التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[فكرة] الإمتاع والاستئناس بذكر معاني بعض ما اشتهر من أسماء الناس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد

فلاشك ان لكل علم من اعلام الناس اصل اشتُق منه ومعنى تفتق عنه فهناك ما اشتق من اسماء الحيوان ومنها ما اصله اسماء النبات والشجر ….الخ

وهذه بعض الاسماء المشهورة

هيتم :فرخ العقاب
حمزة : البقلة
يعقوب :ذكر الحجل
أسامة : الأسد
مازن :بيض النمل
وكيع : الشديد والقوي
حنبل : القصير
زهير : تصغير أزهر : ابيض
جرير : حبل يكون في عنق الدابة و الناقة
مصعب : الفحل من الإبل
نوفل : العطية
عكرمة: الحمامة
قتادة :شجر له شوك
عاتكة : القوس اذا احمر
رباب : السحاب

اذا كنت تعرف بعض اصول الاسماء فلا تبخل علينا به


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[مقطع صوتي] كلمات تشحذ الهمم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين* والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فهذه كلمات مؤثرة لفضيلة الشيخ المفوّه محمد سعيد رسلان حفظه الله يحث فيها طلاب العلم على تعلم اللغة العربية
وهي في الأصل مادة صوتية بعنوان (معلقة عمرو بن كلثوم)
أسأل الله أن ينفع بها وأن يجزي الشيخ خير الجزاء وأن يُعظم له المثوبة

التحميل من هنا


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[سؤال] ما هو أقوى الشروح الصوتية لمتن الآجرومية؟

إخواني الكرام
باستثناء شرح الشيخ ابن عثيمين ما هو أقوى شرح من بين هذه الشروح؟
فأنا لضيق الوقت لا أستطيع سماعها كلها لأعرف أيها أكثر قوة وتقعيداً وتأصيلاً وتفصيلاً
فأرجو ممن كان عنده اطلاع عليها أن يفيدنا

بارك الله فيكم


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[فكرة] مسابقة في النحو والصرف والإملاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعاً
هذه مسابقة في النحو والصرف والإملاء
يضع أحد الأعضاء سؤالاً (سواء جملة يطلب إعرابها* أو فقرة فيها أخطاء إملائية يطلب تصحيحها* أو كلمة يطلب وزنها….. إلى آخر ذلك)
ويجيب عليه الباقون
ومن يجيب له الحق في وضع السؤال التالي
بشرط أن لا تزيد مدة السؤال عن 5 أيام
فإن مرت 5 أيام ولم يُجَبْ عن السؤال فعلى السائل أن يضع الجواب ثم أقوم بوضع سؤال جديد وتدور الدائرة من جديد
أسأل الله أن تستمتعوا بها
واعلموا أن هذه المسابقات ليست للتسلية فقط* وإنما هي مفيدة تنشط الذهن وتعين على تطبيق القواعد النحوية واسترجاع المعلومات القديمة* وتحث على البحث والمذاكرة
واسألوا مجرباً

نبدأ باسم الله

السؤال الاول:
أعرب قوله صلى الله عليه وسلم:
قل آمنت بالله. ثم استقم

من لها؟


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[قصيدة] نظم رائع في تسلية بعض الإخوان للشاعر الأديب بلال يونسي

نظم لأخينا الشاعر الأديب:بلال يونسي-حفظه الله-
الحمد لله
بعد أن طلب أبو الحارث وليد من أخيه الفاضل بلال يونسي نظما مناسبته سقوط سقف غرفة على بعض السلفيين حال بنائه لتكون لهم مكانا لاجتماعهم في حلقة علم – والله حفظهم إلا أذى يسيرا- كان جوابه دواء وقع على الجرح، وتسلية لإخوانه على ما أصابهم – جزاه الله خيرا كثيرا-
وهذا نظم الشاعر الأديب أبي عبد الله بلال الذي أهداه لإخوانه في الله:
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمدا لمن خلق البرايا من عدم *** سبحانه رب رحيم ذو كرم
ولحكمة علوية تجلي الغمم *** قد أرسل الرسل الكرام ؛ فما ظلم
قد أنزل الكتب العظام مع الحكم *** وبأحمدٍ هذي الرسالة قد أتم
صلى عليه إلهنا منذ القدم *** وبذا أتى أمر العليم لذي السَّلم(1)
مات الرسول مخلفا دينا أشم *** فتنافست في حفظه أهل الهمم
هو إرثه ؛ ما مثله إرث قسم *** فالدين علم الأنبياء وذا لزم
فأخذ بذا الإرث الشريف ولا تنم *** تحيا عزيزا بين خلق الله عَم(2)
لا تكترث بضياع ذي الدنيا وعِم *** لا تكترث إن سقف بيت قد هدم(3)
أبشر فخير الناس إيمانا سقم(4) ***اصبر فخير الناس مالُهُمُ فقم (5)
فالعلم نيله لا يكون لذي السأم *** بل نيله لذوي العزائم والشيم
هذا الذي في حوزتي مما انتظم *** من غنمه أخذ الوليد وما غرم(6)
والحمد لله الذي أضفا النعم *** سبحانه رب رحيم ذو كرم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتب( تلبية لطلبكم الكريم في تسلية إخواننا الأفاضل في ما صابهم):
أخوكم في ذات الإله العلية
أبو عبد الله بلال يونسي
السلفي السكيكدي
ولله الأمر من قبل ومن بعد
ـــــــــــــــ
(1) أهل الإسلام.
(2) أي عامة.
(3) تورية بما حصل لإخواننا في بسكرة.
(4) أي أصابه المرض الشديد فتنة وابتلاء.
(5) أي نفد ونفق.
(6) خبر بمعنى الدعاء.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

