التصنيف: لغــة وأدب عربي
لغــة وأدب عربي
مكتبة القواميس و المعاجم
مكتبة القواميس و المعاجم
صورة للمكتبة
رابط التحميل
http://www.4shared.com/file/b1AeJ2jJ/___.html
رابط جديد
http://www.rofof.com/7wdbou5/Mktbh_alqwamys.html
مناهج تحليل الخطاب السردي
في مناهج تحليل الخطاب السردي ..
بأسلوب مبسط ولغة سهلة يقدم لنا الأكاديمي والناقد الجزائري عمر عيلان نظرة تكاد تكون شاملة لأهم مدارس النقد الجديد، وأهم المشتغلين به عالمياً وذلك في كتابه الهام (في مناهج تحليل الخطاب السردي) الذي يعد بحق إضافة مهمة للمكتبة العربية، وعلى الرغم من أنه تمت ترجمة الكثير من الكتب
إلا أنها ترجمة انتقائية تتحكم بها، إما الأهواء المزاجية وإما الإيديولوجية، وهي أقرب إلى ملاحقة الموضة منها إلى الإحاطة الموضوعية بكل ما ينتج في هذا المجال، ما يضع أسماء مهمة كثيرة في الظل رغم أهمية أطروحاتها. مع هذا فقد شهد النقد الروائي العربي تطوراً سريعاً خلال الأربعين سنة الماضية. ويأتي هذا الكتاب ضمن هذا السياق ليتناول بشكل دقيق مكونات مناهج النقد الأدبي في مجال السرد، أو ما اصطلح على تسميته بالنقد الجديد.
اتسم عمر عيلان في هذا الكتاب بحيادية الباحث، فاستعرض أهم المدارس التي سادت في النصف الثاني من القرن الماضي غير ناسٍ بداياتها التأسيسية التي قد ترجع إلى بدايات القرن، فتناول في الفصل الأول البنيوية، وفي الثاني مدرسة التحليل النفسي، وفي الثالث استعرض البنيوية التكوينية، وذلك من منطلق الدراسة المقارنة لتلقي أفكار وطروحات هذا النقد. فقد تناول الفصل الأول الأفكار والأطروحات التي قدمها ممثلو التيار البنيوي في النقد الجديد الذي تناول النصوص السردية بالدراسة، ووضع الجهاز المفاهيمي المتكامل للنظرية البنيوية للسرد وهم:
1- كلود ليفي شتراوس الذي انطلق من رؤية تفيد بأن الثقافة هي نظام يسير وفق النظام اللساني، والهندسة التي يبنى وفقها النظام الثقافي شبيهة بهندسة النظام اللغوي، ويرى شتراوس «أن كل ثقافة يمكن اعتبارها بالدرجة الأولى مجموعة من الأنظمة الرمزية، مثل اللغة وقوانين الارتباط العائلي ونظم القرابة، العلاقات الاقتصادية، العلوم والفنون، والديانة. وكل هذه الأنظمة تهدف إلى التعبير عن مظاهر الواقع المادي والاجتماعي، كما يمكن أن تكشف عن طبيعة الصلة التي تحكم هذه الأنظمة الرمزية فيما بينها. وهذا يؤسس لرؤية تقوم على إلغاء المفاضلة بين الثقافات، ورفض كل منهج يبنى على مفهوم التطورية والتفوق العرقي.
2- رولان بارت بأفكاره الجريئة التي قدمها في مسار المفاهيم المتعلقة بالكتابة، والنقد الأدبي، والعلاقات الوطيدة بين المسارات المختلفة للوجود الأدبي والتواصلي، والجماليات اللغوية وإنتاجية النص من زوايا جديدة، تبحث في آفاق الممكنات الأدبية، ومستندة إلى أولية اللغة والبنيات النصية، فكانت بذلك مسعى يعمل على نقد النقد التقليدي، ويطرح بدائل موضوعية لحقيقة اللغة ومنطلقاتها النفسية وانسجام بنيات الأجناس الأدبية، فيتم بذلك إعطاء تحديد لمفاهيم الجمال واللذة الجمالية والوضوح، بهدف صياغة ضوابط وأسس لما يمكن تسميته بعلم الأدب.
3- تودروف تزفيتان الذي اقترح لدراسة النص الأدبي جملة من المظاهر والمستويات التي يرى أنها الأكثر ثباتاً واستقراراً في الخطاب الأدبي، وهي المستوى الدلالي والمستوى اللفظي، والمستوى التركيبي، حيث يتمظهر المستوى الدلالي من خلال: المظهر المرجعي والمظهر الحرفي والمظهر المادي، بينما يتعلق المستوى اللفظي بدراسة سجلات الكلام التي يعبر من خلالها السارد عن القصة وطبيعة اللغة المستعملة، في حين يتخذ المستوى التركيبي طابعاً تأليفياً لإنجاز تراكيب مختلفة من العلاقات بين مختلف المكونات النصية، سواء أكانت جملاً، أم مقاطع، أم مكونات زمانية أم مكانية.
4- جيرار جينيت الذي «أسس للنظرية البنائية كأطروحة نظرية، ومنهج يركز على الخصوصيات الجمالية والبلاغية لمكونات شعرية النص، من خلال سعيه إلى إقامة نظرية عامة في الأشكال الأدبية تستكشف إمكانات الخطاب.. وبهذه الصفة يمثل التيار النقدي الطامح إلى توضيح فعل الكتابة ذاتها». ويؤكد جينيت نزعته «الشعرية» الهادفة إلى البحث في مقومات النص الداخلية بعيداً عن الإكراهات الخارجية مهما كانت.
أما في الفصل الثاني فقد عرض عمر عيلان للنقد النفسي كما قدمه شارل مورن، الذي اقترح مصطلح النقد الاجتماعي بديلاً لدراسات التحليل النفسي. كما تناول بالعرض الأسس المنهجية لجاك لاكان حول اللاوعي وعلاقته باللغة، فقد أسس لاكان لنظرية «اللغة اللاشعور» من خلال اتكائه على أطروحات فرويد حول الأحلام ودراسة خطاب اللاشعور من حيث تركيباته وبنياته وقوانينه من جهة، واستحضاره من جهة أخرى مبدأ دوسوسير وجاكبسون حول اللغة، وعلاقات الأدلة بالمدلولات. وتوظيف العمليات التواصلية في إدراك وصياغة نظام رمزي محكوم بقواعد المجاز والاستعارات والألاعيب اللغوية الأخرى، وكذلك تناول الرواية العائلية واللاوعي لدى مارت روبير، التي صاغت نظريتها الأساسية في كتابها «رواية الأصول وأصول الرواية» الصادر (1972) منطلقة من أطروحات فرويد عن العصابيين العائلية (1901) التي ربط فيها السرد والقص بمجموعة من التصورات والاستيهامات المستثارة في شكل أحلام اليقظة. وهي وسيلة يلجأ إليها الخيال الإنساني في مرحلة نموه عند الطفل، ليجد من خلالها حلاً لهويته بعدما يصطدم بحقيقة واقع الأسرة وعلاقته بوالديه التي يرى فيها ينبوع الرعاية والحب المطلق، لكن سرعان ما تتراجع هذه الصورة ويكتشف أن والديه ليسا بتلك المثالية المركزية الموجهة له، وخاصة في حال قدوم ولد جديد. وفي نهاية الفصل قدم أفكار جون بلمان نويل المتعلقة بلاوعي النص وأهمية القارئ في إنتاجية النص الأدبي.
أما في الفصل الثالث فقد خصصه للحديث عن المكون الثالث «النقد البنيوي التكويني»، كما قدمه لوسيان غولدمان، والمفاهيم الأساسية لهذا التوجه الذي يعد تنويعاً بنيوياً للنقد الاجتماعي الكلاسيكي، فمن خلال البحث عن البنية المجتمعية داخل النص، حدد غولدمان جملة من المقولات هي: البنية الدالة، رؤية العالم، الفهم، التفسير، والوعي بأنواعه وأشكاله. كما أشار الكاتب في هذا السياق إلى مقترحات ميخائيل باختين التي تعد إسهاماً بنيوياً في تغيير مسار النقد الاجتماعي، وإعطائه دفعاً نحو الاهتمام بالمقومات البنائية والجمالية للنص الروائي عبر مفاهيم: الحوارية، الرواية المناجاتية، والرواية متعددة الأصوات، الأسلبة. كما قدم أفكار بيار زيما حول سوسيولوجية النص الأدبي، وأطروحاته حول العلاقة بين الإبداع الأدبي والحياة المجتمعية.
