الجدلُ حولَ قضايا التربية، وتَتولّدُ نظرياتٌ خصبة، وبحوثٌ جديدةٌ في مجال البرامج الدراسية(16).

2. برونر J. Bruner:
الذي تزعّمَ حركةَ العودةِ إلى الأساسيات Back – to Basic – Movement. إثرَ محاولاتِ إصلاح التعليم، بعدَ أزمة سبوتنيك عام 1957م. وكان كتابُهُ الشهير (العملية التربوية) The Process of Education. بمثابة إنجيل إصلاح المنهج في التعليم الابتدائي والثانوي.
ولبُّ نظرية برونر هو الدعوةُ إلى تجديدِ البُنية الأساسيةِ للتعليم، مع المحافظة على الحواجز بينَ كلِ مادة وأخرى. وهو يعتمدُ على مُسلّمةٍ مُؤَدّاها: أن كلَ الأنشطة العقلية في أي موقع من ميادين المعرفة هي واحدة، مهما تضخّمت المعرفةُ أو تقلَّصت(17).

3. بيير بوردو:
إن المقولةَ الرئيسية التي بَنى عليها بوردو نظريتَه، هي أن الثقافة وسطٌ يتم به، ومن خلاله عملية إعادة إنتاج بُنية التفاوت الطبقي. ويستند بوردو في إثبات هذه المقولةِ وتحليلها إلى نظريتين، هما(18):
• مفهومُ رأس المال الثقافي The Cultural Capital.
• مفهوم الخصائص النفسية The Habitus.

فالثقافة عند بوردو تَفرضُ مبادئ بناءِ الواقع الاجتماعي الجديد، كما أنها –كأنساق رمزية- هي بمثابة رأسِِ مالٍ قابل للتحول إلى رأسِ مالٍ اقتصادي أو اجتماعي أو أيّ شكل آخرَ من رؤوس الأموال المختلفة(19).

4. ومن ممثلي النظرية المعرفية في علم الاجتماع التربوي كلٌّ من:
فلود Floud، وهالسي Halsey، ومارتن Martin.

تعقيب

إن النظريةَ التفاعليةَ الرمزيةَ، لا تقدّم مفهوماً شاملاً للشخصية، فأصحابُ النظرية وعلى رأسِهم بلومر يقرّون بأن هذه النظرية يجب ألا تُشغِل نفسَها بموضوع الشخصية كما ينشغل بها علم النفس. وهذا سبب واضحٌ، ومبررٌ جوهري على قِلة الاستفادة من هذه النظرية في الميدان التربوي، على الرغم من وجود بعض الأبحاث القليلة المنشورة هنا وهناك.
كما أن التفاعليةَ الرمزية أغفلت الجوانبَ الواسعةِ للبُنية الاجتماعية؛ لذلك نجدها لا تستطيع قولَ أي شئ عن ظواهرَ اجتماعية كالقوّة والصراع والتغيّر، وأن صياغتَها النظرية مُغرقةٌ في الغموض، وأنها تقدم صورة ناقصة عن الفرد.

أما فيما يتعلّق بالنظرية الاجتماعية في علم الاجتماع، فيمكن القول بأنها المجالُ السائدُ حالياً في علم الاجتماع التربوي، وقد انفردَت باسم: (علم الاجتماع التربوي الجديد)؛ لأنها جمعت بين أسلوب البحث الدقيق، باستخدام أسلوب الملاحظة، والملاحظة بالمشاركة داخل الغرفة الصفية، وبين أسلوب البحث الاجتماعي الواسع، الذي اشتمل على قضايا واسعةٍ كالقهر، والصراع، والتغيّر، والحَراكِ الاجتماعي، ودور التربية في ذلك.
ولعل الدراسةَ التي قامت بها نيلّ كيدّي Nell Keddie. في إحدى المدارس الإنجليزية، بعنوان: “معرفة الفصل المدرسي” من بين الدراسات القليلة التي أُجريَت في إطار هذا الاهتمام بالمعرفة التي توجَد لدى المعلمين حول تلاميذهم، وهي نموذج لاهتماماتِ علم اجتماع التربية الجديد.

الهوامش

(1) فادية عمر الجولاني.(1997)، علم الاجتماع التربوي، مركز الاسكندرية للكتاب. ص215
(2) إيان كريب. (1999)، النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس، ترجمة محمد حسين غلوم، عالم المعرفة، ع (244)، الكويت. ص130
(3) إيان كريب. (1999)، المرجع السابق. ص131
(4) حمدي علي أحمد. (1995)، مقدمة في علم اجتماع التربية، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية. ص180
(5) علي عبد الرزاق جلبي. (1993)، الاتجاهات الأساسية في نظرية علم الاجتماع، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية. ص237
(6) فادية الجولاني. (1997)، مرجع سابق. ص216
(7) إيان كريب. (1999)، مرجع سابق. ص132
(8) فادية الجولاني. (1997)، مرجع سابق. ص218
(9) علي عبد الرزاق جلبي. (1993)، مرجع سابق. ص238
(10) إيان كريب. (1999)، مرجع سابق. ص135
(11) جورج غورفيتش. (1981)، الأطر الاجتماعية للمعرفة، ترجمة خليل أحمد خليل، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت. ص23
(12) فاطمة بدوي. (1988)، علم اجتماع المعرفة، منشورات جروس برس. ص69
(13) عبد السميع سيد أحمد. (1993)، دراسات في علم الاجتماع التربوي، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية. ص43
(14) علي السيد الشخيبي. (2002)، علم اجتماع التربية المعاصر، دار الفكر العربي، القاهرة. ص67
(15) عبد السميع سيد أحمد. (1993)، مرجع سابق. ص44-47
(16) عبد السميع سيد أحمد. (1993)، المرجع السابق. ص43
(17) عبد السميع سيد أحمد. (1993)، المرجع السابق. ص56
(18) حسن البلاوي، التربية وبُنية التفاوت الاجتماعي الطبقي: دراسة في فكر بيير بوردو. 125
(19) حسن البلاوي، المرجع السابق. ص127




الف شكر ولك الف تحية

التصنيفات
علم الاجتـماع

الأخلاق النبوية مسحوق تنظيف القلوب

[frame="5 10"]

لا بد أن يكون الواحد فينا صورة طيبة لحَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم،كيف؟
جمِّل خُلُقك، ليس بتجميل الجسم، ولكن جمِّل قلبك، طهره ونظفه لله، واجعله مشغولاً بالكلية بحضرة الله، واترك الجيفة التي فيه، فكل مشاكل الأحباب من الجيفة التي وضعوها في القلب، والتفكير في طلبات الجيفة، وكل همك في الجيفة في الدنيا الدنية، مع أنك لو كنت مع الله فإنه سيكفيك كل شيء، قال الإمام علي رضي الله عنه:

أترضى بصـراف ولو كان كافراً ضميناً ولا ترضى بربك ضامناً

تطمئن أنك تأخذ كل شهر من الصراف كذا ولو كان يهودياً أو غيره، ولا تطمئن إلى وعد الله والرجل المندوب عن حضرة الله يقول: "كن أوثق بما في يد الله منه بما في يد نفسك" ربما ما في يدك يتركك ويذهب لغيرك" لكن ما عند الله مضمون ومأمون، لكن الشك موجود في القلوب

والجيفة التي وضعناها طمست كل الحواس الروحانية الموجودة في القلوب، فتجعل الإنسان لا يرى بنور الإيمان، ولا يستمع لكلام الرحمن، ولا ينتصح بكلام النبي العدنان، لكن كل همه مع أهل النيران الذين يمشي معهم.

إذا أراد الإنسان أن يتخلق بالأخلاق النبوية القرآنية الربانية: فعليه أولاً : بطهارة القلب بالكلية من الدنيا الدنية. أصحاب رسول الله كان من دعائهم: "اللهم اجعلها في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا" ونحن كأننا نقول: اللهم اجعلها في أيدينا وفي قلوبنا

لا بد من خروج الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: {قَالَ اللَّهُ عز وجل: وَعِزَّتِي لا أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَمْنَيْنِ وَلا خَوْفَيْنِ، إِنْ هُوَ أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ أَجْمَعُ عِبَادِي، وَإِنْ هُوَ خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ أَجْمَعُ فِيهِ عِبَادِي}{1}
{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} الأحزاب4

رجل من الأكابر المشهورين الكبار هو الشيخ عبد القادر الجيلاني، يقول: "زيد لي – وُلد لي – إثنى عشر ولداً، ما زيد لي أحدهم إلا وكبرت عليه أربع تكبيرات" أي لا تشغلني به عنك يا رب، ولكن اشغلني بك، لأن الإنسان الذي يختاره الرحمن ليكون من عباد الرحمن لا يشتغل قلبه بغير مولاه طرفة عين ولا أقل.

سيدنا إبراهيم الخليل: عندما رزقه الله بالولد بعد ثمانين عاماً، وقبل أن ينشغل به أمره أن يبعده عنه، ويتركه في مكان ليس فيه ماء ولا طعام ولا بشر. وبعد أن بلغ وأصبح شاب عظيم وقبل أن ينشغل به أمره أن يذبحه، لماذا؟ لأن الله يغار أن تشتغل قلوب الأحرار بغير الواحد القهار.

