وفي انتظار ملخص الرسالة بعون الله…………………….. …….ونال الباحث :فاروق حمزة درجة الماجستير بتقدير امتياز
وفي انتظار ملخص الرسالة بعون الله…………………….. …….ونال الباحث :فاروق حمزة درجة الماجستير بتقدير امتياز
اللغة العربية وعلومها
وكذلك انه كان دائماً يتمثل بقول الشاعر:
من لم يقد فيطير في خيشومه /////////رهج الخميس فلن يقود خميسا
فما معنى هذا البيت ايضاً؟
حروف الزيادة (الزائدة)في الإملاء
M :
مصطلحات ينبغي إيضاحها قبيل الشروع في البحث :
عبر العرب عن الكتابة بأشياء كثيرة منها
الكتابة –الرسم –الخط –النقش –الإملاء –التصوير-النسخ
8 أولاً:الكتابة:مصدر الفعل كتب كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً وكَتَّبَه خَطَّه.
قال أَبو النجم: أَقْبَلْتُ من عِنْدِ زيادٍ كالخَرِفْ
تَخُـطُّ رِجْلايَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ
تُكَتِّبانِ في الطــَّريقِ لامَ أَلِفْ [1]
وفي المقاييس الكاف والتاء والباء أصل صحيح يدل على جمع الشيء إلى الشيء ومن ذلك الكتاب والكتابة [2] والمقصود جمع الألفاظ بحروف ورموز تدل عليها وتعبر عنها
الرسم[3]: الرَّسْمُ الأَثَرُ وقيل بَقِيَّةُ الأَثَر والجمع أَرْسُمٌ ورُسومٌ الرَّسْمُ والرَّشْمُ للأَثر ورَسَمَ على كذا و رَشَمَ إذا كتب .
أما الخط : فهو الكتابة ونحوها مما يُخَطُّ[4]
النقش : نَقَشَه يَنْقُشُه نَقْشاً وانْتَقَشَه نَمْنَمَه فهو مَنْقُوشٌ ونَقَّشَه تَنْقِيشاً والنَقّاشُ صانِعُه وحِرْفتُه النِّقَاشةُ والمِنقاشُ الآلةُ التي يُنْقَش بها[5] أي ينحت ويكتب بها على الحجر خاصة
الإملاء:
التصوير: نقل المصور من حال إلى حال غير أنها لا تتم من قبل الكاتب (المملي )بل من قبل السامع (المملى عليه)
النسخ:عملية الكتابة نسخ الشيءَ ينسَخُه نَسْخاً و انتسَخَه واستنسَخَه اكتتبه عن معارضه[6]
ومن جميل تعريف الخط قول أرسطو: الخط هندسة روحانية وإن ظهرت بآلة جسمانية[10]
و جمال الخط وحسن تقويمه من الآداب التي ينبغي على الخطاط أن يتقنها، ومما جاء في ذلك قول ابن قتيبة في أدب الكاتب الْكُتَّاب يزيدون في كتابة الحرف ما ليس في وزنه ليفصلوا بالزيادة بينه وبين المُشْبِهِ له ويسقطون من الحرف ما هو في وزنه استخفافاً واستغناء بما أُبْقِيَ عما أُلْقِيَ إذا كان في الكلام دليل على ما يحذفون من الكلمة.)[11]، وقد فطنوا منذ القديم إلى ضرورة معرفة الزائد من الحروف في الكتابة العربية وفطنوا إلى اختلافها عن خط المصحف وتميزه عنها فقد نقل السيوطي قول ابن درستويه أنهم نصوا على أن خطان لا يقاسان خط المصحف والعروض )[12] إلا أنهم خالفوا فجاروا المصحف في اللفظ مثل لكن والسموات في كتابتهم ومن الكتاب من كتب بعض الكلمات ككلمة الليلة بلام واحدة معتبرا كتابته أجود إتباعاً لرسم المصحف[13].
وتنتصر الكتابة العربية للحروف الصوامت (السواكن)فتثبتها في الكتابة فيما تهمل كتابة الإشارات الصوتية كالإشمام في الوقف وأنصاف الصوائت من فتحة وضمة وكسرة ضمن الكلمات وترمز لها رمزا بإشارات فوق الحرف أو تحته فالعربية تعبر عن فعل الكتابة بـ (كتب ) ولا تكتب (كا تا با )وفي ذلك اختصار وإجمال على عكس الكتابة في اللغات الأخرى كالفرنسية التي تعبر عن فعل الكون etre)) مع المفرد المذكر فتقول: il est)) فيلفظ القارئ بها (إيل أيي فتضيع حروف الـ (e)والـ (s) والـ (t) في اللفظ .