[بحث] الجرح والتعديل عند اللغويين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما .
أما بعد
فلا يخفى عليكم أهمية اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، وتحدث به نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي اله عنهم، وإليها تهفو نفس كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، فهي لغة العبادة للمسلمين كافة، وهي لغة التواصل والتخاطب بين أهلها؛ وأن الله سبحانه وتعالى قد شرّف اللغة العربية وخصها بأمرين عظيمين حيث أنزل كتابه بها واصطفى رسوله من أهلها والناطقين بها، فكانت بذلك وعاء لأصْلَي الإسلام العظيمين: القرآن والسنة. وقد أدرك سلف هذه الأمة الصالح هذه الحقيقة العظيمة فاحتفوا باللغة العربية وأنزلوها المكان اللائق بها وبقدسيتها، وأوجبوا تعلّمها وتعليمها على أنفسهم وأبنائهم، ولم يسمحوا لأنفسهم بالتساهل فيها لأنهم رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يندب أصحابه بقوله: «أرشدوا أخاكم فقد ضل» عندما لحن رجل في حضرته. ورأوا الفاروق رضي الله عنه تتوالى عه التوجيهات في ذلك، فيكتب إلى أبي موسى الأشعري بقوله: «تعلّموا العربية فإنها من دينكم.. وأعربوا القرآن فإنه عربيّ». ويكتب له في مناسبة أخرى عندما ورده منه كتاب أخطأ فيه كاتبه: «قنّع كاتبَك سوطاً». ويشتد غضبه ويعظم نكيره عندما سمع أعرابياً يقرأ آية سورة براءة: «أن اللهَ بريءٌ من المشركين ورسولُه..» بجر اللام في (رسوله) ويقول: وأنا بريء مما برئ اللهُ منه. فقال له عمر: ويحك يا أعرابي، كيف تبرأ من رسول الله؟ فقال الأعرابي: ذاك ما علمنيه أصحابُك. فقد قدمتُ إلى المدينة ولا علمَ لي بالقرآن، فأقرأني بعضُ أصحابك هذه الآية كما سمعتَها مني. فقال له عمر: إنها ليست كذلك، وإنما هي (ورسولُه) بضمة على اللام. فقال الأعرابي: وأنا بريء مما برئ اللهُ ورسولُه منه. فأمر عمرُ بعد ذلك بأن لا يقريء القرآن إلا من له إلمام بالعربية. وكل الذي تصدّوا للتفسير من العلماء صدّروا تفاسيرهم بمقدمات أبانوا فيها عن أهمية اللغة العربية لمن يريد أن يتصدى لتفسير القرآن. وذكر السيوطي في «الإتقان» أن على المفسر أن يكون -قبل البدء في التفسير- على إلمام بخمسة عشر علماً، أولها: علم اللغة العربية، وثانيها: علم النحو، ثالثها: علم الصرف.. إلى آخرها.
وما قيل بصدد المشتغلين بالقرآن وتفسيره، يقال مثله للمشتغلين بالسنة وبيانها وشرحها، ذلك أن القرآن والسنة نصّان عربيان يتسنّمان الذروة في البلاغة والفصاحة، ويشتركان في احتياج المشتغل بهما إلى فقه اللغة التي جاءا بها، والإحاطة بأسرارها ودقائقها وشورادها. وقد مر على ذلك مثال من القرآن. ومن أمثلة ذلك من الحديث اختلاف الفقهاء في حكم جنين بهيمة الأنعام الذي تذبح أمه وهو في بطنها، بسبب اختلاف الرواية في ضبط هذا الحديث: «ذكاة الجنين ذكاة أمه»، فقد رُويت كلمة «ذكاة» الأخيرة بروايتين: الرفع والنصب. ويختلف الحكم الشرعي في كل واحدة منهما عن الأخرى، فرواية الرفع تجعل تذكية أمه مجزية عنها وعنه، أما رواية النصب فتوجب له تذكية كتذكية أمه.
هذا طرف مما يخص المفسر والمحدث. ولو نظرنا إلى الفقيه لوجدناه لا يقل عنهما في احتياجه إلى الفقه في العربية ليكون فقيهاً في الأحكام الشرعية، وفي حديث «الذكاة» المذكور إشارة إلى ذلك. ومن الأمثلة الأخرى على ذلك ما يروى من الطرائف التي تحدث في مجلس الخليفة هارون الرشيد بين جليسيه العالمين الجليلين أبي يوسف الفقيه، صاحب أبي حنيفة، والكسائي النحوي القارئ، فقد كان أبو يوسف يداعب الكسائي ويحاول إغاظته بالتقليل من شأن علمه الذي نبغ فيه وهو علم النحو والعربية، فأراد الكسائي أن يثبت له أهمية هذا العلم وحاجة الناس إليه وبخاصة الفقهاء، فقال له: يا أبا يوسف، ما رأيك في رجلين رفِع إليك أمرهما رجل يقول عن أحدهما: هذا قاتلُ أخي (بالإضافة)، وقوله عن الآخر: هذا قاتلٌ أخي (بالتنوين)، أيهما تقتصّ منه؟ فقال أبو يوسف: منهما معاً. فقال الكسائي: أخطأت. القِصاص إنما يكون من الأول لأنه هو الذي قتَل وانتهى، أما الثاني فإنه يتوعّد ولمّا يقتل بعد.
يقول الأستاذ فرحان سليم في كتابه اللغة العربية ومكانتها بين اللغات 1/2 : " اللغة فكر ناطق، والتفكير لغة صامتة. واللغة هي معجزة الفكر الكبرى.
إن للغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة فإنها الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة ، وبها يتم التقارب والتشابه والانسجام بينهم. إن القوالب اللغوية التي توضع فيها الأفكار، والصور الكلامية التي تصاغ فيها المشاعر والعواطف لا تنفصل مطلقاً عن مضمونها الفكري والعاطفي .
إن اللغة هي الترسانة الثقافية التي تبني الأمة وتحمي كيانها. وقد قال فيلسوف الألمان فيخته : ((اللغة تجعل من الأمة الناطقة بها كلاً متراصاً خاضعاً لقوانين . إنها الرابطة الحقيقية بين عالم الأجسام وعالم الأذهان لقد حمل العرب الإسلام إلى العالم، وحملوا معه لغة القرآن العربية واستعربت شعوب غرب آسيا وشمال إفريقية بالإسلام فتركت لغاتها الأولى وآثرت لغة القرآن، أي أن حبهم للإسلام هو الذي عربهم، فهجروا ديناً إلى دين، وتركوا لغة إلى أخرى .
لقد شارك الأعاجم الذين دخلوا الإسلام في عبء شرح قواعد العربية وآدابها للآخرين فكانوا علماء النحو والصرف والبلاغة بفنونها الثلاثة : المعاني ، والبيان ، والبديع .
وقد غبر دهر طويل كانت اللغة العربية هي اللغة الحضارية الأولى في العالم .
واللغة العربية أقدم اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف ونحو وأدب وخيال، مع الاستطاعة في التعبير عن مدارك العلم المختلفة. ونظراً لتمام القاموس العربي وكمال الصرف والنحو فإنها تعد أمّ مجموعة من اللغات تعرف باللغات الأعرابية أي التي نشأت في شبه جزيرة العرب ، أو العربيات من حميرية وبابلية وآرامية وعبرية وحبشية، أو الساميات في الاصطلاح الغربي وهو مصطلح عنصري يعود إلى أبناء نوح الثلاثة : سام وحام ويافث. فكيف ينشأ ثلاثة أخوة في بيت واحد ويتكلمون ثلاث لغات ؟
إن اللغة العربية أداة التعارف بين ملايين البشر المنتشرين في آفاق الأرض، وهي ثابتة في أصولها وجذورها، متجددة بفضل ميزاتها وخصائصها".
وقد حمى الله جل وعلا دينه من التبديل والتحريف بحفظ كتابه وحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكان من بين العلوم التي حفظ الله بها هذا الدين هو علم الجرح والتعديل فهو السياج المنيع لحماية سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يدخل فيها ما ليس منها؛ وكما أن المحدثين كانت لهم قواعد وضوابط في تمييز الحديث الصحيح من السقيم بسبب الضعفاء والوضّاعين وغيرهم؛ فإن اللغويين كانت لهم قواعد وأصول للتمييز بين ألفاظ العربية الصحيحة من الدخيلة بسبب العجمة التي أثرت على لسان كثير ممن ينتسب إلى العربية ؛ ويبدو أنهم تأثروا إلى حد بعيد بمنهج الجرح والتعديل عند المحدثين؛ وكانت مهمتهم الأولى جمع ألفاظ اللغة التي نطق بها العرب فرحل العلماء إلى البادية يسمعون ويكتبون عن عرب البادية فيما رحل أيضا عرب البادية إلى الحضر ليؤخذ عنهم.
وفي هذا يقول الدكتور فاروق حمادة في كتابه المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل (ص147): " نشأ عندهم جرح وتعديل في تحديد مصادر مادتهم أولا وفي نقَلَتِها من مصادرها ثانيا فكانوا لا يأخذون عن العربي إذا فهم الملحون من الكلام .
وحددوا مصادرهم لجمع اللغة بدقة على الأسس التالية:
1- كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
2- أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
3- الآثار العربية في العصر الجاهلي والعصور الإسلامية الأولى.
وكانوا يذكرون السند في رواياتهم كما هو الحال عند المحدثين . قال أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي في الأمالي في لغة العرب2/308: " حدثني أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي عن أحمد بن عبيد أنه قال أحجم الرجل عن الأمر إذا كعّ وأحجم إذا أقدم وقال يعقوب وأحمد بن يحيى أحجم وأحجم إذا كعّ".