نقوم لأولادنا بالواجبات، لكن القلب محل الهبات والعطاءات والتجليات والقرب والنفحات؛ خاص بخالق الأرض والسماوات وهو الله:

لا تُعلق بالقلب غير إله قد تجلى في العالمين علاه

إياك أن تُعلق في القلب غير الله طرفة عين ولا أقل: متى تكون ذكرت الله؟ ذكر فيه رفعة {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} البقرة152
إذا لم يكن في القلب سوى الله في هذه اللحظة، وإذا نسيت غيره:

اذكر الله إن نسيت سواه قل بقلب في الذكر يا الله

لكن إذا ذكرت الله وأنت مشغول بالوظيفة وبالمال وبالولد وبالمنصب وبغيره: فقد أشركت مع الله، قال عز وجل: {أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ}{2}

{1} مسند الشاميين للطبراني، وحلية الأولياء لأبي نعيم عن شداد بن أوس
{2} صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن أبي هريرة

[/frame]


التصنيفات
علم الاجتـماع

مفهوم الموارد البشرية، وإدارة الموارد البشرية


هناك العديد من الطلبة تختلط عليهم المفاهيم خاصة في علم الإجتماع ، وتحديد المفاهيم مهم جد في الدراسات وخاصة الدراسات الإجتماعية، وإرتأيت أن أزود الإخوة بمفهومي الموارد البشرية ، وإدارة الموارد البشرية.
1. المـوارد البشريـة
إن مصطلح المـوارد البشريـة يعتبـر حديثا، وقد حـل بالتدرج محل اصطلاح الأفـراد، الذي كان سائدا أو القـوى العاملـة، ولقـد كانت سنة 1970 هي نقطة التحـول التدريجيـة، عندما قامـت الجمعيـة الأمريكيـة لإدارة الأفـراد، وهي أكبر منظمـة متخصصـة في مجـال الإدارة إلى اعتبـار الأفـراد كأصول من أصـول المؤسسـة، وبالتالي فهـم مـوارد كباقـي المـوارد التنظيميـة الأخرى، وهذا مـا أكدتـه البحوث والدراسـات في مجال للعلوم السلوكية، على اعتبـار الأفـراد كمـوارد وليسوا مجـرد أناس يتحركـون ويتصرفـون فقط على أساس مشاعرهم وعواطفهـم.
إن النظرة القديمـة إلى الأفـراد أو العنصر البشري كانت ترتكز على الاهتمـام بالقـوة العضليـة للإنسـان وقدراتـه البدنيـة والماديـة، أي خصائصـه الفيزيولوجيـة فقط، بالإضافة إلى ذلك فهي تنظـر إليـه على اعتبـار أنهـم جـزء من الأعبـاء والنفقـات التي يجب التقليل بقدر الإمكـان منهـا، لكن النظـرة الجديـدة تذهـب إلى حـد اعتبـار الأفـراد أصـلا من أصـول المؤسسـة، ومـوردا نظرا لمـا يمتلكـه من قـدرات ذهنيـة وإمكانيـات في التفكيـر والإبـداع والتطويـر، وبناء على ذلك باتت المـوارد البشريـة تعـرف بالأصـول الذكيـة مع ضـرورة اعتبـار مهـارات ومعرفـة الفـرد شكل من أشكـال رأس المـال الذي لا يمكـن الاستثمـار فيـه.
فالمـوارد البشريـة تنقسـم إلى مجموعتيـن رئيسيتيـن، تتمثل الأولى في المـوارد البشرية الاقتصادية، والتي تشيـر إلى الجـزء من المـوارد البشريـة الذي يملك القدرة والرغبـة في العمـل وتسمـح الظـروف الاجتماعية والقانونية في المجتمـع بتشغيلـه، وتتمثـل المجـوعة الثانيـة في المـوارد غير الاقتصاديـة، والتي تشير إلى الجـزء الذي لا يقـوم بأي نشاط اقتصادي
ويمكـن تعريف المـوارد البشريـة على أنها: الجموع من الأفـراد المؤهلين ذوي المهارات والقدرات المناسبـة لأنـواع معينـة من الأعمـال والراغبيـن في أداء تلك الأعمـال بحماس واقتناع
كمـا تعرف المـوارد البشريـة على أنهـا مجموعات الأفـراد المشاركة في رسـم أهـداف وسياسات ونشاطـات وإنجـاز الأعمـال التي تقوم بهـا المؤسسـات
وتعـرف: المـوارد البشريـة هي أهـم عناصر العمل والإنتـاج، فعلى الرغـم من أن جميع المـوارد الماديـة ( رأس المال، الموجودات، التجهيزات ) ذات أهميـة إلا أن المـوارد البشرية تعتبـر أهمهـا، ذلك لأنهـا هي التي تقـوم بعمليـة الابتكـار والإبـداع وهي التي تصـمم المنتج وتشرف على تصنيعـه ورقابة جودتـه، وهي التي تسوقـه، وتستثمـر رأس المال، وهي المسؤولة عن وضع الأهـداف والإستراتيجيـات، فبدون مـوارد بشريـة جيـدة وفعالـة لا يمكن أداء هذه الأمـور بكفـاءة، ولن تتمكن أيـة منظمـة من تحقيق أهدافها ورسالتهـا.
ومن خـلال هذه التعاريف السابقة يمكـن أن نستخلص النقاط التاليـة:
 مجموع الأفـراد المؤهليـن ذوي المهارات المناسبـة لأنواع معينة من الأعمال.
 رغبـة الأفـراد على أداء الأعمـال بحمـاس واقتنـاع.
 التكامـل بين الرغبة والعمل والقدرة على أدائـه في إطـار منسجـم.
 تقديم مساهمـة على شكل مؤهـلات علميـة، خبرات، مهارات، جهـد ……. من أجل تحقيق أهـداف المؤسسـة.
وانطـلاقا من هذه التعاريف السابقـة الذكـر فإن تعريفنـا الإجـرائي للمـوارد البشريـة يكون كالآتـي : المـوارد البشريـة هي تلك الجمـوع من الأفـراد القادريـن على أداء العمـل والراغبيـن في هذا الأداء بشكـل جيـد ومتميـز، وهذا لا يتأتـى إلا بتكامـل وتفاعـل بين الرغبـة والقـدرة، وبالتالـي تحقيق أهـداف المؤسسـة.

2. إدارة المـوارد البشريـة
إن من أبرز مـا أحدثته المتغيـرات والتوجهـات العالميـة وروافدهـا الإقليميـة والمحليـة من تأثيـرات جذرية وخاصـة في مفاهيـم الإدارة الحديثـة، هو ذلك الانشغـال والعناية الفائقـة بالمـورد البشري باعتبـاره حجـر الأساس، والمـورد الأهـم الذي تعتمـد عليه الإدارة في تحقيق أهدافهـا، فقـد اقتضت الظروف الحاليـة التي تعيشهـا المؤسسـات في ظل العولمـة وتحريـر التجـارة العالمية وتزايـد المنافسـة بينهمـا، إلى إدخـال تغيرات في مهمـة إدارة الأفـراد، من أجـل مواكبـة التغيـرات الاقتصاديـة والإدارة المعاصرة والمحيطة بالمؤسسـات في شتى أنحـاء العالـم، فالتغييـر لم يشمـل مسمى إدارة الأفـراد فقط، بل شمـل مضمون عمل هذه الإدارة ونطـاق ممارساتهـا وأهدافهـا وعلاقاتهـا، فلم نعد نسمع أو نقرأ عن إدارة الأفـراد، بل نسمـع ونقـرأ عن إدارة المـوارد البشريـة التي أصبح لهـا إستراتيجيـة خاصـة لهـا كأي إدارة أخرى في المؤسسـة، وأصبحت جـزء لا يتجـزأ من إستراتيجيـة المؤسسـة العامـة، وتعـرف بأنهـا مجموعـة من البرامـج والوظائـف والأنشطـة المصممـة لتعظيـم كل من أهـداف الفـرد والمؤسسـة.
كمـا عرفهـا نظمـي شحـادة في كتابـه إدارة المـوارد البشريـة على أنهـا : الإدارة التي تهـدف إلى تكويـن قـوة عمل مستقـرة، وفعالة ومتعاونـة وقادرة على العمـل وراغبـة فيه، أو كونهـا نشاطـا إداريا متعلقـا بتحديد احتياجـات المشروع من القوى العاملة وتوفيرهـا بالأعـداد والكفاءات المحـددة، وتحقيق الاستفادة منهـا بأعلى كفاءة ممكنـة.
وتعـرف كذلك: إدارة المـوارد البشريـة تمثـل إدارة و وظيفـة أساسيـة في المنظمـات، تعمل على تحقيـق الاستخـدام الأمثـل للمـوارد البشريـة التي تعمـل فيهـا، من خـلال إستراتيجيـة تستمـل على مجموعـة من السياسات والممارسـات المتعـددة، بشكل يتوافـق هذا الاستخـدام مع إستراتيجيـة المنظمـة ورسالتهـا ويسهـم في تحقيقهـا.
كمـا تعـرف على أنهـا الإدارة التي تؤمـن بأن الأفـراد العامليـن في مختلف مستويات أو نشاطات المؤسسـة، هـم أهـم المـوارد ومن واجبها أن تعمل على تزويدهـم بكافة الوسائل التي تمكنهـم من القيام بأعمالهم، لمـا فيه مصلحتهـا ومصلحتهم، وأن تراقبهم وتسهـر عليهم باستمـرار لضمـان نجاحها ونجاحهم ونجـاح المصلحـة العامـة.
وممـا سبق يمكننـا القـول أن إدارة المـوارد البشريـة هي وظيفـة متميـزة لإدارة البشر، وهي الإدارة المسؤولة عن الاهتمـام بالفـرد والقيام بالفعاليـات التي تتعلـق باستقطـاب المـوارد البشريـة ذات مستوى مناسب من القـدرات والمهـارات ووضعهـا في المكان المناسب، ثم تنميـة هذه المهـارات وتدريبهـا وتطويرهـا والمحافظـة عليها بمـا يحقق أهـداف المؤسسـة وأهـداف المـوارد.
كمـا أنهـا أيضا عبـارة عن حلقـة وصل بين الإدارة والنقابـة والأفـراد، وتهـدف إلى تحقيق أهداف تبادليـة للفـرد والمؤسسـة والمجتمـع.
وبنـاء على مـا سبق فإن تعريفنـا الإجـرائي لإدارة المـوارد البشريـة يكون كالآتي :

إدارة المـوارد البشريـة هي وظيفـة أو إدارة أساسيـة في المؤسسـة، محـور عملهـا جميع المـوارد البشريـة التي فيهـا، وتؤدي هذه الإدارة مجموعـة من الأنشطـة والممارسـات المتنوعـة المتعلقـة بالمـوارد البشريـة في ظل إستراتيجيـة خاصة بالمؤسسـة، وتشمـل هذه الأنشطـة مجموعـة واسعة من الوظائـف والمهـام تختص جميعهـا بجوانب هامـة تشمل على أبعـاد تتعلق بتقديـر احتياجـات المؤسسـة من المـوارد البشريـة، وتوفيرهـا بالمواصفـات المطلوبـة والوقت المطلوب، وفق احتياجـات تنفيذ إستراتيجيتها المستقبليـة وأهـدافها، والعمل على تدريب وتنميـة وتطوير هذه المـوارد البشريـة، وتوفير شروط توظيف عادلـة لهـا، ومناخ عمل مـادي واجتمـاعي مناسب يساعدهـا على أدائـه بمستوى عالـي من الفاعليـة وتحفيـزهـا ومساعـدتها لتحقيق التكامـل والتوافق بين أهـدافها وأهـداف المؤسسـة.