والعربية تتفوق على الفرنسية مثلاً في أن الكاتب لحروفها وكلماتها يسجل ما يسمع دون تخلف الحروف في الكتابة إما إقلالا وإما زيادة فالعربية تعبر عن فعل الكون للمفرد المتكلم مثلا بـ(أكون) فيما الفرنسية تعبر عنه بـ (je suis) فأين ال ( s) الأخيرة ؟مثل هذا كثير في الإنكليزية و….إلخ
أما حُروفُ الزِّيادة التي تثبتها الكتابة العربية فهي التي تُكْتب ولا يُنْطَق بها، وهي على الترتيب
(الألــف والــواو والهــاء (هاء السكت ))
أولاً الألف وهي أقسام :
الأول : بعدَ واوِ الجماعَةِ المُتطرِّفَة وهي ألف التفريق[14] ، ويسميها بعضهم ألف الفصل [15] وهي المتَّصلَةِ
بفعلٍ ماضٍ نحو (فعلوا)
أو فعل أمرٍ نحو ” “افعلوا”
أو مضارعٍ مَنْصوبٍ أو مَجْزُومٍ كما في قوله تعالى: (ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ }[16].
أما إن تلا الفعل المتصلة به واو الجماعة ضمير فتحذف هذه الألف لفوات الحاجة إليها نحو “أتوك
وقيل في سبب زيادتها التفريق بين هذه الحالات والفعل الماضي الذي تكون لامه واوا نحو (ندعو )وكذلك الاسم المجموع جمعا سالما المحذوفة نونه للإضافة نحو (جاء لاعبو الكرة ) وقيل للتفريق بين واو الأفعال المنتهية بواو و واو النسق نحو (ندعو ونسمو)[17].
الثاني زِيادَتُها في: “مائة”[18]:
زيدت فَرْقاً بَيْنَها وبَيْن “مِنه” (هذا حينَ لَمْ يكُنْ همزٌ ولا إعْجَامٌ – أي تَشْكيل أمَّا وقَدْ اخْتَلَفَ الحال فينبغي أنْ تَرْجع إلى أصْلها، فتكتب “مئة” نحو “فئة” وكَتَابتها “مائة” أفسد على كثير من الناس النطقَ بها على ما يجِب أن تُنطق به، وإنما ينطقون بها بألف، وكذا الخمسمائة مثلاً، والأولى أن تكتب خمس مئة، ولا داعي أيضاً لاتصالهما) وبعضهم كتبها “مِأة” على أساس رأي بَعْضهم أن الهَمْزَة في الوسط تُكْتَبُ ألفاً في كلَّ حَالٍ، وهذا خلاف المشهور. ومن العلماء كالسيوطي من يَحذِفُ الألِفَ من “مِئةٍ” في الخطِّ وهو أَقْرَبُ إلى الصواب وقد قرر مجمع اللغة العربية في القاهرة حذف الألف من مئة وجاء نص القرار كالتالينظراً إلى أن المجمع أقر حذف ألف مائة، والتزام ذلك مع وصل كلمة “مئة” بثلاث ونحوها يزيد صورتها غموضاً، فالفصل أقرب إلى الهداية. ونظراً إلى أن الإعراب يقع على ثلاث ونحوها، فيجب الفصل لبيان حركة الإعراب على آخر الكلمة. ونظراً إلى أن الفصل فيه تيسير على الناشئين. توافق اللجنة على أن نفصل الأعداد من ثلاث غلى تسع عن “مئة”، فتكتب هكذا ثلاث مئة، أربع مئة… إلى تسع مئة.)
القسم الثالث :ألف الإطلاق[19] :
:وهي المزيدة لغاية إطلاق الصوت بالحرف المتحرك بالفتحة وهذه الزيادة خاصة بالشعر دون النثر نحو قول أحمد شوقي[20]:
إذ الأصل :العابرينَ فزيدت الألف إشباعا لحركة الفتحة المشكولة بها نون جمع المذكر السالم العابرين.