وقال أيضا 3/96 : " وحدثنا جحظة قال حدثني أبو بكر بن الأعرابي قال حدثني أبو علي البصيران خشا خشا المديني نظر إليه يوم عيد الفطر وهو فوق تل يصيح صياحا شديدا فقيل له ما هذا قال أنعر في قفا شهر رمضان فغاب عني أبو علي البصير أياما ثم جاءني فأنشدني ( أقول لصاحبي وقد رأينا ** هلال الفطر من خلل الغمام ) .
وقال أيضا1/158 : " حدثني أبو بكر بن أبي حاتم عن الأصمعي قال قال يوما خلف لأصحابه ما تقولون في بيت النابغة الجعدي:
( كأن مقط شرا سيفه ** إلى طرف القنب فالمنقب ) .
وقال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في الزاهر في معاني كلمات الناس1/274 : " وقال الفراء حدثني حِبّان بإسناده يعني عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال الماعون المعروف كله حتى ذكر القدر والقصعة والفأس ؛قال الفراء وحدثني قيس بن الربيع عن السُّدي عن عبد خير عن علي قال الماعون الزكاة قال وسمعت بعض العرب يقول الماعون الماء قال وأنشدني في ذلك ( يَمُجُّ صبيرُهُ الماعونَ صَبَّا).
وقال أيضا 1/275 : " وقال الفراء حدثني حِبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال البور الفاسد
وقال الفراء والبور عند العرب لا شيء يقال أصبحت أعمالُهم بوراً أي لا شيء ومنازلُهم قبوراً ".
وكان العرب على جانب كبير من الحذر والحيطة والتحري في أخذهم مفردات اللغة؛ فلم يكونوا يأخذون عن كل أحد بل ينتقون الألفاظ العربية من مصادرها السليمة الموثوقة حتى إنهم كانوا يرتحلون لذلك ؛ يقول مصطفى صادق الرافعي في تاريخ آداب العرب (ص108): " وأقدم من عرفنا ممن رحلوا إلى البادية: يونس بن حبيب الضبيّ المتوفى سنة 182 وقد جاوز المائة فيما قيل، وخلف الأحمر المتوفى سنة 180، والخليل بن أحمد المتوفى سنة 175، وأبو زيد الأنصاري المتوفى سنة 215 عن 83 سنة، وهو أكثر أهل هذه الطبقة أخذاً عن البادية، وكانت له بذلك ميزة على صاحبيه: الأصمعي، وأبي عبيدة، حتى قيل إن الأصمعي حاء يوماً إلى مجلسه فأكبّ على رأسه وجلس، وقال: هذا عالمنا ومعلمنا منذ عشرين سنة؛ ولقد أراد أبو زيد هذا مرة أن يعرف باباً من الصرف ويتبين من منطق العرب ما هو أولى بالضم وما أولى بالكسر من باب فعل (بفتح العين) لذي قالوا فيه إن كل ما كان ماضيه بفتح العين ولم يكن ثانيه ولا ثالثه حرفاً من حروف اللين ولا الحلق فإنه يجوز في مضارعه ضم العين وكسرها، وليس أحدهما أولى به من الآخر ولا فيه عند العرب إلا الاستحسان والاستخفاف، كقولهم نفَر ينفِر وينفُر، وشتَم يشتِم ويشتُم… الخ…؛ فطاف أبو زيد لذلك في عليا قيس وتميم مدةً طويلة، يسأل عن هذا الباب صغيرهم وكبيرهم، قال: لم أجد لذلك قياساً، وإنما يتكلم به كل امرئٍ منهم على ما يستحسن ويستخف لا على غير ذلك". بل وكان أحدهم يقيم السنين في البادية يتعلم اللغة الصيحيحة ؛ قال ابو البركات الأنباري في نزهة الألباء في طبقات الأدباء: " وأما النضر بن شميل فأخذ عن الخليل بن أحمد، وعن فصحاء العرب، كأبي خيرة الأعرابي وأبي الدقيش. ويحكى عن النضر بن شميل أنه قال: أقمت بالبادية أربعين سنة ".
ومع هذا التحري الشديد فإنهم كانوا يفضلون بعض القبائل على بعض لفصاحتها وعدم تأثرها بالأعاجم ؛ يقول السيوطي في المزهر في علوم اللغة والأدب ج1/ص166 : " وأفصح العرب قريش قال ابن فارس في فقه اللغة باب القول في أفصح العرب؛
أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد مولى بني هاشم بقزوين قال حدثنا أبو الحسن محمد بن عباس الحشكي حدثنا إسماعيل بن أبي عبيد الله قال أجمع علماؤنا بكلام العرب والرواة لأشعارهم والعلماء بلغاتهم وأيامهم ومحالهم أن قريشا أفصح العرب ألسنة وأصفاهم لغة وذلك أن الله تعالى اختارهم من جميع العرب واختار منهم محمدا صلى الله عليه وسلم فجعل قريشا قطان حرمه وولاة بيته فكانت وفود العرب من حجاجها وغيرهم يفدون إلى مكة للحج ويتحاكمون إلى قريش وكانت قريش مع فصاحتها وحسن لغاتها ورقة ألسنتها إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم وأصفى كلامهم فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات إلى سلائقهم التي طبعوا عليها فصاروا بذلك أفصح العرب ألا ترى أنك لا تجد في كلامهم عنعنة تميم ولا عجرفية قيس ولا كشكشة أسد ولا كسر أسد وقيس.
وروى أبو عبيد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزل القرآن على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من هوازن وهم الذين يقال لهم عليا هوازن وهم خمس قبائل أو أربع منها سعد بن بكر وجشم بن بكر ونصر بن معاوية وثقيف قال أبو عبيد وأحسب أفصح هؤلاء بني سعد بن بكر وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أفصح العرب بيد أني من قريش وأني نشأت في بني سعد بن بكر وكان مسترضعا فيهم وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العلاء أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم .
وعن ابن مسعود إنه كان يستحب أن يكون الذين يكتبون المصاحف من مضر .
وقال عمر لا يملين في مصاحفنا إلا غلمان قريش وثقيف .
وقال عثمان اجعلوا المملي من هذيل والكاتب من ثقيف .
قال أبو عبيدة فهذا ما جاء في لغات مضر .
وقد جاءت لغات لأهل اليمن في القرآن معروفة ويروى مرفوعا نزل القرآن على لغة الكعبين كعب بن لؤي وكعب بن عمرو وهو أبو خزاعة.
وقال ثعلب في أماليه ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم وتلتلة بهراء وكشكشة هوازن وتضجع قريش وعجرفية ضبة وفسر تلتلة بهراء بكسر أوائل الأفعال المضارعة .
وقال أبو نصر الفارابي في أول كتابه المسمى بالألفاظ والحروف كانت قريش أجود العرب انتقادا للأفصح من الألفاظ وأسهلها على اللسان عند النطق وأحسنها مسموعا وأبينها إبانة عما في النفس والذين عنهم نقلت اللغة العربية وبهم اقتدي وعنهم أخذ اللسان العربي من بين قبائل العرب هم قيس وتميم وأسد فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أخذ ومعظمه وعليهم اتكل في الغريب وفي الإعراب والتصريف ثم هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيين ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم
وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضري قط ولا عن سكان البراري ممن كان يسكن أطراف بلادهم المجاورة لسائر الأمم الذين حولهم فإنه لم يؤخذ لا من لخم ولا من جذام لمجاورتهم أهل مصر والقبط ولا من قضاعة وغسان وإياد لمجاورتهم أهل الشام وأكثرهم نصارى يقرؤون بالعبرانية ولا من تغلب واليمن فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان ولا من بكر لمجاورتهم للقبط والفرس ولا من عبد القيس وأزد عمان لأنهم كانوا بالبحرين مخالطين للهند والفرس ولا من أهل اليمن لمخالطتهم للهند والحبشة ولا من بني حنيفة وسكان اليمامة ولا من ثقيف وأهل الطائف لمخالطتهم تجار اليمن المقيمين عندهم ولا من حاضرة الحجاز لأن الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين ابتدؤوا ينقلون لغة العرب قد خالطوا غيرهم من الأمم وفسدت ألسنتهم والذي نقل اللغة واللسان العربي عن هؤلاء وأثبتها في كتاب فصيرها علما وصناعة هم أهل البصرة والكوفة فقط من بين أمصار العرب".
وبعض ألفاظ العربية أفصح من بعض كما أن الحديث الشريف صحيح وأصح .
يقول السيوطي في المزهر في علوم اللغة والأدب ج1/ص168 : " رتب الفصيح متفاوتة ففيها فصيح وأفصح ونظير ذلك في علوم الحديث تفاوت رتب الصحيح ففيها صحيح وأصح ومن أمثلة ذلك قال في الجمهرة البر أفصح من قولهم القمح والحنطة وأنصبه المرض أعلى من نصبه وغلب غلبا أفصح من غلبا والمغوت أفصح من اللغب وفي الغريب المصنف قررت بالمكان أجود من قررت وفي ديوان الأدب الحبر العالم وهو بالكسر أصح لأنه يجمع على أفعال والفعل يجمع على فعول ويقال هذا ملك يميني وهو أفصح من الكسر وفي أمالي القالي الأنملة والأنملة لغتان طرف الأصبع وأنملة أفصح " .
وكما أن في اللغة صحيح وأصح ففيها ضعيف وأضعف وفيها المنكر أيضا
يقول السيوطي في المزهر في علوم اللغة والأدب ج1/ص169 : " معرفة الضعيف والمنكر والمتروك من اللغات
1- الضعيف ما انحط عن درجة الفصيح والمنكر أضعف منه وأقل استعمالا بحيث أنكره بعض أئمة اللغة ولم يعرفه