أخيراً يمكن القول إنه لا يمكن لعرض صحفي أن يفي الكتاب حقه، وخاصة أن الكاتب بقدر ما أراد لكتابه أن يكون شاملاً لأهم مدارس النقد الجديد، بقدر ما لجأ إلى الاقتصاد اللغوي كي لا يتضخم البحث كثيراً ويفلت الموضوع من عقاله، يبقى الكتاب إضافة مهمة للمكتبة العربية
المثنى المتلازم
الثنائيات الاسم الذي تطلق عليه (معناها)
الأبيضان الشحم والشباب· أو اللبن والماء· أو السيف والسنان
الأثرمان الدهر والموت
الأجوفان البطن والفرج
الأحمدان الأمن والسلامة
الأحمران ا للحم والخمر· أو الزعفران والذهب
الأخبثان السهر والضجر· أو الأرق والقلق· أو البول والغائط
الأخضران العشب والشجر
الأذلان الحمار والوتد الذي تشد به حبال الخيام وبيوت الشعر
الأزهران الشمس والقمر
الدائبان الشمس والقمر
القمران الشمس والقمر
النيّران ا لشمس والقمر
الأسمران الماء والقمح· أو الماء والرمح
الأسودان التمر والماء· أو الحية والعقرب
الأصرمان ا لذئب والغراب
الأصغران القلب واللسان
الأصفران الذهب والزعفران
الأصمعان القلب الذكي والرأي العازم
الأطيبان الطعام والشراب
الأعذبان الريق والخمر
الأعميان الليل والسحاب· أوالسيل والحريق
الأغزران ا لبحر والمطر
الأمرّان ا لفقر والهرم· أو الجوع والعري· أو الفقر والعري
الأيهمان السيل والحريق
البحران بحر العرب وبحر الروم (البحر الأبيض المتوسط)
البردان الغنى والعافية
البليّتان المرض والفقر
الثقلان الإنس والجان (في القرآن)
الثقلان ا لكتاب والعترة (في الحديث)
الثاويان البدو والحضر
الجديدان الليل والنهار
الأجدّان ا لليل والنهار
الأهرمان الليل والنهار
الأصرمان الليل والنهار
الردفان الحرسان الليل والنهار
العصران الليل والنهار
الفتيان الليل والنهار
الطريدان الليل والنهار
الجيشان القوة والشباب
الحجران الذهب والفضة
الحبيبان لذهب والفضة
النقدان الذهب والفضة
الحسنيان النصر والشهادة· أو الصحة والثروة
الحرمان مكة والمدينة
المكتان مكة والمدينة
الخافقان الشرق والغرب
الخائنان ا لجوع والعري
الداران الدنيا والآخرة
السعدان كوكب المشتري والزهرة
الدمان الكبد والطحال
الرافدان دجلة والفرات
الفراتان دجلة والفرات
الزهراوان سورتا البقرة وآل عمران
الشيخان أبوبكر وعمر
العمران أبوبكر وعمر
الصحيحان صحيح البخاري وصحيح مسلم
الضرتان حجرا الرحى
الطرفان اللسان والفرج
العشاءان المغرب والعشاء
العشاءان المغرب والعتمة
الصباحان الصباح والمساء
العصران الصبح والمساء
المسيان الصبح والمساء
الكرتان ا لصبح والمساء
الباكران الصبح والمساء
الغاران ا لبطن والفرج
الفرقدان نجمان قريبان من القطب الشمالي
الكريمان الحج والجهاد
المرتان الشر والأمر العظيم
المهلكان الحرب والسيل
النحسان كوكبا زحل والمريخ
الناعيان الشيب والكبر
الهجرتان الهجرة إلى الحبشة والهجرة إلى المدينة
الهاديان العين والأثر
الواعيان السمع والبصر
الأبوان الأب والأم
الوالدان الأب والأم
الأذانان الأذان وإقامة الصلاة
الأنفان الأنف والفم
العراقان البصرة والكوفة
البصرتان البصرة والكوفة
المصران الكوفة والبصرة · وقيل مكة والمدينة
الحسنان الحسن والحسين · ولدا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
السبطان الحسن والحسين · ولدا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
الريحانتان الحسن والحسين (في الحديث)
الحيرتان الحيرة والكوفة
الرجبان رجب وشعبان
الصفران صفر ومحرم
الغدوان الغداة والعشي
الفرجان الفم والقبل
القريتان مكة والطائف
المروتان الصفا والمرة
المشرقان المشرق والمغرب
المطران المطر والريح
الموصل الموصل والجزيرة
الذبيحان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام · وعبدالله بن عبدالمطلب والد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
اللابتان حرتان في المدينة المنورة
الأصمعان العقل واللسان
المنذران المنذر بن امرؤ القيس والمنذر بن ماء السماء
الناعقان كوكبان من الجوزاء
الحكمان الصحابيان أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص وكانا حكمين في النزاع بين علي ومعاوية
الشاتان عرقان ينحدران من الرأس إلى الحاجبين ثم العينين
البردان صلاة الفجر وصلاة العصر
اللبنان اللبن الأسفل واللبن الأعلى جبلان قرب مكة المكرمة
الصرفان الرصاص والنحاس
الطائيان البحتري وأبو تمام (لأنهما من قبيلة طيء)
القبلتان المسجد الحرام والمسجد الأقصى
الشريفان المرتضي والرضي
الرضيان المرتضي والرضي
الرحلتان رحلة الشتاء والصيف من القرآن الكريم
الهرمان الأكبر والأصغر في مصر
السعدان يطلق على صحابيين أنصاريين هما سعد بن عبادة وسعد بن معاذ وكان الأول سيد الأوس والثاني سيد الخزرج
العلامة والرمز اللسانيان
.
العلامة والرمز اللسانيان:
كيف تنشأ الدلالة والمعنى في اللغة؟
الرمز والعلامة يمعناهما اللغوي: هما نشاط ذهني تمثلي يقوم من خلاله الفكر بإثارة موضوع أو معنى بواسطة موضوع آخر مثلا الدخان علامة على النار والميزان رمز للعدالة. وبفضلهما يتحرر الفكر من سلطة الواقع في تنوعه وتبدله ويزداد هذا التحرر الفكري اتساعا وغنى في العلامات والرموز اللسانية.
إلا أن هناك فرق جوهري بين العلامة بمعناها الخاص والرمز ذلك لأن هذا الأخير لا يكون اعتباطيا بصفة مطلقة فليس عديم المضمون بل يحتوي على رابطة طبيعية تربطه مع ما يرمز إليه، إن الرمز يشتمل على التمثيل الذي يعبر عنه. فالأسد يستخدم رمزا للقوة لأنها صفة يتميز بها، والثعلب رمزا للمكر… هكذا يبدو أن الرمز في نظر هيجل ليس اعتباطيا لكن لا يجب أن يفهم من ذلك أن الرمز يطابق تمام المطابقة المدلول عليه لأنه يحمل خصوصيات غير موجودة في المدلول عليه.
أما العلامة فهي اعتباطية ولقد وضح ذلك انطلاقا من الألوان التي تدل على أمة معينة.
إن العلامات والرموز هي عبارة عن وسائط تمثيلية بين الفكر والواقع لأن كل لسان كما يقول كاسيرر: “حيوان رامز”
إن العلامات والرموز قد تتخذ أشكالا متعددة: قد تكون طبيعية(الأسد رمز للقوة) وقد تكون ثقافية(الميزان رمز للعدالة) وقد تتخذ شكل صور وشكل كتابة وقد تتخذ كذلك شكل علامة لسانية.
فما المقصود بالعلامة اللسانية وكيف تنشأ الدلالة والمعنى في اللغة، بشكل تلقائي وطبيعي أم بالمواضعة والاتفاق؟
تعربف العلامة اللسانية:
يقول بنفنست:”…وهكذا الشأن في العلامة اللسانية فأحد مكونات العلامة هي الصورة الصوتية ويشكل الدال. أما المكون الآخر فهو المفهوم ويشكل المدلول”
الدال: هو الصورة السمعية التي تولدها في الذهن الأصوات التي يسمعها المتلقي.
المدلول هو التصور الذهني الذي تثيره الصورة السمعية في ذهن المستمع.
ومن ثمة تطرح طبيعة العلاقة بين الدال و المدلول: هل هي اعتباطية(اصطلاحية) أم هي علاقة طبيعية تعكس فيها الكلمة الشيء المعبر عنه أم أن العلاقة بينهما ضرورية؟
1- موقف أفلاطون: الأطروحة الطبيعية
في محاورة كراتيل يورد أفلاطون نقاشا فلسفيا جرى بين شخصين هما هرموجين وكراتيل اختلفا فيه حول علاقة الكلمات بالأشياء، حيث يرى كراتيل بأنها علاقة طبيعية، بينما يرى الآخر أنها علاقة اتفاق واصطلاح،تم اللجوء إلى سقراط قصد الاحتكام إليه فبدأ يحاور هيرموجين لكي يقنعه بأن الاسم هو محاكاة للشيء وبالتالي فالكلمات تنتمي إلى الأشياء على نحو طبيعي، مدافعا بذلك عن موقف كراتيل. إن نظرية المحاكاة عند أفلاطون تنبني على أساس أن لكل وجود اسم يضمه بطبيعته، فإما أنه متضمن في صوته أو في صورته أو في أحد أعراضه الأخرى كاللون مثلا. وأفلاطون يرى بأن عملية المحاكاة تتطلب العلم بماهية الشيء مادام لكل وجود ماهية. وبهذا يكون قد فتح المجال لنسقه الفلسفي الذي يرى بأن الوجود المادي ليس هو الحقيقة وإنما هو نسخة أو محاكاة لتلك الحقيقة.
2- موقف دوسوسير: الأطروحة الاصطلاحية الاعتباطية
يحاول دوسوسير الإجابة على إشكال يدور حول علاقة الدال بالمدلول هل هي علاقة طبيعية أم اعتباطية؟ مستهلا ذلك بنقده للأطروحة الطبيعية وتفنيد عناصرها مبينا أنها تعتمد على وجود المعاني الجاهزة وتقر بأسبقية المعنى على اللفظ. كما أنها لاتهتم بتحديد طبيعة اللفظ وماهيته وتعتبر أن علاقة الاسم بالمسمى هي علاقة بسيطة. بعد ذلك يشرع في الدفاع عن أطروحته المغايرة ويرى بأن الدلالة لا تربط الاسم بالمسمى بل توحد بين تصور وصورة سمعية، أي بين الدال والمدلول مؤكدا على البعد السيكولوجي في هذا المجال. إذن فالدلالة هي التركيب المكون من الدال والمدلول والعلاقة بينهما هي علاقة اعتباطية والسبب في ذلك هو اختلاف الألفاظ باختلاف الألسن، فالدال ( أ-خ-ت) لا تربطه أية علاقة ضرورية بمفهوم القرابة الذي يعبر عنه، لأن كل لسان يرسم الدال بالطريقة التي يتواضع عليها أفراد الجماعة. من هنا يستنتج دوسوسير أن عملية الدلالة خاضعة للموا ضعة والاتفاق لأن المجتمع هو الذي ينتج العلامة ويعطيها دلالتها.