القسم الرابع :بعد الاسم المنصوب[21] :
عدا المنتهي بهمزة فوق الألف نحو (سمعت نبأ) والمنتهي بهمزة على السطر مسبوقة بألف نحو (سمعت أنباءً سارة ) والمنتهي بتاء مربوطة نحو (اشتريت قطعةً من قماش ناعم ) نحو سافرت صباحاً
القسم الخامس :الألف في ضمير المفرد المتكلم (أنا):
وممن قال بزيادتها ابن الحاجب[22] وذكر السيوطي في الهمع [23]زيادتها و بأنها تسقط وصلا لكن القارئ إذا وقف عليها يقف بالألف[24]
ثانيًا الواو[25]:
تزاد الواو في وسط الكلمة وآخرها وتمتنع في أولها وزيادتها مضبوطة المواضع :
1. في اسم الإشارة للجمع (أولئك )[26]غير المقترن بهاء التنبيه (يقول صاحب جامع قواعد اللغة العربية [27]:” فقد تَظَاهَرَتِ النُّصوصُ على أَنَّهم زَادُوا الوَاوَ فَرْقاً بينَها وبين “إلَيْكَ” وكانتِ الوَاوُ أوْلَى من الأَلفِ لِمُنَاسَبَةِ الضَّمَّةِ، وأوْلَى مِن الأَلِف أيضاً لاجْتِماع المِثْلَيْن.
2. وزَادُوا الواو أيضاً في “أُولُو” و “أولاَتُ” من غير ما عِلَّةٍ.[28] والراجح المناسبة بين الهمزة المضمومة المبدوء بها
3. وزَادَ بعضُهم الواوَ في نحو “أُوخَيّ” المصغر فَرْقاً بينها وبَيْنَ “أَخِي” المكبَّر، وهذا جِلافُ المَشْهور، والأكْثَرون لا يَزِيدونُها لأنَّ الأصلَ عدمُ زِيادَتها. [29]
4. وزِيدَتِ الوَاوُ أَيْضاً في “عَمْرو” للفَرقِ بينَهُ وبينَ “عُمَر” واختَصَّت الواوُ بحَالَتَي الرَّفْعِ والجَرِّ، أمَّا في حَالَةِ النّصب فيُكتبُ بألفٍ نحو: “رأيتُ عَمْراً” لأنّ “عُمَر” مَمْنُوعٌ من الصرف. ويبدو أن الكلمة من بقايا الخط النبطي الذي يقال إن العرب اشتقوا منه كتابتهم إذ كانوا يضيفون واوا على الأسماء المنونة فسارت العربية على نمط الخط النبطي في ذلك [30]وقيل زيدت للتفريق بين عمرو وعَمْري التي للقسم كقولنا لعمر الله[31]
وقد اشترط بعضهم لزيادتها شروط منها [32]:
· ألا تضاف إلى ضمير نحو عمرهم
· ألا تصغر نحو عمير
· ألا تعرف بال نحو العمير
· ألا تكون منسوبة (عمري
5. وقد تزاد لإشباع ضمة ميم جمع الذكور العقلاء في الشعر [33]نحو قول بشار بن برد:
و عند من يشبعون ضمة ميم السلام نحو السلام عليكمو =السلام عليكم[34]
زيادة هاء السكت [35]:
وهي زيادة لفظية اقتضتها رغبة الناطق بالراحة ومد النفس بالحرف بعد حرف محذوف غالبا أو الرغبة في المحافظة على الحرف المحذوف لفظيا و(الاعتناء بالحرف الباقي لأنه سيبقى حرفا واحدا[36] نحو( لمه) والأصل (لم ) )وتكون في
· أمر اللفيف المفروق نحو (فه) من وفى لكنها تحذف إن اتصلت بضمير نحو عي درسكِ
· ما الاستفهامية نحو (مه) مه فعلت؟=ما فعلت
· ويجوز إلحاقها بكل متحرك بحركة بناء أصلية كالضمائر وأسماء الإشارة وأسماء الموصول وأسماء الاستفهام وأسماء الأفعال[37] ومن هذا قوله تعالى :چ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ [38]}:
توصيات يرجى الأخذ بها :
ينبغي التسليم بأن الكتابة العربية والعالمية لم تستقر بعد فهي عرضة للتطور والتغير وتاريخ الحروف العربية خير شاهد على ذلك فهي كانت منفصلة ثم اتصلت ثم أعجمت ثم ضبطت حركاتها بقواعد أهل اللغة والنحو من هذه التوصيات
1. جعل الكتابة العربية معبرة عن اللفظ من ذلك كتابة (لكن )هكذا(لاكن)وكتابة الرحمن (الرحمان) كتابة كلمات من مثل (داود هكذا (داوود) وإسحق (إسحاق)
دائماً لأن هذه الكلمات تأثرت بكتابة المصحف وخط المصحف كما سبق لا يقاس عليه
2. مراعاة كتابة الهمزة الأولية قطعاً كانت أم وصلاً وخصوصاً في الأعلام من مثل (إسبانيا) وعدم كتابتها (اسبانيا)لأن الكلمات التي همزتها همزة وصل معدودة ومشهورة .