2- والمتروك ما كان قديما من اللغات ثم ترك واستعمل غيره وأمثلة ذلك كثيرة في كتب اللغة منها في ديوان الأدب للفارابي اللهجة لغة في اللهجة وهي ضعيفة وأنبذ نبيذا لغة ضعيفة في نبذ وانتقع لونه لغة ضعيفة في امتقع وتمندل بالمنديل لغة ضعيفة في تندل وواخاه لغة في آخاه وهي ضعيفة والامتحاء لغة ضعيفة في الإمحاء وفيه الجلد أن يسلخ الحوار فيلبس جلده حوارا آخر وقال ابن الأعرابي الجلد والجلد واحد وهذا لا يعرف وفيه الخريع من النساء التي تتثنى من اللين والخريع الفاجرة وأنكرها الأصمعي وفي نوادر أبي زيد كان الأصمعي ينكر هي زوجتي وقرئ عليه هذا الشعر لعبدة بن الطبيب فلم ينكره من الكامل فبكى بناتي شجوهن وزوجتي وقال القالي قال الأصمعي لا تكاد العرب تقول زوجته وقال يعقوب يقال زوجته وهي قليلة قال الفرزدق من الطويل (وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي ) وفي نوادر أبي زيد شغب عليه لغة في شغب وهي لغة ضعيفة وفيها يقال رعف الرجل لغة في رعف وهي ضعيفة" . وقال ابن النديم في الفهرست (ص86) في أخبار الرياشي : " وهو أبو الفضل العباس بن الفرج مولى محمد بن سليمان بن علي الهاشمي ورياش رجل من جذام وكان الرياشي عبدا له فبقي عليه نسبه إلى رياش وكان عالما باللغة والشعر كثير الرواية عن الأصمعي روى أيضا عن غيره قال أبو الفتح محمد بن جعفر النحوي قرأ الرياشي النصف الأول من كتاب سيبويه على المازني حدثنا أبو سعيد قال حدثنا أبو بكر بن دريد قال رأيت رجلا في الوراقين بالبصرة يقرأ كتاب المنطق لابن السكيت ويقدم الكوفيين فقلت للرياشي وكان قاعدا في الوراقين ما قال فقال انما أخذنا اللغة من حرشة الضباب وأكلة اليرابيع وهؤلاء أخذوا اللغة من أهل السواد أكلة الكواميخ والشواريز".
وكما أن الحديث الصحيح لا يثبت إلا بشروط فإن صحيح اللغة لا يثبت إلا بشروط
قال الزركشي في البحر المحيط في أصول الفقه ج1/ص405 : " وقال أبو الْفَضْلِ بن عَبْدَانَ في شَرَائِطِ الْأَحْكَامِ وَتَبِعَهُ الْجِيلِيُّ في الْإِعْجَازِ وَلَا يَلْزَمُ اللُّغَةَ إلَّا بِخَمْسِ شَرَائِطَ
1- أَحَدُهَا ثُبُوتُ ذلك عن الْعَرَبِ بِنَقْلٍ صَحِيحٍ بِوُجُوبِ الْعَمَلِ.
2- وَالثَّانِي عَدَالَةُ النَّاقِلِينَ كما يُعْتَبَرُ عَدَالَتُهُمْ في الشَّرْعِيَّاتِ.
3- وَالثَّالِثُ أَنْ يَكُونَ النَّقْلُ عَمَّنْ قَوْلُهُ حُجَّةٌ في أَصْلِ اللُّغَةِ كَالْعَرَبِ الْعَارِبَةِ مِثْلِ قَحْطَانَ وَمَعْدٍ وَعَدْنَانَ فَأَمَّا إذَا نَقَلُوا عَمَّنْ بَعْدَهُمْ بَعْدَ فَسَادِ لِسَانِهِمْ وَاخْتِلَافِ الْمُوَلَّدِينَ فَلَا قُلْت وَوَقَعَ في كَلَامِ الزَّمَخْشَرِيِّ وَغَيْرِهِ الِاسْتِشْهَادُ بِشِعْرِ أبي تَمَّامٍ بَلْ في الْإِيضَاحِ لِلْفَارِسِيِّ وَوُجِّهَ بِأَنَّ الِاسْتِشْهَادَ بِتَقْرِيرِ النَّقَلَةِ كَلَامَهُمْ وَأَنَّهُ لم يَخْرُجْ عن قَوَانِينِ الْعَرَبِ وقال ابن جِنِّي يُسْتَشْهَدُ بِشِعْرِ الْمُوَلَّدِينَ في الْمَعَانِي كما يُسْتَشْهَدُ بِشِعْرِ الْعَرَبِ في الْأَلْفَاظِ.
4- وَالرَّابِعُ أَنْ يَكُونَ النَّاقِلُ قد سمع منهم حِسًّا وَأَمَّا بِغَيْرِهِ فَلَا يَثْبُتُ.
5- وَالْخَامِسُ أَنْ يَسْمَعَ من النَّاقِلِ حِسًّا ".
وعند النظر في هذه الشروط التي ذكرها الزركشي نرى أن العرب أولوا اهتماما بالغا في عدالة الراوي كما في الشرط الثاني وضبطه وهو واضح من الشرط الثالث مع اتصال السند وهو الشرط الرابع وأن يسنده إلى أمر محسوس كما هو الظاهر من الشرط الخامس. وقد يجمع هذه الشروط ما قاله السيوطي في المزهر في علوم اللغة1/47: " تُؤخَذ اللّغُة اعتياداً كالصبيّ العربيّ يسمعُ أبويه أو غيرهما فهو يأخذ اللغةَ عنهم على ممرّ الأوقات وتؤخذ تلقُّناً من مُلَقّن وتؤخذُ سماعاً من الرّواة الثّقات ذوي الصدق والأمانة ويُتَّقَى المظنون ".
وكما أن المحدثين قد يدخل في حديثهم ما ليس منه فكذلك اللغة قد يدخل فيها ما ليس منها بسبب تداخل الأعاجم بالعرب؛ قال في المزهر1/107 : " معرفة من تُقْبَل روايته ومن تُرَد
فيه مسائل :
الأولى – قال ابن فارس في فقه اللغة : تؤخذ اللغة سَماَعاً من الرُّوَاة الثقات ذوي الصّدق والأمانة ويُتَّقَى المظنون فحدَّثنا علي بن إبراهيم عن المَعْدَاني عن أبيه عن معروف بن حسان عن الليث عن الخليل قال : إن النَّحَارير ربما أَدْخَلوا على الناس ما ليس من كلام العرب إرادة اللَّبْس والتَّعْنيت. قال ابن فارس : فَلْيَتَحَرَّ آخذُ اللغة أهل الأمانة والصّدْق والثّقة والعَدالة فقد بلغنا من أمر بعض مَشْيَخة بَغْداد ما بَلَغَنا وقال الكمال بن الأنباري في لُمَع الأدلّة في أُصول النَّحْو : يُشْتَرط أن يكونَ ناقلُ اللغة عَدْلاً رَجلاً كان أو امرأة حرّاً كان أو عبداً كما يُشْترط في نقل الحديث لأن بها معرفةَ تفسيره وتأويله فاشْتُرطَ في نقلها ما اشتُرط في نقله وإن لم تكن في الفضيلة من شكله فإن كان ناقل اللغة فاسقاً لم يقبَل نقله.
الثانية – قال ابنُ الأنباري : يُقْبل نقْل العَدْل الواحد ولا يُشْترط أن يُوافقَه غيرُه في النَّقل لأن الموافقة لا يخلو إما أن تُشْترط لحصول العلم أو لغَلبة الظَّن .
بطل أن يُقال لحُصُول العلم لأنه لا يحصلُ العلمُ بنَقْل اثنين فوجب أن يكونَ لغَلَبة الظنّ وإذا كان لغَلَبة الظنّ فقد حصلَ غلبةُ الظنّ بخبَر الواحد من غير مُوافقة .
وزعم بعضُهم أنه لا بد من نَقْل اثنين كالشهادة وهذا ليس بصحيح لأن النَّقْل مَبْنَاه على المُسَاهلة بخلاف الشهادة ولهذا يُسْمع من النساء على الانفراد مطلقاً ومن العبيد ويُقبل فيه العَنْعَنَة ولا يشترط فيه الدّعوى وكلُّ ذلك معدوم في الشهادة فلا يُقاسُ أحدُهما بالآخر".
وقد يدخل التدليس في اللغة كما يدخل في الحديث؛ قال في المزهر1/108 : " قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في فتاويه : اعْتُمد في العربية على أشعار العرب وهم كُفّار لبُعْد التَّدليس فيها كما اعتُمد في الطّب وهو في الأصل مأخوذ عن قوم كفّار لذلك".
أما النقل عن أهل الأهواء والمجهولين فيقول السيوطي في المزهر 1/109: " قال ابنُ الأنباري : نَقْل أهل الأهواء مقبول في اللغة وغيرها إلاَّ أن يكونوا ممن يتدينَّون بالكَذب كالخَطَّابيّة من الرَّافضَة وذلك لأن المُبْتدع إذا لم تكن بدعتُه حاملةً له على الكّذب فالظاهرُ صدْقه.
وقال الكمال بن الأنباري : المجهولُ الذي لم يُعْرف ناقله نحوُ أن يقول أبو بكر بن الأنباري : حدّثني رجلٌ عن ابن الأعرابي غيرُ مقبول لأن الجهلَ بالناقل يُوجب الجهلَ بالعَدالة وذهب بعضُهم إلى قبوله وهو القائل بقبول المُرسَل قال : لأنه نَقْلٌ صدَر ممن لا يُتَّهم في نَقْله لأن التهمة لو تطرَّقت إلى نَقْله عن المجهول لتطرّقت إلى نَقْله عن المعروف وهذا ليس بصحيح لأن النقل عن المجهول لم يصرَّح فيه باسم الناقل فلم يمكن الوقوفُ على حقيقة حًاله بخلاف ما إذا صُرّح باسم الناقل فَبان بهذا أنه لا يلزم من قبول المعروف قبولُ المجهول".
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهدأن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