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

than///////////////////ks

merci pour le document

التصنيفات
علم الاجتـماع

نظرية الصراع الاجتماعي" رالف داهرندوف "

النظرية الاجتماعية المعاصرة

نظرية الصراع الاجتماعي
” رالف داهرندوف ” R. Dahrendof

مفهوم الصراع الاجتماعي :
يحدث الصراع الاجتماعي نتيجة لغياب الانسجام والتوازن والنظام والاجماع في محيط اجتماعي معين . ويحدث ايضا نتيجة لوجود حالات من عدم الرضى حول الموارد المادية مثل السلطة والدخل والملكية او كليهما معا . اما المحيط الاجتماعي المعني بالصراع فيشمل كل الجماعات سواء كانت صغيرة كالجماعات البسيطة او كبيرة كالعشاثر والقبائل والعائلات والتجمعات السكنية في المدن وحتى الشعوب والامم .
والفكرة الاساسية تتجلى في القول ان قضية الصراع بين المجموعات البشرية هي في الواقع ظاهرة عضوية في الحياة الانسانية والعلاقات السائدة بينها . ويمكن ايراد نوعين من الأسباب حول استيطان الصراع الاجتماعي كظاهرة اجتماعية بين المجموعات البشرية :
1. ثمة ما يسمى بـ” الرموز الثقافية ” وهو نوع من الاسباب التي تؤدي الى انسجام بين البشر او الى خصام . والخصام في هذا السياق قد يتجلى في الاختلاف على مفهوم السلطة المادية . فمن له الحق في السلطة وتملكها ؟ ولماذا ؟ هو سؤال يسمح بنشوب صراع .
2. ومن وجهة نظر ماركسية فان قضية العدالة الاجتماعية تعد متغيرا بنيويا في اثارة الصراعات الاجتماعية طالما ان هناك توزيع غير عادل للثروة .
بعض تعريفات الصراع الاجتماعي
يقدم علماء الاجتماع السياسي وعلماء الانثروبولوجيا بعض التعريفات التي تساعدنا في التعرف على معنى الصراع في ادبيات العلوم الاجتماعية ، ولنأخذ اثنين من هذه الادبيات :
أولا : رالف داهرندوف
يقدم عالم الاجتماع الالماني هذا الصراع على انه “حصيلة العلاقات بين الافراد الذين يشكون من اختلاف في الاحداث ” .
ثانيا : لويس كوزر
هو عالم اجتماع امريكي معاصر اهتم بالنظرية الوظيفية وقدم مساهمة في نظرية الصراع الا جتماعي .
هذه المساهمة تعرف الصراع بـ :
” انه مجابهة حول القيم او الرغبة في امتلاك الجاه والقوة او الموارد النادرة ” .
وفي هذا السياق للتعريف فان الاطراف المتصارعة لا ينحصر اهتمامها بكسب الاشياء المرغوب فيها بل انها تهدف الى وضع المناوئين اما في حالة حياد او ان يقع الاضرار بهم او القضاء عليهم .
مشروعية الصراع الاجتماعي
§ الجذور :
تهتم النظريات السوسيولوجية باستكشاف اسباب الصراع الاجتماعي وانعكاساتها ، وتحاول ان تطرح رؤىً فكرية بخصوص امكاية نفي المفهوم او التحكم فيه . أي البحث في استعمال المفهوم وتوظيفه لتبرير غايات سياسية او اقتصادية او اجتماعية او حتى فلسفية . ولكن كيف ؟
ان الفكر النظري حول الصراع الاجتماعي هو فكر قديم جدا ولعل نظرية كارل ماركس حول الصراع الطبقي تمثل حصيلة لتراكم الزاد المعرفي لهذه النظرية . فالصراع الاجتماعي عند ماركس له جذور اقتصادية تشكل الطبقات الاجتماعية اساسه عند المجموعات البشرية . فالصراع الطبقي حسب الماركسية هو القوة المحركة للتاريخ .
من جهة أخرى يرى البعض كـ ” روبرت مالتوس ” صاحب النظرية الشهيرة في السكان بان الثروات وقتل الملايين من الافراد عبر وسائل العنف المتعددة والمتنوعة هي مسألة ضرورية لتقدم البشرية . بعبارة اخرى فالصراع الاجتماعي من هذا المنظور اساسيا وضروريا لإحداث تغير اجتماعي ايجابي وكأن فلسفة التقدم والتنمية التي اجتاحت اوربا في القرن 19م ما كان لها ان تنجح لولا البعد العنفي الكامن فيها . وفي هذا السياق يبدو أن للصراع وظيفة ايجابية .
§ في علم الاجتماع
بالنسبة لنظرية الصراع في علم الاجتماع فيمكن الاشارة الى المعالم التالية :
فمن جهة تُعَدُّ نظرية الصراع الاجتماعي كطليعة للفكر الماركسي ، ومن جهة ثانية تُعَدُّ بديلا للنظرية البنيوية الوظيفية ، بل انها تمثل مخرجا للنظريتين فهي من جهة تحمل بذورالوظيفية وفي نفس الوقت تحمل بذور الماركسية لذا فهي تستعمل مضامين وجواهر كلا من الوظيفية والماركسية بحيث يستحيل ردّ اطروحاتها الى أي من هما منفردة .
كنا قد اشرنا الى النقد الذي تعرضت له البنيوية الوظيفية على عدة مستويات باعتبارها نظرية محافظة ذات طابع ايديولوجي وغير قادرة على التعامل مع التغيرات الاجتماعية كونها ركزت في انطلاقاتها علىاستقرار البنى الاجتماعية حتى فقدت القدرة على تحليل الصراع الاجتماعي . لذا يمكن القول بان نظرية الصراع الاجتماعي تمثل محاولة قام بها العديد من علماء الاجتماع للمحافظة على الاهتمام بمفهوم البنية والاعتناء بنفس الوقت بمفهوم الصراع .
ويعد كتاب عالم الاجتماع الامريكي ” لويس كوزر” المنشور تحت اسم ” وظائف الصراع الاجتماعي 1950 ” أول محاولة تنظيرية في هذاالصدد . أي انه أول محاولة امريكية تتعامل مع الصراع الاجتماعي انطلاقا من رؤية البنيوية الوظيفية مما يعني ان كوزر انفرد نوعا ما بنظرة ايجابية للصراع الاجتماعي . ومع ذلك فالبعض يرى ان دراسة الصراع الاجتماعي يجب ان يتجاوز الوظائف الاجتماعية الايجابية لهذا الصراع . فما الذي يعنيه هذا البعض ؟
المعنى يكمن في النظرية الماركسية . فلعل ابرز ضعف تشكو منه نظرية الصراع الاجتماعي هو فقدانها لارضية النظرية الماركسية ، ولعل الاستثناء الوحيد في هذا الميدان هو عالم الاجتماع الالماني ” رالف داهر ندوف ” الذي حاول تلقيح نظرية الصراع الاجتماعي بأطروحة الفكر الماركسي فكان كتابه ” الطبقة وصراع الطبقات ” أهم عمل سوسيولوجي حول نظرية الصراع الاجتماعي .
ومع هذا فإن داهرندوف يكاد يستعمل نفس الاطار التحليلي الذي تبناه علماء الاجتماع الوظيفيون ” البنى والتنظيمات الاجتماعية ” . ومن ناحية اخرى فقد نبه داهرندوف الى أن عناصر النسق الاجتماعي يمكن ان تعمل معا متناسقة ويمكن ان تعرف صراعا وتوترات ذات بال ، فالمجتمعات تتمتع بحركية والصراع هو أحد ملامح هذه الحركية ومثلما ان هناك تناسق اجتماعي فثمة أيضا مجابهات وتوترات اجتماعية .
وفي النهاية يمكن النظر الى نظرية الصراع الاجتماعي على أنها مرحلة عابرة في تاريخ تكون النظرية السوسيولوجية . ويعود فشل تبلورها الى عدم الاستفادة الكافية من الفكر الماركسي الذي كان انتشاره ضئيلا قبل الخمسينات في القرن العشرين بين علماء الاجتماع الأمريكان ومع ذلك فالنظرية الصراعية هيأت الظروف المناسبة لقبول الفكر الماركسي بين المثقفين الأمريكان مع مطلع الستينات من نفس القرن .
ومما يؤخذ على نظرية الصراع الاجتماعي أيضا أنها تركز في تحليلاتها على البنى الاجتماعية مهملة بذلك دور الأفراد وتفكيرهم وسلوكاتهم ، فالوظيفية أصلا لم تعط دورا للفرد ولا أهمية له . والواقع أن علم الاجتماع الأمريكي لم يعط الفرد أي دور في فهم وتفسير الظواهر خلا نظرية التفاعل الرمزي للأنثروبولوجي الأمريكي “جورج هر برت ميد “.

نظرية الصراع عند رالف داهرندوف

مكونات النظرية ” الجهاز النظري = المعرفي “
تتكون نظرية داهرندوف من عدة افكار ومقولات يمكن عرض ابرزها في الملاحظات التالية :
1. كل مجتمع يظل عرضة بصفة دائمة الى عملية التغير .
2. ان العديد من عناصر النسق الاجتماعي تساعد على تفكك المجتمع وإحداث التغير فيه .
3. كل مجتمع له نظام اجتماعي قائم على سلطة القهر والتهديد التي يمارسها أفراد المجتمع المنتصبون على قمة الهرم الاجتماعي.
إلى هنا يمكن أن نطرح عدة تساؤلات :
فهل من الممكن أن يبقى المجتمع جامدا غير متحرك ؟ وكيف نقيس سرعة التغير في المجتمع ؟ هل هو بطئ ؟ ام انه يسجل قفزات ؟ أم انه ذو طبيعة شاملة ؟ وما هي كثافة التغيير ؟
ان تربع طبقة ، فئة ، شريحة ما على قمة السلطة ستدفع الى الهيمنة والتسلط وبالتالي ستمهد الى صراع مكشوف على السلطة او الحقوق .
4. حسب داهرندوف فالنظرية السوسيولوجية ينبغي أن تنقسم الى قسمين :
§ نظرية الصراع : Conflect Theory وهذه تهتم بدراسة صراعات المصالح وأشكال القهر التي تحافظ على سلامة المجتمع .
§ نظرية الوفاق : Consens Theory وهذه تركز على دراسة الدمج في المجتمع ” مثل النظرية الوظيفية “
وهكذا يعترف داهرندوف أن المجتمع لايمكن أن يوجد بدون وجود الصراع والوفاق معا واللذان يكملان بعضهما البعض . ولأن الصراع يحدث في المجتمع الذي يسوده الاتفاق في جميع أجزائه فان الصراع أيضا يحدث طالما يولد الحاجة الى الوفاق .

ملخص نظرية الصراع عند داهرندوف :
ينبغي بناء النظرية السوسيولوجية على مبدأين :
§ مبدأالصراع
§ مبدأ الوفاق
هذا يعني حسب النظرية الصراعية أنه لن يكون هناك وجود لاي مجتمع بدون حضور المبدأين الضرورين لبعضهما البعض . فالمجتمع الذي يسوده الاتفاق بين أجزائه لطالما يحدث فيه صراع بين اجزائه والعكس صحيح ، فالصراع طالما يؤدي الى اتفاق فيما بين اجزائه .