3. ضبط الهمزة بالقاعدة القياسية المدرسية أينما كانت
4. تعليم الإملاء من خلال النصوص لا القواعد الجامدة لأن النص سابق للقاعدة مصحح لها ومعزز وليس العكس .
5. إعطاء أولوية لمادة الإملاء في الصفوف الأولى وإدراجها كمادة لها خصوصيتها مثل النحو والأدب في الجامعات
6. التشدد في محاسبة المخطئين إملائياً لأن الكتابة هي صورة الفكر فإذا جاءت الكتابة مشوَّهة كان ذلك دليلاً على تشوه تصور المفكر والدارس للعلم الذي يبحث فيه .
[1] اللسان مادة كتب م 6 ص1429
[2] مقاييس اللغة ج5ص158
[3] للسان م3ج18ص1646
[4] اللسان م2ج14ص1198
[5] اللسان م6 ج50ص4522
[6] اللسان م6 ج50ص4407
[7] همع الهوامع السيوطي ج3ص460 شرح شافية ابن الحاجب – (ج 3 / ص 312)
[8] كشاف اصطلاحات العلوم والفنون ج ا ص746
[9] صبح الأعشى ج 3 – ص 6
[10] تاريخ الخط العربي وآدابه ص8
[11] أدب الكاتب .ابن قتيبة ص 213
[12] همع الهوامع السيوطي ج3ص460
[13] الكتابة العربية من النقوش إلى الكتاب المخطوطص365
[14]أدب الكاتب لابن قتيبة ص 225همع الهوامع السيوطي ج3ص474الإملاء العربي .عبد السلام هارون ص35الإملاء العربي .أحمد قبش ص77 الوسيط في قواعد الإملاء الإنشاء ص101 الإملاء و الترقيم في الكتابة العربية” – عبد العليم إبراهيم ص71ا اللغة العربية أداء و نطقا و إملاء و كتابة. فخرى محمد صالح ص163.شرح شافية ابن الحاجب ج3ص327
[15]أدب الكاتب لابن قتيبة ص 225 الوسيط في قواعد الإملاء والإنشاء –عمر فاروق الطباع ص (101 )
[16] – فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } البقرة24
[17] أدب الكاتب لابن قتيبة ص 225
[18] جامع الدروس العربية ص 268 اللغة العربية إملاء ونطقا و كتابة –فخري محمد صالح ص( 167)قاموس القران الكريم ص20الموجز في قواعد اللغة العربية سعيد الأفغاني ص371 أدب الكاتب لابن قتيبة ص246همع الهوامع ص475
النحو العصري –سليمان فياض ص(342)
[19] اللغة العربية إملاء ونطقا –فخري محمد صالح ص( 167)- الإملاء و الترقيم في الكتابة العربية” – عبد العليم إبراهيم ص(61) الوسيط في قواعد الإملاء الإنشاءص103الإملاء العربي .أحمد قبش ص77 قواعد الإملاء العربي بين النظرية و التطبيق . حسن شحاته و احمد طاهر حسنين ص82
[20]الشوقيات – أحمد شوفي ص214
[21] الإملاء و الترقيم في الكتابة العربية” – عبد العليم ابراهيم ص(61-62)
[22] الشافية في علم التصريف – (ج 1 / ص 16)
[23] همع الهوامع فى شرح جمع الجوامع ـللإمام السيوطى ج3ص461
[24] للتوسع ينظر بحوث في التصريف المشترك للدكتور محمود راشد أنيس ص99
[25] -جامع الدروس العربية ص268 – الإملاء و الترقيم في الكتابة العربية .عبد العليم إبراهيم ص(62-63) قاموس القرآن الكريم ص21
[26] همع الهوامع فى شرح جمع الجوامع ص446
[27] جامع قواعد اللغة العربية عبد الغني الدقر
[28] جامع قواعد اللغة العربية عبد الغني الدقر
[29] الكتابة العربية ص369 أدب الكاتب لابن قتيبة ص246همع الهوامع ج3 ص474
[30] الكتابة العربية من النقوش إلى الكتاب المخطوط ص368
[31] أدب الكاتب .ابن قتيبة ص 245-246
[32]الإملاء و الترقيم في الكتابة العربيه” – عبد العليم ابراهيم ص83
[34] اللغة العربية إملاء ونطقا –فخري محمد صالح ص (170)
[35] اللغة العربية إملاء ونطقا –فخري محمد صالح ص(170)
[36] الموجز في قواعد اللغة العربية سعيد الأفغاني 368
[37] نفس المصدر ص 69
[38] القران –سورة الحاقة الآيات25.26……28.29)
ونصل إلى العروض ليخبرنا أن هذه الصيغة تمثل الوحدة العروضية الكبرى من وحدات بناء التفاعيل.