مذاكرة الشيخ البشير الإبراهيمي في صحة قول العرب:

الحوار في صحة جر الجوار
أو
مذاكرة الشيخ البشير الإبراهيمي في صحة قول العرب: ( هذا جحر ضب خرب)

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد: فأنا أقرأ في جزء لطيف من روائع ما دبجه يراع الشيخ الإبراهيمي ــــ رحمه الله ــــ موسوم “برسالة الضب“،([1]) والتي استعرض فيها الشيخ ما كان يحفظه عما قيل في الضب وعلى لسانه، وما ضرب من الأمثال المتعلقة به، ومن ذلك ما يذكره النحاة استشهادا للجر بالمجاورة: (هذا جحر ضب خرب).
وكان أن وقف الشيخ منه موقفا عجيبا حيث قال: ((هذا المثال البارد الفج الصامط، الذي لا يثير في النفس اهتماما بل يثير فيها اغتماما))!!.
وأثار كلام الشيخ البشير هذا اهتمامي؛ إذ إن علماء اللغة لا يشترطون في الذي يذكرونه من شواهد أن تكون مما يطرب السامع وتهتز له أعطاف القارئ ويجد الأريحية في ترديده، كما أنهم لا يجعلون أمر هذه الشواهد متوقفا على استحسان الدارس أو استهجانه، بل الأصل عندهم في صحة شواهد اللغة ثبوتها عن أهل اللسان، دون النظر إلى أي اعتبار أخر. فشأن الشواهد اللغوية كما قال الشيخ محمد صادق الرافعي: (( لا يبالي الرواة فيها إلا باللفظ، فيستشهدون بكثير من كلام سفهاء العرب وأجلافهم، ولا يأنفون أن يعدوا من ذلك أشعارهم التي فيها ذكر الخنى والفحش؛ لأنهم يريدون الألفاظ وهي حروف طاهرة)).([2])
وهكذا ذهب الشيخ البشير مغتما إلى التشكيك في ثبوت المثال وصحته فقال: (( فلست على ثقة من أن مثال النحاة مسموع من العرب)). وهي دعوى يستغرب صدورها من مثل الشيخ البشير؛ إذ قد نقل هذا المثال العدول من أئمة العربية وأساطينها، ويكفي حكاية سيبويه له، قال في “الكتاب”: (( وقد حملهم قرب الجوار على أن جر هذا جحر ضب خرب ونحوه)).([3])
بل زاد الشيخ الإبراهيمي على التشكيك في ثبوت المثال إلى القطع بأنه منتحل مصنوع حيث قال: (( وإنما هو مثال سوقي انتحلوه، ثم قلد أخرهم أولهم فيه على عادتهم)).
وهو كلام شديد رمى فيه الشيخ البشير عن قوس واحدة المثال وناقليه ومنهجهم. واستنتج الشيخ بعد ذلك إشكالا غريبا صاغه في قالب الإنكار فقال: ((وهل يصح لهم أن يمثلوا لمسألة سماعية بمثال مصنوع)). وعلى تسليم كون المثال مصنوعا منتحلا فإن أهل اللغة لا يقتصرون في التمثيل لقضية الجر بالجوار بجحر الضب الخرب بل يذكرون من متماسك الشواهد الكثير. قال أبو البقاء في “الإملاء”: ((هذا موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد)).([4])
وفي بعض تلك الشواهد من الروح والخفة والإيناس ما يستحق أن يستولى به على هوى النفوس، و ينال الحظ الأوفر من ميل القلوب. ومن ذلك قول ذي الرمة:

تـريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس بها خال ولا ندب

حيث خفض غير للمجاورة، ومن ذلك أيضا قول امرئ القيس:

وظل طهاة اللحم ما بين منضج صفيف شواء أو قدير معجل

بحر قدير للمجاورة .
ثم إن الشيخ البشير في اعتراضه على مثال النحاة ذكر أمرين احتجاجا لدعواه:
الأمر الأول: (( إن نطق العرب لا يساعد على ما ادعاه النحاة فيه؛ لأن كلمة خرب التي يدعي النحاة جرها مقطعا في الجملة لم يعقبها كلمة أخرى، فإذا نطق بها عربي نطق بها ساكنة الأخر بلا شك، فمن أين يظهر الجر الذي ادعوه فيها)).
والجواب: أن الجر يظهر بلا إشكال باعتبار كون هذا المقطع في درج الكلام، بمعنى أن العبارة نطق بها موصولة بكلام يعقبها، والنحويون اقتصروا على محل الاستشهاد وموضع الاحتجاج. وهو مضطرد كثير في تصرفاتهم.
وأما دليل الشيخ الثاني على أن مثال النحاة مصنوع فقد قال الشيخ البشير: (( إن معنى المثال على برودته وجفافه لا يتفق مع ما يعرف العرب عن الضب من أنه لا يبني جحره إلا في الأماكن الصلبة المتماسكة)). وقد ساق الشيخ البشير في بيان هذه الحقيقة جملة من الشواهد والأشعار.
وعلماء اللغة لا يخالفون الشيخ في صحة صلابة وتماسك جحور الضباب، ولكنهم لا يعتقدون أن ذلك من قواعد العقول التي لا تنخرم بحال. ثم إن الضباب ليست على درجة واحدة من القوة والمهارة في بناء الأجحار؛ فالفوضى في البناء في عالم العقلاء فاشية فضلا عن عالم الأحناش. ثم إن صاحب تلك العبارة لم يجر في وصفه لجحر الضب ذاك على صناعة الحدود والتعاريف حتى يرد عليه ما ذكره الشيخ البشير، إذ قد يكون في مقام وصف جحر ضب رأى خرابه وعاين انقضاضه، ولا تثريب على من أخبر بما عاين وشاهد. وكأن الشيخ البشير تنبه لوهاء هذا الذي احتج به فقال: ((ولا ننكر أن بعض جحر الضباب يخرب وقد خربت مدائن الرومان والفراعنة فضلا عن جحور الضباب)).
ومع قوله هذا أصر الشيخ البشير على الطعن في المثال فقال: ((ولكنه أي المثال بارد جاف مخاذل، خاذل لحافظه إذ يوهمه خلاف الواقع)). وهذا عجيب من الشيخ. أويقال إن شواهد اللغة كلها تعبر عن حقائق ومسلمات لا تخالف الواقع؟ أوليس غالب شواهدها أشعار هام فيها أصحابها في أودية الباطل والخيال، أم هل يقال إنه لا ينبغي ولا يصح الاستشهاد بمثل قوله تعالى: {إن هذان لسحاران}؛ لأنه يوهم خلاف الواقع. ولو عاملنا شواهد النحو وأمثلته بما قد يفهم من كلام الشيخ البشير لنسفناها جملة، ولم يبق لنا منها إلا قول لبيد:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