مناقشة النظرية
بداية ، فان عالم الاجتماع الألماني غير متفائل بخصوص الوصول الى نظرية سوسيولوجية وحيدة تشمل مبدأي الصراع والوفاق بين الأجزاء المكونة للمجتمع .
أولا : مفهوم السلطة لدى داهرندوف
في معاينته لعنصر السلطة في المجتمع يناقش داهرندوف مبدأ نشوب الصراع الاجتماعي . فهو يرى ان المجتمع يحافظ على النظام بواسطة ما يسمية بالضغوط القوية . وهذا يعني ان بعض المواقع الاجتماعية في المجتمع تتفوق بقوة السلطة على مواقع اخرى في نفس المجتمع . هذه قضية تذكرنا بنظرية ابن خلدون في الصراع الاجتماعي حين تتخذ القبيلة الاقوى من العصبية مبررا للهيمنة والتسلط واخضاع القبائل الاخرى الاضعف وبالتالي إقامة الحكم ، فالعصبية الغالبة هي التي تتفوق على العصبيات الاخرى الضعيفة وهي التي تنصب نفسها صاحبة القوة على قمة الهرم الاجتماعي وليس لها من وظيفة الا المحافظة على النظام الاجتماعي القائم في المجتمع .
اذن المحافظة على النظام الاجتماعي في المجتمع لا تتوفر الا من خلال الضغوط القوية . فما الذي يعنيه داهرندوف بوجود قوة مهيمنة عل القوى الاخرى ؟
هذا الواقع التسلطي لبعض القوى على القوى الاخرى قاد داهرندوف الى الاعتقاد بان التوزيع التفاضلي للسلطة يصبح ، باستمرار ، بمثابة العامل الحاسم في بلورة الصراعات الاجتماعية .وهذا الاعتقاد يطرح تساؤلات عديدة يبرزها الواقع الاجتماعي حول الجوهر الذي تدور حوله الصراعات الاجتماعية مثل : من له السلطة الاكثر في المجتمع ؟ او من هو صاحب الامتياز الاكبر في احتكار السلطة؟
هل هو الثقافي ؟
هل هو صاحب الرأسمال ؟
من يتحكم بمن ؟ ومن يسيطر على من ؟
من الملاحظ أن إثارة التوزيع غير العادل للسلطة يقرب داهرندوف من الرؤية الماركسية للصراع الاجتماعي .
فكلما كانت السلطة موزعة تفاضليا بين شرائح المجتمع كلما مثلت العامل الحاسم في نشوء الصراعات . هذه الفرضية ستحمل داهرندوف على الولوج إلى قلب النظرية الماركسية التي تتحدث عن طبقات مهيمنة وطبقات مهيمن عليها . فما هي الفكرة الرئيسية ؟
السلطة كواقع اجتماعي :
أولا : يتحدث داهرندوف في فكرته الرئيسية عن السلطة عن مواقع اجتماعية في المجتمع تتمتع بأحكام ورؤى مختلفة للسلطة ، وهذه المواقع هي التي تمتلك السلطة . فماذا يقصد بالمواقع الاجتماعية ؟
يقصد داهرندوف أن الأفراد في المجتمع بوضعياتهم الفردية في المجتمع لا يملكون السلطة . ولكن المواقع الاجتماعية التي يشغلها الأفراد هي التي تمتلك السلطة . فالسلطة إذن لا تأتى الى الفرد من حيث كونه فرد ، إذ أن المجتمع هو في أحد مكوناته يمثل مجموع الأفراد وليس من المعقول أن يتولى مجموع الأفراد السلطة . لذا فان السلطة لا تأتى إلى الأفراد من مواقعهم الفردية إنما من خلال المواقع الاجتماعية .
ثانيا : لم يهتم داهرندوف ببنية المواقع الاجتماعية فحسب . فكما قلنا فإن لهذه المواقع أحكاما ورؤىً مختلفة تجاه السلطة وبالتالي ثمة تعارض فيما بينها . وهذا يعني أن داهر ندوف سيهتم حتما بالصراعات فيما بينها . فأين تكمن هذه الصراعات ؟
في واقع الآمر فإننا حين نتحدث عن مواقع اجتماعية فلابد لنا أن نتحدث عن الأدوار الاجتماعية لأن كل موقع اجتماعي يؤدي دورا وهذه مسألة تحدَّث عنها الوظيفيون أو بعض من اهتم بالنظرية الوظيفية حينما جرى التمييز بين الوظيفة والدور ، فالدين مثلا بنية تؤدي وظيفة اجتماعية ؛ ولكن الكاهن / الشيخ / القسيس يلعب دورا دينيا قد يكون مختلفا عن الوظيفة التي يؤديها الدين . كذلك الأمر فيما يتعلق بالسلطة ، فالسلطة تؤدي وظيفية في المجتمع باعتبارها عنصرا بنيويا مركزيا فيه لا يمكن الاستغناء عنه ولكن المتمتع بموقع سلطوي يلعب دورا مختلفا عن الوظيفة التي تؤديها السلطة . وإذا كانت السلطة تمثل حاجة اجتماعية كما ترى الوظيفية فإن الدور لا يمثل حاجة اجتماعية إنما يعبر عن موقع اجتماعي يلعبه فرد ما .
لذلك فان داهرندوف يرى بأن الأصل البنيوي للصراعات الاجتماعية ينبغي البحث عنه في منظومة الادوار الاجتماعية التي تكشف عن مواقع الهيمنة ومواقع الخضوع . ولكي نفهم بنية سلطة مهيمنة ومهيمن عليها يجب أن نبحث عن طبيعة الأدوار الاجتماعية التي يضطلع بها كلا الفريقين . وعليه فإن المهمة الأولى عند داهرندوف في صياغته لنظرية الصراع تتمثل بتحديد أدوار السلطة المختلفة في المجتمع .
إذن السلطة الممنوحة الى المواقع الاجتماعية هي عنصر رئيسي في المنظور السوسيولوجي لداهرندوف وهؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بمواقع سلطوية يُنتظر منهم التحكم بأولئك الذين لا يملكونها ، ونظرا لأن السلطة تكتسب شرعية معينة فعلينا أن ننتظر معاقبة كل من يخالفها




شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
علم الاجتـماع

التنشئة الاجتماعية

التنشئة ودورة الحياة
مقدمة
في هذا الفصل سنعرض لأشياء عن التنشئة الاجتماعية وسنتعرف على أكثر أنواع أدوات التنشئة أهمية. بدون التنشئة الاجتماعية لن يكون المجتمع الانسانى ممكناً، وتقوم أدوات التنشئة بعملية التنشئة الاجتماعية. سنتعرف في هذا الفصل أيضاً على مختلف مراحل دورة الحياة وسنرى أوجه الشبه والخلاف بين مختلف الثقافات. اعتمادا على مرحلة دورة الحياة فإن لكل أداة من أدوات التنشئة الاجتماعية مستوى مختلفاً من التأثير على سلوك الفرد وتوجهاته. التنشئة عملية مستمرة مدى الحياة لكن كل فرد يطور إحساسه بالهوية الذاتية والمقدرة على التفكير والفعل المستقل فنحن لسنا سجناء للتنشئة الاجتماعية.

4/1 الثقافة، المجتمع وتنشئة الطفل
التنشئة الاجتماعية مصطلح يشير إلى العملية التي عن طريقها ومن خلال الاتصال مع البشر الآخرين يصبح الفرد مدركاً لذاته، وإنساناً ذو معرفة ومهارات في طرق ثقافة وبيئة معينتين.
بدون التنشئة الاجتماعية من الصعب أن يصبح الفرد البشرى كائناً اجتماعيا، وقد أثبتت الكثير من التجارب ذلك. مثال لتلك التجارب ما يعرف ” بالولد المتوحش من أفيرون ” والذي عثر عليه في جنوب فرنسا في عام 1800 فكان يبدو ويتصرف مثل الحيوانات، وفشلت كل المحاولات لتحويله من حيوان إلى إنسان.
المثال الثاني “جيني” فتاة كاليفورنيا والتي حبست في غرفة عندما كان عمرها عاماً ونصف العام حتى بلغت سن الثالثة عشر وقد وصفها أحد الأطباء النفسانيين بأنها “غير اجتماعية، بدائية وبصعوبة يمكن وصفها من البشر “. لاحقاً تعلمت أن تأكل بصورة طبيعية كما تعلمت استخدام الحمام واحتملت أن تلبس مثل الأطفال العاديين لكن مقدراتها اللغوية لم تتجاوز أبداً مقدرات طفل في الثالثة أو الرابعة من العمر.

4/2 نظريات نمو الطفل
تشترك العديد من المجالات العلمية في دراسة نمو الأطفال. من تلك المجالات: الطب، علم النفس، علم التربية و علم الاجتماع. ولكل مجال أطره النظرية التي يستخدمها في موضوع دراسته. من أشهر نظريات نمو الطفل في علم الاجتماع نظرية جورج هيربرت ميد عن نمو الذات، ونظرية جين بياقت عن مراحل النمو الإدراكى.
يرى جورج هيربرت ميد أن الذات تنمو من خلال ثلاث مراحل هي مرحلة التقليد، مرحلة اللعب، ومرحلة المباراة. ويرى أن الذات تتكون من جزأين: الـ ( I ) التي تمثل الطفل غير المنشّأ والـ ( Me ) والتي تمثل الذات الاجتماعية.
أما جين بياقت فترى أن نمو الإدراك يحدث من خلال أربع مراحل هي: الحسية، ما قبل العملية، العملية الملموسة، والمرحلة الأخيرة هي المرحلة العملية المنهجية.
المرحلة الأولى هي المرحلة الحسية، حيث يحدث التعلم من خلال الاتصال المباشر مع العالم الخارجي. في المرحلة قبل العملية يتعلم الطفل اللغة والتمثيل الرمزي. في هذه المرحلة يكون الأطفال فرديين ـ ولا تعنى أنانيين ـ بما أنهم يرون العالم من خلال وجهة نظرهم. المرحلة العملية الملموسة تكون عندما يتعلم الطفل التجريد والأفكار المنطقية. المرحلة الأخيرة، العملية المنهجية ولا يحصل عليها كل بالغ لأنها تعتمد جزئياً على التعليم المدرسي. هذا وتعد المراحل الثلاث الأولى من النمو عالمية.

4/3 أدوات التنشئة الاجتماعية
أدوات التنشئة هي جماعات أو أطر قائمة تحدث داخلها عمليات مهمة من التنشئة الاجتماعية. وتنقسم التنشئة الاجتماعية إلى نوعين أساسين:

* التنشئة الأساسية: تحدث أثناء الطفولة وتمثل مرحلة مؤثرة من التعلم الثقافي، وتعتبر الأسرة أداة التنشئة الأهم في هذه المرحلة.

* التنشئة الثانوية: وتحدث في مرحلة الطفولة المتأخرة وبداية مرحلة النضج. وأدوات التنشئة الرئيسية في هذه المرحلة هي: المدرسة، جماعات الأنداد، المنظمات، وسائل الإعلام وأماكن العمل.