3- موقف بنفنست: الأطروحة الضرورية
يختلف بنفنست مع دوسوسير في تحديد العلاقة التي تربط الدال بالمدلول، مؤكدا على وجود تماثل ضروري بينهما إلى حد اعتبارهما وجهان لعملة واحدة لايمكن الفصل بينهما، فالدال هو الترجمة الصوتية للمفهوم، والمدلول هو المقابل الذهني للدال. إن العلاقة الضرورية بين الصورة الذهنية لكلمة ثور ومجموعة الأصوات المتتالية: ث- و- ر. فالمفهوم-(المدلول) ثور ماثل في وعيي بالضرورة للمجموع الصوتي(الدال) ثور. والحجة الدالة على هذه العلاقة الضرورية بين الدال والمدلول، هو أنه بمجرد رؤيتنا أو استحضارنا لأحدهما، إلا واستحضرنا العنصر المرتبط به. فكلاهما نقشا في ذهني وكل منهما يستحضر الآخر في كل الظروف.ثمة بينهما اتحاد وثيق إلى درجة أن مفهوم ثور هو بمثابة روح الصورة الصوتية ث – و- ر.
لايمكن للذهن الإنساني أن يحمل مفاهيم ليس لها مقابل يمكن للإنسان التعرف عليه وإدراكه. فجميع مفاهيم الذهن الإنساني هي أسماء لمسميات، ولايمكن لهذت الأخير أن يقبل بأسماء هو يجهل في الواقع ما توحي به.
إن الذهن لا يتقبل من الأشكال الصوتية إلا ذلك الذي يكون حاملا لتمثل يمكنه التعرف عليه وإلا رفضه بوصفه مجهولا وغريبا
من جمال اللغة ودقائقها
1
1–النعـاس : وهـو أن يرغب الإنســـان في النــوم .
2_ الوسـن : وهـو ثقــل الـرأس .
3_ الترنيـق : مخالطـة النعـاس للعيـن .
4_ الكـرى : أن يكون الإنسان بين النوم واليقظة .
5_ التغفيـق : النـوم وأنت تسـمع كلام الناس .
6_ الإغفـاء : النــوم الخفيــف .
7_ التهـويم : النــوم القليـــل .
8_ الرقـاد : النــوم الطـويــل .
========================================
في الأطعمـة
. طعـام المســتعجل يسـمى : العجــالة .
• طعـام الدعـوة : المـأدبــة .
• طعـام الضـيف : القِـــرى .
• طعـام البنــاء : الـوكـيرة .
• طعـام العـرس : الـوليمــة .
• طعـام الـولادة : الخُـــرس .
• طعـام الختـان : العـذيــرة .
• طعـام حلق شعر المولـود : العقيقـــة .
• طعـام القادم من السـفر : النقيعـــة .
• طعــام المــأتـم : الوضيمــة .
=======================================
في تَرْتيب حُسْـنِ المـرأَة :
إذا كانت بهـا مسـحةٌ من جمال فهي : وضيئةٌ وجميلةٌ .
إذا أشـبهَ بعضُها بعضاً في الحُسـنِ فهي : حُسـَّـانةٌ .
إذا اسْـتَغنتْ بجمـالها عن الزِّيـنةِ فهي : غـانيــةٌ .
إذا كانت لا تُبالي أنْ لا تَلْبسَ ثوباً حسناً فهي: مِعْطـَالٌ .
إذا كان حُسْنُها ثابتاً كأنه قد وُسِمَ فهي : وَســيمةٌ .
إذا قُسـِمَ لها حظٌ وافرٌ من الحسـنِ فهي : قسـيمةٌ .
إذا كان النظـرُ إليها يسُـــرُّ الرُّوعَ فهي : رائعـة .
إذا غَلبتِ النســــاءَ بحُسْــنِها فهي : باهِـرَةٌ .
==========================================
الأصـــوات :
اســـم الحيوان واســم صوتــه :
الصـوت اســــم الحيوان
النعيـــب الغـــــراب
الصفـــير النـســـــر
ا
الـــزئير الأســــــد
الطنـــين الـذبـــــاب
الدبيــب النمـــــــل
النعيـــق البـــــــوم
الحنـــين النـاقــــــة
النقيـــق الضفــــــدع
اليعـــار المـاعــــــز
النـزيـب الظــــــبي
القبـــاع الخنـزيـــــر
الضحــك القـــــــرد
النبـــاح الكلــــــب
العــــواء الـذئـــــب
=======================================
الدقـة في التعبير
في ترتيب أحوال وأفعال الإنسـان :
1- مراتب الســرور :
الجذلُ – الابتهاج _ الاسـتبشـارُ _ الارتياح
الفرحُ _ المـرح .
=======================================
2- مراتب الحب :
الهوى _ العَلاقَـة _ الكلَـف _ العِشْـق
الشَّــعفُ _ اللَّـوْعَـة _ الشَّــغفُ _ الجَـوَى _ التَّيْـمُ _ التَّبْـلُ _ التّدْليـه _ الهُيـام .
=======================================
3 _ مراتب العداوة :
البُغْضُ _ القِلَى _ الشَّــنآن _ المقتُ .
=======================================
4 _ مراتب الغضب :
السُّــخْطُ _ البرطمـــةُ _ الغَيْظُ _ الحَـرَدُ _ الحَنَـقُ _ الاختـلاطُ .
=======================================
5 _ في تفصيل أوصاف الحُـزْنِ :
الأَسَـفُ : حزنٌ معَ غَضَبٍ . ـ السَّـدَمُ : همٌ في نَدَم _ التَّرَحُ : ضِدُّ الفَرَحِ _ الكَرْبُ : الغَّمُ الذي يأخذُ بالنَفسِ _ الوُجُومِ : حزنٌ يُسكتُ صاحِبَهُ . _ الكـآبـةُ : سُوءُ الحالِ والانكسارُ معَ
الحُزنِ .
===========================================
( أنواع النظـر )
إذا نظر الإنســــان إلى الشــيء بعجـلة ، نقـول : لَمَحـَـهُ .
وإذا :
• نظــــــر إليــــــه بحـــــــدة : حَـــدَجـَـــــــــــــــهُ .
• نظر إليه من جانب أذنـــه : لَحَــظَــــــــــــــــــهُ .
• نظر إليه مركزاً نظره عليه : حَـــدَقَّ فـيـــــــــــه .
• نظر إليه نظرة المســـتثبت : تَـوَضَــحَـــــــــــــهُ .
• نظر إلى الأفق ليرى الهلال : تَـبـَصَّــــــــــــــرَهُ .
• نظــــــــــر إليه بعــــــــداوة : نَـظـَرَ إليهِ شـَزراً .
• نظــــر إلى الثوب متفحصـاً : اسْـــــتـَـشَــــــفَّـــهُ .
• أدام النظــــــــر فيــــــــــــه : رَمَــقَـــــــــــــــــــهُ .
• نظر إليه من بعيد واضعاً يده على حاجبيه : اسْـتَـوضَحَهُ واسْـــتَـشْــــرَفَــهُ .
• فتــح عينيـــه وجعــــل لا يطـــرف : شَخَصَ ببصَره .
=======================================
( محــاســــن العين )
إذا كانت العين شديدة السواد مع الاتســاع وصفت بأنها : دعجــــاء .
إذا كــان في ســـوادهـا حمــرة وصفـت بأنهـا : شــــهلاء .
إذا كــانت العيـن واســـــعة وصفـت بأنهـــا : نجــــلاء .
إذا كــانت طويلـــة الأشــفار وصفـت بأنهـــا : وطفــــاء .
إذا كــانت جفـــونها ســــوداء وصفت بأنهــا : كحــــلاء .
إذا اشــــتد ســوادهـا وبياضـها وصفت بأنهــا : حــــوراء
-مستجمع –
بارك الله فيك على هذا الجمع الممتع الماتع القيّم النافع ….
إستفدت كثيرا …كثيرا
بارك الله فيك و نفع بك
ملحوظة يا رعاك الله : في أصوات أسماء الحيوانات ، وردت أصوات لغير الحيوانات ، لذا وجب تعديل العنوان ليصبح هكذا ، أسماء الأصوات ….. ما رأيك ؟
توقفت في القراءة عند قائمة الأصوات ، أكمل الموضوع لاحقا إن شاء الله لي البقاء
موضوعاتك اعجبتني كثيرا عزيزتي بسمة ، واصلي .. جزاك الله عنا خيرا
وفعلا أدخلت أمورا دخيلة على العنوان المقصود
بورك فيك وفي ردك الكريم
وسعيدة جدا بالمتابعة القيّمة و بما حُضيَتْ به مشاركتي من عضوة نبيهة مثلك
تقديري…
شاكرة لك مرورك العطر " المطيعة "
إضاءات حول " فقه اللغة "
إن أول من استخدم اصطلاح فقه اللغة كان ابن فارس (ت 395 هـ) في عنوان كتابه (الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها). ثم نصادف هذا الاصطلاح بعد ذلك في عنوان كتاب الثعالبي: (فقه اللغة وأسرار العربية)). ولكننا نجد مفهوم فقه اللغة مختلفا عند الرجلين.