والشيخ البشير ليس هو أبو عذر تخطئة هذا المثال، فقد عده بعض النحاة المتقدمين كابن النحاس وغيره من قبيل الغلط واللحن، بل قد تجاسر ابن جني ونقل إجماع العلماء على عده من غلطات العرب فقال: ((قولهم هذا جحر ضب خرب يتناوله آخر عن أول، وتال عن ماض على أنه غلط من العرب، لا يختلفون فيه ولا يتوقفون فيه)).([5])وما أدري مستنده في هذا النقل العجيب، الذي لا يختلف الناس في بطلانه، ولا يتوقفون في رده؛ إذ لا يزال النحاة واللغويون والمفسرون والفقهاء يستدلون بهذا المثال، وينقلونه آخر عن أول، وتال عن ماض، وعلى أساسه قعدوا باب الجر بالجوار. واعجب لابن جني نفسه ينـقــل اعتبار الكــافـة له، قــال في “الخصـائص”: (( وأما الجوار في المنفصل فنحو ما ذهبت الكافة إليه في قولهم هذا جحر ضب خرب)).([6])
وليت أن الشيخ توقف عند الاعتراض على هذا المثال كما ظن ذلك أخونا الفاضل بوسلامة فقال: (( ولم يكن هذا اعتراض من الإمام على الخفض بالمجاورة، وإنما هو اعتراض على المثال، والاعتراض على المثال لا يقدح في القواعد)).([7]) ذلك أن الشيخ يقرر في رسالته تلك: ((أن هذا النوع من الجر مقصور على ما سمع من العرب؛ فلا يسوغ لنا نحن طرده من كلامنا حتى لا نفسد اللغة على أنفسنا، بهدم القواعد الصحيحة، والجري على غير منهاج)). فأنت ترى كيف أن الشيخ لم يقتصر على المثال، بل تجاوزه إلى رد قاعدة الجوار. وهذا من الشيخ جريا على مذهب شاذ لبعض النحــاة والمفسرين. قال ابن الأنباري في “الإنصاف”: (( وقولهم جحر ضب خرب محمول على الشذوذ، الذي يقتصر فيه على السماع لقلته، ولا يقاس عليه)).([8]) والحق الذي عليه المحققون من أئمة اللغة والتفسير أن الجر بالمجاورة مطرد، ينسج على منوال ما سمع عن العرب فيه. قال أبو البقاء: (( وقد جعل النحويون له بابا، ورتبوا عليه مسائل، ثم أصلوه بقولهم هذا جحر ضب خرب، حتى اختلفوا في جواز جر التثنية والجمع، فأجاز الإتباع فيهما جماعة من حذاقهم؛ قياسا على المفرد المسموع، ولو كان لا وجه له في القياس بحال لاقتصروا فيه على المسموع فقط)).([9])
وليس الأخذ بقاعدة الجر بالجوار جريا على غير منهاج كما قال الشيخ البشير، بل هو مهيع ظاهر المعالم له ضوابطه وقواعده. وقد ذكر علماء اللغة لتسويغ الجر بالمجاورة جملة شروط:
الشرط الأول: عدم الإلباس. قال السمين الحلبي عند كلامه عن الجر بالجوار: (( وهذه المسألة عنذ النحويين لها شروط: أن يؤمن اللبس فلا يجوز قام غلام زيد العاقل، إذا جعلت العاقل نعت للغلام امتنع جره على الجوار لأجل اللبس، بخلاف قولهم هذا جحر ضب خرب ففي هذا المثال خرب صفة للجحر لصحة اتصافه به والضب لا يوصف به)).([10])
الشرط الثاني: أن لا يفصل بين المتجاورين بحرف العطف.قال ابن هشام: (( ولا يكون خفض الجوار في النسق؛ لأن التعاطف يمنع من التجاور)).([11])والحق جواز الجر بالمجاورة ولو في النسق، قال القاسمي: ((وما قيل بأن حرف العطف مانع من الجوار مردود بأنه ورد في العطف كثير في كلام العرب)).([12]) ومن مجيء الجوار في النسق قراءة أبي عمر و غيره {وأرجلكم} بالخفض. وجزم البيهقي في “السنن” أن من قرأ وأرجلكم خفضا فإنما هو للمجاورة.
الشرط الثالث: أن تتفق الكلمتان المتجاورتان إفرادا وتثنية وجمعا وتنكيرا وتعريفا وتذكيرا وتأنيثا. نص على ذلك الخليل([13]) وغيره. إلا أن سيبويه يجيز الحمل على الجوار وإن اختلف المتجاوران، إذ لم يشكل المعنى.([14])
الشرط الرابع: أن يتضمن جر الجوار نكتة. قال القاسمي: ((وشرط حسن الجر بالجوار عدم الإلباس مع تضمن نكتة)).([15])ومن دقق النظر في مثال النحاة هذا جحر ضب خرب رأى أنه يتضمن جملة من النكت:
أولا: أن الخراب مستثقل معنى، و الضم مستثقل لفظا، فجر خرب حتى لا يجتمع على اللفظ ثقلان.
ثانيا: إنه لما خالف جحر ضبنا الأصل في جحور بني جنسه من كونها متماسكة صلبة، خولف له في الإعراب، ونزع له ما هو أصل إعراب نظائره وهو الإتباع وجر على الجوار.
ثالثا: لما وصف الجحر بالخراب وكان الوصف مظنة الاختصاص أجراه على الجوار لا على الإتباع؛ بيانا لكون الخراب وصفا عارضا لا ملازما.
رابعا: إن هذه الجملة على وجازتها تصلح أن تكون مثالا جامعا لأنواع الإعراب الثلاث المحلي والظاهر والمقدر. فكلمة (هذا) إعرابها محلي، والكلمة المركبة في الوسط (جحر ضب) إعرابها ظاهر، وكلمة (خرب) الإعراب فيها مقدر.
هذا وإن إعمال الفكر في الإطلاع على أسرار سنن أهل اللسان يبين أنهم قد بلغوا مبلغا عظيما في تصرفهم فيه. وقد أحسن من قال:

هي العرب تأتي من وجوه كثيرة يتيه بها بعض النحاة الأكابر

وفي الأخير لم استطع تجاوز عبارة وجدتها في مقال أخينا الفاضل بـو سلامة، فإنه لما ذكر اعتراض الشيخ البشير على مثال النحاة. قال: (( ولست رديفه على هذه المطية التي اقتحم بها أبواب الجراءة على النحاة، فكان أجرأ من غضافر)).([16]) وهي عبارة شديدة أتمنى أن ينفعه معها ليت وأختها لعل.
وأرجو أن أكون بما كتبت قد حققت ما أراده الشيخ البشير ـــ نور الله عليه قبره ــ فإنه قال بعد إيراد الاعتراض: (( وددت لو ذاكرت بعض نحاة العصر المفتونين بالمباحث اللفظية العقيمة في هذا التوجيه؛ لأسمع رأيهم وما عسى أن يأتوا به من حجج فارغة)).
مذكرا أنني لست ـــ علم الله ــ من نحاة العصر، ولا ممن شغف ببعض مباحثهم اللفظية العقيمة، ولكنني فضولي أعبر عن توجيهات وحجج من نقلوا ذاك المثال، وأصلوا قاعدة الجوار من أنمة العربية و أساطينها كالخليل وسيبويه والأخفش وأبو البقاء وغيرهم.
والبحث ليس في الانتصار لتعليلات نحوية بعيدة، أو توجيهات إعرابية مستكرهة، يمكن وصفها بالمباحث اللفظية العقيمة والحجج الفارغة، ولكن الشأن في الانتصار لأسلوب من أساليب لغتنا قال عنه الإمام ابن كثير: ((المجاورة وتناسب الكلام وهذا سائع ذائع في لغة العرب شائع)).([17])
وكذا في الاحتجاج لشاهد نحوي نقله وأثبته أئمة فحول.

فإن كان الذي نقلت مقنعا فذاك، وإن كان غير ذلك فالأمر كما قيل:
غاية نفس عذرها مثل منجح

والله أسأل أن يرحم الشيخ البشير، وأن يجمعني وإياه في مستقر رحمته في جوار الأنبياء والصالحين.

انتهى

[1] مطبوعة ضمن “آثار الشيخ البشير الإبراهيمي” ( 2/40 ـ 52 ).

[2] “تاريخ آداب العرب” للرافعي (1/354 ).

[3] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[4] “إملاء ما من به الرحمان” لأبي البقاء العكبري (1/118 ).

[5] “الخصائص” لابن جني (1/191 ).

[6] “الخصائص” لابن جني (3/220 ).

[7]مقال (لسان لحلو يرضع اللبة) لمحمد بوسلامة مجلة “منابر الهدى” العدد (04)

[8] “الانصاف” لابن الأنباري (1/610 ).

[9] “إملاء ما من الرحمان” لأبي البقاء (1/118 ).

[10] “الدر المصون” للسمين الحلبي (4/210 ).

[11] “مغني اللبيب” لابن هشام ( 2/683 ).

[12] “محاسن التأويل” للقاسمي(6/109 ).

[13] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[14] “كتاب سيبويه” (1/437 ).

[15] “محاسن التأويل” للقاسمي (6/109 ).

[16] مقال (لسان لحلو يرضع اللبة) لمحمد بوسلامة مجلة “منابر الهدى”.

[17] “تفسر القرآن العظيم” لابن كثير (3/53 ).