أهم أدوات التنشئة الاجتماعية هي:

ـ الأسرة: أداة التنشئة الرئيسية أثناء الطفولة.

ـ المدرسة: في المدرسة يتابع الأطفال منهجاً محدداً من المواد الدراسية، كما يتعلمون أيضاً توقعات سلوكية دقيقة تتعلق بخبرتهم الوظيفية.

ـ علاقات الأنداد: جماعاتالأنداد جماعات من الأطفال متشابهون في أعمارهم وخلفياتهم الاجتماعية.

ـ وسائل الإعلام الجماهيرية: وتشمل الوثائق المكتوبة، الإذاعة، التلفزيون، التسجيلات الصوتية وأشرطة الفيديو والأقراص المدمجة والممغنطة. القليل فقط من المجتمعات في عالم اليوم هي التي لم تتأثر بوسائل الإعلام.

ـ العمل: قد يتطلب العمل من الشخص تعديلاتأساسية في المظهر أو السلوك.

من خلال عملية التنشئة يتعلم الأفراد أشياء عن الأدوار الاجتماعية وهي توقعات محددة اجتماعياً يتبعها الفرد في موقع اجتماعي معين.
ترتبط الهوية الذاتية بكيفية نظر الناس إلى أنفسهم وما هو ذو معنى بالنسبة لهم. الهوية الاجتماعية تحتوى على صفات تنسب إلى الفرد بواسطة الآخرين والهوية الذاتية هي ما يميزنا كأفراد.
من الجوانب المهمة في عملية التنشئة الاجتماعية والتي تكتسب اهتماماً متزايداً في العصر الحديث ما يعرف بتنشئة النوع، والتي تعنى تعلم أدوار النوع ـ ذكر/ أنثى ـ من خلال أدوات التنشئة الاجتماعية.

4/4 التنشئة الاجتماعية خلال دورة الحياة
يمر الإنسان بمراحل متعاقبة في دورة حياته يتميز كل منها بنوع متفرد من التنشئة الاجتماعية. هذه المراحل هي:

* الطفولة:
الطفولة هي المراحل الأولي من الحياة الاجتماعية وبعض المجتمعات لا تميزها كمرحلة منفصلة، وتصور الرسومات الأوربية في القرون الوسطى الأطفال كبالغين صغار. في هذه المجتمعات أيضاً اختفت الشخصية المنفصلة للطفولة مرة أخرى. أشار بعض الملاحظين إلى أن الأطفال ربما يشاهدون نفس البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الكبار.

* المراهقة:
مفهوم المراهقة وجد حديثاً، ففي المجتمعات المعاصرة يعيش المراهقون في مرحلة بين الطفولة والبلوغ، وينشأون في مجتمع عرضة للتغير المستمر.

* البلوغ المبكر:
يبدو أن مرحلة البلوغ المبكر تتطور في اتجاه أن تصبح مرحلة محددة في النمو الشخصي في المجتمعات الحديثة. في هذه المرحلة يستكشف الشباب الكثير من الانتماءات الاجتماعية والسياسية والدينية.

* البلوغ الناضج:
في المجتمعات الحديثة تمثل أزمات وتحولات منتصف الحياة مشاكل حقيقية للعديد من الناس الذين هم في منتصف العمر.

* الشيخوخة:
في المجتمعات التقليدية يكون للشيوخ عادة القول الفصل في الكثير من القضايا التي تهم المجتمع. أما في المجتمعات الصناعية فيعانى كبار السن من فقدان السلطة داخل الأسرة وفى الإطار الاجتماعي العريض.

في كل مرحلة من مراحل الحياة هناك نقلات يجب القيام بها وأزمات يجب تجاوزها. يشمل ذلك مواجهة الموت كنهاية للوجود الفيزيقي. وإذا نظرنا إلى دورة الحياة عبر الثقافات نجد أن مراحل الحياة ليست ثابتة. فمثلاً لم توجد الطفولة كمرحلة مميزة في أوروبا القرون الوسطى. وتباين مراحل المراهقة، البلوغ والشيخوخة عبر الثقافات، وكذلك التوجهات نحو الموت تشير إلى أن التنشئة الاجتماعية تتواصل عبر دورة الحياة.
إذا نظرنا إلى العلاقة بين التنشئة والثقافة والحرية الشخصية نجد أن الأطر الثقافية التي نحيا فيها توثر بقوة في سلوكنا ويبدو أن التنشئة الاجتماعية والحرية الشخصية في تناقض. لكن مع ذلك، أثناء عملية التنشئة الاجتماعية يطور كل فرد إحساسه بالهوية الذاتية والمقدرة على التفكير والفعل المستقل.



جزيل الشكر

التصنيفات
علم الاجتـماع

قيام الليل طريق العاشقين

[frame="10 10"]

ذهب معظم المحققين إلى أن قيام الليل فريضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى له: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ{1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً{2}المزمل
ونافلة لأمته، لكن هناك نص آخر في سورة الإسراء يقول فيه الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}الإسراء79

هل هناك تعارض بين النصين؟ لا يوجد تعارض، لأن النوافل كما بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال الأمة يوم لقاء الله يوم القيامة تُستكمل بها الفرائض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ}{1}

إذاً نوافلنا تعتبر فرائض لأننا سنُكمل بها الفرائض، على سبيل المثال: حدث خرق في الثوب الذي تلبسه، فجئت له برقعة منه جعلتها فيه، هذه الرقعة أصبحت جزء من الثوب، فكذلك النوافل إذا استُكملت بها الفرائض أصبحت منها.

متى تكون نافلة؟ إذا استوفيت الفرائض، ومن منا يستطيع أن يستوفي الفرائض بدون النوافل؟! لا يوجد إلا رجل واحد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال له الله: {نَافِلَةً لَّكَ}، لأنك الوحيد الذي استكملت الفرائض، لكن غيرك يستكمل بالنوافل الفرائض: {إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي، ثُمَّ يَنْصَرِفُ مَا كُتِبَ لَهُ إِلا نِصْفُهَا، ثُلُثُهَا، رُبُعُهَا، خُمُسَهَا، سُدُسُهَا، ثُمُنُهَا، تُسْعُهَا، عُشْرِهَا}{2}
والباقي من أين يأتون به؟ من النوافل: {انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ}{3}

وعلى هذا يكون تخصيصه صلى الله عليه وسلم لكون التهجد نافلة له باعتبار أن تطوعاته صلى الله عليه وسلم هي خالصة له في رفعة درجاته وكثرة حسناته وعلو مقامه لكونه لا ذنب عليه، فالتهجد في حقه هو نافلة له خالصة بخلاف الأمة فإن لهم ذنوباً وهي تحتاج إلى كفارات، ولهم تقصيرات وهي تحتاج إلى مكملات، فتطوعاتهم الزائدة على فرائضهم يحتاجونها لتكفير ذنوبهم أو لتكميل ما انتقصوا من فرائضهم.

فصاحب مقام النفل الأكمل والفضل الأول هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه الله تعالى أعلى رتبة في النافلة ورتَّب على ذلك المقام المحمود الذي تحمده عليه الخلائق كلهم الأولون والآخرون وهو مقام الشفاعة العامة العظمى، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: {إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا، يَقُولُونَ: يَا فُلانُ، اشْفَعْ يَا فُلانُ، اشْفَعْ حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عله وسلم فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ}{4}

وهذا كذلك في الصيام، ولذلك يقول الإمام أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب لطالبي طريق المحبوب: "إن من الناس من يتم له صيام شهر رمضان واحد في عمره كله" لمَ؟ لأن هذا خرقه بالكذب، وهذا بالنميمة، وهذا خرقه بالغيبة، قال صلى الله عليه وسلم: {الْغِيبَةُ تَخْرِقُ الصَّوْمَ وَالاسْتِغْفَارُ يُرَقِّعُهُ}{5}

هذا امتنع عن الطعام والشراب، لكنه أكل لحم أخيه: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} الحجرات12
وقال سيدنا عمر رضي الله عنه على المنبر: " إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل لله صلاة، قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله فيها "{6}
إذاً رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل له نافلة، لكننا نحن نُكمل بها الفرائض.

كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل، وقيام الليل يمتد من بعد صلاة العشاء إلى مطلع الفجر، ولذلك نحن جميعاً نقيم الليل في رمضان بعد صلاة العشاء، وهذا حتى يختار كل مؤمن الوقت الذي يناسب قواه، ويناسب تمام يقظته وحضوره مع حضرة الله، ولا يعتقد أنه باختياره هذا الوقت هو الأفضل من سواه، فإنه لا أفضلية إلا بالتقوى، والتقوى لا يعلمها إلا الله، هو وحده المطلع على القلوب عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}الحجرات13

فكان صلى الله عليه وسلم في غير رمضان ينام بعد العشاء مباشرة فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: {أنه كان إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ، رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَوْتَرَ بِسَجْدَةٍ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى يُصَلِّيَ بَعْدَ صَلاتِهِ بِاللَّيْلِ}{7}

لا يتحدث مع أحد بعد صلاة العشاء إلا لضرورة، كمسألة في الدين أو أمر ضرورة يحتاجه الخلق منه. ثم ينام، وكان يُصلي صلاة الليل مع منتصف الليل، كصلاة التهجد التي نصليها في العشر الأواخر من رمضان، ومنتصف الليل ليس الساعة الثانية عشرة، ولكن الليل يبدأ من أذان المغرب حتى أذان الصبح ثم نقسم عدد الساعات على إثنين.

ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة محددة بل كان ينوع. فقد ورد أنه صلى ثمانية، وورد أنه صلى عشرة، وورد أنه صلى إثنتا عشرة، وورد أنه صلى إثنين، وورد أنه صلى أربعة … لماذا؟ رفقاً بأمته حتى يأخذ كل إنسان ما تيسر له وما يستطيعه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن16
والمهم القبول.

فكان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل يتوضأ ثم ينظر إلى السماء ويقرأ أواخر سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} آل عمران190
إلى آخر هذه الآيات قبل بداية الصلاة.

ثم يدعو دعاء الاستفتاح، وهناك أدعية كثيرة واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: {اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَوْ لا إِلَهَ غَيْرُكَ}{8}
أدعية كثيرة، المهم أن تأخذ واحداً منها.

وبعد الدعاء كان صلى الله عليه وسلم يستفتح بركعتين خفيفتين، وانظر إلى الحَبيب صلى الله عليه وسلم في الرياضة الإلهية يعلمنا قواعد الرياضة البدنية، فيبدأ بركعتين خفيفتين، ولا يبدأ بالشدة أولاً، وهذا كان هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فهو الحكيم الأعظم لله عز وجل.