مفهوم فقه اللغة عند ابن فارس
يتبين المطلع على كتاب ابن فارس (الصاحبي في فقه اللغة) أنه ينظر إلى هذا النوع من التأليف على أنه دراسة القوانين العامة التي تنتظم اللغة في جميع مستوياتها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والأسلوبية.
مفهوم فقه اللغة عند الثعالبي:
الثعالبي يرى أنّ فقه اللغة علم خاص بفقه وفهم المفردات، وتمييز مجالاتها واستعمالاتها الخاصة والاهتمام بالفروق الدقيقة بين معانيها. وقد ترجم هذه الفكرة عنه بشكل واضح ابن خلدون في مقدمته حيث قال: "ثم لما كانت العرب تضع الشيء لمعنى على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظاً أخرى خاصة بها فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال واحتاج الناس إلى فقه في اللغة عزيز المأخذ، كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الإنسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح حتى صار استعمال الأبيض في هذه كلها لحناً وخروجاً عن لسان العرب. واختص بالتأليف في هذا المنحى الثعالبي وأفرده في كتاب له سماه (فقه اللغة).
سبب اختلاف المفهومين
ويبدو لنا أن هذا الاختلاف قد نتج عن اختلاف استعمال كلمة (لغة). فابن فارس استعملها بمعناها العام المطلق أي تلك الوسيلة المتعددة المستويات التي يستعملها الناس في التفاهم فيما بينهم. لذا جاء مفهوم فقه اللغة عنده واسعا وشاملا لجميع مستويات اللغة.
أما الثعالبي فقد استخدم كلمة (لغة) في معناها الخاص، الذي يقابل كلمة نحو، وهو معرفة المفردات ومعانيها. لذا نرى فقه اللغة عنده هو فقه للمفردات لا التراكيب والأساليب.
قال ابن فارس في مقدمة كتابه الصاحبي:
"إِن لعلم العرب أصلاً وفرعاً: أمَّا الفرعُ فمعرفة الأسماء والصفات كقولنا: "رجل" و "فرس" و "طويل" و "قصير". وهذا هو الَّذِي يُبدأ بِهِ عند التعلُّم. وأمَّا الأصلُ فالقولُ عَلَى موضوع اللغة وأوَّليتها ومنشئها، ثُمَّ عَلَى رسوم العرب فِي مخاطبتها، وَمَا لَهَا من الافْتِنان تحقيقاً ومجازاً. والنّاسُ فِي ذَلِكَ رجلانِ: رجلٌ شُغل بالفرع فلا يَعْرِف غيرَه، وآخَرُ جَمع الأمريْنِ معاً، وهذه هي الرُّتبة العليا، لأن بِهَا يُعلم خطابُ القرآن والسُّنة، وعليها يُعول أهلُ النَّظر والفُتيا، وذلك أن طالبَ العلم العُلويُ يكتفي من سماء "الطويل" باسم الطويل، ولا يَضِيرُه أن لا يعرف "الأشَقَّ" و "الأَمقَّ" وإن كَانَ فِي علم ذَلِكَ زيادةُ فَضل. وإنَّما لَمْ يَضِره خفاءُ ذَلِكَ عَلَيْهِ لأنَّه لا يَكاد يجدُ منه فِي كتاب الله جل ثناؤه فيُحْوَج إِلَى علمه."
-يتبع /….
[/SIZE]r]
كتب فقه اللغة عند العرب
كتاب الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس
موضوعات فقة اللغة في كتاب الصاحبي في فقه اللغة
كتاب القرن الرابع لم يعرفوا تقسيم الموضوعات تقسيماً منهجياً دقيقاً، بل كان يغلب عليهم الاستطراد وعدم المنهجية، لذلك نجد في الكتاب عدداً من الموضوعات عن اللغة وطبيعتها، ثم إن هناك مسائل عن أصوات اللغة وعددا من الأبواب عن الصرف وعن البلاغة ومسائل في الدلالة، وموضوعات في الأسلوب، والاختلاف حول نشأة اللغة. ومن الموضوعات المهمة في فقه اللغة التي نصادفها في كتاب (الصاحبي) ما يلي:
(أ) (باب القول على لغة العرب أتوقيف أم اصطلاح)
وفيه يحتج ابن فارس لنظرية التوقيف التي تقول إن اللغة توقيف وتعليم من الله عز وجل مستدلا بدليل (1) نصي من القرآن هو قوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها) و (2) بدليل عقلي هو قوله إن إجماع العلماء على الاحتجاج بلغة القوم فيما يختلفون فيه أو يتفقون عليه ، ثم احتجاجهم بأشعارهم، يدل أنه لو كانت اللغة مواضعة واصطلاحا لم يكن أولئك في الاحتجاج بهم بأولى منا في الاحتجاج بنا على لغة عصرنا، و (3) بدليل اجتماعي وهو زعمه "أنه لم يبلغنا أن قوما من العرب في زمان يقارب زماننا أجمعوا على تسمية شيء من الأشياء مصطلحين عليه."
(ب) اختلاف لغات العرب. في هذا الباب أورد ابن فارس وجوه الاختلاف بين اللهجات العربية القديمة ومما ذكره من أصناف هذه الاختلافات:
(1) الاختلاف فِي الحركات كقولنا: "نَستعين" و "نِستعين" بفتح النون وكسرها. قال الفرَّاء: هي مفتوحة فِي لغة قريش، وأسدٌ وغيرهم يقولونها بكسر النون.
(2) الاختلاف فِي الحركة والسكون مثل قولهم: "معَكم" و "معْكم" أنشد الفرّاء:
(3) الاختلاف فِي إبدال الحروف نحو: "أولئك" و "أُولالِكَ". ومنها قولهم: "أنّ زيداً" و "عَنّ زيداً".
(4) الاختلاف فِي الهمز والتليين نحو "مستهزئون" و "مستهزُوْن".
(5) الاختلاف فِي التقديم والتأخير نحو "صاعقة" و "صاقعة".
(6) الاختلاف فِي الحذف والإثبات نحو "استحيَيْت" و "استحْيت" و "صدَدْت" و "أَصْدَدْت".
(7) الاختلاف فِي التذكير والتأنيث فإن من العرب من يقول "هَذِهِ البقر" ومنهم من يقول "هَذَا البقر" و "هَذَه النخيل" و "هَذَا النخيل".
(8) الاختلاف فِي الإعراب نحو "مَا زيدٌ قائماً" و "مَا زيدٌ قائم" و "إنّ هذين" و "إنّ هذان" وهي بالألف لغة لبني الحارث بن كعب يقولون لكلّ ياء ساكنة انفتح مَا قبلها ذَلِكَ.
(9) الاختلاف فِي صورة الجمع نحو: "أسرى" و "أُسارى".
(جـ) باب (القول فِي اللغة الَّتِي بِهَا نزل القرآن، وأنه لَيْسَ فِي كتاب الله جلّ ثناؤه شيء بغير لغة العرب) عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن عَلَى سبعة أحرُف أَوْ قال بسبعِ لغات، منها خمسٌ بلغة العَجْزِ من هَوازن وهم الذين يقال لهم علُيا هَوازن وهي خمس قبائل أَوْ أربع، منها سَعدُ بن بكر وجُشَمُ بن بكر ونَصْر بن مُعاوية وثَقيف. قال أبو عُبيد: وأحسب أفصَحَ هؤلاء بني سعد بن بكر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أفصَح العَرَب مَيْد أني من قريش وأني نشأت فِي بني سعد بن بكر" وَكَانَ مُسْتَرْضَعاً فيهم، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العَلاء: أفصح العرب عُليا هَوازِن وسُفْلى تميم. وعن عبد الله بن مسعود أنه كَانَ يَستَحبُّ أن يكون الذين يكتبون المَصاحف من مُضر. وقال عمر: لا يُمْلِيَنَّ فِي مَصاحِفِنا إِلاَّ غلمان قريش وثَقيف. وقال عثمان: اجعلوا المُمليَ من هُذَيل والكاتبَ من ثقيف.
قال: (أبو عبيد) وزعم أهل العَربية أن القرآن لَيْسَ فِيهِ من كلام العجَم شيء وأنه كلَّه بلسانٍ عربيّ، يتأوَّلون قوله جلّ ثناؤه "إنا جعلناه قرآناً عربياً" وقوله "بلسان عربيّ مبين". قال أبو عبيد: والصواب من ذَلِكَ عندي – والله اعلم – مذهب فِيهِ تصديق القوْلين جميعاً. وذلك أنَّ هَذِهِ الحروف وأصولها عجمية – كما قال الفقهاء – إِلاَّ أنها سقَطَت إِلَى العرب فأعرَبَتها بألسنَتها، وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إِلَى ألفاظها فصارت عربيَّة. ثُمَّ نزل القرآن وَقَدْ اختَلَطت هَذِهِ الحروف بكلام العَرَب. فمن قال إنها عَرَبية فهو صادق، ومن قال عجمية فهو صادق.
يتبع /….[/align][/size]
(د) باب (القول فِي مأخذ اللغة)
تؤخذ اللغة اعتياداً كالصبي العربيّ يسمع أبويه وغيرهما، فهو يأخذ اللغة عنهم عَلَى مَرّ من الأوقات. وتؤخذ تلقُّناً من ملقّن. وتؤخذ سماعاً من الرُّواة الثقات ذوي الصدق والأمانة، ويُتَّقى المظنون.