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

الشيخ محمد رسلان حفظه الله يحكي قصة في التقعر في اللغة

الشيخ محمد رسلان حفظه الله يحكي قصتين في التقعر في اللغة

استعمال الغريب من اللغة

كان رجل من التجار يتقعر في كلامه وكان يستعمل الغريب، يعني الكلام الذي لا يستعمل في الحالات العادية فجفاه أبوه استثقالا له وتبرما به قال: هذا الولد لا يدخل علي لا في حياتي ولا بعد مماتي، مما كان يأتي به يعني من التقعر في الكلام واستخدام الغريب فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها على الموت فقال اشتهي أن أرى وُلْدي قبل أن يموت فاحضروهم بين يديه وأُخِّرَ هذا ثم أُخِّرْ أحضروهم جميعا من وراء حجاب يدخلون واحدا واحدا ويؤخرون هذا المتقعرحتى لم يبقى سواه فقالوا له قال إخوته إخوة هذا الأخ التقعر قالوا لأبيهم ندعوا لك بأخينا فلان فقال هو والله يقتلني بكلامه فقالوا قد ضمن ألا يتكلم بشيء تكرهه فأذن له وظنه عند الضمان فأذن له فلما دخل قال السلام عليك يا أبتي قل أشهد ألا إلا الله وإن شئت قل: أشهد أنَّ لا إله إلا الله، فقد قال الفراء كلاهما جائز والأولى أحب إلى سيبويه، والله يا أبتي ما شغلني غير أبي علي فإنه دعاني بالأمس فأَهْرَسَ وأَعْدَسْ وأَرْزَزَ وأَوْزَزْ وسَكْبَجَ وسَبَّجْ وزَرْبَجَ وطَهْبَجْ وأَطْفَلَ وأَمْصَبْ ودَدْجَجَ وفْلَوْجَجَ ولَوْجَجْ.

فصاح أبوه العليل: السلاح السلاح صيحوا لي بجارنا الشماش بردبة عند أهل الكتاب من النصارى لأوصيه أن يدفنني الأبعد مع النصاري لأستريح من كلام هذا الأحمق، لا يريد أن يكون له في الآخرة به إجتماع يريد أن تتخالف الطرق، هذا هو التقعر حقا.

بعض الولاة اعتلت أمه فتفدقت حيلته عن دعوة المصلين في المسجد لأمه بالشفاء والعافية، فماذا صنع؟ كتب رقاعا ـ جمع رقعة ـ وطرحها في المسجد الجامع بمدينة السلام ببغداد ردها الله على المسلمين ردا جميلا، في كل رقعة مكتوب صيغة واحدة هي: “صِينَ امرؤ ورُعَيَ دعى لامرأة إنقحلة مقسئنة قد منيت بأكل الطرموق فأصابها من أجله الاستمصال أن يمن الله عليها بالإطرغشاش والإبرغشاش” فكان كل من قرأ رقعته دعى عليها ولعنه ولعن أمه ـ الشيخ حفظه الله يضحك ـ.
ـ صين مرؤ ورُعِيَ: دعاء بالصيانة والرعاية.
ـ دعى لامرأة إنقحلة: يعني يبس جلدها على عظمها.
ـ مقسئنة: كبيرة عاجزة.
ـ مُنِيَّتْ بأكل الطرموق: هو الطين الأرميني.
ـ فأصابها من أجل الاستمصال: هو الإسهال.
ـ أن يمن الله عليها بالاطرغشاش: بالعافية.
ـ والابرغشاش: بالسلامة.
الشيخ يضحك ويقول: لو كتبناها بهذه الصورة فماذا يضر؟ هذا هو التقعر حقا.

منقول من موقع البضاء العلميةhttp://www.albaidha.net/vb/showthrea…948#post108948


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

سلسلة مقالات : إصلاح الغلاط الشائعة في اللغة العربية

الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبيه الأميّ الأمين و على آله و صحبه أجمعين و بعد :

فقد وقفت على مقالات لعلاّمة الأدب و اللغة علي الجارم رحمه الله في بيان الأغلاط الشائعة في اللغة العربية ضمن كتاب ( جارميات) جمع الدكتور أحمد علي الجارم , في غاية الإتقان و الفائدة فأحببت أن أنشرها لإخواني رجاء الأجر و المثوبة , فإليكم المقالة الأولى و الله وليّ التوفيق .

إصلاح الغلاط الشائعة في اللغة العربية (1) (*)

لقد نهضت لغة القرآن الكريم – و لله الحمد و المنة – نهوضا مباركا في جميع الآفاق , و أحس أبناؤها نزعة نفسية تدفعهم إلى ربط طريف مجدهم بتليده , و حديث تاريخهم بقديمه , فاتجهوا إلى العربية في أزهى عصورها و أنضر عهودها , يتخيرون أرق ألفاظها و أقوى أساليبها و أروع أخيلتها , فامتلأت كتاباتهم بالطريف النادر , و أشعارهم بالرقيق الساحر , و خطبهم بالجزل الرصين , و من وازن بين حالي اللغة الشريفة في عصر نهضتنا هذه و في العصر السابق عليه عصر السبات و الظلام , رأى الفرق جسيما و البون عظيما , و دهش كيف أن ابنة عدنان استطاعت في هذه الفترة القصيرة من أعمار الأمم و أدهار التاريخ أن تخطو هذه الخطوات الواسعة , و أنها تبقى كامنة خادرة حتى إذا وجدت السبيل أمامها مذللة , و الطريق معبدة , وثبت وقبة تطوى لها الأرض , و تطأطئ لها الجبال , و إن نظرة في تاريخ الفصحى تدل على أنها تنقبض في صدفها و لا تموت , و تنصل في ألواحها و لا تمحى { إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون } فقد أصابت العربية أحداث , و مستها قروح كان أقلها كافيا لهدم أقوى اللغات ركنا و أمنعها حصنا من غارات للأعجمية ذهبت بالرطب و اليابس و جولات للشعوبية كادت تقضي على الشرف الخالد و المجد التالد :

و مع هذا أيها السادة بقيت اللغة العربية تنظر إلى الأحداث شزراً , و تسخر من الخطوب , فقام رجال في هذا العصر في كلا بلاد العربية بنصرتها و شد أزرها و الإشادة بمجدها.
لهذا أيها السادة تروننا لا نألوا جهدا في تطهيرها من أدران اللحن , تنقيتها من فاسد الأساليب , لأن الشعور بالنقص أول مراتب الكمال , و لأن أبا الطيب يقول :

و لم أر في عيوب الناس شيئا *** كنقص القادرين على الكمال

و لو أنّ كلّ أديب نبّه إلى خطأ فأصلحه , أو فساد تعبير فتجنبه , لطهرت اللغة من شوائب النقص في زمن قصير , و إلى الشباب ندائي , و إلى أبناء العربية رجائي أن يكون لهذه المحاضرات أثرها النافع إن شاء الله تعالى
و لنبدأ بالكلام في الموضوع فنقول :

– يخطئ كثير من الشادين في الكتابة فيستعملون فعلا لا وجود له في العربية و هو (( تضامن)) فيقولون مثلا : يجب أن نتضامن في هذا الأمر و هذا المشروع يحتاج إلى التضامن , يريدون أنّه يحتاج إلى بذل الجهد المشترك مع ثقة كل شخص بأخيه
و من العجيب أن هذا الفعل المصنوع الزائف انتشر على ألسنة المثقفين انتشارا عظيما , خير فعل يحلّ مكانه و يؤدي معناه الفعل ((تواثق)) و مصدره التواثق , قال كعب بن زهير :

ليوفوا بما كانوا عليه تواثقوا *** بخيف منى و الله راءٍ و سامعُ

أي : ليوفوا بالأمر الذي تعاهدوا عليه و اتفقوا على بذل الجهد فيه متحدين متواثقين , و يشبه خطأهم في استعمال هذا الفعل الذي لا أصل له في اللغة استعمالهم الفعل تكاتف , فيقولون : يجب أن نتكاتف في هذا الأمر , بمعنى نتعاون , و نجاح هذا المشروع موقوف على التكاتف , و هذا الفعل تكاتف لم يرد في كتب اللغة المعتمدة , و الكلمات الصحيحة في هذا المعنى كثيرة فلسنا بحاجة إلى ابتكار فعل جديد نشتقه من الكتف , ففي الاستطاعة أن نقول : نتعاون ونتعاضد و نتساند و نتآزر , و لا بد من المعاونة و التعاضد و التساند و المؤازرة .

-و من الغلط أنهم يجمعون الأبله على بلهاء , و هذا من أعجب العجب , لأن أَفْعَل الذي مؤنثه فَعلاء , كأبله و بلهاء لا يجمع جمع تكسير إلا على : فُعْل , أما بلهاء فإذا صحّ فإنّه يوجب أن يكون في اللغة : بليه و باله , و ليس لهما وجود فيها , فالصواب أن يجمع الأبله على بله , كما يجمع الأحمق على الحمق , و الأعرج على العرج.