واستحسن كثير من الصالحين: أن يقرأ الإنسان في الركعة الأولى بآية الكرسي بعد الفاتحة، وفي الركعة الثانية بآخر آيتين من سورة البقرة لقوله صلى الله عليه وسلم: {الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ}{9}
قيل: كفتاه عن قيام هذه الليلة؛ فكأنه قامها. وقيل: كفتاه كل شر وكل هم وكل أمر يخشاه في هذه الليلة. المهم أنها تكفيه، ولذلك كانوا يستحسنون ذلك.

{1} سنن الترمذي والنسائي عن أبي هريرة {2} مسند أبي يعلي الموصلي والنسائي عن عمار بن ياسر {3} سنن الترمذي والنسائي عن أبي هريرة {4} صحيح البخاري {5} البيهقى فى الشعب عن أبى هريرة، وتمامه { فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَجِيءَ بِصَوْمٍ مُرَقَّعٍ فَلْيَفْعَلْ } {6} الإحياء وتعريف الأحياء بفضائل الإحياء وربيع الأبرار ونصوص الأخبار {7} مسند أحمد والطبراني عن عبد الله بن الزبير {8} الصحيحين البخاري ومسلم عن ابن عباس {9} الصحيحين البخاري ومسلم عن أبي مسعود الأنصاري

[/frame]


التصنيفات
علم الاجتـماع

بحث حول علم الاجتماع العربي

الفهرس

مقدمة

المبحث الأول : الفكر الاجتماعي العربي

المطلب الأول :الفكر الاجتماعي العربي قبل الإسلام
المطلب الثاني:الفكر الاجتماعي العربي بعد الإسلام

المبحث الثاني: علم الاجتماع العربي

المطلب الأول : رواد علم الاجتماع العربي
المطلب الثاني :مشكلة علم الاجتماع العربي
المطلب الثالث :واقع علم الاجتماع العربي
خاتمة
قائمة المراجع

المطلب الأول :الفكر الاجتماعي العربي قبل الاسلام
لقيت الفترة فيما قبل الاسلام من تاريخ العرب اشد العنت والقسوة فضلا عن عدم الفهم ، وهذه القسوة المتعمدة او التجاهل المقصود لتاريخ العرب خلال ما عرف بزمن الجاهلية تعود لعاملين اساسيين ، يتمثل اولهما في هذه الحملة الضارية التي قادها الاسلام على تلك الحقبة بكل ماكنت تمثله من عقائد وعادات ونظم وتقاليد وقيم ، ويتمثل ثانيهما في الجهل بحقيقة التراث الحضاري للامة العربية خلال تلك الحقبة التاريخية السحيقة في القدم ، وقد يكون هذا الجهل جهلا متعمدا تعميقا للمحتوى اللفظي والشكلي لمصطلح الجاهلية ، وقد يكون هذا الجهل نتيجة لقلة المصادر التي تناولت تلك الفترة بالدراسة والبحث مع تقديرنا للظروف الصعبة للبحث العلمي حول تلك الحقبة السحيقة القدم من الزمان .
ونحب ان نلفت الى ان الجاهلية هي ليست من الجهل ، وانما هي كمعنى تدل على ما كان عليه العرب آنذاك من حمية وانفة وعصبية ومفاخرة ، علاوة على ما كانوا يتسمون به من خفة في الاغارة والمدافعة .
كما ان الجاهلية ليست من الجهل الذي هو نقيض العلم ولكن الجاهلية مصطلح يدل على ان العرب في شبه الجزيرة العربية وما حولها على وجه الخصوص لاسباب

جغرافية وطبيعية وبشرية خاصة ، ولم يكن لهم لانبي ولا رسول ولا كتاب .
وهناك عدة حضارات العربية ذكرت عبر التاريخ فنذكر من اهمها :
1- الحنيفية : وهي احدى الحركات الاصلاحية العقائدية في تاريخ الامة العربية منذ اقدم العصور والتي رفضت اعتناق الوثنية وهي في مجدها ، وعافت ان تشرك بالله ، وراحت تلتمس الطريق الى الهدى من خلال ما تناثرت حولها من صيحات الحق يهودية كانت او مسيحية .
2- الحجاز : احتل اقليم الحجاز القديم في وسط الجزيرة العربية مكانة ممتازة وخصوصا بعد الضعف الذي اعترى دويلات عربية قديمة في الشمال والجنوب العربي اثر عوامل عديدة . ولم يكن بعد ذلك الا ان تتهيأ كل الظروف لان تحتضن بلاد الحجاز اعظم دعوة للتوحيد ، وهي دعوة الاسلام .
3- بلاد اليمن :وهي التي تقع في الطرف الجنوبي من بلاد العرب حيث اليمن السعيدة بفكرها الناضج وحضارتها الاصيلة ونظمها الاجتماعية التي بلغت درجة عالية من التعقيد والتقدم لتصبح احدى العلامات المضيئة للبشرية كلها على مر العصور .[1]

المطلب الثاني : الفكر الاجتماعي الإسلامي
بظهور الاسلام وانتشاره انتشرت معه ايضا اراء ومبادئ اجتماعية جديدة ساهمت بنصيب كبير في تنمية الفكر الاجتماعي بمختلف مجالاته كتلك التي وردت في القرءان الكريم وفي الاحاديث النبوية الشريفة اذ لم يترك هذان المصدران مجالا اجتماعيا الا وكان لهما نصيب كبير فيه فالتفكير الاجتماعي عند المسلمين يمثل المرحلة النشوئية للنظرية الاجتماعية ، بل يعتبر مقدمة لها يمكن تسميته بعل الاجتماع الاسلامي وبتحدد الاطار العام لهذا العلم كونه بناء حضاري وفكري متكامل انطلاقا من طبيعة مصادر هذا الفكر ومحتوياته والرحلات العلمية كونت مادة انثروبولوجية واثنولوجية والدراسات التفسيرية والفقهية والاجتهادية والتشريعية والمذهبية الكلامية من الجياة الاجتماعية بصفة عامة .
هذا بالاضافة الى الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاراء الفلسفية والاتجاهات الصوفية ، والهدف منها الوصول الى فلسفة واقعية والتحرر من اسر القيود المنطقية الارسطية الصورية بنظرة تحليلية موضوعية .[2]

المطلب الاول :رواد علم الاجتماع العربي :
مثلما برع المسلمون في العلومالرياضيةوالطبيعيةوالدينية،وفلسفتها،برعواكذلكفيعلومالاجتماعوالسياسةوالتاريخ،وما تنطويعليهمنجوانبسيكولوجيةواقتصاديةوأخلاقية،فضلاًعن التنظيرالفلسفيلهاوهذهجميعامباحثمتداخلةفيالفكر الإسلامي؛بمعنىأنهاتؤديإلىبعضهاالبعضوترتبطببعضها البعضارتباطًاوثيقافيمعظمكتاباتمفكريالإسلام .وفيهذا الصدد يمكننا الاشارة مثلا الى الفارابي الذيوضعفيعلمالسياسةثلاثةكتبرئيسة،يعدبهامؤسسالفلسفةالسياسيةعند المسلمين . وهي :
– كتاب تحصيل السعادة
– كتاب السياسة المدنية
– كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة
وفيهذهالكتبيسعى الفارابي الىفهمعناصروإشكالياتالاجتماع البشري والى دراسة خصائصة وصيفاته ومميزاته وأسسه . ويخلص الى انه لايمكن تحقيق الكمال البشري الا من خلال ظاهرة الاجتماع وقوانينها المتغيرة بتغير الضروف والبلدان .

كذلك يمكن الاشارة الى الفقيه ابو الحسن الماوردي ، ونظريته السياسية في الامامة ، تلك التي احتواها كتابه الهام الاحكام السلطانية والولايات الدينية ، وفيها يعتمد اعتمادا اساسيا على الاسس الفقهية لتنصيب الامام ، ومن ثم لا يمكن فهم نظريته الا من خلال الفقه الاسلامي وتطوراته التي فرضتها الحركة المتدفقة لتاريخ المسلمين ومجتمعاتهم .