(هـ) باب القول فِي الاحتجاج باللغة العربية
لغةُ العرب يحتج بِهَا فيما اختلفُ فيه، إِذَا كَانَ "التنازع في اسم أو صفة أو شيء ومما تستعمله العرب من سننها في حقيقة ومجاز، أو ما أشبه ذلك مما يجيء في كتابنا هذا إن شاءَ الله. فأما الذي سبيله سبيل الاستنباط، أو ما فيه لدلائل العقل مجال – فإن العرب وغيرهم فيه سواء؛ لأن سائلا لو سأل عن دلالة من دلائل التوحيد أو حجة في أصل فقه أو فرعه – لم يكن الاحتجاج فيه بشيء من لغة العرب، إذ كان موضوع ذلك على غير اللغات. فأما الذي يختلف فيه الفقهاء – من قوله جل وعز: (أو لامستُم النِساء) وقوله: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قُروء) وقوله جل وعز: (ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم) وقوله: (ثم يعودون لما قالوا) – فمنه ما يصلح الاحتجاج فيه بلغة العرب، ومنه ما يوكل إلى غير ذلك.
(و) باب (القول على لغة العرب هل لها قياس وهل يشتق بعض الكلام من بعض؟)
أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياساً وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجنّ مشتق من الاجتنان. وأن (الجيم والنون) تدُلاَّن أبداً عَلَى الستر. تقول العرب للدّرع: جُنَّة. وأجَنه الليلُ. وهذا جنين، أي هو فِي بطن أمّه أَوْ مقبور. وأن الإنس من الظهور. يقولون: آنَسْت الشيء: أبصرته. وَعَلَى هَذَا سائرُ كلام العَرَب، عَلم ذَلِكَ من عَلِم وجَهِلَه من جهل.. وَلَيْسَ لَنَا اليوم أن نخترع ولا أن نقول غير مَا قالوه، ولا أن نقيس قياساً لَمْ يقيسوه، لأن فِي ذَلِكَ فسادَ اللغة وبُطلان حقائقها. ونكتةُ الباب أن اللغة لا تؤخذ قياساً نَقيسهُ الآن نحن.
(ز) باب (مراتب الكلام فِي وُضوحه وإشكاله)
أما واضح الكلام – فالذي يفهمه كلّ سامع عرَف ظاهرَ كلام العرب. كقول القائل: شربت ماءً ولَقيت زيداً. وكما جاء فِي كتاب الله جلّ ثناؤه: "حُرِّمَتْ عليكم المَيْتَةُ والدمُ ولحمُ الخِنْزير" وكقول النبي صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم: "إِذَا اسْتَيْقَظَ أحدُكم من نومه، فلا يَغْمِسْ يدَه فِي الإِناء حَتَّى يَغْسِلَها ثلاثاً".
وأما المشكل، فالذي يأتيه الإشكال من: غَرابة لفظه، أَوْ أن تكون فِيهِ إشارة إِلَى خبر لَمْ يذكره قائلهُ عَلَى جهته، أَوْ أن يكون الكلام فِي شيء غير محدود، أَوْ يكون وَجيزاً فِي نفسه غير مَبْسوط، أَوْ تكون ألفاظه مُشتركةً.
فأما المُشكلِ لغرابة لفظه – فمنه فِي كتاب الله جلُّ ثناؤه "فلا تَعْضُلوهن"، "ومِن الناس من يعبُد الله عَلَى حَرف"، "وسَيِّداً وحَصُوراً"، "ويُبْرئُ الأكْمَهَ" وغيرُهُ مما صَنَّف علماؤنا فِيهِ كتَبَ غريب القرآن. ومنه فِي حديث النبي صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم: "عَلَى التِّيعَةِ شاة. والتِّيمة لصاحبها. وَفِي السُّيُوبِ الخُمُس لا خِلاطَ ولا وِراطَ ولا شِناقَ ولا شِغارَ
والذي أشكل لإيماء قائله إِلَى خبر لَمْ يُفصح بِهِ – فكقوله: إِن العصا قُرِعَت لِذِي الحِلْمِ.
والذي يشكل لأنه لا يُحَدُّ فِي نفس الخطاب – فكقوله جلّ ثناؤه: ""أقيموا الصلاة" فهذا مجمّل غير مفصل حَتَّى فَسَّره النبي صلَى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم:
والذي أشكل لوجَازة لفظه قولهم:
الغَمَراتِ ثُم َّيَنْجَلِينَا
والذي يأتيه الإشكال من اشتراك اللفظ: قول القائل: وضَعوا اللُّجَّ عَلَى قَفيَّ. (اللج هو السيف) ويظهر هنا أن الإشكال ليس من جهة الاشتراك اللفظي كما زعم ابن فارس وإنما من جهة غرابة اللفظ.
-يتبع/….
(ح) باب (الأسماء كَيْفَ تقع عَلَى المسميات)
يُسمَّى الشيئان المختلفان بالاسمين المختلفين، وذلك أكثر الكلام كرَجُل وفَرَس. ونُسمى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحد، نحو: "عين الماء" و "عين المال" و "عين السحاب".
ويسمى الشيء الواحد بالأَسماء المختلفة (الترادف)، نحو: "السيف والمهنّد والحسام".
والذي نقوله فِي هَذَا: إن الاسم واحد وهو "السيف" وَمَا بعده من الألقاب صفات، ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى. وَقَدْ خالف فِي ذَلِكَ قوم فزعموا أنها وإن اختلفت ألفاظها فإنها ترجع إِلَى معنى واحد. وذلك قولنا: "سيف وعضب وحُسام". وقال آخرون: لَيْسَ منها اسم ولا صفة إِلاَّ ومعناه غيرُ معنى الآخر. قالوا: وكذلك الأفعال. نحو: مضى وذهب وانطلق. وقعد وجلس. ورقد ونام وهجع. قالوا: ففي "قعد" معنى لَيْسَ فِي "جلس" وكذلك القول فيما سواهُ . . . ومن سُنَن العرب فِي الأَسماء أن يسمّوا المتضادَّين باسم واحد. نحو "الجَوْن" للأسود و "الجَوْن" للأبيض. وأنكر ناس هَذَا المذهب وأن العرب تأتي باسم واحد لشيء وضدّه. وهذا لَيْسَ بشيء. وذلك أن الَّذِين رَوَوْا أن العرب تُسمي السيف مهنَّداً والفَرَسَ طِرْفاً هم الَّذِين رَوَوْا أن العرب تُسمِّي المتضادَّين باسم واحد. وَقَدْ جرَّدنا فِي هَذَا كتاباً ذكرنا فِيهِ مَا احتجوا به، وذكرنا ردَّ ذَلِكَ ونقصه، فلذلك لَمْ نكرّرِهُ.
(ط) باب (النحت)
العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو *** من الاختصار، وذلك مثل: "رجل عَبْشَميّ" منسوب إِلَى اسمين، وأنشد الخليل:
أقول لَهَا ودمعُ العين جارٍ ألَمْ تَحْزُنْكِ حَيْعَلةُ المنادي
مكان قوله: "حَيَّ علي". وهذا مذهبنا فِي أنّ الأشياء الزائدة عَلَى ثلاثة أحرف أكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" [ضبط وضبر] وَفِي "الصِّلِّدْم" إنه من "الصَّلد" و "الصَّدْم". وَقَدْ ذكرنا ذَلِكَ بوجوهه فِي كتاب مقاييس اللغة.
معجم مقاييس اللغة
لأبن فارس كتاب آخر نادر في موضوعة وقيّم في مادته هو (معجم مقاييس اللغة)، فهو معجم فريد في بابه ، لا يشبهه في تناول المفردات إلا كتاب (مفردات غريب القرآن) للأصفهاني، إلا أن الأخير خاص بمفردات القرآن الكريم لا يتعداها، وأما المقاييس فقد تناول معظم مفردات اللغة. وقد بُنـي معجم مقاييس اللغة على فكرتين تُعدان من أهم موضوعات فقه اللغة: (1) إن لمفردات العربية مقاييس صحيحة وأصولا تتفرع منها. وهذه الفكرة ذكرها ابن فارس أيضا في الصاحبي في باب (القول على لغة العرب هل لها قياس وهل يشتق بعض الكلام من بعض) حيث قال: "أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياساً وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجنّ مشتق من الاجتنان. وأن الجيم والنون تدُلاَّن أبداً عَلَى الستر. تقول العرب للدّرع: جُنَّة. وأجَنه الليلُ، وهذا جنين، أي هو فِي بطن أمّه أَوْ مقبور." وقد طبق هذه الفكرة في معجم المقاييس. (2) والفكرة الثانية هي رأيه في أصل ما فوق الرباعي، وقد ذكر ذلك في الصاحبي عندما قال: "مذهبنا فِي أنّ الأشياء الزائدة عَلَى ثلاثة أحرف أكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" [ضبط وضبر] وَفِي "الصِّلِّدْم" إنه من "الصَّلد" و "الصَّدْم." ولكنه في المقاييس توسع في تطبيق هذا المفهوم على ما يريو على ثلاثمائة لفظ، وما خرج عن ذلك نسبه إما لزيادة حرف على الثلاثي أو نسبه إلى أصل الوضع. وهنا سنورد أمثلة الاشتقاق الذي اصطلح من بعده على تسميته بالاشتقاق الأصغر:
برم الباء والراء والميم يدلُّ على أربعة أصولٍ: إحكام الشَّيء، والغَرَض به، واختِلاف اللَّونين، و***ٌ من النَّبات.
فأمّا الأوّل فقال الخليل: أبْرَمْتُ الأمرَ أحكمتُه. قال أبو زياد: المبارم مغازلُ ضِخامٌ تُبْرِم عليها المرأةُ غَزْلَها، ويقال أبرمْتُ الحَبْلَ، إذا فتَلْتَه متيناً، وَالمُبْرَم الغزْل.