– و من الغلط الفاشي قولهم : تحسنت الصناعة عن ذي قبل , و زيادة (( ذي )) قبل الكلمة ((قبل)) غلط لأنه لا معنى له و لأن العرب لم تستعمل هذا التركيب , و لم تجىء كلمة قبل في لغتها مسبوقة بذي, و إنما تقول في التركيب السابق : تحسنت الصناعة عما كانت عليه من قبل .

أما ذي فإنها لا تدخل على قبل , و إنما تدخلها العرب على قبل – بفتحتين- لمعنى غير هذا المعنى , فتقول : أفعل ذلك من ذي قُبَل , أي : فيما استقبل من الزمان , و لا شك أن الغرضين مختلفان , و أن قُبَل غير قَبْل.

– و يغلطون فيقولون : تقضي آداب اللياقة بكذا , كأنهم يجعلون اللياقة مصدرا للفعل , لأن يليق و هو ليس له بمصدر , لأنّه لم يسمع بين مصادره و لأنه لا يدل على حرفة حتى ينقاس , و إنما مصدره الصحيح : الليق و الليقان , فالواجب أن نقول : تقضي آداب الليق و الليقان بكذا , و لو أننا أبدلنا ياء اللياقة باءً , فقلنا اللباقة – بالباء – لأصبنا شاكلة الصواب , فإن العرب تقول : هذا الأمر يلبق بك و لا يليق بك أي لا يحسن فمن السائغ لنا أن نقول : تقضي آداب اللباقة بكذا.

– و من الأغلاط الفاشية قولهم : حادث مريع , فيصوغون اسم الفاعل و هو مريع من الفعل أراع , و لا أثر لهذا الفعل في اللغة و إنما يقال : راعني الأمر و روعني , بمعنى : أخافني و أفزعني و لا تقل أراعني , فالصواب أن يقال : حادث مروع , و يصح أن تقول : حادث رائع , بمعنى : مفزع أيضاً و لكن الرائع يأتي لمعنى آخر , فقد يكون لما يعجب الناس بحسنه و جهارة منظره أو شجاعته , تقول : جمال رائع و الأصل في ذلك كلّه الروع , و هو القلب أو موضع التأثر منه , و زللهم هذا يشبه في قولهم : هذا فعل مُشِين – بضم الميم – و ما هذه الأفعال المُشينة ؟ و هذا غلط صارخ , لأنه ليس بين أفعال اللغة (أشان) و إنما الفعل شانه و يشينه شيناً بمعنى : عابه فالصحيح أن يقال : عمل شائن , أو : عمل مَشين – بفتح الميم – على أنه اسم مفعول أي أنه عمل يعيبه الناس و يشينوه.

– و من الغلط قولهم : زرتك و الساعة تسع , مثلا , و وجه الغلط فيه أن الساعة هنا مبتدأ , و من القواعد الأولى في العربية وجوب مطابقة الخبر المبتدأ , فإذا كان المبتدأ مفرداً وجب أن يكون الخبر مفردا , و الساعة هنا مفرد يدل على شيء واحد ما في ذلك ريب , و تسع تدل بوضعها على أكثر من شيء واحد , أي أنها تدل على تسعة معدودات , فانتفت المطابقة و اضطرب الكلام , هبْك قلت : التفاحة تسع , أو: الدواة تسع , أتظن هذا قولا تسيغه نفسك أو يستسيغوه سامعوك؟ و لكن الألسن جرت على هذا اللحن و لم تضجر له الآذان , لأنه شاع في العامية فلما نقل إلى العربية كان له في النفس مكان مأهول , و الصواب – إن أريد التشبث بهذا التركيب – أن تقول : زرتكتك و الساعات تسع , أو أن تقول كما يقول الناس : زرتك في الساعة التاسعة .

– و يقولون : هذا الشيء يجلب الشهية للطعام , أو : يذهب بالشهية . و كلمة الشهية بهذا المعنى غلط هنا لا ندري من أين جاءت , و إنما الشهية : مؤنث الشهى , و الشهى : الشيء المشتهى و اللذيذ , و لا شك أن الكلام لا يستقيم البتة حين نقول : هذا الشيء يجلب الشهية للطعام , إذ يكون معناه هذا الشيء يجب اللذيذة للطعام و هذا هراء , فالصواب أن يقال : هذا الشيء شه للطعام أو يشهي الطعام أي يجمل على اشتهائه.اهـ ص ( 227 / 229 ) طبعة دار الشروق.

……………يتبع بإذن الله مع المقالة الثانية في بيان الأخطاء الشائعة في اللغة العربية .

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*) نشرت بمجلة الراديو المصري بالعدد 181 في 30 سبتمبر 1938 ص 8 و لقد تعرض المرحوم(أ) لهذا الموضوع الهام و قد فيه سلسله من الأحاديث الإذاعية . (أحمد علي الجارم).

(أ) هكذا جاءت عبارة جامع الكتاب أحمد علي ابن الأديب علي الجارم , و كما هو مقرر و معلوم من عقيدة أهل السنة بعدم جواز الشهادة لأحد كائن من كان بالجنة أو الرحمة إلا من ورد في حقّهم نص ثابت .

فتوى الشيخ العلامة المجدد ابن باز رحمه الله :

حكم القول للميت: المغفور له، أو المرحوم

ما هي العبارات التي تطلق في حق الأموات فنحن نسمع عن فلان (المغفور له) أو (المرحوم) فهل هذه العبارات صحيحة؟ وما التوجيه فـي ذلك؟

المشروع في هذا أن يقال: (غفر الله له) أو (رحمه الله) ونحو ذلك إذا كان مسلما، ولا يجوز أن يقال: (المغفور له) أو (المرحوم)؛ لأنه لا تجوز الشهادة لمعين بجنة أو نار أو نحو ذلك، إلا لمن شهد الله له بذلك في كتابه الكريم أو شهد له رسوله عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الذي ذكره أهل العلم من أهل السنة، فمن شهد الله له في كتابه العزيز بالنار كأبي لهب وزوجته، وهكذا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي وبقية العشرة رضي الله عنهم وغيرهم ممن شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنة كعبد الله بن سلام وعكاشة بن محصن رضي الله عنهما، أو بالنار كعمه أبي طالب وعمرو بن لحي الخزاعي وغيرهما ممن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار نعوذ بالله من ذلك نشهد له بذلك.

أما من لم يشهد له الله سبحانه ولا رسوله بجنة ولا نار فإنا لا نشهد له بذلك على التعيين، وهكذا لا نشهد لأحد معين بمغفرة أو رحمة إلا بنص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل السنة يرجون للمحسن ويخافون على المسيء، ويشهدون لأهل الإيمان عموما بالجنة وللكفار عموما بالنار، كما أوضح ذلك سبحانه في كتابه المبين قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا[1] الآية، من سورة التوبة، وقال تعالى فيها أيضا: وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ[2] الآية، وذهب بعض أهل العلم إلى جواز الشهادة بالجنة أو النار لمن شهد له عدلان أو أكثر بالخير أو الشر لأحاديث صحيحة وردت في ذلك.

[1] سورة التوبة من الآية 72.

[2] سورة التوبة من الآية 68.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس.

أنظر موقع سماحة الشيخ رحمه الله .
http://www.binbaz.org.sa/mat/1835


التصنيفات
اللغة العربية وعلومها

حصري ولأول مرة: معجم المبتدأ والخبر في القرآن الكريم

هَلْ تَعَلَّمْتَ الإعْرِابَ وَتُرِيدُ التَطْبِيقَ حَقًا؟

هَلْ تَوَدُ التَّوَسُّعَ فِي فَهْمِ بَعْضِ قَوَاعِدِ الإعْرَابِ؟

تَجِدُ ذَلِكَ – إِنْ شَاءَ اللهُ – فِي كِتَابِ مُعْجَمِ المُبْتَدَأِ وَالخَبَرِ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ.

كِتَابٌ فِي الْإِعْرَابِ، يَحْمِلُ بَيْنَ أَوْرَاقِهِ صُوَرًا مِنَ الْمُبْتَدَآتِ وَالْأَخْبَارِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ. قَصَدَ مُؤَلِفُهُ بِتَأْلِيفِهِ إِعَانَةَ طُلاّبِ عِلْمِ الْعَرَبِيّةِ عَلَى فَهْمِ بَعْضِ قَوَاعِدِ الْإِعْرَابِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ بَاقَةٍ مُتَنَوّعَةٍ، مِنَ الْأَمْثِلِةِ الْقُرْآنِيَّةِ الرَّائِعَةِ فِي الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ.

أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ فِي مُؤَلِّفِهِ، وَأَنْ يَجْزِيَهُ عَنَّا خَيْرَ الجَزَاءِ.

الملفات المرفقة تعليم_الجزائر معجم المبتدأ والخبر في القرآن الكريم.PDF (3.66 ميجابايت)