وكذا يمكن الاشارة الى عبد الرحمن ابن خلدون وفي كتابة المؤثر المقدمة الذي وضع به أسس فلسفة التاريخ ، والذي اعتمد فيه على المبدأ المعروف بتكامل العوامل في التفسير ، اذ لم يكن يفسر الظواهر الاجتماعية او الوقائع الاجتماعية من منظور احادي يركن الى جانب معين مع اهمال الجوانب الاخرى ، بل نجد لديه تلاحما بين التفسيرات الاقتصادية والتأويلات السيكولوجية ، فضلا عن الرؤى الجغرافية والسياسية ، ولذا اختلف الباحثون حول تصنيف مقدمته ، وتنازعت حوله وعليه المدارس الفكرية المختلفة ، ففريق ينظر اليه كمؤسس علم الاجتماع وفريق آخر ينظر اليه كمؤسس لفلسفة التاريخ ، زفريق آخر يعده من الآباء الاوائل لعلم الاقتصاد ، وفريق رابع يجادل بأنه المنظر لعلم الجغرافيا السياسية .[3]
المطلب الثاني : مشكلة علم الاجتماع العربي
يرىبعض الكتاب ان الوطن العربي عرف علم الاجتماع بشكله العلمي من خلال جامعاته بعدمنتصف القرن العشرين الذي جلب معه كافة ادبيات ودراسات ونظريات علم اجتماع الغربو التي برزت من خلال ذلك عدة اتجاهات:
1-الوضعي 2-البرجماتي 3- الماركسي
حيث توضحهذه الاتجاهات النظريات الغربية امثال الوظيفية -البنائية والتفاعلية الرمزيةوالصراعية او النفعية او غيرها كما تدرس العديد من المواد المتعلقة بميادين هذاالعلم ولهذا تجد ان هولاء ممن تلقوا تعليمهم قي الغرب أتوا به كما نقل لهم دون أياظافة وهذا ما توضحة كتابتهم ومؤلفاتهم ولهذا يقول:
إسحاق قطب :
اناحد التحديات التي تواجه علم الاجتماع العربي هو تحيز غالبية علمائة الى النظرياتالغربية التي نشأة وتطورت في ظروف تاريخية واجتماعية مخالفة لظروف المجتمع العربي.
– اما معتوق
فيقول ان غالبة كتب علم الاجتماع العربي تهدف الى نقلوترويج النظريات المبتكرة في الغرب
وكذلك عبد الباسط عبد المعطي
يقول حول التاليف في علم ( العربي) تتضمن تقليد الغرب الى اختيار مواضيع غايةالغرابة وكان شخص ما يدرس الاغتراب الصناعي (…) وما هو موجود في علم الاجتماعالعربي من كتابات هي:
ا- تاليف مترجمة .
ب- او ترجمة مؤلفة .
ج- او بحوثمحاكية لمواضيع البحوث الغربية .
وفضلا عن ذلك فهناك :
* –
التأليف مناجل التدريس:
و الذي يتضمن نقل التراث لأنجلو- أمريكي وهو جهد فردي لم يظهرأية إبداع .
الترجمة من اجل التدريس: وهنا قد تكون محاولة هروبمن الواقع وخشية الصدام مع السلطة القائمة لغياب جو الحرية والديمقراطية فيالجامعات العربية .
ولذلك يستطيع المرى من ملاحظة وبسهولة التبعية حتى علىمستوى العلم وكذا الافتقار الى الفكر والابداع العلمي وان ظهور هذا العلم في الوطنالعربي لم يكن للحاجة المجتمعية واستجابة لدراسة مشكلات اجتماعية يعاتي منهاالمجتمع العربي
وهذا نتيجة عدم الاسترشاد بما قدمة ( ابن خلدون) في الفكر الاجتماعي العربي رغم ان ما يوجد لدى علماجتماع الغرب قد تحدث عنه العرب وابن خلدون بالذات قبل عدة قرون.[4]
المطلب الثالث :واقع علم الاجتماع العربي
المؤكد ان اية محاولة الاجراء تقويم عملى موضوعي الاوضاع علم الاجتماع في الوطن العربي او حتى على أي مستوى أي قطر من اقطاره ، تتجاوز جهد أي باحث فرد مهما اوتي من قدرات التألق النظري والمنهجي . فالمسألة هامة وابعادها متداخلة ومتشابكة ، فيها التأريخ وتتبعه ، وفيها التحليل والتفسير وغيرها من المسائل التي تحتاج الى فريق متكامل ، تدعمه واحدة او اكثر من الجامعات او الهيئات العربية التي تنتشر في الوطن العربي شرقا وغربا .
حقيقة هناك جهود متفرقة نشرت بلغات عربية او اجنبية حول الملامح العربية حول علم الاجتماع في واحد او آخر من الأقطار العربية لكنها جميعا كانت جزئية وانطباعية ، ومع الاعتراف بعدم قدرة العمل الراهن على تجاوز انطباعية هذه الجهود ن فالمبتغى ان اضيف انطباعات اخرى او أؤكد سابقة ، حتى يأذن الله ، ويتم جهد عربي مشترك .
ولقد سارت بعض الجهود المتاحة اما في طريق السرد التاريخي لنشأة علم الاجتماع وتطوره في أجد الأقطار العربية كما فعل الدكتور ”حسن الساعاتي“ في مقاله الذي وسمه بتطور المدرسة الفكرية لعلم الاجتماع في مصر سنة 1964 او كما فعل” إياد القزاز “في مقال جعل عنوانه ملاحظات حول علم الاجتماع في العراق عام 1970 .
أو سارت بعض هذه الجهود في تحليل مضمون بعض الدراسات التي اجريت حول قطر من الأقطار العربية ، ومن قبيل هذا النوع دراسة نادية ” ابو زهرة“ وموضوعها (الكتابات الانثروبولوجية العربية بالكويت والتقاليد المدرسية العربية)
إن لفهم أوضاع علم الاجتماع في الوطن العربي في حاجة الى تحليل تاريخي ومعاصر لهذه الأوضاع ، وضرورة ربطها بالإطار المجتمعي الذي أحاط بها ، وانه لابد من منطلقات اساسية تقود الى عملية التحليل والفهم ، ولو من خلال قضايا عامة ، وإلا فقد الباحث طريقه وأحاط به عدم وضوح الرؤية ، ويضاف إلى هذا تحديد مهام علم الاجتماع في كل مرحلة تاريخية يمر بها المجتمع العربي . [5]

قائمة المراجع :
1- الكتب العربية :
– صلاح مصطفى الفوال : المدخل الى علم الاجتماع الاسلامي ، دار غريب ، القاهرة ، 2000
– صلاح عثمان و فلورنتن سمارانداكه : الفلسفة العربية في منظور نيوتروسوفي ، المعارف ، الاسكندرية ، ط1 ، 2022.
– عبد الباسط عبد المعطي : اتجاهات نظرية في علم الاجتماع ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والادب ، الكويت ، 1998
2- المحاضرات :
-محمد دلاسي :الفكر الاجتماعي الإسلامي ، محاضرات مقياس علم الاجتماع العام ،جامعة عمار ثليجي ، الاغواط ، 25-01-2009.


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

الف شكرا لكم وبارك الله فيكم

بارك الله فيكم وجزاكم عنا كل الخير

التصنيفات
علم الاجتـماع

أدوات تقييم الآداء داخل المؤسسة


أدوات تقييم الآداء داخل المؤسسة
أدوات التقييم

أولاً : تصميم أدوات التقييم :
أداة التقييم عبارة عن وسيلة يتم بها جمع البيانات عند مراحل معينة من عملية تنمية الموارد البشرية بهدف التعرف على مدى ملائمة أوتناسق النتائج المحققة مع التصورات والمسارات الإستراتيجية الأولية المستهدفة من وراء هذا النشاط، وتأخذ أدوات التقييم أشكالاً عدة يمكن تقسيمها إلى المجموعات الآتية :
(أ) نماذج استطلاع الرأي ( الاستقصاء ) Questionnaire
(ب) مسوح الرأي والاتجاهات Attitude Survey
(ج) الاختبارات Tests
(د) المقابلات Interview
(ه) الملاحظات Observations
(و) سجلات الأداء Performance Records
أساسيات التصميم :
عند تصميم الأداة لا بد من الإجابة على عدة أسئلة توفر الإجابة عليها بيانات هامة تساعد على التقييم الأمثل للغرض المقصود ومن هذه الأسئلة :
• كيف ستستخدم البيانات ؟
• كيف سيتم تحليل البيانات ؟
• من الذي يستخدم البيانات ؟
• ما هى الحقائق المطلوب معرفتها ؟
• هل يجب اختبار الأداة ؟
• ماهى عواقب الإجابات الخاطئة أوالمعلومات المتميزة ؟
• هل الأداة سهلة الفهم والعرض ؟
• هل الأداة بسيطة وموجزة ؟
• هل الأداة اقتصادية ؟
• هل هناك أداة قياسية ؟
مواصفات الأداة الجيدة :
بغض النظر عن نوع الأداة هناك مبادئ أساسية للتصميم يمكن أن تؤدى إلى الحصول على أداه أكثر فعالية ومن أهم هذه المبادئ :
(1) المصداقية Validity :
يقصد بها قدرة الأداة على قياس ما يريد أن يقيمه الشخص المستخدم لها وهناك أربعة وسائل لتحديد مدى مصداقية الأداة هي :
× مصداقية المحتوى ومنطقي تشير إلى أي مدى يكون تمثيل الأداة لمحتوى البرنامج
× مصداقية التكوين وهى تشير إلى المدى الذي تمثله الأداة للتكوين المفروض قياسه والتكوين عبارة عن متغيرات مثل ( المهارات، وجهات النظر… الخ ).
× مصداقية التزامن والموائمة وهى تشير إلى مدى توافق الأداة مع النتائج الأخرى المعمول بها في الوقت نفسه تقريباً لقياس الخصائص نفسها.
× مصداقية التنبؤ: وهى تشير إلى مدى قدرة الأداة على التنبؤ بسلوكيات ونتائج المستقبل.
(2) الإعتمادية Reliability :
ويقصد بها الثقة فالأداة المضمونة هى الأداة الثابتة بحيث تعطى القياسات المتتالية لعنصر ما النتائج نفسها تقريباً. وتوجد ثلاثة إجراءات معروفة يمكن أن تؤكد إعتمادية الأداء من عدمه وهى :
× الإختبار وإعادة الإختبار Test / Retest : وهويتضمن تطبيق الإختبار نفسه أوالمسح على نفس المجموعة من العاملين في فترتين مختلفتين ثم حساب معامل الإرتباط للنتائج، فإذا ما كانت درجة الإرتباط الإيجابى عالية يعنى ذلك إعتمادية الإختبار والعكس صحيح.
× النموذج التبادلي : وهويشتمل على أداتين متماثلين يتم طرحهما على العاملين في الوقت نفسه مع تحليل درجة الارتباط بين نتيجة الاثنين إذا ما وجد ارتباط إيجابي مرتفع تعتبر الإدارة معتمدة وتكوين أداه مماثلة لها يعتبر مضيعة للوقت.
(3) الشطر إلى نصفين :
تقوم على شطر الأداة إلى جزء ين متساويين ثم مقارنة نتائج كل من النصفين وفحص مدى ترابطهما.