وأمَّا الغَرَض فيقولون: بَرِمْتُ بالأمرِ عَيِيتُ به، وَأبرَمَنِي أعْيَانِي. قال: ويقولون أرجُو أنْ لا أَبْرَمَ بالسُّؤَالِ عن كذا، أي لا أعْيَا.
وأمّا اختلاف اللَّوْنَيْن فيقال إنّ البريمَينِ النَّوعانِ مِنْ كلّ مِن ذي خِلْطَيْنِ، مثل سوادِ اللَّيْلِ مختلطاً ببياض النهار، وكذلك الدَّمع مع الإثْمِد بَريمٌ. قال أبو زياد: ولذلك سُمّي الصُّبْحُ أوَّلَ ما يبدُو بَرِيماً، لاختلاط بياضِه بسواد اللَّيل؛ وَالبريم شيءٌ تشدُّ به المرأةُ وسَطَها، منظَّم بخَرَزٍ.
والأصل الرابع: البَرَم، (وأطيبُها ريحا) بَرَمُ السَّلَم، وأخْبَثُها ريحاً بَرَمَةُ العُرْفُط، وهي بيضاءُ كبَرَمَةِ الآس. قال أبو زياد: البَرَمَةُ الزَّهرةُ التي تخرج فيها الحُبْلة. أبو الخطّاب: البَرَم أيضاً حُبوبُ العِنَب إذا زادَتْ على الزَّمَعِ، أمثال رُءُوس الذّرّ.
وشذّ عن هذِهِ الأصول البُرَام، وهو القُرَاد الكبير، تقول العرب: «هو أَلْزَقُ مِنْ بُرام»؛ وكذلك البُرْمة، وهي القِدْر.
والظاهر أن الأمر بخلاف ما قال ابن فارس لأن هذه المعاني راجعة إلى أصل واحد وهو اللف والبرم. فالغرض هو الشعور بعصر في الجوف، وبرم الشجر لأن زهرته مبرومة، واختلاف اللونين لأن الحبل يلف منمن شريختين مختلفتي اللون.
جدر الجيم والدال والراء أصلان.
فالأوَّل الجِدار، وهو الحائط وجمعه جُدُر وَجُدْران، وَالجَدْرُ أصل الحائط، ومنه الجَديرة، شيءٌ يُجْعَل للغنم كالحظيرة. ومن هذا الباب قولهم هو جديرٌ بكذا، أي حريٌّ به، وهو مما ينبغي أن يثبت ويبني أمرَه عليه. ويقولون: الجديرة الطبيعة.
والأصل الثاني ظُهور الشيء، نباتاً وغيره. فالجُدرِيّ معروف، وهو الجَدَرِيُّ أيضاً. وَالجَدَر سِلْعَةٌ تظهر في الجَسَد، وَالجَدْر النبات، يقال: أجْدَرَ المكانُ وَجَدَرَ، إذا ظهر نباته.
وَالجَدْرُ: أثر الكَدْمِ بعُنق الحمار، وإنما يكون من هذا القياس لأنَّ ذلك يَنْتَأُ له جلدُه، فكأنَّه الجُدَرِيّ.
جرح الجيم والراء والحاء أصلان: أحدهما الكسب، والثاني شَقّ الجِلْد.
فالأوّل قولهم (اجترح) إذا عمل وكَسَب؛ قال الله عزّ وجلّ: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} (الجاثية21)؛ وإنّما سُمّي ذلك اجتراحاً لأنه عَمَلٌ بالجوَارح، وهي الأعضاء الكواسب. وَالجوارحُ من الطَّير والسباع: ذَوَاتُ الصَّيد.
وأما الآخَر (فقولهم) جرحَه بحديدةٍ جرْحاً، والاسم الجُرْح. ويقال جرَح الشاهدَ إذا ردّ قولَه بِنَثاً غيرِ جميل، وَاستَجْرَحَ فلانٌ إذا عمل ما يُجْرَح من أجله.
عوي العين والواو والياء: أصلٌ صحيح يدلُّ على ليّ في الشىء وعطْفٍ له.
قال الخليل: عَوَيت الحبلَ عَيًّا إذا لويتَه، وعَوَيت رأس النّاقة، إذا عُجْتَه فانعوى، والناقة تَعْوِي بُرَتَها في سَيرها، إذا لوَتْها بخَطْمها، وتقول للرّجُل إذا دعا النّاسَ إلى الفتنة: عوى قومًا، واستعوى. فأمَّا عُوَاء الكلب وغيرِه من السباع فقريبٌ من هذا، لأنّه يَلوِيه عن طريق النَّبْح: يقال عَوَتِ السّباع تَعوِي عُواءً؛ وأمّا الكَلْبة المستحرِمة فإنَّها تسمَّى المعاوِيَة، وذلك من العُواء أيضًا، كأنَّها مُفاعلة منه. والعَوَّاء: نجمٌ في السماء، يؤنّث، يقال لها: «عوّاء البَرْد»، إذا طلعت جاءت بالبرد، وليس ببعيد أن تكون مشتقَّةً من العُواء أيضًا، لأنّها تأتي ببردٍ تعوي له الكلاب؛ ويقولون في أسجاعهم: «إذا طلعت العَوَّاء، جَثَمَ الشتاء، وطابَ الصّلاء»، وهي في هذا السَّجع ممدودة، وهي تمدُّ وتقصر. ويقولون على معنى الاستعارة لسافِلَة الإنسان: العَوَّاء.
ويبدو لنا أن ما قرره ابن فارس من أن عوى الذئب مأخوذ من معنى لوى ليس صحيحا لأنه من الكلمات المحاكية لمعناه أي لصوت الذئب، لأنه يخيل إلينا أن صوته (عووووو).
برق الباء والراء والقاف تعود إلى أصلين أحدهما اللمعان والآخر شئ به نقط بيض وسود. والواقع أن هذا أصل واحد وليس كما زعم. والذي يظهر لنا أنهما يعودان إلى أصل واحد لأن اجتماع البياض والسواد يؤدي إلى حدوث ما يشبه البريق لتداخل اللونين كما يتداخل النور والظلام.
يتبـــــــــــــــع/….[/align]
ما جاء من كلام العرب على أكثَر من ثلاثة أحرف
اعلم أنّ للرُّباعيّ والخُماسيّ مذهباً في القياس، يَستنبِطه النَّظرُ الدَّقيق. وذلك أنّ أكثر ما تراه منه منحوتٌ، ومعنى النَّحت أن تُؤخَذَ كلمتان وتُنْحَتَ منهما كلمةٌ تكون آخذةً منهما جميعاً بحَظَ. والأصل في ذلك ما ذكره الخليل من قولهم حَيْعَلَ الرَّجُل، إذا قالَ حَيَّ عَلى.
ومن الشيءِ الذي كأنَّه متَّفَقٌ عليه قولهم عَبْشَمّى من عبد شمس.
فعلى هذا الأصل بَنَيْنَا ما ذكرناه من مقاييس الرُّباعي، فنقول: إنَّ ذلك على ضربين: أحدهما المنحوت الذي ذكرناه، والضَّرْب الآخر (الموضوع) وضعاً لا مجالَ له في طُرق القياس، وسنبيِّن ذلك بعَون الله.
ما جاءَ منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي
ومن ذلك بَحْثَرْتُ الشيءَ، إذا بَدّدته، وَالبَحْثَرَة: الكَدَر في الماء. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من بحثْتُ الشَّيء في التراب ومن البَثر الذي يَظْهَر على البَدَن، وهو عربيٌّ صحيحٌ معروف، وذلك أنَّه يَظْهَرُ متفرِّقاً على الجِلْد
ومن ذلك السَّحْبَل: الوادي الواسع، وكذلك القِرْبة الواسعة: سَحْبلة؛ فهذا منحوت من سحل إذا صبّ، ومن سَبَل، أومن سَحَبَ إذا جرى وامتدّ،
ومن ذلك المُغَثْمَرُ، وهو الثَوْب الخشنُ الرَّدىء النَّسْج. يقال: ألبستُهُ المغَثْمَرَ لأدفع به عنه العينَ؛ وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من غثم وغثر، أمّا غثر فمن الغُثْر، وهو كلُّ شىء دُونٍ. وأمّا غثم فمن الأغثم: المختلط السَّواد بالبياض.
ما زيد فيه حرف للمبالغة
ومن هذا الباب ما يجيءُ على الرُّباعي وهو من الثلاثي على ما ذكرناه، لكنَّهم يزيدون فيه حرفاً لمعنىً يريدونه مِنْ مبالغةٍ، كما يفعلون ذلك في زُرْقُمٍ وخَلْبَنٍ، لكن هذه الزيادَة تقع أوّلاً وغيرَ أوّلٍ.
ومن ذلك البَحْظَلَة قالوا: أنْ يَقفِزَ الرَّجُل قَفَزانَ اليَربوع، فالباء زائدةٌ؛ قال الخليل: الحاظل الذي يمشي في شِقِّه، يقال مَرَّ بنا يْحَظَلُ ظالِعاً.
ومن ذلك البِرْشاع الذي لا فُؤاد له. فالرَّاء زائدة، وإنما هو من الباء والشين والعين التي تدل على الكراهة والضيق.
ومن ذلك البَرْغَثَة، الراء فيه زائدة وإنما الأصل الباء والغين والثاء. والأبغث من طير الماء كلون الرَّماد، فالبَرْغَثَةُ لونٌ شبيهٌ بالطُّحْلة، ومنه البُرْغُوث.