كيف؟
إنها الفاصلة الكبرى الذي رمزها هو ////0، وهذه تتحقق في تفعيلة /0/0//0 مُسْتَفْعِلُنْ بحذف الثاني الساكن “زحاف الخبن” والرابع الساكن “زحاف الطي”، فتصير ////0 “مُتَعِلُنْ”، وتتحول إلى “فَعَلَتُنْ” تحسينا.
وهناك من ينكر هذه الفاصلة كمكون من مكونات وحدات العروض اعتمادا على أنها تتكون من وحدتين صغيرتين هما السبب الثقيل //، والوتد المجموع //0
ونختم الجولة مع علم الدلالة في مستواه الصرفي الذي يخبرنا أن هاتين الصيغتين من صيغ جموع الكثرة المختلف في بدئها ما بين فريق يرى أن بدء جمع الكثرة عشرة إلى ما لا نهاية، وآخر يرى أن البدء من الثلاثة إلى ما لا نهاية.
ألا ترى أنه لما كثر بسم الله حذفت منه الألف وما يحذف لكثرة استعماله أكثر من أن أذكره منه قولهم لا أدر ولم يك ولم أبل وكتبوا باسم المهيمن وباسم الخلاق وباسم رب العزة وغير ذلك مما لم يكثر استعماله كثرة بسم الله بالألف على الأصل .
والكنية أيضا قد كثرت صفتها بابن مضافا إلى مثلها أو غيره من العلم واللقب ، وصار ابن مع ما قبله تقدمت الكنية عليه أو تأخرت عنه كالشيء الواحد فيجب أن تحذف الألف من الخط إذ لا فرق بين الكنية واللقب والعلم في ذلك.
واعلم أن الشاعر ربما اضطر فأثبت التنوين في هذه المواضع التي ذكرناها لأن ذلك هو الأصل قال الشاعر
( جارية من قيس ابن ثعلبة … كأنها حلية سيف مذهبة )
وقال الحطيئة
( إلا يكن مال يثاب فإنه … سيأتي ثنائي زيدا ابن مهلهل )
ومن فعل ذلك لزمه إثبات الألف في ابن خطا.
إلى هذا رأيت جميع أصحابنا يذهبون والذي أرى أنا أنه لم يرد في هذين البيتين وما جرى مجراهما أن يجري ابنا وصفا على ما قبله، ولو أراد ذلك لحذف التنوين فقال : من قيس بن ثعلبة ، وزيد بن مهلهل.
ولكن الشاعر أراد أن يجري ابنا على ما قبله بدلا منه ، وإذا كان بدلا منه لم يجعل معه كالشيء الواحد ، وإذا لم يجعل معه كالشيء الواحد وجب أن ينوى انفصال ابن مما قبله .
وإذا قدر ذلك فيه فقد قام بنفسه ، ووجب أن يبتدأ به ، فاحتاج إذن إلى الألف لئلا يلزم الابتداء بالساكن.
وعلى ذلك تقول : كلمت زيدا ابن بكر – كأنك تقول : كلمت ابن بكر ، وكأنك قلت : كلمت زيدا كلمت ابن بكر ؛ لأن ذلك شرط البدل ؛ إذ البدل في التقدير من جملة ثانية غير الجملة التي المبدل منه منها .
يقول الشاعر:
لا خير في العلم إن لم يرق صاحبه … على أساس من الأخلاق في الصغر
كم عالم فاسد ضلت مذاهبه … وقد غدا علمه شرا على البشر
إبليس أعلم الفسق قاطبة … والناس تلعنه في البدو والحضر
العلم كالغيث والأخلاق مزرعة … إن تخبث الأرض تذهب نعمة المطر
والجهل أفضل من علم يدنسه … نضج الرذيلة من أخلاق مقتدر
البيضاء