ثانياً : أنواع أدوات التقييم :
أ/ الاستقصاء Questionnaire :
تعتبر استمارات استطلاع الرأي (الاستبيانات) ا لأكثر شيوعاً من أدوات التقييم وتتراوح بين الصيغ القصيرة لرد الفعل إلى أدوات المتابعة التفصيلية، وهى وبأشكالها المختلفة وسيلة لجمع البيانات الأولية التي تكون في معزل عن الباحث والتى تبقى لدى الفرد لحين إيجاد ما يمكن أن يثير في نفسه مثل هذه الأسئلة, وذلك بتوجيه أسئلة معينة بأسلوب معين تجعل الفرد في موقف يشجعه على إبداء رأيه والإجابة على ما يوجه إليه من أسئلة.
فاستمارة استطلاع الرأي تتوافر في جميع الأحجام ويمكن إستخدامها للحصول على معلومات موضوعية عن مشاعر المشاركين بالإضافةإلى النتائج المستندية القابلة للقياس لإستخدامها في التحليل المالي لمردود التدريب.
أساليب ومحددات تصميم الاستقصاء :
ذيوجد العديد من الأساليب والمحددات التي تحكم تصميم الاستقصاء ومنها :-
1/ أنواع الأسئلة :
توجد خمسة أنواع أساسية من الأسئلة التى قد يحتوى الإستقصاء على بعضها أوجميعها :
1. السؤال ذوالنهاية المفتوحة : وهوسؤال ذوإجابة غير محددة ويتبعه مساحة فارغة كبيرة للإجابة عليه.
2. القائمة الإرشادية : وهوعبارة عن قائمة تحتوى على عدة عناصر يطلب من المشارك اختيار البديل الذي يتطابق مع رأيه وإنطباعاته.
3. السؤال الثنائي الإجابة : سؤال لديه إجابات تبادليه (نعم / لا / إجابات أخرى )
4. السؤال المتعدد الإجابات : يعطى هذا السؤال اختيارات متعددة ويطلب من المشارك انتقاء أكثرها صحة.
5. التصنيف المتدرج : ويتطلب هذا النوع من الأسئلة أن يقوم المشارك بتصنيف قائمة من العناصر.
2/ تصميم الاستقصاء (الاستبيان ) :
يمكن الحصول على استمارة استقصاء صالحة ومعتمدة وفعَّالة بإتباع الخطوات الآتية في التصميم :
1. تحديد المعلومات لمطلوبة : أدرج بالقائمة جميع الموضوعات والمهارات والقدرات التي تناولها البرنامج أوكانت مرتبطة به بشكل ما تمهيداً لصياغة الأسئلة.
2. اختيار نوع أوأنواع الأسئلة ؟ من الخمسة أنواع سالفة الذكر مع الأخذ في الاعتبار تحليل البيانات المخطط لها وتنوع البيانات المفروض جمعها.
3. صياغة الأسئلة : ويتم ذلك وفقاً لنوع السؤال أوالأسئلة المخطط لها والمعلومات المطلوبة وتحديد العدد المناسب والمتنوع من الأسئلة التي تدعم وتتوافق مع معايير المصداقية والإعتمادية سابقة الذكر.
4. اختبار الأسئلة : وذلك عن طريق اختبارها مع مجموعة من المشاركين في برنامج إرشادي أومع مجموعة من العاملين على نفس مستوى المشاركين المرتقبين، أجمع أكبر قدر ممكن من الملاحظات والانتقادات وأعد مراجعة الأسئلة لتطويرها.
5. إعداد استمارة كاملة لاستطلاع الرأي مع تجهيز ملخص بيانات : يجب أن تكون الأسئلة متكاملة لتكوين استمارة استقصاء واضحة بها تعليمات صحيحة حتى يمكن عرضها بشكل فعَّال بالإضافة لتجهيز ورقة تحتوى على الملخص حتى يمكن تصنيف البيانات بشكل سريع لأجل التلخيص والتفسير وبمجرد استكمال هذه الخطوات تصبح الاستمارة جاهزة للإستخدام.
ب/ قياس الاتجاهات Attitude Survey :
تمثل نوعاً خاصاً من استمارات استطلاع الرأي التي يمكن إستخدامها لقياس نتائج برنامج تدريبي. ويعدَّ قياس الاتجاهات أمراً معقداً لاستحالة قياس وجهة نظر بشكل دقيق لأن المعلومات المجمعة قد لا تشكل المشاعر الحقيقية للمشارك كما أن السلوك والمعتقدات والمشاعر الإنسانية لا تكون ثابتة وتتغير مع الوقت والظروف.
ج/ الاختبارات :Tests
من العادي إستخدام الاختبارات في إجراء المقارنات قبل وبعد الدورات التدريبية، حيث يوضح التحسن في درجات الإختبار، وجود تغيير في مهارة أومعارف أوقدرة المشارك والتي يجب أن يتميز بها البرنامج.
أنواع الاختبارات :
تعد أنواع الاختبارات التالية هى الأكثر شيوعاً وإنتشاراً في تقييم برامج التدريب :

1/ الاختبارات المرجعية Norm – Referenced :
تقارن هذه الاختبارات بين المشاركين أنفسهم أوبمجاميع أخرى أكثر في المقارنة بأهداف ذات تراكيب خاصة وتتميز بإستخدام البيانات المقارنة للمشاركين بالمعدل الإحصائي أوالمتوسط.
في بعض الحالات يتطلب الأمر تقدير المشاركين الذين أحرزوا درجات كبيرة بالاختبارات أويمنحون جوائز أويتم ترشيحهم لأنشطة خاصة أخرى.
2/ الاختبارات القائمة على المعايير Criterion –Referenced Test :
وهى اختبارات موضوعية ذات تقدير ثابت محدد مسبقاً وهى تعد قياساً للأهداف المكتوبة بعناية لبرامج التدريب وفائدتها في معرفة ما إذا إستطلاع المشاركين من تحقيق الحد الأدنى من المعايير المطلوبة وليس التسابق مع الآخرين أي الإهتمام الأول هوقياس ووصف وتحليل أداء المشارك فيما يتعلق بالأهداف.
د/ اختبارات الأداء :
تتيح هذه الاختبارات للمشارك إستعراض المهارات والمعلومات والإتجاهات التى تعلمها في برامج التدريب وهويستعمل في التدريب المرتبط بالعمل حيث يسمح للمشاركين بإستعراض وشرح ما تعلموه ولكي يكون إختبار الأداء ناجحاً وفعالاً يجب إتباع الخطوات الآتية في تقييم وإدارة الإختبار :
• أن يكون الاختبار عينة ممثلة لبرنامج التدريب.
• أن يتم تخطيط الاختبار بدقة.
• ضرورة دقة التعليمات وتناسقها.
• تطوير إجراءات التقييم الموضوعي.
هـ/ المقابلة Interview :
المقابلة سواء كانت جماعية أوفردية بين المقابل والشخص الذي سيتم إجراء المقابلة معه للوصول إلى مايراد دراسته من خلال مناقشة عامه ومفتوحة توفر للفرد الذي تجرى معه المقابلة الحرية الكاملة في التعبير عن نفسه ومشاعره وآرائه , وعادة ما تبدأ المقابلة من خلال المبادرة التي يقوم بها المقابل بالحديث عن أمور أو أشياء عامه تتصف بالجدية أوالمرح لخلق جو من الألفة والصداقة يشجع الفرد على التجاوب معه, ثم يحاول المقابل أثناء ذلك التطرق للموضوع الذي يمثل مجال الإهتمام في البحث مع الاحتفاظ بحالة الاسترخاء والالفه وحرية التعبير التي استهلت بها المقابلة.
وتتمثل أهم عيوب المقابلات في أنها تستغرق وقت طويل وقد تتطلب تدريب أوأعداد القائمين على إجراء المقابلة نفسهم لضمان أداء العملية بشكل فعَّال.
ويمكن تقسيم المقابلات الشخصية إلى :
– مقابلات مقننة : فيها توجه أسئلة معينة مع فرصة ضئيلة للإنحراف عن الإجابات المطلوبة.
– مقابلات غير مقننة : تسمح بالتقصي عن مزيد من المعلومات عبر توظيف عدة أسئلة يمكن أن تؤدى إلى المزيد من المعلومات التفصيلية التي تؤدى بدورها إلى الكشف عن البيانات المطلوبة.
تصميم المقابلات الشخصية :
لكي تكون المقابلات أداة أكثر فعالية وتأثيراً يتطلب ذلك :
– إدراج الأسئلة الأساسية التي تود توجيهها (الإعداد للمقابلة )
– استدعاء المعلومات
– تكوين العلاقة مع من تتم معه المقابلة
– تدريب المحاورين (المقابلة فن وعلم )
– إعطاء ضيف المقابلة تعليمات واضحة
– إدارة المقابلات طبقاً لخطة مسبقة.
– تسجيل البيانات.
ه/ الملاحظة Observation :
تعرف الملاحظة بأنها طريقه لتجميع البيانات الأولية بتدوين الأحداث والتصرفات الحاصلة في موضوع معين. وتعد المراقبة أداه مفيدة في التقييم ويشمل ذلك ملاحظة المشارك سواء قبل أوأثناء أوبعد برنامج التدريب بتسجيل التغيرات التى تطرأ على السلوك. وقد يكون المراقب أحد فريق تنمية الموارد البشرية أوالمشرف المشارك وعموما المراقب الأكثر شيوعاً والأفضل من الناحية العملية هوعضوتنمية الموارد البشرية ويمكن زيادة فعالية عملية الملاحظة بإتباع الإرشادات التالية :
– ضرورة إعداد الملاحظين إعداداً كاملاً.
– ضرورة أن تكون الملاحظات منظمة ومرتبة.
– ضرورة معرفة الملاحظين لكيفية تفسير والإبلاغ عما يشاهدونه.
– ضرورة الحد من تأثير الملاحظين.
التخطيط لملاحظة منظمة :
الخطوات الهامة لتحقيق ملاحظة ناجحة :
– حدد السلوك الذي سيتم ملاحظته.
– جهز النماذج التي يستخدمها الملاحظون.
– أختر الملاحظين.
– أعد جدولاً للملاحظات.
– درب الملاحظين على ما ينبغي ملاحظته وما لا ينبغي ملاحظته.
– أخطر المشاركون بالملاحظات اللاتي تم إعدادها مع شرحها لهم.
– نفذ الملاحظات.
– لخص بيانات الملاحظة.
أساليب الملاحظة :
هنالك أربعة أساليب للملاحظة هي :
1. قائمة السلوكيات : وهي تفيد في تسجيل الحضور ( الغياب، معدل التكرار أوالفترة الزمنية لسلوك المشارك).
2. سجل السلوكيات المفهرسة : وهي تتضمن فهرسة السلوكيات على النموذج وهي تستهلك وقتاً طويلاً.
3. طريقة التقدير المتأخر : وفيها لا يستخدم الملاحظ أي نماذج أومواد مكتوبة أثناء الملاحظة فالمعلومات إما أن يتم تسجيلها بعد الإنتهاء من الملاحظة أوعند فترات زمنية معينة أثناء الملاحظة.
4. التسجيل بالفيديو: حيث يتم إستخدام كاميرا الفيديولتسجيل سلوك المشارك.

و/ سجلات الأداء :Performance Record
توفر سجلات قياس الأداء للإدارة تحديد الأداء على أساس الناتج، الجودة والنوعية، التكاليف والوقت وهى ضرورية لتحقيق نظام دقيق للتقييم. وتقسم السجلات إلى :
1. سجلات حالية : إذا توفرت السجلات الجاهزة يوصى بإتباع الإرشادات والتعليمات التالية لضمان سهولة تطور نظام القياس ومن هذه الإرشادات :
– حدد السجلات المناسبة.
– تحديد الحاجة إلى إتباع أسلوب العينة.
– تحويل السجلات الجاهزة إلى سجلات قابلة للإستخدام
2. السجلات غير الجاهزة : في بعض الحالات لا تكون السجلات متاحة لأجل المعلومات المطلوبة لقياس فعالية برنامج تنمية الموارد البشرية، هنا يجب على طاقم تنمية الموارد البشرية العمل مع المنشأة المشتركة لتطوير أنظمة حفظ هذه السجلات إن ثبت جدواها الإقتصادية.


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
علم الاجتـماع

كل الماجستير في علم الاجتماع


كتابة كل ما يتعلق بالماجستير في هذه الصفحة…

وسأبدأها بـ :
كل مسابقات الماجستير في غرب البلاد 2022

التحميــــــــــــل

كل مسابقات الماجستير في شرق البلاد 2022

التحميــــــل

كل مسابقات الماجستير …لقد قسمتها حسب التخصصات ..كل تخصص على جنب ..حسب المنشور الوزاري ..عبر الوطن …بما في ذلك علم الاجتماع

……التحمــــــيل…………

……..التحميـــــــــــــــل…..

و بعلم الإجتماع التالي :

تعليم_الجزائر
تعليم_الجزائر
تعليم_الجزائر
تعليم_الجزائر
تعليم_الجزائر
تعليم_الجزائر

بالتوفيق للجميع


يسلموووووووووووو