ومن ذلك البَرْجَمَةُ: غِلَظُ الكَلام، فالراء زائدةٌ، وإنَّما الأصل البَجْم. قال ابنُ دريد: بَجَم الرّجُل يَبْجُمُ بُجُوماً، إذا سكَتَ من عِيَ أو هَيْبَةٍ، فهو باجِمٌ.
ومن ذلك بَرْعَمَ النَّبْتُ إذا استدارَتْ رُءُوسُه، والأصل بَرَع إذا طال ومن ذلك البَرْكَلَةُ وهو مَشْيُ الإنسان في الماء والطِّين، فالباء زائدةٌ، وإنما هو من تَرَكَّلَ إذا ضَرَبَ بإحدى رجليه فأدخلها في الأرض عند الحفْر.
ومن ذلك الفَرقَعة: تنقيضُ الأصابع، وهذا مما زيدت فيه الراء، وأصله فَقَع.
ما وضع من الرباعي وضعا
البُهْصُلَةُ: المرأة القَصِيرة، وحمار بُهْصُلٌ قصير. وَالبُخْنُق: البُرْقُع القصير، وقال الفرّاء: البُخْنُق خِرْقةٌ تَلْبَسُها المرأة تَقِي بها الخِمَار الدُّهْنَ. البَلْعَثُ: السّيِء الخُلُق. البَهْكَثَةُ: السُّرْعة. البَحْزَج: وَلَدُ البَقَرة وكذلك البُرْغُزُ. بَرْذَنَ الرَّجُل: ثَقُل. البرازِق: الجماعات. البُرْزُلُ: الضخم. ناقة بِرْعِس: غَزِيرة. بَرْشَط اللَّحْمَ: شَرْشَرَهُ. بَرْشَمَ الرَّجُلُ، إذا وَجَمَ وأظهر الحُزْن، وَبَرْهَم إذا إدامَ النظَر. والبَرْقَطَة: خَطْوٌ متقارب.
وممّا وضع وضعًا وليس ببعيدٍ أن يكون له قياس: غَرْدَقْتُ السَّتْرَ: أرسلتُه، والغُرْنُوق: الشاب الجميل. والغُرْنَيْق طائر.
كتب على شاكلة الصاحبي في فقه اللغة
هناك كتب أخرى طرقت موضوعات تشبه تلك التي اشتمل عليها كتاب الصاحبي. من هذه الكتب: (الخصائص) لابن جني، و(المزهر في علوم اللغة) للسيوطي.
يتبـــــــــــــع /….[/align]
علم الدلالة: النشأة والماهية
تمهيد:
يرى فريق من الدارسين أن البحث عن المصطلح العلمي في التراث المعرفي العربي القديم، قد لا يقدم للدرس اللغوي الحديث شيئاً ذا أهمية عدا أنه يضع يد الباحث، على التاريخ الأول لميلاد المصطلح ويطلعه على الإطار العام الذي دارت حوله موضوعات “الدراسة” في طورها البدائي، وقد يحصل تطور جذري في مفهوم المصطلح، فينتقل مفهومه من حقل دلالي معين، إلى حقل دلالي آخر خاضعاً لسنن التطور الدلالي الذي يمس بنية اللغة وعناصرها عبر مسارها التاريخي المتجدد، ويخشى على الباحث أن يضيع جهده سدى في خضم البحث عن الولادة الأولية لصيغة المصطلح ودلالته.
لكن الموضوعية العلمية في الدرس اللغوي الحديث، تملي بل تفرض على الباحثين ضرورة تأطير بحثهم تأطيراً علمياً دقيقاً، خاصة إذا كان البحث يتوخى تأصيل الدراسة، والتنقيب عن جذورها في التراث المعرفي المتنوع، سعياً منه إلى ربط الحقائق العلمية الحديثة بأصولها الأولى، وإذا كان دور التأريخ للمصطلح العلمي ينحصر في تحديد نشأة هذا المصطلح، وماهيته الأولى تحديداً دقيقاً أو يحيل على الظاهرة اللغوية التي يمكن أن يشرف عليها المصطلح العلمي الحديث، فإن ذلك يعد فضلاً علمياً في غاية الأهمية خاصة إذا صحب ذلك وعي الباحث وتمكنه من أدوات بحثه بكيفية تعينه على الغوص في التراث المعرفي بمنهجية دقيقة ووسائل ملائمة، مما يتيح فرصة التوصل إلى نتائج علمية مؤكدة قد تلقي أضواء على جوانب هامة من التراث العلمي الزاخر وبالتالي تفتح مجالات واسعة لإعادة اكتشاف هذا التراث اكتشافاً علمياً واعياً، بإدراجه ضمن حركية العلوم الحديثة، وسعياً منا إلى تأطير هذه الدراسة وضعنا منهجية واضحة تمثل قاعدة هذا البحث وهي تشمل فصلاً أولاً بعنصريه: نشأة علم الدلالة، والذي عرضنا فيه للمسار التطوري الذي تبلور من خلاله علم الدلالة الذي انفصل من جملة علوم لغوية مختلفة ليختص بجانب المعنى والدلالة، وآخر علم كان لعلم الدلالة معه وشائج متصلة وهو علم الألسنية بمختلف مباحثه. أما العنصر الثاني من هذا الفصل فقد بسطنا فيه ماهية علم الدلالة، ومختلف المفاهيم التي وردت بها كلمة “دلالة” وما يراد فيها بدءاً من نصوص القرآن الكريم باعتباره كتاب ضبط اللغة العربية وأول أسلوب بياني عجز من مجاراته فصحاء العرب وبلغائهم، وإليه انتهى الإنتاج الأدبي واللغوي الذي يمثل قمة ما أبدعته القريحة العربية الجاهلية، ثم نقلنا الشروحات التي وردت في معاجم اللغة المشهورة وتتبعنا مادة “دلّ” وما اشتق منها. وأنهينا هذا العنصر من الفصل الأول بتقديم تعاريف ومفاهيم كل من اللغويين والعلماء العرب الأقدمين، وعلماء الغرب المحدثين حول الدلالة ومتعلقاتها وحقول مباحثها.
علم الدلالة أو السيمانطيقا أو السيمانتيك Semantics : علم لغوي حديث، يبحث في الدلالة اللغوية، والتي يلتزم فيها حدود النظام اللغوي والعلامات اللغوية، دون سواها، ومجاله: “دراسة المعنى اللغوي على صعيد المفردات والتراكيب”.
* دلالة الكلمات المركبة.
* العلاقات المعنوية القائمة يبن الكلمات (الاشتراك اللفظي، الترادف الدلالي، *التشاكل الدلالي، التضمن الدلالي… ).
* شروط الصدق الخاصة بالملفوظات.
* التحليل النقدي للخطاب.
* التداولية منظورا إليها كفرع من الدلالية.
إن مصطلح الدلالية يستخدم عادة في مقابل مصطلح التركيبية (أو الدالية) في الدراسة التي تتناول لغات البرمجة ضمن ميدان المعلوميات، فهناك بين الدلالية والتركيبية نفس العلاقة الموجودة بين المحتوى والصورة.
في البرمجة: كيفية تأثير الأمر البرمجي أو الكود أو عدة أكواد أو الأوامر على تنفيذ البرنامج . بكلمات أخرى معنى الكود البرمجي في وقت التنفيذ, ماذا يفعل و على ماذا يؤثر. مقتبس عن:”Java, Java, Java:
Object Oriented Problem Solving, Third Edition By Ralph Morelli, Ralph Walde
– Trinity College”
عند الاغريق
أولى الفلاسفة اليونانيون اهتماماً كبيراً لقضية الدلالة في أبحاثهم. ومن أهم القضايا الدلالية التي تناولها اليونان بالدراسة، قضية العلاقة بين اللفظ ومعناه والتي تعارضت فيها نظريتان. ترى الأولى أن العلاقة بين اللفظ ومعناه طبيعية، وترى الثاني أن العلاقة ناجمة عن عرف واصطلاح وتراضٍ بين البشر. ونجد أفلاطون وهو أشهر من يمثل الاتجاه الأول في حواره كراتيل من “أن للألفاظ معنى لازماً متصلاً بطبيعتها أي أنها تعكس –إما بلفظها المعبر وإما ببنية اشتقاقها –الواقع الذي تُعَبِّرُ عنه.” أما الاتجاه الثاني، فيمثله آرسطو إذ يعد الناطق بهذه النظرية القائلة لأن “للألفاظ معنى اصطلاحياً ناجماً عن اتفاق وعن تراضٍ بين البشر.”
عند المسلمين
ظهرت بدايات هذا العلم عند العرب والمسلمين وقد برع الكثيرون منهم مثل: ابن خلدون، والجرجاني والسكاكي وغيرهم، والذي وصلوا إلى دراسة معنى الكلمة (الدال والمدلول)، ومعنى الجملة (الإشارة، والإستدلال)، وتناوله اللغويون الغربيون المحدثون بالبحث والدراسة في أواسط القرن المنصرم؛ حتى غدا اليوم علماً متكاملاً يدرس في أكثر جامعات العالم.
عند الغربيين
ويرجع أول ظهور لدراسة علمية خاصة بالدلالة إلى أواخر القرن التاسع عشر هي تلك التي قام بها اللغوي الفرنسي ميشال بريال MICHEL BREAL حين كتب بحثاً بعنوان “مقالة في السيمانتيك Essai de
semantique وذلك سنة 1897. فميشال بريال هو “أول من استعمل المصطلح “سيمانتيك” لدراسة المعنى”.
وقد كانت دراسة المعنى عنده منصبة على اللغات الهندية الأوروبية مثل اليونانية واللاتينية والسنيكريتية وعدَّ بحثه آنذاك ثورة في دراسة علم اللغة، وأول دراسة حديثة خاصة بتطور معاني الكلمات. وهذا يعني أن الدراسة الدلالية عنده كانت “مقصورة في الواقع على الاشتقاق التاريخي.” وفي سنة1923 ظهر كتاب آخر تحت
عنوان “معنى المعنى” الذي ألفه الإنجليزيان أوجدن Ogdan وريتشاردز Richards. وقد جاء هذا الكتاب نتيجة التأثير الكبير الذي أحدثه ميشال بريال إذ كان بمثابة الموجه إلى قضية هامة تعنى بالمعنى هي السيمانتيك.
أصل اصطلاح الكلمة: علم الدلالة هو اصطلاح حديث لكلمة Semantique الفرنسية أو Semanticsالإنجليزية. وأصل الكلمة الفرنسية هو اصطلاح وضعه اللغوي الفرنسي Bréal (بريال) سنة 1897وورد في كتابه Essai de sémantique (مقالات في علم الدلالة) والكلمة تعود إلى الكلمة اليونانية sema التي تعني “علامة”. ومما يجدر ذكره هنا أن كلمة sema المؤلفة من الأصلين الحرفين s m قريبة الشبه من الجذر العربي المؤلف من الأصلين س ، م اللذين يرافقهما حرف لين، فهناك:
– سمة “علامة” المشتقة من الأصل (و)سم “علّم الشيء”.
– اسم الذي يبدو أنه يعود إلى وسم.
وقد اختلف المؤلفون العرب في مقابلة مصطلح Semantics فبعضهم يقابله بعلم المعنى وبعضهم يقابله باصطلاح دلالة الألفاظ ولكن المقابل الأكثر شيوعا الآن هو علم الدلالة.
موضوع علم الدلالة:
(أ) معاني المفردات:
لقد تطور موضوع علم الدلالة عبر تاريخه الحديث. ففي بدايته كان محط اهتمامه هو البحث في أصل معاني الكلمات وطرق تطور تلك المعاني. وهذا المفهوم التصق بتعريف هذا العلم عند عدد من الدارسين:
– يبيّن بيير جيرو في كتابه La Semantique موضوع هذا العلم بأنه “يُعنى بدراسة معنى الكلمات”.
– يعرف أولمان semantics بأنها “دراسة معاني الكلمات” (semantics, 1).
وهذه التعريفات في الواقع تنطبق الآن على “علم الدلالة المعجمي”.
(ب) معاني المفردات والتراكيب:
مع تطور العلم أصبح واضحا أن حل مشكلة معاني المفردات ما هو إلا خطوة بداية من سلسلة طويلة من الخطوات التي تؤدي إلى كشف المعنى. وإذا كان الهدف من علم الدلالة الوصول إلى المعنى فعليه أن يعالج مستويات أخرى من اللغة بجانب المستوى المعجمي, ومن أهم هذه المستويات هي التراكيب والجمل. وقد بيّن بعض الدارسين أن من مسوغات إدخال دراسة معاني التراكيب في علم الدلالة:
(1) هناك معان مرتبطة بالتراكيب المختلفة برغم تشابه مفرداتها. من أمثلة ذلك:
– قرأ أخي رسائل ابن العميد.
– قرأ ابن أخي رسائل العميد.
– قرأ ابن العميد رسائل أخي.
– قرأ العميد رسائل ابن أخي.
فبرغم اشتمال الجمل السابقة على المفردات: قرأ – ابن – أخي – العميد – رسائل إلا أن كل جمل لها معناها الخاص مما يدل على أن هناك معنى وراء معاني المفردات يتعلق بالتراكيب. ومن أمثلة ذلك أيضا:
– الثعلب البني الذي كاد يقتنص الأرنب كان سريعا.
– الثعلب السريع الذي كاد يقتنص الأرنب كان بنيّا.
فالجملة الأولى تقدما مسبقا “لون الثعلب” وتُقدم لنا سرعته كمعلومة خبرية جديدة؛ والجملة الثانية نعرف منها مسبقا “سرعة الثعلب” في شكل معلومة مبتدأ قديمة وتقدم لنا لونه كمعلومة خبرية جديدة.
(2) أنها عرضة للإشكالات نفسها التي تتعرض لها الكلمات المفردة. ومن هذه الإشكالات الدلالية:
* الاشتراك الهومونيمي: وهو في الكلمات “دلالة كلمات متشابهة في اللفظ ومختلفة في الأصل على معان مختلفة” ومن أمثلته في الكلمات المفردة:
– كلمات: غرب “الجهة”، غرب “الدلو”.
– كلمات الجد “أبو الأب أو أبو الأم”، الجد “الحظ”، الجد “الشاطئ”.
– كلمات السائل “الذي يسأل”، السائل “الذي يسيل”. (لاحظ أننا كررنا الكلمات لأنها مفردات مستقلة وليست مفردة واحدة.
والاشتراك الهومونيمي قد يكون في الجمل، فيكون تعريفه “دلالة عدد من الجمل المتشابهة في اللفظ والمختلفة في الأصل على معانٍ مختلفة”، ومن أمثلته في الجمل:
– زيارة الأقارب مزعجة، التي أصلها “زيارة الأقارب لي مزعجو لي”.
– زيارة الأقارب مزعجة، التي أصلها “زيارة الأقارب لي مزعجة لهم”.
– زيارة الأقارب مزعجة، التي أصلها “زيارتي للأقارب مزعجة لي”.
– زيارة الأقارب مزعجة، التي أصلها “زيارتي للأقارب مزعجة لهم”.
– أنا لا أريد نصحك، التي أصلها “أنا لا أريد أن أنصحك”.
– أنا لا أريد نصحك، التي أصلها “أنا لا أريدك أن تنصحني”.
– أطعمت عشرين رجلا وامرأة، التي أصلها “أطعمت عشرين رجلا وأطعمت امرأة”
– أطعمت عشرين رجلا وامرأة، التي قد يكون أصلها مثلا “أطعمت خمسة عشر رجلا، وأطعمت خمس نساء”.
– أطعمت عشرين رجلا وامرأة، التي قد يكون أصلها مثلا “أطعمت عشرين رجلا، وأطعمت عشرين امرأة”.
– أخبر صالح عليا أنه ناجح، التي قد يكون أصلها “أخبر صالح عليا أن صالحا ناجح”.
– أخبر صالح عليا أنه ناجح، التي قد يكون أصلها “أخبر صالح عليا أن عليا ناجح”.
– الطالب الفائز أخوه ناجح، يمكن اعتبار أن الخبر هو (أخوه ناجح)؛ فتكون الجملة موزعة بهذا الشكل:
[الطالب الفائز] [أخوه ناجح].
– الطالب الفائز أخوه ناجح، يمكن اعتبار أن الخبر هو (ناجح)؛ فتكون الجملة موزعة بهذا الشكل:
[الطالب الفائز أخوه] [ناجح].
* الاشتراك البوليسيمي:
تعريفه في المفردات: هو دلالة كلمة واحدة على معان مختلفة تربطها علاقة دلالية. مثل:
– عين التي من معانيها: “عضو البصر”، و”البئر”، و”الجاسوس”، و”قرص الشمس”، و”الثقب في القربة”، والنقرة في الركبة”، و”الذهب”، و”السيد”.
– قرن الني من معانيها: “روق الحيوان”، “غطاء الهودج”، و”الجبل الصغير”، و”طرف الشمس من وراء الجبل”، و”أول الشيء”، و”فترة من الزمان”.
– يد التي من معانيها: “عضو”، “مقبض الشيء”، “سبب”، و”جناح”، و”القوة”.
وتعريف الاشتراك الواقع في الجمل والتراكيب يكون على النحو التالي: “دلالة جملة واحدة على معان مختلفة”، ومن أمثلته:
– قوله – صلى الله عليه وسلم- لنسائه قبيل وفاته “أسرعكنّ لحاقا بي أطولكنّ يدا”. ومما يدل على دلالة هذه الجملة معان متعددة أن أصحابه ظنوا أنه عنى أن التي تموت بعده مباشرة هي عائشة _رضي الله عنها- لأنها كانت طويلة اليدين، ولكنه في الواقع كان يعني زينب لأنها هي التي توفيت بعده، وعليه فمعنى كلامه :أن التي تموت بعده هي الكثيرة العطاء والجود”.
– مُدّ يدك لأخيك. قد تفيد معناها الحرفي تماما، أي صافح أخاك، وقد تفيد المعنى المجازي “ساعد أخاك”.
– اقتحم العقبة. هذه الجملة قد تفيد معنى حرفيا “اصعد المكان العالي من الجبل”، وقد تفيد معنى مجازيا “تغلب على الصعوبات”.
– قوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) (الذاريات: 47)، قد يُفهم من هذه الآية “أن الله تعالى بنا السماء بأياديه حقيقة، وقد يُفهم منها “أنه بناها بقوة واقتدار”
* الترادف: وهو في المفردات: دلالة عدد من الكلمات المختلفة اللفظ على معنى واحد، مثل:
– عام، سنة، حول ” مدة زمنية طولها اثنا عشر شهرا”.
– صديق، رفيق، صاحب.
– كريم، جواد، سخي.
– حسام، سيف، مهند، فيصل.
وتعريفه في الجمل: دلالة عدد من الجمل المختلفة اللفظ على معنى عامّ واحد، مثل:
– سرق اللصُّ المال، اللصُّ سرق المال، سُرِق المال.
– طابت نفسُ عليٍّ، طاب عليٌّ نفساً.
– محمدٌ أبوه أديبٌ. أبو محمد أديب